افتتاحية صحيفة البناء:
ماكرون المصاب بكورونا يلغي زيارته للبنان والأمل بمساعي الوساطة الفرنسيّة يتبدّد صوان يجمّد تحقيقاته عشرة أيام... ومجلس النواب قد يبحث الملف الإثنين فرنجيّة يحذّر من الفوضى ودعوات الفدراليّة: أخشى الفراغ النيابيّ والرئاسيّ
أصيب اللبنانيون بنزول ماء بارد على رؤوسهم عندما سمعوا نبأ إصابة الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون بفيروس كورونا، وإلغاء زيارته المقرّرة يوم الثلاثاء المقبل الى لبنان، ومع الإلغاء تبخّرت الآمال بمساعٍ للوساطة بقيت قائمة رغم الإعلان الفرنسي عن اختزال الزيارة بالتوجّه الى الجنوب لمشاركة القوات الفرنسية العاملة في "اليونيفيل" أعياد الميلاد.
الضياع السياسيّ مشفوعاً بالانسداد في المسارات الحكومية يسيطر على المشهد، كما قال الوزير السابق سليمان فرنجية في حوار تلفزيوني، تناول خلاله مخاطر الفوضى التي تنتظر لبنان بغياب مشروع جدّي للتغيير ومشروع واقعيّ للتوافق، واضعاً الفوضى ضمن مشروع يستهدف لبنان على عتبة التفاوض على التسويات الذي ستدخله المنطقة، ويشكل لبنان إحدى ساحات الصراع الرئيسية فيها، حيث الذين يحملون راية "الثورة" بعجزهم عن إنتاج مشروع تغيير جدي وقيادة واضحة سيتحول اصحاب النيات الطيبة منهم الى مجرد وقود للفوضى، محذراً دعاة الفدرالية، خصوصاً بين المسيحيين، ومثلهم المستعجلون على التطبيع، من خطورة المغامرة بالمسيحيين مرة أخرى الى معارك وهمية يخرجون منها خاسرين، كما كانت نتائج المغامرات السابقة، داعياً للعقلانية وتغليب لغة الحوار لأن التصعيد الكلامي يصنع الكراهية ويضع البلد على عتبة الحرب الأهلية. وقد تساءل فرنجية عما إذا كانت الانتخابات النيابية ستتم في موعدها، أم سيتم التمديد للمجلس النيابي، وعما إذا كان رفض التمديد عندها ولو تحت عناوين براقة سيكون المدخل للفراغ النيابي وبالتالي الفراغ الرئاسي، مفسراً التجاذب على الوضع الحكومي من هذه الزاوية، لأنه إذا وقع الفراغ فستتحوّل هذه الحكومة التي يُراد تشكيلها اليوم إلى مَن يملأ الفراغ ويدير البلاد.
في المسار القضائيّ علّق المحقق العدلي فادي صوان تحقيقاته واستدعاءاته لمدة عشرة أيام هي المهلة التي يضعها القانون لرد القاضي المطعون بولايته على أي قضية لإبداء ردّه على الطعن، بعدما تقدم الوزيران السابقان علي حسن خليل وغازي زعيتر بدعوى لتنحية القاضي صوان تحت عنوان قانوني يعرف بالارتياب المشروع، وبعد مطالعة صوان رداً على دعوى زعيتر وخليل، ستبتّ محكمة التمييز بالدعوى، وهذا سيعني تجميد المسار القضائيّ الذي وضع له صوان روزنامة استدعاءات أصيبت بالجمود، لحين البتّ بدعوى تنحيته، ما يفتح الباب لاحتمال المزيد من التصعيد بين المحقق العدلي المدعوم من مجلس القضاء الأعلى من جهة ومجلس النواب من جهة مقابلة، بينما تعتقد مصادر حقوقية بوجود فرصة خلال هذه الفسحة لتقدم مساعي تسوية قضائية نيابية تنتهي بصدور تفسير متفق عليه للمادة 70 من الدستور عن المجلس النيابي الذي سيعقد جلسة تشريعية يوم الاثنين، يتوقع أن تشهد بدايتها نقاشاً للمسار القضائي من ضمن الأوراق الواردة.
إرجاء زيارة ماكرون إلى لبنان
بعدما علّق اللبنانيون بعضاً من الأمل على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى بيروت والتي كانت مقرّرة الأسبوع المقبل، علّقت إصابة ماكرون بوباء الكورونا الزيارة وعلّقت معها الملفات الداخلية الحساسة، ودخلت البلاد منذ اليوم في جمود عام يتزامن مع عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وبالتالي أُرجِئت الملفات إلى العام المقبل.
خطف بيان الرئاسة الفرنسية الأضواء المحلية من تداعيات قرار قاضي التحقيق العدلي بتفجير مرفأ بيروت. إذ أعلنت الرئاسة الفرنسية إصابة ماكرون بكورونا، وأشارت إلى أنه سيعزل نفسه لـ7 أيام. ونقلت رويترز عن مسؤول في الإليزيه أن ماكرون ألغى كل رحلاته الى الخارج بما في ذلك زيارته المقررة للبنان.
أما الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الذي استبق زيارة ماكرون بحركة زيارات ومشاورات ووساطات للإيحاء للضيف الفرنسي بأنه يقوم بواجبه ويبذل المساعي على خط التأليف، كتب بضع كلمات عبر "تويتر" لمواساة الرئيس الفرنسي مجدّداً تمسكه بالمبادرة الفرنسية وقال: "أصدق التمنيات لصديق لبنان الرئيس ايمانويل ماكرون بالشفاء والعافية ومبادرتك أمانة لن نتخلّى عنها مهما تكاثرت التحديات".
سقوط خطة بومبيو
لكن لا يبدو أن الفرنسيين سيتمكنون من خلق معجزة سياسية في ما تبقى من العام الحالي في ظل تجميد المبادرة الفرنسية بتعليق زيارة ماكرون، وثانياً في ظل تصلب الأميركيين المستمر حتى آخر أيام وجود الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.
وأكدت مصادر في فريق المقاومة لـ"البناء" أن "خطة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان فشلت ولن تؤدي أهدافها فيما تبقى من عمر الإدارة الأميركية الحالية، خلافاً لكل الأجواء التهويلية التي تعمم على الساحة الداخلية". وحذرت المصادر من "حملة إعلامية تهويلية تندرج في اطار الحرب النفسية والضغط الى الحدود القصوى لفرض وقائع وظروف سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية لانتزاع مكاسب من لبنان في الربع الساعة الأخير لمصلحة أميركا و"اسرائيل" ومشروع التطبيع"، ولفتت الى أن "المقاومة أثبتت قدرة كبيرة على استيعاب الضغوط الخارجية والداخلية لحرصها على السلم الأهلي والاستقرار في لبنان، لذلك تعمل على الحد من الأزمة قدر المستطاع لتمرير المرحلة الصعبة بأقل الخسائر".
وتوقفت المصادر عند "تعمّد جهات سياسية مالية مصرفية معروفة بتسريبات عن سقوط لبنان في العتمة الكهربائية واختفاء الودائع في المصارف والجوع وفقدان المواد الغذائية والمحروقات ورفع الدعم"، علماً أن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، طمأن الى أنّه "لن تكون هناك "عتمة" في لبنان"، كاشفًا أنّ "هناك 4 حلول على الأقل لموضوع الفيول، يتمّ بحثها حاليًّا". وعلمت "البناء" أن من ضمن هذه الخيارات "استيراد المحروقات والفيول من العراق مع تسهيلات بالدفع على أن تظهر نتائج المفاوضات مع العراق مطلع العام المقبل"، كما علمت "البناء" أنه "تبين دفع لبنان ثمن كميات من الفيول تكفي لعام كامل". كما قدمت وزارة الاقتصاد والتجارة تصورها لاستبدال برنامج الدعم بالعملات الأجنبية الحالية، ببرنامج تعويضات نقدية بتغطية واسعة للمواطنين اللبنانيين، الذي سبق أن تحدث عنه وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه.
واستمعت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون أمس، الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي حضر الى مكتبها، حول ملفي الهدر الحاصل في استعمال الدولار المدعوم والقروض السكنيّة المدعومة من مصرف لبنان.
مساعٍ على خط بعبدا - بيت الوسط
وفي سياق ذلك علمت "البناء" أن "حزب الله يبذل مساعي على خط بعبدا - بيت الوسط"، وهذا ما أكدته مصادر قناة "المنار" التي تحدثت عن مسعى يقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله على خط الرئيس ميشال عون - الرئيس الحريري - باسيل وآخر يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط بعبدا - عين التينة - بيت الوسط لمعالجة العقد أمام تشكيل الحكومة. لكن مصادر "البناء" أوضحت بأن المساعي الجارية على نطاق واسع ليست للحل على صعيد تأليف الحكومة بقدر ما تهدف إلى التهدئة وتمهيد وتحضير الأرضية والظروف السياسية المناسبة لتلقف اي حل مقبل في مطلع العام المقبل". وفي التفاصيل بحسب معلومات "البناء" أن الرئيس الحريري توسط البطريرك الماروني مار بشارة الراعي خلال زيارته له أمس الأول، فاتصل الراعي برئيس الجمهورية وتمّ تحديد موعد خلال الساعات المقبلة لزيارة يقوم بها الراعي الى بعبدا في محاولة منه للتوفيق بين الرئيسين، وبدوره طلب عون من اللواء إبراهيم الدخول على خط الوساطة، على أن يزور إبراهيم الرئيسين بري والحريري خلال الساعات المقبلة.
واستبعدت أوساط متابعة للشأن الحكومي أن تحقق هذه المساعي اختراقاً ما في جدار الأزمة خلال الايام الفاصلة عن نهاية العام، مرجحة حصول تقدم ما في نهاية شهر كانون الأول أو مطلع شباط المقبل.
ورأى مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي خلال جولة قام بها على المسؤولين، الى أن "هدف زيارته الى لبنان هو الاطلاع على الوضع والاستماع إلى تقييم ككل". وقال بعد لقاء عون في بعبدا: "نحن جاهزون للمساعدة إذا طلب منا ذلك".
في المقابل أكد عون أن "لبنان يتطلع الى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعاني منها". وأشار إلى أن اعتماد معايير واحدة يمكن أن يذلل صعوبات التشكيل، والحكومة العتيدة ستعنى بإجراء الإصلاحات الضرورية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي".
تعليق التحقيقات
وسجل ملف انفجار مرفأ بيروت تعديلاً في مساره لمرحلة مؤقتة، فقد علق القاضي صوان التحقيقات في الملف لمدة عشرة أيام، وهي المهلة القانونية التي على المحقق العدلي أن يقدم خلالها جوابه على طلب كف اليد عن الملف المقدّم من الوزيرين السابقين غازي زعيتر وعلي حسن خليل "للارتياب المشروع وتعيين محقق آخر".
وتجدر الإشارة إلى أن أطراف الدعوى كافة من النيابة العامة التمييزية الى المحقق العدلي ونقابة المحامين، بوكالتها عن المدعين المتضررين من جراء الانفجار لديها مهلة عشرة أيام للإجابة، علماً أن فور تقديم المحقق العدلي جوابه، ستباشر النيابة العامة مطالعتها تمهيداً لإبداء الرأي.
كما صرف صوان النظر عن استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي كان مقرراً اليوم، وذلك الى أن تبتّ محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار، بالمذكرة التي تقدم بها خليل وزعيتر اللذان قررت هيئة مكتب مجلس النواب عدم إبلاغهما دعوة صوان للمثول أمامه.
ولم يحضر وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس أمس ولا وكيله القانوني الى دائرة المحقق العدلي ولم يرسل أي عذر. فيما حضر المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا مع وكيله القانوني، إلا أنه لم يتم الاستماع إليه ولم تحصل أي مواجهة بينه وبين الرائد جوزف النداف.
وأوضحت المديرية العامة لأمن الدولة أن اللواء صليبا قد حضر إلى قصر عدل بيروت في الوقت المحدد. وكرّرت تمنيها عدم نشر أو تداول أية أخبار من دون التأكد من صحتها والذي من شأنه تضليل التحقيق.
وتوقعت مصادر مطلعة على الملف أن يتجمّد الملف القضائي على أن يشهد تطورات متسارعة مطلع العام المقبل، لكنها لفتت لـ"البناء" الى أن قرار صوان يشوبه الكثير من الثغرات القانونية وأهمها الانتقائية في الادعاء والاستدعاء ما أفقد التحقيق الثقة والمصداقية اللازمة من قبل المدعي عليهم والمواطنين بشكل عام وأصاب أهالي شهداء المرفأ بالضياع.
فرنجية
ورأى رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية أنه "لا أحد كان يقدّر أن نيترات الأمونيوم ستؤدي إلى هذا الانفجار، وإذا كان قاضي التحقيق فادي صوان يريد محاكمة السياسيين، عليه أن يأتي بكل من تعاقبوا على السلطة منذ 2013 لليوم، لا أن يرسل إلى مجلس النواب أسماء 3 رؤساء حكومة و5 وزراء، بعدها يسمّي 3 وزراء ورئيس حكومة".
ولفت فرنجية، خلال مقابلة تلفزيونيّة على قناة ام تي في، إلى أن "ضميرنا وضمير الوزير فنيانوس مرتاح وهو سيمثل أمام القضاء، وبأي تحقيق في الدولة اللبنانية سيذهب للخضوع للعدالة"، موضحاً أنه "لكن لنصل للعدالة يجب أن نرى من الذي أدخل الباخرة التي حملت الأمونيوم، ومَن الذي وضع البضائع في العنبر، والسؤال الأهم: مَن الذي وضع الأسهم النارية مع الأمونيوم، والمواد المشتعلة مَن أشعلها!".
واعتبر فرنجية أن "هذه الحكومة برأيي لا علاقة لها بانفجار بيروت"، لافتاً إلى أن "هذه الكارثة أي إنسان لديه 1% من الأخلاق كان ركض ليتخلّص منها، وفي النظرية التي تُطرح حول أن كل مَن لديه خبر بالأمونيوم لماذا لم يذهب لإزالته! سنصل لتحميل مسؤولية بهذا الصدد لرئيس الجمهورية لأنه رجل عسكري ويعرف ماذا تعني نيترات الأمونيوم، وهو كان تلقى كتاباً بوجودها في 21 تموز، بالتالي لماذا لم يوعز لوزير الأشغال بإزالتها، وهو لم يتكلّم مع مستشار وزارة الأشغال بل تكلم مع مستشاره الأمني لأنه يعرف خطورتها".
وأكد أن "المسؤول الأول والأخير عن وجود نيترات الأمونيوم في المرفأ هي الأجهزة الأمنيّة، و"حزب الله" ليس له دور كما يظهر في الإعلام في موضوع المرفأ ونيترات الأمونيوم".
سجال التيار - "الجديد"
وتفاعل السجال بين رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر من جهة وقناة الجديد من جهة ثانية، إذ أعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان أن محطة "الجديد" تواصل "اختلاق الروايات الكاذبة وزج اسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بها". وشددت على أن "رئيس الجمهورية لم يتدخل يوماً في التحقيق الخاص بجريمة مرفأ بيروت لا من قريب ولا من بعيد. وآن الأوان لمحطة "الجديد" ان تتوقف عن بث مثل هذه الادعاءات التي لم تعد تنطلي على أحد والتي من شأنها أن تؤثر سلباً على مجريات التحقيق".
من جهتها، سألت اللجنة المركزية للإعلام في التيار الوطني الحر: "لمصلحة من يجري تنفيذ حملة إعلامية استفزازية ضد رئيس الجمهورية وضد فريق سياسي يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين؟ وما هي الدوافع الحقيقية وراء هذه الحملة المشبوهة؟ وأين الرسالة الإعلامية التي تسعى محطة الجديد الى إيصالها بمحتوى كلام مماثل لا يصدر عادة عن منبر إعلامي محترم؟".
الكشف على المستوعبات في المرفأ
في غضون ذلك، أعلنت وزارة المال في بيان، أن "الجيش بدأ بالتعاون مع الجمارك اللبنانية بالكشف على حوالى 700 مستوعب متروك في المرفأ منذ العام 2005. وفي 16/12/2020، تمّ البحث في موضوع التنسيق بين الجيش والجمارك باتصال هاتفي بين وزني وقائد الجيش جوزيف عون للكشف على المستوعبات المتروكة ومعالجتها فوراً. وعُقد اجتماع بين وزني ورئيس المجلس الأعلى للجمارك أسعد الطفيلي ومدير عام الجمارك بالتكليف ريمون خوري ومدير عام مرفأ بيروت بالتكليف باسم القيسي، وتم البحث في موضوع التعاون الكامل وتنسيق الخطوات السريعة مع الجيش لمعالجة موضوع المستوعبات والتأكد من سلامتها".
جلسة نيابية
إلى ذلك، دعا الرئيس بري الى عقد جلسة عامة الاثنين المقبل في قصر الأونيسكو لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال.
********************************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
كورونا ماكرون يطيح آخر آمال تأليف الحكومة الراعي "يتبرّع" بوساطة بين عون والحريري: تأليف الحكومة طار إلى أجل غير مسمّى
اخترق تطوّران بارزان، خارجي وداخلي، المشهد اللبناني الذي كان اهتمامه مُنصبّاً في الأيام الأخيرة على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت، وخطوة المحقق العدلي القاضي فادي صوان في ملف انفجار المرفأ لجهة الادعاء على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وعدد من الوزراء. ففيما أُجبِر صوان على تعليق التحقيقات لمدة عشرة أيام بسبب تقدّم الوزيرين المُدّعى عليهما علي حسن خليل وغازي زعيتر بطلب كف يد القاضي عن الملف وتعيين محقق آخر، باغت خبر إصابة الرئيس الفرنسي بفيروس "كورونا" ملف الحكومة الذي كان يُصارِع في دائرة التعقيدات. طارت الزيارة الثالثة لماكرون كما ملف تأليف الحكومة إلى أجل غير مسمّى.
لم يُسرّ الخبر الآتي من الغرب قلب القوى السياسية التي كانت تعوّل على الزيارة لإحداث خرق ولو بسيط في ملف الحكومة. وقد رسم هذا الطارئ شكوكاً إضافية حيال إمكان الإفراج عنها، الأمر الذي يزيد من وقع المخاوف على مصير البلاد ربطاً باستحقاقات المنطقة. ولأنه بات من الصعب فصل مصير لبنان عن المواجهة المتعاظمة إقليمياً ودولياً، تبدّدت رياح التفاؤل. هذا الواقع تبلور أكثر في الساعات الماضية، وخاصة مع تأكيد المطّلعين على خطّ تأليف الحكومة أن "الاتصالات بين القوى السياسية تقريباً مقطوعة"، لم يخرقها سوى زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري أول من أمس لبكركي حيث التقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر بارزة أن "الحريري شرح للراعي مسار التأليف وكل المداولات التي حصلت بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وما جرى لجهة توزيع المقاعد وطرح الأسماء، نافياً كل المعلومات التي تتحدث عن إصراره على التدخل في الحقائب التي هي من حصّة المسيحيين أو فرض بعض الأسماء المسيحية على عون". وقد علمت "الأخبار" من مصادر قريبة من الرئيس الحريري أن "الراعي عرض على الحريري القيام بوساطة بينه وبين رئيس الجمهورية لتذليل العقد وتقريب وجهات النظر"، وأن "الراعي قد يزور بعبدا في الساعات المقبلة".
مصادر أخرى، مطلعة على أجواء اللقاء، قالت إن الراعي "بدأ بعض الاتصالات"، لكنها استبعدت أن تفضي وساطته الى نتيجة في حال بقي الحريري مصراً على مواقفه، مشيرة الى أن الرئيس المكلّف "كان حريصاً على طمأنة البطريرك الى أنه لم يسمّ كل الوزراء المسيحيين". واستغربت تأكيدات الحريري للراعي بأن "أسماء الوزراء المسيحيين التي تضمنتها لائحته انتقاها من لائحة سلّمه إياها رئيس الجمهورية. وهو كان أبلغ ذلك الى الفرنسيين والى حزب الله، وهذا غير صحيح تماماً". ولفتت الى أن "أسماء مثل جو صدّي وشارلي الحاج وفايز الحاج شاهين وسليم إده وسعادة الشامي ولين طحيني وغيرهم تعلن عن نفسها. إذ أن هؤلاء ليسوا من المحسوبين أساساً على الرئيس الذي كان بالفعل قد طرح أسماء أخرى على الحريري". وقالت المصادر لـ"الأخبار" إن الحريري "أكد للبطريرك أيضاً أنه هو من سمّى الوزراء الشيعة، علماً أن هذا الامر اذا كان ينطبق على حزب الله، فإنه لا ينطبق بالتأكيد على الرئيس نبيه بري".
في الموازاة، علّقت الأوساط على تأجيل الرئيس الفرنسي زيارته، قائلة إن "هذه الزيارة سبقها الكثير من النقاش وشابها بعض الارتباك، وخصوصاً أن جدول أعمالها لم يكُن مكتملاً". ففيما كان مؤكداً أن "ماكرون لن يلتقي أحداً من الطبقة السياسية سوى رئيس الجمهورية"، أشارت المصادر إلى أن "الجو في قصر الإليزيه كان مقسوماً، وأن هناك بعض الآراء تناولت مدى إمكانية عقد لقاء جامع مع ممثلي الأحزاب حول طاولة حوار كما حصل في الزيارة الأولى، وأن النقاش توسّع لناحية إمكانية حصول اجتماع مع الرئيس دياب أو لا، لأن ذلِك سيفرض لقاءً أيضاً مع الحريري، لكن كل ذلك تأجل بسبب ما حصل".
من جهة أخرى، وصل إلى لبنان مساعد الأمين العام للجامعة العربية، السفير حسام زكي، في إطار زيارة رسمية، عبّر خلالها عن وقوف الجامعة إلى جانب لبنان واللبنانيين. ورأى زكي بعد لقائه الرئيس عون، أن "الشعب اللبناني يعاني، وواقع تحت ضغوط كثيرة"، مشيراً إلى أن "هدف زيارته للبنان هو الاطلاع على الوضع والاستماع إلى تقييم المسؤولين اللبنانيين لواقع الحال". وشدد على أن "هناك مسؤوليات تقع على عاتق المسؤولين في لبنان، يتعين عليهم حلها"، مؤكداً أن "الجامعة العربية طرف مساعد، ونحن جاهزون للمساعدة إذا طُلب منا ذلك".
وقد أبلغ عون زكي أن لبنان "يتطلع إلى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعانيها، اقتصادياً واجتماعياً، بعد سلسلة الأحداث التي وقعت خلال الأعوام الماضية، ولا سيما منها تدفق النازحين السوريين"، مشيراً إلى أن "الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة ولا سيما منها الخسائر الاقتصادية التي تكبدها لبنان نتيجة ذلك منذ عام 2011 وحتى العام الماضي فاقت 54 مليار دولار، وفقاً لتقارير صندوق النقد الدولي". وجدد عون التأكيد أن "الحكومة المقبلة ستعنى بإجراء الإصلاحات الضرورية، بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان والمؤسسات والإدارات العامة كافة، في خطوة أساسية لمكافحة الفساد ومنع تكرار الأخطاء التي وقعت في البلاد لسنوات خلت". وأشار إلى أن "تأليف الحكومة الجديدة يواجه بعض الصعوبات، التي يمكن تذليلها، إذا ما اعتمدت معايير واحدة في التأليف، كي تتمكن الحكومة من مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرها نتيجة الأوضاع في البلاد، وتؤمن التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية".
************************************************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
"نكسةٌ" قضائيّة في تحقيقات المرفأ: عشرة أيام حاسمة تحدّد مصير صوان باريس مستعدّة لارسال لودريان.. وتحذر من ربط الحكومة بالملف النووي "جس نبض" عربي دون نتائج.. عون لن يتراجع والحريري لم يتلق اجوبة
اول غيث "الكباش" السياسي ـ القضائي في جريمة تفجير المرفأ تعليق التحقيقات لعشرة ايام ستكون فترة اختبار قاسية لكافة الاطراف المعنية بالصراع المفتوح على مصراعيه في مواجهة "كسرعظم" بين قوى سياسية تستخدم القضاء والمجلس النيابي لتصفية حساباتها الضيقة، بينما يخشى الكثيرون ان تكون "الحقيقة" هي الضحية الجديدة التي ستضاف الى شهداء وجرحى الانفجار. هذه النكسة القضائية اضيف اليها تعرض المسار الحكومي لانتكاسة لم تكن في الحسبان، بعدما دخل "كورونا" على خط "التعطيل" واطاح بزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. واذا كان الاحباط هو "سيد" الموقف بعد الاعلان عن اصابته "بالفيروس"، علمت "الديار" ان الفرنسيين ابدوا استعدادهم لارسال وزير الخارجية جان ايف لودريان الى بيروت في حال ادت اتصالاتهم الى احداث خرق جدي خلال الساعات القليلة المقبلة، وسط تحذيرات فرنسية من ربط الملف اللبناني بالنووي الايراني الذي قد يحتاج انجازه الى الكثير من الوقت في ظل مخاوف جدية من ان يدفع لبنان اثمانا باهظة نتيجة "الكباش" الاقليمي والدولي المفترض ان يمتد اقله الى ما بعد الانتخابات الايرانية المرتقبة بعد 6اشهر.
وقد تعززت هذه المخاوف بعد زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي الى بيروت، حيث انتهت دون نتائج عملانية، وتبين من طروحاته عدم وجود اي ليونة عربية-خليجية ازاء التعامل مع الساحة اللبنانية، وانتهى اجتماع "جس النبض" في بعبدا كما بدأ، حيث تمسك الرئيس ميشال عون بمواقفه الداخلية والخارجية، فيما لم يحصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري علششطى اي مؤشر خليجي يساعده على تقديم "تنازلات" حكومية.
وعود فرنسية "مشروطة"؟
جاء الاعلان عن الغاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته الموعودة الى بيروت الاسبوع المقبل بعد اصابته "بكورونا"، ليضفي المزيد من الغموض والتعقيد على المشهد الداخلي بعدما عوّل الكثيرون على زخم الزيارة لتحريك الملف الحكومي، ووفقا لمعلومات دبلوماسية لن تتوقف الجهود الفرنسية في سبيل تحقيق الاختراق المطلوب، والبحث جار في الايليزيه عن تعويض زيارة الرئيس بتزخيم الاتصالات المباشرة مع المعنيين على الساحة اللبنانية، واذا ما لمس المسؤولون الفرنسيون ايجابية معقولة للتقدم خلال الايام القليلة المقبلة، سيقوم وزير الخارجية جان ايف لودريان بزيارة الى بيروت لوضع اللمسات الاخيرة على التفاهم الحكومي اذا ما "نضج"، مع العلم ان القناعة فرنسية باتت راسخة، بوجود رهانات داخلية وخارجية على موعد استلام الرئيس الاميركي جون بايدن مقاليد السلطة في العشرين من الشهر المقبل، قبل حصول تحرك حكومي جدي، وتعزز هذا التكهن بغياب التواصل بين باريس والادارة الاميركية الحالية لتقطيع ملف الحكومة اللبنانية في "الوقت الضائع"..
مخاوف باريس
لكن ووفقا لتلك الاوساط، عبر الفرنسيون عن خشيتهم من رهانات في غير مكانها على دخول بايدن الى البيت الابيض، لعلمهم ان حل تعقيدات الملف اللبناني لن يكون بمعزل عن السياسة الاميركية تجاه ايران، وهذا الملف قد يحتاج الى اكثر من 6اشهر كي يتحرك جديا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الايرانية في حزيران 2021وامام عدم امكانية ترشح الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني لولاية ثالثة، وفي ظل احتدام الصراع على موقع الرئاسة الايرانية، قد لا تصل الاتصالات مع واشنطن الى نتائج سريعة،فواشنطن قد لا تكون مستعدة للتفاوض مع حكومة "راحلة"، وتختار الانتظار، فيما قد يواجه روحاني معارضة داخلية "شرسة" تمنعه من تحقيق انجاز قبل الانتخابات، ولهذا لا يرغب الفرنسيون في ربط الملف اللبناني بالايراني لانهم يعرفون جيدا ان الاوضاع السيئة لا تحتمل المزيد من التاخير، والوقت ليس في صالح احد على الساحة اللبنانية، خصوصا ان الاشهر الستة ستكون حبلى بالتطورات "والمفاجآت"، حيث سيبذل اللاعبون الدوليون والاقليميون المعنيون بافشال التفاوض الاميركي ـ الايراني جهدهم للتأثير السلبي على اي احتمال للتفاهم، وهذا يضع لبنان امام الكثير من المخاطر غير المحسوبة، ولذلك يتركز المسعى الفرنسي الحالي على محاولة "سرقة" انجاز الحكومة لتجنيب الساحة اللبنانية مفاعيل "كباش" قاس سيزيد الامور سوءا، لكن المؤشرات لا تزال سلبية حتى الان.
"جس نبض" عربي!
في هذا الوقت انتهت زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي الى بيروت دون نتائج عملية، بعدما ابلغه الرئيس ميشال عون موقفه الثابت من عدد من الملفات الداخلية والخارجية، ولذلك كان اعلان زكي من بعبدا استعداد الجامعة العربية لمساعدة لبنان على تجاوز ظروفه القاسية، مجرد تصريحات ديبلوماسية غير قابلة للصرف.
وفي هذا السياق، علمت "الديار" ان رئيس الجمهورية عرض مع الدبلوماسي العربي ثلاث قضايا رئيسية تتعلق بموقف لبنان من التطبيع، وترسيم الحدود البحرية، وتشكيل الحكومة العتيدة، وفهم من خلال مقاربات زكي انه جاء لـ"جس نبض" الموقف اللبناني من هذه الملفات مكلفا من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ونقل موقفا رسميا من الجامعة بوجود استعداد للعب دور لمساعدة البلاد من تجاوز الازمة الراهنة، لكنه ربط على نحو غير مباشر بين تقديم هذه المساعدات وحصول تطورات سياسية معينة على الساحة اللبنانية "تريح" دولا عربية رئيسية وفي مقدمتها دول الخليج،كي يستعيد لبنان موقعه في اولويات تلك الدول التي تصر حتى الان على عدم "التدخل".!
عون متمسك بمواقفه
وفي هذا الاطار، كان الرئيس عون صريحا في مقاربته للشأن الداخلي والاوضاع في المنطقة، ولفت الى ان لبنان ليس في وارد "التطبيع" مع "اسرائيل" وهو آخر دولة عربية قد تقوم بذلك في ظل استمرار السياسات "الاسرائيلية" المبنية على الاعتداء على حقوق الغير، ومن هنا كان تأكيد على ان المفاوضات "المعلقة" حول ترسيم الحدود البحرية لم تكن تحمل اي "رسالة" سياسية في اطار التقارب مع "اسرائيل"، وانما خطوة لاستعادة لبنان لحقوقه النفطية والغازية، طالباً وقوف الجامعة الى جانب مطالبه المحقة.
وشدد الرئيس عون على مسؤولية الدول العربية في مساعدة لبنان على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها؛ لأنه تحمل الكثير في سبيل القضايا العربية، وفي مقدمها قضية فلسطين.ولفت عون إلى أن الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة، ولا سيما منها الخسائر الاقتصادية التي تكبدها لبنان نتيجة ذلك منذ العام 2011 وحتى العام الماضي، فاقت 54 مليار دولار وفقاً لتقارير صندوق النقد الدولي.
لا حكومة دون "وحدة المعايير"
اما في الملف الحكومي، فتمسك عون بوحدة المعايير "لولادة" الحكومة الجديدة، وكان لافتا تاكيده انه لن يسمح في نهاية عهده في اقصاء اي مكون لبناني عن الحكومة، وذلك بعدما سأل زكي عن اسباب التعثر الحاصل وعن مدى الاستعداد للتجاوب مع بعض المطالب الدولية والعربية التي ستعيد لبنان الى "السكة" الصحيحة، لكن رئيس الجمهورية عاد وكرر التاكيد بأن "تشكيل الحكومة الجديدة يواجه بعض الصعوبات التي يمكن تذليلها إذا ما اعتمدت معايير واحدة في التشكيل، كي تتمكن الحكومة من مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرها نتيجة الأوضاع في البلاد، وتؤمن التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية".
"انزعاج" عربي
ووفقا لاوساط دبلوماسية مطلعة، لم يرق هذا الموقف الرئاسي الحاسم للدبلوماسي العربي الذي لمس عدم الاستعداد في بعبدا لتقديم اي تنازلات داخلية سواء في ملف حزب الله، او ملف الشراكة في الحكومة، وكذلك في الموقف من تطورات المنطقة، ومن هنا جاءت تصريحاته العلنية لتعكس الانزعاج العربي حيث اشار فيها الى تعاطي المسؤولين اللبنانيين مع الازمة وكانها غير موجودة، لافتا الى ان الأزمة مركبة وفيها أوجه اقتصادية ومالية وأيضاً سياسية وغير ذلك. معبراً عن امله في أن يحصل شيء من أشكال التوافق على الخروج من الأزمة، وعلى الطريقة التي يتم بها ذلك.
وفي رد يعكس "استياء" زكي من الاجوبة التيسمعها في بعبدا قال ردا على سؤال حول سعي الجامعة لفك الحصار الاقتصادي السياسي عن لبنان: "لست متأكداً من أن استخدام مصطلح الحصار الاقتصادي والسياسي هو توصيف يعكس الوضع"، وتابع: "عندما يتفق السياسيون اللبنانيون على مخرج من هذه الأزمة، فقد يشكل الأمر إشارة واضحة للخارج، العربي أو الأجنبي، على أن هناك الجدية اللازمة والمطلوبة للخروج من الأزمة، ما يسمح له بالتعامل الجاد مع الوضع في لبنان".
لا مؤشرات للحريري؟
تجدر الاشارة الى ان زكي زار بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الذي لم يحصل على اي مؤشر خليجي جديد يسمح له بتقديم "تنازلات" في الملف الحكومي، وسمع من ضيفه مواقف عربية ثابتة ازاء الملف اللبناني، ولم يملك زكي اي اجابة واضحة على اسئلة الحريري الذي زاد اقتناعا بعدم وجود اي تغيير في الموقف العربي! بعدها، توجه زكي الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ابلغه "تشاؤمه" ازاء الاوضاع الراهنة، خصوصا مع الغاء الرئيس الفرنسي زيارته الى بيروت حيث كان رئيس المجلس يعول على ما قد يحمله الزائر الفرنسي في زيارته الثالثة. ومساء التقى زكي رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب.
التحقيق "ضحية" الكباش
في هذا الوقت ترجمت نتائج المواجهة السياسية- القضائية، تعليقا من قبل المحقق العدلي القاضي فادي صوان للتحقيقات في ملف تفجير المرفا لمدة عشرة أيام، وهي المهلة القانونية التي على المحقق العدلي أن يقدم خلالها جوابه على طلب كفّ اليد عن الملف المقدم من الوزيرين السابقين غازي زعيتر وعلي حسن خليل للإرتياب المشروع وتعيين محقق آخر.وفور تقديم المحقق العدلي جوابه، ستباشر النيابة العامة مطالعتها تمهيداً لإبداء الرأي. وسيكون لأطراف الدعوى كافة بدءاً من النيابة العامة التمييزية إلى المحقق العدلي ونقابة المحامين، بوكالتها عن المدّعين المتضررين رأي في القضية.
وبموجب هذه المهلة، وفي انتظار أن تبت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار، بالمذاكرة التي تقدم بها الوزيران خليل وزعيتر، صرف صوّان النظر عن استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي كان مقرراً اليوم. ولم يحضر وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس أو وكيله القانوني إلى دائرة المحقق العدلي بسبب عدم تحديد جلسة له، في حين حضر المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا مع وكيله القانوني، الا أنه لم يتم الاستماع اليه ولم تحصل أي مواجهة بينه وبين الرائد الموقوف جوزف النداف. وبعد تداول بعض المواقع الإخبارية خبرا نقلا عن بعض الصحف حول نية مسبقة للمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا عدم حضور الجلسة، أوضحت المديرية العامة لأمن الدولة أن اللواء طوني صليبا حضر إلى قصر عدل بيروت كما كان مقررا. وكررت تمنيها عدم نشر أو تداول اية اخبار بدون التأكد من صحتها والذي من شأنه تضليل التحقيق.
"نكسة" لا "انهيار"
وفيما اكدت مصادر نيابية وجود تقصير لدى المحقق العدلي في التحقيق من خلال عدم تقديم اجابات حول من جاء بالنيترات وكيف تم تفجيرها، وانتقاله الى مرحلة اقل اهمية من خلال اتهامات سياسية، اكدت مصادر معنية بالملف، بان تعليق التحقيقات "نكسة"، لكن لن تؤدي الى انهيار الجهود لملاحقة كل المتورطين في الملف،والدليل ان القاضي صوان لم يتراجع امام الحملات السياسية والطائفية التي واجهته، وكانت تريد منه التنحي عن مهامه، لكن هذه الهجمة زادته اصرارا على استكمال ما بدأه وهو يدرك جيدا ان كل الملاحظات والاتهامات حول الاستنسابية سوف تتبدد عند استكماله للاستدعاءات في ملف التحقيق، وهو لن يغادر موقعه الا بقرار قضائي لا سياسي!
وربطاً بالتحقيقات، بدا الجيش بالتعاون مع الجمارك اللبنانية بالكشف على حوالى 700 مستوعب متروك في المرفأ منذ العام 2005. وقد تم البحث في موضوع التنسيق بين الجيش والجمارك باتصال هاتفي بين وزير المال غازي وزني وقائد الجيش جوزيف عون للكشف على المستوعبات المتروكة ومعالجتها فوراً. كما عقد اجتماع امس بين وزني ورئيس المجلس الأعلى للجمارك أسعد الطفيلي ومدير عام الجمارك بالتكليف ريمون خوري ومدير عام مرفأ بيروت بالتكليف باسم القيسي، وتم البحث في موضوع التعاون الكامل وتنسيق الخطوات السريعة مع الجيش لمعالجة موضوع المستوعبات والتأكد من سلامتها.
"اللقاح" للاغنياء!
صحيا، اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1960 اصابة جديدة بكورونا و14 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية رفعت العدد الاجمالي للوفيات إلى 1248وقد رسم وزير الصحة حمد حسن الاتّجاه التصاعدي الجديد الذي سيشهده فيروس كورونا في البلاد، بعد "هدنة" استمرت نحو أسبوعين. وقال في تغريدة انه من الآن وصاعداً، يبدأ الفيروس ذروة جديدة مع عودة الاختلاط إلى ما كان عليه، مترافقاً مع موسم الإنفلونزا الذي يفترض أن يحمل أعداداً إضافية من المصابين.
من جهته، تحدث رئيس "مستشفى الحريري الحكومي الجامعي" فراس الأبيض عبر "تويتر" عن الفجوة الكبيرة بين الدول الغنية والفقيرة في الحصول على لقاح الـ "كورونا"،وأوضح أن "قد لا تتمكن الكثير من الدول الفقيرة من تطعيم اكثر من 20% من سكانها عام 2021"، مفسرا أن "السبب يعود إلى أن بعض الدول الغنية حجزت من الجرعات ما يكفي لتطعيم سكانها عدة مرات.
الاستماع لسلامة
ماليا، استمعت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي حضر الى مكتبها، بعيدا عن الاعلام،حول ملفي الهدر الحاصل في استعمال الدولارالمدعوم والقروض السكنية المدعومة من مصرف لبنان.
**********************************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
الراعي في بعبدا اليوم.. وطهران تسارع لملء فراغ ماكرون! "التجاذب الرئاسي" يعلق تحقيقات صوان.. وفرنجية يحمّل عون المسؤولية ويرفض منحه "الثلث المعطل"
هل تملأ بكركي، او حزب الله، او كلاهما من موقعين مختلفين، الفراغ الذي احدثه عدم مجيء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت، الثلاثاء المقبل، بسبب اصابته بفايروس كورونا، حسب بيان الأليزيه، الذي احدث صدمة، حينما اكد الاصابة والغاء الرئيس زياراته الى الخارج كافة، بما في ذلك زيارة لبنان، على ان يتابع ادارة الدولة، عبر الفيديو، كما حدث مساء امس، عندما تحدث عن مؤتمر عن سياسة المساعدات الخارجية الفرنسية، مع التزام الحجر لمدة اسبوع، وارتداء الكمامة في وقت سارع الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاطمئنان عن صحة الرئيس الفرنسي، مؤكدا: "مبادؤك امانة لن نتخلى عنها مهما تكاثرت التحديات".
ضمن هذا الاستعداد المحلي، شكلت ثغرة اصابة ماكرون بالكورونا، فرصة لطهران، الطامحة للخروج من "نظام العقوبات الاميركية" للاضطلاع بدور ما، بالتزامن مع جولة اتصالات اجراها الامين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، الذي ابلغ الرئيس ميشال عون وكل من الرئيسين نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري ان الجامعة تواكب لبنان في كل محطاته، موضحاً، "ما اتينا به لا يعتبر مبادرة"، مؤكدا ان الجامعة "لن يكون دورها بديلا عن اي طرف لبناني، لكنها ستكون طرفاً مساعداً".
وحسب معلومات سياسية مستقاة من مصادر ثقة ان طهران اوعزت "للثنائي الشيعي" للتحرك، من زاوية كسر الجمود، وابقاء المساعي قائمة لتأليف الحكومة.
واستشهدت المصادر بالسعي الايراني للتقارب مع الادارة الاميركية الجديدة، وتحاول طهران التقاط الورقة اللبنانية في المفاوضات، البعيدة عن الاضواء، ولو من باب تحسين او احداث تغيير في الاتفاق النووي الايراني.
واشارت قناة "المنار" في نشرتها المسائية امس الى ما وصفته بـ "مساعٍ جديةٌ داخليةٌ وخارجية، تحاولُ استنقاذَ الحكومةِ العتيدةِ من أغلالِ داخليةِ وخارجية، وهي مساعٍ لم تَتضح نتائجُها بعد، لكنها بحدِّ ذاتِها تأكيدٌ على حرصِ الثنائيِّ الوطنيِّ (حزب الله - حركة أمل) على انجازِ التشكيلةِ الحكوميةِ لما فيهِ مصلحةُ البلدِ الغارقِ بكلِّ انواعِ الازماتِ واهلِه المدفوعينَ بقرارٍ اميركيٍ الى مستنقعِ الجوعِ والوجع.
وحسب المحطة ان هناك "مسعى يقوم به حزب الله والرئيس نبيه بري على خط رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ورئيس التيار الوطني الحر، ومسعى آخر يقوم به المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تحرك من بعبدا الى عين التينة فـ"بيت الوسط"، والهدف من تخفيف الاحتقان.
الراعي في بعبدا
واليوم يزور البطريرك الماروني بشارة الراعي بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون والتباحث معه في الوضع العام ولاسيما موضوع تشكيل الحكومة الجديدة والعقبات التي تعترضها وذلك في ضوء ماسمعه من الرئيس المكلف سعد الحريري في لقائهما ببكركي منذ يومين من شروحات ومعطيات بخصوص هذا الموضوع. وقالت ان البطريرك سيحاول بذل مايستطيع لتقريب وجهات النظر بين عون والحريري لتذليل الخلافات القائمة امام تشكيل الحكومة، لاسيما وان ما سمعه من الاخير من شروحات تفصيلية بالنسبة للتشكيلة الحكومية ومواصفات الاسماء المرشحة للمشاركة فيها، يتعارض كليا ما يروج من اخبار مغايرة في الإعلام عن محاولات رئيس الحكومة المكلف للتفرد بتسمية الوزراء المسيحيين ومصادرة ارادتهم والاستئثار بقرار التشكيل بمفرده بحجة التزامه بتنفيذ المبادرة الفرنسية ليس صحيحا على الاطلاق. بل ماكان يحصل من مشاورات للتشكيلة يعاكس تماما مثل هذه المعلومات المغلوطة. واذ استبعدت المصادر ان تحقق وساطة البطريرك الراعي لدى عون اختراقا ملحوظا بعملية التشكيل الا انها اعتبرت ان مايقوم به البطريرك الراعي على هذا الصعيد انما يعكس رغبة واضحة لديه للمساعدة في تحريك ملف تشكيل الحكومة لاسيما بعد توقف حركة الاتصالات بين بعبدا وبيت الوسط مؤخرا بسبب استفحال الخلاف الحاصل حول عملية التشكيل من جهة والغاء الزيارة التي كان يزمع القيام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان بعد ايام معدودة لاصابته بفيروس كورونا ما أدى الى تبدل كل التوقعات.
وسارعت اوساط قريبة من بعبدا الى الاشارة ان لا واسطة لحزب الله، في موضوع تأليف الحكومة.
وذهبت الى ما هو ابعد من ذلك الى الاشارة الى ان الرئيس عون لن يقبل بلّي ذراعه.
وذكرت مصادر بعبدا، ان رئيس الجمهورية متمسك بوحدة المعايير في تأليف الحكومة، وهو لن يقبل بـ"حكومة إذعان او امر واقع".
يشار في السياق، الى ان المستشار الثقافي الايراني عباس خامه يار، زار الراعي، وجدد له الدعوة لزيارة ايران، والاطلاع على "وضع المسيحيين فيها وزيارة الكنائس بعد انحسار جائحة كورونا".
الجلسة النيابية
ويعقد مجلس النواب بدعوة من رئيسه نبيه بري جلسة نيابية، قبل ظهر الاثنين المقبل في قصر الاونيسكو، وعلى جدول الاعمال 70 مشروع قانون او اقتراح قانون، ابرزها ما يتعلق العمل بأحكام قانون السرية المصرفية، وتشريعات تتعلق بانفجار المرفأ، فضلا عن المساعدات للمدارس والطلاب وسقف دعم الادوية وقانون العفو. (راجع ص 3).
فرنجية: عون المسؤول
سياسياً، حمل النائب سليمان فرنجية رئيس الجمهورية المسؤولية في موضوع انفجار مرفأ بيروت.
واعتبر فرنجية أن "هذه الحكومة برأيي لا علاقة لها بانفجار بيروت"، وفي النظرية التي تُطرح حول أن كل من لديه خبر بالأمونيوم لماذا لم يذهب لإزالته! سنصل لتحميل مسؤولية بهذا الصدد لرئيس الجمهورية لأنه رجل عسكري ويعرف ماذا تعني نيترات الأمونيوم، وهو كان تلقى كتابا بوجودها في 21 تموز، بالتالي لماذا لم يوعز لوزير الأشغال بإزالتها، وهو لم يتكلم مع مستشار وزارة الأشغال بل تكلم مع مستشاره الأمني لأنه يعرف خطورتها".
وأكد أن "المسؤول الأول والأخير عن وجود نيترات الأمونيوم في المرفأ هي الأجهزة الأمنية، و"حزب الله" ليس له دور كما يظهر في الاعلام في موضوع المرفأ ونيترات الأمونيوم".
وفي السياق، أكد فرنجية أنه "أنا ضد أي تغيير في النظام من دون توافق بين كافة الأفرقاء. انا مستعد لاي مناظرة مع اي اسم مفترض لرئاسة الجمهورية او اسم مطروح هذا اذا حصلت انتخابات رئاسية".
وتخوّف فرنجية من "وقوع حرب أهلية بين اللبنانيين"، وقال إنّ "التحريض الداخلي خلق جواً من الحقد شبيه بمرحلة ما قبل الحرب الأهلية وأحذر الشباب وخاصة المسيحيين من الفتنة وطرح الفيديرالية في لبنان هو طرح انتحاري سيؤدي إلى خراب لبنان ونحن على أبواب تسوية دولية ولا يجب أن تكون على حساب لبنان والمسيحيين فيه".
وقال: فريق بعبدا يطالب بـ7 وزراء في الحكومة لتشكل الثلث المعطل وهذا ما بيمشي.
وقال: لن اشارك في حكومة 7 من أعضائها يتبعون لرئيس الجمهورية أو التيار الوطني الحر. وفي هذه الحالة، فليسمي فريق العهد الوزراء المسيحيين التسعة في هذه الحكومة".
وقال: "أنا مع حصول حلفائنا أكثر من نصف الحكومة ولكن أعارض أن يحصل التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية على الثلث المعطل".
وعلّق المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت فادي صوان التحقيقات لعشرة أيام بعدما تقدم وزيرين سابقين ادعى عليهما بمذكرة يطلبان فيها نقل الدعوى إلى قاض آخر، وفق ما أفاد مصدر قضائي.
وكان صوان ادعى في العاشر من كانون الأول على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين، هم وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزيري الأشغال السابقين غازي زعيتر ويوسف فنيانوس، إلا أن أحداً منهم لم يمثل أمامه في جلسات حددها لاستجوابهم كـ"مدعى عليهم".
وتحقق السلطات اللبنانية في الانفجار الذي وقع في الرابع من آب وعزته إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم لسنوات في أحد عنابر المرفأ من دون اجراءات وقاية. وتبين أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزينها من دون أن يحركوا ساكناً.
وتقدم كل من زعيتر وخليل المقربين من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بمذكرة أمام النيابة العامة التمييزية طلبا فيها نقل الدعوى إلى قاض آخر، بعدما اتهما صوان بخرق الدستور بادعائه على وزيرين سابقين ونائبين في البرلمان.
وأوضح المصدر القضائي أن "الطلب أحيل إلى محكمة التمييز الجزائية"، مشيراً إلى أن "كل أطراف الدعوى، بدءا من النيابة العامة التمييزية الى المحقق العدلي ونقابة المحامين بوكالتها عن المدعين المتضررين جراء الانفجار، لديهم مهلة عشرة للإجابة على هذه المذكرة".
وبالنتيجة، أفاد المصدر أن صوان "أوقف كل اجراءات التحقيق إلى أن تبت محكمة التمييز بطلب نقل الدعوى".
وبناء على ذلك، ألغيت جلسة كان حددها الجمعة لاستجواب دياب، الذي لم يمثل في جلسة أولى الإثنين الماضي، في حين حضر المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، الا انه لم يتم الاستماع إليه ولم تجر اي مواجهة مع جوزيف النداف.
وكانت محطة "الجديد" قالت ان صليبا لم يحضر، لانه في وقت الموعد تحدد له موعداً في بعبدا، مشيرا الى انه لو استجوب كمدعٍ عليه، وحصلت المقابلة مع النداف من الممكن توقيفه، لكن المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية سارعت الى نفي ما ذكرته مقدمة تلفزيون "الجديد".
وحسب القاضي حاتم ماضي، فإن محكمة التمييز الجزائية، ليست هي الجهة المخولة تسلم طلب نقل الدعوى من الوزيرين السابقين زعيتر وخليل ضد صوان.
وسجلت وقفة احتجاجية نفذها عشرات من الناشطين، مساء امس، امام منزل القاضي فادي صوان في الأشرفية تحت شعار "العدالة لا تتجزأ...جيبن كلن يا قاضي".
ورفع الناشطون لافتات وشعارات دعت صوان الى "محاسبة الفاسدين من سياسيين وغيرهم.
وتحدث طارق عمار باسم المعتصمين وقال: "دماء المواطنين الأبرياء أغلى من كل الاعتبارات السياسية الرخيصة وأن ردود الفعل على استدعاءات المحقق العدلي فادي صوان من قبل السياسيين أو رجال الدين، ما هي إلا خير دليل على أن النظام الطائفي هو الراعي والحامي لهذه السلطة، بالتكافل والتضامن من دون أي إعتبار للمصلحة الوطنية أو ابسط مبادئ العدالة".
قضائياً، استمعت المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي حضر الى مكتبها، حول ملفي الهدر الحاصل في استعمال الدولارالمدعوم والقروض السكنية المدعومة من مصرف لبنان.
152893
صحياً، سجلت وزارة الصحة تسجيل 1960 اصابة جديدة، بفايروس كورونا ووفاة 14 مصابا خلال الـ24 ساعة لماضي، ليرتفع العدد التراكمي الى 152893 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2019.
***********************************************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
كلّ المسارات معلّقة مع الغاء زيارة ماكرون!
لم يكن الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصحي الدراماتيكي الذي يغرق فيه لبنان على مشارف عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة اللذين يخشى ان يفاقما ازمة الانتشار الوبائي الى مستويات خارجة عن السيطرة تماما، سوى هبوط نبأ الغاء زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان التي كانت مقررة الثلثاء والأربعاء المقبلين بسبب إصابة ماكرون بأعراض فيروس كورونا. والواقع ان الرهانات على زيارة ماكرون، التي كانت ستغدو الثالثة للبنان هذه السنة لو حصلت، لكي تحمل مفاجأة سارة او"عيدية" ميلادية تتمثل باختراق على يده في مسار تأليف الحكومة الجديدة بعدما بات شبه ميؤوس منه بالقنوات والاتصالات والمشاورات الداخلية، هذه الرهانات كانت ضعيفة ولم ترق الى مستوى توقعات جادة ومؤكدة. ومع ذلك فان الأيام التي أعقبت انحسار عاصفة السجالات التي اندلعت بين قصر بعبدا وبيت الوسط بسبب المقال الذي نشرته "النهار" للوزير السابق سليم جريصاتي أحيت الامال الجدية في ان يتمكن ماكرون من احداث ثغرة في جدار الانسداد وذلك بعدما لعب فريقه المختص بالازمة اللبنانية دورا ملموسا في التهدئة تمهيدا للقيام بمحاولة متقدمة خلال زيارة ماكرون لبيروت، ولذا ابقي برنامج الزيارة خاضعا للتعديلات حتى اللحظة الأخيرة. طارت الزيارة بالأمس ولكن المعنيين الجادين يقولون ان المبادرة الفرنسية لم تطر وان كانت أيضا بدورها عالقة ومعلقة حتى تعافي ماكرون على الأقل بما يرتب على الحكم والقوى السياسية زيادة خيالية في المسؤوليات عن تأخير الولادة الحكومية وسط حال مخيفة من الانسدادات. وسارع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى التغريد مساء امس قائلا "اصدق التمنيات لصديق لبنان الرئيس ايمانويل ماكرون بالشفاء والعافية. مبادرتك أمانة لن نتخلى عنها مهما تكاثرت التحديات".
فاذا كان الامل في زيارة ماكرون قد عاد معلقا لئلا نقول بات اضعف من أي وقت سابق، فان الأسوأ حتما هو ذاك التزامن "القدري" بين الغاء الزيارة وتعليق كل المسارات الداخلية المفصلية والمصيرية، ولا سيما منها المسار العالق والمعطل لتأليف الحكومة، ومن ثم المسار العالق الجديد والطارئ للتحقيق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت ولو لمهلة زمنية محددة، ولكن هذا التطور أضاف معطيات مأزومة وسلبية على الاحتقانات التي اثارها الكباش السياسي القضائي عقب الادعاءات التي شملت رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب والوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس. وأثارت هذه السلسلة المتشابكة من التعقيدات مزيدا من المخاوف على الاستحقاق الحكومي خصوصا ان تداعيات المواجهة بين بعض الافرقاء السياسيين والمحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان أدت في جانب أخر منها الى اذكاء خلافات وتباينات جديدة بين بعض القوى السياسية التي كانت تلتزم هدنة في ما بينها على خلفية الاستعداد للانخراط في الحكومة الجديدة، وهو الامر الذي سيزيد بطبيعة الحال تراكم عوامل التعقيد في المسار الحكومي. وبرأ الوزير السابق سليمان فرنجيه "حزب الله" فقال ان لا علاقة له بنيترات الامونيوم في المرفأ كما يظهر في الاعلام.
نصرالله وباسيل
وفي غضون ذلك افادت محطة "الميادين" امس ان لقاء افتراضيا عقد بين الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وانه تم التوافق خلاله وفق مطلعين على ثلاث نقاط رئيسية هي: "أولا التسليم المسبق بعدم المس بما سبق الاتفاق عليه في ما يخص حماية لبنان ودفاع المقاومة عن أراضيه وفعل كل ما يلزم لتكريس توازن الرعب القائم وهذا البند غير مطروح للنقاش. ثانيا الانطلاق من الاجتماع الأول من ورقة تفاهم 6 شباط لتحديد ما أنجز وما لم ينجز وما يفترض العمل لإنجازه وما تجاوزه الزمن مع حرص هائل من الجانبين على مقاربة جميع النقاط بهدوء شديد. ثالثا تشكيل لجنة من الطرفين تناقش الأفكار كما حصل خلال الشهور التي سبقت اعلان مار مخايل ستضم ستة أشخاص عرف منهم النواب الان عون وسيزار ابي خليل من جهة التيار وحسن فضل الله من جهة "حزب الله".
تجميد التحقيق
اما التطور السياسي - القضائي البارز الذي سجل في الساعات الأخيرة فتمثل في تعليق المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت، جلسات التحقيق التي يعقدها في اطار مهمته بعدما تبلغ من محكمة التمييز الجزائية طلب نقل الدعوى منه الى قاض آخر بناء على مراجعة قدمها الوزيران السابقان النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر بداعي "الارتياب المشروع " بالقاضي صوان. وتبعا لذلك لم يستجوب صوان امس المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ولم يحدد مواعيد لجلسات جديدة كما صرف النظر عن استجواب رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي كان حدد موعدا له اليوم الى حين بت محكمة التمييز الجزائية طلب نقل الدعوى منه. وستكون امام المحقق العدلي مهلة عشرة أيام للجواب على طلب النائبين خليل وزعيتر تنحيته عن هذا الملف علما ان قانون المحاكمات الجزائية يتيح للقاضي المعني بالطلب الاستمرار في النظر في الدعوى في حال لم يصدر قرار مخالف عن محكمة التمييز الجزائية. واعتبر رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه في حديث الى محطة ام تي في مساء ان "الأجهزة الأمنية هي المسؤولة الأولى والأخيرة في موضوع انفجار المرفأ وان القاضي صوان يبحث عن النجومية واذا أرادوا محاسبة المسؤولين السياسيين فليستدعوا كل رؤساء الحكومات ووزراء العدل والأشغال والمال وقال ان الوزير السابق يوسف فنيانوس ضميره مرتاح ولم يبلغني مرة عن وجود نيترات الأمونيوم ونحمل المسؤولية الى رئيس الجمهورية لانه رجل عسكري ويعرف خطورة هذه المادة فلماذا لم يوعز الى وزير الاشغال بضرورة ازالتها من المرفأ؟"
الجامعة العربية!
ووسط الخواء السياسي الداخلي والخارجي الذي عاد يطبع المسار الحكومي سجل امس دخول عربي على خط الازمة من خلال ايفاد الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط مساعده حسام زكي الى بيروت في مهمة استطلاعية وإبداء الرغبة في المساعدة. واذا كان هذا العنوان العلني الرسمي لمهمة زكي في بيروت فان المعلومات المتوافرة عن المحادثات التي اجراها مع المسؤولين أفادت انه نقل انطباعات شديدة السلبية حول النظرة الخارجية العربية والغربية الى الواقع اللبناني وان الجامعة العربية شاءت لفت نظر المسؤولين الى ان لبنان قد يواجه مزيدا من الاخطار والتداعيات ما لم تسارع القيادات اللبنانية الى تجاوز اللعبة السياسية الداخلية والصراع على المكسب لتشكيل حكومة تحظى بصدقية لدى المجتمع الدولي بما يحقق اهداف المبادرة الفرنسية في لبنان التي تحظى بدعم المجتمع الدولي . وقام زكي بجولة على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ثم زار مساء الرئيس حسان دياب.
********************************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
"كورونا" يُنقِذ ماكرون ومبادرته... والتأليف ينتظر مغادرة ترامب
مقولتا "الصُدفَة خير من ميعاد" و"رُبَّ ضارة نافعة" تنطبقان على واقعة تأجيل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارته للبنان التي كانت مقررة في 22 الجاري، بسبب إصابته بفيروس كورونا، على حد ما أعلن قصر الاليزيه مؤكداً انّ سيده سينحَجر 7 ايام حتى يتلمّس الشفاء من هذا الوباء، ما فرضَ عليه تأجيل زياراته الخارجية، ومنها زيارته للبنان. ويرى المراقبون انّ "كورونا" انقذت ماكرون من زيارة فاشلة كانت ستعرّضه لإحراج كبير امام اللبنانيين والمجتمع الدولي، بل انها أنقذت المبادرة الفرنسية من موت محتّم لو انه زار لبنان ولم يسبق زيارته او يتخللها تأليف الحكومة العتيدة. ولكن استدراكاً لأي تفسيرات يمكن ان تعطى لتأجيل زيارة الرئيس الفرنسي، غرّد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري على "تويتر" متمنياً "لصديق لبنان الرئيس ايمانويل ماكرون الشفاء والعافية"، ومؤكداً له أنّ "مبادرتك أمانة لن نتخلى عنها مهما تكاثرت التحديات".
وقال مصدر سياسي مطّلع على ملف التشكيلة الحكومية لـ"الجمهورية" انّ تأجيل زيارة ماكرون للبنان أسقط اي امل في إحداث خرق في ملف تشكيل الحكومة، وأنهى اندفاعة محتملة كان يمكن ان ترافق زيارته إن لجهة التحرّك او لجهة احداث حراك سياسي اعتاد الرئيس الفرنسي على القيام به خلال زياراته. واكد المصدر انّ ملف تشكيل الحكومة رُحّل الى السنة الجديدة، وانّ الاوساط السياسية كلها دخلت في فرصة الاعياد مبكراً بحيث سيكون الانتظار سيّد الموقف، ويرجّح ان يستمر هذا الانتظار الى ما بعد تسلّم الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن مقاليد الرئاسة الاميركية في 20 كانون الثاني الجاري، حيث انّ الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب ما زال ممسكاً بالقرار الاميركي في شأن ازمات المنطقة، ويتحاشى كثيرون ايَّ تصادم معه يمكن ان يرتدّ فرض عقوبات عليهم، وبعض هؤلاء موجودون في لبنان، ويحبذون الانتظار الى حين خروجه من البيت الابيض ما يرفع سيف العقوبات عنهم.
لكنّ المصدر نفسه تخوّف من "ان يخلق هذا الانتظار الثقيل والقاتل أجواء متوترة امنية او سياسية في البلاد".
بعبدا والتأجيل
وفي غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ دوائر قصر بعبدا تبلّغت بالوسائل الديبلوماسية وعبر السفارة الفرنسية في بيروت، بعد ظهر امس، إلغاء زيارة ماكرون لبيروت ما بين 23 و24 الجاري بسبب اصابته بعوارض "كورونا" واضطراره الى إلغاء زياراته الخارجية، بما فيها الزيارة المزدوجة لقيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) وقيادة الكتيبة الفرنسية، والقصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية.
وفي المعلومات انّ السفارة الفرنسية لم تكن قد أبلغت بعبدا بكل برنامج الزيارة في شكل نهائي، إلّا انّ البرنامج الاولي لَحظَ تمضية الليلة الاولى من زيارته في الجنوب في ضيافة الكتيبة الفرنسية، على ان يزور القصر الجمهوري قبل ظهر اليوم التالي.
وتعليقاً على ما تردّد عن لقاءات كان سيعقدها ماكرون مع مجموعات شبابية واخرى من ممثلي المجتمع المدني، لم يلحظ البرنامج الاولي اي لقاءات من هذا النوع، إلّا انه لوحظَّ ان هناك ساعات من الفراغ في اليوم الثاني للزيارة، ولم يسجل في شأنها أيّ اشارة في البرنامج المحدد للرئيس الضيف.
بكركي و"بيت الوسط"
والى ذلك، وغداة لقاء بكركي بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، تحدثت مصادر الطرفين لـ"الجمهورية" عن أجواء ارتياح انتهى اليها اللقاء.
وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" انّ الحريري شرح للراعي موقفه من موضوع التمثيل المسيحي في الحكومة العتيدة، وانه حريص على ان يكون هذا التمثيل وازناً وفعَّالاً، وانه بعكس ما يُشاع لا نية لديه لإضعاف هذا التمثيل، وهو حريص ايضاً على التفاهم مع رئيس الجمهورية لتأليف حكومة تنفّذ الاصلاحات المطلوبة وتعمل على انقاذ البلاد من ازماتها المتفاقمة على كل المستويات.
ولفتت مصادر بكركي الى انّ اللقاء شكّل مناسبة جيدة للطرفين، فبكركي كانت بحاجة للاطلاع على كثير من الحقائق الغامضة التي لم تطلع عليها قبلاً، والحريري كان يحتاج الى البَوح بما في عقله وقلبه للبطريرك الذي سبق له ان وجَّه اكثر من رسالة إليه في عدد من عظات الأحد في الفترة الاخيرة.
الراعي في بعبدا اليوم
وفي اول خطوة لترجمة نتائج اللقاء بينه وبين الحريري، علمت "الجمهورية" انّ البطريرك الماروني اتصل هاتفياً أمس بالرئيس عون، طالباً موعداً عاجلاً لزيارته والتشاور معه في ما آلت اليه المساعي الجارية لتأليف الحكومة في ضوء ما سمعه من الحريري، وكذلك البحث في ما توصّلت اليه التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت والأجواء المشحونة السائدة في البلاد، وتمّ الاتفاق على لقاء يعقد بينهما قبل ظهر اليوم في بعبدا.
وكان عون قد شدد امام الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي الذي زاره أمس على انّ "الحكومة المقبلة سوف تعنى بإجراء الإصلاحات الضرورية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان والمؤسسات والإدارات العامة كافة، في خطوة أساسية لمكافحة الفساد ومنع تكرار الأخطاء التي وقعت في البلاد لسنوات خَلت". وأشار الى انّ "تشكيل الحكومة الجديدة يواجه بعض الصعوبات التي يمكن تذليلها اذا ما اعتمدت معايير واحدة في تشكيلها، لكي تتمكن من مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظرها نتيجة الأوضاع في البلاد، وتؤمّن التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية". وقال انّ "لبنان يتطلع الى وقفة عربية واحدة حيال الصعوبات التي يعانيها اقتصاديا واجتماعيا، بعد سلسلة الاحداث التي وقعت خلال الأعوام الماضية، لا سيما منها تدفق النازحين السوريين الى لبنان والذين بات عددهم يفوق المليون ونصف مليون نسمة". ولفت الى انّ "الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة، لا سيما منها الخسائر الاقتصادية التي تكبدها لبنان نتيجة ذلك منذ العام 2011 حتى العام الماضي، فاقت الـ 54 مليار دولار وفقاً لتقارير صندوق النقد الدولي".
وفي هذه الاجواء أطلّ رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية في حوار متلفز، فقال رداً على سؤال: "لو كنت رئيساً للجمهورية في هذه المرحلة لتنحّيت"، مضيفاً: "اللي بيحبّ الرئيس عون بيقلّو يفِلّ". وقال: "لن أشارك في حكومة 7 من أعضائها يتبعون لرئيس الجمهورية أو "التيار الوطني الحر". وفي في هذه الحال، فليسَمّ فريق العهد الوزراء المسيحيين التسعة في هذه الحكومة". وأضاف: "أنا مع حصول حلفائنا على أكثر من نصف الحكومة، ولكن أعارض أن يحصل "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية على الثلث المعطّل".
وفي السياق، قال فرنجية: "أنا ضد أي تغيير في النظام من دون توافق بين كافة الأفرقاء، ومستعد لأيّ مناظرة مع اي اسم مفترض لرئاسة الجمهورية او اسم مطروح، هذا اذا حصلت انتخابات رئاسية".
وتحدث فرنجية عن التحقيقات القضائية في قضية المرفأ، فقال: "لا أحد كان يقدّر أنّ نيترات الأمونيوم ستؤدي إلى هذا الإنفجار، وإذا كان قاضي التحقيق فادي صوان يريد محاكمة السياسيين عليه ان يأتي بكل من تعاقبوا على السلطة منذ 2013 لليوم، لا أن يرسل إلى مجلس النواب أسماء 3 رؤساء حكومة و5 وزراء، وبعدها يسمّي 3 وزراء ورئيس حكومة".
ولفت إلى أنّ "ضميرنا وضمير الوزير فنيانوس مرتاح، وهو سيمثل أمام القضاء، وفي أي تحقيق في الدولة اللبنانية سيذهب للخضوع للعدالة"، موضحاً أنّ "انفجار بيروت طال عزّة نفس اللبنانيين، والأكيد أنّ هناك أشخاصاً سيتحملون مسؤولية، لكن لنصِل الى العدالة يجب أن نرى من الذي أدخَل الباخرة التي حملت الأمونيوم؟ ومن الذي وضع البضائع في العنبر؟ والسؤال الأهم: من الذي وضع الأسهم النارية مع الأمونيوم؟ والمواد المشتعلة مَن أشعلها؟!".
وشدد فرنجية على أنّ "الشيء الوحيد الذي يجعلني أشك هو التوقيت المناسب سياسياً لهذا الجرم، ليقوم الناس أكثر على السلطة، وأنا لا إثبات معيّناً لدي على هذا الموضوع، لكنني أشك". وأكد "أننا نريد الحقيقة حول ما جرى في انفجار مرفأ بيروت. ونحن لا نتهم القاضي بالتسييس، بل باتَ يبحث عن النجومية وإرضاء الرأي العام الغاضِب على صوّان".
واعتبر فرنجية أنّ "هذه الحكومة لا علاقة لها بانفجار بيروت"، لافتاً إلى أنّ "أي إنسان لديه 1 % من الأخلاق كان ركض ليتخلص من هذه الكارثة، وفي النظرية التي تُطرح حول أنّ كل من لديه خبر بالأمونيوم لماذا لم يذهب لإزالته! سنصل لتحميل مسؤولية بهذا الصدد لرئيس الجمهورية لأنه رجل عسكري ويعرف ماذا تعني نيترات الأمونيوم، وهو كان قد تلقّى كتاباً بوجودها في 21 تموز. وبالتالي، لماذا لم يوعِز لوزير الأشغال بإزالتها؟ وهو لم يتكلم مع مستشار وزارة الأشغال بل تكلم مع مستشاره الأمني لأنه يعرف خطورتها". وأكد أنّ "المسؤول الأول والأخير عن وجود نيترات الأمونيوم في المرفأ هي الأجهزة الأمنية، وانّ "حزب الله" ليس له دور كما يظهر في الاعلام في موضوع المرفأ ونيترات الأمونيوم". وأضاف: "اليوم الشعب غاضب ويحتاج إجابات، وإذا كانت الإجابات ترضي الشعب فنحن نقبل بذلك، ولكنني أقول للرأي العام فليذهب للتفتيش عن الأجوبة الحقيقية، اليوم أنا أريد الحقيقية في المرفأ لا أريد أن يتم اتهام أشخاص ظلماً".
ولاحظ فرنجية أنّ "هناك جوّاً تمويلياً للإعلام وللثورة من اجل خلق الفوضى في لبنان"، مشدداً على أنّ "الثورة الفعلية يكون لها قيادة وتخطيط لإزاحة الموجود والحلول مكانه، وهذا الامر غير حاصل في لبنان".
وتخوّف من "وقوع حرب أهلية بين اللبنانيين"، وقال إنّ "التحريض الداخلي خلق جواً من الحقد شبيهاً بمرحلة ما قبل الحرب الأهلية، وأحذّر الشباب وخصوصاً المسيحيين من الفتنة، وطرح الفيديرالية في لبنان هو طرح انتحاري سيؤدي إلى خراب لبنان، ونحن على أبواب تسوية دولية ولا يجب أن تكون على حساب لبنان والمسيحيين فيه".
ولفت رئيس تيار المردة الى الذين يطلبون أن نقف ضد سلاح " حزب الله" كي تكون هناك ذريعة للتدخّل، ونحن بحاجة الى تسوية في المنطقة بين العرب وإيران ولا سلاح الا سلاح الدولة اللبنانية، وهذا شعار نحن معه اكثر من اي كان". واضاف: "انا مع التدقيق المالي والمحاسبة، ولا يجوز أن نتصرّف كمن خسر الحرب. نحن اليوم في أزمة كبيرة قد تكون الأكبر في تاريخ لبنان الاقتصادي".
قضية المرفأ
قضائياً، علّق المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان التحقيقات في الملف لمدة 10 أيام، وهي المهلة القانونية التي على المحقق العدلي أن يقدّم خلالها جوابه على طلب كَف اليد عن الملف المُقدّم من الوزيرين السابقين غازي زعيتر وعلي حسن خليل "للارتياب المشروع" وتعيين محقق آخر، وذلك بعدما ادّعى صوان عليهما في ملف الانفجار.
وعلمت "الجمهورية" انّ محكمة التمييز لم تجتمع بعد للبت بالاعتراض الذي قدمه خليل وزعيتر. وأكدت مصادر متابعة للملف انّ "زَعَل" القاضي صوان لم يأتِ على خلفية هذا الاعتراض إنما على التدخلات السياسية التي حصلت في موضوع استجواب المدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا.
ويُشار الى أنّ أطراف الدعوى كافة، بدءاً من النيابة العامة التمييزية الى المحقق العدلي ونقابة المحامين، بوكالتها عن المدّعين المتضرّرين جرّاء الإنفجار، لديها مهلة 10 أيام للإجابة، علماً أنّه فور تقديم المحقق العدلي جوابه، ستباشر النيابة العامة مطالعتها تمهيداً لإبداء الرأي.
وانطلاقاً من ذلك، صرفَ صوان النظر عن استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي كان مقرّراً اليوم، الى أن تبتّ محكمة التمييز الجزائية، برئاسة القاضي جمال الحجار، بالمذاكرة التي تقدّم بها حسن خليل وزعيتر. وللسبب نفسه، أرجَأ المحقق العدلي جلسة الإستماع الى المدير العام لأمن الدولة اللواء أنطوان صليبا، الذي حضر أمس الى قصر العدل في بيروت، الى موعد يُحدّد لاحقاً. وأُرجئت المقابلة بين صليبا والرائد جوزف النداف للسبب عينه.
كورونا
وعلى الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامة أمس تسجيل 1960 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" في لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 152893. كذلك سجلت 14 حالة وفاة جديدة، ما رفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 1248.
***********************************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
الراعي في بعبدا اليوم... والمطلوب "تنازلات متبادلة" حراك عربي تجاه لبنان: مساعدة سياسية لا مالية
كعيدية "بابا نويل" نزل خبر إرجاء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الطبقة الحاكمة في لبنان، فجاء إعلان إصابته بفيروس كورونا ليثلج صدوراً عامرة بالتعطيل أدمنت عرقلة الحلول وامتهنت وأد المبادرات والفرص، لكنها وإن تنفست الصعداء بعد التحرّر من السقف الزمني الضاغط لزيارته، عادت لتحبس الأنفاس مع تأكيد الرئاسة الفرنسية أنّ ماكرون يواصل نشاطه "عن بُعد"، بينما نقلت الزميلة رندة تقي الدين من باريس أنّ مستشاريه المعنيين بمتابعة تطورات الملف اللبناني ما زالوا يعملون كالمعتاد ولم يصب أي منهم بالكورونا. وعلمت "نداء الوطن" أنّ هناك تفكيراً جدياً بتحديد موعد آخر لزيارة لبنان، لأنّ الرئيس الفرنسي ما زال مصراً على الاستمرار في مبادرته رغم كل العوائق التي تعترضه، وآخرها فيروس كورونا الذي حال دون مجيئه إلى بيروت الأسبوع المقبل.
توازياً، لفت الانتباه حراك عربي باتجاه لبنان عبر إيفاد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي للقاء المسؤولين وإبداء الجهوزية للمساعدة في إخراج البلد من أزمته "إذا كان اللبنانيون راغبين ومهتمين بأن يكون هناك دور عربي لمساعدتهم". وأوضح السفير زكي لـ"نداء الوطن" أنه أتى إلى لبنان "بتكليف من الأمين العام للجامعة العربية وبمهمة من الجامعة تهدف إلى المساعدة"، وأضاف: "نحن نعرض المساعدة السياسية، وأشدد على كونها مساعدة سياسية، لأننا لا نقدم مساعدات مالية، فإذا طلب لبنان أن تلعب الجامعة العربية هذا الدور المساعد، نحن جاهزون بكل سرور".
ورداً على سؤال، أكد زكي أنّ "الأزمة تبدو عميقة ومعقدة جداً ويجب علينا مساعدة لبنان لتخطيها"، مشيراً إلى أنّ "غالبية" من التقاهم أعربوا عن "رغبتهم وترحيبهم بالمساعدة التي من الممكن أن تقدمها جامعة الدول العربية".
وفي سياق متصل، أضاءت مصادر ديبلوماسية عربية على أهمية زيارة بيروت لأنها "تظهر أنّ الجامعة العربية لم تتخلّ عن لبنان بل هي عازمة على الوقوف إلى جانبه، لكنّ المشكلة في أنّ لبنان هو من ابتعد عن محيطه العربي وبالتالي من الصعوبة بمكان أن تبادر الدول العربية وتحديداً الخليجية منها إلى مساعدة لبنان مالياً ما لم يساعد هو نفسه". وأبدت المصادر العربية لـ"نداء الوطن" أسفها لأداء الطبقة السياسية اللبنانية "والتعامل مع الأزمة الطاحنة التي يتعرض لها البلد بشكل لا يرقى إلى المستوى المطلوب"، مستغربةً بشكل أساس "عرقلة فريق معيّن، وهو التيار الوطني الحر، عملية تشكيل حكومة إنقاذية عبر وضع شروط تعقّد مسار التأليف في هذا الوقت الحرج الذي يمر به اللبنانيون"، وأردفت: "للأسف لا نلمس أي نية جدية في حل الأزمة لدى بعض المسؤولين اللبنانيين، فتراهم لا يزالون يطالبون بحقائب وأعداد معينة من الوزارات بينما الشعب اللبناني أصبح يرزح تحت خط الفقر".
واستشعاراً لخطر الاستمرار في دوامة التعطيل الهدّامة، دخل البطريرك الماروني بشارة الراعي على خط الوساطة لتذليل العقد والعقبات أمام تأليف حكومة المهمة الإصلاحية، في سياق يساهم في سد الفراغ الذي أحدثه تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، ويعتبره مراقبون "خطوة منسقة مع الجانب الفرنسي".
وغداة لقائه المطوّل مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في بكركي، يزور الراعي اليوم قصر بعبدا لاستكمال مسعى تقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري. وبحسب المعلومات التي توافرت لـ"نداء الوطن" حول مسعى الراعي، فإنه يحاول القيام بخطوات عملية من أجل تحقيق خرق حكومي خصوصاً وأن إرجاء زيارة ماكرون قد يزيد من تأزم الوضع. ومن هذا المنطلق، يطرح البطريرك الماروني "خطوطاً عريضة لسبل الخروج من المأزق الحكومي، وهذه الخطوط كان قد عرضها (أمس الأول) مع الحريري وسيعرضها (اليوم) مع عون".
وتشير المعلومات إلى أنّ الراعي يعمل أولاً على "تبريد الأجواء" بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بموازاة "كسر الجليد" بين الحريري والقيادات المسيحية الأساسية، على أساس الوصول إلى خواتيم لا تظهر الحريري وكأنه يتخطى المسيحيين في تشكيلته الوزارية، التي يرى البطريرك وجوب إخراجها من "منطق الصراع على الصلاحيات بين رئيس الجمهورية الماروني ورئيس الحكومة السني، لأنّ المعركة الحقيقية اليوم هي مع الجوع والانهيار".
وعليه، فإنّ مبادرة الراعي "ستضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وخصوصاً الرئيسين عون والحريري، عبر حثهما على الإسراع في تأليف حكومة اختصاصيين مستقلة ترضي الشارع المنتفض والدول الراغبة بمساعدة لبنان وعلى رأسها فرنسا"، لذلك سيركز في مبادرته على أهمية تقديم كل من عون والحريري "التنازلات المتبادلة المطلوبة لتكون ولادة الحكومة الإصلاحية بمثابة عيدية اللبنانيين في شهر الأعياد".
قضائياً، دخل ملف التحقيقات في انفجار المرفأ في "سبات قسري" فرضه الادعاء المضاد الذي شنّه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، عبر عضوي كتلته النيابية المدعى عليهما علي حسن خليل وغازي زعيتر، على المحقق العدلي القاضي فادي صوان طلباً لكف يده عن القضية بدعوى "الارتياب المشروع". وبانتظار بتّ محكمة التمييز في الدعوى، آثر صوان تعليق تحقيقاته واستجواباته لمدة عشرة أيام، بما يشمل إرجاء جلسة استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التي كانت مقررة صباح اليوم.
وإذ سيكون أمام المحقق العدلي مهلة عشرة أيام لتقديم رده ودفوعه في مواجهة دعوى "الارتياب"، استرعى الانتباه هجوم مضاد على العصيان السياسي لمسار التحقيقات القضائية من جانب نقيب المحامين ملحم خلف الذي أكد مساءّ لقناة "أم تي في" عزم النقابة على التصدي لـ"الخطوة الالتفافية على القضاء" من جانب أهل السلطة.
***********************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
لا حكومة من دون اتفاق أميركي _ إيراني
هل هو سوء قدر ام سوء حظ كُتب للبنانيين، او بالاحرى خطّته لهم بأياديها السلطة الحاكمة المفترض انها بالوكالة الممنوحة لها من الشعب تدير شؤون وطنهم وتقودهم نحو التطور والرخاء؟ فالى كل المصائب التي انزلتها على رؤوسهم بممارساتها اللامسؤولة، شاءت جائحة كورونا ان تسد آخر نوافذ الامل التي عقدت على امكان احداث خرق ولو بسيط في جدار الازمات السميك فأصابت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واطاحت بزيارته الثالثة التي عوّل البعض على امكان ان تدفع في اتجاه تشكيل الحكومة. وكما في زيارة ماكرون كذلك في الرهان على محاسبة المتسببين بانفجار مرفأ بيروت، اذ استجمعت المنظومة السياسية كل طاقاتها واستنفرت في مواجهة التحقيقات وتحركت لكف يد المحقق العدلي القاضي فادي صوان بسلسلة اجراءات يُخشى ان تضعه امام الحائط المسدود.
وأكدت مصادر متابعة لـ"الشرق" أنّ ما يجري في ملف المرفأ هو محاولة للفلفة الموضوع وإجهاض التحقيق من خلال توسيعه وتكبيره بحيث تضيع الحقيقة في نهاية المطاف.
تدخل عربي
وفي ظل احجام المنظومة عن التحرك لخرق الجمود الحكومي، وبينما حلّت اصابة ماكرون بكورونا والغاؤه زيارته بيروت الاسبوع المقبل، نعمة على اهل السلطة، اذ ستقيهم "بهدلة" جديدة، دخلت الجامعة العربية على خط الازمة، مطالبة بالاسراع في التأليف.
فليتفق السياسيون
وفي السياق، رأى مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي أن الشعب اللبناني يعاني وواقع تحت ضغوط كثيرة مشيراً الى أن هدف زيارته الى لبنان هو الاطلاع على الوضع والاستماع إلى تقييم ككل.
ولفت زكي الى أن "عندما يتفق السياسيون على مخرج من الأزمة قد يشكل ذلك اشارة للخارج على ان هناك جدية للعمل في هذا الاطار." واكد أن "هناك ضرورة ان تعمل القيادات اللبنانية من اجل اخراج البلد من الحالة الصعبة" وقال: عندما يخرج لبنان سياسيا من الأزمة عبر تشكيل حكومة نتمنى ان يفتح ذلك الطريق امام كل من يريد ان يساعد لبنان اكان عربيا او اجنبيا.
وأكدت مصادر ديبلوماسية رفيعة لـ"الشرق" أنّ الأزمة الحالية مستمرة، ولن تتشكل الحكومة إلاّ باتفاق أميركي إيراني.
اصابة ماكرون
الى ذلك، وفيما كانت بيروت على موعد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء والأربعاء المقبلين، اعلنت الرئاسة الفرنسية إصابة الرئيس بفيروس كورونا، وأشارت إلى أنه سيعزل نفسه لـ7 ايام. ونقلت رويترز عن مسؤول في الإليزيه ان ماكرون ألغى كل رحلاته الى الخارج بما في ذلك زيارته المقررة للبنان.
صوان يصرف النظر
على صعيد آخر، وعلى خط تحقيقات تفجير المرفأ، تعرقل المسار بتعلّيق المحقق العدلي القاضي فادي صوان التحقيقات في الملف لمدة عشرة أيام، وهي المهلة القانونية التي على المحقق العدلي أن يقدم خلالها جوابه على طلب كف اليد عن الملف المقدم من الوزيرين السابقين غازي زعيتر وعلي حسن خليل "للإرتياب المشروع وتعيين محقق آخر". يشار الى أن أطراف الدعوى كافة بدءا من النيابة العامة التمييزية الى المحقق العدلي ونقابة المحامين، بوكالتها عن المدعين المتضررين من جراء الإنفجار لديها مهلة عشرة أيام للإجابة، علما أن فور تقديم المحقق العدلي جوابه، ستباشر النيابة العامة مطالعته تمهيدا لإبداء الرأي.
كما صرف صوان النظر عن استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي كان مقررا اليوم الجمعة، وذلك الى أن تبت محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي جمال الحجار، بالمذاكرة التي تقدم بها خليل وزعيتر اللذان قررت هيئة مكتب مجلس النواب عدم إبلاغهما دعوة صوان للمثول امامه. وامس لم يحضر وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس او وكيله القانوني الى دائرة المحقق العدلي ولم يرسل اي عذر، في حين حضر المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا مع وكيله القانوني، الا انه لم يتم الاستماع اليه ولم تحصل اي مواجهة بينه وبين الرائد جوزف النداف..
وفي السياق نفسه أكدت المديرية العامة لأمن الدولة أن اللواء طوني صليبا قد حضر إلى قصر عدل بيروت في الوقت المحدد.
لاستدعاء الجميع
وليس بعيدا، استقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، وفدا من أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت، في حضور محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود. وتحدث ابراهيم حطيط باسم الوفد، وقال "تمنينا عليه ان يساعدنا في مسألة القضاء". أضاف: "التقينا بالقاضي فادي صوان وطلبنا منه الاستمرار في هذه القضية وأكدنا مع معاليه الاستمرار فيها وعدم تسييس القضاء وضرورة استدعاء الجميع من دون استثناءات ومن دون غطاء طائفي أو مذهبي أو سياسي. وأكد لنا الوزير فهمي انه يشد على أيدينا في هذا المجال. كما تقدمنا منه بطلب مأسسة تحركاتنا ضمن جمعية سيعلن عنها لاحقا وقد وعدنا بمساعدتنا بذلك، واكد انه ليس معنا بل أمامنا".
كشف على المستوعبات
وسط هذه الاجواء، أعلنت وزارة المال في بيان، أن "بتوجيهات من وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني، بدأ الجيش امس بالتعاون مع الجمارك اللبنانية بالكشف على حوالى 700 مستوعب متروك في المرفأ منذ العام 2005. وفي 16-12-2020، تم البحث في موضوع التنسيق بين الجيش والجمارك باتصال هاتفي بين وزني وقائد الجيش جوزيف عون للكشف على المستوعبات المتروكة ومعالجتها فوراً.
كهرباء زحلة
من جهة ثانية، تم الاتفاق في لجنة الأشغال والطاقة النيابية امس، على تمديد العقد التشغيلي لشركة كهرباء زحلة لسنتين.
**********************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
الحريري يتواصل مع الراعي لحل عقدة الحكومة والتحقيق العدلي تأجيل زيارة ماكرون لبيروت فاجأ المهتمين بمبادرته
قالت مصادر سياسية مواكبة للقاء الذي عُقد بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري في الصرح البطريركي في بكركي، في حضور الوزيرين السابقين سجعان قزّي وغطاس خوري، الذي أريد منه تنقية الأجواء، أدى إلى فتح ثغرة يُفترض التأسيس عليها لكسر الاحتقان المذهبي والطائفي الذي بدأ يحاصر البلد على خلفية التأزُّم الذي لا يزال يعيق ولادة الحكومة، خصوصاً بعدما أُضيف إليه تأزُّم من نوع آخر مردّه إلى تصاعد وتيرة الاشتباك السياسي المترتب على ادعاء المحقق العدلي في تفجير مرفأ بيروت القاضي فادي صوّان على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس، بتهمة التقصير الوظيفي والإهمال بقصد جرمي.
وعلمت "الشرق الأوسط" من المصادر المواكبة أن قزّي وخوري تولّيا من خلال تواصلهما التحضير للقاء الذي تم بناءً لرغبة البطريرك الراعي، للوقوف على رأي الحريري، ليكون على بيّنة حيال الأسباب الكامنة وراء تعثّر تشكيل الحكومة، خصوصاً أنه كان اطلع عليها من جانب واحد، والمقصود به اجتماعه الأخير برئيس الجمهورية ميشال عون.
وكشفت أن لقاء الراعي - الحريري لم يكن يهدف للالتفاف على رئيس الجمهورية ومحاصرته، وقالت إنه لا نيّة لديهما في هذا المجال، ونقلت عن الحريري قوله إن تشكيل الحكومة يتطلّب التعاون بينه وبين عون، وإنه ليس في وارد الانجرار إلى مشكلة، لأن البلد لا يحتمل المزيد من التأزّم وبات في حاجة ماسة إلى توفير الحلول للسير على طريق إنقاذه ووقف انهياره المالي والاقتصادي وانتشاله من الهاوية، وهذا لن يتحقق إلا بالالتزام بالمبادرة الفرنسية عملاً لا قولاً فقط. كما نقلت المصادر نفسها عن الحريري قوله إنه كان يرغب في التواصل المباشر مع الراعي، لأن هناك ضرورة للوقوف على رأيه، لكنّ تأخره عن المجيء إلى بكركي يعود إلى تواصله مع الرئيس عون لإزالة العُقد التي تؤخر ولادة الحكومة من جهة، ولقطع الطريق على تحسّسه من اللقاء وتفسيره وكأنه يهدف من ورائه إلى الالتفاف على موقع الرئاسة الأولى.
وأكدت أن الحريري لم يحضر إلى بكركي ليشكو عون أو الإساءة له، وقالت إن الراعي استمع إلى العرض الذي تقدّم به لتبيان العقبات التي تؤخر تأليف الحكومة التي يُفترض أن تتشكل من اختصاصيين ومستقلين غير محازبين، ورأت أن الراعي يؤيد ما طرحه الرئيس المكلف شرط أن تحظى بدعم الكتل النيابية لنيل ثقة البرلمان. ولفتت إلى أن الراعي أبدى حرصه في ضوء المعطيات التي عرضها عليه الحريري للقيام بدور لإخراج تأليف الحكومة من عنق الزجاجة، وقالت إنه يأمل من الأطراف التجاوب مع مسعاه بمنأى عن الشروط التي قد تكون واجهة لشروط أخرى غير مرئية، وأبرزها أن الوقت لم يحن لولادتها، وهذا ما يشكل خطراً على الكيان اللبناني.
وأوضحت المصادر المواكبة أن الحريري استغرب من خلال عرضه لواقع الحال الذي وصلت إليه مشاورات التأليف ما يتردد من حين لآخر بأنه يريد مصادرة التمثيل المسيحي، وقالت إنه عرض على الراعي عيّنة بأسماء الوزراء المرشحين لدخول الحكومة، ومن بينهم عدد من الذين كان رشّحهم عون. وأكدت أنه تم الاتفاق على معاودة التواصل المباشر بين الحريري والراعي الذي سيتواصل مجدداً مع عون، في محاولة لرأب الصدع بينهما بدءاً بسحب تبادل الحملات والسجالات من التداول، وقالت إن الرئيس المكلّف أوضح موقفه من الادعاء الذي صدر عن القاضي صوان واصفاً إياه بأنه جاء مخالفاً للأصول الدستورية، وغلب عليه الاستنسابية والانتقائية في رسالته التي بعث بها لرئاسة المجلس النيابي، والتي خلت كلياً من القرائن والأدلة والوثائق التي استند إليها في الادعاء على دياب وثلاثة وزراء سابقين.
ونقلت عن الحريري تأكيده على أنه مع كشف الحقيقة وتحديد مَن يتحمل المسؤولية حيال الانفجار الذي استهدف المرفأ، لأن من حق ذوي الضحايا والمتضررين معرفة من ارتكب هذه الجريمة، وإنزال أشد العقوبات بمن يثبت ضلوعه فيها، التي أصابت بيروت بكارثة كبرى، وقالت إن الحريري يفصل بين موقفه من صوان والحفاظ على القضاء واستقلاليته، وبالتالي يجب إخراج التحقيق من التجاذبات وتحييده عن تصفية الحسابات في مقابل تمسكه بموقفه بعدم توفير الغطاء لكائن من كان في حال ثبوت ضلوعه تقصيراً أو إهمالاً تسبب في الانفجار.
وبالنسبة إلى المبادرة الفرنسية، قالت المصادر إن الراعي والحريري على موقفهما الداعم لمبادرة الرئيس ماكرون لإنقاذ لبنان، ليس لتعذّر وجود البديل لها فحسب، وإنما لأنها تستجيب لطلب اللبنانيين لوقف الانهيار وإعادة الاهتمام الدولي بلبنان، وأكدت أن خلية الأزمة التي شكّلها ماكرون لمواكبة تنفيذ المبادرة لم تنقطع عن التواصل مع أركان الدولة وآخرين قبل أن يُفاجأ الجميع بقرار ماكرون بتأجيل زيارته الثالثة للبنان، في وقت كانت الخلية تدرس إمكانية أن ينسحب اجتماعه بعون على القيادات الرئيسة لإعادة إحياء مبادرته وقطع الطريق على انهيارها.
نسخ الرابط :