افتتاحية صحيفة النهار
شباط موعد إعلان “الخماسية” موقفاً رئاسياً موحداً
مع ان الحركة اللافتة “الواعدة” لسفراء مجموعة الدول الخماسية المعنية بأزمة الاستحقاق الرئاسي في #لبنان، بدلت الكثير من أولويات المشهد الداخلي وسحبت الوهج حتى عن التطورات الميدانية في الجنوب، فان ذلك لم يحجب “عودة” الاحتدام الى قضية انفجار مرفأ #بيروت التي يبقى “الحصار” المفروض على التحقيق العدلي فيها يتصدر الفضائح الأشد قتامة في تاريخ لبنان. هذه القضية المعتملة بتطوراتها الأمنية والقضائية والإنسانية منذ #انفجار 4 آب 2020 تبدو على مشارف تحركات جديدة بارزة بسبب إجراءات قانونية حديثة كان من شأنها ان اعادت نفخ الريح بقوة على جمر استفزاز أهالي ضحايا تفجير المرفأ، وكأن التجميد القسري المريب والتأمري للتحقيق العدلي وتعليق عمل المحقق العدلي ومحاصرته ومطاردته قضائيا لم يكف المتورطين في هذا المخطط. وصولا الى الاجراء الاحدث بتوقيف مذكرة توقيف غيابية صادرة بحق وزير سابق، عادت القضية الى التوهج مع تحرك أهالي الضحايا ووكلائهم قانونيا وشعبيا، الامر الذي ظهرت حياله ظاهرة مؤسفة وذات دلالات سلبية جديدة تمثلت في مسارعة #مجلس القضاء الأعلى الى “الانتفاض” في وجه الأهالي ملوحا بالإجراءات القانونية فيما انتظر اللبنانيون طويلا في المراحل السابقة ما يتجاوز الانتفاضة من المجلس لاعادة تصويب مسار التحقيق العدلي وفك أسره ومنع التدخلات السياسية الوقحة والسافرة من العبث باخطر القضايا التي عرفها لبنان بعد الحرب.
اذ ان أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت نفذوا إعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت احتجاجاً على قرار المحامي العام التمييزي القاضي صبوح سليمان بوقف تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة بحق وزير الأشغال العامة والنقل السابق يوسف فنيانوس، التي أصدرها القاضي طارق البيطار في 16 أيلول العام 2021، بعد تغيب المستدعى عن جلسة استجوابه ورفضه المثول أمام البيطار. وتقدّم وكلاء الدّفاع عن أهالي الضحايا بطلب أمام محكمة التمييز لرد المحامي التمييزي القاضي صبوح سليمان لإصداره قراراً بوقف تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس في ملف المرفأ، معتبرين أنّ هذه الصلاحية تعود إلى المحقق العدلي طارق البيطار في هذا الملف. ورافق ذلك اعتصام للأهالي امام قصر العدل اطلق بعضهم خلاله مواقف محذرة من تفريغ الملف من الموقوفين وعده نوعا من الوقاحة، مؤكداً أن هذا الضغط لإخفاء الحقيقة لن ينفع ، كما ركز بعض اخر على أن الدولة تستخف بالأهالي وبالقضية وأن هذا ما سيدفهعم أكثر وأكثر نحو التصعيد.
التعبير عن هذه “الغضبة” لم ترق مجلس القضاء الأعلى الذي سارع الى اصدار بيان علق فيه على ما اعتبره “تعرضا لبعض القضاة، والتشهير بهم” وذلك بعدما شهر الاعلامي رياض طوق وثيقة عن تحويلات مالية الى خارج لبنان قام بها القاضي سليمان بعد انتفاضة 17 تشرين الاول 2019. وإذ شجب “هذه الممارسات التي ستعرض أصحابها ومرتكبيها للملاحقات القانونية”، أهاب بالجميع “ممارسة حرية التعبير ضمن الضوابط الدستورية والقانونية الواجبة التطبيق، من دون أي تجاوز يوجِب المساءلة، وذلك حفاظا على هيبة القضاء”.
تحركات السفراء
اما في المشهد السياسي والديبلوماسي فبرزت عودة متجددة لتوافد موفدين غربيين الى بيروت بموازاة الاستعدادات لتحرك سفراء المجموعة الخماسية ولو ان مهمة هؤلاء الموفدين تمتزج فيها الازمة الرئاسية مع الواقع الميداني الخطير في #جنوب لبنان، وإذ يزور بيروت منذ امس وزير خارجية اسبانيا مانويل الباريس الذي دعا الى مؤتمر دولي للسلام، علم ان نظيره الايطالي سيصل بدوره بعد أيام وبعده وزير الخارجية البريطاني. كما استمر تحرك بعض السفراء في بيروت اذ التقى رئيس مجلس النواب #نبيه بري السفير السعودي وليد بخاري ومن ثم السفير المصري علاء موسى وعلم انهما وضعا بري في ما سيقدم اعضاء المجموعة الخماسية على فعله حيال مساعدة اللبنانيين في انتخاب رئيس الجمهورية. وفهم انه من خلاصات جلستي السفيرين انه تم البحث في النقاط الاتية:
– لا صحة لوجود مشكلة بين اعضاء الخماسية بل يسعى كل الاعضاء الى هدف واحد وهو التوصل لانتخاب رئيس للجمهورية. وستتابع المجموعة عقد مشاوراتها في الايام المقبلة بغية تحديد موعد اجتماع شامل لمكوناتها سيكون في شباط المقبل مع ترجيح التئامه في شباط المقبل .ولم يتحدد بعد مستوى الممثلين للمجموعة او مكان الاجتماع في باريس او الرياض او القاهرة.
– بعد هذا الاجتماع الموسع للمجموعة سيحضر الموفد الفرنسي جان – ايف #لودريان الى بيروت لينقل الى المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية وكل النواب خلاصة ما توصلت اليه المجموعة حيال المواصفات المطلوبة والتي يجب ان تتوفر في شخص الرئيس المقبل ليتمكن من ادارة الدولة وتشكيل حكومة تنقذ البلد من الوضع الراهن غير المطمئن.
– لم يدخل السفيران بخاري وموسى في اي من الاسماء المطروحة وغير المطروحة. ولم يبد اي منهما طرح الدخول في خيار اسم ثالث او استبعاد اي مرشح.
وركز رئيس المجلس على ضرورة حصول حوار بين الكتل النيابية وان على “الخماسية” ان تتفهم ضرورة هذه المسألة.
تداعيات الجنوب
الى ذلك افادت معلومات بأن وفدا من ” ح.ز.ب. ا.ل.ل.ه” ضم مسؤول ملف العلاقة مع المراجع المسيحية محمد سعيد الخنسا ومصطفى الحج علي اجتمع مع مدير الإعلام في بكركي وليد غياض في منزل النائب فريد هيكل الخازن وشرح الوفد ما يحصل في الجنوب”والظروف في مواجهة #إسرائيل والمعركة لحماية الجنوب في مواجهة كل النوايا الاسرائيلية التي يعبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه لبنان”.
في المقابل رد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل امس بعنف على الحملة التخوينية والتهديدية التي طاولته من “الحزب” وإعلامه وانصاره وقال ان “الرسالة وصلت ولن نغيّر شيئًا لا في مواقفنا ولا في مبادئنا ولا في الدفاع عن بلدنا فنحن نرفض أن يقرر أي كان عنا مستقبلنا ونرفض أن يجر لبنان وغيره إلى الدمار وأن يدخل لبنان في هذه الحرب”.واكد “أننا نرفض ان يكون الحزب هو من يقرّر عن كل اللبنانيين مستقبلهم ودمار بلدهم”. واعتبر ان “الهدف الحقيقي للحرب وجبهة المساندة أن تفرض إيران نفسها كالمُحاور الأساسي في الشرق الأوسط وحمايتها والمنظومة وكي يبيعوا الشعب العربي مواقف والحزب يقرّر عنّا جميعًا ما يحصل في الجنوب ما يعني أنه لم يربط لبنان فقط به إنما ربطنا بح.م.ا.س ومستقبل اللبنانيين بات مرتبطًا بح.م.ا.س، أي أننا يجب أن ننتظر ما سيحصل بين ح.م.ا.س وإسرائيل كي نعلم مصيرنا وهذا انتهاك مباشر بحقنا كلبنانيين بتقرير مصيرنا ومستقبلنا”.وحذر من أن “البلد قد يجرّ إلى حرب كبيرة وهذا لن يكون مقبولا لا اليوم ولا بعد ألف سنة”.
الحاكمية والجمعية
في سياق اخر وعشية جلسات مجلس النواب لمناقشة الموازنة وإقرارها، افادت معلومات “النهار” ان الاجتماع الذي عقده حاكم #مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري مع جمعية المصارف بحث فيه موضوع التعميم ١٥١، بشأن اعطاء ١٥٠ دولار شهرياً للمودعين. وقالت مصادر مطّلعة ان مصارف عدة توافقت مع منصوري على اهمية الخطوة، لكن عدداً منها يعتبر انه عاجز عن تنفيذ التعميم.
وبحسب المعلومات أنّ منصوري يصرّ على اصدار التعميم المُشار اليه، لكن صدوره سيكون بعد اقرار الموازنة في المجلس النيابي، وهو تعميم سيكون ملزماً للمصارف بموجب قانون النقد والتسليف.
من جهة ثانية، يرصد المعنيون ما سيقرره المجلس النيابي بشأن سعر دولار السحب، الذي يرفض منصوري تحديده، انطلاقاً من انه بمثابة “هيركات” على الودائع، وهو يحتاج الى قانون نيابي.
فهل يصدر قرار التحديد في جلسة الموازنة المقررة اليوم؟
يسعى نواب الى رمي كرة تحديد السعر في ملعب المركزي، تهرباً من المسؤولية، لكن الحاكم بالإنابة الذي كان ناشد النواب منذ استلامه اقرار سلة اصلاحات مالية لن يخالف القانون بإصداره اي تعميم لتحديد سعر دولار السحب، وهو ما تبلغته الحكومة والكتل النيابية منه.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“الخُماسية” متفائلة رئاسيّاً ومتفاهمة “على قلب واحد”
باسيل “يُمَسرِح” الموازنة: “إجر بالجلسة وإجر بالمقاطعة”!
فيما «البورصة الرئاسية» رهن «الدوزنة الخماسية» العازفة على أوتار داخليّة وخارجية غير متناغمة رغم ارتفاع منسوب التفاؤل، يفرض تشريع الضرورة للموازنة الذي يسلك طريقه البرلماني، تعاكساً داخل تكتلّ «لبنان القوي». إذ أفادت معلومات «نداء الوطن»، أنّ النائب جبران باسيل قد يستنبط على طريقة غريمه الرئيس نبيه برّي «أرنباً» يُخرجه و«لا يُحرجه»، حيث سيربط مشاركته خلال كلمته في الجلسة باعتماد «فتواه» لجهة تقديم اقتراح قانون معجّل مكرّر يتبنّى مشروع الموازنة، وهو ما يرفضه رئيس المجلس باعتباره «هرطقة دستورية». ورجّحت المصادر أن يغادر باسيل هو وبعض نوّابه بعد أن يلقي كلمته السياسية، فيما يلتحق الآخرون بموازنة 2024.
إذا، تنعقد الهيئة العامة لمجلس النواب اليوم وغداً، بعدما عدّلت لجنة المال والموازنة المشروع الحكومي جذرياً. وتناولت التعديلات 87 مادة من أصل 133، فألغت 46 وعدّلت 73، وأقرت 14 مادة كما وردت في المشروع، أي أنّ التعديل والإلغاء شملا 90% من المشروع الذي قدّمته وزارة المالية التي لم تعترض علناً على التعديلات كأن الأمر لا يعنيها. ما يعني أنّ المعركة المزعومة حول الموازنة وهمية، كما أكدت مصادر معنية. ويتوقع حضور نيابي لافت لإقرارها، كما رحبت الهيئات الاقتصادية، ولا سيما التجار، بالتعديلات، لأنّها تتضمّن إعفاءات ضريبية، وتخفيف من حدّة الرسوم والضرائب التي كانت تضاعفت لمجاراة هبوط سعر صرف الليرة مقابل الدولار. ويذكر أنّ معظم النفقات في الموازنة استهلاكية جارية، ويكاد لا يذكر الشق المتعلق بالإنفاق الاستثماري. كما أنّ المشروع بتعديلاته كرّس مبدأ أن معظم الجباية تأتي من العموم، خصوصاً الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة والرسوم العقارية، مقابل القليل جداً من ضرائب الدخل والأرباح ورؤوس الأموال.
وبالعودة إلى الملف الرئاسي الذي لم ينل حظوة «الإنتخاب الضروري» وفق أحكام الدستور، تنشط حركة ديبلوماسية لافتة إلى جانب سفراء «الخماسية» مع وصول وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس أمس إلى لبنان في زيارة رسمية، بدأها بالسراي الحكومي، يليه اليوم نائب رئيسة الوزراء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني. وفي ختام المحادثات، تحدّث الوزير الإسباني، حيث قال: «سأقوم بجولة مكثفة هنا في لبنان بدأت بالإجتماع برئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي أتوجه اليه بالشكر. تحدثنا عن الوضع الاقليمي والمحلي». ولفت إلى أنّ «لبنان في صلب مناقشاتنا، وسأزور المنطقة وتهمنا آراء كل هذه الدول».
وفي السياق الديبلوماسي، أشارت مصادر مطّلعة لـ»نداء الوطن» إلى أنّ نشاط السفراء خلال الساعات الأخيرة، يرمي إلى التأكيد على عدم وجود خلافات داخل «الخماسية». وفيما لم يرصد المتابعون لهذه الحركة أي مؤشرات جديدة قد يبنى عليها إستناداً إلى تمترس مواقف القوى اللبنانية، يأمل أعضاء في اللجنة انتخاب رئيس خلال الشهرين المقبلين. هذا التفاؤل، وفق أوساط ديبلوماسية في «الخماسية»، مردّه إلى اهتمام لافت لأحد أعضائها الفاعلين المعنيين تاريخياً بلبنان، وهو الجانب السعودي. والأرجح أنّ التطورات الدراماتيكية والخطيرة في المنطقة، جرّاء الحرب الإسرائيلية على غزّة سبب رئيسي لعودة الرياض إلى إبداء هذا الاهتمام بإنهاء الشغور الرئاسي. هذه الجرعة الإيجابية، عزّزها موقف السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الذي أكّد عقب زيارته عين التينة أنّ موقف «الخماسية» على «قلب رجل واحد»، وأنّ «لقاء السفراء تمّ تأجيله إلى الفترة المقبلة، وذلك في إطار إجتماعات أخرى لسفراء «الخماسية» مع مختلف القوى السياسية من أجل ترتيب المواعيد».
أما على مستوى الإهتمام الدولي باستقرار لبنان عند حدوده الجنوبية، فأعلن وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو، من إسرائيل، أنّ بلاده تسعى لتجنّب التصعيد عند الحدود بين إسرائيل ولبنان، وقال لـ»وكالة فرانس برس»: عندما نسبر العقول، نجد أن لا أحد، لا في تل أبيب ولا في القدس ولا في بيروت، يريد الحرب». وأضاف أنّ «التحدي الحقيقي بالنسبة لنا هو ضمان عدم حصول التصعيد الذي قد يبدو حتمياً». وشدّد على أنّ الأولوية بالنسبة إليه تكمن في تحديد كيفية «العودة مجدداً لتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن».
وعلى هامش إعلان البيت الأبيض «مناقشات جدية» جديدة لإطلاق رهائن لدى «ح.م.ا.س» والتوصّل إلى هدنة إنسانية، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أنّه «حتى الآن، لم نرَ انضمام «الحزب» فعليّاً لمساعدة «ح.م.ا.س» بما يمكن القول إنّه توسيع للمعركة».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الحزب» يرد على «الاغتيالات» بقصف قاعدة ميرون الإسرائيلية
أعلن «الحزب» اللبناني، اليوم (الثلاثاء)، «استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق للمرة الثانية، وذلك رداً على الاغتيالات الأخيرة في لبنان وسوريا والاعتداءات المتكررة على المدنيين والمنازل في قرانا الصامدة». وأشار في بيان إلى أنه قصف القاعدة «بعدد كبير من الصواريخ المناسبة وحقق فيها إصابات مباشرة».
وأضاف الحزب أنه استهدف أيضاً تجمعاً للجنود الإسرائيليين في تلة كوبرا بالأسلحة الصاروخية، وحقق إصابات مباشرة فيه.
وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم، أن 15 صاروخاً أطلقت على بلدات إسرائيلية بالقرب من الحدود مع لبنان. وأضافت الصحيفة، التي أوردت النبأ نقلاً عن «القناة 12» الإسرائيلية، أنه لم ترد تفاصيل عن وقوع إصابات. وكانت الصحيفة ذكرت أن صفارات الإنذار دوت للمرة الثالثة خلال ساعة واحدة، في بلدات كفار هوشن (صفصوفا) وزيفون وساسا وشيفر بالقرب من الحدود مع لبنان.
إلى ذلك، قصفت مسيرة إسرائيلية حاوية شحن في جنوب لبنان بصاروخين، اليوم، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية.
وقالت الوكالة إن مسيرة إسرائيلية «أغارت صباح اليوم، بصاروخين، على حاوية شحن بأرض زراعية في الوزاني»، وأضافت أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت الأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل (طوفا).
ولفتت الوكالة إلى أن «الطيران الحربي الإسرائيلي شن ليلاً 3 غارات على بلدة بليدا، مستهدفاً 3 منازل».
وصباح السبت الماضي، شنت إسرائيل ضربات على سوريا قتلت قياديين بـ«الحرس الثوري الإيراني»، ثم شنّ الطيران الإسرائيلي ضربات على جنوب لبنان بطائرة مسيرة استهدفت سيارة على طريق بلدة البازورية ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص.
وهذه المرة الثانية التي يستهدف فيها الحزب قاعدة ميرون الجوية، وكان «الحزب» قد أعلن مطلع الشهر الحالي، أن مقاتليه استهدفوا القاعدة بنحو 62 صاروخاً من أنواع متعدّدة، وحقّقوا إصابات «مباشرة ومؤكَّدة».
وقال الحزب، في بيان، إن الاستهداف جاء في إطار «الرد الأوليّ» على اغتيال القيادي في حركة «ح.م.ا.س» صالح العاروري، في هجوم بطائرة مُسيّرة على الضاحية الجنوبية ببيروت.
وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان توتراً أمنياً، وتبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي «الحزب» في لبنان، منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد إعلان إسرائيل الحرب على غزة.
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : الحراك الخماسي يبدأ ببرّي .. وفرنسا لتجنُّب التصعيد جنوباً
رَشَح من حراك سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية المهتمة بلبنان، انّها تُجمع في هذه المرحلة على وجوب انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن للوصول الى هذا الامر، يتمّ التركيز على تأمين البنية السياسية التحتية والفوقية داخلياً لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري، الامر الذي قد يتطلّب بعض الوقت، وربما الى ما بعد الاستطلاع الذي سيجريه سفراء المجموعة في لبنان، في ظلّ دور محوري يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري.
كان الحدث البارز على جبهة الاستحقاق الرئاسي امس انطلاق حراك سفراء اللجنة الخماسية في هذا الصدد، فزار السفيران السعودي وليد البخاري والمصري علاء موسى رئيس مجلس النواب نبيه بري كلٌ على حدة. وفي معلومات لـ«الجمهورية»، إنّ هاتين الزيارتين تقاطعتا عند ضرورة التعجيل في إتمام الاستحقاق الرئاسي.
واكّدت مصادر اطلعت على ما دار بين بري وكل من البخاري وعيسى، انّ السفيرين عكسا إجماع اللجنة الخماسية على ضروة الإسراع في انتخاب رئيس، بما ينفي ما تردّد عن وجود تباين بين أعضائها. ولفتت المصادر الى انّ اللجنة ستجتمع قريباً، ولكن لم يتقّرر بعد ما إذا كان هذا الاجتماع سيُعقد في الرياض او القاهرة او الدوحة او باريس، على ان تليه مباشرة زيارة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت.
واكّدت المصادر، انّ ما حُكي عن انّ اللجنة تسعى الى تسويق ما يُسمّى «الخيار الثالث» ليس صحيحاً على الاطلاق. كاشفةً عن فكرة تعمل اللجنة على اساسها، وهي ان يكون برنامج زيارة لودريان هو النقاش مع الاطراف اللبنانيين حول مواصفات رئيس الجمهورية. ولفتت الى انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر انّ موضوع المواصفات امر يتطلّب حواراً بين اللبنانيين، وقد حرص خلال المحادثات التي جرت على توجيه الشكر للجنة الخماسية على المساعي التي تبذلها، مشدّداً على «انّ الشكر الأساس لها هو على ان تساعد اللبنانيين على انتخاب رئيس يختارونه هم ويتفقون عليه».
وفيما افادت معلومات رسمية انّ البحث بين بري والبخاري تناول «الأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين»، أُعلن ايضاً انّ البحث بينه وبين السفير المصري «تناول تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان، والعلاقات الثنائية بين لبنان وجمهورية مصر العربية، إضافة الى الاستحقاق الرئاسي وعمل اللجنة الخماسية».
وقال موسى بعد اللقاء: «تناولنا مجمل الاوضاع في المنطقة، وما يحدث من تطورات وتأثيرها وتفاعلها على المنطقة ودولها، وخصوصاً على مصر ولبنان. وقد استمعت الى تقييمات دولته ورؤيته للمستقبل، وطرحت عليه أيضاً تقييمنا، وتناولنا أيضاً مسألة الشغور الرئاسي ودور اللجنة الخماسية وخريطة عملها في المستقبل، وتبادلنا الآراء حول هذا الامر، وكلها بإذن الله ستؤدي الى اشياء إيجابية ستظهر في المستقبل القريب إن شاء الله».
وعن أسباب تأجيل موعد لقاء سفراء اللجنة الخماسية مع بري، قال موسى: في الحقيقة اللقاء مع دولة الرئيس اليوم هو فرصة لتأكيد أنّ الموقف في الخماسية هو موقف واحد وموحّد، وأمس التقيت دولة الرئيس ميقاتي ونقلت له الرسالة نفسها، وكما عبّرت في اكثر مناسبة انّ موقف الخماسية على قلب رجل واحد، وفقط في ما يتعلق بإجتماع اليوم من قِبل الخماسية، اللقاء تمّ تأجيله الى الفترة المقبلة، وذلك في إطار إجتماعات إخرى لسفراء الخماسية مع مختلف القوى السياسية من اجل ترتيب مواعيد السفراء فقط، وهذا امر طبيعي يحصل في ما يخصّ جدول ارتباطات السفراء، وهذا سيتمّ تداركه ومراعاته في المستقبل، ونحن في الحقيقة نسعى لترتيب لقاء لسفراء الخماسية سريعاً، وهذا اللقاء لا يهدف للحديث حول تناقضات، بالعكس يتحدث عن المشتركات وخريطة طريق لعمل الخماسية».
وحول ضرورة فصل الملف الرئاسي عمّا يجري في قطاع غزة، قال موسى: «أقول من طبيعة الأمور أنّ أي دولة في العالم يجب أن يكون لها رئيس، وفي الظروف المشدّدة والحرجة يكون هذا الامر ملحّاً، وبالتالي نحن نرى أنّ ما يحصل في المنطقة وما يواجهه لبنان ودول المنطقة من تحدّيات، يستوجب الإسراع في إتمام هذا الإستحقاق وهو إنتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن».
وعلمت «الجمهورية» من مصادر متابعة من قرب للحراك الجاري، أن لا شيء محسوماً حتى الآن، وكل ما يجري هو استطلاع جديد لمواقف الاطراف اللبنانية، وانّ اجتماع اللجنة الخماسية المركزية قد يتأخّر وربما طويلاً في انتظار انقشاع غيوم الحروب الاقليمية، خصوصاً انّ اركانها غير متفقين بعد على اسم المرشح الثالث لرئاسة الجمهورية الذي يُفترض ان يقترحونه. وثمة كلام على رغم نفي اركانها، عن خلاف حول من يتصدّر المشهد، الطرف السعودي ام القطري ام الفرنسي؟ لذلك قرّرت الخماسية المركزية تحريك سفرائها في بيروت لجسّ النبض اللبناني وإعداد تقرير يُرفع للأعضاء، ويُبنى عليه موعد الاجتماع في عاصمة من عواصم اللجنة مصر او الرياض او الدوحة او باريس.
واشارت المصادر الى انّ «الحزب» الطرف الأساسي المعني ايضاً بالاستحقاق الرئاسي، لم يتلقَ حتى الآن اي مبادرة او افكار فعلية لدرسها، وانّ ما يُنقل اليه سواءً عبر بعض الموفدين او الرئيس بري، هو افكار عامة. لذلك تتوقع المصادر إطالة عمر الحراك الخارجي الى حين بلورة توافق بين اركانها حول مقترحات عملية تُطرح على الاطراف اللبنانية، وقد يقبل بها البعض وقد يرفضها البعض الآخر فنبقى في الدوامة.
جلسة الموازنة
من جهة ثانية، قرّرت كل الكتل النيابية حتى المعارضة منها حضور جلسة مجلس النواب المقرّرة اليوم لمناقشة مشروع موازنة 2024، وكان آخرها كتلة «اللقاء الديموقراطي» التي اكّدت بعد اجتماعها امس مشاركتها في الجلسة، «حيث سيكون لها موقفها من الموازنة»، فيما عقد تكتل «لبنان القوي» إجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل وخصّصه للبحث في موضوع جلسة الموازنة، وقرّر ربط مشاركته والتصويت على الموازنة وموادِها بمجريات الجلسة، حيث ستكون لباسيل كلمة يحدّد فيها موقف التكتل السياسي العام ممّا يحصل في فترة الفراغ الرئاسي ومن الجلسة بالذات.
منصوري والتعميم 151
على الصعيدين الاقتصادي والمالي، عُقد اجتماع بين حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وجمعية مصارف لبنان، تركّز البحث فيه على قرار منصوري حول التعميم 151 الذي سيقضي بإعطاء المودعين 150 دولاراً شهرياً. وإذ تجاوب معظم المصارف مع طرح منصوري الذي يقضي بتحمّل المصرف المركزي جزءاً من عملية التمويل، فإنّ مصارف أخرى أبدت اعتراضها وطالبت بأن يتحمّل «المركزي» الجزء الأكبر من التمويل. علماً انّ المبلغ متواضع، لكنه يكرّس حق المودعين بأموالهم.
وفي معلومات لـ«الجمهورية»، فإنّ منصوري سيُصدر التعميم 151 بعد اقرار المجلس النيابي الموازنة العامة للدولة لسنة 2024، والتي سيبدأ بمناقشتها اليوم، ومن المرجّح ان يعلن عن التعميم المُشار اليه خلال الاسبوع المقبل، وسيكون مُلزماً للمصارف.
وعلمت «الجمهورية» ايضاً انّ نقاشاً نيابياً حصل في شأن تحديد سعر صرف السحوبات، بعدما ابلغ منصوري الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والكتل النيابية، انّه ليس معنيّاً بتحديد سعر صرف السحوبات، أذ انّه ينطلق من اعتبار انّ تحديد سعر الصرف الحقيقي هو من مهمّات مصرف لبنان المركزي، لكن تحديد سعر دولار السحوبات يحتاج الى قانون يصدره المجلس النيابي، لأنه يطاول اموال المودعين، التي يرفض منصوري المسّ بها.
ميدان الجنوب
على صعيد الجنوب وغزة، وفيما مُنيت اسرائيل امس بضربة عسكرية قوية في غزة بمقتل 24 ضابطاً وجندياً بتفجير المقاومة مبنيين فوق رؤوسهم كانت فرق الهندسة قد أنجزت تفخيخها مع ابنية اخرى لتفجيرها، تراجع كلام التهديد الاسرائيلي عن تدمير لبنان اذا استمرت عمليات المقاومة، وهي استمرت بفعالية امس بقصف مقرّ قيادة القوات الجوية والرصد والتجسس في «ميرون»، فيما بقي الكلام عن مساعٍ دولية لمنع توسّع الحرب الى لبنان يراوح مكانه من دون تقدّم يُذكر.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله خلال اجتماع مغلق لمجلس الوزراء، إنّ «المرحلة الثالثة من حرب غزة ستستغرق نحو 6 أشهر». فيما أشارت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية إلى أنّ نتنياهو «فَقَد السيطرة على كذبه، كما يحدث له عندما يكون تحت الضغط، خصوصاً أنّه حُشر في الزاوية بسبب ضغوط الدعوة إلى صفقة الأسرى والولايات المتحدة». واضافت: «انّ نتنياهو أبلغ الى عائلات الرهائن أنّ إسرائيل لن تعلن وقف الحرب كجزء من صفقة الرهائن كما طلبت «ح.م.ا.س».
وحول هذه الصفقة، قال مسؤول مصري رفيع المستوى، إنّ «ح.م.ا.س» رفضت مقترحاً إسرائيلياً بوقف إطلاق النار لمدة شهرين، مقابل إطلاق الحركة جميع الاسرى الذين تحتجزهم في قطاع غزة. وقال لوكالة «أسوشيتد برس»: «إنّ قادة ح.م.ا.س رفضوا أيضاً مغادرة غزة، وطالبوا إسرائيل بالانسحاب الكامل من القطاع والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم، مقابل إطلاق الرهائن».
وأضاف «أنّ مصر وقطر، اللتين توسطتا في اتفاقات سابقة بين إسرائيل و»ح.م.ا.س»، تعملان على تطوير مقترح متعدد المراحل لمحاولة سدّ الفجوات. وسيتضمن الاقتراح إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن وطرح رؤية لحل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني».
ولعلّ هذا الوضع في غزة انعكس على لبنان لجهة وقف اي مسعى لتبريد الجبهة الجنوبية، وقالت مصادر مطلعة على موقف «الحزب» لـ«الجمهورية»: «ان جميع الموفدين الذين زاروا لبنان لم يحملوا مقترحات محدّدة او آلية تفصيلية حول الحلول لمسألة الحدود البرية، بل عرضوا افكاراً عامة للنقاش حول امكانية تراجع قوات الحزب الى ما وراء نهر الليطاني او 7 كيلومترات شمالاً، الى جانب بذل المسعى لتثبيت الحدود، وتهديدات اسرائيلية بحرب مدمّرة، نقلها الرئيس نجيب ميقاتي عندما التقى الرئيس الفرنسي، ونائب رئيس المجلس الياس بوصعب عندما التقى هوكشتاين، وكان حواب الحزب انّ الحديث بالتفاصيل ممكن لكن بعد وقف العدوان على غزة. اما اذا ارادوا الحرب فالحزب مستعد لها «ومن دون سقوف» كما قال السيد حسن ن.ص.ر. ا.ل.ل.ه، وهذا الردّ يبدو انّه فرمل اندفاعة اسرائيل لعدم قدرتها على شن حرب واسعة ضدّ لبنان نظراً للأعباء التي يمكن ان تترتب عليها».
وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالانت إثر اجتماع لحكومة الحرب: «نحن نراقب كل ما يحدث في الشمال. «الحزب» مستمر في الاستفزاز، وقد قمت الآن بتقييم خاص للوضع في هذا الشأن. نحن مستعدون، لا نريد الحرب، ولكننا مستعدون لأي وضع قد يتطور في الشمال. لذلك يد واحدة نحو الجنوب وعين ساهرة نحو الشمال».
وزير الجيوش
والى ذلك، أكّد وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو، لوكالة «فرانس برس»، أنّ «فرنسا تسعى لتجنّب التصعيد عند الحدود بين إسرائيل ولبنان»، معتبراً انّ «عندما نسبر العقول، عندما نسبر القلوب، نجد أن لا أحد، لا في تل أبيب ولا في القدس ولا في بيروت، يريد الحرب». ورأى أنّ «التحدّي الحقيقي بالنسبة الينا هو ضمان عدم حصول هذا التصعيد الذي قد يبدو حتمياً»، مشدّداً على أنّ «الأولوية بالنسبة إليه تكمن في تحديد كيفية «العودة مجدداً» لتنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وكيفية «استئناف الدوريات والعودة إلى نمط المراقبة واحتواء النزاع» لكي «لا يطلق أحد الجانبين النار على الجانب الآخر من الحدود، ولكي لا يردّ الجانب الآخر بما ينطوي على خطر التصعيد».
في الميدان
ميدانياً، استمرت الاعتداءات الاسرائيلية باكراً امس على قرى الجنوب الحدودية، وقصفت مدفعية الاحتلال الاسرائيلي صباحاً تلة الحمامص قرب الخيام، وطاول القصف لاحقاً أطراف: طيرحرفا والضهيرة، شيحين، مروحين، طير حرفا، راميا، منطقة جبل بلاط، والأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل (طوفا).
كما حلّق الطيران الاستطلاعي الاسرائيلي طوال الليل وحتى صباح امس، فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وصولاً الى مشارف مدينة صور، بالتزامن مع اطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق. وأغارت مسيّرة بصاروخين، على حاوية شحن في ارض زراعية في الوزاني. فيما شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على محيط بلدة بليدا استهدفت ثلاثة منازل. ثم اغار بعد الظهر على حرش حميلا قرب حومين الفوقا في اقليم التفاح، ثم على بلدة الجميجمة ومجدل سلم لجهة صفد البطيخ.
في المقابل، اعلنت «المقاومة الاسلامية» في بيان «إستهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق للمرة الثانية، عند الساعة 10:50، وذلك رداً على الاغتيالات الأخيرة في لبنان وسوريا والاعتداءات المتكرّرة على المدنيين والمنازل في قرانا الصامدة، بعدد كبير من الصواريخ المناسبة وتحقيقه فيها اصابات مباشرة».
واكّد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي حصول أضرار بالبنية التحتية لقاعدة «ميرون» الجوية بعد إطلاق صواريخ من لبنان.
واعلنت المقاومة الاسلامية في بيان آخر انّها استهدفت «تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في تلة كوبرا بالأسلحة الصاروخية» وقاعدة خربة ماعر.
وافادت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط صاروخ في مستوطنة «شيفر» غرب صفد، وعن رصد سقوط أكثر من 15 صاروخًا في الجليل الأعلى وسماع دوي صفارات الإنذار في مناطق عدة في الجليل الأعلى. واشارت الى انقطاع التيار الكهربائي في مستوطنات عدة في الجليل الأعلى بسبب الاستهداف الصاروخي.
*********************
افتتاحية صحيفة اللواء
«الحزب» يُلحق أضراراً بـ«قاعدة ميرون».. وواشنطن: لم نرَ انضماماً لتوسيع المعركة
بخاري في عين التينة لتفعيل التنسيق مع «الخماسية» وكتل المعارضة تشارك في المناقشات
احتدم الوضع العسكري في الجنوب، في اليوم التاسع بعد المائة للحرب الاسرائيلية على غزة، وبالتزامن مع قتلى الجيش الاسرائيلي الـ24 بالمغازي، ضربت المقاومة في الجنوب قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق امس بعشرات الصواريخ، وارفقتها بصواريخ اخرى على المستوطنات مما ادى الى خسائر معلنة، ومنها انقطاع التيار الكهربائي.
ومع النشاطات المعادية والاستهدافات اليومية، اغارت الطائرات المعادية على منطقة «حميلي» بين رومين وحومين الفوقا وصربا، وادت الى تدمير منزل مهجور، والامر نفسه حدث في خراج الجميجمة، حيث استهدف الطيران المعادي منزلاً مهجوراً ودمره.
في هذا الوقت، واصل وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو اجتماعاته مع اعضاء مجلس الحرب الاسرائيلي، والتقى بني غانتس الذي قال بعد اللقاء، نقترب من مرحلة سيطلب منا فيها التحرك على نطاق واسع في عمق الاراضي اللبنانية.
واعترف الجيش الاسرائيلي باستهداف قاعدة ميرون الجوية، وان اضراراً لحقت بالبنية التحتية للقاعدة، لكن «انظمة الكشف التابعة للقوات الجوية والعسكريين انفسهم لم يتضرروا بسبب القصف». (حسب البيان الاسرائيلي)
لكن الوزير الفرنسي التقى مع ما ذهب اليه البيت الابيض ان لا احد في بيروت او غيرها يريد الحرب..
فقد قال البيت الابيض : «لم نرَ الحزب حتى الآن ينضم فعلياً لمساعدة حركة «ح.م.ا.س» بما يمكن القول انه توسيع للمعركة».
من الاستحقاق الى الموازنة
في الشأن المحلي، طغت حركة السفير السعودي وليد بخاري على ما عداها، في ما خص المقاربة الجديدة، الخاصة بضرورة انهاء الفراغ في الرئاسة الاولى، والذي كانت له محطة بارزة في عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن حركة اتصالات ولقاءات انطلقت للتمهيد لعودة النقاش في الملف الرئاسي ومعرفة الإمكانيات المتاحة لمنح فرصة لأي مبادرة حوله.
وقالت هذه المصادر أن ما يجري في هذا المجال هو مجرد تشاور لفتح قنوات التواصل من جديد، في حين تترك التفاصيل لوقت لاحق لاسيما بعد اجتماع اللجنة الخماسية وزيارة الموفدين المعنيين به، لافتة إلى أنه من المبكر الحديث عن تسوية وشيكة إذ أنه لا بد من الاتفاق على الخطوط الأساسية لهذه لتسوية ومضمونها، معتبرة أن كل ما يتصل بمعطيات الاستحقاق الرئاسي مؤجل إلى بداية الشهر المقبل.
إلى ذلك تردد أن موعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت ليس نهائيا بعد مع العلم انه مرتقب في الأيام الأولى من الشهر المقبل.
ويستعد الرئيس بري، اليوم وغداً لمبارزة، غير متوقعة في تفاصيلها مع بدء جلسات مناقشة موازنة العام 2024، التي سيتوفر لها النصاب النيابي العددي، والنصاب الميثاقي مع اعلان وزير المال يوسف خليل انه لن يشارك في المناقشات، لسبب صحي ناجم عن عملية جراحية، طالباً من الرئيس ميقاتي تكليف من يرتئيه لينوب عن خليل في القاء كلمته، حسب بيان وزير المال.
الكتل المشاركة
ولجهة المشاركة في الجلسة، ربط تكتل لبنان القوي، بعد اجتماعه امس، مشاركته في الجلسة وفي التصويت على الموازنة وموادِها بمجريات الجلسة حيث سيكون لرئيس التكتل كلمة في الجلسة يحدّد فيها موقف التكتل السياسي العام ممّا يحصل في فترة الفراغ الرئاسي ومن الجلسة بالذات.
وبعد اجتماع برئاسة النائب تيمور جنبلاط، اعلنت كتلة «اللقاء الديمقراطي» المشاركة في جلسات الموازنة، على ان يكون لها موقف من الموازنة داخل الجلسة.
وقررت كتلة تحالف التغيير المشاركة في جلسات المناقشة لكن مع عدم التصويت لإقرار الموازنة وذلك لمخالفتها الدستور بعدم وجود قطع حساب، ولا تلحظ توحيدا لسعر الصرف، وليس فيها اي رؤية استراتيجية إنقاذية اصلاحية.
الحاكم والمصارف
وتربط الاوساط المالية والمصرفية مصير ترتيبات ما بعد اللقاء بين حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري وجمعية المصارف، بما ستؤول اليه مناقشات الموازنة اليوم وغداً، لا سيما لجهة توحيد سعر الصرف، والانتهاء من تعدّد اسعار صرف الدولار، وكذلك الموقف من القرار الذي يتجه منصوري لاصداره، والمتعلق باعطاء 150 دولارا لكل مودع، معدلاً بذلك التعميم رقم 151، والقرار الذي كان مقرراً اليوم تأجل الى ما بعد جلسات الموازنة، لكنه سيصدر.
وكان مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان عقد اجتماعا أمس مع حاكم مصرف لبنان منصوري ونوابه بهدف التباحث حول افضل الحلول الممكنة لتأمين حقوق المودعين على المدى القريب بانتظار الحلول النهائية، مع المحافظة على استمرارية القطاع المصرفي في آن.
دبلوماسياً، لم تسرب اي معلومات عن فحوى ما جرى بالفعل بين السفيرين السعودي بخاري والايراني اماني مجتبي، غير ان مجرد اللقاء يوضع في الخانة الايجابية، التي ستتواصل مع اللقاءات التي يجريها الرئيس نبيه بري في عين التينة مع سفراء الدول الممثلة في «اللجنة الخماسية» الخاصة بلبنان والتي ينتظر ان تعقد اجتماعاً لها في غضون ايام قليلة يرجح ان يكون في المملكة العربية السعودية في دلالة واضحة على ان المملكة بدأت تتعاطى مع الملف الرئاسي اللبناني بالمباشر.
واعلن سفير مصر في لبنان علاء موسى ان اللقاء مع الرئيس بري هو للتأكيد ان الموقف في الخماسية واحد وموحد.
وكان تأجل اللقاء الخماسي الذي كان مقرر عقده امس لوقت لاحق، وتردد ان السفيرة الاميركية جونسون لم ترتب مواعيدها للمشاركة في الاجتماع.
من جانبه، يجري السفير الفرنسي في لبنان ماغرو اتصالات مع رؤساء الكتل النيابية ربما في اطار التحضير للقاءات الموفد جان اي لودريان الى بيروت، وهو يعتزم زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وكان ماغرو التقى امس رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الذي كرر رفضه ان يقرر الحزب عن اللبنانيين مصير البلد، سواء في الحرب او الرئاسة، كما التقى ماغرو الدكتور سمير جعجع الذي طالب بعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس.
وواصل الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط استدارته باتجاه الانفتاح على اطراف المحور، فتناول طعام العشاء السبت الماضي (قناة الجديد) في السفارة الايرانية في بيروت، وجرى التطرق الى حرب غزة والجنوب وكيفية انهاء الشغور الرئاسي في لبنان.
مطالبة باسترداد مذكرة صبوح سليمان
واستدعت مذكرة القاضي التمييزي صبوح سلمان بوقف تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية بحق وزير الاشغال السابق يوسف فنيانوس والتي كان اصدرها المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في 16 ايلول 2021، تحركاً لاهالي الضحايا امام قصر العدل احتجاجاً على قرار صبوح.
وتقدّم وكلاء الدّفاع عن أهالي الضحايا بطلب أمام محكمة التمييز لرد المحامي التمييزي القاضي صبوح سليمان لإصداره قراراً بوقف تنفيذ مذكرة التوقيف الغيابية بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس في ملف المرفأ، معتبرين أنّ هذه الصلاحية تعود إلى المحقق العدلي طارق البيطار في هذا الملف.
تصعيد ميداني
ميدانياً، صعَّد الجيش الاسرائيلي من تعدياته مساء أمس، في قرى وبلدات القطاعين الغربي والاوسط، فأغار الطيران الحربي على منزل في بلدة مجدل سلم ما ادى الى تدميره وارتقاء شهيد وعدد من الجرحى، بالإضافة الى الاضرار الجسيمة بالممتلكات وشبكتي الكهرباء والمياه في البلدة. وقصفت مدفعيته الثقيلة أطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة وعيتا الشعب وشيحين، بالإضافة الى جبل اللبونة ومحيط بلدة الناقورة.
بدورها، اطلقت قوات «اليونيفيل» من مراكزها صفارات الانذار اكثر من مرة خلال تعرض المنطقة للقصف الاسرائيلي.
واللافت ان الجيش الاسرائيلي وسع الرقعة الجغرافية لاعتداءاته، لتتجاوز جنوب نهر الليطاني، مستهدفا قرى وبلدات جنوبية لم تشهد سابقا اعتداءات منذ بداية الحرب.
من جهة أخرى، تشهد مراكز استقبال النازحين في صور اكتظاظا، وبخاصة ان مباني المدارس الرسمية ما زال قسم منها مخصصا للتعليم.
واستهدفت المقاومة الاسلامية اسناداً لمقاومة الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، تجمعاً لجنود العدو في تلة كوبرا بالاسلحة الصاروخية وحققت اصابات.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دوي صفارات الإنذار في مناطق عدة في الجليل الأعلى. واشارت الى انقطاع التيار الكهربائي في مستوطنات عدة في الجليل الأعلى بسبب الاستهداف الصاروخي.
وليلاً استهدف الطيران المعادي منزلاً في بلدة شبعا، لكن اقتصر الامر على الاضرار ولم يصب احد بأذى.
**************************
افتتاحية صحيفة الديار
عين التينة فتحت نافذة رئاسية على وقع حراك لـ«الخماسية»…هل اقترب الحل؟
المقاومة استهدفت القيادة الشمالية بالمسيّرات… والفوسفور سمّم تربة الجنوب
مشروع الموازنة اليوم وغداً على مشرحة المجلس النيابي…هل سيُقَرّ مع عيوبه؟ – صونيا رزق
امام كل المطبّات السياسية التي تقف حجر عثرة، امام الحلول لكل الاستحقاقات والملفات العالقة، يبدو لبنان كالغريق الذي يتعلق بالقشة علّها تنقذه، لذا يعود كل فترة ويعوّل على اي فريق او موفد او لجنة، علّهم يساعدونه في عملية الانقاذ، واليوم تبدو العيون شاخصة بقوة باللجنة الخماسية، التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا ومصر وقطر والسعودية، الساعين الى حل للملف الرئاسي، وذلك للتمهيد لاجتماع مرتقب لممثلي المجموعة في باريس على الارجح ووفق المعلومات، وقبل إطلاقهم رسالة تدعو الى فصل المسار الرئاسي اللبناني، عن المسار الميداني والعسكري على الحدود الجنوبية، إضافة الى جسّ نبض المسؤولين اللبنانيين من خلال لقاءات سيعقدها قريباً سفراء تلك الدول معهم، لمعرفة الاتجاه النهائي لكل فريق وكتلة نيابية بعد طرح المرشح الثالث، الذي يعتبر بالنسبة للجنة الخماسية الحل الافضل، لانه سيحمل الصفات التوافقية، اي لا رئيس محسوب على أي جهة، علّه يطلق العنان للتوافق بين الافرقاء السياسيين ويحقق المعجزة الرئاسية.
الى ذلك، وبعد تأجيل لقاء السفراء الذي كان مقرّراً ظهر امس، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، واستبداله بلقاء الاخير في عين التينة بالسفير السعودي في لبنان وليد البخاري في الموعد عينه، وافيد بأنّ لقاء بري- البخاري بحث في المساعي المبذولة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، على ان يعود بري ويلتقي السفراء في موعد لاحق لم يحدّد بعد.
وانطلاقاً من هنا، أوضحت مصادر مقرّبة من عين التينة لـ «الديار» أنّ الرئيس بري فتح نافذة رئاسية، وعندما يقوم بمهمة كهذه فهذا يعني انّ الملف يسير على الخط الصحيح، وهنالك بوادر تفاؤلية ستظهر ولو بعد حين، ونقلت أنّ فرنسا طالبت لبنان بضرورة الاتفاق على آلية حل داخلي وعدم انتظار الخارج، لانّ التوافق اللبناني مطلوب اولاً. لذا تبدو فرنسا اول الساعين الى الحل، وسترسل موفدها الرئاسي جان ايف لودريان الشهر المقبل الى بيروت، كما سيعود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، والاتصالات مستمرة ليس رئاسياً فقط، بل من اجل التهدئة أيضاً على الجبهة الحدودية.
مهمة رئاسية شاقة لبكركي
وعلى خط الكنيسة، سيقوم البطريرك الماروني بشارة الراعي قريباً بلقاءات مع عدد من السفراء العرب والغربيين، لإعادة البحث في الملف الرئاسي وتنشيطه ووضعه في سلّم الاولويات، من دون ان يدخل في لعبة الاسماء، وفق ما قالت مصادر الصرح لـ «الديار» بل سيكون التركيز على الصفات التي لطالما ردّدها سيّد بكركي في مواقفه وعظاته كل أحد، وكشفت المصادر انّ الراعي يجري منذ فترة لقاءات واتصالات مع الاحزاب المسيحية، للتوافق على أرضية مشتركة.
وحول إمكانية ان تنجح هذه المهمة، وصفتها مصادر بكركي بالشاقة، وقالت:» لا بدّ ان يكتب لها النجاح ولو بعد حين».
البحث قائم عن مرشح ثالث
في الداخل ثمة مشاورات ولقاءات بعيدة عن الاعلام على خط قوى المعارضة، التي تواصل اجتماعاتها ويقوم بعض نوابها بالاتصالات والمشاورات، وبطرح المبادرات والأسماء الرئاسية الجديدة، علّها تنال نسبة من التوافق عليها، وتشكل طرحاً رئاسياً جديداً تحت عنوان «المرشح الثالث» الذي يسعى اليه اليوم الخارج ونسبة من افرقاء الداخل، فيما يصرّ الثنائي وبعض حلفائه على دعم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للوصول الى قصر بعبدا، كما يدعم فريق آخر وصول قائد الجيش العماد جوزف عون، وسط الطرح الجديد اي المرشح الثالث، الذي يعمل الخارج على التسويق له كحل يحمل شعار» لا غالب ولا مغلوب»، اي المقولة الرابحة دائماً في لبنان، والتي يستعين بها المسؤولون اللبنانيون في كل الظروف والمراحل.
سخونة ميدانية جنوباً ورد مناسب…
ككل يوم تشهد المناطق الجنوبية الحدودية موجة من الاعتداءات الاسرائيلية، من خلال القصف المدفعي والغارات والمسيّرات والتحليق المتواصل في الاجواء اللبنانية، ويوم امس كان الوضع الميداني والعسكري لافتاً بسخونته ، حيث شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على بلدات مجدل سلم والجميجمة في قضاء بنت جبيل وحومين الجنوبية، بالتزامن مع قصف مدفعي بلغ أطراف يارين والضهيرة وعلما الشعب.
الى ذلك، أعلن الحزب في بيان، أنه استهدف صباح أمس تجمّعاً لجنود الاحتلال في تلة كوبرا بالأسلحة الصاروخية، وحقق فيها إصابات مباشرة، كما استهدف مقرّ القيادة الشمالية في صفد بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية، وأوضح في بيان «انّ العملية المذكورة اتت رداً على جريمة اغتيال القائد الشهيد صالح العاروري وإخوانه الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، وجريمة اغتيال القائد الشهيد وسام الطويل».
وفي السياق ما زالت العملية التي ادت الى مقتل 24 جندياً يوم أمس الاول الاثنين خلال المعارك في قطاع غزة، مصدر قلق شديد وخوف لدى الاسرائيليين، اذ إعتبرت الحصيلة الأعلى من الجانب الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري على غزة، والتي استدعت موقفاً من وزير الدفاع الإسرائيلي أقر فيه:» اننا تعرضنا لضربة قوية، ومقتل 24 من جنودنا ليس بالأمر الهيّن».
تربة الجنوب ملوثة بالفوسفور
وفق فحوصات أجراها فريق خبراء مشترك من وزارة البيئة ومن مختبر البيئة والزراعة والغذاء في الجامعة الأميركية، على عيّنات أخذت من تربة عدد من المواقع الجنوبية التي تعرّضت للقصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية، تبين وجود نسب كبيرة من الفوسفور في التربة، وصلت إلى أربعين ألف جزيئية في المليون، مقارنة مع النسبة الطبيعية التي تبلغ حوالى مئة جزيئية في المليون، أي بزيادة 400 ضعف، الامر الذي يؤثر في سلامة الزراعة التي تحتاج الى مدة زمنية طويلة الامد لإزالة تلك السموم.
وزير البيئة ناصر ياسين أوضح إن نتائج الفحوصات التي عممتها الوزارة يوم امس، ستُضم إلى ملف الشكوى الذي تجهّزها الدولة اللبنانية ضد «إسرائيل»، أمام مجلس الأمن بتهمة استخدام القذائف الفوسفورية المحرّمة دولياً.
مناقشة الموازنة اليوم وغداً
في مجلس النواب تنعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، جلسة مناقشة موازنة العام 2024 وتواصل جلساتها حتى يوم غد الخميس، وسط النقاشات والجدال، على ان تشارك فيها كتلة «اللقاء الديموقراطي» التي اجتمعت يوم امس برئاسة النائب تيمور جنبلاط واعلنت ذلك، وسيكون لها موقف حيال مشروع الموازنة. فيما اعتذر وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال يوسف الخليل عن المشاركة لأسباب صحية.
كما قرّر تكتل «لبنان القوي» برئاسة النائب جبران باسيل ربط مشاركته في الجلسة، وفي التصويت على الموازنة وموادِها، حيث سيكون لباسيل كلمة في الجلسة يحدّد فيها موقف التكتل السياسي العام، ممّا يحصل في فترة الفراغ الرئاسي والجلسة تحديداً.
**********************
افتتاحية صحيفة الشرق
أصعب يوم في تاريخ إسرائيل: 24 قتيلاً في خان يونس
في اليوم الـ109 للحرب، أعلنت وزارة الصحة في غزة الثلاثاء أن الدبابات الإسرائيلية قصفت “مستشفى ناصر” في خان يونس بالقطاع، في اليوم التاسع بعد المئة لبدء الحرب.
وقالت الوزارة في بيان إن “الدبابات الإسرائيلية تطلق النار بكثافة على الطوابق العلوية بمبنى الجراحات التخصصية ومبنى الطوارئ في مستشفى ناصر بخان يونس، وتوقع عشرات الجرحى”.
بدوره، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مقتل 24 جندياً في قطاع غزة بأنه “ضربة قوية”، وقال غالانت في مقطع فيديو “إن الأخبار الصعبة التي تلقيناها عن مقتل 24 من جنودنا، خيرة أبنائنا، الذين جاؤوا من كل أنحاء الوطن، من الشمال والجنوب، من كل مكان، هي ضربة قوية”.
وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن 24 جندياً إسرائيلياً قتلوا خلال المعارك العنيفة في غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، في أكبر حصيلة يومية للقتلى في صفوف الإسرائيليين منذ اندلاع شرارة القتال بالقطاع.
ولفت المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى أن 21 جندياً قتلوا عندما أصابت قذيفة صاروخية دبابة كانت تحمي القوات الإسرائيلية. وبالتزامن مع ذلك، وقع انفجار في مبنيين من طابقين حيث زرعت القوات عبوات ناسفة بهدف تدمير المبنيين في المغازي، وأدى الانفجار إلى سقوط المبنيين على الجنود الإسرائيليين.
وتحدثت “ح.م.ا.س” عن عملية مركبة شرق مخيم المغازي استهدفت منزلا تحصن فيه الجنود بقذيفة، وتم نسف المبنى بالكامل
أهداف الحرب لم تتغير
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن إسرائيل لن توافق على اتفاق مع “ح.م.ا.س” في شأن وقف إطلاق النار يسمح باستمرار احتجاز الرهائن في غزة أو بقاء الحركة في السلطة بالقطاع.
وأصدر رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ بياناً بشأن ما وصفه بأنه “صباح صعب لا يحتمل”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إسرائيل ستمضي قدماً في قتالها في غزة حتى تحقيق “النصر المبين” رغم مرورها بأحد أسوأ الأيام خلال هجومها العسكري.
وتشهد خان يونس معارك ضارية بين المقاتلين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين الذين تقدموا جنوباً بعد ثلاثة أشهر من هجومهم البري.
وقال المفوض العام لـ”أونروا” فيليب لازاريني على منصة “إكس”، “تعرضت ملاجئ في خان يونس للقصف خلال العمليات العسكرية الإثنين وقُتل ما لا يقل عن ستة نازحين وجرح عدد أكبر أثناء القتال العنيف حول ملجئنا”.
وتحدث مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوتشا) عن “الألم الذي لا يوصف في غزة حيث يزيد عدد القتلى بلا توقف”.
وقُتل ما لا يقل عن 25490 فلسطينياً خلال الحرب في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لآخر حصيلة لوزارة الصحة.
في الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل “عشرات المسلحين” في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، بينما طوقت قواته مدينة خان يونس معقل “ح.م.ا.س” الرئيسي.
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
بعد اليمن… غارات أميركية على العراق… رداً على استهداف «عين الأسد»
زلزال في الكيان بعد مقتل العشرات من الضباط والجنود في شرق خان يونس
سورية تأسف للغارات الأردنيّة وتسقط مسيَّرة: الحل بالتعاون تحت سقف السيادة
تبدو المفاجآت متسارعة على إيقاع ما تظهره قوى المقاومة من قدرة على الصمود وفرض حرب الاستنزاف على التحالف الثلاثي الأميركي البريطاني الإسرائيلي. وبعد نجاح الجيش اليمني باستهداف سفينة شحن عسكرية أميركية تحمل اسم أشتون جاز أتبعها الأميركيون بغارات وصفت بالأشد عنفاً على صنعاء، نجحت المقاومة العراقية بتوجيه ضربة قاسية لقاعدة الكونيكو شمال شرق سورية، وجاءت الغارات الأميركية الليلية على مواقع المقاومة في منطقة القائم على الحدود السورية العراقية رداً على هذا الهجوم الذي تسبب بوقوع إصابات يبدو أنها كانت قاسية بين الجنود الأميركيين.
الأميركي العالق بيّن عجزه عن خوض الحرب ودعمه الأعمى للحرب الإجرامية التي يشنها جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني في غزة، ليس أفضل حالاً من كيان الاحتلال العالق هو الآخر بين سقوفه العالية بالحديث عن مواصلة الحرب حتى تحقيق النصر والقضاء على حركة حماس وقوى المقاومة، وبين الفشل اليومي الذي يحصده جيش الاحتلال، والذي سجل يوم أمس تحوّلاً نوعياً تمثل باعتراف جيش الاحتلال بمقتل العشرات من ضباطه وجنوده بالعملية النوعية للمقاومة شرق خان يونس، والتي نتجت عن انفجار ثلاثة مبانٍ كان جنود الاحتلال داخلها، وتركت الخسائر الكبيرة ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالزلزال، بينما خيّم الوجوم والإحباط على مواقف قادة الكيان، وكان لافتاً تسريب رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو لكلام قاله أمام عائلات الأسرى وهو يؤكد رفضه لإنهاء الحرب كشرط لتبادل الأسرى، أنه “إذا وافق على إنهاء الحرب فيجب التوقيع على ضمانات دولية لا يمكن انتهاكها”، دون إيضاح ماهية الضمانات التي يتحدّث عنها ومن يجب أن يوقعها، وسط كلام أميركي عن استبدال الدعوة للقضاء على حماس بضمان عدم قدرتها على تكرار طوفان الأقصى؟
على الحدود السورية الأردنية أُسقطت طائرة مسيّرة يبدو أنها من ضمن أدوات الضغط الأردنيّ على سورية، حيث أعلنت وزارة الدفاع السورية، أن إحدى وحدات حرس الحدود «تمكّنت من إسقاط طائرة مسيرة بالقرب من الحدود السورية الأردنية»، ولم تذكر أي تفاصيل بشأن طبيعة تلك الطائرة المسيّرة أو الجهة التي أطلقتها، بينما كانت وزارة الخارجية السورية تصدر بياناً هو الأول تعليقاً على الغارات الأردنية المتكررة منذ طوفان الأقصى داخل الأراضي السورية، تحت شعار مواجهة جماعات التهريب. وذكّر البيان، بتهريب الأسلحة والإرهابيين الى سورية عبر حدود الأردن، مؤكدة التمسك بأفضل العلاقات مع الأردن على قاعدة التعاون لمعالجة كل المشاكل ومنها قضية التهريب، لكن تحت سقف احترام السيادة، وتفعيل أطر العمل المشترك على الحدود.
سجلت الجبهة الجنوبية أمس، تراجعاً في حدة العمليات العسكرية، وسط استمرار التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، إذ كرّر وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت كلامه بأن «حزب الله مستمر في الاستفزاز، وقد قمت الآن بتقييم خاص للوضع في هذا الشأن. نحن مستعدون. لا نريد الحرب، ولكننا مستعدون لأي وضع قد يتطوّر في الشمال. لذلك يد واحدة نحو الجنوب وعين ساهرة نحو الشمال».
إلا أن البيت الأبيض، اشار امس، في بيان لافت الى «أننا لم نر «حزب الله» حتى الآن ينضمّ فعليًا لمساعدة حركة «حماس» بما يمكن القول إنّه توسيع للمعركة».
وكان حزب الله واصل عملياته ضد مواقع الاحتلال وأعلن في بيان “استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجويّة في جبل الجرمق للمرة الثانية، وذلك رداً على الاغتيالات الأخيرة في لبنان وسورية والاعتداءات المتكرّرة على المدنيين والمنازل في قرانا الصامدة بعدد كبير من الصواريخ المناسبة وتحقيقه فيها إصابات مباشرة”. وأعلن المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن “أضرار لحقت بالبنية التحتيّة لقاعدة ميرون الجوية بعد إطلاق صواريخ من لبنان”. وأعلنت المقاومة الإسلامية في بيان أيضاً أنها استهدفت “جمعاً لجنود العدو الصهيوني في تلة كوبرا بالأسلحة الصاروخية وحققت فيه إصابات مباشرة”.
في المقابل استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي تلة حمامص، بالإضافة الى أطراف بلدات شيحين، مروحين، طير حرفا، راميا، منطقة جبل بلاط، والأطراف الجنوبية لبلدة ميس الجبل (طوفا). واستهدفت مدفعيّة الاحتلال الأطراف الشرقيّة لبلدة ميس الجبل (كروم الشراقي). وأغارت مسيّرة معادية بصاروخين، على حاوية شحن في أرض زراعية في الوزاني.
وأشار رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، إلى أنّ “العدو الصهيوني يرتكب الجرائم والمجازر في غزة في حق النساء والأطفال، وتتخاذل الدول العربية عن دعم ونصرة هذا الشعب المظلوم، في حين أن دولاً أفريقية وأجنبية هبت للدفاع عن غزة وشعبها في المحاكم الدولية”.
وخلال ذكرى أسبوع عنصر حزب الله رشيد محمد شغليل، شدد يزبك على أنّ “الأميركي يكذب ويُشيع أنه ضد توسعة الحرب، ويبعث المرسلين إلى لبنان وبعض الدول المؤثرة ليؤكدوا أنّه ضد توسعة المعارك، في حين أنه يعتدي على اليمن والدول التي تقف إلى جانب قضية فلسطين”.
على الصعيد الدبلوماسي علمت “البناء” أن وفداً برلمانياً أوروبياً رفيعاً سيزور لبنان خلال الأسبوع الحالي على أن يقوم بجولة على القيادات اللبنانية، في إطار مساعي الاتحاد الأوروبي للتوصل الى حلول لوقف الحرب في غزة، واحتواء التصعيد في المنطقة ولا سيما على الجبهة الجنوبية. ويحمل الوفد مقترحات للحل سيجري طرحها ومناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين. كما تقوم إسبانيا عبر وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس بمساعٍ بين “إسرائيل” ولبنان لضبط الحدود وتطبيق القرار 1701 إضافة الى مساعٍ على خط مواز بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس. وكان الوزير الإسباني زار “إسرائيل” منذ أيام وأجرى مشاورات مع حكومة الاحتلال. وزار أمس الرئيس ميقاتي في السراي الحكومي.
بدوره، التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب في نيويورك بنظيره الروسي سيرغي لافروف الذي شكره على موقف لبنان المتوازن من الصراع الأوكراني. وتوافق الوزيران على أهمية احترام حقوق الانسان في كافة الصراعات، وعدم ازدواجية المعايير. كذلك، تباحثا بالاستفزازات التي يتعرّض لها لبنان، ومحاولة استدراجه لدخول الحرب. كما أكدا أهمية الوحدة الفلسطينية للوصول الى الدولة الفلسطينية المستقلة. كذلك ألقى بوحبيب محاضرة في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، شرح فيها موقف لبنان المؤيد لإعادة الهدوء والأمن الى الجنوب من خلال انسحاب اسرائيل من كافة الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها لا سيما مزارع شبعا، ووقف الخروق.
كما التقى بوحبيب وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان وأكدا على ضرورة وقف الحرب وخطورة استمرارها على الوضع في الشرق الاوسط. كما وضع الوزير الإيراني نظيره اللبناني في صورة الاتصالات السياسية والمبادرة الإيرانية لإنهاء الصراع. وبحث وزير الخارجية مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنة، حيث دعاه إلى زيارة لبنان. ورحّب بوحبيب بـ”أيّ دور ممكن أن تلعبه فرنسا لخفض التصعيد في الجنوب، والتطبيق الشامل والمتوازن لقرار مجلس الأمن الدولي 1701”، مؤكدًا “جهوزية لبنان لحل متكامل يوفر الأمن والاطمئنان ويعيد الأراضي التي ما زالت محتلة، وينهي الخروق والاستفزازات”.
في غضون ذلك، وفيما أرجئت جولة سفراء دول اللجنة الخماسية في لبنان لاستئناف المشاورات، برزت الحركة الدبلوماسية للسفيرين السعودي والمصري باتجاه المرجعيات الرئاسية، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم استقبل الرئيس برّي سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى، وتناول البحث تطوّرات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة “إسرائيل” لعدوانها على قطاع غزة ولبنان والعلاقات الثنائية بين لبنان وجمهورية مصر العربية، إضافة الى الاستحقاق الرئاسي وعمل اللجنة الخماسية.
وقال السفير المصري بعد اللقاء: “تناولنا مسألة الشغور الرئاسي ودور اللجنة الخماسية وخارطة عملها في المستقبل وتبادلنا الآراء حول هذا الامر وكلها سوف تؤدي الى اشياء إيجابية سوف تظهر في المستقبل القريب”.
وأوضح رداً على سؤال حول أسباب تأجيل موعد سفراء اللجنة الخماسية مع الرئيس بري، أن “اللقاء مع دولة الرئيس اليوم هو فرصة للتأكيد أن الموقف في “الخماسية” واحد وموحد وأمس (أمس الأول) التقيت دولة الرئيس ميقاتي ونقلت له نفس الرسالة وكما عبرت في اكثر مناسبة ان موقف “الخماسية” على قلب رجل واحد وفقط في ما يتعلق باجتماع اليوم (أمس) من قبل “الخماسية” اللقاء تم تأجيله الى الفترة المقبلة، وذلك في إطار اجتماعات أخرى لسفراء “الخماسية” مع مختلف القوى السياسية من أجل ترتيب مواعيد السفراء فقط، وهذا أمر طبيعي يحصل بما يخص جدول ارتباطات السفراء وهو ما سيتم تداركه ومراعاته في المستقبل”.
وكتب الرئيس السابق لـ “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط عبر منصة “إكس”: “الخماسية الرئاسية.. المهم الدوزنة”.
بدوره، اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال استقباله السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو “ان الحل رئاسياً، يكمن في الذهاب الى جلسة انتخابيّة بدورات متتالية حتى الوصول الى انتخاب رئيس جديد للبلاد وإلا سيبقى الفراغ سيّد الموقف، في ظل تعنّت الفريق الآخر وتمسّكه بتبوء مرشحه سدّة الرئاسة أو سيستمر في التعطيل”.
ولفتت مصادر سياسية لـ«البناء” أن الحركة المرتقبة للخماسية الدولية، هي حركة خجولة، ولملء الوقت الضائع ريثما تنتهي الحرب في غزة. ولفتت الى أن أي حركة أو مساعٍ ستبقى يتيمة ولن يكتب لها النجاح إذا لم تتوسع المشاورات لتشمل الثنائي حزب الله وحركة أمل وقوى سياسية أخرى لضمان التوافق السياسي اللازم والنصاب الدستوري المطلوب. وأوضحت المصادر أن الحديث عن حراك خارجي باتجاه لبنان لتنشيط الملف الرئاسي، هو حراك “رفع العتب”، إذ لا يكفي التوافق بين أعضاء اللجنة الخماسية لكي تتأمن ظروف انتخاب رئيس للجمهورية”. وشدّدت المصادر على أن لا مؤشرات حقيقية على إحداث خرق في جدار الملف الرئاسي رغم المساعي الخارجية، لكن الملف الرئاسي أصبح مرتبطاً تلقائياً بالحرب في غزة، وموازين القوى التي ستفرزها الحرب غزة ستنعكس حكماً على المنطقة برمتها ومن ضمنها لبنان. كما أضافت المصادر أن اجتماع اللجنة الخماسيّة على مستوى سفراء دولها في لبنان، يعكس مؤشرات سلبية لجهة عدم انعقاد أعضاء اللجنة الحقيقيين.
من جهتها، جددت أوساط “الثنائي” لـ«البناء” التمسك بالوزير السابق سليمان فرنجية كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية، ولم يطرح موضوع التخلي عنه أو عدمه”، رافضة دعوات الأطراف الأخرى لعقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، لا سيما أن عقد جلسات في ظل خريطة التحالفات النيابية الحالية لن يغير الواقع الحالي ونتائج الجلسات الماضية كثيراً، لكون التوازنات النيابية لا تسمح لأي طرف حتى الآن بفرض مرشحه على الآخرين، لذلك المدخل الوحيد هو الحوار الجدّي وإنتاج تحالفات جديدة لتوفير النصاب السياسي والدستوري لانتخاب رئيس. وأوضحت المصادر أن “اختيارنا لفرنجية جاء وفق معايير ومواصفات وطنية وسيادية، ولذلك لن نفرض فرنجية أو أسماء أخرى على الطرف الآخر، ونرفض أن تفرض علينا أسماء لا نقبل بها، وحتى اللجنة الخماسية لم تدخل بأسماء بل وضعت معايير فقط”.
إلا أن مصادر مطلعة مواكبة للحركة الدبلوماسية لاحظت مقاربة جديدة للجنة الخماسية تجاه الملف اللبناني، وضمناً ملف الرئاسة، أكثر واقعية وعقلانية ما يمنح فرصة لقبول التسوية أكثر نجاحاً، وبدأ هذا التغيير وفق ما تشير المصادر لـ«البناء” بدفع دول الخماسية لانتخاب رئيس للجمهورية بمعزل عن التطورات الحاصلة، على خلاف المقاربة السابقة التي كانت تربط الملف الرئاسي بسلة شروط يطلب من لبنان تنفيذها، كالقرار 1701 وسلاح المقاومة وشروط صندوق النقد الدولي وغيرها.
ولفتت المصادر إلى أن اللقاء بين السفيرين الايراني والسعودي يندرج في هذا الإطار، بانفتاح الخماسية على إيران، لا سيما أن الخماسية مصابة بعطل بنيوي هو أنها تمثل وجهة نظر واحدة دون الأخرى، وجاء اللقاء بين السفيرين ليجعل طيف المقاربة الإيرانية للملف الرئاسي حاضرة على طاولة اجتماعات الخماسية في الخارج، والمقاربة الإيرانية تدعو لأن يكون انتخاب الرئيس ضمن تسوية توافقية وليس بالفرض.
وعلمت “البناء” أن الوضع في غزة ومساعي وقف العدوان عليها، الطبق الرئيسي في اجتماع السفيرين، اضافة الى كل ما يرتبط بملف غزة، والملف اللبناني بطبيعة الحال، انطلاقاً من اهتمام الدولتين بالوضع في لبنان.
ولفتت المعلومات الى أن اللقاء يعبر عن تطور العلاقات بين الدولتين في الاتجاه الصحيح منذ قمة بكين واللقاء الأول بين السفيرين، وهذا يدل على أن مسار العلاقات يتقدّم ما يدحض الإشاعات عن جمود وركود وأفق مسدود في علاقة الدولتين.
والبارز وفق المصادر هو الحركة والأداء اللافت للسفير الايراني في لبنان مجتبى أماني، التي بدأت بالإطلالة الإعلامية على قناة “أو تي في”، حيث توجه للرأي العام اللبناني والمسيحي ضمناً ليشرح وجهة النظر الإيرانية إزاء مختلف الملفات والتطورات الحاصلة في الرئاسة وغيرها. ومن ثم استقبال النائب السابق وليد جنبلاط على مأدبة عشاء في السفارة الايرانية، حيث تخللتها جولة أفق سياسية والملف اللبناني والوضع في غزة وعلاقة جنبلاط مع إيران. علاوة على اللقاء مع السفير السعودي، ما يعكس دينامية وحيوية للسفير الإيراني في هذا التوقيت بالذات.
على صعيد آخر، كشف محافظ البقاع كمال أبو جودة، في حديث تلفزيوني الى أنّه “لا يوجد تعاون من المجتمع الدولي مع الحكومة والدولة اللبنانية في مسألة النزوح السوري”. ولفت إلى “أننا بحاجة إلى تعاون بين الدولتين اللبنانية والسورية في أزمة النزوح السوري”، كاشفاً أنّ “هناك زهاء 400 ألف نازح سوريّ في البقاع والتّمويل الذي يُمنح للنّازحين مُخيف ونحن نحاول حماية بلدنا”.
وأوضح أبو جودة أنّ “غالبية العمال في البقاع من الجنسيّة السوريّة والنازح السوري يستأجر الأرض ويزرعها وهناك حالات ابتزاز تحصل للمزارعين في البقاع”، موضحًا أنّ “معظم المساعدات التي تأتي للبلديات مشروطة، والخطّة لحلّ ملفّ النزوح يجب أن تكون برعاية وموافقة دوليتين”.
ويعقد مجلس النواب جلسات تشريعية اليوم وغداً في المجلس النيابي لمناقشة مشروع الموازنة العامة بمشاركة مختلف الكتل النيابية من ضمنها القوات اللبنانية، فيما ربط تكتل لبنان القوي مشاركته في الجلسة وفي التصويت على الموازنة وموادِها بمجريات الجلسة، حيث سيكون لرئيس التكتل كلمة في الجلسة يحدّد فيها موقف التكتل السياسي العام، ممّا يحصل في فترة الفراغ الرئاسي ومن الجلسة بالذات.
موقف التكتل جاء بعد اجتماعه الدوري أمس، برئاسة النائب جبران باسيل وخصص اجتماعه للبحث في موضوع جلسة مجلس النواب المخصّصة لمناقشة وإقرار قانون الموازنة للعام 2024. بدورها كتلة تحالف التغيير قررت بعد اجتماعها أمس، المشاركة في جلسات نقاش الموازنة منعاً لتمريرها في الحكومة.
نسخ الرابط :