افتتاحية صحيفة البناء:
تركيا قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسية: رهانات على لقاء موسكو… وآمال بقمة الأسد ـ أردوغان سورية تستعيد مقعدها في الجامعة غداة زيارة رئيسي رغم التحذير الأميركي ووسط غضب إسرائيلي باسيل: تصلب فريقي الممانعة والمواجهة يمنع التوافق… ويمكن للاتفاق على المشروع أن يشكل حلا
تتجه تركيا نحو الانتخابات الرئاسية الأحد المقبل، وسط معركة تنافس شديدة السخونة، حيث الفوارق التي تعبر عنها استطلاعات الرأي تقع في دائرة الـ 2% لصالح كل من الرئيس رجب أردوغان ومنافسه مرشح المعارضة كمال كليجدار، ووفقاً للصنداي تايمز يبدو أن خسارة أردوغان مرجّحة، بينما وفقاً لقادة حزب العدالة والتنمية فإن تصويت جماعات كردية محافظة لصالح أردوغان يمكن أن يرجّح كفته. وفي هذا المناخ تقارب قيادة حزب العدالة والتنمية مسار المصالحة مع سورية، بصفتها واحدة من الأوراق الرابحة رغم كلفتها المتصلة بالشروط التي وضعتها سورية وفي مقدّمتها التزام تركي صريح بالانسحاب من الأراضي السورية، والتعاون في تفكيك الجامعات الإرهابية شمال غرب سورية، أسوة بالطلب التركي بإنهاء الكانتون الكردي الانفصالي شمال شرق سورية، ولذلك يتمّ السعي لتسريع عناصر هذه المصالحة التركية السورية التي يؤكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن لقاء تستضيفه موسكو غداً الأربعاء لوزراء خارجية الرباعية الروسية الإيرانية التركية السورية، سيشكل محطة فاصلة على صعيد التحضير للقاء على مستوى القمة للرئيسين السوري الدكتور بشار الأسد والتركي رجب أردوغان، وهو ما تصفه الصحف الغربية بالورقة الرابحة لأردوغان في الانتخابات، وهي ورقة لن يمانع الرئيس الأسد بمنحها إذا حصلت سورية على ما تطلبه.
يأتي التسارع التركي على إيقاع التطور الكبير الذي مثلته استعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، تمهيداً لدعوة رئيسها للمشاركة في القمة العربية التي تنعقد في الرياض بعد عشرة أيام، وقرار استعادة سورية لمقعدها تمّ في اجتماع أول أمس، للمجلس الوزاري في الجامعة، دون الحاجة للتصويت، وسجل الأميركيون أكثر من موقف احتجاجي كان آخره تحذير للدول العربية من العقوبات، التي يفرضها قانون قيصر، والتي قال بيان للبيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، للمسؤولين السعوديين خلال زيارته الأخيرة للرياض، بما يعكس حجم الغيظ الأميركي من تصاعد موجة الانفتاح على سورية، بصورة تتقاطع مع الغضب الاسرائيلي الذي لم تخفه وسائل الإعلام الإسرائيلي، وصولاً إلى تهكم بعضها على رهانات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على عزل سورية عربياً، حتى يتحقق ما كان يصفه بالشرط العربي الإسرائيلي المشترك، والمقصود قطع علاقة سورية بإيران، بينما تستعيد سورية مقعدها العربي غداة زيارة تاريخية للرئيس الإيراني الى سورية، وهو ما حدا ببعض المعلقين إلى التهكم على نتنياهو بوصف القرار العربي بالمكافأة لسورية على تعزيز علاقتها بإيران.
لبنانياً، يستمر الجمود الرئاسي، في ظل بقاء الوزير السابق سليمان فرنجية مرشحاً جدياً وحيداً، مع فشل محاولات إنتاج مرشح منافس، وتعقيدات طرح اسم قائد الجيش العماد جوزف عون مرشحاً بسبب الحاجة لتعديل دستوري لانتخابه، وهو ما يبدو مستحيلاً. وعن هذا الاستعصاء تحدث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فقال إن مساعي التوصل الى مرشح توافقي لا يتحدّى أياً من الأطراف لم تنجح بسبب تصلب من وصفهم بفريقي الممانعة والمواجهة، داعياً الى تنازلات متبادلة تتيح الخروج من الفراغ الرئاسي وتتيح ملاقاة المتغيرات التي تشهدها المنطقة والانفراجات التي يمكن للبنان الاستفادة منها، ومع استبعاد باسيل لإمكانية التفاؤل بتحقيق ذلك، فتح الباب لفرضية موازية سبق له الحديث عنها، وهي استعداد التيار لإزالة تحفظه على أسماء المرشحين ومنهم فرنجية، إذا تمّ التوصل مع الكتل النيابية المعنية، وخصوصاً مع حزب الله على مشروع موحد لمقاربة الشأن الداخلي تلتزمه الكتل النيابية التي ستشكل نواة الحكومة المقبلة، وكان لافتاً أن باسيل حرص على استخدام لغة مطمئنة في الحديث عن حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري، رغم تمسكه بمواقفه المخالفة لدعم ترشيح فرنجية.
وخطف قرار مجلس وزراء الخارجية العرب باستعادة سورية مقعدها في جامعة الدول العربية الأضواء المحلية والإقليمية، لما له من مفاعيل ومترتبات وانعكاسات على مستوى المنطقة والعالم العربي، وبطبيعة الحال لبنان، وسط ترقب الأوساط السياسية المحلية لانعقاد القمة العربية أواخر الشهر الحالي ومستوى تمثيل الدول والمشاركين فيها، وما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد سيشارك شخصياً أم لا، وسط ترجيح مصادر مطلعة لـ»البناء» أن يمثله وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، كما تترقب الأوساط طرح الملف اللبناني في القمة في ظل رهان على المشاورات واللقاءات بين رؤساء وممثلي الدول على هامش القمة للدفع بتسوية رئاسية في لبنان.
واعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أنه “إذا ترسّخ التقارب السعودي الإيراني، فإن ذلك قد يبشر بالخير على اليمن ولبنان وسورية”، لافتة إلى أن “ذلك من الممكن أن يتسبب بكارثة لـ”إسرائيل».
وفي حين رأت أن كافة الإشارات، الصغيرة والكبيرة، تشير إلى أن التقارب حقيقيّ، اعتبرت أن “السؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت رياح التغيير هذه يمكن أن تنتشر عبر الشرق الأوسط، وتفتح نزاعات في اليمن ولبنان والعراق وسورية وحتى “إسرائيل”، والتي تفاقمت جميعها أو استمرت بسبب التنافس السعودي الإيراني”.
في المواقف المحلية، رأى المكتب السياسي لحركة أمل في عودة سورية إلى الجامعة العربية “فرصة لتصويب العلاقات اللبنانية السورية وإعادتها إلى مسارها الطبيعي عبر التواصل السياسي بين حكومتي البلدين وإسقاط العقبات الوهمية عند البعض من أجل إنجاز وحلّ الكثير من الملفات العالقة وأولها قضية النزوح السوري إلى لبنان”. وأكد ضرورة “التقاط هذه الفرصة الإقليمية من قبل اللبنانيين كي يبنوا عليها رؤية وطنية إنقاذية تتجلى بتوافقهم على انتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد في هذه اللحظات الوطنية والإقليمية الدقيقة، استباقاً للشغور في مواقع إدارية وقيادية حساسة، عدم ملئها يفاقم الأزمات ويزيدها تعقيداً، وإن هذا الملف لم يعد يحتمل تأخيراً وتسويفاً وشروطاً وشروطاً مضادة”.
ووصف رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي، استعادة سورية لعضويتها في الجامعة العربية بـ “الخطوة النوعية في مسار لم الشمل العربي واستئناف علاقات التعاون والتضامن التي ينص عليها ميثاق الجامعة”. ولفت كرامي، الى أننا “في لبنان نتطلع الى الانعكاسات الايجابية بكثير من التفاؤل، كما نأمل كعروبيين بالوصول الى اتحاد عربي يؤسّس لعصر جديد من النهوض والازدهار”.
وارتفاع منسوب الإيجابية بقرب إنجاز الاستحقاق الرئاسي وقد توقع أكثر من مصدر سياسيّ لـ”البناء” انتخاب رئيس للجمهورية خلال الشهرين المقبلين بعد القمة العربية استناداً الى المعطيات الآتية من الإقليم لا سيما التقارب السعودي – الإيراني والسعودي – السوري، مؤكدة ارتفاع حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على الرغم من التعقيدات المحلية التي سيتم تجاوزها في نهاية المطاف بأكثر من مخرج”، موضحة أن فرنجية يشكل نقطة تقاطع ومصلحة مشتركة سعودية ايرانية سورية لا يستطيع أي مرشح آخر ترجمة مصالح هذه “السيبة” الإقليمية. وأشارت أوساط ديبلوماسية لـ”البناء” الى أن موسكو وبكين تدعمان انتخاب رئيس للجمهورية وتعملان مع طهران والرياض على توفير الظروف الملائمة لهذه التسوية والمساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان وفي المنطقة برمتها.
وعكس زوار عين التينة لـ”البناء” ارتياح رئيس مجلس النواب نبيه بري للأجواء الرئاسية بعد اللقاء مع السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، مشيرين الى أن بري يرصد المؤشرات والإشارات الإقليمية والمواقف الداخلية ويجري مروحة مشاورات ولقاءات مع القوى السياسية كان آخرها مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لتقرير الخطوة التالية، وعندما تنضج الأمور لن يتأخر عن الدعوة الى جلسة لانتخاب الرئيس ولتتحمل الكتل النيابية مسؤوليتها في ممارسة دورها بالمشاركة والتصويت لإنهاء الفراغ الرئاسي.
إلا أن مصادر أخرى قريبة من الأميركيين لا ترى أي تغير بمشهد الجمود الرئاسي القائم، مستبعدة عبر “البناء” أي تسوية قريبة لوجود جملة عقد داخلية وخارجية، ولا تجد في كلام السفير السعودي أي جديد. موضحة أن “المتغيرات الإقليمية لم تنعكس على لبنان حتى الساعة”، لافتة الى أنه لو نقل السفير السعودي الى المرجعيات السياسية موافقة المملكة على فرنجية لكان بري دعا الى جلسة فورية لانتخاب الرئيس.
وأكد السفير السعودي وليد البخاري أنّ “الرياض تأمل أن يُغلّب الأفرقاء السياسيون المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها لبنان”. وأضاف أنّ “الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من رؤية تفضيلية للعلاقة مع طائفة على حساب أخرى”.
وكان السفير السعودي سلّم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دعوة من خادم الحرمين الشريفين، سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستُعقد في جدة في 19 الحالي. وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، إضافة إلى العلاقات اللبنانية – السعودية.
وكان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لفت في حديث تلفزيوني الى أن “لا إرادة داخلية تلاقي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الداخل، وهناك رفض من القوى المسيحية لوصوله، ونحن في معادلة فريق الممانعة ومرشحه المعلن سليمان فرنجية وفريق المواجهة ومرشحه المضمر قائد الجيش والفريق الثالث وهو نحن ومستقلون وقد يكون الاشتراكي”. وأكد بأن “فريقاً وحده لا يمكن أن يأتي برئيس، وحتّى ان اتفق اثنان يحتاجان الى الثالث من أجل النصاب وحتى لو أمّن فريقان النصاب لا يمكن لرئيس مواجهة أن يحكم”.
وأكد باسيل بأن “الحلّ للرئاسة هو برنامج وتوجهات عامّة وعلى الاسم ان يأتي منطلقاً من البرنامج ليجد فرص نجاح أكبر، ورئيس الجمهورية يمثل المسيحيين في السلطة ويجب أن يكون لديه دعم من المسيحيين ورضا من الأطراف اللبنانية كافة”، ولفت الى ان “فريق الممانعة عبر فرنسا يقدّم ضمانات للفريق الآخر وعدم الالتزام بأي من هذه الضمانات يعرقل المسار، فيما الفريق المقابل يطلب ضمانات أيضاً، وهذا غير كاف، والفريقان يسألوننا ماذا تريدون من ضمانات فيما نجيب أن الضمانات لا تتعلق بالحصص».
لجهة الحراك الداخلي الرئاسي، استكمل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على المرجعيات، والتقى أمين عام حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان في مقرّ الحزب في برج حمود.
ووضع بوصعب بقرادونيان، خلال اللقاء، بجو النقاشات الحاصلة مع كل رؤساء الكتل التي زارها شارحاً الهدف منها، بحيث كان توافق بين الطرفين على اهمية ما يجري من تواصل وتطابق بوجهات النظر حول ما يطرح. وقد اتفق الطرفان على متابعة النقاش واستكماله بمراحل مقبلة.
الى ذلك، لا يزال ملف النزوح السوري في واجهة المشهد الداخلي. إذ رأس ميقاتي عصر أمس، اجتماعاً تشاورياً وزارياً، استقبل المنسقَ المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا. وتناول اللقاء مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في منتصف شهر حزيران المقبل والذي سيخصص لموضوع اللاجئين السوريين.
وأفادت مصادر إعلامية أنه “خلال اللقاء التشاوري الذي عقده ميقاتي مع الوزراء في السرايا الحكومي، تم التشاور بثلاثة مواضيع مهمة، أهمها ملف النزوح السوري، حيث اطلع الوزراء على مستجدّات الملف مع وتشكيل اللجان في هذا الخصوص وتمنى الوزراء على ميقاتي الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء على جدول أعمالها بند وحيد يتعلق بالنزوح”.
وأضافت المصادر: “كما تمنى ميقاتي، أن يتم التوافق على مشاركة الوزراء كافة في الجلسة لأهمية الموضوع”، أما الموضوع التشاوري الثاني فتعلق بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وما هي الخيارات المتاحة في حال صدر الحكم الأوروبي بحق سلامة، ومن بين الطروحات التي ذكرت تعيين حارس قضائي”، وطلب رئيس الحكومة من الوزراء إعداد ميزانيات وزاراتهم وتقديمها لإعداد مشروع موازنة العام 2023.
وذكرت المصادر أنه “سيتم التواصل مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في محاولة لإقناعه بمشاركة جميع الوزراء في جلسة النزوح والاتفاق على موقف واحد يحمله لبنان الى القمة العربية”.
على صعيد قضائي آخر، أشار رئيس المجلس الدستوري طنوس مشلب الى أن مرحلة درس الطعون بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية لا تزال في البداية، ولم يعقد بعد أي اجتماع للمجلس. ولفت الى ان من المفترض ان يصدر قرار المجلس بموضوع الطعون المقدمة قبل 31 أيار.
وكشفت مصادر القاضية غادة عون لـ”البناء” أن مكتب محاماة القاضية عون تبلّغ قرار المجلس التأديبي بطرد القاضية عون الخميس الماضي، وينكبّ حالياً على دراسة حيثياته القانونية ويحضر تقديم استئناف خلال المدة القانونية المحددة أي خلال 15 يوماً، وحتى يتم البت بقرار الاستئناف ستمارس القاضية عون أعمالها بشكل اعتيادي بكافة الملفات المطروحة أمامها.
وشدّدت المصادر على أن القرار كيدي وسنوضح ونشرح ذلك بالأدلة القانونية في كتاب الاستئناف، لا سيما أن القاضية عون لم تخالف موجب التحفظ حيث لا نص واضح وصريح يتحدّث عن هذه النقطة، ما يؤكد بأن القرار كان بهدف الاقتصاص من القاضية عون. وأكدت المصادر بأن القاضية عون لم تسرّب تحقيقات بأي ملف ولم تكشف أي أرقام للتحويلات المالية للخارج، لكنها في ملف شركة مكتف اضطرت لإعلام الرأي العام مكرهة لرفض ادارة الشركة تسليم الداتا للقضاء.
*********************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
ميقاتي يقترح جلسة للنازحين: لا تمديد لسلامة
خرق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الهدوء السياسي بجلسة تشاور وزارية، تطرق فيها الى مسائل أساسية، أبرزها ملف النازحين السوريين في ضوء التطورات على الصعيد العربي، وملف حاكمية مصرف لبنان مع اقتراب انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة.
حضر اللقاء، الذي عقد عصر أمس في السرايا، عدد كبير من الوزراء؛ من بينهم من يقاطعون جلسات الحكومة، مثل وزراء: العدل هنري خوري، والمهجرين عصام شرف الدين، والدفاع موريس سليم، والشباب والرياضة جورج كلاس والخارجية عبد الله بوحبيب. وتحدث ميقاتي عن الصعوبات الراهنة، وقال «ان احتمال إطالة أمد الشغور الرئاسي قائم وبقوة. وفي هذه الحال، ستواصل الحكومة القيام بأعمالها، وهناك مسائل كثيرة تتطلب توافقاً وطنياً». وتوجه ميقاتي الى الوزراء المقاطعين لجلسات الحكومة، بالقول: «لديكم موقف سياسي، لكن ما تقومون به يعطّل مصالح المواطنين، ولا أعرف بوجه من تقومون بذلك. الأمور تتطلب أن نتحمل المسؤولية جميعاً. لا يمكن الاستمرار بهذه السلبية، وأدعوكم الى حضور جلسات الحكومة، وأتعهد بألا تتخذ القرارات إلا بالأكثرية، وأن أعقد اجتماعات تحضيرية للتوافق المسبق على جدول الأعمال».
وتطرق البحث الى ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والسيناريوات المطروحة في حال انتهاء ولايته قبل انتخاب رئيس للجمهورية، فأكد ميقاتي «أنني لن أوافق على التمديد لسلامة دقيقة إضافية، ولست من يرشح الحاكم البديل، ولن أطرح أي اسم أو أثني على أيّ مرشح. وحتى عندما جرى الحديث عن كميل أبو سليمان، زارني كما زار جميع القوى المعنية، وسأنتظر أن تأتيني الأسماء من وزارة المال. وإذا كان هناك اسم لا يناسبني فسأجاهر برفضي له». ولفت إلى أن «القانون يحمي المصرف المركزي في حال شغور منصب الحاكم، إذ يتولى النائب الأول للحاكم المسؤولية والصلاحيات مباشرة من دون الحاجة الى أي قرار من الحكومة، وليس بمقدور أي موظف آخر في المصرف المركزي تولّي هذه المهمة مكان النائب الأول». فيما أشار بعض وزراء ثنائي أمل وحزب الله إلى أن الوقت لم ينفد بعد للوصول الى آلية تضمن تعيين بديل من الحاكم ومنع الشغور في المنصب.
وكرّر وزراء التيّار الوطني الحر موقف رئيسهم جبران باسيل الرافض لتعيين بديل من سلامة قبل انتخاب رئيس للجمهوريّة. فرأى وزير السياحة وليد نصّار أنّ «هذا الأمر غير دستوري، وخصوصاً أنّ حاكم مصرف لبنان يؤدي القسَم أمام رئيس الجمهوريّة. ولا يمكن تجاوز الصلاحيات المتبقّية لرئيس الجمهوريّة تحت أي ظرف».
كذلك كانت مُداخلة لنائب رئيس الحكومة سعادة الشامي دعا فيها الوزراء إلى بحث الأمر بجديّة وإبعادها عن السياسة، «وخصوصاً أنّ حاكم مصرف لبنان هو المسؤول عن السياسة النقديّة والماليّة للدولة، ولا يجب ترك المركز شاغراً بعدما أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّه سينصح منصوري بالاستقالة».
كما استعرض الوزراء موضوع الموازنة، وأكّد كلّ منهم أن وزارته تعدّ موازنتها لإرسالها إلى وزارة الماليّة، مشدّدين على ضرورة إنجازها في وقتها. فيما شرح وزير المال يوسف الخليل العوائق التي تعترض إنجازها في ظل إضراب الموظفين في الإدارات الرسميّة والوزارة، واعداً بإنجازها في الوقت المحدد.
النازحون والتنسيق مع سوريا
بعدها انتقل البحث الى ملف النازحين السوريين، فطرحت آراء حول كيفية التعامل مع الأزمة. وتحدث وزير المهجرين عصام شرف الدين (حضر للمرة الأولى اجتماعاً في السرايا بعد طول خلاف مع رئيس الحكومة) عن الملف والتواصل مع الحكومة السورية. وأثار الوزراء: مصطفى بيرم ومحمد وسام مرتضى وعباس الحاج حسن أهمية الذهاب نحو علاج سريع من خلال التواصل مباشرة مع الدولة السورية وضرورة تشكيل لجنة وزارية لهذا الغرض. فرحّب ميقاتي بالأمر، وخصوصاً في ضوء التطورات الجارية على الصعيد العربي. وقال: «مستعد للذهاب إلى سوريا في حال كان ذلك ضرورياً». وتوجّه إلى بيرم بالقول: «فلتُوجّه لي الحكومة السوريّة دعوة رسميّة لزيارتها، وسأُلبّيها».
وعرض ميقاتي عقد جلسة حكوميّة قبل القمّة العربيّة في الرياض، على أن يكون على جدول أعمالها بند واحد هو ملف النازحين، فردّ الوزراء بأنّهم سيتشاورون مع مرجعياتهم السياسيّة لإنجاح هذه الخطوة، وخصوصاً أنّ «من الضروري الذهاب إلى القمّة بموقفٍ لبناني موحّد صادر عن 24 وزيراً في هذه القضيّة».
وأشار وزير الخارجية عبد الله بوحبيب إلى أن حضور لبنان في اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة الملف السوري سيساعد على إثارة الأمر مع دمشق. وقال إنه تواصل مع نطيره السوري فيصل المقداد ودعاه الى لقاء، لكن الأخير طلب التريث «خشية أن يصار الى استخدام غير إيجابي للاجتماع من قبل جماعات ستتّهم سوريا بالتدخل في الملف الرئاسي اللبناني».
كذلك تطرق البحث الى دور الجهات المانحة والضغوط التي تمارسها، والدور الذي تقوم به المنظمات الدولية والجمعيات غير الحكومية. ودعا وزير العمل الى اعتماد «سياسة المواجهة المباشرة مع هذه الجهات التي تتآمر على لبنان وعلى النازحين»، مطالباً بالفصل بين الموقف من «العمالة السورية الموجودة دائماً في لبنان والتي لها أطرها القانونية، وبين ما يعمل الآخرون عليه بشأن النازحين عموماً».
وأعلن ميقاتي أن التواصل مع «المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» (UNHCR) بشأن إعطاء داتا أسماء النازحين المسجّلين لديها، أتى بنتيجة. إذ وعد مسؤولوها المدير العام للأمن العام بالوكالة العميد الياس البيسري بتسليمه الداتا في الأيام المقبلة، بعدما لوّحت الدولة اللبنانيّة بقطع تواصلها مع المفوّضية نهائياً في حال امتناعها عن تنفيذ مقرّرات اللجنة الوزاريّة المعنيّة بهذا الملف.
ورأى بعض الوزراء أنّ الامتناع عن تسليم الداتا سابقاً كان نتيجة العشوائيّة في تسجيل أسماء النازحين، وعدم تدقيق المفوّضية في أوضاع المسجّلين وعمّا إذا كانت تنطبق عليهم صفة النزوح.
وكشف وزير الدفاع عن رسالة وصلته من منظمة العفو الدولية تطلب إجابات حول ما يقوم به الجيش لناحية تسليم مطلوبين أو موقوفين أو محكومين الى الحكومة السورية، أو العمل على عرقلة إبحار مراكب تحمل مهاجرين سوريين وتسليمهم الى سوريا. وقد وصف سليم الرسالة بـ«الوقحة»، وأيّده وزراء بضرورة الردّ عليها بطريقة ملائمة.
**********************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان يواجه توظيف تعويم النظام السوري
بدا لافتا في الأيام الثلاثة الأخيرة الانحسار الواضح في مجمل التحركات المتصلة بأزمة الاستحقاق الرئاسي التي تحولت الى “استكمالات” شكلية من دون ان تحمل معالم أي تطورات او معطيات جديدة من شأنها ان تكسر فعلا معادلة الانسداد التي تحكم الازمة، فيما تبدلت بوصلة الاهتمامات والمواقف السياسية ناحية تداعيات قرار مجلس جامعة الدول العربية بإعادة سوريا الى الجامعة بعد تعليق عضويتها فيها لمدة 12 سنة على لبنان. وعكس الجدل الداخلي حول تداعيات هذا التطور ، الذي لا يبدو انه شكل مفاجأة لاي طرف لبناني، امرا بديهيا ينتظر ان تتصاعد حماوته تباعا في ظل امرين متلازمين، كما تؤكدهما الأوساط المعنية بمتابعة هذا التطور. الأول ان لبنان الذي كان من بين الدول التي تشكلت منها لجنة المتابعة المنبثقة عن قرار مجلس الجامعة العربية لمتابعة تنفيذ الإجراءات التي تقررت في شأن موجبات عودة سوريا الى الجامعة، يجد نفسه معنيا بالكثير من هذه الإجراءات ولا سيما منها مسآلة عودة النازحين السوريين الموجودين على ارض لبنان باعداد تفوق كل المعايير المنطقية والموضوعية، كما مسالة ضبط الحدود ومكافحة عمليات التهريب الى إجراءات أخرى. والثاني ان الازمة الداخلية في لبنان ستستتبع حتما التحسب للتوظيف السياسي الذي سيمارسه حلفاء النظام السوري، وهو توظيف بدأ فعلا عبر التهليل والتضخيم اللذين يمارسهما حلفاء النظام بما يترجم طموحهم لتوظيف هذا الامر في مزيد من التعنت لتمرير مرشحهم الرئاسي. وفي ظل هذين العاملين تقول الأوساط المعنية والمتابعة نفسها سيكون من البديهي ان تنعكس المناخات الناشئة هذه مزيدا من التعقيدات والتوترات على مستوى الازمة السياسية والرئاسية في لبنان وليس العكس خصوصا ان الانهماك بالتحضيرات للقمة العربية في الرياض وما ستتركه من تداعيات في شأن سوريا قد لا يبقي مكانا للاهتمامات بلبنان المتروك ل”اهل الداخل” فيما تعصف الانقسامات العميقة في الواقع الداخلي ولا افق واضحا بعد لتطورات إيجابية في شان انهاء ازمة الشغور الرئاسي . وفي أي حال لا يفوت الأوساط المعنية ان تلفت الى حال التشكيك والشكوك الواسعة التي تحيط بقرار التعويم العربي للنظام السوري وليس عودة سوريا الى الاسرة العربية ، اذ ان فقدان صدقية هذا النظام وسقوطها جعلت القرار المتخذ في مجلس الجامعة مشوبا بالشكوك العميقة وعدم الركون الى أي تعهدات قد يكون النظام قطعها للدول العربية ولا سيما منها بعض الدول الخليجية التي لعبت دورا دافعا ومؤثرا في قرار اعادته الى الجامعة. ولذا بدأت الأنظار تتركز على موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية التي تلقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي امس الدعوة السعودية الرسمية لحضورها وما سيتضمنه الموقف الرسمي الذي سيعلنه في القمة سواء بالنسبة الى الملفات الإقليمية والعربية المطروحة او بالنسبة الى ما يطلبه لبنان من العرب في ازمته الخطيرة سياسيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا . ومن غير المستبعد ان يشرع رئيس الحكومة في التحضير للموقف اللبناني من خلال مشاورات وزارية وسياسية وهو عقد عصر امس لقاء تشاوريا مع الوزراء في السرايا افيد رسميا انه جرى خلاله تبادل وجهات النظر في شأن الملفات المطروحة وكيفية مقاربتها، على ان يتم البحث في الامور التفصيلية خلال انعقاد جلسات مجلس الوزراء عند الضرورة.
في غضون ذلك أكد السفير السعودي وليد البخاري إنّ “الرياض تأمل أن يُغلّب الأفرقاء السياسيون المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها لبنان”. وأضاف أنّ “الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من رؤية تفضيلية للعلاقة مع طائفة على حساب أخرى”. وجاء موقفه بعدما سلّم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستُعقد في جدة في 19 الجاري. وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، إضافة إلى العلاقات اللبنانية- السعودية.
ووسط الصعود الحار المتواصل لملف النزوح السوري الى واجهة الأولويات الداخلية، التقى ميقاتي المنسقَ المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا وتناول اللقاء الملف السوري في لبنان. وأفادت المعلومات ان ريزا “هنأ لبنان على توحيد الموقف في ما خص موضوع اللاجئين السوريين كما شكر الدولة اللبنانية على جهدها وتفهمها وعلى تعاطيها بهذا الملف بطريقة مهنية”. وتطرق البحث الى مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في منتصف شهر حزيران المقبل والذي سيخصص لموضوع اللاجئين السوريين.
الاصداء السياسية
اما في ما يتعلق بردود الفعل اللبنانية على قرار مجلس الجامعة العربية فان اول المرحبين به كان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال : “إن هذا القرار تاخرلسنوات لكنه خطوة بالإتجاه الصحيح وبإتجاه العودة الى الصواب العربي الذي لا يمكن أن يستقيم الا بوحدة الصف والكلمة”. وأضاف: “بعودة سوريا الى العرب وعودة العرب اليها بارقة أمل لقيامة جديدة للعمل العربي المشترك”.
واما اول المواقف المتحفظة السياسية والمشككة في القرار فكان لرئيس حزب”القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي غرد عبر حسابه على”تويتر”، كاتبا: “إذا كان للباطل جولة، ولو ورقية – نظرية، فسيكون للحق ألف جولة وجولة، ولكن حقيقية.”. ولوحظ انه لم يفصح مباشرة عن الحدث المقصود بتغريدته .
وفيما سخر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لدى زيارته اول من امس لعين التينة من تعبير “إعادة سوريا ” وصححه الى “عودة النظام ” غرد امس عبر حسابه على “تويتر”: “وهل سألوا الشعب السوري اذا كان يرغب في العودة الى الحضن العربي طبعا لا. الجامعة العربية شبيهة بسفينة الـTitanic تحمّل هذا الشعب الى غرق محتوم وقد أعطي النظام شرعية التصرف والذين نجوا من التعذيب او السجون او التهجير فان الحضن الحنون كفيل بشطبهم. ومتى بربكم استشرتم الشعوب”.
رقم قياسي جديد
وسط هذه الأجواء سجل رقم عالمي قياسي جديد تصدّر فيه لبنان لائحة الدول الأكثر تضخماً من حيث الغذاء عالمياً، إذ بلغت النسبة 352 %، بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة التي تزامنت مع الغلاء في أسعار السلع والخدمات الأساسية والطاقة والنقل والملابس وغيرها، حسبما أعلن موقع “World of Statistics”.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة بأن معدل #التضخم في أسعار المواد الغذائية يرتفع بشكل كبير في ظل عجز موازنة خانق ومستويات عالية من الدين العام وانخفاض قيمة العملة ومستويات خطيرة من التضخم في العديد من البلدان في المنطقة، وتواجه خمسة بلدان في المنطقة معدلات تضخمً في أسعار الغذاء تتجاوز الـ60 في المئة ، حيث يواجه لبنان وسوريا تضخمًا في أسعار المواد الغذائية يصل إلى 138 في المائة و 105 في المئة على التوالي. أما في إيران وتركيا ومصر، تخطى معدل تضخم أسعار الغذاء السنوي الـ61 في المئة، ما يجعل من الصعب على العائلات تحمل تكاليف المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز والأرز والخضروات.
***********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
ميقاتي لن يُبقي سلامة في “المركزي” بعد انتهاء ولايته
المجتمع الدولي: إلى “الخطة ب” رئاسياً دُرّ
قالت مصادر مطلعة إن معنيين داخلياً بالاستحقاق الرئاسي، تبلغوا من اوساط دولية تتابع التطورات في لبنان عن كثب، ان على اللبنانيين الاستعداد للانتقال الى الخطة “ب” التي يبدأ فيها البحث عن مرشح توافقي يلقى الاجماع عند الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية . وفي وقت لا يزال اسم هذا المرشح غير معلن، بحسب هذه المعلومات، فإن حركة الاتصالات جارية على غير صعيد، وتتمحور حول من هي الشخصية التي ستكون القاسم المشترك بين مختلف الاطراف في الداخل وتلقى القبول خارجياً.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ”نداء الوطن” عن مسارَين هما: مسار عربي تقوده السعودية، وهو منسّق مع عواصم القرار، وفحواه ان الحكم هو على اداء السلطة السياسية في لبنان، ولا تفسيرات ولا تأويلات لهذا الموقف، لجهة اعتبار جماعة الثنائي الشيعي بأن الفيتو السعودي قد تم رفعه عن مرشحه سليمان فرنجية. وضمن المسار العربي، ما ابلغه الوفد القطري الذي حضر اخيراً الى لبنان، من كلام واضح ومنسّق مع الرياض، ومع عواصم القرار، وخلاصته ان المطلوب من الثنائي البدء في البحث عن كيفية النزول عن شجرة ترشيح فرنجية.
المسار الثاني، هو غربي تمثّل بسحب الولايات المتحدة تفويضها للجانب الفرنسي في ملف الاستحقاق الرئاسي، بعد تمادي باريس في الانحياز الى مرشح الممانعة.
واوضح المصدر ان “مصلحة لبنان هي في استباق ما سينتج عن القمة العربية ببلورة الموقف اللبناني الموحد من قضايا المنطقة، حتى لا يجد لبنان نفسه في موقع المتلقي للحلول بدل ان يكون شريكاً في انتاجها وصوغها”.
وفي موازاة ما تقدم، تواصلت تداعيات الحركة النشطة التي قام بها سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري طوال الاسبوع الماضي، وكان ختامها مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري. وافادت معلومات ان الزعيم الاشتراكي أبلغ رئيس البرلمان ان مرشح الثنائي للرئاسة الاولى رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية “مش ماشي”. واختار جنبلاط في موقفه المعلن لدى مغادرته مقر الرئاسة الثانية في عين التينة لغة ملطّفة بقوله أنه لن يتخذ أي موقف من الاستحقاق “من دون التشاور” مع نجله رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور.
من ناحيته، يبدو ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في جو انه سيرأس وفد لبنان الى القمة العربية في جدة في 19 أيار الجاري، باعتبار ان الشغور الرئاسي سيستمر في أقل تعديل الى ما بعد هذه القمة، والتي تسلّم امس الدعوة السعودية للمشاركة فيها.
ووجه ميقاتي الى معظم وزراء حكومته السؤال الآتي: “ما العمل، إذا ما طال الشغور الرئاسي، وأمامنا ملفات ملحة تتطلب العمل عليها، وفي مقدمها ملفا النازحين السوريين والشغور المرتقب في حاكمية مصرف لبنان في نهاية تموز المقبل؟”. وزاد ميقاتي سائلاً: “ماذا نفعل إذا ما اقترب وقت مغادرة حاكم المركزي رياض سلامة منصبه في نهاية تموز المقبل لإنتهاء ولايته؟ أؤكد انه لن يبقى في منصبه أبداً. كما انني، لن أسمي احداً لكي يحلّ مكانه”. جاء ذلك في اللقاء التشاوري الذي عقده رئيس الحكومة عصر امس في السراي مع معظم الوزراء باستثناء الوزراء المسافرين. وكان الحضور الوزاري شاملاً كل مكونات الحكومة من دون استثناء.
**********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لبنان: اتصالات بين «المعارضة» و«الوطني الحر» لتضييق المسافة حول مرشح رئاسي
قائد الجيش وشخصيات اقتصادية وقانونية ضمن الأسماء المطروحة
بيروت: نذير رضا
دفع الضغط الدولي والإقليمي لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان إلى تكثيف الاتصالات بين القوى السياسية، ومن ضمنها حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، لتضييق التباعد حول الأسماء والصفات، والتوصل إلى توافق حول اسم واحد يكون بديلاً عن رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية المدعوم من «حزب الله» و«حركة أمل»، وأسفرت الاتصالات عن اختراقات، رغم أنها لم تصل إلى مرحلة التوافق على مرشح واحد.
وتعثرت المساعي في الأسبوع الماضي، ومن ضمنها جولة نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب على القوى السياسية، بتأمين حضور ثلثي أعضاء البرلمان في جلسة تنتهي بانتخاب فرنجية، فقد اصطدمت بمعارضة قوى أساسية في طليعتها «القوات» و«الوطني الحر» اللذين يتمثلان بأكثر من 40 نائباً في البرلمان، ويتمتعان بأعلى نسبة تمثيل للنواب المسيحيين.
لكن الضغط سواء الدولي والإقليمي «لإنهاء الشغور بأي طريقة»، و«تحميل جميع الأطراف مسؤولية التعطيل»، حفّز المعارضة و«التيار الوطني الحر» لتفعيل اتصالاتهما و«حسم أمورهما لكيفية خوض المعركة الرئاسية»، حسبما قال عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «هناك تواصلاً بين أطراف المعارضة كافة من جهة، والمعارضة مع (التيار) من جهة أخرى»، مؤكداً أن «هناك مجالات للالتقاء وتضييق مسافة التباعد حول الملف بيننا».
ويمثل هذا التلاقي، تغييراً أساسياً، كون مسألة التباعد بين القوى المعارضة لانتخاب فرنجية، كانت العقبة الأولى في خطة المواجهة. وكشف كرم أنه «نتيجة اللقاء والتفاوض مع المعارضة والتيار، باتت الأمور أكثر وضوحاً، ولم تعد ضبابية بشأن مرشح يمكن ترشيحه بشكل مشترك».
لكن هذه الاتصالات، لم تصل بعد إلى مستوى الاتفاق على مرشح واحد، أو وجود مرشح مشترك بين الجميع، حسب ما يؤكد كرم، لكن كرم أكد أن «المقاربات تقترب أكثر» من إمكانية الاتفاق على مرشح واحد، بالاتفاق مع «التيار الوطني الحر».
ويتولى كرم التواصل مع «التيار» عبر زميله في منطقة الكورة، النائب غسان عطا الله، وفتح الطرفان خطاً مفتوحاً لتضييق الفجوة بين الطرفين حول الاستحقاق الرئاسي، وتبادل الرسائل ووجهات النظر. لكن الاتصالات لا تحمل مؤشرات عميقة على أنها ستتوصل إلى مستوى لقاء رئيس «القوات» سمير جعجع ورئيس «التيار» النائب جبران باسيل، وهو لقاء ستحدده الظروف في فترة لاحقة، لكنه غير مطروح الآن.
وتتناقش الأطراف المعنية في الاتصالات الرئاسية على ضفة المعارضة و«الوطني الحر»، بجملة أسماء بديلة، بينها قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يرفض «التيار» وصوله إلى الرئاسة، كما أسماء بينها الاقتصادي والوزير الأسبق جهاد أزعور، وشخصيات مالية وقانونية.
ولم يحمل رفض باسيل لوصول قائد الجيش مؤشرات على انتهاء الاقتراح أو استبعاده بالكامل. وقال كرم: «لم ينتهِ أي شيء بالنسبة للأسماء، حتى اسم قائد الجيش»، وأضاف: «ترشيح العماد عون، مختلف عن ترشيح سائر المرشحين لأنه عسكري، ويحتاج ترشيحه إلى تعديل دستوري وتفاهم وطني شامل»، مشيراً إلى أنه في حال كان ترشيحه متعثراً ولا إمكانية لاختراق هذا الجانب، فإن هناك آراء أخرى حول شخصيات اقتصادية أو قانونية أو تجمع الشقين. وجدد موقف «القوات» الرافض لوصول فرنجية أو أي شخص تختاره «قوى الممانعة»، مجدداً تعهد الحزب بمقاطعة الجلسة البرلمانية التي «ستفضي إلى وصول مرشح الممانعة».
موقف لافت
وكان لافتاً موقف باسيل الرافض لتأمين النصاب لانتخاب فرنجية رئيساً، كونه الإعلان الأول الصادر عنه حول عدم تأمين النصاب القانوني للجلسة، بعدما كان يعلن أنه لن ينتخب فرنجية، لكنه لم يقرّ ذلك علناً بمقاطعة الجلسة. وقال باسيل في تصريح تلفزيوني: «لن نكون جزءاً من تمديد الأزمة وهذا الموقف ليس شخصياً بل نحن على صعيد شخصي نريد علاقة طيبة بفرنجية».
في المقابل، تواصل القوى الداعمة لفرنجية مساعيها لإيصاله إلى سدة الرئاسة، وتشاور رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مساء الأحد «لفتح آفاق الاستحقاق الرئاسي» المقفل منذ 6 أشهر، من غير أن يعلن موقفاً حاسماً. وقال بعد لقائه بري: «قد يكون لي طلّة إعلامية الأسبوع المقبل للحديث أكثر عن موقفي من الملف الرئاسي». وربط إعلان موقفه بالتشاور مع نجله النائب تيمور جنبلاط، قائلاً: «لا أستطيع أن أتخذ موقفاً دون استشارة تيمور جنبلاط كونه رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي» في البرلمان التي يبلغ عددها 8 نواب.
***********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الحراك الرئاسي يستريح حتى ما بعد القمة… والداخل غارق في سيناريوهات وهمية
فرضَت التطورات المُتسارعة على أكثر من خطّ إقليمي، تمديداً جديداً لإقامة الملف اللبناني في دائرة مراوحة يخشى ان تكون طويلة الأمد، في انتظار جلاء الصورة التي سترسو عليها تلك التطورات، إنْ بالنسبة الى ما يتعلّق بالاتفاق السعودي الايراني وما اذا كانت ارتداداته الايجابية ستلفح لبنان، أو بالنسبة الى ما يتعلق بالمَسار المُتسارِع لإعادة صياغة المشهد العربي خارج دائرة التوتر، والذي تجلّى في الساعات الأخيرة في فتح الباب امام عودة سوريا الى احتلال مقعدها في الجامعة العربية بعد ما يزيد عن عشر سنوات من العزلة والقطيعة مع دمشق.
الثابت في هذا الجو، أن لا سقف زمنياً لهذه المراوحة، الا اذا برزَ عامل داخلي يكسرها ويدير الدفة في اتجاه الحسم الايجابي لهذا الملف، وهو أمر لا يمكن إدراجه في دائرة الاحتمالات الواقعية، ربطاً بالبلوكات السياسية التي أحبطت كل الجهود الصديقة والشقيقة التي سَعت لكسر المراوحة السلبية للملف الرئاسي في دائرة التعطيل، عبر محاولة خلق فرصة جديدة امام المكونات السياسية لإعادة الانتظام الى الحياة السياسية في لبنان بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تَتلمّس المخارج والحلول للأزمة الخانقة التي تضرب لبنان، إلّا انّها اصطدمت في المقابل بإصرارٍ مُريب من تلك المكوّنات على إبقاء موقع رئاسة الجمهورية مقيّداً بحبال الفراغ، وبإمعانها في تضييع الوقت وعدم الاستجابة لأيّ مسعى لصديق أو شقيق، يحرّر رئيس الجمهورية من أسر التناقضات والشعبويات.
لا حل داخلياً
السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الاجواء: هل ثمة إمكانية لبروز عامل داخلي يحرّك الملف الرئاسي الى الامام؟
المجريات السياسية المرتبطة بالملف الرئاسي، والفجوات التي تتعمّق على مدار الساعة بين مكونات الانقسام الداخلي، تجعل الرهان على بروز عامل داخلي يدفع الى انتخاب رئيس للجمهورية، أشبَه بالرهان على سراب، خصوصاً انّ هذه المكونات يبدو انها حكمت على رئاسة الجمهورية بالتعطيل الدائم، وقررت ان تتعايَش مع الوضع الشاذ الى آجال طويلة، حيث انها أسرت نفسها بمواقف ارتفعت فيها الى المدى الأبعد في فرش الطريق الرئاسي بالالغام السياسية، من دون ان تترك امامها مجالاً لخط الرجعة الطوعية الى ارض الواقع.
تبعاً لذلك، يؤكّد مرجع مسؤول لـ»الجمهورية» ان «الأفق الداخلي مسدود، ويؤكد بما لا يقبل أدنى شك ان لا حل رئاسياً من الداخل اللبناني، الذي لم يعد معنياً سوى بالمبالغات والتوتير السياسي والاعلامي».
ولفت المرجع الى انّ الداخل مفتوح على شتى الاحتمالات السلبية، خصوصاً انّ مكونات الداخل لم تتّعِظ بعد، بل لم تسلّم بعد بفشلها، وبمكابراتها التي ضيّعت الملف الرئاسي في الشعبويات وحرمت لبنان من فرصة توافق على انتخاب رئيس صنع في لبنان، وعن قصد وقصور ومراهقة في مقاربة الملف الرئاسي، امتدت على ما يزيد على ستة اشهر من الفراغ في سدة الرئاسة، لم يخرج هذا الملف من يدها فحسب، بل أخرجَت نفسها من الدور المقرّر فيه، وباتت تلقائياً في مواقع المَركون على هامش الملف الرئاسي في انتظار ما سيقرره الخارج حوله، الذي يغطي نفسه بالعويل والصراخ، في انتظار ما سيتقرر من الخارج حول مصير الملف الرئاسي.
ما بعد القمة
ما ذهب اليه المرجع المذكور، يؤكده عاملون على خط الحراكات الخارجية، حيث ابلغ مصدر ديبلوماسي غربي الى «الجمهورية» قوله انّ «أفق الرئاسة في لبنان ما زال مفتوحاً على انفراجات في المدى المنظور».
ولفت المصدر الى «انّ لبنان احتلّ موقعا متقدما في سلّم الاهتمامات الدولية، وما زلنا نراهن على ان تُثمر الجهود القائمة انفراجات في لبنان، ولقد أبلغنا المستويات اللبنانية جميعها بأنّ عليها واجب الانخراط في مسار الحسم النهائي، والتفاعل الايجابي والواقعي والعقلاني مع أي مسعى توافقي يكسر الفراغ في سدة الرئاسة، ويؤسّس الى انتخابات رئاسية خلال بضعة اسابيع، وهذا ما نتوقعه في نهاية المطاف».
ورداً على سؤال اكّد المصدر عينه «انّ الحراك الخارجي والفرنسي تحديداً المرتبط بالملف الرئاسي في لبنان، لم يفقد زخمه، خلافاً لما يجري الترويج له من الداخل اللبناني، بل انه دخل حاليا في ما يُشبه استراحة قصيرة ومؤقتة الى ما بعد انعقاد القمة العربية المقرر عقدها في التاسع عشر من ايار الجاري في السعودية، حيث انّ ما قد يصدر عن هذه القمة في شأن لبنان يشكّل عاملا مساعدا يُبنى عليه لتزخيم الجهود أكثر، ودفع الفرقاء اللبنانيين الى التوافق على رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
لا يحتمل الانتظار
الى ذلك، وفي الوقت الذي تعالت فيه بعض الاصوات الداخلية والقراءات السياسية التي رَحّلت الملف اللبناني الى ما بعد ترتيب الملفات الشائكة في المنطقة، مرجّحة بأنّ أولوية مقاربة التطورات الاقليمية تتقدّم على ما عداها من ملفات، وهو الامر الذي يفرض تأجيلا تلقائيا للملف اللبناني، اكدت مصادر ديبلوماسية عربية لـ»الجمهورية» ان ليس من الحكمة الركون الى تفسيرات وتحليلات وقراءات قد تكون مُجافية للواقع. فمّما لا شك فيه انّ المستجدات التي برزت في المنطقة، تشكّل حدثاً أقرب الى الانقلاب في الصورة عما كانت عليه في زمن التوترات الذي استمرّ لسنوات طويلة، ولعل هذه المستجدات تحظى باهتمامات الدول المعنية بها، خصوصاً انها تشكّل عاملا تبريديا لإطفاء نقاط التوتر القائمة على مستوى العلاقات العربية العربية، او على مستوى العلاقة بين السعودية وايران، والملفات الاقليمية التي تعني الرياض وطهران».
ولفتت المصادر الى انّ وضع لبنان مختلف، وليس مرتبطاً بتلك المستجدات سوى من زاوية انه قد يستفيد من الانفراجات التي تحصل، علماً انّ من السابق لأوانه تحديد حجمها او مداها. ومن هنا، فإنّ تزخيم الحراك في اتجاه لبنان لم يأت من فراغ، بل جاء استجابة لما يتطلبه الوضع في لبنان والمدى الخطير جداً الذي يهدّد استمراره، في ظل أزمة تتعمق الى حد تكاد تصبح فيه ميؤوساً منها، فضلاً عن انه جاء موازياً لحركة الاتصالات العربية والاقليمية، ولم يتأثر بها.
وتخلص المصادر الى القول ان لا احد على المستوى العربي او الدولي يعتبر ان لبنان خارج دائرة الاولوية، بل على العكس هو في صلبها. ومن هنا، فإنّ ثمة معطيات اكيدة بأن ملف لبنان سيكون قريباً محل مواكبات على اكثر من مستوى عربي ودولي، وتزخيم مقاربته التي تجلّت في الايام الاخيرة في الحراك الديبلوماسي المكثّف الذي تقوده باريس على اكثر من خط داخلي وعلى مستوى الدول الصديقة، واندرَجَ في سياق مكمل له حراك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في اتجاه المستويات السياسية والروحية في لبنان، سيستتبِع على اكثر من مستوى، فهو من الاساس انطلقَ على قاعدة انّ وضع لبنان بات يتطلب علاجات سريعة تواكب التطورات الاقليمية المتسارعة، لا بل تُلاقيها، وعلى هذا الاساس ستستكمل الجهود، خصوصاً ان لبنان بلغَ من الضعف والوهن حدّاً لا يحتمل مزيداً من الانتظار.
سيناريوهات وهمية
على ان اللافت للانتباه في هذه الاجواء، ما تَصِفه مصادر مسؤولة بـ»تعمّد بعض الاطراف الداخليين إسقاط تفسيرات وتحليلات غير واقعية، على حركة الاتصالات الاخيرة، وخصوصاً على حركة السفير السعودي في لبنان، عبر إسقاط أسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية، وإعلاء اسهم مرشحين آخرين». وقالت: أثبتَ اللبنانيون انهم الأقدر على صياغة سيناريوهات وهمية، فالحركة السياسية والديبلوماسية الجارية لم تتوقف، وهي في الاساس لم تُقارب اي اسم مطروح، بل انتهجَت مساراً حدّدت من خلاله خريطة الطريق التي لا مفر للبنانيين من سلوكها، جوهرها الاساس حَمل اللبنانيين على التسليم بحتمية إجراء الانتخابات الرئاسية وفق مندرجات الدستور اللبناني. أي ان يمارس مجلس النواب دوره في اختيار الرئيس، في جو ديموقراطي وتنافسي، من بين مجموعة مرشّحين».
البخاري
في سياق متصل، اكد السفير السعودي أنّ «الرياض تأمل أن يُغلّب الأفرقاء السياسيون المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها لبنان». ولفت الى أنّ «الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من رؤية تفضيلية للعلاقة مع طائفة على حساب أخرى».
جاء موقف البخاري بعد زيارته رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية أمس، وسَلّمه دعوة من خادم الحرمين الشريفين، سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستُعقد في جدة في 19 الجاري.
حراك داخلي
الى ذلك، كان الملف الرئاسي بنداً أساساً في اللقاء الذي عُقِد الاحد بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي أكد بعد اللقاء انه «في هذه المرحلة الدقيقة، لا بد من التشاور الدائم وأهميته مع الرئيس نبيه بري في محاولة لفتح آفاق الإستحقاق الرئاسي». لافتاً، رداً على سؤال، الى انّ «السفير السعودي أكد أن المملكة على مسافة واحدة من الجميع، وهي لا تتعاطى بالشأن الداخلي اللبناني، ولا فيتو على أي اسم».
والملف الرئاسي الى جانب ملف النازحين تناولهما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداسا احتفاليا في بازيليك سيدة لبنان – حريصا لمناسبة عيد سيدة لبنان. وقال: «الفراغ الرئاسي يشلّ المؤسسات الدستورية، وخصوصاً مجلس النواب والحكومة والإدارات العامة والقضاء، ويضع البلاد في حالة التفكك والفوضى وفلتان السلاح، وارتفاع حالات الفقر». واضاف: «كلنا نصلي لكي يعمل ذوو الإرادة الحسنة على انتخاب رئيس يكسب الثقة الداخلية والدولية، ويكون قادراً بشخصيته وتَمرّسه على التعاون مع المؤسسات الدستورية لتوطيد دولة القانون والعدالة، وإجراء الإصلاحات اللازمة في البنى والمؤسسات وهي مطلوبة من المجتمع الدولي لتسهيل التعاون معه».
بدوره، توجّه مطران بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في قداس الاحد، بنبرةٍ قاسية الى النواب، وقال: «ألا تخجلون من تقاعسكم وتردُّدكم وضياعكم؟». وأضاف: «البلدان الصديقة تبحث عن حلّ لانتخاب رئيس، ومجلس النواب مستقيل من واجبه. أليس هذا مسّاً بكرامة المجلس سيّد نفسه؟».
أمل: لالتقاط الفرصة
في السياق نفسه، دعت حركة أمل في بيان لمكتبها السياسي الى «ضرورة التقاط هذه الفرصة الإقليمية من قبل اللبنانيين كي يبنوا عليها رؤية وطنية إنقاذية تتجلّى بتوافقهم على انتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد في هذه اللحظات الوطنية والإقليمية الدقيقة، إستباقاً للشغور في مواقع إدارية وقيادية حساسة، لأنّ عدم ملئها يُفاقم الأزمات ويزيدها تعقيداً، وإن هذا الملف لم يعد يحتمل تأخيراً وتسويفاً وشروطاً وشروطاً مضادة».
كما دعت حكومة تصريف الأعمال إلى «ضرورة ممارسة مهامها وصلاحياتها، وفي المقدمة منها متابعة الشؤون الحياتية للمواطنين وتفعيل أجهزة الرقابة وحماية المستهلك لمتابعة قضايا الأسعار التي لم تتراجع على الرغم من التراجع والإستقرار في سوق الصرف للعملات الأجنبية». معتبرة انّ «جشع التجار والمحتكرين أصبح بحاجة إلى تطوير وتشديد العقوبات المتعلقة بحماية لقمة عيش المواطن».
واعتبرت «انّ ما يشهده ملف العلاقات العربية العربية من تطور يتمثّل بعودة الجمهورية العربية السورية إلى ممارسة دورها وموقعها الريادي في الجامعة العربية، يشكّل إيذاناً لمرحلة من العمل يُعاد فيها ترميم الوقائع السياسية في الاقليم والتي عصفت فيه طويلاً رياح الأزمات والصراعات، وإنّ عودة سوريا إلى لعب دورها في قضايا المنطقة العربية يؤكد على تجاوزها الحرب التي فُرضت عليها لإسقاط هذا الدور ودخولها في مرحلة جديدة على الصعيد السياسي وإعادة الإعمار». ورأت في عودة سوريا إلى الجامعة العربية فرصة لتصويب العلاقات اللبنانية السورية وإعادتها إلى مسارها الطبيعي عبر التواصل السياسي بين حكومتي البلدين، وإسقاط العقبات الوَهمية عند البعض من أجل إنجاز وحَل الكثير من الملفات العالقة وأوّلها قضية النزوح السوري إلى لبنان.
بري يرحّب
ويأتي موقف حركة أمل مُكمّلاً لموقف الرئيس بري الذي قال: «وإن تأخّر هذا القرار لسنوات لكنه خطوة بالإتجاه الصحيح وباتجاه العودة الى الصواب العربي الذي لا يمكن ان يستقيم الا بوحدة الصف والكلمة». وأضاف: «بعودة سوريا الى العرب وعودة العرب اليها بارقة أمل لقيامة جديدة للعمل العربي المشترك».
جنبلاط: غرق
وحول الموضوع نفسه كتب جنبلاط في تغريدة له: «وهل سألوا الشعب السوري اذا كان يرغب في العودة الى الحضن العربي؟ طبعاً لا. الجامعة العربية شبيهة بسفينة الـ»Titanic» تحمّل هذا الشعب الى غرق محتوم، وقد أعطي النظام شرعية التصرف والذين نجوا من التعذيب او السجون او التهجير فإنّ الحضن الحنون كفيل بشطبهم. ومتى بربّكم استشرتم الشعوب؟».
وعبّر النائب غياث يزبك عن موقف «القوات اللبنانية» بقوله: «إن الجامعة العربية أعادت النظام السوري ولم تعد الشعب السوري، لأنّ بشار الأسد لا يسيطر على كل الأراضي السورية». وقال: «نحن نشك كثيراً بأنّ بشار الأسد يلعب ورقة شراء الوقت التي ورثها عن والده بشكل أنه تتلاشى الإتفاقات ويعود هو مستبدًّا من خلال الحكم الديكتاتوري على شعبه ويستعيد هواية الاعتداء على الأنظمة المجاورة، بدءًا من لبنان».
مناورة إسرائيلية
من جهة ثانية، برز امس تطور أمني لافت، تجلّى في بدء الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين في مناورات عسكرية على الأراضي القبرصية تحمل اسم «شمس زرقاء»، تُحاكي حرباً على لبنان».
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه «تم اختيار قبرص مكاناً لإجراء هذه المناورات سنوياً بسبب طبيعتها الجغرافية المشابهة لجنوب لبنان»، وقالت: «انّ المناورات المشتركة لذراعي الجو والبر ستشمل تدريبات على خوض قتال في مناطق وعرة ومعقدة وغير معروفة للمقاتلين، كما سيجري خلالها التدرّب على نقل الجنود جواً وإنزالهم إلى أرض المعركة، بالإضافة إلى اختبار مستوى التنسيق بين ذراعي الجو والبر في عمليات قتالية في مناطق جبلية وعرة».
**********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ميقاتي يتوقع فراغاً رئاسياً طويلاً… وقضية سلامة في الواجهة
دعوة سعودية للبنان للقمة العربية ولجنة الرواتب إلى الاجتماع قريباً
يخيِّم الفراغ الرئاسي الطويل على الوضع السياسي العام في البلاد، وتمضي الوقائع اليومية، وسط تنامي المخاوف من ارتدادات سلبية على واقع مؤسسات الدولة لجهة تماسكها وقدرتها على القيام بوظائفها، فضلاً عن الفراغ الذي يهدّد المؤسسات الكيانية في الدولة، كحاكمية مصرف لبنان في تموز المقبل، بالاضافة الى التشكيلات القضائية والتعيينات في المراكز الشاغرة، الامر الذي من شأنه ان يفاقم الوضع الآيل الى مزيد من التدهور وعدم الاستقرار.
وفي «الوقت اللبناني الميت» تمضي حركة الاتصالات، عبر هذا النائب او ذاك، من دون نتائج، ولا على اي مستوى، وسط اسئلة تنتظر الايام الفاصلة عن قمة السعودية العربية في 19 ايار الجاري، التي دعي لبنان الى حضورها، عبر دعوة تسلمها الرئيس نجيب ميقاتي، ومن هذه الاسئلة مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد، وماذا عن تطبيع العلاقات اللبنانية – السورية وارتدادها على اعادة النازحين السوريين الى بلادهم.
ميقاتي الى القمة العربية
فقد تسلم الرئيس ميقاتي امس من سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستعقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في التاسع عشر من الجاري.وجرى خلال اللقاء البحث في الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة اضافة الى العلاقات اللبنانية- السعودية.
وأكد السفير البخاري بعد اللقاء، أنّ «الرياض تأمل أن يُغلّب الأفرقاء السياسيون المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها لبنان».
وأضاف: أنّ الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من رؤية تفضيلية للعلاقة مع طائفة على حساب أخرى.
واستبق الرئيس ميقاتي جلسة متوقعة لمجلس الوزراء بلقاء تشاوري مع الوزراء في السراي الكبير عصر امس.
وحسب ما سرّ تطرق اللقاء الى تبادل وجهات النظر بشأن الملفات المطروحة وكيفية مقارنتها، على ان يتم البحث في الامور التفصيلية خلال انعقاد جلسات مجلس الوزراء عند الضرورة.
وتأتي الدعوة الى اللقاء على خلفية شعور او معلومات الرئيس ميقاتي من ان الفراغ قد يطول، الامر الذي يشكل مخاطر جدّية على استقرار العمل في مختلف مؤسسات الدول، لا سيما مع اقتراب الشغور الرئاسي في حاكمية مصرف لبنان.
وخلال الاجتماع طالب بعض الوزراء بخطوات عملية لاعادة النازحين عبر التنسيق المباشر مع دمشق، لايجاد حلول عملية.
وعلمت «اللواء» ان الاجتماع تركز على بحث قضية النازحين السوريين وكيفية مقاربة الملف بعد التطورات والقرارات الرسمية والبلدية في التعاطي معهم، وهناك توجه رسمي للتعاطي مع الملف من دولة لدولة بين لبنان وسوريا اي بين حكومة وحكومة، بحيث يتوجه وفد رسمي الى دمشق بقرار من الحكومة اللبنانية لبحث الاتفاق على خطوات العودة الآمنة. وسيتم استكمال البحث في الموضوع في جلسة تشاور اخرى وزارية يوم 22 الشهر الحالي بعد عودة الرئيس ميقاتي من القمة العربية المقررة يوم 19 منه في جدة بالسعودية، وحيث يُفترض ان تحضرها سوريا ويظهر خلالها اسلوب التعاطي العربي مع عودتها وسبلتحقيق الحل السياسي للازمة ومنه عودة النازحين.
كما عُلم ان البحث تطرق الى موضوع استقرار سعر الدولار بعد رفع سعر «صيرفة»، حيث تبين ان هذا القرار ادى الى زيادة مداخيل الخزينة بالليرة اللبنانية ما يُمكن ان يُساهم الى حد بعيد في توفير السيولة لدفع الزيادات المقررة لموظفي القطاع العام. وفي السياق تم البحث في انجاز موازنة العام 2023 وطلب ميقاتي من الوزراء اعداد موازنات وزاراتهم ورفعها الى وزارة المال.
وتردد انه جرى التطرق الى قضية استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في فرنسا وتكليف وفد من المحامين لتمثيل الدولة اللبنانية. وفي هذا المجال افيد ان وزير العدل هنري خوري أرسل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء نص العقدين الموقعين من قبله مع المحاميين الفرنسيين باسكال بوفيز و إيمانويل داوود لتمثيل الدولة اللبنانية أمام محاكم باريس، في قضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورفاقه وطلب في إحالته اتخاذ المجرى القانوني في هذا التوكيل وفقا للأصول.
الحراك الرئاسي
في جديد الحراك الرئاسي، في إطار التحرك الذي يقوم به، التقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب امس، امين عام حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان في مقر الحزب في برج حمود، وذلك بحضور النائب هاغوب ترزيان.
ووضع بوصعب بقرادونيان، خلال اللقاء، بجو النقاشات الحاصلة مع كل رؤساء الكتل التي زارها شارحا الهدف منها، بحيث كان توافق بين الطرفين على اهمية ما يجري من تواصل وتطابق بوجهات النظر حول ما يطرح. وقد اتفق الطرفان على متابعة النقاش واستكماله بمراحل مقبلة.
كما التقى تكتل «الاعتدال الوطني» و«اللقاء النيابي المستقل» سفير دولة قطرابراهيم السهلاوي، في حضور عدد من المستشارين والديبلوماسيين العاملين في السفارة. وتطرق البحث الى المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة، وتم الاتفاق على ضرورة تفعيل التواصل مع الجميع وصولا الى انتخاب رئيس للجمهورية تمهيدا لتشكيل حكومة واعادة انتظام عمل المؤسسات». وشدد الحاضرون على «اهمية انجاز الاستحقاق الرئاسي بتوافق لبناني في اسرع وقت ممكن».
كذلك التقى الوفد النيابي لاحقاً السفير البخاري، وحسب معلومات «اللواء» اكد السفيران «ان قلبي بلديهما على لبنان وشعبه وانهما الى جانبه، وان الاساس الانتهاء من حالة الفراغ الرئاسي الذي بات يشكل خطراً على البلاد، ولم ولن يطرحان اي مرشح للرئاسة ولا فيتوعلى اي شخص، ولينتخب اللبنانيون من يريدون ونحن نحكم لاحقا على اداء الرئيس والحكومة ومدى تقاربهما مع الدول العربية».
كما اكد السفير البخاري ان بلاده تضع القوى السياسية امام مسؤولياتها الترايخية للتوافق على شخصية مؤهلة للرئاسة. فيما اشار السفير القطري السهلاوي الى وجود تنسيق بين بلاده وبين المملكة السعودية في مقاربة الوضع اللبناني.
وكان الرئيس نبيه بري استقبل امس الاول الاحد، في عين التينة، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وجرى عرض الاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية، لا سيما الملف الرئاسي ومسألة النازحين السوريين واستحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية.
وقال جنبلاط: هناك موضوع حساس قيد التداول، وهو موضوع اللاجئ السوري والمقيم السوري، فلا بد من مرجعية مركزية، ولقد فهمت من دولة الرئيس أن المرجعية ستكون الحكومة والجهاز المكلف من قبلها هو الأمن العام، وضروري أن يكون هناك مرجع واحد يتعاطى في هذا الامر لكي لا ندخل في ملاحقات من هنا وهناك ومزايدات، ولا بد لهذا الملف ان يعالج بكل هدوء ومن دون عصبية ومزايدات، هناك مهجر قسراً وهناك من لم يهجر، وهناك مقيم منذ عشرات السنين يذهب ويأتي الى سوريا، لكنه مقيم والإقتصاد اللبناني حتى في هذه الازمة الخانقة يعتمد عليه.
كذلك ذكرت المعلومات ان الوفد القطري الذي زار بيروت، التقى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي ثم زار النائب فيصل كرامي في منزله في طرابلس، بهدف استطلاع الاراء وتقريب وجهات النظر بين الكتل وفتح ثغرة في جدار الازمة بين الاطراف من دون الخوض في التسميات».
واشارت المعلومات الى ان «الوفد سيعود الى بيروت قريبا بعد أن استكمل مشاوراتِه مع الاطراف وقد يحمل معه طرحا عمليا للأزمة القائمة».
معالجة الرواتب
على الصعيد المعيشي والخدماتي، اجتمع الرئيس ميقاتي مع وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي التي أعلنت بعد اللقاء: وضعته في اجواء الاجتماع الذي جمعني بنائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي والذي تم البحث خلاله باطلاق عمل لجنة دراسة الزيادات التي قدمت الى القطاع العام واعادة تفعيل العمل في الادارات العامة واقتراح التدابير لاصلاح القطاع العام.
اضافت: وتقرر اثر اجتماعي بدولة الرئيس متابعة التنسيق مع دولة نائب رئيس مجلس الوزراء لدعوة هذه اللجنة الى الانعقاد في اسرع وقت، لعرض الزيادات والمساعدات التي اقرت على رواتب الموظفين العامين، ولدرس اية مساعدات اخرى يمكن اقرارها ضمن السقوف المالية المتاحة، وذلك لتأمين الحد الادنى من احتياجات العاملين من جهة، وتأكيداً لوجوب استمرارية تسيير المرفق العام تأميناً لاحتياجات المواطنين المراجعين من جهة اخرى.
كما وجرى عرض لمشروع تخفيض اعباء ايجارات المكاتب والاعباء التشغيلية للابنية التي تشغلها الادارات والمؤسسات العامة، وتقرر اعداد دراسة مفصلة بكلفة هذه الاعباء، وباقتراح تدابير عاجلة وجذرية لتخفيض هذه الكلفة بما يتماشى مع سياسة الحكومة التقشفية في هذا المجال، وذلك بناءً على تعميم سيصدر عن رئيس الحكومة.
واجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير الاتصالات جوني القرم يرافقه المدير العام لهيئة»اوجيرو»عماد كريدية والمدير العام للاستثمار والصيانة في وزارة الاتصالات باسل الأيوبي.
واعلن الوزير قرم بعد اللقاء: شؤون وزارة الاتصالات، وأبلغناه ان هناك خطرا حقيقيا على قطاع الإتصالات اذ نحن بحاجة الى موارد لتسيير شؤونه، وسنتشاور مع وزير المال بشأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها لحل هذه المشكلة، ونحن منذ بداية العام، وباستثناء الرواتب، لم تحوّل الى الوزارة اي اعتمادات للصيانة.
وكان كريدية قد اعلن عبر «تويتر» عن اعطال سنترالات المريجة والعمروسية الناتجة عن توقف مجموعات توليد الطاقة ، وتوجه للبلديات المعنية للمساعدة لناحية تامين الطاقة اذا امكن لحين معالجة الاعطال.
لكن البلديات شكت بدورها من عدم قدرتها على المعالجة، وفي هذا الاطار، ناشد رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور وزير الاتصالات جوني القرم في بيان، «الالتفات إلى مناطق منسية بالكامل لجهة توفر خدمة الانترنت عبر اوجيرو والخطوط الهاتفية الارضية، لافتا ان «مناطق برج البراجنة والمريجة والشويفات والعمروسية تخضع لتقنين على مدار اليوم بصورة مجحفة وغير عادلة ولا مبررة»(منذ يوم الجمعة وحتى مساء الامس).
أضاف: ان هذه المناطق ليست بشرا فقط بل فيها بلديات ومؤسسات تجارية ومصرفية وتربوية واجتماعية وهي تحتاج في عملها إلى خدمة الانترنت.
وختم مؤكدا « ان الوضع وبعد العديد من المراجعات والمناشدات لم يعد مقبولاً، وان إهمال منطقة بكاملها بهذا الشكل ينذر بردات فعل نحن بغنى عنها في هذه الظروف العصيبة»، مكرراً مناشدته الوزير القرم «التدخل بسرعة لإيجاد حل يضمن عدالة مقبولة».
وفي وقت حافظ الدولار على استقراره، تصدّر لبنان لائحة الدول الأكثر تضخماً من حيث الغذاء عالمياً، إذ بلغت النسبة 352 %، بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة التي تزامنت مع الغلاء في أسعار السلع والخدمات الأساسية والطاقة والنقل والملابس وغيرها، حسبما أعلن موقع «World of Statistics»..
قضائيا، اشار رئيس المجلس الدستوري طنوس مشلب الى ان مرحلة درس الطعون بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية لا تزال في البداية، ولم يعقد بعد اي اجتماع للمجلس. ولفت الى ان من المفترض ان يصدر قرار المجلس بموضوع الطعون المقدمة قبل 31 ايار.
واليوم، يعاود المودعون تحركاتهم امام المصارف للمطالبة بودائعهم، في ضوء لجوء هذه المصارف الى القيام بخطوات استفزازية وعدم القيام بأية اجراءات من شأنها اعادة الودائع الى اصحابها.
**********************************
افتتاحية صحيفة الديار
غياب «الفيتو» السعودي يُـريح النواب السنّة… ولبنان «الأكثر تضخماً» عالمياً
الدوحة لم تتخلّ بعد عن دعم قائد الجيش… ولا تريد حرق ورقة ترشيحه؟ – ابراهيم ناصرالدين
وحدهم السياسيون اللبنانيون يعيشون حالة انكار، ازاء وجود تغييرات دراماتيكية في المنطقة، وحده لبنان مغيّب وغير حاضر على الطاولة في ملفات تعنيه مباشرة، وفي طليعتها خطر النزوح السوري. عادت سوريا الى الجامعة العربية، فخرجت الانقسامات اللبنانية على «السطح» بين مؤيد ومعترض. مع العلم ان احدا لم يأخذ برأيهم عندما طردت وعندما عادت، الا ان هذا الانقسام يعطي انطباعا واضحا حول كيفية تعاطي القوى السياسية باستخفاف مع قضايا جوهرية، تؤثر على نحو مباشر في الواقع اللبناني المتأزم.
اما في لبنان، فثمة مَن ينتظر تخريب اميركي للتفاهم السعودي – الايراني، ويعول على «حج» المسؤولين الاميركيين الى الرياض، ويأملون في نجاح الضغوط عليها لفرملة الاندفاع نحو طهران، فيما تشير المعطيات الديبلوماسية ان «ما كتب قد كتب» ولن تعود «عقارب الساعة الى الوراء»، ولا داعي للتردد ومواكبة التغييرات في المنطقة، التي بدأت اولى تجلياتها في اليمن مرورا بالجامعة العربية ووصولا الى الحدود الاردنية – السورية والحرب المستجدة على تجار «الكبتاغون».
وفي الانتظار، الكل متريث رئاسيا ريثما تتضح كيفية تبلور الموقف السعودي المتأرجح بين السلبية والايجابية، وفيما لا يزال سفير المملكة يواصل حراكه مكررا موقف بلاده من الاستحقاق، فاتحا بالامس «ثغرة» في موقف النواب السنّة الذين أراحهم من عدم وجود «فيتو» على رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، لم توقف الدوحة محركاتها ولا تزال تراهن على الوقت لمحاولة ايصال قائد الجيش الى بعبدا، فيما رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط لا يزال متريثا مع وعد لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعدم «خذلانه» عندما تنضج ظروف المعركة الرئاسية، التي تبدو طويلة بحسب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي جمع وزراءه بالامس في بداية جلسات تشاورية لانضاج ملف تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي، قبل الدخول في فراغ مكلف اقتصاديا وماليا.
في هذا الوقت الانهيار الاقتصادي مستمر، وقد تصدّر لبنان لائحة الدول الأكثر تضخماً من حيث الغذاء عالمياً، إذ بلغت النسبة 352 %، بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة التي تزامنت مع الغلاء في أسعار السلع والخدمات الأساسية والطاقة والنقل والملابس وغيرها…
جنبلاط لبري: لن اخذلكَ!
رئاسيا، ووفقا لمصادر مطلعة على اجواء اللقاء الذي عقد نهاية الاسبوع في عين التينة، فان بري لم يضغط على جنبلاط المتمسك حتى الآن بموقفه، لجهة عدم اتخاذ خيار رئاسي يكون تحديا للغالبية المسيحية، بعدما تذللت العقبة السعودية، حيث لمس جنبلاط من الرياض حقيقة عدم وجود «فيتو» على اي مرشح بمن فيهم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية.
ووفقا للمعلومات، فان بري يتفهم موقف جنبلاط المتريث، لا المتشدد كما كان سابقا، لكنه لا يبدو مستعجلا في اتخاذ موقف جديد على الصعيد الرئاسي الآن، لكنه كان واضحا في مقاربته لجهة انفتاحه على كل الاحتمالات، حين تكون الامور قد نضجت ووصلت الى خواتيمها. فقد ابلغ بري صراحة ان بعض التحفظات عند نجله النائب تيمور جنبلاط قد تجد طريقها الى الحل، اذا استمرت حالة الاستعصاء عن الطرف الآخر الذي فشل حتى الآن في الوصول الى توافق على مرشح، كما ان الامور يمكن ان تصبح اكثر ليونة، اذا حصل خرق لدى الكتل المسيحية، واذا كان فرنجية يحتاج الى اصوات كتلة «اللقاء الديموقراطي» كي يصل الى بعبدا، فان جنبلاط كان واضحا بابلاغ بري انه حين تنضج الظروف لن يخذله!
«اللقاء الوطني» اكثر تحررا؟
وقد واصل السفير السعودي الوليد البخاري حراكه، والتقى اعضاء كتلة «اللقاء الوطني»، واشارت مصادر مطلعة الى ان البخاري كرر على مسامعهم موقف بلاده من الاستحقاق، وقد خرجوا من الاجتماع اكثر تحررا ازاء طبيعة الموقف الذي سيتخذونه رئاسيا، بعدما سمعوا على نحو واضح وصريح ان لا «فيتو» سعودي على اي مرشح رئاسي.
باسيل: لا ايجابية
لكن وبخلاف «الإيجابية» التي رآها البعض في الموقف السعودي، أدرج رئيس «التيار الوطني الحر»، النائب جبران باسيل، هذا الموقف في خانة السلبية، إذ اعتبر أنّ الأمر هو كمن يقول «اصطفلوا عملوا متل ما بدكم»، مشبّهاً ذلك «بما قيل للرئيس سعد الحريري قبل انتخاب الرئيس ميشال عون».
دعوة لحضور القمة
وكان البخاري، سلم ميقاتي دعوة من خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي ستُعقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في 19 الجاري. وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، إضافة إلى العلاقات اللبنانية- السعودية. وقال البخاري في تصريح بعد اللقاء، إنّ «الرياض تأمل أن يُغلّب الأفرقاء السياسيون المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها لبنان». وأضاف أنّ «الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من رؤية تفضيلية للعلاقة مع طائفة على حساب أخرى»؟
محاولة ضغط اميركي
وفي تحرك اميركي تعول عليه بعض قوى المعارضة، لفرملة الاندفاعة السعودية تجاه ايران، لم يحقق مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في المملكة العربيّة السعوديّة اي اخترق نوعي ، خصوصا إحياء مشروع إعادة تشكيل جبهة إقليميّة في مواجهة إيران وطُموحاتها الإقليميّة والنوويّة. ووفقا لمصادر ديبلوماسية ، فان وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن سيزور الرياض للسبب نفسه، محاولا ترميم العلاقات مع السعودية لمنعها من الاندفاع والتوجّه شرقًا إلى الصين، وشمالًا إلى روسيا، وإعادة علاقاتها مع الجار الإيراني. ووفقا لتلك الاوساط لم يقدم سوليفان أيّ عرض جدي لدفْع المملكة الى العودة الى العلاقات الاحادية مع واشنطن، كما أنه لم يطرح اي أوراق ضغط عليها للتخلّي عن العلاقة المستجدة مع ايران والصين وروسيا، لكنه حضها على عدم الانضمام إلى منظومة «بريكس» «وشنغهاي» الاقتصاديّة.
لا تراجع سعودي
ووفقا للمعلومات، فان المسؤولين السعوديين كانوا واضحين بعدم رغبتهم في تفضيل اي علاقة خارجية على غيرها، واشاروا الى ان العلاقة مع واشنطن ستستمر، لكن ضمن قواعد جديدة تراعي المصالح المشتركة، على الا تتعارض مع علاقات المملكة الاقليمية والدولية. وهو قرار استراتيجي لا عودة عنه مهما كانت الظروف او الضغوط، وقد حان الوقت لواشنطن بان تتأقلم مع المعطيات الجديدة التي لا تعاديها، بل تتمشى مع التطورات والتغييرات الاقليمية والدولية.
ماذا تريد قطر؟
وفي سياق متصل بالحراك الرئاسي، وبموازاة الجولة العلنية للسفير السعودي، تتحرك قطر «بصمت»ودون صخب، حيث سجل تحرك بعيدا عن الأضواء للسفير القطري ابراهيم السهلاوي، الذي التقى عددا من نواب تكتل «الاعتدال الوطني» و»اللقاء النيابي المستقل» في حضور عدد من المستشارين العاملين في السفارة. وفيما اشارت مصادر ديبلوماسية الى ان البحث اقتصر على عرض المستجدات السياسية في لبنان في ضوء التطورات في المنطقة، شددت على دعم الدوحة لاجراء حوار وطني ينتج منه انتخاب رئيس للجمهورية، تمهيداً لتشكيل حكومة واعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية بما ينعكس ايجابا على الاوضاع الاقتصادية.
وتحدثت اوساط حضرت اللقاء، عن ان القطريين لم يتخلوا عن فكرة وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون الى بعبدا، بل لا يزال برأيهم الحل الانسب للخروج من حالة الاستعصاء الحالية.
لا «لحرق» عون
وكان لافتا حديث السفير عن عدم رغبة بلاده في «حرق» ورقة قائد الجيش، وطرحها في توقيت غير مناسب كمخرج للمأزق الحالي، وفهم ان الدوحة تراهن على الوقت وتعب كافة الاطراف قبل تقديم فكرة تسوية متكاملة مدخلها ان يكون «القائد» رئيسا، وتشمل اعمال الحكومة وبرنامجها، على ان تكون قطر دولة راعية للنهوض الاقتصادي في المرحلة اللاحقة.
نصيحة قطرية «لليرزة»
وفي هذا السياق، تحدث السفير القطري عن نصيحة قدمتها بلاده لقائد الجيش بالتروي، وعدم الاندفاع نحو اي موقف قد يوحي بانه حسم موقفه ايجابيا من الترشيح، والتراجع خطوة الى الوراء ريثما تتضح انعكاسات الموقف السعودي غير السلبي، ولكن غير البناء، من ترشيح فرنجية. وفي هذا الاطار لاحظ ديبلوماسيون التقوا قائد الجيش مؤخرا، رفضه القاطع لوضعه ضمن خانة المرشحين الرئاسيين، وهو يشدد على انه يقوم بوظيفته الحالية في حماية المؤسسة العسكرية، وكذلك الحفاظ على الامن والاستقرار في البلاد.
جولة بوصعب
من جهته، واستكمالا لجولته على الفرقاء المعنيين، في إطار الحراك الذي يقوم به، التقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، امين عام حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان في مقر الحزب في برج حمود، في حضور النائب هاغوب ترزيان. ووضع بوصعب بقرادونيان، خلال اللقاء في جو النقاشات الحاصلة مع كل رؤساء الكتل التي زارها شارحا الهدف منها، بحيث كان توافق بين الطرفين على اهمية ما يجري من تواصل وتطابق بوجهات النظر حول ما يطرح. وقد اتفق الطرفان على متابعة النقاش واستكماله بمراحل مقبلة.
حراك لتعيين الحاكم
وفي السراي الحكومي، جمع ميقاتي وزراء الحكومة، وحذر امامهم من خطر الفراغ في المؤسسات، موحيا بازمة رئاسية طويلة الامد على الرغم من الحراك الخارجي. ووفقا للمعلومات، فان ثلاثة ملفات رئيسية حضرت في الاجتماع: النزوح السوري، حاكمية المصرف المركزي، وموازنة 2023. ويبدو ان ميقاتي قد بدأ التحضير لتمرير استحقاق انتخاب حاكم جديد لمصرف لبنان مع اقتراب شغور هذا الموقع.
وبحسب مصادر وزارية مطلعة، ان التعويل قائم الآن على اتصالات بعيدة عن الاضواء تجريها اطراف وزارية لايجاد قواسم مشتركة بين ميقاتي «والثنائي الشيعي» و»التيار الوطني الحر» للوصول الى تفاهم حول هوية الحاكم الجديد. وستشهد الايام المقبلة تزخيما للاتصالات، ولن تتأخر زيارة ميقاتي الى بكركي لوضع البطريرك في اجواء النقاشات، واطلاعه على اهمية عدم ربط تعيين حاكم مصرف لبنان بالانتخابات الرئاسية.
اتصالات مع باسيل ومظلة بكركي
وسيجري العمل على تأمين مظلة سياسية لعقد جلسة لتعيين الحاكم قبل نهاية ولايته، كيلا يتسبب الفراغ بفوضى مالية واقتصادية، وقد وعد ميقاتي بعقد لقاءات تشاورية وزارية قبل اي جلسة لتحديد جدول اعمال اكثر انتاجية. ولهذا كان تشديد على تأمين دائم للنصاب لعقد جلسات منتجة للحكومة وعلى نحو مستقر، وقد تم التفاهم على عقد جلسة حكومية لمناقشة ملف النزوح السوري. وهناك توجه لتعيين لجان في مسألة النزوح، ويتم التواصل ايضا مع باسيل لمشاركة كاملة لوزراء التيار للاتفاق على خطة متكاملة في هذه المسألة المهمة، ومناقشتها مع الاطراف كافة بمن فيها الدولة السورية. من جهة اخرى، طلب ميقاتي من الوزراء اعداد موازنة العام 2023 .
ملف اللجوء
وقد استقبل ميقاتي في السراي الحكومي، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، وتناول اللقاء الملف السوري في لبنان، وتطرق البحث الى مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في منتصف شهر حزيران المقبل، والذي سيخصص لموضوع اللاجئين السوريين.
انقسام حول سوريا
وفيما بدأت مقايضة ديبلوماسية وسياسية غير واضحة المعالم بعد، ضمن معادلة خطوة مقابل خطوة لإعادة إندماج سوريا في النظام الرسمي العربي، والحرص في الوقت نفسه على معالجة الملاحظات التي تبديها الدول المتحفظة عن عودة سوريا، ومنها قطر والكويت والمغرب، انعكست العودة انقساما في مواقف القوى السياسية، وبقيت محور أخذ ورد لبناني بين مرحب ومعترض من جهة، ومنتقد ومتحفظ من جهة ثانية. وكان بري أول المرحبين بقرار مجلس الجامعة العربية حول عودة سوريا إلى عضويتها، فقال: «هذا القرار تأخر لسنوات، لكنه خطوة بالاتجاه الصحيح وباتجاه العودة إلى الصواب العربي، الذي لا يمكن أن يستقيم إلا بوحدة الصف والكلمة». أضاف: «بعودة سوريا إلى العرب وعودة العرب إليها، بارقة أمل لقيامة جديدة للعمل العربي المشترك».
سلبية جعجع وجنبلاط
من جهته، غرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قائلا: «إذا كان للباطل جولة، ولو ورقية نظرية، فسيكون للحق ألف جولة وجولة، ولكن حقيقية».
وفي موقف هو الثاني من نوعه في غضون 24 ساعة، تهكّم رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط على ما سمّاه «عودة سوريا إلى الحضن العربي»، وغرّد عبر «تويتر» قائلا: «هل سألوا الشعب السوري اذا كان يرغب في العودة إلى الحضن العربي؟ طبعاً لا»، وقال «الجامعة العربية شبيهة بسفينة «التايتانيك»تحمل هذا الشعب إلى غرق محتوم، وقد أعطي النظام شرعية التصرف، والذين نجوا من التعذيب او السجون او التهجير فإن الحضن الحنون كفيل بشطبهم، ومتى بربكم استشرتم الشعوب»؟
وفيما اثنى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على العودة ، عبّر النائب السابق طلال أرسلان عن فرحته «بانتصار سوريا»، وقال عبر «تويتر»: قالوا سوريا عادت! وقلنا في السابق ونقولها اليوم سوريا لم تذهب لتعود، سوريا بقيت قلعة صامدة في وجه كل المؤامرات وعلى مدى أكثر من 10 سنوات خط الدفاع الأول عن المنطقة والمقاومة».
متى يقرر «الدستوري»؟
على صعيد قضائي آخر، اشار رئيس المجلس الدستوري طنوس مشلب الى ان مرحلة درس الطعون في قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية لا تزال في البداية، ولم يعقد بعد اي اجتماع للمجلس. ولفت الى ان من المفترض ان يصدر قرار المجلس بموضوع الطعون المقدمة قبل 31 ايار.
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الجامعة العربية تعيد سوريا بشروط مبهمة
حقيقة موضوعية لا بد من الاقرار بها هي ان الصراع المفتوح في الملف الرئاسي بين الثنائي الشيعي والمعارضة يزداد خطورة في ظل انعدام اي تقارب او افق حواري جدي حتى الآن على رغم حراك خجول ما زال يؤمن به نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، مستندا الى انعدام المبادرات خارجيا بعدما سقطت معادلة فرنسا فرنجية- نواف سلام، او بالاحرى اسقطتها واشنطن.
ووسط الجمود الرئاسي، بقيت اعادة سوريا الى الجامعة العربية محور أخذ ورد لبناني بين مهنئ ومثن من جهة ومنتقد ومتحفظ من جهة ثانية فيما الرهان على خطوات حسن النيّة المفترض ان يقدم عليها الرئيس بشار الاسد مقابل العودة وفق ما نص عليه القرار العربي 8914.
المصلحة اللبنانية: لا جديد على الضفة الرئاسية اذاً. اليوم، أكد السفير السعودي وليد البخاري إنّ «الرياض تأمل أن يُغلّب الأفرقاء السياسيون المصلحة اللبنانية العليا لمواجهة التحديات والمخاطر التي يعيشها لبنان». وأضاف أنّ «الرؤية السعودية للبنان لا تنطلق من رؤية تفضيلية للعلاقة مع طائفة على حساب أخرى». موقفه جاء بعدما سلّم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، دعوة من خادم الحرمين الشريفين، سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في الدورة العادية الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستُعقد في جدة في 19 الجاري. وجرى خلال اللقاء البحث في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، إضافة إلى العلاقات اللبنانية- السعودية.
بو صعب والطاشناق: فمن جهته، واستكمالا لجولته على الفرقاء المعنيين، في إطار الحراك الذي يقوم به، التقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، امين عام حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان في مقر الحزب في برج حمود، بحضور النائب هاغوب ترزيان. ووضع بوصعب بقرادونيان، خلال اللقاء، بجو النقاشات الحاصلة مع كل رؤساء الكتل التي زارها شارحا الهدف منها، بحيث كان توافق بين الطرفين على اهمية ما يجري من تواصل وتطابق بوجهات النظر حول ما يطرح. وقد اتفق الطرفان على متابعة النقاش واستكماله بمراحل مقبلة.
النزوح: وسط هذه الاجواء الجامدة رئاسيا، لا يزال ملف النزوح السوري في الواجهة. وفي وقت رأس ميقاتي عصرا اجتماعا تشاوريا وزاريا، استقبل المنسقَ المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، في حضور مستشار الرئيس ميقاتي زياد ميقاتي. وتناول اللقاء الملف السوري في لبنان، وهنأ ريزا لبنان على توحيد الموقف في ما خص موضوع اللاجئين السوريين. كما شكر الدولة اللبنانية على جهدها وتفهمها وعلى تعاطيها بهذا الملف بطريقة مهنية.وتطرق البحث الى مؤتمر بروكسل الذي سيعقد في منتصف شهر حزيران المقبل والذي سيخصص لموضوع اللاجئين السوريين.
غرق محتوم: في المواقف من المستجدات، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: «وهل سألوا الشعب السوري اذا كان يرغب في العودة الى الحضن العربي طبعا لا. الجامعة العربية شبيهة بسفينة الـTitanic تحمّل هذا الشعب الى غرق محتوم وقد أعطي النظام شرعية التصرف والذين نجوا من التعذيب او السجون او التهجير فان الحضن الحنون كفيل بشطبهم. ومتى بربكم استشرتم الشعوب».
أمل: في المقابل، رأى المكتب السياسي لحركة امل في عودة سوريا إلى الجامعة العربية «فرصة لتصويب العلاقات اللبنانية السورية وإعادتها إلى مسارها الطبيعي عبر التواصل السياسي بين حكومتي البلدين وإسقاط العقبات الوهمية عند البعض من أجل إنجاز وحل الكثير من الملفات العالقة وأولها قضية النزوح السوري إلى لبنان». وأكد ضرورة «إلتقاط هذه الفرصة الإقليمية من قبل اللبنانيين كي يبنوا عليها رؤية وطنية إنقاذية تتجلى بتوافقهم على إنتخاب رئيس للجمهورية يقود البلاد في هذه اللحظات الوطنية والإقليمية الدقيقة، إستباقا للشغور في مواقع إدارية وقيادية حساسة، عدم ملئها يفاقم الأزمات ويزيدها تعقيدا، وإن هذا الملف لم يعد يحتمل تأخيرا وتسويفا وشروطا وشروطا مضادة».
الاكثر تضخما: معيشيا، وفي وقت حافظ الدولار على استقراره، تصدّر لبنان لائحة الدول الأكثر تضخماً من حيث الغذاء عالمياً، إذ بلغت النسبة 352 %، بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة التي تزامنت مع الغلاء في أسعار السلع والخدمات الأساسية والطاقة والنقل والملابس وغيرها، حسبما أعلن موقع «World of Statistics».
خطر حقيقي: ليس بعيدا من الوضع الحياتي، اجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير الاتصالات جوني القرم يرافقه المدير العام لهيئة «اوجيرو» عماد كريدية .. واعلن قرم بعد اللقاء «بحثنا مع دولة الرئيس شؤون وزارة الاتصالات، وأبلغناه ان هناك خطرا حقيقيا على قطاع الإتصالات اذ نحن بحاجة الى موارد لتسيير شؤونه، وسنتشاور مع وزير المال بشأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها لحل هذه المشكلة، ونحن منذ بداية العام، وباستثناء الرواتب، لم تحوّل الى الوزارة اي اعتمادات للصيانة».
عقدان: قضائيا، افيد ان «وزير العدل هنري خوري أرسل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء نص العقدين الموقعين من قبله مع المحاميين الفرنسيين باسكال Beauvais و إيمانويل داوود لتمثيل الدولة اللبنانية أمام محاكم باريس في قضية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورفاقه وطلب في إحالته اتخاذ المجرى القانوني في هذا التوكيل وفقا للأصول».
القرار قبل 31: على صعيد قضائي آخر، اشار رئيس المجلس الدستوري طنوس مشلب الى ان مرحلة درس الطعون بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية لا تزال في البداية، ولم يعقد بعد اي اجتماع للمجلس. ولفت الى ان من المفترض ان يصدر قرار المجلس بموضوع الطعون المقدمة قبل 31 ايار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :