افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 28 كانون اول 2020

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 28 كانون اول 2020

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة  الأخبار:

 

لدينا من الصواريخ الدقيقة ضعفا ما كان لدينا قبل عام نصرالله: قتلة سليماني سيُقتلون

 

 كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تنسيق اسرائيلي أميركي سعودي لاغتياله بتحريض من الرياض التي أعلنت جهوزيتها لدفع تكاليف الحرب إن أدت الى الاغتيال. وأعلن أنه بات في حوزة المقاومة ضعفا كمية الصواريخ الدقيقة التي كانت تمتلكها قبل عام. وأكّد أن قتلة الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس هم هدف للرد على اغتيالهما


لم يعد الدور السعودي المحوري في رعاية التطبيع مع العدو الإسرائيلي وتذليل العقبات أمام السلام مع مختلف دول الخليج يجري في الخفاء، رغم تأخير الإخراج العلني لهذا التنسيق التام مع الرياض. والتطبيع السعودي ليس من النوع الساذجِ، بل يمتد بعمق الى مختلف المستويات، سواء استراتيجياً أم استخبارياً أم لوجستياً وتقنياً. وقد وصل التآمر السعودي على المقاومة الى حدّ الطلب من العدو الاسرائيلي اغتيال قادتها، أمثال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. فقد كشف الأمين العام لحزب الله في مقابلة على قناة الميادين أمس، أن السعودية حرّضت على اغتياله منذ وقت طويل و"بالحدّ الأدنى منذ الحرب على اليمن". وبحسب المعطيات، "طرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسألة اغتيالي خلال زيارته لواشنطن بعد انتخاب ترامب"، وردّ الأميركيون بأنهم "سيعهدون بهذا الأمر إلى تل أبيب، بينما أكد السعوديون أنهم حاضرون لدفع كامل تكلفة الحرب في حال أدّت إلى الاغتيال". بعد تلك الزيارة، "أكثر من جهة شرقية وغربية أرسلت إليّ تحذيرات في هذا الشأن". فالسعودية، "خصوصاً في السنوات الأخيرة لا تتصرف بعقل بل بحقد".


من جهة أخرى، كشف نصر الله عن امتلاك المقاومة لصواريخ دقيقة قادرة على إصابة أي هدف ترغب المقاومة في إصابته و"الاسرائيلي يعلم أن مشروع الصواريخ الدقيقة مستمر، واليوم لدى المقاومة من الصواريخ الدقيقة ضعفا ما كان لديها قبل عام. وقبل مدة، أتى مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد إلى لبنان وحدد منشأة في البقاع وقال لديكم 15 يوماً لتفتيشها وإلا فستقصفها إسرائيل. ونحن قلنا حينها، في حال قام الاسرائيلي بقصف منشأة في البقاع يعتبرها هو للصواريخ الدقيقة، فسنقوم برد متناسب". ودعا الإسرائيلي الى "القلق من المقاومة في البرّ والبحر والجوّ ومن كل أنواع الأسلحة التي لدى المقاومة، وليس فقط الصواريخ الدقيقة، إذ يعمل الحزب منذ العام 2000 من أجل الحصول على أي قدرة تعزّز قدرته للدفاع عن لبنان، وهناك أسلحة عند المقاومة لا يعرف الإسرائيلي عنها شيئاً". وكشف الأمين العام لحزب الله أن صواريخ كورنيت التي استخدمتها المقاومة في حرب تموز 2006 "حصلت عليها من سوريا التي اشترتها من روسيا؛ والروس لم يغضبوا بسبب ذلك، بل كانوا سعداء". وقد طلب سليماني، وفقاً للسيّد، "إرسال قسم من هذه الصواريخ إلى المقاومة الفلسطينية، لكن أنا طلبت التحدّث مع الرئيس السوري بشار الأسد في الموضوع قبل ذلك، والأسد لم يمانع إرسال الكورنيت إلى "حماس" والجهاد الإسلامي في قطاع غزة".


حزب الله هدف إسرائيلي أميركي سعودي
وعن احتمال إنهاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايته بحرب على إيران أو لبنان، أوضح نصر الله أن "كل ما قيل حتى الآن حول ما يمكن أن يقدم عليه الرئيس الأميركي في أيامه الأخيرة لا يزال قيد التحليلات"، مضيفاً: "يجب أن نتعامل مع الفترة المتبقية من ولاية ترامب بحذر وانتباه حتى لا يتم استدراجنا إلى مواجهة غير محسوبة أو مواجهة في توقيت الأعداء". وأشار إلى أن "كل ما يقال حول اغتيالات مبني على تحليلات منطقية، ولكن ليس على معلومات حسيّة". ونفى ما جرى تداوله عن إنزال في منطقة الجيّة، مؤكداً أنها "معلومات غير صحيحة"، ولفت إلى أن "الإسرائيلي لا يزال في حالة حذر شديد ويقف منذ أشهر على إجر ونص عند الحدود (...) والحزب لا يزال عند وعده بالرد على استشهاد أحد عناصره في سوريا"، لافتاً إلى أن الحزب كان في حالة استنفار كامل خلال المناورة الأخيرة للجيش الإسرائيلي عند الحدود.


عقدة الحكومة داخلية
حكومياً، نقل السيّد عن المسؤولين نفيهم ربط تأخير تأليف الحكومة بأي أسباب خارجية، وأن النقاش داخلي فقط. وقد جاء التصريح الأخير للرئيس المكلف "دقيقاً بقوله إن ثمة ثقة مفقودة، لذلك يجري التطرق الى الحديث عن ثلث معطل أو حصة وزارية ما". ورأى أن "النقاش داخلي ويرتبط ظاهرياً بالأعداد وطبيعة الوزارات، لكنه في الحقيقة يتعلق بفقدان الثقة بين الأطراف، وبين الرئيس سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون بشكل رئيسي". وأكدّ أن معالجة الوضع الحالي تحتاج إلى حكومة، مشيراً الى أن الدولة اللبنانية تمتلك خيارات، وتلك مشكلة، ولا سيما أن هناك قلقاً شديداً من الذهاب إلى خيار اقتصادي ينقذ لبنان، بدليل أن أحداً لم يتجرأ على التوجه شرقاً لإيجاد الحلول.


وعن مفاوضات ترسيم الحدود، رجّح عدم تحقيق أي تقدّم في ظل الإدارة الأميركية الحالية، وأعلن حقّ المقاومة في الدفاع عن "المياه أو الأرض التي تعتبرها الدولة لبنانية. فإذا ما قرر الإسرائيلي العمل ضمن نطاقها، فسيتخذ لبنان موقفاً في هذا الشأن، كما سيكون للمقاومة موقف أيضاً". وعقّب نصر الله في هذا السياق: "إذا لم تحرّك الدولة ساكناً، فسنرى ما هو الموقف، لكن على مستوى القدرة لدينا القدرة، إلا أنني لا أريد أن أُلزم نفسي بأي موقف الآن". وقلّل نصر الله من حجم تأثير المفاوضات الأميركية الإيرانية على ملفات المنطقة، ورأى أن "من ينتظر ذلك، ينتظر شيئاً لم يحصل". وذكّر بأن ايران لم تقبل سابقاً، خلال المفاوضات على الاتفاق النووي، بوضع أي ملف آخر على طاولة المفاوضات، والإيراني "لا يفاوض عن أحد، سواء أكان ذلك في الملف السوري أم البحريني أم الفلسطيني أم اللبناني أم اليمني. إيران أبلغت الأوروبيين أنها غير معنية بالتفاوض عن اليمنيين أو غيرهم. وفيما أصرّت واشنطن على الجلوس مع طهران لبحث ملف العراق، تمسّكت إيران بحضور العراقيين، وفي العلن".


"النفاق العربي انتهى"
لم يفاجأ نصر الله باتفاقيات تطبيع الدول العربية الأخيرة، ولا بالخذلان العربي، لأن "غالبية الأنظمة العربية كانت تبيع الفلسطينيين كلاماً فقط، لكن في الواقع أغلبها كان لديه علاقات مع إسرائيل". وقال: "انظر الى اتفاقيات التطبيع من زاوية أن سوق النفاق انتهى والأقنعة سقطت وبانت حقيقة هذه الأنظمة (...) هذا الأمر إيجابي لأن الصفوف تتمايز. وعندما تتمايز الصفوف، فإن ذلك يعني أن الانتصار الكبير يقترب". من جهة أخرى ليست إيران سوى "مجرد حجة لهذه الأنظمة العربية التي وقّعت اتفاقيات تطبيع، لأن القضية الفلسطينية عبء عليها"، مشدداً على أن "لا شيء يبرر لأحد في العالم أن يتخلّى عن فلسطين".


وطمأن الى أن "قدرة محور المقاومة أكبر بأضعاف وأضعاف مما كانت عليه قبل سنوات، لكنّ الأهم هو الإرادة. فمحور المقاومة الذي استوعب ضربة استشهاد الحاج سليماني، رغم أنها كانت قاسية جداً، حقق انتصارات كبيرة، ولولاه لكان تنظيم داعش يسيطر على المنطقة". واعتبر أن "ضربة عين الأسد صفعة تاريخية واستراتيجية، والمعادلة في مواجهة الأميركيين ليست في سقوط قتلى". وقد اعتقدت واشنطن أنها "باغتيال القادة ستنهي محور المقاومة، فيما الحقيقة أن المحور لا يقوم على شخص"، مشيراً إلى أن "الذين أمروا ونفذوا عملية اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس يجب أن يعاقبوا أينما كانوا". وتابع: "كل من كان شريكاً في تنفيذ اغتيال الشهيدين هدف لكل إنسان يشعر بأن عليه واجب الوفاء لهما. الرد على اغتيالهما هو مسألة وقت، ودماؤهما لن تبقى على الأرض".


أفتقد سليماني كثيراً"
وكشف الأمين العام لحزب الله أن "أميركا وإسرائيل والسعودية شركاء في جريمة اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس التي كانت عملية مكشوفة، بخلاف اغتيال الشهيدين مغنية وفخري زاده". وأعرب السيّد عن افتقاده الكبير للشهيد سليماني الذي كان يشعر "بأنهما شخص واحد". ووصف نصر الله أبو مهدي المهندس بـ"القائد العظيم والشخصية الشبيهة بالشهيد سليماني". فالمهندس "كان أحد قادة محور المقاومة بما يتجاوز العراق إلى كل قضايا المنطقة، وشريكاً أساسياً في صنع الانتصارين على الاحتلال الأميركي وداعش.


وفي معرض استذكاره لسليماني، قال السيّد إن الأخير لم يغب عن الضاحية الجنوبية خلال حرب تموز سوى لمدة 48 ساعة". وأضاف أن "كل القصف الجوي الإسرائيلي خلال الحرب لم يتمكن من إيقاف الدعم اللوجستي للمقاومة. وقد لعب الشهيد سليماني دوراً كبيراً وتصدّى لمسؤولية متابعة مشروع إيواء النازحين عقب حرب تموز".

 

********************************************************************

افتتاحية صحيفة  الديار:

 

فوضــى اقتصاديــة ومالــية ونـــقديـــة وسياسية... فمن يــدفـــع الـــثـــمــــن ؟ إعادة تركيز الثروات لمصلحة التجّار.. والمـــواطـــن يـــزيـــد فقراً خــطـــوات يجـــب القيام بها حكومياً لتفادي الـــتدهـــور الاجتماعي

 

 الأزمة المُتعدّدة الأبعاد التي تعصف بلبنان منذ أكثر من عام، أصبحت رسميًا الأزمة الأكثر حدّة التي يعرفها لبنان منذ الإستقلال إلى يومنا هذا... مزيج من أسوأ ما يمكن أن تتعرض له إقتصادات البلدان في التاريخ الحديث حققه لبنان في أقل من سنة، من سوء الإدارة، إلى الفساد والمحاصصات ومزاريب الخلافات السياسية، إلى غير ذلك من الأمور التي يندى له جبين الشرفاء، هذه الأمور جعلت من سويسرا الشرق، فنزويلا الشرق الأوسط؛ فأصبح لبنان واللبنانيون يعيشون على ذكريات مجد الستينات السياحي والمصرفي وأصبح الثبات النقدي الذي نعم به منذ ثلاثة عقود ذكرى يتحسر اللبناني عليه!


هذا الواقع نقل لبنان من بلد مصنّف في خانة أسفل الدول ذات الدخل الفردي العالي في العام 2019، إلى دولة فقيرة مع أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خطّ الفقر ونسبة بطالة توازي نسبة الفقر. الليرة التي عاشت أيام مجدها في السنين الماضية أصبحت ضحية سوق سوداء وأداء مالي واقتصادي سيئ وانهارت معها القدرة الشرائية التي أصبحت اليوم جبهة أساسية يتوجّب العمل عليها لوقف ديناميكية الفقر التي تتحرّك بشكل مُخيف في ظل غياب أي إجراءات رسمية باستثناء الدعم المُقدّم من قبل مصرف لبنان والذي شارف على نهايته.


أمام كل ذلك، أصبح لبنان فاقداً للشروط الدولية، إن سياسيًا أو على صعيد الحوكمة، مما جعل المواجهة بينه وبين المجتمع الدولي عامة والولايات المُتحدّة الأميركية خاصة، عرضة لأي سيناريو قاتم لا نغالي إن قلنا إنه قد يؤدي حتماً إلى فقدان السيادة والقرار الحر. وبالتالي، فإن فوضى السياسات الداخلية والنزاعات الفردية الضيقة التي أنتجت إقتصاداً هشّاً ساهمت أيضا في تسهيل المواجهة إذ لم يكن من الصعب على المجتمع الدولي منع قدوم الدولارات بالوتيرة التي كانت تأتي بها سابقاً، مما سرّع في ضرب الثبات النقدي وزاد الضغط الاجتماعي. وبالتالي يرى العديد من المراقبين أن لا حلول إذا لم يتصدّرها الحلّ السياسي! لكن هذا الأخير بعيد المنال مع ربط تشكيل الحكومة بعواصم القرار، وبالتالي فإن الإستمرار على هذا الصعيد سيوصل البلد إلى السقوط في المحظور، وهو ما سيؤدّي إلى تحميل المواطن اللبناني كلفة باهظة ستبقى مفاعيلها لعقود قد تكون طويلة.


الفوضى كأداة سياسية
فوضى كبيرة ضربت لبنان منذ حزيران 2019 مع حادثة قبرشمون تلتها أحداث أخرى، منها صدور تقارير مؤسسات التصنيف الدولية، والعقوبات الأميركية على جمال تراست بنك، وثورة تشرين، وإقفال المصارف، واستقالة حكومة الرئيس الحريري، وظهور جائحة كورونا، وإعلان وقف دفع سندات اليوروبوندز، وتفجير المرفأ، واستقالة حكومة الرئيس حسان دياب، ومرور أكثر من أربعة أشهر من دون حكومة.


الفوضى تعني الهاوية وتُجسّد الحالات العشوائية والإضطراب والخلّل في الواقع لأنماط أساسية وقوانين حتمية تطال الأنظمة الديناميكية (مثل المجتمع أو المُناخ). وقد وصف أفلاطون الفوضى بأنها الفراغ المُظلم وبدون حدود الذي كان يوجد قبل هذا العالم. وتنص نظرية الفوضى على أنه ضمن العشوائية الظاهرة للأنظمة المُعقدّة "الفوضوية"، هناك أنماط أساسية وترابط وحلقات تغذية مرتدّة ومُتكرّرة وتشابه ذاتي وتنظيم ذاتي. هذه التعابير التي بالظاهر مُعقدّة لها تطبيق واقعي على مثال "ظاهرة الفراشة" والتي تنصّ على أن فراشة تُرفرف بجناحيها في البرازيل قد تُسبّب إعصارًا في الصين! وهو ما يعكس كيف أن تغييرًا طفيفًا في حالة واحدة من نظام
غير خطّي (non-linear system) قادر على تغيير حالة النظام بالكامل في وقت لاحق.


الفوضى الخلاقة (Creative Chaos) مُصطلح ظهر إلى العلن بعد حرب الخليج الثالثة على لسان وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كوندوليزا رايس. هذا المصطلح الذي يعكس نظرية سياسية ظهرت في مؤلفات الماسونية وأشار إليه جورج فريدمان بقوله "لم تعد الحروب تهدف إلى النصر، بل إلى المعاقبة، وزعزعة الإستقرار، والشرذمة، ونزع التسييس، والإذلال، في ظل أسلوب حكم العولمة المالية التقنية. إذًا يُمكن إختصار الفوضى الخلاقة بأنها حالة سياسية تأتي بعد حالة فوضى مُتعمدة الأحداث يقوم بها أشخاص أو كائنات بدون معرفة هوياتهم، وذلك بهدف تغيير مسار الأحداث لمصلحة هؤلاء.


الباحث الفرنسي ألكساندر فافر، هو من الأوائل الذين أدخلوا مفهوم الفوضى الحتّمية (deterministic chaos) وميّزها عن الفوضى العشوائية (Messy chaos). ويرى فافر أن الإبداع في خلق الفوضى الحتمية ينصّ على خلق علاقة زمانية ومكانية للتغييرات والتي تُؤدّي إلى التلاقي في النتائج كلما طال الوقت، في حين أن الحال في الفوضى العشوائية لا يُمكن خلق علاقة بين هذه التغييرات. إذًا ومما تقدّم، نرى أن الفوضى الخلاقة هي أداة سياسية بامتياز يُمكن إستخدامها بهدف تعديل حالة نظام بالكامل من خلال خلق تغييرات زمنية ومكانية على بعض أجزاء النظام لتعديله.


ولكن ما علاقة ما يحصل في لبنان بهذه النظرية؟ عمليًا لا علاقة وظيفية بين تزامن كل الأحداث التي حصلت في لبنان، إلا أن التأمل والنظر والتدبر، تُظهر أن العامل السياسي هو المسؤول الوحيد عن إثارتها (trigger). وهنا تبرز الصعوبة في قدرة المُخطّط على جعل هذه الأحداث تتزامن، لكن البحث أيضًا يُظهر أن الأداء السياسي الطويل للقوى السياسية سهّل الأمور كثيرًا عملاً بظاهرة الفراشة اذ ان بعض القرارات التي تمّ اتخاذها في الماضي جعل التقارب أسهل بكثير. فعدم وضع أسس لاقتصاد مُنتج، وتفشي الفساد، وغياب المُحاسبة، والخلافات السياسية، والترابط مع الخارج#0236 كلها أمور جعلت من السهل التنبؤ بما ستؤول إليه الظروف.


إعادة تركيز الثروات
الفقر الذي يضرب لبنان ويتمدّد يومًا بعد يوم، أصبح القنبلة الموقوتة التي تنتظر المُجتمع اللبناني. هذا الفقر نتج من تراجع قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي في السوق السوداء، أضف إلى ذلك عدم قدرة المصارف على تأمين ودائع المودعين بالعملة الصعبة، مما جعل التجّار يتحكّمون بمصير الناس في ظل غياب كبير للأجهزة الرقابية.


وليس بجديد القول ان التجار الذي يستفيدون من دعم السلع الغذائية والمواد الأولية على سعر الصرف الرسمي أو سعر المنصة الإلكترونية، يعمدون إلى بيع هذه المُنتجات على سعر دولار السوق أو تهريبها إلى الخارج كما ظهر في المرحلة الأخيرة. وهذا الأمر يعني أن أموال الناس تنتقل عن غير وجه حقّ إلى التجار إن مباشرة من خلال فرق الأسعار أو غير مباشرة عن طريق الدعم.


لكن الأصعب في هذا الأمر أن التجّار يعمدون إلى تحميل كلفة الضريبة على القيمة المضافة على سعر صرف دولار السوق السوداء، مع العلم أنهم يدفعون هذه الضريبة على سعر الصرف الرسمي. وكأن هذا لا يكفي، إذ يعمد العديد منهم إلى القبض نقدًا على سعر صرف دولار السوق في حين أن أنظمتهم المحاسبية تُسعّر الدولار على سعر الصرف الرسمي. وبالتالي لا يُمكن لوزارة المال معرفة حجم العمليات التجارية مما يعني خسارة مداخيل خزينة الدولة، والغريب في الأمر أنه إلى الآن لم يصدر أي بيان أو قرار يمنع التجار من الفوترة بالعملة الأجنبية أو التعامل بها بطريقة مباشرة. وهنا نسمع أصواتاً وتساؤلات محقة عن السر وراء هذا الصمت المطبق؟ أهو إقرار بالعجز أم مساهمة فيه ورضى بنتائجه؟


اقتصاديًا واجتماعيًا، هذا الأمر بالغ الخطورة! فنقل الثروات (عن غير وجه حقّ) من عامة الشعب إلى التجّار يُشكّل ضربة كبيرة للمجتمع ككلّ وهو مُخالف لاستراتيجية الأمم المُتحدة المُتعلقّة بالتنمية المُستدامة. وهذا الأمر هو نتاج تلكؤ واضح من قبل المعنيين بأخذ القرارات اللازمة، وعلى رأسها وقف الفوترة بالدولار وزيادة الرقابة ومُحاسبة المخالفين. ومن الملاحظ أن هذه الظاهرة بدأت تتفشى في المستويات الدنيا لعالم التجارة بحيث صار تاجر القطعة يتبع خطوات حيتان الأموال، ولكن على مقاسه في ظل التقاعس التام للوزارة المعنية.


هذه الظاهرة ستؤدّي حكمًا في الأشهر القليلة القادمة إلى ثورة لن يكون بمقدور الدولة بكلّ مؤسساتها وقفها. ولعل الفئة المطالبة بهذه الثورة ستكون مختلفة عن سابقاتها.


بضعة أشهر قبل الفوضى
وباء كورونا المُستمرّ في ضرب الإقتصاد، والأزمة المالية التي تمنع الدولة من القيام بواجباتها كاملة تجاه شعبها، سيؤديان إلى وضع المجتمع اللبناني تحت الضغط ومن ثم إلى خلق فوضى أمنية. إن ضرورة القيام بإجراءات حكومية لوقف هذا السيناريو هو أمر حتمي وقد يصل إلى مستوى الإهمال المفرط والتقصير الوظيفي المتعمد، لأن عدم القيام به يعني رفع الشرعية عن السلطات اللبنانية ناهيك بما قد ينتج من ذلك على الصعيد الدولي.


عمليًا، يتوجّب على حكومة تصريف الأعمال أخذ قرارات مُلحة مثل منع الفوترة بالدولار الأميركي من قبل التجّار، كما وزيادة الرقابة عليهم ومراقبة حركة تهريب البضائع بجدية وحرفية. كما من الأهمية بمكان مراقبة أموال عمليات التصدير بحيث يتم إنشاء آلية لإرجاع المُصدّرين للأموال التي يتلقونها بالعملة الصعبة كبديل عن صادراتهم إلى لبنان، وذلك عملا بمبدأ أنهم يستفيدون من الدعم أقله على صعيد المحروقات والكهرباء والإتصالات. ولا يجب نسيان عامل التحفيز الإقتصادي عبر وضع الأملاك العامّة بتصرّف المزارعين والصناعيين الذين يرغبون في الاستثمار بهدف تلبية السوق الداخلي.


هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى، فإن بقاء أجور الوظائف عامة على سعر الصرف الرسمي أمام التهديد برفع الدعم أو ترشيده سيخلق حالة عوز شديدة شبيهة ببعض دول المحيط، مما سيدفع الموظف الشريف إلى سلوك طرق الفساد الوظيفي اضطراراً لا اختياراً، وذلك في شتى القطاعات والمجالات.


بالطبع الحلّ المثالي بعيد المنال في ظل الصورة القاتمة للأوضاع الراهنة إلا أن المسلم به، أن تشكيل حكومة قادرة على إعادة الثقة إلى الإقتصاد من خلال تنفيذ إقتراحات البنك الدولي التي صدرت في تقريره الأخير عن لبنان، هو الكي الذي لا بد منه للخروج من هذا النفق المظلم والنفاق المنظم.

*******************************************************************

افتتاحية صحيفة  اللواء:

 

بعبدا تطالب بـ5 وزارات كبرى.. وبكركي تنذر المعرقلين القريبين! توقيف المتورطين في إحراق مخيم للنازحين.. ولقاح كوفيد في شباط يسابق التلويح بالإقفا

 

 أمس، الأحد، كشف المكتب الإعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري انه غادر إلى الخارج في زيارة عائلية، بدءاً من دبي، قبل التوجه إلى المحطة الثانية المحتملة باريس.


وبصرف النظر عن الوجهة، فإن المغادرة تعني ان ملف تشكيل الحكومة، دخل في إجازة أقله حتى المطلع النشاطي للسنة المقبلة 2021، الاثنين المقبل في 4 ك2، من دون معرفة المسار الحكومي، ما دامت "وحدة المعايير" لم تحضر، وفقاً للمصادر القريبة من بعبدا، أو ما دام فريق القصر يُصرّ على تجاهل الدور الدستوري والميثاقي في تأليف الحكومة التي يرأسها.


ووفقاً للمعلومات، فإن المشهد بات قاتماً، وان فريق بعبدا ادخل عملية التأليف في مأزق التعطيل العام، ربما لكل مؤسسات الدولة، في ظل عدم تجاوب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من توسيع عملية تصريف الأعمال، أو عقد أي جلسة لمجلس الوزراء المستقيل.


وعلمت "اللواء" ان بقاء الوضع طويلاً في التعطيل، قد يحمل الرئيس المكلف على كشف عملية الاتصالات، ودور فريق المستشارين، ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل.


وكشفت مصادر المعلومات لـ"اللواء" ان فريق بعبدا طالب في اللقاء 14 بالوزارات التالية: الطاقة، الاتصالات، الداخلية، الدفاع، العدلية، أي كل الوزارات الحسّاسة في مرحلة فتح الملفات أو تجنّب فتح ملفات أخرى.


وهذا الأمر، الذي لا يمكن لأي رئيس حكومة ان يسلّم به، أو يقبله..


وعليه، ثمة ثابتة وحيدة هي ان الوضع اللبناني مرتبط بالتطورات الخارجية، ولذلك ربما فضّل الرئيس الحريري السفر وتأجيل اللقاء المقبل مع رئيس الجمهورية ميشال عون الى ما بعد رأس السنة الجديدة، ولم يُحدّد موعداً للقاء بين عيدي الميلاد ورأس السنة، مع إن مدة الاسبوع بين العيدين هي مهلة كافية للتشاور مجدداً ومعالجة النقاط العالقة بينهما حول بعض الحقائب وبعض الاسماء، التي لم تُبحث تفصيلياً بعد وتم تثبيت العدد القليل منها وليس كل التشكيلة.


ولكن اوساطاً نيابية في تيار المستقبل تقول لـ"اللواء" ان الرئيس الحريري لم يلمس اي تقدم في تذليل العقبات امام تشكيل الحكومة، وان المواقف ما تزال على حالها، لذلك فضّل إعطاء فرصة أطول لسعاة الخير، من البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي قالت اوساطه انه لن ييأس وسيحاول مجدداً تقريب وجهات النظر، الى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.


بالمقابل، تقول اوساط رسمية مطّلعة على لقاءات الرئيسين عون والحريري، ان الاخيرمتمسّك بحقيبة العدل ولن يتنازل عنها مهما كانت الظروف والاسباب، ويقترح لها السيدة لبنى عمر مسقاوي، فيما طلب عون تسمية وزير الداخلية بالمقابل، واقترح للحقيبة اسم المحامي عادل يمين، لكن الحريري رفض ايضاً ان تكون الداخلية من حصة عون مع حقيبة الدفاع.عدا ذلك لم تتأكد رسمياً صحة المعلومات التي تم تداولها قبل يومين عن اسماء جديدة إقترحها عون لحقيبتي الاعلام والثقافة، ولا ما تردد عن اسماء سبق واقترحها لحقيبة الدفاع. كما لم يتأكد طرح اسم سليم ميشال اده لأنه حسب ما تردد رفض التوزير، بسبب إنشغالاته الخاصة في الشركة التي يملكها مع شقيقه. وعلى هذه الحال بقي تبادل الاسماء محصوراً بنحو ستة فقط شبه متفق عليهم، بينما كان التركيز في اللقاءات بين الرئيسين على معالجة عقدة توزيع الحقائب على الطوائف.


الى ذلك، اوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن الملف الحكومي معلق إلى حين عودة الرئيس الحريري من اجازته مع العلم انه دخل في عطلة منذ اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لأن ثمة أمورا لم تحل أي أن هناك عقدا ما زالت بارزة وما زاد المسألة تعقيدا الردود بين بعبدا وبيت الوسط.


وقالت المصادر إن تفاؤل بكركي الأسبوع الماضي بأمكانية حول خرق عاد وتراجع وليس معروفا ما إذا كان هناك من تحرك جديد على صعيدها أو لا.? ولفتت إلى أن بمجرد الحديث عن موعد لهذا الملف في السنة الجديدة فذاك يعني أن الجمود في هذه الفترة هو سيد الموقف مؤكدة أن لا مبادرات أو مساع معروفة في هذه الفترة.


إلى ذلك أكدت أوساط مطلعة على موقف بعبدا لـ"اللواء" أن ثوابت التأليف هي التوازن والمعايير الواحدة ولا تراجع عنها وهي الأساس، واضحى الجميع على دراية بها مؤكدة ترحيبها بأي مسعى حكومي لأن الهدف هو الإسراع في تأليف الحكومة وإخراج البلد من أزمته إنما التشكيلة الحكومية يجب أن تراعي هذه الاصول قبل أي أمر آخر.


بكركي تصعد بوجه العرقلة
على أن البارز، في مشهد ما بين العيدين المجيدين (الميلاد ورأس السنة) هو رفع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من درجة الحنق على الطبقة السياسية، أو ما اسماه "جميع معرقلي تأليف الحكومة"، موجهاً انذاراً واضحاً لهم.


فقد قال الكاردينال الماروني بالحرف: إني أنذر جميع معرقلي تأليف الحكومة، من قريب أو من بعيد، بأنهم يتحملون مسؤولية وضع جميع المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل، الواحدة تلو الأخرى، لأن الدولة التي لا تكتملُ مرجعياتُها وتتكاملُ في ما بينها تسقُط بشكل أو بآخر. وإن كان ثمة من يراهن على سقوط الدولة، فليعلم أن هذا السقوط لن يفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحكم، لأن الانتصار على بعضنا البعض مستحيلٌ بكل المقاييس.


لكن البطريرك الراعي لم ييأس، فأكد: "سنعمل مجددا مع المسؤولين على إعادة دفع عملية تأليف الحكومة إلى الأمام. هذا مطلب الشعب وحقُه، وهذه مصلحةُ لبنان. إن إنقاذ لبنان سياسيا واقتصاديا وماليا لا يزالُ ممكنا في حال تـم تشكيلُ حكومة تضُمُ شخصيات توحي الثقة بكفاءاتها وسُمعتها واستقلاليتها، لا أشخاصا يُجفلُون الرأي العام ويُنفرون المجتمع الدولي".


وفي السياق، أجرى الرئيس عون اتصالاً هاتفياً بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي هنأه فيه بحلول عيد الميلاد والسنة الجديدة، وابلغه اعتذاره عن عدم المشاركة في القداس الاحتفالي في بكركي بسبب الظروف الصحية الراهنة وتداعيات جائحة "كورونا" وتمنى الرئيس عون للبطريرك ان يعيد الله العيد على لبنان واللبنانيين في ظروف افضل.


العقوبات
على صعيد انتظار إدارة جو بايدن، أعلنت النّاطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث أنّه "لا يوجد تأثير مباشر لعقوبات قيصر على لبنان". وأضافت في حديث خاصّ لموقع "أساس": "هذه العقوبات لا تستهدف أبداً الشعب السّوري أو اللبناني، بل على العكس تماماً، قانون قيصر تم وضعه لحماية المدنيين الأبرياء في سوريا، أما بالنسبة للبنان فإنّ الولايات المتحدة كانت أكبر جهة مانحة للمساعدات في العام 2019، إذ استثمرت أكثر من 750 مليون دولار في التنمية الاقتصادية والمساعدات الإنسانية والأمنية".


وعن تأثّر استراتيجية عقوبات قيصر مع تولّي إدارة الرئيس جو بايدن مقاليد الحُكم، أجابت غريفيث: "لا يمكنني التكهّن بقرارات الإدارة الجديدة في البيت الأبيض. لكن يمكنني القول إنّ?قانون قيصر حصل على تأييد كبير وموافقات من كلا الحزبين الجمهوري والدّيمقراطي في الولايات المتّحدة، وهكذا تمّ سّن القانون في الكونغرس. لذلك?سيكون من الصّعب تغيير أو إلغاء القانون، كما أنّ استراتيجية الولايات المتحدة وأهدافها في سوريا واضحة جداً وقد لا تتغير كثيراً مع تغيّر الإدارات حتّى وإن اختلفت طرق تحقيقها".


وأكّدت أنّه من ضمن أهداف واشنطن في سوريا الآتي:


- إخراج كلّ القوات الإيرانية من سوريا


- تحقيق حل سياسي وسلمي ضمن إطار قانون مجلس الأمن رقم 2254


- دحر داعش والجماعات الإرهابيّة بشكلٍ دائم.


وعن الغارات الإسرائيلية المُتكرّرة على مواقع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في سوريا قالت غريفيث: "الولايات المتحدة تؤمن بحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضدّ أيّ هجمات. إيران وحزب الله لا يدافعون عن سوريا كما يدّعون.?حزب الله منظمة إرهابية مكرسة لتعزيز أجندة إيران الخبيثة في المنطقة وأنشطة حزب الله وإيران الإرهابية وغير المشروعة تهدد أمن واستقرار وسيادة سوريا والمنطقة لأنّ إيران لا تهتم بمصالح سوريا أو الشعب السوري".


وفي السياق، ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية بأن وزارة الخارجية عمّمت على بنك الكويت المركزي ووزارة التجارة والصناعة وهيئة أسواق المال بالطلب من كل الكيانات التابعة لها تزويدها بأي معلومات تتعلق برئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، تنفيذًا لقرار العقوبات ضده على خلفية دوره في الفساد.


وذكرت مصادر مطّلعة أن طلب وزارة الخارجية الكويتية جاء عبر لجنة تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب بناءً على مذكرة من السفارة الأميركية في الكويت، المتعلّقة بفرض عقوبات على باسيل ووضعه على اللائحة السوداء، استنادًا إلى قانون "ماغنيتسكي" لدوره في الفساد.


نصر الله: أزمة ثقة
إلى ذلك، شدّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله على وجوب التعاطي بحذر مع الأسابيع القليلة المقبلة، حتى "لا تستدرجنا إدارة ترامب"، إلى مواجهة غير محسوبة، مشدداً على انه في ظل الإدارة الحالية لا يمكن ان يحصل ترسيم حدود، ومن حقنا ان نمنع أي سرقة إسرائيلية للمياه اللبنانية، واداء الدولة اللبنانية في الملف جيد.


وحول الحكومة، قال نصر الله: ان هناك عقد تبينت، وان الحكومة تحتاج إلى جهد إضافي، وكذلك حول الحكومة ككل، كاشفاً ان الثقة مفقودة بين الأطراف.


ونفى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله ان يكون حصل إنزال إسرائيلي في منطقة الجية..


إحراق الخيم
والحدث، الذي استأثر باهتمام واسع هو اقدام مجهولين اثر خلافات، على حرق خيم للنازحين السوريين في بحنين - المنية شمال لبنان.


وأعربت الخارجية السورية عن اسفها للحريق، الذي روّع المقيمين، وحرمهم من المأوى، وأهابت بالقضاء اللبناني والأجهزة الأمنية وتحمل مسؤولية معالجة هذا الحدث.


وأعلن الجيش اللبناني انه اعتقل ثمانية أشخاص بعدما دفع خلاف مجموعة من اللبنانيين لإحراق مخيم غير رسمي للاجئين السوريين في شمال البلاد.


وقال بيان للجيش "أوقفت دورية من مديرية المخابرات في بلدة بحنين- المنية (شمال)، مواطنين لبنانيين وستة سوريين على خلفية اشكال فردي وقع مساء أمس في البلدة بين مجموعة شبان لبنانيين وعدد من العمال السوريين".


وأضاف البيان ان الخلاف "تطور الى إطلاق نار في الهواء من قبل الشبان اللبنانيين الذين عمدوا أيضا إلى احراق خيم النازحين السوريين"، بدون اعطاء تفاصيل حول سبب الخلاف.


وشب الحريق السبت في المخيم الذي يأوي 75 عائلة قرب بلدة بحنين في شمال لبنان في منطقة المنية، ما حول المخيم بأكمله الى أرض محروقة.


واضطر سكان المخيم البالغ عددهم 370 شخصا الى الفرار، وفق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وتم نقل أربعة أشخاص على الاقل الى المستشفى لاصابتهم بجروح.


والأحد عاد عشرات اللاجئين لتفقد المخيم في محاولة لانقاذ ما تبقى من مقتنياتهم التي يمكن ان تكون قد سلمت من الحريق.


وقالت اميرة عيسى البالغة 45 عاما والتي لجأت من حمص الى لبنان مع عائلتها هربا من الحرب قبل ثماني سنوات وهي تبكي "عدنا لتفقد محتويات خيمتنا الصغيرة فعرفنا أننا لم نعد نملك شيئا، كما لا نستطيع تأمين مأوى بديل لنا بانتظار من يمد لنا يد العون".


وأضافت وهي تفتش عن بقايا اغراضها بين الركام "خسرنا كل شي بلحظة واحدة، وعاش أطفالي الأربعة رعبا لا مثيل له أثناء هربنا من النيران المشتعلة".


واثار الحادث تعاطفا على وسائل التواصل الاجتماعي مع سكان المخيم من قبل لبنانيين نددوا بهذا الفعل العنصري.


171226
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1754 إصابة جديدة بالكورونا و15 حالة وفاة، خلال الساعات الـ24 الماضية ليرتفع العدد إلى 171226 إصابة مثبتة مخبرياً.


والجديد في اصابات كورونا، ان بعضها يصيب الأفراد، ولا تبين عليهم عوارض، لذا تزايدت اعداد اللبنانيين الذين تهافتوا على اجراء فحوص الـPCR إذ سجل 24 ك1 اجراء ما يقرب من 22 ألف فحصاً..


وأعلنت وزارة الصحة أن لبنان سيحصل في شباط المقبل على أول دفعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا من شركة "فايزر-بايونتيك".


وقالت في بيان إن "لبنان سيحصل على اللقاح في منتصف شهر شباط على دفعات ليتم تغطية 15 بالمئة من المواطنين".


واضافت الوزارة انها تفاوضت مع منصة كوفاكس العالمية للحصول على لقاحات إضافية ستعتمد لاحقا من قبل منظمة الصحة العالمية لتغطية 20 بالمئة اضافية من المواطنين تباعا، وفق خطة اللجنة الوطنية المشرفة على لقاحات كورونا.


وكوفاكس مبادرة عالمية تهدف الى ضمان حصول جميع البلدان على اللقاح بشكل منصف.


وأشارت الوزارة الى ان اللقاحات ستتوافر عبر القطاع الخاص.


وسجل لبنان الذي يبلغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة 171,662 إصابة، بينها 1,394 وفاة، منذ انتشار الوباء في شباط.


وقبل عيد الميلاد سمحت الحكومة للملاهي والحانات بفتح ابوابها وعدلت منع التجول ليبدأ عند الثالثة صباحا.


وأثار هذا انتقادات العاملين الصحيين الذين حذروا من أن معدل إشغال الأسرّة في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات يرتفع بشكل خطير.

 

*******************************************************************

افتتاحية صحيفة  النهار:

 

فريق التعطيل يشلّ التأليف وبكركي تصعّد المواجهة

 

أربعة أيام أخيرة فقط تفصل عن نهاية السنة التي صنفت الأسوأ عالميا فكيف بها لبنانيا بحيث لم تبق كارثة لم تحصل فيها وها هي خاتمتها تتوج ذروة الكارثة الوبائية لانتشار فيروس كورونا من جهة وذروة مماثلة سياسية في المقابل لازمة تأليف الحكومة الجديدة التي تنذر بتداعيات بالغة الخطورة على كل الصعد. ولعل اكثر الصور تعبيرا عن مآل لبنان في نهايات هذه السنة ترجمها الخواء السياسي الخطير غير المسبوق بهذا الشكل في الايام السابقة وتحديدا منذ سقوط آخر المحاولات لتأليف الحكومة بعد فشل الاجتماعين الثالث عشر والرابع عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري في قصر بعبدا الأسبوع الماضي بحيث ساد عقبهما مناخ بالغ السلبية باتت تتحدث الأوساط المعنية والمطلعة على خلفياته بانه ينذر بكباش مفتوح لا افق زمنيا يحده. ولكن اذا كانت دلالات هذا المشهد المشدود تتركز في ظاهرها على الخلاف المفتوح بين الرئيس عون وفريقه السياسي من جهة، والرئيس الحريري من جهة أخرى، فان التطور الأبرز الذي سجل منذ بدء عطلة عيد الميلاد الخميس الماضي الى البارحة تحديدا تمثلت في الاندفاعة الاستثنائية التي تولتها بكركي ولا تزال تتولاها عبر اعنف حملاتها اطلاقا على المسؤولين المعنيين بملف تأليف الحكومة وتأخير ولادتها والسياسيين عموما بما شكل تطورا ذا ابعاد ودلالات بالغة الأهمية بدت معها بكركي كأنها اطلقت مواجهة لا رجوع عنها سواء في عنوان مواجهة تعطيل المؤسسات او في عنوان استرهان لبنان للخارج. وقد ابرزت مصادر سياسية مطلعة وثيقة الصلة ببكركي لـ"النهار" الأهمية الكبيرة لسلسلة المواقف المتعاقبة التي انبرى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى اطلاقها بدأب وبوتيرة شبه يومية غداة اخفاق المسعى البطريركي مع قصر بعبدا وبيت الوسط لتأليف الحكومة قبل عيد الميلاد مشيرة الى ان ثمة قرارا استراتيجيا كبيرا متخذا في بكركي لعدم التهاون اطلاقا امام ما تراه مخططا مكشوفا لاعادة البلاد الى حقبات الفراغ وهو الامر الذي لن تسكت عنه بكركي الى حين تأليف الحكومة. ولفتت المصادر نفسها الى ان حملة البطريرك الراعي التي انطلقت مع رسالة الميلاد ومضت تصاعدية في عظة يوم العيد الذي غاب فيه رئيس الجمهورية عن قداس الميلاد في بكركي للمرة الأولى بسبب جائحة كورونا لم تقف عند مناسبة الميلاد ابدا اذ تعمد البطريرك الراعي امس تحديدا ان يتسم موقفه الجديد بسمة ملامسة الخط الأحمر الإقليمي الذي يبدو واضحا انه يشكل جانبا خطيرا من جوانب تعطيل تأليف الحكومة . واما العامل الإبرز الآخر الذي تحدثت عنه هذه المصادر فيتمثل في تأكيدها ان بكركي تحظى في مواجهتها المتصاعدة لتعطيل تأليف الحكومة الانقاذية للبنان وإعادة لملمة الأمور قبل الانهيارات الكبيرة المخيفة بدعم فاتيكاني قوي، كانت الترجمة العملية والمعنوية والرمزية الكبيرة له في الرسالة الميلادية التي خَص بها البابا فرنسيس جميع أبناء الشعب اللبناني من كل طوائفه ومناطقه عبر البطريرك الراعي شخصيا الذي تلا الرسالة قبل يوم من إلقاء البابا عظته الميلادية متضمنة الشق المتعلق بلبنان. وأبرزت هذه المبادرة المهمة كما تضيف المصادر الدعم الجدي الذي يمنحه الفاتيكان لموقف بكركي في الضغط على الطبقة السياسية اللبنانية لاستجابة المطالب الملحة للشعب اللبناني الذي يعيش أزمات وجودية وهو الامر الذي وجد له ترجمة بالغة الأهمية في مضمون رسالة البابا الى اللبنانيين بحيث أستعاد مقطعا حرفيا من رسالة للبطريرك المؤسس للبنان الكبير الياس الحويك يتضمن مفهومه للعمل السياسي ويوجه انتقادات الى الزعماء. واما البعد الأبرز في كل ما تقدم فهو في الاعلان المفاجئ للبابا فرنسيس عن اعتزامه زيارة لبنان في اقرب فرصة الامر الذي أضفى صدقية كاملة على مسعى البطريرك الماروني في هذا السياق بعدما كرر في زيارته الأخيرة للفاتيكان توجيه الدعوة الى البابا لزيارة لبنان.


وتبعا لهذه المناخات اتخذ موقف الراعي امس طابع دق جرس الإنذار حيال البعد الخارجي لازمة تأليف الحكومة اذ تحدث عن "قرار مصادر يرهن مصير لبنان بمصير دول أخرى". وقال في سياق حملته على المسؤولين لتخلفهم عن تأليف الحكومة "اني انذر جميع معرقلي تأليف الحكومة من قريب او من بعيد بانهم يتحملون مسؤولية وضع جميع المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل الواحدة تلو الأخرى. وان كان ثمة من يراهن على سقوط الدولة فليعلم ان هذا السقوط لن يفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحكم لان الانتصار على بَعضنا مستحيل بكل المقاييس ولان اللبنانيين شعب لا يقبل اصطناع دولة لا تشبهه ولا تشبه هويته وتاريخه ومجتمعه".


في غضون ذلك دخل المشهد السياسي المتصل بأزمة تأليف الحكومة في حالة شلل كاملة لا يتوقع لها ان تتحرك قبل مطلع السنة الجديدة علما ان الرئيس الحريري غادر لبنان امس لتمضية عطلة رأس السنة مع عائلته في دولة الإمارات العربية المتحدة على ان يعود بعد ذلك الى بيروت. ولفتت أوساط معنية بمأزق التأليف الى ان الأسبوعين الاولين من السنة الجديدة سيكونان على درجة من الأهمية بحيث يشكلان الاثبات الحاسم على تقاطع المصالح وتوزيع الأدوار بين الفريق الرئاسي في بعبدا وحليفه "حزب الله" في التمادي بتعطيل تأليف الحكومة ومنع ولادتها الا في التوقيت الإقليمي والدولي الملائم للمحور الداعم لـ"حزب الله " من جهة ووفق المعايير التي يسعى العهد الى فرضها على الحريري وتطويعه للقبول بحكومته من جهة أخرى.


نصرالله
وسط هذه الأجواء أكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أن لا معطيات دقيقة أو معلومات حول إحتمال قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو إسرائيل بعمل ما في الأيام الفاصلة عن نهاية ولاية عهد ترامب، مشيراً إلى أن "هناك تحليلات لأن هذا المجنون بحالة غضب شديد لكن لا أحد لديه معطيات حسية، وبالتالي قد يحصل وقد لا يحصل". واعتبر "ان محورالمقاومة اقوى من اي وقت مضى".


وشدد في مقابلة عبر قناة "الميادين" على أن "محور المقاومة يجب أن يتعاطى مع هذه الأسابيع بحذر ودقة وإنتباه حتى لا يتم إستدراجنا إلى مواجهة غير محسوبة أو مواجهة في توقيت الأعداء". وعن التهديدات الإسرائيلية، قال: "عندما تسمع الإسرائيليين يطلقون الضجيج الإعلامي فإعلم أن ليس وراء ذلك أفعال حقيقية"، لافتاً إلى أن "المعلومات التي تحدثت عن حصول إنزال إسرائيلي في منطقة، بحسب المعطيات التي لدينا، لم يحصل أي شيء من هذا النوع"، مشيراً إلى أنه "حتى الآن ما نراه بالنسبة إلى الحدود مع لبنان، الإسرائيلي بحالة قلق شديد ولا يزال يقف على إجر ونصف".


وتطرق الى امنه الشخصي متهما "الرياض بانها تحرض على إغتياله منذ وقت طويل، بالحد الأدنى منذ بدء الحرب العدوانية على اليمن"، قائلا أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طرح هذا الأمر في الزيارة الأولى التي قام بها إلى الولايات المتحدة".
 

*********************************************************************

افتتاحية صحيفة  الجمهورية:

 

الحريري يجول على أبو ظبي والرياض وباريس.. وتتمة لمبادرة الراعي مطلع السنة

 

 في الوقت الذي يتأكّد يوماً بعد يوم انّ إنجاز الاستحقاق الحكومي لم يحن اوانه بعد، وانّ النزاع حوله مستمر فصولاً، مناكفات ومحاصصات يمارسها المعنيون وكأنّ البلد المنهار "في ألف خير"، تغزو الاوساط الشعبية مجموعة من التساؤلات منها: كيف يمكن الرهان على تأليف الحكومة، طالما انّ كل الوساطات اصطدمت بالحائط المسدود من قصر الإليزيه إلى بكركي؟ وكيف يمكن الرهان على تأليف حكومة طالما انّ الاتفاق بين أصحاب الشأن غير ممكن؟ فلا المبادرة الفرنسية تمكنت من كسر حلقة الفراغ، ولا مساعي بكركي نجحت في فكفكة العِقَد على رغم نجاحها في إرساء التبريد السياسي، بعد جولات من البيانات بين قصر بعبدا و"بيت الوسط"؟ وماذا يمكن ان ينتظر اللبنانيون بعد، وسط مخاوف أمنية مع جريمة الكحالة المروعة، ومخاوف معيشية مع التدهور المالي المخيف؟ وهل يصحّ القول مع التعثر الحكومي، إنّ حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة هي آخر حكومات العهد، أم انّ الموعد الجديد او الرهان الحكومي الجديد يتوزع بين إعادة جدولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته التي تأجلت إثر إصابته بكورونا، وبين دخول الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض؟


كل المؤشرات تدل الى انّ ترحيل التأليف أُرجئ إلى أمد غير معروف، فلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في وارد التراجع عن سقفه ومطالبه، ولا الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري في وارد حتى الآن التسليم بشروط عون، كما انّه ليس في وارد الاعتذار الذي يُدفع إليه دفعاً من جانب العهد، ما يعني انّ المراوحة مستمرة بلا أفق، والرهان على دخول الرئيس الاميركي الجديد إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل ليس في محله، لأنّ بايدن لن ينظر في وضع لبنان فور تسلّمه مهماته الرسمية، وبالتالي يتوقّف على المسؤولين حزم أمرهم وقرارهم وتقديم التنازلات المشتركة لتأمين ولادة الحكومة العتيدة.


وفي هذا السياق، سألت اوساط سياسية متابعة للإستحقاق الحكومي: ألا تشعر القوى المعنية بالتأليف بالخجل مما آلت إليه الأمور في البلد، وهي تقف مكتوفة ولا تحرّك ساكناً حيال شعب فقير وجائع وأوضاع تزداد تدهوراً؟ وألا تشعر بالخجل من انّ القوى الدولية ترفض الاعتراف بوجودها، وآخر عينة كانت مع الرسالة الخاصة التي وجّهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قائد الجيش العماد جوزف عون بواسطة رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال فرنسوا لوكوانتر، باعتبار "الجيش بقيادته الحالية صمام أمان للبنان، والتأكيد على الوقوف الدائم والمستمر إلى جانبه"، ولو قُدّر لماكرون زيارة لبنان لما التقى مسؤولاً واحداً، وذلك في إدانة ما بعدها إدانة للفريق الحاكم بأنّ الثقة به معدومة، وانّ الحرص الفرنسي والدولي محصور بالشعب اللبناني والمؤسسة العسكرية؟ وألا تشعر هذه القوى بالخجل من كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الميلاد الذي قال فيها: "كنا نراهن على الضمير. كنا في معرض انتظار حكومة تصلح الدولة، لا في معرض تأليف حكومة يسيطر البعض من خلالها على مفاصل البلد. كنا في معرض إنقاذ الشعب لا في معرض إعلان سقوط الدولة. لقد أسفنا كل الأسف لسقوط الوعود التي أُعطيت لنا. فعاد تأليف الحكومة إلى نقطة الصفر. حبذا لو يبادر المعنيون إلى مصارحة الشعب في أسباب عدم تأليف الحكومة، فمن حقه ان يعرف واقعه ومصيره".


وأكثر ما أستوقف المراقبين، التقاطع بين كلام الراعي وكلام البابا فرنسيس، على الأسباب الخارجية لتعثر التأليف، ففي الوقت الذي دعا الراعي المسؤولين إلى "فك أسر لبنان من ملفات المنطقة وصراعاتها"، توجّه البابا إلى المجتمع الدولي قائلاً: "فلنساعد لبنان على البقاء خارج النزاعات والتوترات الإقليمية"، الأمر الذي يؤشر إلى وجود عامل خارجي في كلامهما في موازاة العوامل الداخلية التي تحول دون التأليف.


ولذلك، يُستبعد حصول اي تطور هذا الأسبوع، الذي يبدو فيه البلد في عطلة في انتظار نهاية سنة وحلول أخرى، ولكن السؤال الذي لا إجابة حاسمة عنه بعد يتمثل بالآتي: هل العقدة الحكومية محلية أم خارجية أم العقدتان معاً؟ وكيف يمكن كسر حلقة المراوحة الحكومية، ومتى؟


الحريري الى الخارج
وفي مؤشر الى انّ لا شيئاً متوقعاً حكومياً قبل السنة الجديدة، غادر الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة أمس الى الخارج "في زيارة عائلية" على حدّ تغريدة له عبر "تويتر".


وفي ظلّ التكتم الذي احاطت به مصادر "بيت الوسط" وجهة الحريري المباشرة بالصمت، قالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّه وصل الى دولة الامارات العربية المتحدة بعد ظهر امس، على ان يزور الرياض قبل ان يكون في اليوم الاخير من السنة في باريس الى جانب افراد عائلته، حيث يمضي ثلاثة ايام على الأكثر، على ان يعود الى بيروت مطلع الأسبوع المقبل.


بعبدا لم تشعر
وفي غضون ذلك، وإزاء ردة فعل البطريرك الراعي على ما آلت اليه مبادرته، عقب اللقاء الذي جمعه بالحريري، وما سمّاه في عظته في قداس الاحد أمس "إنذاراً" موجّهاً منه الى"جميع معرقلي تأليف الحكومة، من قريب أو من بعيد"، بـ"أنّهم يتحمّلون مسؤوليّة وضع جميع المؤسّساتِ الدستوريّةِ على مسارِ التعطيلِ، الواحدةِ تلو الأخرى، لأنَّ الدولةَ التي لا تَكتمِلُ مرجِعيّاتُها وتَتكامَلُ في ما بينَها تَسقُط بشكلٍ أو بآخَر"، قالت اوساط قصر بعبدا لـ"الجمهورية"، انّها لم تفهم انّ مثل هذا التحذير موجّه الى رئيس الجمهورية "فهو التقى البطريرك الراعي واجريا قراءة دقيقة للوضع والتطورات، وإن كان له موقف محدّد فلرئيس الجمهورية موقف آخر، وهو امر طبيعي لا يحتمل ان نضعه في إطار سلبي بمقدار ما هو تعدّد في المواقف". وقالت: "وكما تفهّم البطريرك موقف رئيس الجمهورية فأنّه تفهّم بدوره موقف الراعي".


وفي هذه الاجواء، قالت مصادر مطلعة على اجواء بكركي لـ "الجمهورية"، انّ مبادرة الراعي "لن تتوقف عند هذه الحدود، وانّ لها تتمة ستظهر وقائعها في الايام المقبلة، وربما ستخرج الى العلن بعد رأس السنة الجديدة، من دون الاشارة الى اي تفاصيل".


الراعي يهاجم ويُنذر
وكان البطريرك الراعي شبّه في عظة الاحد المسؤولين بهيرودس "عندما يصمّون آذانهم عن سماع كلام الله، ويغمضون عيونهم عن رؤية بؤس شعبنا، ويخافون على كراسيهم فيفقرون شبابنا الواعد ويرغمونه على الهجرة، ويفشلون الباقين الصامدين على أرض الوطن، ويحكمون القبض على السلطة ومفاصلها، وهذا ظاهر في تفشيلهم تشكيل الحكومة قبل عيد الميلاد، وجاءت فترة الأعياد فكانت الأعياد لهم مهرباً للتملُّص من متابعة الجهود لتأليف الحكومة، فيما كان يُفترض بجميع المسؤولين ألّا يتوانوا لحظة واحدة، عن بذل الجهود لتشكيلها، فيما بلادنا تُصارع الانهيار". وقال: "إني أُنذر جميع معرقلي تأليف الحكومة، من قريب أو من بعيد، بأنّهم يتحمّلون مسؤولية وضع كل المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل، الواحدة تلو الأخرى، لأنّ الدولة التي لا تكتملُ مرجعياتُها وتتكاملُ في ما بينها تسقُط بشكل أو بآخر. وإن كان ثمة من يراهن على سقوط الدولة، فليعلم أنّ هذا السقوط لن يفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحكم، لأنّ الانتصار بعضنا على بعض مستحيلٌ بكل المقاييس، ولأنّ اللبنانيين شعبٌ لا يقبلُ اصطناع دولة لا تُشبهُه ولا تشبه هُويته وتاريخه ومجتمعه، ولا تُجسّدُ تضحيات شهدائه في سبيل الحرية والكرامة".واضاف: "إندفاعاً منا بدعوة البابا فرنسيس في رسالته بالصمود كأرز لبنان (...) سنعمل مجدداً مع المسؤولين على إعادة دفع عملية تأليف الحكومة إلى الأمام. هذا مطلب الشعب وحقُه، وهذه مصلحةُ لبنان". وأكّد "إنّ إنقاذ لبنان سياسياً واقتصادياً ومالياً لا يزالُ ممكناً في حال تـمّ تشكيلُ حكومة تضُمُّ شخصيات توحي الثقة بكفاءاتها وسُمعتها واستقلاليتها، لا أشخاصاً يُجفلُون الرأي العام ويُنفرون المجتمع الدولي".


نصرالله
في ظلّ هذا الواقع أطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في "حوار العام" عبر قناتي "الميادين" و"المنار"، فقال رداً على سؤال حول احتمال لجوء الرئيس الاميركي ترامب الى ضربة عسكرية في أواخر أيامه في البيت الابيض، إن "لا معطيات دقيقة حول احتمال قيام ترامب بذلك، ولكن هناك تحليلات تتعلق بشخصية ترامب وهو مجنون غاضب"، مشيراً الى "قلق القادة الكبار في الحزبين الديموقراطي والجمهوري في اميركا من غضبه وما يمكن ان يُقدم عليه". ودعا الى "التعاطي بحذر ودقة مع هذه المرحلة لكي لا يتمّ استدراج اي جهة من محور المقاومة".


وتطرق نصرالله الى ملف تأليف الحكومة فقال، إنّ "الحكومة لا تزال تحتاج الى وقت، وهناك اجواء ايجابية وتعاون بيننا وبين الحريري،وانّ المعنيين يؤكّدون أنّ أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية، والمشكلة الأساسية تكمن في غياب الثقة وفي شكل أساسي بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري".


وعن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، قال نصرالله: "لا أعتقد أنّ تقدّماً سيحصل في ملف ترسيم الحدود في ظلّ الإدارة الأميركية الحالية. ومن حقنا الطبيعي أن نمنع أي سرقة إسرائيلية للمياه اللبنانية وأداء الدولة اللبنانية في الملف جيد".


ووصف نصرالله التهديدات الاسرائيلية بأنّها "مجرد رفع للصوت"، محذّراً في الوقت عينه من "هذا العدو والتفكير في أن يقوم بعمل ما". ولفت الى "وجود مقاربات تقول إنّ الادارة الاميركية الجديدة ربما يكون لديها موقف مختلف بالنسبة الى حلّ القضية الفلسطينية، وربما في العودة للاتفاق النووي مع ايران".


ونفى نصرالله وجود معلومات عن احتمالات أمر عسكري ما قد يحصل، كذلك نفى حصول انزال اسرائيلي في منطقة الجية كما أشيع سابقاً، ومؤكّداً "أنّ الاسرائيلي لا يزال يقف على رجل ونص على الحدود".


وكشف عن وجود اكثر من جهة ابلغته بمعلومات عن التخطيط لإغتياله خصوصاً في الفترة ما قبل الانتخابات الاميركية، ملمّحاً الى "الاحتياط الدائم، لأنني مستهدف اميركياً واسرائيلياً". واتهم السعودية بالتحريض على اغتياله وخصوصاً منذ وقوع الحرب على اليمن، مؤكّداً أنّها معلومات وصلته، رابطاً هذه المعلومات بزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للولايات المتحدة الاميركية، وقال انّ المعلومات التي وصلته "من جهات شرقية وغربية" تشير الى "موافقة الاميركي على الاغتيال وانّها بتمويل سعودي".


لبنان لم يتبلّغ
من جهة ثانية، وتعليقاً على ردة الفعل السورية تجاه إحتراق مخيم بحنين للنازحين السوريين مساء أمس الاول، قالت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ "الجمهورية"، انّ وزارة الخارجية لم تتلق اي اتصال من اي مسؤول سوري بأي شكل من الأشكال لا مباشرة ولا عبر سفارة لبنان في دمشق، وانّ وزير الخارجية شربل وهبه اطلع على مضمون البيان الصادر عن وزارة الخارجية مثلما اطلع عليه اللبنانيون من خلال وسائل الاعلام.


ولفتت المصادر، الى انّ الحادث بكافة تفاصيله في يد القوى العسكرية والسلطات القضائية وهي تقوم بالمهام التي عليها القيام بها حفاظاً على امن اللبنانيين والنازحين السوريين في آن.


ورحّبت المصادر بالدعوة التي وجّهها مصدر رسمي في وزارة الخارجية الى أنّ "المواطنين الذين أُرغموا على مغادرة البلاد بفعل الحرب الظالمة، للعودة إلى وطنهم، وأنّ الحكومة تبذل كافة الجهود لتسهيل عودتهم"، متمنية اقران القول بالفعل في هذا الإتجاه. "ففي سوريا استعادت مناطق واسعة هدوءها ويمكنها استيعاب مواطنيها في ظروف افضل من تلك التي يعيشونها في لبنان".


مخيم بحنين للنازحين
وكانت المنظمات الدولية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، بدأت أمس مسح الأضرار التي خلّفها حريق مخيم النازحين السوريين في منطقة بحنين، حيث تبيّن أنّ المخيم احترق كلياً، والبنى التحتية التي كانت الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية بنتها من مياه ساخنة وخزانات أُتلفت بكاملها.


في المقابل، بدأ عدد من الجمعيات الأهلية المحلية والدولية والمؤسسات التابعة للسفارات ولا سيما منها السفارة السعودية، بإرسال مساعدات عينية للنازحين من أغطية وفرش.


وعمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في لبنان، وبالتنسيق مع جهاز "إسعاف سبل السلام"، على نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة من المخيم، ووزع بالتعاون مع "جمعية الأيادي البيضاء" و"جمعية سبل السلام الاجتماعية" و"جمعية الغنى الخيرية"، خيماً كبيرة وأواني منزلية وحقائب شتوية وبطانيات ومواد غذائية، تكفي العائلات البالغ عددها 90 نحو شهر.


ودانت منسقية المنية في تيار "المستقبل" في بيان إحراق المخيم، وقالت في بيان: "لم تتعود المنية ولا أهلها إلاّ أن يكونوا السند الدائم للمظلومين أينما كانوا، وخير شاهد على ذلك حرب تموز 2006 حينما فتحت المنية حضنها لاخواننا من الضاحية والجنوب، كما كان الحال مع أخواننا السوريين الذين فروا من براثن الظلم والاستبداد والدمار والقتل الى ربوع المنية، منية الكرم وحسن الضيافة ونبراس الأخوة والتآخي". وأضافت: "إنّ ما حصل من اعتداء على الآمنين - وإن شذّ بعضهم- لهو أمر مستنكر ولا يمكن أن يقبله عاقل أو مؤمن. وبالتالي فإننا كتيار يؤمن بالعدل والمحبة ويدعو الى التآلف والتكاتف ونبذ الحقد والكراهية، ندعو القوى الأمنية الى كشف ملابسات الحادثة ومحاسبة الفاعلين، فهكذا أعمال فردية لا تمثل المنية ولا أهلها، ونحن منها براء".


واستنكر الحزب التقدمي الإشتراكي الحادث، وأكّد "ضرورة التعامل بأعلى درجات المسؤولية مع الحادث المرفوض"، مطالباً المؤسسات الدولية بـ "الاستجابة السريعة لتأمين المسكن للنازحين المتضررين، حتى إعادة بناء المخيم"، مشدّداً على "ملاحقة المعتدين ومنع أي تداعيات اجتماعية لما حصل".


من جهته، دان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إحراق المخيم، واصفاً ما جرى بـ "الجريمة النكراء التي تستحق العقاب الشديد من الذين قاموا بهذا العمل المشين بحق الإنسانية"، مؤكّداً أنّ "النازحين السوريين في لبنان هم ضيوف كرام وعلينا مساعدتهم ودعمهم لحين عودتهم".


وكانت قيادة الجيش قد أعلنت في بيان "توقيف مواطنين لبنانيين وستة سوريين على خلفية إشكال فردي وقع في ببنين بين مجموعة شبان لبنانيين وعدد من العمال السوريين، ما لبث أن تطور إلى إطلاق نار في الهواء من قِبل الشبان اللبنانيين الذين عمدوا أيضاً الى إحراق خيم النازحين السوريين". يُذكر أنّ المخيّم كان يضمّ نحو 90 عائلة مؤلّفة من 450 شخصاً.


كورونا
وعلى صعيد كورونا، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس، عن تسجيل 1754 إصابة جديدة بهذا الوباء (1744 محلية و10 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 171226 إصابة. وكذلك تمّ تسجيل 15 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الإجمالي للوفيات 1394 حالة.


وأعلنت أمس شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي عن تنظيم 70 محضر ضبط خلال أسبوع، في حق ملاه ليلية وحانات ومطاعم، وتمّ ختم 6 منها بالشمع الأحمر، لمخالفتها قرار التعبئة العامة، لجهة عدم التقيّد بشروط الصحة والسلامة العامة، كوضع الموظفين "الكمامة"، والتباعد الاجتماعي، والقدرة الاستيعابية المسموح بها، وتقديم النرجيلة في الأماكن المغلقة، إلخ...". وحذّرت المديرية "أصحاب هذه المؤسسات من الاستهتار بصحة مرتاديها والعاملين فيها، وأنّ كل مخالفة ستعرّض المؤسسة للختم بالشمع الأحمر".
 

***********************************************************************

افتتاحية صحيفة  نداء الوطن:

 

ترقّب دخول فرنسي على خط "الحقائب الخلافية" مطلع العام الراعي "يبقّ البحصة": يرهنون مصير لبنان بدول أخرى

 

في بلد يتنازع حكامه كراسي السلطة باسم الله والدين والطائفة والمذهب، وهم في حقيقة الأمر "لا ربّ لهم سوى مراكزهم ومصالحهم"، وفق توصيف المطران الياس عودة لحكّام لبنان، تضيق فسحة الرجاء بفرص الإنقاذ يوماً بعد آخر لجملة أسباب وشواهد، وفي مقدمها ما لمسه البطريرك الماروني بشارة الراعي جراء معاينته عن كثب للمعضلة الحكومية: "القرار مُصادَر وهناك من يرهن مصير لبنان ‏بدول أخرى". لكن ورغم هذا التشخيص الدقيق لمكمن الاستنزاف اللبناني، لا يبدو الراعي في وارد التراجع عن رفع راية الدولة في مواجهة مشروع إسقاطها، "ولن يستكين في إعلاء صوت الحياد السيادي الإيجابي فوق كل اعتبار يعلي المصالح الخارجية على المصلحة الوطنية"، كما نقل زوار بكركي من المهنئين بعيد الميلاد.


وكما مشروع الحياد واضح المعالم والمرامي في طرح البطريرك الماروني الإنقاذي للدولة تصدياً لكل "من يراهن على سقوطها لانتزاع الحكم"، كذلك مشروع الالتصاق بمشروع إيران في المنطقة كان واضحاً في "حوار العام"، الذي أطل به الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على اللبنانيين أمس، لا سيما وأنّ "محور حديثه واهتمامه تعاطى بشكل هامشي مع معاناة اللبنانيين وأزمة البلد، وتركز بشكل أساس على كيفية تكريس لبنان كجبهة إسناد للمحور الإيراني في المنطقة"، حسبما رأت أوساط سياسية في الرسائل التي وجهها نصرالله في مواجهة الغرب والعرب، تحت مظلة الذكرى السنوية لاغتيال اللواء قاسم سليماني.


وفي معرض حديثه عن إيران بوصفها "القوة الإقليمية العظمى"، توقفت الأوساط عند سلسلة مؤشرات تؤكد التعامل مع لبنان "كساحة إيرانية"، بدءاً مما كشفه نصرالله عن توليه شخصياً مهمة "تصدير صواريخ كورنيت من لبنان إلى قطاع غزة بطلب من سليماني"، مروراً بإعلانه جاهزية "محور المقاومة" لمواجهة أي فعل عسكري يمكن أن يقوم به الرئيس دونالد ترامب "الغاضب المجنون" في آخر ولايته ضد طهران، وصولاً إلى التحضير للمواجهة التي ستحصل "في يوم من الأيام" بين المحور الإيراني وأميركا وإسرائيل، واعتباره أنّ فعل الانتقام لدماء سليماني "ليس واجباً إيرانياً فقط".


أما عن إشارة الأمين العام لـ"حزب الله" إلى ضرورة انتظار "الإدارة الأميركية الجديدة التي يقال إنّ لديها موقفاً مختلفاً في بعض الأمور"، فلاحظت الأوساط نفسها أنها تتصل في أحد أبعادها "بموقف الحزب الحقيقي من الملف الحكومي، ما يشي بأنّ التأليف بات بحكم المؤجل عملياً إلى ما بعد 22 كانون الثاني المقبل"، وهو هامش زمني يستفيد منه راهناً رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل لوضع العراقيل أمام ولادة الحكومة العتيدة "بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن حزب الله"، مذكرةً بأنّ البطريرك الماروني لم يتوانَ عن التشديد بشكل صريح على كون "وضع الشروط والمعايير المستحدثة يربط تأليف حكومة لبنان بصراعات المنطقة والعالم"، متسائلاً: "أيُّ ضمير يسمح بربط إنقاذ لبنان بصراعات لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد؟".


وفي المقابل، سار باسيل على خطى رئيس الجمهورية ميشال عون في معايدة بكركي "عن بُعد" مع تكليفه وفداً من تكتل "لبنان القوي" بزيارة الصرح البطريركي، لمعايدة الراعي غداة اعتذار عون عن المشاركة في قداس الميلاد، وهو ما وضعه مراقبون في خانة إبداء الاستياء العوني من مضامين المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني، غداة الإخفاق الرئاسي في تشكيل الحكومة قبل عطلة الأعياد. في حين أتى الإعلان عن مغادرة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لبنان في زيارة عائلية أمس، ليعكس عقم المحاولات الآيلة إلى استيلاد الحكومة قبل نهاية العام والتسليم بترحيل هذه المهمة إلى العام الجديد.


وفي هذا الإطار، تحدثت مصادر مواكبة للملف الحكومي عن ترقب "دخول فرنسي مباشر مطلع العام على خط الحقائب التي يدور الخلاف حولها بين عون والحريري"، ولم تستبعد أن يشهد الشهر المقبل "زيارات فرنسية إلى بيروت للضغط باتجاه حل هذا الخلاف، عبر طروحات تركز بشكل مباشر على حقيبة العدل عبر إلحاق التسميات المقترحة لتوليها، بالحقائب الوزارية الأخرى التي يجب أن تتولاها شخصيات اختصاصية غير محسوبة على أي جهة سياسية، لما لوزارة العدل من دور أساسي في المرحلة المقبلة، حيث ستكون أمامها استحقاقات تحتاج إلى تكريس مفهوم استقلالية القضاء في مهمات الإصلاح ومكافحة الفساد".

 

**********************************************************************

افتتاحية صحيفة  الشرق:

 

عون يقاطع قداس الميلاد.. والراعي ينذر المعرقلين

 

في عتمة اللبنانيين الحالكة ولياليهم السوداء التي حرمتهم فرحة الميلاد، لم يعد من مكان للافراح ولا للاعياد او حتى للأمل الذي قضت عليه المنظومة الحاكمة لتكرس مكانه اليأس في النفوس. وبصيص النور الذي عاينوه يوما ما من نافذة ثورة 17 تشرين اختفى الا من الامنيات لدى من تبقى من شباب لم تتوفر لديهم فرصة الهجرة بعد. قصة اللبنانيين مع المعاناة تبدو طويلة ومعقدة ما دام من لم تعد تليق بهم صفة المسؤولية يتحكمون بمصيرهم بوقاحة و"فجور" لا نظير لهما . لا يهمهم انقاذا ولا خلاص شعب ولا هلاك وطن. محاصصاتهم الحكومية هي الاهم. لا تهمهم بهدلة يومية من كبار حكام العالم المدنيين والروحيين ولا يعيرونها اذانا صاغية على الارجح لان من يوشوشون في اذانهم من جيوش المستشارين يصورون البلد جنّة وهم ملائكتها.


غياب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن قداس الميلاد في بكركي سيترك ولا بد ندوبا عميقة في جسد العلاقة مع البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي يدرك ان حقيقة الغياب ليست "كورونية" انما سياسية على خلفية ما تضمنته رسالته الميلادية من تحميل تبعات عدم تشكيل الحكومة للرئيسين عون والمكلف سعد الحريري، وما قالة قداسة البابا فرنسيس من كلام قاس بحق المسؤولين اللبنانييين.
وفي الوقت الضائع ، اذ بات في حكم المؤكد ان لا حكومة في المدى المنظور لاسباب اقليمية لم تعد خافية على احد، يصرف اللبنانيون اوقاتهم المهدورة في تتبع مصائب كورونا وانتشار فيروسه المستجد وارقام اصاباته المخيفة كما في ملاحقة فضائح ضبط اطنان من الكبتاغون بقيمة مليار دولار لحزب الله في ايطاليا من دون ان يرف للسلطة جفن او تحرك ساكنا حكوميا او قضائيا لاتخاذ اجراء يرفع عنها المزيد من تهم الفساد والفشل والعجز.


الراعي ينذر
وامس انذر البطريرك الراعي في عظة الاحد جميع معرقلي تأليف الحكومة، من قريب أو من بعيد، بأنهم يتحملون مسؤولية وضع جميع المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل، الواحدة تلو الأخرى، لأن الدولة التي لا تكتملُ مرجعياتُها وتتكاملُ في ما بينها تسقُط بشكل أو بآخر. وإن كان ثمة من يراهن على سقوط الدولة، فليعلم أن هذا السقوط لن يفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحكم، لأن الانتصار على بعضنا البعض مستحيلٌ بكل المقاييس، ولأن اللبنانيين شعبٌ لا يقبلُ اصطناع دولة لا تُشبهُه ولا تشبه هُويته وتاريخه ومجتمعه، ولا تُجسدُ تضحيات شهدائه في سبيل الحرية والكرامة.


قنبلة على الحدود
في المقلب الامني، وغداة القصف الاسرائيلي لمركز البحوث العلمية في مدينة مصياف جنوب غربي محافظة حماة ما ادى الى تدميره، سمعت صباحا اصوات انفجارات على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية تردد انها عبوة ناسفة قبالة بلدة العديسة، ليتبين لاحقا انها ليست كذلك. ونفى الجيش الإسرائيلي المعلومات والأخبار عن استهداف دورية إسرائيلية بعبوة ناسفة على الحدود. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر "تويتر": "إن الانفجارات التي سمعت على الحدود مع لبنان ناتجة عن أعمال ميدانية اعتيادية لجيش الدفاع على الحدود". وأضاف: "خلافًا للادعاءات، لم يتم تفجير أي عبوة ناسفة ضد قواتنا. كما أن جيش الدفاع يعمل بطرق مفاجئة ومتنوعة للحفاظ على أمن الحدود".


من جهته ، علق عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض على الحادثة الحدودية بالقول" لم يحصل اي عمل عسكري عابر للحدود في فلسطين وما حصل لا علاقة للمقاومة به.


لا رد اميركيا
على خط آخر،اكدت مصادر عليمة ان لبنان لم يحصل على اي مستند كان طلبه الرئيس عون من واشنطن في شأن العقوبات التي فرضت على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بتهم الفساد والتعاون مع حزب الله. واشارت الى ان الجهات الاميركية المعنية لم تبلغ اي رد حتى الساعة على طلب لبنان.


قبلان يهنئ
الى ذلك، اتصل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده والمرجعيات الروحية المسيحية، مهنئا بعيد الميلاد المجيد، معتبرا ان البلد لم يعد يحتمل كل هذه الصراعات والتحديات، وبات في حاجة إلى من يضحي ويتنازل من أجل هذا الشعب الذي تحمل الكثير ودفع من الأثمان غاليا، لا بل أصبح من الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني أن تسقط كل المعايير وتزول كل الشروط والشروط المضادة أمام هول الكارثة التي حلت بلبنان وأصابت جميع اللبنانيين، ونذهب إلى حكومة قادرة على وقف الانهيار".
 

*********************************************************************

افتتاحية صحيفة  الشرق الأوسط:

 

الراعي: سقوط الدولة لن يفيد المراهنين عليه لانتزاع الحكم

 

 دخلت مباحثات تشكيل الحكومة اللبنانية في إجازة إلى السنة الجديدة، إثر التعثر الذي حصل في الأسبوع الماضي بعد فشل القوى السياسية في الاتفاق على تشكيلة حكومية، وسط تحذيرات لافتة صدرت عن البطريرك الماروني بشارة الراعي من سقوط الدولة، مؤكداً أن سقوطها لن يفيد المراهنين عليه لانتزاع الحكم.


وانتقد الراعي في عظة الأحد (أمس)، "المسؤولين الذين يغمضون عيونهم عن رؤية بؤس شعبنا، ويخافون على كراسيهم فيُفقرون شبابنا الواعد ويرغمونه على الهجرة، ويُفشلون الباقين الصامدين على أرض الوطن، ويُحكمون القبض على السلطة ومفاصلها"، معتبراً أن "هذا ظاهر في تفشيلهم تشكيل الحكومة قبل عيد الميلاد".


وقال الراعي: "جاءت فترة الأعياد فكانت الأعياد لهم مهرباً للتملُّص من متابعة الجهود لتأليف الحكومة، فيما كان يُفترض بجميع المسؤولين ألا يتوانوا لحظة واحدة، عن بذل الجهود لتشكيلها فيما بلادنا تُصارع الانهيار".


وإذ أمل الراعي أن "يختلي كبار المسؤولين بأنفسهم، ويتذاكروا مع ضمائرهم، ويقيّموا مواقفهم وخياراتهم وأداءهم، ويستخلصوا العِبر الـمُنقذة والقرارات الصائبة"، أكد أنهم "بهذا العمل يستعيدون القرار المصادَر ويضعون حدّاً لكل من يرهن مصير لبنان بمصير دول أخرى". وقال إن "الحليف هو من حالف على الخير لا على تفشيل الحليف وتعطيل المؤسسات والصلاحيات والقرارات الوطنية، ومنع قيام السلطة".


وأنذر البطريرك الماروني "جميع معرقلي تأليف الحكومة، من قريب أو من بعيد، بأنهم يتحملون مسؤولية وضع جميع المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل، الواحدة تلو الأخرى، لأن الدولة التي لا تكتملُ مرجعياتُها وتتكاملُ فيما بينها تسقُط بشكل أو بآخر".


وقال: "إن كان ثمة مَن يراهن على سقوط الدولة، فليعلم أن هذا السقوط لن يفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحكم، لأن انتصار بعضنا على بعض مستحيلٌ بكل المقاييس، ولأن اللبنانيين شعبٌ لا يقبلُ اصطناع دولة لا تُشبهُه ولا تشبه هُويته وتاريخه ومجتمعه، ولا تُجسدُ تضحيات شهدائه في سبيل الحرية والكرامة".


وشكر الراعي البابا فرنسيس على الرسالة التي وجهها إلى اللبنانيين ليلة عيد الميلاد، ودعا المسؤولين السياسيين إلى الاتعاظ "بألمه العميق من جراء اختطافهم كل الآمال الغالية بالعيش بسلام، وببقاء لبنان، للتاريخ وللعالم، رسالة حرية وشهادة للعيش الكريم معاً". كما دعا هؤلاء المسؤولين إلى الإحساس بشعوره العميق بهول الخسارة وبخاصة عندما يفكر في الشباب الذين انتُزع منهم كل أمل بمستقبل أفضل.


إجازة الحريري
وفيما أعلن المكتب الإعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري، أنه غادر البلاد في إجازة عائلية، رأى عضو تكتل "التنمية والتحرير" النائب أنور الخليل، أنْ "لا حكومة إذا بقي التعنت وطلب الثلث المعطل سيدَي الموقف"، قائلاً في تصريح إن "الدولة بوضعها الحالي عاجزة عن اتخاذ الخطوات المطلوبة لإنقاذ الوضع الاقتصادي المالي المعيشي المتفاقم، ولا سيما أن كل المؤشرات الاقتصادية المسجلة هي في أدنى المستويات التي سُجلت عالمياً لهذا العام".


وقال: "من هذا المنطلق، لا بديل لتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين، تتولى المهمة وفق المبادرة الفرنسية وتبدأ بالإصلاحات المطلوبة لمواجهة التحديات والحصول على الدعم المالي المطلوب واستعادة الثقتين المحلية والدولية بالدولة".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram