158 سفينة حولت مسارها من البحر الأحمر بقيمة تجارية بلغت 105 مليارات دولار.
قفزت أسعار وتكاليف الشحن بكافة أنواعه في العالم إلى مستويات قياسية بسبب الهجمات التي ينفذها الحوثيون في اليمن على السفن، والتي تحولت إلى أزمة في البحر الأحمر اضطرت العديد من الشركات إلى تغيير مسار سفنها، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع في التكاليف طالت حتى الشحن الجوي والبري بسبب ارتفاع الطلب عليه أيضاً كبديل لبعض عمليات الشحن البحري.
وبحسب تقرير نشرته شبكة (CNBC) الأميركية، واطلعت عليه "العربية نت"، فان مديري الخدمات اللوجستية العالمية يواجهون عاصفة ذات جبهتين حالياً، وتتمثل هذه العاصفة في ارتفاع أسعار الشحن البحري والجوي وفي البضائع العالقة، وكلاهما يشكلان تهديداً لسلسلة التوريد العالمية.
وارتفع سقف أسعار الشحن البحري في غضون ساعات يوم الخميس نتيجة لتحويل المزيد من السفن من البحر الأحمر، حيث وصل السعر إلى 10 آلاف دولار لكل حاوية قياس 40 قدماً من شنغهاي إلى بريطانيا، وذلك بعد أن كانت الأسعار في الأسبوع الماضي عند مستوى 1900 دولار فقط للحاوية 20 قدماً، و2400 دولار للحاوية 40 قدماً.
وخلصت (CNBC) في تقريرها الى أن أسعار الشحنات في الشرق الأوسط والتي يتم نقلها الآن أصبحت أكثر من ضعف ما كانت عليه في السابق، وهو ما يعني أننا بانتظار موجة جديدة من التضخم وارتفاع أسعار السلع والبضائع.
ويقول آلان باير، الرئيس التنفيذي لشركة (OL USA) إنه بينما تخضع الأسعار لتعديلات سريعة حيث تعمل شركات النقل البحري على استرداد التكاليف الإضافية لتحويل سفنها، فإن هذه القفزات الهائلة في الأسعار تحتاج إلى توضيح أكثر بالنسبة لمجتمع الشحن من المستوردين والمصدرين والحكومات من أجل فهم أفضل لدوافع هذه الزيادات الكبيرة في الأسعار.
وأضاف باير: "خلال فترة وباء كورونا شهدنا تراكماً أبطأ في أسعار الشحن بسبب تأثير الوباء على سلسلة التوريد العالمية". وتابع: "ما نشهده هنا هو حدث تبديل الضوء حيث تتم إعادة توجيه السفن في الوقت الفعلي. ولكن، مع ذلك، في بعض الممرات التجارية ترى أسعار الشحن ترتفع بين 100 إلى 300 بالمائة. ولا يبدو أن هذا مدفوع بالكامل بالتغيرات في العرض والطلب".
وبحسب المعلومات المتداولة فقد تم يوم الخميس وحده تحويل مسار 158 سفينة من البحر الأحمر بقيمة تجارة بلغت 105 مليار دولار أميركي، وتحمل هذه السفن المحولة أكثر من 2.1 مليون حاوية بضائع.
وتقول (CNBC) إن شركة الأثاث السويدية العالمية "إيكيا" من بين الشركات التي أشارت إلى أن التحولات التجارية ستؤثر على توفر منتجاتها. وبحسب الشركة فإنها على الرغم من أنها لا تمتلك أي سفن حاويات، إلا أنها تعمل مع شركاء النقل لإدارة الشحنات ولضمان سلامة الأشخاص العاملين في سلسلة "ايكيا".
وقال متحدث باسم "ايكيا" إن "ما يمكننا مشاركته الآن هو أن الوضع في قناة السويس سيؤدي إلى تأخيرات وقد يتسبب في قيود على توفر بعض منتجات ايكيا". وأضاف: "هذه هي أولويتنا الرئيسية. وفي غضون ذلك، نقوم بتقييم خيارات التوريد الأخرى لضمان توافر منتجاتنا، ونواصل مراقبة الوضع عن كثب في المستقبل".
في غضون ذلك، تشير البيانات الى زيادة الطلب على عمليات الشحن الجوي، وهو ما الى زيادة في أسعارها، حيث يبدو أن الكثير من التجار لجؤوا لها كبديل عن بعض عمليات الشحن البحري.
وقال جودة ليفين مدير الأبحاث في شركة "فريتوس": "لقد زادت تكاليف الشحن الجوي هذا الأسبوع بنسبة 13% من 3.95 دولاراً أميركياً للكيلوجرام إلى 4.45 دولاراً أميركياً للكيلوجرام منذ أن أصدرت شركات النقل البحري إعلانات تحويل واسعة النطاق، مما قد يعكس زيادة في الطلب على الشحن الجوي من التحولات البحرية إلى الجوية".
ويقول بريان بورك، كبير مسؤولي النمو في شركة (SEKO Logistics) إن شدة تأثير البحر الأحمر على سلسلة التوريد العالمية تعتمد كلها على طول الفترة الزمنية لإعادة التوجيه.
وقال بورك: "كل يوم يستمر هذا الأمر في التصاعد، بدءاً من أوروبا ثم الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ستبدأ في رؤية المزيد من التحول من الشحن البحري إلى الشحن الجوي".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :