افتتاحية صحيفة البناء:
اليوم حملة عربية عالمية لنصرة فلسطين… والعاروري يرد على حملة بلينكن
نتنياهو يقدم حكومة الوحدة للكنيست… ولبيد: لم أشارك لان نتنياهو سبب الكارثة
سفن بريطانية وحاملة طائرات أميركية ثانية لطمأنة الكيان والتجرؤ لاقتحام غزة
تخرج حشود شعبية في عشرات العواصم والمدن بعد ظهر اليوم تلبية لنداء حركة حماس لانطلاق حملة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بعد صلاة الجمعة، يشهدها لبنان والعراق وإيران وسورية والأردن واليمن والجزائر وتونس والمغرب إضافة لعواصم أوروبية عديدة بالإضافة الى عدة مدن أميركية. وتأتي هذه الحملة رداً على حملة الشيطنة الي تتعرّض لها عملية طوفان الأقصى، بعدما انكشف وجود خطة يقودها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، تحمل اسمه تحت عنوان المحرقة الثانية، تمّت بتمويل شركات وشخصيات داعمة لكيان الاحتلال، واعتمدت الذكاء الصناعي لتزوير صور وفيديوهات وإظهار عمليات قطع رؤوس أطفال وإحراق أطفال واغتصاب نساء وادعاء أنها جزء مما جرى في عملية طوفان الأقصى. وفيما تولى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري تفنيد الحملة وتحدّي مَن يقف وراءها تقديم أي إثبات يتضمن أسماء حقيقية وشهادات موثقة لتأكيد أي جزء من هذه الرواية الملفقة، ووصلت الى الصحف العالمية التي رددت الاتهامات مراسلات تكذيب مرفقة بالتهديد بالملاحقة القضائية، ما استدعى انسحاب العديد منها من السردية المزورة. بينما قال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية أن لا تأكيدات تثبت صحة ما قاله الرئيس جو بايدن من اتهامات بحق حماس، بينما قال وزير الخارجية انتوني بلينكن إن ليس لديه سبب لعدم تصديق ما قاله بنيامين نتنياهو.
نتنياهو الذي يقف متريثاً في قرار الحرب الفعلية، مكتفياً بعمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة عبر عملية تدمير منهجية مستمرة، فيما الحصار مطبق على غزة بكل ما له صلة بالحياة من ماء وكهرباء ودواء وطعام، مستقوياً بالدعم الأميركي المفتوح ومن ورائه إسناد غربي لامحدود، حيث أعلن الأميركيون ارسال حاملة طائرات ثانية الى المنطقة، بينما أعلنت بريطانيا عن إرسال سفن حربية وتنظيم طلعات جوية إسناداً لكيان الاحتلال، لكن نتنياهو خائف من بدء عملية برية رغم كل هذا التشجيع لأنه يعلم ان هذه الحشود لها دور معنوي، ولا قيمة عسكرية لوجودها، حتى في ردع قوى محور المقاومة وفي طليعتها حزب الله، إذا بدأ الهجوم البري، لذلك يستهلك نتنياهو الوقت ببطء مكتفياً بأعمال القتل والتدمير، مقدماً حكومته المعدلة أمام الكنيست، بمشاركة يتيمة من بني غانتس بعدما فشلت محاولات جذب جسم المعارضة الذي يقوده عملياً يائير لبيد والذي قال إنه لم ينضم لحكومة الوحدة لأنه يعتبر ان نتنياهو سبب الكارثة، ولا يُخرج الكيان من الكارثة مَن تسبّب بها.
وبعد أيام من التوتر وحبس الأنفاس على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، سيطر الهدوء الحذر يوم أمس، على طول الجبهة الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار حالة الذعر والرعب في كامل منطقة شمال فلسطين المحتلة، وحيث يسود الشلل التام وتمّ إخلاء المستوطنات على عمق 5 كيلومترات فيما لازم سكان بقية المستوطنات الملاجئ وتعطلت الحياة الاقتصادية. ويتخذ جيش الاحتلال إجراءات مشددة تخوفاً من عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان.
وأشارت مصادر ميدانية في المقاومة لـ»البناء» الى أن «المقاومة استطاعت ببعض العمليات والإجراءات الأمنية والعسكرية والرسائل الإعلامية من أن توقف كيان الاحتلال على «إجر ونص» منذ 5 أيام كما سبق وقال الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله، وذلك من خلال حبس مئات آلاف المستوطنين في الملاجئ وإجلاء الآلاف من السكان وتعطيل كل دورة الحياة وبث الرعب في نفوس الجيش والمستوطنين، ما يجعل الكيان يعيش أسوأ مرحلة في تاريخه». ولاحظت المصادر أن «جيش الاحتلال يحاول تفادي الاشتباك مع المقاومة على الحدود، وبالتالي لا يريد فتح جبهة جديدة في الجنوب لكي يريد التفرّغ للمعركة مع قطاع غزة»، وشدّدت المصادر على أن «المقاومة لن تخضع للضغوط الدولية والأميركية تحديداً التي تحمل رسائل التهديد، وبالتالي لن توقف عملياتها على الحدود متى ترى ذلك مناسباً»، مشيرة الى أن «المقاومة لن تقف مكتوفة اليدين بحال تمادى العدو بعدوانه على لبنان أو على غزة»، مؤكدة أن المقاومة أعدّت مفاجآت مدوية ستقلب الموازين وتغير مجرى الحرب مع العدو الإسرائيلي وستسجّل إنجازات وانتصارات ستلاقي الانتصارات التي تسطرها المقاومة في فلسطين». وتشير المصادر الى أن «الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا تستطيع الاستمرار بأجواء الحرب والذعر والحياة تحت الأرض لوقت طويل».
وعكس الإطلاق المتكرر لصفارات الإنذار في منطقة الشمال وإطلاق صواريخ الباتريوت بالخطأ، حالة الإرباك التي تعيشها قيادة الاحتلال العسكرية والاستخبارية، وألقت القوات الإسرائيلية قنابل مضيئة في أجواء الحدود فوق مستعمرة شتولا مقابل رامية وعيتا الشعب وعديسة مقابل مستعمرة مسكفعام». كما نفت مصادر إعلامية إطلاق صواريخ على مستعمرة المطلة، موضحة أنّ «الانفجارات التي سمع دويها ناتجة عن انفجار 3 صواريخ باتريوت فوق الأراضي اللبنانية من سهل الخيام – مرجعيون مقابل المستعمرة سبقها انطلاق صفارات الإنذار».
وأكّدت إذاعة جيش الاحتلال، مقتل جندي من الجيش الإسرائيلي، جراء استهداف بصاروخ موجّه من قبل حزب الله على الحدود مع لبنان يوم أمس (أمس الأول) في الضهيرة.
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن الحكومة اللبنانية تتلقى يومياً اتصالات ديبلوماسية أميركية وأوروبية وعربية تدعو الحكومة إلى الضغط على حزب الله لكي لا ينخرط في المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن خبراء عسكريين أكدوا لـ»البناء» أن «كافة الجبهات ستفتح دفعة واحدة أو بشكل متتالٍ بحال تجاوزت «اسرائيل» الخطوط الحمر، وهذه الخطوط تقرّرها غرفة عمليات محور المقاومة»، موضحين أن «المقاومة في فلسطين لا تزال يدها العليا وتملك زمام الأمور وتحتفظ بأوراق قوة على رأسها الأسرى الإسرائيليون العسكريون والمدنيون اضافة الى الاستمرار في اطلاق الصواريخ والقتال في غلاف غزة، وبالتالي ليست بحاجة حالياً الى باقي الجبهات». ولفت الخبراء الى أن «جيش الاحتلال يحتاج الى فترة أسبوع الى ثلاثة أسابيع كي يجري الاستعدادات والجهوزية القتالية والتسليحية والميدانية للدخول بعملية برية الى قطاع غزة»، موضحين أن الأميركيين يدركون أن جيش الاحتلال غير مؤهل لحرب طويلة كهذه، ولذلك جاءت حاملة الطائرات والدعم بالسلاح والذخيرة لكي ترفع من قدرات جيش الاحتلال المعنوية والعسكرية».
في المواقف، أعلن البيت الأبيض، أن «الولايات المتحدة تراجع دوماً العقوبات على إيران وتراقب حزب الله عن كثب ولا تريد توسّع رقعة الصراع في غزة»، وكشف أن «لا دليل محدداً على تورّط إيران في الهجوم على «إسرائيل»، لكنها متواطئة بشكل عام».
وهاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت. وفي مؤتمر لمؤيدين له في فلوريدا، ذكر انّ «نتانياهو مخيب للآمال وغالانت غبي».
وأشار إلى أنّ «نتنياهو لم يكن مستعدًا وإسرائيل لم تكن مستعدة»، في إشارة إلى الفشل الاستخباراتي الذي أدى إلى الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» على مستوطنات غلاف غزة.
في المقابل ندّد الرئيس الأميركي جو بايدن بوصف ترامب لحزب الله بـ»الذكي جداً»، وذكر بايدن في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ «دعم بلدنا لـ»إسرائيل» حاسم ولا يتزعزع»، وليس هذا بالوقت المناسب للثناء على الذين يسعون لـ»تدميرها».
بدوره، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن «الأولوية لتجنب تمدّد الصراع في غزة وبخاصة إلى لبنان».
من جهة مقابلة، أكّد وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، خلال مؤتمر صحافي فور وصوله إلى مطار بيروت الدولي إلى «أننا في بيروت نعلن بصوت عالٍ أن الشعوب والدول الإسلامية لا تطيق استمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني»، مشددًا على أنّ «نزوح فلسطينيين خلال 3 أيام وقطع المياه والكهرباء والأدوية عن أهل غزة تعتبر جريمة حرب يرتكبها الكيان الصهيوني».
وأعلن عبداللهيان أنّ «استمرار جرائم الحرب ضد الفلسطينيين وغزة سيلقى ردًا من باقي المحور، والكيان الصهيوني سيكون مسؤولًا عن عواقب ذلك»، مؤكدًا «أننا واستمرارًا من مشاوراتنا ستكون لنا لقاءات مع المسؤولين في لبنان بشأن غزة وإجراء المشاورات بشأن القضايا العالمية والإقليمية».
وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف، ناقشا خلاله الوضع في لبنان والمنطقة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. كما تم التداول والتنسيق حول عقد جلسة طارئة لرؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مخصصة لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة.
الى ذلك، أوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ «أسباب المعركة في غزة معروفة وهي غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية».
ولفت خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت في السراي الحكومي إلى أنّ «التعدي المتكرر على المقدسات الإسلامية والمسيحية أجج المشاعر، ونحن جميعًا معنيون بما يجري هناك ولا يمكن أن نكون إلا إلى جانب الحق والعدالة»، معلنًا أنّ «مجلس الوزراء يدين بشدّة الأفعال الجرمية الذي يقترفها العدو الصهيوني في غزة ونؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله». وأشار ميقاتي إلى أنّ «لبنان يشدد في هذه المرحلة على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار، مع تأكيد أن قضية فلسطين هي قضية عادلة». ورأى أنّ «لبنان في عين العاصفة فما يجري على حدودنا الجنوبية يثير لدينا القلق العميق والاستنكار لأن مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الأزرق نتيجة للاستفزازات الإسرائيلية والخرق الإسرائيلي الدائم للقرار 1701»، مشيرًا إلى «أننا على تنسيق دائم مع كافة القوى السياسية الفاعلة في لبنان ونحثها على ضبط النفس».
وأعلن ميقاتي أنّ «وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب سيزور سورية في 23 الحالي مع الوفد المرافق، ونأمل أن يتفهم كل الأفرقاء الوضع الدقيق الذي يمر به لبنان والمقاطعة لا تجدي نفعًا»، كاشفًا «أنني طلبت من بوحبيب تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي ضد «إسرائيل» على خلفية اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان».
********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
خطط بلدية وأهلية وحزبية للإيواء... الجنوبيون ليسوا وحدهم
في غياب أي خطة طوارئ حكومية تحسّباً لامتداد الجنون الإسرائيلي إلى لبنان، بدأت بلديات وأحزاب وجمعيات أهلية ومبادرات شبابية إعداد خطط تحسّباً لأي موجة نزوح، خصوصاً من الجنوب والضاحية وبعلبك - الهرمل، في حال تدحرجت الأوضاع العسكرية نحو حرب شاملة. وما يتم تحضيره هو من باب الاحتياط، لا التهويل أو الضعف، وما تقتضيه البربرية الإسرائيلية المُتصاعِدَة منذ أيام مع عجز العدو عن استيعاب حجم الهزيمة، ومحاولته تغيير المعادلات الجديدة التي أرساها «طوفان الأقصى»، كما تقتضيه ظروف التهجير السابقة، كما في عدوان تموز 2006، عندما توزّع النازحون على مختلف المناطق إضافة إلى سوريا. واللافت أنه رغم ارتفاع منسوب التشنّج السياسي - الطائفي أخيراً، وتغريدات موتورين بأن «بيوتنا ليست مفتوحة» في حال اندلاع الحرب، إلا أن مشاهد البربرية الإسرائيلية في غزة فعلت فعلها في إعادة فرض نوع من التكافل والتعاون الاجتماعييْن. وساعدت في ذلك مواقف سياسية، من بينها مثلاً إعلان النائب السابق وليد جنبلاط، بالوقوف إلى جانب المقاومة وأهل الجنوب في وجه أي اعتداء إسرائيلي، ما أطلق ورشة طوارئ على مستوى بلديات الشوف وعاليه.
وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن جنبلاط عقد اجتماعاً أمس لقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، وأعطى توجيهات للمسؤولين في المناطق بإجراء مسح شامل للمؤسسات التي يمكنها استقبال نازحين. وكرّر أمام الحاضرين «أننا سنكون مع المقاومة في الحرب وإلى جانب الجنوبيين»، قائلاً: «هؤلاء إخوتنا وأهلنا». كما أوعز بإبلاغ «من يطلقون مواقف سلبية من أصحاب الرؤوس الحامية بوقف أي خطاب استفزازي، وعليهم أن يفهموا أن الوضع خطير جداً، ولا مجال هنا للحسابات الضيّقة».
وتداولت مجموعات «الواتساب» في الجبل، ليل أول من أمس، نصاً غير رسمي، يتحدّث عن توجيهات من جنبلاط إلى فروع الحزب الاشتراكي للتواصل مع رؤساء البلديات لتجهيز البيئة المناسبة «لاستقبال شركائنا في الوطن عبر تجهيز جميع دور الإيواء... وفق العادات والنخوة».
وفي بلدة بيصور، حيث يوجد نفوذ للحزب الاشتراكي والحزب السوري القومي الاجتماعي، تشكّلت شبكة من المتطوّعين بمبادرة أهلية أطلقها الناشط عمر العريضي. ويعمل هؤلاء على إحصاء المنازل المتاحة، وفرزها بين مخصّصة للإيجار أو تقدمة، وبين مفروش وغير مفروش، وإعداد لائحة بأسماء وأرقام هواتف العائلات التي تتصل للسؤال عن منازل. كما أطلق ناشطون مبادرة «بيتي بيتك» لبدء جمع «داتا» عن المنازل المُتاحة على صعيد لبنان. وعلى الصعيد البلدي، تتعاون بلديات المنطقة مع المجتمع المحلي، لإحصاء ما هو متوفّر من مقدّرات عامة، كالمدارس والقاعات العامة التي يمكن استقبال النازحين فيها.
واحدة من الخطط التي تم تفعيلها أخيراً، تتولاها جمعية «وتعاونوا»، بالتنسيق مع حزب الله، ليتمّ تنفيذها في حال حصل أي تطوّرٍ دراماتيكي على الحدود الجنوبية. وبحسب رئيس الجمعية عفيف شومان، تتضمّن الخطة تأمين 150 مركزاً جاهزاً في مناطق بعيدة وآمنة لاستقبال أي موجة نزوح، وتأمين خروج المدنيين من القرى المستهدفة بمساعدة روابط القرى، مع نشر «مرشدين» عند مخارج البلدات وفي المدن الأساسية كصيدا وصور، وعند مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى طول الطرق المؤدّية إلى المراكز، لإرشاد النازحين إلى حيث عليهم التوجّه بعد تزويدهم بـ«بروشورات». وتتوزّع هذه المراكز بين منازل ومجمّعات ثقافية وجمعيات ودور إيواء ومدارس. وتتضمّن الخطة إقامة مطابخ ميدانية لتوفير الوجبات الغذائية، ومخازن لتوزيع حليب الأطفال والحفاضات والأدوية، فضلاً عن زياراتٍ ميدانية لعدد من الأطباء. وتخصّص الخُطة مساعداتٍ لأصحاب المنازل الذين سيقدّمونها للنازحين أو يتشاركونها معهم. وفي هذا الصدد يؤكّد شومان أن «التجاوب في المناطق المُختارة للإيواء عالٍ جداً من الأهالي».
وأعدّ الحزب السوري القومي الاجتماعي خطة مركزية شاملة على صعيد لبنان، وتمّ وضع عدد من الشقق المفروشة وغير المفروشة في تصرّف المتحدات والمنفّذيات. ويجري العمل على جرد المواقع والقدرة الاستيعابية في كل بلدة، إضافة إلى خطة طوارئ لكيفية توزيع النازحين على الوحدات السكنية.
«تجّار الحروب» يرفعون الأسعار
استغلّ عدد من المُلَّاك في أكثر من منطقة زيادة الطلب على إيجارات المنازل لرفع بدلات الإيجار. في بعض مناطق بيروت، كالحمرا وفردان، ارتفع إيجار الشقة المفروشة المكوّنة من غرفتين من 500 دولار إلى 1000. وفي محيط منطقة رأس الجبل في عاليه، زاد من 200 دولار إلى 400 للشقة غير المفروشة ومن 400 إلى ما بين 800 و1000 دولار للشقة المفروشة.
واشترط البعض عدم وجود أطفال مع العائلات، فيما حدّد آخرون عدد الأفراد المسموح لهم بالسكن ما بين 6 إلى 8 حسب مساحة المنزل المؤجّر.
*********************************
افتتاحية صحيفة النهار
تشديد أميركي – فرنسي على منع تمدُّد الصراع إلى لبنان… الحكومة تتضامن فلسطينياً وتلتزم الـ1701 وتتحسّب
لم يخرج موقف حكومة تصريف الاعمال، في جلسة مبتورة لمجلس الوزراء بفعل مضي الوزراء العونيين في المقاطعة على رغم الطابع المصيري للوضع الذي يملي اتخاذ قرارات استثنائية في مواجهة شبح حرب يخيم على #لبنان، عما كان متوقعا لها ان تعلنه في سياق “الشكليات” التي تحفظ ماء وجه السلطة الرسمية. فاذا كان التضامن الحتمي مع ال#فلسطينيين في غزة في مواجهة آلة الدمار والقتل ال#إسرائيلية حتميا وبديهيا، فان تشديد الحكومة على التزام لبنان القرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701 الذي يترنح بخطورة امام ترددات الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة مهددة بانزلاق لبنان الى الحرب، اكتسب دلالات إيجابية “مبدئية ونظرية” اقله لجهة اعلان هذا الموقف الان بعدما شارفت تطورات الأيام الأخيرة من الجنوب وعبره وعليه ان تطيح المعادلة الأممية والأمنية والعسكرية التي يلحظها القرار 1701 منذ عام 2006 .
في اي حال ترددات اليوم السادس بعد “طوفان الأقصى” على لبنان انحسر معها التوتر نسبيا اذ لم تسجل تطورات امنية في الجنوب في حين تصاعدت معالم الديبلوماسية الساخنة المتصلة بالوضع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل بحيث ازداد التركيز الأميركي على هذا الوضع، فيما استعد وزير الخارجية الإيراني ليحط رحاله اليوم في بيروت مع ما سيطلقه من مواقف في يوم الزحف التضامني الى الحدود الذي وجهت الدعوات اليه في كل دول الجوار. وبدا لافتا في السياق ما اعلنه وزير الدفاع الأميركي امس من “ان جيشنا لم ير أي حشد لقوات “#حزب الله” على الحدود مع إسرائيل” .
تزامن ذلك مع بروز تشديد أميركي وفرنسي على تجنب تمدد الصراع الى لبنان . ذلك ان البيت الأبيض اعلن ان الولايات المتحدة تُراقِب “حزب الله” عن كثب ولا تُريد اتّساع رقعة الصراع . وبدوره الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعلن في الكلمة التي القاها مساء ان “الأولوية هي لتجنّب تمدّد الصراع وبخاصة إلى لبنان”.
مجلس الوزراء
وفي اول جلسة لمجلس الوزراء منذ مدة طويلة لم يتبدل مشهد المقاطعة وواقعها مع امتناع الوزراء المحسوبين على “#التيار الوطني الحر” عن الحضور بما فيهم وزير الخارجية عبدالله بو حبيب العائد من اجتماع مجلس وزراء جامعة الدول العربية في القاهرة وما اثير من انتقادات لموقفه خلاله من جانب الفريق “الممانع”. واضفت مشاركة قائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية في الجلسة طابع الاستنفار الرسمي للتطورات المرتقبة على كل المستويات. وعلم ان المناقشات تناولت الاحتمالات المطروحة لجهة تعرض المرافق العامة للقصف وتهديد الامدادات الحيوية فطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من هيئة إدارة الكوارث الاجتماع ومحاكاة الاخطار المحتملة والخطط لمواجهتها مع الوزارات المعنية تحسبا لكل الاحتمالات .
واعلن ميقاتي في نهاية الجلسة الاتجاهات والقرارت معتبرا “إن لبنان في عين العاصفة، وما يجري على حدودنا الجنوبية يثير لدينا القلق العميق والاستنكار،لان مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الازرق، هي نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية ولخرق العدو الاسرائيلي الدائم للقرار 1701”. وقال “إن مجلس الوزراء، ازاء ما تشهده غزة من إبادة منظمة تطال الاطفال والمدنيين وما تتعرض له الأحياء السكنية من تدمير وحشي ممنهج، يدين بشدة هذه الأفعال الجرمية التي يقترفها العدو الاسرائيلي، ويسكت عنها المجتمع الدولي . كما يؤكد المجلس إنتصاره للمظلوم، وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في نضاله، وحقه في الحياة وأرضه وكرامته الأنسانية… إنني أدعو القوى الفاعلة في المجتمع الدولي ، بما في ذلك مجلس الامن الدولي،الى تحمل مسؤولياتها والضغط لوقف اطلاق النار في غزة، والبدء بمفاوضات تؤدي الى وقف دوامة العنف وعودة الهدوء. وبالتوازي يجب العمل على تنفيذ مبادرة السلام العربية التي اقرت في القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 كخارطة طريق وحيدة لاحلال السلام واعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة “. واعلن “إن لبنان، الذي يلتزم بتطبيق القرارات الدولية،وخصوصا القرار 1701، يشدد في هذه المرحلة العصيبة على دور الجيش في حماية الامن والاستقرار وعلى التعاون الوثيق بين الجيش وقوات اليونيفيل، وضرورة الاستقرار الامني، مع التأكيد إن قضية الشعب الفلسطيني العادلة هي في وجدان كل لبناني وعربي وكل إنسان يؤمن بالحق. وقد اجتمعت مع وزير الخارجية الذي أطلعني على اجواء اجتماعات جامعة الدول العربية وحرص الدول العربية على لبنان والاستقرار فيه.كما طلبت من معالي الوزير تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي ضد اسرائيل على خلفية اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان”. وكشف انه في الجلسة التي شارك فيها القادة الامنيون، “طلبنا من جميع المعنيين ان يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ، ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة لتجنيب لبنان تداعيات ما يحصل والمحافظة على الامن وتأمين سلامة المواطنين وتوفير احتياجاتهم اليومية. كما شددنا على قيادة الجيش وقادة الأجهزة الأمنية بضرورة تفعيل الاجراءات المتخذة منعا لأي اخلال او استغلال للأوضاع. كما طلبنا من هيئة ادارة الكوارث عقد اجتماع طارئ واجراء المحاكاة اللازمة لمواجهة الازمة.”
ورد ميقاتي على مقاطعي الجلسة بقوله “ان المقاطعة لم تعد مجدية، بدليل أن الاحداث تجاوزتها وباتت تفرض رص الصفوف والتعاون لتجاوز الصعوبات الحالية والداهمة ومواجهة التحديات الراهنة. وفي السياق ذاته ،بعد أن كرس المجلس الدستوري بموجب قراره رقم ٦ تاريخ ٣٠-٥-٢٠٢٣ دستورية جلسات مجلس الوزراء وقانونية الآلية المعتمدة لاتخاذ المقررات وإصدار المراسيم، ها هو مجلس القضايا في مجلس شورى الدولة، أعلى مرجع قضائي إداري، يقرر اليوم رد الطعون المقدمة من بعض الوزراء المقاطعين، ما من شأنه ان يحصن دستوريا وقانونياً كل مقررات حكومة تصريف الاعمال. فإلى متى المكابرة من غير طائل ودون فائدة والمركب مهدد بالغرق في كل يوم وكل لحظة”.
ويزور بيروت اليوم وزير الخارجية الإيراني حسين عبد امير عبد اللهيان ويبدأ جولته بلقاء الرئيس ميقاتي في التاسعة صباحا ثم يزور وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في العاشرة على ان يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا على الأثر .
وفي المواقف السياسية الداخلية أكّد نواب قوى المعارضة، في بيان امس ، أنّ “سيادة لبنان خط أحمر ولا يملك أي فريق على الأراضي اللبنانية وتحديداً حزب الله الحق في زجّ البلد في حروب لا قدرة له على تحمّل تبعاتها”. ولفت الى ان “لبنان كان ولا يزال من أكبر الداعمين لقضية الشعب الفلسطيني، ولطالما دفع الاثمان لأجلها. ولكن لا يعني ذلك أبدا القبول باستباحة قرار لبنان وسيادته كي يحقق محور الممانعة، الذي يتاجر بالقضية الفلسطينية من الاراضي العربية وبدماء الشباب العربي، مآربه في بسط نفوذه على المنطقة. إن هشاشة الوضع في لبنان نتيجة ما يمر به من أزمات سياسية واقتصادية ومالية تحتم على الجميع السعي إلى الحفاظ على سيادة لبنان ومن هذا المنطلق يشدد نواب قوى المعارضة على ضرورة تحصين الداخل عبر المسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع اللبنانيين حول مشروع الدولة، ويمنع زج لبنان في حروب من قبل قوى خارجة عن الشرعية ويعيد تكوين السلطة القادرة على مواجهة التحديات”.
في الوضع الميداني ساد الهدوء الحذر امس المناطق الحدودية الجنوبية وأعلن قائد قوة “اليونيفيل” اللواء أرولدو لاثارو انه “على الرغم من الأحداث المثيرة للقلق في الأيام الماضية، فإن الوضع في منطقة عمليات “اليونيفيل” لا يزال مستقرا، ولكنه متقلب. ومن حسن الحظ أن تبادل إطلاق النار بين الأراضي اللبنانية وإسرائيل لم يتصاعد إلى نزاع”. أضاف “إن حفظة السلام التابعين لنا يظلون في مواقعهم ويقومون بمهامهم. وقد قمنا بزيادة الدوريات والأنشطة الأخرى للحفاظ على الاستقرار، ونقوم بتنسيق هذا العمل مع القوات المسلحة اللبنانية”.واكد “لقد عملنا بنشاط مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة الوضع وتجنب سوء الفهم. ويواصل حفظة السلام عملهم الأساسي. هدفنا الرئيسي هو المساعدة على تجنب المواجهة بين لبنان وإسرائيل، وأي حدث يجعل النزاع أقرب هو مصدر قلق، ونحن نعمل على مدار الساعة لضمان عدم حدوث ذلك”.
ومساء سمعت انفجارات تبين انها ناتجة عن انفجار 3 صواريخ باتريوت فوق الأراضي اللبنانية من سهل الخيام مرجعيون مقابل المستعمرة سبقها انطلاق صافرات الإنذار.
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
زيارة عبد اللهيان تأخّرت بسبب تعطيل إسرائيل الملاحة الجوّية في سوريا
“الحزب” في مجلس الوزراء: يوجِّه ميقاتي ويحاسِب بوحبيب
في الأحوال الطبيعية ترد في جلسات مجلس الوزراء عبارة: «حضر رئيس الجمهورية فترأس الجلسة»، لكن في الأحوال الاستثنائية، كما أمس، شارك وزراء «حزب الله» في جلسة حكومة تصريف الأعمال، فتولوا إدارتها. وفي معلومات «نداء الوطن»، لم تكن أجواء جلسة مجلس الوزراء هادئة، بل شهدت «عراضات» كلامية بنبرة عالية من بعض الوزراء، ولا سيما المحسوبين على «حزب الله» حيث تولى الوزير مصطفى بيرم الحديث بمطالبة رئيس الحكومة برفع سقف البيان الذي كان سيلقيه، مشيراً الى أنّ اسرائيل تعتدي على اللبنانيين، ولا يمكن السكوت عن هذا الأمر «ويلّي مش عاجبو يدق راسو بالحيط». كما سجّل اعتراضه على موقف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب في مؤتمر وزراء الخارجية العرب. وهنا تدخل الوزير وليد نصار طالباً عدم استغياب الوزير المعني وانتظار استيضاحاته. وقد تولى عدد من الوزراء الإدلاء أيضاً بمواقفهم من التطورات، ولكن من دون أن يثير الأمر أي اشكالات كلامية.
وفي المعلومات أيضاً، طلب وزراء «الحزب» إدراج عبارة «إبادة جماعية» في مقررات مجلس الوزراء لوصف ما تفعله إسرائيل في غزة. وطالب وزير الزراعة عباس الحاج حسن، بإيراد الشعار الذي أطلقه الإمام موسى الصدر: «إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام».
ومن أجل إضفاء نكهة على إدارة «الحزب» جلسة الحكومة، دخل وزير الثقافة محمد وسام مرتضى الجلسة واضعاً الكوفية الفلسطينية.
وفي موازاة ذلك، طرح بعض الوزراء مآل الأوضاع إذا وقعت الحرب، واستهدفت مرافق لبنان الحيوية. كما طرح وزراء مدى جهوزية لبنان أمنياً كي يدافع عن نفسه في أحوال الحرب. وأفادت المعلومات أن الحكومة قررت بدء الاستعداد لمثل هذه الظروف، فيما أكد قائد الجيش العماد جوزاف عون أنّ المؤسسة العسكرية على استعداد للقيام بواجباتها. وكان أحد القادة الأمنيين الذين شاركوا في الجلسة.
كيف انتهت الجلسة؟ بناء على ما جرى فيها، لم تصدر قرارات، بل جرى الاكتفاء بكلمة ميقاتي الذي ظهر عليه الإرباك وهو يحاول السير بين سطور الظروف الخطرة التي يمر فيها لبنان، وبين سطوة «حزب الله» التي ظهرت جلية في الجلسة. ومثالاً على هذا الإرباك ظهر في كلام ميقاتي عن التحذيرات الغربية، ولا سيما الأميركية التي تلقاها لبنان من عواقب أن يأخذ «حزب الله» لبنان الى الحرب. فقال ميقاتي: «إنني على تواصل، ليس فقط مع المسؤولين الدوليين الذين بادروا الى الإتصال لوضعنا في صورة الطلب الينا السعي لتهدئة الاوضاع، بل أيضاً مع كل القوى السياسية الفاعلة في لبنان، للطلب اليها ضبط النفس وعدم الانجرار الى المخططات الاسرائيلية». لكن إعلام «حزب الله» أغفل الكلام السابق واختار هذه الفقرة من كلام ميقاتي: «مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الأزرق، هي نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية ولخرق العدو الاسرائيلي الدائم للقرار 1701».
وفي تتمة لمشهد إدارة «حزب الله» جلسة الحكومة، وصل قبل منتصف ليل أمس الى بيروت وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان متأخراً ساعات لأنّ طائرته لم تستطع أن تحط أمس في مطار دمشق بسبب خروجه ومطار حلب عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي. وقال السفير الإسرائيلي لدى برلين رون بروزر إن القصف على مطار دمشق استهدف «شحنات أسلحة آتية من إيران تضمّ صواريخ ومسيّرات» الى سوريا ولبنان.
ومن المستوى السياسي الى المستوى الميداني، حيث دوّت مساء أمس صفارات إنذار في الجولان ومستوطنة المطلّة، وسط نقل معلومات أولية عن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان. ولاحقاً، تبيّن أنّ لا صواريخ أطلقت على المطلة، إنّما أصوات الانفجارات التي سُمع دويها ناجمة عن انفجار 3 صواريخ «باتريوت» فوق سهل الخيام مقابل المطلة. وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، «أنّ صاروخ اعتراض أُطلق في منطقة الشمال بعد رصدٍ في سماء البلاد، حيث اتضح بعد الفحص أن الحديث ليس عن قطعة جوية معادية، والاعتراض كان كاذباً».
وفي ردود الفعل السياسية، قالت مصادر المعارضة لـ»نداء الوطن» إنّ البيان الذي أصدرته يمثل «موقفاً حاسماً للتأكيد على وحدة الصف وطنياً بعد موقف مماثل رئاسياً». ولفتت الى أنّ الرسالة كانت رباعية، فهي توجهت أولاً الى «حزب الله» قائلة: «إن استخدام الأراضي اللبنانية وربطها بمصالح استراتيجية ايرانية مرفوض». كما توجهت الى حكومة تصريف الأعمال فاعتبرت أنها « تتحمل بتقاعسها المسؤولية عن تعريض لبنان لخطر الحرب والدمار». ثم التفتت الى جوهر الصراع في غزة فأكدت على «إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حل الدولتين». وانتهت المعارضة الى التأكيد على «ضرورة تحصين الداخل بالمسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع اللبنانيين حول مشروع الدولة».
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
دعوات محلية لـ«حزب الله» لعدم الانجرار للحرب
جنوب لبنان لم يدخل في دائرة «التوتر العالي»
بيروت: محمد شقير
التصعيد العسكري المتبادل بين «حزب الله» وإسرائيل لم يدخل حتى الساعة في دائرة «التوتر العالي» الذي يؤدي للإخلال بقواعد الاشتباك التي رسمها القرار الدولي «1701»، الذي أناط بالجيش اللبناني بمؤازرة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان العمل من أجل تطبيقه رغم دخول حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على خط تبادل القصف وعلى نطاق واسع منذ انتهاء «حرب تموز» 2006، بخلاف ما كان يحصل في المرات السابقة بلجوء الفصائل الفلسطينية المنتمية إلى محور الممانعة إلى إطلاق صواريخ من العيار الخفيف تسقط في غالب الأحيان على أطراف الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتأتي في سياق إصرارها على تسجيل حضورها.
فتبادل القصف بين «حزب الله» وإسرائيل يبقى تحت سقف السيطرة، وهو رد فعل على الحرب بين «حماس» وإسرائيل، رغم أن الحزب ينأى بنفسه عن الإجابة على الأسئلة التي تلاحقه، ما إذا كانت الجبهة الشمالية الممتدة على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية يمكن أن تشتعل لاحقاً في حال أن الجيش الإسرائيلي بادر إلى غزو قطاع غزة.
ويبقى الشغل الشاغل للولايات المتحدة ومعها عدد من دول الاتحاد الأوروبي، التحرك لبنانياً في كل الاتجاهات باستثناء «حزب الله» لاستكشاف مدى استعداد الأخير لتحريك الجبهة الشمالية للردّ على إسرائيل، في حال أن جيشها اتخذ قراره، بالدخول إلى قطاع غزة، من دون أن يسجّل شريط الاتصالات الدولية والمحلية أي اتصال، على الأقل في العلن، بين سفارة فرنسا في لبنان ومسؤولين في «حزب الله»، كون باريس تُعد من أولى العواصم الأوروبية التي لم تنقطع عن التواصل بالحزب.
لكن الأسئلة حول مدى استعداد الحزب للتدخل للتخفيف من الضغط العسكري غير المسبوق لإسرائيل على قطاع غزة، تبقى بلا أجوبة مع استعداد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان للتوجه إلى بيروت بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى تل أبيب في سياق جولته على عدد من الدول العربية.
فدخول طهران على خط الاتصالات يعني من وجهة نظر مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» بأنها تتوخّى من خلال جولة عبداللهيان تسجيل حضورها السياسي في قلب الصراع الدائر بين «حماس» وإسرائيل، فيما تسجل المملكة العربية السعودية دورها لإعادة الاستقرار إلى المنطقة الذي تمثّل بمروحة الاتصالات العربية والدولية الواسعة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي كانت موضع اهتمام لبناني لما للمملكة من دور فاعل لخفض منسوب التوتر ومنعه من الخروج عن السيطرة.
وتتوقف المصادر نفسها أمام مجيء عبداللهيان إلى المنطقة ومنها لبنان، وتقول بأن طهران تريد أن تكون شريكاً في إنهاء الحرب، مع اشتداد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتسأل ما إذا كانت إيران وحليفها «حزب الله» كانا على علم مسبق باجتياح «حماس» للمستوطنات الإسرائيلية الواقعة في نطاق غلاف غزة، أم أنها تفرّدت بقرارها من دون إعلامهما مسبقاً؟
وتؤكد أن تحرك واشنطن، ومعها عدد من الدول الأوروبية لمنع تحريك الجبهة الشمالية، يأتي في سياق توفير الدعم لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ليتفرّغ للاقتصاص عسكرياً من «حماس» التي ألحقت ضربة قاسية بأجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية الإسرائيلية التي فوجئت باجتياح المستوطنات الواقعة في نطاق غلاف غزة.
وتقول إن عودة السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على عجل إلى بيروت، لم تكن بهذه السرعة لو لم تكن مكلفة بمنع تحريك الجبهة الشمالية، لأن تل أبيب لا تتحمل فتح جبهة ثانية تضطر بموجبها إلى التخفيف من حصارها الناري على قطاع غزة، مع أنها حاولت أن تلبنن دعوتها تحت عنوان أن الظروف التي يمر بها لبنان تستدعي تحييد الجبهة الشمالية للتفرُّغ لإيجاد حلول لمشكلاته التي لا يزال يرزح تحت وطأتها، وتكشف أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أبلغها عندما التقاها بضرورة الضغط على إسرائيل التي تقفل الأبواب أمام إيجاد حل للقضية الفلسطينية وتستمر في استباحة الأجواء اللبنانية وخرق القرار «1701».
وترى أن التحرّك الأميركي ومعه الأوروبي، وإن كان يوحي بأن هناك ضرورة لضبط النفس والحفاظ على الاستقرار في الجنوب ليكون في وسع اللبنانيين الانصراف لإيجاد الحلول لمشكلاتهم، فإن ما يهم هؤلاء جميعاً عدم تحريك الجبهة الشمالية لئلا تضطر تل أبيب إلى خفض قواتها في حربها مع «حماس»، وتؤكد أن جميع الأطراف التي تتواصل مع السفيرة الأميركية والسفراء الأوروبيين لم توفّر لهم الإجابة عن أسئلتهم حول ما يخطط له «حزب الله» في حال قررت إسرائيل اجتياح قطاع غزة.
وفي المقابل، فإن معظم الأطراف المحلية التي هي على خلاف مع «حزب الله»، تنطلق في دعوتها للحفاظ على الاستقرار في الجنوب من أن لبنان لا يتحمل التداعيات المترتبة على فتح جبهة الجنوب، وما على الحزب إلا ضبط النفس وعدم السماح لإسرائيل باستدراجه إلى حرب، وهذا ما دفع برئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط إلى تمرير نصيحة للأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله من خلال اتصاله بمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب بعدم الانجرار إلى الحرب، لأن لبنان لم يعد يتحمّل حرباً جديدة وهو لا يتناغم بدعوته مع الموقفين الأميركي والأوروبي وكان أول من انتقدهما.
*******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
تحرّك إيراني يتزامن مع التحذير الأميركي والحكومة رسمت الموقف
لليوم السادس على التوالي ظلّت الاهتمامات الداخلية، وحتى الخارجية، منصّبة على حصر المناوشات التي تشهدها الجبهة الجنوبية بين اسرائيل والمقاومة منعاً لتوسع الحرب الدائرة على غزة وتخومها بين المقاومة الفلسطينية والجيش الاسرائيلي الى لبنان، فيما استمرت التحذيرات الخارجية للبنان، وتحديداً لـ»حزب الله» ومحورالمقاومة الذي ينتمي اليه، من المشاركة الواسعة في هذه الحرب، في الوقت الذي يؤكّد هذا المحور انّه ليس محايداً فيها، خصوصاً في حال حصول اجتياح بري لغزة.
رسم مجلس الوزراء في جلسته أمس السياسة الرسمية مخترقاً الألغام البدائية التي تُزرع دائماً في طريقه لاعلان الموقف الرسمي، وهو الموقف الذي اعتبره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معبّراً عن الحكومة مجتمعة، وحرص على تلاوته شخصياً بعد الجلسة الحكومية التي بقيت عند مستوى الخلافات الضيّقة ولم ترق الى مستوى المشاركة الكاملة التي فرضتها التطورات الخطيرة الجارية في المنطقة وعند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فقاطعها المقاطعون ولم يلبّوا دعوة ميقاتي إلى “كلمة سواء”.
وقال ميقاتي في كلمته بعد الجلسة “إنّ لبنان في عين العاصفة، فما يجري على حدودنا الجنوبية يثير لدينا القلق العميق والاستنكار، لانّ مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الازرق، هي نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية ولخرق العدو الاسرائيلي الدائم للقرار 1701”. واكّد انّ مجلس الوزراء “يدين بشدة هذه الأفعال الجرمية التي يقترفها العدو الاسرائيلي، ويسكت عنها المجتمع الدولي. كما يؤكّد المجلس إنتصاره للمظلوم، وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في نضاله، وحقه في الحياة وأرضه وكرامته الإنسانية”. واعلن “إنني على تواصل، ليس فقط مع المسؤولين الدوليين، الذين بادروا الى الاتصال لوضعنا في صورة الطلب الينا السعي لتهدئة الاوضاع، بل أيضاً مع كافة القوى السياسية الفاعلة في لبنان، للطلب اليهم ضبط النفس وعدم الانجرار الى المخططات الاسرائيلية” .
ودعا ميقاتي “القوى الفاعلة في المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الامن الدولي، الى تحمّل مسؤولياتها والضغط لوقف اطلاق النار في غزة، والبدء بمفاوضات تؤدي الى وقف دوامة العنف وعودة الهدوء. وبالتوازي يجب العمل على تنفيذ مبادرة السلام العربية التي أُقرّت في القمة العربية التي عُقدت في بيروت عام 2002 كخريطة طريق وحيدة لإحلال السلام واعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة”. وقال: “إنّ لبنان، الذي يلتزم بتطبيق القرارات الدولية، وخصوصاً القرار 1701، يشدّد في هذه المرحلة العصيبة على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار، وعلى التعاون الوثيق بين الجيش وقوات “اليونيفيل”، وعلى ضرورة الاستقرار الأمني، مع التأكيد إنّ قضية الشعب الفلسطيني العادلة هي في وجدان كل لبناني وعربي وكل إنسان يؤمن بالحق”. وذكر انّه طلب من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب “تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي ضدّ اسرائيل على خلفية اعتداءاتها المتكرّرة ضدّ لبنان”.
وزراء “الثنائي”
وعلمت “الجمهورية”، انّ الجلسة التي حضرها قائد الجيش العماد جوزف عون الى جانب القادة الأمنيين، وبعد كلمة مقتضبة لميقاتي تخلّلها خطاب عالي السقف لـ”الثنائي الشيعي” على لسان كل من وزير “حزب الله” مصطفى بيرم ووزير حركة “امل” محمد وسام المرتضى، اللذين استبقا اي موقف تمييعي للحكومة حيال ما يجري، بحسب ما اكّدت مصادر حكومية لـ”الجمهورية”، مشيرة الى “انّ وزراء الثنائي اعتبروا انّ الموقف لا يحتمل اللون الرمادي، ويجب على الحكومة ان تتخذ موقفاً واضحاً لا لبس فيه”.
وعلمت “الجمهورية” انّ وزراء “الثنائي” شدّدوا داخل الجلسة على إصدار موقف يشدّد على إدانة حرب الإبادة على غزة وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة ورفض المساواة بين الضحية والجلاد، والمطالبة بضرورة وقف هذه الحرب العدوانية على غزة فوراً. وكان واضحاً التوجّه بحصر النقاش بالحرب على غزة وتجنّب الدخول في التطورات على الحدود الجنوبية.
وسأل المرتضى عن موقف وزير الخارجية الذي قال انّه يجب ان يعكس التوجّه العام للحكومة التي كان يجب ان تجتمع وتتخذ قراراً قبل اجتماع القاهرة وليس بعده. وسأل: “لماذا لم يتحفّظ بوحبيب كما فعل نظيراه العراقي والجزائري وغيرهما”. وقال: “لولا الاقتدار والمقاومة في لبنان لكان العدو تمادى وقصف مطار بيروت كما فعل بسوريا، وليس الموقف الحيادي الذي يجنّب لبنان الاعتداءات”. وطالب بموقف صريح وواضح لإدانة الموقف الدولي. ووافقه وزير السياحة الذي أثنى على موقف “الثنائي” الذي قال انّ الدمار والمجازر غير مقبولين.
اجتماعات القاهرة
وكان بوحبيب قد عاد من القاهرة والتقى ميقاتي واطلعه على نتائج الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب، وأبلغ اليه مضمون لقاءاته مع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، والكويت الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، والجزائر السيد أحمد عطاف، والمغرب السيد ناصر بوريطة، وفلسطين الدكتور رياض المالكي، واليمن الدكتور أحمد عوض بن مبارك. وكذلك اللقاء الذي جمعه فور وصوله الى القاهرة مع وزير خارجية سوريا الدكتور فيصل المقداد، والتفاهم الذي تمّ بينهما على زيارة دمشق في 23 الجاري على رأس وفد لبناني للبحث في ملف النازحين السوريين.
وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة على نتائج الاجتماع العربي، إنّ مجموعة الاتصالات التي أجراها الوزراء تناولت سبل مواجهة العدوان الاسرائيلي ووقفه ومعالجة النتائج المترتبة عليه.
تحذير نمساوي
وتلقّى بوحبيب أمس إتصالاً من نظيره النمساوي الكسندر شالنبرغ تناول التطورات في المنطقة، وأبدى بوحبيب خلاله خشيته من”حرب إقليمية طاحنة في حال عدم وقف التصعيد الاسرائيلي في غزة”. وقالت مصادر ديبلوماسية لـ “الجمهورية”، انّ اتصال شالنبرغ صبّ في التوجّه الموحّد لدول الإتحاد الأوروبي وأكثرية دول العالم على التحذير من مخاطر التصعيد في المنطقة ولبنان، متمنياً ممارسة أقصى الضغوط لعدم توسيع نطاق الحرب ليتسنّى للاتصالات الدولية حصرها ووقفها، ملمّحاً الى عدم قدرة لبنان على تحمّل أوزار أي مواجهة.
تحرّك ايراني
وفي هذه الاجواء برز تحرك ايراني في المنطقة، يتزامن مع الحراك الديبلوماسي والحشد العسكري الاميركي الداعم لاسرائيل. وكشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ “الجمهورية”، انّ اي تعديل لم يطرأ على زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان للبنان، حيث وصل مساء امس وسيلتقي ميقاتي عند التاسعة صباح اليوم، قبل ان يلتقي نظيره اللبناني بوحبيب، حيث سيكون لهما مؤتمر صحافي مشترك، على ان يلتقي لاحقاً رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدداً من القيادات السياسية والحزبية.
وقالت المصادر نفسها لـ “الجمهورية”، انّ عبد اللهيان الذي لم يتمكن من ان تحطّ طائرته في دمشق بعد ظهر امس، بعد أن قصدها من بغداد بسبب القصف على مدرج المطار واعلان خروجه عن الخدمة، قد انتقل الى مطار بيروت على ان يقصد دمشق في طريق عودته الى بلاده.
وقال عبداللهيان من بغداد قبيل توجّهه الى لبنان وسوريا، انّ “أحداث غزة من قِبل النظام الصهيوني جرائم حرب وعدم وقفها سيؤثر على المنطقة بأكملها، وإذا لم توقف إسرائيل هجماتها على المدنيين في غزة فإنّ المنطقة ستواجه أوضاعاً جديدة”. واشار إلى أنّه “لا يمكن لإسرائيل وضع غزة تحت الحصار الكامل وقصف المواطنين وارتكاب جرائم حرب من دون ردّ”.
وكان بري تلقّى إتصالاً من نظيره الإيراني محمد باقر قاليباف ناقشا خلاله الوضع في لبنان والمنطقة والعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. كما تمّ التداول والتنسيق حول عقد جلسة طارئة لرؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي مخصّصة لمناقشة تداعيات العدوان الاسرائيلي على غزة.
الموقف الاميركي
وعلى وقع زيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن لاسرائيل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية عبر موقع “بلينكس” الإلكتروني رداً على سؤال: هل يستغل “حزب الله” الأوضاع في غزة للتدخّل عسكرياً؟ فأجاب: “تحذّر الولايات المتحدة الأميركية ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، من استغلال الأوضاع الحالية في غزة، فأيّ قرار يتخذه “حزب الله” أو جهات فاعلة أخرى، يجرّ لبنان إلى هذا النزاع، ستكون له عواقب وخيمة على الشعب اللبناني، في وقت يستحق هذا الشعب ما هو أفضل من ذلك. تحذّر واشنطن من خطورة محاولة استغلال أيّ جهة أو طرف الوضع الحالي، وتشدّد على ضرورة ألّا تنضم أيّ أطراف أخرى إلى هجوم “حماس” المروع أو تستفيد منه بما في ذلك حزب الله”.
وفي غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في فلوريدا أمس الاول: “قبل ليلتين قرأنا أنّ كل مساعدي بايدن ـ تصوّروا ـ فريق الأمن القومي يقولون “نأمل أنّ “حزب الله” لن يهاجم من الشمال، لأنّه الموقع الأكثر هشاشة بالنسبة لنا”ـ قلت لحظة ـ “حزب الله” أذكياء للغاية، جميعهم أذكياء للغاية، والصحافة لا يحبون سماع ذلك، عندما قلت إنّ الرئيس الصيني ذكي للغاية لأنّه يسيطر على 1.4 مليار من السكان بقبضة حديدية، قلت إنّه رجل ذكي للغاية، هاجموني بشدّة في اليوم التالي. لكن “حزب الله” أذكياء للغاية. وزير الدفاع الإسرائيلي أو أحدهم يقول آمل أنّ “حزب الله” لن يهاجمنا من الشمال، وفي صباح اليوم التالي هاجمهم “حزب الله”، ما كانوا ليفعلوها لو لم يتحدث هذا الأحمق لأنّه قال علنًا أنّها نقطة ضعيفة”.
الوضع الميداني
ميدانياً، عاشت الجبهة الجنوبية هدوءاً نسبياً عكّرته بعض المناوشات، وسقوط قذيفة إسرائيليّة في منطقة وطى الخيام قرب مكبّ للنّفايات، في ظل تحليق مكثّف للطيران الحربي الإسرائيلي في سماء المنطقة .
ومساءً، اطلق الجيش الاسرائيلي قنابل مضيئة في سماء المنطقة الحدودية، وسبق ذلك اعلان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، أنّه “جرى أطلاق صاروخ اعتراض في منطقة الشمال بعد رصد في سماء البلاد، اتضح بعد الفحص انّ الحديث ليس عن قطعة جوية معادية والاعتراض كان كاذبًا”.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلاً عن الجيش الإسرائيلي، إنّه “عزّز قواته في المناطق الحدودية مع لبنان”. وذكرت انّ “الجيش الإسرائيلي قال إنّه نشر جنود احتياط في البلدات الواقعة على الحدود اللبنانية وسط تعزيز عام للقوات في شمال إسرائيل”. فيما اعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، “اننا مستعدون لاحتمال وقوع مواجهة على الحدود الشمالية”.
“اليونيفيل”
والى ذلك، أعلن قائد قوة “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان اللواء أرولدو لاثارو، في بيان انّه “على الرغم من الأحداث المثيرة للقلق في الأيام الماضية، فإنّ الوضع في منطقة عمليات “اليونيفيل” لا يزال مستقراً، ولكنه متقلّب. ومن حسن الحظ أنّ تبادل إطلاق النار بين الأراضي اللبنانية وإسرائيل لم يتصاعد إلى نزاع”.
“حزب الله”
في غضون ذلك، قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش خلال مهرجان حاشد في بر الياس للتضامن مع أهالي غزة والمقاومة في فلسطين: “إننا لن نتخلّى عن مسؤولياتنا تجاه ما يجري في غزة، وقد أعلنّا بكل وضوح أننا لسنا على الحياد، ونحن على تواصل دائم مع الفصائل الفلسطينية ومع محور المقاومة، نتابع وننسّق وندرس كل الخطوات التي يجب القيام بها، ولن نتردّد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني”. وأضاف: “لن ترعبنا البوارج الأميركية وحاملات الطائرت التي تدفع بها أميركا إلى المنطقة، ولن تخيفنا تهديدات رئيسها الأخرق، وسنقوم بكل شيء يمليه علينا واجبنا الشرعي والأخلاقي والإنساني والقومي انتصاراً للشعب الفلسطيني، وكل تهديداتهم لا تعني بالنسبة لنا شيئاً”.
والى ذلك، أوضح رئيس دائرة العلاقات الوطنية لحركة “حماس” في الخارج علي بركة لموقع “الجزيرة نت”، أنّ قيام “حماس” بعملية من جنوب لبنان “هي رسالة رمزية تحمل عنوان التضامن مع الشعب الفلسطيني، ورسالة للعدو الصهيوني بأننا لن نسمح باستفراد المقاومة في غزة”. وأكّد أنّ “العمليات التي تحصل في لبنان تأتي تلبية لنداء القائد الضيف، حتى نمنع العدو الصهيوني من الاستفراد بقطاع غزة، لأنّه فشل أمام المقاومة ويحاول الانتقام من الشعب الفلسطيني بقصف الأبراج السكنية والمدارس والجامعات والمساجد والأسواق والإسعافات”، داعياً إلى معاقبة إسرائيل على جرائمها.
نواب المعارضة
وفي المواقف، اعتبر “نواب المعارضة” في بيان لهم امس انّ “سيادة لبنان “خط أحمر” ولا يملك اي فريق على الأراضي اللبنانية وتحديداً “حزب الله”، الحق في زجّ البلد في حروب لا قدرة له على تحمّل تبعاتها”. وقالوا: “إنّ استخدام الاراضي اللبنانية وربطها بمصالح استراتيجية ايرانية مرفوض، وأي مغامرة يقوم بها “حزب الله” أو اي فصيل مسلّح آخر، لبناني أو غير لبناني، بفتح جبهة الجنوب تحت شعار وحدة الساحات الذي يرفعه محور الممانعة بقيادة ايران، مرفوضة رفضاً باتاً. لا يمكن أن يتحكّم “حزب الله”، أو أي من الفصائل الفلسطينية بقرار السلم والحرب في لبنان، وحدها الدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية تملك الحق في هذا القرار السيادي، وعلى رأس واجباتها أن تقوم بحماية لبنان فوراً من خلال اتخاذ الاجراءات اللازمة لتغطية وتمكين الجيش اللبناني ومعه قوات الطوارئ الدولية لاستكمال تطبيق القرار 1701 في شكل ناجز”.
مفتي الجمهورية
وبتوجيه من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، عمّمت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية على أئمة المساجد في لبنان وخطبائها لتخصيص خطبة الجمعة اليوم “عن فلسطين والعدوان الإسرائيلي على غزة، وإقامة صلاة الغائب عن أرواح شهداء غزة الذين ارتقوا بشهادتهم دفاعاً عن الأرض والقدس بمساجدها وكنائسها”.
وقال دريان: “الاعتداء الوحشي والهمجي على قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية لن يمرّ دون عقاب من الله ومن أبطال المقاومة الفلسطينية”، مؤكّداً انّ “أرواح الشهداء لن تذهب دماؤهم هدراً، فليعلم العدو الصهيوني أنّ أبطال فلسطين يمثلون ضمير الأمة العربية والإسلامية ووجدانها”. وتوجّه إلى القادة العرب قائلاً: “انتم أملنا ولنا الثقة بحكمتكم ومعالجتكم لما يجري في غزة وكل فلسطين من المذابح والإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم في حقهم كل يوم، وليل نهار على مرأى العالم ومسمعه”.
********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
أمن الجنوب في عهدة الجيش وميقاتي لإنهاء مقاطعة الجلسات
عبد اللهيان ليلاً في بيروت: سأجري محادثات حول غزة
تنشط دبلوماسيتان، على صعيد ترتيب وضعيات الحق، في المنطقة، وسط واحدة من أخطر الأزمات المفصلية في الصراعات الدائرة: واحدة يقودها وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، بدءاً من اسرائيل وصولاً الى الاردن، واللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتشمل المباحثات احتمالات فتح جبهة عسكرية ضد اسرائيل في الجنوب، والثانية يتولاها وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، الذي تشمل زيارته لبنان من ضمن دول كالعراق وسوريا والبحث طبعا، يتعلق بـ «تعزيز التنسيق» بين دول محور الممانعة، والتركيز على دعم حركة «حماس»، وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية.
على ان البارز امس، كان استهداف الطيران الحربي الاسرائيلي مطاري دمشق وحلب وتعطلهما عن العمل، للحؤول دون هبوط طائرة عبد اللهيان الذي عاد الى طهران.
وليلاً، وصل عبد اللهيان الى بيروت، وعقد مؤتمراً صحفياً، بحضور النائبين ابراهيم الموسوي وأمين شري، وممثلي «حماس» و» والجهاد الإسلامي». وهنأ الشعب الفلسطيني بعملية «طوفان الاقصى»، معتبراً أن عمليات التهجير جرائم حرب.
وبين التحركين، يضغط الموقف العربي والذي تتصدر نقطة الثقل فيه المملكة العربية السعودية على وقف النار، وتحييد المدنيين، والعودة الى المبادرة العربية، وحل الدولتين.
دولياً، اعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان الاولوية هي لتجنب تجدد الصراع في غزة وبخاصة الى لبنان.
واستبعد وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن ان يكون هناك جبهة حرب ثانية مع حزب الله، رابطا بين نشر اكبر مجموعة حاملة طائرات لدى الولايات المتحدة لدعم هذه النقطة، لكنه استدرك انه لا يتوقع الاحداث المستقبلية.
وحسب مصادر، ليست بعيدة عن المقاومة، فإن الاخيرة لا تقف على الحياد وتملك جهوزية عالية للتدخل، واعلنت النفير العام بانتظار اتخاذ قرار التدخل الشامل والحاسم عند اللحظة «صفر».
وقالت المصادر: غزة ليست متروكة لمصيرها واستقدام البوارج الاميركية لن يمنع محور المقاومة من التحرك، وأي خطأ يرتكبه الاميركيون يعني ان طائراتهم ومصالحهم في الشرق الاوسط تكون في «مرمى المقاومين».
مجلس الوزراء: الأمن الجنوبي بعهدة الجيش
وكشف الرئيس نجيب ميقاتي بعد جلسة لمجلس الوزراء، شارك فيها القادة الامنيون، من المعنيين ان يكونوا على اهبة الاستعداد لمواجهة اي طارئ ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة لتجنيب لبنان تداعيات ما يحصل والمحافظة على الامن وتأمين سلامة المواطنين.
وشدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على دور الجيش اللبناني في حماية الامن والاستقرار، مشيرا الى ان ما يجري في الجنوب مثير للقلق.
وتحدث قائد الجيش العماد جوزاف عون حول الوضع في الجنوب. واشار الى انه يسيّر دوريات مشتركة مع «اليونيفيل» لمنع حدوث خروقات، وتسجيل ما يحدث عن الخط الأزرق، من ضمن مهام الحفاظ على الامن والاستقرار، مؤكداً ان الوضع في الجنوب، عموماً مستقر.
وجاء في كلمة الرئيس ميقاتي بعد الجلسة: لبنان في عين العاصفة، فما يجري على حدودنا الجنوبية، يثير لدينا القلق العميق والاستنكار، لان مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الازرق، هي نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية ولخرق العدو الدائم للقرار 1701.
وقال ميقاتي: طلبت من وزير الخارجية تقديم شكوى ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن الدولي.
ودعا الى التعالي عن الخلافات في هذه المرحلة الدقيقة متسائلاً: الى متى المكابرة من غير طائل، ومن دون فائدة والمركب مهدد بالغرق في كل يوم وكل لحظة.
يشار الى وزراء التيار الوطني الحر لم يشاركوا في الجلسة.
وحول النازحين السوريين، اعتبر ميقاتي الطريق الصحيح ان يجمع اللبنانيون على موقف واحد يهدف بالاسراع بإعادة النازحين الى وطنهم.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر لجلسة مجلس الوزراء لا علاقة لها بمضمون الجلسة ورئيس التيار النائب جبران باسيل أدلى بموقف حيال التطورات، إنما بقرار اتخذ منذ فترة، وقالت إن الوزير وليد نصار حضر الجلسة في المقابل وبالتالي لم يكن هناك من أي فرض لموقف إنما لقناعات معينة تم الالتزام بها.
واعرب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، خشيته من حرب اقليمية طاحنة في حال عدم وقف التصعيد الاسرائيلي في غزة.
وقالت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن اهمية الجلسة تأتي من انها اعطت الضوء لاتخاذ اجراءات في الجنوب عشية اطلاق «النفير العام لنصرة غزة وفلسطين». تحول دون اللجوء الى عمليات من شأنها ان تحدث بلبلة في الجنوب، وذلك عبر منع المجموعات الشعبية من حملة التضامن والنصرة لغزة من الاقتراب من السياج الحدودي.
وشارك الى جانب قائد الجيش من القادة الامنيين: المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا والمدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري.
***********************************
افتتاحية صحيفة الديار
«هلع» اسرائيلي يوتّر الحدود جنوبا ومخاوف من سوء تقدير يشعل فتيل الحرب
طهران تتحرك دبلوماسيا وبلينكن لنتنياهو: اهتموا بغزة ونحن نهتم بحزب الله!
«محاكاة» لادارة الكوارث اليوم لمواجهة المخاطر واعداد خطة طوارىء صحية – ابراهيم ناصرالدين
لا تزال الجبهة الجنوبية الهاجس الاول للادارة الاميركية التي يقلقها جدا دخول حزب الله في المواجهة مع اسرائيل، وبعد ايام من الوعيد والتهويل امنيا وعسكريا، تحول هذا «الهاجس» الى مادة سجال سياسي داخلي بين البيت الابيض والرئيس السابق دونالد ترامب الذي وصف حزب الله «بالذكي» ونعت وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت «بالغبي»، ما استدعى تعليقات شاجبة من الرئاسة الاميركية. اما وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن فقال ان «جيشنا لم ير أي حشد لقوات «الحزب» على الحدود مع إسرائيل»، وتزامنا مع تحليق طائرات «اف 18» اميركية فوق البحر المتوسط، اكدت القناة «13» الاسرائيلية ان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن قال لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو «اهتموا بغزة ونحن نهتم بحزب الله!.هذا اميركيا، اما اسرائيليا، وبعد ساعات على انشغال المؤسسة العسكرية ووسائل الاعلام بالهجوم «الجوي» المزعوم من لبنان والذي تبين عدم صحته اثر ارتباك سببته بعض الطيور فوق المستعمرات، عاد الارباك والتوتر بالامس الى مستوطنات الشمال بعد تقديرات خاطئة بحصول هجوم صاروخي على «المطلة» انزل مستوطني الشمال الى الملاجىء بينما اطلقت ثلاثة صواريخ باتريوت اعتراضية على اهداف غير موجودة اصلا.
هذا الارباك الذي ينم عن حالة «الهستيريا» التي يعيشها جيش الاحتلال، قد تدخل المنطقة في اتون حرب اقليمية واسعة اذا ما اخطا في التقدير مرة جديدة وتسبب باضرار لا يمكن «هضمها» او السكوت عنها على الجانب اللبناني، كما تقول اوساط دبلوماسية باتت تخشى من خروج الامور عن السيطرة نتيجة حسابات اسرائيلية خاطئة، وليس نتيجة قرار من حزب الله في اسناد المقاومة في غزة، حيث لا تزال الاسئلة حائرة تبحث عن اجوبة حول «الخطوط الحمراء» التي لن يقبل الحزب بان يتم تجاوزها سواء في لبنان او فلسطين، وهو امر يحتفظ به لنفسه في ظل رفع مستوى التنسيق بين مختلف الجبهات من خلال تفعيل عمل غرفة العمليات المشتركة التي اجرت تحديثا على الخطط العملانية الموضوعة سابقا في ضوء تغير طبيعة المواجهة بعد «طوفان الاقصى» والدخول الاميركي المباشر على خط المواجهة عسكريا ودبلوماسيا. وقد تحركت الدبلوماسية الايرانية في مواجهة تحرك الدبلوماسية الاميركية بالامس، وبعد ساعات على وصول وزير الخارجية الاميركي الى اسرائيل، بدأ نظيره الايراني حسين امير عبداللهيان من بغداد جولة على المنطقة ستشمل لبنان اليوم، وقد جرى تعديل موعد وصوله الى دمشق اثر الغارات الاسرائيلية على مطاري دمشق وحلب، وكان لافتا قوله» انه إذا لم توقف إسرائيل هجماتها على المدنيين في غزة فإن المنطقة ستواجه أوضاعا جديدة».
الارباك الاسرائيلي
ميدانيا، وفيما يواصل جيش الاحتلال نشر قوات من الاحتياط على الحدود الجنوبية، تكرر مشهد الارباك الاسرائيلي بالامس، واصيبت مستوطنات الشمال بالشلل التام، بدا الامر مع دعوة الجبهة الإسرائيلية الشمالية سكان المستوطنات على الحدود اللبنانية بدخول الملاجئ فورا. واعلن الجيش الإسرائيلي انه يجري التاكد من تسلل طائرة مسيّرة في الجليل الأعلى. وسجل تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي بشكل مكثف فوق بلدة الخيام. ثم تم الاعلان عن اطلاق ثلاثة صواريخ باتجاه مستوطنة المطلة، بعدها اطلقت ثلاثة صواريخ باتريوت سقط احدها في منطقة مفتوحة في بدلة الخيام ليتبين بعد ذلك انه مجرد انذار خاطىء. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه الخاص على منصة «اكس» اتضح بعد الفحص ان الحديث ليس عن قطعة جوية معادية والاعتراض كان كاذبًا.
اعادة الاعمار
هذا التوتر المسائي جاء عقب هدوء حذر ساد طوال يوم امس، وفي خطوة لافتة، أوفد حزب الله مهندسين مختصّين لمعاينة الأضرار التي لحقت بالمنازل والمحال التجارية والسيارات وغيرها من الممتلكات جراء العدوان الإسرائيلي في الجنوب لا سيّما في قرى الضهيرة، مروحين ويارين، وذلك ليُصار إلى دفع تعويض لأصحابها، لتكون الخطوة الأولى في مسار إطلاق ورشة إعادة الإعمار. حيث سير الجيش اللبناني بالتنسيق مع قوات اليونيفيل دوريات لهما على طول الخط الأزرق لمراقبة الوضع، واعلن قائد قوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان اللواء أرولدو لاثارو، انه «على الرغم من الأحداث المثيرة للقلق في الأيام الماضية، فإن الوضع في منطقة عمليات «اليونيفيل» لا يزال مســتقرا.
حزب الله «والغموض البناء»
وفيما اعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام أن وتيرة التنسيق مع محور المقاومة ازدادت وتطوّرت في ما يتعلّق بمستقبل الصراع مع العدو، دعت الحركة الى النفير العام في لبنان والمخيمات الفلسطينية دعماً لعملية «طوفان الأقصى». من جهتها لفتت مصادر معنية بهذا الملف، الى ان تحركات حزب الله حتى الآن مصممة لارباك جيش الاحتلال على الجبهة الجنوبية، وهو يتعامل مع الاحداث «دقيقة بدقيقة» وساعة بساعة» ربطا بما يحصل في الميدان في فلسطين وعلى الحدود الجنوبية، هو ثبت قواعد الاشتباك عبر استهدافه القوات الاسرائيلية ردا على استشهاد عناصره الثلاثة، وهو يعمل ضمن قاعدة اساسية وهي انه لا حياد في هذه المعركة، ولهذا رفع جهوزيته الميدانية لمواجهة اي اعتداء اسرائيلي «مباغت»او متى اقتضت الحاجة،اذا تجاوز العدو» الخطوط الحمر»، وهو ابقى على الغموض البناء حيال هذا السقف الذي حاول اكثر من دبلوماسي غربي في بيروت الحصول على اجابة واضحة حوله، لكن دو جدوى. لكن ما هو ثابت حتى الان، ان القضاء على حركة حماس غير مسموح، كما حصول «نكبة» جديدة اي تهجير الفلسطينيين الى سيناء، لن يمر، فيما يبقى السقف لاستمرار المجازر بحق المدنيين مفتوح على كافة الاحتمالات. وقد طرا جديد على المشهد بالامس، قد يبنى عليه الكثير في الساعات القليلة المقبلة، مع توسيع اسرائيل رقعة المواجهة اثر استهداف مطاري دمشق وحلب بهجوم صاروخي أدى إلى خروجهما من الخدمة، وقد تعذر وصول وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان الى دمشق في اطار جولة يعتزم القيام بها في عدد من دول المنطقة تشمل لبنان الذي يلتقي مسؤوليه اليوم. علما ان الاستهداف اعقب اتصالا هاتفيا بين الرئيسين بشار الاسد وابراهيم رئيسي اكد وجوب تسريع الجهود لاتخاذ موقف عربي إسلامي موحّد في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأشار الرئيس الإيراني إلى أنّ «كل من طبّع علاقته مع الكيان الصهيونى علناً بذريعة الدفاع عن حقوق الفلسطينيين فُضح».
لماذا رفع الجهوزية جنوبا؟
وفيما حذر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب العائد إلى بيروت بعد انتهاء مشاركته في الاجتماع الوزاري العربي من حرب إقليمية طاحنة في حال عدم وقف التصعيد الاسرائيلي في غزة، حذرت مصادر مطلعة ايضا، من الركون الى التصريحات الاسرائيلية حول عدم رغبتها في فتح جبهة في الشمال، كي لا تحصل خديعة يتحسب لها حزب الله جيدا، فإعلان إسرائيل الحرب رسميا، واستدعاء نحو 360 ألفا من جنودها الاحتياط، يثير تساؤلات حول الاسباب الحقيقية لذلك. فعدد القوات الإسرائيلية العاملة يبلغ 173 ألف عسكري، بينما يصل عدد قوات الاحتياط إلى 465 ألف عسكري، أي أن تل أبيب استدعت نحو ثلاثة أرباع قوات الاحتياط، بينما عدد سكان غزة لا يتجاوز مليوني نسمة، أي أقل من ربع عدد سكان إسرائيل، فهل يتم حشد أكثر 530 ألف عسكري لقتال بضعة آلاف من المسلحين التابعين لكتائب القسام، التي تشير التقديرات ان عددهم يتجاوز 20 ألف مسلح، وقد يصل إلى 50 ألفا عند التعبئة، وهي أرقام تعكس عدم توازن بين الطرفين من ناحية العدد، دون الحديث عن نوعية السلاح الذي تتفوق فيه اسرائيل بشكل واضح. ما يدعو للتساؤل لماذا يتم حشد كل هذا العدد من العسكريين وتعريض توازن إسرائيل للاختلال واقتصادها لأضرار كبيرة أمام قوة أصغر عددا وعدة؟ ولهذا فان الجهوزية مرتفعة جدا في الجنوب لان ما يتم حشده يتجاوز الحاجة لحرب على جبهة غزة!
فتح جبهة الشمال؟
وفي هذا السياق، كان لافتا دعوة صحيفة «اسرائيل اليوم» المقربة من رئيس الحكومة الاسرائيلية الى فتح جبهة الشمال قبل» ان نصل إلى وضع مشابه لما وصلنا إليه في الجنوب، حسب تعبيرها، وقالت على إسرائيل أن ترد الآن بعدوانية، بل وربما الخروج إلى خطوة مبادر إليها. الافضل أن تتمكن إسرائيل من بدء المعركة في ظروف بداية أفضل. وخلصت الى القول» واضح للجميع بأن أياماً دراماتيكية وقاسية لا تزال أمامنا. لكن إذا أردنا البقاء هنا، في الشرق الأوسط، فلا مفر أمامنا غير الانتصار»!
بلينكن: نحن نهتم بحزب الله!
وقد اوفدت واشنطن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الى اسرائيل حيث عقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعاد خلاله التحذير من محاولة استفادة بعض الأطراف الدولية من الصراع القائم، ومحاولة تدخلها أو تحريك جبهات موازية. واكد المحلل العسكري في «قناة 13» الاسرائيلية الون بن دافيد، ان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أكد أنّ «الولايات المتحدة ستهتم بحزب الله إذا فتح جبهة أخرى». وطلب من إسرائيل أن تهتم بغزة وألا تفتح جبهة أخرى، وأضاف ان الولايات المتحدة لديها ما يكفي من القوة للتعامل مع حزب الله. وقال، يبدو ان الاميركيين يؤثرون على القرار الاسرائيلي، وارادوا ان يخفضوا من التوتر والتخبط. وقال» هناك اصوات عديدة في الجيش الاسرائيلي تعالت الايام الماضية، وقالت نحن جاهزون اكثر من اي وقت مضى للدفاع كما انه لدينا تغطية اميركية، وهناك فرصة مناسبة وربما لن تتكرر، لانهاء خطر حزب الله، لكن تعالت اصوات اخرى قالت انه ليس من الممكن ان نفتح جبهة اخرى خاصة ان الجمهور الاسرائيلي ليس جاهزا ان نقوم بجولة قد تودي الى ضرب تل ابيب و انهيار الابراج واهداف استراتيجية لذلك تدخل الاميركيين وقالوا اننا نحن من سنقوم بالاهتمام بحزب الله.
سجال اميركي حول الحزب
في هذا الوقت، تحول حزب الله الى مادة سجال اميركي داخلي، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، إن تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي وصف فيها حزب الله بأنه «ذكي» وانتقد فيها وزير الدفاع الإسرائيلي «خطيرة وغير سوية» وقال بيتس:لا يخطر ببالنا إطلاقا لماذا يشيد أي أميركي بمنظمة إرهابية» مدعومة من إيران، ويصفها بأنها ذكية. وكان ترامب، الذي يسعى لخوض الانتخابات ضد الرئيس جو بايدن في انتخابات 2024، قال في تصريحات لمؤيديه في فلوريدا، إن حزب الله «ذكي للغاية»، ووصف وزير الدفاع يوآف غالانت بأنه «أحمق». وأشار ترامب إلى أنه «سمع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يقول: نأمل ألا يهاجم حزب الله من الشمال، فهذه نقطة الضعف» ووصف غالانت بأنه «غبي» بقوله: «حزب الله ذكي جدًا، ولديهم في اسرائيل وزير دفاع يقول: أتمنى ألا يهاجمنا حزب الله من الشمال، من سمع عن غبي يقول مثل هذا الكلام؟
ميقاتي «وعين العاصفة»
في هذا الوقت، وفيما دان مجلس الوزراء بشدة الافعال الجرمية للعدو الاسرائيلي، ابلغ قائد الجيش جوزاف عون الذي التقى السفيرة الاميركية دوروثي شيا، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ان الوضع هادىء الآن في الجنوب وهو ينسق مع اليونيفيل. عمليا تقرر ان تجتمع هيئة ادارة الكوارث اليوم لاجراء محاكاة في حال تدهورت الامور. وقد رفع زير الصحة جهوزية المستشفيات الخاصة والرسمية لمواجهة اي طارىء. وكان ميقاتي اكد بعد جلسة الحكومة أنّ «أسباب المعركة في غزة معروفة وهي غياب الحل العادل للقضية الفلسطيني، والتعدي المتكرر على المقدسات الإسلامية والمسيحية أجج المشاعر، ونحن جميعًا معنيون بما يجري هناك ولا يمكن أن نكون إلا إلى جانب الحق والعدالة»، معلنًا أنّ «مجلس الوزراء يدين بشدّة الأفعال الجرمية الذي يقترفها العدو الصهيوني في غزة ونؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله. ولفت الى أنّ «لبنان في عين العاصفة وقال»ان ما يجري على حدودنا الجنوبية يثير لدينا القلق العميق والاستنكار لأن مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الأزرق نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية والخرق الاسرائيلي الدائم للقرار 1701. وكان ميقاتي وضع الوزراء خلال الجلسة التي حضرها قادة الاجهزة الامنية بتفاصيل الاتصالات التي اجراها مع الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء بريطانيا حول التطورات عند الحدود وضرورة العمل بكل الوسائل للحفاظ على استقرار البلد. وانتقد ميقاتي الوزراء المقاطعين في هذه الظروف الاستثنائية.
المعارضة تعزز الانقسام
وتزامنا مع الضغوط الاميركية، اصدر نواب قوى المعارضة، بيانا يعمق الخلافات الداخلية، اشاروا فيه الى أنّ «سيادة لبنان خط أحمر ولا يملك أي فريق على الأراضي اللبنانية وتحديداً حزب الله الحق في زجّ البلد في حروب لا قدرة له على تحمّل تبعاتها، واشار البيان الى إن هشاشة الوضع في لبنان نتيجة ما يمر به من أزمات سياسية واقتصادية ومالية تحتم على الجميع السعي إلى الحفاظ على سيادة لبنان ومن هذا المنطلق يشدد نواب قوى المعارضة على ضرورة تحصين الداخل عبر المسارعة الى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع اللبنانيين حول مشروع الدولة، ويمنع زج لبنان في حروب من قبل قوى خارجة عن الشرعية ويعيد تكوين السلطة القادرة على مواجهة التحديات.!
ماذا عن المواد الغذائية والنفط؟
في هذا الوقت، عبر رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس عن خشية خارجية من استمرار ارسال بواخر النفط الى لبنان، ولفت الى ان بعض أصحاب البواخر أعطى إنذاراً برفض التوجه الى الشواطئ اللبنانية، أما البعض الآخر ففرض بوليصة تأمين على مخاطر الحرب، وكذلك رفع كلفة الشحن، ما سيؤدي حتماً الى ارتفاع في الأسعار بحدود الأربعين دولاراً بالطن الواحد، وهو رقم كبير. وشدد على أهمية استمرار التموين، موضحاً أن مخزون لبنان من المواد النفطية يكفي لعشرين يوماً كحد أقصى. من جهته، طمأن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي الى أنه «في الوقت الحاضر لا يوجد أي إشكالية لناحية الإمدادات في المواد الغذائية إن كان لجهة وصول البضائع أو لجهة المخزون الموجود في لبنان»، مشدداً في الوقت نفسه على ان اسعار المواد الغذائية لن تتأثر بأحداث غزة وهي حافظت على استقرارها. واكد بحصلي أن الأمور تسير على ما يرام ولا لزوم لإتخاذ أي إجراء» لان هناك بضائع كثيرة في الأسواق وفي المخازن ومن كل الأصناف تكفي لثلاثة أشهر على الأقل. ولهذا لا داعي للتهافت على شراء المواد الغذائية وتخزينها لأن الإمدادات موجودة»، آملاً ان لا تتطور الأمور إلى الأسوأ لجهة حدوث حرب أو خضات امنية كبيرة والتي لها تداعيات سلبية على المطار والمرفأ، لأنه عندها سيكون لنا حديث آخر.
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ماذا يحضر بلينكن وعبد اللهيان لغزة؟
فيما بقي جرح غزة نازفا امس لليوم السادس وعداد الشهداء يرتفع بين الفلسطينيين، استقطب حدثان بارزان على صلة بما يجري ميدانيا الاهتمام امس. الاول سوري مع استهداف تل ابيب مطاري دمشق وحلب بهجوم صاروخي أدى إلى خروجهما من الخدمة، وتاليا تعذر وصول وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان الى دمشق في اطار جولة كان يعتزم القيام بها في عدد من دول المنطقة تشمل لبنان، علما ان الاستهداف اعقب اتصالا هاتفيا بين الرئيسين بشار الاسد وابراهيم رئيسي اكد وجوب تسريع الجهود لاتخاذ موقف عربي إسلامي موحّد في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأشار الرئيس الإيراني إلى أنّ “كل من طبّع علاقته مع الكيان الصهيونى علناً بذريعة الدفاع عن حقوق الفلسطينيين فُضح”.
اما الحدث الثاني فأميركي، اذ اوفدت واشنطن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الى اسرائيل حيث عقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجها فيه رسالة واضحة ازاء استفادة بعض الأطراف الدولية من الصراع القائم، ومحاولة تدخلها أو تحريك جبهات موازية.
مجلس وزراء
وفي وقت هدأت الجبهة اللبنانية الحدودية ولم تسجل اي مناوشات، وفي انتظار وصول عبد اللهيان الى بيروت في الساعات المقبلة، بعدما وزع اعلام وزارة الخارجية خبر استقباله في الوزارة في العاشرة قبل ظهر اليوم، على ان يعقد وبوحبيب مؤتمرا صحافيا مشتركا على الاثر، عقد مجلس الوزراء جلسة في السرايا بمشاركة قائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا والمدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، للبحث في الوضع الامني في الجنوب، اضافة الى الاوضاع في قطاع غزة، ومناقشة تقرير عن ملف النازحين السوريين.
مستقر ولكن
في الميدان، غداة توتر سادها اول من مساء امس، سيطر الهدوء الحذر امس على الجبهة اللبنانية مع الاراضي المحتلة. وأعلن قائد قوة “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان اللواء أرولدو لاثارو، في بيان انه “على الرغم من الأحداث المثيرة للقلق في الأيام الماضية، فإن الوضع في منطقة عمليات “اليونيفيل” لا يزال مستقرا، ولكنه متقلب. ومن حسن الحظ أن تبادل إطلاق النار بين الأراضي اللبنانية وإسرائيل لم يتصاعد إلى نزاع”. أضاف “إن حفظة السلام التابعين لنا يظلون في مواقعهم ويقومون بمهامهم. وقد قمنا بزيادة الدوريات والأنشطة الأخرى للحفاظ على الاستقرار، ونقوم بتنسيق هذا العمل مع القوات المسلحة اللبنانية”. وختم لاثارو “لقد عملنا بنشاط مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة الوضع وتجنب سوء الفهم. ويواصل حفظة السلام عملهم الأساسي. هدفنا الرئيسي هو المساعدة على تجنب المواجهة بين لبنان وإسرائيل، وأي حدث يجعل النزاع أقرب هو مصدر قلق، ونحن نعمل على مدار الساعة لضمان عدم حدوث ذلك”.
حماس
ودعت “حركة المقاومة الإسلامية حماس” في بيان، “الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان وأهلنا في المدن والقرى اللبنانية للمشاركة في النفير العام اليوم الجمعة “جمعة طوفان الأقصى” نصرة للمقاومة على أرض فلسطين ودعما لصمود أهلنا في غزة الصامدة أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم، وللتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، وحشد التأييد والدعم في مواجهة الجيش الإسرائيلي”.
عبداللهيان
وفي تطور لافت سيكون له اثره على الاوضاع المحلية، أعلن سفير ايران لدى لبنان مجتبی امانی أن “في ظل الأحداث الجارية في فلسطين والجرائم التي تمارس بحق غزة وتداعياتها الخطيرة”، تبدأ اليوم جولة لوزير الخارجية الايراني حسين أميرعبد اللهيان. وأشار إلى “أن هذه الزيارة تشمل الجمهورية اللبنانية”، علما ان الوزير لم يتمكن امس من ان يحط في دمشق بعدما تعرض مطارا دمشق وحلب لغارات اسرائيلية وباتا خارج الخدمة. وافيد ان طائرته غيرت مسارها وعادت إلى طهران بعد تعذر هبوطها في المطارات السورية جراء العدوان الإسرائيلي.
زج البلد في الحروب
في الاثناء، أكّد نواب قوى المعارضة، في بيان، أنّ “سيادة لبنان خط أحمر ولا يملك أي فريق على الأراضي اللبنانية وتحديداً حزب الله الحق في زجّ البلد في حروب لا قدرة له على تحمّل تبعاتها”.
اتصال بين بري ونظيره الإيراني
تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري إتصالا هاتفيا من رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف، ناقشا خلاله الوضع في لبنان والمنطقة والعدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. كما تم التداول والتنسيق حول عقد جلسة طارئة لرؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي مخصصة لمناقشة تداعيات العدوان الاسرائيلي على غزة.
من جهة ثانية، دعا بري الى عقد جلسة نيابية قبل ظهر يوم الثلاثاء الواقع في في 17 تشرين الاول 2023 وذلك عملا بأحكام الفقرة الثانية من المادة 44 من الدستور والمادة 3 من النظام الداخلي لانتخاب أميني سر وثلاثة مفوضين وعملاً باحكام المادة 19 من النظام الداخلي لانتخاب اعضاء اللجان النيابية.
على صعيد آخر، استقبل بري الدكتورة غنى محمد عباني التي قدمت له نسخة عن الدارسة التي أعدتها ونالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون في باريس على اساسها وهي بعنوان “التوصيف الجيوفيزيائي لمكمن من صخور كربوناتية على أساس دراسة تماثلية (لبنان)”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :