افتتاحية صحيفة البناء:
صواريخ على بولندا وروسيا تنفي… جماعة الناتو: تطوّر خطير… وواشنطن تدعو للتمهل البطل الاستشهادي محمد صوف يطعن ويدهس: مقتل ثلاثة وجرح ثلاثة… والكيان يرتبك مجلس النواب في ضياع بين العجز عن الانتخاب وإشكاليات التشريع… والقومي يحتفل اليوم
بقيت ترددات العملية المركبة التي نفذها البطل الاستشهادي الفلسطيني محمد صوف تطغى على ما عداها، رغم التطور الذي شهدته الحرب في أوكرانيا مع سقوط صاروخين على الأراضي البولندية، وما أثارته من تساؤلات ومواقف، فالحدث الفلسطيني بتوقيته على ساعة تسلّم بنيامين نتنياهو رسمياً تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة للكيان، وبحجمه غير المسبوق في العمليات المشابهة وطبيعة العملية المركبة، بتنفيذ شخص واحد رغم كل الإجراءات التي قال الإسرائيليون إنها كانت من الزاوية العسكرية والاستخبارية في حالة الذروة، أشار الى حجم التطور الذي تشهده حالة المقاومة الشعبية الفلسطينية في القدس والضفة الغربية، وهي واحدة من عمليات قليلة انتهت بهذا الحجم من الخسائر في صفوف المستوطنين وجيش الاحتلال، وهي العملية الأولى التي يقتل فيها ثلاثة مستوطنين طعناً خلال عملية واحدة وعلى يد مقاوم واحد، وانشغلت وسائل إعلام الاحتلال بالحديث عن الطابع المركب للعملية بين تغيير أدوات القتل وتغيير الأماكن، حيث انتقل المقاوم الاستشهادي بعد طعن وقتل ثلاثة مستوطنين إلى استخدام سيارة أحدهم ومواصلة عملية الدهس، وأبرز التعليقات توقفت أمام الفشل الاستخباري الإسرائيلي في الاكتشاف المبكر لهذه العمليات، والفشل العسكري لعمليات الدهم والاعتقال والمداهمات في تجفيف مصادرها.
على جبهة الحرب الأوكرانية، سقط صاروخان في الأراضي البولندية نتج عنهما مقتل بولنديين، اتهمت أوكرانيا وعدد من حكومات أوروبا الشرقية روسيا بالوقوف وراء القصف، بينما نفت وزارة الدفاع الروسية علاقتها بالعملية، فيما فضلت واشنطن الدعوة للتمهل، بينما رأت مصادر متابعة للمشهد في أوروبا والحرب الأوكرانية أن الأمر أقرب الى رسالة روسية مشفرة، لبولندا التي تتحدث التقارير الروسية الإعلامية والعسكرية عن تورطها في الحرب وإرسال وحدات من جيشها بصيغة متطوعين الى أوكرانيا، خصوصاً في معارك خيرسون، وهذا معنى النفي، في ضوء ما تتداوله التقارير الروسية عن عدم وجود موقف موحّد داخل حلف الناتو لدعم بولندا في مغامرة السعي لتوريط الناتو في الحرب في أوكرانيا. وقالت المصادر إن التمهل الأميركي نابع من فهم الرسالة وعدم الرغبة بالتصعيد، وفتح الباب لاكتفاء روسيا بهذا القدر.
لبنانياً، يبدو المجلس النيابي في حال ارتباك أمام العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بسبب مراوحة المحاولات الهادفة لتوحيد كل من الجبهتين السياسيتين المتقابلتين على موقف واحد من الاستحقاق الرئاسي، من جهة، أو خلق تفاهم عابر للكتلتين باستقطاب بعض من كل منهما كاف لانتخاب رئيس يجمعه مرشح واحد، ولا يبدو في الأفق أن الحلول سريعة، ومثل هذه المراوحة يشهدها المجلس النيابي في مجال التشريع، حيث الإشكاليات التي تقف في طريق تأمين نصاب كافٍ لعمليات التشريع تحيط البحث بإصدار قوانين جديدة، خصوصاً ما يتصل بالكهرباء والكابيتال كونترول، بالغموض وتطرح أسئلة حول تجاوز المجلس لهذه المراوحة بانتظار ما سيبادر إليه رئيس المجلس نبيه بري.
في بيروت أيضاً يقيم الحزب السوري القومي الاجتماعي بين الخامسة والسابعة من مساء اليوم حفل استقبال في ذكرى تأسيسه.
لا يزال الحراك على الخط الرئاسي خجولاً على الرغم من دخول الشغور الرئاسي أسبوعه الثالث، إذ أن جلسة الخميس المقبل ستلتحق بسابقاتها ولن تحدث تغييراً في خريطة مواقف وتصويت الكتل النيابية باستثناء ارتفاع عداد أصوات المرشح النائب ميشال معوض مع اتجاه بعض نواب تكتل التغيير للتصويت له بعد الاجتماع الموسع الذي عقد في مجلس النواب وضمّ نواباً من كتل الكتائب والتغييريين والمستقلين وتجدد والائتلاف الوطني. وقد حركت رسائل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المياه الرئاسية الراكدة من خلال تحديد إطار المواصفات الرئاسية لأي مرشح يجري التداول به ما يدفع كافة القوى لا سيما المعارضة للحزب. ووفق معلومات «البناء» فإن الاتصالات نشطت على الخط الرئاسي بعد مواقف السيد نصرالله.
وعلمت «البناء» أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان يحضر لطاولة حوار تجمع رؤساء الكتل النيابية، لكن موقف كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر قطع الطريق على هذه المبادرة، لكن الرئيس بري بصدد الدعوة الى حوار ثنائي مع الكتل النيابية كبديل عن الحوار الجماعي، لكنه ينتظر تحرّك البطريرك الماروني مار بشارة الراعي رئاسياً.
ووفق معلومات «البناء» فإن الراعي سيجمع القوى المسيحية والمارونية تحديداً على طاولة واحدة للحوار، وتقوم الرابطة المارونية بحركة تمهيدية تحضيراً لحراك الراعي.
وبانتظار أن تبدأ المساعي الجدية، يملأ النواب الوقت الضائع بجلسة جديدة للمجلس النيابي الخميس المقبل على أن يتكرّر سيناريو الجلسة السابقة، وعلمت «البناء» أن كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير ستصوتان بالورقة البيضاء، أما كتلة لبنان القويّ، فأشارت مصادر التيار لـ«البناء» الى أن «التكتل لن يعلن مرشحه قبل نضوج الظروف، وهو يتخوّف من مناورة تقوم بها القوات والكتائب وغيرهما لحرق رئيس التيار النائب جبران باسيل فور طرح اسمه مقابل حرق النائب ميشال معوض».
ولم يتم الاتفاق على مرشح موحّد بين الثنائي أمل وحزب الله مع التيار الوطني الحر، ما يصعب وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى الرئاسة حتى الساعة، ولفتت تصريحات وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري المحسوب على فرنجية، حيث اعتبر أن «من يحول دون انتخاب فرنجية هو النائب جبران باسيل الذي لا يسهل وصوله الى الرئاسة»، نافياً أن تكون المملكة العربية السعودية ضد انتخاب فرنجية، فهو أبداً «لم تكن له مواقف ضد المملكة، ولا شيء يمنع أن يكون أحد مقرباً من «حزب الله» ومن «فريق 8 آذار» وليس ضد السعودية». وأضاف: «في موضوع العلاقة بين «المرده» والنائب باسيل، الأمر ليس مرتبطاً بالمحاصصة، والحديث لم يتطرق الى الأسماء من خلال أشخاص يتواصلون مع الطرفين، من دون تواصل مباشر بين فرنجية وباسيل». وعن الرفض المطلق لاسم فرنجية من قبل «التيار الوطني الحر»، قال المكاري: «هناك تركيبة معينة يمكن التوصل اليها لتغيير قرارهم».
وأشارت مصادر مطلعة على موقف حزب الله لـ«البناء» الى أن «السيد نصرالله تقصد الغموض البنّاء في كلامه عن رئاسة الجمهورية والمواصفات في خطابه الأخير، وبالتالي جميع التفسيرات لكلامه كتبنيه لمرشحين معينين غير دقيقة.
وفي حقيقة الأمر السيد نصرالله وضع معايير ومواصفات للرئيس المقبل يراها مناسبة للمرحلة الراهنة وأي اسم ينطبق عليها لا مانع من دعمه. وهذه المواصفات تنطبق على فرنجية وباسيل أيضاً وأي اسم قد يجمع أوسع مروحة من القوى السياسية».
وشدّدت المصادر على أن لا رئيس للجمهورية إذا لم يشكل ضمانة بعدم طعن المقاومة بظهرها، كما لن يسير الحزب بفرنجية من دون التفاهم مع باسيل، علماً أن الحزب يعمل على تأمين توافق على رئيس المرده، ويتولى التواصل والحوار مع باسيل لهذه الغاية.
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، في كلمة له في احتفال في الجنوب أنّ «علينا أن نختار الخيار الأصلَح وهو أن نأتي برئيسٍ يعتزّ بأداء شعبه وجهاد أبنائه في حماية بلده ويحرِص على أن لا يطعن المقاومة في ظهرِها ولا يُخيّب آمال الناس الذين عاشوا الأمن والتحرير في ظلّ فعاليّة المقاومة»، مشدداً على أن «الصراع بالشّكل حول مقعد رئيس الجمهورية لكن في المضمون هو صراع حول مصيركم أن تبقون في هذا البلد أو تُهجّرون أو أن يستبيح عدوّكم هذا البلد أو أن تأمنون في بلدكم».
وعلمت «البناء» أن الانقسام لا يزال سيد الموقف لدى قوى التغيير وستوزع أصواتهم على عصام خليفة ولبنان الجديد وميشال معوض، لكن معوض لن يتخطى الـ54 صوتاً كحد أقصى رغم قرار بعض نواب التغيير خلال اجتماع «الـ17»، التصويت له في جلسة الخميس.
وعقد نواب مستقلّون اجتماعاً تنسيقياً في ساحة النجمة أمس للتشاور وتوحيد الموقف من المواضيع والملفات المطروحة.
وعلمت «البناء» أن «الدعوة لم توجه الى القوات والاشتراكي، بل لكتل التغيير والمستقلين وتجدد والائتلاف الوطني، وحضر 19 نائباً من أصل 23 وهولاء يمثلون مختلف الكتل المدعوّة، وقد حضر النائب شربل مسعد، وكلف النائب عبد الرحمن البزري النائب بلال الحشيمي تمثيله.
ولفتت أوساط مشاركة في الاجتماع لـ«البناء» الى أن «الملف الأبرز الذي تمّ نقاشه هو الشغور الرئاسي والمخاوف من تشريع الضرورة لأنه سيؤدي الى تكريس الشغور وتمديد أجله، وتم تأليف لجنة تضم ممثلين عن مختلف الكتل المشاركة، للتنسيق للمرحلة المقبلة، كما سيعقد النواب الـ 19 اجتماعاً موسعاً لبحث الملف الرئاسي بناء على نتائج الجلسة الخميس».
وعما اذا كان النواب سيقاطعون أي جلسة يدعو اليها الرئيس بري للتشريع، لفت النائب غسان سكاف لـ«البناء» الى «أننا لم نتخذ قراراً نهائياً بالمقاطعة، والأمر قيد النقاش وهناك وجهات نظر متعددة، والأمر مرتبط بالأولوية: التشريع أم انتخاب الرئيس، وفي حال أقر المجلس قوانين تشريعية فمن يوقعها بظل غياب رئيس الجمهورية وغياب حكومة فاعلة وأصيلة وكاملة الصلاحيات الدستورية؟ ولذلك نحن بحاجة الى إعادة تشكيل السلطة التنفيذية، وقد تكون للمجلس النيابي إمكانية التحرك لكن لا يلغي دور الحكومة ورئيس الجمهورية».
ووفق مصادر فرنسية مواكبة للحراك الفرنسي، فإن الطبخة الرئاسية لم تنضج، والامر مرتبط بتطورات وملفات المنطقة كالملف النووي والعلاقة السعودية – الإيرانية. موضحة لـ«البناء» أن الحراك الفرنسي يجري باتجاهات ثلاثة: السعودية التي تملك تأثيراً كبيراً على القوى السياسية لا سيما أغلب النواب السنة وقسم من المسيحيين والتغييرين والمستقلين، وباتجاه حزب الله كطرف رئيسي في المعادلة الرئاسية، وباتجاه البطريركية المارونية».
وأشارت الى أن «الاتصال بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يقارب الملف اللبناني فقط، بل ملفات حيوية كأزمة الطاقة والملف النووي الإيراني». ولفتت الى أن «قمة المناخ في أندونيسيا لم تشهد لقاء بين ماكرون وبن سلمان كما كان مرجحاً، واقتصر الأمر على مصافحة وسلام».
ولفتت الى أن «الحل والربط في الملف الرئاسي ليس بيد ماكرون وحده، بل هناك قوى إقليمية أساسية لاعبة وفاعلة في المشهد الداخلي كإيران والسعودية والولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن التوافق الداخلي بين القوى الرئيسية اللبنانية لا سيما حزب الله والتيار الوطني الحر».
في غضون ذلك، واصلت اللجان النيابية المشتركة دراسة قانون «الكابيتال كونترول». وعقب الجلسة اعتبر النائب جبران باسيل أن «ما يحصل اليوم مهزلة وكل النقاشات تُظهر ألا نية لإقرار «الكابيتال كونترول».
وأكد من مجلس النواب أن «هناك شخصاً خارقاً لكل الأحزاب وعاصياً على القضاء والأمن في السابق، واليوم بات عاصياً على المجلس النيابي». (في اشارة الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة). ولفت الى ان «الكلام عن حماية حقوق المودعين كذب، وأكثرية المجلس اللبناني مشاركة في انتهاك اموال المودعين». أضاف «قسم كبير من المصارف لا زال يقوم بتحويلات استنسابية للخارج بحجة أن «لا قانون يمنعها» وكل ما نطلبه ضبطها».
إلا أن نائب رئيس المجلس نائب الياس بو صعب تمايز عن موقف باسيل، فأكد أن «النقاش كان هادئًا وموضوعيًا ويُحكم على قانون الكابيتال كونترول بعد إقراره والهدف التنظيم ووقف الفوضى بتحويل الأموال». وتابع «سنستكمل النقاش ليتمّ اقرار قانون الكابيتال كونترول». وأضاف: «لا أوافق الرأي القائل ان كل ما حصل بجلسة اليوم مهزلة».
وقال رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان: «مستعدون للسير بالكابيتال كونترول ولكننا لن نقبل بتمرير قوانين لتطيير الودائع». وأشار الى ان «من الخطر القول إن على المودعين تحمل 60% من الخسائر وأي موّال لضرب حقوق المودعين مرفوض بالنسبة إلينا ووضعنا ذلك في مادة قانونية».
وسأل النائب جميل السيّد خلال الجلسة وزير المال يوسف خليل عن الاحتياطي المتبقي في مصرف لبنان فأجابه الوزير: ١٠ مليارات و٣ ملايين». فردّ السيد: «اذا كان هذا الاحتياط فقط فكيف ستردون أموال المودعين البالغة 80 مليار دولار؟».
وعاود الدولار ارتفاعه أمس، تزامناً مع ارتفاع اسعار المحروقات، في وقت نشرت موازنة 2022 في الجريدة الرسمية.
ونشرت مؤسسة «كهرباء لبنان» في بيان، تفاصيل التعرفة الجديدة بالأرقام وبالمعطيات «بهدف إحاطة الرأي العام بصورة دقيقة وشفافة بكامل معطيات خطة الطوارئ الوطنية لقطاع الكهرباء المتضمنة التعرفة الجديدة لمبيع الكهرباء من مؤسسة كهرباء لبنان إلى العموم، المعدّة بناءً على التوجيهات الحكومية وبالتنسيق وبموافقة وزارة الطاقة والمياه ووزارة المالية».
على صعيد قضائي، ادّعى النّائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، بناءً على إخبار مقدَّم من اللّجنة القانونيّة في «المرصد الشعبي لمحاربة الفساد» على المحافظ السّابق لمدينة بيروت القاضي زياد شبيب، وكلّ مَن يظهره التّحقيق، بهدر مال عام بصفقة قيمتها ما يقارب الـ10 مليارات ليرة لبنانيّة؛ وإحالته أمام قاضي التّحقيق الأوّل في بيروت.
في موازاة ذلك ذكرت قناة «أل بي سي» أن المحامية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية نازك الخطيب اوقفت المدير العام لهيئة ادارة السير بالتكليف هدى سلوم لاستكمال التحقيق معها بعد استجوابها في شعبة المعلومات.
على صعيد آخر، أعلنت مجموعتا «توتال انيرجيز» و»إيني» اتفاقية إطارية مع «إسرائيل» بشأن حقل الغاز المشترك مع لبنان.
**********************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
باسيل إلى باريس واحتمال لقاء مع ماكرون: فرنسا تعدّ مشروع «رئيس توافقي»
يشهد الملف الرئاسي في لبنان تطوراً لافتاً يتمثّل في زيارة يُفترض أن يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى باريس، هذا الشهر، لعقد سلسلة لقاءات على مستوى رفيع تشمل كل المعنيين بالملف اللبناني، للبحث في الاستحقاقات الداهمة رئاسياً وحكومياً واقتصادياً. وقالت مصادر مطلعة إن الفرنسيين يأملون بالاتفاق مع باسيل على خريطة طريق للانتخابات الرئاسية، انطلاقاً من العلاقة الجيدة التي تربطه بكل من البطريرك الماروني بشارة الراعي وحزب الله.
وكانت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو غادرت إلى باريس، أول من أمس، في مهمة عاجلة، يتعلق جانب منها بالتحضير لزيارة باسيل الذي يفترض أن يلتقي أعضاء خلية الإليزيه المعنية بالملف اللبناني، والتي تضم السفير إيمانويل بون ورئيس الاستخبارات الخارجية برنار إيمييه، إضافة إلى مسؤولين في وزارة الخارجية. وبحسب المصادر، فقد يلتقي باسيل، بحسب مسار المحادثات، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني يتوسّط لعقد هذا اللقاء.
وبحسب المعلومات، فإن الزيارة العاجلة لغريو إلى باريس تهدف إلى وضع القيادة الفرنسية في أجواء الاتصالات الأخيرة التي أجرتها في بيروت حول الملف الرئاسي والاستحقاقات الحكومية والاقتصادية. ويفترض أن تطلع غريو على نتائج الاتصال الذي جرى بين ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل يومين في ما يتعلق بلبنان، على أن تعود إلى بيروت الأسبوع المقبل لمرافقة باسيل متى تم تحديد موعد زيارته.
وأجرت غريو في الأيام العشرة الماضية سلسلة اجتماعات بقي معظمها بعيداً من الأضواء، وشملت البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وشخصيات من قوى المعارضة التي ترشح النائب ميشال معوض. كما عقدت غريو اجتماعين مهمين أحدهما مع مسؤول كبير في حزب الله والثاني مع باسيل.
ومع أن الجانب الفرنسي لا يحمل مبادرة متكاملة، إلا أنه سعى إلى معرفة موقف كل الأطراف من لائحة من المرشحين تضم نحو سبعة أسماء. وفهم متصلون بالسفيرة الفرنسية أن بلادها لا تزال تحظى بالتفويض الأميركي لإدارة المبادرة بما خص الملف الرئاسي، وأن باريس تريد التوصل مع السعودية إلى اتفاق يسهل المهمة، لأن الإصرار على خوض معارك قاسية من شأنه عدم انتخاب رئيس في وقت قريب.
وكررت غريو أمام كل من التقتهم أن بلادها مهتمة بتوافق جدي يتيح انتخاب رئيس قادر على تشكيل حكومة سريعاً، وعلى الخطوات الإصلاحية التي تنتظرها الدول التي ستقدم مساعدات للبنان لمعالجة الأزمة الاقتصادية. كما كررت التزام بلادها الشق المتعلق بفرنسا وشركة "توتال" ضمن تفاهم ترسيم الحدود البحرية مع كيان الاحتلال. علماً أن إدارة شركة "توتال" أعلنت، أمس، أنها أنجزت مع حكومة العدو الاتفاق الخاص بطلبات إسرائيلية مالية تتعلق بالجزء الجنوبي من حقل قانا الواقع جنوب الخط 23 والذي يفترض أن توفره الشركة الفرنسية من دون المساس بحصّة لبنان.
***********************
افتتاحية صحيفة النهار
البرلمان ساحة مزايدات تواكب الفراغ المفتوح!
الارباكات الكبيرة التي يواجهها #مجلس النواب والتي اشارت اليها “النهار” امس، بدت امرا واقعا تصاعديا يوما بعد يوم في ظل مجموعة مؤشرات وتطورات تنذر بمزيد من التداعيات السلبية التي تواكب مرحلة الفراغ الرئاسي المفتوح على “لاافق” مرئي. اذ ان جلسة #اللجان النيابية في يومها الثاني امس، عكست التخبط الواسع الذي يطبع واقع المؤسسات في اللحظة الراهنة، ليس من خلال الدوران في حلقة مفرغة حيال مشروع قانون الكابيتال كونترول المستعصي على الخروج من خروم الشباك النيابية – السياسية – المصرفية فقط، بل أيضا لجهة اندلاع موجات المزايدات النيابية بين مختلف الافرقاء وحتى ضمن الفريق الواحد كما جرى امس بين الياس بو صعب وجبران باسيل اللذين ناقض احدهما الاخر علنا.
قبل يوم كانت سوق عكاظ المجلس ابرزت تجلياتها في موضوع قرض الصندوق الكويتي لشبكة مياه الصرف الصحي في البترون حيث دارت مبارزات المزايدات بين النواب حيال المشروع من دون التوقف والتدقيق في ما يوجبه هذا القرض من انفاق رديف وتامين أموال رديفة. الى جانب هذا الواقع، ارتسمت امس معالم مواجهة محتومة في شأن جلسات التشريع من خلال اتجاه 32 نائبا معارضا الى رفض انعقاد هذه الجلسات وإبقاء الأولوية المطلقة لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية، الامر الذي سيثير إشكالية واسعة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والكتل الأخرى التي لا تعارض تشريع الضرورة. اما في المسار الرئاسي، فلا جديد تحت وطأة ارتفاع ملحوظ للتسريبات الإعلامية والصحافية حول ترشيح “#حزب الله” لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية والذي اخذ زخمه اللافت عقب الكلمة الأخيرة للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. ولفت وصول النائب جبران باسيل امس الى باريس بعد زيارته أخيرا لقطر.
في هذا السياق، نقل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط “رسالة محبة وسلام ” من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. واكد جنبلاط من بكركي “ان نواب اللقاء الديموقراطي مستمرون في التصويت للنائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية ولا يوجد لدى الكتلة اسم اخر”. وتوقع ان تطول مدة الفراغ الرئاسي قائلا “نحن مع معوض واذا كان لدى الفريق الاخر أي اسم للتوافق نبحث بالامر. اهلا وسهلا”. واعتبر جنبلاط ان “دعوة البطريرك الراعي لعقد مؤتمر دولي لخلاص لبنان ليست جديدة ونحن نتفهم موقف البطريرك الراعي في هذا الخصوص”.
اللقاء النيابي
وعقد عصر امس في مجلس النواب اجتماع موسع ضم 19 نائبا يمثلون 32 نائبا مستقلا وتغييريا ومنضويا في كتل الكتائب و”تجدد” و”مشروع وطن” و”الائتلاف النيابي المستقل”، بحثوا في خلاله “آلية الخروج من الأزمة السياسية المستعصية التي أدخلت البلاد في آتون الشغور الرئاسي في ظل واقع اقتصادي ومعيشي مرير مترافق مع تعطيل شامل لمختلف مؤسسات الدولة وإداراتها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان” كما افاد بيان عن المجتمعين . وأضاف “أعطى المشاركون في هذا اللقاء الأولوية المطلقة لكسر جدار التعطيل والاتجاه فورا لانتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لإعادة انتظام المؤسسات تطبيقا للدستور وإنقاذا للبنان”.
ومع تصاعد وتيرة التسريبات عن تبني “حزب الله” لترشيح سليمان فرنجية اعتبر وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان فرنجية هو “الأول، ومن يحول دون انتخابه هو النائب جبران باسيل الذي لا يسهل وصوله الى الرئاسة”، نافيا “ان تكون المملكة العربية السعودية ضد انتخاب فرنجيه، فهو أبدا “لم تكن له مواقف ضد المملكة، ولا شيء يمنع أن يكون أحد مقربا من “حزب الله” ومن “فريق 8 آذار” وليس ضد السعودية”. وأضاف: “في موضوع العلاقة بين “المرده” و النائب باسيل، الأمر “ليس مرتبطا بالمحاصصة، والحديث لم يتطرق الى الأسماء من خلال أشخاص يتواصلون مع الطرفين، من دون تواصل مباشر بين فرنجية وباسيل”.
في جلسة اللجان
وسط هذه الاجواء، حضر الكابيتال كونترول مجددا امس لليوم التالي بندا رئيسيا في جلسة اللجان النيابية المشتركة، واعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب “ان النقاش كان هادئًا وموضوعيًا ويُحكم على قانون الكابيتال كونترول بعد إقراره والهدف التنظيم ووقف الفوضى بتحويل الأموال”. وتابع “سنستكمل النقاش ليتمّ اقرار قانون الكابيتال كونترول”. وأضاف: “لا اوافق الرأي القائل ان كل ما حصل بجلسة اليوم مهزلة”.
وكان رئيس “التيار الوطني الحر “النائب جبران باسيل اعتبر ان “ما يحصل اليوم مهزلة وكل النقاشات تُظهر ألا نية لإقرار “الكابيتال كونترول”. وأعتبر ان “هناك شخصا خارقا لكل الاحزاب وعاصيا على القضاء والامن في السابق، واليوم بات عاصيا على المجلس النيابي”. في اشارة الى حاكم مصرف لبنان. ولفت الى ان “الكلام عن حماية حقوق المودعين كذب، وأكثرية المجلس اللبناني مشارك في انتهاك اموال المودعين”.
في المقابل، قال رئيس لجنة الادارة والعدل نائب رئيس حزب “#القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان: “مستعدون للسير بالكابيتال كونترول ولكننا نقول منذ بداية الأزمة اننا لن نقبل بتمرير قوانين لتطيير الودائع”. واشار الى “ان من الخطر القول إن على المودعين تحمل 60% من الخسائر وأي موّال لضرب حقوق المودعين مرفوض بالنسبة إلينا ووضعنا ذلك في مادة قانونية”، مؤكدا “اننا نخوض معركة المودع والودائع وسنسير بتطبيق الكابيتال كونترول وفق شروط ويهمنا أن تكون خطة التوازن الاقتصادي مع الكابيتال كونترول في الهيئة العامة ونحن متخوفون من شطب الحكومة الديون ليتحمل المودع ما لا يستطيع تحمله”.
وعلم ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ادلى بمداخلة في الجلسة ابدى فيها اعتراضه على عدم حضور حاكم مصرف لبنان جلسة اللجان معتبرا انه من غير الجائز عدم مثول أي مسؤول في الدولة امام مجلس النواب عندما يتم استدعاؤه. واكد ان الأولوية اليوم هي لحماية المودعين والاقتصاد اللبناني وعدم السماح باعطاء براءة ذمة لمن استولوا على أموال المودعين وعلى التحويلات وقاموا بعمليات تهريب الأموال . واقترح الجميل ان يتم اختصار القانون بضبط عملية تحويل الأموال الى الخارج وربط الحديث عن السحوبات في الداخل بخطة شاملة تتضمن إعادة هيكلة للمصارف وتحديد حجم الخسائر وتوزيعها للبناء عليها ومعرفة كيفية رد الاموال للناس .
بداية استكشاف
في سياق متصل بملف #ترسيم الحدود البحرية أعلنت مجموعتا “توتال انرجي” و”إيني” اتفاقية إطارية مع إسرائيل بشأن حقل الغاز المشترك مع لبنان. وأصدرت”توتال” بيانا جاء فيه: “وقعت “توتال انيرجي” وشريكتها “ايني” مع إسرائيل إتفاقية إطار تطبيقا لاتفاق الحدود البحرية الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل ولبنان في 27 تشرين الأول 2022. في لبنان ان توتال انيرجي هي الشركة المشغّلة للرقعة الإستكشافيّة الرقم 9 ولها حصة 60٪ إلى جانب شريكتها ايني ولها حصة 40٪ . اضاف البيان “تبعا لتوقيع اتفاقية الإطار هذه، سيبدأ الشركاء في الرقعة الرقم 9 عمليات استكشاف لمنطقة يحتمل أن تحتوي على الغاز، قد سبق وتم تحديدها والتي قد تمتد في كل من الرقعة الرقم 9 والمياه الإسرائيلية جنوب خط الحدود البحرية الذي تم تحديده أخيرا. ويبدأ الآن التحضير لأنشطة الإستكشاف من خلال تجهيز الفِرَق وشراء المعدّات المطلوبة والإستحصال على سفينة الحفر”.
كيوسك : اللقاء النيابي: الأولوية المطلقة لكسر جدار التعطيل والاتجاه فورا الى انتخاب رئيس.
مجموعتا “توتال” و”ايني” تعلنان بدء عمليات الاستكشاف في الرقعة اللبنانية الرقم 9
**************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
رسالة مصرية من بكركي: آن أوان “كشف الأوراق” الرئاسية
الكابيتال كونترول: سوق عكاظ “الودائع المقدّسة”
تحوّل المجلس النيابي أمس سوق عكاظ الكابيتال كونترول. عنتريات وشعبويات من كل حدب وصوب، تجلت في خلال اجتماع للجان المشتركة وبعده. الجميع على حائط مبكى حقوق المودعين، في وقت يعاني هؤلاء الأمرّين منذ 3 سنوات، من دون أي انصاف ولا عدالة في ظل صمت مريع للنواب ورئيسهم المبرّئ ذمته بمقولة “الودائع المقدسة”، التي تحولت شعاراً مضحكاً مبكياً، لا طائل منه سوى التبرؤ من دم الصدّيق.
فبعد خراب البصرة، يتسابق رئيس المجلس نبيه بري والنواب لادعاء دفاعهم عن الحقوق، ولعلهم لا يعلمون (وهم يعلمون علم اليقين!) ان 80 مليار دولار ذابت من ودائع الدولار والليرة في 3 سنوات، بأبخس الاثمان و”هيركات” وصل 85% أحياناً، ولم يرف لهم جفن، لا بل ضغط النافذون منهم على القضاء للحؤول دون وصول دعاوى اصحاب الحقوق الى نهاياتها العادلة.
والأنكى، أن نواباً، تشارك احزابهم وتياراتهم في الحكومة، كانوا بين الأكثر هجوماً على تلك الحكومة المصرّفة للأعمال بخفر حيناً ولامبالاة أحياناً، بحجة عدم ترافق مشروع القانون مع خطة واضحة لرد الودائع وهيكلة البنوك، وخلاف ذلك من مشاريع مطروحة بإلحاح منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة في 17 تشرين 2019، وراحت تستخدم موسمياً في المناكفات السياسية، ثم تخبو فيما المودع يخسر كل يوم.
الى ذلك، بين النقاط الجدلية الأخرى في المشروع بند متعلق بحماية المصارف من دعاوى المودعين، إذ يلف النواب حوله ويدورون على استحياء لارتباط معظمهم بـ”اللوبي” المصرفي، من دون جرأة الدفاع عن البند صراحةً، خوفاً من رد فعل المودعين (الناخبين) وهم بمئات الآلاف.
علاوة على بنود أخرى لا تقل خطورة، مثل التمييز بين دولارات ما قبل 17 تشرين وما بعده، وكيفية تقنين استخدام الدولارات في الاستيراد. تقنين يلقى معارضة شديدة من “اللوبي” التجاري الفاعل بين صفوف معظم الكتل النيابية.
خلاصة “المهزلة” المستمرة، تجسدت يوم أمس بالتخبط في المواقف داخل صفوف “التيار الوطني الحر” لا سيما بين رئيسه النائب جبران باسيل وأحد أعضائه الياس بو صعب، ففي حين اعتبر الأول أنّ “ما حصل في نقاش الكابيتال كونترول مهزلة”، ردّ الثاني عليه رافضاً استخدام عبارة “مهزلة” في توصيف مجريات النقاش الذي رأى بو صعب أنه كان بخلاف ما قال باسيل “نقاشاً جدّياً ومطوّلاً”. ولعل الوصف الأخير (مطوّل) هو الأصح بعدما اتضح ان مشروع القانون “طبخة بحص” لن تنضج في ظل احتدام الخلافات السياسية حول الاستحقاق الرئاسي، فلا صوت الآن يعلو فوق صوت معركة انتخاب رئيس جديد… والبقية تأتي.
تزامناً، برزت أمس رسالة مصرية لافتة للانتباه من بكركي عبّر من خلالها السفير ياسر علوي عن استياء بالغ من استمرار مسلسل “إضاعة الوقت” وعرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة، تمهيداً لبدء “ورشة عمل يحتاج إليها لبنان بشكل حاد”، قائلاً إثر لقائه البطريرك بشارة الراعي: “لا يليق بهذا البلد أن يستمر فيه الفراغ، ولا يحتمل المزيد من إضاعة الوقت والحديث عبر الإيماءات والتلميحات، آن الأوان لكشف الأوراق وبدء حوار جدي لإنتاج الرئيس الذي يليق بهذا البلد، والذي يكون الجسر الذي يعبر بهذا البلد من أزمته، ويكون الخطوة الأولى نحو استكمال السلطة وتكوين الحكومة لعبور الأزمة واعادة تقليص الهوة بين لبنان وحاضنته الطبيعية”.
وأضاف السفير المصري: “لا يليق بشعب لبنان العظيم أن يستمر الفراغ كأنه لا يوجد بينه رئيس يتم التوافق عليه للقيام بالبلد، فالاستحقاق الرئاسي يحتاج إلى الانتقال من مرحلة التفاوض بالتلميح الى مرحلة التفاوض المباشر… “آن الأوان أن تتحاور هذه الكتل على المكشوف وتكشف أوراقها وتبدأ بالتفاوض الجدّي لإنتاج الرئيس الذي يليق بهذا البلد ويبني الجسور مع الدول”.
**************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: جلسة الغد.. لا رئيس أيضاً.. و”توتال” و”إيني” الى “التنزيل” والحفر
مع نشر قانون الموازنة العامة للسنة الجارية في الجريدة الرسمية وبدء العد العكسي لاعتماد سعر الدولار الجمركي الجديد وزيادة رواتب القطاع العام ثلاثة أضعاف عمّا هي عليه، بدأ الهم المعيشي لدى اللبنانيين يتعاظم وسط مخاوف من تعرّض سعر العملة الوطنية لمزيد من التدهور امام اسعار العملات الاجنبية وفي مقدمها الدولار، فيما يتعاظم العجز الحكومي عن توفير المعالجات، في ظل فراغ رئاسي ينتظر الجميع إنهاءه باتفاق على رئيس الجمهورية الجديد للعبور من خلاله الى تكوين سلطة جديدة يعوّل عليها ان تضطلع بمهمة الانقاذ المنشودة وتعيد لبنان الى موقعه ودوره الملحوظ في محيطه العربي وعلى الساحة الدولية.
تحولت الانظار الى التوازن الاجتماعي ومدى صموده في وجه الموازنة العامة للدولة التي دخلت حيّز التنفيذ مُصطحبة معها زيادات على الرسوم والضرائب يصل بعضها الى عشرة اضعاف، ما بدأ يترجم قفزات جنونية في كل الاسعار مرشحة للتصاعد على يد التجار الذين تحوّلوا كالمنشار نزولا وصعودا يستنزف جيب المواطن بلا اي رحمة، ما طرح السؤال عن مدى قدرة اللبنانيين على التأقلم مع الارقام الجديدة؟ وهو السؤال الذي ارتسم منذ ان بشّرت مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى بربارا ليف بعودة الحراك الى الشارع محذّرة من توترات امنية نَفى معطياتها اكثر من مصدر امني.
وقد عزز هذا النفي وزير الدفاع موريس سليم الذي اكد لـ»الجمهورية» ان «لا خوف على انفلات الوضع الامني، وان كل المعطيات المتوافرة لدى الاجهزة الامنية والعسكرية معطوفة على القراءة الامنية للواقع اللبناني تشير الى ان الجيش اللبناني يسيطر على الوضع الامني على كافة مساحة الوطن ولديه القدرة الكافية التي يثبتها يومياً على ضبط كل ما يخل بالوضع الامني، والاجهزة التابعة للمؤسسة العسكرية لا سيما منها مخابرات الجيش أثبتت مدى قدرتها على ضبط كثير من محاولات الاخلال بالامن من خلال العمليات الاستباقية الى جانب مختلف الاجهزة الامنية التي تقوم بدورها وتحقق الانجازات».
واضاف سليم: «ليس لدينا في الواقع اللبناني الحالي جهات قد تعمل على خلق اضطرابات امنية، مع العلم انّ عمليات إخلال بسيطة قد تحصل لكنها تحت السيطرة ولا يمكن ان تخلق خللا عاما بالوضع الامني اللبناني». ودعا الى عدم القلق من هذا الامر، كاشفاً انه «خلال الشهر المنصرم استطاع الجيش اللبناني واجهزته ان يكشف ويفكك شبكة امنية لتنظيم «داعش» في الشمال وتوقيف رأس الشبكة وعناصر اساسية فيها وإحبطَ اي عمل امني كان يمكن ان تقوم به هذه الشبكة، وهذا يندرج في نجاح العمليات الاستباقية التي تساعد على طمأنة المواطنين».
الاستحقاق الرئاسي
وعلى سعيد الاستحقاق الرئاسي لم يظهر في الافق حتى الآن اي مؤشرات على انّ جلسة الانتخاب الرئاسي المقررة غداً ستنتهي الى انتخاب رئيس، فمواقف الكتل النيابية والسياسية ما تزال على تباعدها فيما الاتصالات الخارجية نشطة، خصوصا بين العواصم المعنية لتوفير مناخات او ممهدات لهبوط «الوحي» او «كلمة السر» التي يلتزمها الجميع كالعادة وينتخبوا الرئيس التوافقي الموعود مشفوعاً بتوافق آخر على رئيس الحكومة العتيد وماهية الحكومة الاولى التي سينطلق بها العهد الرئاسي الجديد.
إجتماع نيابي
وعُقد في المجلس النيابي اجتماع موسع ضمّ 19 نائبًا يمثلون 32 نائبًا مستقلين وتغييريين ومنضوين في كتل «الكتائب» و»تجدد» و»مشروع وطن»، و»الائتلاف النيابي المستقل». وبحسب معلومات وزّعت أنّ المجتمعين «بحثوا في آلية الخروج من الأزمة السياسية المستعصية التي أدخلت البلاد في أتون الشغور الرئاسي في ظل واقع اقتصادي ومعيشي مرير مترافقًا مع تعطيل شامل لمختلف مؤسسات وإدارات الدولة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان». وأعطى المشاركون في هذا اللقاء «الأولوية المطلقة لكسر جدار التعطيل والاتجاه فوراً لانتخاب رئيسٍ للجمهورية كمدخل لإعادة انتظام المؤسسات تطبيقاً للدستور وإنقاذاً للبلاد». وحذّروا من «خطورة الغوص في جلسات تشريعية تكون عاملاً في تكريس الشغور الرئاسي». وشكّلوا لجنة متابعة «لرفع مستوى التنسيق والتحضير للمرحلة المقبلة».
الخيار الأصلح
الى ذلك قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في احتفال تأبينيّ في بلدة عدشيت الجنوبية: «نحن نريد رئيساً للجمهورية يعرف أهمية دور المقاومة في الدفاع عن لبنان وسيادته وأمن شعبه ويستطيع أن يُقدّر أهمية المقاومة وضرورتها في حفظ لبنان وحمايته». واضاف: «للأسف إنّ عدداً من المرشّحين للرئاسة يعتبرون أنّ أمن لبنان واستقراره وحفظ كيانه مرهون برِضى الإدارة الأميركية أو بأن يكون لبنان مُنفتح بالعلاقات الدولية على كلّ الدول والأصدقاء». ورأى ان «علينا أن نختار الخيار الأصلح، وهو أن نأتي برئيسٍ يعتزّ بأداء شعبه وجهاد أبنائه في حماية بلده ويَحرص على ألا يطعن المقاومة في ظهرِها ولا يُخيّب آمال الناس الذين عاشوا الأمن والتحرير في ظلّ فعاليّة المقاومة».
لا نهاية قريبة
ورأى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، في حديث الى برنامج «باللبناني» عبر منصة «بالمباشر»، أن «لا نهاية قريبة للفراغ الرئاسي، والدول الخارجية هي التي تعمل على هذا الملف، في حين أن الأمر من واجباتنا نحن كلبنانيين».
وعن حظوظ رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجيه في الرئاسة، اعتبر المكاري انه «الأول، ومن يحول دون انتخابه هو النائب جبران باسيل الذي لا يسهّل وصول فرنجيه الى الرئاسة»، نافياً «ان تكون المملكة العربية السعودية ضد انتخاب فرنجيه، فهو أبداً «لم تكن له مواقف ضد المملكة، ولا شيء يمنع أن يكون أحد مقرّباً من «حزب الله» ومن «فريق 8 آذار» وليس ضد السعودية».
الفراغ الطويل
في غضون ذلك أكّد رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط أن نواب اللقاء «مستمرون في التصويت للنائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية»، وقال: «لا يوجد لدى الكتلة أي اسم آخر». وتوقّع «في ضوء ما يجري في جلسات المجلس النيابي ان تطول مدة الفراغ الرئاسي»، وقال: «نحن مع معوض، واذا كان لدى الفريق الآخر أي اسم للتوافق، نبحث بالأمر اهلا وسهلا». واعتبر ان «دعوة البطريرك الراعي لعقد مؤتمر دولي لخلاص لبنان ليست بجديدة، فنحن نتفهّم موقفه في هذا الخصوص».
موقف مصري
ولفت موقف للسفير المصري ياسر علوي من الاستحقاق الرئاسي إثر زيارته البطريرك الراعي، شدد فيه على «أهمية استكمال الاستحقاقات الدستورية وإعادة استكمال تكوين السلطة السياسية في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية فورا وتشكيل حكومة وبدء ورشة عمل يحتاج إليها لبنان بشكل حاد». وأضاف: «لا يليق بشعب لبنان العظيم أن يستمر الفراغ كأن لا يوجد بينه رئيس يتم التوافق عليه للقيام بالبلد. الاستحقاق الرئاسي يحتاج إلى الانتقال من مرحلة التفاوض بالتلميح الى مرحلة التفاوض المباشر بين البرلمان». وقال: «آن الأوان أن تتحاور هذه الكتل على المكشوف وتكشف أوراقها وتبدأ بالتفاوض الجدي لإنتاج الرئيس الذي يليق بهذا البلد ويبني الجسور مع الدول».
رؤساء الحكومات
في هذه الأجواء توقفت مراجع معنية عند اجتماع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والرئيسين الأسبقين للحكومة فؤاد السنيورة وتمام سلام مساء الاثنين الماضي في دارة رئيس الحكومة، بحثاً عن الظروف التي أدت اليه في ظل الأجواء التي تتحكم بأعمال جلسات مجلس النواب المخصصة لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية والوضع الناشئ عن مجموعة الأفكار المؤدية الى «تشريع الضرورة».
وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ان الفكرة انطلقت لعقد هذا اللقاء منذ الاجتماع الموسع للنواب السنة الذي عقد في دار الفتوى في 23 تشرين الأول الماضي، وخصّص للبحث في صلاحيات رئيس الحكومة في مرحلة تصريف الاعمال وتولّي جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية التي انتقلت وكالة الى مجلس الوزراء مجتمعاً، كما بالنسبة الى التحضيرات لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.
ولفتت المصادر التي تابعت تفاصيل ما تم التفاهم عليه أن البحث تناول المواقف المتشنجة من انتخاب الرئيس والمواقف السلبية التي أدت الى تعطيل العملية بعد عبور البلاد المهلة الدستورية التي سبقت نهاية ولاية الرئيس ميشال عون. ولفتت الى ان اللقاء كان مناسبة للرد على موقف الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله الاخيرة والتصويب على اتفاق الطائف في الذكرى الثالثة والثلاثين لتوقيعه والمناقشات في شأن ما آل إليه وسط خلافات في تفسيره والتأخير في تطبيقه نصا وروحا، وتقدير جهود الرئيس ميقاتي في ادارة مرحلة الشغور بهدف متابعة تسيير شؤون الدولة والمواطنين واستكمال العمل لحل الأزمات المتراكمة التي يعانون منها. ورحّبت بحراكه الاقليمي والدولي لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.
وانتهت المصادر الى القول ان اللقاء قصد الرد على خطاب قادة «التيار الوطني الحر»، عندما لفتت الى ان المجتمعين شددوا على «ضرورة وقف الخطاب المعيب بكل المقاييس وحملات الكراهية التي تشنُّ لبث الفتن والتفرقة بين اللبنانيين، وعلى أهمية تحلّي الجميع بالروح الوطنية العالية في هذه المرحلة المصيرية واعتبار وحدة لبنان وأبنائه وأولوية إنقاذه ومصلحة المواطنين اللبنانيين هي طريق الخلاص التي تسمو على كل اعتبار آخر».
الكابيتال كونترول
من جهة ثانية، اعتبرت أوساط مواكبة لجلسة اللجان النيابية المشتركة التي انعقدت امس لمواصلة مناقشة قانون «الكابيتال كونترول» انّ المنحى البطيء جداً الذي يتخذه النقاش حول بنود القانون لا يؤشر إلى جدية ومسؤولية في مقاربته». وأشارت هذه الاوساط الى «انّ المداولات النيابية في خصوص القانون تسير على إيقاع السلحفاة»، مبدية خشيتها من «ان لا ينتهي النقاش الا بعدما يكون القانون قد فقد كل جدواه بالنسبة إلى المودعين اللبنانيين».
واعتبرت الاوساط ان ما يجري هو معيب بالدرجة الأولى في حق النواب الذين لا يزالون يماطلون في إقرار القانون ويقفزون من تأجيل الى آخر بينما يستمر في الوقت الضائع استنزاف ما تبقى من احتياطي مصرف لبنان. ولفتت الى ان إصرار حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة على عدم حضور الجلسات النيابية ينطوي على إهانة متمادية للمجلس النيابي، فيما يبدو وكأن هناك نوابا قرروا ابتلاع ألسنتهم والتغاضي عن هذه الإهانة.
«شخص خارق»
وأكد رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، بعد اجتماع اللجان، أن «ما يحصل اليوم هو مهزلة، و»الكابيتال كونترول» هو فكرة ضبط التحويلات المالية إلى الخارج، ويضاف إليها ضبط السحوبات في الداخل». واعتبر «أن البعض يربط خطة التعافي الكاملة بالسحوبات الداخلية، وهذا خطأ كبير. وربط التحويلات الخارجية بالسحوبات الداخلية «ما بيمشي»، مشدداً على أن «إقرار القانون يتعطل لصالح استمرار التحويلات إلى الخارج بطريقة استنسابية». وهاجَم باسيل سلامة من دون ان يسمّيه فقال: «هناك شخص خارق لكل الأحزاب والقضاء والإعلام، كان عصيّاً على القضاء والأمن في السابق، واليوم بات عاصياً على المجلس النيابي الذي طلب الاستماع إليه إلا أنه لم يحضر».
إتفاق «توتال» وإسرائيل
وفي الوقت الذي يغرق لبنان في الشلل الحكومي وفي ظل خلو سدة الرئاسة، أعلنت شركة «توتال انيرجين» عن انطلاق أنشطتها الاستكشافية في البلوك الرقم 9 بعد شهر وأربعة أيام على الإعلان عن اتفاق الترسيم في 11 تشرين الأول الماضي، عندما أعلن الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون موافقته على مضمونها، قبل ان يتبادل الجانبان اللبناني والاسرائيلي وثائق الترسيم في 27 من الشهر عينه في مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة.
وقالت مجموعتا «توتال انيرجين» الفرنسية و»إيني» الإيطالية عمّا سمّتاه في بيان لهما «اتفاقية إطارية مع إسرائيل بشأن حقل الغاز المشترك مع لبنان»، انّ هذه الاتفاقية جاءت «تطبيقاً لاتفاق الحدود البحرية الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل ولبنان في 27 تشرين الأول 2022»، علماً انها أي «توتال اينيرجين» هي الشركة المشغّلة للرقعة الإستكشافيّة الرقم 9 ولها حصة 60 % إلى جانب شريكتها «ايني» التي لها نسبة 40 %.
وقال البيان «تِبعاً لتوقيع اتفاقية الإطار هذه، سيبدأ الشركاء في الرقعة الرقم 9 عمليات استكشاف لمنطقة يحتمل أن تحتوي على الغاز، قد سبق وتم تحديدها، والتي قد تمتد في كل من الرقعة الرقم 9 والمياه الإسرائيلية جنوب خط الحدود البحرية الذي تم تحديده أخيرا. ويبدأ الآن التحضير لأنشطة الإستكشاف من خلال تجهيز الفِرَق وشراء المعدّات المطلوبة والاستحصال على سفينة الحفر».
وقال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية باتريك بوياني: «تفتخر الشركة، بصفتها المشغّلة للرقعة الرقم 9، بارتباطها بالترسيم السلمي للحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان. ومن خلال تقديم خبرتنا في عمليات الاستكشاف في البحر، ستستجيب لطلب البلدين بتقييم حجم الموارد الهيدروكربونية وإمكانات الإنتاج في هذه المنطقة».
*************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
المصالح المالية تُعرقل الكابيتال كونترول.. وخلاف بوصعب – باسيل إلى العلن
اتساع جبهة المعارضة النيابية للتشريع.. واحتياطي مصرف لبنان ينخفض إلى 10.3 مليارات دولار
كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان المشاورات الجارية بين الدول الثلاث: الولايات المتحدة، فرنسا والمملكة العربية السعودية مستمرة من اجل بلورة «تفاهم اطار لانتخابات رئيس جديد للجمهورية» بالمشاركة مع مصر وعدد من الدول الاقليمية.
وقالت ان اجتماعات عقدت في بالي في اندونيسيا على هامش قمة العشرين من اجل مراجعة ما يتعين فعله من اجل عدم اطالة الشغور الرئاسي، في اشارة الى الخط المفتوح بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية، الامير محمد بن سلمان ضمن التنسيق المشترك بين البلدين، في المنطقة ولبنان.
وحضر الملف الرئاسي في بكركي خلال زيارة السفير المصري في بيروت ياسر علوي، الذي كشف عن ان «جولة الأفق» مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تناولت «أهمية إستكمال الاستحقاقات الدستورية واعادة استكمال تكوين السلطة السياسية في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية فوراً وتشكيل حكومة وبدء ورشة عمل يحتاج اليها لبنان بشكل حاد».
وقال: «لا يليق بشعب لبنان العظيم أن يستمر الفراغ كأن لا يوجد بينه رئيس يتم التوافق عليه للقيام بالبلد. الاستحقاق الرئاسي يحتاج إلى الانتقال من مرحلة التفاوض بالتلميح الى مرحلة التفاوض المباشر بين البرلمان».
داخلياً، استمر الحراك حول الاستحقاق الرئاسي، والجديد فيه اجتماع نواب المعارضة والتغيير والمستقلين في المجلس النيابي، وزيارة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط عصرا الى بكركي حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي.
اجتماع المعارضة
عُقد امس، في مكتبة المجلس النيابي اجتماع موسع ضمّ 19 نائباً يمثلون 32 نائباً مستقلًا وتغييراً ومنضوياً في كتل «الكتائب» و»تجدّد» و»مشروع وطن» و»الائتلاف النيابي المستقل»، بحثوا في خلاله حسب بيان لحزب الكتائب، «آلية الخروج من الأزمة السياسية المستعصية التي أدخلت البلاد في آتون الشغور الرئاسي، في ظل واقع اقتصادي ومعيشي مرير، مترافق مع تعطيل شامل لمختلف مؤسسات الدولة وإداراتها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان».
وقال البيان: أعطى المشاركون في هذا اللقاء الأولوية المطلقة لكسر جدار التعطيل، والاتجاه فوراً لإنتخاب رئيسٍ للجمهورية كمدخل لإعادة انتظام المؤسسات تطبيقاً للدستور وإنقاذاً للبنان .
وحذّر المجتمعون «من خطورة الغوص في جلسات تشريعية تكون عاملاً لتكريس الشغور الرئاسي، كما تقرّر تشكيل لجنة متابعة من النواب.
وحسب معلومات «اللواء» انضم سبعة من نواب التغيير الى المجتمعين هم: مارك ضو، نجاة صليبا عون،وضاح الصادق،الدكتورالياس جرادة، ميشال دويهي ياسين ياسين ورامي فنج. وقال احدهم من قبيل المزاح يمكن ان تطلقوا علينا اسم «نواب التغيير الاحرار» بمعنى انهم اصبحوا خارج تكتل الـ 13نائباً تغييرياً وقد يصوّت ثلاثة او اربعة منهم لمصلحة ميشال معوض ما قد يرفع رصيده من الاصوات في جلسة الخميس الى خمسين نائبا او اكثر قليلاً.
وتكتم المجتمعون على اسماء لجنة المتابعة التي شكلوها لأن مهمتها ادارية وهي لم تجتمع لتقرر طريقة عملها، لكن علمت «اللواء» انها تضم عضوا من كل تكتل وتجمع، وتردد ان من بين اعضائها النواب: مارك ضو، وضاح الصادق، بلال الحشيمي، واديب عبد المسيح برغم من عدم حضوره الاجتماع. ومهمتها الاساسية التنسيق لعقد اللقاءات وجدول الاعمال ومواضيع البحث.
واتفق المجتمعون على مقاطعة اي جلسة تشريعية للمجلس لأنها حسب مصادرهم «تطيل عمر الشغور الرئاسي، ولا جدوى من جلسات تشريع الضرورة في غياب السلطة التنفيذية اي شغور منصب رئيس الجمهورية وعدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات. فمن سيوقع القوانين بغياب رئيسي الجمهورية والحكومة؟».
واتفقوا ايضا على وضع آلية عمل أو استراتيجية للعمل من اجل دفع الاستحقاق الرئاسي الى أولوية اعمال مجلس النواب وتقدير جدوى حضور الجلسات الانتخابية من عدمها.
وفي المواقف، رأى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري أن «لا نهاية قريبة للفراغ الرئاسي، والدول الخارجية هي التي تعمل على هذا الملف، في حين أن الأمر من واجباتنا نحن كلبنانيين». واكد ان سليمان فرنجية هو «الأول، ومن يحول دون انتخابه هو النائب جبران باسيل الذي لا يسهل وصوله الى الرئاسة»، نافيا «ان تكون المملكة العربية السعودية ضد انتخاب فرنجية، فهو أبدا «لم تكن له مواقف ضد المملكة، ولا شيء يمنع أن يكون أحد مقربا من «حزب الله» ومن «فريق 8 آذار» وليس ضد السعودية».
جنبلاط في بكركي
واستقبل البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائب تيمور جنبلاط وعضو التكتل النائب راجي السعد، وجرى عرض للتطورات على الساحة المحلية لا سيما في ما يتعلق بالملف الرئاسي.
وقال جنبلاط بعد اللقاء ردّاً على سؤال: أن نواب اللقاء الديمقراطي مستمرون بالتصويت للنائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية، ولا يوجد لدى الكتلة اي اسم آخر. متوقعا في ضوء ما يجري في جلسات المجلس النيابي ان تطول مدة الفراغ الرئاس.، وقال: «نحن مع معوض، واذا كان لدى الفريق الآخر اي اسم للتوافق، نبحث بالأمر اهلاً وسهلاً.
واعتبر جنبلاط ان «دعوة البطريرك الراعي لعقد مؤتمر دولي لخلاص لبنان ليست بجديدة، ونحن نتفهم موقف البطريرك الراعي في هذا الخصوص».
المصالح المالية تعرقل الكابيتال كونترول
نيابياً، لم يفلت مشروع قانون «الكابيتال كونترول» من شباك التجاذبات والمصالح المالية فبقي عالقا في مهب المناكفات السياسية، وعلى ما يبدو فان جلسات اللجان النيابية المشتركة التي تعكف على مناقشته منذ مدة لن تكون افضل حال من الجلسات النيابية المخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد حيث الدوامة هي ذاتها الناجمة عن غياب التفاهمات السياسية المطلوبة .
وقد برز امس ارتباك في المواقف داخل الفريق الواحد، ففي الوقت الذي وصف فيه النائب جبران باسيل ما يحصل في الجلسة بانه مهزلة، لم يوافقه نائب رئيس المجلس الياس بو صعب الرأي ، مشددا على ان النقاش كان موضوعيا وهادئاً.
اما البارز الذي سجل حول الوضع المالي ما جاء في رد وزير المال يوسف الخليل على سؤال للنائب جميل السيد حول حجم الاحتياط المتبقي في مجلس النواب حيث كشف خليل ان الإحتياطي وصل الى 10،3 مليار دولار».
وأكد رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، بعد الجلسة أن «ما يحصل اليوم هو مهزلة، وفكرة الكابيتال كونترول هي ضبط التحويلات المالية إلى الخارج، ويضاف إليها ضبط السحوبات في الداخل».
أضاف: أن البعض يربط خطة التعافي الكاملة بالسحوبات الداخلية، وهذا خطأ كبير. وربط التحويلات الخارجية بالسحوبات الداخلية «ما بيمشي»، مشددا على أن «إقرار القانون يتعطل لصالح استمرار التحويلات إلى الخارج بطريقة استنسابية».
في المقابل، قال رئيس لجنة الادارة والعدل نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان: في كل بلدان العالم التي شهدت أزمات تم تنفيذ الكابيتول كونترول ونحن بلا أدنى شك معه مستعدون للسير بالكابيتول كونترول ولكننا نقول منذ بداية الأزمة اننا لن نقبل بتمرير قوانين لتطيير الودائع.
اضاف: ان من الخطر القول إن على المودعين تحمل 60% من الخسائر وأي موّال لضرب حقوق المودعين مرفوض بالنسبة إلينا ووضعنا ذلك في مادة قانونية.اننا نخوض معركة المودع والودائع وسنسير بتطبيق الكابيتول كونترول وفق شروط ويهمنا أن تكون خطة التوازن الاقتصادي مع الكابيتول كونترول في الهيئة العامة ونحن متخوفون من شطب الحكومة الديون ليتحمل المودع ما لا يستطيع تحمله.
وتابع: على الدولة ومصرف لبنان والمصارف تحمل أجزاء الخسارة أما المودعون فالدستور يضمن حقوقهم ولا يجوز فعل شيء يخالف الدستور.
الموازنة والمحروقات والكهرباء
على الصعيد المالي والمعيشي، واصل الدولار، ارتفاعه أمس كما ارتفعت اسعار المحروقات، في وقت تم نشرموازنة 2022 في الجريدة الرسمية لتصبح نافذة رسمياً. وتم تحويل المساعدات المقررة للموظفين.
وفي السياق، افادت مصادر معنية لـ «الوكالة المركزية» ان لا تغيير في سعر الصرف الرسمي مع صدور قانون الموازنة لأن التعديل سيصدر من خلال تعميم يصدره وزير المال يوسف الخليل، وهو ما لا مؤشرات قريبة اليه.
توتال وايني الى الإستكشاف
الى ذلك، أعلنت مجموعتا «توتال انيرجيز» و»إيني» اتفاقية إطارية مع إسرائيل بشأن حقل الغاز المشترك مع لبنان. وفي التفاصيل، أصدرتTotalEnergies بيانا جاء فيه: «وقعتTotalEnergies وشريكتها ENI مع إسرائيل إتفاقية إطار تطبيقا لاتفاق الحدود البحرية الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل ولبنان في 27 تشرين الأول 2022. في لبنان، إن TotalEnergiesهي الشركة المشغّلة للرقعة الإستكشافيّة الرقم 9 ولها حصة 60٪ إلى جانب شريكتها ENI 40 ٪.
أضاف البيان: تبعا لتوقيع اتفاقية الإطار هذه، سيبدأ الشركاء في الرقعة الرقم 9 عمليات استكشاف لمنطقة يحتمل أن تحتوي على الغاز، قد سبق وتم تحديدها والتي قد تمتد في كل من الرقعة الرقم 9 والمياه الإسرائيلية جنوب خط الحدود البحرية الذي تم تحديده أخيرا. ويبدأ الآن التحضير لأنشطة الإستكشاف من خلال تجهيز الفِرَق وشراء المعدّات المطلوبة والإستحصال على سفينة الحفر.
وفور صدور الموازنة العام للعام 2022 في الجريدة الرسيمة، وبدء سريان مفعولها، اعلنت وزارة المال تحويل المعاشات التقاعديين للمدنيين والعسكريين عن الشهر الحالي، والتي كان من المفترض ان تدفع في مطلع الشهر، وتأخرت لعدم توافر الاعتمادات الى مصرف لبنان، الذي حولها بدوره الى المصارف الموطنة فيها هذه المعاشات على ان يبدأ صرفها لمستحقيها بدءاً من اليوم.
الكوليرا: 14 اصابة
كورونا: 61 اصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 14 اصابة في الساعات الـ24 الماضية وحالة وفاة واحدة في الكوليرا.
وعلى صعيد كورونا، اعلن عن 61 اصابة بالفايروس، وحالة وفاة واحدة.
**************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ستار المسرحية الرئاسية السادسة يُسدل غداً على وقع النكايات وبعثرة الاوراق البيضاء
«ميني» اجتماع للمعارضة والتغييريين بغياب «القوات» و«الاشتراكي» في توقيت صعب
كيف ستعاد أموال المودعين وفق «الكابيتال كونترول» والاحتياطي 10.3 مليار دولار فقط؟ – صونيا رزق
المشهد الرئاسي يكرّر نفسه للمرة السادسة على التوالي غداً الخميس، لذا لم تعد الانظار شاخصة اليه ولم تعد «اغنية هلا بالخميس» مستحبة ، بل مرفوضة لانها تذكّر دائماً بالفشل وبسقوط التفاهم النيابي ضمن أي جلسة رئاسية، بسبب التباعد المستمر والتناحر والخلاف في الرؤية السياسية حتى اجل غير معروف، اذ لم يتلقَ الاستحقاق الرئاسي لغاية اليوم الجرعة الكافية للتحرّك الحقيقي، فالوتيرة خجولة والتصويب قائم فقط على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سيستعين بحوار مع الكتل النيابية لكن كل واحدة على حدة، لمعرفة رأيها ومحاولة خلط هذه الآراء علّها تصيب مرشحاً واحداً يتفقون عليه.
اذأَ لغاية اليوم لا تطمينات بإمكان تبديل المشهد، وخرقه ببعض التغيرات التي من شأنها قلب المعادلة ولو بشكل بسيط، لان الواقع شيء والاماني شيء آخر، فالصورة باقية كما هي، أي أوراق بيضاء مبعثرة ونكايات جديدة، اذ لم يهّز أي تصريح او موقف او خطاب أياً من المرجعيات وأهل النيابة الحاكمين بأمرهم، وغير الأبهين لنداءات الداخل الخارج، بضرورة الوعي والتيقظ والنظر الى مصلحة بلدهم، بدل مراعاة مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة لبنان، المهدّد بالزوال عن الخارطة في ظل الانهيارات التي تلاحق شعبه.
تكتيك سياسي بين حزب الله وفرنجية
وفي السياق الرئاسي ايضاً، افيد بأنّ سياسة خفية تعتمد بين قيادة حزب الله ورئيس تيار «المردة « سليمان فرنجية، المرشح الى الرئاسة ضمن «تكتيك» منسّق بين الحليفين، لذا تترّيث حارة حريك في إعلان اسم فرنجية كمرشح نهائي لها، كيلا يدخل ضمن محرقة المرشحين، فيما رئيس» المردة» مقتنع جداً بهذا «التكتيك»، ويفضّل تسميته بالمرشح المدعوم من الحزب ليس اكثر، وذلك ضمن استراتيجية مفيدة جداً له، هي الانفتاح على جميع الافرقاء السياسيين، كي يحقق هدفه بالوصول الى بعبدا.
اجتماع تغييري مع تحذيرات…
في إطار الاجتماعات التي بدأت تعقدها بعض كتل المعارضة وقوى التغيير وبعض المستقلين كل ثلاثاء، التقى 19 نائباً بعد ظهر امس في المجلس النيابي من أصل 32 تلقوا دعوة للمشاركة، باستثناء كتلتيّ «القوات اللبنانية» و»اللقاء الديموقراطي»، وقد جرى البحث وفق بيان صدر في نهاية الاجتماع، في آلية الخروج من الأزمة السياسية المستعصية التي أدخلت البلاد في أتون الشغور الرئاسي، في ظل واقع اقتصادي ومعيشي مرير مترافق مع تعطيل شامل لمختلف مؤسسات وإدارات الدولة، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان.
وتابع البيان: «اعطى المشاركون في هذا اللقاء الأولوية المطلقة لكسر جدار التعطيل، والاتجاه فوراً الى انتخاب رئيسٍ للجمهورية كمدخل لإعادة انتظام المؤسسات تطبيقا للدستور وانقاذاً للبلاد، وحذر المجتمعون من خطورة الغوص في جلسات تشريعية تكون عاملاً في تكريس الشغور الرئاسي، كما تقرر تشكيل لجنة متابعة من النواب لرفع مستوى التنسيق والتحضير للمرحلة المقبلة».
تيمور في بكركي
وعلى خط بكركي، زارها بعد ظهر امس رئيس» اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، للوقوف الى جانب البطريرك الماروني بشارة الراعي في المطالبة بمؤتمر دولي، وفي الإطار الرئاسي اشار الى انّ نواب «اللقاء الديموقراطي» سيواصلون انتخاب النائب ميشال معوّض لرئاسة الجمهورية.
وزير المال واحتياطي مصرف لبنان
في السياق المالي، أعلن النائب جميل السيّد خلال مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب، على هامش جلسة اللجان النيابية المشتركة، أنه سأل وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، عن قيمة الاحتياطي في مصرف لبنان، وتبين أنه 10.3 مليار دولار، بينما أموال المودعين تفوق الـ 80 ملياراً، وعليه كيف يمكن ضمان إعادة أموالهم بناء على قانون «الكابيتال كونترول»؟
وقال: «سألت أيضا نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، حول المواد الموجودة في مشروع قانون «الكابيتال كونترول»، فقال:»الموضوع يعود للفريق التقني في مصرف لبنان».
الى ذلك، اعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، بعد اجتماع اللجان النيابية المشتركة لبحث القانون المذكور، أنّ الهدف تنظيم ما يحصل ووقف الفوضى، والجميع وصل إلى نتيجة أن هذا القانون يجب أن يناقش، لافتاً الى انهم أنهوا دراسة 6 فقرات، والاسبوع المقبل سيكون هناك جلسة من اجل متابعة القانون لاقراره.
قانون موازنة 2022 في الجريدة الرسمية
أصدرت الدوائر المختصة في رئاسة الحكومة امس، العدد الخاص من الجريدة الرسمية المتضمن قانون الموازنة العامة لعام 2022 والنافذ حكماً، بعدما امتنع الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون عن توقيعه.
وكان مجلس النواب قد أقرّ في 26 أيلول الماضي، قانون الموازنة العامة للعام الحالي بأكثرية 63 نائباً ومعارضة 37 وامتناع 6 نواب، ووقّع رئيس مجلس النواب نبيه برّي المشروع في تشرين الأول الماضي وأحاله على رئاسة مجلس الوزراء،
بعد الكهرباء… هل سترفع أسعارالاتصالات من جديد؟
يستمر ارتفاع الأسعار في كل القطاعات، وآخرها التعرفة الجديدة لكهرباء الدولة قبل تأمينها ساعتين على الاقل في اليوم، وهنالك اخبار عن ارتفاع جديد مرتقب في أسعار الاتصالات، وفي هذا الاطار أكد المدير العام لهيئة «أوجيرو» عماد كريدية أن لا زيادة على تعرفة الاتصالات في الوقت الحالي، موضحا أن غالبية التكلفة بالدولار، أي أن قيمة المداخيل انخفضت بنسبة 50 في المئة، ونحن «نشحد» قطع الغيار، لكن أي تعديل للتعرفة لاحقاً بحاجة الى قرار من مجلس الوزراء، وكشف أن رواتب موظفي» اوجيرو» لا تشكل اكثر من 6 في المئة من المصاريف التشغيلية للهيئة، داعياً الى إشراك القطاع الخاص في القطاع العام لتطويره. وقال:» رفع التعرفة ليس له علاقة بآلية الصرف، ولا يحق لنا صرف الاعتمادات إلاّ بعد التصويت عليها في المجلس النيابي، ونعمل لغاية الآن على القاعدة الاثنتي عشرية، كما انّ 80 في المئة من السلف التي نحصل عليها تذهب الى تمويل الطاقة لاستمرارية الخدمة ولا نزال ندفع للموردين.
جنون في أسعار السلع
في ظل تقلبات سعر صرف الدولار المستمر، والذي تخطى الاربعين الف ليرة، تواصل أسعار السلع ارتفاعها بشكل جنوني وفق تسعيرة 45 الف ليرة للدولار الواحد، خصوصاً في السوبرماركت والمحال التجارية من دون أي رادع، كما تحلّق أسعار المشتقات النفطية التي تخطت المعقول، بالتزامن مع رواتب ضئيلة ونسبة بطالة مخيفة وانهيارات بالجملة، وأخبار عن تردي الاوضاع اكثر فأكثر في الاشهر القليلة المقبلة، وفق ما يشير الخبراء الاقتصاديون ويُجمعون على أننا مقبلون على تضخّم كبير ونسير على سكة فنزويلا.
**************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الانتخابات الرئاسية في الثلاجة
كما انعدام التوافق على مرشح رئاسي ينهي الشغور القائم على مستوى الرئاسة الاولى كذلك حال قانون الكابيتال كونترول المرحّل من جلسة الى اخرى. جلسات فولكلورية واستعراض مواقف نيابية وتباين واسع بين الكتل المتضادة وداخل اهل البيت. فما يراه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل هزليا لا يشاطره الرأي فيه نائب رئيس المجلس الياس بو صعب الذي يغرّد منذ مدة خارج السرب الباسيلي مع عدد من نواب التكتل. وما يوصّفه باسيل بالكذب في الجلسة يعتبره “منجز الترسيم البحري” موضوعياً.
اما الكونترول الرئاسي فيتحكم به حتى الساعة، والى ان يقرر “الكليّ القدرة”، حزب الله التخلي عن الورقة البيضاء والمجاهرة بترشيح زعيم “المردة” سليمان فرنجية، النائب باسيل الذي، وعلى ذمة وزير الاعلام زياد المكاري يحول دون انتخاب فرنجية ولكن…ثمة تركيبة معينة يمكن التوصل اليها لتغيير رأي التيار.
جنبلاط في بكركي
عشية جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية الخميس المقبل، لا مؤشرات الى ان سيناريو تطيير النصاب سيتبدّل. فيما تستمر الحركة بطيئة على خط تذليل العقبات، وجديدها امس زيارة للنائب تيمور جنبلاط عصرا الى بكركي.
باسيل وفرنجية
وفيما يبدو جليا ان رئيس تيار المردة هو مرشح الثنائي الشيعي، اعتبر وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري أن “لا نهاية قريبة للفراغ الرئاسي، والدول الخارجية هي التي تعمل على هذا الملف، في حين أن الأمر من واجباتنا نحن كلبنانيين”. واكد ان فرنجية هو “الأول، ومن يحول دون انتخابه هو النائب جبران باسيل.
وأمس، نشرت موازنة 2022 في الجريدة الرسمية وافادت مصادر معنية ان لا تغيير في سعر الصرف الرسمي مع صدور قانون الموازنة لان التعديل سيصدر من خلال تعميم يصدره وزير المال يوسف الخليل وهو ما لا مؤشرات قريبة اليه.
التعرفة الجديدة
في الموازاة، نشرت مؤسسة “كهرباء لبنان” في بيان، تفاصيل التعرفة الجديدة بالأرقام وبالمعطيات “بهدف إحاطة الرأي العام بصورة دقيقة وشفافة بكامل معطيات خطة الطوارئ الوطنية لقطاع الكهرباء المتضمنة التعرفة الجديدة لمبيع الكهرباء من مؤسسة كهرباء لبنان إلى العموم، المعدّة بناءً على التوجيهات الحكومية وبالتنسيق وبموافقة وزارة الطاقة والمياه ووزارة المالية”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :