افتتاحية صحيفة الأخبار:
غزة تُلغي زيارة شكري وعبد اللهيان في بيروت نهاية الأسبوع: تحريض على الجيش في الكونغرس
نقلت شخصيات لبنانية زارت الولايات المتحدة أخيراً أن أعضاء في الكونغرس يشنّون حملة على الجيش اللبناني، مطالبين بوقف تمويله لعدم اتخاذه أي إجراءات ضد حزب الله. ويقول هؤلاء إن موقف المؤسسة العسكرية والحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية يتماهى تماماً مع موقف الحزب. إلا أن المصادر نفسها نقلت عن مسؤولين أميركيين أن «هذا أمر غير ممكن لأن هناك حاجة ماسة إلى الجيش الذي سيكون له دور في الجنوب في المرحلة المقبلة».
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سيزور بيروت نهاية هذا الأسبوع، فيما أُلغيت الزيارة التي كانت مقرّرة أمس لوزير الخارجية المصري سامح شكري. وقالت مصادر متابعة إن الزيارة أُرجئت، مرجّحة أن يكون «التأجيل مرتبطاً بوصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة للبحث في صفقة الأسرى في غزة». وأضافت أن «البحث في شأن لبنان سيُجمّد لفترة لأن التركيز حالياً هو على ملف غزة»، فضلاً عن أن «النقاش بشأن الجبهة الجنوبية لم ينضج بعد».
وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر مطّلعة أن «لا جديد في ما خصّ الجبهة الجنوبية، وما رُوّج عن اقتراحات للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين كانَ مبالغاً فيه». وأضافت أن «عدم زيارة هوكشتين لبيروت بعد تل أبيب ليس مرتبطاً بفشل محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين، إذ إن أحداً لم يُبلغ بأنه سيزور لبنان ولم تُطلب له أي مواعيد». وأشارت إلى أن «الأميركيين اقتنعوا أخيراً بأن أي اقتراح سيتقدّم به هوكشتين لن يكون واقعياً قبل حسم الوضع في غزة، خصوصاً أن حزب الله يرفض أي بحث قبل وقف العدوان»، مشيرة إلى أن «التهويل الإسرائيلي غير واقعي لأن ما لم تسمح به الولايات المتحدة في عزّ الأزمة خشية أن يقود إلى حرب شاملة، لن تسمح به في ظل الضغوط التي تمارسها على كل الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة». ورجّحت المصادر أن تنعكس التهدئة في غزة هدوءاً في جنوب لبنان، «غير أن مسار المفاوضات سيكون مختلفاً وقد يأخذ وقتاً طويلاً»، إذ إن ما يواجهه الإسرائيليون من أزمة نزوح المستوطنين في الشمال لم يشهدوا له مثيلاً في مستوطنات غلاف غزة، ما يشكّل أزمة للمستوييْن السياسي والعسكري.
وفي هذا السياق، أظهرت دراسة نشرها موقع «تايمز أوف إسرائيل» أن ربع الإسرائيليين يعانون من شعور بالهلع والعجز وفقدان الثقة بجيشهم وحكومتهم بشكل عام، فيما أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن مستوطني الشمال ليس لديهم أُفق للعودة إلى المستوطنات في ظل إخفاق حكومة بنيامين نتنياهو في طمأنة مخاوفهم، لا عبر الجهود الدبلوماسية ولا من خلال الجهود العسكرية التي فشلت في تحقيق أهدافها عند الحدود مع لبنان وفي قطاع غزة على السواء.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن العقيد في الاحتياط في جيش العدو كوبي ماروم، أن الأشهر الأربعة من حرب الاستنزاف فشلت في تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثّل في القضاء على حزب الله في الشمال.
في غضون ذلك، واصل حزب الله ضرب المواقع والتجهيزات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. واستهدف مقاتلوه أمس موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتجمّعاً لجنود العدو في محيطه بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيهما إصابات مباشرة. كما استهدفوا التجهيزات الفنية في موقع راميا، وقاعدة خربة ماعر بصاروخ «فلق 1»، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع المرج. ونعى حزب الله المقاومَين محمد جعفر عسيلي (أنصار – الجنوب) وحسين محمد شمص (اللبوة – البقاع). كما استشهد مواطن وأصيب اثنان جرّاء غارة على منزل في بلدة الخيام. وشنّ الطيران الحربي المعادي 8 غارات بالصواريخ على دفعتين، استهدفت أنحاء متفرقة من المدينة. واستهدفت الطائرات المُسيّرة المعادية فجراً مبنى مضخات مياه الوزاني بصاروخ، ما أدّى إلى تضرر الشبكة. كما خرق الطيران المعادي جدار الصوت على علو منخفض وألقى بالونات حرارية في أجواء الجنوب. فيما قصفت مدفعية العدو أطراف بلدة طيرحرفا وحرج يارون وتلة هرمون جنوب غرب البلدة، وأطراف بلدات راميا وبيت ليف وعيتا الشعب وحولا ومركبا. وأطلق زورق معادٍ قنبلتين صوتيتين وقنابل مضيئة في أجواء الرقعة البحرية التابعة لفلسطين المحتلة مقابل الطفاف رقم 4 المقابل لرأس الناقورة.
***********************
افتتاحية صحيفة النهار
بكركي تسقط شرعية التفاوض عن”ترسيم مشبوه”
لم يكن خافيا ان القوى السياسية في لبنان ترقبت بانشداد حذر للغاية تطورات مشروع التسوية الموقتة بين إسرائيل وحركة “ح.م.ا.س” لوقف الحرب في غزة، نظرا إلى إدراك عام بان مفاعيل هذا التطور، سواء ولدت التسوية ام فشلت ولم تقلع، ستنعكس مباشرة على الواقع الميداني السائد على الجبهة الحدودية الجنوبية بين لبنان وإسرائيل، كما أيضا وبمفعول اقوى على التحركات والاستعدادات الديبلوماسية الدولية لاحلال تسوية تنهي المواجهات الميدانية جنوبا وتطلق المفاوضات الخاصة بترسيم الحدود الجنوبية. وفي انتظار بلورة الاتجاهات الحاسمة لمآل مشروع التسوية الموقتة، أي الهدنة في غزة، قللت مصادر مطلعة على مجريات الزيارات والتحركات الديبلوماسية المتلاحقة في شأن الوضع المتفجر على الحدود الجنوبية مع إسرائيل من أهمية الترويج لتسوية أميركية – أوروبية على غرار التفاهمات التي أعقبت عملية “عناقيد الغضب” الإسرائيلية في جنوب لبنان عام 1996 واعتبرتها بمثابة بالون اختبار وجس نبض اطروحات يصعب التعامل معها بجدية قبل التيقن من مصدر طرحها، علما ان ما روج في شأنها نسب الى مسؤولين إسرائيليين. وأكدت المصادر ان قناة التفاوض الجدية في شأن الوضع في الجنوب لم تفتح بعد ويستبعد تماما ان تفتح قبل جلاء مصير مشروع التسوية في غزة ومن ثم إعادة تحرك الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين نحو لبنان باعتبار ان الجميع يدركون انه لو حان وقت انطلاق المفاوضات الجدية غير المباشرة بين لبنان (بشقيه الرسمي و”ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه”) وإسرائيل برعاية ووساطة الولايات المتحدة لكان هوكشتاين زار بيروت عقب زيارته الأخيرة لإسرائيل.
ويمكن ادراج كلام وزير الخارجية #عبد الله بو حبيب امس بعد لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في اطار إعادة تصويب الموقف الحكومي من مجريات التطورات في الجنوب اذ قال: “لا صحة للأخبار المفبركة والمجتزأة المنسوبة الي بأن الجيش غير قادر على التواجد على الحدود. قلتها في الامم المتحدة في نيويورك اخيرا ونكرر نريد سلة متكاملة لتطبيق #القرار ١٧٠١ تضمن الاستقرار والامن المستدام في الجنوب وإنسحاب اسرائيل من المناطق المحتلة كافة وعلى رأسها مزارع شبعا، وتعزيز قدرات الجيش وعديده مطلب اساسي لنا في مقاربة لبنان لتثبيت الامن على الحدود ضمن هذه السلة الشاملة”.
وفي الوقت الذي كانت بيروت تترقب فيه امس وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري كاول وزير خارجية عربي يزورها بعد عملية “طوفان الأقصى” والعضو في الدول العاملة على خط التسوية الكبرى في المنطقة، تم ارجاء الزيارة الى موعد لاحق. وعلم ان شكري كان يعتزم المجيء إلى بيروت لكن الزيارة تأجلت ولم تلغَ بسبب ارتباطات طارئة استجدت على الوزير واستدعت التأجيل كما كشف السفير المصري في بيروت علاء موسى لـ”النهار”. وبالتالي فإن الزيارة قد تتم وانما في مرحلة لاحقة. ولا يستبعد ان يكون لذلك ارتباط بتطور التفاوض حول اتفاقية الاطار بين إسرائيل وحركة “ح.م.ا.س” التي تشارك القاهرة إلى جانب الدوحة في الوساطة في شأنها.
تحذير بكركي
غير انه وسط هذه الأجواء الضبابية ومع اشتداد المواجهات الميدانية في الجنوب، برز تحذير غير مسبوق لبكركي من المفاوضات المتصلة بالحدود اللبنانية مع إسرائيل، بدا واضحا من خلاله ان البطريركية المارونية طرحت المسألة من زاويتين تحملان دلالات قوية: أولا اسقاط شرعية أي مفاوضات تجرى وسط عدم وجود رئيس للجمهورية ، وثانيا التحذير مما وصفته بـ”الترسيم المشبوه” للحدود.
ويكتسب هذا الموقف جدية استثنائية اذ صدر عن مجلس المطارنة الموارنة مجتمعا برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وورد في بيان المجلس في هذا السياق “حذّر الآباء من المحاولات الجارية، دوليًا ومحليًا، لتمريرِ ترسيمٍ مشبوه للحدود بين لبنان وإسرائيل، خالٍ من أيِّ ضماناتٍ دولية واضحة وثابتة. ويلفتون الإنتباه إلى أن التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية، وأن ما يتم خارج رعايته وإدارته وموافقته باطلٌ ولاغٍ”.
كما ان المجلس دان التعرض للبطريرك الراعي واعلن انه “يقف موقف التأييد الكامل لما أعرب عنه صاحب الغبطة من رفضٍ للمتاجرة بحياة المواطنين في الجنوب اللبناني، الذين ضاقوا بالتصعيد الميداني المُهدِّد للأرواح والممتلكات. ويشجبون شجبًا تامًا محاولات التعريض بإعلان بكركي مُسانَدتها هؤلاء المواطنين ودعوتها إلى رفع سيف القتل والتدمير عنهم. ويُعبِّرون عن ألمهم البالغ أمام الأوضاع المُزرِية التي دفعتهم إليها السياسات المتفرّدة، فيما كان المطلوب السهر على المنطقة الحدودية، من خلال تعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701، لا التمادي في تفجير أيامها ولياليها”.
وفي موقف يحاكي موقف بكركي، حمل حزب الكتائب على ما وصفه بـ”هذا الجنوح المتسارع لربط مصير لبنان بالصراع الدائر في المنطقة”. وطالب “بتطبيق القرار 1701 فورا من الجانبين وبتجميد أي مفاوضات حول الحدود من دون وجود رئيس للجمهورية المخول حصرا بالتفاوض وإبرام الاتفاقيات الدولية، كما تطبيق القرار 1559 لاستعادة الدولة والقوى الشرعية حصرية حيازة واستعمال السلاح لضمان الاستقرار”.
وليس بعيدا من الموقفين لفت رئيس حزب “#القوات اللبنانية” #سمير جعجع إلى “أن “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” لن ينسحب من الجنوب اللبناني وهو يخدع الأميركيين”. كما أكد أنه “لا يمكن استبدال تطبيق القرار الدولي 1701 برئاسة لبنان ، فرئيس الجمهوريّة يجب أن يمثّل البلد بأكمله وليس ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ، ومن يفكر في اقتراحٍ مماثل فهو يحلم ، اذ لا مقايضات ولا تسويات على حساب لبنان وسيادته ومهمة السلطة التنفيذية إعلاء مصلحة البلاد وليس محور الممانعة”.
غارات على المدنيين
ميدانيا، شنت مسيرة اسرائيلية بعد الظهر غارة على الخيام قرب المسلخ حيث افيد عن سقوط مواطن مدني هو محمد عواضه وجريحين هما حسين أبو عباس وأحمد عباس شحرور . اتبعها بأربع غارات متعاقبة على الخيام . وبعد الغارتين اللتين شنتهما الطائرات الإسرائيلية منتصف الليل على بلدتي حولا وبني حيان، إستهدفت الطائرات المسيرة فجراً مبنى مضخات مياه الوزاني، بصاروخ، ما أدى إلى ضرر كبير في الشبكة. وشن الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مروحين وحلق فوق القليعة وبرج الملوك مطلقاً القنابل الحرارية. كما شن غارات وهمية خارقا جدار الصوت في اجواء منطقة صور. كما سمعت اصوات انفجارات في مدينة النبطية ومحيطها تبين انها ناجمة عن خرق الطائرات الحربية الاسرائيلية لجدار الصوت.
في المقابل، اعلن “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” انه استهدف موقع زبدين في مزارع شبعا وتجمعاً للجنود الإسرائيليين في محيطه ثم استهدف التجهيزات الفنية في موقع راميا ، وكذلك قاعدة خربة ماعر . ونعى الحزب العنصرين محمد جعفر عسيلي وحسين محمد شمص. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان انهما سقطا في غارة على حمص اول من امس.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إحياء عمل اللجنة الثلاثية في الناقورة لترافق تطبيق القرار 1701
دريان: لا لحِيَل تعطيل الإستحقاقات والمطارنة: لا للمتاجرة بالجنوبيين
تحت وطأة أزمات تزيد لبنان غرقاً، أطلت أمس مرجعيتان روحيتان هما دار الفتوى ومجلس المطارنة الموارنة، لتطلقا مواقف تزيل الخواء السياسي الذي يحاصر هذا البلد. وتشاء الصدف أنّ هاتين الاطلالتين مرتبطتان بذكرى الإسراء والمعراج والعيد السنوي لمار مارون، ما أعطى المناسبتين البعد الوطني بكل اتجاهاته.
فمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الى اللبنانيين، لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، تناول ما سمّاه «حيلة جديدة للاستمرار في احتجاز أموال الناس وودائعهم وحجبها، فيما لا يزال الحاكمون ورجالات المصارف يأتمرون في كيفية إنكار حقوق الناس».
ومن «حيلة» الاستيلاء على ودائع اللبنانيين، الى «مئات الحيل القانونية وغير القانونية» من أجل «إبقاء المناصب خالية عندما تخلو من شاغليها»، وقال: «لا أعرف بلداً في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية، وكيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة عاملة؟»، وتساءل: «ما شأن أزمة الشرق الأوسط بانفجار المرفأ؟ وما شأن أزمة الشرق الأوسط بانهيار الليرة اللبنانية؟ وأخيراً ما شأن الأزمة المذكورة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية؟».
بدورهم، أصدر المطارنة الموارنة بياناً بعد اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك بشارة الراعي، فأعلنوا «التأييد الكامل لما أعرب عنه صاحب الغبطة من رفض المتاجرة بحياة المواطنين في الجنوب اللبناني، الذين ضاقوا بالتصعيد الميداني المُهدِّد للأرواح والممتلكات»، ودانوا بشدة «محاولات التعريض بإعلان بكركي مُسانَدتها هؤلاء المواطنين». وأعربوا «عن ألمهم البالغ أمام الأوضاع المُزرِية التي دفعتهم إليها السياسات المتفرّدة، فيما كان المطلوب السهر على المنطقة الحدودية، من خلال تعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701، لا التمادي في تفجير أيامها ولياليها». وحذّروا «من المحاولات الجارية، دولياً ومحلياً، لإمرار ترسيمٍ مشبوه للحدود بين لبنان وإسرائيل، خالٍ من أيِّ ضماناتٍ دولية واضحة وثابتة». ولفتوا إلى «أنّ التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية، وأنّ ما يتم خارج رعايته وإدارته وموافقته باطلٌ ولاغٍ».
وفي سياق متصل، عقدت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في مجلس النواب جلسة في حضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا. وتميزت الجلسة بطرح عضو اللجنة النائب في كتلة «القوات اللبنانية» بيار بو عاصي موضوع انسحاب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» من منطقة القرار 1701، لكن، لم يذكر خلال الجلسة أي حل مرتقب في الجنوب. أما فرونتسكا، فركزت على العودة إلى الديبلوماسية لحلّ الإشكاليات الناجمة عن التوتر اللبناني الإسرائيلي، إضافة الى تطبيق الـ 1701 ومعالجة الخلافات على الحدود الجنوبية. كما ركّزت على ضرورة إعادة تفعيل اللجنة الثلاثية التي كانت تجتمع في الناقورة وتوقّفت اجتماعاتها بسبب جائحة «كورونا»، وما بعدها، حيث سيكون لها دور أساسي ومهم بعد نهاية حرب غزة سياسياً.
وعلم أنّ هذا الاهتمام بعمل اللجنة الثلاثية يرتبط بما أورده موقع «آكسيوس» الأميركي قبل يومين عن»تفاهمات» تأمل الولايات المتحدة مع أربعة من حلفائها الأوروبيين، «في إعلانها خلال الأسابيع القليلة المقبلة لإعادة الهدوء إلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية».
وفي هذا الإطار، قال مصدر مقرّب من وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه لـ «فرانس برس» إنه جاء الى بيروت بعد جولة في المنطقة شملت إسرائيل «حاملاً مبادرات ديبلوماسية لتجنّب التصعيد» بين البلدين.
وعلى المستوى الميداني، قتل أمس مدني وأصيب آخران في قصف إسرائيلي على بلدة الخيام الجنوبية التي تعرضت للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات لسلسلة غارات. وأعلن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في المقابل استهداف موقع وأجهزة مراقبة إسرائيلية، في وقت شيّعت حركة «أمل» ثلاثة من مقاتليها قضوا الإثنين بقصف إسرائيلي.
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
خسائر لبنان من حرب غزة تقارب 1.5 مليار دولار
أضرار البنى التحتية والزراعية… يضاف إليها 300 مليون من الأضرار غير المباشرة
بيروت: بولا أسطيح
صحيح أن العمليات العسكرية المتبادلة بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وإسرائيل محصورة منذ نحو 4 أشهر في مناطق محددة جنوب لبنان، إلا أن تداعياتها تطال البلد ككل بقطاعاته كافة، وبشكل خاص اقتصادياً ومالياً، سياحياً وسياسياً.
وحصلت «الشرق الأوسط» على نتيجة دراسة للأثر الاقتصادي للحرب أجرتها جهات غير رسمية بينت أن مجمل الخسائر في الجنوب تبلغ نحو مليار و200 مليون دولار، وهي خسائر مرتبطة بشكل أساسي بالدمار في البنى التحتية والطرقات والمباني والأراضي الزراعية، كما أن هناك نحو 300 مليون دولار خسائر غير مباشرة نتيجة إقفال المؤسسات وتوقف الأعمال.
القطاع السياحي
ويشكل القطاع السياحي العمود الفقري للاقتصاد اللبناني، وهو تأثر إلى حد كبير نتيجة الحرب الدائرة في الجنوب. وأشار وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار إلى أنه «كان للحرب أثر كبير على قطاع السياحة، خاصة أننا كنا على موعد مع مواسم واعدة سواء خلال فترة الاعياد (الميلاد ورأس السنة) أو خلال موسم التزلج، بحيث إن عدد الوافدين الأجانب في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي وصل إلى مليون و800 ألفاً»، لافتاً إلى أن «النمو الذي كان متوقعاً في ديسمبر (كانون الأول) كان بحدود 27 في المائة لكن الحرب حالت دون تحقيق هذه الطموحات». وأضاف نصار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «عام 2022 كان هناك 370 ألف سائح؛ 70 ألف أجنبي و300 ألف لبناني. في عام 2023 تراجعت أعداد الوافدين إلى 70 ألفاً هم الأجانب، بحيث إن 300 ألف لبناني في بلاد الانتشار زاروا لبنان رغم كل التحديات والمشاكل».
ولفت نصار إلى أنه «بما يتعلق بموسم التزلج الحالي، فالحركة ناشطة في مراكز التزلج حتى إن هناك وجوداً لأجانب، ولكن ليس بالأعداد التي كنا نتوقعها». وأضاف: «الحجوزات في الفنادق والمطاعم جيدة، وتلامس أعداد 2023 عدا الأجانب».
تراجع حركة المطار 25%
وحسب الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، فإن «هناك نحو 85 ألف نازح من 46 بلدة وقرية جنوبية تتعرض بشكل دائم للاعتداءات الإسرائيلية، كما أنه وبما يتعلق بالخسائر البشرية، هناك 182 مقاتلاً لـ(ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه) و27 مدنياً و8 من جهات حزبية أخرى، بالإضافة إلى عنصر من الجيش اللبناني».
وأشار شمس الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «520 منزلاً دمرت كلياً و3300 منزل بشكل جزئي»، موضحاً أن «هناك دورة اقتصادية كاملة تعطلت في الجنوب؛ إذ إن مؤسسات ومعامل كثيرة توقفت عن العمل، إضافة إلى خسائر كبيرة بالقطاع الزراعي لا سيما الزيتون والأحراج».
وأضاف: «من الصعب تقدير الخسارة الاقتصادية بالوقت الراهن بشكل دقيق، لكنها بملايين الدولارات يومياً على صعيد الجنوب ولبنان. كما أن حركة المطار التي تراجعت عن معدلاتها في مثل هذه الأيام من حيث القدوم بنسبة 25 في المائة، والمغادرة بنسبة 2 في المائة، مؤشر أساسي للخسائر التي نتكبدها».
الزراعة أبرز القطاعات المتضررة
أما الكاتب والباحث في الشؤون المالية والاقتصادية البروفسور مارون خاطر، فأشار إلى أن «العمليات المستمرَّة في الجَنوب منذ الأسبوع الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ترخي بِثِقلها على اقتصاد لبنان المُنهك والذي يَشهد تقلصاً في الناتج المحلي يَتعدى الـ50 في المائة»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أنَّ لبنان الرَّازح تحت أزمته والمُتعثر مالياً والمُتخلف عن ديونه السيادية لا يَستقطب الاستثمارات الجديدة، إلا أنَّ للحرب الدائرة في المنطقة وفي الجنوب اللبناني تداعيات اقتصادية مؤلمة بتوقيتها وحَجمها. فعلى الرغم من أن لبنان يستورد النَّفط والجزء الأكبر من المواد الغذائية من حوض المتوسط، فإن الاقتصاد اللبناني يتأثر بالاضطرابات في البحر الأحمر».
وأضاف: «تعكس هذه الاضطرابات مزيداً من الضغط المعيشي على اللبنانيين بسبب ارتفاع الأسعار الناتج عن زيادة الأكلاف من جهة، وعن غياب الرقابة والمُحاسبة من جهة ثانية». وتابع خاطر: «أما الأكبر من الخسائر فتَكبدها القطاع الزراعي الذي يُؤمِّن معيشة أكثر من 80 في المائة من سكان الشريط الحدودي»
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الموفدون يتقاطرون بلا حلول .. “الخماسية”: هل نجتمع قبل زيارة لودريان أو بعدها؟!
أي مراقب لتقاطر الموفدين الى لبنان يقترب من الاعتقاد بأنّ أمراً ما يجري إنضاجه في مطابخ الدول، لفكفكة صواعق أزماته الداخلية، سواءً ما يتعلق بالأزمة الرئاسية، او بالجبهة الجنوبية التي تقرع في اجوائها طبول حرب واسعة.
ولئن كانت حركة الموفدين توحي في ظاهرها، انّها تدور في مناخ تفاؤلي في إمكان بلورة مخارج وحلول، الّا انّها في جوهرها استطلاعية لا اكثر، حمولتها كناية عن مشاعر عاطفية، ونصائح وتمنيات، وتحذيرات متتالية من تداعيات استمرار التعطيل الرئاسي، والتصعيد الأمني، وما خلا ذلك، لم تقدّم حتى الآن فكرة جدّية يمكن ان تُصرف في البنك الرئاسي، او في البنك الجنوبي.
بداية نقاش!
على المقلب الرئاسي، فإنّ الداخل، وبعد حراك سفراء دول اللجنة «الخماسية» في بيروت، ينتظر الخطوة التالية التي ستقرّرها للجنة في سياق مسعاها لتحريك الملف الرئاسي الى الأمام. وعلى ما يبدو فإنّ فترة الانتظار قد تكون طويلة، ذلك أنّ الاخبار المرتبطة بهذه اللجنة، لا يوجد فيها حتى الآن ما يسرّ القلب، او يحمل على رفع منسوب التفاؤل.
وعلمت «الجمهورية»، أنّ هذه الخلاصة عاد بها زوار عاصمة دولة عربية عضو في «اللجنة الخماسية»، حيث اكّدوا لمسؤولين كبار ما حرفيته: «لا شيء جاهزاً لدى «الخماسية» حتى الآن، بل لا توجد لديها أيّ فكرة يجري إنضاجها على النار. جلّ ما في الأمر هو أنّ دول اللجنة تقاطعت في مواقفها على تحريك ملف الرئاسة في لبنان في هذه المرحلة، وأوعزت لسفرائها في لبنان الانطلاق في تحرّك، والتقييم الأولي لهذا التحرك كان ايجابياً جداً، وثمّة ارتياح شديد من نتائج اللقاء الذي عقده سفراء الدول الخمس مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري».
وبحسب ما نقل الزوار، وفقاً لما وقفوا عليه في محادثاتهم مع مستويات سياسية وغير سياسية في عاصمة العربية، «فإنّ الامور ما زالت في بداية الخطو، او بمعنى أدق، في بداية النقاش حول كيفية بلورة مخارج وحلول لأزمة الرئاسة، ما يعني انّ المسألة ما زالت تتطلّب بعض الوقت، وخصوصاً انّ اللجنة «الخماسية» كانت بصدد أن تعقد اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية، يحضره سفراء دول اللجنة في بيروت، ربما في الرياض او في باريس، ولكن ثمّة نقاشاً بين أعضاء «الخماسية» لم يُحسم بعد، حول عقد هذا الاجتماع قبل زيارة موفد اللجنة جان إيف لودريان الى بيروت، أو بعد هذه الزيارة».
الاجتماع لاحقاً
وفيما اكّدت مصادر مطلعة قريبة من «الخماسية» في بيروت لـ«الجمهورية»، أنّ «اجتماع وزراء خارجية اللجنة قد تقرّر مبدئياً، وسينعقد في وقت لاحق، وربما في المدى المنظور القريب»، كشفت معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» انّ اشارات تلقّتها مستويات رفيعة عبر قنوات «الخماسية»، تفيد بأنّ تأخير انعقاد اللجنة على المستوى الوزاري، مردّه الى تعديل طارئ في برنامج الأولويات، حيث تقدّم الوضع في غزة على ما عداه، وعضو اللجنة «الخماسية» وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن منهمك حالياً بالتركيز على الجهود الديبلوماسية الرامية الى التأسيس للهدنة الطويلة الأمد التي يُعمل عليها في قطاع غزة.
الجنوب أولاً
وإذا كان الملف الرئاسي يتسمّ حسمه بصفة الاستعجال، وفق تأكيدات جميع الموفدين الدوليّين، إلّا انّه وفق تقديرات ديبلوماسية، يبدو انتقل الى المرتبة الثانية بعد حسم الملف الجنوبي، المرتبط أساساً بالحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، حيث انّ الهدنة اذا ما أُعلنت في غزة، ستنسحب تلقائياً على الجبهة الجنوبية. وهو الامر الذي يوجب بلورة حلول سريعة.
وبحسب هذه التقديرات، فإنّ ترسيخ هذه الهدنة في منطقة الحدود، بما يوفّر الامن والاستقرار على جانبي الحدود، مرتبط بنجاح المساعي التي يجريها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين لحسم ملف الحدود البرية بشكل نهائي، وبلوغ حلّ سياسي يحول دون انزلاق هذه الجبهة الى حرب واسعة. وثمة معطيات تؤكّد وجود تقدّم ملحوظ على هذا الصعيد، ستتوضح معالمه في الزيارة المقبلة لهوكشتاين الى المنطقة، والتي ستشمل بيروت ايضاً.
الجدير ذكره في هذا السياق، أنّ الإعلام الاسرائيلي عكس ما وصفها ايجابيات حول اللقاءات التي اجراها هوكشتاين في اسرائيل بداية الاسبوع الجاري قبل عودته الى واشنطن، حيث اشار بوضوح الى ما سمّاها «بوادر ايجابية» للتهدئة بين اسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، من دون أن يحدّد ماهيتها او يدخل في تفصيل اي منها. ونقل مصدر مطلع على مهمّة هوكشتاين في اسرائيل، انّه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، اقتراحه المتعلق بتفاهمات جديدة بشأن الحدود، وهذا المقترح للتهدئة بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» واسرائيل سيشبه التفاهمات التي أنهت جولة القتال عام 1996».
واللافت هنا، انّ هذه «الإيجابيات» تعاكس الفرضيات التي احاطت بعودة هوكشتاين من تل ابيب الى اشنطن، وعدم زيارته بيروت، حيث قرأت في هذه العودة فشلًا لهوكشتاين في اسرائيل، وانّ جهوده اصطدمت بتصلّب الموقف الاسرائيلي.
ردّنا: القرار 1701
الى ذلك، اكّدت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، انّ زيارات الموفدين الى بيروت تتقاطع جميعها حول تبريد جبهة لبنان والنأي بهذا البلد عن الحرب الاسرائيلية.
وكشفت المصادر عن تحذيرات ينقلها سياسيون ومسؤولون عسكريون اجانب للبنان، تفيد بضرورة ان يأخذ لبنان التهديدات الاسرائيلية بإعدادها لهجوم على لبنان على محمل الجد، وهو ما عكسته المخاوف من ان تشكّل جبهة الجنوب اللبناني فتيلاً لاشتعال حرب واسعة، التي أبداها العديد من الموفدين، وآخرهم وزير الخارجية البريطانية دايفيد كاميرون، ووزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، الذي اكّد الضرورة القصوى للتهدئة في الجنوب وإبعاد الأخطار عن لبنان، عبر بلوغ الحلول التي تقيه الانزلاق إلى توسيع نطاق الحرب، والتي ترتكز بالتأكيد على التطبيق الكامل لمندرجات القرار 1701».
على انّ الموقف من هذه التهديدات عبّر عنه لبنان بتأكيد تمسّكه بالقرار 1701، وعلى ما قال الرئيس بري: «لدينا القرار 1701، ملتزمون به وبتطبيقه بكلّ مندرجاته، ولا شيء لدينا اكثر من ذلك، ويبقى على المجتمع الدولي إلزام اسرائيل بتطبيقه. اما اذا حاولت اسرائيل شنّ عدوان على لبنان، فكلنا ساعتئذ سنكون في خط المقاومة».
خطوات للتهدئة
الى ذلك، وفي وقت، ذكرت فيه قناة «كان» الاسرائيلية «انّ الحكومة اللبنانية ترفض سحب قوات «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» إلى ما وراء الليطاني، وتؤكّد أنّ تطبيق قرار 1701 ينبغي أن يكون كاملًا بما ينص عليه من انسحاب إسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا»، ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي، أنّ واشنطن وحلفاءها الأوروبيين، يأملون الإعلان قريباً عن خطوات للتهدئة بين إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».
وأوضح المصدر، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع على هذه القضية، «أنّ واشنطن وأربعة من حلفائها الأوروبيين؛ بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا، يأملون الإعلان في الأسابيع القليلة المقبلة عن سلسلة من الالتزامات، التي تعهّدت بها إسرائيل و»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، لنزع فتيل التوترات واستعادة الهدوء على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية».
وقال الموقع، انّه «في إطار التهدئة سيتمّ الإعلان عن تعهدات للطرفين ببيان مشترك لواشنطن و4 من حلفائها الأوروبيين، لكن لن يتمّ التوقيع عليها بشكل رسمي».
وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ القوى الغربية الخمس ستعلن عن «تدابير اقتصادية» لتعزيز الاقتصاد اللبناني وتسهيل قبول الاتفاق على «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، مضيفة: «ستتضمن التفاهمات التزاماً من كلا الطرفين بوقف المناوشات على الحدود، التي تحدث منذ هجوم «ح.م.ا.س» على إسرائيل في 7 تشرين الاول»، كما من المتوقع أن تلزم التفاهمات «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» بنقل كافة قواته على بعد 8 إلى 10 كيلومترات فقط من الحدود الإسرائيلية».
ولفتت الى انّه «يُنتظر أن يرسل الجيش اللبناني ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف جندي إلى المنطقة الواقعة على طول الحدود مع إسرائيل، هذا وسيكون على إسرائيل أيضاً أن تتخذ خطوات لنزع فتيل التوترات، حيث قالت المصادر إنّ الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل وقف التحليق الذي تقوم به طائراتها المقاتلة في الأجواء اللبنانية. إضافة إلى ذلك، ستلتزم تل أبيب بسحب بعض القوات – ومعظمها من جنود الاحتياط – التي حشدتها على طول الحدود في الأشهر الأربعة الماضية.
ورفض البيت الأبيض التعليق لموقع «أكسيوس»، لكن مسؤولًا أميركياً قال: «إنّ إعادة المواطنين الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم والعيش في سلام وأمن، أمر في غاية الأهمية».
«لا علم لدينا»
واستفسرت «الجمهورية» مرجعاً مسؤولًا حول ما سمّاها الموقع الاميركي «خطوات للتهدئة»، فأكّد أن «لا علم لدينا بذلك، خصوصاً انّه لم يُطرح على لبنان شيء من هذا القبيل. وليس سراً انّ كل الموفدين تناغموا بداية مع الطرح الاسرائيلي حول الترتيبات التي تريد اسرائيل ان تفرضها في منطقة الحدود، وليس سراً ايضاً اننا رفضنا حتى مبدأ النقاش فيها، وخصوصاً ما يتعلق بانسحاب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الى شمال الليطاني وما شابه ذلك من طروحات حول مسافات اخرى، لتوفير الأمن للمستوطنين واعادتهم الى المستوطنات على الحدود. وقلنا إنّ لا شيء لدينا نبحثه، وجوابنا لكم هو القرار 1701. واما ما تطرحونه وخصوصاً طرح انسحاب الحزب، فهو طرح حربي لا يحقّق ما تسمّونه الحل الديبلوماسي الذي يضمن الأمن والاستقرار».
الوضع الميداني
ميدانياً، لوحظ امس، ارتفاع في حدّة التصعيد الاسرائيلي على طول خط الحدود الجنوبية، حيث شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات جوية شملت العديد من البلدات الجنوبية، وتركّزت بشكل خاص على بلدة الخيام التي تعرّضت لأكثر من 4 غارات اسفرت عن استشهاد الشاب محمد علي عواضة واصابة العديد من المواطنين بجروح وجميعهم من المدنيين. كما استهدفت الغارات بصاروخ موجّه محطة ضخ مياه الوزاني الى الجنوب من بلدة الخيام، ما ادّى الى تضرّر الشبكة.
كذلك شملت الغارات، ديرعامص منطقة وادي عاشور، اطراف بلدة راميا، وادي حسن، ومحيط مجدلزون، والجبين، ومروحين. وترافق ذلك مع قصف مدفعي عنيف على اطراف طير حرفا وعلما والجبين، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي في اجواء المنطقة الجنوبية، خارقاً جدار الصوت في فترات متلاحقة.
في المقابل، اعلن «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» عن انّ «المقاومة الاسلامية» استهدفت قاعدة خربة ماعر بصاروخ «فلق 1»، وموقع زبدين في مزارع شبعا وتجمعاً لجنود العدو في محيطه، والتجهيزات الفنية في موقع راميا. ونعى الحزب الشهيدين محمد جعفر عسيلي «ولاء» من بلدة انصار، وحسين محمد شمص «مهدي» من بلدة اللبوة في البقاع.
الداخل الإسرائيلي
واما على الجانب الاسرائيلي، فبرز بالأمس ما كشفه الاعلام الاسرائيلي حول «العثور على عشرات الأسلحة التابعة للجيش الإسرائيلي متناثرة على الطرقات في الشمال»، فيما اقرّت السلطة المحلية في مستوطنة «كريات شمونة» أفيحاي شتيرن، بأنّه «في كل يوم، لدينا إصابات جراء إطلاق «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» الصواريخ المضادة للدروع».
وقال شتيرن في حديث لقناة «كان» الإسرائيلية: «لكي نستطيع القول للسكان إنّ في إمكانهم العودة إلى منازلهم، يجب إبعاد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» عن الحدود وإيقاف تهديد إطلاق النيران الذي يحصل بشكل يوميّ».
صواريخ
في سياق متصل، اعتبر المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» يوسي يهوشوع، أنّ «الحرب بين «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وإسرائيل ستعني إنهمار صواريخ ثقيلة من لبنان على تل أبيب وجنوبها».
وفي حديث عبر إذاعة «راديو نورث 104.5»، لفت يهوشوع إلى أنّه «على إسرائيل أن تفهم أنّ المواجهة مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» تعني إطلاق صواريخ ثقيلة، واصفاً الأنباء التي تحدثت عن أنّ ذهاب إسرائيل تلقائياً إلى الحرب بـ«المزيفة».
وقال: «الخوف هو أنّه عندما تتخذ، على سبيل المثال، قراراً أو آخر بشأن زيادة الاستعداد للحرب، فإنّ الطرف الآخر سيغيّر أيضاً مستوى استعداده ويقظته».
اما اللواء (المتقاعد) إيال بن روفين فقال إنّ «الجيش الإسرائيليّ يستعد لحرب شاملة في الشمال مع لبنان، وسيقوم بذلك في الوقت المناسب»، وأضاف: «نحن ندرك أنّ هناك حملة موجّهة من قِبل إيران ونحن في مركزها. لديّ شعور بأنّ الإيرانيين فقدوا السيطرة على وكلائهم، وعلى مبعوثيهم في الشرق الأوسط. برأيي، من ضمن الجهد في منطقتنا أيضاً أن نقول لإيران وأمين عام «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» حسن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه. إنّ عليهم الإنتباه. أما بالنسبة لسكان الشمال، فنحن نواجه التحدّي الأكبر الذي واجهته الحكومة الإسرائيلية، ويتمثل بعشرات الآلاف من الإسرائيليين المحبطين الذين تمّ إجلاؤهم».
واعتبر أنّ «الصعوبة العسكرية والأمنية هي انعدام كامل للثقة من جانب السكان الذين يؤكّدون عدم استعدادهم للعيش تحت تهديد «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، وفي ظل تطوّر «قوات ال.ر.ض.و.ا.ن» الخاصة به».
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أنّ إسرائيل تخشى الدخول والبدء في تحرك عسكري في جنوب لبنان، قال: «إسرائيل ليست خائفة. إسرائيل تريد بحق إبعاد ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه إلى ما وراء الليطاني في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة».
كذلك، لفت بن روفين إلى أنّ «الخطوة التي ستُقدم عليها إسرائيل ضدّ لبنان ستكون بقوة كاملة»، وقال: «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه أقوى بكثير من «ح.م.ا.س»، وعلينا أن نذهب بكل قوتنا.. علينا أن نقول لسكان الشمال إنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لم يعد هو المبادر، بل نحن من نبادر بالهجوم».
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
بلينكن لخفض التصعيد جنوباً.. والسلَّة الأميركية تنتظر «هدنة غزة»
شكري يرجئ زيارته.. والرواتب على الطاولة وسط تهديد العسكريِّين بمنع الجلسة
على وقع تصعيد اميركي خطير بوجه الفصائل المناوئة لها في المنطقة، وصعوبات يواجهها وزير الخارجية الاميركي انطونيو بلينكن في محادثات حول ردّ حركة ح.م.ا.س على اطار الهدنة وتبادل الاسرى بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية مع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، اتجهت الانظار الى جولة جديدة من المفاوضات الرامية لتهدئة الجبهات الملتهبة لا سيما في غزة والضفة وجنوب لبنان.
وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة ان التصعيد المفتوح في المنطقة، من شأنه ان يمتد الى جبهة الجنوب.
وتوقعت المصادر ان تشهد محاور المواجهة بالصواريخ عبر الجنوب، تصعيداً جديداً، وتوسيع دائرة القصف واستخدام اسلحة صاروخية جديدة.
ومن هذه الزاوية بالذات، بات بحكم المؤكد ان الجهود الدبلوماسية لم يعد لها جدوى في هذه المرحلة، بانتظار مسار الجولات الجديدة من المفاوضات حول الهدنة في غزة.
وفي هذا الاطار، يأتي تأجيل زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت، بعد ان كانت كل الاجراءات اتخذت، بما في ذلك الاطار الاعلامي للزيارة، واللقاءات مع كلٍّ من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
وحسب معلومات دبلوماسية فإن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه رفض ان يكون في صلب المفاوضات حول ترتيبات الوضع في الجنوب، اذا استمرت الحرب في غزة. وبالتالي حسب المصادر، فإن الحزب على استعداد للبحث في موضوع بقاء او عدم بقاء وحداته جنوب نهر الليطاني.
وانطلقت المفاوضات من قبول اسرائيل الانسحاب من عدد من النقاط (7 من اصل 13) المتنازع عليها، لكن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه متمسك بالانسحاب فوراً من الشطر اللبناني من قرية الغجر، بانتظار التفاوض حول الانسحاب من مزارع شبعا.
وقال وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن: نعمل على خفض التصعيد على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل، ليعيش المواطنون على الجانبين بهدوء.
رئاسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تجميد النقاش في الملف الرئاسي جاء بفعل عدم إيصاله إلى المزيد من التعقيد وانتظار ما يجري على صعيد تطورات غزة والجنوب وأشارت إلى أن إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الحوار قبل أي إجراء آخر لا يعني أن هذا الحوار سيتم بعدما قال الأفرقاء مواقفهم منه، ولاسيما المعارضة، وهذه المسألة قد يعاد النظر بها أو يتم التشبث بها عندما يحضر موفد اللجنة الخماسية إلى بيروت مع العلم أن تأكيد الرئيس بري على الحوار جاء امام سفراء دول هذه اللجنة مؤخرا.
وقالت أنه منذ هذا الاجتماع لم ترصد حركة جديدة ما فسر أن الاستحقاق الرئاسي باق على حاله، وأشارت إلى أن عددا من النواب ذكر أن الملف بحاجة إلى جهد محلي قبل أي مسعى آخر.
إلى ذلك قالت أوساط وزارية لـ«اللواء» أن انعقاد جلسة مجلس الوزراء متوقف على النصاب مع العلم أن الوزراء أكدوا انهم يحضرون إنما هناك خشية من أن يؤدي حراك العسكريين المتقاعدين إلى إقفال الطرق المؤدية إلى السراي.
مجلس الوزراء
وعلى هذا الصعيد، استأثرت بنود جلسة مجلس الوزراء اليوم، لا سيما لجهة موضوع الزيادات على رواتب القطاع العام.
وفي هذا الاطار، أجرى الرئيس ميقاتي سلسلة لقاءات وزارية تم خلالها عرض أوضاع الوزارات وشؤونها، والتحضيرات لجلسة اليوم، واجتمع مع كل من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وزير الاتصالات جورج القرم ووزير الاعلام زياد مكاري، كما إجتمع مع وزير العمل مصطفى بيرم في حضور مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وجرى عرض لموضوع الزيادات.
كما استقبل ميقاتي وفداً من الاتحاد العمالي العام، وجرى البحث في الوضع المعيشي المتردي للعاملين في القطاع العام، وضرورة اعادة توزيع العطاءات على نحو اكثر عدالة.
وفي المواقف، وبعد اجتماعهم الشهري حذّر المطارنة الموارنة من المحاولات دوليا ومحليا لتمرير ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان واسرائيل خالٍ من اي ضمانات دولية واضحة، مؤكدين ان التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية، وشجبوا التعرض لبكركي وطالبوا بتعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701.
وقال المطارنة:«يقف الآباء موقف التأييد الكامل لما أعرب عنه صاحب الغبطة من رفضٍ للمتاجرة بحياة المواطنين في الجنوب اللبناني، الذين ضاقوا بالتصعيد الميداني المُهدِّد للأرواح والممتلكات. ويشجبون شجبًا تامًا محاولات التعريض بإعلان بكركي مُسانَدتها هؤلاء المواطنين ودعوتها إلى رفع سيف القتل والتدمير عنهم. ويُعبِّرون عن ألمهم البالغ أمام الأوضاع المُزرِية التي دفعتهم إليها السياسات المتفرّدة، فيما كان المطلوب السهر على المنطقة الحدودية، من خلال تعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701، لا التمادي في تفجير أيامها ولياليها».
مناسبة جامعة
وعلى مقربة اسبوع من احياء الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، استمرت التحضيرات لحشد يرافق عودة الرئيس سعد الحريري، وقراءة الفاتحة على ضريح الشهيد.
والتقى الرئيس ميقاتي النائب احمد الخير، مؤكداً ان ذكرى استشهاد الرئيس الحريري يجب أن تكون مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتأكيد الالتفاف الشعبي ترحيباً بعودة الرئيس سعد الحريري.
الوضع الميداني
ميدانياً، ذكرت المقاومة ال.ا.س.ل.ا.م.ية انها استهدفت موقع زبدين وتجمعاً لجنود الاحتلال في مزارع شبعا، والتجهيزات الفنية في موقع راميا.
كما استهدف «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» مساءً تجمعاً لجنود العدو، في محيط موقع المرج المعادي، بالاسلحة الصاروخية، ونعى الحزب شهيدين جديدين.
من جهتها، شنت مسيَّرة اسرائيلية بعد ظهر أمس غارة على الخيام قرب المسلخ مما ادى الى سقوط شهيد مدني وجريحين. وبعد الغارتين اللتين شنتهما الطائرات الإسرائيلية منتصف الليل على بلدتي حولا وبني حيان، إستهدفت الطائرات المسيَّرة فجراً مبنى مضخات مياه الوزاني، بصاروخ، ما أدى إلى ضرر كبير في الشبكة. وشن الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مروحين. وحلق الطيران الحربي المعادي فوق القليعة وبرج الملوك مطلقاً القنابل الحرارية. كما شن غارات وهمية خارقا جدار الصوت في اجواء منطقة صور. كما سمعت اصوات انفجارات في مدينة النبطية ومحيطها تبين انها ناجمة عن خرق الطائرات الحربية الاسرائيلية لجدار الصوت.
دريان لرئيس وحكومة فاعلة
اعلن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: «لا أعرف بلداً في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية».
وتساءل في رسالة ذكرى الاسراء والمعراج التي وجهها امس الى اللبنانيين، «كيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة فاعلة والسبب ان هذا الفريق او ذاك، لا يقبل غير مرشحه، مع أن العنوان هو الانتخاب أو الاقتراع، وليفز من يفوز. كل هذه الأمور بديهيات إلا في لبنان المصاب بسياسيِّيه ونخبه المتنطحة للتسلط بأي ثمن، فلا بد من إيجاد حل لانتخاب رئيس لوطننا، فانتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مفتاح الحل لكل قضايانا، وعجباً لساستنا عندما يتفقون حول قضية معينة، يجدون الحلول، وحينما يختلفون، لا حلول، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة فاعلة رئيسا وأعضاء، وينتظرون المساعدة من الخارج، ومشكورة اللجنة الخماسية الباحثة لنا عن رئيس أو مواصفات للرئيس، في غياب الإرادة السياسية والوطنية لانتخاب رئيس جامع وحكومة فاعلة».
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
نتنياهو يبحث عن صورة النصر بالسيطرة على خان يونس ورفح قبل التسوية
حركة الموفدين بلا بركة والمطارنة الموارنة: التفاوض بشان الترسيم من اختصاص الرئيس
الحريري يحشد لذكرى 14 شباط… والموظفون ينتظرون الحكومة اذا اجتمعت – رضوان الذيب
نتنياهو يبحث عن صورة النصر بالسيطرة على خان يونس ورفح وهما معقلا قادة ح.م.ا.س قبل الموافقة على وقف اطلاق النار لحماية موقعه السياسي وعدم محاسبته عن الاخفاقات والدخول الى السجن، ولذلك اعطى الاوامر لجيشه بشن عملية واسعة هي الاكبر على خان يونس ورفح وارتكاب المجازر لدفع الفلسطينيين للمغادرة الى مصر واحداث توازنات جديدة لمصلحته بالتزامن مع الاتصالات بشأن وقف اطلاق النار واعلان الهدنة، وقد نفذ الجيش الاسرائيلي اوسع عملية عسكرية بحرية وبرية وجوية منذ طوفان الاقصى ضد خان يونس ورفح خلال الايام الماضية وتم قصفها بمختلف العيارات المدفعية، وعجز جيش الاحتلال عن التقدم مترا واحدا جراء المواجهات البطولية والالتحامات وعدم اخلاء المقاومة اي موقع مهما كانت النتائج، وسقط للعدو ضباط كبار نعاهم نتنياهو شخصيا، هذا العجز سيزيد من مازق رئيس حكومة العدو وبات خروجه من الحياة السياسية مطلبا اسرائيليا شاملا.
وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، المقاومة انتصرت، وبعد ان كان المطلب الاسرائيلي انهاء ح.م.ا.س وقتل قادتها واخراجهم من غزة، فان المفاوضات تجري حاليا بين قادة العدو وقيادة ح.م.ا.س التي تضع شروطها على اية اتصالات، وحسب المصادر الفلسطينية في بيروت، فان الخلافات الإسرائيلية تعيق التوصل الى وقف شامل لاطلاق النار، والجميع الان ينتظر كيف ستتصرف اسرائيل في المرحلة القادمة؟ وحتما لن تتخلى عن اسلوب الاغتيالات وهذا يفرض اقصى درجات الحيطة والحذر، وبالتالي فان الاسبوعين القادمين حاسمان لجهة مسار المرحلة المقبلة وتحديد شكلها، ونتنياهو يريد مهلة الاسبوعين لتحقيق صورة النصر وحصل عليها.
حركة موفدين بلا بركة
عجقة موفدين في بيروت من عرب واجانب، بلا بركة، وقبل وقف شامل لاطلاق النار في غزة وموافقة ح.م.ا.س عليه فان جبهة الاسناد الجنوبية ستبقى مشتعلة لو جاء العالم كله من بلينكن الى وزراء خارجية فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وقطر ومصر، هذا هو موقف المقاومة منذ اليوم الاول لطوفان الاقصى وما زال ساري المفعول، ولن يتبدل، رغم حجم الضغوطات الهائلة التي لم يصل صداها الى حارة حريك ولن يصل، حتى سياسة « الجزرة» التي اعتمدها البعض وتحديدا الاميركيين لم تؤد مبتغاها، مما جعل هوكشتاين يتريث في زيارة لبنان حاليا ويمدد العمل بالمقايضة التي رسمها في زيارته الاولى مع الرئيس نبيه بري «بعدم توسيع رقعة الحرب « والباقي تفاصيل، اما فيما يتعلق بما نقله الوزراء الاوروبيون والعرب من مقترحات اسرائيلية بضرورة ابتعاد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه مسافة 7 كيلومترات عن الحدود، فسمعوا ردا رسميا على رفض هذا الطرح والاملاءات الاسرائيلية، والتاكيد على وحدة الموقف الرسمي مع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه والرئيس بري، والرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب كانا واضحين جدا مع الزوار الفرنسيين والعرب لجهة التاكيد بان الحزب لن يبتعد عن الحدود حتى كيلومترا واحدا، وانتهت النقاشات عند هذا الحد، ومن الطبيعي ان يتعرض موقفي ميقاتي وابو حبيب لانتقادات عنيفة من قوى 14 اذار.
وفي المعلومات، ان الموفدين تطرقوا الى الملف الرئاسي عرضيا، من باب المواصفات والتمنيات والنصائح وسط خلافات تعصف باركان الخماسية، وكل المواعيد التي اعطيت لاجتماع الخماسية منتصف شباط لم يتم تاكيدها بعد، حتى اجتماع الرياض، فيما الخلاصة الوحيدة لاجتماعات السفراء في بيروت عبرت عنه السفيرة الاميركية بوضوح: «القرار لنا، ممنوع الاجتهاد وتجاوز موقفنا، نحن نبلغ ولا نتبلغ، نحن من يحدد الزيارات والمواعيد» ردا على تحديد السفير السعودي موعدا مع بري لسفراء الخماسية دون التشاور مع السفيرة الاميركية، مما ادى الى الغاء الموعد الاول الذي رتبه البخاري.
مجلس المطارنة الموارنة
من جهته، ايد مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مواقف البطريرك الرافضة للمتاجرة بحياة الجنوبيين، وطالب المطارنة بالسهر على المنطقة الحدودية وتنفيذ القرار 1701، وامل المطارنة في تعزيز الأجواء السياسية والدولية لتنفيذ القرار.
كما تابع المطارنة الموارنة، تحرك اللجنة الخماسية مع الأمل بالوصول إلى خاتمة سريعة وايجابية والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.
وحذر المطارنة الموارنة من المحاولات الدولية والمحلية لتمرير ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان واسرائيل خال من اي ضمانات دولية واضحة، والتفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية.
عودة الحريري
عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت ستعيد النكهة الى الحياة السياسية والحيوية الى الشارعين السني والوطني بشكل عام، فقرار العودة اتخذ وسيلبي سعد الحريري نداء الجماهير المشاركة في مهرجان 14 شباط بالبقاء في بيروت والتراجع عن تعليق العمل السياسي والتحضيرللعودة الى السراي الحكومي مع العهد الجديد.
وفي المعلومات، ان الحريري لم يكن ياخذ قرار العودة وممارسة النشاط السياسي، لولا الموافقة السعودية و»قبة الباط «دون ان يعني ذلك ازالة الجفاء معها في ظل الكم الهائل من الملفات المتشعبة العالقة بينهما.
وفي المعلومات، ان الرئيس الروسي بوتين تدخل شخصيا في هذا الملف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لترتيب اوراق الحريري في الرياض ونجح في ذلك، وان مستشار الحريري الروسي جورج شعبان لم يهدا بنقل الرسائل بين الحريري في الامارات ونائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط بوغدانوف على مدى الشهرين الماضيين، ونقل بوغدانوف الى القيادة السعودية تمسك الحريري بالعلاقة مع الرياض والعمل ضمن الثوابت السياسة السعودية التي ردت بعدم الممانعة في العودة الى بيروت.
وفي المعلومات، ان عودة الحريري تاتي بالتزامن مع النهج السعودي الجديد في التعامل مع ازمات المنطقة، والانفتاح على ايران وروسيا والصين ورفض الدخول باحلاف عسكرية ضد الح.و.ث.ي.ي.ن ووصول القائم بالاعمال السعودي الى دمشق السبت رغم المعارضة الاميركية، بالاضافة الى المقاربة الجديدة للملف اللبناني القائمة على الانفتاح على الجميع، فالحريري دفع ثمن السياسات السعودية المتشددة ضد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه منذ العام 2015 ورفضه خوض المواجهة معه على الارض وتدمير البلد، وستساعده السياسة السعودية الجديدة تجاه محور المقاومة على تجاوز الكثير من الملفات الداخلية بمقاربة مختلفة والعمل بظروف مريحة.
وفي المعلومات، ان موسكو ستشهد محطات لبنانية قريبا مع سعد الحريري ووليد جنبلاط وغيرهما، والرئيس بري الذي كان اول المرحبين بعودة الحريري قادر على اعادة خطوط التواصل بين الرجلين، وتبقى المشكلة امام رئيس المستقبل بالشريك المسيحي في ظل القطيعة مع القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
وفي المعلومات، ان استعادة الدور والوهج الداخلي والعربي والدولي مرهونة بقدرة الحريري على الحشد الجماهيري في 14 شباط والقول للجميع: القرار لي سنيا؟ وعندها ستفتح كل الابواب التي اقفلت منذ سنوات وسنوات، والجميع بانتظار 14 شباط، حيث بلغ الاستنفار لدى كوادر المستقبل اقصى درجاته مع رفع الصور والشعارات وتامين النقل المجاني من كل المناطق الى بيروت؟
في مجال اخر، تواصلت اجراءات وزير التربية عباس الحلبي بحق موظفي تيار المستقبل في الوزارة كما اعلن مسؤولون عن التيار الذين كشفوا عن فشل المساعي لترتيب الامور مع الاشتراكي، وكان الحلبي استغنى عن الموظفة في لجنة المعادلات هناء عمار من تيار المستقبل بعد اتهامها بتسريب فضيحة التزوير لطالبة عراقية مؤخرا، وكان قد استغنى قبلها عن المسؤولة عن لجنة المعادلات امل شعبان من تيار المستقبل ايضا، كما تم التعرض لموظف من التيار.
مجلس الوزراء ومطالب عمالية بالجملة
ينتظر الموظفون والمتقاعدون المدنيون والعسكريون نتائج جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي اليوم وما تقره من تقديمات مالية وتعديلات على الرواتب والاجور، وسط تخبط مالي واقتصادي واضراب شامل يشل كل قطاعات الدولة مصحوبا بتباينات هائلة في الارقام حول الكلفة الاجمالية للزيادات نتيجة موازنة مبتورة تخلى عنها الجميع. وينتظر الموظفون الجلسة الحكومية اذا عقدت، وعلى ضوء ذلك يحددون الخطوات القادمة خصوصا ان بعض الوزراء نقلوا للموظفين تاكيدات على عجز الدولة عن تلبية كل المطالب وما تنتظروا «المعجزات».
وتعقد الحكومة جلستها، وهي مطوقة بسلسلة تحركات واحتجاجات امام السراي مترافقة مع تهديدات من تجمع المتعاقدين العسكريين بقطع الطرقات المؤدية الى السراي ومنع عقد جلسة الحكومة، هذا ما سيؤدي الى حصول مواجهات مع القوى الامنية.
وفي المعلومات ان القيمين على تجمع المتعاقدين العسكريين انجزوا كل التحضيرات لتامين اوسع مشاركة في تحركات اليوم وتامين اكبر حشد من المتقاعدين.
ورغم تطمينات الرئيس ميقاتي ان الزيادات ستقر بمفعول رجعي بدءا من 1/12 /2023 لكن عدم الثقة بوعود الدولة دفع المتظاهرون الى عدم التراجع عن تحركاتهم.
وفي المعلومات المؤكدة، ان العديد من الوزارات يتم فيها ادخال موظفين بالفاتورة او شراء خدمات او ابتداع وسائل معينة برواتب تتجاوز ما يتقاضاه الموظفون الدائمون.
الانتخابات البلدية
يؤكد مصدر في وزارة الداخلية، انه تم تحديد مواعيد الانتخابات البلدية على 3 مراحل في 12و19 و26 ايار المقبل مع استثناء الاحد في 5 ايار بسبب عيد الفصح لدى الطائفة الارثوذكسية، وقد عممت وزارة الداخلية القوائم الانتخابية وتقوم باعداد الامور اللوجيستية.
وتؤكد مصادر وزارية، ان الاحداث في الجنوب والاعتداءات الاسرائيلية هي العقبة الوحيدة التي يمكن ان تؤدي الى تأجيل الانتخابات البلدية بعد اقرار الموازنة تكاليف اجراء الانتخابات، لكن الحسم النهائي يعود الى القرار السياسي والتوافق على انجاز هذا الاستحقاق…
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الاحتلال يوسع قصفه على مدينة رفح ومعارك ضارية بمدينتي غزة وخان يونس
قلق أميركي وأممي من توسيع العمليات إليها
مع بداية اليوم الـ124 ارتكبت اسرائيل عشرات المجازر ذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى ونفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات وأحزمة نارية عنيفة شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفي حين تواصلت المعارك الضارية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في المناطق الغربية لمدينتي غزة وخان تونس وأقرت إسرائيل بمزيد من الخسائر العسكرية.
وقالت قناة الأقصى الفضائية إن مدفعية الاحتلال قصفت بشكل مكثف المناطق الشرقية لرفح، في حين قصفت زوارقه الحربية المناطق الغربية القريبة من الحدود المصرية. وفي تطور لافت ابلغ وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن امس المسؤولين الاسرائيليين بقلق الادارة الاميركية من توسيع العمليات العسكرية الى رفح. كذلك حذر امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريش من ان العالم يدخل حقبة الفوضى.. مشيرا الى انقسامات مجلس الامن. كما حذر من توسيع الهجوم على رفح لأنه يشكل كابوسا إنسانيا. مجددا مطالبته بوقف فوري وإنساني للحرب.
ومنذ أيام، يهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت باجتياح مدينة رفح على الحدود مع مصر، والتي نزح إليها مليون و400 ألف فلسطيني هربا من القصف الإسرائيلي في مختلف مناطق قطاع غزة.
وفي سياق متصل، نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل عدة في خان يونس جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع استمرار القصف الجوي والمدفعي على المناطق الشرقية والغربية للمدينة.
وفي مدينة غزة واصلت قوات الاحتلال تفجير مربعات سكنية شمال وجنوب غرب المدينة، في إطار خطة لإنشاء منطقة عازلة بالقرب من السياج الأمني.
وتحدثت الانباء عن استشهاد ١٣ فلسطينيا بقصف على مدنيين يملأون جرار الماء في المستشفى المعمداني.
واستشهد 6 فلسطينيين -بينهم سيدة فلسطينية وابنتها- وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلين في رفح جنوبي قطاع غزة.
كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون برصاص قناصة جيش الاحتلال في حي الرمال جنوب مدينة غزة.
وفي خان يونس، استشهدت امرأة إثر إصابتها برصاص قناص إسرائيلي عند بوابة مستشفى ناصر الطبي، فيما كانت تقطع الشارع المؤدي للمستشفى لتعبئة مياه الشرب.
كما استشهد شخصان بنيران قوات الاحتلال في مدرسة حياة التابعة للأونروا في مدينة خان يونس.
وفي وسط القطاع، شيع أهالي دير البلح جثامين عدد من الشهداء في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منازل عدة في المدينة مساء الثلاثاء.
كما وصلت إلى المستشفى جثامين شهداء آخرين من خان يونس إثر قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين.
*************************
افتتاحية صحيفة البناء:
طائرة أميركية تغتال قيادياً في الحشد الشعبي العراقي والمطالبات بالانسحاب ترتفع
ارتباك «إسرائيلي» في التعامل مع رد حماس التفاوضي وبلينكن يرى فرصة اتفاق
الرياض تردّ على البيت الأبيض: لا تطبيع دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس
نفذت ليل أمس، طائرة أميركية مسيّرة عملية اغتيال القيادي في الحشد الشعبي ابو باقر الساعدي الذي يُعدّ أحد أبرز قيادات كتائب حزب الله العراق، وأعلنت واشنطن مسؤوليتها عن العملية ووضعتها في إطار الانتقام لمقتل جنودها الثلاثة في عملية الاستهداف التي طالت قاعدة أميركية على الحدود الأردنية السورية العراقية. وفور إعلان النبأ شهدت شوارع العاصمة بغداد تظاهرات شعبية عفوية غاضبة تطالب بضرب القواعد الأميركية في العراق، وتدعو الحكومة الى التسريع بالضغوط لترحيل القوات الأميركية من العراق وإنهاء مهامها، بينما تحدثت مصادر سياسية ونيابية عن الدعوة لعقد جلسة طارئة للبرلمان العراقي لإصدار توصية جديدة تطالب بإنهاء مهام قوات التحالف الدولي التي تقودها واشنطن ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز ثلاثة شهور. وقالت المصادر إن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الذي يعتبر أن الاعتداء على قادة الحشد الشعبي هو اعتداء على الدولة العراقية وقواتها المسلحة، ويصرّح بأن القوات الأميركية تجاوزت حدود الدور المقبول ضمن إطار التنسيق بينها وبين الجيش العراقي، قد آن أوان رحيلها. وتتوقع المصادر موقفاً حكومياً عالي اللهجة رداً على العملية، التي قالت المصادر إنها تبدو تعبيراً عن قرار أميركي بالخروج من العراق، ولذلك يبدو أن الأميركيين لا يقيمون حساباً للمواقف العدائية التي تستثيرها عملياتهم الانتقامية، بقدر ما يعنيهم وهم يرحلون أن يظهروا قوتهم، في مخاطبة الوضع الداخلي الأميركي مع بدء السنة الانتخابية.
على مسار التفاوض حول إنهاء الحرب في غزة، بدا أن حكومة بنيامين نتنياهو أصيبت بالارتباك مع إعلان رد حركة حماس على مسودة باريس، وفتحها الطريق أمام تسويات للقضايا الخلافية تتيح نجاح التفاوض، وفيما لوّح وزير حرب الكيان يوآف غالانت بالذهاب الى مواصلة الحرب بالهجوم على رفح، وكلام نتنياهو عن اعتبار الردّ الذي قدّمته حماس سلبياُ، كان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يقول «بحثنا الرد من قبل حماس وهناك أمور لا يمكن قبولها، لكننا نجد فرصة في الرد من أجل المضي بالمفاوضات»، لافتاً إلى أنني «ناقشت مع الحكومة الإسرائيلية رد حماس على المقترحات وهناك مساحة للتوصل إلى اتفاق».
بالتوازي ردت وزارة الخارجية السعودية على ما وصفه البيت الأبيض بلسان الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي من إيجابيات أبلغتها السعودية للبيت الأبيض تجاه موقفها من مسار التطبيع مع كيان الاحتلال، حيث أعلنت وزارة الخارجية السعودية، أن المملكة أبلغت الإدارة الأميركية موقفها الثابت بأنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، ووقف «العدوان الإسرائيلي» على غزة. وأوضح البيان أن «المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية بأنّه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع». وفي ما يتعلق بالمناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي – الإسرائيلي؛ انتقدت الرياض، تصريحات لمسؤول في البيت الأبيض أشار فيها إلى مناقشات «إيجابية» بهدف تطبيع العلاقات بين السعودية و»إسرائيل» على الرّغم من الحرب الدائرة بين «إسرائيل» وحركة حماس في قطاع غزة. وأكدت وزارة الخارجية السعودية أنه «في ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف المملكة العربية السعودية كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة».
وفيما تشهد باريس مفاوضات شاقة على وقع ضراوة الميدان الغزاوي، شهدت الجبهة الجنوبية مزيداً من التصعيد في ظل ارتفاع وتيرة العدوان الإسرائيلي على القرى الحدودية، الذي أسفر عن استشهاد أحد المواطنين وجرح اثنين آخرين جراء غارة شنتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على أحد المنازل المستهدفة سابقًا في مدينة الخيام.
ووضع خبراء عسكريون التصعيد الإسرائيلي في إطار الضغط على لبنان لمواكبة الضغوط الدبلوماسية وتحذيرات السفراء بحرب إسرائيلية واسعة وشيكة على الجنوب إذا لم يلتزم حزب الله بما تطلبه «إسرائيل» لجهة انسحاب قوات الرضوان عن الحدود باتجاه شمال الليطاني مسافة 7 كلم بالحد الأدنى»، إلا أن الخبراء استبعدوا لجوء «إسرائيل» الى مستوى من العدوان يؤدي الى ردة فعل كبيرة من حزب الله يفتح الباب على ردّات فعل مقابلة تؤدي الى حرب واسعة، لا سيما أن جيش الاحتلال بخلاف ما يهدد به الإسرائيليون لم يعد مؤهّلاً لخوض حرب جديدة مع حزب الله على الجبهة الشمالية. لكن الخبراء يشيرون لـ«البناء» الى أن حكومة الحرب قد تتجه إلى تصعيد إضافي تدريجي لتحسين الموقع التفاوضيّ للمفاوض الأميركي المكلف بالتوسط بين لبنان و»إسرائيل»، ورفع معنويات الجيش الإسرائيلي وإرسال رسائل تطمين للمستوطنين والتخفيف من الضغط المتأتي من المستوطنين المهجرين على الحكومة الإسرائيلية».
ولفتت أوساط دبلوماسية لـ«البناء» الى الجهود الدبلوماسية باتجاه بيروت و»تل أبيب» تتركز على نقطتين أساسيتين: الأولى الاستمرار بالحفاظ على الوضع الحالي على الحدود وتخفيفه إن أمكن لتجنب الإنزلاق الى حرب واسعة بين «إسرائيل» وحزب الله في المرحلة الحالية، ريثما تثمر مفاوضات باريس عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والنقطة الثانية التوصل إلى اتفاق على ترتيبات أمنية وعسكرية على الحدود بين لبنان و»إسرائيل» يكون جاهزاً للتطبيق فور انتهاء الحرب في غزة، وبالتالي على الجبهة الجنوبية، ويضمن بطبيعة الحال الاستقرار على الحدود بمعزل عن أي تطور للأوضاع في غزة، ويضمن أيضاً انسحاب حزب الله من الحدود القريبة للمستوطنات الإسرائيلية لكي يسمح لحكومة «إسرائيل» إقناع المستوطنين بالعودة وعدم تكرار ما حصل في 8 تشرين الأول الماضي». ولفتت الأوساط الى أن «القلق الإسرائيلي يكمن في الوضع على الحدود الشمالية في اليوم التالي للحرب في غزة، لأنه حتى لو نجحت مفاوضات باريس وتم وقف إطلاق النار في غزة، فإنه لا ضمانات بأن يعود الوضع الحدودي الى ما كان عليه قبل 8 تشرين الأول، ويبقى حزب الله في مواقعه الحالية المتقدمة وصواريخه وسلاحه الثقيل قريباً من الحدود، وبالتالي تكريس قواعد الاشتباك التي فرضها الحزب على «إسرائيل» خلال الحرب منذ 8 تشرين، وهذه معادلة لا يمكن لـ«إسرائيل» أن تقبل بها خاصة في شمال «إسرائيل» الذي يعتبر أهم المناطق تاريخياً واجتماعياً واقتصادياً ومناخياً وجغرافياً واستراتيجياً».
وعُلِم أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الامن والطاقة أموس هوكشتاين عدل عن زيارة بيروت. ووفق مصادر «البناء» فإن هوكشتاين سيبحث مع إدارته الرؤية الإسرائيلية لإنهاء الحرب مع لبنان، وينتظر نتائج المفاوضات في غزة وقد يعود الى لبنان في المرحلة المقبلة لمتابعة الجهود لضبط الحدود ومنع الانزلاق الى الحرب. وربما قد يكون الرد الإسرائيلي والموقف الرسمي اللبناني عقد المفاوضات، لا سيما أن الموفدين الأوروبيين الذين زاروا لبنان سمعوا بشكل واضح موقفاً رسمياً موحّداً بأنه لا يمكن تطبيق القرار 1701 من جانب واحد من دون تطبيقه من جانب «إسرائيل» وانسحابها من كامل الاراضي المحتلة، وهذا يتطلب مفاوضات طويلة وقد تأخذ أشهراً عدة، وبالتالي لا يمكن إلزام لبنان بتطبيق ما تريده «إسرائيل» خدمة لمصالحها الآنية لا سيما فصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزة من دون ضمانات واضحة تضمن حقوق لبنان وأمنه وسيادته.
وفيما كانت بيروت تترقب وصول وزير الخارجية المصرية سامح شكري، أول وزير خارجية عربي يزورها بعد عملية طوفان الأقصى والعضو في الدول العاملة على خط التسوية الكبرى في المنطقة، تم إرجاء الزيارة الى موعد يحدد لاحقاً، وقالت مصادر إعلامية إن الإرجاء جاء لاعتبارات مصرية خاصة.
ميدانياً، واصل مجاهدو المقاومة عملياتهم البطولية والنوعية ضد مواقع وتجمّعات العدو الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة، فاستهدفوا موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيطه، واستهدفوا عصرًا التجهيزات الفنية في موقع راميا بالأسلحة المناسبة، كما استهدفوا مساءً قاعدة خربة ماعر بصاروخ «فلق 1»، وحقق مجاهدو المقاومة في عملياتهم هذه إصابات مباشرة ومؤكدة.
في المقابل شنت مسيرة إسرائيلية بعد الظهر غارة على الخيام قرب المسلخ أدّى الى سقوط شهيد مدني وجريحين. كما استهدفت الطائرات المسيرة مبنى مضخات مياه الوزاني، بصاروخ، ما أدى إلى ضرر كبير في الشبكة. وشنّ الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مروحين. وحلق الطيران الحربي المعادي فوق القليعة وبرج الملوك مطلقاً القنابل الحرارية. كما شنّ غارات وهمية خارقاً جدار الصوت في أجواء منطقة صور. كما سمعت أصوات انفجارات في مدينة النبطية ومحيطها تبين أنها ناجمة عن خرق الطائرات الحربية الإسرائيلية لجدار الصوت.
في المواقف حذّر المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري، من المحاولات دولياً ومحلياً لتمرير ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان و»إسرائيل» خالٍ من أي ضمانات دولية واضحة، مؤكدين ان التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية. كما شجبوا التعرّض لبكركي وطالبوا بتعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701.
وأكد الآباء «أن الفراغ المُتمادي والمُتفاقِم في الدولة يأتي نتيجةً للفراغ في رئاسة الجمهورية. وإذ يتابعون تحرُّك اللجنة الخماسية مجددًا على خط تحقيق الاستحقاق الرئاسي، يأملون بخاتمة إيجابية وسريعة له، تحدّ من معاناة لبنان واللبنانيين. وهذا لا يعفي السادة النوّاب من واجبهم الدستوريّ في الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة».
بدوره، سأل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الإسراء والمعراج «لماذا تخلو المناصب من شاغليها، وترتكب مئات الحيل القانونية وغير القانونية لإبقائها خالية أو شغلها المؤقت؟ لا أعرف بلداً في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية، وكيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة عاملة؟ والسبب أن هذا الفريق أو ذاك، لا يقبل غير مرشحه، مع أن العنوان هو الانتخاب أو الاقتراع، وليفز من يفوز. كل هذه الأمور بديهيات إلا في لبنان المصاب بسياسييه ونخبه المتنطحة للتسلط بأي ثمن، فلا بد من إيجاد حل لانتخاب رئيس لوطننا، فانتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مفتاح الحل لكل قضايانا، وعجباً لساستنا عندما يتفقون حول قضية معينة، يجدون الحلول، وحينما يختلفون، لا حلول، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة فاعلة رئيساً وأعضاء، وينتظرون المساعدة من الخارج، ومشكورة اللجنة الخماسية الباحثة لنا عن رئيس أو مواصفات للرئيس، في غياب الإرادة السياسية والوطنية لانتخاب رئيس جامع وحكومة فاعلة».
ودعا المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» بعد اجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل «جميع القوى للنظر الى الاستحقاق الرئاسي على أنه استحقاق لبناني داخلي فلا يجب أن ينتظروا لا معادلات المنطقة ولا الخارج لحلّ شأن سيادي، لأن ما يحصن الداخل اللبناني لمواجهة تحدّيات الخارج هو إعادة تكوين السلطة بمشاركة وتوافق المكوّنات اللبنانية كافة». وجدّد التيار «الدعوة الى حوارات بين اللبنانيين ينتج عنها التوافق على انتخاب رئيس مؤهل بمواصفاته لقيادة المرحلة المقبلة وفق برنامج إصلاحي يتفق عليه مع حكومة إصلاحية تتعاون مع المجلس النيابي لإقرار التشريعات الإصلاحيّة». ودعا في بيان «اللبنانيين الى مزيد من الحكمة لتفويت الفرصة على نتنياهو للقيام بأي حماقة تجاه لبنان».
على صعيد آخر، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة لقاءات وزارية تمّ خلالها عرض أوضاع الوزارات وشؤونها، والتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء. وفي هذا الإطار، اجتمع رئيس الحكومة مع كل من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وزير الاتصالات جورج القرم ووزير الإعلام زياد مكاري، كما اجتمع مع وزير العمل مصطفى بيرم في حضور مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وجرى عرض لموضوع الزيادات على رواتب القطاع العام.
وأشار «المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان»، إلى أنّ «عودة ملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة من البوابة الألمانية أساسيّ»، معتبرًا أنّ «الكلام عن عدم القدرة على دفع أتعاب مكتب المحاماة في ألمانيا هو ما يؤخّر ادّعاء القضاء اللبناني على سلامة معيب، وتوضع حوله عدّة علامات استفهام إلى حد اعتبار أنّ الجميع شركاء في دفن هذا الملف».
وتساءل المرصد الأوروبي: «ما هي الإجراءات التي اتخذها القضاء اللبناني في ملف سلامة؟ الرجل يسرح ويمرح على هواه، حضر جنازة شقيقه وهو مطلوب للعدالة ولم يرفّ له جفن ولم يتحرّك لا القضاء ولا القوى الأمنية لتوقيفه، فماذا نسمي هذا؟!».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :