افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 13 آب 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الاربعاء 13 آب 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

هيكل يرفض الصدام مع مكوّن أساسي ويدعو إلى حوار وتفاهم: تحريض خارجي لتوريط الجيش
 

يبدو أنّ الضغوط الأميركية والسعودية على لبنان بما خصّ سلاح حزب الله بدأت تنتقل إلى المؤسسات العسكرية والأمنية.

ونقل زوّار مرجع عسكري عنه مخاوف من أن تؤدّي الضغوط إلى انقسام داخل المؤسسة العسكرية، وفي قوى الأمن الداخلي، وحتى داخل أجهزة أمنية معروفة بانضباطها الشديد، مشيراً إلى أنّ الوضع العام في البلاد يترك أثره على أداء جميع المؤسسات.

ووفق ما نقله زوّار المرجع، فإنّ فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بات يتلقّى طلبات متزايدة من جهات أمنية خارجية تدعوه إلى اتّخاذ خطوات «لمواجهة حاملي الأسلحة غير الشرعية». وأشار الزوّار إلى أنّ داخل الفرع، الذي تجنّب على مدى العقدين الماضيين أي صدام مباشر مع المقاومة، مَن لا يمانع اليوم القيام بتحركات قد تفضي إلى تداعيات خطيرة.

وأضاف هؤلاء أنّ الفرع بات يتابع أيضاً ملفات مرتبطة بعمليات نقل الأموال إلى لبنان من قبل رعايا لبنانيين في أفريقيا والعراق ودول الخليج، وسبق أن أصدر تعميماً يطلب فيه جمع كل البيانات المتعلّقة بالأشخاص العاملين في مجال تحويل الأموال داخل البلاد وفي الخارج.

وبحسب المرجع العسكري، فقد أبلغت الجهات العسكرية والأمنية مسؤولين بارزين أنه لا يمكن التعامل مع ملف سلاح حزب الله كأنه مجرد عملية أمنية ضد مجموعة من الخارجين عن القانون، محذّرة من المبالغة في تحميل القوى العسكرية مسؤولية التنفيذ.

وأكّدت أنّ الجميع يدرك أنّ حزب الله لن يسلّم سلاحه طوعاً، وأنّ أي محاولة لإجبار الجيش على ذلك بالقوة لن تعني سوى أمر واحد: اندلاع حرب أهلية واسعة.

علماً أنّ وزير الدفاع ميشال منسى كان قد أعرب عن هذه المخاوف في الجلسة الأولى للحكومة التي ناقشت ملف السلاح، داعياً إلى عدم تحميل المؤسسة ما يفوق طاقتها.

وعلمت «الأخبار» أنّ اجتماعات تُعقد على مستويات عليا لبحث سبل منع الحكومة من توريط المؤسسة العسكرية في مواجهة داخلية. وكشفت مصادر بارزة لـ«الأخبار» أنّ اللقاء الذي عُقد في عين التينة أمس بين الرئيس نبيه بري وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، «كان إيجابياً، وأكّد قائد الجيش أثناء اللقاء رفضه الصدام مع مكوّن أساسي في البلد»، مشيراً إلى أنّ «الجيش سيطبّق ما تتّفق عليه السلطة السياسية»، وإلى أنّ «المشكلة ليست مع المؤسسة العسكرية بل مع السلطة، والأمر يحتاج إلى حوار وتفاهم». وقالت المصادر إنّ قائد الجيش أبلغ الرسالة نفسها إلى حزب الله، مؤكّداً أنّ «أي خطّة لا يمكن أن تُطبّق بالقوة».

ونقل زوّار المرجع قوله إنّ «المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان ملتزمة قرار الحكومة، وهي جهات منضبطة لناحية تنفيذ القرار السياسي»، وإنّ الجيش يدرس وضع خطّة أمنية وعسكرية لتنفيذ قرار الحكومة، لكنه قد يحتاج إلى وقت لاستكمالها، فيما تكمن المشكلة في مكان آخر.

وتشير المعلومات إلى أنّ «الجيش بدأ الإعداد لخطّة من أربع مراحل، لم يُكشف عن تفاصيلها سوى أنها تستهدف السلاح الصاروخي الثقيل». وأوضحت أوساط سياسية أنّ هذه الخطّة تتقاطع مع ما كان الأميركيون قد طرحوه سابقاً عن خطّة من 4 مراحل، تبدأ أولاً من المنطقة الواقعة بين الليطاني والأولي، بما فيها إقليم التفاح، ثم تمتدّ إلى البقاع، فالضاحية الجنوبية لاحقاً، وتُختتم في بيروت الكبرى.

من جهة أخرى، طلب قائد الجيش فتح تحقيق في أداء قوة الهندسة التي كانت تنفّذ مهمة في وادي زبقين، وأدّت إلى سقوط ستة شهداء من المؤسسة العسكرية.

وقد عبّر القائد عن استيائه من قلّة المسؤولية التي شابت عمل بعض ضباط القوة وأفرادها في معالجة هذه المهمة، مشيراً إلى أنّ الجيش سبق أن فكّك منشآت أكبر من دون أن تقع حوادث مماثلة. وطلب من العسكريين عدم توجيه اللوم إلى الآخرين قبل اكتمال التحقيقات الجارية داخل المؤسسة.

سياسياً، يسود الترقّب بانتظار ما ستحمله زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت اليوم، قبل أيام من زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي توم برّاك إلى لبنان. وسيلتقي لاريجاني رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب وشخصيات روحية وسياسية ونيابية وحزبية لبنانية وفلسطينية في مقرّ السفارة الإيرانية، على أن يختتم زيارته بلقاء رئيس الحكومة نواف سلام في السراي.

في سياق آخر، وصل إلى بيروت في العاشر من الجاري وزير الإدارة المحلّية والبيئة السوري محمد عنجراني حيث أمضى ليلة في أحد فنادق العاصمة في منطقة الحمرا. ورافق الوزير السوري أحد المسؤولين السوريين، بمواكبة عناصر من قوى الأمن الداخلي.

وفيما قالت مصادر أمنيّة إنّ عنجراني مرّ في بيروت «ترانزيت» في طريقه إلى الخارج، أفادت معلومات أنه عقد لقاءً ليلياً مع رئيس الحكومة وعاد في اليوم التالي إلى دمشق. والوزير السوري معروف بقربه من الرئيس السوري أحمد الشرع وهو من كوادر «هيئة تحرير الشام» ومعروف عنه تشدّده الديني. وعلمت «الأخبار» أنّ مهمّته تتعلّق بملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، إضافة الى نقل رسالة دعم لسلام في موقفه الداعي إلى نزع سلاح حزب الله.

****************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

ارتباك الموقفين الأوروبي والأوكراني عشية انعقاد قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين

نتنياهو يتراجع عن خطة غزة نحو التفاوض… والانقسام السوري يربك واشنطن
لاريجاني اليوم في بيروت للقاء الرؤساء ونصائح الحوار منعاً لاضطراب المنطقة

تشهد ألاسكا يوم بعد غد الجمعة لقاء القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتشكل حرب أوكرانيا الطبق الرئيسي على مائدة القمة، وسط تمهيد أميركي بالحاجة لوقف الحرب والاستعداد للاعتراف بوقائع تغييرات جغرافية حققتها روسيا ولا يمكن التنكر لها ولا إلغاء مفاعيلها بالمكابرة، وقد صار المضي بالحرب مكلفاً للغرب على رأسه واشنطن التي تشكل الظهير الفعلي لأوكرانيا في الحرب، لكن أوروبا وأوكرانيا لا تبدوان على اتفاق مع واشنطن إنما دون امتلاك خريطة طريق عن كيفيّة المضي بالحرب دون دعم أميركي فعلي، وبالمقابل ليس واضحاً بعد ماذا سيكون التوجّه في القمة إذا ظهر أن وقف الحرب ليس بين أيدي الرئيسين ترامب وبوتين، فهل يكون كافياً لروسيا الحصول على اعتراف أميركي بشرعية سيطرتها على المناطق الأوكرانية واعتبارها جزءاً من روسيا وإعلان وقف النار استجابة لطلب ترامب مقابل هذا الاعتراف، أم أن روسيا تفضل مواصلة الحرب حتى ترضخ السلطات الأوكرانية ومن خلفها أوروبا، أو أن ترامب لا يغامر بالتسليم بشرعية السيطرة الروسية بغياب أوكرانيا وأوروبا؟

في المنطقة تبدو التطورات السياسية والعسكرية في غير صالح السير بخطة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتوسيع الحرب على غزة، حيث تفاقم الغضب الشعبي وحجم الاحتجاجات بوجه حكومة نتنياهو وبلوغ آخر المسيرات رقم المئة ألف متظاهر وهو رقم مرشح للتزايد السبت المقبل، بينما الرفض الدولي الشعبي والحكومي جاء فوق طاقة حكومة نتنياهو على التجاهل أمام مشهد المجاعة في قطاع غزة، وقد بلغ الوضع اضطرار حكومة ألمانيا الحليفة الرئيسية لـ»إسرائيل» عسكرياً الى وقف مبيعات السلاح لجيش الاحتلال خصوصاً محركات دبابات الميركافا، وجاء التطور الأصعب في النقاش الذي انتقل إلى العلن بين رئيس أركان جيش الاحتلال ايال زامير وكل من نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس، الذي منع زامير من دخول مكتبه أمس، وسط تصريحات لزامير عن مواجهة بينه وبين عائلة نتنياهو على خلفيّة رفضه توسيع الحرب بما يفوق قدرة جيش الاحتلال على التحمل، وجاء قرار نتنياهو بإرسال وفده المفاوض الى الدوحة مع وجود وفد من حركة حماس في القاهرة والحديث عن مبادرة جديدة للوسطاء يطرح بين الخبراء في كيان الاحتلال فرضية فشل نتنياهو في بناء شبكة أمان لخطة الحرب كشرط للمضي بها فاختار العودة إلى التفاوض.

لبنانياً، تبدأ اليوم صباحاً زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني إلى بيروت، ويلتقي تباعاً رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، وتوقعت مصادر سياسية متابعة رغم كل الحملة التي تنظمها دوائر معادية للمقاومة ضد الزيارة، أن يطرح لاريجاني قلق إيران الأمني الإقليمي اذا انفجر الوضع طائفياً في أيّ من بلدان المنطقة خصوصاً لبنان، مؤكداً تمسّك إيران بالمناخ الإيجابي الذي أعقب المصالحة مع السعودية، والحرص على العلاقات بين الطوائف والمذاهب اعتماد لغة الحوار بينها، ضماناً لعدم منح خطط التخريب الذي تسعى إليه «إسرائيل» لضرب علاقات الطوائف والمذاهب، مؤكداً التزام إيران بدعم الدولة اللبنانيّة للحفاظ على وحدة لبنان وسيادته، واستعدادها للمساهمة في كل ما من شأنه أن يساعد على خلق بيئة مناسبة للحوار الوطنيّ الذي وعد به رئيس الجمهورية حول الاستراتيجية الدفاعية، وتحصين العلاقة بين الدولة والمقاومة في قلب هذه الاستراتيجية.

يبدأ اليوم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لقاءاته مع المسؤولين السياسيين، حيث يلتقي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النّواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نواف سلام وتأتي الزيارة في خضم التطورات المتصلة بقرار الحكومة بحصرية السلاح وقبل وصول الموفد الأميركي توم باراك مطلع الأسبوع المقبل.

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون «إن التحديات الراهنة في المنطقة لا تواجه الا بوحدتنا شئنا ذلك أم أبينا والاستنجاد بالخارج ضد الآخر في الداخل أمر غير مقبول، وهو أضرّ بالوطن، وعلينا أن نتعلم من تجارب الماضي ونستخلص عبره». وشدّد الرئيس عون على أن «الإصلاحات بدأت وقوانين عدة أقرّت والمسائل المهمة سلكت في طريقها الصحيح، والملفات المطروحة سوف نعمل على معالجتها بترو وحوار لإيجاد الحلول المناسبة». وقال: «على اللبنانيين أن يضعوا مصلحة لبنان سقفاً يتحرّكون تحته، إذ أن لا شيء يعلو فوق المصلحة الوطنية العليا، وعلينا عدم إضاعة الفرص المتوافرة راهناً والاستفادة من الثقة العربية والدولية بلبنان والتي تجدّدت خلال الأشهر الماضية ونلمسها خصوصاً في زياراتنا إلى الخارج ولقاءاتنا مع قادة الدول التي زرناها». وختم الرئيس عون: «لقد اتخذنا قرارنا وهو الذهاب نحو الدولة وحدها، ونحن ماضون في تنفيذ هذا القرار». وأشار أيضاً إلى «أننا نعمل على بناء الثقة بين الشعب اللبناني والدولة، كما بين الدولة والخارج، بهدف وضع الدولة على السكة الصحيحة»، وأضاف «في محاربة الفساد لا خيمة فوق رأس أحد، لقد سقطت كل المحرّمات في هذا السياق، والقرار اتخذ».

وعشية جلسة لمجلس الوزراء تعقد اليوم بجدول أعمال عادي وبحضور وزراء الثنائي الشيعي وعلى وقع تأكيده أن لا استقالة من الحكومة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وزير العمل محمد حيدر الذي قال «تمّ البحث مع دولة الرئيس بري بالأوضاع السياسية الراهنة واستطلعنا رأيه بالمرحلة الحالية والمرحلة القادمة، وناقشنا الأمور بعمق، وتمّ الاتفاق على التواصل بشكل كامل للبحث بهذا الأمر بشكل عميق، وأؤكد أن كل الوزراء سيشاركون غداً في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الأعمال».

أشار وزير العمل إلى أنّه من الوزراء الذين يمثلون الطائفة الشيعيّة، مؤكداً «مشاركتهم في جلسة الحكومة غداً خاصة وأنّها تتناول ملفات إداريّة مهمة».

وقال حيدر: «العلاقة مع رئيس الحكومة نواف سلام جيدة والتواصل مستمرّ ونحن دائماً جاهزون لاتخاذ القرار الصائب لمصلحة البلد».

أضاف: «لن نقبل بتحويل المعركة مع العدو الإسرائيلي إلى الشارع أو الداخل اللبنانيّ».

وتابع الرئيس برّي أيضاً المستجدات الأمنية والميدانية والأوضاع العامة لا سيما أوضاع المؤسسة العسكريّة خلال لقائه قائد الجيش العماد رودولف هيكل.

وقال رئيس الحكومة نواف سلام نحن نواجه تحدّيات سياسيّة وصعوبات اقتصاديّة، وتبعات سنوات من عدم الاستقرار. لكنّنا عازمون كحكومة وشعب على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحيّة طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به. نحن نضع أسساً مختلفة ترتكز على دولة محترمة ذات سيادة، تخدم جميع مواطنيها أينما كانوا. وهذا يعني إعادة بناء ليس فقط للبنى التحتية والمؤسسات، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، والثقة بين اللبنانيين في الداخل وفي الاغتراب. لقد طُرح دور الاغتراب طويلاً بشكل ضيّق، وكأن مساهمتكم تقتصر على إرسال الأموال لدعم عائلاتكم. نعم، دعمكم المالي كان أساسياً، لكنكم أكثر من ذلك بكثير. نريدكم مشاركين فاعلين في حياة لبنان في سياسته، وفي اقتصاده، وفي ثقافته، وفي صوته على الساحة الدولية. قصة لبنان ليست مكتملة بدونكم. فهذا ليس وطن آبائكم وأجدادكم فحسب، بل وطنكم أنتم أيضاً. وكأي قصة حيّة، تحتاج إلى فصول جديدة يكتبها جيل جديد».

أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إيهاب حمادة «أننا ثابتون على العهد، وعلى انتمائنا لكربلاء وللحسين وإننا في الموقف السياسي نقول لكل يزيد في لبنان وعلى مستوى هذا العالم، إنّه إذا استطاع يزيد ذلك العصر أن ينزع من الحسين وكل شهداء كربلاء سلاحاً، قبل أن ينتزع الأنفس والمهج، فإنّه يتمكن أن ينتزع منّا سكيناً أو إبرة أو عصا». وقال من الهرمل: «أننا مقتدرون وثابتون على عهدنا، ولا يأخذنّ أحداً منكم أيُّ خوف على المقاومة ومستقبلها، إنّهم وإن حاولوا أن ينزعوا الشرعيّة عن سلاح الوجود، سلاح حفظ لبنان، الذي أمن لهم أن يكونوا على كراسيهم فهم مشتبهون، فالمقاومة هي التي تضفي الشرعيّة على الآخرين ولا تحتاج شرعية من أحد». وأضاف: «نحن والجيش اللبناني ثنائي في المعادلة الذهبية، وستبقى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة فاعلة ومؤثرة، ولن نكون إلا في المسار الذي نؤمن به ونحمي فيه لبنان، حدوداً وأرضاً وحجراً وثروات».

رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل رأى أن أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية يُعدّ غير شرعي، سواء كان في يد تنظيمات لبنانية أو غير لبنانية، باستثناء حالتي الدفاع عن النفس وتحرير الأرض، وبشرط أن يكون ذلك بإذن من الدولة وفقًا لدستورها وقوانينها. وذكّر بأن هذا الإطار القانوني كان قائمًا منذ عام 1990 وحتى عام 2025.

وقال إن «التيار الوطني الحر» يتبنى موقفًا واضحًا يؤكد حتميّة حصر السلاح ومرجعيته بالدولة دون سواها، حيث لا مكان للشراكة أو الإشراك في هذا المجال.

وفي ما يخص اتفاق الطائف، اعتبر باسيل أن موقف «التيار» ينطلق منه باعتباره نصّ صراحةً على حلّ جميع الميليشيات، مؤكدًا أن هذا البند لم يُنفّذ بالكامل، حيث جرى التغاضي عن سلاح «المقاومة»، كما عن بنود أخرى، أبرزها اللامركزية، إلغاء الطائفية، وإنشاء مجلس الشيوخ. ولفت إلى أن الحكومات المتعاقبة قد قامت بـ»شرعنة» هذا السلاح، لكنه شدد على أن الوقت قد حان لتطبيق كافة بنود الطائف بشكل متوازن.

ورأى باسيل أن وظيفة سلاح حزب الله الردعية قد سقطت نتيجة ما وصفه بـ»المشاركة الأحادية في حرب الإسناد»، معتبراً أن سحب هذا السلاح يجب أن يكون مقابل أثمان سياسيّة تُدفع للدولة اللبنانية، من أبرزها:

الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة حديثًا، استعادة الأسرى، وقف الاعتداءات على لبنان، تحرير ما تبقى من الأرض، إعادة إعمار ما دمّرته الحرب، العودة الفورية للنازحين السوريين، حلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين، وضمان حق لبنان الكامل في استثمار ثرواته الطبيعية.

وتفقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة فوج الهندسة في الوروار، حيث التقى الضباط والعسكريين وقدّم لهم التعازي برفاقهم الشهداء الذين سقطوا نتيجة انفجار أثناء الكشف على مخزن أسلحة وذخائر في وادي زبقين – صور. وأكد العماد هيكل أن التضحيات الغالية للشهداء، بما تمثله من إخلاص وتفانٍ في سبيل الواجب، تساهم في درء المخاطر المحدقة بلبنان وصون وحدته وأمنه وسلمه الأهلي، وتثبت التزام الجيش بحماية الوطن، لافتًا إلى أن المؤسسة العسكرية التي تحظى بثقة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، ستواصل أداء مهماتها مهما بلغت الصعوبات. وتوجّه إلى العسكريين بالقول «بفضل جهودكم وتضحياتكم، سيبقى الجيش صمام الأمان لوطننا رغم التحديات الكبيرة. لن نتوانى عن تحمل مسؤوليّاتنا الوطنية بكل عزيمة وإصرار، وفاءً لدماء شهدائنا، متمسكين بمبادئ الشرف والتضحية.

وبانتظار استحقاق التمديد لليونيفيل نهاية الشهر الجاري، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان برونو بيريرا دا سيلفا الذي أكد «دعم فرنسا لقرارات الحكومة اللبنانيّة بشأن حصر السلاح بيد الدولة». وقدّم التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في انفجار مخزن السلاح في جنوب لبنان. وجرى البحث في مسألة التمديد لقوات «اليونيفيل» والصعوبات المحتملة التي قد تعترض مسار التمديد هذا العام.

وعقد أمس، في رأس الناقورة اجتماع لـ»لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار».

وقالت وزارة النفط العراقية، إنّها تدرس إمكانية تصدير النفط عبر مرفأ طرابلس اللبنانيّ. وأضافت: «سندرس تجديد خط أنبوب تصدير النفط بين العراق وسورية، وسنُشكّل لجنة مشتركة لتقييم الوضع.

***********************************************

افتتاحية صحيفة النهار:

حركة الموفدين تمهّد للاستحقاقات "التنفيذية" ازدياد المؤشرات السلبية حيال التمديد لليونيفيل

معلومات أفادت أن فرنسا أبلغت مسؤولين لبنانيين وجود صعوبة في التمديد لليونيفيل وأن الصيغة الاكثر قابلية للمرور في مجلس الأمن هي التجديد لسنة واحدة ولمرة أخيرة فقط

 تكتسب حركة الموفدين إلى بيروت في الفترة الطالعة، دلالات استثنائية نظراً إلى ما ستحمله الأسابيع الثلاثة الفاصلة عن نهاية آب الحالي من استحقاقات داخلية وخارجية، من شأنها رسم الخط البياني لتنفيذ قرار مجلس الوزراء المتخذ في 5 آب بخصوص حصرية السلاح في يد الدولة. ومع أن الفوارق كبيرة وجوهرية بل ومتضاربة بين الزيارة شبه "الاكراهية" التي سيقوم بها اليوم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبيروت، والزيارات اللاحقة للموفد الأميركي توم برّاك والموفدة السابقة مورغان أورتاغوس، فإنها تعكس صورة التشابك القوي بين الأوضاع الداخلية المعقدة والحساسة بل والخطيرة في بعض جوانبها، والاهتمامات الدولية والإقليمية بهذه الاستحقاقات اللبنانية ذات الصلة بالأمن الإقليمي برمته. ولم يقلّل هذا البعد من تركيز الأنظار على ما سيتبلّغه الزائر الإيراني اليوم من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، إذ سادت توقعات أنهما سيعبّران عن مواقف سيادية ترفض ضمناً التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون اللبنانية وإقحام مواقف طهران في ملف حصرية السلاح كتحريض علني سافر لـ"حزب الله" على التمرد على قرار الشرعية اللبنانية. ولعل المصادفة التي ستواكب زيارة لاريجاني الذي سيلتقي الرؤساء الثلاثة عون وسلام ونبيه بري وقيادة "حزب الله"، تتمثل في انعقاد جلسة ماراتونية لمجلس الوزراء اليوم لدرس وإقرار جدول أعمال مثقل بعشرات البنود الخدماتية والإدارية قبل أن تُعلّق جلسات مجلس الوزراء لأسبوعين، وهذه الجلسة لن تشهد أي اهتزاز بل سيحضرها جميع الوزراء بمن فيهم وزراء الثنائي الشيعي في دلالة اضافية على أنهم ليسوا في وارد الاستقالات حتى الآن، بل إن "حزب الله" يمضي قدماً في شعار تصعيدي "منفرد" ينادي فيه بإسقاط الحكومة فيما يوعز لوزيريه بحضور الجلسات. ومع أن اعتماد هذا الإجراء عزي إلى عدم مجاراة الرئيس نبيه بري لـ"حزب الله" في الأسبوع الماضي بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء في الخطوة الأولى رداً على قراري حصرية السلاح وتبنّي أهداف ورقة الموفد الأميركي توم برّاك، ثمة معلومات أخرى تحدثت عن أن الحزب نفسه لم يغامر في إسقاط الشرعية عنه تماماً لانه لو رفض قرار مجلس الوزراء وأوعز لوزيريه بالاستقالة لكان أصبح في وضع انكشاف تام في مقابل غالبية حكومية وسياسية واسعة مؤيدة للشرعية بقوة، بالإضافة إلى مظلة دعم دولية بالغة التاثير.

وكان الرئيس بري التقى عشية جلسة جلسة مجلس الوزراء اليوم وزير العمل محمد حيدر، الذي أوضح أنه "تم البحث في الأوضاع السياسية الراهنة، وإستطلعنا رأيه بالمرحلة الحالية والمرحلة القادمة وناقشنا الأمور بعمق، وتم الاتفاق على التواصل بشكل كامل للبحث بهذا الامر بشكل عميق، وأؤكد أن كل الوزراء سيشاركون (اليوم) في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الاعمال". كما أن بري تابع أيضاً المستجدات الأمنية والميدانية والأوضاع العامة لا سيما أوضاع المؤسسة العسكرية خلال لقائه قائد الجيش العماد رودولف هيكل.

في غضون ذلك، بدأت تتكثف المؤشرات السلبية حيال استحقاق التمديد لليونيفيل الذي اقترب موعده في نهاية الشهر الجاري. فبعدما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أول من أمس عن اتجاه أميركي- إسرائيلي إلى إعادة تقويم دور وحجم اليونيفيل بما يحتمل معه تبديل تفويض ولايتها أو ربما أبعد من ذلك، برزت معلومات جديدة في هذا الاتجاه أفادت أن فرنسا أبلغت مسؤولين لبنانيين وجود صعوبة في التمديد لليونيفيل وأن الصيغة الاكثر قابلية للمرور في مجلس الأمن هي التجديد لسنة واحدة ولمرة أخيرة فقط، بما عكس استمرار الموقف الأميركي على سلبيته من اليونيفيل.

وكان وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي التقى أمس القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان برونو بيريرا دا سيلفا، الذي أكد "دعم فرنسا لقرارات الحكومة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الدولة". وقدّم التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في انفجار مخزن السلاح في جنوب لبنان. وجرى البحث في مسألة التمديد لقوات "اليونيفيل" والصعوبات المحتملة التي قد تعترض مسار التمديد.

وفي غضون ذلك، كرّر رئيس الحكومة نواف سلام التمسك بالقرار الحكومي المتعلق بحصرية السلاح، وقال خلال استقباله وفداً من المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة السيدة روز الشويري "إننا عازمون كحكومة وشعب على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحية طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به. نحن نضع أسساً مختلفة ترتكز على دولة محترمة ذات سيادة، تخدم جميع مواطنيها أينما كانوا. وهذا يعني إعادة بناء ليس فقط للبنى التحتية والمؤسسات، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، والثقة بين اللبنانيين في الداخل وفي الاغتراب. لقد طُرح دور الاغتراب طويلاً بشكل ضيق، وكأن مساهمتكم تقتصر على إرسال الأموال لدعم عائلاتكم. نعم، دعمكم المالي كان أساسياً، لكنكم أكثر من ذلك بكثير. نريدكم مشاركين فاعلين في حياة لبنان، في سياسته، وفي اقتصاده، وفي ثقافته، وفي صوته على الساحة الدولية. قصة لبنان ليست مكتملة بدونكم. فهذا ليس وطن آبائكم وأجدادكم فحسب، بل وطنكم أنتم أيضاً. وكأي قصة حيّة، تحتاج إلى فصول جديدة يكتبها جيل جديد".

كما أن رئيس الجمهورية جوزف عون شدّد على "أن التحديات الراهنة في المنطقة لا تواجه إلا بوحدتنا، شئنا ذلك أم أبينا، والاستنجاد بالخارج ضد الآخر في الداخل أمر غير مقبول وهو اضرّ بالوطن، وعلينا أن نتعلم من تجارب الماضي ونستخلص عبره". وأكد أن الإصلاحات بدأت وقوانين عدة اقرت "والمسائل المهمة سلكت في طريقها الصحيح، والملفات المطروحة سوف نعمل على معالجتها بترو وحوار لإيجاد الحلول المناسبة". وقال: "على اللبنانيين أن يضعوا مصلحة لبنان سقفاً يتحركون تحته، إذ أن لا شيء يعلو فوق المصلحة الوطنية العليا، وعلينا عدم إضاعة الفرص المتوافرة راهناً والاستفادة من الثقة العربية والدولية بلبنان، والتي تجددت خلال الأشهر الماضية ونلمسها خصوصا في زياراتنا إلى الخارج ولقاءاتنا مع قادة الدول التي زرناها". وختم الرئيس عون: "لقد اتخذنا قرارنا وهو الذهاب نحو الدولة وحدها، ونحن ماضون في تنفيذ هذا القرار". وأضاف: "في محاربة الفساد لا خيمة فوق رأس أحد، لقد سقطت كل المحرمات في هذا السياق، والقرار اتخذ".

أما أبرز المواقف السياسية أمس من ملف حصرية السلاح، فجاء في إعلان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أن "أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية يُعدّ غير شرعي، سواء كان في يد تنظيمات لبنانية أو غير لبنانية، باستثناء حالتي الدفاع عن النفس وتحرير الأرض، وبشرط أن يكون ذلك بإذن من الدولة وفقًا لدستورها وقوانينها". وإذ أكد أن "التيار الوطني الحر" يتبنى موقفًا واضحًا يؤكد حتميّة حصر السلاح ومرجعيته بالدولة دون سواها، حيث لا مكان للشراكة أو الإشراك في هذا المجال" رأى أن "وظيفة سلاح حزب الله الردعية قد سقطت نتيجة المشاركة الأحادية في حرب الإسناد"، معتبراً أن "سحب هذا السلاح يجب أن يكون مقابل أثمان سياسية تُدفع للدولة اللبنانية، من أبرزها: الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة حديثًا،استعادة الأسرى، وقف الاعتداءات على لبنان ، تحرير ما تبقى من الأرض، اعادة إعمار ما دمّرته الحرب، العودة الفورية للنازحين السوريين، حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، ضمان حق لبنان الكامل في استثمار ثرواته الطبيعية".

وفي المواقف من الزيارة الإيرانية، لفت ما كتبه عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب أكرم شهيّب: "إن زيارات المسؤولين الإيرانيين مؤخراً وقرارات التدخل مجدداً في لبنان، بعد كل الذي جرى، قرارات سطحيّة وغير واقعية وأحلام واهمة. وختم: "يللي استحوا ماتوا".

**********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية:

سعيٌ لمخرج لإعادة ترتيب الأولويات... ولاريجاني في بيروت بمعادلات جديدة

على وقع انتظار عودة الموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك الاثنين المقبل، حاملاً الردّ الإسرائيلي على الموقف اللبناني وما تقرّر في ضوء المقترحات الأميركية، وفيما لم تأتِ بعد أي إشارات عن طبيعة هذا الردّ، على رغم وجود بعض المؤشرات السلبية، ستخطف الأنظار اليوم زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، الآتي من العراق في إطار جولة له في المنطقة، يعرض خلالها الموقف الإيراني من التطورات الجارية على مختلف المستويات، وتندرج في إطار "طحشة" ديبلوماسية إيرانية في مواجهة "الطحشة" الأميركية، والتوقعات بعودة واشنطن وطهران إلى طاولة المفاوضات في وقت ليس ببعيد.
وتكتسب زيارة لاريجاني للبنان هذه المرّة أهمية كبيرة، خصوصاً انّها تأتي بعد تولّيه منصبه الجديد، وكذلك بعد صدور قرار مجلس الوزراء اللبناني بنزع سلاح "حزب الله"، والذي أعلنت طهران بلسان أكثر من مسؤول رفضها له.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ"الجمهورية"، انّ ملف السلاح سيكون من بين مواضيع البحث بين لاريجاني والرؤساء الثلاثة وقيادة "حزب الله". واكّدت هذه المصادر، انّ إيران وبعد الحروب الأخيرة في لبنان والمنطقة، خرجت من المعادلات التي تعاملت بها قبل هذه الحروب إلى معادلات جديدة ستعمل بها بعد الحرب الأميركية ـ الإسرائيلية التي شُنّت عليها.
وعشية وصول لاريجاني، كتب السفير الإيراني لدى لبنان مجتب? اماني على منصة "إكس": "بعد ساعات قليلة، يصل إلى بيروت معالي الدكتور علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في زيارة تأتي في مرحلة مصيرية من تاريخ لبنان... حيث سيزور المسؤولين اللبنانيين الكبار ويلتقي بنخبة من الشخصيات السياسية والفكرية، في لقاءات صريحة يعبّر فيها عن وجهة نظر إيران ورؤيتها. وأنا على يقين بأنّ نتائج هذه المحادثات ستصبّ في مصلحة البلدين وأمنهما واستقرارهما".
مناخات الاحتقان
وتوقفت مصادر سياسية عند مناخات الاحتقان التي ترافق زيارة لاريجاني لبيروت اليوم، وجولته على أركان الحكم، خصوصاً أنّها أعقبت سلسلة المواقف الصادرة في طهران، والتي تنتقد بشدة قرار الحكومة اللبنانية سحب سلاح "حزب الله"، وتعلن أنّ هذا القرار لن يجد سبيلاً إلى التطبيق.
وقالت هذه المصادر لـ"الجمهورية"، إنّ "حزب الله" لن يفوّت فرصة الزيارة لتدعيم موقفه الرافض تسليم السلاح. وقد أعدّ لهذه الغاية سلسلة تحركات شعبية تواكب وصول الضيف الإيراني ومحادثاته في بيروت.
وتتردد في الأوساط القريبة من "الحزب" اعتراضات على تعاطي لبنان الرسمي، وخصوصاً وزارة خارجيته، بطريقتين مختلفتين مع الموفدين الأجانب. ففيما يتمّ الترحيب الحار بالموفد الأميركي توم برّاك ويتمّ تبنّي ورقته السياسية بالكامل، يجري التهجّم على الموفد الإيراني، ولو أنّه لم يفعل شيئاً سوى التعبير عن الموقف المبدئي.
إعادة ترتيب الأولويات
في هذه الأثناء، وانتظاراً لوضع قيادة الجيش الخطة التنفيذية لقرار مجلس الوزراء في شأن حصرية السلاح بيد الدولة، علمت "الجمهورية" انّ مشاورات حثيثة تجري بعيداً من الاضواء لإيجاد المخارج اللازمة التي تعيد ترتيب الأولويات في هذا الصدد، بما يؤدي إلى عبور آمن لهذا الاستحقاق، عبر الدفع في اتجاه أولوية إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار والانسحاب إلى خلف الحدود اللبنانية. وفي هذا الإطار جاء استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس لقائد الجيش العماد رودولف هيكل. وذكرت قناة "الجديد"، أنَّ اللقاءَ "كان لقاءَ مصارَحَةٍ أَبلغ فيه بري إلى هيكل موقفَ الثنائيِّ الشيعي المعلَن من السلاح وعدمِ التصادمِ معَ الجيش.
من جهته حَرِصَ قائدُ الجيش على الالتزامِ بقرارِ مجلس الوزراء بالتزامنِ معَ الحِرصِ الشديد على السِّلم الأهلي ونَأيِ المؤسسةِ العسكرية عن الاصطدامِ معَ الحزبِ وبيئتِه". وأضافت القناة، انّ "تنسيقُ "الثنائي" سالِكٌ على الخَطَّين معَ قيادةِ الجيش ورئيسِ الحكومة لمعالجة أزمةِ السلاح بعيداً من التصعيد، فيما الطريقُ مقطوعةٌ بين حارة حريك وبعبدا، في حين تَركت عين التينة البابَ موارِباً، واستَقبَلت موفدَ رئيسِ الجمهورية أندريه رحال، وحمّلَ وبلهجةٍ حادة رئيسَ الجمهورية وفريقَه مسؤوليةَ الانقلابِ على وعودِه للثنائي قبل جلسةِ إقرارِ حصريةِ السلاح".
درء المخاطر
وكان قائد الجيش تفقّد أمس قيادة فوج الهندسة في الوروار، حيث التقى الضباط والعسكريين وقدّم لهم التعازي برفاقهم الشهداء الذين سقطوا نتيجة انفجار أثناء الكشف على مخزن أسلحة وذخائر في وادي زبقين - صور. وأكّد "أنّ التضحيات الغالية للشهداء، بما تمثله من إخلاص وتفانٍ في سبيل الواجب، تساهم في درء المخاطر المحدقة بلبنان وصون وحدته وأمنه وسلمه الأهلي، وتثبت التزام الجيش بحماية الوطن"، لافتًا إلى "أنّ المؤسسة العسكرية التي تحظى بثقة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، ستواصل أداء مهمّاتها مهما بلغت الصعوبات". وتوجّه إلى العسكريين بالقول: "بفضل جهودكم وتضحياتكم، سيبقى الجيش صمام الأمان لوطننا رغم التحدّيات الكبيرة. لن نتوانى عن تحمّل مسؤولياتنا الوطنية بكل عزيمة وإصرار".
التعلّم من التجارب
وفي غضون ذلك، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس، "انّ التحدّيات الراهنة في المنطقة لا تُواجه الّا بوحدتنا شئنا ذلك أم أبينا، والاستنجاد بالخارج ضدّ الآخر في الداخل امر غير مقبول، وهو أضرّ بالوطن، وعلينا ان نتعلّم من تجارب الماضي ونستخلص عبره". وشدّد على "انّ الإصلاحات بدأت وقوانين عدة أُقرّت، والمسائل المهمّة سلكت في طريقها الصحيح، والملفات المطروحة سنعمل على معالجتها بتروٍ وحوار لإيجاد الحلول المناسبة". وقال: "على اللبنانيين أن يضعوا مصلحة لبنان سقفاً يتحركون تحته، إذ ان لا شيء يعلو فوق المصلحة الوطنية العليا، وعلينا عدم إضاعة الفرص المتوافرة راهناً، والاستفادة من الثقة العربية والدولية بلبنان، والتي تجدّدت خلال الأشهر الماضية ونلمسها خصوصاً في زياراتنا إلى الخارج ولقاءاتنا مع قادة الدول التي زرناها".
وختم الرئيس عون: "لقد اتخذنا قرارنا وهو الذهاب نحو الدولة وحدها، ونحن ماضون في تنفيذ هذا القرار". وأشار ايضاً إلى "أننا نعمل على بناء الثقة بين الشعب اللبناني والدولة، كما بين الدولة والخارج، بهدف وضع الدولة على السكة الصحيحة"، وأضاف: "في محاربة الفساد لا خيمة فوق رأس أحد، لقد سقطت كل المحرّمات في هذا السياق، والقرار اتخذ".
مجلس الوزراء
وعشية جلسة مجلس الوزراء العادية، استقبل بري وزير العمل محمد حيدر، الذي اطلعه على نتائج زيارته للعراق ولقاءاته مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وقال انّه "كان هناك تجاوب تام من رئيس الحكومة العراقية، أولًا المساعدة على إعادة الترميم بأسرع وقت، خصوصاً في المناطق الوسطى والضاحية والبقاع. وأعطى القرار للجنة لكي تزور لبنان والبدء بتنفيذ هذا الامر للمساهمة بإعادة الإعمار خصوصاً في المناطق المتضررة بشكل جزئي".
واضاف حيدر: "تمّ البحث مع دولة الرئيس بري في الأوضاع السياسية الراهنة، وإستطلعنا رأيه في المرحلتين الحالية والمقبلة، وتمّ الاتفاق على التواصل في شكل كامل للبحث في هذا الامر في شكل عميق، وأؤكّد أنّ جميع الوزراء سيشاركون غداً (اليوم) في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الاعمال".
"عازمون"
إلى ذلك، قال رئيس الحكومة نواف سلام لوفد "المؤسسة المارونية للانتشار" الذي زاره امس "انّ لبنان اليوم ليس في الموقع الذي نريده. نحن نواجه تحدّيات سياسية وصعوبات اقتصادية، وتبعات سنوات من عدم الاستقرار. لكن نحن عازمون كحكومة وشعب على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلاّ عبر أجندة إصلاحية طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به". وأضاف: "نحن نضع أسساً مختلفة ترتكز على دولة محترمة ذات سيادة، تخدم جميع مواطنيها أينما كانوا. وهذا يعني إعادة بناء ليس فقط للبنى التحتية والمؤسسات، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، والثقة بين اللبنانيين في الداخل وفي الاغتراب".
وخاطب سلام الوفد قائلاً: "إننا سنواصل العمل عبر الإصلاح والمساءلة وإعادة البناء، لنجعل من لبنان وطناً يليق بفخركم، ووطناً يظل دائماً مستعداً لاستقبالكم، لا كضيوف، بل كشركاء في مسيرته نحو المستقبل".
مواقف
وفي المواقف، أكّد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في كلمة له أمس، أنّ "أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية يُعدّ غير شرعي، سواء كان في يد تنظيمات لبنانية أو غير لبنانية، باستثناء حالتي الدفاع عن النفس وتحرير الأرض، وبشرط أن يكون ذلك بإذن من الدولة وفقًا لدستورها وقوانينها". وذكّر بأنّ "هذا الإطار القانوني كان قائمًا منذ عام 1990 وحتى عام 2025". وأضاف: "إنّ "التيار الوطني الحر" يتبنّى موقفًا واضحًا يؤكّد حتميّة حصر السلاح ومرجعيته بالدولة دون سواها، حيث لا مكان للشراكة أو الإشراك في هذا المجال".
وفي ما يخصّ "اتفاق الطائف" اعتبر باسيل أنّ "موقف "التيار" ينطلق منه في اعتباره نصّ صراحةً على حلّ جميع الميليشيات"، مؤكّدًا أن هذا البند لم يُنفّذ بالكامل، حيث جرى التغاضي عن سلاح "المقاومة"، كما عن بنود أخرى، أبرزها اللامركزية، إلغاء الطائفية، وإنشاء مجلس الشيوخ. ولفت إلى أنّ الحكومات المتعاقبة قد قامت بـ"شرعنة" هذا السلاح، لكنه شدّد على أنّ الوقت قد حان لتطبيق كافة بنود الطائف بشكل متوازن.
ورأى باسيل أنّ وظيفة سلاح "حزب الله" الردعية قد سقطت نتيجة ما وصفه بـ"المشاركة الأحادية في حرب الإسناد"، معتبراً "أنّ سحب هذا السلاح يجب أن يكون مقابل أثمان سياسية تُدفع للدولة اللبنانية، من أبرزها: الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة حديثًا، استعادة الأسرى، وقف الاعتداءات على لبنان، تحرير ما تبقّى من الأرض، إعادة إعمار ما دمّرته الحرب، العودة الفورية للنازحين السوريين، حلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين، وضمان حق لبنان الكامل في استثمار ثرواته الطبيعية".

************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

لبنان يُبلِّغ لاريجاني اليوم نظرته للخروج من جبهة المحاور

جدول أعمال حافل في جلستي الحكومة.. وهيكل يؤكد جهوزية الجيش لدرء المخاطر وحماية السلم الأهلي

 لا يمكن اعتبار جلستي مجلس الوزراء، اختباراً لوضعية العلاقة التي خضعت لاهتزاز، ولكن غير خطير بين رئاسة الحكومة و«الثنائي الشيعي»، بل تأكيد على ان مكوّنات التسوية الكبرى التي جاءت برئيسي الجمهورية والحكومة عبر المجلس النيابي ما تزال متمسكة بالتسوية التي وفرت استقراراً في البلاد، ووضعت المعالجات على سكة مغايرة عن الماضي.

وفي السياق، اعلن وزير العمل محمد حيدر، من عين التينة، بعد اطلاع الرئيس نبيه بري على نتائج زيارته الى العراق، ان «كل الوزراء سيشاركون اليوم في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الاعمال».

في التحركات، أفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المسؤولين اللبنانيين سيستمعون الى ما يقوله لاريجاني في خلال هذه الزيارة وبالتالي لن يصدر اي موقف قبل الإستماع اليه.

واشارت المصادر الى انه بالنسبة الى زيارة الموفد الأميركي فإنه بات مؤكدا انه سيصل الى بيروت الاسبوع المقبل على ان يحمل معه الجواب الاسرائيلي.

الى ذلك، قالت هذه المصادر انه عندما تجهز خطة الجيش بشأن حصرية السلاح فستُعرض على الحكومة في جلسة تُعقد برئاسة رئيس الجمهورية الذي شدد على أهمية على عدم الرجوع عن قرار الذهاب الى الدولة.

ووسط سجال سياسي داخلي حول زيارته، يستهل امين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني اليوم، جولة لعدد من الموفدين الاخرين الى بيروت، ويلتقي الرؤساء الثلاثة وقيادة حزب الله، في جو سياسي لخصوم ايران غير مرحب بالزيارة، واستغراب حزب الله للحملة على زيارته عبر عنها النائب ابراهيم الموسوي الذي اشار الى سكوت السياديين على الهيمنة الخارجية لا سيما الاميركية – الاسرائيلية على لبنان. فيما استمر ايضا ترقب زيارة الموفد الاميركي توم براك الى بيروت والرد الذي يحمله على الرد اللبناني، وترقب جلسة الحكومة لمناقشة خطة الجيش لجمع السلاح المرتقب طرحها نهاية هذا الشهر، وحيث اعلن وزير العمل الدكتور محمد حيدر (ممثل حزب الله بالحكومة) في حديث تلفزيوني مساء امس «اننا سنحضر هذه الجلسة ونناقش خطة الجيش بطريقة قانونية».

وفي اول تعليق غير رسمي على المطلوب من سوريا تجاه لبنان في ورقة براك، علقت وزارة الخارجية السورية على البنود الواردة في الورقة، وقال مصدر في الوزارة: ترسيم الحدود مع لبنان والتنسيق الأمني بيننا من أهم الملفات، لأنها تقود الى تعاون اقتصادي كبير بين البلدين، لذلك نحن منفتحون على التعاون.

وكرر الرئيس نواف سلام الموقف الحكومي من مسألة السلاح، وقال خلال استقباله وفداً من المؤسسة المارونية للانتشار: ان «لبنان اليوم ليس في الموقع الذي نريده. نحن نواجه تحديات سياسية وصعوبات اقتصادية، وتبعات سنوات من عدم الاستقرار. لكننا عازمون كحكومة وشعب على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحية طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به. نحن نضع أسساً مختلفة ترتكز على دولة محترمة ذات سيادة، تخدم جميع مواطنيها أينما كانوا. وهذا يعني إعادة بناء ليس فقط للبنى التحتية والمؤسسات، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، والثقة بين اللبنانيين في الداخل وفي الاغتراب.

عون: نحو الدولة وحدها

وفي السياق المحلي، نُقل عن الرئيس جوزف عون «اننا نحتاج الى الحوار والتلاقي لا الى التصادم، وبوحدتنا سنتمكن من مواجهة التحديات، واكد ان الاصلاحات بدأت وقوانين عدة اقرت. والمسائل المهمة سلكت طريقها، والملفات المطروحة سوف نعمل على معالجتها بتروٍّ وحوار لايجاد الحلول المناسبة.

واكد عون: اتخذنا قرارنا، وهو الذهاب نحو الدولة وحدها.

جلستان اليوم للحكومة

يعقد مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء جلستين صباحية ومسائية عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وبعد الظهرفي السراي الكبير وعلى جدول أعمالها 61 بنداً اغلبها إدارية إجرائية، ثم تتوقف الجلسات أسبوعين بسبب الاجازات الصيفية لكبار الموظفين حتى نهاية الشهر، وتكون قيادة الجيش قد انهت حسب المفترض وضع خطة لتطبيق حصرية السلاح خلال هذين الاسبوعين.

وأعلن وزيرالعمل محمد حيدر بعد لقاء الرئيس نبيه الرئيس بري ، انه جرى البحث بالاوضاع السياسية الراهنة وإستطلعنا رأيه بالمرحلة الحالية والمرحلة القادمة وناقشنا الامور بعمق، وتم الاتفاق على التواصل بشكل كامل للبحث بهذا الامر بشكل عميق، وأؤكد أن كل الوزراء سيشاركون غدا في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الاعمال.

وابرز بنود جدول اعمال الجلستين حسب معلومات «اللواء»:

• عرض وزارة البيئة للواقع الحالي لقطاع النفايات وللخطوات التي تقترحها الوزارة.

• عرض وزارة الطاقة والمياه للواقع الحالي لقطاع الصرف الصحي والحلول المقترحة.

• إقتراح قانون يرمي إلى حماية اليد العاملة اللبنانية وتشديد العقوبات على مخالفات تنظیم عمل الأجانب.

• مشروع قانون معجل يرمي إلى اعتماد مبدأ المداورة في رئاسة الهيئات الناظمة.

• إقتراح قانون يرمي إلى منح عفو عام إستثنائي لأسباب إنسانية بعد وفاة سَجِينَين بسبب.1 انعدام الرعاية الصحية، إضافة إلى الإكتظاظ وانعدام الغذاء واعتكاف القضاء.

• اقتراح قانون يرمي إلى تسوية معاشات التقاعد وتعويضات نهاية الخدمة للعاملين في القطاع العام.

• مشروع قانون يرمي إلى إنشاء وزارة التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي في لبنان.

• طلب وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الإصطناعي الموافقة على إسناد مهام الوزارة إلى بعض العاملين في وزارة المهجرين.

• طلب وزارة المالية الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى تعيين عضوين في اللجنة العليا لليانصيب الوطني.

• طلب وزارة الزراعة الموافقة على ملء المراكز الشاغرة في مجلس إدارة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية.

• طلب وزارة الزراعة الموافقة على ما يأتي:

تجديد وتعديل عقود التدريس بالساعة في المدارس الزراعية الفنية الرسمية للعام الدراسي ٢٠٢٤ - .٢٠٢٥.

ب - التعاقد مع مدرسين ومدربين جدد.

ج- نقل اعتماد بقيمة / /١٥ مليار ليرة لبنانية من احتياطي الموازنة العامة إلى موازنة وزارة الزراعة لتغطية بدلات الحوافز والإنتاجية للأساتذة والمدربين في المدارس الزراعية عن العام ٢٠٢٤ - .٢٠٢٥

د - نقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة بقيمة / / مليار ليرة لبنانية لدعم صناديق المدارس الزراعية الفنية العاملة الثمانية وتأمين تنفيذ برنامج الدروس والتطبيقات في المدارس الزراعية.

• طلب وزارة الشؤون الاجتماعية الموافقة على مشروع مرسوم يرمي إلى تعديل المرسوم رقم ١١٩٦٩ تاريخ 3/3 ٢٠٠٤ المتعلق بإعطاء المساعدات الإجتماعيات والعمال الإجتماعيين في الوزارة تعويض نقل وانتقال شهري مقطوع.

• عرض وزارة التربية والتعليم العالي موضوع تمكين أفراد الهيئة التعليمية في ملاك الوزارة والموظفين الإداريين في مختلف الوحدات لديها الذين لا زالوا منقطعين عن وظائفهم جراء الأوضاع التي نشأت عن العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، من إستئناف مهامهم الوظيفية ضمن مهلة محددة تحدد لهذه الغاية.

• استكمال البحث في عرض وزارة الإتصالات للمساعي لتوفير خدمات إنترنت عبر الأقمار الإصطناعية والعروض التي تلقتها من شركات عالمية عاملة في هذا المجال (مؤجل من الجلسة الماضية).

• طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على وضع قيود على إستيراد آلات برمجة مفاتيح الآليات للمساهمة في مكافحة جرائم سرقة السيارات.

• اضافة الى بنود ادارية وتنظيمية لبعض الوزارات وتوقيع اتفاقيات ونقل اعتمادات.

برنامج لاريجاني

وسط ذلك، يصل لاريجاني الى بيروت وتم توزيع برنامج الزيارة على النحو التالي:

الساعة ٧،٤٥ صباح اليوم : الوصول الى صالة الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

الساعة ١١ صباحا : زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا.

الساعة ١٢ ظهرا : زيارة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري في عين التينة.

الساعة ٣ ظهرا : لقاء مع شخصيات ونخب روحية وسياسية لبنانية في مقر السفارة الايرانية.

الساعة ٤:٣٠ بعد الظهر : لقاء مع شخصيات نيابية وسياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية في مقر السفارة الايرانية.

الساعة ٦ عصرا : زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في السراي الكبير.

ولم يتم تحديد موعد اللقاءمع الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لأسباب امنية.

وحسب مصادرحكومية لـ «اللواء» فإن المسؤولين سيستمعون الى ما يحمله لاريجاني، وهو سيسمع موقف لبنان الرسمي من القضايا المطروحة لا سيما حول قراري الحكومة المتعقلين بحصرية السلاح بيد الدولة، لكن بأسلوب هاديء ودبلوماسي وليس بأسلوب حاد كما ذكرت بعض التسريبات.

وكان لاريجاني قد قال في مؤتمر صحفي في بغداد قبل انتقاله الى بيروت: نحن نفكر بأمن المنطقة كافة، وحزب الله لديه نضوج سياسي، وليس بحاجة إلى الوصاية. وإيران تتشاور مع لبنان والعراق لكنها لا تعطي أوامر لأحد.

وحسب ما جرى ترداده فإن لاريجاني سيؤكد تمسك بلاده بالمقاومة، وان المقاومة جزء لا يتجزأ من شعوب المنطقة، وتسعى لتحقيق مصالحها وتعتبر كل مجموعة من هذه المجموعات ثروة وطنية في بلدها.

وفي السياق، قال السفير الإيراني في لبنان مجتبی اماني عبر منصة «اكس»: بعد ساعات قليلة، يصل إلى بيروت أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي لاريجاني، في زيارة تأتي في مرحلة مصيرية من تاريخ لبنان، حيث سيزور كبار المسؤولين اللبنانيين ويلتقي بنخبة من الشخصيات السياسية و الفكرية، في لقاءات صريحة يعبّر فيها عن وجهة نظر إيران ورؤيتها.

وتابع أماني: أنا على يقين بأن نتائج هذه المحادثات ستصب في مصلحة البلدين وأمنهما واستقرارهما.

هيكل في عين التينة

في هذه الظروف، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل عين التينة، وعرض مع الرئيس بري الاوضاع، لا سيما الوضع غير المستقر في الجنوب، وتضحيات الجيش، وكان العماد هيكل يتفقد فوج الهندسة في الوروار والتقى الضباط والعسكريين، وقدم لهم التعازي برفاقهم الشهداء الذين سقطوا نتيجة انفجار أثناء الكشف على مخزن أسلحة وذخائر في وادي زبقين – صور.

وأكد العماد هيكل أن التضحيات الغالية للشهداء، بما تمثله من إخلاص وتفانٍ في سبيل الواجب، تساهم في درء المخاطر المحدقة بلبنان وصون وحدته وأمنه وسلمه الأهلي، وتثبت التزام الجيش بحماية الوطن، لافتًا إلى أن المؤسسة العسكرية التي تحظى بثقة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، ستواصل أداء مهماتها مهما بلغت الصعوبات.

صعوبات التجديد لليونيفيل

ليس بعيداً من الوضع الجنوبي، وعشية استحقاق التمديد لليونيفيل نهاية الشهر الجاري، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان برونو بيريرا دا سيلفا الذي أكد حسب المعلومات لارسمية، «دعم فرنسا لقرارات الحكومة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الدولة. وقدّم التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في انفجار مخزن السلاح في جنوب لبنان. وجرى البحث في مسألة التمديد لقوات اليونيفيل والصعوبات المحتملة التي قد تعترض مسار التمديد هذا العام».

وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية للجديد انه سيتم التجديد لقوات اليونيفل وفق نفس المهام ولكن مع تقليص عدد الكتائب او الجنود.

واشارت إلى أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيزور بيروت في ايلول المقبل، لمناقشة تفاصيل عقد مؤتمر دعم لبنان الذي سيعقد في باريس في الخريف.

وفي المعطيات، ان الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل قد تقبلان بالتمديد لليونيفيل لعام واحد فقط، مع مهام محددة، تشمل التفكيك المنظم لمواقعها والانسحاب المنسق مع الجيش اللبناني، ونقل المسؤولية الامنية الكاملة للحكومة اللبنانية.

لجنة الإشراف تحت الغارات

أفيد أنه «عقد امس الاول، في رأس الناقورة اجتماع للجنة الإشراف الخماسية على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار» بعد غياب طويل لم يُعرف ماذا تقرر فيه او صدرعنه، ولكن الاحتلال الاسرائيلي اعقب الاجتماع بغارة امس محيط ميناء الصيادين في بلدة الناقورة أدت في حصيلة أولية إلى إصابة ٣ اشخاص بجروح إصابة أحدهما حرجة حسبما اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة. وعلى الفور تحركت سيارات جمعية كشافة الرسالة الإسلامية الى المكان.

واستهدفت غارة من مسيّرة معادية بلدة النميرية في أرض مفتوحة ولكن الصاروخ لم ينفجر.

وألقت مسيّرة اسرائيلية قنبلة صوتية على جرافة في حي كروم المراح عند أطراف ميس الجبل، كذلك القت درون إسرائيلية قنبلة صوتية قرب مواطنين في حي عين الاشواق في بلدة كفركلا.

كما حلق الطيران المـسيّر الاسرائيلي على علو منخفض في أجواء جبل علي الطاهر، المحمودية، الجرمق والجوار. وسجل تحليق مكثف للطيران المسيّر الاسرائيلي على مستوى منخفض في أجواء القطاع الغربي لا سيما فوق مدينة صور ومحيطها، وأيضًا فوق العاقبية والبيسارية والزهراني والجوار.وفوق مناطق بعلبك والهرمل بالبقاع.

*********************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

من اليرزة إلى عين التينة... الاستقرار والسلم الأهلي في صدارة المباحثات

عطلة صيفية للحكومة... «الفيول الكويتي» يحتّم تسديد الدين العراقي

 بعد مضي أسبوعين على القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية، والقاضي بحصر السلاح بيد الدولة، تدخل البلاد مرحلة جديدة من الترقب السياسي والأمني، في ظل انقسام داخلي حاد حيال خلفيات القرار وتداعياته المستقبلية. فقد جاء القرار في وقت بالغ الحساسية، متزامنا مع تغيّرات إقليمية كبرى، وتوازنات دقيقة تحكم الواقع اللبناني، الذي لطالما قام على تسويات بين مكوّناته الطائفية والسياسية.

ومع تفاعل المواقف، تبدو البلاد أمام مفترق طرق استراتيجي قد يفتح الباب أمام صراع داخلي على هوية الدولة ودورها الإقليمي، خصوصا ان فريقي المواجهة يعدون ويحشدون استعدادا لمحطة 31 آب الحافلة، بخطة الجيش، من جهة، وقرار التمديد للقوات الدولية، من جهة ثانية، حيث بات واضحا استنادا الى المعطيات المتقاطعة من العاصمة الاميركية ان قرارات الحكومة اللبنانية لم تغير في القناعة الاميركية التي تميل لتبني النظرية الاسرائيلية في هذا الخصوص، ما سيضع الدولة اللبنانية امام تحد جديد جنوباً.

براك

في كل الاحوال، يبدو ان الانزالات الدبلوماسية المتوقعة، قد بدأت بشائرها، حيث يسعى الاطراف في الداخل، الى التجييش وتسيير الراي العام، كل وفقا لسياسته، عشية وصول أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الى بيروت قادما من بغداد، قبيل انزال المبعوث الاميركي توم براك، برفقة مورغان اورتاغوس، لمناقشة ملفّ التمديد لقوات الطوارئ الدولية والتباحث في الشروط الجديدة التي تريدها واشنطن مطلع الاسبوع القادم، وبعد لقاء القمة بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في الاسكا الجمعة، حيث تؤكد مصادر دبلوماسية ان لبنان، وتحديدا ملف الحدود الجنوبية، سيكون حاضرا على طاولة المحادثات، بناء لطلب اميركي، وهو ما يقلق باريس ولندن تحديدا، من ان ياتي اي اتفاق بين الرجلين، على حساب مصالحهما في لبنان، وعلى الحدود الجنوبية تحديدا.

الرياض

واذا كانت الرياض مصرة على السير في مساعيها لاحداث ثغرة في جدار العلاقة اللبنانية - السورية، فان المعطيات الغربية تؤكد ان الامور ليست بالسهولة التي يتوقعها البعض، في ظل غياب الثقة المتبادلة بين بيروت ودمشق، من جهة، وصعوبة الملفات المطروحة على الطاولة، وبالتالي آليات التنفيذ، فيما خص ملفي، ترسيم الحدود البرية والبحرية، والمحكومين والموقوفين الاسلاميين في السجون اللبنانية، بمن فيهم المنتمون للجماعات الاسلامية، والتي وسع الجانب السوري من مروحة مطالبه، في هذا الشان، لتصل الى الموقوفين من جنسيات عربية.

جلسة للحكومة

في ظل هذا المشهد يعقد مجلس الوزراء عند الحادية عشرة ظهر اليوم، جلسة ماراتونية له في السراي الحكومي، يتوقع ان تمتد لساعات ما بعد الظهر، تتخللها استراحة غذاء ظهرا، مخصصة لبحث جدول اعمال عادي من 61 بندا، مواضيع اجتماعية واقتصادية عالقة، بمشاركة وزراء الثنائي الشيعي، من باب الحرص على تسيير أمور الناس كما تؤكد اوساطهم، عشية دخول مجلس الوزراء في «عطلة قصرية». ووفقا للمعلومات، حيث سيأخذ مجلس الوزراء «استراحة قصرية» لمدة أسبوعين بحجة «العطلة الصيفية» لكل من مدير رئاسة الجمهورية انطوان شقير وامين عام مجلس الوزراء محمود مكية ، في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ الحكومات والعهود، على ان تعود الجلسات للانعقاد في أواخر الشهر لمناقشة الخطة التي ستقدمها قيادة الجيش.

فكيف يمكن لمجلس الوزراء أخذ استراحة طويلة وكأن البلد بألف خير، في حين أن الحكومة «عمرها قصير» ويجب أن تعمل ليلاً نهاراً لمعالجة الأزمات، وليس آخرها أزمة الكهرباء والمياه؟

زيارة لاريجاني

توازيا، يسود جو من الترقب بانتظار ما ستحمله معها جولة امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، علي لاريجاني، الذي ستقتصر لقاءاته الرسمية على كل من الرؤساء الثلاثة، وسط مقاطعة لوزارة الخارجية، حيث علم ايضا انه ستكون له سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من الشخصيات السياسية والدينية والحزبية، من لبنانية وفلسطينية، المؤيدة للمحور في مقر السفارة الايرانية، وكذلك مع قيادات من حزب الله.

واشارت المصادر الى ان رئيس الحكومة الذي كان من اول «المرحبين» بالزيارة، سيبلغ ضيفه الايراني استياء لبنان من المواقف الاخيرة التي صدرت عن مسؤولين في الجمهورية الاسلامية والتي تتعارض مع ما سبق وتم الاتفاق عليه سابقا من فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.

هذا وعلم ان نقطة جسر الكوكودي – طريق المطار ستشهد تجمعا شعبيا لاستقبال لاريجاني «بما يليق بمكانته»، وفقا لما جاء في الدعوة التي وجهت لجمهور المقاومة للمشاركة.

مصادر دبلوماسية مطلعة في بيروت قرات في الزيارة الايرانية، هجوما ايرانيا مضادا، بداته من العراق وامتد الى لبنان، عشية استئناف الاتصالات والجهود لاطلاق جولة مفاوضات نووية جديدة مع واشنطن، بالتزامن مع مواقف طهران العالية السقف تجاه ملفات بيروت وبغداد، في إشارة إيرانية واضحة لتاكيد نفوذها وحضورها في هذين البلدين دعم حلفائها، حيث لها دورها ورايها غير القابلين للتجاهل.

وفي معرض قراءتها لخلفيات الموقف الإيراني، تعتبر المصادر، أن دخول طهران على خطّ ملف «حصرية السلاح»، هو في إطار دعم حلفائها وتثبيت وجودها الجيوسياسي، ما يحمل دلالةً واضحة لواشنطن على أن إيران لم تتراجع عن دعم حلفائها في المحور، والاهم انها لم تسلم بما يراه البعض هزيمة لهذا المحور.

هيكل في عين التينة

وبعيد عودته من جولته البريطانية والاميركية، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري، وبحث معه الوضع الامني جنوبا وفي الداخل، كما ناقش الخطوط العريضة للخطة التي تعدها قيادة الجيش فيما خص تنفيذ قرارات الحكومة، اذ كشفت المعلومات تاكيد قائد الجيش على ان مسالة السلاح تحل بالتوافق بعيدا عن التشنج والشارع، وان الجيش ليس في وارد الصدام مع احد او تعريض السلم الاهلي للاهتزاز، وتابعت المصادر بان التنسيق جار مع حزب الله، وان الاتصالات لم تنقطع بين حارة حريك واليرزة، مؤكدة ان الامور ايجابية، والوضع الامني مضبوط.

مصادر وزارية مواكبة، اكدت ان رئيس الجمهورية يتابع تفاصيل الخطة التطبيقية التي تعمل قيادة الجيش على وضعها، مشيرة الى انه تم التطرق الى هذا الملف خلال زيارة عون الى وزارة الدفاع للتعزية بشهداء الجيش، ولقائه كل من وزير الدفاع وقائد الجيش، الذي اكد ان العمل جار لمحاولة انجاز المهمة قبل نهاية الشهر الحالي، مؤكدا أن «الجميع في لبنان لا يريد الصدام».

السلاح الفلسطيني

وفي هذا الاطار علم ان الاهتمام ينصب حاليا على منطقة جنوب الليطاني، لذلك، فان ملف سحب السلاح الفلسطيني سيبدأ من المخيمات الستة المتواجدة في تلك المنطقة، وهو ما ستنص عليه خطة اليرزة، حيث بوشرت الاتصالات مع الجانب الفلسطيني، الذي اوفد «مجموعة امنية» الى بيروت للتنسيق في هذا الخصوص، تحت اشراف السفير الفلسطيني الجديد، محمد الاسعد، الذي يصل بيروت مطلع الاسبوع القادم.

علما ان لقاء جمع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، ورئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني السفير رامز دمشقية، في السراي، جرى خلاله البحث في أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان واليات تنفيذ ما ورد في البيان المشترك الصادر عن الرئيسين الفلسطيني واللبناني.

وكشفت المصادر، ان قيادة الجيش ستشترط لتنفيذ خطتها وجود غطاء سياسي جامع قبل أن تخطو أي خطوة، مشيرة الى انه قد لا يكون بمقدورها وضع الخطة المطلوبة لملف بهذا الحجم في غضون فترة زمنية قصيرة كتلك التي حددتها الحكومة، كما أن التنفيذ لا يمكن أن يقتصر على مهلة قصيرة كتلك التي ألزمت الحكومة نفسها بها، وسط المعلومات عن ان الموفد الاميركي توم براك سيحمل معه رفض اسرائيل، تنفيذ البنود المتعلقة بها في الورقة، أي الانسحاب ووقف العدوان، فهل سيفرض على لبنان الالتزام بمفرده؟

خطة امنية

في غضون ذلك وعلى خط آخر، تستمر الجهود الامنية لضبط مسار المسيرات الاعتراضية الليلية، والمستمرة، بالتعاون مع الجهات الامنية في حزب الله، تلافيا لحدوث أي اشكالات او احتكاكات، او تعكير موسم السياحة، وسط المخاوف من دخول طرف ثالث على الخط لاحداث مشاكل، بهدف جر البلاد الى الفوضى وخلق فتنة لاهداف معروفة.

وفي هذا الاطار علم انه تم وضع خطة امنية لمعالجة أي خروقات قد تحصل، كما تم تعزيز الاجراءات الامنية في كافة مناطق بيروت، وعزل المناطق الساخنة، كما تم تامين السراي الذي انتقل اليه رئيس الحكومة وعائلته، فضلا عن تنفيذ خطة امنية خاصة في محيط القصر الجمهوري، حيث يعمد لواء الحرس الجمهوري بالتعاون مع فرع المكافحة في مديرية المخابرات الى اقفال كافة الطرقات الفرعية المحيطة بالقصر الجمهوري بالعوائق الحديدية ليلا، خوفا من أي خرق.

تشكيلات الجيش

وفي شان متصل، اثارت التشكيلات التي صدرت امس عن قيادة الجيش، بلبلة اعلامية، بعدما ورد فيها تشكيل العميد ماهر رعد رئيس مكتب امن الضاحية، في مديرية المخابرات، الى المفتشية العامة في وزارة الدفاع.

مصدر مطلع اكد ان التشكيلات التي حصلت روتينية ولا علاقة لها باي تطورات سياسية، كما يحاول البعض الايحاء، واضعة ما حصل في اطار المداورة على المراكز، خصوصا ان العميد رعد قضى اكثر من سبع سنوات في موقعه، وان ثمة اتجاها في مديرية المخابرات الى خفض رتب رؤساء المكاتب، في اطار «ترشيق المديرية».

احتكار حمل السلاح

وامس كرر رئيس الحكومة نواف سلام خلال استقباله وفدا من المؤسسة المارونية للانتشار تمسك لبنان بتنفيذ قرارات الحكومة، اذ قال ان «لبنان اليوم ليس في الموقع الذي نريده. نحن نواجه تحديات سياسية وصعوبات اقتصادية، وتبعات سنوات من عدم الاستقرار. لكننا عازمون كحكومة وشعب على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحية طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به».

الرئيس للوحدة

بدوره، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون «ان التحديات الراهنة في المنطقة لا تواجه الا بوحدتنا شئنا ذلك ام ابينا والاستنجاد بالخارج ضد الاخر في الداخل امر غير مقبول وهو اضرّ بالوطن وعلينا ان نتعلم من تجارب الماضي ونستخلص عبره. وشدد الرئيس عون على ان الإصلاحات بدأت وقوانين عدة اقرت» والمسائل المهمة سلكت في طريقها الصحيح، والملفات المطروحة سوف نعمل على معالجتها بترو وحوار لايجاد الحلول المناسبة».

باسيل

وفي موقف لافت، أكد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أن أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية يُعدّ غير شرعي، سواء كان في يد تنظيمات لبنانية أو غير لبنانية، باستثناء حالتي الدفاع عن النفس وتحرير الأرض، وبشرط أن يكون ذلك بإذن من الدولة وفقًا لدستورها وقوانينها. وذكّر بأن هذا الإطار القانوني كان قائمًا منذ عام 1990 وحتى عام 2025.

وفي كلمة له، شدد باسيل على أن الحكومة الحالية نالت ثقة المجلس النيابي على أساس بيانها الوزاري الذي نصّ بوضوح على حصرية السلاح بيد الدولة، مشيرًا إلى أن الإجراءات التنفيذية لتحقيق هذا الهدف هي من مسؤولية الحكومة وقد بدأت باتخاذها. وأوضح أنه رغم موقف «التيار» الرافض لمنح الثقة للحكومة، فإنها لا تزال تتمتّع بثقة مجلس النواب طالما لم يُسحب منها رسميًا.

اليونيفيل

وليس بعيدا من الوضع الجنوبي، وعشية استحقاق التمديد لليونيفيل نهاية الشهر الجاري، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان برونو بيريرا دا سيلفا الذي أكد «دعم فرنسا لقرارات الحكومة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الدولة». وقدّم التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في انفجار مخزن السلاح في جنوب لبنان. وجرى البحث في مسألة التمديد لقوات «اليونيفيل» والصعوبات المحتملة التي قد تعترض مسار التمديد هذا العام.

هذا وأفيد أنه عقد امس في رأس الناقورة اجتماع للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

الكويت

في الهموم الحياتية، ومع انفجار ملف الكهرباء من جديد، تشير مصادر قانونية الى ان ازمة دبلوماسية تلوح في الافق، في حال قرر لبنان قبول العرض الكويتي القاضي بتامين الفيول اويل لصالح كهرباء لبنان، بسعر منافس، يبلغ نصف السعر في السوق، ما قد يدفع بالعراق الى المطالبة بتسديد لبنان الديون المترتبة عليه، اولا،عن السنوات الخمس الماضية، مقابل اتفاق الفيول الموقع مع بغداد، والذي تبلغ قيمة هذه الدفعات حوالي الملياري دولار.

وكانت اوساط حكومية سربت معلومات عن وجود نية لدى الصندوق الكويتي لإصلاح المشاريع التي تضررت بسبب الحرب، لا سيما مشروع الليطاني، ومشروع معالجة الصرف الصحي في مرجعيون»، مضيفة إنّ هناك «إمكانية لتقديم منحة من الصندوق لإعداد دراسة لإنشاء إهراءات جديدة». ولفت النظر إلى «أهمية أن يحتفظ لبنان باحتياط استراتيجي من القمح».

وفد لبناني إلى دمشق

في غضون ذلك، غادر المدير العام للنقل البري والبحري الدكتور أحمد تامر، على رأس وفد من المديرية، إلى العاصمة السورية دمشق للمشاركة في اجتماع اللجنة الفنية اللبنانية – السورية المشتركة لشؤون النقل البري.

وضم الوفد رئيس مصلحة النقل البري طوني عساف، ورئيس دائرة النقل البري علي المصري، للبحث في سبل تعزيز الروابط اللوجستية بين البلدين، ولا سيما ما يتعلق بتسهيل حركة الشاحنات وسلاسل الإمداد، وتنظيم إجراءات العبور الكفيلة بتحقيق مصالح القطاعات المعنية في كلا البلدين.

***********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:

الرئيس اللبناني يرفض «الاستنجاد بالخارج»

سلام يؤكد استمرار مسار احتكار الدولة للسلاح

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن «الاستنجاد بالخارج ضد الآخر في الداخل أمر غير مقبول»، في حين شدد رئيس الحكومة نواف سلام على الاستمرار بمسار إعادة البناء و«العمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح».

وقال عون خلال استقباله وفداً طلابياً من المؤسسة المارونية للانتشار، ووفداً من جمعية «بيروت منارتي»: «نعمل على بناء الثقة بين الشعب اللبناني والدولة، كما بين الدولة والخارج، بهدف وضع الدولة على السكة الصحيحة كما نعمل على الإصلاح الاقتصادي الذي بدأنا به مذ حصلت الحكومة على ثقة المجلس النيابي، وصولاً إلى محاربة الفساد، وتوطيد استقلالية القضاء والإصلاح المصرفي ورفع السرية المصرفية».

وأكد أن «في محاربة الفساد لا خيمة فوق رأس أحد، لقد سقطت كل المحرمات في هذا السياق والقرار اتخذ».

وشدَّد عون على أن «التحديات الراهنة في المنطقة لا تواجَه إلا بوحدتنا شئنا ذلك أم أبينا، والاستنجاد بالخارج ضد الآخر في الداخل أمر غير مقبول وهو أضر بالوطن، وعلينا أن نتعلم من تجارب الماضي ونستخلص عبره».

وشدد عون على أن «الإصلاحات بدأت وقوانين عدة أُقرّت»، والمسائل المهمة سلكت في طريقها الصحيح، والملفات المطروحة سوف نعمل على معالجتها بتروٍ وحوار لإيجاد الحلول المناسبة».

وقال: «على اللبنانيين أن يضعوا مصلحة لبنان سقفاً يتحركون تحته؛ إذ إن لا شيء يعلو فوق المصلحة الوطنية العليا، وعلينا عدم إضاعة الفرص المتوافرة راهناً والاستفادة من الثقة العربية والدولية بلبنان والتي تجددت خلال الأشهر الماضية ونلمسها خصوصاً في زياراتنا إلى الخارج ولقاءاتنا مع قادة الدول التي زرناها».

وختم عون قائلاً: «لقد اتخذنا قرارنا، وهو الذهاب نحو الدولة وحدها، ونحن ماضون في تنفيذ هذا القرار».

إعادة بناء الدولة

من جهته، تحدث سلام أمام وفد من «المؤسسة المارونية للانتشار» قائلاً: «لبنان اليوم ليس في الموقع الذي نريده. نحن نواجه تحديات سياسية وصعوبات اقتصادية، وتبعات سنوات من عدم الاستقرار. لكننا عازمون حكومةً وشعباً على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحية طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به».

وأكد سلام: «إننا نضع أسساً مختلفة ترتكز على دولة محترمة ذات سيادة، تخدم جميع مواطنيها أينما كانوا. وهذا يعني إعادة بناء، ليس فقط للبنى التحتية والمؤسسات، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، والثقة بين اللبنانيين في الداخل وفي الاغتراب».

وقال سلام: «لقد طُرح دور الاغتراب طويلاً بشكل ضيق، وكأن مساهمتكم تقتصر على إرسال الأموال لدعم عائلاتكم. نعم، دعمكم المالي كان أساسياً، لكنكم أكثر من ذلك بكثير. نريدكم مشاركين فاعلين في حياة لبنان في سياسته، وفي اقتصاده، وفي ثقافته، وفي صوته على الساحة الدولية».

وختم سلام قائلاً: «أعدكم أننا سنواصل العمل عبر الإصلاح والمساءلة وإعادة البناء لنجعل من لبنان وطناً يليق بفخركم، ووطناً يظل دائماً مستعداً لاستقبالكم، لا كضيوف، بل كشركاء في مسيرته نحو المستقبل. أهلاً بكم في وطنكم اليوم ودائماً».

*********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

جلسة عادية لمجلس الوزراء اليوم.. وترقّب لزيارة لاريجاني

مهما كانت المواقف التي سيطلقها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، من بيروت اليوم في اعقاب زياراته للرؤساء الثلاثة وقيادة حزب الله، وبغض النظر عما ستتضمن من رسائل، فالأهم ما سيسمعه “الضيف الثقيل” من كلام سيقوله رئيسا الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة نواف سلام. فالرئيسان لا ينفكان يؤكدان في كل مناسبة التمسك بقرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. ولا كلام بعد هذا الكلام.

من العراق، حيث تلعب الجمهورية الاسلامية اللعبة نفسها، كما في لبنان، عبر الحشد الشعبي وكتائب حزب الله، ساعيةً لاستخدام الساحتين ورقتي قوة في مفاوضاتها النووية، يصل لاريجاني الى بيروت في الساعات المقبلة، ليبدأ لقاءاته غدا، ولا بدّ سيسمع عتباً وصرامة في مجال الحديث عن التدخل الايراني في شؤون لبنان ورفضاً لمواقف طهران الفظّة في ما خص رفض قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح والابقاء على سلاح المقاومة.

احتكار حمل السلاح

التمسك بالقرار الحكومي كرره امس الرئيس سلام خلال استقباله وفدا من المؤسسة المارونية للانتشار اذ قال ان “لبنان اليوم ليس في الموقع الذي نريده. نحن نواجه تحديات سياسية وصعوبات اقتصادية، وتبعات سنوات من عدم الاستقرار. لكننا عازمون كحكومة وشعب على إعادة البناء. وهذا لا يتحقق إلا عبر أجندة إصلاحية طموحة، والعمل على أن تحتكر الدولة وحدها حق امتلاك السلاح، وهو مسار بدأنا به. نحن نضع أسساً مختلفة ترتكز على دولة محترمة ذات سيادة، تخدم جميع مواطنيها أينما كانوا. وهذا يعني إعادة بناء ليس فقط للبنى التحتية والمؤسسات، بل أيضاً لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها، والثقة بين اللبنانيين في الداخل وفي الاغتراب. لقد طُرح دور الاغتراب طويلاً بشكل ضيق، وكأن مساهمتكم تقتصر على إرسال الأموال لدعم عائلاتكم. نعم، دعمكم المالي كان أساسياً، لكنكم أكثر من ذلك بكثير. نريدكم مشاركين فاعلين في حياة لبنان في سياسته، وفي اقتصاده، وفي ثقافته، وفي صوته على الساحة الدولية. قصة لبنان ليست مكتملة بدونكم. فهذا ليس وطن آبائكم وأجدادكم فحسب، بل وطنكم أنتم أيضاً. وكأي قصة حيّة، تحتاج إلى فصول جديدة يكتبها جيل جديد”.

احلام واهمة

في المواقف من الزيارة الايرانية، كتب عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب أكرم شهيّب، اليوم الثلاثاء، في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: إن زيارات المسؤولين الإيرانيين مؤخراً وقرارات التدخل مجدداً في لبنان، بعد كل الذي جرى، قرارات سطحيّة وغير واقعية وأحلام واهمة. وختم: “يللي استحوا ماتوا”.

ثنائي في الذهبية

في المقابل، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب إيهاب حمادة “أننا ثابتون على العهد، وعلى انتمائنا لكربلاء وللحسين وإننا في الموقف السياسي نقول لكل يزيد في لبنان وعلى مستوى هذا العالم، إنه إذا استطاع يزيد ذلك العصر أن ينزع من الحسين وكل شهداء كربلاء سلاحا، قبل أن ينتزع الأنفس والمهج، فإنه يتمكن أن ينتزع منا سكينا أو إبرة أو عصا”. وقال من الهرمل: “أننا مقتدرون وثابتون على عهدنا، ولا يأخذن أحداً منكم أي خوف على المقاومة ومستقبلها، إنهم وإن حاولوا أن ينزعوا الشرعية عن سلاح الوجود، سلاح حفظ لبنان، الذي أمن لهم أن يكونوا على كراسيهم فهم مشتبهون، فالمقاومة هي التي تضفي الشرعية على الآخرين ولا تحتاج شرعية من أحد”. واضاف: “نحن والجيش اللبناني ثنائي في المعادلة الذهبية، وستبقى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة فاعلة ومؤثرة، ولن نكون إلا في المسار الذي نؤمن به ونحمي فيه لبنان، حدودا وأرضا وحجرا وثروات”.

مشاركة شيعية

الى ذلك، وعشية جلسة لمجلس الوزراء تعقد غدا بجدول اعمال عادي وبحضور وزراء الثنائي الشيعي وعلى وقع تأكيده ان لا استقالة من الحكومة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وزير العمل محمد حيدر الذي قال “تم البحث مع دولة الرئيس بري بالاوضاع السياسية الراهنة وإستطلعنا رأيه بالمرحلة الحالية والمرحلة القادمة وناقشنا الامور بعمق، وتم الاتفاق على التواصل بشكل كامل للبحث بهذا الامر بشكل عميق، وأؤكد أن كل الوزراء سيشاركون غدا في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الاعمال.

اليونيفيل

ليس بعيدا من الوضع الجنوبي، وعشية استحقاق التمديد لليونيفيل نهاية الشهر الجاري، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي القائم بأعمال السفارة الفرنسية في لبنان برونو بيريرا دا سيلفا الذي أكد “دعم فرنسا لقرارات الحكومة اللبنانية بشأن حصر السلاح بيد الدولة”. وقدّم التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في انفجار مخزن السلاح في جنوب لبنان. وجرى البحث في مسألة التمديد لقوات “اليونيفيل” والصعوبات المحتملة التي قد تعترض مسار التمديد هذا العام.

لجنة الاشراف

ايضا، أفيد أنه “عقد امس في رأس الناقورة اجتماع للجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار”.

*********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

لا... ريجاني Persona non grata

باسيل ينأى بنفسه عن سلاح "حزب الله"

 عاصفة دبلوماسية سبقت زيارة علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى لبنان اليوم الأربعاء.

تأتي زيارة لاريجاني في ظل امتعاض سياسي عبَّرت عنه قوى سيادية اعتبرت أن الزيارة هي إمعان في انتهاك السيادة اللبنانية وتدخل في شؤون لبنان الداخلية والتعاطي مع الدولة اللبنانية وكأنها دولة ما زالت تتبع للمحور الإيراني، وأن لبنان هو أحد أذرع هذا المحور.

وبلغ حد الاعتراض أن اصواتًا ارتفعت مطالِبةً بعدم استقبال المسؤول الإيراني. وفي المعتاد الزيارات الدبلوماسية يقوم بها وزير الخارجية، بينما لاريجاني تغلب عليه الصفة الأمنية بحكم منصبه في "المجلس الأعلى للأمن القومي"، ما يطرح تساؤلات في شأن المهمة التي أتى من أجلها. فهو حط قبل يومين في العراق لمعالجة الملف الأمني لـ "الحشد الشعبي" بشكل أساسي، في ضوء النقمة العارمة والاعتراضات الواسعة التي يواجهها دور "الحشد". وبالتالي إذا كان طابع زيارته البيروتية أمنيًا وهدفها التدخل مع الحكومة في مسألة "حصرية السلاح"، فمن الواجب أن يقطع أركان الحكم الطريق عليه، واعتباره بحسب التقاليد الدبلوماسية persona non grata (شخص غير مرحَّب به).

لاريجاني الذي يصل اليوم، سيكون له نهارٌ حافل من اللقاءات أبرزها مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، وسيكون له لقاءان موسعان في السفارة الإيرانية في بيروت، الأول مع شخصيات روحية وسياسية لبنانية، والثاني مع شخصيات نيابية وسياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية، وفق ما أعلنت السفارة الإيرانية في بيروت، واللافت أن برنامج الزيارة لا يتضمن لقاء مع وزير الخارجية يوسف رجي، الذي عُلِم أنه كان سيرفض لاريجاني لو طلب موعدًا.

لاريجاني: "المحافظة على قدرة المقاومة"

العاصفة استبقت وصول لاريجاني من خلال الموقف الذي أعلنه عن المقاومة، وقال فيه: "جبهة المقاومة جزء لا يتجزأ من شعوب المنطقة، وتسعى لتحقيق مصالحها وتعتبر كل مجموعة من هذه المجموعات ثروة وطنية في بلدها، ولديها فهم جيد للوضع، وتعرف ما يجب فعله في كل لحظة ومن هذا المنطلق، أعتقد أنه ينبغي بذل كل الجهود للحفاظ على هذه القدرة".

لا يبتعد موقف لاريجاني عن سياق المواقف الإيرانية حيال لبنان والتي غالبًا ما كانت تُقابَل باستهجان، فعلى سبيل المثال، وحين استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف، ومعه وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، وجَّه رسالة واضحة إلى إيران قال فيها: لبنان أنهكته صراعات الآخرين وأن لبنان دفع ثمنًا كبيرًا دفاعًا عن القضية الفلسطينية ومن الضروري وقف التدخّل بشؤون الدول الأخرى .

رجّي والدبلوماسية "الجريئة"

يُذكَر أن وزير الخارجية يوسف رجي كان استدعى في السابق السفير الإيراني مجتبى أماني، احتجاجاً على انتقاده المباحثات اللبنانية لنزع سلاح "حزب الله"، وحصر حمل السلاح بالدولة اللبنانية، واعتبار ذلك "مؤامرة واضحة ضد الدول". ما كتبه، يعتبر تدخلًا مباشرًا في الشأن اللبناني.

وأشار أماني إلى "أننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعي خطورة هذه المؤامرة وخطرها على أمن شعوب المنطقة، ونحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء". ورأى أن "حفظ القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال، ولا ينبغي المساومة عليه".

سجل الانتهاكات والاستدعاءات

وفي استدعاءات سابقة، كان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، طلب من وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب في تشرين الثاني الماضي، استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف حول أن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، واعتبر ميقاتي الموقف الإيراني، تدخلًا فاضحًا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان.

وفي حادثة سابقة في عام 2021، استدعى وزير الخارجية والمغتربين الأسبق، شربل وهبة، السفير الإيراني لدى لبنان آنذاك محمد جلال فيروزنيا، على خلفية الإساءة التي وجهها موقع قناة "العالم" الإيرانية الناطقة بالعربية إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد مطالبته بالحياد وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لأجل لبنان.

هذا "الإرث الثقيل" من العلاقات اللبنانية - الإيرانية يشكِّل عبئًا وعقبة أمام تحسين العلاقة بين بيروت وطهران التي ما زالت تعتبر لبنان "ذراعًا" أكثر مما هو دولة.

مجتبى أماني

وعشية وصول لاريجاني، غرد السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، ومما جاء في التغريدة: "أنا على يقين بأن نتائج هذه المحادثات ستصب في مصلحة البلدين وأمنهما واستقرارهما".

وعلمت "نداء الوطن" أن الرئيس عون سيستمع إلى ما سيقوله لاريجاني وإلى وجهة النظر الإيرانية وما يحمل معه، وفي المقابل سيؤكد الرئيس عون الثوابت الوطنية التي يرددها دائمًا وتنفيذ القرارات التي اتخذت في مجلس الوزراء.

عون: البلد كان متروكًا لنحو أربعين عامًا

وأمس خاطب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفدًا من مؤسسة الانتشار الماروني قائلًا: "أنظروا إلى الوقائع بعين إيجابية، واحكموا على هذا الأساس، لأنه وللأسف البعض مدفوع له للقضاء على لبنان، وهذا البعض نقيض الدولة، بمعنى أنه إذا ما وقفت الدولة على قدميها، فإنه سيؤول إلى نهاية. من هنا وجوب أن تكونوا محصنين ضد هذا الواقع. وأعلموا كذلك أنه في محاربة الفساد لا خيمة فوق رأس أحد، ولقد سقطت كل المحرمات في هذا السياق. كذلك، تذكروا أن البلد كان متروكًا لنحو 40 سنة، لكن القرار اتخذ، وتم وضعه على السكة الصحيحة".

باسيل: سقوط وظيفة سلاح "حزب الله"

وفي المواقف، أسقط رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وظيفة سلاح "حزب الله"، فأعلن في مؤتمر صحافي أن "وظيفة سلاح "حزب الله" الردعيّة سقطت بفعل نتائج مشاركته الأحادية في حرب الإسناد وذلك بسبب فقدان قدرته الردعيّة بنتيجة الحرب الأخيرة.

باسيل، وفي موقف لافت، حمَّل "حزب الله" مسؤولية فشل عهد الرئيس ميشال عون وتوجّه إلى "حزب الله" فقال: "إن عدم الالتزام العملي لـ "حزب الله" في عملية بناء الدولة هو خروج عن وثيقة التفاهم في عام 2006، وإضاعة للفرصة التي أتيحت للبنان لذلك في عهد الرئيس ميشال عون، ممّا أفقده فرصة بناء دولة قوية وتحصينها سياسيًا واقتصاديًا برفدها بعناصر قوّة عدّة إلى جانب عنصر قوّة السلاح".

جلسة عادية لمجلس الوزراء

وعشية جلسة مجلس الوزراء التي ستبحث في جدول أعمال عادي من واحد وستين بندًا، وبحضور وزراء الثنائي، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير العمل محمد حيدر الذي قال "تم البحث مع الرئيس بري بالأوضاع الراهنة واستطلعنا رأيه بالمرحلة الحالية والمرحلة القادمة وناقشنا الأمور بعمق، وتم الاتفاق على التواصل بشكل كامل للبحث بهذا الأمر بشكل عميق، وأؤكد أن كل الوزراء سيشاركون في جلسة مجلس الوزراء لمناقشة البنود الموضوعة على جدول الأعمال.

قائد الجيش في عين التينة

وأمس زار عين التينة، قائد الجيش العماد رودولف هيكل والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتابع معه المستجدات الأمنية والميدانية والأوضاع العامة .

وليس بعيدًا، تفقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة فوج الهندسة في الوروار، حيث التقى الضباط والعسكريين وقدم لهم التعازي برفاقهم الشهداء الذين سقطوا نتيجة انفجار أثناء الكشف على مخزن أسلحة وذخائر في وادي زبقين – صور.

وأكد العماد هيكل أن التضحيات الغالية للشهداء، بما تمثله من إخلاص وتفانٍ في سبيل الواجب، تساهم في درء المخاطر المحدقة بلبنان وصون وحدته وأمنه وسلمه الأهلي، وتثبت التزام الجيش بحماية الوطن، لافتًا إلى أن المؤسسة العسكرية التي تحظى بثقة اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، ستواصل أداء مهماتها مهما بلغت الصعوبات.

وردًا على ما تداوله بعض وسائل الإعلام بمذكرة تشكيلات وفصل لضباط المؤسسة العسكرية، بحيث يقوم البعض بإجراء التحليلات والتأويلات حول أسباب نقل الضباط وتشكيلهم من مراكزهم، يتضمن بعضها توجيه اتهامات غير صحيحة. يهم قيادة الجيش أن توضح أن تشكيلات وفصل الضباط هي إجراء روتيني ودوري، كما تؤكد هذه القيادة أنها باشرت بالتحقيقات اللازمة لتحديد المسؤولين عن تسريب المستندات لاتخاذ الإجراءات التأديبية بحقهم.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram