حروب كثيرة في حرب واحدة... خداع البشريّة (4)
- ثقافة وفن
- Icon News
- 04:27 pm - ديسمبر 20 , 2020
حروب كثيرة في حرب واحدة (4)
خداع البشريّة
اليهود في تفكير دائم (بالعودة) الى "ارض الميعاد" و لو انهم يتركون تدبير ذلك الى ربهم وحده لما كان في ذلك مشكلة مع احد.الا انهم بتأسيسهم للحركة الصهيونية تحوّلوا الى اصحاب مشروع عملي بشري ( لتحقيق وعد الاهي مزعوم) يضع (العودة) و انشاء دولة "اسرائيل" المزعومة هدفا و يخطط لذلك بكل الوسائل طبعا مع قوى استعمار متعددة بحسب الظروف و الزمان. كانت الخديعة و الكذب احدى اهم الوسائل بحربهم على مجتمعنا بدأ العمل على مشروعهم خلال السلطنة العثمانية و عرضوا على السلطان عبد الحميد مالاً يكفي لسد ديون السلطنة انذاك مقابل دولة يهودية في فلسطين لكن تجربة متصرفية جبل لبنان كانت تقض مضاجع السلطان فرفض وجود متصرفية يهودية ضمن سلطته خلال الحرب العالمية الاولى جرى التنسيق بين الحركة الصهيونية و الحلفاء (بريطانيا و فرنسا) و وضعت المخططات و الخدع.
سايكس بيكو و وعد بلفور:
كان الحلفاء بحاجة لمساعدة السوريين بطرد العثمانيين من بلاد الشام فاستعانوا بالشريف حسين بالحجاز اللذي لبّى دعوتهم و افتى للمسلمين العرب قتال المسلمين الاتراك (دولة الخلافة) مقابل ذلك وعدت بريطانيا بتنصيب ابن الشريف حسين فيصل ملكا على سورية .لبّى السوريون دعوة فيصل للقتال و تم طرد الاتراك و مع نهاية الحرب و بدء الاستقرار اعلن السوريون مملكتهم بالمؤتمر السوري العام و فيصل ملكا خلال الحرب تمت اتفاقية سايكس بيكو سرا .لماذا؟ لان الوعد للحسين كان كذبا و خوفا من تراجع السوريين عن القتال. ثم اعلنوا وعد بلفور الذي يسمح باقامة دولة لليهود على ارض فلسطين . و طبعا نكثت بريطانيا بوعدها و احتل الفرنسيون دمشق بعد معركة ميسلون و استشهاد وزير الدفاع في حكومة فيصل القائد يوسف العظمة, بعد فترة اعلنت بريطانيا قيام مملكة العراق و عيّنت فيصل ملكا على العراق و اعلنت قيام امارة في بادية الشام الى الشرق من نهر الاردن و اسمتها كذلك و عيّنت الابن الثاني للحسين "عبد الله" اميرا بذلك تم التقسيم و ارضاء الشريف حسين في آن, و هو قد اوصى المسلمين بالترحيب باخوانهم اليهود الذين يأتون الى فلسطين.
الهلوكوست:
خلال الحرب العالمية الثانية لعب يهود اوروبا دورا مساعدا للحلفاء. خلال الحرب و بعدها ادعى اليهود انهم تعرّضوا لابادة جماعية في المانيا و المناطق التي احتلتها ألمانيا .لم تثبت الوقائع ذلك.لكن اليهود حاكموا كل من شكك بذلك باعتباره معاد للسامية. استغل اليهود خديعة المجازر بشكل كبير و طالبوا العالم بقيام دولتهم على ارض فلسطين تحت شعار : شعب بلا ارض الى اض بلا شعب من اجل انصافهم من الظلم الذي لحق بهم. لاحقا و بعد عشرات السنوات طالبوا البنوك السويسرية باموال النازيين المودعة لديهم.
شعب بلا ارض الى ارض بلا شعب:
خديعتان بمقولة واحدة. فلسطين مأهولة منذ ما قبل التاريخ فكيف تكون ارضا بلا شعب.
و اليهود ليسوا شعباً. اليهودية دين و اليهود موجودون في العديد من الشعوب حتى لو شكلّوا اقليّة . هم في اكثر الدول الاوروبية و ايضاً في اكثر الدول العربية. القول انهم شعب بلا ارض هو خديعة لتبرير مطالبتهم "بارضهم, ارض الميعاد" بينما الواقع ان اليهودي المغربي مغربي كما اليهودي الروسي روسي.
الهجرة الى فلسطين بدأت مع نهاية الحرب العالمية الاولى 1919 . الهجرات الاولى امّنت مراكز للعصابات الصهيونية المتدفقة الى فلسطين مدججة بالسلاح تحت الرعاية البريطانية و أولى الاحتكاكات مع اهل الارض بدأت باكرا في العشرينات, و في الثلاثنيات من القرن الماضي وقعت عدة معارك و ساند اهلنا بفلسطين ابناء قومهم من بلاد الشام تطوعا و بما يستطعون ضمن المواقع و العقبات الفرنسية و البريطانية و سقط على ارض فلسطين عز الدين القسّام ابن الساحل السوري و سعيد العاص الشهيد القومي الاجتماعي ابن حمص و رفيقه ابن جبل لبنان الشهيد حسين البنا.
المطالبة بالهجرة الواسعة مع نهاية الحرب العالمية الثانية هي لاعلان الدولة التي مهّد لها قبل ذلك بعشرات السنوات.كانت خديعة الهلوكوست مناسبة للهجرة الكبيرة من روسيا و اوكرانيا و بريطانيا و مناطق الحلفاء/و اعلنت الدولة بمباركة الحلفاء عام 1948 .
مسألة الكويت:
الكويت امتداد طبيعي للعراق. و كلاهما جزء من البيئة السورية الطبيعية (جزء من الوطن السوري). يؤمن العراقيون اجمالا ان الكويت مسلوخة عنهم. بعد نهاية الحرب الايرانية العراقية اوعزت اميركا للكويت مضايقة العراق فكان ذلك من خلال اسعار النفط بأوبك و من خلال تمسّك الكويت ببعض الأبار النفطية على الحدود و التي سمح العراق للكويت باستثمارها خلال الحرب خاصة ان الكويت و الخليج عموما كان يمد العراق بالمال خلال الحرب, ثم أوصلت اميركا للعراق عبر الاردن عدم الممناعة بحل المسألة بالقوّة و دخول الجيش العراقي الى الكويت.بصرف النظر عن الحقوقية و الطموحات فان النتائج كانت كارثية على قضيتنا بكل ما للكلمة من معنى.
-احتلال الخليج عمليا و السيطرة على ابار النفط و طبعا عدم تكرار ما جرى عام 1973 .
-تطويق العراق و حصاره و تحويله من دولة قوية نسبيا الى دولة ضعيفة كليا تمهيدا لاحتلاله.
-استنزاف العراق و الكويت اقتصاديا (كلفة الحرب) و نهب ثرواتهما.
احداث 11 ايلول 2001 :
رواية الولايات المتحدة الرسمية تقول ان منظمة القاعدة الاسلامية الارهابية هي المسؤولة تخطيطا و تنفيذا عن احداث 11 ايلول.و من الطبيعي ان تحوم الشكوك و الريبة حول ذلك اذ ان الطائرة التي اصطدمت بالبرج لا يمكن ان تسقطه فكيف سقط البرجان؟ لا يعنيني في هذه المقالة لا الحدث و لا التحقيقات انما يعنينا استغلال الحدث تجاه قضيتنا.لقد صورت الحادثة معظم العالم الاسلامي انه عالم متطرف و ارهابي, و لاقي المسلمون عامة و العرب خاصة معاملة سيئة من العالم الغربي عموما و نتج عن ذلك الكثير من الاحداث المسيئة للانسانية.
استغلت اميركا الحادثة لتحتل افغنستان بحجة وجود القاعدة و بعدها العراق. اصبح الارهاب الذريعة المشرعة لاي احتلال او اي ضربة عسكرية. بلاد الشام هي بلاد مسلمة عموما فاذ هي بالدعاية الاميركية مصدرّة للارهاب و اذ بالقوات الاميركية موجودة في بعض دولها او حولها . امنت ذرائع احداث ايلول الى اميركا تطويق ايران من افغنستان الى العراق و باكستان و دول الخليج.كل ذلك في سياق ما ذكرناه سابقا. الدفاع عن بقاء "اسرائيل" و تفوقها بضرب اعدائها حيث عجزت.
سلاح التدمير الشامل:
لم ننسى كولن باول وزير الخارجية الاميركي و محاضرة الخداع و الكذب على منبر الامم المتحدة حول سلاح الدمار الشامل العراقي. اميركا التي تملك اكبر كمية من السلاح النووي المدمر في العالم و الوحيدة التي استعملت هذا السلاح ضد البشريّة مرتين باليابان و ابادت مئات الالوف من الابرياء , اميركا هذه تقف على منبر الامم المتحدة تحذر من امتلاك العراق لسلاح مدمر مع صغر العراق و محدودية قدراته تجاه الانسانية.كانت المحاضرة كذبا و تلفيقا لكنها ذريعةكافية في ظل احداث 11 ايلول لاحتلال العراق و تدميره و ملاحقة العلماء العراقيين و قتلهم او نقلهم الى اميركا.ممنوع على دولنا ان تمتلك عناصر القوة.المسموح فقط تفوّق "اسرائيل" العسكري و الابقاء على تفككنا و ضعفنا بل اذا امكن تدمير وجودنا.
عميد الثقافة
الامين مأمون ملاعب
نسخ الرابط :
