حروب كثيرة في حرب واحدة (3 )

حروب كثيرة في حرب واحدة (3 )

 

Telegram

 


لم يقتصر المشروع الصهيوني والغربي على ايجاد دولة ) اسرائيل( على أرض فلسطين فحسب ،
اذ أن وجود دولة في محيط معاد بالكامل يتطلب تأمين حمايتها وضمان بقائها ، بل في مخططهم
توسعها .لم تكن الدولة المستحدثة بحاجة ا نذا ك لرقعة وطن أكبر مما أخذته، على أن تتوسع في
المستقبل على حساب جيرانها الاعداء ، وتستقدم المزيد من اليهود المهاجرين . تأمين شروط
البقاء في النواحي الذاتية : شعب الدولة، اقتصادها الناشئ، جيشها، أمنها، كل ذلك سهل التأمين
بالمساعدات والهجرات.
الهجرات الاولى كانت عصابات والمساعدات المالية والعسكرية ما زالت تتدفق عليها الى اليوم ،
المشكلة بتأمينها من الاعداء ، ولذلك كانت الخطة جاهزة قبل وجود الدولة وتختصر بعدة نقاط :
1
- تقسيم المنطقة الى دول صغيرة وذات طابع ديني أو مذهبي اذا أمكن ، مما يساعد على
وجود دولة يهودية الدين .
2
- ابقاء الدول المستحدثة المعادية في وضع اللا إستقرار السياسي والاجتماعي ، بل التآمر
الداخلي حيث يمكن .
3
- عدم السماح لأي دولة معادية )لاسرائيل( بامتلاك عوامل القوة العسكرية والاقتصادية
وحتى السياسية ، عبر العلاقات الدولية .
4
- بث ونشر خداع على البشرية يتناول التاريخ والجغرافيا والحقوق والممارسات وغيرها
في النقطة الاولى : أ نشأ الكيان اللبناني على خلفية أنه ذات طابع مسيحي ) حدثت بعض
المتغيرات( وكان المشروع يستهدف إيجاد دولة للعلويين و أخرى للدروز و دولة ذات طابع
مسلم سني في الشام و ل م ينجح. إمارة شرقي الأردن دولة ضعيفة بشريا و إقتصاديا )هجر
إليها العدد الأكبر من أبناء فلسطين( و ما زالت تعتمد على المساعدات. كان العراق الدولة
الوحيدة الكبيرة في بلاد الشام. و طبعا مصر دولة كبيرة. و كلاهما كانا بنظام ملكي مرتبط
ببريطانيا .
في النقطتين الثانية و الثالثة أ: شهدت الشام بعد الإستقلال العديد من الإنقلابات ثم وحدة مع
مصر ثم إنفصال و بعدها إنقلابات حتى إستقر الوضع مع الرئيس حافظ الأسد. حينها بدأت
الدولة تبحث عن عوامل القوة. مشاريع إنمائية في شتى المجالات، جيش بالعديد و السلاح الذي
خاض حرب تشرين بعد ثلاث سنوات نفوذ على الساحة العربية و علاقات دولية. هذا الأمر
إستدعى المجابهة المباشرة مع الغرب فتم كسر الجبهة السورية المصرية بجر مصر إلى كامب
دايفيد و ترك الشام وحدها أمام أقوى جيش في المنطقة ) تسليح و تطور و تقني ات ( ثم حصار
إقتصادي للدولة ثم خلق أزمات تؤثر مباشرة على الشام أي الحرب اللبنانية الداخلية إضافة إلى
الدور الفلسطيني و أزمة العراق بعد إجتياح الكويت فضلاً عن الحرب العراقية الإيرانية. ثم
إحتلال لبنان من قبل إسرائيل و الإشتباك مع الجيش الشامي و إستنزافه هذا عدا عن محاولات
خلق فتنة بطابع مذهبي بحجة أن رئيس الدولة من المذهب العلوي بينما الغالبية من الشعب من
الطائفة السنية و إستطاع الرئيس ضرب الفتنة آنذاك، لكنها عادت و فرضت نفسها على الساحة
السورية منذ 2011 لكنه الآن في طور الضمور و التلاشي. إنتصار الدولة في الشام على الفتنة
إقتضى تدخل أميركي مباشر على الأرض السورية و تدخل تركي مباشر عدا عن الهجمات
الإسرائيلية المتكررة. مطلوب من الدولة السورية أن تكون ضعيفة عسكريا متخلية عن المقاومة،
و أن تسير في خط التطبيع كل ذلك كان جليا من قبل كل المعارضات في الشام أصولية أو غير
أصولية
ب: لم يكن لبنان دولة قوية تخيف )إسرائيل( لكنه ممر لإضعاف الشام، و أرضية تستعمل
لضرب المقاومة الفلسطينية أو إغراقها بالفتنة و قد يكون أيضا مكان توطين بعض أبناء فلسطين.
حرب السنتين أستقطبت المنظمات الفلسطينية حيث عبثت الفتنة فيهم ثم جاء الإحتلال للقضاء
على المقاومة الفلسطينية على أرض لبنان و إنهاء دورها الفعلي حتى أن قيادة منظمة التحرير
إنقلبت على حليفها السوري لتذهب إلى أوسلو مستسلمة. لكن لبنان خلال الإحتلال الإسرائلي و
بعده أنجب مقاومة لم تكن بالحسبان فتحول الكيان الأضعف إلى قوي جداً بفضل المقاومة التي
حررت الأرض دون قيد أو شرط و نقلت المجابهة الحيوية إلى داخل الأرض المحتلة هنا كان
أيضا التدخل الخارجي )الموجود أصلاً( فتحول لبنان إلى دولة أزمات مستمرة و مستعصية في
شتى المجالات بهدف واحد واضح هو خنق المقاومة من أجل إنهائه ا
ج: شهد العراق أيضا الكثير من الإنقلابات و عدم الإستقرار. حاول الوحدة مع الشام في عهد
أحمد حسن البكر لكنها منعت بإنقلاب صدام حسين إذ ممنوع حتى التقارب فكيف الوحدة. إستقر
العراق مع صدام لفترة و بنى قوة عسكرية و تقدم علمي كبير لكنه دخل بعد الثورة الإسلامية
في إيران بحرب معها إستنزفته و أبعدته عن المسألة المركزية الأساسية و هي تهديدنا وجوديا
بفعل الدولة اليهودية و المشاريع التي ذكرتها سابقا،ً العراق الذي خرج من الحرب مع إيران
بصفة منتصر ما لبث أن إنجر إلى إجتياح الكويت حيث تحول حلفاء الأمس إلى أعداء و جعلوا
أراضيهم نقاط عسكرية لأميركا و الحلفاء الذين دمروا العراق ثم أقاموا عليه كذبة السلاح المدمر
ليحتلوه و يمزقوه و يسرقوه و ليذبحوا أهله. عراق الديموقراطية الغربية الراقية الإنسانية ممزق
إلى طوائف و إثنيات. يعيش حربا داخلية بين م كوناته، عراق خلال الإحتلال و بعد عودته
منكوب مظلو م
في الخلاصة طوائف لبنان قوية و دولته ضعيف، المقاومة في لبنان تتعرض للهجوم من لبنانيين.
تراشق طائفيا و سياسيا.ً خاضت القوى في لبنان الحرب الأهلية بالدعم الخارجي و إلا من أين
لها الإستمرار؟ من مدها بالسلاح و المال؟ و من يؤمن لها إستمرارية دورها إلى اليوم؟ كيف
حصلت القوى الإسلامية على السلاح بالشام؟ كيف إستمرت كل هذه السنوات ماديا دون إنتاج؟
من حض و أمن الدور السياسي حتى الدولي لهؤلاء؟ من نقل المسلحين من كل الأقطار إلى
الشام؟ من أعطى للأكراد كل هذه القوة ليلعبوا دوراً أكبر منهم بأضعاف؟ و كذلك الأمر بالعراق.
كل هذه الحروب و كل هذه المأآسي و كل هذه الأزمات هي في مشروع واحد و حرب واحد ة
النقطة الرابعة في حلقة رابعة
عميد الإذاعة و الثقافة الأمين مأمون ملاعب

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram