لم ينطبق الحقل على حساب البيدر، بين تقديرات مصدّري المواشي وتجار اللحوم من محتكري السوق اللبنانية، وبين القصابين والمزارعين والمربين، فطارت اسعار اللحوم في الاسواق اللبنانية، وقفز سعر كيلو لحم الغنم العويس من ٦٠٠ الف ليرة لبنانية الى ٨٠٠ الف ليرة، ولحقت به اسعار لحوم البقر والماعز والدجاج، نتيجة النقص في اعداد رؤوس الماشية في الاسواق اللبنانية.
تحول لبنان الى مركز للترانزيت يحتكره ستة من كبار تجار المواشي، يعملون على ذبح المواشي في الاسواق اللبنانية وتصديرها الى أسواق الخليج العربي. وتوازيا مع عمليات التصدير، ارتفعت اسعار كافة اللحوم البلدية والمستوردة على انواعها بشكل جنوني داخل الأسواق اللبنانية، وأصبح من المتعذر على أصحاب الدخل المحدود تناول اللحوم تماشيا مع أسعارها الجديدة. فارتفع كيلو لحم البيلا المستورد الى ٧٠٠ الف ليرة، البقر البلدي الى ٦٠٠ الف، والأجنبي المستورد الى ٦٥٠ الف، والدجاج الى ١٧٠ الف… والحبل على الجرار نتيجة النقص في اعداد المواشي داخل الأسواق.
للغاية التقى عدد من بائعي اللحوم من أصحاب الملاحم ومن مربي الاغنام والماعز والمزارعين والتجار، وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن في دارته في بلدة شعت في البقاع الشمالي، وشرحوا له معاناتهم على ضوء عمليات التصدير، مطالبين اياه بوقف اذونات تصدير اللحوم لعدد من التجار الكبار من مصدري ومستوردي اللحوم، ووقف اذونات تصدير اللحوم البلدية الى اسواق الخليج العربي على أبواب شهر رمضان المبارك، تماشياً مع عمليات التصدير التي انعكست ارتفاعاً جنونيا في اسعار اللحوم، وتهديدا بحرمان معظم الطبقات الفقيرة والموظفين من إمكانية تناولها خلال شهر رمضان، نتيجة الخلل الذي سببته عمليات التصدير في اعداد رؤوس الماشية.
شرح الوفد للوزير الحاج حسن معاناة المزارعين، الذي لم يعد بمقدورهم تربية المواشي، نتيجة ارتفاع أسعارها، مطالبين بوقف عمليات تصدير هذه الاعداد الهائلة والكبيرة من رؤوس الاغنام والماعز المذبوحة، في حركة تبدأ من السوق الى المسلخ فالباخرة والتصدير، في حركة تستهدف اولا لقمة عيش الفقراء والمربين، بعدما تراجعت حركة الأسواق، وتراجعت عمليات البيع والاستهلاك المحلي، التي انعكس سلبا نتيجة العرض والطلب والنقص الحاد الذي تسببت به عمليات التصدير، في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار وتدني القيمة الشرائية للعملة اللبنانية.
وللغاية، يلتقي وفد من لجنة تشكلت، بناء لطلب الوزير، مهمتها دراسة واحصاء عدد رؤوس المواشي في أسواق البقاع ولدى المربين والمزارعين، ليبنى على الشيء مقتضاه باتخاذ القرار، ومن المقرر ان تلتقي اللجنة وزير الزراعة للمرة الثانية، عند الساعة الثانية عشرة من ظهر غد الأربعاء، لرفع تقريرها حول اعداد رؤوس الماشية المتبقية في الاسواق اللبنانية، وللاستماع الى هواجس المربين والمزارعين، ولشرح معاناتهم، ومطالبة الوزير بوقف اذونات تصدير المواشي المذبوحة والحية، والعمل على اعادة التوازن الى الأسواق.
مع الاشارة للانعكاس السلبي الذي تسببت به عمليات التصدير على تربية المواشي والارتفاع الجنوني في اسعار اللحوم بشكل عام، والخشية من ارتفاع مشتقاتها نتيجة النقص الحاصل في الاسواق، وفي عمليات التربية بعد تصدير ٦٠٠٠ رأس مذبوح الى احدى دول الخليج كدفعة أولى، على أن يلي تصدير ١٠٠٠٠ رأس كدفعة ثانية.
محمد هزاع شكر، صاحب ملحمة في بلدة الطيبة بجانب اوتوستراد رياق – بعلبك الدولي، قال: ان المستفيد الأول من عمليات تصدير اللحوم المذبوحة الى دول الخليج، هم سبعة تجار معروفون بالاسماء افرغوا الأسواق اللبنانية من رؤوس الماشية، التي انعكست ارتفاعا بأسعار اللحوم البلدي والمستورد، ولم يعد باستطاعة عدد كبير من الطبقات المتوسطة والفقيرة من تناول اللحوم، وما يحصل هو لعب بلقمة عيش الفقراء، في ظل تراجع عمليات البيع، حيث ارتفع سعر كيلو لحم البيلا المستوردة من دولارين الى ثلاثة دولارات ونصف الدولار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :