بقلم وسيم سعادة
أن الأمة ألتي تقتصر صحافتها على شغل عقل الشعب بالمشاغب السياسية اليومية ليست بالأمة التي تريد أن تحتفظ بمكانها ومكانتها بين الأمم الحية .ج1ص409
لم نستطع حتى اللحظة الفصل بين المشاغب السياسية اليومية وبعث النهضة السورية القومية الاجتماعية . فراح بعضنا يتعامل معها على أنها أحداث مصيرية وبعضنا الآخر يتجاهلها ويتعامل معها كأنها لم تكن وليس لها مفاعيل إيجابية أوسلبية .وفي الحالتين كنا نقع في الغلط المحرّم .
فالذين تعاملوا معها على انها أحدات مفصلية ولم يحاولو معرفة أسباب حدوثها والغاية من ورائها والتعامل مع ـأسبابها ونتائجها بمقياس مصلحة النهضة والامة
وقعوا في فخ الاستهلاك السياسي ، وانخرطوا في الحياة السياسية ،وكأنهم جمعية من الجمعيات السياسية العادية ،حتى المخططات الكبيرة التي استهدفت وجودنا لم يتعاملوا معها من منظورنا القومي بل انخرطوا في المواجهة دون ان يتركوا لهم حيزا مستقلا يعبرون منه الى حركة الحزب الخاصة.
للأمانة فقد أصدروا البيانات وكتبوا مئات المقالات التي تعبر عن صحة عقيدتنا ومواقفنا القومية ، ولكن لم تكن حركة الحزب متناسبة مع البيانات والكتابات . مع هذا بقي سلوك القوميين الاجتماعيين مميزا وجاذبا .
أطلق الحزب فكرة مجتمع الحرب ، اطلق الحزب فكرة حرب الوجود وليست حرب الحدود ، اطلق الحزب فكرة حرب المجتمع على نفسه ، أطلق الحزب فكرة جبهة الرفض الشعبية ، أطلق الحزب فكرة المجتمع المدني ، فكرة السلم الأهلي ، فكرة حرب التحرير القومية .
للأسف أطلق الحزب كل هذه الافكار لكنه لم يسع ولو لمرة واحدة للعمل بموجب هذه الافكار .
لذلك وجب علينا طرح السؤال :
لماذا كتبوا بمفاهيم قومية اجتماعية ، وتعاملوا مع الاحداث على طريقة الجمعيات المحلية ،وانخرطوا في المشاريع الكيانية .
أين نحن اليوم ؟
يحق لنا طرح السؤال ، مع أن معظمنا يعرف أن الأجوبة المتعددة ستكون على عدد المسؤولين المركزيين .
تتعرض بلادنا اليوم لكل أنواع الاحداث ، فمنها المصيري ومنها المؤثر على واقعنا سياسيا واقتصايا ، ومنها ما يتعلق بقوت حياتنا اليومي .
لن استعرض ما نحن عليه ،وما المطلوب منا في المسائل القومية الكبيرة ولكن سأكتب في حذث هو بمثابة مشاغبة سياسية يومية خطيرة نتعاطى مع مظاهرها بخفة وتحليلات قاصرة ونعتمد مقياس اللبننة والواقع اللبناني .
الانتخابات الطالبية في الجامعات وآخرها كانت انتخابات الجامعة اليسوعية أظهرت تراجعا كبيرا للأحزاب وخاصة الاحزاب الوطنية والقومية ، وفوزا ملفتا لنادي العلمانيين .
الطبيعي هو أن يبادر الحزب السوري القومي الاجتماعي الى وضع النتائج على طاولة البحث ودراسة الاسباب التي أخرجتنا من العمل الطالبي .
وخاصة ان جماعة نادي العلمانيين في اليسوعية تحدثوا عن انتصارهم على الاحزاب بشكل عام وأحزاب السلطة بشكل خاص ووعدوا بأن حراكهم ليس طالبي فقط بل هو حراك سينتقل الى كل قطاعات المجتمع .
هم علمانيون ، وليسوا أحزابا علمانية
هم علمانيون ولا ينتمون الى أحزاب وطنية وقومية علمانية .
انهم يطرحون أنفسهم بديلا للأحزاب الوطنية والقومية
كيف قرأنا هذه المشاغبة السياسية اليومية ؟
للأسف لم نقرأها حين حصلت ولم نقرأها قبل ان تحصل ، وبقي الموقف منها كالموقف من حراك الشارع الذي كان من تأثيراته نتائج الانتخابات الطالبية ، في الجامعة الأميركية ، والجامعة الاميركية اللبنانية والجامعة اليسوعية .
كالعادة لا قيادات كبيرة ظاهرة
ولكن نحاول قبل ابداء الرأي ان نتحدث عن المحتفلين بالانتصار من غير الطلاب
بولا يعقوبيان وما أدراك بولا يعقوبيان
ديما صادق ومن لا يعرف ديما صادق
ولكن الملفت للنظر ان يتنطح مسؤول سوري قومي اجتماعي للحديث عن أن هؤلاء الشباب أعادوا له بعضا من الأمل بمستقبل خارج استبداد قوى الطوائف
ويريد ان يرفع عنهم الشبهة فيتحدث عن أنهم أصحاب موقف علماني راديكالي
ويضيف ان بينهم أعضاء في الاحزاب .
تبا لزمن الشحادة ،
تيا لزمن الوقاحة .
له الحق في الأمل والتحليل والدفاع وأسقاط ما يريد عليهم .
لأنه لا يعلم انه أذا كان يرى الحق والخير والجمال وبالتالي الامل في غير العقيدة السورية القومية الاجتماعية يصبح خارج الحزب السوري القومي الاجتماعي ومن يرى الحق والخير والجمال والامل في صفوف العلمانيين الراديكاليين ليترك الحزب ويلتحق بصفوفهم ، إلا إذا كان يعتبر العقيدة السورية القومية الاجتماعية عقيدة علمانية راديكالية ، ولأنه لا يوجد من يقرأ ولا من يحاسب فيقول الذي يقوله ويبقى ناطقا رسميا قوميا اجتماعيا .
أحسن لانه يتابع المشاغبات السياسية اليومية الخطيرة
أحسن لانه قال رأيه وليس رأي الحزب على قدر ما فهم من الحدث
أحسن لانه بادر
فهل يوجد من يبادر ويسأل ويناقش .
ان ما حصل اليوم وما حصل قبله وما سيحصل لاحقا مشاغبات سياسية يومية ،يجب على الحزب السوري القومي الاجتماعي ان يتعامل معها بكثير من الاهتمام ليس على أساس انها قضية بل على أساس انها ظاهرة خطيرة .
لا يمكن لأي قومي اجتماعي ان يكون مع أحزاب السلطة واحزاب المعارضة لأن أحزاب السلطة وأحزاب المعاضة من نفس المعجن ،ولا يمكن لأي قومي اجتماعي ان يكون مع اي ظاهرة تطل من اي زاوية من زوايا المجتمع . القومي الاجتماعي مع الحزب السوري القومي الاجتماعي وإذا كان الحزب في غطّة نوم يجب عليه ايقاظه .
فهل يستطيع القوميون الاجتماعيون إيقاظ حزبهم من نومه .
يقول سعادة :
أن الأمة ألتي تقتصر صحافتها على شغل عقل الشعب بالمشاغب السياسية اليومية ليست بالأمة التي تريد أن تحتفظ بمكانها ومكانتها بين الأمم الحية .ج1ص409
إذا كان إشغال عقل الشعب بالمشاغب السياسية اليومية يحرم الامة الحفاظ بمكانها وإمكانياتها . فماذا نقول بإشغال القوميين بالصراع على السلطة والمال في زمن الانفجارات الكبيرة .
كل عقيدة عظيمة تضع على أتباعها المهمة الأساسية الطبيعية الأولى التي هي : انتصار حقيقتها وتحقيق غايتها . كل ما دون ذلك باطل , وكل عقيدة يصيبها الاخفاق في هذه المهمة تزول ويتبدد أتباعها . ج7ص183
نسخ الرابط :