غاية الحزب الأولية ان يكون حركة الشعب العامة .سعادة 

غاية الحزب الأولية ان يكون حركة الشعب العامة .سعادة 

 

Telegram

 


نستنتج انه يوجد في المجتمع حركات أخرى غير حركة الشعب العامة ،هي حركات لفئات الشعب المكونة للمجتمع ، ولكي يصل الحزب ليكون حركة الشعب العامةلا بد من معرفة حركات  هذه الفئات  ودراسة تفاصيلها  الصغيرة والكبيرة كي يستطيع الحزب وضع خطط المواجهة وخطط الاستيعاب .
أين نجد حركات فئات الشعب  المكونة للمجتمع  ؟
نجد خطط فئات الشعب  في :
التفكير الطائفي  
التفكير الكياني 
التفكير العشائري 
التفكير  العائلي 
التفكير الأناني
تفكير أقليات    
لكل تفكير  علّته الخاصةالتي تمنحه التميّز والافتراق وطريقة شبك العلاقات   وسّن قانون الممنوع والمسموح الذي يحافظ على استمرارية التماسك الداخلي لهذه الجماعات ويرسم الحدود الفاصلة بينها .
التفكير الطائفي :
في سورية طائفة كبرى  وطوائف أخرى تنتشر على كل مساحة سوريا الطبيعية ومساحة العالم العربي ،عِلّل هذه الطوائف مركزية مرجعياتها التي تعتبر نفسها انها الممثل الحقيقي لجميع أتباعها  في العالم  وهي لا تؤمن بمقولة الأمم والقوميات. ظاهرإيمانها العلاقة  مع السماء وصياغة الطُرق والسُبل التي تحدد علاقة الفرد مع الله وتتم عملية تنظيم العلاقة بواسطة أفراد هي تختارهم وتُحدد لهم الأدوار المطلوب منهم ، وهذا لايعني حصر العلاقة بالوكيل بل يحق لأي فرد من أتباعها مراجعة المراجع الكبيرة  دون المرور بالوكيل، وهذا يساهم في أضعاف قوة الوكيل وضمانة استمرار العلاقة وسرعة تحقيق مصالح الآخرين ،وباطنها تأكيد دور المرجعية وتقوية دورها وبالتالي دور الدول التي تنتمي اليها هذه المرجعيات .
لقد لعبت هذه العلاقة دورا سلبيا كبيرا في حياة الأمة السورية والعالم العربي ، فقداسة المرجعية هي التي ضمنت استمرارية حكم السلطنة العثمانية لأكتر من أربعماية عام وهي التي صنعت سدا منيعا في وجه امكانية انشاء حركات تحرر وهي الضامنة لاستمرار التجزئة والانقسام الحاد في المجتمع حتى اللحظة الحاضرة ولأن عصيان المرجعية المركزية يعني عصيان الله  ولأنه حتى اللحظة لكل فئة ربها الأعلى وأي مسلم لا يجرؤ على عصيان الله ، ولأننا لم نعرف كيف نؤمن بالله وكيف ننتمي الى أرضنا وأمتنا حافظنا على الآفات المُعطّلة للارتقاء وابتعدنا عن القيم المحيية للحياة  .
أنتجت هذه العلاقة الملتبسة سلطة دينية محلية  مركزها الأماكن الدينية  ويدير حركتها رجال الدين.
أنتجت هذه العلاقة ،علاقة ملتبسة بين الاسلام بطرفيه المحمدي والمسيحي والعروبة 
أنتجت هذه العلاقة دورا تربويا لرجل الدين جعلت منه المدرّس الوحيد في القرية او الحي ومادة التدريس الوحيدة هي القرآن الكريم وما تقترحه الارساليات الأجنبية 
أنتجت هذه العلاقة طبقة من المخبرين الذين أنعمت عليهم السلطنة بمساحات واسعة من الأراضي جعلتهم فيما بعد من الاقطاعيين الذين توارثوا السلطة الزمنية لفترة طويلة من الزمن .وأنتجت ايضا هذه العلاقة فئة من القيادات السياسية المرتبطة ارتباطا عضويا بالغرب 
أنتجت هذه العلاقة ضياعا للهوية القومية وانتعاشا للهويات العنصرية والطائفية 
أصبحت الطوائف  في سوريا مراكز إعلام لدول ومحاور، تقمصّت هويّات ليست لها وأرتمت بأحضان لا تحميها ، فاغتربت وهي في الوطن وراحت تنهل من الاغتراب ما يُسمّم البلد، وتزعم أن مصلحة البلد ان يكون بوجه لا يشبه وجهه الحقيقي .
التفكير الطائفي في بلادنا أسّس لكل حروبنا الداخلية ولخسارتنا أجزاء من بلادنا ولكل الخلافات الحادة داخل مجتمعنا .
يقول سعادة  
فالانقسام في أساسه ملّي ولا يمكن لأي عمل ملّي أن يصير قوميا بمحاولة صبغة شبه قومية ملائمة لغرضه .ج7ص333
ها هي ثمار التلبنن الملّي تنذر بويل التقتيل . إنها ليست ثمار الحركة القومية الاجتماعية ، بل ثمار الحزبية الدينية التي تفرق بين اللبنانيين الصرف واللبنانيين غير الصرف . هي ثمار الفلنجيين والمطرانيين .ج7ص333
التفكير الكياني
أنتج الالتباس بين العروبة والاسلام التفكير الكياني الذي ساعده الانتداب الفرنسي الانكليزي على التمركز في قلب المجتمع واخذ بيده حتى اصبح الظاهرة الممكن تحقيقها لسهولتها ولوجود العوامل المساعدة على تحقيقها .
يقول سعادة :
لا جدال في أن السبب الموجب ، من الوجهة الداخلية ، لوجود الدولة اللبنانية هو المنازعات والحروب والمذابح الدينية التي حدثت بسبب الحزبيات الدينية ونفسية صراع الأديان . ج8ص260
التفكير العشائري 
لم يعترف هذا التفكير الموروث غير المستورد  بقوانين الدولة المدنية وله عاداته وتقاليده التي تشكل دولته  الخاصة التي تنّظم العلاقة ضمن أفراد العشيرة وبقية العشائر ،وأجبرت العشائر دول كيانات البلاد الاعتراف بسلطتها وتصديق أحكامها واحترام خصوصياتها.
لقد مارست العشائر عقلية الدولة المستقلة فعقدت صلحا بعد الدولة منحها استقلالا في أمور معيشتها ، وأمور فضّ الخلافات ، وعقد المصالحات بين الاطراف المتنازعة .
التفكير العائلي 
تحكم هذا التعبير المصلحة والعصبية  العائليتين وتتحدد علاقاته مع الأنظمة على قاعدة تأمين مصالحها ومصالح زعاماتها، بعضها استمد قوته من الأجنبي وبعضها استمد قوته من ضعف الكيانات ، فما زالت بعض العائلات التي منحتها السلطنة العثمانية سلطة وجاها وأرضا واسعة تمارس عقلية السلطة الاقطاعية في المراكز المخصصة لها في الدولة .
فما زال البطرك يمر تحت سيوف العائلة وما زالت العائلات مصدرا أساسيا لقوة مؤسسات الطوائف 
التفكير الأناني 
ميزة هذا التفكير انه يعتمد الناس ومصالح الناس وسيلة لتحقيق أغراضه في السياسة والمال . خال من كل القيم الأخلاقية نجده في كل دوائر الدولة وفي كل فئات المجتمع .يقوم على النزعة الفردية 
تفكير الأقليات . 
نشأ هذا التفكير على أطراف الوطن الغنية بالموارد الطبيعية ،سعى الى انشاء الكيان الانفصالي المستقل، خضع لتأثير الدول المجاورة سلبا وايجابا ساهم التفكير الكياني والتفكير الطائفي في تعزيزه وتنشيط دوره.
كذلك فان انتشار فكرة العروبة على امتداد العالم العربي التي تعتبر اللغة العربية من أقانيم قيامتها والاسلام  المحمدي قلب العروبة، ساعد على تكوين موقفا معاكسا لكل الفئات الشعبية التي لها لغتها الخاصة 
شكّل تفكير الأقليات  بوابة الدخول للمشاريع العدائية لأمتنا وحُضنا صالحا لكل المعارضين المشبوهين .
هذه باختصار حركات فئات  التي من الضروري معرفة كينونتها وطريقة عملها وأهدافها حتى ننتقل الى حركة الشعب العامة .
ان تعبير ان يكون الحزب حركة الشعب العامة جاء جوابا على تساؤلات وشكوك  لرئيس المحكمة تتعلق بأهداف الحزب وبطريقة انشائه ، وبالتحديد على موضوع سرّية انشاء الحزب  التي أاتخذها القضاء حجة ليعتبر أن غاية الحزب ومراميه غامضة ومتجهة الى المؤامرة والاخلال بالأمن. فردأ على التهمة الباطلة أوضح سعادة "أن الصفة السرية للحزب هي وقتية فقط الى ان يقصد الحزب أن يعلن نفسه في الوقت المناسب لأن غايته الأولية هي أن يكون حركة الشعب العامة .

أن حركة الشعب العامة هي الحركة المعبّرة عن مصالح الناس الاقتصادية والنفسية والثقافية  التي لا تعكس حالة المجتمع بل تعمل على أظهار خطورة حركات فئات الشعب ومن ثم الكشف عن البدائل المُقنِعة، لذلك فان حركة الشعب العامة ليست حركة اصلاحية ولا حركة انقلابية بل هي حركة  ثورية تغييرية.
كيف يكون الحزب حركة الشعب العامة 
أن البواعث الايجابية التي دفعتني الى انشاء الحزب ، عدا ما قلته من مسألة ممارسة حقوق السيادة ،هي وضع حد لفوضى العقائد القومية في المجتمع ،وتوحيده في عقيدة كيانه ومصلحته ،وصرفه عن التخيلات العقيمة الى التفكيرالعملي والعمل ،وتعويد النشء خصوصا ممارسة الحقوق القومية والفضائل التي توحد المجتمع وترقيه في نظرياته وأنظمته وقيادة النشء الى النظام والتمرن على استخدام مواهبهم في سبيل ترقية أمتهم وفي سبيل معرفة الواجبات العامة .سعادة ج2ص17
من شروط ان يكون الحزب حركة الشعب العامة :
وضع حد لفوضى العقائد القومية في المجتمع 
التفكير العملي والعمل 
قيادة النشء
عندما يقول سعادة وضع حد لفوضى العقائد القومية في المجتمع فانه يقصد فوضى الغايات والاهداف لأحزاب وجمعيات ورجالات لعبت فيهم الارادات الخارجة والموروثات الشنيعة .
لم تعد المشكلة في معرفة من هي هذه الاحزاب ،ولا من هي هذه الجمعيات ولامن هم هؤلاء الرجال، بل أصبحت المشكة في وضع خطط المواجهة والاستيعاب لأن هذه الخطط هي المعنى الحقيقي لفكرة أن يكون الحزب حركة الشعب العامة .
شهدنا بعد استشهاد الزعيم خططا ورقية كتيرة،قراءتها تُفرحك وتجعلك تخال أن النصر صبر ساعة ولكنها بقيت حبرا على ورق ،سمعنا عن مشاريع نظرية جميلة اعتقدناها نقاط ارتكاز للنهوض بالمجتمع لكنها بقيت نظريات .لذلك نستطيع  القول ان قاعدة من قواعد عمل الحزب السوري القومي الاجتماعي وهي  قاعدةالتفكير العملي أُسقطت بالضربة القاضية .
لنكون من ذوي التفكير العملي علينا صياغة المشاريع التي تتناسب مع قدراتنا النفسية والمادية دون النظر الى حجم هذه المشاريع وشكلها وصغرها أو كبرها . علينا ان نرصد كل حركة تقوم بالمجتمع ونحدد كيفية التعاطي معها سلبا او ايجابا  ،فسعادة أجاز الانخراط في كل ناد من النوادي الاجتماعية والثقافية والعمل من داخلها .
الأخطر من كل ذلك أنه لم تعد المواجهة أو الاستيعاب من اهتمام أحزاب الحزب السوري القومي الاجتماعي 
الحزب تعميري بحت نظامي تام ، غرضه ممارسة الحقوق المدنية والقومية في ظروف حرجة. ج2ص19
ونجن ننتظر اقبال العموم  من  جهات أربع : الاجتماع والاقتصاد والنظام والسياسة .ج2ص19
لقد ربط سعادة بين اقبال العموم من الجهات الأربع ليؤكد بأن الحزب ليس لفئة من فئات الامة بل هو لكل فئات الامة، وهذا ما فهمه جميع الذين آمنو بالعقيدة القومية الاجتماعية، ولكن ما لم يستطع القوميون الاجتماعيون فهمه هو  كيف يجب ان يتعامل الحزب مع العموم وما دورهم في الحزب ،وخاصة مع الجهات الاربع التي ذكرها سعادة .
هل كان سعادة مع التصنيف 
هل كان سعادة مع الدمج 
هل كان سعادة مع انشاء مؤسسات رديفة للحزب 
كان سعادة  مع التصنيف ومع الدمج  وبالتالي كان مع رسم الأدوار على قياس القدرات .فقد تجد أديبا مبدعا ويساهم بشكل كبير في مشروع النهوض الثقافي في الأمة وفي الوقت ذاته تراه مناضلا مثقفا يعمل ضمن تنظيم اداري  ويساهم مساهمة كبيرة في نشاط هذا التنظيم . بينما نرى اديبا آخر أخذه الادب وغيّبه عن كل الجهات الأخرى فانكفأ عن العمل في اي مجال آخر غير الأدب وهذا يعني انه يجب ان يكون في الحزب دائرة عمل تهتم بهكذا نوع من المبدعين ويكون لها نظامها وادارتها وطريقة عملها     
أما المشروع العملي المهم فهو الاعتناء بالناشئة ،وهذا الاعتناء لا يعني اقامة مخيمات الأشبال والطلبة ،بل يعني انشاء المؤسسات التربوية التي ترعى الناشئة من مرحلة الحضانة الى المرحلة الجامعية وبتربية الناشئة يكون الحزب حركة الشعب العامة بكل مجالاتها .
لم يكن سعادة يطلق مشاريع عمل دون دراسة واقعية يُحسب فيها للوقت  فهو يقول :
ان يقظتنا قد أصبحت شيئا محسوسا وعملنا يتجه بنا نحو الفلاح وأني أعدكم بأننا سنعد بالقريب العاجل مشروعا يستغرق ثلاث سنوات. الأعمال الكانلة ج2ص62
ويقول ايضا :

أننا قد فرغنا في الحزب السوري القومي من مشاكل التعصبات الدينية المنهكة ، ولكننا لم نقف  عند هذا الحد ، بل تقدمنا الى تعزيز المصالح المتنوعة ضمن الأمة .فالفلاحون والملاكون والصّناع والعمال يرون في مبادىء الحزب السوري القومي تحقيقا لمصالح كل فئة من فئاتهم ضمن المصلحة العامة التي تؤمن الكل .ان الحزب السوري القومي هو الحزب الوحيد في سورية وسائر الشرق الأدنى الذي أوجد النظام القومي للمصالح الخاصة فجعل منها وحدة تامة ،هي مصلحة سورية . كلنا نعمل لمصلحة سورية وكلنا نشترك في مصلحة سورية ج2ص60 
 أن الحزب السوري القومي هو الحزب الوحيد في سورية وسائر الشرق  الأدنى الذي أوجد النظام القومي للمصالح الخاصة فجعل منها وحدة تامة ، هي مصلحة سورية 
إن هذا المبدأ من المبادىء المُعتبَرة قواعد انطلاق للفكر ، فمشكلة علاقة المصالح الخاصة بمصلحة الامة التي كا نت متضاربة منذ نشوء الدولة لم تستطع انظمة العالم  الحديثة حلهّا فلا ملكية الدولة للانتاج استطاعت أن تحدد مطالب الفرد ، ولا ملكية الافراد للانتاج استطاعت ان تُنتج نظاما اقتصاديا عادلا يؤمن مصلحة الأمة ومصلحة الأفراد .
الحزب السوري القومي أوجد النظام القومي للمصالح الخاصة وجعل منها وحدة تامة هي مصلحة الأمة . 
من الدوافع الايجابيةلاستكمال التأسيس البناء على هذا المبدأ عبر الشرح التفصيلي وكتابة المواد الدستورية والقانونية  والنظام الاداري ،وانشاء النموذج العملي في المدن والقرى السورية .
ولكننا لم نقف  عند هذا الحد ، بل تقدمنا الى تعزيز المصالح المتنوعة ضمن الأمة .فالفلاحون والملاكون والصّناع والعمال يرون في مبادىء الحزب السوري القومي تحقيقا لمصالح كل فئة من فئاتهم ضمن المصلحة العامة التي تؤمن الكل.
على المتنكبين مهمة استكمال التأسيس الشروع في مشاريع العمل العملية  ليؤكدو كيف يؤمن النظام القومي الاجتماعي مصالح كل فئات الشعب وكيف تؤمن المصالح الخاصة مصلحة الأمة .
وهكذا يحققون قول  سعادة في أن غاية الحزب الأولية ان يكون حركة الشعب العامة .

 وسيم  سعادة

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram