شكاوى واتّهامات وفضائح: الفوضى الإسرائيلية… في الإخلاء أيضاً

شكاوى واتّهامات وفضائح: الفوضى الإسرائيلية… في الإخلاء أيضاً

 

Telegram

 

مع دخول الحرب على غزة أسبوعها الرابع، وإخلاء عشرات الآلاف من مستوطني الجنوب والشمال، إلى فنادق في مناطق مختلفة، منها إيلات والبحر الميت وتل أبيب ونتانيا وطبريا، يجد بعض هؤلاء، وخصوصاً الذين أودعوا إيلات “صعوبةً في التأقلم بعيداً عن منازلهم”، ويطالبون بالعودة إلى المستوطنات، لأنهم «لا يشعرون بالراحة». وطبقاً لما أوردته صحيفة «إسرائيل اليوم»، فإن “بعض الفنادق ظلّت غرفها فارغة؛ إذ أعلن بعض من تمّ إجلاؤهم أنهم غير قادرين على الاستمرار في الإقامة في الفنادق، على رغم أن إقامتهم مموّلة من الحكومة، وهو ما دفعهم إلى العودة إلى منازلهم». ونقلت الصحيفة عن أولئك قولهم إنه «يسود بينهم شعور بعدم اليقين تجاه الدولة في الجوانب التي تتعلّق بِمِنَحِ العمل»، وإعرابهم عن شكوكهم في أن يكون لديهم أساساً مكان يعودون إليه لاحقاً. وأشاروا إلى أنهم «عاطلون حالياً من العمل، ولا نعرف حقاً ما الذي ينبغي علينا فعله لاحقاً. صحيح أنه في إيلات ليس هناك قصف صاروخي ولا صفارات إنذار حيث نقيم، ولكن لا يوجد شعور بالراحة والحرية». وفي هذا الإطار، قالت المُستوطِنة إيتي، في حديث إلى الصحيفة: «نحن زوجان وطفلان، نتشارك غرفة فندقية واحدة، وحماماً واحداً… نجد صعوبة في العيش بهذه الطريقة لمدّة طويلة. كل واحد منّا يحتاج إلى زاويته وأغراضه. ولذلك، قرّرنا العودة إلى الجنوب”.

ومثل مجالات عديدة أثبتت فيها “إسرائيل” أنها “دولة حارس ليلي”، كما وصفها بعض المحلّلين والمعلّقين الإسرائيليين الذين انتقدوا أداءها في رعاية الجبهة الداخلية، ظَهرت مشاكل كثيرة وفوضى في الفنادق التي جرى الإخلاء إليها؛ ففي أحدها في مدينة إيلات، اندلع شجار لفظي بين مستوطني «سديروت»، الذين أُجلوا على نفقة الدولة، ومستوطني «نتيفوت» الذين سدّدوا ثمن إقامتهم الجديدة من جيوبهم. كما اشتكى مستوطنو مستوطنات «غلاف غزة» من أنهم اضطرّوا إلى السفر لساعات طويلة إلى شمال فلسطين المحتلّة في بعض الأحيان، من أجل حضور جنازات معارف أو أقرباء لهم سقطوا في الحرب. كذلك، نقلت الصحيفة عن أصحاب شقق أُجّرت لمستوطنين أخلوا منازلهم، قولهم إن «المستأجرين قرّروا ترك الشقق والعودة إلى بيوتهم»، الأمر الذي دفع أصحاب هذه الشقق إلى إعادة طرحها للإيجار.

وفي وقتٍ سابق، تلقّت «لجنة مراقب الدولة»، برئاسة عضو «الكنيست»، ميكي ليفي، مراجعة شاملة من المسؤولين الحكوميين، ورؤساء السلطات المحلّية المسؤولين عن خطط إخلاء سكان الشمال والجنوب خلال الحرب. وفي أثناء مداولات عقدتها اللجنة، تبيّن أنه على الرغم من «الميزانيات الكبيرة» التي حوّلتها الحكومة إلى الجهات المضيفة للمستوطنين، لا يزال هناك قصور في العديد من المجالات، وأن من جرى إخلاؤهم يعتمدون على المبادرات الاجتماعية والمنظّمات التطوعية، حيث لا تُقدِّم لهم السلطات الإسرائيلية حلاً شاملاً. وعن هذه المداولات، تبيّن، وفق صحيفة «معاريف»، أن «ثمة حالة من الفوضى والاضطراب في الفنادق، تبدّت في عدم افتتاح أطر تعليمية للجميع، وفي عدم تلبية جميع الاحتياجات التي يطلبها المُخلَون». وفي هذا الإطار، قال مدير شعبة الأمن في «مكتب مراقب الدولة»، إيتان دهان، عقب جولة أجراها على الفنادق المضيفة، إن «من تمّ إجلاؤهم يفتقرون إلى الأطر التعليمية لأولادهم»، مشيراً إلى أن «المرحلة الأولى من الإخلاء كانت أفضل من الموجة الثانية، وخصوصاً لمستوطني الشمال». ولفت إلى أن «المخلَين من كريات شمونة، وُزّعوا على فنادق في مناطق مختلفة، في مقدّمها طبريا، ولكن كان هناك أشخاص سافروا لمدّة ثماني ساعات للوصول إلى فنادق في إيلات، وببساطة عندما وصلوا لم يعرفوا أين يجب عليهم أن يتوجّهوا أو أين سيقيمون»، مضيفاً إن «المستوطنين الحريديين أُخلوا إلى فنادق ليست حلالاً وفقاً للشريعة اليهودية».

على الرغم من «الميزانيات الكبيرة» التي حوّلتها الحكومة إلى الجهات المضيفة للمستوطنين، لا يزال هناك قصور في العديد من المجالات

من جهتهم، تحدّث ممثّلو السلطات المحلّية، خلال الجلسة، عن مشاكل كثيرة لم يتمّ حلّها بشكل جذري بعد، قائلين إنه «بعد جولات قاموا بها على الفنادق، وجدوا أن احتياجات المخلين تُلبّى من خلال متطوعين ومبادرات مدنية، وأن هؤلاء هم مَن يقدّمون لهم أغراض النظافة الشخصية، وأغذية الأطفال، وغسيل الملابس، لا مؤسّسات الدولة». أمّا بالنسبة إلى البلدات الفلسطينية المحاذية للشريط الحدودي مع لبنان، فتقع في آخر سلّم أولويات الحكومة الإسرائيلية؛ إذ قال سكرتير المجلس المحلي في حرفيش، فرح سباك، إنه حتى الآن لم تُخلَ القرية، حيث من المفترض أن تُخلى من 800 عائلة من أصل 1300 عائلة تعيش في البلدة الفلسطينية الدرزية، غير أن الحكومة كشفت عن نيّتها إخلاء هؤلاء إلى مدرسة، وهو ما لم تقبله البلدية. وبالعودة إلى رئيس «لجنة مراقب الدولة» في «الكنيست»، فهو اعتبر أن السلطات الإسرائيلية تتعامل حالياً مع إجلاء عشرات الآلاف، من الشمال والجنوب، مشيراً إلى أن «السلطات المحلّية أثبتت قدرتها على تلبية احتياجات المخلَين أكثر من مؤسسات الدولة المعنية». وطالب بأن تتلقّى لجنته من جميع الهيئات التحقيقات التي تقوم بها هذه الأخيرة للوقوف على أوجه القصور، «من أجل الخروج بخطّة عمل مستقبلية».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram