افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 13 شباط 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الثلاثاء 13 شباط 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الحريري في بيروت زائراً صامتاً: لا عفو سعودياً بعد

 

 كما كانَ مُنتظراً، وصلَ رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري مساء الأحد إلى بيروت لإحياء الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، في زيارة تستمر نحو أسبوع. توقيت الزيارة، جعل التمنيات تطغى عليها، في وقت تمرّ المنطقة منذ عملية "طوفان الأقصى" بتحوّلات كبيرة يراهن عليها جمهور الحريري علّها تعيده مجدّداً إلى الحياة السياسية.خرقَ وصول "الشيخ" الرتابة السياسية التي تعيشها البلاد منذ 7 أكتوبر الماضي، وحرّك كلّ من يمنّي النفس بعودته من المنتمين أو المتعاطفين وحتى "المنقلبين". أغرب ما في الصورة التي رافقته، حالة الابتهاج به وكأنه "العائد المُحرّر" مرة ثانية من الرياض التي احتجزته وأجبرته على الاستقالة عام 2017. لم يكن "تغييب" الحريري اختباراً لقاعدته السّنية، فحسب، بل أيضاً الوطنية التي جرّبت حال "اللازعامة" على مستوى الطائفة، وجعلت حتى خصوم الرجل يرحّبون بعودته ويطالبون بها، تعبيراً عن الحاجة إلى وجوده كشريك في الحكم، منادين ضمناً بمنحه عفواً سياسياً من المملكة العربية السعودية لكسر قرار الاعتكاف واستئناف عمله، باعتباره الممثّل الشرعي شبه الوحيد للطائفة السّنية والمدخل الوحيد لإعادة التوازن.
في غضون ذلك، استمرت الاستعدادات والتحضيرات على الصعيد الشعبي في الشارع السّني، فجابت المسيرات السيّارة شوارع العاصمة منذ مساء الأحد، رافعة أعلام تيار "المستقبل" تحت شعار "تعوا ننزل ليرجع"، وانتشرت الصور واللافتات الداعية إلى حشد جماهيري يواكب زيارته الضريح في ذكرى 14 شباط، وناقشت بعض الأفكار إمكانية إقامة اعتصامات أمام منزله في وادي أبو جميل لمنعه من المغادرة!
في المحصّلة، أين وكيف سيصرف الحريري كل هذا التأييد وهذا التعاطف؟ حتى الآن، اختار الرجل التزام الصمت، حتى بشأن برنامجه الذي فضّل أن يتركه "مبهماً". وهو بدأه، من السراي الحكومي أمس، حيث أقيمت له مراسم الاستقبال الرسمية والتقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أولَم على شرفه بحضور الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية. أما في بيت الوسط، فالتقى الحريري شخصيات من تيار المستقبل، على رأسها الأمين العام للتيار أحمد الحريري، وعلمت "الأخبار" أن محطة الحريري الثانية ستكون في دار الفتوى للقاء مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان كما سيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما لم يُحدد أي موعد بعد مع النائب السابق وليد جنبلاط الذي يزور عادة الحريري في ذكرى 14 شباط، وتفيد المعلومات بأن هناك أخذاً ورداً في هذا الشأن. أما بالنسبة إلى اللقاءات الأخرى، فأكّدت مصادر معراب لـ"الأخبار" أن "وفداً قواتياً سيزور الرئيس الحريري في منزله، على أن يتحدد في الساعات المقبلة موعد الزيارة"، أما بالنسبة إلى "التيار الوطني الحر" فتجيب مصادره عن سؤال حول زيارة قد يقوم بها وفد عوني للقاء الحريري بالقول: "غير معروف بعد"، لكن من المتوقّع أن يبادر نواب في التيار إلى زيارته بشكل منفرد.

باستثناء لقائه الرسمي مع ميقاتي، لم يشهد يوم الرئيس الحريري أمس أي لقاءات سياسية، فهو اكتفى بالاجتماع مع أفراد من العائلة وعدد قليل من الكوادر المستقبلية والصحافيين "الأصحاب". ورفض الحريري إعطاء أي تصريح سياسي، قائلاً للصحافيين الذين جالسوه في بيت الوسط إنه سيتحدث إليهم "الأربعاء بعد زيارة الضريح"، علماً أنه لن تكون له كلمة سياسية في المناسبة. وعلمت "الأخبار" أن "جدول أعمال الحريري يتضمّن لقاءات دبلوماسية مع سفراء عرب وأجانب طلبوا اللقاء به".
الثابت الوحيد في هذه المرحلة هو الـ "نيولوك" الذي أطلّ به الحريري. أما ما عدا ذلك، فبقي قابلاً للتفسيرات غير المؤكّدة. هل هو عائد حقاً أم لا؟ هل توافرت الظروف لعودته أم لا تزال صعبة؟ هل هناك تقاطع دولي مع الرغبة الداخلية بذلك؟
تقول مصادر مطّلعة إن "الدولاب لم يبرم برمته بعد، وإن الكلام السياسي المرافق لزيارة الحريري مبالغ فيه"، كاشفة أن "الحريري أبلغ فريقه بأنه سيغادر ولن يبقى في البلد"، رغمَ إصرار "جماعته" على التسويق لفكرة أن "دولاً خارجية تتفاوض معه للعودة لكنّه يشترط أن تكون هناك خارطة طريق"!
وأضافت المصادر أن "الأفق السياسي للأزمة اللبنانية لا يزال مغلقاً، ولا مكان محجوزاً للحريري حتى الآن، طالما لم تغيّر المملكة العربية السعودية رأيها"، معتبرة أن "الزيارة ستؤكد فقط أن غيابه عن المشهد لم يؤثّر على شعبيته وهي بمثابة جس نبض لمدى التجاوب معه في حال سمحت الظروف بالعودة الكبرى". كما اعتبرت أن تيار المستقبل يستغلّ هذه الزيارة والظروف المحيطة بها لتجديد المبايعة التي قد "تفرض حجز موقع له في أي تسويات آتية إلى المنطقة".

*********************************

افتتاحية صحيفة النهار

إسرائيل تصعّد معادلة الاستدراج باستهداف المدنيين

وسط تصاعد الاستعدادات لحشد كبير ينتظر ان يحيي مناسبة #14 شباط غدا عند ضريح الرئيس الشهيد رفيق #الحريري ورفاقه في وسط بيروت، فتح “بيت الوسط” امس امام توافد الشخصيات البيروتية بشكل خاص وكذلك كوادر “تيار المستقبل” بحيث شكل اليوم الأول غداة عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت مؤشرا اوليا لايام يتوقع ان يغص بها بيت الوسط بمعالم الحركة الضاغطة لمناشدته العزوف عن قرار تعليق العمل السياسي واطلاق الرسائل في كل الاتجاهات في شأن ثبات القوة التمثيلية للحريرية على رغم كل ما نالها من استهدافات. ولعل المشهد المتوقع اليوم، في ثاني أيام استعادة بيت الوسط حيويته، مع توافد عدد وافر من السفراء وممثلي البعثات الغربيين والعرب للقاء الحريري، سيحمل بدوره دلالات بارزة الى المكانة التي لا يزال الوسط الديبلوماسي الخارجي يعيرها للحريري والحريرية في وقت بات الديبلوماسيون خبراء في معاينة أسباب الخلل الداخلي الذي يلعب دورا حاسما في الازمات الداخلية ولا سيما منها الأزمة الرئاسية. وتبعاً لهذا الواقع تصدر حراك الحريري المشهد السياسي، ولو ان التطورات القتالية والحربية على جبهة الجنوب ظلت تشكل بابا مفتوحا للقلق مع تصعيد #إسرائيل عمليات الاغتيال ضد كوادر ” ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” وعناصره، وكذلك استهدافها لاهداف مدنية في عملية استدراج مكشوفة وسافرة الى توسيع الحرب.

 

اذاً، وفي اول نشاط له في الداخل غداة عودته، زار الرئيس الحريري رئيسَ حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في #السرايا بعد الظهر واقيمت له فور وصوله مراسم استقبال رسمية، ثم عقد الرئيسان ميقاتي والحريري لقاء ثنائيا. ورحّب رئيس الحكومة بالرئيس الحريري، وتمنى”ان تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه الاخطار المحدقة بلبنان”. بعد ذلك أولم الرئيس ميقاتي تكريما للرئيس الحريري بمشاركة الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة. وأفادت معلومات ان ميقاتي تمنى على الحريري تكثيف حضوره في لبنان فاكتفى بالإجابة “كل شي بوقته حلو”.

 

ولم يجب الحريري سوى على سؤال واحد للصحافيين عما إذا كان مستمراً في إلتزام الصمت، فاكتفى بالجواب: “بشوفكن بـ14 شباط”. وعلق ميقاتي قائلا: “السرايا بيته وهو من يستقبلنا وليس نحن”. ووفق معلومات “النهار” فان الرئيس الحريري لن يكون له أي كلام علني او موقف قبل موعد احياء ذكرى 14شباط غدا الأربعاء. واعلن المبعوث الخاص للرئيس الحريري إلى روسيا جورج شعبان امس ان نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف سلم الحريري دعوة لزيارة روسيا خلال لقاء جمعه فيه أخيرا وسيتم تحديد موعد الزيارة في الوقت المناسب.

 

والتقى ميقاتي مساء في دارته الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط غداة عودة الأخير من موسكو.

 

“الاستدراج” الميداني؟

اما في المشهد الميداني في الجنوب، فابرزت التطورات التي حصلت في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة اتجاها إسرائيليا سافرا الى زيادة الاحتدام ودفع الأمور نحو تفجر واسع. ذلك ان وتيرة الغارات الجوية الحربية ازدادت بشكل لافت كما ان وتيرة الاغتيالات ومحاولات الاغتيال بالمسيرات تصاعدت أيضا. في هذا السياق، اعلن عن سقوط 4 ضحايا جراء قصف إسرائيلي على منزل في مارون الراس. واستهدفت مسيرة إسرائيليّة سيارة بالقرب من مستشفى بنت جبيل الحكومي في غارة ادت الى وقوع اصابات. واعلن الجيش الإسرائيلي انه استهدف بغارة “سيارة في داخلها عناصر من ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في منطقة مارون الراس #جنوب لبنان”.

 

وافيد ان المستهدف مسؤول منطقة مارون الرأس في “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” محمد علوي بالغارة على بنت جبيل. وشنّ الجيش الاسرائيلي غارة على بلدة طيرحرفا استهدفت منزلا في وسط البلدة ما ادى الى اصابة شخصين بجروح خطرة، فيما تمكن عناصر جمعية “الإسعاف الصحي” من إجلاء ثلاثة مواطنين كانوا محتجزين في منزلهم جراء القصف الى منطقة آمنة. وتسببت الغارة ايضا بأضرار في عدد من المنازل، وعملت فرق الانقاذ في الدفاع المدني على رفع الأنقاض وسط تحليق مكثف للطيران المعادي في الأجواء. وكانت الاحراج في منطقة اللبونة في شرق الناقورة تعرضت لقصف مدفعي متقطع. واستهدف الطيران الاسرائيلي بلدة الجبين. وعلى الفور توجهت سيارات الاسعاف الى المنطقة. وتعرضت الخيام فوق منطقة الشاليهات لقصف مدفعي واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على البلدة. كما اغار على دفعتين على تلة العويضة بين كفركلا وعديسة قضاء مرجعيون، ولجهة الطيبة. وقصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة الضهيرة .

 

ونعى “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” محمد باقر حسان وعلي أحمد مهنّا، فيما اعلن عن سلسلة عمليات كثيفة قام بها اذ استهدف التجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه ثم ثكنة برانيت بصاروخ “فلق 1 ” ثم ثكنة زرعيت برميات صاروخية من “فلق 1” ثم مبنى في مستوطنة يرؤون يتموضع فيه جنود ثم مبنى في مستوطنة افيفيم يتموضع فيه جنود ثم موقع زبدين في #مزارع شبعا ثم انتشارا للجنود الإسرائيليين في محيط موقع بركة ريشا بصواريخ “بركان”.

اما في المواقف والتحركات المتصلة بالوضع في الجنوب، فاكد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد لقائه كلا من سفيري فرنسا هيرفيه ماغرو واسبانيا خيسوس سانتوس اغوادو ان “استقرار الوضع في الجنوب هو الاولوية للبنان، والتطبيق الشامل والمتوازن للقرار 1701، ما يوقف الخروقات ويؤدي الى انسحاب اسرائيل الى الحدود المعترف بها دوليا، بما فيها مزارع شبعا هو المدخل لتحقيق الأمان.

 

وإجتمع الرئيس ميقاتي أيضا مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وتم عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وأعربت فرونتسكا عن “تقديرها لجهود الحكومة اللبنانية في شأن الحل الديبلوماسي لموضوع الجنوب”، ودعت كل الأطراف في المنطقة الى “التهدئة”.كما اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بفرونتسكا وعرضا للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة. كما إستقبل رئيس المجلس الوزير #عبد الله بو حبيب حيث تم عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية.

 

في المقابل، اعلن “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” ان الأمين العام للحزب السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه، التقى الأمين العام لحركة “ال.ج.ه.ا.د ‏الإسلامي” في فلسطين زياد نخالة، حيث “جرى استعراض المستجدّات في ‏قطاع غزة والضفة الغربية ميدانيًّا وشعبيًّا وسياسيًّا، وأوضاع جبهات الدّعم والمساندة ‏الّتي يُقدّمها محور المقاومة في السّاحات المختلفة”. وأوضح “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” أنّ “التّداول تمّ بالاحتمالات ‏القائمة والتّطوّرات المتوقّعة، سواءً على مستوى الميدان أو الاتصالات السّياسيّة”، مشيرًا إلى أنّ “الجانبين أكّدا ضرورة الثّبات ومواصلة العمل بقوّة، لتحقيق النّصر الموعود”. ومن المقرر ان يتحدث #نصر الله بمناسبة يوم الجريح، اليوم الثلثاء الساعة الثالثة بعد الظهر.

 

على صعيد آخر أفيد انه بعد توزيع مشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها على الوزراء، يتجه الرئيس ميقاتي الى دعوة مجلس الوزراء الى جلسة على جدول أعمالها بند وحيد وهو مشروع القانون المذكور وقد تُعقد ما بين ٢٢ او ٢٣ من الشهر الحالي.

*************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الحريري ينطلق بـ”لوك” جديد لكن “لا تغيّر سياسياً”

إسرائيل تُطيح “تمنّيات” عبداللهيان و”الحزب” يسأل: “وينيّي أميركا؟”

 

في وتيرة متصاعدة مضت أمس المواجهات على الحدود الجنوبية. وأظهر هذا التصعيد أنّ إسرائيل كثّفت العمليات التي استهدفت «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، الذي أعلن، في المقابل، أنه استهدف عدداً من المراكز العسكرية الإسرائيلية على امتداد الحدود بين البلدين. وكانت حصيلة الخسائر البشرية أمس نعي «الحزب» عنصرين، فيما نعت حركة «الج.ه.ا.د الاسلامي» من خلال «س.ر.ا.ي.ا القدس» عنصرين من صفوفها. واستهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارة قرب مستشفى بنت جبيل الحكومي بغارة أدت الى إصابة المسؤول عن منطقة مارون الرأس في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» محمد علوية.

 

أتت هذه التطورات الميدانية، بعد زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت. ورغم أنّ عنف المواجهات سابق للزيارة، فإن المراقبين أشاروا الى أنّ تل ابيب التقطت على ما يبدو «رسائل» عبداللهيان على طريقتها، فقال وزير الدفاع يوآف غالانت «إنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» مستعد كما يبدو لدفع الثمن الباهظ نفسه من عدد القتلى الذي دفعته ح.م.ا.س».

 

وكان عبد اللهيان أعلن السبت الماضي أنه «خلال الحرب وفي الأسابيع القليلة الماضية، حدث تبادل للرسائل بين إيران وأميركا». وأضاف إن واشنطن دعت طهران الى أن تطالب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه بعدم الانخراط على نطاق واسع وكامل في الحرب ضد إسرائيل».

 

وأول ردود فعل «الحزب» على ما وصفه المراقبون بـ»تمنيات» وزير الخارجية الإيراني حيال مسار المواجهات في الجنوب، ما ورد على لسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية التابعة لـ»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» النائب محمد رعد، الذي سأل: «إذا كان الأميركي حريصاً على وقف العدوان لماذا ما زال حتى اللحظة يُزوّد الإسرائيلي كلّ ما يحتاج اليه من ذخائر وما زال يُرسل اليه كبار جنرالاته من أجل أن يُشاركوا في التخطيط في غرفة العمليات ويتبادلون الأدوار لأنهم يريدون أن يستبيحوا منطقتنا؟».

 

وفي فرنسا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أنه قدم «اقتراحات» لتجنّب نزاع مفتوح بين إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في جنوب لبنان، وقال في مؤتمر صحافي إثر اجتماعه بنظيريه الالمانية انالينا بيربوك والبولندي رادوسلاف سيكورسكي في ضاحية باريس: «قدمنا اقتراحات خلال زيارتنا لبيروت، وسنضع حلولاً في الأيام المقبلة والأشهر المقبلة». وأضاف: «إننا على اتصال بالأميركيين، ومن المهم أن نتمكن من إضفاء طابع متبادل على مجمل المبادرات الآن لبناء معسكر السلام في الشرق الأوسط».

 

وذكّر سيجورنيه بأنّ لفرنسا «مصالح مباشرة» في لبنان، لافتاً الى أنّ «عشرين الفاً من مواطنينا موجودون في لبنان»، إضافة الى «700 جندي يشاركون في بعثة حفظ السلام» في جنوب البلاد.

 

ومن الاقتراحات المطروحة تعزيز الجيش اللبناني، بحسب مصدر ديبلوماسي.

 

ومن تطورات الجنوب الى المستجدات السياسية، وأبرزها امس مباشرة الرئيس سعد الحريري تحركاً سياسياً داخلياً بدأه بزيارة السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وعلم أنّ مروحة اتصالات ولقاءات الحريري ستكون واسعة خلال الأسبوع الذي سيمضيه في بيروت، وأبرز محطاته غداً إحياء الذكرى الـ 19 لإستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وسط حضور شعبي يواصل «تيار المسقبل» الاعداد له.

 

وفي مقدم اللقاءات التي يعتزم الحريري عقدها، لقاؤه رئيس مجلس النواب نبيه بري ومفتي الجمهورية الشبخ عبد اللطيف دريان. وتشمل اللقاءات عدداً من السفراء، ولا سيما السفيرة الأميركية ليزا جونسون.

 

وذكرت مصادر مطلعة أنّ إطلالة الحريري أمام ضريح والده غداً لن تتضمن «كلاماً سياسياً، وأنّ شيئاً جوهرياً لم يتغيّر» منذ إعلانه عام 2022 عزوفه عن ممارسة العمل السياسي. غير أنّ اللافت في ظهور الحريري أمس هو التبدل اللافت في ملامحه، أو ما يصطلح على تسميته «نيو لوك».

 

وفي سياق متصل، أعلن المبعوث الخاص للرئيس سعد الحريري إلى روسيا ‏جورج شعبان أنّ نائب وزير الخارجية ‏الروسيّ ومبعوث الرئيس الروسيّ إلى الشرق الأوسط ‏ميخائيل بوغدانوف سلّم الحريري دعوة لزيارة روسيا، ‏خلال لقاء جمعهما أخيراً.‏

 

وفي الإطار السياسي، استقبل مساء أمس الرئيس ميقاتي في دارته الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

****************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

فرنسا تقترح هدنة بين إسرائيل ولبنان تشمل انسحاب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ومحادثات بشأن الحدود

الجماعة المتحالفة مع إيران ترى أن «العدو ليس في وضع يسمح له بفرض شروط»

 

قدّمت فرنسا اقتراحاً مكتوباً إلى بيروت يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وذلك بحسب وثيقة اطلعت عليها وكالة «رويترز» للأنباء تدعو المقاتلين، بما في ذلك «وحدة النخبة» التابعة لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، إلى الانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود.

 

وتهدف الخطة إلى إنهاء القتال بين جماعة «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، المتحالفة مع إيران، وبين إسرائيل عبر الحدود. ويجري القصف المتبادل بالتوازي مع الحرب في قطاع غزة وأثار مخاوف من حدوث مواجهة مدمرة وشاملة.

 

وقال أربعة مسؤولين لبنانيين كبار وثلاثة مسؤولين فرنسيين إن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه سلّم الوثيقة الأسبوع الماضي لكبار المسؤولين في الدولة اللبنانية بمن فيهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وهي أول اقتراح مكتوب يتم تقديمه إلى بيروت خلال جهود الوساطة الغربية المستمرة منذ أسابيع.

 

ويقول الاقتراح إن الهدف هو منع نشوب صراع «يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة» وفرض «وقف محتمل لإطلاق النار، عندما تكون الظروف ملائمة»، ويتصور في نهاية المطاف إجراء مفاوضات حول ترسيم الحدود البرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.

 

ويرفض «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» التفاوض رسمياً على التهدئة قبل انتهاء الحرب في غزة، وهو الموقف الذي كرره أحد السياسيين في الجماعة رداً على أسئلة من أجل هذه القصة.

 

وتسعى الخطة المكونة من ثلاث خطوات إلى عملية تهدئة مدتها 10 أيام تنتهي بمفاوضات بشأن الحدود. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن الاقتراح طُرح على حكومتي إسرائيل ولبنان وعلى «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».

 

وتقترح الخطة أن توقف الجماعات المسلحة اللبنانية وإسرائيل العمليات العسكرية ضد بعضهم البعض، بما يشمل الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان. كما تقترح أن تهدم الجماعات المسلحة اللبنانية جميع المباني والمنشآت القريبة من الحدود وتسحب القوات المقاتلة والقدرات العسكرية مثل الأنظمة المضادة للدبابات إلى مسافة 10 كيلومترات على الأقل شمالي الحدود.

 

وأي انسحاب من هذا القبيل لا يزال يجعل مقاتلي «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» أقرب بكثير إلى الحدود مقارنة مع الانسحاب لمسافة 30 كيلومتراً إلى نهر الليطاني في لبنان وهو ما نص عليه قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب مع إسرائيل في عام 2006.

 

ويقضي المقترح أيضاً بأن يتم نشر ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وهي معقل سياسي لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» حيث يندمج مقاتلو الجماعة منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء، وفقاً لـ«رويترز».

 

ورداً على سؤال حول الاقتراح، قال السياسي البارز في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» النائب حسن فضل الله إن الجماعة لن تناقش «أي أمر له علاقة بالوضع في الجنوب قبل وقف العدوان على غزة».

 

وأضاف فضل الله أن «العدو ليس في وضع يسمح له بفرض شروط»، وأحجم عن التعليق على تفاصيل الاقتراح أو ما إذا كان «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» قد تسلمه.

 

وقال أحد المسؤولين اللبنانيين إن الوثيقة تجمع أفكاراً نوقشت في اتصالات مع مبعوثين غربيين وتم نقلها إلى «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». وأضاف أن المسؤولين الفرنسيين أبلغوا اللبنانيين بأنها ليست ورقة نهائية، وذلك بعد اعتراض بيروت على أجزاء منها.

 

وقال المسؤول اللبناني إن عدة عناصر أثارت قلقاً في بيروت، مثل مطالبة الجماعات المسلحة بهدم المباني والمنشآت القريبة من الحدود، والتي أشار المسؤول إلى أنها صيغت بشكل غامض وقد تُستخدم للمطالبة باتخاذ خطوات ضد المؤسسات المدنية التابعة لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».

 

وقال مسؤول إسرائيلي إن الحكومة تلقت الاقتراح وتناقشه.

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  الأميركيون يضغطون لوقف النار.. والحريري: “بشوفكن في 14 شباط”

 

غداً 14 شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري؛ في ذلك الاثنين المشؤوم اغتالت اليد الآثمة هذه القامة الوطنية العالية، وأوقفت الحياة في بلد كان ينبض بالحيوية، ويتلمس الطريق شيئاً فشيئاً نحو استعادة نفسه كما كان في الماضي بلداً عنواناً للجمال والأمن والازدهار والاستقرار. وأطفأت أمل اللبنانيين بالانتعاش الموعود، وفرضت عليهم مساراً طويلاً من المعاناة.

 

من جهة ثانية، أكّد النائب ميشال الياس المر من قصر الصنوبر أمس، أنّ «فرنسا دولة صديقة للبنان ونتمسّك بدورها الإيجابي في لبنان».

وقال في تصريح: «تأتي زيارتنا لدارة السفير الفرنسي تأكيداً لأهمية دور فرنسا على الساحة الإقليمية والوطنية، وتأكيداً على عُمق ومتانَة العلاقة السياسيّة والوطنيّة مع الدول الصديقة للبنان وفي طليعَتها فرنسا».

الحدث المباشر المرتبط بهذه الذكرى، كانت عودة الرئيس سعد الحريري للمشاركة في إحيائها، بالتزامن مع تحضيرات لافتة اجراها تيار «المستقبل» هي الأكثر زخماً وحشداً منذ اعلانه تعليق العمل السياسي بداية العام 2022. وبالتزامن ايضاً مع تكهنات رافقت وصول الحريري الى بيروت، عمّا إذا كانت هذه الزيارة في هذا الوقت بالذات مناسبة لإعلانه العودة الى استئناف العمل السياسي، او انّها زيارة حدودها المشاركة فقط في إحياء ذكرى الرئيس الشهيد، تنتهي قبل نهاية الاسبوع الجاري، في ظل حديث عن مغادرته بيروت يوم الجمعة المقبل.

 

وكانت للحريري امس زيارة لافتة الى السرايا الحكومية، ولقاؤه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، برز فيها الاستقبال الرسمي الذي أُجري له في السرايا، الى جانب ردّه على سؤال طُرح عليه فور وصوله الى السرايا، عمّا اذا كان مستمراً في الصمت، حيث اكتفى بالقول: «بشوفكن في 14 شباط». وأعقب ذلك اجتماع عُقد بين ميقاتي والحريري تلته وليمة اقامها رئيس حكومة تصريف الاعمال على شرف الرئيس السابق للحكومة. وقد رحّب ميقاتي بالرئيس الحريري، وقال: «السرايا بيتو للرئيس الحريري، هو بيستقبلنا مش نحنا منستقبلو»، وتمنى «ان تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكّد وحدة اللبنانيين في وجه الأخطار المحدقة بلبنان».

 

وفيما استقبل الحريري في بيت الوسط، مساء امس، الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، قالت مصادر بيت الوسط لـ«الجمهورية»: انّه ستكون للحريري اليوم الثلثاء لقاءات مكثفة مع شخصيات ديبلوماسية وسياسية واقتصادية وفعاليات مناطقية وجمعيات اهلية من بيروت والمناطق، لم يُعرف برنامجها نظراً لكثرة طلبات اللقاءات معه ولأسباب امنية ايضاً، حيث انّ برنامجه مفتوح الى يوم السبت المقبل.

 

اضافت: اما يوم الاربعاء موعد إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، فستكون لسعد وقفة على الضريح مع العائلة والمقرّبين، وسط حشد شعبي كبير، وتتوافد اعتباراً من التاسعة صباحاً إلى ضريح الرئيس الشهيد شخصيات سياسية ودبلوماسية وروحية لوضع اكاليل الزهر.. لكن المصادر قالت انّه من غير المعلوم ما اذا كان الحريري سيوجّه كلمة للحشود، ام انّه سيتكلم في بيت الوسط. ويوم الخميس سيكون بيت الوسط مفتوحاً للناس وللزوار من الشخصيات والوفود المختلفة، على ان يتحدّد كل موعد كل يوم بيومه. وستمتد لقاءات الحريري وزياراته الى يوم الجمعة وربما السبت.

 

ورداً على سؤال ما إذا كان الحريري قد قرّر البقاء بصورة دائمة في بيروت؟ قالت المصادر: هذا الامر غير معروف والقرار يعود له تبعاً للظروف. والامور تتقرّر كل يوم بيومه.

 

الى ذلك، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الحريري إلى روسيا ‏جورج شعبان لوكالة «سبوتنيك» الاثنين، أنّ نائب وزير الخارجية ‏الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ‏ميخائيل بوغدانوف سلّم الحريري، دعوة لزيارة روسيا ‏خلال لقاء جمعه فيه مؤخّراً.‏ وسيتمّ تحديد موعدها في ‏الوقت المناسب.

 

اهتراء .. واستعصاء

 

بين 14 شباط 2005 و14 شباط 2025، 19 سنة فتحت فيها أبواب الجحيم، ذاق فيها اللبنانيون أشكالاً وانواعاً متعددة من المرارات والاوجاع. المجرمون أفلتوا من العقاب، فيما البلد واهله يتعرّضون لعقاب جماعي بأزمات ونكبات تنهمر على رؤوسهم بتتابع مفجع. والأسوأ منها بل والأدهى تلك السياسات المهترئة الى حدّ الفجور على كلّ المستويات، التي بدل أن تجتمع من أجل البلد وتتلاقى على سدّ ابواب الجحيم، غلّبت حساباتها ومصالحها واصطفافاتها وارتهاناتها وخضوعها للخارج وارتزاقها منه، وتشاركت في تعميق الإنقسام الداخلي وانحدر به الى وضع بات مستعصياً على الردم، على ما هو حاصل في هذه الفترة.

 

الواقع مهدّد أكثر

 

في وقت مضى، كان في لبنان سياسة وسياسيون مسؤولون يُحسب حسابهم، ولهم مكانتهم وخبرتهم وهيبتهم العالية، وأمّا في هذه الفترة، فأصبحت السياسة، وكما يصفها احد كبار المسؤولين، عنواناً لـ»التياسة» التي لا يفقه اهلها شيئاً، بل يُعبّر عن نفسها بولدنات ومراهقات مرضيّة ناشئة على الكراهية والحقد ومشحونة برغبة جامحة الى تصفية الحسابات. شكّلت في عبثها المتواصل، نذير شؤم لمستقبل مجهول مهدّد بالانزلاق اكثر الى واقع أكثر مرارة ممّا نعيشه في هذه الايام.

 

في هذا الواقع، بات محسوماً أنّ لا سبيل الى الحسم الايجابي لأيّ من الملفّات الداخلية، سواءً المتعلق منها بالاقتصاد او المال أو معيشة الناس، أو بالملف الرئاسي، الذي تعرّض في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه نوبة خارجية للتعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية، وفجأة ومن دون مقدمات، تحرّكت «اللجنة الخماسية» ولكن من دون ان تتمكن من تحريك هذا الملف خطوة واحدة الى الأمام.

 

«الجمهورية» استفسرت معنيين بهذا الملف عمّا هو منتظر من «الخماسية»، والمفاجئ في الامر، أنّ هؤلاء لا يجدون جواباً، اكثر من القول: «لا شيء في الأفق». وبعضهم يذهب الى ما هو اكثر صراحة بقوله انّه لا يعرف أصلاً، لماذا تحرّكت «الخماسية» في هذا الوقت، كما لا يعرف إنْ كانت اللجنة ستجتمع على مستوى وزراء خارجية، ام لا، حيث لا شيء يؤشر إلى عقد مثل هذا الاجتماع، وحتى ولو اجتمع وزراء دول «الخماسية» فماذا سيقدّمون أكثر من تكرار دعوتهم اللبنانيين إلى أن يراعوا مصلحة بلدهم ويعجّلوا في انتخاب رئيس بلدهم، وهو ما سبق وأكّد عليه سفراء في الخماسية في حراكهم الأخير؟!

 

الوقائع الحربية سبقتنا

 

وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر معنية مباشرة بحراك «الخماسية»، فإنّه ومنذ الحراك الأخير لسفراء دول «الخماسية»، كل خطوط التواصل الرئاسي مقطوعة حالياً، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، ما خلا ما يطلقه بعض الموفدين والسّفراء، من مواقف تذكيرية بما يسمّونها «حاجة لبنان الى انتخاب رئيس للجمهورية في هذه المرحلة».

 

ويبرز في هذا السياق، ما بات مؤّكداً لدى مستويات سياسيّة مسؤولة، من انعدام وجود أيّ معطيات جديّة حول إمكان تحريك الملف الرئاسي في المدى المنظور، ومعنى ذلك وكما يقول احد كبار المسؤولين لـ»الجمهورية» مراوحة، ربما تكون طويلة الأمد، في مربّع السلبية القائمة المفتوحة على احتمالات اكثر سلبية.

 

ومردّ ذلك، كما يقول المسؤول الكبير عينه، الى ثلاثة امور؛ الأول، هو تعقيدات الداخل وحسم المكونات السياسية قرارها بعدم التوافق على رئيس. والثاني، هو انّ «اللجنة الخماسية»، سواءً اجتمعت او لم تجتمع، لا تملك ان تفرض على اللبنانيين رئيساً للجمهورية، وسبق لهذه اللجنة ان اكّدت على ذلك مرات عديدة بدعواتها الى توافق اللبنانيين، اي انّها تدعو الى التوافق المستحيل. واما الأمر الثالث، ولعلّه الأكثر خطورة، وهو انّ التطورات في المنطقة والوقائع الحربية الممتدة من غزة الى لبنان، قد سبقتنا، وبالتالي كل الملفات الداخلية وفي مقدّمها الملف الرئاسي باتت أقل من ثانوية امام التحولات الجارية في المنطقة، والمخاطر التي تتراكم فيها.

 

العين على الجنوب

 

وسط هذه الأجواء، فإنّه في موازاة التطورات المتلاحقة في غزة، وما يواكبها من تهديدات اسرائيلية واستعدادات لعملية عسكرية واسعة في رفح، وما أحدثته من إرباك على المستويين الاقليمي والدولي، فإنّ السائد الوحيد في الداخل اللبناني هو المخاوف من انزلاق الامور في الجبهة الجنوبية الى مواجهات واسعة. عززتها تحذيرات ديبلوماسية غربية، اكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، انّها أبلغت أخيراً إلى مستويات لبنانية سياسية ورسمية، بوجوب أخذ التهديدات الاسرائيلية بتوسيع الحرب في اتجاه لبنان بمستوى عالٍ من التنبّه والجدّية، التي توجب سعي الجانب اللبناني الحثيث الى كبح جماح «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه». مقرونة بالإشارة الى أنّ اصدقاء لبنان يبذلون جهوداً مكثفة لمنع التصعيد الاسرائيلي ضدّ لبنان.

 

تفريغ الجنوب

 

وفي موازاة التصعيد في وتيرة التهديدات الاسرائيلية، التي ترافقت مع الاعلان عن نقل جيش العدو لفرقة مدرّعة من غزة الى جبهة الشمال مع لبنان، ابلغ مسؤول رفيع إلى «الجمهورية» قوله: «بمعزل عن التطورات في غزة، وفشل الحرب الاسرائيلية في تحقيق اهدافها التي حدّدها نتنياهو بالقضاء على «ح.م.ا.س» واسترجاع الأسرى الاسرائيليين، فإنني ومنذ بداية هذه الحرب، لم اخرج من حسباني أن يُقدم العدو على عمل مجنون ضدّ لبنان».

واكّد المسؤول عينه «أنّ تلويح إسرائيل بعملية عسكريّة على رفح، يحظى بلا أدنى شك، بتغطية ضمنية من الدول التي غطّت حربها على غزة، وتريد لها ان تخرج منتصرة منها، سواءً في غزة عبر تفريغها وتهجير فلسطينيي غزة ورفح الى خارجهما، وتقرأ هذه التغطية في دعوة الرئيس الاميركي جو بايدن لنتنياهو بعدم الدخول الى رفح من دون خطة موثوقة للمدنيين. وكذلك تريد لها ان تخرج منتصرة في المواجهات الدائرة على جبهة الشمال مع لبنان، حيث لوحظ أنّ التصعيد الاسرائيلي قد تزايد في الآونة الأخيرة ضدّ المناطق اللبنانية، في ما بدا انّه محاولة لتفريغ منطقة الحدود الجنوبية من اهلها وتهجيرهم بالنار والتدمير الممنهج للقرى الى خارجها، بما يفرض على لبنان امراً واقعاً جديداً وضاغطاً عليه للقبول بترتيبات تريد ان تفرضها في تلك المنطقة تحت عنوان «توفير الأمن لمستوطناتها».

 

على شفير الحرب

 

وفي لقاء لـ«الجمهورية» مع سفير دولة كبرى، تمنّى عدم ذكر اسمه، كان عرض شامل لمشهد المنطقة في ظل الحرب القائمة. فعن غزة قال صراحة انّها طالت كثيراً، ولا بدّ من بلوغ تسوية تنهيها. وعندما سُئل عن الضغط الاميركي قال: «املك ما يؤكّد انّ الاميركيين يضغطون، ويريدون الوصول الى هدن تمهّد لإعادة الاسرى ووقف اطلاق النار، ولكن لا جواب لديّ لماذا لم يتجاوب نتنياهو حتى الآن». وعندما يُسأل عن العملية التي تهدّد بها اسرائيل لاجتياح رفح، اكتفى بالقول: «هذا يعني حرباً طويلة ومزيداً من الضحايا والدمار».

 

واكّد السفير عينه «أنّ كل منطقة الشرق باتت في خطر كبير؛ جبهة اليمن شديدة الخطورة، ومخاطرها اقليمية ودولية أبعد بكثير من إعاقة الملاحة في البحر الاحمر ومضيق باب المندب. وجبهة غزة مفتوحة ولا افق لها حتى الآن، وجبهة لبنان، آسف أن اقول انّه على شفير حرب. ولكن، لنكن صريحين، كلّ الاطراف في المنطقة في مأزق كبير جداً، ولا يغيّر في ذلك عدم اعترافها بذلك».

 

وأمّا عن لبنان، فقال السفير ما حرفيته: «كل ما نتمناه هو ألاّ ينزلق لبنان الى حرب، وكما انّ اسرائيل في مأزق، فلبنان في مأزق اكبر، فواقعه الداخلي مربك بأزمات سياسية واقتصادية ومالية، يُضاف اليها التهديد الأمني المتزايد على جبهة الحدود الجنوبية. فكما سبق وقلت الوضع هناك على شفير حرب، لن اتحدث عن انتصار لهذا الطرف او ذاك، بل اتمنى على كل الاطراف ان تقدّر حجم الكارثة التي يمكن ان تخلقها هذه الحرب، فالجميع سيتأذون، وقد نقلنا التحذيرات بصورة مباشرة الى الجانبين اللبناني والاسرائيلي لتجنّب الكارثة، التي قد لا تكون محصورة هنا، لأنّ الحرب في اعتقادنا إن اشتعلت على جبهة لبنان، لا أحد في امكانه أن يتخيّل مداها الجغرافي، حيث انّها قد تشكّل فتيلاً لحرب اقليمية واسعة».

 

الى ذلك، كشفت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية»، انّ «محاولة غربية جرت في الآونة الاخيرة لتمرير ما سُمّي بـ«حل سياسي» للوضع في المنطقة الحدودية يؤسَّس له عبر خفض التصعيد في هذه المنطقة، الّا انّها مُنيت بالفشل، حيث رفضها لبنان باعتبارها تلبّي في معظمها المصلحة الاسرائيلية، وتمسّ بالسيادة الوطنية».

هذا المقترح لـ«الحل السياسي»، الذي قالت المصادر عينها أنّه نقله ديبلوماسيّون اوروبيّون، يدور في جوهره حول تطبيق النقطة الأساس التي طالبت فيها اسرائيل بسحب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الى خارج المنطقة الحدودية».

 

وتلفت مصادر المعلومات الى انّ هذا المقترح لا يخرج في مضمونه عمّا سبق وطرحه الموفدون الدوليّون، وتحديداً الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين ومن تبعه من دول اخرى، وقد تحدث بعضهم عن مغريات على شاكلة انعاش الاقتصاد في لبنان وتمكينه من تخطّي ازماته. على أنّ الفارق هذه المرّة كان جوهرياً، كناية عن مقترح بلا هوية، وبمعنى اوضح كان مقترحاً لقيطاً، وفي احسن احواله لا يعدو اكثر من مجرّد فكرة غير رسمية، غير متبناة من أي طرف، ربّما لمعرفة مسبقة من واضعيها برفض لبنان لها.

واما جوهر هذا المقترح، فيقوم على الفصل بين امرين، الاول هو استعجال الحسم للوضع الأمني المستجد على خط الجبهة القتالية، عبر ترتيبات محصورة بالجانب اللبناني، تريح المستوطنات، تتواكب مع تطبيق صارم للقرار 1701، ومنع اي مظاهر عسكرية او أي مظاهر مسلّحة مهما كان نوعها في منطقة عمله سوى لقوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني، حيث يلحظ هذا المقترح، من جهة، نشر قوة كبيرة من الجيش في المنطقة، الّا انّه لا يقول بشكل مباشر او غير مباشر بتوفير ما يحتاجه الجيش من دعم للقيام بهذه المهمّة. واما الامر الثاني، تأخير البتّ بمصير الاراضي اللبنانية المحتلة، اي ترك ما يتصل بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، ونقطة الـ»B1» والنقاط الخلافية التي ما زالت عالقة على الخط الازرق للبتّ في مرحلة لاحقة».

 

«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»: لا نعطي

 

وفي موازاة موقف لبنان الرسمي، يؤكّد انّ حدود لبنان البرية معروفة ولا مجال لأي بحث فيها، وانّ التزامه نهائي واكيد بالقرار 1701 بكل مندرجاته، والغاية الأساس هي الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي اللبنانية المحتلة، يبرز موقف «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» عبر رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الذي قال: «البعض يطلب منا نحن المعتدى علينا في لبنان ان ننكفئ من اجل ان نطمئن الاسرائيلي المتوحش، وفي اساس نظرتهم انّ «اسرائيل» هي التي تستحق حفظ الامن، اما شعوب المنطقة فيجب ان تكون في خدمة الامن الاسرائيلي». اضاف: «لن يتحقق للعدو ما يريد في جبهتنا ولا في غزة. وعلينا ألاّ نصغي لأصوات المحبطين الذين يصطادون في الماء العكر ويحاولون انتهاز الفرص من أجل أن يثيروا القلاقل والضعف في مجتمعنا، فالمبادرة ما زالت بأيدينا، وما زلنا متمكنين من الدفاع عن وجودنا ووطننا وسيادتنا وأمننا. ولن نعطي جوائز ترضية لأحد».

 

يُشار في هذا السياق الى انّ الامين العام لـ«ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» سيطل اليوم في كلمة لمناسبة يوم الجريح وفي ذكرى ولادة الحسين والعباس. وكان قد التقى امس، الأمين العام لحركة «الج.ه.ا.د ‏الإسلامي» في فلسطين زياد نخالة، وأوضحت العلاقات الإعلاميّة في «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، أنّه «تمّ التّداول بالاحتمالات ‏القائمة والتّطوّرات المتوقّعة، سواءً على مستوى الميدان أو الاتصالات السّياسيّة»، مشيرًا إلى أنّ «الجانبين أكّدا ضرورة الثّبات ومواصلة العمل بقوّة، لتحقيق النّصر الموعود».

 

الوضع الميداني

 

وكان خط الجبهة على امتداد الحدود الجنوبية، قد شهد يوماً من التصعيد بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» والجيش الاسرائيلي الذي واصل اعتداءاته على معظم القرى والبلدات الحدودية، فيما اعلن الحزب عن أنّ المقاومة الاسلامية نفّذت سلسلة عمليات، حيث استهدفت ثكنة زرعيت برميات صاروخية من «فلق 1»، وثكنة برانيت بصاروخ «فلق 1»، والتجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه، ومبنى في مستعمرة يرؤون يتموضع فيه جنود ‏العدو ومبنى في مستعمرة افيفيم يتموضع فيه جنود ‏‏العدو، بالأسلحة المناسبة. ونعى الحزب الشهيد محمد باقر حسان بسام «خميني» من بلدة عيناثا، والشهيد علي أحمد مهنّا «مالك» من بلدة مارون الراس. وفي السياق ذاته، نعت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي شهيدها الرقيب علي محمّد نمر مهدي، الذي استشهد بتاريخ 11/02/2024، إثر الاعتداء بالقصف من قِبَل العدوّ الإسرائيلي، الذي طال بلدته «حولا» الجنوبيّة.

**********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الاحتلال يتمادى بالاغتيالات.. ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه يرسم مرحلة ما بعد نسف «قواعد الاشتباك»

استقبال رسمي للحريري في السراي.. وذكرى الاستشهاد إحياءٌ للوحدة الوطنية

 

اختلط المشهد الأمني والعسكري في الجنوب، على الرغم من تصاعد المواجهات عبر الاستهدافات المباشرة من «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لمواقع الاحتلال وتجمعات جنوده، مع الاستعدادات لإحياء الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري بدءاً من بعد ظهر غد عند ضريح الشهيد في وسط بيروت، وسط حضور سياسي وشعبي، وكلمة مرتقبة لرئيس تيار المستقبل تؤشر أياً كانت على مرحلة جديدة.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن اتخاذ الرئيس سعد الحريري أي قرار يخالف رغبته السابقة بشأن تعليق العمل السياسي ليس متوقعا، على أن موقفه المنتظر في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري يعطي تلميحات حول المرحلة الراهنة والمقبلة، مشيرة إلى أن لقاءات الحريري مع عدد من القيادات من شأنها أن لا تكشف شيئا عن توجهه لأن ذلك يتم في خطاب ١٤ شباط. ولكن هل من تواصل مرتقب مع التيار الوطني الحر، فإن المصادر تعتبر أن لا شيء واضحا بعد.

‎إلى ذلك افادت المصادر أن حركة جديدة من الموفدين تنشط في بيروت لاسيما إذا لم تميل الاجواء إلى التهدئة في حين أن أي توجه نحو حل ديبلوماسي يفرض معه حضور المعنيين به من أجل العمل على تطبيقه وضمان الالتزام به.

واستهل الرئيس سعد الحريري اليوم الاول من تواجده في بيروت بزيارة الى السراي الكبير، حيث اقيمت له مراسم استقبال رسمية، واستقبله الرئيس نجيب ميقاتي في باحة السراي وعقد الرئيسان اجتماعاً في مكتب رئيس الحكومة.

وتطرق الرئيسان للمناسبة، فأكد الرئيس ميقاتي «على ان 14 شباط مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه الاخطار المحدقة بلبنان».

واستبقى الرئيس ميقاتي الرئيس الحريري الى مأدبة الغداء، تكريماً له.

وقال الحريري رداً على سؤال: «بشوفكن بـ14 شباط»، كما ان الرئيس ميقاتي قال: «السراي بيت الرئيس الحريري، وهو يستقبلنا ولسنا نحن نستقبله».

وفي اطار متصل، تسلم الرئيس الحريري دعوة من نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف لزيارة موسكو، خلال لقاء جمعه مع الرئيس الحريري.

وسيبدأ إحياء استشهاد الرئيس الحريري عند الساعة الواحدة بعد ظهر غد في وسط بيروت عند ضريح الرئيس الشهيد ورفاقه، ضمن حضور وفود شعبية من كل لبنان، وسيكون لممثليها لقاءات مع رئيس تيار المستقبل.

وكان الوضع الجنوبي مدار اهتمام دبلوماسي واممي، فالتقت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا كلاً من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، حيث اعربت في السراي عن تقديرها لسعي لبنان لإبعاد العمل العسكري الواسع عن الجنوب والسعي الى التهدئة والحل الدبلوماسي.

مجلس الوزراء لهيكلة المصارف

حكومياً، يعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس او الجمعة من الاسبوع المقبل، لبحث بند وحيد يتعلق بمشروع قانون لمعالجة اوضاع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها.

وأيدت نقابة المحامين في بيروت مطالب المساعدين القضائيين، وموظفي الدولة للعودة الى العمل، فضلاً عن اعادة العمل في الدوائر العقارية.

وفي الشأن المالي، وفي اطار درس ارقام الزيادات المقترحة على رواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين من مدنيين وعسكريين على المالية العامة، عقد اجتماع بين الرئيس ميقاتي ووزير المال يوسف خليل، ثم عقد اجتماع مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.

سياسياً، استقبل الرئيس ميقاتي الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في دارته والذي شكره على تعيين رئيس للاركان، وبحث معه في الجهود المبذولة لمنع انهيار الوضع في الجنوب.

وعشية اطلالة الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه بعد ظهر اليوم لمناسبة يوم الجريح سجل الوضع الجنوبي تدهوراً لا يقل خطورة عن الايام الماضية.

ومساء امس، اعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه عن استهداف مواقع عدة للجيش الاسرائيلي.

فعند السادسة استهدف موقع زبدين في مزارع شبعا، كما استهدف انتشاراً لجنود العدو في محيط بركة ريشا بصواريخ بركان، كذلك استهدف مبنى يتمركز فيه جنود الاحتلال في مستعمرة افيفيم، رداً على استهداف المواطنين الآمنين في قراهم.

وشنت الطائرات المعادية غارات على بلدات بليدا وعيترون، من دون وقوع اصابات. كما طالت الصواريخ المعادية مساء امس اطراف طلوسة وبني حيان ووادي السلوقي.

************************

افتتاحية صحيفة الديار

عودة الحريري الثانية دون أوهام كبيرة… ولا أجوبة حول «اليوم التالي» لـ14 شباط !

 تخبّط «إسرائيلي» وتهديد بالانتقال من الاحتواء الى المبادرة… و ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه يردّ اليوم

 الجبهة الجنوبيّة تترقب نتائج اجتماعات القاهرة… تصعيد شامل أو تهدئة؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

بعد ساعات عصيبة، رفعت خلالها قوات الاحتلال منسوب ضغوطها الميدانية للحصول على تنازلات من المقاومة الفلسطينية، من خلال «ميني بروفة» للعملية الاسرائيلية العسكرية الدموية المرتقبة في مدينة رفح، حيث ارتكبت مجزرة راح ضحيتها نحو مئة وخمسين شهيدا، تتجه الانظار اليوم الى القاهرة حيث يعقد اجتماع حاسم في حضور رئيس الاستخبارات الاميركية «السي اي ايه» وليام بيرنز، في محاولة جديدة للتنسيق مع مصر وقطر لاخراج اتفاق الهدنة المفترض من «عنق الزجاجة». وفيما تشارك حركة ح.م.ا.س بالاتصالات في العاصمة المصرية بوفد يترأسه القيادي خليل الحية، حال «الكباش» الداخلي الاسرائيلي داخل «كابينيت الحرب» دون حسم المشاركة الاسرائيلية في الاجتماع أو عدمه. اما طهران فدخلت على خط الاتصالات بمحادثات اجراها وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان مع المسؤولين القطريين في الدوحة.

 

وتكمن اهمية هذه الاتصالات في انعكاسها المباشر على جبهات المساندة، بما فيها الجبهة اللبنانية التي تقف عند مفترق طرق، وتنتظر مآلات الاتصالات التي ستكون حاسمة لتحديد التطورات الميدانية المتأرجحة، بين تصعيد غير محدود بسقفه الجغرافي او الزماني، كجولة لا تصل الى حرب شاملة، لكن قد تكون ضرورية لبلورة الصورة الميدانية، قبل اعادة اطلاق عجلة التفاوض من نقطة ارتكاز جديدة، وهو امر يدفع باتجاهه اليمين «الاسرائيلي»، او الذهاب الى هدنة طويلة تكون بداية لنهاية حرب الابادة على الشعب الفلسطيني، وهو امر بدأت تتبلور معالمه من خلال شبه اجماع دولي واقليمي، يفيد بان الامور قد وصلت الى مرحلة خطرة جدا.

الجدية الاميركية؟!

 

وقد تصبح المنطقة امام انزلاق غير محسوب العواقب للاحداث والتطورات، التي لن تكون في مصلحة احد، وهذا ما يعمل عليه من وراء «الستار» ديبلوماسيا اكثر من طرف، لايجاد الاطار المناسب لوقف حمام الدم في غزة، ومنع حكومة اليمين «الاسرائيلي» من اخذ الشرق الاوسط الى مواجهة مفتوحة. وهذا يحتاج وفقا لمصادر ديبلوماسية اوروربية، الى موقف اميركي جدي وحاسم يتجاوز الكلام اللفظي الذي لا يمكن ان يصرف على ارض الواقع، وهو ما ينتظر سماعه المصريون والقطريون من بيرنز، الذي يوصف بانه الرجل الاكثر»واقعية» في الادارة الاميركية الحالية التي تسابق الوقت انتخابيا.

خلافات جوهرية

 

ووفقا لمصادر ديبلوماسية غربية، فان الخلاف اصبح «جوهريا وكبيرا» بين طاقم الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو، والخلاف ليس فقط على العملية العسكرية الوشيكة ضد مدينة رفح المكتظة جنوبي غزة، ولكن على دور نتنياهو في إعاقة صفقة شاملة يرى فيها البيت الابيض فرصة سانحة للبحث في حل الدولتين.

تفاؤل اميركي؟!

 

ووفقا للمعلومات، فان الرئيس الاميركي ابلغ جهات رسمية عربية انه لا يزال على تفاؤله بامكانية إنجاز صفقة تبادل قريبا، ولذلك أوفد وليام بيرنز الى القاهرة مجددا حاملا معه «تحسينات وتعديلات» على النصوص التي وصلت لكل الأطراف باسم إطار باريس. وبايدن الذي بات على قناعة بان ما يخطط له نتنياهو هو دعم المنافس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، يضغط باتجاه إنضاج صفقة بالرغم من كل الالغام، التي يحاول رئيس الحكومة «الاسرائيلية» زرعها في الطريق، ويحاول تفجيرها من خلال الاصرار على عملية عسكرية في رفح.

«خواء» لبناني

 

وفي انعكاس لحالة «الخواء» السياسي الداخلي، تغرق الساحة الداخلية باسئلة «لزوم ما لايلزم»، حول خلفية «البهرجة» التي رافقت العودة الثانية لرئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري لاحياء ذكرى استشهاد والده، ويترصد البعض مدى الرضى السعودي عنه، وما اذا كانت الرياض ستسمح له بالعودة الى ممارسة السياسة، التي تبدو انها لا تزال مؤجلة اقله في الوقت الراهن.

 ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه والنصر الموعود

 

في هذا الوقت، لا تزال الجبهة الجنوبية على اشتعالها، حيث واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها، وردت المقاومة بعمليات نوعية استخدمت فيها اكثر من مئة صاروخ، بحسب الاعلام «الاسرائيلي».

 

وعشية خطابه المرتقب في»يوم الجريح « اليوم ، حيث سيضع «النقاط على حروف» المواجهة في المنطقة، في ضوء التطورات العسكرية والديبلوماسية، بحث الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه مجريات العمليات العسكرية والمسار السياسي في غزة وجبهات المساندة، مع الأمين العام لحركة ال.ج.ه.ا.د الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، وتم التأكيد على «ضرورة الثبات ومواصلة العمل بقوة لتحقيق النصر الموعود». وقد استعرض الطرفان خلال اجتماعهما آخر المستجدات في قطاع غزة والضفة الغربية ميدانياً وشعبياً وسياسياً، وأوضاع جبهات الدعم والمساندة التي يقدمها محور المقاومة في الساحات المختلفة، وتم التداول حول الاحتمالات القائمة والتطورات المتوقعة، سواءً على مستوى الميدان أو الاتصالات السياسية، واكدا على ضرورة الثّبات ومواصلة العمل بقوّة، لتحقيق النّصر الموعود.

خفض وتيرة التصعيد قريبا؟

 

وبانتظار كلمة السيد ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه، اكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أن من يراقب سَير المواجهة ربما يجد بعض التطاول من العدو الإسرائيلي، أو الخروج عن المألوف في اعتداءاته، لكن هذا الأمر لا يغيّر في موازين القوى على الإطلاق». وقال «نحن نريد أن نُطمئن أهلنا بأن هذا الأمر ناجم عن غيظٍ يستشعره العدو، وعن وجع يحسّه نتيجة ضربات المقاومة لأهداف محددة ومؤثرة وفاعلة جداً، ليس فقط في آلية حركته العدوانية بل في بناه التحتية التي يستند إليها ليشن عدوانه. ومن جهة ثانية هو يريد أن يبتز الأميركي مجدداً على حسابنا وعلى حساب استقرارنا، ويريد أن يقول له برسالةٍ دموية عبر القصف في الداخل انه متجه لتوسيع دائرة الاشتباك».

 

وأضاف «نحن نَصبِر حتى لا ننزلق إلى ما يريده العدو من طريقةٍ يحاربنا بها، ونحن نريد أن نحاربه وفق طريقتنا والمبادرة بيدنا، ويدُنا هي العليا»، وخلص رعد الى القول «لن يستطيع العدو أن يحقق مآربه في لبنان، ولن يستطيع أن يفرض شروطه علينا، ولا بد من أن يرتدع حتى تستقر الأمور وتتجه نحو خفض وتيرة التصعيد ليس في وقت طويل، لكن ليس ببعيد».

تحذيرات فرنسية

 

وفي هذا السياق، اشارت المعلومات الى ان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب تلقى تحذيرا جديدا من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الذي حذر من مغبة انزلاق الامور نحو الاسوأ جنوبا، اذا لم تصل الامور الى خواتيمها السعيدة في غزة. وقد اكد بوحبيب «ان استقرار الوضع في الجنوب هو الاولوية للبنان، والتطبيق الشامل والمتوازن للقرار 1701، ما يوقف الخروقات، ويؤدي الى انسحاب «اسرائيل» الى الحدود المعترف بها دوليا، بما فيها مزارع شبعا هو المدخل لتحقيق الأمان».

  المواجهات جنوبا

 

ميدانيا، استهدفت مسيرة معادية سيارة مسؤول منطقة مارون الراس، كذلك استهدفت مسيرة سيارة بالقرب من مستشفى بنت جبيل الحكومي ما أدى إلى وقوع إصابات. وأصيب شخصان بجروح خطرة في طيرحرفا بعد استهداف غارة أحد المنازل، فيما تمكن عناصر الإسعاف الصحي من إجلاء ثلاثة مواطنين كانوا محتجزين في منزلهم جراء القصف الى منطقة آمنة. وتسببت الغارة ايضاً بأضرار في عدد من المنازل، وعملت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني على رفع الأنقاض وسط تحليق مكثف للطيران المعادي في الأجواء. وأغار الطيران على بلدتي الخيام والجبين وعلى تلة العويضة بين كفركلا والعديسة، فيما تعرضت الأحراج في منطقة اللبونة شرق الناقورة لقصف مدفعي متقطع استهدف أيضاً بلدة الضهيرة.

رد المقاومة

 

من جهته ، استهدف ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه جنودا لـ «الجيش الإسرائيلي» في محيط موقع بركة ريشا بصواريخ بركان وحقق إصابات مباشرة، وكذلك جرى استهداف موقع زبدين في مزارع شبعا المحتلة وتمت إصابته على نحو مباشر. كما استهدف ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه مبنى في مستعمرة أفيفيم يتموضع فيه الجنود «الإسرائيليون» محققا إصابات مباشرة. كما جرى استهداف التجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه وتمت اصابته على نحو مباشر.

 

وقد نعى ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الشهيدين على طريق القدس محمد باقر حسان وعلي أحمد مهنّا، فيما نعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي شهيدها الرقيب علي محمد نمر مهدي، الذي استشهد إثر الاعتداء بالقصف من قبل العدو الإسرائيلي، الذي استهدف بلدته حولا.

  «الجيش الإسرائيلي» بلا خطة

 

من جهتها، عبرت صحيفة «يديعوت احرنوت الاسرائيلية» عن عمق الازمة داخل «الكابينت»، وتساءلت « ماذا سيحدث إن لم تتم صفقة؟ ماذا عن الواقع في غزة والغلاف؟ وفي الحدود الشمالية مع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ؟ وقالت « يبدو أن الجيش بلا خطة».

 

وسخرت من كلام بعض الوزراء الذين يقولون «لا مشكلة، سيبقى الجيش في غزة كجيش احتلال لسنة أخرى. وإن شئنا أقمنا المستوطنات من جديد. وعلاوة، سنحتل جنوب لبنان ونقيم الحزام الأمني من جديد. جنود الاحتياط سيتذمرون قليلاً، لكنهم سيتكيفون، وسيتدبر الاقتصاد أمره بمعونة الرب، وسينشغل الأميركيون في شؤون أخرى. وهكذا سيكون نصرنا المطلق».

انجاز ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الاستراتيجي

 

من جهتها، لفتت صحيفة «اسرائيل اليوم» الى ان ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه «سجل إنجازاً استراتيجياً في أعقاب إخلاء عشرات آلاف «الإسرائيليين» من منازلهم». وقالت «ان الواقع في الشمال لن يعود إلى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر». ولفتت الى  «انه بغض النظر عن الترتيبات الامنية المفترضة بعد وقف الحرب، يجب ان يعرف الجميع بأننا سنبقى معرضين لتهديد من ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه على الجبهة الداخلية، بوجود عشرات آلاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، وستضطر «إسرائيل» في نقطة معينة الى العمل سياسياً أو عسكرياً، لكن في وقت وفي خدعة يمنحانها تفوقاً مهماً».

تصعيد دون حرب شاملة؟

 

ولهذا تنقل الصحيفة عن مصادر امنية قولها « يجب ان تنتقل «إسرائيل» من سياسة الاحتواء إلى المبادرة حيال ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، واذا اوقف النار بعد هدنة مفترضة في غزة، فمن مصلحة «إسرائيل» أن تواصل سياسة تفعيل قوة نار بالمبادرة والهجوم حتى الوصول الى تفاهمات. والحرب الشاملة في الشمال ليست قدراً، لكن مع ذلك ربما يتدهور الواقع، حتى لو بدا أن الطرفين غير معنيين بها، ويمكن «لإسرائيل» نقل المعركة الى الشمال دون مستوى الحرب الشاملة، بعدها قد تتمكن من الوصول إلى تسوية أمنية محسنة.

  فضيحة اخلاقية وقنبلة موقوتة!

 

وفيما توقعت صحيفة «هآرتس» ان تنطلق احتجاجات هي الأكبر في تاريخ «اسرائيل» ضد نتانياهو، وقالت «ان الامر سيكون شيئاً صعباً وقبيحاً، وسيتدهور أحيانا إلى أعمال عنف وسيشل الدولة، التي هي في الأصل تلعق الجراح وتجد صعوبة في العودة إلى الحياة الطبيعية. وسيكون غضب الجمهور أكبر من أن يتمكن أحد من وقفه لمطالبة نتانياهو بالرحيل»، اهتز المجتمع «الاسرائيلي» على وقع فضيحة اخلاقية «ابطالها» النازحون من الشمال والجنوب، حيث اعلنت الشرطة «الإسرائيليّة» إنّها فتحت 116 ملفًا بشأن شكاوى واتهاماتٍ باعتداءاتٍ جنسيّةٍ تجاه نساءٍ وأطفالٍ بالفنادق التي تأوي النازحين «الإسرائيليين» من غلاف غزة والمستوطنات الشمالية مع لبنان، وتمّ الإبلاغ عن عدة حوادث ناقشتها لجنة النهوض بمكانة المرأة والمساواة بين الجنسين في «الكنيست الإسرائيلي»، وتضمنت شهادات بحصول اعتداءات جنسية وجسدية على نساء وقاصرين. وقد اكد مسؤولون «إسرائيليون» أن فنادق الإجلاء قد اصبحت «قنبلة موقوتة» لتفشي الجرائم.

   العودة الثانية للحريري

 

في هذا الوقت، ومع انكفاء حركة «اللجنة الخماسية» التي تحرك سفراؤها في الوقت الضائع بانتظار انتهاء الحرب في غزة، لا مؤشرات جدية على حصول خرق في جدار الملف الرئاسي المقفل في غياب المساعي الخارجية الجدية، بعد ان اصبح الملف مرتبط تلقائيا بالحرب الدائرة في غزة وموازين القوى التي ستفرزها. ملأ رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري «الفراغ» دون اوهام كبيرة، وهو العائد للمرة الثانية الى بيروت بعد تعليق عمله السياسي، حيث سيبقى  اسبوعا يتخلله مراسم احياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري غدا الاربعاء.

 

الحراك السياسي بدأه الحريري امس بزيارة الى السراي الحكومي، حيث اقيمت له مراسم رسمية وأولم له الرئيس نجيب ميقاتي، الذي اعتبر ان الحريري يزور «بيته»، فيما التزم الاخير «الصمت» ، واكتفى بالقول «نلتقي الاربعاء»!

العمل في السياسة مؤجل

 

وفيما ترتقب زيارة له الى عين التينة اليوم، تبقى سائر لقاءاته تحت «المجهر» لجهة طبيعتها ونوعيتها، ومن ستشمل من السياسيين والديبلوماسيين، وفي شكل خاص الخليجيين منهم، كونها تشكل مؤشرا الى الاتجاه الذي سيسلكه الحريري في المستقبل. مع العلم ان مصادر مطلعة رجحت الا يتغير الكثير راهنا، فعودة الحريري الى السياسية لا تزال مؤجلة، و»اليوم التالي» ل14 شباط كما قبله، اقله في الفترة الراهنة، وهو سيستمر في تعليق عمله السياسي في غياب التسويات الداخلية والاقليمية التي لم تنضج بعد.

رسائل من «المستقبل»؟

 

تجدر الاشارة الى ان المشهد في العودة الثانية اختلف عن العودة الاولى، فقبل وصوله وبعدها انطلقت الدعوات «المبرمجة» على المنابر وفي الشارع، التي تدعو الى عودته للعمل السياسي، وانتشرت لافتات وصور مرحبة. وانطلقت مسيرات سيارة في بعض شوارع العاصمة ومعظم الاقضية في البقاع والشمال، رفعت شعار «تعوا ننزل تا يرجع»، وسط دعوات مكثفة للمشاركة في احياء الذكرى في ساحة الشهداء.

 

ووفقا للمصادر المطلعة، فان هذا الحراك «رسالة» من تيار»المستقبل» الى الخارج، بانه مستعد للعودة التدريجية الى العمل السياسي لخوض الاستحقاق الانتخابي النيابي في العام 2026 ، وهو ينتظر الاشارة السعودية للبدء بتهيئة الارضية لذلك. تجدر الاشارة الى ان المبعوث الخاص للحريري إلى روسيا ‏جورج شعبان اكد امس، ان نائب وزير الخارجية ‏الروسي مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ‏ميخائيل بوغدانوف سلم الحريري دعوة لزيارة روسيا ‏خلال لقاء جمعه فيه أخيرا.

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

زيارة الحريري تؤكّد زعامته السنية والوطنية المطلقة

 

هي العودة الثانية الى بيروت بعد تعليق عمله السياسي، ستنجذب الانظار اليها على مدى اسبوع وتتخللها مراسم احياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري غدا الاربعاء. عودة افتتحها الرئيس سعد الحريري رسميا امس بزيارة الى السراي الحكومي، فيما تبقى سائر لقاءاته طي الكتمان حتى الساعة وموضع رصد لجهة طبيعتها ونوعيتها ومن ستشمل من السياسيين والديبلوماسيين وفي شكل خاص الخليجيين منهم، كونها تشكل مؤشرا الى الاتجاه الذي سيسلكه الحريري لناحية الاستمرار بتعليق عمله السياسي او العودة عنه انسجاما مع رياح التغيير التي هبت في المنطقة منذ 7 تشرين الاول الماضي، وما قد تحمل معها من تسويات ستلفح لبنان حكماً وتشكل بابا للعودة الحريرية اليه.

 

عودة الحريري

 

عودة الرئيس الحريري لاحياء ذكرى استشهاد والده في 14 شباط، تصدرت الحدث المحلي امس. وفي اول نشاط له في الداخل غداة عودته زار رئيسَ حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي عند الثانية من بعد الظهر. واقيمت للحريري فور وصوله مراسم الاستقبال الرسمية، ثم عقد الرئيسان اجتماعا في مكتب رئيس الحكومة. ورحّب رئيس الحكومة بالرئيس الحريري، وتمنى “ان تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه الاخطار المحدقة بلبنان”. بعد ذلك أولم الرئيس ميقاتي تكريما للرئيس الحريري في مشاركة الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة.

 

اغتيالات؟

 

في المقابل، بقي التصعيد الاسرائيلي سيدَ الساحة جنوبا. في السياق، اعلن الدفاع المدني اللبناني عن سقوط 4 قتلى جراء قصف إسرائيلي على منزل في مارون الراس. واستهدفت مسيرة إسرائيليّة سيارة بالقرب من مستشفى بنت جبيل الحكومي في غارة ادت الى وقوع اصابات. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا استهدفنا بغارة سيارة في داخلها عناصر من ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في منطقة مارون الراس جنوبي لبنان”. وقد افيد ان المستهدف مسؤول منطقة مارون الرأس بح.ز.ب. ا.ل.ل.ه محمد علوي بالغارة على بنت جبيل.. وشن الجيش الاسرائيلي غارة على بلدة طيرحرفا استهدفت منزلا في وسط البلدة، ما ادى الى اصابة شخصين بجروح إصابتهم خطرة، فيما تمكن عناصر جمعية “الإسعاف الصحي” من إجلاء ثلاثة مواطنين كانوا محتجزين في منزلهم جراء القصف الى منطقة آمنة. وتسببت الغارة ايضا بأضرار في عدد من المنازل، وعملت فرق الانقاذ في الدفاع المدني على رفع الأنقاض وسط تحليق مكثف للطيران المعادي في الأجواء. وكانت الاحراج في منطقة اللبونة في شرق الناقورة قد تعرضت لقصف مدفعي متقطع. واستهدف الطيران الاسرائيلي بلدة الجبين. وعلى الفور توجهت سيارات الاسعاف الى المنطقة. وتعرضت الخيام فوق منطقة الشاليهات لقصف مدفعي، واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على البلدة. كما اغار على دفعتين على تلة العويضة بين كفركلا وعديسة قضاء مرجعيون، ولجهة الطيبة. وقصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة الضهيرة.

 

شهيدان

 

من جهته نعى ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه “الشهيدين محمد باقر حسان وعلي أحمد مهنّا”، فيما اعلنت المقاومة الإسلامية عن استهداف التجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه واصابته مباشرة.

 

الجهاد عند ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه

 

في المقابل، التقى الأمين العام لـ”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” السيد حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه، الأمين العام لحركة “الج.ه.ا.د ‏الإسلامي” في فلسطين زياد نخالة، حيث جرى استعراض المستجدّات في ‏قطاع غزة والضفة الغربية ميدانيًّا وشعبيًّا وسياسيًّا، و”أوضاع جبهات الدّعم والمساندة ‏الّتي يُقدّمها محور المقاومة في السّاحات المختلفة”. وأوضح “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” في بيان، أنّ “التّداول تمّ بالاحتمالات ‏القائمة والتّطوّرات المتوقّعة، سواءً على مستوى الميدان أو الاتصالات السّياسيّة”، مشيرًا إلى أنّ “الجانبين أكّدا ضرورة الثّبات ومواصلة العمل بقوّة، لتحقيق النّصر الموعود إن شاء الله”.

 

خليل ومنصوري

 

ماليا، إجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير المالية يوسف الخليل وتم البحث في الأوضاع المالية والاقتصادية ومتابعة البحث الذي جرى في مجلس الوزراء بشأن العاملين في القطاع العام. كما اجتمع الرئيس ميقاتي مع حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري.

 

جلسة “مصرفية”

 

وليس بعيدا، وبعد توزيع مشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها على الوزراء، افيد ان الرئيس ميقاتي بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء وعلى جدول أعمالها بند وحيد وهو مشروع القانون المذكور وقد تُعقد ما بين ٢٢ او ٢٣ من الشهر الجاري.

 

الشماس

 

واستقبل الرئيس ميقاتي رئيس “تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان” مارون الشماس الذي قال انه “تم البحث في ما تقرر في الجلسة النيابية الاخيرة لجهة اضافة بند على قانون الموازنة يقضي بإضافة ضريبة على الدعم تطال قطاعات عديدة”. وطالب الشماس بضرورة إعادة النظر في هذه الضريبة التي لا يحب أن تطال الشركات والمؤسسات التي عملت بشكل قانوني”.

*********************************

افتتاحية صحيفة البناء:

هل تهدّد تل أبيب بعملية رفح لتحصل لها واشنطن على الثمن في المفاوضات؟
مصر تهدّد بتعليق كامب ديفيد… والمقاومة: المفاوضات وحياة الأسرى في خطر
فضيحة في التحقيقات حول الأونروا: الاحتلال لم يقدّم أي دليل على الاتهامات

بينما يرتفع صخب الحديث عن اقتراب موعد بدء جيش الاحتلال لعملية اقتحام مدينة رفح، باعتبارها التتمة الضرورية التي يتوقف عليها حصاد المراحل السابقة من حربه على غزة، وفقاً لوصف رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو الذي قال إن من يدعو لعدم القيام بعملية رفح إنما يدعو لحرمان “إسرائيل” من فرصة النصر، لا تبدو الصورة المحيطة لصالح ترجيح احتمال العملية. وبالرغم من نفي وزير الخارجية المصري سامح شكري للتهديد بتعليق اتفاقيات السلام الموقعة قبل أكثر من أربعة عقود بين مصر و”إسرائيل”، أكدت وكالة أنباء أسوشيتد برس وصحيفتا وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز ما تمّ نشره السبت لجهة أن القاهرة حذرت من إمكانية تعليق معاهدة السلام، إذا أرسلت “إسرائيل” قوات إلى رفح الفلسطينية، المتاخمة للحدود المصرية، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن وول ستريت جورنال التحذير ذاته. ومن جهة مقابلة أكدت مصادر قريبة من قوى المقاومة أن مستقبل التفاوض حول وثيقة باريس وحياة الأسرى الإسرائيليين سيكونان أولى ضحايا عملية رفح.
لم تستبعد مصادر دبلوماسية متابعة أن يكون التهديد بعملية رفح محاولة منسقة بين واشنطن وتل أبيب عشية مفاوضات القاهرة، لرفع السقف التفاوضيّ لصالح كيان الاحتلال، لوضع وقف العملية كثمن مقابل لمطالب إسرائيلية تفاوضية، بما يشبه وضع وقف الحرب على غزة كثمن مقابل لطلب التطبيع السعوديّ مع “اسرائيل”، كما ورد في صيغة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن التي قدمت لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
على ضفة أخرى، كشفت مصادر أممية وأوروبية عن فضيحة أظهرتها التحقيقات الأممية التي شارك فيها الاتحاد الأوروبي، حيث لم تظهر أي أدلة تشير إلى تورط أي من موظفي الأونروا في عملية طوفان الأقصى ضمن قوات القسام أو بالتعاون معها، بل إن المحققين بقوا أياماً ينتظرون أن تقدم لهم مخابرات جيش الاحتلال نسخاً عن تحقيقات مزعومة قالت إنها أجرتها وكشفت هذا التورط، لكنها لم تحصل على شيء سوى المزاعم التي قال قادة أمنيون في الكيان للمحققين الأمميين والأوروبيين إنها استنتاجات تتصل بسهولة استيلاء قوات القسام على مواقع إسرائيلية يعتقد أنهم استخدموا تسهيلات معينة لدخولها، قد تكون تسهيلات ممنوحة لموظفي الأونروا. وتساءلت المصادر عن درجة الانحدار الأخلاقي في مستوى اتخاذ القرار السياسي في الدول الغربية، بحيث إن خمس دول غربية كبيرة قررت تجميد تمويل الأونروا لمجرد صدور هذه المزاعم الإسرائيلية دون أي تحقيق.

وفيما يتجه الوضع في غزة الى مزيد من التصعيد مع توسيع العدوان الإسرائيلي نحو رفح، حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها مع تكثيف الاحتلال عملياته الأمنية بملاحقة القيادات والمسؤولين في حزب الله بحثاً عن إنجازات ميدانية لتعويض هزيمته العسكرية في الجبهة الغزاوية والجنوبية، في مقابل رفع المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق عملياتها العسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي والقواعد الأميركية في العراق وسورية، في ظل تنسيق عالي المستوى بين قيادات محور المقاومة لا سيما خلال الأسبوع الماضي لمواجهة المرحلة الجديدة من الحرب في رفح وعلى صعيد المفاوضات الدائرة في باريس، وفق ما علمت «البناء».
وفي سياق ذلك، التقى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحركة “الجهاد ‏الإسلامي” في فلسطين زياد نخالة، حيث جرى استعراض المستجدّات في ‏قطاع غزة والضفة الغربية ميدانيًّا وشعبيًّا وسياسيًّا، و”أوضاع جبهات الدّعم والمساندة ‏الّتي يُقدّمها محور المقاومة في السّاحات المختلفة”. وأوضح “حزب الله” في بيان، أنّ “التّداول تمّ بالاحتمالات ‏القائمة والتّطوّرات المتوقّعة، سواءٌ على مستوى الميدان أو الاتصالات السّياسيّة”، مشيرًا إلى أنّ “الجانبين أكّدا ضرورة الثّبات ومواصلة العمل بقوّة، لتحقيق النّصر الموعود إن شاء الله”.
وأشارت مصادر مطلعة على الوضع الميداني والسياسي لـ”البناء” الى أن “حكومة الحرب في “إسرائيل” فشلت في اتخاذ قرار موحّد حول توسيع الحرب على لبنان بسبب عجز الجيش الإسرائيلي عن خوض جبهة ثانية مع لبنان والتي ستكون أصعب بكثير من جبهة غزة، وكذلك غياب الضوء الأخضر الأميركي، لذلك قرّرت بموافقة أميركية التوجه نحو الجبهة الأضعف أي رفح لمحاولة تسجيل إنجازات تعوّض ما فقدته في غزة وجنوب لبنان من خسائر عسكرية وأمنية ومعنوية، وبالتالي تحسين شروطها التفاوضية في مفاوضات باريس”. ولفتت المصادر الى أن “توسيع العدوان الإسرائيلي باتجاه رفح سيؤدي الى ارتكاب مجازر هائلة وكارثة إنسانية ما يعني أن التصعيد على مستوى المنطقة برمّتها ودخول مصر بقوة على خط الحرب، فيما سيدفع محور المقاومة لتصعيد عملياته في مختلف الساحات ضد “إسرائيل” والمصالح والقواعد الأميركية في المنطقة ومن ضمنها قاعدة التنف التي تمّ استهدافها منذ أسبوعين”. واستبعدت المصادر توسيع “إسرائيل” عدوانها على لبنان لأسباب عدة، لكنها ستصعد العمليات الأمنية والاغتيالات في لبنان وسورية وغزة والعراق”.
وفيما يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر اليوم باحتفال للحزب في يوم الجريح بالضاحية الجنوبية، شدّد رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزيك على أن “الحل يبدأ وينتهي في جهات المساندة لغزة، التي ستبقى ما دامت الحرب على غزة، ونحن على يقين بأننا سننتظر وستثمر التضحية والدماء عزة وكرامة وحصانة لمجتمعنا”. ورأى أن “أميركا لا تريد وقف الحرب، لأنها الشريكة بها، وقد أعطت ما بإمكانها لهذا العدو ليُبيد ويقتل لعله يحقق ما تريده أميركا، التي زرعت هذا المولود من أجل أمنها وسطوتها في المنطقة”.
ولفت الى أن “أميركا تخاف أن يسقط هذا الكيان فيولون منهزمين، وسيأتي اليوم الذي تخرج فيه أميركا من غرب آسيا، كما قال الإمام الخامنئي ويسقط هذا الكيان، بيت العنكبوت”.
وأشار الى أن “من بركات الثورة الإسلامية في إيران والإمام الخامنئي أنك ترى محوراً للمقاومة من لبنان والعراق ولبنان يهبّ لمناصرة ومساندة أهلنا في فلسطين وغزة”، مضيفاً أن “إيران تقف بكل وضوح وجرأة لتدعم المقاومة في فلسطين بالسلاح والمال لرفع المظلومية عن هذا الشعب، وهي لن تهاب أميركا والغرب”.
وكانت المقاومة في لبنان واصلت عملياتها ضد مواقع العدو الصهيوني على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، مستهدفة تحصينات المواقع وأجهزتها التجسسيّة وتجمّعات قوات العدو، واستهداف موقع الرادار وثكنتي ‏برانيت وزرعيت ومبنيين في مستعمرتي “يرؤون” و”افيفيم”. كما قصفت موقع زبدين وانتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا، والتجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه وأصابته مباشرة.
ونعى حزب الله الشهيدين محمد باقر حسان وعلي أحمد مهنّا، وشيّعت حركة أمل الشهيد حسن علي فروخ في بلدة عنقون، وأكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قبيسي خلال إلقائه كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “الوطن لا تُحمى سيادته ويُصان ترابه وتُحمى وحدته الا بالتضحيات وبحفظ عناوين قوته المتمثلة بالوحدة الوطنية وبالمقاومة”، لافتا الى أن “”إسرائيل” لا تفهم ولا ترتدع بالقوانين الدولية”.
في المقابل واصل العدو الاسرائيلي اعتداءاته على الجنوب، وأعلن الدفاع المدني اللبناني عن سقوط 4 شهداء جراء قصف إسرائيلي على منزل في مارون الراس. واستهدفت مسيّرة إسرائيليّة سيارة بالقرب من مستشفى بنت جبيل الحكومي في غارة أدّت الى وقوع إصابات.
وشنّ جيش الاحتلال غارة على بلدة طيرحرفا استهدفت منزلاً في وسط البلدة ما ادى الى اصابة شخصين بجروح إصابتهم خطرة، فيما تمكن عناصر جمعية “الإسعاف الصحي” من إجلاء ثلاثة مواطنين كانوا محتجزين في منزلهم جراء القصف الى منطقة آمنة. وتسببت الغارة أيضاً بأضرار في عدد من المنازل، وعملت فرق الإنقاذ في الدفاع المدني على رفع الأنقاض وسط تحليق مكثف للطيران المعادي في الأجواء. وكانت الأحراج في منطقة اللبونة في شرق الناقورة تعرّضت لقصف مدفعي متقطع. واستهدف الطيران الإسرائيلي بلدة الجبين. وعلى الفور توجهت سيارات الإسعاف الى المنطقة. وتعرضت الخيام فوق منطقة الشاليهات لقصف مدفعي وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على البلدة. كما أغار على دفعتين على تلة العويضة بين كفركلا وعديسة قضاء مرجعيون، ولجهة الطيبة. وقصفت المدفعية الإسرائيلية اطراف بلدة الضهيرة.
على الصعيد الدبلوماسي، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه كلاً من سفيري فرنسا هيرفيه ماغرو واسبانيا خيسوس سانتوس اغوادو ان “استقرار الوضع في الجنوب هو الأولوية للبنان، والتطبيق الشامل والمتوازن للقرار 1701، ما يوقف الخروقات ويؤدي الى انسحاب “إسرائيل” الى الحدود المعترف بها دولياً، بما فيها مزارع شبعا هو المدخل لتحقيق الأمان”.
في غضون ذلك، انشغلت الساحة السياسية بعودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان عشية إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري غداً في 14 شباط.
وفي أول نشاط له زار الحريري رئيسَ حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي وأقيمت للحريري فور وصوله مراسم الاستقبال الرسمية، ثم عقد الرئيسان اجتماعاً في مكتب رئيس الحكومة.
ورحّب رئيس الحكومة بالرئيس الحريري، وتمنى “أن تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه الأخطار المحدقة بلبنان”. بعد ذلك أولم الرئيس ميقاتي تكريماً للرئيس الحريري في مشاركة الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة.
ولوحظ خلال الاجتماع بين ميقاتي والحريري تغيير في ديكور مكتب رئيس الحكومة والكرسي الذي جلس عليها الحريري، بما أوحى بأن الحريري ليس ضيفاً عادياً بل برتبة “رئيس حكومة”. وقال ميقاتي خلال اللقاء وفق ما علمت “البناء” بأن الحريري ليس زائراً بل من أهل البيت.
كما علمت “البناء” أن الحريري سيتوجّه غداً الى ضريح والده في وسط بيروت ويقرأ الفاتحة ويضع إكليلاً من الزهر، ويرافقه الرئيس ميقاتي ومفتي الجمهورية عبداللطيف دريان. كما سيزور الرئيس بري في عين التينة قبل ظهر اليوم وفق معلومات “البناء”.
وأشارت أوساط في تيار المستقبل لـ”البناء” الى أن عودة الرئيس الحريري الى بيروت طبيعية مع حلول ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، كما كل عام، وليست مرتبطة بالضرورة بهدف سياسي. ولفتت الأوساط إلى أن الحريري سيبقى لبعض الوقت في لبنان ليكون مع أهله ومحبيه من جميع اللبنانيين، لكن الخطوة المقبلة هي ملك الحريري أكان البقاء في لبنان أم ممارسة أي نشاط سياسي. لكن الأوساط تشير الى أن الحريري سيغادر بعد أيام ولا موعد محدد لعودته الى لبنان. وأوضحت أن عودة الحريري الى الحياة السياسية لم تُحسم، وإن كان هناك مؤشرات ومعطيات على الصعيد الإقليمي والدولي تدفع بهذا الاتجاه، لا سيما بعد لقاء مستشاره جورج شعبان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو والحديث الذي دار في الملف الرئاسي، إذ أن المعادلة السياسية وكذلك الرئاسية مجمّدة منذ 17 تشرين 2019 حتى الآن، وقد تحرك عودة الحريري المياه الراكدة في هذه الملفات، لكن لا يمكن حسم الأمر بانتظار اكتمال المؤشرات ونضوج الظروف الإقليمية والدولية.
كما لفتت المصادر المستقبلية لـ”البناء” الى أن الأحداث الداخلية واللعبة النيابية والاستحقاقات السياسية أثبتت بأن لا أحد يستطيع تجاوز الحريري ولا تيار المستقبل الذي لا يزال يملك التمثيل الأكبر في الساحة السنية، ولم يستطع أحد ملء الفراغ الذي خلفه غياب الحريري، ولا خلق مرجعية سياسية سنية في ظل تشتت وتوزع القوى السنية النيابية بين قوى وتيارات متعددة، ما يصعب التوصل الى تسوية سياسية في الملف الرئاسي.
على صعيد آخر، اجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير المالية يوسف الخليل وتمّ البحث في الأوضاع المالية والاقتصادية ومتابعة البحث الذي جرى في مجلس الوزراء بشأن العاملين في القطاع العام. كما اجتمع الرئيس ميقاتي مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.
ليس بعيداً، وبعد توزيع مشروع القانون المتعلق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها على الوزراء، أفيد أن الرئيس ميقاتي بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء وعلى جدول أعمالها بند وحيد وهو مشروع القانون المذكور وقد تُعقد ما بين ٢٢ او ٢٣ من الشهر الحالي.
ولفتت مصادر مطلعة على الوضع المالي لـ”البناء” الى غياب الاهتمام الحكومي والنيابي بالملف المصرفي وبأموال المودعين في ظل تلكؤ الحكومة والمصرف المركزي والمجلس النيابي في الضغط على المصارف ليس لتطبيق تعاميم مصرف لبنان لا سيما المتعلق بدفع 150 دولاراً للمودعين فحسب، بل للإقرار بحقوق المودعين في استعادة ودائعهم والمباشرة بوضع خطة متكاملة لإعادة تكوين الودائع واعادة الأموال الى المودعين تدريجياً وبشكل عادل. ولفتت المصادر الى أن معظم كبار المصرفيين والسياسيين هربوا أموالهم الى الخارج قبل 17 تشرين 2019 وبعده وطيلة السنوات التالية، ولا زال تهريب الأموال سارياً حتى الآن، حيث حول أحد كبار الموظفين في الدولة حوالي 800 ألف دولار الى فرنسا منذ أشهر قليلة لشراء شقة في باريس من دون أي رفض من المصرف فيما ترفض المصارف طلبات الكثير من المودعين تحويل مبالغ مالية صغيرة الى الخارج لأسباب تجارية أو صحية أو اجتماعية. وتساءلت المصادر عن سبب رفض الحكومة إعداد مشروع قانون واضح للكابيتال كونترول طيلة ولاية الحكومة الحالية وإحالته الى المجلس النيابي، علماً أنه وإن أقر الكابيتال كونترول فإنه سيطبق فقط على صغار المودعين بعدما هرب النافذون من السياسيين وكبار الموظفين أموالهم الى الخارج، والنتيجة الوحيدة لهذا القانون ستكون وقف تدفق رؤوس الأموال الخارجية الى لبنان.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram