يتحدث القوميون الاجتماعيون اينما كانوا في ثلاثة مواضيع
الاصلاح من الداخل ، إعادة البناء ، إستكمال التأسيس
ولكل رأي معطياته ودوافعه والحجج التي يستعملها للتأكيد على صوابيته
وهذه الأراء الثلاثة ليست حديثة بل هي قديمة جدا ، لكنها ظهرت الى العلن بعد الانتخابات الأخيرة التي أنتجت إنشقاقا إن شاء بعضهم أو لم يشأ فواقع الحال يؤكد الانشقاق.
لم يحاول القوميون الاجتماعيون ولو لمرة واحدة أن يكونوا صُنّاع الانشقاق او الوحدة ، بل كانوا بشكل دائم مع الرموز الفئوية التي تشُقّ الحزب وتعود توحِده من جديد ، ويؤكدون في كل مرة أن التنظيم والنظام أقوى من الحزب وأن الالتزام بالتنظيم والنظام أقوى من الالتزام بالحزب الذي هو فكرة وحركة تتناولان حياة الامة بأسرها مع أنهم يقفون وقفات العز ويمارسون أعلى درجات العطاء ويؤكدون دائما أن الدماء التي تجري في عروقهم وديعة الامة فيهم ، وأحرزوا انتصارات كبيرة في كل مجالات الصراع وفي حربنا مع أعدائنا .
منذذ استشهاد الزعيم ظهرت ملامح القيادات الفئوية التي عملت على بناء جماعات تشبهها فما أن غاب الأراخنة حتى طلّ التلامذة واستمرت مشكلة الحزب .
هل تجوز المعارضة في الحزب السوري القومي الاجتماعي ؟
وماذا يعني وجودها ؟
وما هي طُرق عملها ؟
وإذا كانت تجوز المعارضة بعد استشهاد الزعيم لماذا لم تكن تجوز في زمن الزعيم ؟
أسئلة تحتاج الى أجوبة من كل الذين يؤيدون المعارضة اي الاصلاح من الداخل أو يرفضون هذه الطريقة في عملية إنقاذ الحزب .
لا شك أبدا ان المشكلة لم تعد في رؤؤس القيادات بل انتقلت الى رؤوس السوريين القوميين الاجتماعيين وظهرت بشكل فاقع في الانشقاق الاخير بطرائق الشتم والسُباب التي لم يعتد عليها السوريون القوميون الاجتماعيون . وبطريقة نفي الآخر وإلغائه اذا استطاع طرف الى ذلك سبيل .
هذا الانقسام الحاد أقوى من كل الانقسامات لأنه نقل ما يدور في عقول الانشقاقيين الى القوميين الاجتماعيين وبالتالي لم يعد جائزا الحديث عن الوحدة لأنها ستكون وحدة على زغل مهما انزعم انها على قناعة ، ولا يجوز الاستمرار بالانقسام لأنه عالة على حركة بعث النهضة السورية القومية الاجتماعية .
فكل من تحزب لفئة كان فئويا ، ولا يخبرني أحد عن الوحدة بين المجلس الأعلى والطوارىء فنعرة الانشقاق ما زالت حتى اليوم ونراها في كل مطارح الحزب .
علينا ان نواجه الحقيقة دون خجل ، علينا أن نقرأ الواقع كما هو لا كما نريده .
علينا أن نعترف أن كل محاولات الاصلاح من الداخل ابتلعها غول الفئوية
كيف واجه الزعيم الانحراف
لم يعقد صلحا مع المنحرفين ، لم يسايرهم ، لم يقبل وجود معارضة ، حاورهم ،ناقشهم ، صبر عليهم ، ومن ثم طردهم ،
هذا يعني انه لا يمكن التعايش مع الانحراف ، ومن يتعايش مع الانحراف ويزعم المعارضة يعرقل طريق إنقاذ الحزب .فالمعارضة تُفقدنا وحدة الاتجاه وغياب وحدة الاتجاه يفقدنا فعالية الحركة وغياب فعالية الحركة يجعلنا تنظيما تتحكم بأموره النزعة الفردية .
لأن الفئوية غلبت وحدة الروح أصبحت المعارضة تحضيرا للأنشقاق وليس عملا إصلاحيا ، لأنه مجرد وجودها في صفوف القوميين الاجتماعيين أحدثت انشقاقا بينهم لأنها فئوية .
لم يكن الاصلاح من الداخل مشروعا ولم يصبح بعد هذا الانشقاق ولو عاد أصحابه الى الوحدة مقبولا .
يقول سعادة
الخلاصة أنه لا يوجد حرب بين التعاليم والمبادىء الجديدة وطرق الحياة الماضية الفاسدة المهلكة للمجموع ، فتدنى معنى العمل القومي الاجتماعي والجهاد من أجل ايجاد نظام جديد يشرّف الحياة الى حضيض قبول الحالة الراهنة والتسليم بالأمر الواقع ترك الأمور تجري في أعنّتها ، وحيث لا قتال بين الخير والشر ، يجتمع الفساد مع الطهر ، لا يوجد قضية مقدسة ولا ايمان بقضية مقدسة ولا حماس من أجل تعاليم سامية مقدسة .ج11ص8
الزعيم أنقذ الحزب من الانحراف وأعاده الى حركته الطبيعية
فأين نجد الزعيم ؟.
يتبع
وسيم سعادة
نسخ الرابط :