كن إنسانًا... أو اُصمت
ريتّا الصّيّاح - مديرة التحرير
في الصراع الدائر في فلسطين المحتلّة، العالم ليس أمام خيارين، بل هو أمام "فحص ضمير"، نتيجته إمّا إيجابيّة تشير إلى تمتّع الإنسان بنعمة الضمير والإنسانيّة فيتعاطف ويدعم الشعب الفلسطيني، أو سلبيّة، وتعني انعدام الضمير، فيعلن الولاء للعدو، ولكن الأسوأ من الأخير، هو ذلك الإنسان الذي أتت نتيجته غير حاسمة، فلم يدعم باطلًا لكنّه طبعًا لم ينصر حقًّا.
من حقّك أن تعترض على حماس، أن تنتقد المقاومة، أن تعادي إيران والمحور بأكمله، من حقك أن يكون لك أي رأي سياسي -بعيدًا عن مدى صوابيته أو لا- فالموضوع هنا ليس سياسيًا، الموضوع أخلاقي إنساني، ولا تدع أي أحد يقنعك بغير ذلك.
أي إنسان أنت إن كنت عاجزًا عن فهم سبب وجود مقاومة في فلسطين ولبنان، وإن كنت عاجزًا عن فهم العداء للصهاينة وأنت ترى أشلاء أطفال، وتسمع عن عائلات تتمّ إبادتها، وترى الجثث مكدّسة مجهولة الهويّة، وتسمع والدًا يصرخ، كان ينوي شراء هدية وإقامة حفلة عيد ميلاد لابنته، فذهب يبحث عن كفن ليقيم لها جنازة.
أي إنسان أنت إذا لم يهزّك مشهد قوافل النازحين العزّل تستهدفها ماكينة القتل الإسرائيليّة، وإذا لم يؤلمك مشهد استهداف صحفيين ذنبهم أنّهم ينقلون الحقيقة للعالم.
أي إنسان أنت إذا كنت تعتكف الصمت أمام كلّ هذه المجازر، أمام هذه الإبادة الممنهجة، أمام هذا الكذب الذي احترفه الكثيرون!!
لسنا جميعًا مطالبين بحمل السلاح، ولسنا كلنا قادرين على ذلك، لكنّنا في عصر تفعل فيه الكلمة فعل الرصاصة، فصوّب كلمتك في صدر عدوّك، وكن أنت صوت المظلوم، علّ العالم يسمع صوته.
سنُسأل، سنُسأل يومًا كيف ناصرنا لا فلسطين، لا الأقصى، لا القيامة... سنُسأل أوّلًا كيف ناصرنا "إنسانًا" يراه العالم معذّبًا ومقتولًا، ويهلّل لجلّاده...
فماذا سنجيب التاريخ؟ وماذا سنقول لأجيال آتية؟
أنقول أنّنا اتخذنا موقفًا "سياسيًّا" أمام عذاب شعب فلسطين؟
أنقول أنّنا خفنا على حساب على منصّة تواصل ولم نرتعب من مشاهد قتل شعبنا في فلسطين وجنوب لبنان؟؟
في الحرب الدائرة في فلسطيننا الحبيبة نحن غير مخيّرين، نحن مقيّدون بضمير يصرخ في وجه الطغاة، فلندع صوت الضمير يصدح... كي يستفيق ضمير العالم أجمع.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي