افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 17 تشرين الثاني 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 17 تشرين الثاني 2022

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

واشنطن والناتو: روسيا بريئة من صاروخ بولندا… والكيان: ناقلة النفط المستهدَفة ليست لنا

«القومي» يحتفل بالتأسيس بحشد شعبي وحزبي وسياسي: معادلة الشعب والجيش والمقاومة
حردان: لرئيس يُعيد العلاقة المميّزة مع سورية ويطمئن المقاومة ويفتح طريق إلغاء الطائفية

 

بسرعة قياسية غير مسبوقة وغير مألوفة صدقت واشنطن على الرواية الروسية حول الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية، ولحقتها كل دول الناتو، والاتحاد الأوروبي، وتراجعت بولندا عن اتهاماتها، وبدا بوضوح أن الخشية الغربية من التورط بمواجهة لا يريدها الغرب تقف وراء هذه السرعة في الحسم، وهذه النبرة في الحسم. فكثيراً ما كانت واشنطن تنكر الحقيقة وتقوم بلي عنقها وتطويعها بما يخدم سياساتها لشنّ الحروب عندما تكون قادرة على ذلك، كما فعلت في تزوير الملفات التي عرضها وزير دفاعها كولن باول عام 2003 أمام مجلس الأمن الدولي لشنّ الحرب على العراق، قبل أن يعترف بذلك علناً في فترة لاحقة، معلناً ندمه، والسعي الأميركي للتهرب من أي استحقاق مواجهة مباشرة مع روسيا، يشبه حال كيان الاحتلال في السعي لتفادي أي مواجهة مماثلة مع إيران، فقد حدث بسرعة أعلى من سرعة تصديق الناتو على الرواية الروسية، تنصّل «إسرائيلي» من تبعية ملكية ناقلة النفط التي استهدفتها طائرة مسيّرة في الخليج، اتهمت واشنطن وتل أبيب طهران بالوقوف وراء استهدافها، بحيث بدا أن تل أبيب مهتمة بالاستثمار الإعلامي لتوجيه الاتهام لإيران، لكن بشرط عدم تحمل تبعات أي تصعيد في الموقف، بحيث أصبحت تل أبيب تعتبر أنها غير معنية بالملكيات التجارية لشركاتها، باعتبارها ليست ملكاً للحكومة، وهو ما لا يفسّره الا التهرّب من المواجهة، فيما ركز الإعلام الإسرائيلي على اعتبار الاستهداف رداً على الغارات الاسرائيلية على قافلة صهاريج إيرانية كانت تنقل الفيول عبر الحدود العراقية السورية، وأعلنت إيران أن الغارات لن تمرّ بدون رد مناسب وقريب.
لبنانياً، بينما ينعقد مجلس النواب اليوم في جلسة انتخابية سادسة لا يتوقع أن تحمل تغييراً إلا في الشكل والتفاصيل، لكن من دون أن تنتج رئيساً، أو تفتح المسار نحو إنتاج رئيس. وأحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي عبر حفل استقبال حاشد، ذكرى تأسيسه، وشاركت في الحفل حشود شعبية وحزبية، وتمثل رئيسا مجلس النواب والحكومة، وحضر نائبا رئيس مجلس النواب والحكومة، ووزراء ونواب حاليون وسابقون، وممثلو الأحزاب الوطنية والإسلامية، والفصائل الفلسطينية، وسفراء ومدراء عامون، وتحدّث رئيس الحزب أسعد حردان مؤكداً تمسك الحزب بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، التي حرّرت الأرض وحمت البلد، متوقفاً أمام الاستحقاق الرئاسي داعياً إلى رفض الفراغ والسعي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية محدداً مواصفات الرئيس المطلوب، بأن يكون ملتزماً بوثيقة الوفاق الوطني، خصوصاً لجهة العلاقة المميّزة مع سورية وفتح الطريق لإلغاء الطائفية، ومصدر اطمئنان للمقاومة من بوابة التزامه بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، كمعادلة ذهبية وماسية لا غنى عنها، كمصدر قوة للبنان.
رأى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان أن الأولوية هي ترسيم الثوابت والخيارات الوطنية، ترسيماً وفق ما نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني، فلا افتئات على هوية لبنان، ولا على حقه المشروع في مقاومة العدوان وتحرير ما تبقى من أراضٍ محتلة وثروات في البرّ والبحر، ولا على علاقاته المميّزة مع سورية، ولا على أيّ شكل من أشكال الكرامة الوطنية والقومية التي دفعنا في سبيلها تضحيات وشهداء.
وفي كلمة له بمناسبة عيد تأسيس الحزب في حفل الاستقبال المركزي الذي أقامه في فندق الريفييرا، دعا حردان إلى حوار جدّي، لتحصين الوحدة وحماية السلم الأهلي، وهذا يتطلب إرادة صادقة ومصمّمة على إنتاج الحلول للخروج من الأزمات. وأول هذه الحلول إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة على قاعدة الالتزام بالثوابت والخيارات الوطنية وبما يضمن انتظام عمل المؤسّسات لتتحمّل مسؤولياتها على الصعد كافة.
وشدّد على تطبيق بنود وثيقة الوفاق، وعلى الدولة اللبنانية أن تبادر فوراً إلى القيام بالخطوات المطلوبة لاستعادة العلاقة الطبيعية المميّزة مع سورية، والتواصل مع الحكومة السورية في كل الملفات لا سيما ملف عودة أهلنا النازحين إلى مدنهم وقراهم. مع التأكيد على أنّ العلاقة المميزة مع سورية فيها مصلحة اقتصادية واجتماعية مشتركة للبلدين، ولبنان هو المستفيد الأول.
واعتبر حردان أن الخيار الوحيد لتحرير فلسطين هو المقاومة. ودعا القوى الفلسطينية بمختلف فصائلها وقواها، الى توحيد الصف والبندقيّة، وهذا أقوى ردّ على العدو الصهيوني وعلى المتآمرين والمشتركين في مخطط تصفية المسألة الفلسطينية.
وشدّد حردان على أن لبنان عصيّ على التطويع ولن يستسلم لمشيئة محاصريه، ومهما أغدق الخارج من أموال على وسائل التضليل والغشّ ستبقى إرادة اللبنانيين أقوى وأصلب في الحفاظ على الوحدة وحماية السلم الأهلي.
وأكد الوقوف الى جانب الشعب، وتبنّى مطالبه المحقة والمشروعة، وأكد أننا نريد دولة المواطنة اللاطائفية، دولة عمادها قضاء نزيه لا قضاء مسيّس غبّ الطلب، دولة تحارب الفساد والمفسدين، تحفظ حقوق المودعين، فودائعهم خط أحمر. وشدّد على أنّ قيام الدولة المدنية القادرة والعادلة والقوية، خيار ضروريّ وممرّ إجباريّ، لتجنيب لبنان الوقوع في فخ التقسيم وتحويله إلى دويلات طائفية وفدراليات مذهبية والتي هي وصفة انتحار للبنان واللبنانيين.
وفي ظل تسيُّد الشغور في سدة رئاسة الجمهورية والجمود الحكومي المُقيّد بالمفهوم الضيق لتصريف الأعمال والمتوقع أن ينعكس على مؤسسات أمنية وعسكرية ومالية وإدارية أخرى، وحالة الاسترخاء الداخل بانتظار الحراك الدولي على الخط الرئاسي بعد عجز المجلس النيابي عن انتخاب رئيس في خمس جلسات ستضاف إليها اليوم جلسة سادسة بالسيناريو نفسه، طفت الاستحقاقات والملفات والأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية دفعة واحدة على سطح المشهد الداخلي، ما يضع البلاد والمواطن أمام كارثة اجتماعية ورهينة الارتفاع الصاروخي المتوقع لأسعار السلع والخدمات والمواد الغذائية والرسوم الرسمية، فضلاً عن فاتورة الكهرباء التي سترتفع بشكل كبير إذا ما تأمنت الكهرباء عشر ساعات يومياً، وذلك بعدما دخل قانون موازنة العام 2022 حيّز التنفيذ، أمس الأول.
وحذرت مصادر معنية بالشأن المالي والاقتصادي من انعكاس بنود الموازنة سلباً على الوضع المعيشي للمواطنين وقدرتهم الشرائية في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، مشيرة لـ»البناء» الى أن زيادة رواتب وأجور الموظفين في القطاع العام شكل مبرراً للحكومة لزيادة الرسوم ورفع الدولار الجمركي في الموازنة والتوجّه لاعتماد الدولار الرسمي 15 ألف ليرة في مطلع العام المقبل، وبالتالي ستتحوّل زودة الرواتب من نعمة للموظفين الى نقمة عليهم، إذ أنه في عملية حسابية سيتبين أن الحكومة أعطت بيد وأخذت بألف يد. وقدرت المصادر ارتفاع الرسوم والأسعار بنسبة تفوق الـ 20 في المئة، كما حذرت من ارتفاع دراماتيكي لسعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي بلغ الـ40 ألف ليرة، لكون زيادة الرواتب ستضخم الكتلة النقدية بالعملة الوطنية والتي قد تصل الى مئة ألف مليار ليرة.
وتوقع خبراء في الشأن الاقتصادي وصول الدولار الى ما فوق الستين ألف ليرة، محذرين عبر «البناء» من أن ارتفاع الكتلة النقدية بالليرة واستمرار المشهد السياسي في حالة الفراغ في المؤسسات وتأخر الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، لن يكون هناك سقف للدولار وقد يصل الى معدلات قياسية ومفاجئة وغير مسبوقة، لا سيما أن مصرف لبنان لم يعُد يستطع لجم وضبط دولار السوق الموازية في ظل تقلص احتياطه بالعملة الصعبة البالغ 10 مليار ليرة وفق ما كشف وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل في جلسة اللجان المشتركة الأخيرة خلال ردّه على أسئلة النواب.
وتوقّع الخبراء أيضاً أن يبدأ المواطنون بتحسس الغلاء في الأسواق وارتفاع فواتير الخدمات الجديدة بشكل تدريجي. علماً أن رفع عدد ساعات التغذية الكهربائية الموعودة الى 10 ساعات يومياً ستكون نقمة أيضاً على المواطن، لكونها سترفع فاتورة الكهرباء بشكل جنونيّ، حيث سيجري احتسابها على الشطور ووفق سعر منصة صيرفة، إذ يحتسب أول مئة كيلووات بسعر 600 ألف ليرة تقريباً ويصل سعر المئة كيلووات الثاني الى مليون ونصف تقريباً، ما يعني أن فاتورة كهرباء الدولة ستصل الى ما بين مليونين و5 ملايين ليرة بالحد الأدنى، إضافة الى فاتورة المولدات الخاصة التي سترتفع أيضاً أو تبقى على حالها بأحسن الأحوال رغم تقلّص ساعات تغذية المولدات، أما السبب وفق المصادر فهو توجّه أصحاب المولدات الى استباق الأمر ورفع سعر الأومبير الى 30 دولار، تحت تهديد قطع الاشتراك عن المواطنين في ظل غياب الرقابة الحكومية ووزارتي الاقتصاد والطاقة.
وفي التوازي علمت «البناء» أن هناك توجهاً حكومياً بالتنسيق مع مصرف لبنان لرفع الدعم كلياً عن الطحين مقابل اعتماد بطاقة تمويلية للمواطنين الأكثر فقراً، بعد نفاد أموال قرض البنك الدولي الأخير والبالغ 150 مليون دولار في ظل معلومات عن عدم تجديده، الأمر الذي سيرفع سعر ربطة الخبز الى 50 ألف ليرة. ما يطرح تساؤلات عدة عن مدى قدرة المواطن على تحمل كل هذه الأعباء والفواتير ونار الأسعار وتمادي التجار وشلل المؤسسات إضافة الى الارتفاع اليومي لأسعار المحروقات والاتصالات والجمارك والباسبورات والأحوال الشخصية والأدوية والطبابة والاستشفاء وتعرفة النقل قريباً وغيرها؟ وهل تتناسب زودة رواتب وأجور موظفي القطاع العام مع كل موجة ارتفاع الأسعار هذه؟ وماذا عن رواتب القطاع الخاص؟
وتخلص المصادر الاقتصادية للقول إن البلاد متجهة الى تفاقم في الأزمات الاقتصادية واضرابات وفوضى اجتماعية وارتفاع نسبة الفقر والمجاعة، الأمر الذي سينعكس فوضى في الشارع وارتفاع نسبة الجريمة الاجتماعية وتهديد الأمن الداخلي.
وأشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى أن «الصمت الحكومي مريب جداً، والمطلوب تأمين أقل الأساسيّات وسط زحف الأسعار وجيش الدولار وفوضى السياسات والطرابيش، وسياسة إيقاع السلحفاة لا تصلح لإنقاذ البلد وسط دولرة أسعار شاملة وشلل مخيف يطال خدمات القطاع العام، فيما اقتصاد الكاش يُعيد نهش لبنان عبر الطبقة الأقل عدداً والأكثر ثراءً، وما يُحرّم على الشعب لا يحلّ للسلطة، وسياسة «من بعدي الطوفان» تهدّد البلد بأكبر كارثة تاريخية، والفدية السياسية ممنوعة ولن نقبل بالمزيد من نهب شعب لبنان».
وفيما يستمر الجمود الرئاسي والشلل الحكومي وتجاهل الطبقة السياسية بانتخاب رئيس للجمهورية، تملأ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الفراغ بالاجتماعات اليومية العبثية فيما يتلهى المجلس النيابي بمناقشة مشاريع واقتراحات قوانين وتبادل اتهامات وسجالات بلا أي نتائج عملية؛ وهذا ما يجري في قانون الكابيتال كونترول الذي لن يبصر النور في المدى المنظور، وفق ما تشير مصادر نيابية لـ»البناء» بسبب حجم الخلاف وتضارب المصالح المالية والسياسية بين القوى السياسية، فيما يعجز المجلس النيابي عن إلزام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بحضور جلسة اللجان.
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان الى جلسة مشتركة الاثنين المقبل لمتابعة درس مشروع القانون المعجل الوارد في المرسوم رقم 9014 الرامي إلى وضع ضوابط استثنائية وموقتة على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية.
وتقدم عدد من نواب التغيير بطعن جزئي لقانون السرية المصرفية رقم 306/2022 أمام المجلس الدستوري.
وعقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب إبراهيم كنعان وحضور وزير المال يوسف خليل وعلى جدول أعمالها درس اقتراحات قوانين الصندوق السيادي اللبناني.
ولفت كنعان بعد الجلسة الى أننا «بحثنا في ثلاثة اقتراحات قوانين، ولهذا الصندوق ومواصفات ثلاث هي أكبر قدر من الاستقلالية، والمحفظة الادخارية التي يتمّ من خلالها «تصميد» عائدات وأموال النفط والغاز للأجيال المقبلة، بالإضافة الى المحفظة الاستثمارية التي من خلالها يمكن إنجاز مشاريع تنموية وفق نسب محددة».
ويعقد المجلس النيابي جلسة سادسة لانتخاب رئيس للجمهورية، والمتوقع أن يتكرّر سيناريو الجلسات السابقة مع بعض الفروق، وبحسب معلومات «البناء» فإن كتل القوات اللبنانية والكتائب وتجدّد والحزب الاشتراكي سيصوتوّن للنائب المرشح ميشال معوض وتُضاف اليها أصوات جديدة من كتلة التغيير ومرجح أن يكون النائبان مارك ضو ونجاة صليبا، ليرتفع عدد الأصوات التي سينالها الى حوالي 47 صوتاً. أما كتل التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله فسيصوّتون بورقة بيضاء، وستتوزع أصوات كتلة التغيير بين معوّض وعصام خليفة ولبنان الجديد.
وإذ علمت «البناء» أن نواب الكتائب والتغيير سيكررون إثارة موضوع نصاب الانتخاب بسجال مع الرئيس بري، أكد النائب في الحزب الاشتراكي هادي أبو الحسن أن النصاب ثابت ومعروف وهو ثلثا المجلس للانعقاد وأكثرية 65 للانتخاب مع وجود ثلثي المجلس، لكن يبرز تناقض في موقف الاشتراكي، فمن جهة يؤيد موقف بري لجهة النصاب ويستمرّ بدعم معوض رغم علمه بأنه لن يحصل على 65 صوتاً فكيف بنصاب الـ86؟
وعشية الجلسة، تابعت الأوساط السياسية باهتمام شديد زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى فرنسا ومدى ارتباطها بالاستحقاق الرئاسي في ضوء الجهود الفرنسية باتجاه السعودية والأطراف الداخلية للتوفيق بينها لانتخاب رئيس توافقي. ويعقد باسيل سلسلة لقاءات أبرزها مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل. ووفق معلومات «البناء» فإن الزيارة تأتي في اطار جولة خارجية يقوم بها باسيل لعدة دول ولها علاقة بالملف الرئاسي لاستطلاع الأجواء الفرنسية والظروف الدولية لإنتاج تسوية رئاسية في لبنان، لا سيما بعد زيارته قطر الأسبوع الماضي.

******************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

ميقاتي: مع أميركا لا نأي بالنفس

 

يوماً بعد آخر، ومع كل استحقاق، يثبت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خضوعه التام لما يطلبه الأميركيون، بالتكافل والتضامن مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. وهو ما أثبته، في أكثر من محطة، صاحب شعار «النأي بالنفس»، إلا عما تأمر به واشنطن. حدث ذلك في أيلول الماضي عندما جدّد مجلس الأمن الدولي مهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان مع تعديل دورها بما يتجاوز المهمات المنوطة بها بموجب القرار 1701، تحديداً في ما يتعلّق بحرية حركتها. يومها، رمى ميقاتي وبو حبيب بالمسؤولية على «خطأ» في إدارة الملف ونفى كل منهما مسؤوليته. قبل ذلك، في شباط الماضي، كان بيان الإدانة الشهير الذي أصدرته الخارجية اللبنانية ضد «اجتياح روسيا الأراضي الأوكرانية»، ضاربة بعرض الحائط مصالح لبنان مع موسكو التي لطالما ساندت لبنان في المحافل الدولية.

آخر إبداعات ميقاتي وبو حبيب في تسخير الديبلوماسية اللبنانية في خدمة ما يطلبه الأميركيون، كان توجّه لبنان للامتناع عن التصويت في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة على «طرد» إيران من عضوية لجنة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة «بسبب حرمان الإيرانيات من حقوقهن والقمع الوحشي للاحتجاجات»، بحسب ما أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس مطلع هذا الشهر.
وقد بدأ أمس التصويت داخل لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على مشروع إدانة جديد لإيران تقدّمت به ألمانيا وإيسلندا على خلفية الاحتجاجات في الجمهورية الإسلامية. وبعدما اعتاد لبنان في السنوات الماضية التصويت ضد أي قرار إدانة لإيران، بدا أن الضغوط الأميركية فعلت فعلها مجدداً. إذ كان هناك توجّه لدى بو حبيب، بإيعاز من ميقاتي، إلى اعتماد سياسة جديدة في هذا الشأن بالامتناع عن التصويت.

وعلمت «الأخبار» أن مسؤولين إيرانيين تواصلوا مع مسؤولين في الدولة اللبنانية للاستفسار عن مدى صحة هذا التوجه، كما تواصل السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد له أنه سيتدخل لدى رئيس الحكومة لتصحيح هذا المسار. كذلك جرت اتصالات مكثفة بين حزب الله ورئيس الحكومة، مع متابعة حثيثة مع وزير الخارجية، خصوصاً أن هناك تجارب سيئة سابقاً مع الأخير في محاولته التنصل من المسؤولية من خلال تقديم حجج ومبررات حول سوء التنسيق بين الوزارة وأعضاء بعثة لبنان لدى مجلس الأمن. وليلاً، حصل تواصل مع رئيس الحكومة الذي اتصل ببو حبيب طالباً منه التواصل مع مندوبة لبنان جان مراد والإيعاز لها بالعودة إلى الالتزام بموقف لبنان كما في السنوات الماضية أي رفض الإدانة. وعلمت «الأخبار» أن بو حبيب، بسبب الضغط الأميركي عليه وعلى ميقاتي، أصدر أربعة قرارات متناقضة في يوم واحد في شأن الموقف اللبناني، ما زاد من أجواء البلبلة السياسية.

*************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

جلسة سادسة عقيمة.. والتغييريون يصوتون لمعوض ؟

 

تنعقد اليوم الجلسة السادسة في “مسلسل” يهدد بافراغ اهم واخطر استحقاق دستوري في #لبنان بتجويفه واطالة امد #الفراغ الرئاسي اذ تحولت هذه الجلسات محط تندر ساخر غالبا ، واذا كان ذلك يطاول في المقام الأول موقع رئاسة الجمهورية فانه بات يطاول كذلك باذى اعمق واشد خطورة كل صورة الدولة ومؤسساتها وفي مقدمها الان #مجلس النواب نفسه .

 

 

يمضي المجلس المنتخب منذ ستة اشهر فقط في مسار إخفاق تصاعدي لا يبدو انه مرشح لنهاية وشيكة اذ سيتكرر اليوم امام مشاهد اللبنانيين وعلى مسامعهم السيناريو الشكلي الرديء إياه الذي توالت فصوله منذ الجلسة الأولى الانتخابية في أيلول الماضي باستثناء بعض التفاصيل التي تميز جلسة عن أخرى من دون ان تقدم او تؤخر شيئا في مسار الانسداد السياسي بل المسار التعطيلي الذي يطبع ازمة انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية .

 

وستتوزع الكتل النيابية وفق النمط نفسه الذي اتخذته الجلسات الخمس السابقة بحيث ربما يحظى المرشح النائب ميشال معوض بزيادة أصوات عدة في رصيده الذي يتراكم من جلسة الى أخرى من دون ان يبلغ بعد حدود الاقتراب اللصيق والجدي من النصف زائد واحد نظرا الى استمرار تشرذم الكتل الأخرى المعارضة من غير القوى الحزبية الأساسية التي تدعم معوض وفي مقدمها “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب ومستقلون .


اما “تكتل النواب التغييريين” فلم يعرف لمن سيجير بجميع اعضائه اليوم اصواته على غرار ما درج عليه في كل جلسة ولكن النائب مارك ضو قال لـ”النهار”: “إنّ العديد من الأمور تغيّرت وأدّت إلى التفكير بتأييد ميشال معوّض كمرشّح، أبرزها دخول البلد إلى الشغور الرئاسيّ، وعدم وصول المبادرة التي طُرحت من قبل النواب التغييريين إلى أيّ حلّ، وبعد أن وضعنا سلّة أسماء مرشّحين ولم ننجح بتجنّب الفراغ. في البداية أعطينا الأولويّة للمبادرة بالتوافق مع جميع النواب التغييريين، لكنّ اليوم لم يعد لدينا خيارات عدّة”. واشار ضو إلى أنّ “نواب التغيير ليسوا قادرين على المبادرة سوياً، ولم يبقَ إلّا اسم ميشال معوّض كمرشّح جدّي، فضلاً عن أنّه شخص كفوء، ونتناقش معه لبلورة النطاق الذي سيسمح لنا بالتعاون معه في المعركة الرئاسية، ويبدأ الأمر بالتصويت له في الجلسة المطروحة غداً.”


 

وفي المقابل لن يتبدل ابدا واقع “الكتلة البيضاء” التي تجسد امتناع متل وقوى 8 اذار عن خوض الاستحقاق بمنطق المبارزة الديموقراطية او السماح للأصول التي يمليها انتخاب رئيس الجمهورية بان تمضي الى نهاياتها فيتكرر بعد اسقاط عشرات الأوراق البيضاء العائدة لنواب هذه الكتل واقع انسحاب ما يكفي من نوابهم لافقاد الدورات اللاحقة للدورة الأولى نصاب الثلثين المعتمد في العملية الانتخابية .

باسيل في باريس

 

مع الجلسة السادسة العقيمة للمجلس لم تبرز عوامل جديدة في مسار توقعات وضع نهاية قريبة لازمة الفراغ الا في اطار دعائي ناشط غذته إيحاءات مفتعلة حول زيارة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لباريس امس . اذ ان توظيف هذه الزيارة اخذ بعدا تضخيميا اريد له ان يصور باسيل كأنه حجر الرحى في استقطاب اهتمامات الدول المعنية برعاية الوضع في لبنان وفي مقدمها فرنسا ونسج الكثير على هذه الزيارة مع ضخ تسريبات واكبت الزيارة التي لم يعرف من التقى باسيل خلالها من فريق الاليزيه . وبدا لافتا ان هذه الأجواء سابقت تصاعد حملات إعلامية وتسريبات مركزة موازية عن تقدم فرصة دعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بما يرسم الكثير من علامات الشك في اهداف هذه الحملات التي يبدو واضحا ان محور انطلاقتها هو المحور السياسي نفسه الذي يتنافس بشدة من ضمنه باسيل وفرنجية مع ارجحية واضحة للثاني في ظل ما بات مسلما به تقريبا من دعم “حزب الله” لترشيحه .

ونقل مراسل “النهار” في باريس سمير تويني عن مصدر متابع لزيارة باسيل “انها تدخل في اطار متابعة الجهود التي يقوم بها مع الاطراف الخارجية وعرضه تصورا لحل الازمة اللبنانية من خلال انتخاب رئيس وتشكيل حكومة والقيام بالاصلاحات الضرورية”. وأفاد ان “باسيل ينطلق من فكرة ان التصرف ليس على المستوى المطلوب نظرا للوضع الذي يعيشه لبنان ويعتبر ان رغم ما قيل عن الانتخابات النيابية فانها لم تشكل الحل المطلوب، وانتخاب رئيس لن يكون الحل اذا لم يقترن بتوافق حول الحكومة والاصلاحات ودور لبنان”. واعتبر “اننا نعيش ازمة نظام سياسي ومالي ولبنان يحتاج الى مظلة دولية تحيد لبنان عن كل ما يعاني من أزمات”.


 

واعتبر المصدر “ان التوافق حول الانتخابات الرئاسية ليس بهذه السهولة لتعدد مواقف الاطراف وان يجتمع ٨٦ نائبا على مرشحا غير متيسر حاليا لان هناك جمودا داخليا ويعول على حوار ليس فقط لانتخاب رئيس بل ايضا لتنفيذ برنامج محدد للاصلاحات يكون مدعوما خارجيا ويتفق عليه اللبنانيين. فالبلد لا يمكنه تحمل فراغين فراغ رئاسي وفراغ حكومي وهذا الانسداد يحتاج الى حوار داخلي والحوار لا يعني تغيير النظام بل التوافق على قواسم مشتركة تؤمن انطلاق البلد. ولا خيار امام الطبقة السياسية سوى التواصل فيما بينها”.

واشار المصدر الى ان باسيل “غير مقتنع بالمرشحين الحاليين لذلك يتم التصويت بالاوراق البيضاء. وان لا مصلحة للبنان اليوم بانتخاب سليمان فرنجيه وباسيل غير مرشح ولم نتفق على المرشح الثالث، ويمكن ان نختلف مع “حزب الله” . واعتبر ان وضع عقوبات لن ينفع واقترح باسيل امام الفرنسيين تقديم دعمهم وضمانات وتطمينات وقدم تصوره امام الفريق المكلف عن الملف اللبناني في قصر الاليزيه، موضحا ان التصور والعرض الذي قدمه باسيل لا علاقة له بخريطة الطريق التي قدمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته الاولى للبنان.

شغور عسكري !

 

الى ذلك افادت معلومات ان تداعيات الفراغ لن تنحصر في بعبدا وساحة النجمة انما ستطال الامن. اذ ان اكثرمن موقع سيشغر في المجلس العسكري قريبا ان لم يتم انتخاب رئيس لتعيين البديلين. وابرز المواقع تبدأ مع احالة رئيس الاركان امين العرم الى التقاعد في كانون الاول المقبل وبعده في شهري شباط وآذار المقبلين، مفتش عام وزارة الدفاع الوطني العميد ميلاد اسحق والمدير العام للإدارة اللواء الركن مالك شمص. وفي اذار ايضا ينضم الى هؤلاء المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم .واذا كان البعض يعمل على اعداد سيناريو خاص بمدير الأمن العام،بحسب ما تفيد المعطيات، فالمعلوم ان اجتماع المجلس العسكري يفتقد قانونيته ان لم يحضر خمسة من أعضائه ،وهو ما سيصبح عليه مع شغور ثلاثة مواقع، ان استمر الفراغ الرئاسي حتى موعد احالة اعضائه الثلاثة الى التقاعد.

 

وسط هذه الاجواء، برز استعجال أممي للإصلاحات اذ إجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة والمديرة الإقليمية لمكتب الدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خالدة بوزار، في السرايا. وقالت بوزار ان لزيارتها أكثر من هدف، “الهدف الأول والأهم هو إطلاق تقرير التنمية البشرية العربية وسيكون انطلاق هذا التقرير لأول مرة في المنطقة العربية. أما الهدف الثاني فهو التباحث مع الحكومة اللبنانية لمعرفة أين وصلنا في الدعم الذي نقدمه للدولة اللبنانية وللحكومة وللشعب اللبناني. وناقشنا أيضا مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة الاستراتيجية الجديدة (2023-2025) التي تهدف الى دعم الإصلاحات ودعم الطاقة المتجددة ودعم الأزمة. وهذه الاستراتيجية ستقدم للمجلس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في كانون الثاني المقبل وتبلغ الميزانية السنوية لها نحو 80 مليون دولار أميركي. كما بحثنا أيضا كيف يمكن لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي دعم الإصلاحات التي يقوم بها لبنان مع صندوق النقد الدولي، ودعم مشاريع الطاقة المتجددة كونها تحسن البيئة وتوفر فرص عمل للشباب وتحد من الهجرة”.

 

الصندوق السيادي

من جهة أخرى، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابرهيم كنعان وعلى جدول أعمالها درس اقتراحات قوانين الصندوق السيادي اللبناني.واعلن كنعان انه “بعد ترسيم الحدود البحرية من اهم الخطوات هي انشاء صندوق سيادي لتطمين اللبنانيين بالنسبة للعائدات النفطية. و بحثنا في ثلاثة اقتراحات قوانين، ولهذا الصندوق ومواصفات هي اكبر قدر من الاستقلالية أولاً، لتجنب الدخول في ما حصل في الماضي لا سيما ان اللبنانيين يقولون “العوض بسلامتكن” عند الحديث امامهم عن الصناديق. لذلك المطلوب استقلالية فعلية عن الادارة المالية للدولة اللبنانية وسياستها المالية وعجز موازناتها. أما الصفة الثانية فهي المحفظة الادخارية التي يتم من خلالها “تصميد” عائدات وأموال النفط والغاز للأجيال المقبلة، بالاضافة الى الصفة الثالثة وهي المحفظة الاستثمارية التي من خلالها يمكن انجاز مشاريع تنموية وفق نسب محددة”.

******************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الزيارة الفرنسية تمّت بوساطة قطرية… واللقاءات “دون سقف الطموحات”

باريس لتذليل “عقبة باسيل”: لا “مقايضة” على الرئاسة!


 

تنعقد الجولة الانتخابية الثانية بعد الشغور والسابعة على مضمار السباق الرئاسي اليوم في ساحة النجمة من دون أي تبديل في خارطة المواقف النيابية بين جبهة التصويت للنائب ميشال معوض وجبهة “الأوراق البيض” و”حرق الأصوات”، لتكون النتيجة تكراراً لمشهدية عرقلة الانتخاب في الدورة الأولى وتطيير النصاب في الدورة الثانية، إنفاذاً لأجندة قوى 8 آذار الهادفة إلى تعطيل إنجاز الاستحقاق حتى يطمئن “حزب الله” إلى وصول مرشح على شاكلة “ميشال عون أو إميل لحود” إلى قصر بعبدا.

 

ولا شك أنّ “متلازمة العرقلة والتعطيل” ستكون السمة الأبرز لحيثية استقبال رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في باريس، حيث كشفت مصادر مواكبة لأجواء الزيارة أنّ المسؤولين الفرنسيين يسعون لإنضاج “تسوية رئاسية عاجلة قبل نهاية العام وكان لا بد بالتالي من محاولة إقناع باسيل بالسير بها بوصفه يجسد العقبة الأكبر أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، نظراً لكونه يمنع حتى حلفاءه من ترشيح سليمان فرنجية علناً للرئاسة”، موضحةً أنّه بحسب تقدير المسؤولين في باريس “نتيجة مشاوراتهم الدائمة مع كل الأطراف اللبنانية بما يشمل “الثنائي الشيعي” فإنّ تقصير عمر الشغور مرتبط عضوياً بتذليل هذه العقبة الأساسية”.

 

وبعيد وصوله إلى باريس، نقلت المصادر معلومات تفيد بأنّ رئيس “التيار الوطني الحر” حمل معه إلى العاصمة الفرنسية “طرحاً يقوم على إنتاج سلة متكاملة لإنهاء الشغور الرئاسي، تشمل الاتفاق المسبق على اسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وتشكيلتها وأجندة عملها في المرحلة المقبلة”، غير أنّ المصادر أكدت في المقابل على كون المسؤولين الفرنسيين ليسوا في وارد الخوض في أي “مقايضة” على رئاسة الجمهورية مع باسيل أو سواه “فالمطلوب اليوم إنهاء الشغور أولاً عبر انتخاب رئيس جديد من ضمن سلة أسماء مطروحة قادرة على إحداث التوافق اللبناني – اللبناني وإعادة التواصل العربي والدولي مع لبنان، ثم تشكيل حكومة جديدة تستطيع الشروع فوراً في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لإنقاذ البلد”.

 

وفي هذا الإطار، كشفت المصادر المواكبة أن “الفرنسيين أبلغوا باسيل منذ لحظة وصوله أنّ إطالة أمد الشغور قد يؤدي الى تفاقم الأزمات وتدهور الأمن الاجتماعي في لبنان ما سيرتد عليه عكسياً من خلال تعزيز حظوظ وصول مرشحين يرفض وصولهم إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي كانت النصيحة الفرنسية له أنّ يقبل بأن يكون ناخباً فاعلاً في الاستحقاق الرئاسي بدل أن يفوته قطار التسوية الرئاسية الذي يجري التحضير جدياً لانطلاقه في وقت قريب”، مشيرةً إلى أنّ “قنوات التواصل الديبلوماسية مستمرة بين باريس و”حزب الله” في هذا الصدد والأمور تسير في الاتجاه الصحيح لإنهاء الشغور في أسرع وقت ممكن”.

 

وعن الظروف المحيطة بالزيارة، أفادت المصادر أنّ تحديد موعدها أتى “بوساطة قطرية” نتيجة المحادثات التي كان قد أجراها باسيل مع المسؤولين في الدوحة، بحيث استفاد من عنصر دخول قطر الفاعل في ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل وعملية التنقيب عن النفط والغاز “لشبك الملفات ببعضها عبر طلبه من المسؤولين القطريين لعب دور إيجابي في تقريب وجهات النظر بينه وبين الفرنسيين في الملف الرئاسي”.

 

لكن وبخلاف ما كان يطمح إليه أتى جدول لقاءاته في باريس “تحت سقف هذه الطموحات” خصوصاً بعدما لم يتمكن من الاجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والاكتفاء بتحديد مواعيد له مع عدد من النواب الفرنسيين بالإضافة إلى المستشار الرئاسي باتريك دوريل ومسؤولين آخرين في “خلية الأزمة اللبنانية”.

 

وكان باسيل قد التقى في يوم زيارته الأول أمس مجموعة من الصحافيين اللبنانيين والفرنسيين والأجانب، ونقل إعلاميون شاركوا في اللقاء أنه كان شديد الحرص على “رفض تسجيل حديثه ورفض الخوض في أي أسماء مرشحة للرئاسة”، بينما لفت انتباههم أنه عندما سئل من أحد الصحافيين عن احتمال وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية، آثر عدم الإجابة مباشرةً على السؤال مكتفياً بـ”حركة إيمائية برأسه” تدل على “تهميش هذا الاحتمال والاستهزاء به”.

 

 

 

********************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

انقسامات تمنع إجماع نواب المعارضة اللبنانية على دعم معوض

  بولا اسطيح

على الرغم من تعويل قوى المعارضة اللبنانية على أن يرتفع عدد الأصوات التي سيحصلها المرشح لرئاسة الجمهورية النائب ميشال معوض في الجلسة السادسة لانتخاب رئيس والتي تنعقد اليوم (الخميس)، يبدو محسوماً أنه، وأقله وفق المعطيات الراهنة، لن يستطيع معوض تأمين تأييد نواب المعارضة الـ67 مجتمعين، نظرا لانقسامهم حول التعاطي مع هذا الترشيح.

ويرفض بعض النواب، بينهم عدد من النواب السنة ومن نواب «التغيير»، السير بمعوض لاعتبارهم أنه غير قادر على تبوؤ سدة الرئاسة حتى لو نال 67 صوتا (من أصل 128) طالما أن «حزب الله» وحلفاءه لن يقبلوا بتأمين النصاب الدستوري المطلوب لإنجاز الانتخابات الرئاسية أي 86 نائباً، فيما يؤكد قسم آخر من النواب المعارضين أنهم لن ينتخبوا معوض لاختلافهم معه حول رؤيته الاقتصادية والاجتماعية.

ويتوزع نواب المعارضة بين نواب تكتل «الجمهورية القوية» أي «القوات اللبنانية» الذي يضم 19 نائبا، ونواب كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي تضم 8 نواب، كتلة «الكتائب اللبنانية» التي تضم 4 نواب، إضافة للنواب التغييريين الـ13 رغم انفراط عقدهم، نواب تكتل «الاعتدال الوطني» الـ6، نواب كتلة «تجدد» الـ4، إضافة لحوالي 13 نائبا مستقلا.

وانتهت الجلسة النيابية الخامسة والأخيرة التي انعقدت لانتخاب رئيسٍ للجمهورية بتسجيل 44 صوتاً لمعوّض، بعدما كان حصل على 39 صوتا في الجلسة الماضية، مع تأكيد النواب المؤيدين له أن الرقم الذي حققه هو 49 نظرا لتغيب 5 نواب يؤيدونه عمليا عن الجلسة.

ومن بين نواب المعارضة الذين صوتوا بعبارة «لبنان الجديد»، النائب في تكتل «الاعتدال الوطني» أحمد الخير الذي أوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن نواب «الاعتدال الوطني» ليسوا ضد معوض بالشخصي، «فموقفنا بالتصويت بلبنان الجديد هو بفعل إيمان أن انتخاب رئيس للجمهورية يحتاج إلى نصاب الثلثين أي توافق أغلبية الكتل البرلمانية»، مؤكدا أنهم في التكتل سيظلون «خارج الاصطفافات السياسية بمحاولة لنكون حلقة وصل بين جميع الكتل الوطنية».

بالمقابل، لا يخفي عدد من نواب «التغيير» أن رفضهم لمعوض سببه الخلاف معه حول عدد من النقاط الاستراتيجية خاصة تلك المرتبطة برؤيته الاقتصادية والمالية، وفي هذا الإطار قال أحد هؤلاء النواب لـ«الشرق الأوسط» رافضا ذكر اسمه: «لمعوض رؤيته للوضع الذي وصلنا إليه وللحل، ولنا رؤية مختلفة كليا، كما أننا على قناعة بأن من يدعم معوض اليوم يعلم أنه غير قادر على تبوؤ سدة الرئاسة، وهم يمسكون بورقته ويحاولون رفع عدد الأصوات التي ينالها لتحسين شروط التفاوض مع حزب الله وحلفائه». ويضيف النائب «التغييري»: «حين يحين موعد التسوية الكبرى في الخارج فمعظم من يتمسكون بمعوض في الداخل سيلتزمون ببنودها بعد حصولهم كما جرت العادة على حصص ومنافع، مع ارتفاع احتمالات أن تشمل التسوية رئاستي الجمهورية والحكومة».

ولا يخفي النائب في تكتل قوى «التغيير» فراس حمدان أن خلافه وعدد من زملائه مع معوض «خلاف اقتصادي واجتماعي بالمباشر وبالتحديد في قضية توزيع الخسائر» لافتا إلى أن نظرتهم «مخالفة كليا لتوجّه معوض، ونعتبر أن من يتحمّلون المسؤولية هم المصارف وأعضاؤها ومساهموها الكبار والمنتفعون في السلطة والمسؤولية».

يذكر أن نائبين من قوى «التغيير» الـ13ـ وهما وضاح الصادق ورامي فنج باتا، يصوتان لمعوض فيما يرفض البقية حتى الساعة السير به.

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، جدد مؤخرا دعوته النواب المعارضين للتوافق وانتخاب النائب المرشح، ميشال معوض، معتبراً أنهم أمام خيارين، هما انتخابه أو الفراغ الرئاسي الذي قال إن فريق «حزب الله» وحلفائه يريده.

ومعوض هو مؤسّس ورئيس حركة الاستقلال، انتخب نائبا عن قضاء زغرتا-الزاوية عام 2018 وأعيد انتخابه عام 2022. كما أنه نجل رئيس الجمهورية الراحل رينيه معوض والنائبة السابقة والوزيرة نايلة معوض.

 

*********************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الملف الرئاسي: مشاورات «لا إيجابية» ومعارك جانبية… بري لرئيس صنع في لبنان

 

لا تعدو جلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية أكثر من محطة صارت أسبوعية لعرض جولة جديدة من اللعب العبثي على هامش الاستحقاق الرئاسي، وتفريغ بعض من الحمولة الزائدة من التناقضات والمناكفات بين مكونات سياسية ثبتَ بالملموس احترافها تعميق الانقسام الداخلي، وسَد كل منافذ الانفراج.

الصورة فضائحية بامتياز، لمهزلة جوهرها التعقيد والتعطيل، ومقاربة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، بحرص وهمي يعبّر عنه باستعراضات سطحيّة تجترّ التعابير ذاتها، والمفردات ذاتها، والانفعالات ذاتها، والهجومات او التهجمات ذاتها، منذ اولى جلسات الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية. في مشهد لم يعد يُحتمل لشدة «بَياخته» وابتعاده عن الواقع.

المشهد سيتكرر في المجلس النيابي اليوم، والوقائع باتت محفوظة عن ظهر قلب؛ رئيس مجلس النواب نبيه بري يفتتح الجلسة بنصاب مكتمل، تُتلى اسماء النواب المتغيبين بعذر، تتلى المواد الدستورية والقانونية المرتبطة بانتخاب رئيس الجمهورية، تُوزَّع اوراق الانتخاب على النواب، تفتح صندوقة الاقتراع ويودع كل نائب صوته فيها، يتولى أمينا السرّ فرز الاصوات وإحصاءها، يعلن رئيس المجلس النتيجة: ميشال معوض يتأرجح في خانة الاربعين صوتاً او اكثر قليلا، اوراق بيضاء بذات النسبة، اصوات معدودة ومشتتة لأسماء شخصيات تستحضر من هنا وهناك، وأصوات محدودة لعناوين وشعارات، يُفقد النصاب، يرفع رئيس المجلس الجلسة، ويحدد موعدا لجولة جديدة الخميس المقبل!

 

مشاورات وإشارات

على أنّ ما يميّز جلسة اليوم عن غيرها، هو تراجع نسبة حضور النواب اليها، حيث ان العديد من النواب عكسوا انهم غير متحمّسين للنزول الى ساحة النجمة، فيما استغل بعض آخر فترة الدوران في جائرة الفشل، بالانطلاق في سفرات خارجية على ما فعل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي زار قطر، وبالأمس قام بزيارة الى باريس، وسط تردد معلومات عن انّها مرتبطة بالملف الرئاسي. ومعلومة في هذا السياق حماسة الفرنسيين في إنضاج الانتخابات الرئاسية، ومشاوراتها متواصلة مع الفرقاء اللبنانيين، وكذلك مع الاطراف الصديقة للبنان، لا سيما المملكة العربية السعودية. وعلى خط مواز برزت مبادرة حزب «القوات اللبنانية» الى إيفاد وفد من تكتل «الجمهورية القوية» للقاء المنسقة العامة للامم المتحدة يوانا فيرونتسكا، وحمّلها رسالة الى المجتمع الدولي من خلال الامم المتحدة لمواكبة لبنان والضغط لإجراء الانتخابات الرئاسية لأنها المدخل الاساس والوحيد لاستقامة الحكم في لبنان والبدء بمسيرة إنقاذ اللبنانيين.

 

التوافق مستحيل

وبحسب مصادر واسعة الاطلاع فإنّ الوضع المرتبط بالملف الرئاسي باق على ما هو عليه، على الاقل حتى مطلع السنة الجديدة، الا اذا حصل اختراق ايجابي غير محسوب.

وكشفت المصادر لـ«الجمهورية» انّ المشاورات التي جرت على اكثر من خط في الايام الاخيرة لم تسفر عن اي ايجابيات، بل أشارت الى ان إمكان التوافق مستحيل، ربطا بتوجهات اطراف الصراع الداخلي. وكما هو الحال بالنسبة الى المعارضة التي لم تتمكن من الالتفاف حول مرشح معيّن، وتقفل في الوقت نفسه باب التفاهم مع الفريق الآخر على رئيس توافقي للجمهورية، كذلك هو الحال في المقلب الآخر. حيث أخفقت المحاولات بين «فريق الحلفاء» للتوافق حول مرشح معين، وقد عقد لقاء بين المعاون السياسي لأمين عام «حزب الله» الحاج حسين خليل والنائب جبران باسيل، لم يتمكن خلاله الخليل، من إقناع باسيل بالسير بالمرشح الذي يدعمه ثنائي حركة «امل» و«حزب الله».

الا ان المصادر لفتت الى ان المشاورات لم تنته، حيث ان لها تتمة في المدى المنظور، خصوصا انها تتواكَب مع اشارات مرتبطة بالملف الرئاسي تَرِد الى بعض المستويات المسؤولة عبر قنوات ديبلوماسية اوروبية، وكذلك عربية، تعكس ان الملف الرئاسي على النار، وينبغي ان ينجز في القريب العاجل.

واللافت في تلك الاشارات، كما تقول المصادر، انها تقارب الترشيحات والاسماء التي يجري طرحها في الجلسات الانتخابية الفاشلة على انها ترشيحات غير جدية، ولا مجال لوصول ايّ منها الى سدة الرئاسة، كما انها لا تستبطِن في الوقت ذاته اي «فيتو» على اي من المرشحين الاساسيين.

 

بري: سبيل وحيد

وجلسة اليوم، كما كل جلسات الفشل السابقة، تؤكد انّ الدولاب الرئاسي سيبقى بدوران فارغ «مطرحه»، طالما استمر الانحراف عن المعبر الالزامي لانتخاب رئيس الجمهورية، والذي اكد عليه الرئيس بري مجدداً عبر «الجمهورية»، وهو «التوافق السياسي، الذي من دونه يستحيل الخروج من دوامة الفراغ في رئاسة الجمهورية، وبلوغ بر الإنتخاب».

ولفت الرئيس بري الى «انّ الجو القائم لن يؤدي إلّا الى تعميق أزمة البلد ودفعه الى منزلقات خطيرة، وإرهاق النّاس أكثر ممّا هي مرهقة، وكما سبق وقلت لا يمكن للبنان واللبنانيين ان يتحمّلوا المزيد من التدهور، ومن هنا لا بدّ من نهاية لهذا الوضع القائم، فالناس يجب ان تحكي مع بعضها، وتتفاهم فيما بينها لانتخاب رئيس للجمهورية، هذا هو السبيل الوحيد الذي ينبغي سلوكه، والفرصة متاحة امام الجميع لبلوغ هذا التوافق، وانتخاب رئيس صنع في لبنان. وكلّما عَجّلنا في ذلك، نسرّع الخطوات نحو الانفراج، وفي ذلك بالتأكيد مصلحة كبرى للبنان واللبنانيين».

ورداً على سؤال حول التفسيرات والأصوات التي ارتفعت اعتراضا على عقد المجلس النيابي جلسات تشريعية في فترة الانتخابات الرئاسية، معتبرة ان المجلس هيئة ناخبة لا يجوز لها التشريع في هذه الفترة، آثَرَ الرئيس بري عدم التعليق على هذا الكلام، لكنّه قال: سأدعو الى جلسة تشريعية كلما دعت الحاجة، وفور إنجاز اللجان النيابية المشتركة لمشروع الكابيتال كونترول، سأبادر فوراً للدعوة إلى جلسة تشريعية لإقراره.

يُشار في هذا السياق الى ان الرئيس بري وجّه امس دعوة الى لجان: المال والموازنة، الإدارة والعدل، الإقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، لعقد جلسة مشتركة في العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الإثنين الواقع في 21 تشرين الثاني 2022، وذلك لمتابعة درس مشروع القانون المعجل الوارد في المرسوم رقم 9014 الرامي إلى وضع ضوابط إستثنائية وموقتة على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية.

 

معارك جانبية!

في السياق ذاته، توقفت مصادر مجلسية باستغراب امام بعض الاشارات التي تطرح من قبل بعض النواب الذين صنّفوا أنفسهم معارضة، تارة حول نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وتارة اخرى حول صلاحية مجلس النواب بالانعقاد في جلسات تشريعية. وقالت المصادر لـ«الجمهورية»: الدستور واضح لهذه الناحية، والمطلوب فقط ان يُقرأ ويُفهم، لا أن يقارَب بخلفية سياسية وتفسيرات فارغة للنص الدستوري، واستخدامها مادة للمبازرة السياسية.

واضافت المصادر: الدستور ليس إلهاً من تمر يؤكَل لحظة جوع، او سلعة تستثمر لحظة حرج وضيق، فنصاب الثلثين يحكم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية انعقاداً وانتخاباً ونقطة على السطر.

اضافت المصادر المجلسية: اما بالنسبة الى الصلاحية التشريعية لمجلس النواب، فهي صلاحية غير مقيّدة، وحق دائم ساعة يشاء، واذا كان البعض يستند الى نص المادة 75 من الدستور لاعتبار المجلس هيئة ناخبة في فترة انتخاب رئيس الجمهورية او الفراغ في رئاسة الجمهورية، فهذا الاستناد خاطىء وجاهل، حتى لا نقول اكثر من ذلك، فالمادة 75 المُشار اليها تنصّ على «انّ المجلس «المُلتئِم» لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة ناخبة لا هيئة اشتراعية». والمقصود بـ»المجلس الملتئم» جلسة الانتخاب حصرا، حيث لا يُجيز للمجلس حقّ التشريع في هذه الجلسة، وليس المقصود المجلس النيابي بصورة عامة ومهمته وصلاحيته التشريعية. وبكلام اوضح لا ينصّ الدستور من قريب او بعيد على تعطيل مجلس النواب وصلاحيته التشريعية. وايضاً نقطة على السطر.

وخلصت المصادر المجلسية الى القول: ثمّة مَن يخلط السياسة بالدستور، ويحاول ان يهرب الى الامام ويغطي تخبّطه بافتعال اشكالات ومعارك جانبية، عبر الاحتكام الى اجتهادات تنم عن جهلٍ فاضح للدستور، وتفسيرات تسخّر الدستور لأغراض ومآرب سياسية، وربما يكون القصد الدفين من هذا الافتعال، تمديد فترة الفراغ الرئاسي. وبالتأكيد مهما افتعلوا من صخب وعراضات فإنهم لن يصلوا إلى أي مكان.

وكان حزب الكتائب قد تناولَ، في بيان لمكتبه السياسي أمس، الحديث عن عقد جلسات تشريعية في ظل الشغور الرئاسي، معتبرا «أن أي خطوة في هذا الإطار عمل لا دستوري مرفوض يرمي إلى إطالة أمد الفراغ والإمساك بالاستحقاق وبالبلد والإبقاء على المؤسسات رهينة منطق الاستقواء بقوى الأمر الواقع». كما اعلن «تمسّكه بالدستور اللبناني، الناظم للحياة الديمقراطية، وبمواده التي تنص بوضوح على وجوب انتخاب رئيس من دون تعطيل ومن دون اجتهاد نصاب من هنا أو حجّة من هناك»، مشدداً على «ضرورة إبقاء جلسات الانتخاب مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، وهو المدخل الوحيد لتشكيل السلطة التنفيذية وإعادة الانتظام إلى عمل المؤسسات».

 

ترحيب بالموقف المصري

الى ذلك، أبلغت مصادر حكومية الى «الجمهورية» قولها إنها قرأت بإيجابية بالغة الدعوة التي أطلقها السفير المصري في لبنان ياسر علوي من بكركي، وحثّ فيها كل الأطراف على أن تكشف أوراقها وتسعى إلى التوافق على رئيس الجمهورية. واكّدت أنّه من الضروري والمصلحة التمعّن بهذه الدعوة، التي تعكس مدى حرص الشقيق الاكبر للبنان على استقراره وانتظام حياته السياسية. وتضع في الوقت نفسه اليد على الجرح وتدعونا الى أن نطرق باب الانفراج بتغليب منطق التوافق، على منطق الانقسام والصدام والتحدي، فمن دون هذا التوافق سيبقى الجرح مفتوحا، وسيستمر الوضع الشاذ إلى ما لا نهاية، مع ما يترتّب عليه من تداعيات سلبية على لبنان، لا طاقة لأحد على تحمّلها».

 

مصر: إزدهار واستقرار

وقالت مصادر ديبلوماسية عربية لـ«الجمهورية» ان ما قاله السفير المصري ليس مجرّد كلام عاطفي، بل استبطَن رسالة واضحة للبنانيين بكل فئاتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم، تؤكد انّ مصر كما كانت دائماً، تريد للشقيق الأصغر لبنان ان ينعم بالاستقرار والازدهار.

واشارت المصادر الى ان الأسرة العربية تقف الى جانب لبنان، وعلى وجه الخصوص مصر، التي ترى انّ من واجب اللبنانيين ومسؤوليتهم ان يبادروا سريعا الى إتمام استحقاقاتهم، والاولوية بالتأكيد هي لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تتولى المهام المطلوبة الانقاذية منها، خصوصاً مع بلوغ الازمة في لبنان مراحل شديدة الصعوبة، وهو ما اكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس نجيب ميقاتي قبل ايام قليلة.

واكدت المصادر «ان ليس لمصر مرشّح معين في الإستحقاق الرئاسي اللبناني، وما أكد عليه السفير علوي يعبّر بوضوح عما تريده مصر للبنان، وعن رغبة اكيدة لديها بأن ترى اللبنانيين وقد توافقوا فيما بينهم على رئيسهم، مع الاشارة هنا الى أننا نظرنا بارتياح كلّي ودعم الى المبادرة الحوارية الذي كان الرئيس نبيه بري يمهّد اليها، للوصول إلى توافق على انتخاب رئيس لبنان. وهذا التوافق، كما قال السفير، نشجعه ونحثّ عليه.

وردا على سؤال لماذا اختير منبر بكركي لإطلاق هذه الدعوة؟ قالت المصادر: نحن نقدّر مرجعية بكركي وموقعها كرأس الكنيسة المارونية في لبنان، لها رمزيتها وحضورها على وجه الخصوص في الاستحقاق الرئاسي، ولكن الدعوة الى التوافق، وكما أكّدنا عليها في بكركي، كذلك نؤكد عليها في كل المواقع الاخرى، ومع سائر المرجعيات السياسية والرسمية في لبنان.

 

الصندوق السيادي… والاتصالات

وسط هذه الاجواء، كان استعجال أممي مُتجدّد للشروع في إجراء اصلاحات عَبّرت عنه الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة والمديرة الإقليمية لمكتب الدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خالدة بوزار، بعد لقائها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية امس، فيما برز على الصعيد النيابي امران، الاول: اعلان اللجنة النيابية للمال والموازنة عن تشكيل لجنة فرعية حول موضوع انشاء صندوق سيادي، مرتبط بالملف النفطي. وبرزت في جلسة اللجنة امس دعوة أطلقها النائب حسن فضل الله للنواب والكتل كلها، حثّهم فيها على القيام بدورهم المحدّد في الدستور للمحاسبة بتوقيع العريضة النيابية لمُساءلة وزراء اتصالات سابقين انطلاقاً من وجود فرصة حقيقية للمحاسبة في ملف موثّق شهد هدرا كبيرا من الأموال العامة، فنحن منذ مدة ندعو النواب للوقوف معنا في هذه القضية لتبيان الحقائق ومحاسبة المتورطين.

وحول الصندوق السيادي، قال: نريد صندوقا مستقلا غير خاضع للمحاصصة وبأعلى درجات الضوابط لحفظ المال العام المُتأتّي من الثروة النفطية والغازية، لأنّ هناك عدم ثقة نتيجة تجارب سابقة تبيّن وجود فساد وهدر واستغلال للمنصب العام، وعدم المضي في المحاسبة وهو الحال الموجود اليوم في مصرف لبنان كمؤسسة مستقلة. ولذلك على النواب الاستفادة من المَسار المفتوح اليوم للتحقيق في ملفات الاتصالات، وأن يكون لدينا قانون يسمح بالمحاسبة في الصندوق السيادي، من دون تعقيدات كالتي نواجهها في محاسبة الوزراء، ولا تتكرر تجربة غياب المحاسبة لحاكم مصرف لبنان

امّا الامر الثاني فهو مبادرة نواب التغيير: الياس جرادي، فراس حمدان، أسامة سعد، عبد الرحمن البزري، بولا يعقوبيان، شربل مسعد، سينتيا زرازير، ياسين ياسين، حليمة قعقور، نبيل بدر، إبراهيم منيمنة، وضّاح الصادق ورامي فنج الى تقديم طعن جزئي بقانون السرية المصرفية رقم 306 / 2022 أمام المجلس الدستوري.

 

*****************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

طيف «تشريع الضرورة» فوق الجلسة.. والمواعيد قيد المراجعة!

سليم لـ«اللواء»: الشواغر العسكرية قيد التداول.. وطعن من نواب التغيير بالسرية المصرفية

 

يذهب النواب الى الجلسة اليوم، وهم على يقين قاطع بأن لا رئيس، لا في الجلسة الاولى، حيث تتنافس الورقة البيضاء مع النائب ميشال معوض، ويسجّل كالعادة حضور لاسم الدكتورعصام خليفة، فيما يخيم طيف جلسات تشريع الضرورة على المشهد المتكرر، والمُربك، إذ لا ضمان لتعيينات في المراكز الامنية والعسكرية التي تشغر في الاسابيع والاشهر المقبلة، إذا استمر الشغور، فلا بد من تشريع يسمح بتمديد سنوات الخدمة، لبقاء المسؤولين الامنيين والعسكريين في مواقعهم، او لجهة تمرير قانون الكهرباء، الذي يسمح بالتمويل من قبل مصرف لبنان، لشراء الفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان، وإلا فلا إمكانية ليصار الى التغذية بالتيار لا لثماني ساعات ولا حتى لساعة واحدة..

وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن ما من مبادرات جديدة في ملف الأستحقاق الرئاسي وان الاتصالات واللقاءات التي تتم لا تتعدى كونها تنسيقية، وبالتالي الأفرقاء ما يزالون على مواقفهم نفسها وأيا منهم لن يكون باستطاعته فرض توجهه حتى أن معارضة التشريع في ظل الشغور الرئاسي والتي يعكسها بعض النواب يستحيل أن تصل إلى مكان.

واعلنت هذه المصادر أن تعليق دعوة الرئيس نبيه بري إلى جلسات الانتخاب الدورية غير مطروح حاليا لكنه فكرة للدرس لاسيما ان جميع الجلسات السابقة لم تفرز إلا الانقسام النيابي فحسب.

وتنعقد اليوم الجلسة النيابية السادسة لإنتخاب رئيس للجمهورية وسط توقعات معظم الكتل إن لم يكن كلها بأن تكون كسابقاتها، وربما مع فارق اختيار بعض نواب التغيير والمستقلين اسماً من بين المرشحين او رمزاً جديداً للأوراق الملغاة.

وذكرت مصادر نواب التغيير والمستقلين لـ «اللواء» انه على الاغلب سيتم التصويت كما في المرة السابقة، أي لميشال معوض وبورقة مرمّزة.

فيما غادر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى باريس لعقد لقاءات مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل ومع مسؤولين آخرين لمناقشة الوضع اللبناني بتفاصيله ولا سيما الموقف من الاستحقاق الرئاسي. ويجري العمل على تنسيق موعد لباسيل مع الرئيس إيمانويل ماكرون الامر الذي تستبعده اوساط قصر الاليزيه حتى الساعة، وذلك عقب زيارته قطر. وكانت لرئيس التيار مواقف في لقاء عقده في باريس مع عدد من الصحافيين عصرامس، في «مطعم رمال» في الدائرة السادسة عشرة.

وتحدثت معلومات عن ان باسيل التقى امس المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل وسط تضارب طبيعة اللقاء، هل الاستماع الى باسيل، او السعي لاقناعه بتسهيل وصول النائب السابق سليمان فرنجية الى قصر بعبدا.

واشارت مصادر ديبلوماسية الى ان زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى باريس الان وقبلها الى قطر، تندرج في اطار جولة خطط لها وتشمل دولا اخرى،وتتركز بشكل اساسي على التخلص من ارتكابات الفساد التي التصقت به منذ توليه وهيمنته على وزارةالطاقة لاكثر من عشر سنوات متتالية، هو والوزراء الذي عينهم لإدارة الوزارة بالوكالة عنه، وتم خلال هذه الفترة هدر عشرات مليارات الدولارات من خزينة الدولة وجيوب اللبنانيين على قطاع الكهرباء هباء، وبدلا من تطوير القطاع تم تدميره بالكامل، وادت ارتكابات الفساد ونهب الاموال العامة إلى فرض الإدارة الاميركية عقوبات عليه أثرت عليه سلبا بالداخل والخارج، وحالت حتى الان دون ترشحه لرئاسة الجمهورية وقالت: «ان رئيس التيار الوطني الحر يبذل محاولات دؤوبة منذ مدة، وخلال لقاءاته المعلنة والبعيدة من الاعلام، مع كل المسؤولين العرب والاجانب للتوسط مع مسؤولي الادارة الاميركية لاجل رفع العقوبات المفروضة عليه، مشددا على مظلوميته، ونافيا كل مايتردد من معلومات عن دوره الفاعل، في التغاضي عن تحكم حزب الله بسلاحه على الحالة السياسية اللبنانية ،وضم لبنان الى محور السياسية الايرانية بالمنطقة، والاساءة لعلاقاته مع الدول العربية الشقيقة والاجنبية».

وكشفت المصادر عن لقاء عقده باسيل مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، وتردد انه سيلتقي اليوم خلية الازمة الفرنسية المسؤوله عن الملف اللبناني، ويتناول الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها،وبالرغم من التكتم حول مادار فيه من نقاشات،تسربت معلومات،بأن رئيس التيار الوطني الحر الذي لم يقابل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لوجوده خارج فرنسا، سيلتقي اعضاء من مجلس النواب والشيوخ الفرنسي، لمناقشة ما آلت اليه الأوضاع في لبنان، في ضوء تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويعرض عليهم مشروعا متكاملا لحل الازمة الناجمة عن الخلاف حول انتخاب الرئيس وماينجم عنها من مخاطر الفراغ الرئاسي على الاوضاع في لبنان.

واستنادا الى المصادر المذكورة، فإن مشروع باسيل، يتضمن سلة متكاملة،ترتكز على اسس ثلاثة، اولها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وثانيها، تشمل الاتفاق على الحكومة ،رئيسا وأعضاء، وثالثا، الالتزام بتطبيق الاصلاحات بمختلف القطاعات والادارات العامة، ويطلب ممن يلتقيهم بالمساعدة من خلال علاقات فرنسا لتسويق هذه المقترحات.


وختمت المصادر على ان زيارتي باسيل القطرية والفرنسيه، تتناول ايضا عقد لقاءات مع مسؤولي شركة توتال الفرنسية التي ستتولى التنقيب عن النفط والغاز في المناطق التي شملها اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل مؤخرا.

من جانب آخر، نقل مقربون من التيار الوطني الحر كلاما قاله باسيل امام عدد من محازبيه في احد مقاهي البترون قبل زيارته الى قطر، سخر فيه من طموحات رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة وقال بصوت عال امام الجميع، خليه فرنجية يحلم مارح يشوفها حتى بالمنام.

واردف بالقول : «أنا المرشح للرئاسة، وبطمن الكل،علاقاتي متواصلة مع الاميركيين بعيدا من الاعلام، ويللي انا بعرفه، فرنجية ما معو خبره».

شغورعسكري وسليم يوضح

وفي حين يُتوقع إطالة عمر الشغور الرئاسي، تشير المعلومات الى ان اكثرمن موقع عسكري وامني سيشغر خلال الفترة القريبة، مع احالة رئيس الاركان في الجيش اللواء امين العرم الى التقاعد في 25 كانون الاول المقبل، وقبله بيوم 24 كانون الاول مفتش عام وزارة الدفاع الوطني العميد ميلاد اسحق،وبعده في شهر شباط المقبل المدير العام للإدارة اللواء الركن مالك شمص. وفي اذار ايضا ينضم الى هؤلاء مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم. وسيكون من الاستحالة تعيين بدلاء للذين سيحالون الى التقاعد ما لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وقد يتسلم مكانهم بالوكالة نوابهم.

وقال وزير الدفاع موريس سليم لـ «اللواء» ان تعيين البدلاء لهؤلاء الضباط ما زال قيد التداول وسيُطرح على مستوى السلطة السياسية لنرى ماهي افضل الحلول لملء الشغور، وهل بالامكان تعيين ضباط بالإنابة، ام يتم عبر المجلس النيابي إقرار اقتراح قانون تقدمت به احدى الكتل لتمديد سن التقاعد للضباط العامين. أم تكون هناك خيارات اخرى كما سبق وحصل لتسيير أمر دور لمؤسسة وللمجلس العسكري.

ومن جهة ثانية نفى الوزير سليم ما تردد إعلاميا عن تردي العلاقة بينه وبين قائد الجيش العماد جوزاف عون، وقال ضاحكاً: لويعلمون طبيعة العلاقية بيننا لما كان صدرهذا الكلام المسيء والمدسوس.فما بيني وبين العماد عون افضل علاقة يمكن ان تحصل بين وزير دفاع وقائد الجيش، خاصة اني ابن المؤسسة العسكرية واعرف كل تفاصيل العمل فيها. وهناك لقاء شبه يومي بيني وبين العماد عون، وآخرها كان بالأمس للتداول في كل شؤون المؤسسة العسكرية ومعالجتها. كما انني قمت مع القائد بجولة تفقدية واسعة قبل ايام قليلة على كل الوحدات العسكرية في البقاع الشمالي. فهل برغم كل هذا تكون العلاقة سيئة بيننا.

وعما اذا كان لتسريب مثل هذا الكلام اهداف سياسية كون اسم قائد الجيش مطروحاً لرئاسة الجمهورية؟ اجاب الوزير سليم: نُشرَ كلامٌ عن «كيدية سياسية تتحكم بالعلاقة بيننا»، وانا لا اتعاطى بالكيدية السياسية ولا ارد عليها بل اقوم بواجبي كوزير مهتم بشؤون المؤسسة العسكرية كونها الدرع الحامي للبلاد. وتابع: على كل حال لو وصل العماد عون الى رئاسة الجمهورية «مش رح كون زعلان ابداً».

قوانين الاصلاح وطعن نيابي

وبينما مشروع قانون الكابيتال كونترول ما زال قيد البحث في اللجان المشتركة، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان الى جلسة مشتركة في العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الأثنين لمتابعة درس مشروع القانون.

واجتمع الرئيس ميقاتي مع نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي وتابع معه ملفات التعاون مع صندوق النقد الدولي.

لكن تقدم كل من النواب الياس جرادي، فراس حمدان، أسامة سعد، عبد الرحمن البزري، بولا يعقوبيان، شربل مسعد، سينتيا زرازير، ياسين ياسين، حليمة قعقور، نبيل بدر، إبراهيم منيمنة، وضاح الصادق ورامي فنج بطعن جزئي لقانون السرية المصرفية رقم 306/2022 أمام المجلس الدستوري.

وحسب معلومات «اللواء» يطال الطعن ثلاثة امور اساسية هي: الزام اصحاب المصارف وعائلاتهم والمقربين منهم بالكشف عن حساباتهم، وألّا يكون الطرف المعني خاضعاً لأي لجنة رقابية اخرى لا سيما لجنة الرقابة على المصارف، بل وفق ما تضمنت الاقتراحات النيابية بأن يكون خاضعاً فقط للنائب العام المالي او النائب العام التمييزي او الجهة القضائية المختصة. اضافة الى بنود تفصيلية اخرى وردت في القانون ولم تأخذ بمداخلات النواب وملاحظاتهم في الجلسة التشريعية التي جرى فيها إقرار القانون، بحيث فوجئوا بعدم تضمينها في القانون.

وقد سُجّل الطعن من قبل النائب الياس جرادي برقم 17/و/2022 يرافقه معدّ الطعن رئيس الدائرة القانونية في جمعية “الشعب يريد إصلاح النظام” المحامي نجيب فرحات وعضو الدائرة القانونية في الجمعية رنين عواد ورئيس الدائرة القانونية في مجموعة “المرصد الشعبي لمحاربة الفساد” المحامي جاد طعمة.

نقاش في الصندوق السيادي

وفي متابعة لترسيم الحدود البحرية،عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزيرَي المال والاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال يوسف الخليل وأمين سلام، وذلك لدرس اقتراحات قوانين الصندوق السيادي اللبناني.

وعقب الجلسة قال كنعان: بعد ترسيم الحدود البحرية من اهم الخطوات هي انشاء صندوق سيادي لتطمين اللبنانيين بالنسبة للعائدات النفطية. وبحثنا في ثلاثة اقتراحات قوانين، ولهذا الصندوق ومواصفات ثلاث هي اكبر قدر من الاستقلالية أولاً، لتجنب الدخول في ما حصل في الماضي لا سيما ان اللبنانيين يقولون «العوض بسلامتكن» عند الحديث امامهم عن الصناديق. لذلك المطلوب استقلالية فعلية عن الادارة المالية للدولة اللبنانية وسياستها المالية وعجز موازناتها. أما الصفة الثانية فهي المحفظة الادخارية التي يتم من خلالها «تصميد» عائدات وأموال النفط والغاز للأجيال المقبلة، بالاضافة الى الصفة الثالثة وهي المحفظة الاستثمارية التي من خلالها يمكن انجاز مشاريع تنموية وفق نسب محددة.

وركز على «اهمية ادارة وحوكمة الصندوق التي تخضع للمعايير الدولية التي حددها صندوق النقد الدولي في الـ٢٠٠٨ والتي عرفت بمبادئ سنتياغو».

أضاف: استمعنا الى مختلف الآراء في الاقتراحات التي أمامنا، وكان هناك تشابه في بعض الامور، وتناقض في أخرى. والتناقض الاساسي هو حول مرجعية الصندوق وهل تكون برئاسة الجمهورية أم وزارة المال، أم كما اقترح النائب تيمور جنبلاط بمؤسسة عامة تحمل طابعاً خاصاً ومداورة.

واعلن كنعان عن «تشكيل لجنة فرعية برئاسته ستضم ممثلين عن الكتل التيابية، وستجتمع الاربعاء المقبل، وستتم دعوة خبراء مختصين اليها ووزراء المالية والطاقة والاقتصاد، لإعداد دراسة مقارنة مع عدد من الدول التي اعتمدت صيغة الصندوق السيادي لأن نتعلم من خبرتهم وخلاصة تجربتهم».

وحول الموضوع، كتب أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن عبر حسابه على «تويتر»: فليكن القانون المنتظر على قدر آمال وتطلعات اللبنانيين، وهذا يتطلب الإستفادة من التجارب الناجحة ‎لدول الخليج ودولة النروج وغيرها، لكن الأهم عدم تقييده بحسابات طائفية، إنها الفرصة الثمينة الممنوع إضاعتها على ‎لبنان.

باخرة فيول لمنشأة طرابلس

وعلى الصعيد الخدماتي، إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي النائبين أحمد الخير وكريم كبارة في دارته.وقد طالب النائبان باعادة فتح مصفاة طرابلس مع الاخذ بعين الاعتبار إستمرار التحقيقات في الاسباب التي حدت بوزير الطاقة وليد فياض الى اتخاذ قرار الاقفال ومن ابرزها الاعتداءات على منشآت المصفاة.

وقد أجرى الرئيس ميقاتي الاتصالات اللازمة لإفراغ اول باخرة مازوت في منشآت المصفاة مع إقامة نقطة أمنية ثابتة لحمايتها من الاعتداءات.

الكوليرا: 7 اصابات

كورونا: 59 اصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 7 اصابات جديدة بالكوليرا رفعت العدد التراكمي الى 567، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة..

وعلى صعيد كورونا، سجلت الصحة 59 اصابة جديدة، مع حالة وفاة.

 

 

مشهد كارثي على أوتوستراد جونيه

 

تداول رواد مواقع التواصل، مشهداً يستحقّ وصفه بالكارثي، بحيث تجمّعت مياه الأمطار على أوتوستراد جونيه، وطافت المياه إلى الجانب الآخر في أبشع مشهدية صباحية.

إلى ذلك، لا يزال الحوض الشرقي للمتوسط تحت سيطرة منخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة نسبيا وامطار حتى ظهر غدٍ الجمعة حيث ينحسر ويستقر الطقس تدريجيا، وعليه، توقعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني ان يكون طقس اليوم، غائما جزئيا الى غائم أحيانا مع ضباب على المرتفعات ودون تعديل يذكر في درجات الحرارة، تهطل امطار متفرقة وتشتد غزارتها أحيانا مع حدوث برق ورعد ورياح ناشطة  فترة قبل الظهر، كما تتساقط الثلوج على ارتفاع 2200 متر، وتخف حدة الأمطار ليلا.

 

 

*****************************

افتتاحية صحيفة الديار

هل يقوم فرنجية بزيارة عون في الرابية؟… القوات لن تساوم رئاسياً والتغييريون مُنقسمون

 الارثوذكس يُطالبون برئاسة مجلس الشيوخ… «سوق سوداء» في اسعار بطاقات المونديال – رضوان الذيب

 

الحراك الرئاسي الفعلي مؤجل الى ما بعد راس السنة، وقضاء  الاعياد بهدوء ودون تشنجات مع الاعداد الكبيرة من الوافدين، وهذا ما اوحى به النائب مروان حمادة الذي يملك مروحة واسعة من العلاقات مع  المسؤولين الاميركيين والفرنسيين والسعوديين، حيث قال ايضا «حسب معلوماتي الفراغ لن يطول، بعد راس السنة تبدأ الصورة بالانقشاع» مؤكدا، ان جبران باسيل من «المستحيلين»  وانه يرى ميشال معوض رئيسا للجمهورية بعد ٦سنوات  والبارز، ان حمادة اعتمد «خطابا ناعما» تجاه حزب الله لاول مرة منذ ٢٠٠٥، وعلى هذا الصعيد بدات الايحاءات الاشتراكية في المجالس السياسية والشعبية  بالتسويق والتمهيد للتراجع عن ميشال معوض بشكل « سلس» وغير استفزازي، وليس ضروريا ان تعلن في جلسة اليوم، رغم الدعم الذي يحظى به من بعض  نواب اللقاء الديموقراطي، لكن  الحسم  يبقى لرئيس الحزب وليد جنبلاط  الذي  يطبخ الاستحقاق مع الرئيس نبيه بري على نار هادئة وتوافقية، وقد سمع السفير الايراني من جنبلاط خلال زيارته له في كليمنصو كلاما حمل كل الثناء والاعتزاز والاعجاب بدور بري وحكمته وانفتاحه، مع العلم، ان جنبلاط كان  قد ارسل امين السر العام في الاشتراكي ظافر ناصر الى السفارة الايرانية  مقدما التعازي  بشهداء التفجير الارهابي الاخير في مشهد   .

 

ويؤكد المقربون  من بري وجنبلاط، ان  التواصل  بين الرجلين يومي، ويعملان على ان يكونا «صانعي الرئيس» وعلى «ديل واحد»،  كما حصل في كل الاستحقاقات  منذ الطائف،  وتوافقهما على وصول  الرئيس الراحل الياس الهراوي  ودعمهما للرئيس  ميشال سليمان، وقبولهما على مضض خيار الرئيس الراحل حافظ الاسد بالمجيء بالرئيس  اميل لحود،  ووقفا ضده  طوال فترة ولايته في بعبدا، وقاتلا حكم  ميشال عون.

 

وفي المعلومات المؤكدة، ان بري الذي يتولى معركة  وصول فرنجية الى بعبدا، ضمن حتى الان ٥٤ نائبا له، كما يسرب المقربون منه، بينهم ٣ نواب تغييريون عبر اتصالات  تولاها شخصيا مع هؤلاء، واذا اعطى الطاشناق ٣ نواب يصبح العدد ٥٧ نائبا، واذا منح جنبلاط  اصواته يصبح العدد ٦٥ نائبا، وهذا  يؤمن فوز فرنجية بالدورة الثانية.

 

وعن احتمال تصويت جنبلاط لفرنجية  اكد المقربون، انه احتمال وارد، لكن الحسم ما زال مبكرا  ولن يعلن قبل انتظار نتائج الاتصالات التي يقوم بها، علما ان رئيس الاشتراكي يفضل  رئيسا من الاطراف وليس من جبل لبنان كي لايتدخل في امور الجبل والطائفة الدرزية.

 

ويبقى الحسم حسب الذين يرسمون  لوحة الاستحقاق الرئاسي بيد جبران باسيل  لتامين النصاب القانوني للجلسة اي ٨٦ نائبا، وهو  يعرف هذه المعادلة جيدا و «يتدلل» على حزب الله كونه «بيضة القبان».

 

وفي المعلومات ايضا  وخلافا لما نشرته وسائل الاعلام، فان اللقاء الاخير بين باسيل  والحاج وفيق صفا في ميرنا الشالوحي كان جيدا ووديا، وابدى رئيس التيار مرونة  مناقضة  لتسريباته  عن لقائه بالسيد  نصرالله والاجواء السلبية الذي سادته، رغم ان « المجالس بالامانات»  لكن رئيس التيار عاد  واستدرك الامر، بارساله  اكثر من رسالة ودية للسيد نصرالله اكدت على متانة العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني وثباتها وعدم اهتزازها، وبدورهم رد  المسؤولون  في حزب الله على التحية  بافضل منها لجهة الحرص على  عمق العلاقة. علما ان باسيل انتقل من قطر الى فرنسا للقاء عدد من المسؤولين الفرنسيين.

 

وفي المعلومات، ان هناك اتصالات لتامين زيارة لرئيس المردة سليمان فرنجية  الى الرئيس ميشال عون في الرابية، وتجري محاولات لاقناع باسيل بها وانها ذو طابع بروتوكولي .

حزب الله ابلغ فرنجيه: انت مرشحنا

 

اما التطور البارز رئاسيا، فتمثل بابلاغ حزب الله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية  رسميا دعمه والوقوف الى جانبه في معركة رئاسة الجمهورية، وانه  مرشح الحزب، وهذا الموقف سمعه النائب طوني فرنجية عندما زار مركز الشورى في حزب الله مؤخرا، وتم التوافق على التريث بالاعلان، بناء على طلب سليمان فرنجية لاستكمال اتصالاته و ترشحه رسميا.

 

وتعود مصادر متابعة للملف الرئاسي الى انتخابات ٢٠١٦، وتذكر بان سليمان فرنجية كان مرشح المملكة العربية السعودية  في مواجهة ميشال عون، ونال فرنجية كل الدعم من سعد الحريري يومها، وخيار فرنجية سقط  بسبب موقف حزب الله ودعمه  لعون واتفاق معراب.

 

وفي المعلومات، ان كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد حسم الامور واعلن التاييد لسليمان فرنجية الذي يطمئن المقاومة، ورسم سقفا للتفاوض الرئاسي، «ما قبل الخطاب ليس كما بعده» وحسب مصادر متابعة للملف الرئاسي، فانه لايمكن فصل هذا الاستحقاق عن التطورات الخطيرة التي تعصف بالمنطقة، والصراع الحاد بين ايران والسعودية الذي وصل الى درجات خطيرة، قد يترجم بمزيد من  الانقسامات على الساحة اللبنانية، ومن يضمن عندها الاستقرار وتدحرج الامور الى الفوضى، وبالتالي فان كل  تاخير في  الملف الرئاسي سيعرض لبنان لمزيد من الضغوط والشلل على كل المستويات، لكنه  يرفع  من حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون في الوصول الى بعبدا وحفظ البلد بالتوافق بين كل القوى، حيث قاد العماد عون المرحلة الانتقالية في البلاد منذ ١٧ تشرين الاول وبدء التظاهرات بحكمة رجال الدولة وحافظ على الجيش وعناصره في الظروف الاقتصادية القاهرة بالاضافة الى شبكة علاقاته الواسعة الداخلية والخارجية واستثمارها لمصلحة لبنان.

القوات اللبنانية

 

وحسب المصادر التي تتعاطى بالملف الرئاسي، فان مشكلة القوات اللبنانية والكتائب والنواب التغيريين تكمن في عدم التوافق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، ولم تنجح القوات في تذليل العقبات وازالة الاعتراضات للوصول الى  قاسم مشترك، ووحده سمير جعجع  ثابت على مواقفه المبدئية في التعاطي مع هذا الملف لجهة  التمسك بترشيح ميشال معوض، ورفض  اي تفاهم مع التيار الوطني بعد تجربة ميشال عون، ومع سليمان فرنجية كونه مرشح ٨ اذار ومتمسكا بعلاقته مع سورية، كما رفض ما يتم التسويق له من قبل البعض، رئيس للجمهورية قريب من حزب الله ورئيس للحكومة من معارضيه، وهذه المعادلة طرحت منذ فترة، سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ونواف سلام رئيسا للحكومة، حتى النائب جورج عدوان نفى باسم القوات تاييد العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية كما تم التداول والتمسك بميشال معوض.

 

وبالنسبة للنواب التغيريين، فقد عقدوا اجتماعهم الاخير في غياب القوات اللبنانية والاشتراكي، وظهرت الانقسامات  حول الملف الرئاسي، وتوزعت الاراء  بين ميشال معوض ويقود هذا الاتجاه وضاح الصادق، وعصام خليفة ويتبنى هذا النهج  اسامة سعد، ونعمة افرام ويتولى التسويق عدد من النواب، وهناك من يطرح اسماء اخرى. وقد شهد اجتماع الثلاثاء نقاشات حادة مع التوافق على عدم تبني اي مرشح من المنظومة الحاكمة، وفي معلومات مؤكدة، ان معظم النواب التغيريين يميلون الى  تبني خيار قائد الجيش عندما تدق ساعة الحسم.

هل صحيح ما سرب عن السفيرة الاميركية ؟

 

تناقلت اكثر من جهة سياسية معلومات، ان النواب التغيريين طرحوا خلال نقاشاتهم مع السفيرة الاميركية اكثر من اسم لرئاسة الجمهورية، واستفسرت السفيرة  شيا عن بعض الاسماء وسالت «هل يمشي حزب الله فيها»  وما هو موقفه منها؟ وكان اجماع  النواب التغيريين على رفض حزب الله لهذه الاسماء بشكل قاطع.

اللقاء الارثودكسي ورئاسة مجلس الشيوخ

 

ووسط الكباش الرئاسي الحاد، رد اللقاء الارثوذكسي على موقف النائب وليد جنبلاط لجهة مطالبته في لقاء الاونيسكو باستكمال تنفيذ  اتفاق الطائف وانشاء مجلس الشيوخ، وعلق اللقاء الارثوذكسي على طرح رئيس التقدمي، مطالبا برئاسة مجلس الشيوخ للارثوذكس، كون الرئاسات ما دامت محكمة بالمعيار الطائفي والمذهبي، فان رئاسة مجلس الشيوخ تؤول حتما وتلقائيا الى الطائفة الارثوذكسية التاسيسية للكيان اللبناني، والرابعة في الوطن بدلا من نيابتي رئاسة المجلس النيابي والحكومة اللتين تم تكريسهما للارثوذكس منذ الطائف حتى اليوم، وعندها واحتراما للمناصفة في  الرئاسات الاربع، اي اثنان للموارنة والارثوذكس واثنان للسنة والشيعة، تصبح نيابتا المجلس والحكومة من حصة الدروز والكاثوليك.

 

ومن المعلوم ان موضوع  مجلس الشيوخ،  طرح للمرة الاولى في مؤتمري لوزان وجنيف عام ١٩٨٤ لحل الازمة اللبنانية، بعد ٦ شباط وسيطرة حركة امل على بيروت الغربية واستعادة الحزب الاشتراكي للشحار الغربي وتراجع  وهج عهد امين الجميل، وقد تم التوافق  عرفا على ان تسند رئاسة مجلس الشيوخ  الى الطائفة الدرزية  نظرا لدورها في تاريخ لبنان، حيث كان لوليد جنبلاط دور بارز في تلك المرحلة، وجاء اتفاق الطائف ليقر انشاء مجلس الشيوخ بعد اقرار بند الغاء الطائفية السياسية دون تحديد طائفة رئيسه.

لا نقل للمونديال حتى الان

 

موضوع نقل تلفزيون لبنان لمونديال قطر يحسم غدا عبر مؤتمر صحافي لوزير الاعلام يعلن فيه الموقف النهائي، لكن  الاتصالات التي  تقوم بها الحكومة اللبنانية مع دولة قطر لم تسفر عن نتيجة، في ظل تمسك وكيل  الشركة الراعية بنقل مباريات كاس العالم بالحصول على مبلغ مالي لم تتمكن الحكومة اللبنانية من توفيره حتى الان، فيما  عائدات الاعلانات في حال النقل التلفزيوني لا تكفي لتغطية المبلغ، ورغم ذلك الاتصالات لم تتوقف وتحسم غدا.

 

هذا الارباك   استفاد منه الموزعون الذين يتولون بيع بطاقات البث التلفزيوني على bein  sport الراعي الرسمي لنقل المباريات، ووصل  سعر البطاقة في  السوق السوداء   الى ما فوق الـ ٣٠٠ دولار، كما حدد وكيل   الشركة الراعية للنقل في لبنان ١٥ الف دولار قيمة اشتراك  للمقاهي فوق ٥٠ كرسيا، و٣٠٠٠ دولار للمقاهي تحت ٥٠ كرسيا، وهذا ما سيرفع كلفة حضور المباريات في المقاهي الى اسعار خيالية.

 

 

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق

«السادسة » ترفع أصوات معوض.. وباسيل في باريس للتمويه  

 

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السابع عشر على التوالي. دولة كرتونية فقدت مقومات استمرارها، تراقب شعبها يئن تحت وطأة الازمات غير المحدودة، فتفرض عليه ضريبة اضافية مع كل شروق شمس غير آبهة بأحواله.

 

وهو يلتزم صمتا مريباً، لكنه قد لا يطول بعد مطلع العام مع بدء تلقيه فواتير الكهرباء المليونية ان تأمنت عشر ساعات يوميا، كما يبشّر اصحاب الحل والربط ، معطوفة على ملايين دولة المولدات الخاصة، وعلى الارتفاع الجنوني في الاسعار بعيد اقرار الموازنة  وبعدها رفع السعر الرسمي للصرف والدولار الجمركي.

 

دولة كرتونية امنها يرقص على حافة الهاوية، سرقات مستشرية، قتل ونهب وتسلل لمجموعات ارهابية كانت لتفتك بما تبقى من ارض وشعب لولا وعي المؤسسة العسكرية آخر قلاع الدولة الحصينة.

 

دولة لا تريد شريحة واسعة من ساستها انتخاب رئيس يضع البلاد على سكة اصلاح لا يناسب مشاريعه العابرة للحدود، فتستبدله بورقة بيضاء ثم تطيير نصاب يخيمان مجددا على مشهد الجلسة السادسة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم في ساحة النجمة، حالها حال الخمس سابقاتها.

 

باسيل في فرنسا

 

امس، اتجهت انظار العونيين نحو فرنسا، حيث يجري رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سلسلة لقاءات، وذلك عقب زيارته قطر.ووصفت المصادر المتابعة حركة باسيل بالحرتقة والتشويش . وافادت المعلومات ان هذه اللقاءات شملت عددا من المستشارين ولم يستقبل باسيل اي مسؤول ، رغم الحديث في بيروت عن استقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون له.

 

الفراغ الامني

 

تداعيات الفراغ لن تنحصر في بعبدا وساحة النجمة انما ستطاول الامن. اذ بحسب المعلومات اكثرمن موقع سيشغر في المجلس العسكري قريبا ان لم يتم انتخاب رئيس لتعيين البديلين. ابرز المواقع تبدأ مع احالة رئيس الاركان امين العرم الى التقاعد في كانون الاول المقبل وبعده في شهري شباط وآذار المقبلين، مفتش عام وزارة الدفاع الوطني العميد ميلاد اسحق والمدير العام للإدارة اللواء الركن مالك شمص. وفي اذار ايضا ينضم الى هؤلاء مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم.واذا كان البعض يعمل على اعداد سيناريو خاص بمدير الأمن العام،بحسب ما تفيد المعطيات، فالمعلوم ان اجتماع المجلس العسكري يفتقد  قانونيته ان لم يحضر خمسة من أعضائه ،وهو ما سيصبح عليه مع شغور ثلاثة مواقع، ان استمر  الفراغ متسيّدا  قصر بعبدا حتى موعد احالة اعضائه الثلاثة الى التقاعد.

 

استعجال الاصلاحات

 

وسط هذه الاجواء، كان استعجال أممي للاصلاحات. فقد إجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة والمديرة الإقليمية لمكتب الدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خالدة بوزار، في السراي. وقالت بوزار في تصريح بعد الاجتماع “ان لزيارتي أكثر من هدف، الهدف الأول والأهم هو إطلاق تقرير التنمية البشرية العربية وسيكون انطلاق هذا التقرير لأول مرة في المنطقة العربية. أما الهدف الثاني فهو  التباحث مع الحكومة اللبنانية لمعرفة أين وصلنا في الدعم الذي نقدمه للدولة اللبنانية وللحكومة وللشعب اللبناني. وناقشنا أيضا مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة الاستراتيجية الجديدة (2023-2025) التي تهدف الى دعم الإصلاحات ودعم الطاقة المتجددة ودعم الأزمة.

 

الكابيتال كونترول

 

ليس بعيدا، وبينما قانون الكابيتال كونترول المطلوب من الصندوق “يجرجر” في اللجان، اجتمع الرئيس ميقاتي مع نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي وتابع معه ملفات التعاون مع صندوق النقد الدولي… في الموازاة، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان الى جلسة مشتركة في العاشرة والنصف من قبل ظهر يوم الأثنين لمتابعة درس مشروع القانون المعجل الوارد في المرسوم رقم 9014 الرامي إلى وضع ضوابط استثنائية وموقتة على التحاويل المصرفية والسحوبات النقدية.

 

طعن بالسرية

 

وليس بعيدا، تقدم كل من النواب الياس جرادي، فراس حمدان، أسامة سعد، عبد الرحمن البزري، بولا يعقوبيان، شربل مسعد، سينتيا زرازير، ياسين ياسين، حليمة قعقور، نبيل بدر، إبراهيم منيمنة، وضاح الصادق ورامي فنج بطعن جزئي لقانون السرية المصرفية رقم 306/2022 أمام المجلس الدستوري.

 

ارتفاع الاسعار

 

وبينما سيؤدي دخول موازنة 2022 حيز التنفيذ اول أمس الى ارتفاع في أسعار معظم السلع والخدمات، أعلمت المديرية العامة للأمن العام في بيان “المواطنين انه تم تحديد رسوم إصدار جوازات السفر اللبنانية إنفاذاً للقانون رقم 10 تاريخ 2022/11/25 ( قانون الموازنة العامة للعام 2022) وفقاً لما يلي:-    جواز سفر لمدة خمس سنوات : 1،000،000 ليرة لبنانية  –    جواز سفر لمدة عشر سنوات : 2،000،000 ليرة لبنانية . وسيصار الى البدء بتطبيق الرسوم الجديدة اعتباراً من تاريخ نفاذ القانون”.

 

الصندوق السيادي

 

من جهة أخرى، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزير المال يوسف خليل وعلى جدول أعمالها درس اقتراحات قوانين الصندوق السيادي اللبناني.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram