افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 31 ايار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاربعاء 31 ايار 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

الوكالة الدولية تفتح طريق العودة للاتفاق النووي… وتأكيدات دبلوماسية على تقدم التفاوض
عون يحضر اجتماع التكتل لدعم باسيل بالاتفاق مع القوات على “أزعور” بوجه فرنجية والثنائي
الجيش ينجح بتحرير المختطف السعودي… وسجال وزير العدل ورئيس الحكومة يؤجل مجلس الوزراء

 

تتزايد الإشارات التي تؤكد أن شيئاً كبيراً يحدث على مسار العودة إلى الاتفاق النووي بين دول الغرب وإيران، حيث أضيف عامل جديد، الى زوال ما عرف بالملفات الإقليمية من طريق التفاوض، عبر المصالحات التي تشهدها المنطقة والآخذة في الاتساع، مع مسار المصالحة المصرية الإيرانية بعد الاتفاق السعودي الإيراني وبدء حلحلة حرب اليمن والانفتاح الخليجي على سورية، والجديد هو مسار موازٍ في الملف النووي نفسه، حيث كانت دول الغرب بقيادة واشنطن تعلن أنها لن تعود للتفاوض قبل استعادة إيران لثقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول خلوّ برنامجها النووي من أي شكوك حول وجود جانب عسكري سري منه، ومعلوم أن شكوك الوكالة الدولية كان بفعل تقارير أميركية وإسرائيلية أصلاً، لكن وبصورة لا يمكن أن تكون بعيدة عن إيعاز أميركي أعلنت الوكالة الدولية عن تسلمها أجوبة إيرانية وصفتها بالإيجابية على الأسئلة التي وجهتها الوكالة حول شكوكها بالأبعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، ويحدث كل ذلك في ظل تقاطعات دبلوماسية إيرانية وغربية عديدة حول وجود تقدم نوعي نحو العودة الى الاتفاق أو نسخة موجزة منه، على خلفية الحاجة الأميركية للإعلان عن نجاحها بوقف خطر تحوّل إيران الى دولة تملك سلاحاً نووياً، مع تقدم إيران بقوة نحو ما تسميه واشنطن باللحظة الحرجة نووياً.
لبنانياً، دخل الاستحقاق الرئاسي مرحلة جديدة مع إعلان تكتل لبنان القوي رسمياً عن تبني خيار رئيس التكتل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالاتفاق مع القوات اللبنانية على تسمية وزير المال في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة جهاد أزعور مرشحاً منافساً للوزير السابق سليمان فرنجية المدعوم من ثنائي حركة أمل وحزب الله، وكان لافتاً حضور الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون للاجتماع داعماً لموقف باسيل في ظل ما أشيع عن اعتراضات داخل التكتل، مصدر بعضها المطالبة بدعم ترشيح النائب إبراهيم كنعان، وبعضها الآخر اشتراط تأييد أي مرشح لأن يكون ضمن توافق جامع وليس التوافق مع جبهة ضد جبهة. وهذا ما أشارت إليه النصوص الرمادية في البيان الذي صدر عن التكتل، سواء بتغييب اسم الوزير ازعور، الذي لم يخرج عنه ما يؤكد قبوله أن يكون مرشح مواجهة فرنجية، بينما تنسب إليه مواقف تقول إنه لا يقبل الترشيح الا كمرشح توافقي جامع، أو لجهة الإشارة الى اولوية السعي للتوافق الجامع، وجاء في البيان، “التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الانتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته أن انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد”.
أمنياً، نجح الجيش اللبناني بتحرير المختطف السعودي مشاري المطيري بعدما تعرفت مخابرات الجيش على هوية الخاطفين، وهم عصابة إجرامية متورطة بجرائم وسوابق وبحق أعضائها مذكرات بحث وتحرّ وتوقيف، وقالت بعض المصادر الأمنية إن رئيس العصابة هو المطلوب المعروف بلقب “أبو سلة”، وهو كما قال وزير الداخلية بسام مولوي، من آل جعفر الذين طارد الجيش بعض المطلوبين منهم خلال الأسابيع الماضية، في حي الشراونة في بعلبك.
حكومياً، تصاعد السجال بين وزير العدل هنري خوري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول تعيين محامي الدولة في قضية ملاحقة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة أمام القضاء الفرنسي لحفظ حقوق الدولة اللبنانية من أي أموال تتمّ مصادرتها، ما أدى إلى تأجيل جلسة مجلس الوزراء اليوم الى أجل غير محدّد، بعدما أعلن الوزير هنري خوري عدم حضور الجلسة.
ولا يزال الملف الرئاسي ينتظر معجزة خارجية غير مرئية أو استفاقة داخلية غير منظورة، لانتخاب رئيس جديد وإنهاء الفراغ الرئاسي الذي قد يطول أمده بحال استمرت المواقف والاصطفافات السياسية الحالية وأصرت المعارضة ومعها التيار الوطني الحر على السير بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.
وتكثفت الاجتماعات بين مختلف الكتل النيابية والقوى السياسية لا سيما بين أطراف المعارضة، وبينها وبين التيار، وعلمت “البناء” أن سلسلة اجتماعات تجري بين قوى التغيير والمستقلين منذ ثلاثة أيام حضورياً والكترونياً الى جانب الاتصالات الهاتفية الفردية وفتح الباب واسعاً للنقاش بالخيارات كافة. ووفق معلومات “البناء” عقد اجتماع أمس، في بيت الكتائب في الصيفي ضم ممثلين عن القوات وقوى المعارضة، كما عقد اجتماع آخر في مركز “حزب أحمر” الذي يترأسه وضاح الصادق، وجرى النقاش بعدة خيارات وربط السير بأزعور بإعلان التيار الوطني الحر رسمياً السير به.
وأشارت مصادر مطلعة على اللقاءات لـ”البناء” الى وجود خلاف داخل هذه القوى واتجاهات متعددة قد تعرقل حسم الأمور قريباً، وخلصت النقاشات الى أن ترشيح ازعور يحقق التوازن السلبي مع الطرف الآخر ويفتح الباب أمام اختراق في جدار الأزمة الرئاسية، وظهرت ثلاثة اتجاهات: فريق داعم لترشيح أزعور، وفريق الورقة البيضاء، وثالث يدعو للبحث عن مرشح ثالث يمكن تسويقه عند التيار والقوات ولا يمانع عليه الثنائي والحزب الاشتراكي مثل الوزير السابق زياد بارود وقائد الجيش العماد جوزيف عون.
على أن جزءاً من التغييريين والمستقلين وفق ما تكشف مصادر المستقلين لـ”البناء” يعتبرون أزعور جزءاً أساسياً من المنظومة السياسية ومن المنظرين للرؤية الاقتصادية للحريرية السياسية، ولا تبدي المصادر استغرابها لتبني القوات اللبنانية لأزعور وهو جزء من الطبقة السياسية رغم انها تدعو منذ 17 تشرين 2019 الى انتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة من خارج الاصطفافات السياسية القائمة. كما أبدت المصادر استغرابها حيال ترشيح التيار لأزعور وتناست أنها رفعت سيف “الإبراء المستحيل” بوجه الحريرية السياسية والرئيس فؤاد السنيورة!”.
وبعكس التوقعات لم يخرج تكتل لبنان القوي بموقف حاسم حيال إعلان ترشيح أزعور بسبب تعدد وجهات النظر داخل التكتل، بين رؤيتين: الاولى تدعم السير بأزعور كمرشح توافقي، والثاني رفض الأمر والاتفاق على مرشح من داخل التيار، ما أدى الى تأجيل إعلان القرار النهائي الى نضوج المشاورات. لكن مصدر مطلع في التيار نفى لـ”البناء” وجود خلاف داخل التكتل مؤكداً ان القرار يتخذ من قيادة التيار ورئيس التكتل جبران باسيل، رابطاً تأجيل القرار بنتيجة المشاورات مع قوى المعارضة التي لم تحسم قرارها بدورها.
اجتماع التكتل الذي عقد أمس، برئاسة باسيل وحضور الرئيس ميشال عون، ناقش وفق بيان التكتل “التفاصيل الخيارات والتوجهات السياسية المطروحة بالاستحقاق الرئاسي وأدلى النواب بآرائهم حيث تمّ في النهاية التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الانتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذّر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته ان انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد”.
وعلمت “البناء” أن التيار سيوفد ممثلاً عنه لحضور كل الاجتماعات التي ستعقدها قوى المعارضة وهي النائب ندى البستاني. كما علمت “البناء” أن الحوار على خط التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وصلت الى طريق مسدود بسبب أزمة الثقة بين الطرفين اللذين يطلبان ضمانات من بعضهما البعض.
وفي حين التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، تبلّغ قبل سفره الى الفاتيكان توجه المعارضة والقوات للاتفاق على أزعور كمرشح موحّد.
كما أفيد أن البطريرك الراعي استقبل سراً عشية سفره إلى الفاتيكان النائب جبران باسيل الذي وضعه في جوّ ما وصلت إليه المشاورات بين الكتل النيابية المسيحية بشأن الاستحقاق الرئاسي.
في المقابل عكست أجواء عين التينة لـ”البناء” عدم ارتياحها إزاء مناورة فريق المعارضة بترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، معتبرة أن “رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس كما يطالب الفريق الآخر لأنه يعتبر بأن هذا الترشيح غير جدّي ولن يصل الى أي مكان ولا تتوافر فيه فرص التوافق، بل هو مرشح يهدف الى استمرار الأزمة وإطالة أمد الفراغ وعرقلة انتخاب الرئيس وقطع الطريق على الوزير السابق سليمان فرنجية، وبالتالي هو مرشح تحدّ وتخريبي سيضرب الشراكة الوطنية والاستقرار الداخلي”.
ولفتت مصادر الثنائي لـ”البناء” تمسكها بفرنجية كمرشح توافقي لا مرشح تحدّ وليس كما تطرح المعارضة أزعور كمرشح تحدٍ من باب النكايات السياسية، متسائلة ما هو الجامع والقاسم المشترك بين هذه القوى لكي تتوحّد حول مرشح واحد؟ وما برنامجه الرئاسي؟ ولنفترض أنهم توحدوا حول أزعور فهل اتفقوا على برنامجه الرئاسي ورؤيته الاقتصادية للنهوض وإنقاذ لبنان؟ وهل اتفقوا على شخصية رئيس حكومة والحكومة المقبلة؟ لذلك فهم يحتاجون الى أشواط وجولات عدة لكي يتوصلوا الى مرشح توافقي جدي وليس مناورة للاستهلاك السياسي وإضاعة الوقت».
واتهمت المصادر فريق المعارضة والتيار بترشيح أزعور بتحقيق ثلاثة أهداف تقاطعت مصالح هذه القوى عليها: الأول قطع الطريق على فرنجية، ورغبة باسيل بتسويق الراعي لأزعور كبديل عن النائب إبراهيم كنعان، وثالثاً حرق بعض المرشحين لطرح مرشح جديد وهو قائد الجيش.
وشدّدت المصادر على أن “المعطيات الإقليمية لا زالت تصب في مصلحة ترشيح فرنجية والساحة الداخلية والملف الرئاسي ينتظران التحرك الفرنسي – السعودي وانعكاسات الاتفاق الإيراني – السعودي”.
وعلمت “البناء” أن الموقف السعودي سيتضح أكثر باتجاه دعم فرنجية في الأسابيع القليلة المقبلة، وهو تدرّج من الفيتو الى عدم الممانعة الى القبول والتأكيد على التعامل معه بحال انتخابه وترك الحرية للكتل النيابية للتصويت وحثها على تأمين نصاب الجلسة.
وعلمت “البناء” أن ضغوطاً أميركية – أوروبية – عربية تمارس على القوى السياسية اللبنانية للضغط باتجاه انعقاد جلسة ومشاركة الجميع لانتخاب رئيس وفق اللعبة الديمقراطية.
وأشار مصدر واسع الاطلاع لـ”البناء” الى أن هناك جموداً ديبلوماسياً باتجاه لبنان ولم يتواصل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري مع أي طرف سياسي، ولذلك تملئ القوى الداخلية الفراغ بانتظار جملة معطيات:
حراك سعودي مرتقب باتجاه لبنان انطلاقاً من الإيجابيات التي حملتها القمة العربية ولقاء الرئيس بشار الأسد والأمير محمد بن سلمان.
نتيجة زيارة البطريرك الراعي الى فرنسا وقدرته على إقناع الرئيس الفرنسي بالتراجع عن دعم ترشيح فرنجية ودعم مرشحين آخرين توافقيين نزولاً عند رغبة الأطراف المسيحية اللبنانية.
اللقاء الخماسي الذي سيعقد في قطر في الثامن من الشهر المقبل على أن يكلف موفداً لزيارة لبنان.
عودة الموفد القطري الى لبنان مطلع الشهر المقبل والقيام بحركة جديدة على المرجعيات والكتل النيابية.
على صعيد آخر، عقد المجلس الدستوري جلسة برئاسة القاضي طنوس مشلب، للبتّ في الطعون المقدمة في الانتخابات البلديّة والاختياريّة، فقرّر ردها. وقال مشلب: “الأسباب وجيهة وكرّسناها بعدم إبطال القانون والمصلحة العامة هي الأساس في قرارنا ونحن لا نحمي أحداً”. وأفيد أن “المجلس الدستوري رد الطعون بأكثرية 7 أصوات من أصل 10 والمعترضون هم ميراي نجم ورياض أبو غيدا وميشال طرزي”.
وعلمت “البناء” أن كتلاً نيابية عدة تحضر لإعلان موقف تصعيدي ضد قرار الدستوري وتحميله مسؤولية تداعيات القرار وضرب مبدأ الديموقراطية.
في غضون ذلك، وبعد 48 ساعة على اختطافة، أعلن قائد الجيش العماد جوزيف عون صباح أمس تحرير المخطوف السعودي مشاري المطيري بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية السورية، وتوقيف عدد من المتورطين.
وإذ تمّ إيقاف عدد من الضالعين، تستمر المداهمات في الشراونة وبعلبك لتوقيف الشبكة كلّها، علماً أن المخطوف بخير ولم يدفع أي فدية، وقد استقبله السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة.
واتهمت مصادر سياسية عبر “البناء” جوقة نيابية وحزبية بتوجيه اتهامات لحزب الله بقضية المخطوف، على الرغم من أن وزير الداخلية والأجهزة الأمنية كشفوا الحقيقة وحرروا المخطوف، وذلك بهدف النيل من الحزب وتشويه سمعة المقاومة لأهداف إسرائيلية، ومحاولة لإحياء الخلافات بين الحزب والسعودية. كما تم التداول بأخبار عن غضب خليجي من لبنان وتوجّه لمنع الزيارات السياحية الى لبنان، علماً ان دوافع الحادثة معروفة بهدف المال وتحصل في كل دول العالم، لكن بعض الجهات استغلتها لتحقيق غايات سياسية وتنفيذاً لأوامر خارجية والتأثير والتشويش على موسم السياحة الواعد في لبنان.
وأكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، في تصريح أننا “لم نتلق أي معلومة عن تعديل السلطات الإماراتية شروط منح تأشيرات للبنانيين».
وتوالت ردود الفعل المرحّبة بإنجاز الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية. في السياق، قال البخاري بعد استقباله وزير الداخلية بسام المولوي إن المواطن السعودي المحرّر بصحة جيدة ونشكر قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي. ولفت إلى أن “الجهود الأمنية المبذولة تؤكد حرص السلطات اللبنانية على تأمين أمن السياحة”.
بدوره، قال المولوي الذي زار قائد الجيش مهنئاً: “موضوع خطف المواطن السعودي كان مدار اهتمام حثيث والأجهزة الأمنيّة كافة قامت بدور كبير جدًّا لتحريره”. وأكد مولوي “للبنانيين والاخوة العرب أنّ القوى الأمنية والعسكرية متماسكة وتعمل بتنسيق تامّ وهذا ما أكّدتُه لقائد الجيش العماد عون عندما اتّصلتُ به أمس الإثنين”.
وأشار إلى أن “القضاء اللبناني المستقلّ سينظر بخطورة جريمة الخطف”، مشدداً على أنّ “الموضوع لا يؤثّر على العلاقة بين لبنان والسعودية فهي ثابتة ومكرّسة ولا أحد يُمكن أن يُهدّدها أو يهزّها”. وأضاف: “الجيش قام بعمليّات تفتيش وبحث في البقاع الشمالي وحتى الحدود وبتنسيق الأجهزة تمّ الوصول إلى النتيجة المرجوّة بتحرير المخطوف وجدية كلّ الأجهزة بمحاربتها للجريمة مستمرّة”.
وكشف مولوي أن “المتورط في اختطاف المواطن السعودي هو من آل جعفر وينشط في أنواع جرائم مختلفة”. ولفت الى أننا “كشفنا العديد من الشبكات التي تهرّب المخدرات إلى دول الخليج ونجحنا في مكافحة التهريب ومستمرون بذلك”.
وأكد السفير البخاري في تصاريح على مواقع التواصل الاجتماعي، أن “أمن المواطن السعودي أولوية قصوى وقيمة أصيلة لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها أو حتى التجادل حول أهميتها ومركزية قيمتها”.
وكان الرئيس بري نوّه في بيان، بالجهود التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية كافة لتحرير المواطن السعودي، داعياً السلطات الأمنية الى “مواصلة ملاحقاتها لإلقاء القبض على كل متورط”.
بدوره، جدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأكيد الإصرار على ضبط الوضع الامني وعدم السماح بحصول أي تهديد يطال أمن اللبنانيين والرعايا المتواجدين في لبنان. وقال: “إن عملية خطف أحد المواطنين السعوديين مدانة بكل المعايير. ونحن نهنئ الجيش على الجهد الكبير الذي بذله للإفراج عنه وتوقيف المتورطين في عملية الخطف”. أضاف: “نحن حريصون على عودة جميع الاخوة العرب الى لبنان ومنع اي تهديد يطالهم اضافة الى منع استخدام الاراضي اللبنانية منطلقاً لأي عمل يهدد امن الدول العربية وسلامتها”.

******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

باسيل يستعين بالجنرال في وجه «المتمردين»: أسعى مع المعارضة لتبني مرشحين لا واحد

 

أعطى حضور رئيس الجمهورية السابِق ميشال عون اجتماع تكتل «لبنان القوي» ثقلاً لهذا الحدث الأسبوعي. وهو كانَ، من دون شكّ، خطوة مدروسة لرئيس التكتل النائب جبران باسيل هدفت إلى ضبط النقاش، في ظل انقسام الآراء بينَ مؤيد للاتفاق مع قوى المعارضة في التوافق على اسم جهاد أزعور ومتحفظ ورافض، لكنها في الوقت نفسه ثبّتت وجود مخاض عسير داخل التكتل قد يصيبه في مقتل.

وقائع الجلسة أمس أكدت أن الاحتماء برمزية الجنرال عون وحدها لن يسعف باسيل، بل إن الخلافات تحتاج إلى إدارة حكيمة لاحتواء الشرذمة الحاصلة بالحد الأدنى. والدليل عدم خروج التكتل بقرار حاسم بشأن الملف الرئاسي وإبقاء النقاش مفتوحاً، بحسب البيان الذي أكد على «المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الانتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذر ذلك التوجه إلى تنافس ديموقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته أن انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد».
وعلمت «الأخبار»، أن باسيل عقد في اليوميْن الماضييْن جلسات مع عدد من نواب التيار المُعترضين على ترشيح أزعور، شرح فيها حيثيات الاتفاق المُزمَع عقده مع قوى المعارضة، مشيراً إلى أن هناك «انسجاماً في الموقف مع حزب الكتائب حول فكرة طرح اسمين للتشاور بهما مع القوى السياسية الأخرى، وعدم حصر الخيار باسم الوزير السابق جهاد أزعور، إلا أن القوات اللبنانية رفضت الطرح ولا يزال الكتائب والنائب غسان سكاف يسعيان إلى إقناع سمير جعجع بالفكرة».
أول وصوله إلى ميرنا الشالوحي، سأل الرئيس عون عن النائبين سيمون أبي رميا وآلان عون. اجتمعَ بالأول، بينما لم يكُن الثاني قد حضر بعد، إلى أن بدأت الجلسة التي توجه خلالها إلى النواب بأربع نقاط واضحة وحاسمة، بدأها عون بالقول إنه عمل خلال عملية التسلم والتسليم في رئاسة التيار على أن لا تكون هناك انقسامات وانشقاق، وأن أي خلاف في الرأي يجِب أن يحصل حوله نقاش داخلي لا في الإعلام ولا في جلسات عامة. ثم أشار إلى أن من يريد أن يترك التيار الوطني الحر فليتركه وحده، والتجربة أثبتت ما هو مصير الذين انفضوا عن التيار، مؤكداً احترامه الخيارات الخاصة لكن على «النواب أن يتذكروا بأنهم أتوا بأصوات التيار وعليهم أن يعملوا لمصلحة هذا التيار». ومن دون أن يدخل في تفاصيل الملف الرئاسي، أعطى موقفاً ضمنياً من ترشيح أحد أعضاء التيار قائلاً إن «النظام الداخلي للتيار يقول بأن من يريد الترشح للرئاسة عليه أن يكون رئيس التيار أولاً، وعليه بالتالي أن يرشح نفسه لرئاسة التيار».

بعدها، بدأت مداخلات أعضاء التكتل وكانت أطولها للنائب سليم عون الذي استغرب كيف يمكن تسويق أزعور لدى جمهور التيار، «خصوصاً أننا أكثر من خضنا معركة ضد نهجه في الوزارة»، فضلاً عن أن «للتيار حلفاء ساعدوه في الانتخابات النيابية وهناك عدد من نواب التيار وصلوا إلى النيابة بسبب هذا التحالف، ولا يمكن اليوم أن ندخل في مواجهة معهم ونذهب للتحالف مع قوى لطالما عملت ضد التيار الوطني الحر»، إلا أن الرئيس عون قاطعه بطريقة توحي بإنهاء المداخلة. وبينما لم يُسجل للنائبين سيمون أبي رميا وألان عون مداخلات حادة، اعتبر النائب عون أن «تسمية أزعور ستمنع التيار من لعب دور بيضة القبان الذي كنا نطمح له، وسنكون في موقع المواجهة مع من نعتبرهم حلفاء لنا»، بينما أكد النائب إبراهيم كنعان أنه «لم يرشّح نفسه للرئاسة، وهو سمع بترشيح البطريرك الراعي له وتفاجأ وزاره شاكراً»، مؤكداً «أنني لم أقد حملة ترشيحي ولم أتواصل مع النواب ولا مع السفارات ولم أقم بأي خطوة توحي بهذا الأمر». أما النائب أسعد درغام فأوضح المواقف التي أعلن عنها وتقاطع موقفه مع ما قاله النائب سليم عون. وبينما توزعت الآراء بينَ مؤيد لترشيح أزعور ومتحفظ أو معارض، تحدث باسيل عن «اتفاق حصل مع المعارضة على ترشيح أزعور وأن العمل جار على إعلان مشترك بين كل الأطراف»، موضحاً أنه «ليسَ بالضرورة أن يتخذ القرار اليوم داخل التيار»، بحسب مصادر قالت إن «الجلسة بحضور الجنرال كانت أقرب إلى المصارحة والبحث في كل الخيارات»، وأن باسيل كانَ حريصاً على حضور نواب الطاشناق والنائب محمد يحيى، للنقاش في كل المواقف».
هذه التطورات، تزامنت مع زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى الفاتيكان حيث أبلغ رئيس حكومة الفاتيكان بيترو بارولين أن القوى المسيحية ترفض رفضاً قاطعاً أن تقوم أي جهة بفرض أي مرشح رئاسي عليها، وذلك قبلَ وصوله إلى باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه لمدة ساعة. وجدد الأخير كلاماً جاء خلال استقباله الراعي للتأكيد على أن «أعمال فرنسا في لبنان تهدف فقط إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها، وحماية سكانها من خلال التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الجمود السياسي والمؤسساتي الحالي، والحفاظ على نموذج التعايش القائم».

*****************************

افتتاحية صحيفة النهار

 


“الحل الممكن” في لقاء الاليزيه… ماكرون: بقاء المسيحيين في قلب التوازن

مع ان السرعة الكبيرة التي طبعت نجاح مديرية المخابرات في الجيش في اطلاق المواطن السعودي المخطوف في اقاصي الهرمل وعمليات الدهم الواسعة التي رافقت تحريره سالما، شغلت المشهد الداخلي واشاعت ارتياحا واسعا لمرور قطوع شديد الخطورة بفضل الجهد الاحترافي السريع للجيش، قفزت تطورات الملف الرئاسي مجددا الى واجهة الأولويات الساخنة مع لقاء الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي عصر امس في تتويج للتحركات والتطورات الاستثنائية الأخيرة حيال الازمة الرئاسية. وبدا لافتا ان اللقاء عقد وسط كتمان شديد واكتفي بتوزيع الصور للاستقبال الرسمي الذي أقيم للبطريرك في باحة الاليزيه وصور المصافحة بين الرئيس ماكرون والبطريرك وأعضاء الوفد المرافق.


 

وعلمت “النهار” من مصادر سياسية معنية بمتابعة زيارة البطريرك الراعي لباريس ان اللقاء الذي دام ساعة وخمس دقائق بينه وبين الرئيس ماكرون اتسم بالصراحة حيث عرض الطرفان وجهة نظر كل منهما بالنسبة للشغور الرئاسي واتفقا على مواصلة المشاورات بينهما. فالرئيس الفرنسي شدد امام ضيفه على ان بلاده لا تدعم سليمان فرنجية او اي مرشح اخر بل انها تعتبره “الحل الممكن” بدلا من الفراغ الذي تتخوف منه وانه يعود الى الطبقة السياسية اختيار افضل المرشحين وتشكيل حكومة باسرع وقت ممكن.


 

ووضع ماكرون البطريرك الراعي في صورة تطورات اجتماعات باريس للمجموعة الخماسية والموقف الفرنسي والجهود المبذولة مع الاصدقاء الدوليين الذين تلاقوا على ان مصلحة لبنان تكمن في الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. وفي السياق علم ان اجتماعا للمجموعة الخماسية سيعقد في الرياض خلال الايام المقبلة لبحث اخر المستجدات بعد اللقاءات العديدة التي حصلت في باريس وواشنطن والرياض والفاتيكان نظرا للتنسيق التام بين فرنسا والفاتيكان بشان الاستحقاق الرئاسي.


 

وتوضح هذه المصادر ان باريس تعلم ان فرنجية هو احد المرشحين الموارنة الذين قدموا اوراق اعتمادهم الى “حزب الله” والوحيد الذي نجح بهذا الامتحان . وتلفت باريس الى ان فرنجية هو احد المرشحين المسجلين على لائحة البطريرك اي ان لا اعتراض مبدئيا على ترشيحه. لذلك اعتبرت باريس انه “الحل الممكن”. فباريس تخشى وتتخوف في ظل الوضع الاقليمي الحالي على مستقبل المسيحيين وهي على يقين ان “حزب الله” ليس على عجلة لسد الفراغ الرئاسي ويريد الذهاب الى الفراغ الذي سيؤدي الى مؤتمر تاسيسي يريد الحزب من خلاله تاكيد مكتسباته وهذا الواقع الجديد قد يؤدي الى خسارة المسيحيين العديد من مراكز الفئة الاولى والحساسة في الدولة.


 

وكشف مصدر فرنسي رفيع لـ”النهار” ان اللقاء كان جيدا وذكر الرئيس ماكرون بتعلقه بلبنان وبالروابط العميقة بين فرنسا ومسيحيي لبنان ودورهم في التوازن الطائفي والمؤسساتي في الدولة اللبنانية. وذكر ان فرنسا تسعى دائما الى حماية وحدة لبنان وسيادته والحد بالقدر الممكن من العواقب الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن التعطيل الحالي والازمة. وذكر بكل ما تقوم به فرنسا لدعم المدارس ومنها المسيحية. بالنسبة للموضوع الرئاسي كان هنالك توافق مشترك بين ماكرون والبطريرك على ضرورة الخروج من التعطيل وانتخاب رئيس بسرعة ما يتطلب حوارا بناء بين جميع الفرقاء يتيح التوصل الى هذا الانتخاب. ومن الاكيد في نظر الرئيس وضيفه ان للمسيحيين دورا في هذا الانتخاب كما باقي الفرقاء. وقد تطرقا الى النقاشات الدائرة حول المرشحين ومن بينهم اسم جهاد ازعور مع أسماء عديدة أخرى تم التطرق اليها. واكد المصدر ان موقف فرنسا هو ان مسوؤلية التوافق تقع على اللبنانيين وفرنسا لا تختار ولا تنتخب الرئيس. وقال المصدر ان على الأحزاب المسيحية اللبنانية ان تتوافق على مرشح مقبول من اغلبية النواب سواء ازعور او غيره فعلى الجميع في لبنان ان يعرفوا ان فرنسا لم ولن تقترح اسم مرشح.


 

اما البطريرك فعرض وجهة نظره بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية والمساعي التي قام وما زال يقوم بها من اجل التوصل الى مرشح يكون مقبولا من اكثرية اللاعبين على الساحة الداخلية والتي ادت الى ترشيح جهاد ازعور داعيا الرئيس ماكرون الى تامين غطاء دولي واقليمي لمرشح توافقي لا يستفز اي طرف ولا يشكل تحديا لاي طرف. وقدم وصفاته للخروج من الازمة السياسية التي يعاني منها لبنان واعادة الثقة الداخلية والخارجية وتنظيم المؤسسات الدستورية وحماية حياد لبنان.

 

ماكرون

وأفاد بيان صادر عن الاليزيه ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ذكر خلال استقباله البطريرك الراعي بعلاقات فرنسا العميقة مع مسيحيي لبنان ودورهم التاريخي في بناء لبنان وضرورة بقائهم في قلب التوازن الطائفي والمؤسسي للدولة اللبنانية من خلال المشاركة الفعالة والمسؤولة في العملية السياسية الحالية.وجدد الرئيس الفرنسي التأكيد أن أعمال فرنسا في لبنان تهدف فقط إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها، وحماية سكانها من خلال التخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن الجمود السياسي والمؤسساتي الحالي، والحفاظ على نموذج التعايش القائم. وشارك الرئيس الفرنسي والراعي مخاوفهما الجدية بشأن الأزمة التي يمر بها لبنان والشعب اللبناني، والتي تفاقمت الآن بسبب شلل المؤسسات، والتي أججها الشغور الرئاسي لأكثر من سبعة أشهر، كما اتفقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية دون تأخير. وأكد ماكرون أن الجمود السياسي والمؤسساتي الحالي يعيق تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتلبية تطلعات واحتياجات اللبنانيين التي ينتظرها المجتمع الدولي والتي بدونها لا يمكن أن يكون للبنان انتعاش واستقرار دائم. وعبّر عن دعمه لجهود البطريرك الراعي الجارية ودعا جميع القوى السياسية إلى بذل جهود مشتركة لكسر الجمود السياسي الحالي دون تأخير. وأشار ماكرون إلى التعبئة الفرنسية المستمرة على مدى السنوات الثلاث الماضية لصالح لبنان والشعب اللبناني، لحمايتهم بدعم مستمر لقوات الأمن اللبنانية، للحفاظ على نظامهم التعليمي، وخاصة الفرانكفونية، مع إيلاء اهتمام خاص للمدارس المسيحية، للسماح للفئات الأكثر ضعفاً بينهم بالاستمرار في الحصول على الخدمات الصحية الأساسية والمياه والغذاء، فضلاً عن الحفاظ على مساحات الحرية والحوار والثقافة والتراث.

 

وأخيراً، كرر التزامه بضمان تحقيق العدالة في أعقاب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.

 

“التيار” والمعارضة

في المقابل وعلى رغم ان اجتماع “تكتل لبنان القوي” الذي عقد امس لم يفض الى اعلان تبني ترشيح جهاد ازعور رسميا كما كان بعض الجهات يتوقع، فان الموقف الذي اعلنه متمسكا بالتوافق مع المعارضة ترك ارتياحا لدى قوى المعارضة التي قالت مصادرها لـ”النهار” ان موقف التكتل يأتي استكمالا للنهج المتفق عليه وان اجتماعا سيعقد اليوم للمعارضة سيحضره ممثل لـ”التيار الوطني الحر” .

 

وكان اجتماع “تكتل لبنان القوي” طال لساعات برئاسة النائب جبران باسيل وبحضور الرئيس ميشال عون واشار البيان الصادر عنه الى مناقشة الإستحقاق الرئاسي ” فَعُرِضَت بالتفاصيل الخيارات والتوجهات السياسية المطروحة وأدلى النواب بآرائهم حيث تم في النهاية التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الإنتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض وإذا تعذر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته ان انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد”.

 

تحرير السعودي… وتاشيرات الامارات!

اما عملية تحرير المواطن السعودي فطغت خلال ساعات النهار على الحدث الداخلي . فبعد 48 ساعة على اختطافة، اعلن قائد الجيش العماد جوزف عون صباحا تحرير المخطوف واذ تم ايقاف عدد من افراد شبكة الخطف ، نفذت عمليات دهم كثيفة في الشراونة وبعلبك لتوقيف الشبكة كلّها، فيما افيد ان الرأس المدبّر بات في سوريا، علما ان المخطوف اطلق بخير ولم يدفع اي فدية، وقد استقبله بعد الظهر السفير السعودي وليد بخاري في اليرزة. وعلم أن المطلوب موسى علي وجيه جعفر، من الدار الواسعة، هو رأس المجموعة التي خطفت المواطن السعودي مشاري المطيري الى بلدة القصر في الهرمل وفر جعفر الى سوريا في حين تعمل مجموعته على الأراضي اللبنانية.

ولكن ما ان تنفس اللبنانيون الصعداء عقب تحرير #المخطوف السعودي حتى برزت ملامح ازمة أخرى لا تقل حساسية واحراجا للبنان الرسمي وتمثلت في المعطيات التي تحدثت عن توقف دولة الامارات العربية المتحدة عن منح التأشيرات للبنانيين لاسباب امنية صرفة. وأشارت تقارير الى أسباب ودوافع امنية وتحركات تعتبر استهدافا لامن الامارات تقف وراء توقيف إعطاء التاشيرات .


 

لكن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أوضح لـ”النهار” أنّه لم يتلق أي معلومة رسمية عن تعديل السلطات الإماراتية شروط منح تأشيرات للبنانيي. وجاء توضيح بوحبيب بعد تقارير إعلامية عن تعذّر حصول لبنانيين على التأشيرة بشكل طبيعي.

كما ان سفير لبنان في الإمارات فؤاد شهاب دندن اكد لـ”النهار”: “لم نتبلغ قراراً حول ما أشيع عن حظر دخول اللبنانيين من أي جهة رسمية” .

 

رد الطعون

على خط قضائي آخر، عقد المجلس الدستوري جلسة برئاسة القاضي طنوس مشلب، للبتّ في الطعون المقدمة في الإنتخابات البلديّة والاختياريّة، فقرر ردها. وقال مشلب “الأسباب وجيهة وكرّسناها بعدم إبطال القانون والمصلحة العامة هي الأساس في قرارنا ونحن لا نحمي أحداً”. وافيد ان المجلس الدستوري رد الطعون بأكثرية 7 أصوات من أصل 10 والمعترضون هم ميراي نجم ورياض أبو غيدا وميشال طرزي.

 

 

***************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

قائد الجيش يُحرّر المخطوف السعودي و”حزب الله” يُعلن: الاستحقاق رهينة عندنا

البطريرك “يَمْشَح” في الإليزيه ترشيح فرنجية

 

ما قبل لقاء قصر الإليزيه أمس بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليس كما بعده. وبحسب معلومات “نداء الوطن” من باريس، فقد حدث تحوّل في الموقف الفرنسي من الاستحقاق الرئاسي، ما يعني أن المبادرة الفرنسية التي انطلقت في الأشهر الماضية، والتي كانت متبنّية لموقف فريق الممانعة المتحالف مع إيران لانتخاب مرشّحه سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، بدأت من لقاء ماكرون ـ الراعي، تسلك منحى منفتحاً على الإجماع المسيحي الذي يُنحّي ترشيح فرنجية سابقاً. وكأن البطريرك «مَشَحَ» ترشيح فرنجية الذي لم يعد له أمل في الحياة.

 

وتفيد معلومات العاصمة الفرنسية، بأن البطريرك الراعي خرج من اللقاء في الإليزيه “مرتاحاً لتفهّم الرئيس ماكرون للموقف المسيحي من الاستحقاق الرئاسي، انطلاقاً من لائحة سلّمها البطريرك للرئيس الفرنسي بأسماء المرشحين الذين يحظون بموافقة كل الأطياف المسيحية، وهي لائحة لا تضم اسم فرنجية”، كما نشرتها “نداء الوطن” في عددها أمس.


 

وفي لبنان، اعترفت مصادر “حزب الله” الإعلامية بأن رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل الذي اجتمع بالبطريرك عشية لقاء الإليزيه، أودع الراعي اسم الوزير السابق جهاد أزعور كمرشح يحظى بموافقة الأطراف المسيحية كافة كي ينقله البطريرك إلى ماكرون، وهذا ما حصل أمس.

 

وترافق لقاء الإليزيه مع اجتماعات ذات صلة، بينها اجتماع لتكتّل “الجمهورية القوية” أول من أمس، عبر تقنية “الزوم” عرض خلاله رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الخطوات المقبلة على صعيد الاستحقاق الرئاسي.

 

بدوره، عقد تكتّل “لبنان القوي” أمس إجتماعه الدوري برئاسة النائب باسيل في حضور الرئيس السابق ميشال عون. وتقول المعلومات أنّ الاجتماع اتّسم بالمصارحة حيث أدلى العديد من المشاركين برأيهم إزاء الاستحقاق الرئاسي فيما كانت للعماد عون مداخلة وجدانية. وتضيف أنّ باسيل أعلن صراحة أنّه أبلغ القوى المعارِضة أنه في حال حصل التقاطع حول اسم الوزير السابق جهاد أزعور فسيكون “تكتّل لبنان القوي” من الفريق الداعم له. وقد تمّ الاتفاق على أن لا يحصل أي اعلان رسمي بتبنّي أزعور، وأن يبقى باب النقاش بين نواب “التكتل” مفتوحاً. غير أنّ البيان الذي صدر في نهاية الاجتماع أشار إلى “التأكيد على المسار المتّفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية”.

 

كذلك عُقد لقاء بين مكوّنات المعارضة لم يصدر عنه بيان، وجرى خلاله التركيز على ترتيب إخراج المواقف المتتالية من الاستحقاق عن هذه المكونات وموعد صدورها إضافة إلى بعض الأمور المتعلّقة بالتنسيق مع “التيار”.

 

وفي تطورات أمس البارزة، الإنجاز الذي حقّقه الجيش اللبناني بتحرير المواطن السعودي المخطوف مشاري المطيري في “عملية نوعية”، كما وصفها بيان الجيش عند الحدود اللبنانية ـ السورية، بعد يومين من خطفه في بيروت.

 

وقد زفّ قائد الجيش العماد جوزاف عون بنفسه النبأ خلال افتتاح “مؤتمر أمن الحدود والمنشآت الحيوية”، وكانت له كلمة شدّد فيها على أهمية “ضمان جو أمني مستقر” في لبنان.

 

في المقابل، ثابر “حزب الله” في تصعيد الموقف السلبي من الاستحقاق الرئاسي، بعدما برز الإجماع المسيحي الرافض لخيار “الحزب” الرئاسي. وأمس، اعتبر رئيس المجلس التنفيذي في “الحزب” هاشم صفي الدين أن “بهذه العقليات السياسية البائسة والبائدة وهذه العصبيات المذهبية والتاريخية لا يتوقع أحد أن تكون هناك حلول سريعة لا في موضوع الرئاسة ولا الاقتصاد”.

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

سقوط مشروع مواجهة ترشيح فرنجية.. والإستحقاق الرئاسي ينتظر صدمة

فيما اجتاز لبنان قطوعاً خطيراً كاد يهدّد علاقته بالمملكة العربية السعودية ويعيدها إلى دائرة التعقيد، بتمكّن الجيش والقوى الأمنية سريعاً من الإفراج عن المخطوف السعودي، كانت الأنظار مشدودة إلى لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قصر الاليزيه، في الوقت الذي لم يتمكن “التيار الوطني الحر” وأطراف المعارضة، من إعلان الاتفاق على تبنّي ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور او غيره، لمنافسة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، الذي يدعم الثنائي الشيعي وحلفاؤه وكتل نيابية أخرى ترشيحه، والذي صبّت حصيلة النهار في مصلحته، حسب المتتبعين لمسار الاستحقاق الرئاسي.

تمخّض يوم أمس فلم يلد شيئاً، ولم يتحقق ما سوّق البعض له، واعتبر انّه سيغيّر المشهد الرئاسي رأساً على عقب، بحيث يتمّ إسقاط ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية بالضربة القاضية، عبر تعريته مسيحياً وخلق مرشح مواجه له من شأنه أن يدفع الأمر في النهاية إلى الاتيان برئيس جديد برعاية دولية واسمه قائد الجيش العماد جوزف عون.

وقالت مصادر مطلعة على الاتصالات لـ”الجمهورية”، إنّ ما حصل في الأمس يجب التوقف عنده ملياً، لأنّه يختصر سقوط مشروع مواجهة ترشيح فرنجية، وبالتالي انفراد رئيس تيار “المردة” بصدارة المرشحين. وقد تجلّى هذا السقوط بحصول الامور الآتية:

اولاً- عجز رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عن إثبات نفسه في الأمس، بأنّه صاحب اليد العليا في التيار، فإذا به يصطحب عمّه الرئيس ميشال عون إلى اجتماع تكتل “لبنان القوي” مستقوياً به، من أجل فرض خطته التي تتجلّى بالتقاطع مع بقية الأفرقاء على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، فإذا بالبيان الصادر عن التكتل بعد اجتماع طويل نسبياً، جاء خالياً من ترشيح علني صريح لأزعور، ما يفسّر تغلّب وجهة نظر النواب الخمسة (الياس بوصعب، الان عون، ابراهيم كنعان، سيمون ابي رميا، اسعد درغام) التي تقول، إنّ التفريط بالتحالف مع “حزب الله” وفتح أفق العلاقة مع “القوات اللبنانية” هو خطر في حدّ ذاته، إذ انّ النتيجة ستكون خسارة حليف قوي وعدم القدرة على مجاراة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مسيحياً، حيث انّ التاريخ شاهد على ذلك.

وقد سبق لباسيل أن حسب خط الرجعة في حديثه امس الاول إلى جريدة “القبس” الكويتية، حيث كان لافتاً عدم ذكره لأزعور، وقوله انّ تقاطعاً على الاسماء حصل مع المعارضة، وانّ الاتفاق لم يشمل بعد طريقة الانتخاب والبرنامج، علماً انّ الاصول تقتضي وضع العربة خلف الحصان وليس العكس، اي من غير المعقول الاتفاق على الاسماء قبل الاتفاق على البرنامج.

ثانياً- عجزت المعارضة المتمثلة بصورة رئيسية بـ “القوات اللبنانية” و”حزب الكتائب” عن استدراج باسيل وأخذ موافقته على ترشيح ازعور، قبل دخول البطريرك الراعي إلى قصر الاليزيه، على الرغم من التنازل الكبير الذي قدّمته أمام جمهورها وقيادييها، وكان أن اتفقوا جميعاً على أن ينضمّ النائب جورج عطالله ممثلاً “التيار الوطني الحر” إلى اجتماع المعارضة عند الخامسة عصر أمس، ولكن هذا الامر لم يحصل.

ثالثاً- لم يصدر أي موقف عن لقاء الاليزيه بين الرئيس الفرنسي والبطريرك الماروني.

وفي هذا السياق، قالت مصادر رافضة فكرة التقاطع مع باسيل، انّها ترجح ان يكون ماكرون قد أقنع البطريرك الراعي بصوابية خيار فرنسا، ومن المستبعد ان يكون الراعي قد استطاع إيقاف المبادرة الفرنسية، إذ انّ الامور على المستويين الاقليمي والدولي قد قُضيت باعتماد خيار دعم فرنجية لرئاسة الجمهورية، عملاً بضرورة إحداث توازنات في الداخل اللبناني، وانّ ذلك جاء نتيجة المحادثات التي جرت على هامش قمّة جدة.

رابعاً- لم يتبين على الإطلاق انّ ازعور قد وافق على مبدأ طرحه مرشحاً للمعارضة، لأنّ مصادر مطلعة على موقفه تؤكّد انّه سبق أن حاول استكشاف موقف الثنائي الشيعي، ولمس رفضاً منه لترشيحه، وبالتالي هو يرفض اليوم ترشيحه في مواجهة فرنجية، وهما من ابناء منطقة واحدة، على اعتبار انّ ما يُراد من ترشيحه ليس إيصاله، وإنما محاولة إسقاط ترشيح فرنجية.

خامساًـ انّ محاولات المعارضة التوحّد حول ترشيح ازعور بصبغة مسيحية، جاءت مستفزة للبيئة السنّية، نظراً إلى الحساسية المفرطة تجاه باسيل، كون ازعور هو مرشح باسيل الاول، وبالتالي، ارتكبت هذه الأحزاب المسيحية خطأ فادحاً في اعتبارها هذا الاستحقاق استحقاقاً مسيحياً بالدرجة الاولى، في زمن التسويات الاقليمية التي جمعت السنّة والشيعة في معادلة تصفير المشكلات.

وتوقعت المصادر، ان يعود البطريرك الراعي إلى المربّع الاول بعد زيارته لفرنسا وسماعه توجيهات الرئيس الفرنسي، من أنّ على المسيحيين ان يكونوا جزءاً من الحلول في المنطقة، لا ان يخرجوا عنها لأي سبب من الاسباب. وهذا ما اكّد عليه الفاتيكان قبل اسبوع لباسيل، عندما دعاه إلى عدم الاختلاف مع “حزب الله”.

ولاحظت المصادر، انّ بيان تكتل “لبنان القوي” وفي قراءة متأنية له وخصوصاً في مقدمته، يطرح الشيء ونقيضه، بحيث اكّد التوافق مع المعارضة ليذهب بعدها ويرفض رئيس تحدٍ، وأن يحوز على اكبر قدر من التوافق، وأن يتمّ الاعلان عنه بعد اكتمال المشاورات حول البرنامج وطريقة الانتخاب. فهذا الامر إن دلّ على شي فهو يدلّ على مدى التخبّط في القرار ومدى الإحباط الذي لاقته قوى المعارضة جراء ذلك.

وكان تكتل “لبنان القوي” اعلن خلال اجتماعه الدوري برئاسة باسيل وفي حضور عون، انّه “عرض بالتفاصيل الخيارات والتوجّهات السياسية المطروحة في الإستحقاق الرئاسي، وأدلى النواب بآرائهم، حيث تمّ في النهاية التأكيد على المسار المُتفق عليه سابقاً، والذي يقوده رئيس التكتل، لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الانتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذّر ذلك التوجّه إلى تنافس ديموقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل اقتناعه بأنّ انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّبان توافقاً وليس تحدّياً من أحد ضدّ أحد”.

 

القوة الضاربة

إلى ذلك قالت مصادر سياسية مواكبة للحراك الرئاسي لـ”الجمهورية”، انّ منتصف حزيران لم يعد سقفاً زمنياً لحدّ فاصل ما بين ضبابية المشهد الرئاسي ووضوح الخيارات، إذ يدخل فراغ كرسي بعبدا شهره الثامن، من دون مؤشرات إلى انّ التاسع سيشهد الولادة.

واكّدت هذه المصادر، انّه يتعذّر حتى الآن على الفريقين تأمين 65 صوتاً لمرشح كل منهما ضمن خانة الأصوات الصلبة، اما الرمادي منها فلا يمكن الاتكال عليه، لأنّ المواقف لا تزال متردّدة او غير ثابتة. وعليه، فإنّ موعد الجلسة لا يزال يضرب على رمال متحركة، طالما لن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري اليها الّا عندما يرى جدوى منها، وهذا ما اعلنه على لسانه.

وقالت هذه المصادر: “لقد انتظرنا موقف تكتل “لبنان القوي” في اجتماعه اليوم(امس) خصوصاً انّه استعان بالقوة الضاربة (الجنرال عون)، لكن تمخّض النقاش فولّد تقاطعاً على مرشح مع “القوات” و”الكتائب” وبعض التغييرين هو جهاد ازعور، من دون ان يرقى إلى اعلانه مرشحاً رسمياً، والسبب بحسب المعلومات، انّ رئيس التكتل جبران باسيل حرص على الامساك بالعصا من النصف، فأعلن اللاءات الثلاث: لا لفرنجية، لا لاعلان ترشيح ازعور، ولا للورقة البيضاء، ولن يفرض ازعور كمرشح مواجهة. اما إذا دعا الرئيس بري إلى جلسة فسيصوّت التكتل لازعور انسجاماً مع خيار المعارضة الذي تقاطع على ازعور”. وختمت المصادر: “لا تغرنكم الحركة في ملف الانتخابات الرئاسية، ونحن تقريباً وصلنا مجدداً إلى lmpass في انتظار صدمة من مكان ما”.

 

ماكرون والراعي

وكان ماكرون استقبل البطريرك الراعي بعد ظهر امس في قصر الإليزيه في باريس. وقالت مصادر اعلامية انّهما أعربا خلال اللقاء عن قلقهما العميق من الأزمة التي يمرّ فيها لبنان والتي تفاقمت بسبب شلل المؤسّسات الذي أججه الشغور الرئاسي لأكثر من 7 أشهر، واتفقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بلا تأخير. واكّدت انّ الرئيس الفرنسي عبّر للبطريرك عن دعمه للجهود المتواصلة التي يبذلها، ودعا إلى تضافر جهود كافة القوى السياسية لإنهاء المأزق السياسي في لبنان بلا تأخير.

المخطوف السعودي

في غضون ذلك، تجاوز لبنان، بإطلاق المخطوف السعودي مشاري المطيري، قطوعاً كاد يعيد العلاقة اللبنانية ـ السعودية إلى دائرة التأزّم، إذ اعلن الجيش اللبناني عن تحرير المطيري الذي اختُطف مساء الأحد الماضي، وذلك بعد عملية وصفها بالنوعية عند الحدود اللبنانية ـ السورية، واعتقال عدد من المتورطين في اختطافه.

وقال قائد الجيش العماد جوزيف عون في مؤتمر صحافي، إنّ “المخابرات اللبنانية تمكنت بعد عملية نوعية من تحرير المخطوف السعودي وأوقفت عدداً من المتورطين في عملية الخطف”.

وفي سياق متصل، نوّه رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في بيان، بالجهود التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية كافة لتحرير المواطن السعودي، داعياً السلطات الأمنية إلى “مواصلة ملاحقاتها لإلقاء القبض على كلّ متورط”.

وجدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، “تأكيد الإصرار على ضبط الوضع الأمني وعدم السماح بحصول أيّ تهديد يطال أمن اللبنانيين والرعايا الموجودين في لبنان”.

وقال إنّ “عملية خطف أحد المواطنين السعوديين مدانة بكلّ المعايير، ونحن نهنّئ الجيش على الجهد الكبير الذي بذله للإفراج عنه وتوقيف المتورّطين في عملية الخطف”. وأضاف: “نحن حرصاء على عودة جميع الأخوة العرب إلى لبنان ومنع أيّ تهديد يطالهم، بالإضافة إلى منع استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لأيّ عمل يهدّد أمن الدول العربية وسلامتها”.

وكان التقى الوزير مولوي السفير السعودي وليد البخاري، حيث أكّد أنّ “موضوع خطف المواطن السعودي كان مدار اهتمام حثيث، والأجهزة الأمنيّة كافة قامت بدور كبير جداً لتحريره”، كاشفاً أنّ “الجيش قام بعمليّات تفتيش وبحث في البقاع الشمالي وحتى الحدود، وبالتنسيق ما بين الأجهزة تمّ الوصول إلى النتيجة المرجوّة بتحرير المخطوف”، مؤكّداً أنّ “جدّية كلّ الأجهزة بمحاربتها للجريمة، مستمرّة”.

بدوره، شكر البخاري كلّ الأجهزة اللبنانية على تحرير المخطوف، ولفت إلى أنّ “الساعات الـ48 مرّت علينا بصعوبة”. وغرّد عبر “تويتر” قائلاً: “أمنُ المواطنِ السعوديِّ أولَوِيَةٌ قُصوَى وَقيمةٌ أصيلةٌ لا يمكنُ التنازلُ عنها أو المُساوَمةُ عليها أو حتى التجادلُ حولَ أهميّتُها ومركزيّةُ قيمتِها..”.

 

إبطال الطعون البلدية

وقبل يوم واحد على نهاية ولاية المجالس البلدية والاختيارية، أصدر المجلس الدستوري، في آخر جلسة له برئاسة القاضي طنوس مشلب وحضور جميع الاعضاء، خُصّصت للبت النهائي في الطعون الثلاثة المقدّمة امامه طلباً للطعن بقانون الإنتخابات البلديّة والاختيارية ووقف مفاعيله، فقرّر ردّها جميعها بعدما ضمّها في طعن واحد وخصّص لها مقرراً واحداً طالما انّ هدفها واحد.

وقال رئيس المجلس القاضي مشلب: “انّ الأسباب التي دفعت المجلس الى هذا القرار وجيهة، وكرّسناها بعدم إبطال القانون. والمصلحة العامة هي الأساس في قرارنا ونحن لا نحمي أحداً”.

وقال أحد أعضاء المجلس بعد الاجتماع، انّ “المجلس الدستوري ردّ الطعون بأكثرية 7 أصوات من أصل 10 هم أعضاء المجلس، والمعترضون ثلاثة وهم ميراي نجم ورياض أبو غيدا وميشال طرزي.

 

قراءة دستورية

وفي الوقت الذي قالت مصادر دستورية لـ “الجمهورية”، انّ تأجيل البت بالطعون إلى يوم امس ما قبل الاخير من ولاية المجالس البلدية والاختيارية كان مسهّلاً لاتخاذ القرار الذي اتُخذ، على عكس اقتناع اكثرية أعضاء المجلس الدستوري الذين وفّروا الظرف المناسب، في اعتبار انّ جميع المجالس ستصبح شاغرة ابتداءً من غد الأول من حزيران، وهو ما ينعكس على حياة اللبنانيين اليومية ومطالبهم الحيوية المرتبطة بإخراج قيد او طلب شهادة ولادة أو وثيقة وفاة أو طلباً لجواز سفر، عدا عن المعاملات التي ستفتقد وتغيب بمجرد غياب المختار، فيما البلديات يمكنها ان تعمل، فجهازها الإداري والقانوني قائم ومستمر في القيام بمهماته وموجود.

وفي اول تعليق لها، غرّدت مُعِدّة الطعن الذي تقدّم به نواب “الكتائب” وبعض النواب المستقلّين والتغييريين رئيسة جهاز التشريع والسياسات العامة في حزب “الكتائب” المحامية لارا سعادة عبر حسابها على “تويتر” كاتبة: “المجلس الدستوري شدّد في قراره على صوابية كل مبدأ ومخالفة دستورية ذكرناها في الطعن، لكن على الرغم من كل ذلك قرّر السير بالتمديد للمجالس البلدية والاختيارية”.

 

النشرة الحمراء الألمانية

وفي أولى الخطوات التي تترجم المراحل اللاحقة للإدعاء الألماني على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ابلغ السفير الالماني اندرياس كيندل أمس الى وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، صدور النشرة الحمراء عن القضاء الالماني والانتربول الدولي في حقّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورفاقه. ثم تناول البحث مسألة تمثيل لبنان أمام القضاء الألماني في هذه القضية وطريقة التعاطي معها، في انتظار ان يتبلّغ الجانب الألماني الجواب اللبناني، وما يمكن اتخاذه من قرارات تشكّل رداً على الخطوة الصادرة عن الانتربول والقضاء الألماني، وما يمكن ان تكون هناك من فوارق بما يتصل بالتعاطي مع القرار القضائي الفرنسي حتى اليوم.

 

********************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

«التقاطع المسيحي» على أزعور ينتظر التقاطع الفاتيكاني – الفرنسي مع عودة الراعي

الأمن يكسب جولة ثقة عربية: تحرير المواطن السعودي.. وجماعة باسيل لملاحقة ميقاتي

 

سجّل الأمن في لبنان بتحرير المواطن السعودي مشاري المطيري خطوة عززت الثقة بجهوزية القوى العسكرية والامنية لمنع التمادي بالإساءات لعلاقات البلدان العربية ومع الدول الصديقة، او التلويح بالتلاعب بخلق بؤر فوضى، ينفذ منها العابثون او الساعون الى العبث بالاستقرار الوطني في لبنان، وكسب جولة من الثقة العربية بالاستقرار والأمن في البلد.

وسارع سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الى توجيه الشكر لقيادة الجيش وقوى الامن وشعبة المعلومات، مثمناً تعاون جميع القوى وعلى رأسهم وزير الداخلية وقائد الجيش، واصفاً الجهود بالجبارة، وادت الى تحرير المواطن المخطوف في اقل من 48 ساعة.

ومع هذه الخطوة الامنية المؤسسة لدعم الاستقرار، برزت خطوة دستورية من شأنها الحؤول دون وقوع الفراغ في الادارات المحلية، عبر تثبيت قانون التمديد للبلديات والمجالس الاختيارية، بعد جلسة شهدت تصويتاً، اذ أيد 7 من اصل 10 قضاة قرار عدم ابطال القانون، لتفادي الوقوع في الفراغ، وذلك قبل يوم واحد من موعد انتهاء التمديد السابق للبلديات.

اما في المقلب الرئاسي والحكومي فبدا الوضع على تخبطه، وانتقاله من ترقب الى تعصُّب او صدام، غير محسوب العواقب او النتائج، كما هو الحال، في توجه التيار الوطني الحر لحرق آخر المراكب مع الرئيس نجيب ميقاتي عبر درس ما وصفه تكتل «لبنان القوي» ببيانه درس الخيارات المتاحة لملاحقة رئيس حكومة تصريف الاعمال ومقاضاته بموجب المادة 301 من قانون العقوبات بتهمة ارتكابه جرائم دستورية.

وسارع نائب طرابلس احمد الخير للرد على مضمون ما صدر عن التكتمل العوني لجهة ملاحقة ميقاتي، مطالباً بمحاكمة من اخذ البلد رهينة مصالحه.

وقالت اوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جولة البطريرك الراعي والتي تناقش في مضمونها الاستحقاق الرئاسي، قد تحرك المياه الراكدة في هذا الملف بالتوازي مع ما قد يعلن قريبا بشأن التفاهم المرتقب بين المعارضة والتيار الوطني الحر. ورأت أن البطريرك الراعي لم يتحدث عن تأييد مرشح بل أنه يركز على إتمام هذا الإستحقاق بسرعة على انه شرح بالتفصيل الواقع الراهن.

وأفادت هذه الأوساط أن صورة المواجهة الإنتخابية بين المرشحين الوزير السابق جهاد ازعور والنائب السابق سليمان فرنجية لم تتضح بعد، وهناك اتصالات تتم لمعرفة استعدادهما لمواصلة المشاركة في السباق الرئاسي لاسيما أن لا غلبة لأحد في أي جلسة انتخاب،وسألت ما إذا كان هناك من خطط بديلة لجميع القوى السياسية في حال فشل مرشحهما من تأمين نصاب الإنتخاب.

وفي اجتماع المعارضة، ذكرت المصادر القريبة من الاجتماع، انه تم نقاش مواقف الكتل من ترشيح ازعور، والخطوات الممكن اعتمادها لتثبيت التقاطع على اسمه، الامر الذي يعني ان تقاطعاً حصل، وليس تبنٍ او اعلان رسمي لترشيح وزير المال السابق.

واذا كان التقاطع المسيحي، لا سيما بين الكتلتين الكبيرتين: «القوات» و«التيار الوطني الحر» على ازعور اقترب من التحقق، فإن الانظار اتجهت الى ما يمكن ان طبخه البطريرك الراعي في كل من الفاتيكان والاليزيه، ليكتمل المشهد او يتعرض لخلخلة من جديد.

ووصفت مصادر سياسية البيان الصادر عن تكتل لبنان القوي، بالرمادي والملتبس باعتباره لم يحسم أمره نهائيا من موضوع تسمية المرشح الرئاسي المتفق عليه مبدئيا مع المعارضة، بالرغم من اشارته الى الاتفاق معها في بداية البيان، واعتبرت ان التكتل تجنب استفزاز حزب الله، وابقى الباب مفتوحا من خلال اشارته الواضحة الى انه ينتظر برامج المرشح المحتمل، وتأمين أوسع تأييد نيابي لاختياره، من خلال الاقناع وليس الفرض.

وقالت ان مضمون البيان ومراميه، يصب في خانة استدراج العروض مع حزب الله، للتفاهم المشترك على اسم المرشح، وليس خوض معركة لانتخاب الرئيس كما تسعى المعارضة من خلال تسميتها لمرشحها الرئاسي، الامر الذي يضعف موقفها في مواجهة حزب الله في المعركة الدائرة لانتخاب رئيس الجمهورية، ويبقي حظوظ مرشح الثنائي الشيعي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تتقدم على مرشح المعارضة.

رئاسياً، انتهى اجتماع التكتل الى قرار «بتقاطع» مع قوى المعارضة حول ترشيح الوزير الاسبق ازعور، فيماعقد اجتماع لنواب من قوى المعارضة والمستقلين والتغييريين لدرس الاعلان عن ترشيح ازعور، بينما كان الحدث الاساسي الثاني امسس في باريس بلقاء البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. فيما الوضع الحكومي يتراجع من سيىء الى اسوأ نتيجة الخلافات والانقسامت حول قضايا كبيرة وصغيرة، آخرها الخلاف بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير العدل هنري خوري حول تكليف محامين في فرنسا لمتابعة حقوق لبنان، الخلاف الذي انتهى بعدسجال الى تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة اليوم.

فقد عقدت كتلة لبنان القوي اجتماعا عند الثالثة والنصف من بعد ظهر امس حضره الرئيس ميشال عون، وحسب معلومات «اللواء»، فقد جرى نقاش مطول عارض خلاله عدد من نواب التكتل ترشيح ازعور،لكن انتهى النقاش بإلتزامهم قرار التكتل لمنع اي انقسام او اختلاف، وكان الموقف نتيجة النقاش تقاطع مع قوى المعارضة على اسم جهاد ازعور بما قد يفتح الباب امام تقاطع قوى اخرى على اسمه، لكن من دون التبني او اعلان الترشيح الرسمي له، ومن دون استخدام عبارت مستفزة او كي لا يظهر تبنيه او ترشيحه رسميا على انه في مواجهة مع مرشح القوى الاخرى».

وحسب المعلومات ظهر توجه لضرورة التوافق مع المعارضة على اسم ازعور «حتى لومش عا زوق جميع اعضاء التكتل». علما ان رأي بعض نواب التكتل كان انه من الصعب وصول ازعور الى رئاسة الجمهورية من دون توافق اشمل واوسع بين القوى السياسية.

وعلمت «اللواء» ان رئيس حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان ونائب عكار محمد يحيى حضرا الاجتماع ايضاً، لكن المعلومات افادت انهما غير ملزمين بقرار التيار وقد يتخذا موقفا مغايرا بعد درس المعطيات.

ومساء صدر بيان عن التكتل جاء فيه: فُرِضَت بالتفاصيل الخيارات والتوجهات السياسية المطروحة، وأدلى النواب بآرائهم حيث تم في النهاية التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً والذي يقوده رئيس التكتل، لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الإنتخاب، وتأمين أوسع تأييد نيابي له على قاعدة التوافق وليس الفرض، وإذا تعذر ذلك التوجه الى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته ان انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد.

كما عُقد اجتماع عصرا لنواب المعارضة، حضره نواب «القوات والكتائب وميشال معوض عن «تجدد»، ونواب التغيير مارك ضو ووضاح الصادق وميشال دويهي، لدرس تسمية جهاد ازعور رسميا مرشحاً لرئاسة الجمهورية.

الراعي وماكرون

التقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي امس، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه، بعد زيارة الى الفاتيكان، حيث نقل الى العاصمتين مسار ملف الانتخابات الرئاسية، وأُقيم له استقبال رسمي في الباحة الخارجية للقصر.

دام الاجتماع ساعة وخمس دقائق، وحسب المعلومات «تم الاتفاق على عدم تسريب أي معلومات وإحاطة اللقاء بتكتّم شديد على أن تتواصل المشاورات بين البطريرك وماكرون».

وذكرت بعض المعلومات، ان البطريرك الراعي استقبل سراً عشية سفره إلى الفاتيكان النائب جبران باسيل الذي وضعه في جوّ ما وصلت إليه المشاورات بين الكتل النيابية المسيحية بشأن الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي فإن البطريرك، ذهب إلى الفاتيكان وبعدها باريس مزوداً بموقف مسيحي موحّد حول الاستحقاق الرئاسي.

تأجيل جلسة الحكومة

على الصعيد الحكومي، استبق وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم والخصصة لملف تعيين محامين ممثلين للدولة اللبنانية في الدعوى القضائية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في فرنسا، قائلا في مؤتمر صحافي امس:وقعنا العقود وهي لا تزال سارية المفعول وانا متمسك بها ولن أتراجع عنها.

واضاف: تلقيت اتصالًا من الأمين العام لمجلس الوزراء وطلب مني ايجاد حل سريع لتعيين المحامين، وأبلغته ان المخرج هو بالكتاب والمستندات التي أرسلتها الى مجلس الوزراء وكتاب المدير العام في ما خص استدراج عروض اضافية.

وقال خوري: هناك تشويه متعمد للسير الذاتية للمحامين والهدف تأخير متابعة الملفات المعروضة امام المحاكم الفرنسية. وقرار مجلس الوزراء بأن المعلومات غير كافية عن المحامين الفرنسيين غير صحيح.. فنحن أرفقنا السير الذاتية ولا يوجد أي محامي يهودي.

وأكد ان المحامي ايمانوييل داوود ليس يهوديا انما كاثوليكي من أب جزائري وأم فرنسية، لافتا الى ان «هناك تشويها متعمدا للسير الذاتية للمحامين والهدف تأخير متابعة الملفات المعروضة امام المحاكم الفرنسية.

وتابع: أنّ أي غياب للدولة اللبنانية من شأنه تحميلها المسؤولية، ونحن قمنا بالجهد اللازم لصحة تمثيل الدولة اللبنانية حفاظًا على حقوقها في قضية سلامة.

ورد المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي على خوري بالقول: لا بد من تذكير معالي الوزير، بما نص عليه المرسوم رقم 2252 الصادر في 1-8-1992 والمتعلق بتنظيم اعمال مجلس الوزراء، لا سيما المادة 9 من النظام الداخلي لجهة صلاحية رئيس الحكومة» في استدعاء مَنْ تقضي الضرورة الاستماع اليهم في الجلسة.

وتابع: إن دولة الرئيس، وازاء اعلان معالي وزير العدل عدم حضوره الجلسة المقررة غدا (الاربعاء)، يعلن ارجاء الجلسة الى وقت لاحق، داعيا معاليه الى اعادة النظر بموقفه، لأن الطرح الاعلامي ليس بديلا عن الكلمة الفصل في مجلس الوزراء.

وختم: وفي السياق ذاته يؤكد دولته بأن موقف معالي الوزير بتعطيل سير العمل ضمن المؤسسات الدستورية، من شأنه أن يحمّله شخصياً المسؤولية الدستورية والقانونية والأخلاقية عن أي ضرر قد يطال مصلحة الدولة العليا،والوقت لا يزال متاحا لاتخاذ القرار المناسب بعيدا عن السجالات غير المجدية.


تحرير السعودي

على صعيد تحرير المواطن السعودي، أعلن قائد الجيش جوزاف عون، تحريره وتوقيف خاطفيه.

وتمكنت قوة من مخابرات الجيش من تحرير المواطن السعودي، حيث بات في عهدة مكتبها في الهرمل، كما تم توقيف عدد من المطلوبين.

وفي تفاصيل العملية، أشارت المعلومات عن قيام الجيش بعملية مداهمة واسعة في حي الشراونة في بعلبك بحثا عن مطلوبين وفي محاولة للعثور عن الرجل السعودي الذي تم اختطافه في لبنان. وللغاية نفسها قامت عناصر من استخبارات الجيش بتنفيذ عدد من المداهمات في شتورا. وتمكن الجيش من توقيف 12 شخصا حتى الساعة.

وبفضل عملية نوعية، تمكّن الجيش اللبناني من تحرير المخطوف من قبضة خاطفيه الين تردد انهم من آل جعفر بعدما أجرى سلسلة مداهمات وضغط بشكل مباشر على الخاطفين، ما أدى إلى تحريره في منطقة قرب الحدود اللبنانية- السورية بعدما كان الخاطفون يزمعون إدخاله الى الداخل السوري، وبات المخطوف في عهدة مكتب مخابرات الجيش في الهرمل.

وأشارت المعلومات الى ان عمليّة الخطف تمّت عبر سيّارتين مسروقتين تقلّان 7 أشخاص تعرّف الجيش على أربعةٍ منهم وداهم منازلهم، وان ثلاثة من الخاطفين السبعة كانوا يرتدون بزّات عسكريّة وهم غير عسكريّين، وان المجموعة التي خطفت المواطن السعودي يترأسها تاجر المخدرات المعروف بـ«أبو سلة» وهي مؤلفة من 7 أشخاص.

وتوجه السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، بالشكر الى قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات، وثمّن تعاون جميع القوى وعلى رأسهم وزير الداخلية بسام مولوي وقائد الجيش جوزاف عون.

ونوه رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان، «بالجهود التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية كافة لتحرير المواطن السعودي، داعياً السلطات الأمنية الى مواصلة ملاحقاتها لإلقاء القبض على كل متورّط».

وجدد الرئيس ميقاتي تأكيد الاصرار على ضبط الوضع الامني وعدم السماح بحصول اي تهديد يطال امن اللبنانيين والرعايا المتواجدين في لبنان.

وقال: ان عملية خطف احد المواطنين السعوديين مدانة بكل المعايير ونحن نهنئ الجيش على الجهد الكبير الذي بذله للافراج عنه وتوقيف المتورطين في عملية الخطف.

أضاف: نحن حريصون على عودة جميع الاخوة العرب الى لبنان ومنع اي تهديد يطالهم اضافة الى منع استخدام الاراضي اللبنانية منطلقا لاي عمل يهدد امن الدول العربية وسلامتها.

وزار وزير الداخلية سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري، وقال بعد اللقاء: أن موضوع خطف المواطن السعودي كان مدار اهتمام حثيث والأجهزة الأمنيّة كافة قامت بدور كبير جدًّا لتحريره.

وأشار إلى أن القضاء اللبناني المستقلّ سينظر بخطورة جريمة الخطف، مشددا على أنّ الموضوع لا يؤثّر على العلاقة بين لبنان والسعودية فهي ثابتة ومكرّسة ولا أحد يُمكن أن يُهدّدها أو يهزّها.

 

**********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

المسؤولون اللبنانيون يؤكدون: خطف المواطن السعودي لن يؤثر على علاقات البلدين

البخاري يلفت إلى حرص السلطات اللبنانية على أمن السياحة

بيروت: كارولين عاكوم

 

تمكن الجيش اللبناني بعد مرور ساعات على الإعلان عن اختطاف المواطن السعودي مشاري المطيري من تحريره، وإلقاء القبض على معظم الفاعلين، وهو ما لاقى ردود فعل مثنية على الجهود التي بُذلت من قِبل الأجهزة الأمنية والعسكرية في لبنان، وكان تأكيداً على أن هذه الحادثة لن تؤثر على العلاقات بين البلدين.

 

وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى القبض على معظم الذين شاركوا في عملية الخطف، نافية المعلومات التي أشارت إلى أن أحد أكبر تجار المخدرات المعروف بـ«أبو سلة» (منذر زعيتر) خلف العملية، لكنها أكدت أن من قاموا بها هم من أخطر عصابات السرقة والخطف وتجارة المخدرات في لبنان.

 

ومن جهته، أوضح مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أن القضية ستتحول إلى القضاء العسكري لأسباب عدة، أهمها أن الخاطفين انتحلوا صفة أمنية عبر ارتداء ملابس عسكرية واستخدامهم سيارة مموّهة بالشعارات العسكرية، ووصفهم بالخطرين والمحترفين في عمليات السرقة والسطو المسلح ومن كبار تجار المخدرات.

 

وأعلن الجيش اللبناني أن دورية من مديرية المخابرات حررت المواطن السعودي «بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية السورية»، بعد ساعات على الإعلان عن اختطافه في بيروت من قِبل مجهولين طالبوا بفدية 400 ألف دولار، وذلك بعدما كانت قد أعلنت السفارة السعودية في بيروت، أنها تلقت بلاغاً من ذوي المواطن الذي فُقد الاتصال به فجر الأحد، وتتواصل مع السلطات اللبنانية على أعلى المستويات لكشف ملابسات اختفائه.

 

وبعد تحرير المطيري، واصل الجيش عمليات الدهم في حي الشراونة في بعلبك، لمنازل مطلوبين على علاقة بخطفه، إضافة إلى معمل كبتاغون عائد لهم، وفق ما أعلن على حسابه على «تويتر»، مشيراً إلى أن بعضهم أطلق النار باتجاه مركز عسكري ومنزل عائد لأحد العسكريين، ما أسفر عن اشتباك بينهم وبين الجيش من دون وقوع إصابات.

 

 

وبعد الإفراج عن المواطن السعودي، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن بلاده حريصة على منع أي تهديد يطول العرب فيها، ومنع استخدام أراضيها منطلقاً لأي عمل يهدد أمن الدول العربية، وقال: «إن عملية خطف أحد المواطنين السعوديين مدانة بكل المعايير، ونحن نهنئ الجيش على الجهد الكبير الذي بذله للإفراج عنه، وتوقيف المتورطين في عملية الخطف»، مبدياً حرصه «على عودة جميع الإخوة العرب إلى لبنان، ومنع أي تهديد يطولهم إضافة إلى منع استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لأي عمل يهدد أمن الدول العربية وسلامتها.

 

وبدوره، نوه رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان، بالجهود التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني وكافة القوى الأمنية اللبنانية لتحرير المواطن السعودي، داعياً السلطات الأمنية إلى «مواصلة ملاحقاتها لإلقاء القبض على كل متورط».

 

والتقى وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي السفير السعودي وليد البخاري، الذي أثنى على الجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية والعسكرية لتحرير المواطن السعودي مشاري المطيري، الذي توجه إلى السفارة بعد تحريره، فيما أكد مولوي على مواجهة كل من «يحاول تعكير علاقتنا مع الإخوة العرب»، معلناً أن القضاء اللبناني سينظر بخطورة في جريمة الخطف.

 

وشدد مولوي على أن «واقعة اختطاف المواطن السعودي لم تؤثر على العلاقات مع السعودية فهي ثابتة ومكرّسة، ولا أحد يُمكن أن يُهدّدها أو يهزّها»، مشيراً إلى أنه جرى توقيف تسعة أشخاص، وأن «القضاء اللبناني المستقلّ سينظر بخطورة جريمة الخطف».

 

وأكد: «سنواجه أي شخص يحاول تعكير علاقتنا مع الإخوة العرب، ونعلم أن جميع الأشقاء مهتمون بضمان الأمن، وسيطرة لبنان على كافة مرافقه وحدوده، لا سيما البرية، ونشكرهم لدعمهم الدائم للبنان».

 

وأوضح أن «الجيش قام بعمليّات تفتيش وبحث في البقاع الشمالي وحتى الحدود، وبتنسيق الأجهزة جرى الوصول إلى النتيجة المرجوّة بتحرير المخطوف»، مشيراً إلى أن «القضاء اللبناني المستقلّ سينظر بخطورة جريمة الخطف».

 

ومن جهته، أثنى السفير السعودي على الجهود التي بذلتها القوى الأمنية والعسكرية لإنجاز عمليّة تحرير المخطوف السعودي بسرعة، وهي تؤكد حرص السلطات اللبنانية على تأمين أمن السياحة.

 

وفيما لفت إلى أن المطيري أجرى فحوصات طبية وهو بصحة جيدة، قال: «مرّت علينا أصعب 48 ساعة قبل تحريره والتواصل كان مستمراً مع كلّ الأجهزة الأمنية والسلطات السعودية التي تولي اهتماماً بالغاً بكلّ مواطن سعودي في المملكة وخارجها».

 

ولاقى تحرير السعودي خلال ساعات قليلة مواقف مرحبة من قبل مختلف الكتل النيابية والفرقاء اللبنانيين.

 

وقد صدر عن مفوضية الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي»، بيان أشاد «بالجهود التي بذلها الجيش اللبناني لتحرير المواطن السعودي من الخطف»، مشدداً «على رفض كل محاولات ضرب الاستقرار والإساءة إلى علاقات لبنان مع المملكة العربية السعودية، وداعياً إلى استكمال توقيف كل المتورطين وإحالتهم إلى القضاء».

 

وكتب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل عبر «تويتر»: «تحية للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية على هذا الأداء المحترف. نطالب بإنزال أشد العقوبات بحق المتورطين ومن يقف خلفهم لمنع تكرار الحادثة، وقطع الطريق على أي نيّة لجر البلد إلى أي انفلات أمني من أي نوع كان على أبواب الموسم السياحي». وأضاف: «كل الثقة بالمؤسسات العسكرية التي تبقى وحدها درع الأمان والعين الساهرة على سلامة اللبنانيين والزائرين على كامل الأراضي اللبنانية».

 

 

كما كتب النائب طوني فرنجية عبر «تويتر»: «خطف المواطن السعودي ضرب للبنان أولاً، لأمنه واقتصاده ولموسم السياحة، لذلك ندعو إلى اتخاذ أقصى التدابير الممكنة في حق من قام بهذا العمل الأرعن لاستعادة هيبة الدولة، ووضع حدّ لعصابات الخطف والسرقة والمخدرات، والحفاظ على العلاقة مع الأشقاء العرب، خصوصاً المملكة العربية السعودية».

 

وبدوره، قال النائب فيصل كرامي عبر حسابه على «تويتر»: «تحية إلى الجيش اللبناني ومخابرات الجيش على تحركهم السريع والناجح وتحريرهم المواطن السعودي المخطوفـ ووأدهم الفتنة في مهدها. كنا ننتظر من الحكومة أن تتصدى للفتنة، وأن تدعو لعقد جلسة لمجلس الأمن المركزي، وتتابع هذه القضية الحساسة بسرعة، لكن لا حياة لمن تنادي».

 

 

****************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

لقاء مفصلي بين الراعي وماكرون تحت عنوان «لا يُـمكن التغاضي عن رأي بكركي»

 توافق باسيل والمعارضة يتأرجح بوجود مُعترضين… وسجال ميقاتي ــ خوري أرجأ جلسة الحكومة

«الدستوري» ردّ طعون التمديد للبلديّات… والجيش حرّر السعودي المخطوف – صونيا رزق

 

في الوقت الذي تتشابك فيه الرهانات الرئاسية بين الفريقين المتنازعين على هوية المرشح الذي سيصل الى قصر بعبدا، يتشبث فريق الممانعة بمرشحه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فيما يبقى فريق المعارضة حاملاً «نقزة» من تبدّل موقف رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في الساعات الاخيرة، والضرب بعرض الحائط ما توصل اليه مع المعارضة، حول التوافق على اسم الوزير السابق جهاد أزعور.

 

وفي وقت اشارت فيه المعلومات الى إمكان تبنيّ تكتل «لبنان القوي» الذي عقد اجتماعه عصر امس، في حضور رئيس الجمهورية السابق ميشال عون دعم أزعور رسمياً، لكن هذا الاعلان الرسمي لم يظهر الى العلن في اجتماع الامس، لانّ محاولات باسيل لم تقنع المعترضين ضمن التكتل على أزعور، مما ينبئ بإمكان ان يفشل التقارب مع المعارضة، في ظل اسئلة تطلقها حول ما الذي ينتظره «التيار» لإعلان ذلك، ما دام انتهت المفاوضات بنتيجة ايجابية؟

 

وعلى خط الحزب «التقدمي الاشتراكي» الذي تتخوف المعارضة من موقفه المتأرجح، تفيد المعلومات بأنّ الحزب يرفض الاصطفاف، لانّ المطلوب الحد الادنى من الاجماع على أزعور كيلا تتكرّر تجرية ميشال معوض، لانّ داعميه لا يستطيعون تأمين النصاب له، وبالتالي فنواب الفريق الممانع سينسحبون من الدورة الثانية، في حال تم تأمين الـ 65 صوتاً له.

الملف الرئاسي في جَعبة البطريرك

 

وسط هذه الرهانات المتبادلة، انتقل الملف الرئاسي بقوة الى البطريرك الماروني بشارة الراعي، حاملاً إياه الى الفاتيكان قبل يومين من سفره الى باريس، حيث التقى رئيس حكومة الفاتيكان بيترو بارولين، وأبلغه بأنّ الاطراف المسيحية ترفض أن تفرض اي جهة مرشحاً رئاسياً عليها.

 

الى ذلك، استشعر الراعي وفق المعلومات قلقاً فاتيكانياً على لبنان، بسبب الفراغ الرئاسي وعدم اتفاق الاطراف اللبنانية على اسم الرئيس حتى اليوم، فأتى الرد بدعوة الكرسي الرسولي الى ضرورة تلاقي هؤلاء، للتوافق على رئيس قادر على إخراج لبنان من أزماته.

مصادر بكركي لـ «الديار»: الراعي طلب مساعدة فرنسا في قضية النازحين

 

وفي باريس زار البطريرك الراعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه، حيث اقيم له استقبال رسمي في الباحة الخارجية للقصر، وجرى بحث في الاستحقاق الرئاسي بكل شؤونه وشجونه على مدى ساعة من الوقت، من دون ان يحمل أسماءً مرشحة، بل صفات مطلوبة في شخصية الرئيس المرتقب، وفق ما اشارت اليه مصادر بكركي لـ «الديار» التي نفت ما قيل عن ان الراعي حمل ثلاثة أسماء من ضمنها أزعور والنائب نعمة فرام، واشارت المصادر الى ان الاجتماع لم يخلُ من بعض العتب على استفراد باريس بطرحها الرئاسي، من دون أستشارة الصرح البطريركي. واكدت المصادر أنّ بكركي تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وتدعو الى ضرورة التقيّد بالدستور في انتخاب الرئيس، اي ضمن الاطر القانونية والديموقراطية.

 

كما لم يغب ملف النازحين السوريين عن اللقاء، تضيف المصادر، لانّ الراعي طلب مساعدة فرنسا لحله.

 

في وقت اشار فيه وزير سابق الى انّ دمشق لم تعط بعد اي جواب رسمي، بخصوص استقبالها للوفد الوزاري اللبناني، الذي ينوي زيارة العاصمة السورية، ولقاء كبار المسؤولين هناك، لبحث ومعالجة ملف النازحين في لبنان. ولفت الى انه سمع كلاماً، عن انّ الحلول تكون فعالة اكثر بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

 

الى ذلك، اشار مصدر مطلع ومتابع للموقف الفرنسي لـ «الديار»، الى ان باريس لا تملك أصول اللعبة السياسية، بل تعتمد لعبة المصالح الاقتصادية – النفطية عبر شركة «توتال»، معتبراً انّ لبنان يحتلّ الحيز الأضعف في اللقاء الخماسي ، وفرنسا تريد مساعدة لبنان في ملف النازحين السوريين ضمن العودة الآمنة، فيما الفاتيكان يدعم البطريرك الراعي في مسعاه، كما يدعم الوجود المسيحي في المنطقة.

جلسة رئاسية بعد في جَعبة بري

 

وبالتزامن مع ما يردّد يومياً، عن دعوة مرتقبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، لانتخاب رئيس للجمهورية في منتصف شهر حزيران المقبل، نقلت مصادر كتلة التنمية والتحرير لـ «الديار» أن لا شيء حُدّد لغاية اليوم في هذا الاطار، فلا جلسة رئاسية قريباً، خصوصاً انّ بري يرفض الدعوة الى جلسة تشبه سابقاتها، اي لا تؤدي الى انتخاب الرئيس، في انتظار الاتفاق على اسم المرشح، وهو الوحيد المخوّل والقادر على الإسراع في إطلاق الدعوة الى تلك الجلسة.

سجال ميقاتي – خوري

 

وعلى الخط الوزاري، أرجأ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الجلسة الحكومية التي كانت مقرّرة اليوم الى وقت لاحق، داعياً وزير العدل هنري خوري الى اعادة النظر بموقفه الرافض حضور الجلسة. ورأى ميقاتي في بيان «أن لا أحد أحرص منه على مصلحة لبنان العليا، والحفاظ على حقوقه لا سيما في القضية المثارة أمام المحاكم الفرنسية، واي مزايدات في هذا الاطار لن تنفع في التغطية، على مخالفة الاصول في مقاربة هذا الملف، ووجوب اتخاذ الرأي النهائي في مجلس الوزراء».

 

وعلى الفور ردّ خوري على ميقاتي في بيان ايضاً قائلاً: «ما يهم وزير العدل الاعلان عن السبب الحقيقي لإرجاء الجلسة، بعد تلقيه اتصالاً من رئيس الحكومة أبلغه فيه بأنه قرّر تأجيلها لدراسة السيَر الذاتية للمحاميين الدوليين إمانويل داوود وباسكال بوڤيه، التي ارسلها الوزير الى رئاسة الحكومة، وبأنّ ‏جميع ما تم سرده في المؤتمر موثّق بالمستندات والسيَر الذاتية للمحاميين المذكورين»، مؤكداً التمسّك بموقفه، «وهو لم ولن يقبل عدم تمثيل الدولة اللبنانية في المحاكمات خارج لبنان، وليتحمّل مَن يخطط لالغائها عواقب فعلته».

المجلس الدستوري ردّ طعون التمديد للبلديات

 

قضائياً، ردّ المجلس الدستوري طعون التمديد للبلديات، وأعلن رئيسه القاضي طنوس مشلب «أنّ الأسباب وجيهة وكرّسناها بعدم إبطال القانون، والمصلحة العامة هي الأساس في قرارنا، ونحن لا نحمي أحداً».

 

وفي السياق، اعتبرت مصادر النواب مقدميّ الطعون، أنّ المجلس الدستوري سقط في الامتحان، وشكّل مفاجآة للجميع في قراره ، لانّ الطعون المقدّمة لا شكّ فيها على الاطلاق، واصفة القرار بالمسيّس.

تحرير السعودي المخطوف

 

هذا، وشكلت عملية خطف المواطن السعودي مشاري المطيري في وسط بيروت، بحسب ما عادت المصادر السياسية واوضحت، محطة سلبية على ابواب الصيف الواعد وموسم قدوم المغتربين والسياح والخليجيين، لكن الاجهزة الامنية كانت في المرصاد ونجحت في مهامها كالعادة، بعد تحريره وكشف خيوط هذه العملية.

 

وفي هذا الاطار، اشار بيان للجيش الى تحرير السعودي المخطوف بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية – السورية، كما تم توقيف عدد من المتورطين من تجار المخدرات في عملية الخطف، بالتعاون مع مخابرات الجيش وقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات، التي كشفت أنّ عملية الخطف تمّت عبر سيارتين مسروقتين تقلّان 7 أشخاص، تعرّف الجيش الى أربعةٍ منهم وداهم منازلهم، اما الثلاثة الآخرون فقد كانوا يرتدون بزّات عسكرية وهم ليسوا عسكريين، ولاحقاً بات المطيري في عهدة مكتب مخابرات الجيش في الهرمل.

 

 

*******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

قائد الجيش يعلن تحرير المخطوف السعودي  

 

بخلاف العجز الرسمي السياسي عن انتخاب رئيس جمهورية للشروع في مسيرة الانقاذ الوطني ووضع حد للتدهور الجنوني، اثبتت المؤسسة العسكرية قدرة فائقة في مجال الامساك بالامن في البلاد ومنع المتربصين بها شراً من تنفيذ مخططاتهم الجهنمية، فتمكنت مديرية المخابرات في الجيش خلال ساعات من تحرير المخطوف السعودي مشاري المطيري بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية السورية، وتوقيف عدد من المتورطين. ولئن كان اللبنانيون يسألون عن مخطوفين لبنانيين كثر لم يظهر لهم اثر منذ خطفهم قبل سنوات وليس  جوزيف صادر آخرهم، الا ان السؤال لا يحجب اهمية انجاز الجيش تحرير مواطن خليجي في مرحلة بالغة الاهمية للبنان الذي يسعى لاعادة رعايا دول الخليج اليه على ابواب موسم سياحي واعد يعوّل عليه اللبنانيون لرفد الاقتصاد بجرعة اوكسيجين يحتاجها بقوة.

 

وعلى امل ان تنسحب الانجازات الامنية على عالم السياسة اللبنانية، شهد الملف الرئاسي امس تطورا نوعيا لجهة توحد قوى المعارضة والتيار الوطني الحر خلف مرشح واحد هو الوزير السابق جهاد أزعور. موقف تبلّغه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل سفره الى الفاتيكان امس الاول، فجاءت محطاته في العاصمتين مدعّمة بجرعة توافق مسيحي على مرشح رئاسي، لا بدّ ان تفعل فعلها اثر العودة، لجهة انصياع الثنائي الشيعي للقرار المسيحي العريض وفك اسر الرئاسة.

 

تحرير المخطوف

 

تصدرت عملية تحرير المواطن السعودي الحدث الداخلي اليوم. فبعد 48 ساعة على اختطافة، اعلن قائد الجيش العماد جوزيف عون صباحا تحرير المخطوف. واذ تم ايقاف عدد من الضالعين، تستمر المداهمات في الشراونة وبعلبك لتوقيف الشبكة كلّها، فيما افيد ان الرأس المدبّر بات في سوريا، على ان تتدبّر امره السلطات هناك بالتنسيق مع السعودية، علما ان المخطوف بخير ولم يدفع اي فدية، وقد استقبله بعد الظهر السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة.

 

البخاري يشكر

 

على الاثر توالت ردود الفعل المرحبة بانجاز الجيش اللبناني والاجهزة الامنية. في السياق، قال البخاري بعد استقباله وزير الداخلية بسام المولوي ان المواطن السعودي المحرر بصحة جيدة ونشكر قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي. ولفت الى ان «الجهود الأمنية المبذولة تؤكد حرص السلطات اللبنانية على تأمين أمن السياحة».

 

العلاقات لن تتأثر

 

بدوره، قال المولوي الذي زار قائد الجيش صباحا مهنئا: موضوع خطف المواطن السعودي كان مدار اهتمام حثيث والأجهزة الأمنيّة كافة قامت بدور كبير جدًّا لتحريره. وأكد مولوي «للبنانيين والاخوة العرب أنّ القوى الأمنية والعسكرية متماسكة وتعمل بتنسيق تامّ وهذا ما أكّدتُه لقائد الجيش العماد عون عندما اتّصلتُ به أمس الإثنين». وأشار إلى أن «القضاء اللبناني المستقلّ سينظر بخطورة جريمة الخطف»، مشددا على  أنّ «الموضوع لا يؤثّر على العلاقة بين لبنان والسعودية فهي ثابتة ومكرّسة ولا أحد يُمكن أن يُهدّدها أو يهزّها». وأضاف: «الجيش قام بعمليّات تفتيش وبحث في البقاع الشمالي وحتى الحدود وبتنسيق الأجهزة تمّ الوصول إلى النتيجة المرجوّة بتحرير المخطوف وجدية كلّ الأجهزة بمحاربتها للجريمة مستمرّة». وأشار مولوي الى أن «المتورط في اختطاف المواطن السعودي هو من آل جعفر وينشط في مختلف انواع الجريمة» وقال: كشفنا العديد من الشبكات التي تهرب المخدرات الى دول الخليج ونجحنا في مكافحة التهريب ومستمرون بذلك».

 

الخوري لن يتراجع

 

على صعيد آخر، تفاعلت قضية التحقيقات الاوروبية مع حاكم مصرف لبنان ومسألة استرجاع حقوق الدولة من الاموال المنهوبة من الخارج اليوم. فقد علّق وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري على تعيين محامين ممثلين للدولة اللبنانية في الدعوى القضائية بحق سلامة، قائلا «وقعنا العقود وهي لا تزال سارية المفعول وانا متمسك بها ولن أتراجع عنها». واضاف في مؤتمر صحافي «تلقيت اتصالًا من الأمين العام لمجلس الوزراء وطلب مني ايجاد حل سريع لتعيين المحامين، وأبلغته ان المخرج هو بالكتاب والمستندات التي أرسلتها الى مجلس الوزراء وكتاب المدير العام في ما خص استدراج عروض اضافية».

 

ارجاء الجلسة

 

على الاثر، اصدر مكتب  ميقاتي بيانا ورد فيه «لا أحد أحرص منه على مصلحة لبنان العليا والحفاظ على حقوق لبنان لا سيما في القضية المثارة أمام المحاكم الفرنسية، واي مزايدات في هذا الاطار لن تنفع في التغطية على مخالفة الاصول في  مقاربة هذا الملف ووجوب اتخاذ الرأي النهائي في مجلس الوزراء». أضاف «وفي السياق ذاته لا بد من تذكير معالي الوزير، بما نص عليه  المرسوم  رقم 2252 الصادر في 1-8-1992 والمتعلق بتنظيم اعمال مجلس الوزراء، لا سيما  المادة 9 من  النظام الداخلي لجهة صلاحية رئيس الحكومة» في استدعاء مَنْ تقضي الضرورة الاستماع اليهم في الجلسة». وتابع: «إن ما استوقف دولة الرئيس في المؤتمر الصحافي للوزير، هو قول معاليه بأن الموضوع  المثار يحتاج الى البحث في مجلس  الوزراء، وعليه كان حريا بمعاليه، حضور الجلسة التي دعا اليها دولة الرئيس غدا لمناقشة الملف، وعرض وجهة نظره والحيثيات التي لديه». وقال البيان «إن دولة الرئيس، وازاء اعلان معالي وزير العدل عدم حضوره الجلسة المقررة اليوم، يعلن ارجاء الجلسة الى وقت لاحق، داعيا معاليه الى اعادة النظر بموقفه، لان الطرح الاعلامي ليس بديلا عن الكلمة الفصل في مجلس الوزراء». وختم «وفي السياق ذاته يؤكد دولته بأن موقف معالي الوزير بتعطيل سير العمل ضمن المؤسسات الدستورية من شأنه أن يحمّله شخصياً المسؤولية الدستورية والقانونية والأخلاقية عن أي ضرر قد يطاول مصلحة الدولة العليا، والوقت لا يزال متاحا لاتخاذ القرار المناسب بعيدا عن السجالات غير المجدية».

 

النشرة الحمراء

 

الى ذلك، استقبل وزير العدل في مكتبه السفير الالماني اندرياس كيندل الذي أبلغه بصدور النشرة الحمراء بحق رياض سلامة ورفاقه من قبل القضاء الألماني  ومن ثم تم البحث بمسألة تمثيل لبنان امام القضاء الالماني في هذه القضية.

 

رد الطعون

 

على خط قضائي آخر، عقد المجلس الدستوري جلسة برئاسة القاضي طنوس مشلب، للبتّ في الطعون المقدمة في الإنتخابات البلديّة والاختياريّة، فقرر ردها. وقال مشلب  «الأسباب وجيهة وكرّسناها بعدم إبطال القانون والمصلحة العامة هي الأساس في قرارنا ونحن لا نحمي أحداً». وافيد ان «المجلس الدستوري رد الطعون بأكثرية 7 أصوات من أصل 10 والمعترضون هم ميراي نجم ورياض أبو غيدا وميشال طرزي».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram