افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 6 شباط 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 6 شباط 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

السنّة لابن سلمان: اسحب فرمان عزل الحريري!

ثمّة ما هو أعقَد من حاجة الطائفة السنية إلى سعد الحريري في هذا التوقيت. المسألة تتعلّق بقرار سعودي جذري باستئصال «الحريرية». لن تخرج أيّ تحوّلات في المنطقة رئيس تيار «المستقبل» من «زنزانته» السياسية، ما دامَ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مصرّاً على إنزال حكم «الاعتزال» به. هذه معادلة مفروغ منها، ومدخل طبيعي للسؤال عن صحّة ما يُروّج عن عودة الحريري الى نشاطه السياسي المُعلّق منذ أكثر من عامين

فجأة، في خضمّ الزلزال الذي يضرب المنطقة، استفاق اللبنانيون على أخبار عن أن زيارة الرئيس سعد الحريري لبيروت، في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ستكون «غير عادية». فالذكرى عنوانٌ جذّاب لجمهور يعيش انتظاراً للزعيم المُبعَد قسراً، ويرفض أن «يتوّج» بديلاً له. بدا الكلام عن العودة «غير العادية»، كأنه ينطوي على أحجية مثيرة للبحث: هل هناك معطيات جدية يُبنى عليها أم مجرّد ارتجال وهذيان سياسي؟في كانون الثاني 2022، أعلن الحريري تعليق عمله في الحياة السياسية، داعياً تيار المستقبل إلى اتباع الخطوة ذاتها. كان خروجاً لم يُرده الحريري، وشبيهاً باستقالته التي أُجبرَ عليها في الرياض عام 2017. كُثر حاولوا الاستيلاء على حضوره السياسي ولم يفلحوا، وكثُر اعتبروها استراحة لن تدوم. في الحالتين، كانت هناك حقيقة لا يُمكن تجاهلها: بقي الحريري الشريك السني في الدولة العميقة، واحتفظ بحق الفيتو في إدارة الملفات. ووفق مصادر مطّلعة، فإنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يكاد لا يتصرّف في أيّ شأن يخصّ الطائفة من دون التشاور معه. وهو حينَ زار الإمارات، نهاية العام الماضي، للمشاركة في مؤتمر تغيّر المناخ، التقى الحريري من دون إعلان.

بعدَ «طوفان الأقصى» فُتِح نقاش كبير في جلسات الفعاليات السنية حول موقع الطائفة ودورها في هذه الانعطافة التاريخية. كلّ المؤشرات باتَت تؤكد التأثير السلبي لغياب الحريري، مهما جرّب البعض أو حاول أن يقول غير ذلك. وللمرة الأولى منذ مغادرته لبنان، يُطالب هؤلاء علناً بعودته بمعزل عن أيّ «غضبة» سعودية يُمكن أن يتعرّضوا لها.

قبلَ أسبوعين، بدأ التحضير لذكرى 14 شباط بشعار «تعوا ننزل ليرجع». سرعان ما لفتت الحملة الانتباه كونها ترافقت مع تحضيرات استثنائية وتواصل مع كوادر ومسؤولين في التيار ومخاتير المناطق واجتماعات ترأّسها الأمين العام للتيار أحمد الحريري. ولم يكُن رئيس «جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية» أحمد هاشمية بعيداً عن التحضيرات، مؤكداً في تغريدة له: «نازلين نقول للحريري ما رح نخلّيك تفلّ». وعقِدت أمس في عدد من المناطق اجتماعات للمنسّقين لوضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات للذكرى، علماً أن التجاوب الشعبي، حتى الآن، ليس على قدر التوقعات!

استجلبت هذه الحفلة الترويجية ردوداً كثيرة. ما قاله علناً نائب التيار الوطني الحر آلان عون للحريري بـ«أننا نستذكر شجاعتك واشتقنالك»، ورئيس مجلس النواب نبيه بري بأن «الحريري هو الناجح الأكبر رغم اعتكافه، ومرحّب بعودته في حال قرر ذلك»، يقال أضعافه في السرّ. لكنّ أيّاً من خصوم الحريري في السياسة وحلفائه ممن «تحمّسوا» للفكرة، لم يعثروا على ما يُمكن الاستناد إليه للتأكد من حقيقة ما يشاع. الجميع يستند إلى ما يقوله نواب سابقون وكوادر تنظيميّون وإعلاميون حاولوا الإيحاء بأنهم في مرحلة الإعداد الجدّي للعودة، فهل هناك فعلاً ما هو جدّي؟

أحد نواب المستقبل السابقين سُئلَ تحت الهواء، قبلَ دخوله إلى مقابلة تلفزيونية، عن عودة الحريري، فأجاب بأن «كل الحكاية مبنيّة على فكرة أن المنطقة ذاهبة إلى تسوية كبيرة، سيكون الملف الرئاسي في لبنان جزءاً منها. والشريك الطبيعي في أيّ تسوية هو سعد الحريري». وهو ما قاله عبد الله بارودي (ناشر ورئيس تحرير موقع «ديموقراطيا نيوز»، ومدير التحرير السابق للموقع الإلكتروني الرسمي لتيار المستقبل)، في مداخلة تلفزيونية، بـ«أننا ذاهبون الى تسوية ستحتّم عودة الحريري». قيادي ثالث في التيار، يتحدث منذ أسابيع عن أن الحريري «أصبحَ أكثر تفاعلاً مع قيادات التيار وعادَ تدريجياً للحديث في أمور سياسية، وهو على تواصل دائم مع جماعته»، ووصل الأمر بالبعض الى إشاعة أن الحريري «سوّى أموره العالقة مع المملكة»، مستنداً إلى دفع المؤسسات الرسمية في الرياض تعويضات موظفي شركة «سعودي أوجيه»، رغم أن هذا «إجراء قضائي لا علاقة له بالسياسة»!

هذا جانب بسيط من الصورة القائمة حالياً. لكنّ بحثاً أعمق يشير إلى أن ما يتردّد عن العودة، رغم أنه ينبع من أمنيات شخصية، يهدف إلى توجيه رسالة في اتجاهين: الأول إلى الداخل بالتأكيد أن أحداً لم ينجح في استمالة الجمهور السني الذي لم يقتنع بغير الحريري زعيماً. والثاني إلى الخارج، وتحديداً إلى المملكة، بأن الرجل هو «الرقم الصعب» والورقة الرابحة في أي عملية تفاوض لاحقة. عملياً، هي لعبة ضغط مكثف يمارسها المستقبليون لدفع محمد بن سلمان إلى سحب «فرمانه»!

لكن ماذا عن الحريري نفسه؟ يؤكد مقربون من الرجل أنه لم يصدر عنه ما يوحي بالعودة، أو أي إشارات بالتراجع عن قرار تعليق العمل السياسي. ويقول هؤلاء إن الموقف الفصل يكمن في ما إذا كان سيوجّه كلمة سياسية، وهو إن فعل يكون قد «علّق» التعليق وفي طور استعادة دوره. وهذه نقطة نوقشت مع الحريري نفسه، وأُتبعت بعدد من الأسئلة، ماذا بعد؟ هل يبقى في لبنان أم يغادر، وما هي الخطوات التي ستليها؟ هل ينتظر التفاعل الخارجي وردود الفعل ليُبنى عليها؟ والأهم من كل هذا: كيف ستقرأ الرياض هذه الرسالة وتتعامل معها؟

كلها أسئلة لا إجابات عنها، لكنّ مسؤولين مستقبليّين يشرحون الموقف بالآتي:

أولاً، هي رسالة جريئة إلى محمد بن سلمان، تطلب إعادة النظر في مستقبل السنّة، وإعادة مدّ اليد الى سعد الحريري في ظل استحالة إنتاج بديل منه.

ثانياً، ثمّة نزعة سنّية تتعاظم منذ 7 تشرين تميل الى رفع الصوت في وجه المملكة بأسلوب عتابي يوصي بالانتباه: «احرصوا ألّا نذهب فرق عملة في لبنان»!

ماذا عن السعودية؟ لا شيء جديداً حتى الآن. لا تزال المملكة تتعامل مع هذا الملف (الطائفة السنّية) بلامبالاة. الواضح حتى الآن أن العلاقة مع الحريري لم تجد سبيلاً لحلّ واضح، بل لا تزال في أقلّ مستوياتها.

******************************

افتتاحية صحيفة النهار

هوكشتاين لن يمرّ… “غزة تسبق لبنان”!

قفل كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين عائدا الى واشنطن امس عقب زيارة خاطفة لإسرائيل من دون ان يمر ببيروت كما كان كثيرون يتوقعون، الامر الذي شكل دلالة قاطعة على ان تسوية تبريد الجبهة الجنوبية وتهدئتها ووقف النارعليها إيذانا بانطلاق الديبلوماسية والمفاوضات لم يحن أوانها بعد. ولعل الدلالة الأكثر ايحاء بالسوء هي ان يكون الموفد الأميركي اخفق في اقناع الحكومة الإسرائيلية باقتراحات معينة طرحها لإيجاد حل وسطي يتيح ابعاد مقاتلي “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” عن الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل لبضعة كيلومترات بما يضمن عودة نازحي البلدين من الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي علما ان اقتراحات كهذه لم يكن مضمونا ابدا ان “الحزب” سيقبل بها. وبذلك ثبتت صورة “الستاتيكو” الانتظاري لمعادلة “غزة تسبق لبنان” التي يخشى اللبنانيون ان تعني ان الجنوب سيظل نازفا لمدة مفتوحة غير محددة ومعه تبقى الاحتمالات “الحربية” الواسعة قائمة، ناهيك عن ان واقع البلاد بأزماته السياسية ومشتقاتها سيغدو اكثر فاكثر رهينة الوضع المتفجر في الجنوب.

 

ويرصد المسؤولون اللبنانيون بعدما ثبت لهم ان هوكشتاين لن يحضر الى بيروت ما سينقله اليهم اليوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي يتوقع ان يشدد على تطبيق #القرار 1701 ومنع تمدد الحرب الاسرائيلية. ومعلوم ان سيجورنيه يزور بيروت للمرة الاولى بصفته رأس الديبلوماسية الفرنسية بعد زيارات لكل من مصر والاردن واسرائيل ورام الله، من دون استبعاد ان يحمل الى لبنان تحذيرا متقدما من عملية إسرائيلية اذا استمرت المواجهات مع “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه”. ووفق مراسل “النهار” في باريس ان من الرسائل التي يحملها وزير الخارجية الفرنسي العمل على وقف اطلاق النار وعدم التصعيد والمطالبة بحل ديبلوماسي بين لبنان واسرائيل وضبط النفس والكف عن التصعيد. وسيشدد سيجورنيه خلال جولته على المسؤولين اللبنانيين على الحاجة الى ايجاد حل ديبلوماسي بين لبنان واسرائيل وسيحذر المراهنين على تصعيد التوترات في المنطقة ويبلغهم قلقه البالغ ازاء الوضع على الحدود بين لبنان واسرائيل، وسيعرض التحركات التى تقوم بها باريس كي لا يزداد الوضع سوءا. وسيدعو الى الالتزام بالمحافظة على امن القوات الدولية “اليونيفيل” لتمكينها من ممارسة دورها بالكامل وتطبيق القرار ١٧٠١بكل مندرجاته لتحقيق السلام والامن، وهو الناظم لتحيد الحدود البرية ووقف الاعمال الحربية. ويتوقع ان يختم وزير الخارجية الفرنسي زيارته لبيروت بمؤتمر صحافي في مطار رفيق الحريري الدولي قبيل مغادرته بيروت .

 

تجدر الإشارة الى انه في اطار توافد المبعوثين الى لبنان سيقوم غدا الأربعاء وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة لبيروت يلتقي خلالها رئيسي مجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية علما ان مصر هي احدى الدول الخمس المنضوية ضمن اللجنة الخماسية الدولية المعنية بأزمة الانتخابات الرئاسية اللبنانية .

 

وفي هذا السياق رد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس على الدعوة المتجددة للرئيس نبيه بري الى الحوار فقال:”نحن مع الحوار في كلّ لحظة ولكن لا نتيجة له لأنّ الثنائي متمسّك بـ(سليمان) فرنجيّة”. واضاف “إذا كانت اللجنة الخماسيّة تريد سليمان فرنجيّة فلتنتخبه”. لافتا الى ان “معظم الدول المهتمّة بلبنان تريد قائد الجيش رئيساً”. واعتبر ان “الرئيس برّي نسف طرح السفراء بخيار رئاسي ثالث والدعوة إلى جلسة انتخاب وهم يئسوا بعدما سمعوه”.

 

اما العامل اللافت الذي واكب زيارة هوكشتاين لتل ابيب فبرز في الترويج لمعطيات إيجابية سبقت مغادرته تل ابيب عائدا الى واشنطن من دون المرور ببيروت ، اذ نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين، “ان هناك فرصة حقيقية لنجاح مساعي انهاء التوتر مع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، وان هناك مقترحاً أميركياً يشمل تراجع الحزب عن الحدود فضلاً عن عودة النازحين على خطي الحدود”.

 

ولكن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عاود ترداد الموقف الإسرائيلي الذي صار كلاسيكيا حيال لبنان اذ قال “أن الوقت ينفد لإيجاد حل ديبلوماسي في #جنوب لبنان”. واضاف “إذا لم يتم التوصل الى حل سياسي فسيكون هناك تحرك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان” .

 

وسارعت مصادر سياسية معنية الى تبديد اجواء التفاؤل السائدة في تل ابيب، كاشفة ان الوسيط الاميركي لم يعلن عزمه زيارة لبنان بعد انتهاء محادثاته في تل ابيب، ما لم يكن يحمل مقترحاً جديداً. ذلك ان المقترح السابق الذي كان حمله إلى السلطات اللبنانية في زيارته الأخيرة لم يلق اجوبة واضحة، خصوصاً ان “الحزب” رفض إبلاغ هوكشتاين أي جواب قبل وقف النار في غزة. ورغم الكلام الاسرائيلي عن رفض ربط الساحة الجنوبية بالساحة الفلسطينية، فإن المصادر عينها اكدت ان لبنان تبلغ رسمياً ان اي وقف للنار في غزة سيقابله وقف العمليات في الجنوب. وهو ما سبق وأعلنه الحزب ايضاً في حديث واضح لنائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم قبل ايام قليلة .

 

في الجنوب

 

وسط هذه الأجواء المرتبكة سجل تطور ميداني جديد على الجبهة الجنوبية اذ بعد أيام قليلة من سقوط عنصرين ل#حركة “أمل” استهدفت غارة إسرائيلية امس منزلا في بيت ليف أسفرت عن سقوط ثلاثة عناصر من حركة “أمل” . ولاحقا نعت “أمل” الثلاثة وهم : حسن حسين سكيكي، جعفر أمين اسكندر وحسين علي عزّام.

 

وانشغلت اكثر من جهة بالمعلومات عن مشاركة حركة “أمل” في عمليات عسكرية ضد الجيش الاسرائيلي على الحدود. وفي التفاصيل انه سبق لقيادة الحركة اعلانها انها “لن تتوانى او تقصر في مواجهة اسرائيل عند تجاوزها اول متر من اراضي الجنوب. ويعيد الرئيس نبيه بري تأكيد هذا الموقف وان الحركة وعناصرها وجمهورها لن يحيدوا عن هذا الواجب الوطني”. وسيستمر عناصر الدفاع المدني في كشافة الرسالة بالمهمات المطلوبة منهم حيال مواطنيهم وابناء قراهم في الجنوب.

 

كما شنت مسيرة اسرائيلية بعد الظهرغارة على بلدة يارون في قضاء بنت جبيل واغار الطيران على منزل في اطراف بلدة شيحين واطراف بلدة الناقورة. وتعرضت اطراف بلدة راشيا الفخار – قضاء حاصبيا، للقصف المدفعي الاسرائيلي . كما طاول القصف اطراف مركبا قضاء مرجعيون. وقامت قوات الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط من مواقعها باتجاه المنازل المأهولة في الوزاني. واستهدف القصف المدفعي اطراف وادي حامول واللبونة والناقورة ومنطقة وادي حسن واطراف بلدة مجدل زون لقصف مدفعي. وأغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباحا على أطراف بلدة مروحين. وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي المنطقة الحرجية بين طيرحرفا وشمع. كما أشارت القناة 12 الإسرائيلية الى أن 8 صواريخ أطلقت من لبنان في اتجاه الجليل الأعلى والجيش الإسرائيلي رد بقصف مدفعي.

 

في المقابل، اعلن “ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” انه استهدف موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا كما استهدف موقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا ثم استهدف موقع السماقة في تلال كفرشوبا ومن ثم ثكنة يفتاح. ونعى الحزب ثلاثة عناصر هم سلمان محمد حسن فقيه وعباس أحمد الخرسا وعباس خضر ناصر .

 

وفي سياق متصل بالوضع الميداني أكد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب خلال استقباله رئيسة الصليب الأحمر الدولي كيت فوربس والوفد المرافق أن “لدينا نحو مئة ألف نازح من الجنوب نتيجة الأحداث الأخيرة والاعتداءات الإسرائيلية، وهم بأمسّ الحاجة للعناية والمساعدة، وكل مساعدة ممكنة من الصليب الأحمر الدولي مرحب بها”.

**************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

وزير الخارجية الفرنسي في بيروت اليوم ورسالة تل أبيب “أنّ الوقت ينفد”

مشروع حلّ أميركي على 3 مراحل: “ضوء أصفر” لبناني وتأكيد إسرائيلي

 

نقل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب مشروع حل لإنهاء التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، يتضمن ثلاث مراحل تبدأ بانسحاب «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» وتنتهي بالشروع في مفاوضات حول النزاعات الحدودية. وبين هاتين المرحلتين، مرحلة عودة النازحين إلى ديارهم على جانبَي الحدود.

 

وفي انتظار الخطوات التالية لمسار هذا المشروع، بدا الموقف الإسرائيلي مرحباً مبدئياً بما نقله موفد الرئيس جو بايدن، خصوصاً أنّ الإعلام العبري تحدث عن «ضوء أخضر» من الحكومة اللبنانية للمشروع. أما على الجانب اللبناني، فبدا الموقف منفصلاً عن المشروع، حسبما صرّح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الذي قال «إنّ ما تسعى اليه إسرائيل هو اقتصار البحث على عودة مستوطنيها على الحدود الشمالية».

 

وفي انتظار زيارة هوكشتاين للبنان مجدداً، أعاد المراقبون إلى الأذهان الحديث الذي صرّح به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لـ»نداء الوطن» في 23 كانون الثاني الماضي، حين قال ردّاً على سؤال عما اذا كان فشل هوكشتاين في مهمته، «ليس على حدّ علمي. ولم يذكر أمامي طرح تراجع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» مسافة 7 كلم. طرح برنامجاً معيناً ولسنا بعيدين عنه. كل ما يمكنني قوله، إنّه حمل طرحاً مقبولاً بعد عودة الإستقرار إلى الجنوب، أي تحقيق الإستقرار النسبي، تمهيداً لتثبيت الإستقرار الدائم». وأضاف إنّ الطرح في الوقت الحاضر «هو أمني، والأكيد أنّ هوكشتاين لم يفشل في مهمته، ونحن بصدد المتابعة، والأمور ستظهر خلال الأسابيع المقبلة».

 

وفي رأي المراقبين، أنّ ما ذكر عن «ضوء أخضر» منحته الحكومة اللبنانية، وتحدث عنه هوكشتاين بالأمس في اسرائيل، ما زال «ضوءاً أصفر» في بيروت، ارتباطاً بموقف «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه»، إذ قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله أمس: «نقول لهؤلاء الموفدين، لا كلام ولا نقاش حول أي أمر يتعلّق بالجبهة هنا قبل أن يتوقف العدوان على غزة. إن المجاهدين لم ولن ينسحبوا ولن يتراجعوا».

 

وذكرت وسائل إعلام عبرية السبت الماضي أنّ المشروع الذي توسطت فيه الولايات المتحدة يتضمن ثلاث مراحل: أولاً، اتفاق موقت سيشمل انسحاب قوات «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» من 8 كيلومترات (4.9 أميال) إلى 10 كيلومترات (6.2 أميال). ثانياً، زيادة انتشار قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني في المنطقة. وثالثاً، عودة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في شمال إسرائيل وجنوب لبنان. وسيشمل الإطار أيضاً محادثات حول ترسيم حدود برية فعلية بين إسرائيل ولبنان. وستكون هناك مناقشات حول 13 نقطة متنازع عليها على طول حدودهما المشتركة. وسيرافق ذلك، تقديم حوافز اقتصادية محتملة بقيادة الولايات المتحدة لبيروت للموافقة على اتفاق.

 

وأوردت صحيفة «يديعوت احرونوت «أنّ هوكشتاين حصل على «الضوء الأخضر» من الحكومة اللبنانية لاقتراحه، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» يوافق على الترتيب». وجاء في تقرير بثته القناة 12 الاسرائيلية، «يشعر مسؤولون إسرائيليون كبار بالتفاؤل في شأن صفقة محتملة لأول مرة منذ بداية الحرب قبل خمسة أشهر تقريباً».

 

وحض الموفد الأميركي الرئيس الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس،عندما التقاهم على «إعطاء خطته فرصة». وقال غالانت: «نحن نفضل العملية الديبلوماسية على الحرب، بشرط بسيط هو أنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لا يستطيع تهديدنا من خلال الغارات أو إطلاق الصواريخ. إذا فشلت الجهود الديبلوماسية، فلن نتردد في استخدام القوة العسكرية لإعادة السكان إلى ديارهم».

 

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنّ «الوقت ينفد» للتوصل إلى حل ديبلوماسي في جنوب لبنان، وأضاف لنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه إنّ «إسرائيل ستتحرك عسكرياً لإعادة المواطنين إلى منطقتها الحدودية الشمالية في حال عدم التوصل إلى حل ديبلوماسي».

ومن المقرر أن يبدأ الوزير الفرنسي اليوم زيارة رسمية للبنان.

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

فرنسا تحذر إسرائيل من التدخل العسكري في لبنان

وأكدت أنها ستتدخل بالقوة لإنقاذ 20 ألف فرنسي

 

قالت «هيئة البث الإسرائيلية» إنّ وزير خارجية فرنسا نقل رسالة مباشرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن فرنسا سيكون لها دور مركزي في أي حل سياسي مستقبلي في لبنان.

 

وأشارت «الهيئة» إلى أنّ الاجتماع بين وزيري خارجية إسرائيل وفرنسا ساده التوتر بسبب ملفي لبنان والمحتجزين في غزة، مضيفة أنّ فرنسا لم تقدم أدلة على حصول المحتجزين الإسرائيليين في غزة على أدوية حسب ما نقلت وكالة «أنباء العالم العربي».

 

ووفق «الهيئة»؛ حذّر وزير خارجية فرنسا نظيره الإسرائيلي من أن بلاده ستقوم بعمل عسكري في لبنان لإنقاذ نحو 20 ألف فرنسي إذا اندلعت حرب مع «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه».

 

وأضافت «التأكيد الفرنسي جاء على أثر زيارة المبعوث الأميركي إلى إسرائيل وسط خشية فرنسية من أن يكون الفاعل الوحيد في هذه القضية هو الولايات المتحدة الأميركية».

وقالت الهيئة «بعد أن سمع وزير الخارجية الفرنسي من الإسرائيليين أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى القيام بعمل عسكري في لبنان، رد على محاوريه قائلاً إنه إذا اندلعت حرب بين إسرائيل وح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، فسوف تضطر فرنسا إلى القيام بعمل عسكري في لبنان لإنقاذ حوالي 20 ألف مواطن فرنسي يعيشون هناك».

ووصل وزير الخارجية الفرنسي سيجورني إلى إسرائيل اليوم لعقد سلسلة من اللقاءات مع كبار القادة السياسيين.

كما أثارت إسرائيل مع الوزير الفرنسي قضية عدم حصولها على تأكيد بوصول الأدوية التي أدخلتها إلى قطاع غزة بوساطة فرنسية وقطرية إلى المحتجزين الإسرائيليين قبل نحو 20 يوما.

وقالت الهيئة «رغم أن فرنسا تبنت اتفاقاً يتم بموجبه تقديم الأدلة على أن المختطفين الإسرائيليين حصلوا بالفعل على الأدوية، لكن حتى الآن لم يتم تقديم هذه الأدلة».

وطلب الوزير كاتس من فرنسا الضغط على قطر للحصول على ما يُثبت وصول الأدوية إلى المحتجزين.

وبحسب مصادر حاضرة في غرفة الاجتماع بين الوزيرين، رد وزير الخارجية الفرنسي بأن بلاده تعمل بالفعل على هذا الموضوع، وقال إنه «إذا تبين أن الأدوية لم تصل إلى المحتجزين ستكون هناك عواقب وخيمة»، وفق ما نقلته هيئة البث.

**************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

زحمة موفدين حول الرئاسة والحدود .. إسرائيل تواكب مهمّة هوكشتاين بتهديدات للبنان

الطريق الدولية إلى لبنان مزدحمة بموفدين من مختلف الجنسيات؛ زحمة توحي وكأنّ هذا البلد بدأ يستعيد موقعه في دائرة الاهتمامات الدولية. إلّا أنّها حتّى الآن، لا تعدو أكثر من حركة بلا بركة، حيث أنّها في الشكل، تدور حول الملف الرئاسي المُمَسمّر على قارعة التعطيل منذ 15 شهراً، من دون أن تتمكن من إقناع المعطّلين بالاستجابة لنصائح التسريع بانتخاب رئيس الجمهورية، وأما في جوهرها، فتركيزها الأساس منصبّ على جبهة الجنوب وتعطيل احتمالات تصاعد العمليات العسكرية إلى مواجهات واسعة النطاق. والمنطق الذي يبدونه أمام المستويات اللبنانية يتأرجح بين الترغيب والتمني الهادئ بعدم الانزلاق الى حرب، وبين الترهيب والتخويف منها. وبين الترغيب والترهيب يُقرأ بوضوح الخوف الأكبر للموفدين، ليس من تأثيراتها الدراماتيكية على الجانبين اللبناني والاسرائيلي فحسب، بل من أنّ الحرب إن وقعت قد تخلق واقعاً جديداً في لبنان والمنطقة، وربما خرائط جديدة، تهدّد بالإضرار بمصالح الدول بشكل عام.

متى ستجتمع «الخماسية»؟ على المستوى الرئاسي، لا شيء في الأفق؛ الحراك الأخير الذي بدأته اللجنة الخماسيّة، عُلّق، الى أجل غير مسمّى، على وعد أن يُستأنف بعد اجتماع اللجنة على مستوى رفيع في باريس او الرياض، للتأسيس للجولة الثانية من هذا الحراك الذي يُفترض ان يقوده موفد اللجنة جان إيف لودريان في بيروت، لكسر حلقة الاستعصاء الرئاسي. الاّ انّ معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» من مواكبين لحراك «الخماسية»، تؤكّد أنّ «سفراء دولها في لبنان جزموا بانعقاد الاجتماع في باريس او الرياض، ولكن هذا الامر لا يزال في الإطار الكلامي، بل انّه منذ حراك السفراء الأخير، لم تصل الى بيروت ايّ إشارة حاسمة من أيّ من دول «الخماسية» تؤكّد حصول هذا الاجتماع، او ما تردّد عن زيارة قريبة للودريان».

وإذا كان سفراء «الخماسية» قد عكسوا في لقاءاتهم حماسة اللجنة في تزخيم حراكها المساعد للبنانيين على إتمام استحقاقهم الرئاسي، وفق ترشيحات رئاسية مفتوحة يتوافقون عليها في ما بينهم، ولا تتبنّى فيها اللجنة أيّ مرشح، أو تضع «فيتو» على ايّ مرشّح، الّا انّ الأوساط السياسية على اختلافها لا تقارب الحراك المتجدّد لـ»الخماسية»، بحرارة المنتظر حصول اختراقات، بل ببرود وتشكيك في أن تتمكّن اللجنة من صناعة الحلّ الرئاسي المنشود».

الجديد الوحيد وإلى ذلك، يؤكّد مطّلعون على خلفيات حراك «الخماسية» لـ«الجمهورية»، انّ الجديد الوحيد الذي تحمله اللجنة هو انّها اجتمعت هذه المرّة، كموقف واحد على عدم تبني ايّ مرشح او وضع الفيتو على اي مرشّح، واما الباقي فعلى اللبنانيين. ما يؤكّد أن ليس في جعبة اللجنة الخماسية أي شيء آخر او مبادرة فاعلة لكسر التعطيل الرئاسي، ويتأكّد ذلك في ما تحدثت عنه مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربارا ليف امام الوفد النيابي اللبناني في واشنطن قبل أيّام قليلة، حيث قالت بصريح العبارة إنّ «الحلّ النهائي في ملف انتخابات الرئاسة في لبنان هو في يد اللبنانيين». على انّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، هو هل هذا التوافق ممكن، وهل ثمة إمكانية لاستخراج هذا التوافق من صحراء السياسة اللبنانية المزروعة بالتناقضات والرؤى المتصادمة؟

رئيس المجلس النيابي نبيه بري أكّد أن «لا إمكانية لبلوغ حلّ رئاسي من دون تفاهم أو توافق، لا اقول إجماعاً، بل توافق الحدّ الممكن بين المكونات السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية، على غرار التوافق الذي أفضى الى التمديد لقائد الجيش، يعني انّ في إمكاننا ان نستنسخ هذه التجربة ونسقطها على الملف الرئاسي»، وانّه على استعداد لعقد لقاء بين المكونات السياسية تحت عنوان حوار او تشاور، او اي تسمية اخرى، ولمدة محدودة اقصاها 7 ايام، يتمّ خلالها التأسيس لتوافق ينهي أزمة الفراغ الرئاسي الذي دخلت شهرها السادس عشر. ولكن في موازاة موقف بري هذا، مطالب متصلّبة من «التيار الوطني الحر»، وحزب «القوات اللبنانية»، حيث لكل منهما نظرته الخاصة للاستحقاق الرئاسي، وشروط محدّدة للتوافق، و»فيتو» على مرشحين.

باسيل: منفتحون على الحوار على أنّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما بدا انّه تجاوب من قِبل التيار مع الدعوة الى الحوار، حيث قال رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في ذكرى توقيع وثيقة الاخوّة الإنسانية التي وُقّعت في الإمارات بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف احمد الطيب: «لا بدّ من تحويل الوثيقة واقعاً معاشاً في السياسات والمناهج. وهذه مسؤولية مشتركة بين القيادات السياسية والدينية»، مؤكّداً «انّ أبناء «التيار الوطني الحر، منفتحون على الحوار والتلاقي والتفاهم، مؤمنون بالحياة المشتركة ونمارسها اقتناعاً، ونتعهّد بأن ننشر هذه الوثيقة في مجتمعنا ونستلهم مبادئها في أعمالنا. وندعو اللبنانيين الى أن يعملوا بوحيها ويكونوا حرّاساً لدعوتها النبيلة».

ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» عمّا اذا كان من الممكن الاستشراف من كلمته انفتاحاً على الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري ايضاً، قال باسيل: «بالطبع نحن منفتحون دائماً على الحوار، الّا انّ الرئيس بري لم يرسُ حتى الساعة على شكل الحوار الذي يريده أو اي نوع من الحوار وبرنامجه وآليته!».

نفاق سياسي وفي موازاة ذلك ايضاً، يبرز موقف شخصية وسطية بارزة، التي نعت أي جهد او وساطة لحل الأزمة الرئاسية، ووصفت الواقع لـ«الجمهورية» بقولها: «الفرنسيون بادروا وفشلوا، وكذلك القطريون، والآن اللجنة الخماسية تستأنف جهودها بعد فشل سابق، وقبل كل ذلك مبادرات متعدّدة اطلقها الرئيس بري، والنتيجة لا شيء، وإمعان في مهزلة التعطيل». وفي توصيف ساخر قالت هذه الشخصية: «المشكلة الأساس ليست في اسماء المرشحين، اياً كان هؤلاء المرشحون، بل هي في بعض الاطراف التي تدّعي الصدق السياسي فيما الحقيقة انّ ادّعاءها هذا تعلوه طبقة كثيفة من النفاق السياسي، وتوحي في الوقت نفسه انّها تخوض على حلبة الرئاسة حرباً وجودية، فيما هي تتخذ منها ستاراً لمصادرة البلد وتوليد الأسباب المانعة انتخاب رئيس الجمهورية. وذلك لسبب بسيط جداً وهو انّها تتجنّب التورط في توافق على رئيس، لأنّها مدركة أنّ انتخاب رئيس سيُفقدها صوتها ويعّريها بالكامل ويُسقطها الى حجمها الطبيعي في زاوية محدودة».

ورداً على سؤال قالت: «لا ارى اي فرصة لحصول توافق، لا مع لجنة خماسية او لجنة سداسية او سباعية، اعتقد انّ امامنا فترة طويلة من الانتظار السلبي، ورئاسة الجمهورية، في ظلّ الصدع الداخلي، انا على يقين انّها ليست في المدى المنظور، ولبنان والمنطقة تبعاً للتطورات المتلاحقة على مفترق تحوّلات مجهولة. وان كانت ستحصل الانتخابات الرئاسية، فقد تحصل نتاجاً لوضع صعب على الجميع».

تعجيل او فراغ طويل واللافت في هذا السياق، سألت «الجمهورية» أحد السفراء المعنيين بحراك «الخماسية» عن الخطوة التالية للجنة، وما اذا كانت بصدد ممارسة ضغوط لحمل السياسيين في لبنان على التوافق، فأشار الى انّ الخطوة التالية ستنطلق بعد اجتماع اللجنة الخماسية العليا، من دن ان يحدّد مكان الاجتماع او زمانه، وقال: «من الأساس اكّدت اللجنة العليا انّ الحل في لبنان لا يأتي من الخارج، ونحن نعلم أن لا إمكانية لأي طرف خارجي أن يفرض رئيساً على لبنان، بل انّ هذا الحل هو مسؤولية اللبنانيين، واصدقاء لبنان دورهم مشجع في هذا الاتجاه». اضاف: «اللجنة استفادت من الخطأ السابق الذي وقعت فيه بعض المبادرات السابقة التي اقترنت بتبنّي اسماء معيّنة لرئاسة الجمهورية، ولذلك أجمعت على عدم الدخول في الاسماء بشكل نهائي، وترك هذا الامر للبنانيين. فاللجنة وخلافاً لما يطلبه بعض السياسيين في لبنان، لن تشارك في لعبة الأسماء، بل هي عامل مساعد لهم لكي يختاروا من يرونه مناسباً لرئاسة الجمهورية. واود هنا ان اشير الى أنّ لقاء سفراء دول اللجنة مع الرئيس نبيه بري كان لقاءً مهمّاً جداً، حيث أنّ ما أكّد عليه كان مريحاً جداً ويُبنى عليه، ولاسيما لناحية تأكيده على أولويّة التوافق، والقيام بأي خطوة تؤدي الى هذا التوافق للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية».

ورداً على سؤال، كرّر السفير القول: «إنّ اللجنة ليست معنية بممارسة اي ضغوط على احد، بل إنّ مسؤوليتها تجاه لبنان في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ فيها لبنان والمنطقة، حملتها لإحياء فرصة امام اللبنانيين لأن يسبقوا تلك التطورات بإتمام الاستحقاق الرئاسي على وجه السرعة. وهنا اود أن اقول انّ اللجنة الخماسية في حراكها الذي سيتواصل في المدى المنظور على قاعدة التعجيل التوافقي لكسر التعطيل الرئاسي، منطلقةً في ذلك من الضرورة القصوى اللبنانيين وحاجتهم الى إنهاء ازمتهم الرئاسية وما تفرّع عنها من ازمات اخرى في شتى مفاصل الحياة اللبنانية. ومنطلقة ايضاً من خشية جدّية لديها من انّ تفويت هذه الفرصة سيفاقم هذه الأزمات ويبقي الوضع الشاذ قائماً في لبنان، اشهراً طويلة حتى لا اقول سنوات، بما قد تحمل من اعباء وسلبيات على لبنان والشعب اللبناني، واعتقد انّ المسؤولين في لبنان يدركون ذلك جيداً».

الميدان الجنوبي جنوباً، حافظت المنطقة الحدودية على وتيرة عالية من التصعيد على جانبي الحدود، في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، وتصاعد عمليات «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» ضدّ المواقع والمستوطنات الاسرائيلية. ويأتي ذلك في وقت تتسارع فيه الخطوات لإعلان هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة، بالتوازي مع حركة اتصالات على اكثر من صعيد دولي لتبريد الجبهة الجنوبية وبلورة حل ينهي حالة التوتر القائمة.

الحركة الفرنسية وملف الحدود الجنوبية ومحاولة تبريدها، بند أساس في زيارة وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورني الى بيروت اليوم، حيث سيلتقي تباعاً وزير الخارجية عبد الله بوحبيب ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقائد الجيش العماد جوزيف عون واخيراً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويغادر بيروت مساءً عائداً الى باريس. وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»: انّ الوزير الفرنسي سيؤكّد خلال لقاءاته على إصرار فرنسا منع توسيع الحرب، وسيركّز على حلول مستدامة لتحقيق الاستقرار بتطبيق القرار الدولي 1701 من جانبي الحدود لا من لبنان فقط، وفق الآليات التي يتضمنها القرار، والتي تنصّ اساساً على وقف الخروقات وانتشار قوات الجيش اللبناني و»اليونيفيل» على كامل منطقة شمال الليطاني. مشيرة الى انّ الوزير الفرنسي ركّز بشكل خاص مع المسؤولين الاسرائيليين على وقف الخروقات الجوية في الأجواء اللبنانية باعتبارها انتهاكاً صريحاً للسيادة اللبنانية. كذلك اشارت المصادر الى أنّ وزير الخارجية الفرنسي سيثير ايضاً ولو بشكل عام، موضوع الشغور الرئاسي وعدم جواز التأخير اكثر في معالجة هذا الاستحقاق، وسيحث الاطراف اللبنانية على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأقرب وقت.

مهمة هوكشتاين في هذا الوقت، واصل الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين اتصالاته في اسرائيل، ونُقل عنه انّه سيحاول الاستفادة من الهدنة في غزة لترتيب مسار مفاوضات الجنوب ضمن سلة متكاملة تتصل بالترسيم البري وتطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701.

وفيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية انّه «من الصعب الحديث الآن عن مفاوضات عند الحدود الشمالية مع لبنان، لأنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» لن يوقف إطلاق النار ما دامت الحرب مستمرة في غزة»، قال وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس: «إنّ الوقت ينفد لإيجاد حل دبلوماسي جنوب لبنان». واضاف: «إذا لم يتمّ التوصل لحل سياسي فسيكون هناك تحرّك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان». وفيما اعلن المتحدث بإسم الحكومة الإسرائيلية: «اننا تحدثنا مع المبعوث الأميركي عن طرق الحل الدبلوماسي في جنوب لبنان وأطلعناه على إنتهاكات «الحزب» عند حدودنا الشمالية»، عقد هوكشتاين اجتماعاً مع الوزير في مجلس الحرب الاسرائيلي بيني غانتس، الذي قال انّه أبلغ هوكشتين بأنّ الدولة اللبنانية مسؤولة عن العمليات التي تنطلق من أراضيها، وأنّ إسرائيل ستوسع وتعمّق عملياتها العسكرية إذا لم يتمّ إزالة التهديد من قِبل لبنان والمجتمع الدولي، بغض النظر عن الحرب في غزة». وفي غضون ذلك، اشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى «انّ المبعوث الأميركي أعطى إشارات إيجابية لإمكان الوصول لحل سياسي لتهدئة جبهة جنوب لبنان» الى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» الاسرائيلية انّه غداة اعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري عن مهاجمة أكثر من 50 هدفاً لـ»ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» في سوريا و3400 هدف في لبنان منذ بدء الحرب مع «ح.م.ا.س» في غزة في تشرين الأول الماضي، لم يقتنع رؤساء المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للبنان بهذا التصريح. ونقلت عن رئيس مستعمرة موشاف مرغليوت إيتان دافيدي قوله: «أشعر أنني في حالة من الإرتباك منذ 4 أشهر. لم يقم هاغاري بتحديث أي شيء. اعتقدت أنّه سيقول إنّهم ينسحبون من غزة ويدخلون لبنان. لقد قالوا إنّهم لن يتراجعوا عن لبنان وهو أمر يبعث على السرور، ولكنني توقعت أن تكون الشدّة أعلى من ذلك بكثير»..

وقال رئيس مجلس شلومي غابي نعمان: «سكاننا خارج المنازل منذ 4 أشهر. ليس هناك من ساكن في الجليل يؤمن أنّ «ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه» سيلتزم باتفاق مكتوب أو غيره، وهذا الأمر مقلق للغاية. سيكون شهر آذار المقبل حاسماً بالنسبة للمستوطنات على طول خط النزاع، فهل لدى الجيش الإسرائيلي نوايا للقضاء على «الحزب» أم ترك التهديد للسنوات العشرين المقبلة؟». اضاف: «أنا حقا أعتذر وأعتذر مقدّماً، أنا لا أثق بالجيش. لقد فشل بالفعل في الجنوب، وأخشى جداً أن يفشل مرّة أخرى في الشمال، خصوصاً مع وجود مثل هذه المنظمة الأساسية والكبيرة في هذا العالم والمتمثلة بح.ز.ب. ا.ل.ل.ه. لهذا السبب أنا ومع جميع أصدقائي، أدفع الجيش الإسرائيلي للدخول إلى لبنان والتحقق مما إذا كانت هناك أنفاق أم لا، وبالطبع القضاء على «الحزب» وعدم إبقائه كتهديد سيرتد علينا وضدّنا».

***********************

افتتاحية صحيفة اللواء

الحراك الدبلوماسي في «الوقت الضائع»: الوزير الفرنسي اليوم وهوكشتاين خلال أيام

المصارف تطالب بتعديل سعر دولار السحوبات.. وتصحيح التقديمات بين ميقاتي والموظفين

 

على خطين متوازيين، تتحرك نقاط الاتصالات الدبلوماسية، لاحتواء مخاطر الانهيار العسكري الواسع على جبهة جنوب لبنان، وكلاهما اميركي واوروبي، في وقت طرأ تطور ميداني على الموقف، باعلان حركة «أمل» استشهاد 3 من مقاتليها في المعركة نفسها التي يخوضها ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، كمساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة.

وفي الوقت الذي استبق فيه وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس وصول وزير الخارجية الاميركي انطونيو بلينكن الى تل ابيب، التي وصل اليها الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، في اطار مهمة متعددة، ابرزها الحث على تجنب التصعيد، بدا ان هذا الخط مرتبط بما سيحدث على جبهة غزة، حيث مالت الاجواء الى رفض العروض الاسرائيلية او ما عُرف بورقة مؤتمر باريس الرباعي حول صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وح.م.ا.س، استبق الوزير الاسرائيلي الوصول باعلان ان الوقت ينفد لايجاد حل دبلوماسي في جنوب لبنان.

هذا على صعيد الخط الاول، وعلى الخط الثاني، يصل اليوم الى بيروت وزير الخارجية الفرنسية سيتفان يسجوانيه للبحث في تطبيق القرار 1701، ومنع تمدد الحرب الاسرائيلية، وترددت معلومات عن انه يحمل تحذيرا ليوقف ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه اعماله في منطقة جنوب الليطاني.

‎وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يزور المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين بيروت بعد انتهاء لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين في غضون الايام القليلة المقبلة، بالرغم من عدم تبلغ المسؤولين اللبنانيين، اية مراسلات عن نيته زيارة لبنان حتى الان.

‎واشارت المصادر إلى أن توقعات زيارة هوكشتاين، تستند إلى ان الافكار التي ناقشها مع الإسرائيليين للاتفاق على إنهاء الاشتباكات المسلحة بين ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتثبيت الهدوء على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية،تتطلب عرضها ومناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين ومن خلالهما مع الحزب، لتذليل الصعاب الموجودة وإنهاء التباينات بين الطرفين، تمهيدا للاتفاق المطلوب.

‎ورصدت المصادر إشارات تشدد من الجانب الاسرائيلي بخصوص بعض النقاط التي تناقش ‎حول الترتيبات الامنية والمناطق التي تشملها، بينما يسعى هوكشتاين الى تجزئة نقاط الخلاف، والمباشرة بحل الممكن منها وإبقاء المعقد منها إلى وقت لاحق.

الرئاسة: أجواء إيجابية

رئاسياً، سادت اجواء ايجابية تتعلق بتوفير مناخات ملائمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتنسيق ما بين رئاسة المجلس واللجنة الخماسية، بانتظار جلاء الوضع الميداني في الجنوب المترابط بغزة.

وتوقفت أوساط سياسية مطلعة عند عودة المقاربات المختلفة في ملف الرئاسة ما يحول دون إحراز أي تقدم، ورأت أن الحديث عن وضع شروط في هذا الملف يعرقل أي مسعى فيه بما في ذلك الشق المحلي منه، معربة عن اعتقادها أن ما من تبدل نوعي طرأ منذ حراك سفراء اللجنة الخماسية، وهذا لا يعني أن الملف ترك إنما تم تحييده، ولم تصل معطيات جديدة عن المرحلة التالية ربما بانتظار الخطوة من اللجنة الخماسية.

‎وقالت لـ«اللواء» أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين تندرج في سياق الحراك الديبلوماسي من أجل العمل على التهدئة وتطبيق القرارات الدولية، في حين يحضر الملف الرئاسي انطلاقا من العمل على انجازه من دون أن يحمل معه أي معطى بأعتبار المسألة بيد اللجنة الخماسية، في حين ليس معروفا ما إذا كان سيشير إلى زيارة أي موفد فرنسي أو لا.

الموازنة ومطالب المصارف

وفيما وقَّع الرئيس نبيه بري مشروع قانون موازنة العام 2024، واحاله الى المجلس النيابي، ناقش الرئيس نجيب ميقاتي الوضع المصرفي مع وفد من جمعية المصارف، لا سيما التعميم 166، الذي يقضي باعطاء كل مودع 150 دولاراً من حسابه.. فضلاً عن مطالبة الجمعية الحكومة بقرارات لتحديد سعر صرف «دولار السحوبات».

وفي اطار احتواء اعتراضات الموظفين والمتقاعدين، التقى الرئيس ميقاتي وفداً من موظفي الادارة العامة بحث معه المطالب المرفوعة، والتي ادت الى اعلان الاضراب حتى الخميس المقبل 8 شباط. وذكر الوفد رئيس الحكومة بدل البدل المالي عن شهري ايلول وتشرين الاول الماضيين، معلناً انه لمس تجاوباً، على ان تبت المطالب في اول جلسة لمجلس الوزراء، لكن الاضراب لن يتوقف قبل ادخال تحسينات مقبولة على الرواتب والمعاشات.

وامس، توجه حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في مؤتمر مالي وعقد لقاءات رسمية، بدعوة من المصرف السعودي المركزي.

الجميِّل: ارتفاع وتيرة التهديد

سياسياً، اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل انه لبنان في دائرة التهديد، وان الوتيرة في هذه الفترة ترتفع.. وقال: العنف ليس خيارنا، ونحن نرفض الشراكة في سلطة يسيطر عليها ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه. واصفاً ما يحدث في غزة لا يمكن احتماله، ونحن مع احقية الشعب الفلسطيني بأن يكون لديه دولة، مجدداً ثقته الكاملة بالجيش اللبناني.

وفي السياق السياسي ايضاً، في هذا الوقت وعلى بعد اسبوع من احياء الذكرى 19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، استمر تيار المستقبل في التحضير لمشاركة شعبية للرئيس سعد الحريري، الذي سيصل الى بيروت، في قراءة الفتاحة والتجمع في وسط بيروت.

3 شهداء لأمل

ميدانياً، دخلت تطورات جديدة على الوضع الميداني، عبر استهداف الطيران المعادي تجمعات حركة امل في الجنوب.

كما اغار الطيران المعادي على احد المنازل في بيت ليف مما ادى الى سقوط ثلاثة قتلى من حركة أمل. ولاحقا نعت «أمل» شهداءها الثلاثة إثر القصف الإسرائيلي وهم : حسن حسين سكيكي (شمران)، جعفر أمين اسكندر (أفواج)، وحسين علي عزّام (أبو زهراء).

واستمر القصف الاسرائيلي جنوبا، وافيد عن غارة معادية جديدة في محيط الغارة السابقة عند مثلث بلدات الجبين – شيحين وطير حرفا.

وتعرضت اطراف بلدات علما الشعب والضهيرة وطير حرفا الى قصف مدفعي معادٍ. واصيبت سيارة تابعة لجمعيتي كشافة الرسالة الاسلامية والهيئة الصحية الاسلامية في بلدة الجبين. كما غارت الطائرات الاسرائيلية على بلدتي ميس الجبل وبيت ليف.

بالمقابل، تركزت ضربات المقاومة امس بالصواريخ على موقع السماقة في مزارع شبعا للمرة الثانية، كما استهدفت المقاومة ثكنة يفتاح بالاسلحة المناسبة.

***********************

افتتاحية صحيفة الديار
 

ضغط ديبلوماسي و«عض أصابع» لتحسين شروط الهدنة… فهل تبصر النور؟

 «إسرائيل» تروّج لأجواء إيجابيّة مع لبنان… والمقاومة تتمسّك أكثر بشروطها

إقرار «إسرائيلي» بقوة تأثير ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه: ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه استخدم 5 بالمئة من قدراته! – ابراهيم ناصرالدين

 

على وقع الترويج «الاسرائيلي» لايجابيات حملتها زيارة المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، لناحية التوصل الى وقف للنار على الجبهة الشمالية، تقف المنطقة ومعها لبنان امام ساعات او ايام حاسمة، ستحدد طبيعة المرحلة المقبلة على المديين القصير والمتوسط، بعدما بات مصيرهما مرتبطا بتطورات غزة. وهنا وهناك، «لعبة عض الاصابع» على اشدها بين مختلف الاطراف لتحسين شروط الهدنة المفترضة التي يحتاجها الجميع، والتي ستنعكس حكما على كافة جبهات المساندة، لكن كل طرف يعمل على تحسين شروطه في الميدان، وعبر تجميع «اوراق» القوة الديبلوماسية المتاحة لديه.

 

وفيما تقاوم حركة ح.م.ا.س الضغوط الدولية والعربية لثنيها عن تمسكها بشرطها الاساسي بعدم قبول اي مقترح لا يتضمن وقف الحرب بشكل كامل، يجدد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه كلامه في السر والعلن ان ما لم يأخذه العدو في الحرب لن يأخذه في السياسة، ولا تفاهمات الا بعد وقف حرب غزة. وقد اقر العدو بالامس ان المقاومة لم تستخدم حتى الآن الا 5 بالمئة من امكاناتها.

 

وتبقى الخشية الاساسية من المزايدات الداخلية «الاسرائيلية» التي قد تدفع كافة الجبهات الى الانفجار الواسع، في ظل ضعف الموقف الاميركي الذي لا يزال يغري رئيس حكومة الحرب بنيامين نتانياهو بترف البقاء في السلطة، وتقدم لـ «اسرائيل» «جزرة» التطبيع مع السعودية بشروط مخففة، لا تشتمل على قيام دولة فلسطينية. وبانتظار ان تتبلور محادثات وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في زيارته الخامسة، يشكك الكثيرون في امكانية ان تثمر الضغوط الاميركية دون استخدام «عصا» وقف الدعم العسكري، والغطاء الديبلوماسي القادر وحده على اجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها ، وسحب فتيل الانفجار الذي يهدد بتفجير المنطقة برمتها.

 التخبط الاميركي

 

وفي هذا السياق، عبرت مصادر ديبلوماسية اوروبية عن قلقها من السياسة «المتذبذبة» وغير المتزنة للإدارة الأميركية، التي دخلت قبل اشهر من الانتخابات الرئاسية في حالة انعدام وزن سياسي، ينعكس تخبطا في تعاطيها مع مستجدات وملفات الشرق الأوسط. ولهذا فان الأيام المقبلة ستكون «مرهقة جدا» ، لان هذا الخلل في ادارة وضع معقد، قد يجر المنطقة الى تعقيدات أمنية كبيرة، بدل حل العقد الحالية المسيطر عليها ضمن سقوف مقبولة حتى الآن.

زيارة بلينكن مفصلية

 

وستكون زيارة بلينكن الحالية مفصلية، لمعرفة اذا كانت واشنطن قد ادركت اخيرا خطورة الاخلال بالتوازنات الحالية عبر استخدام القوة غير العاقلة، والتي لا تجبي اي ثمن حقيقي من اعدائها، بل تهدد مصالح الجميع في المنطقة، او ان قراراتها الأمنية والسياسية وحتى الإستراتيجية ستكون مرتبطة بالحسابات الانتخابية، اي مزيد من محاولة استثمار حملة الرئيس بايدن ، عبر إظهار الالتزام أكثر بمساعدة «إسرائيل» وحمايتها من نفسها؟!

  ضغوط ديبلوماسية

 

وفي اطار الضغوط المستمرة على لبنان، يصل الى بيروت اليوم وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه قادما من «اسرائيل»، حاملا معه المزيد من التهديدات الاسرائيلية «الجوفاء»، التي باتت مثار تندر مستوطني الشمال وكبار المسؤولين الامنيين السابقين، حيث ابلغه وزير الخارجية «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس أن الوقت ينفد لإيجاد حل ديبلوماسي جنوب لبنان، واكد انه إذا لم يتم التوصل لحل سياسي، فسيكون هناك تحرك عسكري لإعادة «سكان البلدات الإسرائيلية» على حدود لبنان.

«اسرائيل « والبوادر «الايجابية»!

 

في هذا الوقت، واصل الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين اتصالاته في دولة الاحتلال لمنع التصعيد على الجبهة مع لبنان، وحرصت المصادر «الاسرائيلية» على ترويج اجواء ايجابية حول إمكانية الوصول لحلّ سياسي، وكشفت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مقترح أميركي يشمل تراجع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه عن الحدود وعودة المستوطنين، مؤكدةً وجود «بوادر إيجابية» للتهدئة بين «إسرائيل» والحزب بعد وساطة أميركية. ونقلت عن مسؤولين «اسرائيليين» تاكيدهم أنّ هناك فرصة حقيقية لنجاح مساعي إنهاء التوتر مع ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه.

 

من جهتها، ذكرت القناة 12 العبرية، أن الإشارات الإيجابية ظهرت خلال اجتماعات هوكشتاين مع مسؤولين «إسرائيليين» على رأسهم وزير الدفاع يوآف غالانت. وقالت «يبدو أنه لأول مرة منذ اندلاع الحرب، ظهرت إشارات إيجابية للقناة الديبلوماسية». ونقلت عن مسؤولين كبار في «إسرائيل»، بان شعورًا أفضل ينشأ من اللقاءات عما كان عليه في بداية الحرب، مع وجود فرصة حقيقية لنجاح الخطوة.

 ما هو الاقتراح الاميركي؟

 

ولفتت القناة «الإسرائيلية» الى ان الاقتراح الأميركي يتضمن صيغة من خطوتين: في المرحلة الأولى، سيقوم الطرفان بإعداد اتفاق تفاهم مؤقت، يتضمن انسحاب قوات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه من حدود الجنوب اللبناني، وزيادة انتشار قوات اليونيفيل والجيش اللبناني في المنطقة، وأخيراً عودة السكان «الإسرائيليين» إلى البلدات التي تم إخلاؤها شمالا مع بداية الحرب. واعتبرت القناة أنه إذا أثمرت الجهود بالفعل، فإن المفاوضات ستتم في المرحلة الثانية، والتي ستكون «إسرائيل» في إطارها مستعدة أيضًا لتسويات معينة. في إشارة الى مفاوضات ترسيم الحدود البرية التي تضغط واشنطن لاتمامها. ووفقا للقناة 12 العبرية، فإن «إسرائيل» تتعامل بايجابية مع الاقتراح الأميركي، لكنها تؤكد أن التقدم سيعتمد بالضرورة على وقف إطلاق النار في غزة.

 لا وقف للنار دون تسوية

 

ولفتت القناة الى ان هوكشتاين بات مدركا أن «إسرائيل» لا تسمح بفترة زمنية غير محدودة، فهي تكرر أنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في الجنوب، فإنها لن توقف الحرب في الشمال دون التسوية، وهو الموقف الذي عبّر عنه أيضًا وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي أبلغ هوكشتاين أن «تل أبيب» مستعدة لحل الصراع مع جنوب لبنان، من خلال التفاهمات الديبلوماسية، لكن «اسرائيل» مستعدة أيضًا لأي سيناريو آخر؟!

 المقترح البريطاني

 

في المقابل ووفقا لمصادر مطلعة، يبدو ان الاميركيين يميلون الى تبني مقترحا بريطانيا، يقوم على «اعلان من الجانبين اللبناني و»الاسرائيلي» عن وقف النار، تزامنا مع هدنة غزة وسحب المظاهر العسكرية على جانبي الحدود، وترسيم الحدود من الناقورة حتى شبعا ضمنا في مرحلة ثانية، على ان يتم نصب ابراج ونقاط مراقبة مجهزة بأجهزة رصد تحت اشراف اليونيفيل تعمل على جانبي الحدود، وان تكون الاجراءات  ملزمة للجانبين، اي على لبنان عدم خرق القرار 1701 ، وعلى «اسرائيل» ضمان عدم القيام بأي خرق بري او بحري او جوي للقرار الدولي. هذه المقترحات تنتظر لبنانيا اولا وقف العدوان على غزة، وبعدها يمكن الحديث عن الترتيبات المفترضة، لكن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه ابلغ من يعنيهم الامر، انه غير معني «بانزال العدو عن الشجرة»، ولن يمنحه بالديبلوماسية ما لم يستطع ان يأخذه بالعدوان والحرب، وهو امر يتماهى مع الموقف الرسمي اللبناني الرافض للحلول المجتزأة.

 قدرات ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه

 

في هذا الوقت، وفيما فقد المستوطنون في الشمال ثقتهم بالجيش «الاسرائيلي»، نقلت وسائل اعلام «اسرائيلية» عن مصادر بالمؤسسة الأمنيّة قولها إنّ ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه لم يستخدم حتى اللحظة سوى خمسة بالمائة من قوّته، وأنّه ما زال يحمل الأوراق التي بحوزته قريبًا لصدره. وفي هذا السياق، قال غابي نعمان، رئيس بلدة شلومي، التي تمّ إخلاء سُكّانها بسبب صواريخ ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه: «شعوري هو أنّ جميع المؤتمرات التي جرت، سواء من قبل وزير الأمن أوْ المتحدّث باسم «الجيش الإسرائيلي»، ليست موجهةً لسُكّان الشمال، بل للمبعوث الأميركيّ عاموس هوكشتاين، أنا حقا أعتذر، لكنّني لا أثِق بالجيش الإسرائيلي، لقد فشل في الجنوب، وأنا خائف جدًا من أنّه سيفشل مرّة أخرى في الشمال، خاصّة مع وجود منظمّة كبيرة على الحدود الشماليّة».

  ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه الخطير والمحنك

 

ومجددا احتل الامين العام لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه السيد ح.س.ن. نصرالله المشهد من جديد، واعترف قادة الاحتلال من المؤسستيْن الأمنيّة والسياسيّة بأنّه أجرأ الزعماء العرب في الماضي والحاضر، وأنّه لا يتورّع عن تحدي «إسرائيل» إعلاميًا وعسكريًا. وفي هذا السياق، قال الإعلاميّ «الإسرائيليّ» يهودا غليكمان في صحيفة «كيكار هاشبات» العبريّة ان قائد ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه خطيرٌ ومُحنّكٌ، ويعرف المصالح «الإسرائيليّة» أكثر من أيّ عدوٍّ كان، قريبًا أوْ بعيدًا.

قائد المحور الجنوبي

 

ولفت الكاتب الى ان «ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه يفهم بشكل ممتاز جميع التحولات السياسيّة التي تجري في «إسرائيل»، ولذا فإنّه يقوم بين الفينة والأخرى بمفاجأتها، وهو يعرف جيِّدًا المجتمع الصهيونيّ، ويقرأ السيرة الذاتيّة لقادة «إسرائيليين» من الماضي والحاضر، بالإضافة لكلّ ما يُنشَر عنه في الإعلام العبريّ، علاوة على متابعته لقنوات التلفزيون العبريّة. وشدّدّ الصحافيّ «الإسرائيليّ» على أنّه «خلافًا لزعماء آخرين في الوطن العربيّ، ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه معروف بجرأته وأصالته، وهو لا يتورّع عن تحدّي العدوّ الإسرائيليّ بطرقٍ شتى، إنْ كانت عسكريّةً أو إعلاميّة». ووفقا للمصادر الأمنيّة «الإسرائيليّة» فإنّ نصر الله هو عمليًا القائد الجنوبيّ لجبهة المحور الآخر.

 لا معلومات عن ن.ص.ر.ا.ل.ل.ه

 

من جهتها، اجرت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ حديثًا مع الجنرال في الاحتياط إسرائيل زيف، قائد شعبة العمليات سابقًا في جيش الاحتلال، قال فيه إنّه «في قضية نصر الله يجِب التعامل بحذرٍ شديدٍ، لأنّ الحديث يجري عن أقوى زعيمٍ ليس في لبنان فقط، بل في الشرق الأوسط بشكلٍ عام». وفي معرض ردّه على سؤال، قال إنّه خلافًا للرأي السائد ، فإنّ المخابرات «الإسرائيليّة» لا تملك المعلومات الموثوقة والصحيحة والصائبة عن السيّد نصر الله، لافتًا إلى «أنّ الرجل يعيش في دائرةٍ من الصعب إنْ لم يكُنْ مستحيلاً اختراقها»، على حدّ تعبيره.

 المواجهات جنوبا

 

ميدانيا، تواصلت المواجهات جنوبا، وتحدثت إذاعة «الجيش الإسرائيلي» عن سقوط 17 صاروخاً على مواقع ومستوطنات «إسرائيلية» في الشمال بالامس، فيما استمرت الاعتداءات «الاسرائيلية» على القرى الجنوبية. واستشهد ثلاثة مقاومين من «حركة امل»، وثلاثة آخرين من ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه، كما تعرضت سيارتي اسعاف للدفاع المدني في كشافة الرسالة خلال عمليات الانقاذ بعد الغارة على الجبين – طير حرفا الى غارة «اسرائيلية» معادية دون وقوع اصابات. ونفذت طائرة مسيرة «اسرائيلية»  قرابة الاولى والربع  بعد ظهر امس عدوانا جويا، واغارت على بلدة يارون في قضاء بنت جبيل. كما اغار الطيران على منزل في اطراف بلدة شيحين وعلى بيت ليف واطراف بلدة الناقورة.

 

وتعرضت اطراف بلدة راشيا الفخار – قضاء حاصبيا،  للقصف المدفعي «الاسرائيلي» من مرابض جيش العدو في مزارع شبعا المحتلة. كما طال القصف اطراف مركبا قضاء مرجعيون. وقامت قوات «الجيش الاسرائيلي» بعملية تمشيط من مواقعها باتجاه المنازل المأهولة في الوزاني. واستهدف القصف المدفعي «الاسرائيلي» اطراف وادي حامول واللبونة، وتعرضت منطقة وادي حسن واطراف بلدة مجدل زون لقصف مدفعي. وأغارت الطائرات الحربية المعادية على أطراف بلدة مروحين. وقصفت مدفعية «الجيش الإسرائيلي» المنطقة الحرجية بين طيرحرفا وشمع وكذلك الناقورة.

6 شهداء لح.ز.ب. ا.ل.ل.ه و»امل»

 

في المقابل، اعلن ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه انه استهدف موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وحقق فيه ‏إصابات مباشرة.‏ كما استهدف موقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وحقق فيه إصابات ‏مباشرة.

 

ونعى ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه الشهيد على طريق القدس سلمان محمد حسن فقيه «جهاد» مواليد عام 1994 من بلدة عيترون»، ونعى ايضا الشهيد على طريق القدس عباس أحمد الخرسا «حسام» مواليد عام 1987 من بلدة الطيري في جنوب لبنان. كما نعى الشهيد على طريق القدس عباس خضر ناصر «جهاد» مواليد عام 1985 من بلدة يارون في الجنوب.

 

من جهتها زفت أفواج المقاومة اللبنانية حركة «أمل» الشهيد المجاهد حسين علي عزام (أبو زهراء)، مواليد صديقين عام 1994، الذي استشهد أثناء قيامه بواجبه الوطني والجهادي دفاعا عن لبنان والجنوب. كما زفت الشهيد المجاهد جعفر أمين اسكندر (أفواج)، مواليد رشكنانيه عام 1991، والشهيد المجاهد حسن حسين سكيكي (شمران)، مواليد عين بعال عام 1996.

 لا كلمة سر رئاسية!

 

في هذا الوقت، وكما كان متوقعا، لم تصرف زيارة سفراء «اللجنة الخماسية» على ارض الواقع، ووفقا لمصادر بارزة فان ما بات واضحا هو ثابتتان: ان «الخماسية» لا تضع  فيتو على أي مرشح رئاسي، والثابتة الثانية أن لا بحث جديا في ملف رئيس الجمهورية الا بعد توقف الحرب في المنطقة، وسيكون الملف ضمن تسوية دولية – اقليمية عمادها تفاهمات اميركية – سعودية- ايرانية، ولهذا يتمسك رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعدم الدعوة إلى جلسات متتالية بلا حوار مسبق، لأن التوافق الخارجي اولا وحده يسمح بتأمين النصاب لانتخاب رئيس، الأمر الذي ترفضه المعارضة حتى الان لان «كلمة السر» لم تصل بعد.

ارتياح لموقف الرياض

 

وفي هذا السياق، عاد الوفد المشترك «القواتي» – «الاشتراكي» الذي زار الرياض ممثلاً بالنائبين ملحم رياشي ووائل أبو فاعور دون ان يحمل جديد، وقد ابلغا بانه ليس لدول «الخماسية» اي مرشح، لكنها بما فيها الرياض لا تضع فيتو على اي مرشح. وهذا اراح ابو فاعور كثيرا في ظل التحول في موقف رئيس الحزب «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، الذي سبق واعلن عدم ممانعته لدعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وهو امر لم يثير اي رد فعل سلبي في المملكة ، التي اشارت الى ذلك مواربة بالقول انها لا تضع «فيتو» على اي مرشح؟!

اضراب الموظفين نحو الحلحلة؟!

 

في غضون ذلك، التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وفد من «تجمع موظفي الادارة العامة»، وبعد اللقاء قال المتحدث باسم الوفد حسن وهبي «عرضنا خلال الاجتماع مع دولة الرئيس كافة مطالبنا التي كنا وُعدنا بها، لا سيما البدل عن شهري ايلول وتشرين الاول الماضي، وكان متجاوبا معنا، ومن المتوقع ان يتم اقرار هذه المطالب في اول جلسة لمجلس الوزراء، ونحن سنستمر في الاضراب الذي ننفذه لحين تنفيذ مطالبنا». تجدر الاشارة الى أن هناك ثلاثة مشاريع تدرس في ما يخص موضوع الزيادات ويعمل على البت بها.

************************

افتتاحية صحيفة الشرق

بلينكن وهوكشتاين «يحاولان » لجم إسرائيل والمجازر مستمرّة  

 

ازاء انسداد الافق السياسي داخليا، تحوّلت الجهود الدولية في اتجاه جبهة الجنوب لإطفاء نارها ومنع تمدد فتيلها الى الداخل بما يتيح للسكان العودة الى منازلهم او ما تبقى منها. وللغاية يصل الى بيروت غدا، وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، للحث على تطبيق القرار 1701 ومنع تمدد الحرب الاسرائيلية. وافادت مصادر ديبلوماسية “المركزية” ان سيجورنيه الذي يزور بيروت للمرة الاولى بصفته رأس الديبلوماسية الفرنسية بعد زيارات لكل من مصر والاردن واسرائيل ورام الله ،يحمل الى لبنان تحذيرا اخيرا بوجوب وقف عمليات الاشغال التي يقوم بها ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه في الجنوب لان خطرها بلغ نقطة الذروة.

 

الوقت ينفد

 

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، أن الوقت ينفد لإيجاد حل ديبلوماسي جنوب لبنان. وقال “إذا لم يتم التوصل لحل سياسي فسيكون هناك تحرك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان”.

ليس بعيدا، واصل الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين اتصالاته في اسرائيل، لاقناعها بعدم الذهاب نحو اي خيار عسكري في ما خص الحدود الشمالية مع لبنان. الا ان التصعيد أمس استمر في هذه المنطقة.

 

لا حوار

 

رئاسيا، وغداة تمسك رئيس المجلس نبيه بري بالحوار كشرط للدعوة الى اي جلسة انتخاب، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “لا حوار على أي شيء من دون تطبيق الدستور، لا سيما أن الأعراف التي تم القبول بها سابقا أفضت الى تدمير الدستور”، وشدد في حديث الى اذاعة “لبنان الحر” على أن “من المستحيل الخروج عن الخط الدستوري شبرا لأن أي شيء خارج الدستور سيخلق عرفا جديدا”، وقال: “هناك نية اليوم لتحوير الدستور والقيام بطاولة حوار حول كل الأمور الخلافية في البلد”، لافتا إلى أن “الحوار هو عملية شكلية فقط لتثبيت كلمة (إنو نحنا قادرين نجيب ناس حول الطاولة)”.

وامس، تابع الرئيس بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية خلال إستقباله النائب فؤاد مخزومي .

على صعيد آخر وقع الرئيس بري مشروع قانون موازنة عام 2024 وأحاله الى مقام رئاسة مجلس الوزراء.

 

البنك الدولي

 

ماليا ايضا، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات في السراي، إستهلها باجتماع مع المدير الاقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه وعرض معه مشاريع البنك الدولي في لبنان للعام الحالي، لا سيما في قطاعي الطاقة والمياه. كذلك، تطرق البحث الى موضوع التقرير السنوي لبرامج البنك الدولي الخاصة بلبنان.

واستقبل رئيس الحكومة وفداً من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير.

مقتل جنود إسرائيليين والاحتلال يرتكب 13 مجزرة جديدة

المعارك محتدمة بخان يونس والاحتلال يتحدث عن مقاومة شرسة في شمال غزة

في اليوم الـ122 للحرب، أعلنت المقاومة الفلسطينية قتل جنود إسرائيليين واستهداف دبابات، في وقت يخوض فيه مقاتلوها اشتباكات مع قوات الاحتلال في محاور عدة بمدينتي خان يونس وغزة.

 

وبالتوازي أوقع القصف الإسرائيلي المتواصل على وسط وجنوب القطاع عشرات الشهداء في الساعات الماضية، وأكدت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 13 مجزرة بغزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في حين يخيم شبح الاجتياح الإسرائيلي على مدينة رفح المكتظة بالنازحين.

 

وتواصلت المعارك المحتدمة بأكثر من محور في قطاع غزة بين فصائل المقاومة وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حين انطلقت صفارات الإنذار في شمال قطاع غزة ومناطق أخرى في الغلاف.

 

وأفيد بوقوع اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة في جنوب مدينة غزة وأخرى في مناطق متفرقة من مدينة خان يونس، كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن استئناف المقاومة القتال شمالي غزة.

 

و اعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (ح.م.ا.س)- استيلاءها على طائرة استطلاع إسرائيلية كانت في مهمة استخباراتيه غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

وفي حصيلة لعمليات كتائب القسام خلال الأيام الماضية، قال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة إن مقاتلي القسام، أجهزوا، في 17 مهمة عسكرية مختلفة على 15 جنديا إسرائيليا من نقطة الصفر، كما قاموا بقنص ضابط وجندي، وأعلن إيقاع عشرات الجنود بين قتيل وجريح.

 

من جهتها، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– استهداف جنود إسرائيليين بقذائف من نوع “برق” وقصف تمركز لجنود وآليات إسرائيلية بقذائف هاون في محور التقدم جنوب غرب خان يونس.

 

وقالت إنها قصفت أيضا تمركزا لجنود وآليات الاحتلال في المنطقة بقذائف هاون، وكانت السرايا قد بثت صورا لرشقات صاروخية استهدفت بها المواقع والحشود العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي شرق المحافظة الوسطى.

 

في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته تخوض قتالا واسعا خلال الأيام الأخيرة في خان يونس الذي وصفها بأنه أحد معاقل حركة ح.م.ا.س.

 

وأضاف جيش الاحتلال أن لواء المظليين نفذ عمليات ضد مسلحين فلسطينيين في حي الأمل بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وبث جيش الاحتلال صورا قال إنها لعملية استهداف جوي لمسلحين في الحي.

 

في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية وإعلامية وسياسية إسرائيلية إن التقارير تزايدت في الأيام الأخيرة بشأن تجدد القتال في مدينة غزة والمناطق الشمالية للقطاع.

 

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن هذه المصادر أن ذلك مؤشر إلى أن حركة ح.م.ا.س وباقي الفصائل الفلسطينية المقاومة قد جددت قدرتها على التحرك في هذه المناطق وخوض القتال.

 

ونقلت “هآرتس” عن مواطنين في غزة أن أشخاصا بلباس مدني ومسلحين ببنادق “آر بي جي” يهاجمون الجيش، ويطلقون عليه النيران.

 

وأضافت أن ح.م.ا.س تحاول تصعيد القتال في هذه المناطق التي تدعي إسرائيل أنها أحكمت سيطرتها عليها، وذلك بهدف إظهار حركة ح.م.ا.س قدرتها التنظيمية والعملياتية، ومن أجل تخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي على جنوبي القطاع.

 

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في مستوطنة ياد مردخاي من دون ورود تقارير عن إصابات بشرية أو مادية، ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي حول أسباب انطلاق صافرات الإنذار.

 

ونشرت القناة الإسرائيلية مقطعا مصورا قالت إنه لأجزاء صاروخ أطلق من غزة بالقرب من مستوطنة “ياد مردخاي” شمالي غلاف غزة، وأفادت القناة بأن الصاروخ لم يسبب أي أضرار بشرية أو مادية.

**************************

افتتاحية صحيفة البناء:

بلينكن في جدة: التطبيع جائزة لوقف الحرب… وليس مقابل الدولة الفلسطينية
المقاومة تهاجم القاعدة الأميركية في حقل العمر… و6 قتلى من الجماعات الكردية
باريس وواشنطن في مساع للتهدئة وشائعات إسرائيلية عن تقدم نفاها حزب الله

أجرى وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن محادثات مكثفة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قالت المصادر الأميركية الإعلامية المواكبة للزيارة إنها تركزت على تشجيع الرياض على المساهمة في سلة يمكن أن تخرج المنطقة من مخاطر التصعيد. وتقوم الصيغة التي يحملها وزير الخارجية الأميركية لولي العهد السعودي على التخلي عن شرط ربط التطبيع السعودي الإسرائيلي بقيام الدولة الفلسطينية وفقاً لنص المبادرة العربية للسلام، التي اقترحتها السعودية، بربط التطبيع مع “اسرائيل” بقبول “اسرائيل” لوقف الحرب، مقابل تعهد أميركي بالسير في سلسلة خطوات لاحقة لوقف الحرب تنتهي بقيام الدولة الفلسطينية. وقالت المصادر إن الموقف السعودي القائم على عدم رفض التطبيع، ربط السير بخطوات عملية سياسية ودبلوماسية تطبيعية بمعادلة خطوة مقابل خطوة، واعتبار التعهد بالتطبيع عند قيام الدولة الفلسطينية أمراً يمكن قبوله مقابل إعلان إسرائيلي بوقف الحرب والقبول بقيام دولة فلسطينية من حيث المبدأ. وهو ما لا يعتقد الوزير الأميركي أنه ثمن كافٍ لإنزال القيادة الإسرائيلية عن شجرة التصعيد، مبدياً عدم الارتياح للمواقف السعودية المشابهة لرفض المشاركة في حلف البحر الأحمر والتمسك باعتبار ما يفعله أنصار الله اليمنيون مرتبطاً بما يجري في غزة.

في سورية والعراق واصلت المقاومة عملياتها باستهداف القواعد الأميركية، وكان أبرزها استهداف القاعدة العسكرية الأميركية في حقل العمر النفطي. وفي وقت لاحق نقلت الوكالات العالميّة أخبار سقوط ستة قتلى من جماعات قسد الكردية، التي أناط بها الأميركيون مهمة الحراسات الظاهرة للقواعد الأميركية، كي يتسنّى للجنود الأميركيين الاحتماء داخل التحصينات المعدة لتفادي الهجمات. وقالت مصادر في شرق الفرات إن “قسد” حوّلت مقاتليها إلى أكباش فداء نيابة عن الجنود الأميركيين وحولت الأكراد في المنطقة الى دروع بشرية لقوات الاحتلال الأميركي.

على جبهة الحدود اللبنانية، تواصل المقاومة عملياتها، ويواصل جيش الاحتلال استهداف القرى والبلدات الجنوبية. وسجل في هذا المجال ارتقاء ثلاثة شهداء من مقاتلي حركة أمل، بينما يصل الى بيروت وزير الخارجية الفرنسي قادماً من تل أبيب حيث يواصل المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين اتصالاته، والعنوان المشترك هو البحث بمقترحات للتهدئة على الحدود اللبنانية الجنوبية، روّجت مصادر إسرائيلية لتحقيقها تقدماً نحو الوصول الى تفاهم، وهو ما نفاه حزب الله جملة وتفصيلاً معيداً التأكيد على موقفه المبدئي، بأن لا شيء قابل للبحث قبل وقف العدوان على غزة.

وشهدت الجبهة الجنوبية مزيداً من السخونة والتهديدات الإسرائيلية بتوسيع العدوان على لبنان، عشية وصول وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى لبنان آتياً من الأراضي المحتلة، وذلك للحث على تطبيق القرار 1701 ومنع تمدّد الحرب الاسرائيلية.

وأشارت مصادر “البناء” الى أن “زيارة الوزير الفرنسي تندرج في إطار الدور والحراك الدبلوماسي الفرنسي على خط بيروت “تل أبيب” لاحتواء التصعيد بين حزب الله و”إسرائيل” ومنع تدحرج العمليات العسكرية المتبادلة على الحدود الى حرب كبيرة لا يمكن حينها إيقافها”. ولفتت المصادر الى أن “وزير الخارجية الفرنسي أجرى محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين وسيتحدّث مع المسؤولين اللبنانيين ويحمل رسالة تحذيرية للطرفين من مغبة الانخراط في حرب ستكون مدمرة ولن يخرج فيها رابح، بل جميع الأطراف خاسرة”، كما سيبحث سيجورنيه “الآليات المتاحة لتطبيق القرار 1701 لجهة تعزيز قوات اليونفيل وتفعيل دورها وكذلك دور الجيش اللبناني”. ووفق المصادر فإن الوزير الفرنسي يحمل رسالة من “إسرائيل” إلى لبنان تتضمن مقترحات لحل ملف الحدود ودفع الحكومة اللبنانية الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطبيق القرار 1701 ووقف العمليات العسكرية التي يقوم بها حزب الله ضد “إسرائيل”، وذلك مقابل تجميد أن وقف “إسرائيل” لأي عمل عسكري واسع النطاق في الجنوب لضمان أمن مناطق الشمال المحاذية للحدود مع جنوب لبنان.

وأشار المتحدث باسم حكومة الاحتلال ايلون ليفي، الى أننا “أطلعنا المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين على انتهاكات حزب الله عند حدودنا الشمالية”، مؤكداً أن “صفقة إطلاق الرهائن لن تتم عبر دفع أثمان أخرى”.

بدوره، أكد وزير الخارجية في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس، أن الوقت ينفد لإيجاد حل دبلوماسي في جنوب لبنان. وقال “إذا لم يتم التوصل لحل سياسي فسيكون هناك تحرّك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان”.

وواصل الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين اتصالاته في “اسرائيل”، لإقناعها بعدم الذهاب نحو اي خيار عسكري في ما خصّ الحدود الشمالية مع لبنان.

وأكدت جهات سياسية مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” أن حزب الله لن يوقف الجبهة الجنوبية بل سيستمر بعملياته ضد شمال فلسطين إلا بعد توقف العدوان على غزة، وهذا ما أبلغه الحزب لكل ما راجعه وسأله من الوسطاء والرسل، وأن أي محاولة من قبل الموفدين والمبعوثين الدوليين لتحقيق مكاسب لكيان الاحتلال بالطرق الدبلوماسية عجز عن تحقيقها بالحرب في الميدان هي محاولة فاشلة ولن تنجح. وعلى هؤلاء الموفدين أن يضغطوا على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها على غزة وعلى لبنان لكي يعود الوضع الى ما كان عليه قبل 7 تشرين الأول، وأي كلام آخر يعني الاستمرار في المكابرة وتمديد أمد حرب الاستنزاف لجيش الاحتلال ووضع المنطقة برمّتها على شفير الحرب الكبيرة. وحذرت الجهات من أن أي توسيع للعدوان الإسرائيلي على لبنان سيلقى الرد المناسب الذي سيلحق أضراراً كبيرة في كيان الاحتلال تفوق بأضعاف ما تكبده في حرب غزة.

وفي سياق ذلك، أكّد رئيس الهيئة الشرعية لحزب الله الشيخ محمد يزبك أن “المقاومة انطلقت من تكليفها لمواجهة هذا العدو الغادر، وهي لم تستخدم إلا بعضًا ممّا تقتضيه المعركة، ولكن إذا ما اتسعت الحرب فهناك شأن آخر”. وقال سماحته إنّ “عملية طوفان الأقصى قلبت المعادلة وأرست معادلة جديدة، وبالتالي أفرزت بين من يريد الكرامة والعزة والحرية لأمته وشعبه، وبين من يعيش في الذل والهوان”، مضيفًا: “بعد أربعة أشهر، لم يستطع العدو الصهيوني أن يحقق أيًا من أهدافه، بالرغم من دعم أميركا والغرب وتواطئهم مع بعض الدول العربية والإسلامية”.

ورأى يزبك أن “غارات أميركا وحلفائها التي تُشن على اليمن والعراق وسورية دلالة على التخبط الأميركي، ويتنافى مع ما تدعيه بأنها لا تريد توسعة الحرب، أليس هذا توسعة الحرب؟”، مشددًا على أن: “هذه الغارات تعطي المقاومة قوةَ وزخمًا في المواجهة، ونحن اليوم في هذا المحور نزداد قوةً وتعاظمًا يوماً بعد آخر”.

بدوره شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض خلال تشييع حزب الله وجمهور المقاومة في بلدة الطيبة الجنوبية الشهيدين على طريق القدس عباس علي مبارك ومحمد جودات يحيى، وذلك بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام منزلي الشهيدين، شارك فيها عضوا كتلة الوفاء للمقاومة أن “العدو الإسرائيلي الذي يُكثر من تهديداته في هذه الأيام ومن سيناريوهاته الواهمة، إنما هو في هذه الأيام ذئب جريح عاجز عن التمييز بين الخطوات المحسوبة وبين الجنون المتهور، وبالتالي، لا فرق في حسابات المقاومة واستعداداتها لمواجهته، سواء كانت هذه التهديدات تهويلًا أو تعبيرًا عن نيات مبيّتة”.

وأكد النائب فياض “أننا على مدى كل تاريخنا، كنا نأخذ التهديدات الإسرائيلية بكل جدية، وفي هذه الأيام نأخذها بأعلى درجات الجدية، ومهما تنوعت خيارات العدو وسيناريوهاته، فإن للمقاومة سيناريو واحداً، هو المقاومة والدفاع عن هذه الأرض ومواجهة كل عدوان واستهداف يطال هذا الوطن وأهلنا وأرضنا وسيادتنا”.

وكانت المقاومة واصلت عملياتها وأعلنت استهداف “موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة”. ونعى حزب الله الشهيد سلمان محمد حسن فقيه من بلدة عيترون والشهيد عباس أحمد الخرسا من بلدة الطيري في جنوب لبنان والشهيد عباس خضر ناصر من بلدة يارون في الجنوب.

كما نعت حركة أمل” في بيان حسن سكيكي وجعفر اسكندر وحسين عزّام الذين “استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم الوطنيّ”.

في المقابل استمرّ العدو الاسرائيلي بعدوانه على القرى الجنوبية، واستهدف أطراف مركبا قضاء مرجعيون ووادي حامول واللبونة والناقورة. وتعرضت منطقة وادي حسن وأطراف بلدة مجدل زون لقصف مدفعي. وأغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على أطراف بلدة مروحين. كما أشارت القناة 12 الإسرائيلية الى “أن 8 صواريخ أطلقت من لبنان في اتجاه الجليل الأعلى والجيش الإسرائيلي ردّ بقصف مدفعي”.

وأشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، خلال ندوة نظمها التيار حول “وثيقة الأخوة الإنسانية بين النظرية والتطبيق”، الى “أننا نريد سلاماً يوقف جريمة الإبادة في فلسطين ويعاقب المرتكب ويعيد الحق لشعب ظلمته عقيدة استعمارية غريبة عن ثقافتنا، جعلت جماعات لا رابط بينها سوى مشروع مركّب على الدين تحتل أرضاً وتطرد شعبها وترفض السلام معه”، معتبراً أن “لا سبيل الى السلام مع من يغتصب الحقوق ولا سبيل الى السلام مع من يقتل شعباً ويهجّره ويحرمه من أرضه ومن دولته”.

وسأل باسيل :”كيف السبيل الى السلام مع من يعتبر نفسه فوق القانون الدولي وفوق المحاسبة. انّ الزمن تبدّل فليتنبّه أصحاب هذا الفكر التسلّطي التدميري في “إسرائيل” قبل فوات الاوان”.

وشدد باسيل على ان “السلام الحقيقي هو حالة داخلية يعيشها المعني به وهو فعل اقتناع عميق داخله، أساسه صدق الافكار في الحوار لاكتشاف الآخر وفهمه وبناء الثقة معه، لأن الانسان عدو لمن وما يجهل”، متسائلاً: “أليس مثل هذا السلام ما ينقص شرقنا الغارق في حروب ومظالم لا تنتهي؟ لن يُبنى السلام في منطقتنا من دون حوار ركيزته الاعتراف المتبادل بالوجود وبالحقوق وبإسقاط كل فكر إلغائي للآخر وفي طليعته الصهيونية والداعشية، عقيدةً وممارسةً”.

ولم يسجل الملف الرئاسي أي جديد، بانتظار الخطوة المقبلة من اللجنة الخماسية من أجل لبنان، وغداة تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري التي حملت معطيات جديدة لا سيما ما نقله عن السفراء خلال لقائه بهم، بأن لا فيتو على أي مرشح بمن فيهم الوزير السابق سليمان فرنجية، وتوجيه رسالة الى كتلتي “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية” لتلبية دعوته للتشاور قبل عقد جلسات، قطع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الطريق على الحوار والتشاور، بقوله إننا “مع الحوار في كلّ لحظة ولكن لا نتيجة له لأنّ الثنائي متمسّك برئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة”، لافتاً الى أنه “إذا اللجنة الخماسيّة تريد فرنجيّة فلتنتخبه ومعظم الدول المهتمّة بلبنان تريد قائد الجيش رئيساً”.

واعتبر جعجع، في حديث تلفزيوني أن “رئيس مجلس النواب نبيه برّي نسف طرح السفراء بخيار رئاسي ثالث والدعوة إلى جلسة انتخاب وهم يئسوا بعدما سمعوه”.

على صعيد آخر وقع الرئيس بري مشروع قانون موازنة عام 2024 وأحاله الى مقام رئاسة مجلس الوزراء.

من جهته، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفداً من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير.

وأكد مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية نقولا نحاس أن ميقاتي سيطرح على مجلس الوزراء الخميس المقبل سلّةً متكاملة للانتظام المالي الجديد بناءً على دراسة توصّلت اليها اللجنة التي شكّلها ميقاتي آخذاً رأي المصرف المركزي.

ليس بعيداً، غادر حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري إلى المملكة العربية السعودية أمس للمشاركة في مؤتمر مالي وعقد لقاءات رسمية، بدعوة من المصرف المركزي السعودي.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram