أثارت محاولة التمرد غير الناجحة من قبل مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية حالة من القلق في أسواق المال والسلع خاصة أن روسيا تعتبر منتجا مهما لعدد من السلع الرئيسية على رأسها النفط والحبوب.
وتجنبت روسيا صداما بين القيادة في موسكو ، ويفغيني بريغوجن، رئيس فاغنر، يوم السبت، بعد انسحاب المجموعة المدججة بالسلاح من مدينة روستوف في جنوب البلاد بموجب اتفاق أوقف زحفها السريع نحو العاصمة.
لكن الأزمة أثارت تساؤلات بخصوص قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة ومخاوف بشأن الاضطراب المحتمل في إمدادات النفط والحبوب الروسية.
وشهدت أسعار النفط حالة من التذبذب عقب الأحداث التي شهدتها روسيا، وفتحت العقود الآجلة للنفط الخام على ارتفاع بنحو دولار واحد للبرميل، لكن الأسعار سرعان ما بدأت في التخلي عن المكاسب لتهبط بشكل طفيف إلى حوالي 73.76 دولار لبرميل النفط من خام برنت، وحوالي 69 دولارا لخام النفط الأميركي.
وقالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة فاندا إنسايتس لتحليل سوق النفط، في تقرير إن تراجع الأسعار عقب ارتفاعها في التعاملات المبكرة جاء "بعدما كشف تحليل لاحق أن الوضع في البلاد مستقر في الوقت الحالي ولا يشكل أي تهديد لإمدادات النفط والغاز".
وتعد روسيا منتجا رئيسيا ضمن تحالف "أوبك+" إلى جانب المملكة العربية السعودية، وأي اضطراب مطول في البلاد يمكن أن ينعكس على أسواق النفط العالمية.
القمح أيضا لم يكن بعيدا عن تداعيات التمرد المسلح في روسيا التي تعتبر أكبر دولة مصدرة له في العالم، حيث تأرجحت الأسعار بين مكاسب وخسائر، فيما يقيم المتعاملون تأثير هذه الاحداث على إمدادات القمح.
وتذبذبت أسعار العقود المستقبلية للقمح في بورصة شيكاغو التجارية ، وهبطت 1 بالمئة مسجلة 7.3925 دولار للبوشل ثم صعدت 3.2 بالمئة بما يدفعها لتحقيق مكاسب شهرية بنسبة 29 بالمئة، وهي النسبة الأكبر منذ عام 2015، والمدفوعة بشكل أساسي بالطقس الجاف في الولايات المتحدة، وتصاعد حدة القتال بين روسيا وأوكرانيا، الذي ألقى بظلاله على مخاوف بشأن إلغاء اتفاق يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود.
وصعدت أسعار الذهب كملاذ آمن مع تزايد حالة اليقين الجيوسياسي على خلفية محاولة التمرد العسكري في روسيا، إضافة إلى تراجع الدولار، وحذر المستثمرين من إشارات الركود.
وارتفع الذهب بنحو 0.6 بالمئة الاثنين بعدما أغلق منخفضا 1.9% الأسبوع الماضي، في ظل إشارات إلى استمرار التشديد النقدي من بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي.
وتراجع الروبل الروسي أمام الدولار لأدنى مستوياته منذ مارس 2022، مسجلا الاثنين أكبر تراجع له منذ بداية العام الجاري، وذلك وسط قلق بشأن الوضع الداخلي في روسيا عقب محاولة التمرد من جانب قوات "فاغنر".
وفقد الروبل الروسي 13 بالمئة من قيمته منذ بداية العام ليصل إلى حوالي 84.8 روبل أمام الدولار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :