فيما يخيّم هدوء بين القوى السياسية المتناحرة في زحلة، يتفاقم الخلاف العائلي بين رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف ونجلها جوزف سكاف. خلاف لم يعد محصوراً بين جدران منزل العائلة، بل بات الخبر الأول في الصالونات الزحلية، وهو ما لا ينكره الابن ووالدته، ولو أن لكل منهما مقاربة مختلفة.
رئيسة الكتلة الشعبية تتهم «أولاد الحرام الذين لم تكفِهم حربهم السياسية ضد الكتلة الشعبية، بل يعملون على محاربتي بابني» كما تقول لـ«الأخبار»، مشيرة أن «إلياس سكاف لا يبادل بهكذا معاملة». في المقابل، يشير جوزيف سكاف الذي انقطع التواصل بينه وبين والدته رغم أنهما لا يزالان يسكنان معاً، إلى «تمايز» بينهما في «مواضيع عدة»، نافياً أن يكون هناك أي «تحريض من أحد» ضد والدته. وقال سكاف الابن لـ«لأخبار» إنه يطالب بـ«حقوقي والقيم المالية المستحقة لي من بدلات ضمان الأراضي» التي له حصة فيها. وكذلك، إعادة فتح أبواب منزل الزعامة السكافية في زحلة، مشيراً إلى أن «منزل والدي مقفل منذ ١٣ سنة، وأريد إعادة فتحه ليستقطب كل أهالي البقاع كما كان على أيام جدي جوزيف ووالدي إلياس».
وعلى الرغم من تدخل كل من والد ميريام، النائب السابق جبران طوق، وشقيقها النائب وليم طوق، لاحتواء الخلاف والتمني على سكاف الابن عدم التطرق إلى موضوع الإرث، أوكل الأخير إلى المحامية ميريام جبر توجيه إنذارات إلى ضامني أراضي إلياس سكاف تطالبهم بإيداع موكلها حصته المالية، ما يعني عدم دفع كامل قيمة ضمان الأراضي لوالدته كما هو معمول به منذ وفاة الوزير السابق قبل ثماني سنوات.
اتهامات لجريصاتي وأقرباء بتأجيج الخلاف بين سكاف وابنها
الخلاف مثّل فرصة لسياسيين وأقرباء ممّن يريدون «الثأر» من رئيسة الكتلة الشعبية للاستثمار فيه. فرتّب داني الرشيد، أحد المقربين من الوزير السابق سليم جريصاتي، زيارات لسكاف الابن شملت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي في دمشق، وراعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، وعدداً من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، ووزراء ونواباً حاليّين وسابقين. وتُرجمت «مَوْنة» جريصاتي، بحسب المصادر، انحيازاً من البطريرك والمطران لمصلحة الابن ضد والدته التي تتهم في مجالسها جريصاتي والرشيد بتحريض ابنها ضدها. وهو ما ينفيه جريصاتي تماماً، مشيراً إلى أنه لا يزور زحلة «ولم أفتح منزلي ولا أتعاطى في الشأن السياسي المحلي». فيما رفض الرشيد التعليق على «موضوع عائلي بإمكان ميريام تسويته وهي الوحيدة القادرة على إنهاء هذا الإشكال».
يشار إلى أن سكاف الابن بدأ أخيراً ينشط في المدينة بشكل مكثّف، فشارك أخيراً في إحياء خميس الجسد الذي يعتبر عيداً استثنائياً في المدينة، إلى جانب تلبيته دعوات إلى مناسبات عائلية واجتماعية. وهو تمكّن من اجتذاب قسم من أنصار الكتلة الشعبية الغاضبين من ميريام بعد إغلاقها منزل العائلة، وممّن يتّهمونها بإخماد حضور الكتلة سياسياً وشعبياً وفق ما أظهرته نتائج الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة. ويؤكد هؤلاء أن المدينة بحاجة إلى «زعامة شابة للحفاظ على إرث الوالد والجدّ». ويضاف إلى هؤلاء بعض الأقرباء الذين يختلفون مع ميريام عائلياً وسياسياً، في مقدمهم ميشال سكاف الملقب بـ «ميمو»، وشانتال سكاف زوجة جده التي يزورها سكاف الابن دورياً في باريس ولندن، ويتردد أنها تنوي تجيير إرثها إليه لعدم وجود وريث لها. وتخشى مصادر زحلية من أن تؤدي التدخلات ومحاولات تأجيج الخلاف بين سكاف ووالدته إلى اغلاق هذا البيت السياسي إلى الأبد.
نسخ الرابط :