افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 30 ايار 2023

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 30 ايار 2023

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

قطر ترصد ملياري دولار لـ «محكمة أميركية أوروبية لحقوق الإنسان»… والسعودية تغضب
ضغوط قواتية على التيار لإعلان تبني أزعور اليوم قبل موعد الراعي مع ماكرون
باسيل يؤكد الاتفاق مع القوات على أزعور ويدعو حزب الله إلى الانضمام للتوافق أو المنافسة

 

كشفت تقارير إعلامية أميركية عن عودة التنافس القطري السعودي على شركات المحامين والعلاقات العامة والإعلانات وتشكيل اللوبيات داخل أميركا، بعدما كانت مرحلة الأزمة التي عصفت بعلاقات الرياض والدوحة قبل سنوات قد شهدت سباقاً مشابهاً، وتأتي الأزمة الجديدة بعد قيام الحكومة القطرية برصد ملياري دولار لتجميع تأييد كافٍ داخل الكونغرس لتأسيس محكمة خاصة تحت شعار حقوق الإنسان في البلاد العربية، يشارك نواب اللوبي الداعم لـ”إسرائيل” في دعمها، وكانت قطر قد واجهت أسئلة محرجة مع اغتيال الإسرائيليين الصحافية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، بسبب اكتفائها بالبيانات الإعلامية، مراعاة لتوجهات اللوبي الداعم لـ”إسرائيل” الذي يمنع التداول بملفات حقوق الإنسان عندما تتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. وتقول التقارير إن الحكومة القطرية قامت بتجنيد العديد من شركات المحاماة والعلاقات العامة والإعلان أهمها، شركة (أشكروفت) للمحاماة التي شارك في تأسيسها وزير العدل الأميركي الأسبق جون أشكروفت، وشركة محاماة ثانية تدعى (ماكديرموت ويل إموري). وشركة محاماة ثالثة تدعى (ستونينغتون ستراتيجيك)، وشركة رابعة تدعى (نيلسون مولينز) وشركة الضغط الأميركية (أفينيو استراتيجيز غلوبال) التي يديرها مدير حملة ترامب السابق كوري ليفاندوفسكي، وأحد مؤسسي هذه الشركة ”آرت إستبيان”، وهو أحد أعضاء جماعات الضغط العاملة لصالح قطر. إضافة إلى شركات الإعلان الأميركية مثل شركة (أودينس بارتنرز وورلدوايد) وشركة (بلوفرنت ستراتيجيز) للعلاقات العامة. ووفقاً للتقارير فإن هدف هذه الحملة هو في الظاهر أن تتولى المحكمة الخاصة المراد إنشاؤها في اميركا وإنشاء مثيلتها في الاتحاد الأوروبي ملاحقة سورية تعبيراً عن الموقف القطري الداعم للموقف الأميركي والإسرائيلي والفرنسي العدائي لسورية، في أطر المواجهة مع الموقف السعودي الذي قاد حملة الانفتاح العربي على سورية وتوّجها بدعوة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لحضور القمة العربية في جدة. وتقول التقارير الإعلامية الأميركية إن الرياض تعتقد أن هدف هذه المحكمة لن يكون بعيداً عن إثارة قضايا داخل السعودية ومصر، كمثل ملاحقة الأخوان المسلمين في مصر، وقضية جمال الخاشقجي بالنسبة للسعودية، لكن ممنوع البحث في أي محكمة مشابهة بقضية شيرين أبو عاقلة.
لبنانياً، حملت تصريحات نواب القوات اللبنانية وحزب الكتائب والنواب الذين شاركوا في التحرّك تحت شعار التوصل لمرشح واحد للمعارضة، دعوات علنية لقيادة التيار الوطني الحر لحسم تبنيها لترشيح وزير المال في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة جهاد أزعور، وربط هذا الإعلان المنتظر باجتماع البطريرك بشارة الراعي بعد ظهر اليوم بالرئيس الفرنسي فرانسوا ماكرون. ومعلوم أن تكتل لبنان القوي الذي يمثل التيار الوطني الحر في مجلس النواب يعقد اجتماعه الدوري كل ثلاثاء ومن الممكن أن يكون على جدول أعماله البحث بهذا التبني، وفق مصادر نيابية، وسط تأكيد رفض خمسة من نواب التغيير تأييد ترشيح أزعور، إضافة لتمسك نواب اللقاء الديمقراطي الثمانية ونواب كتلة الاعتدال العشرة على الحياد، تحت شعار السعي لمرشح توافقي جامع لا مجرد مرشح موحد للمعارضة بوجه ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، ما يعني أن فرص حشد خمسة وستين صوتاً لصالح ترشيح أزعور لا يبدو ممكناً، ويتحوّل ترشيحه بالتالي الى مجرد مناورة لفرض الاستعصاء أملاً بفتح باب التفاوض مع مؤيدي ترشيح فرنجية على مرشح ثالث، لن يكون برأي المصادر النيابية عندها إلا قائد الجيش بالنسبة للقوات اللبنانية، بينما تؤكد مصادر ثنائي حركة أمل وحزب الله، تمسكها بترشيح فرنجية بمعزل عن ما يجري على ساحة الخصوم، وكان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قد تحدّث لصحيفة القبس الكويتية فأكد التوصل الى التفاهم مع المعارضة على مرشح موحد، داعياً حزب الله الى التخلي عن مرشحه، والقبول بالتوافق، أو قبول المنافسة بمرشحه للمرشح الموحّد، قائلاً “إن ما نطلبه من حزب الله بالملف الرئاسي هو أن ينحي جانباً نهج الفرض والمواجهة والتوجّه نحو توافق وطني مقبول، أو الى تنافس ديموقراطي بالمجلس النيابي عبر التصويت، والتيار سيكون أول المهنئين لمرشح حزب الله سليمان فرنجية إذا فاز”.

تكثفت الاتصالات بين أطراف المعارضة ومع التيار الوطني الحر في محاولة للتوصل الى اتفاق نهائي على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور الى رئاسة الجمهورية، إلا أن مصادر «البناء» شككت بإمكانية هذا الفريق تأمين أكثرية الـ 65 صوتاً لأزعور فضلاً عن نصاب انعقاد الجلسة، هذا بحال توصلت الى اتفاق نهائي وجدّي على أزعور. لكن النائب غسان سكاف أعلن بعد ظهر أمس، أننا «وصلنا الى شبه اتفاق سيعلن غداً (اليوم) او بعد غد (غداً) عن مرشح للمعارضة وسنطلب بعد أن تصدر بيانات التأييد للمرشح الذي أصبح معروفاً وهو جهاد أزعور أن يفتح مجلس النواب للانتخابات الرئاسية».
إلا أن أكثر من مصدر نيابي في القوات وقوى التغيير والمستقلين لفتوا لـ»البناء» الى أن «الاتفاق غير نهائي والمشاورات مستمرة ومن غير المضمون الخروج بنهاية سعيدة بسبب غياب الثقة بين القوات اللبنانية وقوى التغيير من جهة، وبين أطراف المعارضة والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، ولا يجمعهم سوى الخصومة لرئيس المردة سليمان فرنجية وتقاطع المصالح بينهم لقطع طريق بعبدا على فرنجية». وتشير المصادر الى القوات اللبنانية لن تصوّت لأزعور عندما تحين لحظة التصويت في صندوق الاقتراع وتلعب فقط على عامل الوقت ولتقطيع زيارة البطريرك الماروني الى فرنسا والفاتيكان، أما التيار الوطني الحر فهو يستخدم القوات والمعارضة لتحقيق أهدافه وهو لن يستمرّ بدعم أزعور طويلاً، وعندما تحقق ورقة أزعور مبتغاها بدفع حزب الله للتراجع عن فرنجية وفتح قنوات الحوار معه على مرشح آخر، سيعلن انسحابه من جبهة ترشيح أزعور وتبقى القوات وحدها في المعركة، فيما تتشتت قوى التغيير وسط رفض كتلة المستقلين التصويت لأزعور.
وعكس تصريح عضو كتلة القوات النائب فادي كرم تشكيكاً بنيات التيار وقوى التغيير بدعم أزعور، بقوله: “كلام الوزير السابق جهاد أزعور عن أنه لا يريد أن يكون مرشّح تحدّ بوجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية غير صحيح، وهو كما نقل عنه مستعدّ أن يستمرّ بالمشوار اذا سار باسمه فريق معيّن ونتّفق سويًا ليكون الإعلان عن ترشيح أزعور مشتركاً ومتشابهًا”.
في المقابل تحمل تصريحات نواب التيار تناقضاً، ففي حين يؤكد بعضهم السير بأزعور، ينفي البعض الآخر طرح الأمر بشكل جدّي على طاولة النقاش داخل التيار، ويعتبرون أن باسيل تسرّع بهذا القرار، فيما تكشف معلومات عن وجود خلاف جدّي داخل تكتل لبنان القوي ووجود جبهة رافضة لخيار أزعور ولن يصوّتوا له، وعرف منهم: ابراهيم كنعان وألان عون وأسعد درغام وسيمون أبي رميا ومحمد يحيي، فضلاً عن نواب الطاشناق، وبالتالي خيار باسيل قد لا يضمن تصويت كامل أعضاء التكتل لأزعور.
وفيما نقل عن رئيس المردة ارتياحه لتوجه المعارضة والتيار للتوحّد على مرشح منافس، الأمر الذي يؤمن نصاب الانعقاد ويجري التنافس بين الفريقين والمرشحين لاختيار أحدهم وانهاء الأزمة الرئاسية، أكد مصدر سياسي مسيحي لـ”البناء” أن “خطة ترشيح أزعور ليست جدية بل تهدف فقط لإسقاط فرنجية وتعطيل انتخابه بعدما تأكدوا من حظوظه الكبيرة بالفوز بظل إعلان كتل عدة دعمها له وتزايد عداد أصواته وانعكاس التفاهمات الإقليمية وإعادة العلاقات السعودية – السورية الى سابق عهدها ولقاء الرئيس بشار الأسد والأمير محمد بن سلمان. واصفة هذا الخيار باللعبة المجنونة التي ستعطل انتخاب الرئيس وتعمق الأزمة”، لكن المصدر لفت الى أنه “لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية من دون الحوار والتفاهم مع النائب باسيل والتيار الوطني الحر، ومن جهة ثانية فإن باسيل لن يذهب بعيداً بخيار أزعور ويحرق مراكبه مع حزب الله، وهو يدرك بأن رئيس من دون الحزب لن تُكتب له الحياة ولن يستطع الحكم”. ويخلص المصدر الى أن أزعور مناورة مؤقتة تستفيد منها أطراف عدة وستنتهي في وقت قصير، لا سيما أن جميع الأطراف تدرك بأنه حظوظه متدنية بظل خريطة التحالفات النيابية، لا سيما رفض اللقاء الديمقراطي وتكتل الاعتدال والمستقلين دعم أزعور، ما يعني صعوبة تأمين 65 صوتاً.
وأعلن نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عبر “تويتر”، أنه “منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية من عدد وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه”.
بدوره، رأى المكتب السياسي لحركة أمل انه “في الوقت الذي يبدي الحرصاء على مصلحة لبنان العليا قدراً وافياً من الخطوات والمواقف التي تدفع إلى إخراج البلد من مأزقه الحالي، وهم الذين استعملوا حقاً وطنياً وقانونياً لهم بدعم مرشحٍ لرئاسة الجمهورية يتحمل عبء المسؤولية ويقود مسيرة إنقاذ البلد، ويباشر بوضع الحلول للأزمات ذات الأولوية التي تشغل بال اللبنانيين، تقوم الأطراف الأخرى التي لا يجمعها جامع لتضارب مصالحها وتنازع مشاريعها بعملية التقاء قسريّ ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي والإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحداً تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه”.
في غضون ذلك، يزور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي باريس اليوم، حيث يستقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وكان التقى الراعي في الفاتيكان امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.
على صعيد آخر، وعشية مؤتمر صحافي يعقده اليوم وزير العدل هنري خوري سيضيء فيه على معرقلي عملية استعادة الأموال المصادرة في التحقيقات مع حاكم المركزي رياض سلامة في أوروبا، من الخارج، وجّه الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية كتابًا إلى الوزير الخوري دعاه فيه، بناء على طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى حضور جلسة عاجلة وطارئة للحكومة، على جدول أعمالها بند وحيد يتعلق بالاتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية أمام قاضية التحقيق الفرنسية في ملف آنا كوساكوفا ورفاقها، وذلك للتباحث والنقاش مع الوزراء حول هذه المسألة ليقرر مجلس الوزراء في ضوء النقاشات ما يراه مناسباً. وعلى الأثر، اعلن مكيّة عقد جلسة لمجلس الوزراء، بهيئة تصريف الأعمال، التاسعة من صباح يوم الأربعاء في السرايا، لبحث هذا الموضوع”.
الى ذلك، أقرّت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب إبراهيم كنعان قانون الطاقة المتجددة، على أن يعقد النائب كنعان اليوم مؤتمراً صحافياً في قاعة الصحافة في المجلس النيابي لشرح حيثيات القانون وأهميته الإصلاحية والمالية، وما يوفره على الدولة والمواطنين ويسهم في تأمين الطاقة الكهربائية. ويعتبر إقرار القانون خطوة اساسية في تطبيق التزام لبنان تأمين 30% من إجمالي استهلاك لبنان للكهرباء من مصادر الطاقة المتجدّدة بحلول عام 2030. ويضع هذا القانون أساساً لتعزيز إنتاج الطاقة المتجددة الموزَّعة فقط من خلال وضع المبادئ الرئيسية لتنفيذ المشاريع باستخدام نظام التعداد الصافي بجميع أشكاله، وبيع وشراء الطاقة المتجددة من خلال اتفاقات مباشرة لشراء الطاقة. وكانت اللجنة انعقدت برئاسة كنعان وحضور وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ووزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل.
في شأن قضائي آخر، يصدر المجلس الدستوري قراره في الطعون المقدّمة في قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية بعدما أنهى وضع اللمسات الأخيرة على قراره في الجلسات المتتالية التي عقدها، حسبما أكد رئيس المجلس القاضي طنوس مشلب في حديث إذاعي، بعد جلسة عقدها اليوم وأنجز فيها بعض النقاط القانونية المثارة. وقال مشلب “لم نُنهِ المناقشات اليوم ونحن متفقون على كل النقاط، إن أنهينا نصدر القرار غدًا أو بعده لكن قبل 31 من الحالي”.
وفي توقيت مشبوه، بعد التوجّه السعودي الجديد تجاه لبنان وعودة التمثيل الديبلوماسي وفتح السفارات بين البحرين ولبنان، اختطف مواطن سعوديّ في محلة طريق المطار في بيروت.
وفيما سارعت صحيفة “عكاظ” السعودية، الى القول إن “خاطفي المواطن السعودي في لبنان نقلوه إلى الضاحية الجنوبية، وطلبوا فدية مالية، تقدر بـ400 ألف دولار وأن المختطف يعمل لصالح الخطوط الجوية السعودية في بيروت”، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، بأنه “لم يتم رصد حركة هاتف المواطن السعودي المختطف في الضاحية الجنوبية”. وأوضح في حديث لقناة “الحدث”، أن “هاتف المواطن السعودي المختطف رصد في أكثر من منطقة ببيروت”، مؤكداً أننا “لن نترك قضية اختطاف المواطن السعودي تمر دون حساب رادع”. ولفت الى أن “الهدف من عملية اختطاف المواطن السعودي لم تكتشف بعد”. وأشار الى أن “قضية السعودي المختطف تمسّ بعلاقة لبنان مع الأشقاء».
بدورها، أعلنت سفارة السعودية لدى لبنان في بيان، عن تلقيها “بلاغًا من ذوي أحد المواطنين الذي فقد الاتصال به فجر يوم أمس الأحد”. وأوضح البيان، بأنه “في هذا السياق تتواصل السفارة مع السلطات الأمنية اللبنانية على أعلى المستويات لكشف ملابسات اختفاء المواطن، سائلين المولى عز وجل أن يُعيده لذويه سالماً”. وتحدّثت قناة “العربية” عن “تعليمات لموظفي السفارة السعودية في بيروت بعدم الخروج للشارع”.

**********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

داعمو فرنجية يعتبرون أزعور «مرشح مواجهة وخصماً سياسياً»: مناورة هدفها تعويم قائد الجيش؟

 المعركة الرئاسية في لبنان بدأت منذ ما قبل انتهاء ولاية العماد ميشال عون. يوم صدرت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، بات واضحاً لجميع اللاعبين أن لبنان أمام معركة وليس أمام حل توافقي من النوع الذي كان يحصل في خضم الصراعات الكبرى. وإذا كان كثيرون اعتقدوا، في حينه، بأن التحالفات السياسية التي رافقت الانتخابات يمكن أن تنسحب على الملف الرئاسي، فإن ما حصل منذ عدة شهور يشير إلى العكس.

الفصل الحالي من المعركة بدأ مع إبلاغ فرنسا حزب الله موافقتها على تسوية فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل نواف سلام رئيساً للحكومة. اتخذ الثنائي قراره ومضى في الأمر، لتبدأ الاتصالات انطلاقاً من السعودية على وجه التحديد. كل ما حصل عليه الفرنسيون هو التزام الرياض وقف الحملة على فرنجية، ثم رفع الفيتو عنه، ثم إبلاغ الأطراف اللبنانية بأنها غير معنية بالانتخابات، لا ترشيحاً ولا تصويتاً ولا تأييداً ولا رفضاً. لكن الفرنسيين، كانوا - ولا يزالون - يعتقدون بأن على الرياض الانتقال من مربع عدم ممانعة انتخاب فرنجية إلى مربع الترحيب به، على أن تكون هذه آخر المساهمات السعودية، طالما أن الرياض لا تريد - وربما لا تستطيع - فرض فرنجية على كتل كبيرة في لبنان.
الفريق المعارض لفرنجية كان أساساً منقسماً بين قوتين، إحداهما يمثلها التيار الوطني الحر الذي لا يرى في فرنجية أهلاً للمنصب، لكنه تمايز بعدم تأييد مرشح يرفضه الثنائي، وتحديداً حزب الله. أما القوة الثانية فضمّت الفريق المعارض لحزب الله لا لفرنجية بحد ذاته، وهو فريق تقوده القوات اللبنانية ويضم كتلاً نيابية ومستقلين ممن يوازون حجماً كتلة القوات نفسها، وكان هؤلاء يطرحون ميشال معوض علناً، وقائد الجيش العماد جوزيف عون ضمناً. فيما وقف وليد جنبلاط على التل حيث يرغب دائماً أن يكون.
بعد فشل كل أنواع التواصل بين الأفرقاء الثلاثة، تقدم الفرنسيون خطوات إلى الأمام، وانعكس الأمر على الجانب السعودي الذي تولى إبلاغ حلفائه وأصدقائه بأن المقترح الفرنسي متقدم لأسباب كثيرة، أبرزها أن خصوم فرنجية ليسوا على قلب رجل واحد، وغير قادرين على الاتفاق على منافس جدي. وهو كلام قيل لجنبلاط أيضاً، علماً أن الأخير كان ينتظر موقفاً واضحاً من السعودية. وهو، في هذه الحالة، ليس في موقع القوى المسيحية. فأسبابه وأهدافه ليست نفسها أسباب وأهداف التيار أو القوات وحلفائها. كل ما يريده جنبلاط هو أن تحدّد السعودية وجهة السير، لأنه يريد تجاوز المطبات وتفادي الوقوع في أي كمين. إلا أنه لم يتوقع أن يجبره موقف السعودية على النزول من على التل، ليكتشف أنه ترك وحيداً على رصيف الانتظار!.

مع الوقت، تطور موقف خصوم فرنجية المسيحيين إلى مستوى اعتبار وصوله بمثابة خطر حقيقي على الدور المسيحي في لبنان، وهو جوهر الاحتجاج المشترك لدى كل هؤلاء. ما دفعهم، عملياً، إلى التفاهم على بند واحد: إسقاط سليمان فرنجية. عند هذه النتيجة انطلقت المشاورات، بمشاركة داخلية وخارجية، وانتهت بسلسلة من التنازلات المتبادلة بينهم. فتراجعت القوات وحزب الكتائب وكتلة «تجدد» و«مستقلون» و«تغييريون» عن شعار مواجهة حزب الله، بالموافقة على شخصية غير مستفزة للطرف الآخر. إلا أن هذا الفريق لم يكن ليترك أمر الترشيح إلى النائب جبران باسيل وحده، فكان أن شطب من لائحة باسيل كل الأسماء مبقياً على اسم جهاد أزعور، وهو ما أجبر باسيل على التخلي عن مرشحه المفضل زياد بارود، ثم التخلي لاحقاً عن شرط الموافقة المسبقة أو الضرورية للطرف الآخر على هذا الترشيح... وكانت الحصيلة، ما وصلت إليه هذه الأطراف بإعلان توصلها إلى تفاهم أولي على ترشيح أزعور.
الاتفاق على أزعور كان شبه منجز أواسط الأسبوع الماضي. لكن رئيس حزب القوات سمير جعجع سأل عن المرشح المنشود: أين هو جهاد أزعور؟
حط الرجل في بيروت الخميس الماضي، وبقي حتى ظهر السبت، وزار جعجع في معراب لنقاش عام يتعلق بكل الأوضاع، قبل أن يكمل جولته على آخرين من القيادات المعنية، بما في ذلك الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي. إلا أن أزعور لم يلتق الرئيس السابق فؤاد السنيورة، ولم يبلغ من التقاهم قراره النهائي قبول الترشيح من عدمه، بل كان أقرب إلى الفكرة التي تقول بأنه يفضّل ألا يواجه ما واجهه فرنجية، أي أن لا يتم إعلان ترشيحه من قبل الأطراف المتوافقة عليه، وترك الأمر له ليجد المخرج المناسب. وهذه بحد ذاتها نقطة أقلقت بعض مؤيديه.
وتبين لاحقاً أن أزعور كان يسعى إلى وضع كل المعنيين بالاستحقاق الرئاسي في أجواء تعبر عن جوهر موقفه:
أولاً، أنه ليس مرشح مواجهة، وهذا لا يعني عدم حصول تنافس مع فرنجية أو غيره، لكنه ليس في مواجهة مع أحد لأنه يعتقد بأن المواجهة ستقوده إلى الفشل ولو وصل إلى قصر بعبدا.
ثانياً، أنه ليس مرشح جهة، بل يحظى بدعم جهات لها تمثيلها في مجلس النواب، وبالتالي، لا يمكن تحميله مسؤولية أي موقف سياسي لهذه القوى. كما فهم آخرون أن أزعور لا يريد ربطه دائماً بسياسات سابقة، وأن صداقته مع الرئيس السنيورة لا تعني أنه يمثل السنيورة أو أن السنيورة يتحدث باسمه.

ثالثاً، أن الغطاء الوحيد الذي يناسب أزعور هو غطاء بكركي كونها تمثل مرجعية عامة في لبنان، وليست طرفاً سياسياً بحد ذاته.
يتصرف أزعور على قاعدة أنه لم يبادر بطرح نفسه كمرشح منذ اليوم الأول، وأن هناك من بادروا بإعلان اسمه، من وليد جنبلاط إلى البطريرك الراعي وباسيل وشخصيات مستقلة. وبالتالي، فإن موقفه النهائي ليس معلوماً بعد.
لكن هذه الخلاصة ليست هي المعيار بالنسبة لبقية المعنيين بالملف. إذ إن الفريق الداعم لفرنجية سبق أن أبلغ أزعور، أكثر من مرة، أنه متسمك بموقفه، وأن لا خطة بديلة لدى الثنائي. كما أبلغه الفرنسيون أن باريس تدعم التسوية التي تحمل فرنجية إلى القصر الجمهوري، وعرضوا أن يكون حاكماً لمصرف لبنان خلفاً لرياض سلامة، وهي مهمة لا يحبذها الآن. وبالتالي، يعتقد أصحاب هذا الموقف أن أزعور يعرف تماماً أن قبوله الترشح في وجه فرنجية يجعله خصماً، وأن المعركة الرئاسية ستجعله مرشح مواجهة ليس العكس.
لكن الأكثر أهمية بالنسبة إلى داعمي فرنجية أن أزعور يجب أن يكون مدركاً أن من يعلنون دعمهم لترشيحه، لا يفعلون ذلك قناعة به أو إيماناً بخطته أو قدرته، وإنما بهدف واحد هو الإطاحة بفرنجية. وبالتالي، يرى داعمو فرنجية أن عليه إدراك هذه الحقيقة ليعرف في أي موقع يقف اليوم، وأن الخارج الذي يشجعه على قبول المهمة، يهدف إلى وصول المجلس النيابي في لبنان إلى صدام عنيف يؤدي إلى إطاحته وفرنجية معاً، والعودة إلى عرض ترشيح قائد الجيش كمرشح تسوية.
عملياً، ينظر الفريق الداعم لفرنجية إلى أزعور على أنه في حال وافق على السير في الخطة الموضوعة من قبل خصوم رئيس المردة، يكون قد وقع في فخ سيطيحه من معركة الرئاسة، ويقوض أي دور مستقبلي له، كون الشيء الوحيد الذي سيكسبه من هذه المعركة هو الخصومة مع نصف اللبنانيين. ويتحدث هؤلاء عن أن البوانتاج الذي قام به خصوم فرنجية لا يعبّر عن حقيقة الوضع، لأن كتلتين أساسيتين ليستا في موقع الداعم الأكيد، هما كتلة النواب السنة وكتلة جنبلاط، كما أن التماسك في بعض الكتل الكبيرة قد يتعرض لانتكاسة كبيرة في حال الدخول في المعركة.

*************************************

افتتاحية صحيفة النهار

خطف السعودي صدمة مشبوهة تنذر بتداعيات: محطتان مفصليتان رئاسياً و”الثنائي” يصعّد الصخب


اخترق الكشف عن خطف #مواطن سعودي في لبنان مجمل المشهد السياسي الذي احتدم بقوة في الأيام الأخيرة وباتت الأنظار تترقب تطورات هذا الحدث وتداعياته الخطيرة اذ أعاد الى الواجهة الاستهدافات المثيرة للمخاوف بفعل ضعف الدولة والسلطة امام مجاهل “الدويلة” والفلتان المتحكمين بمفاصل الاستقرار بما يخشى معه من تداعيات لهذا التطور المشبوه تحت ستار خطف للفدية على إعادة تطبيع العلاقات بين لبنان والدول الخليجية كلا، كما على اقبال الرعايا السعوديين والخليجيين الى لبنان في موسم الاصطياف “الواعد”.


 

واما المشهد الرئاسي، فيبدو انه على موعد مع محطة مفصلية اليوم في بت تفاهم قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” حول ترشيح الوزير السابق ومدير دائرة الشرق الأوسط وشرق أسيا في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور ل#رئاسة الجمهورية من خلال تبني “تكتل لبنان القوي” في اجتماعه اليوم علنا هذا الترشيح. ولا يقف الطابع المفصلي عند هذه المحطة وحدها، بل ان اللقاء اللافت الذي سيعقد عصر اليوم أيضا في قصر الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرافقه وفد من المطارنة سيتسم بأهمية كبيرة لجهة ما يرتقب ان يشهده من نقاشات لعل بعضها سيعكس تناقضات عميقة حيال ما سمي المبادرة الفرنسية التي تبنت ولا تزال ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بما وضع #فرنسا في زاوية انحياز سياسي داخلي اثار اعتراضات كبيرة عليها خصوصا في الساحة المسيحية.


 

وتبعا لأهمية المحطتين المتزامنتين سيكون للموقف الذي سيبلغه البطريرك الراعي الى الرئيس الفرنسي وقع قوي متوقع لكونه سياتي مستندا الى مباركة بكركي للتفاهم المبدئي بين المعارضة والتيار العوني الذي تبلغته قبل سفر الراعي امس الى الفاتيكان وفرنسا بما يعني ان ما كان قبل هذا التفاهم يفترض ان يتبدل او يتعدل بعده لجهة التوازن المطلوب في الدور الفرنسي وتصويب البوصلة لبنانيا. وما يدفع اكثر في اتجاه استعجال بت اعلان التفاهم بين المعارضة والتيار العوني ان “ماكينة” ضخ الشكوك في امكان اخفاق التوصل نهائيا الى إنجازه اشتغلت في الساعات الأخيرة بقوة قصوى على وقع تسعير حمى التصعيد الكلامي للثنائي الشيعي ضد هذا التفاهم على نحو بدا اشبه بانفجار عصبي انفعالي مثيرا موجة واسعة من الاستغراب حيال هذا “العارض” المحموم.


 

ولم تعد دائرة الاستغراب حيال هذه العاصفة الانفعالية التي تلهبها تصريحات نواب ومسؤولي حركة “امل” و”#حزب الله” تقف عند حدود القوى المعارضة والمستقلة بل ان ثمة معطيات تؤكد ان رصدا ديبلوماسيا دقيقا يجري للحملة التي يشنها الثنائي الشيعي من منطلق اعتبارها انكشافا كبيرا للاهداف الحقيقية التي توجه وتحكم مواقف هذا الثنائي والتي بدا واضحا انها تستهدف خلق معطيات متوترة جديدة لمنع انتخاب رئيس الجمهورية والتمديد للفراغ تحت ذريعة اعتبار أي مرشح اخر غير المرشح الذي يدعمه الثنائي استهدافا “للتوافق” بما يناقض ويسقط كل المواقف والاتجاهات والادعاءات السابقة لهذا الفريق حيال دعوة الاخرين لترشيح من يتفقون عليه والاحتكام الى صندوقة الانتخاب.

 

 

في الاليزيه

وفي غمرة التصعيد والصخب اللذين افتعلهما الثنائي الشيعي يقوم البطريرك الراعي بزيارة استثنائية لباريس اليوم بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيستقبله بعد الظهر في قصر الاليزيه فيما كانت للراعي امس محطة في الفاتيكان حيث التقى ووفد المطارنة الذي يرافقه امين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.

 

وبحسب مراسل “النهار” في باريس سمير تويني فان باريس وعلى رغم اعلانها ان ليس لديها مرشح للرئاسة اللبنانية فهي مستمرة واقعيا في دعم فرنجيه، ويتلخص موقفها بالآتي : اذا كان لديكم مرشح مقبول من الثنائي الشيعي فباريس ستدعمه ولكن اذا لم يكن هناك من مرشح فباريس مستمرة بدعم فرنجيه خوفا من الفراغ المؤسساتي القاتل. وتشير مصادر معنية الى ان هذا الموقف لن يعدل قبل ايلول المقبل دون اعطاء معلومات وتفسيرات حول ما يمثل هذا الموعد او في حال دعم واشنطن مرشح وطرحه على المجموعة الخماسية. ومع ذلك يتوقع ان يوضح الرئيس ماكرون امام البطريرك موقف بلاده من الانتخابات الرئاسية من منطلق ان “باريس لا تدخل في مجريات الانتخابات الرئاسية لاي مرشح وهي على مسافة واحدة من جميعهم”. كما انه سيلفت البطريرك الى مخاوفه على الصيغة اللبنانية من جراء استمرار الفراغ الرئاسي الذي يهدد الوضع الامني والاقتصادي والمالي والاجتماعي وان ما يهم باريس هو اجراء هذه الانتخابات باسرع وقت وتشكيل حكومة تقوم بالاصلاحات الاساسية وفق خطة صندوق النقد الدولي لمعالجة الازمة الاقتصادية وعودة الثقة لان هذا الوضع يهدد الصيغة اللبنانية.

 

 

“التفاهم”… والثنائي الساخط

وفيما تترقب الأوساط السياسية من مجمل الاتجاهات ما قد تشهده الساعات المقبلة من تطورات على صعيد استكمال التوصل الى التفاهم المفترض، اعلن امس النائب غسان سكاف ابرز العاملين على هذا الخط انه يتواصل مع كل الافرقاء من ضفتي المجلس “ووصلنا الى شبه اتفاق سيعلن غدا او بعد غد عن مرشح للمعارضة وسنطلب بعد ان تصدر بيانات التأييد للمرشح الذي اصبح معروفا وهو جهاد ازعور ان يفتح مجلس النواب للانتخابات الرئاسية”.

 

ونقلت صحيفة “القبس” الكويتية في عددها الصادر اليوم عن النائب جبران باسيل قوله “توافقنا مع المعارضة على مرشح للرئاسة. وقد رفضت شخصيات تعتبر تحديا لحزب الله. والمطلوب منه ملاقاتنا”. واعتبر ان “اداء الثنائي الشيعي يؤدي الى الاحتقان”.


 

اما في “الضفة المواجهة” فمضى الثنائي في تصعيده وغرّد نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على “تويتر” قائلا “منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجيه من عدد وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه”.


 

ورد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على تغريدة قاسم، وقال :” يعني إما التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم!؟ لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة!؟ تخبطكم يجعل منطقكم مضحكًا مبكيًا”.

 

بدوره، اتهم المكتب السياسي لحركة “امل” من وصفهم بـ”الأطراف الأخرين الذين لا يجمعهم جامع لتضارب مصالحهم وتنازع مشاريعهم بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي والإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحدا تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه”.

 

 

خطف مواطن سعودي

وسط هذه الأجواء لم تتوافر أي معلومات دقيقة حتى ليل امس عن مصير مواطن سعودي كشف النقاب عن خطفه فجر الاحد في بيروت . وبعد انكشاف خبر الخطف أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي على حسابه عبر تويتر أنه “يتابع مع شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي منذ الأمس قضية اختطاف مواطن سعودي في بيروت ونحن على تواصل بأدق التفاصيل مع السفير السعودي وليد البخاري”. وقال مولوي: “دائما وبيد من حديد نعمل لتحرير أي مواطن يتعرض لأي أذى على أرض لبنان. ما حصل يمس بعلاقة لبنان مع أشقائه وسيكون عقاب الفاعلين قاسيا”.

 

كما أعلنت السفارة السعودية في لبنان ليلا عن “تلقيها بلاغا من ذوي احد المواطنين الذي فقد الاتصال به فجر الاحد وفي هذا السياق تتواصل السفارة مع السلطات الأمنية اللبنانية على اعلى المستويات لكشف ملابسات اختفاء المواطن سائلين المولى عز وجل ان يعيده لذويه سالما “.


 

وأوضح مصدر امني لـ”النهار” ان المواطن السعودي اختفى عن السمع في وسط بيروت . وكشف المصدر ان المواطن السعودي الذي تحفظ عن ذكر اسمه يعمل في الخطوط الجوية السعودية ووصل الى مطار رفيق الحريري الدولي يوم السبت وانتقل الى مقر اقامته في بيروت وامضى سهرة في احد المطاعم في البيال وعند الساعة الثالثة فجر الاحد غادر المكان ليغيب عن السمع كليا . وأشار المصدر الى ان الأجهزة الأمنية تدقق في فرضيات عدة لجلاء مكان وجود المخطوف . كما تردد انه كان يقود سيارة غراند شيروكي مسجلة باسمه لدى خطفه.

 

ولم تثبت أي معلومات حول المكان المرجح لاحتجاز المخطوف فيما بثت قناة “الإخبارية” السعودية ان خاطفي المواطن السعودي في بيروت نقلوه إلى الضاحية الجنوبية وأضافت ان خاطفي المواطن السعودي أرسلوا رسالة صدرت من الضاحية الجنوبية حيث مقر “حزب الله” . وقالت محطة “الحدث” أن رسائل صوتية من خاطفي المواطن السعودي تضمنت مطالبة بفدية قيمتها 400 ألف دولار أميركي فيما اشارت صحيفة “عكاظ” الى ان المواطن السعودي المختطف يعمل لصالح الخطوط الجوية السعودية في بيروت. كما ان محطة “العربية” قالت ان تعليمات عممت على موظفي السفارة السعودية بعدم الخروج الى الشارع .

****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باسيل سيعلن رسمياً التوافق على أزعور قاطعاً الطريق على تدخّل “حزب الله” في تيّاره

لائحة البطريرك إلى الإليزيه: خمسة أسماء بلا فرنجية

بداية الاسبوع الاخير في إيار، فتحت آفاقا جديدة في الاستحقاق الرئاسي تناقض تماما إملاءات “حزب الله” وتهويله المستمر. وسيكون لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرصة لوضع نقاط ما يريده مسيحيو لبنان على حروف الاستحقاق الوطني. وفي موازة ذلك، حملت زيارة السفير السعودي وليد البخاري لقائد الجيش العماد جوزاف عون دلالات خاصة لكونها اللقاء الاول الذي يعقده سفير المملكة بعد غيابه عن لبنان منذ القمة العربية في 19 الجاري في جدة. كما كانت زيارة مماثلة للسفير المصري في لبنان ياسر علوي لقائد الجيش، علما ان السعودية ومصر عضوان في اللجنة الخماسية بلبنان والتي تضم أيضا الولايات المتحدة وفرنسا وقطر.

 

وعلمت “نداء الوطن” ان البطريرك الراعي يحمل اليوم الى لقائه مع الرئيس ماكرون في قصر الاليزيه ورقة تضم أسماء خمسة مرشحين لرئاسة الجمهورية تمثل خيارات المسيحيين رئاسياً، وهي: ابراهيم كنعان، زياد بارود، جوزاف عون، جهاد أزعور ونعمة افرام. وتأتي لائحة البطريرك التي خلت من إسم مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، كي ترد على الموقف الفرنسي القائل حتى الآن، ان باريس أيدت خيار الثنائي الشيعي بترشيح فرنجية، بذريعة ان لا مرشح مسيحياً سواه ما دفع الاليزيه الى تأييده منعا للفراغ في منصب الرئاسة بلبنان، إضافة الى ان الرئيس العتيد يجب أن بأتي ضمن التوافق مع المكوّن الشيعي.

 

وقبل انتقاله مساء امس الى باريس، إجتمع البطريرك في روما مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، بناء على طلب الكرسي الرسولي، وأفادت المعلومات أنّ الفاتيكان عمل على تسهيل زيارة الراعي إلى باريس من خلال اتصالات أجراها مسؤولون فاتيكانيون مع مسؤولين فرنسيين، للتأكيد على ضرورة احترام المعركة الديموقراطية التي قد يشهدها البرلمان اللبناني في حال تبنت المعارضة مع “التيار الوطني الحر” ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وقد فهم المتابعون لهذه الاتصالات وقوف الفاتيكان إلى جانب القوى المسيحية في خيارها الرافض لفرض ترشيح غير مقبول منها.

 

لبنانيا، قال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لجريدة “القبس” الكويتية في حديث ينشر اليوم ووزع نصه أنه توافق مع المعارضة على اسم مرشح ولكن ما ينقص هو البرنامج، داعياً “حزب الله” الى توافق وطني والإقلاع عن نهج الفرض والمواجهة. ويستعد باسيل خلال الساعات المقبلة للاعلان رسميا عن موافقة “التيار” على ترشيح أزعور، ضمن سياق مواقف متتالية للمعارضة تعلن كل من اطرافها على حدة، تأييدها ترشيح أزعور. وعجَّل في موقف باسيل ما شهده الاجتماع الاخير للهيئة السياسية في “التيار” من جدل بينه وبين عضو الهيئة النائب الان عون، ما اعتبره باسيل تدخلاً من “حزب الله” في “حديقة التيار الخلفية”، فكان لا بد له من الذهاب الى خيار ازعور كي يبعث برسالة الى الحزب يؤكد فيها انه ما زال مسيطرا على القرار في “التيار” وانه يحاصر معارضيه في البيت الداخلي.

 

ودعا مصدر ديبلوماسي عبر “نداء الوطن” الى “القراءة الجيدة للحراك العربي والغربي في لبنان، مع وجوب التوقف عند تخصيص الفاتيكان لقائد الجيش بلقاءات مهمة عقدها مع كبار المسؤولين الفاتيكانيين عند زيارته الاخيرة الى روما حيث كان الانطباع المحسوس بأن الفاتيكان بحركته الصامتة يركز على شخصية من خارج الاصطفافات وهو يتقاطع مع المجموعتين العربية والدولية في هذا المجال.

 

وأشار المصدر الى ان هذا الحراك، لا يعني ان الرئاسة اقتربت، انما تحتاح الى مزيد من الاحاطة، والتي قد تمتد الى نهاية الصيف الحالي.

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

اختطاف سعودي في بيروت… والفاعلون يطالبون بفدية 400 ألف دولار

الأجهزة الأمنية اللبنانية تبحث عنه… ووزير الداخلية توعد الخاطفين بعقوبات قاسية

اختُطِف مواطن سعودي في العاصمة اللبنانية بيروت بعد منتصف ليل السبت من قِبل مجهولين طالبوا بفدية 400 ألف دولار، وتوعدهم وزير الداخلية بسام مولوي بعقاب قاسٍ.

 

وأوضحت السفارة السعودية في بيروت، أنها تلقت بلاغاً من ذوي المواطن الذي فُقد الاتصال به فجر الأحد، وتتواصل مع السلطات اللبنانية على أعلى المستويات لكشف ملابسات اختفائه.

 

 

ووصف مصدر دبلوماسي سعودي في بيروت حادثة اختطاف المواطن الذي يعمل لصالح الخطوط الجوية السعودية بـ«الخطيرة جداً»، مشيراً إلى أن السفارة تتابع الموضوع من كثب مع السلطات اللبنانية المختصة.

 

وتضاربت المعلومات حول موقع الحادثة؛ إذ أشارت تقارير أولية إلى أن الخطف تم على طريق مطار بيروت، بينما قالت مصادر أمنية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن الحادثة وقعت في وسط العاصمة. ولفتت قناة «الإخبارية» السعودية إلى أنه اختُطِف عند خروجه من أحد المطاعم في منطقة «زيتونة باي»، مبيّنة أن خاطفيه ترصدوا له بسيارتين وتنكروا بلباس عسكري، واقتادوه مع سيارته إلى الضاحية الجنوبية، معقل «حزب الله».

 

وذكرت المصادر الأمنية، أن الخاطفين طالبوا عبر رسالة هاتفية بفدية تقدر بمبلغ 400 ألف دولار، في حين أفادت «الإخبارية» بأن الرسالة صادرة من الضاحية الجنوبية لبيروت، منوهة أنهم أجروا اتصالات عدة باستخدام هاتف المخطوف من مواقع مختلفة للتمويه.

 

وقال مولوي، عبر حسابه على «تويتر»: «نتابع مع شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي منذ أمس قضية اختطاف مواطن سعودي في بيروت، ونحن على تواصل بأدق التفاصيل مع السفير وليد البخاري».

 

وأضاف: «دائماً وبيد من حديد نعمل لتحرير أي مواطن يتعرض لأي أذى على أرض لبنان»، مؤكداً: «ما حصل يمس بعلاقة لبنان مع أشقائه»، مشدداً على أن «عقاب الفاعلين سيكون قاسياً».

 

 

ولاحقاً، أوضح وزير الداخلية اللبناني، في تصريح لقناة «العربية»، أن هاتف المواطن السعودي المختطف رصد في أكثر من منطقة ببيروت، والهدف من العملية لم يكتشف بعد، مشيراً إلى أنه «بخير»، ولن تترك قضيته تمر «دون حساب رادع».

 

من ناحيته، أدان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بأشد العبارات، «كل عمليات الخطف خاصة تلك التي تطول الإخوة العرب خصوصاً الإخوة السعوديين»، مطالباً الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والقضائية بـ«الضرب بيد من حديد ووضع حدّ لهذه اللعبة الخطيرة». وتابع: «ما يجري لعبة عصابات ومافيات تريد نسف استقرار البلد لأهداف فردية وسط بلد يعاني من فوضى وفلتان خطير»، مضيفاً: «الحل بحماية الدور السياسي للدولة وتأمين قوتها الدستورية ومرافقها الخدمية وقطاعها الإداري والأمني، والمطلوب أمن استباقي يضرب جميع العصابات والمافيات التي تجتاح كل لبنان».

 

وتعيد هذه الحادثة مجدداً، قضية اختطاف المواطن السعودي علي البشراوي (من مواليد 1985) في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 بمنطقة العقيبة (شمال بيروت)، حيث استدرجه مجهولون إلى خارج منزله في جوار أدما، وتلقت زوجته اتصالاً منهم يطلبون فدية.

 

وشدد نهاد المشنوق، وزير الداخلية اللبناني، حينها، على عدم السماح باستغلال الأزمة السياسية لتعكير الأجواء، وقال: «سلامة وأمن مواطني السعودية وجميع الرعايا العرب والأجانب أولوية لسلطات لبنان ومؤسساته»، مضيفاً: «العبث بالأمن والاستقرار خطّ أحمر ممنوع تجاوزه».

 

ومنعت السعودية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، مواطنيها من السفر إلى لبنان دون إذن مسبق من الجهات المعنية، نظراً للأحداث الأمنية التي يشهدها، داعية الموجودين هناك لأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن أماكن التجمعات لخطورتها على أمنهم وسلامتهم، كما طلبت منهم التواصل معها في حال حدوث أي طارئ. وفي 29 من الشهر ذاته، استدعت الرياض سفيرها في بيروت للتشاور، وأمهلت السفير اللبناني 48 ساعة للمغادرة، مقررةً وقف جميع الواردات اللبنانية إلى السعودية؛ لحماية أمن المملكة وشعبها.

 

وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، في 7 أبريل (نيسان) 2022، عن عودة سفيرها إلى بيروت، استجابةً لنداءات القوى الوطنية والسياسية المعتدلة في لبنان، والتزام الحكومة اللبنانية اتخاذ الإجراءات المطلوبة لتعزيز التعاون مع السعودية ودول الخليج، ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمسّ دول الخليج.

*******************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

مانشيت “الجمهورية”: باريس تتحرّك للتعجيل وأولوية الداخل التعطيل … الفاتيكان قلق… ودعم سعودي مصري للجيش

ما بين الداخل والخارج تناقض واضح حول مقاربة الملف الرئاسي؛ في الداخل ملهاة سياسية خارج الصحن الرئاسي، ومكونات مأزومة تضيّع الوقت وتملأ الفراغ بعراضات صاخبة وطروحات هامشية تبدو انها تفتقد الى الجدية في تعجيل انتخاب رئيس الجمهورية. امّا في الخارج، فتبدو حركة الجهود الصديقة المرتبطة بالملف الرئاسي قد دخلت في طور التزخيم الاضافي للاندفاعة في اتجاه لبنان، والدفع نحو حسم وشيك للانتخابات الرئاسية.

قلق فاتيكاني

جديدُ الخارج في هذا السياق قد تبدّى في رسائل فاتيكانية مباشرة قد توالت في الآونة الاخيرة تعكس «قلقاً جدياً من الكرسي الرسولي على لبنان وشعبه»، وتنطلق من «الحاجة الملحّة الى ان يتعاون اللبنانيون ويتلاقوا على واجب انجاز استحقاقاتهم الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن، يحقق ما يتوق اليه اللبنانيون من امن واستقرار وخروج من ازمة نالت مصاعبها من كل فئات الشعب اللبناني».

 

ماكرون يضع ثقله

 

الا ان البارز في هذا السياق يتمثّل بالزخم الفرنسي في مقاربة الملف الرئاسي في لبنان، وربطا بذلك، كشفت مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية لـ«الجمهورية» ان باريس انتقلت الى مرحلة جديدة من التحرّك، والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يبدو انه وضع ثقله في هذا الأمر، بِهدف الحسم السريع للملف الرئاسي في لبنان.

 

ومن هنا، تلفت المصادر الديبلوماسية من العاصمة الفرنسية الى ان اللقاء المنتظر عَقده اليوم بين الرئيس ماكرون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، (الذي زار الفاتيكان امس، والتقى امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين)، يتّسم بأهميّة كبرى في هذ التوقيت بالذات، الذي يَتّصِف بدوره بدقة وحساسية كبرى في جانبه اللبناني، ومن هنا جاء توقيت زيارة البطريرك الراعي الى باريس ولقائه الرئيس ماكرون».

 

وردا على سؤال، كشفت المصادر ان الرئيس ماكرون سيضع البطريرك الراعي في صورة ما خَلصت اليه اجتماعات باريس، والجهود المبذولة بالشراكة والتكامل مع الاصدقاء الدوليين، الذين تلاقوا على ان لبنان يُسابق الوقت، وان مصلحته تكمن في التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تشرع فوراً في اجراءات انقاذية واصلاحية، علماً ان باريس قد سبق لها ان حددت موقفها في هذا السياق، ويشاركها فيه كل الاصدقاء الدوليين، وتقاطعوا عليه في الاجتماعات التي عقدها ممثلو الدول الخمس في باريس».

 

ولدى السؤال اذا كان الموقف الفرنسي يُزكّي انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؟ فضلت المصادر عدم الدخول في التفاصيل، الا انها لَمّحت الى انّ الموقف الفرنسي يتلخص في ان الضرورات باتت تُحتّم خروج لبنان من هذا الوضع الشاذ، الذي يتهدد مصيره بالفعل، ومن هنا تتعزز الحاجة الى انتخاب رئيس على وجه السرعة، تتحقق معه مصلحة للبنان، وهو ما سبق ان تم ابلاغه الى كل القادة السياسيين في هذا البلد. وتبعاً لذلك، فإن باريس كانت وما تزال تعوّل على البطريرك الماروني كعاملٍ مساعد على هذا الانجاز الذي يعني اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، بما له من مكانة وحضور ودور».

 

لعبة العبث مستمرة

 

واذا كان الحدث في باريس يتجلى اليوم في اللقاء بين الرئيس ماكرون والبطريرك الراعي، فإنّ الداخل اللبناني ما يزال يسير بعكس مناخات وانفراجات المنطقة، ويتأرجح على منحدر التخبط في المكان ذاته؛ فالأداء الذي تنتهجه مكونات الانقسام السياسي حيال الملف الرئاسي منذ شغور موقع رئيس الجمهورية، لم يدفع به قيد أنملة الى الامام، بل على العكس، ثبّته في مربع التعطيل، وبَدلَ الاتعاظ مما نتج عن هذا الفراغ، مِن مسّ بموقع الرئاسة الاولى ودورها وحضورها وهيبتها، وايضا من خلل وارباك على المستوى العام، لا تعدم هذه المكونات وسيلة لتمديد عمر الفراغ الى مَديات طويلة، ومنع رياح الانفراجات الاقليمية من ان تهب في اتجاه هذا البلد.

 

لكأنّ هذه المكوّنات قد نذرت نفسها في خدمة الشيطان، وإعدام اي فرصة تمكّن هذا البلد من استعادة نفسه واعادة انتظام الحياة السياسية فيه. وها هو الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية يقترب من نهاية شهره السابع، ولعبة العبث بمصير البلد مستمرة على الايقاع ذاته الذي ضبطت عليه منذ نهاية الولاية الرئاسية البرتقالية في تشرين الاول من العام الماضي.

 

واذا كانت هذه اللعبة قد عبّرت عن نفسها في 11 جلسة انتخاب فاشلة عقدها المجلس النيابي، ولمرشح معارضة اسمه ميشال معوّض، أجمَعت كل الاطراف السياسية، بما فيها اطراف المعارضة التي تبنّته، على انه لم يكن جدياً، فإن هذه اللعبة تتكرّر في هذه الفترة انما بوجه آخر، حيث تتلهى بمرشح آخر اسمه جهاد ازعور، من دون ان تملك اي مقومات قوة دافعة نحو جَعله مرشحاً جدياً.

 

يروّجون اسمه ولا يتبنّونه

واذا كانت طريق ازعور مقطوعة نهائيا من جانب ثنائي حركة «أمل» و«حزب الله»، وذلك لاعتبار انهما، ووفق ما تؤكده مصادر الثنائي لـ«الجمهورية»، ملتزمان حتى النهاية بدعم الوزير فرنجية خلافاً لكل الجو الذي يروّج له من قبل منصات مدفوع لها للتشويش وقلب الوقائع، اضافة الى اعتبارات اخرى تعود الى الماضي وموقعه السياسي قبل سنوات كأحد اكثر المقربين من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الا ان الاثارة الصاخبة لاسمه في بعض اوساط المعارضة، لا تعني، وفق ما تؤكده مصادر مواكبة لهذا الامر لـ«الجمهورية»، انّ طريقه سهل ومفتوح، فنواب الاعتدال ليسوا في هذا الوارد، وهناك نواب تغييريون اعلنوا انهم ليسوا مع هذا الخيار، فضلاً عن ان مَن روّج لاسم ازعور لم يعلن تبنّيه له علناً وبشكل رسمي، وهذا ينطبق على «القوات اللبنانية، والكتائب، وبعض حلفائهما ممن يعتبرون انفسهم سياديين واستقلاليين وتغييريين».

 

واذا كانت بعض الاوساط تتحدّث عن ان ازعور يشكل نقطة تقاطع بين القوات وحلفائها وبين التيار الوطني الحر، في مواجهة ترشيح الوزير فرنجية، الا ان النوايا شيء والواقع القائم شيء آخر، فما يحكى عن موافقة قواتية على دعم أزعور الذي التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، يدخل مدار الجدية والحسم في حالة وحيدة، اي عندما تعلن القوات ذلك، وتعبّر عن دعم علني لأزعور. وواضح ان القوات ترمي الكرة في اتجاه التيار الوطني الحر في انتظار ما سيقرره تجاه ازعور.

 

امّا من جانب التيار، فعلى الرغم مما يروّج عن اقترابه من اعلان دعمه لأزعور، الا ان مصادر مطلعة تحدثت لـ«الجمهورية» عن انّ ما يروج في العلن يُجافي ما يسود داخل التيار تجاه هذا الامر، مِن تَباين واعتراض عليه من نسبة تقارب نصف عدد نواب تكتل «لبنان القوي»، فضلاً عن انّ المعترضين ينطلقون من انه اذا كان لا بد من دعم مرشّح، فليكن هذا المرشح من داخل التكتل، الذي يضم اعضاء يملكون الاهلية الكاملة للترشح وحمل البرنامح الاصلاحي والانقاذي الذي ينادي به التيار، وليس مرشحاً من داخل ما تسمّى «المنظومة». ومن هنا تستبعد المصادر ان يصل التيار الى تبنّي ترشح ازعور، الا اذا دفعت روح المغامرة بالبعض الى الدفع في هذا الاتجاه، فهذا معناه دخول التيار في واقع يتهدد تماسكه لا يحسد عليه».

 

أين الـ65 صوتاً؟

 

على ان اللافت للانتباه في معمعة البحث عن مرشح تلتفّ حوله المعارضات، ما دأبَت عليه بعض اوساط المعارضة من ترويج لاقتراب بلوغ المعارضات نقطة التفاهم على دعم الوزير ازعور كمرشح يواجه فرنجية، برغم ما ينقل عن ازعور انه لا يقبل بأن يكون مرشح تَحد في وجه رئيس تيار المردة، وهو بالتالي بات يستحوذ على ما يزيد عن 65 صوتاً من النواب.

 

الا ان مصادر مواكبة لحركة الاتصالات استغربت لـ«الجمهورية» ما سمّته «اللاواقعية والتضخيم الوهمي لشيء غير موجود، فالوزير ازعور لم يصل بعد الى ان يشكّل نقطة التقاء بين المعارضة او المعارضات عليه، كَون هذه المعارضات ما زالت عالقة عند تبايناتها ومسلماتها التي رافقتها خلال جلسات الفشل السابقة، ومنعتها من التوحّد والالتفاف حول مرشح معين…».

 

ولفتت المصادر الى انه «صحيح ان اسم ازعور متداول على خط الترشيح، ولكن لا اجماع بين المعارضات عليه، فضلاً عن ان موقف التيار ليس محسوما بعد، اضافة الى ان كتلاً اخرى حسمت تموضعها في الخط الاعتراضي على هذا الترشيح، كنواب الاعتدال وبعض نواب التغيير، وكذلك اللقاء الديموقراطي. وتبعاً لذلك، فإنه في تقريش الاصوات المعارضة التي يروَّج انها تدعم ترشيحه، فهذه الاصوات وفي احسن الاحوال لا تزيد عن نسبة الاصوات التي سبق ونالها ميشال معوض، واذا ما بقي الحال على ما ّهو عليه من صعوبة للاجماع عليه فإنّ مصير ترشيحه لن يكون مختلفا عن مصير ترشيح ميشال معوّض.

البخاري يزور قائد الجيش

 

من جهة ثانية، كانت لافتة امس زيارتان للسفير السعودي وليد البخاري والسفير المصري ياسر علوي، الى قائد الجيش العماد جوزف عون، من دون الادلاء بأي تصريح حول ما دار في اللقاءين بين السفيرين والقائد، ما خلا إشارة عمومية الى انّ البحث تناول سبل دعم المؤسسة العسكرية.

 

قاسم والجميّل

 

الى ذلك، غرّد نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر» كاتباً: «منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من عددٍ وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامِع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ مًن انتخبه».

 

ورد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على تغريدة قاسم، فكتب عبر تويتر: «يعني إمّا التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم؟! لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة؟! تخبّطكم يجعل منطقكم مضحكًا مبكيًا».

 

أمل: تنكيد سياسي

 

واشارت حركة «أمل» في بيان لمكتبها السياسي الى انه «في الوقت الذي يُبدي الحريصون على مصلحة لبنان العليا قدراً وافياً من الخطوات والمواقف التي تدفع إلى إخراج البلد من مأزقه الحالي، وهم الذين استعملوا حقاً وطنياً وقانونياً لهم بدعم مرشحٍ لرئاسة الجمهورية يتحمل عبء المسؤولية ويقود مسيرة إنقاذ البلد، ويُباشر بوضع الحلول للأزمات ذات الأولوية التي تشغُل بال اللبنانيين، تقوم الأطراف الأخرى التي لا يجمعها جامعٌ، لِتَضارب مصالحها وتَنازُع مشاريعها، بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي والإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لُعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحداً تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه».

 

واكدت انه «أمام هذا الواقع نضع اللبنانيين أمام حقيقة الموقف الجدي الذي نروم من ورائه وضع حد نهائي لمسلسل الانهيار الذي يعمل فتكاً وتآكلاً بمؤسسات الدولة ويدفع بأخطر المواقع بها إلى هوّة الفراغ والتعطيل، مما يتسبب بمزيد من المآزق المجتمعية التي تُصيب مصالح اللبنانيين بالصميم، وليس آخرها عدم قدرة الدولة على دفع رواتب موظفيها العاملين منهم والمتقاعدين، وهو الأمر الذي يحتاج إلى جلسة تشريعية لمجلس النواب التي يقف دون عقدها إمعان التعطيليين بضرب المؤسسات تحت حجج واهية».

 

مجلس الوزراء

 

حكومياً، دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى جلسة عاجلة وطارئة لمجلس الوزراء قبل ظهر غد الاربعاء في السرايا الحكومية، ببند وحيد يتعلق بالاتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية أمام قاضية التحقيق الفرنسية في ملف آنا كوساكوفا ورفاقها، وذلك للتباحث والنقاش مع الوزراء حول هذه المسألة، ليقرر مجلس الوزراء في ضوء النقاشات ما يراه مناسباً.

 

وكان ميقاتي قد اجتمع في السرايا، امس، مع الامين العام لهيئة التحقيق الخاصة المعنية بتطبيق قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب عبد الحفيظ منصور، واطلع منه على نتائج إجتماعات فرق العمل والإجتماع العام السادس والثلاثين لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا التي جرت في مملكة البحرين. وأعلن منصور بعد الاجتماع: «استقبلني الرئيس ميقاتي هذا الصباح للاستيضاح عن عملية تقييم مدى التزام لبنان بإجراءات مكافحة تبييض الأموال ومكافحة الإرهاب، ووضَعتُه في الصورة الكاملة، فلبنان خضع لعملية التقييم لمدى التزامه بالمعايير الدولية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب لفترة 16 شهرا، وهي فترة طويلة، لكن هذه الاجراءات عادية وتطبّق في كل دول العالم. وكما جاء في البيان الصادر عن هيئة التحقيق الخاصة نهاية الأسبوع الماضي، فلقد كان التقرير موضع مناقشة على مدى ثلاث جلسات».

وقال: «يقتضي الانتظار لحين صدور التقرير ونشره الشهر المقبل، وقبل نشره لا اعتقد بأنه يمكننا أن نتكلم عن أي اجراءات تتعلق بـ»الادراجات» وما خالفها وكل الاخبار التي انتشرت الأسبوع الماضي. ولقد كان لبنان ممثلاً خلال المناقشات والمداولات بفريق على درجة عالية من المهنية، وهذا كان مثار تقدير جميع الحاضرين، وبذلَ جهدا كبيرا لمناقشة هذا التقرير، وإن شاء الله نرى النتائج في التقرير الذي سينشر الشهر المقبل».

 

*****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الشرخ الرئاسي بين ماكرون والراعي اليوم.. وصِدام بين الحكومة ووزير العدل

استنفار أمني واسع لإطلاق المواطن السعودي.. والرياض تشدِّد على أولوية عودة النازحين

 

تدافعت التطورات، مستظلة الفراغ الرئاسي، مرة واحدة، مع انتقال هذا الملف، في جعبة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان، ومنها الى الاليزيه، حيث سيقابل اليوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في وقت بقي الخلاف يتسع بين الكتل النيابية، لا سيما محور «الثنائي الشيعي» الذي يدعم ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، ومحور المعارضة، الذي يراهن على انضمام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اليه، سواء بالتمسك بتبني ترشيح الوزير السابق جهاز ازعور، او الاتفاق على شخصية بديلة، مع الاشارة الى ان الراعي يحمل الى المرشح ازعور، اسمين، او ثلاثة على الاقل، عُرف منهما النائب المستقيل نعمة افرام والنائب في الكتلة العونية ابراهيم كنعان.

وحسب مصدر مطلع فإن لقاء اليوم بين ماكرون والراعي، سيتناول تعميق الشرخ الرئاسي في لبنان في ضوء ما يجري بالنسبة للمرشحين، لا سيما فرنجية، الذي كانت تدعم ترشحه فرنسا ومعرفة ما اذا ما كانت لا تزال على موقفها.

ومن الملفات المتدافقة، انفجار الخلاف مجدداً بين السراي الكبير والفريق الوزاري العوني، ممثلاً بوزير العدل هنري خوري، الذي يستبق الدعوة الى مجلس الوزراء عند التاسعة من صباح غد، بمؤتمر صحفي، يعقده اليوم، ويتحدث فيه عما وصفه وثائق تفضح المستور ببعض الملفات المتعلقة بأموال اللبنانيين في الخارج.

في هذه الاثناء، سمم خطف المواطن السعودي، الذي يعمل في شركة الخطوط الجوية السعودية في بيروت الاجواء، ودفع السفارة السعودية الى اصدار تعليمات لرعاياها بعدم الخروج الى الشوارع، بالتزامن مع قرب انطلاق الموسم السياحي، الذي وصف بأنه واعد، في وقت اكدت الرياض على لسان الاكاديمي والمحلل السياسي السعودي د. خالد باطرفي ان المملكة العربية السعودية تحمل دائماً همّ لبنان، نافياً ان يكون هناك معادلة س – س جديدة، فالمرحلة انتهت.

وهناك مشكلة في المحادثات مع الرئيس السوري تتعلق بعودة النازحين السوريين، وبالتالي فإنه من المحتم بكيفية عودة هؤلاء الى بلادهم، وعدم تجنيدهم او معاقبتهم، او اي عمل آخر.. وبالتالي فإن دول الخليج ستقوم بما يترتب عليهم لجهة مساعدة اللاجئين.

وتردد ان المواطن السعودي، الذي يقيم في بلدة عرمون، خطف على طريق المطار ليل السبت الفائت، في حين تحدثت معلومات العربية ان المختطف السعودي، تم اختطافه في منطقة البيال بعد ان اوهمه الخاطفون بأنهم تابعون لجهة امنية.

ووفق مصادر قناة «الإخبارية» السعودية، فإن خاطفي المواطن السعودي نقلوه إلى الضاحية الجنوبية وطالبوا بفدية مالية.

واشارت صحيفة «عكاظ» الى ان المواطن السعودي المختطف في لبنان يعمل لصالح الخطوط الجوية السعودية في بيروت.

كما وأشارت المعلومات إلى أنّ عائلة المواطن السعودي المخطوف تلقّت اتّصالاً من رقم هاتفه طالب فيه خاطفوه بمبلغ 400 ألف دولار لقاء تحريره.

تعليق رسمي سعودي

وفي اول تعليق لها بشأن اختطاف احد رعاياها في لبنان، اصدرت السفارة السعودية في لبنان البيان التالي: «تفيد سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية عن تلقيها بلاغًا من ذوي أحد المواطنين الذي فقد الاتصال به فجر يوم الأحد 8 ذو القعدة 1444 هجري الموافق 28 مايو 2023م.

وفي هذا السياق تتواصل السفارة مع السلطات الأمنية اللبنانية على أعلى المستوبات لكشف ملابسات اختفاء المواطن سائلين المولى عز وجل أن يعيده لذويه سالمًا».

يشار الى ان السفير بخاري زار صباحاً قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه، وتناول مواضيع متعددة ومنها الجهود المبذولة، وسط استنفار امني واسع لاطلاق المواطن السعودي المخطوف.

وغرد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، نتابع مع شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي منذ يوم امس قضية اختطاف مواطن سعودي في بيروت، ونحن على تواصل بأدق التفاصيل مع سفير المملكة العربية في لبنان وليد بخاري.

واكد العمل على تحرير اي مواطن يتعرض لأي أذى على ارض لبنان، ما حصل يمس بعلاقة لبنان مع اشقائه وسيكون عقاب الفاعلين قاسياً.


وتوقع مولوي التوصل الى نتائج ايجابية لجهة كشف مصير المواطن السعودي والافراج عنه في وقت قريب.

وكشف مولوي ان المواطن السعودي بخير، ولن نترك قضية اختطافه تمر من دون حساب رادع.

وقال: رصد هاتف المواطن في اكثر من منطقة في بيروت، ويحاط السفير السعودي علماً بكافة تفاصيل القضية.

رئاسياً، تسارعت التطورات على خط الاستحقاق الرئاسي بين تسريب قرب الاعلان عن مرشح المعارضة الوزير الاسبق جهاد ازعور رسميا خلال ساعات من دون ان يقترن هذا الكلام بشيء عملي حتى الان بإنتظار قرار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي تردد انه لم يُطلع كل اعضاء كتلته على استراتيجيته الرئاسية ولا اسم المرشح الذي سيقترحه او يتبناه، وبين زيارة البطريرك بشارة الراعي الى الفاتيكان وباريس حاملا الملف الرئاسي، فيما الوضع الحكومي ما زال عرضة للإهتزاز عند كل كبيرة وصغيرة، ما دفع الرئيس نجيب ميقاتي الى الدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء غدا الاربعاء للبحث في موضوع واحد هو «الاتفاق بالتراضي الذي عقده وزير العدل هنري خوري مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية أمام قاضية التحقيق الفرنسية في ملف آنا كوساكوفا ورفاقها».

على الصعيد الرئاسي، استمرت المشاورات بين عدد من نواب المعارضة ، ولكن تبين حسب معلومات «اللواء» ان لا صحة لما تردد عن عقد اجتماع في مجلس النواب بين عدد من النواب التغييريين ومنهم فراس حمدان وملحم خلف، والنائب ميشال معوض ونائب كتلة الجمهورية القوية غسان حاصباني. وتبين ان الاجتماع حضره فقط نواب المعارضة والنائب المستقل الدكتور غسان سكاف وعضو كتلة لجمهورية الثوية غادة ايوب.

وقال النائب خلف لـ «اللواء»: غير صحيح اني والنائب فراس حمدان حضرنا اجتماعا للنواب، والحقيقة كان لقاءً عادياً يومياً بيني وبين حمدان والنائبة نجاة صليبا في القاعة العامة للمجلس، ولا نعلم اذا كان هناك اجتماع آخر لبعض النواب، لكن الصحيح اننا لم نتبلغ بعد اي امر عن ترشيح المعارضة والتغييريين للوزير ازعور، واذا كان الخبر صحيحا، فليخبرونا لنتخذ الموقف.

وقال خلف في حديث تلفزيوني: المسألة ليست شخصية فهناك مبادئ اذ يجب ان نذهب الى رئيس انقاذي صنع في لبنان، وليس ان يأخذنا رؤساء الكتل الى الخارج وتمس في كرامتنا الوطنية والوكالة المعطاة من الشعب اللبناني.

كما قال معوض من المجلس: إذا تفاهمنا على جهاد أزعور فهو يصبح مرشحاً نتقاطع عليه مع التيار الوطني الحر. وبالتالي لا يكون مرشح المعارضة بل تكون المعارضة قبلت بمرشح وسطي و»راحت على نصف الطريق» للالتقاء مع أحد أفرقاء السلطة القائمة كي لا نبقى بحالة التوازن السلبي القائم في البلد.

واعلن النائب المستقل الدكتور غسان سكاف «انه يتواصل مع كل الافرقاء من ضفتي المجلس، ووصلنا الى شبه اتفاق سيعلن غدا (اليوم) او بعد غد (الاربعاء) عن مرشح للمعارضة. وسنطلب بعد ان تصدر بيانات التأييد للمرشح الذي اصبح معروفا وهو جهاد ازعور وان يفتح مجلس النواب للانتخابات الرئاسية».

وأكدت النائبة غادة ايوب: «تم اعلامنا بأن النائب جبران باسيل يسير بجهاد ازعور ونحن بانتظار الاعلان الرسمي عن الأمر من قبله حتى تتأكد كل قوى المعارضة بان هذا الاعلان جدي ونسير به» .

وفي السياق، أعلن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم «ان الكلام عن ان الوزير السابق جهاد أزعور لا يريد أن يكون مرشّح تحدٍ بوجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية غير صحيح، وهو كما نُقل عنه مستعدّ أن يستمرّ بالمشوار اذا سار باسمه فريق معيّن ونتّفق سوياً ليكون الإعلان عن ترشيح أزعور مشتركا ومتشابها».

اما في مواقف القوى السياسية، فقد غرّد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجيه من عدد وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه.

ورد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على تغريدة قاسم، وقال عبر «تويتر»: يعني إما التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم!؟ لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة!؟ تخبطكم يجعل منطقكم مضحكاً مبكياً.

ورأى المكتب السياسية لحركة امل انه «في الوقت الذي يبدي الحرصاء على مصلحة لبنان العليا قدرا وافيا من الخطوات والمواقف التي تدفع إلى إخراج البلد من مأزقه الحالي، وهم الذين استعملوا حقا وطنيا وقانونيا لهم بدعم مرشحٍ لرئاسة الجمهورية يتحمل عبء المسؤولية ويقود مسيرة إنقاذ البلد، ويباشر بوضع الحلول للأزمات ذات الأولوية التي تشغل بال اللبنانيين، تقوم الأطراف الأخرى التي لا يجمعها جامع لتضارب مصالحها وتنازع مشاريعها بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي والإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحدا تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه.

حراك الراعي

وصل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس الى الفاتيكان، والتقى امين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين، وعرض موضوع الانتخابات الرئاسية معه، قبل ان ينتقل مساء الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء لبحث تطورات الملف الرئاسي.

وكان الراعي قد تلقى قبل سفره اتصالا هاتفيا مطولا من رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وضعه فيه بآخر المستجدات قبيل سفره إلى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي.

ووضع الجميّل البطريرك الراعي بصورة الإتصالات الجارية في الملف الرئاسي، خصوصا لناحية التوافق على ترشيح إحدى الشخصيات والمقاربة التي يجري العمل على أساسها.

جلسة طارئة للحكومة غداً

على الصعيد الحكومي، وجّه الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية كتابًا إلى وزير العدل هنري الخوري دعاه فيه، بناء على طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إلى حضور جلسة عاجلة وطارئة للحكومة، على جدول أعمالها بند وحيد يتعلق بالاتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية أمام قاضية التحقيق الفرنسية في ملف آنا كوساكوفا ورفاقها،( في قضية الحجز على أملاك عائدة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشريكته الأوكرانية)، وذلك للتباحث والنقاش مع الوزراء حول هذه المسألة ليقرر مجلس الوزراء في ضوء النقاشات ما يراه مناسبا

واعتبر الكتاب ان الصيغة التي اعتمدها الوزيرخوري غير قانونية، وقال: ان النقاش في مجلس الوزراء محصور بأسماء المحامين بينما الواجب اعطاء الصيغة القانونية لعقودهم بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء.

على الاثر، اعلن مكيّة عقد جلسة لمجلس الوزراء، بهيئة تصريف الأعمال، التاسعة من صباح يوم الأربعاء في 31/5/2023 في السرايا، لبحث موضوع عقد الاتفاق بالتراضي مع محامين فرنسيين لمعاونة رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل.

وكان وزير العدل هنري خوري قد قرر عقد مؤتمر صحافي في مكتبه في الوزارة ظهر غدٍ الثلاثاء. وبحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، فان الهدف من المؤتمر «تبيان الحقيقة من الباطل بالوثائق والمستندات في موضوع قانونية العقود التي وقعها لتوكيل محامين دوليين لاسترجاع أموال الدولة اللبنانية، بعد تمادي البعض وتشكيك البعض الآخر بأسباب صمته» .

وذكرت المعلومات ان الوزيرخوري لن يحضرجلسة الاربعاء «إ لتزاماً منه بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء» .وأوضح أنه «أرسل كتاباً إلى رئاسة الحكومة، يتضمّن السيرة الذاتية للمحاميين تبدد الشكوك القائمة حولهما».

مستغرباً الإصرار على «إثارة الالتباس حول انتماءات المحاميين خصوصاً إيمانويل داوود، وهو فرنسي من أصول جزائرية وهومن مناصري القضية الفلسطينية»، بعد تسريب معلومات تفيد بأن داوود لديه ارتباطات بمنظمة صهيونية( تدعى ليكرا).

يُذكر ان التحقيقات مع حاكم المصرف المركزي رياض سلامة اظهرت علاقته مع الأوكرانية آنا كوساكوفا التي أنجب منها ابنة. وقال مسؤولو الادعاء الفرنسيون في ديسمبر (كانون الأول) إنهم وضعوا كوساكوفا قيد التحقيق للاشتباه في تورطها في عمليات غسل أموال في إطار هذه القضية.

رواتب على صيرفة

على الصعيد المعيشي وفيما ينفذ موظفو القطاع لعام اضرابا حتى الاسبوع المقبل، ابلغ مصرف لبنان عددا من المؤسسات العامة وكافة المصارف التجارية ان رواتب القطاع العام من الموظفين والمتقاعدين ستدفع هذا الشهر وابتداء منه على سعر صيرفة المعمول به اي 86,300 ليرة لبنانية وبالتالي انتهاء العمل بسعر صيرفة الذي كان معمول به لرواتب القطاع العام بقيمة 60,000 الف ليرة.

وبالتالي فإنه يجري حالياً تحويل رواتب القطاع العام على سعر صيرفة 86,300 ليرة.

واصدرت وزارة المالية بيانا امس حول الرواتب قالت فيه: بما أن وزارة المالية كانت قد أعدت مشروع قانون لفتح اعتمادات إضافية لتأمين الرواتب والأجور عن الفترة المتبقية من العام 2023 وتمت إحالته إلى مجلس الوزراء، الذي قام بإحالته الى مجلس النواب لإقراره وفقا للأصول، وبما أن الاعتمادات اللازمة لتأمين معاشات التقاعد يمكن أن تفتح بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء، أعادت وزارة المالية تذكير مجلس الوزراء بضرورة العمل على تأمين الاعتمادات اللازمة لتغطية الرواتب والأجور ومعاشات التقاعد عن الفترة المتبقية من العام 2023 مع الإشارة الى أنه تم صرف الرواتب والأجور ومعاشات التقاعد عن شهر حزيران وفقا للأصول أي أنها ستحال في موعدها الى حسابات التوطين لدى المصارف.

وكشف وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال عن عزم البنك الدولي «مد لبنان بقرض قيمته قرابة 200 مليون دولار أميركي لدعم القطاعات التنموية لاسيما القطاع الزراعي والمتمثل «بمشروع التطوير» .

وكان الخليل استقبل اليوم في مكتبه في وزارة المالية نائب رئيس البنك الدولي فريد بلحاج، مع وفد في حضور المدير العام لوزارة المالية جورج معراوي ومستشار رئيس مجلس الوزراء سمير ضاهر ، حيث تم استعراض المشاريع الممولة من البنك، لا سيما قروض المساعدة لبرنامج الاسر الاكثر فقرا ودعم القمح.وقد أبدى بلحاج ارتياحا للمسار الذي تسلكه المرحلة لجهة السعي والمساعدة على تجاوز الأزمات الحادة.

وعلى صعيد وزارة المالية، تم التأكيد على المساعدة المالية المقررة لتعزيز القدرات في ما خص التطور الالكتروني.

متى قرار «الدستوري»

في شأن قضائي آخر، يصدر المجلس الدستوري قراره في الطعون المقدمة في قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية بعدما أنهى وضع اللمسات الأخيرة على قراره في الجلسات المتتالية التي عقدها حسبما أكد رئيس المجلس القاضي طنوس مشلب في حديث اذاعي، بعد جلسة عقدها امس، وأنجز فيها بعض النقاط القانونية المثارة.

وقال مشلب: «لم نُنهِ المناقشات ونحن متفقون على كل النقاط، إن أنهينا نصدر القرار غدًا (اليوم) أو بعده لكن قبل 31الجاري.الجنوب: استفزاز جديد

في الجنوب، لجأت قوات الاحتلال الاسرائيلي الى استفزاز جديد للجنوبيين وقوات الطوارئ الدولي والجيش اللبناني والمقاومة من خلال الاقدام على حفر خندق كبير قرب موقع السمّاقة عند تلال كفرشوبا في خرق سافر الهدف منه تغيير معالم الاراضي المملوكة لاهالي بلدة كفرشوبا.

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

«حركة بلا بركة» رئاسياً وحرق الأسماء مُستمرّ… البخاري في «اليرزة» رسالة الى مَن؟

«الكباش» بين ميقاتي وباسيل ينفجر حكومياً… والدولة مُهدّدة بخسارة أموالها!

مُنــــاورة «إسرائيليّة» براً وبحراً وجواً… والمقاومة جاهزة لمواجهة الحسابات الخاطئة – ابراهيم ناصرالدين

 

دولة الاحتلال الاسرائيلي تناور بحرا وجوا وبرا، وتتوجس من اتفاق نووي مرحلي بين الغرب وايران بواسطة سلطة عمان. تجري مناورة ضخمة، وهي تخشى حزب الله، وتهاب الدخول في مواجهة عسكرية قد تكون مكلفة، فيما المقاومة على استنفارها ويقظتها تحسبا لاي «دعسة ناقصة» او خطأ في الحسابات.

 

في الداخل، انفجرت «القلوب المليانة» بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل من «بوابة» وزير العدل هنري الخوري. رئاسيا «الحركة بلا بركة»، لان كل ما يحصل لن ينتج تسوية تملأ الشغور المستمر منذ قرابة السبعة اشهر. فزيارة البطريرك بشارة الراعي الى باريس وقبلها الفاتيكان، لن تغير من الموازين الداخلية او تحدث خرقا خارجيا، يبدو انه غير متاح حتى الآن.

 

وفي الانتظار، ساعات قليلة ويسدل الستار على الفصل الاخير من قصة التفاوض الرئاسي بين «التيار الوطني الحر» وقوى المعارضة، واذا تم تجاوز «شياطين» التفاصيل، وتم الاعلان عن الاتفاق على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة، فهذا لا يعني اننا امام انفراج رئاسي، بل على العكس من ذلك، فالاستحقاق الرئاسي يعود الى «نقطة الصفر» مجددا، لان الامور مقفلة ولن يصل اي من المرشحين الى بعبدا.

«رسالة» الى المعارضة؟

 

وفيما بدأ البطريرك الماروني الكارينال بشارة الراعي زيارة الى الفاتيكان، حيث التقى امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، قبل الانتقال الى باريس للقاء الرئيس ايمانويل ماكرون، حاملا معه اليوم اسم مرشح المعارضة المفترض، زار السفير السعودي لدى لبنان الوليد البخاري، وكذلك السفير المصري ياسر العلوي، قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة. وفيما اكدت مصادر مطلعة ان توقيت الزيارة السعودية لها علاقة بدعم المملكة للجيش اللبناني دون اي خلفيات رئاسية، وجاء توقيتها عقب مناورة حزب الله الاسبوع الماضي، اشارت مصادر اخرى ان الزيارة «رسالة» الى المعارضة، وليست الى «الثنائي الشيعي»، وهي تحمل معنى واضحا يفيد ان «مرشحنا اذا كنتم تريدون ان تتوحدوا هو قائد الجيش وليس احد غيره! مع العلم، ان الموضوع اثير سعوديا مع «القوات اللبنانية» التي سبقت وشرحت موقفها بانها لا مشكلة لديها مع عون، لكن ثمة مشكلة لدى «التيار»، ولا يمكن تجاوزها راهنا، ولهذا فان ترشيح ازعور «للمناورة»، ومجرد حرق لترشيح فرنجية!.

الارقام لا «تكذب»

 

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة على ما يدور في «الكواليس»، فان الامر لا يحتاج الى الكثير من الشرح، فكلا المعسكرين لن يكون قادرا على ايصال مرشحهما الى بعبدا، فهما لا يملكان الـ 86 ولا الـ 65 صوتا، وهذا يعني حكما ان حالة الاستعصاء مستمرة الى «اجل غيرمسمى» مع حرق المزيد من الاسماء، فيما وحده رئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل يغامر»بحرق» مراكبه نهائيا مع حزب الله، دون ان يحقق اي مكسب على الضفة الاخرى التي تجاهر قواها بانعدام الثقة به!؟

«بوانتاج» الاصوات

 

وهذه النظرية يدعمها «بوانتاج» الاصوات، فرنجية من دعم 45 نائباً هم عملياً نواب حزب الله و»ام» لـ (27)، إضافة لنائبين علويين، و9 نواب سُنة مقربين من «الثنائي الشيعي» والنواب المسيحيين الـ 4 في التكتل «الوطني المستقل» و3 نواب أرمن، واذا انضم عدد من النواب المستقلين إليهم ليرتفع العدد إلى نحو 50 صوتا. من جهة اخرى، ينطلق أزعور من دعم نواب «الجمهورية القوية» الـ 19 ونواب «الكتائب» الـ4، إضافة لنواب «التيار الوطني الحر» الـ 16. كذلك سيصوت لأزعور عدد من النواب المستقلين ونواب «التغيير»، ما يرجح تخطيه وصوله الى عتبة الـ50 نائباً.

 

لكن تبقى العقدة الاسياسية اشتراط الحزب «التقدمي الاشتراكي» ونواب كتلة «الاعتدال الوطني» أن يكون أي مرشح يصوتون له هو مرشح توافقي لا مرشح مواجهة. والا فانهم سيصوتون «بورقة بيضاء».

تباينات «التيار»

 

من جهتها، لا تخفي مصادر «التيار الوطني الحر» وجود تباينات داخل تكتل «لبنان القوي» حول الملف الرئاسي، لكنها اكدت ان الموقف لم يطرح بعد للنقاش على «طاولة» الكتلة التي تعقد جلستها الاسبوعية اليوم. لكن من الواضح ان اي تفاهمات محتملة للمرحلة المقبلة لم ولن تحصل، فلا «سلة» تفاهمات على المشروع الانقاذي، والحكومة، وحاكم مصرف لبنان، وغيرها من الامور الاساسية، وكل ما سيحصل مجرد تفاهم على التقاطع على اسم مرشح يخلق «فيتو» يجبر «الثنائي» على التفاوض على خيار ثالث.

ازعور مرشح «تحدي»؟

 

وفي انتظار حسم «التيار الوطني الحر» خياراته واعلانه رسميا السير بأزعور، أعلن عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم أنه في الأيام المقبلة سيصدر الكلام الرسمي بشأن الملف الرئاسي، نافيا اعلان الوزير السابق جهاد أزعور انه لا يريد أن يكون مرشّح تحد بوجه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية .. وفي هذا الاطار، اعلن النائب غسان سكاف التواصل مع كل الافرقاء من ضفتي المجلس وقال:»وصلنا الى شبه اتفاق سيعلن اليوم او غدا عن مرشح للمعارضة». واضاف «سنطلب بعد ان تصدر بيانات التأييد للمرشح الذي اصبح معروفا وهو جهاد ازعور، ان يفتح مجلس النواب للانتخابات الرئاسية».

 معايير حزب الله رئاسيا

 

من جهته، غرّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر»، قائلا: «منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجيه من عدد وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة، وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه».

الجميل يرد

 

في المقابل، رد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل على تغريدة الشيخ قاسم، وقال عبر تويتر:» يعني إما التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم، وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم!؟ لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة!؟  تخبطكم يجعل منطقكم مضحكًا مبكيًا».

نكد سياسي

 

من جهته، رأى المكتب السياسي لحركة «امل» انه «في الوقت الذي يبدي الحرصاء على مصلحة لبنان العليا، تقوم الأطراف الأخرى التي لا يجمعها جامع لتضارب مصالحها وتنازع مشاريعها بعملية التقاء قسري، ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي والإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحدا تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين، ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه.

«كباش» حكومي

 

في هذا الوقت، انفجر الخلاف السياسي بين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، من «بوابة» قرار وزير العدل هنري الخوري، تعيين محاميين فرنسيين بموجب اتفاق بالتراضي، لتمثيل الدولة اللبنانية أمام القضاء الفرنسي في قضية الحجز على أملاك عائدة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشريكته الأوكرانية آنا كوزاكوفا..

 

وفيما يعقد الخوري مؤتمرا صحافيا اليوم، لفضح ما اسماه معرقلي حصول لبنان على حقوقه المالية، وجّه الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية كتابًا إلى وزير العدل، بناءً على طلب ميقاتي، دعاه فيه إلى حضور جلسة عاجلة وطارئة للحكومة عند الساعة التاسعة من صباح يوم غد، على جدول أعمالها بند وحيد يتعلق باتفاق التراضي، وذلك للبحث والنقاش مع الوزراء حول هذه المسألة ليقرر مجلس الوزراء في ضوء النقاشات ما يراه مناسباً.

احراج وزير العدل

 

وتأتي خطوة دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد، وتوجيه كتاب خطّي إلى وزير العدل، في محاولة لإحراج الأخير وتحميله مسؤولية تطيير الجلسة، فالوزراء كانوا سيطلبون من الخوري توضيحات حول تكليف المحاميين الفرنسيين، في ظلّ معلومات تفيد بأن أحدهما إيمانويل داوود لديه ارتباطات بمنظمة صهيونية.

 

ووفقا للمعلومات، فان استياء ميقاتي سببه تفرّد وزير العدل بقرار تعيين المحاميين إيمانويل داوود وباسكال بوفيه، وعدم سلوك القنوات القانونية التي تُعتمد في هكذا حالات، والتي تبدأ باقتراح المدير العام لوزارة العدل القاضي محمد المصري أسماء المحامين ونيل موافقة الوزير، قبل أن ينتقل الملفّ إلى مجلس الوزراء لإصدار مرسوم التعيين، مشيرة إلى أن التواصل بين وزير العدل والمدير العام للوزارة القاضي محمد المصري مقطوع نهائياً منذ أسابيع، وأن الوزير قلّص صلاحيات المدير العام إلى أقصى الحدود.. ؟!

تطيير الجلسة

 

من جهتها اوضحت مصادر مطلعة ان الوزير لن يحضر جلسة الاربعاء، وهو ارسل كتاباً إلى رئاسة الحكومة يتضمّن السيرة الذاتية للمحاميين تبدد الشكوك القائمة حولهما، ويؤدي غياب وزير العدل عن جلسة مجلس الوزراء حتماً إلى تطييرها، لأن الوزراء يريدون الاستماع إلى توضيحات وزير العدل، والتالي عدم تعيين المحاميين، إلّا أن الخوري تمسّك بقرار المقاطعة. وتحمّل مصادر ميقاتي وزير العدل مسؤولية إفشال الجلسة، وتطيير قرار تعيين المحاميين الذي يتطلّب موافقة مجلس الوزراء.

 مناورة عسكرية

 

في غضون ذلك، وفي ظل «صمت» مطبق من قبل اطراف لبنانية انتقدت مناورة حزب الله الاسبوع الماضي، بدأت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس مناورات واسعة على مستوى كل وحدات الجيش وتخصصاته في الجو والبر والبحر، تستمر حوالي أسبوعين، حيث لوحظ حركة للطيران الحربي ، وتم تحويل مسارات الطيران المدني في سماء فلسطين المحتلة، وإغلاقها أمام تحليق الطيارين الهواة. ووفقا لمصادر مطلعة، فان المقاومة على طول الحدود الجنوبية في وضعية «اليقظة» التامة، وهي تحافظ على القدر المطلوب من الجهوزية لمواجهة اي مغامرة «اسرائيلية» محتملة.

 

وتاتي هذه المناورة على وقع التحذيرات والتهديدات التي أطلقها كبار مسؤولي جهاز الأمن في مؤتمر هرتسيليا الذي انعقد الأسبوع الماضي حول التخوف من مواجهة بل وحرب شاملة مع إيران وحزب الله.

«لعبة اطفال»؟

 

وفي هذا السياق، لفتت صحيفة «اسرائيل اليوم» الى ان حرباً مع حزب الله ليست لعبة أطفال، ولا يمكن الانتصار في المعركة من خلال اطلاق التصريحات والتهديدات، فإذا وجدت «إسرائيل» نفسها مرة أخرى مع اصحاب قرار مترددين لا يعرفون كيف يحددون هدفاً وغاية للمعركة، وإذا لم تعد الجبهة الداخلية كما ينبغي لمواجهة قوة الحزب التي تتعاظم قدراته، فلن نكون قد فعلنا شيئا. والأهم من كل شيء، يجدر بنا أن نتخلى منذ البداية عن جولة مواجهة كل غايتها تمديد الزمن حتى جولة المواجهة التالية بعدها. او العودة الى قاعدة ارساها رئيس الحكومة الاسبق مناحم بيغن في حينه حين قال» النصر الأكبر الذي يمكن تحقيقه في الحرب – هو منعها»!.

 هواجس «اسرائيلية»

 

وتاتي هذه المناورات على خلفية القلق «الاسرائيلي» من نتائج زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد إلى طهران، والتي تنتهي اليوم حيث تحدثت وسائل إعلام «إسرائيلية»، عن وجود تبادل رسائل بين الأميركيين والإيرانيين عبر مسقط، لانضاج اتفاق نووي مرحلي بين إيران والغرب يبقي بحوزة إيران قدراتها النووية ويثبت الإنتاج الحالي، في المقابل ترفع الولايات المتحدة جزءاً من العقوبات، وعملياً تمكن إيران من الازدهار الاقتصادي مرة أخرى. وعلى الرغم من وجود خلافات في الإدارة الأميركية بخصوص هذا الاحتمال، فانه»حيّ ويتنفس»، بحسب «الاسرائيليين»، الأمر الذي يثير الكثير من المخاوف داخل القيادتين العسكرية والسياسية، خصوصا ان الاقتراح الذي تمّت مناقشته، يقترح تجميد إيران بعض أنشطتها النووية، ووقف تخصيب اليورانيوم عند 60 بالمئة.

  3 ساعات كهرباء اضافية؟

 

كهربائيا، أعلن وزير الطاقة وليد فياض، أنّ ساعات التغذية بالتيار الكهربائي سترتفع عند وصول الكميات الإضافية من الفيول العراقي التي نبادلها بالغاز أويل. وأكد بعد لقائه ميقاتي في السرايا، العمل لزيادة الكمية من 80 ألف طن شهري إلى 160 ألف طن بالنسبة لأشهر تموز وآب وأيلول، ما يؤدّي إلى مضاعفة ساعات التغذية، إضافة إلى الكهرباء المؤمّنة بواسطة شراء الفيول عبر مصرف لبنان ضمن آلية سلفة الخزينة، ما يؤدّي إلى زيادة 3 ساعات إضافية أيضاً من الكهرباء، ولكن علينا انتظار كمية الفيول من العراق.

الانتخابات البلدية؟

 

في غضون ذلك، يفترض ان يصدر المجلس الدستوري قراره في الطعون المقدمة في قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، بعدما أنهى وضع اللمسات الأخيرة على قراره في الجلسات المتتالية التي عقدها، حسبما أكد رئيس المجلس القاضي طنوس مشلب بعد جلسة عقدها امس، وأنجز فيها بعض النقاط القانونية المثارة. وقال مشلب «لم نُنهِ المناقشات اليوم ونحن متفقون على كل النقاط، إن أنهينا نصدر القرار الثلاثاء او الاربعاء لكن قبل 31 من الجاري.

***************************

افتتاحية صحيفة الشرق

المعارضة مربكة و «الحزب » متشدّد والانتخاب بعيد  

 

دفق مستجدات طفى على سطح مياه الملف الرئاسي الراكدة منذ مدة امس. اتفاق المعارضة والتيار الوطني الحر بات قاب قوسين من اعلانه في الساعات المقبلة، إن لم يحضر شيطان التفاصيل في اللحظات الاخيرة او يكمن «طرف ما متشظٍ على كوع العرقلة»، والمتشظون كثر، لا سيما فريق الثنائي الذي فجر جام غضبه في بياناته المنتقدة تقارب قوى «لا يجمعها جامع لتضارب مصالحها وتنازع مشاريعها بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي»، وادار محركاته سعيا لفرملة اندفاعة حليف الامس نحو المعارضة وكسر جرة «مار مخايل» في شكل غير قابل للترميم.

 

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حطّ في دوائر الفاتيكان متأبطا ورقة التوافق المسيحي العريض على مرشح رئاسي هو الوزير السابق جهاد ازعور، بعدما رحب في عظته امس بالاتفاق ، قبل ان يطير الى فرنسا للغاية نفسها .

 

السفير السعودي وليد بخاري زار قائد الجيش العماد جوزيف عون وتبعه سفير مصر ياسر علوي.

 

اما حكوميا، وبعيد مؤتمر صحافي سيعقده وزير العدل هنري خوري اليوم ، سارع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى توجيه دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد في التاسعة صباح غد الاربعاء لبحث موضوع عقد الاتفاق بالتراضي مع محامين فرنسيين لمعاونة رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل  في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية أمام قاضية التحقيق الفرنسية  آنا كوساكوفا ورفاقها في ملف التحقيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لاتخاذ القرار.

 

نحو اعلان الاتفاق؟

رئاسيا، سجلت حركة مكثفة في العلن والكواليس سيما في خندق القوى المعارضة والتيار الوطني الحر. ويبدو ان اعلان التوصل الى اتفاق بينهما على مرشح مشترك هو الوزير السابق جهاد ازعور بات وشيكا. في هذا الاطار، اعلن النائب غسان سكاف «اتواصل مع كل الافرقاء من ضفتي المجلس ووصلنا الى شبه اتفاق سيعلن غدا (اليوم )او بعد غد (غدا )عن مرشح للمعارضة وسنطلب بعد ان تصدر بيانات التأييد للمرشح الذي اصبح معروفا وهو جهاد ازعور ان يفتح مجلس النواب للانتخابات الرئاسية».

أزعور لا يريد؟

وفي انتظار حسم التيار الوطني الحر خياراته واعلانه رسميا السير بأزعور، أعلن عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم أن «في الأيام المقبلة، سيصدر الكلام الرسمي لتكتلنا بشأن الملف الرئاسي». وقال في حديث تلفزيوني «الصدق بين القوى كافة يظهر يوماً بعد يوم مع مناقشة التفاصيل الدقيقة». وتابع  «كلام الوزير السابق جهاد أزعور عن أنه لا يريد أن يكون مرشّح تحد بوجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية غير صحيح، وهو كما نقل عنه مستعدّ أن يستمرّ بالمشوار اذا سار باسمه فريق معيّن ونتّفق سويًا ليكون الإعلان عن ترشيح أزعور مشتركا ومتشابهًا».

قاسم والمصالح

على الضفة الاخرى، غرّد نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر»، «منذ البداية انطلق ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من عدد وازن وهو إلى زيادة. ويحاول المعترضون على البرامج والسياسات الاتفاق لمواجهة فرنجية، وبالكاد يجتمعون على واحد من لائحة فيها ستة عشر مرشحاً. معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية. حرِّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيِّقة وتعالوا ننتخب رئيساً حُرَّاَ ينقذُ البلد ولا يكون أسيرَ من انتخبه».

الجميل يرد

ورد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على تغريدة قاسم، وقال عبر تويتر:» يعني إما التوافق على مرشح التحدي الخاص بكم وإما الرضوخ الدائم لإملاءاتكم!؟ لم يعد في قاموسكم إمكانية لخيارات أخرى غير خياراتكم المدمرة!؟  تخبطكم يجعل منطقكم مضحكًا مبكيًا».

امل والتنكيد: بدوره، رأى المكتب السياسية لحركة امل انه «في الوقت الذي يبدي الحرصاء على مصلحة لبنان العليا قدرا وافيا من الخطوات والمواقف التي تدفع إلى إخراج البلد من مأزقه الحالي، وهم الذين استعملوا حقا وطنيا وقانونيا لهم بدعم مرشحٍ لرئاسة الجمهورية يتحمل عبء المسؤولية ويقود مسيرة إنقاذ البلد، ويباشر بوضع الحلول للأزمات ذات الأولوية التي تشغل بال اللبنانيين، تقوم الأطراف الأخرى التي لا يجمعها جامع لتضارب مصالحها وتنازع مشاريعها بعملية التقاء قسري ليس له من غاية إلا التنكيد السياسي والإمعان في ضرب فرص إنقاذ البلد وممارسة لعبة الهواة في تسميات ليست جادة، ويعملون واحدا تلو الآخر على اللعب بمرشحين مفترضين ليس من أجل تأمين فرص وصولهم إلى سدة الرئاسة، بل من أجل تعطيل المرشح الجدي الوحيد حتى تاريخه».

الراعي الى الاليزيه

وتأتي هذه الدينامية الرئاسية كلها في وقت يزور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي باريس غدا حيث يستقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. واليوم، التقى الراعي  في الفاتيكان امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين.

اتصال مطول: ليس بعيدا، افيد  أن النائب سامي الجميّل أجرى اتصالا مطولا بالبطريرك  الراعي وضعه فيه بآخر المستجدات قبيل سفره إلى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي. ووضع الجميّل البطريرك الراعي بصورة الإتصالات الجارية في الملف الرئاسي خصوصا لناحية التوافق على ترشيح إحدى الشخصيات والمقاربة التي يجري العمل على أساسها.

قرار الدستوري

في شأن قضائي آخر، يصدر المجلس الدستوري قراره في الطعون المقدمة في قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية بعدما أنهى وضع اللمسات الأخيرة على قراره في الجلسات المتتالية التي عقدها حسبما أكد رئيس المجلس القاضي طنوس مشلب في حديث اذاعي، بعد جلسة عقدها اليوم وأنجز فيها بعض النقاط القانونية المثارة. وقال مشلب «لم نُنهِ المناقشات اليوم ونحن متفقون على كل النقاط، إن أنهينا نصدر القرار غدًا أو بعده لكن قبل 31 من الجاري».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram