افتتاحية صحيفة البناء:
جماعات إدلب تفجر في اسطنبول… وغارات إسرائيلية على مطار الشعيرات
ترامب أول الخاسرين في الانتخابات الأميركية… وبايدن يحمي إدارته بأغلبية الشيوخ
بعد فضيحة العجز عن قبول الهبة الإيرانية… مستشار ميقاتي: 10 ساعات في 10 ك 1
هز تفجير إسطنبول الذي حصد وفق كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 6 قتلى و53 جريحاً، المشهد الإقليمي، مع استبعاد المتابعين لفرضية وقوف الأحزاب الكردية المعارضة وراءه، رغم ما تناقلته بعض وسائل الإعلام التركية من اتهامات، والأرجحية برأي المصادر المتابعة تبقى بتوجيه أصابع الاتهام للجماعات المسلحة السورية التي تعمل تحت العباءة التركية، وبدأت تشعر بالأرض تتحرّك من تحتها، وتصاعد فرص التعاون بين الدولة التركية والحلف السوري الروسي الإيراني، بما ينهي الوضع الشاذ القائم في منطقة إدلب، والذي تتعيّش عليه هذه الجماعات المسلحة سياسياً ومالياً، وكان الانفجار قد استهدف في شارع الاستقلال المزدحم وسط اسطنبول، بُعيد الساعة الواحدة بتوقيت غرينيتش، في وقت كان حشد المارة كثيفًا، ويُذكر أنّ شارع الاستقلال استُهدف في سلسلة من الهجمات عامَي 2015 و2016. وتبنّى تنظيم “داعش” هذه الهجمات التي أسفرت عن مقتل نحو 500 شخص وإصابة أكثر من ألفَي شخص بجروح.
بالتوازي شنت طائرات جيش الاحتلال غارات جديدة على سورية استهدفت من الأجواء اللبنانية فوق منطقة البترون، مطار الشعيرات بريف حمص، وتصدّت لها الدفاعات الجوية السورية وأسقطت عدداً من الصواريخ، وأعلن التلفزيون السوري عن سقوط شهيدين وإصابة ثلاثة من جنود الجيش بجراح. وقالت مصادر متابعة إن الغارات تأتي في مرحلة تغييرات إقليمية ودولية يشعر خلالها جيش الاحتلال بأن الوضع في سورية الذي يسمح له بالتحرك يضيق بقوة، سواء مع التغير في المقاربة الروسية، أو تصاعد أعمال المقاومة ضد الاحتلال الأميركي، والإدراك الأميركي لوجود قرار سوري إيراني روسي بتوفير مقوّمات القوة لها، وارتباك قراره حول البقاء أو الانسحاب تفادياً للمزيد من التصعيد، وصولاً للقلق الإسرائيلي من التموضع التركي بعيداً عن خيار الحرب على سورية واتجاه تركيا نحو التنسيق مع الدولة السورية، وكل ذلك يجعل الإسرائيلي في دائرة الرهان على تظهير القوة سنداً للجماعات الإرهابية المسلحة لاستنهاضها مجدداً أملاً بتعويض التغييرات التي تصيب المعسكر الذي كان يعتبره مكملاً لدوره في إضعاف سورية.
في المشهد الدولي، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن نصيحة وجّهها مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاستعداد لاعتماد الخيار التفاوضي بدلاً من خيار الحرب، وتخفيض السقوف السياسية لجعل التفاوض ممكناً، وأول التنازلات التي دعا إليها سوليفان هي تخلي أوكرانيا عن خطاب المطالبة باستعادة شبه جزيرة القرم.
أميركياً انشغلت وسائل الإعلام الأميركية بتحليل نتائج الانتخابات النصفية التي انحصر التقدم الجمهوري فيها بفرص الحصول على أغلبية طفيفة في مجلس النواب، بعدما نجح الحزب الديمقراطي بتحسين وضعه وتأمين الأغلبية الواضحة في مجلس الشيوخ، بصورة أمنت لإدارة الرئيس جو بايدن المزيد من الاطمئنان لممارسة سياساته الخارجية والعسكرية والقيام بالتعيينات، دون القلق من معارضة مجلس الشيوخ، مرجحة على هذا الأساس أن يتسارع الحديث عن العودة الى مفاوضات الملف النووي الإيراني، بينما قال الكثير من المحللين ومنهم قادة جمهوريون أن ما لحق بالحزب الجمهوري يسمّى بلعنة ترامب، نسبة للرئيس السابق دونالد ترامب الذي كان عراب الحملة الانتخابية، ووقف وراء أغلب الترشيحات الخاسرة، وتحوّل بالتالي الى الخاسر الأكبر.
لبنانياً يتحرّك ملف الكهرباء على نار حامية لستر فضيحة العجز عن قبول هبة الفيول الإيراني، بسبب الخضوع الحكومي للإملاءات الأميركية، وتجري محاولة تأمين الكهرباء لـ 10 ساعات يومياً عبر رصد أموال من المصرف المركزي لشراء كمية من الفيول تكفي للبدء بتطبيق الجباية على أساس التعرفة الجديدة، وبعد زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وتصريح ميقاتي عن التفاهم على صيغة لملف الكهرباء صرّح مستشار ميقاتي النائب السابق نقولا نحاس بأن الكهرباء ستتأمن لـ 10 ساعات بدءاً من العاشر من شهر كانون الأول المقبل.
تحضر التطورات على الساحة اللبنانية والانتخابات الرئاسية في مباحثات قادة الدول خلال قمة مجموعة الـ 20 التي تنعقد في جزيرة بالي في اندونيسيا ابتداء من مساء اليوم الاثنين حتى الأربعاء. ومن المرجح أن يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للبحث في الملفات الثنائية فضلاً عن الوضع في لبنان والانتخابات الرئاسية. وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت أنّ ماكرون خلال اتصاله ببن سلمان يوم السبت شدّد على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت حتى تتم إدارة برنامج إصلاحات هيكلية لا غنى عنها لنهوض البلاد. واتفق المسؤولان على مواصلة وتعزيز تعاونهما للاستجابة لحاجات الشعب اللبناني الإنسانية.
وبانتظار أن تتضح الصورة غداً بعد اجتماع قوى التغيير والمعارضة للبحث في التوجه الذي ستؤول اليه الأمور في جلسة يوم الخميس المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية، لا تزال الصورة غير واضحة عند فريق 8 آذار حيال مسألة الترشيح في حين أن أوساطاً سياسية بارزة تتحدّث لـ”البناء” عن نقاش مفتوح داخل التيار الوطني الحر حيال ضرورة التفاهم على اسم لرئاسة الجمهورية وبينما يحاول رئيس التيار الوطني الحر الذهاب الى تسمية أكثر من اسم من خارج التكتل، فإن نواباً من التيار الوطني الحر يرفضون طرح باسيل على اعتبار ان التكتل بإمكانه ترشيح اسم من نواب التيار كـألان عون خاصة وأن الاسماء التي يطرحها باسيل لن تلقى تأييداً من حزب الله ربطاً بالمواصفات التي حدّدها السيد حسن نصر الله.
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أننا في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد ونتحرّك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد، معتبراً أن الشغور الرئاسي يصنعه عدم التفاهم على الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم، وعندما يحصل هذا التفاهم، يكون هناك رئيس للجمهورية، وأكد أنهم مستعجلون على ذلك أكثر من كل الآخرين، والمسألة ليست بارتفاع الصوت، وإنما بجدّية الفعل.
رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «أننا مستعدون أكثر فأكثر للتفاوض والحوار حول تطوير لبنان في إطار الحداثة والعدالة والحياد واللامركزية الموسّعة ومقترحات أخرى… إن الرئيس التوافقي المنشود لا يمكن اختياره إلا بالاقتراعات اليومية المتتالية والمشاورات بين سائر الكتل النيابية». وأردف: “أمام فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا نجد حلاً إلا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديمقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها استناداً إلى دستورها أولاً ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان. فإن أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي من شأنه أن يورط لبنان في أخطار غير سلمية ولا أحد يستطيع احتواؤها في هذه الظروف. وإن الأمم المتحدة معنية مع كل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان أن تتحرك لعقد هذا المؤتمر”.
في المقابل، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، أن «الحل السيادي الإنقاذي يمرّ بالمجلس النيابي حصراً لا بأي مؤتمر دولي»، والتخلّي عن السيادة اللبنانية أمر مرفوض بشدة، وأزمة الفراغ الرئاسي يجب أن تنتهي على كراسي مجلس النواب لا عبر مطابخ البيع والشراء الدولية، والرئيس المطلوب يجب أن يكون رئيساً توافقياً لكل اللبنانيين وبمقاس مصالح لبنان أولاً، وميزان الرئيس الوطني يكمن بقدرته على أخذ قرارات سيادية بالإنقاذ السياسي والنقدي والنفطي والكهربائي والوطني بعيداً عن بصمات الحصار الأميركي وسوق البيع والشراء».
وأكد الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكستين نقلاً عن National أن الاتفاق الذي تمّ في ملف الترسيم يُعتبر إنجازاً مهماً لأنه سيتيح للبنان وللبنانيين فرصة استثماره التي عليهم أن يستغلوها. وشدّد هوكستين على أهمية استخدام مصادر الطاقة كوسائل للتطور والتقدم وتحسين العلاقات بين الدول بدل استخدامها كأدوات حرب ونزاع، لافتاً الى أن أمن الدول واستقرارها يؤديان حكماً الى ازدهارها.
وفيما تنشر موازنة 2022 يوم غد في الجريدة الرسمية يعقد اليوم اجتماع في السراي الحكومي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي ويضم وزراء الاقتصاد والمال والصناعة والزراعة لمناقشة لائحة البضائع التي ستخضع لرسم 10 في المئة.
اما على خط الصيغة التي يمكن أن تعتمد لتمويل الفيول، تقول مصادر مطلعة لـ»البناء» إن هناك اقتراحات أبرزها يتصل من خلال التمويل عبر مصرف لبنان الذي يعود ويسترد ما قام بدفعه من عائدات تحصيل الفواتير وفق التعرفة الجديدة. وأشار مستشار رئيس الحكومة نقولا نحاس الى ان تكلفة خطة الكهرباء أصبحت مؤمنة لأن التعرفة سترتفع، وهذا يؤمن استدامتها وعندما يتم فتح الاعتماد للشركة التي ستربح المناقصة تبدأ الخطة بالسريان. وأضاف: في العاشر من كانون الأول سنحصل على 10 ساعات من التغذية الكهربائية، لافتاً الى ان الجزائر تهتم بموضوع الكهرباء وغيرها من الدول أيضاً والمشكلة مع «سوناطراك» في طريقها الى الحل وعلينا أن ننتظر لتاريخ فتح المناقصات في الـ17 من الشهر الحالي لنعرف من سيُقدم عليها».
في المقابل، اعلن الاتحاد العمالي العام رفضه «تسعيرة تساوي مؤسسة كهرباء لبنان بشركات أصحاب المولدات وتظلم غالبية الشعب والقطاعات الإنتاجية، مع فارق أنّ مؤسسة كهرباء لبنان لن تكون قادرة على تحصيل الفواتير الباهظة الثمن وسنعود الى المربّع الأول من الانهيار في قطاع الكهرباء». وإذ أعلن رفع الصوت دعا الى «مؤتمر صحافي عاجل يحدّد الأسبوع المقبل للإعلان عن الخطوات التصعيدية الرافضة لهذا القرار».
وتجتمع اللجان المشتركة اليوم وغدا لاستكمال ما تبقى من جدول اعمال الجلسة السابقة من مشاريع واقتراحات قوانين ابرزها الكابيتال كونترول، وفيما أرجئت جلسة الاسبوع الماضي لضرورة حضور حاكم البنك المركزي رياض سلامة، فإن المعلومات التي توافرت لـ»البناء مساء امس اشارت الى ان سلامة لن يحضر شخصياً وسوف يمثله نائبه الكسندر مراديان، معتبرة ان تعطيل الجلسة هو سياسي، وبالتالي فإن الجلسة لن تصل الى نتيجة في حين ان المطلوب ضرورة الفصل بين ملف نقل الأموال الى الخارج وتنظيم السحوبات الداخلية واقرار هذا المشروع، الا ان ثمة من يحاول في سياق التعطيل ربط الكابيتال كونترول تارة بخطة التعافي وتارة بإنجاز الحكومة لمشروع قانون إعادة هيكلة المصارف، معتبرة أن مشهد جلسة اليوم لن يكون أفضل من الجلسات السابقة.
*******************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
الكهرباء رهينة «تحالف البخاري»
بصرف النظر عن الصيغة التي أعلن الرئيس نجيب ميقاتي أمس أنه اتفق عليها مع الرئيس نبيه بري لإقرار سلفة خزينة لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان لشراء الفيول وزيادة ساعات التغذية، فإنها تبقى في حاجة إلى إعداد مشروع قانون للتصويت عليه في جلسة تشريعية نيابية غير مؤمّن "نِصابها" بسبب الخلاف المستجد في مجلس النواب حول ما إذا كان يحق للمجلس التشريع في ظل تحوله هيئة ناخبة، فضلاً عن الخلاف على تحديد نصاب الجلسات الرئاسية بكل دوراتها (الثلثان أو النصف زائد واحد). وهو خلاف قد لا تنفع معه مبررات تشريع الضرورة على أبواب الشتاء، ما يبقي "حلم" تأمين الكهرباء عشر ساعات مهدداً، رغم تأكيد مستشار رئيس الحكومة نقولا نحاس "أننا في العاشر من كانون الأول سنحصل على 10 ساعات من التغذية الكهربائية".
فقد أكّدت مصادر نيابية أن الصيغة التي جرى الاتفاق عليها في عين التينة لتأمين 300 مليون دولار لشراء الفيول وعدَ بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على أن يتم بيعها بسعر المنصّة لمؤسسة كهرباء لبنان على مدى ثلاثة أشهر بين كانون الأوّل وشباط، إن كانَ على شكل كفالة أو عبر دفع المبلغ مباشرة، لا يُمكن أن تُنفّذ من دون إمرار القانون الذي وضعه الحاكم كشرط، ودون ذلك صعوبة في ظل غياب التوافق السياسي.
وفي هذا الإطار، علمت "الأخبار" أن جبهة معارضة يجري العمل عليها لـ"تحالف البخاري"، تضم النواب الـ 27 الذين اجتمعوا في "بيت الكتائب" مطلع هذا الشهر وأصدروا بياناً يؤكد على أن "الأولوية هي لانتخاب الرئيس"، إلى جانب نواب مستقلين يصل عددهم جميعاً إلى حوالي 40 نائباً سيجتمعون غداً للتأكيد على معارضة عقد أي جلسة تشريعية. وفيما تغيب كتلة "الجمهورية القوية" عن الاجتماع، أكّدت معلومات "الأخبار" أن التواصل مع "الكتائب" و"القوات" ليسَ مقطوعاً وهناك اتصالات تنسيقية في هذا الصدد.
أمام هذا الواقع تتجه الأنظار إلى موقف التيار الوطني الحرّ وما إذا كان سيؤمّن النصاب لجلسة تشريعية لإمرار صيغة بري - ميقاتي، خصوصاً بعدما كان المجلس قد رفض سابقاً، في عهد الرئيس عون، إعطاء سلفة لمؤسسة كهرباء لبنان ما أدخل لبنان في عتمة شاملة. إلا أن معلومات "الأخبار" تشير إلى أن التيار يتعاطى بإيجابية "في كل ما يتعلق بشؤون الناس، خصوصاً على أبواب الشتاء، بعيداً من الكيدية"، بالتالي فهو على الأغلب لن يعارض إعطاء السلفة التي لطالما طالب نوابه بها.
*******************************
افتتاحية صحيفة النهار
تصعيد “حزب الله”: الرئيس… من نريده!
يبدو واضحا ان الغموض الذي ساد بعض جوانب المشهد الداخلي في الفترة الأخيرة والمتصل باتجاهات ما يسمى “محور الممانعة”، قد وجد أخيرا طريقه الى التبدد تماما في ظل مضي “#حزب الله” منذ ثلاثة أيام في سياسة تصعيد المواقف وتخليه عن نهج التهدئة الذي طبع مقارباته السابقة للاستحقاق الرئاسي. وتبعا لـ”امر العمليات” الذي اطلقه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسين #نصرالله في كلمته الجمعة الماضي، والذي انطوى على ملامح مفاجئة لانطلاق الحملة التصعيدية ضد خصوم الحزب والانتفاضة ال#لبنانية والولايات المتحدة، راح نواب الحزب يعلون النبرة التصعيدية المتصلة بالاشتراطات التي تكمل مواصفات “الرئيس الذي لا يطعن المقاومة في ظهرها” بحيث تطورت المعادلة الى ان “لا رئيس الا الذي نريده”. الاستدارة التصعيدية للحزب والتي تجلت عبر التخلي المفاجئ عن المناداة برئيس توافقي الى اشتراط رئيس يجسد معادلة “اميل لحود او ميشال عون” اثارت معالم مشهد تصعيدي سيطبع الأسبوع الطالع وما يليه بدليل انطلاق موجة ردود فعل مناهضة بحدة لتصعيد الحزب ناهيك عن بدء بلورة أصداء خارجية راصدة لهذا التصعيد الذي يربط أيضا بمعطيات إيرانية مكشوفة. وايا تكن الدوافع داخلية او إيرانية، فان الخلاصات تصب في خانة واحدة هي ان الحزب يدفع قدما نحو إطالة الفراغ الرئاسي واخضاع لبنان مجددا لسياسة تصفيات الحسابات وتبادل الرسائل الإقليمية.
الاتحاد الأوروبي
ومن غير المستبعد ان تبدأ هذه التطورات الجديدة باثارة أصداء خارجية سلبية حيال معطلي الاستحقاق الرئاسي. ففي هذا السياق افاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الاتحاد الاوروبي ادرج لبنان على جدول اعمال اجتماع وزراء خارجية دول المجموعة الاوروبية الذي يعقد اليوم وغدا في بروكسيل. واشار بيان صادر عن الاتحاد الاوروبي الى ان وزراء الخارجية سيتشاورون ويتبادلون الافكار حول اخر المستجدات والتطورات السريعة للوضع الداخلي اللبناني. ومن المتوقع ان يصدر بيان عن الاجتماع يؤكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة باسرع وقت حتى يتم تنفيذ برنامج الاصلاحات الهيكلية الضرورية لنهوض البلد. وكان الاتحاد الاوروبي على لسان الممثل الاعلى للشؤون الخارجية والامن قد اشار الى ان الاتحاد اتخذ الاجراءات التي تسمح له بفرض عقوبات على المعطلين لانتخاب رئيس للجمهورية وهي وسيلة يعتبر الاتحاد الاوروبي انها ستكثف الضغط على الطبقة السياسية اللبنانية وتاكيد من قبل الاتحاد الاوروبي انه يقف الى جانب الشعب اللبناني وتاكيد منه على دعم مطالبه. وتبدو المانيا في طليعة الدول الاوروبية التي تدفع باتجاه امكان معاقبة النظام الايراني وفي السياق “حزب الله” المهدد للاستقرار الداخلي والاقليمي وقد صنفته في شقيه العسكري والسياسي ارهابيا.
وتعتبر مصادر اوروبية ان تحديد الحزب شروطه لانتخاب رئيس للجمهورية وتعطيله العملية الانتخابية الرئاسية اثار ردودا لبنانية وغربية معارضة وهناك تخوف من تحويل لبنان الى ساحة صراعات اقليمية قد تزعزع وضعه الامني بعد ان بات الوضع المالي والاقتصادي مخيفا والانفجار يسابق الوقت، فلبنان يقف على مفترق خطير جدا بين طريقين، فاما المرونة السياسية وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة فاعلة تسمح بانتظام الوضع بالحد الادنى، واما خراب البلد.
فهل سيشكل هذا الاجتماع الانذار الاخير من خلال بيان شديد اللهجة قبل فرض عقوبات على الطبقة السياسية المعطلة، ام ان الخلافات داخل الاتحاد حول الموقف من الوضع اللبناني ستؤدي الى مزيد من المشاورات قبل الاجتماع الذي سيضم خلال اسابيع رؤساء الدول الذين قد يتوافقوا على فرض العقوبات على معطلي الانتخابات الرئاسية ؟
وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت السبت أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تطرقا في الاتصال الذي اجراه ماكرون ببن سلمان الى المخاطر التي تهدد استقرار المنطقة وأعربا عن رغبتهما في تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين. وشدّد الرئيس الفرنسي على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت حتى يتم إدارة برنامج إصلاحات هيكلية لا غنى عنها لنهوض البلاد. واتفق المسؤولان على مواصلة وتعزيز تعاونهما للاستجابة لحاجات الشعب اللبناني الانسانية.
لقاء الثلثاء
اما في الداخل، فارتسمت معالم تحركات ومواقف من شأنها جعل الأسبوع الطالع عرضة لتسخين سياسي مرجح ان في ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي وان بملفات التشريع . ومن المقرر ان يعقد لقاء غدا الثلثاء لعدد من نواب المعارضة “التغييريين” والمستقلين في احد فنادق بيروت. وذكر ان الدعوات وجهت الى نحو أربعين نائبا من كتل الكتائب و”التغيير” و”تجدد” وصيدا و”الاعتدال الوطني” ومستقلين لحضور اللقاء الذي سيتقرر فيه موقف المجتمعين من حضور الجلسات التشريعية والانتقال الى مرحلة أخرى في الاستحقاق الرئاسي وسيجري التنسيق بين المجتمعين والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب “القوات اللبنانية”.
المؤتمر الدولي
وغلبت السخونة على مجمل المناخات الداخلية، فيما بدأت أوساط نيابية وسياسية تتداول علنا المخاوف من تمدد الفراغ الرئاسي الى امد لا يمكن تحديده. وعلى عادته منذ بدء الاستحقاق اطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مجموعة مواقف بارزة امس فلفت الى “اننا كلما وصلنا إلى استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية يبدأ اختراع البدع والفذلكات للتحكم بمسار العملية الانتخابية ونتائجها على حساب المسار الديموقراطي”. وقال”يتكلمون عن رئيس توافقي. الفكرة مرحب بها في المبدأ، شرط أن لا تكون حقا يراد به باطل، وشرط أن يتم إختيار رئيس حر يلتزم بقسمه والدستور؛ ويكون قادرا على وقف النزاعات وإجراء المصالحات، وشد أواصر الوحدة الداخلية. الرئيس التوافقي بمفهومنا هو صاحب موقف صلب من القضايا الأساسية، وصاحب خيارات سيادية لا يساوم عليها أمام الأقوياء والمستقويين، ولا أمام الضعفاء والمستضعفين، لا في الداخل ولا في الخارج. الرئيس التوافقي هو الذي يحترم الدستور ويطبقه ويدافع عنه، ويظل فوق الانتماءات الفئوية والحزبية، وهي تلتف حوله وتؤيده ويكون مرجعيتها وتطمئن إلى رعايته. ليس الرئيس التوافقي رئيسا ضعيفا يدير الأزمة، يداوي الداء بالداء، ويداري العاملين ضد مصلحة لبنان. ولا رئيس تحد يفرضه فريقه على الآخرين تحت ستار التفاوض والحوار والتسويات والمساومات ، أو يأتون ببديل يتبع سياسة الأصيل نفسها. فيتلاعبون به كخف الريشة ويسيطرون على صلاحياته ومواقفه ويخرجونه عن ثوابت لبنان التاريخية ويدفعونه إلى رمي لبنان في لهيب المحاور”.
واما الأبرز في موقفه فكان في إعلانه انه “أمام فشل مجلس النواب الذريع في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، بحيث كانت الجلسات الخمس في مثابة مسرحية -هزلية أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد، ويعتبرون أنه غير ضروري للدولة، ويحطون من قيمة الرئيس المسيحي-الماروني، بالإضافة إلى فشل كل الحوارات الداخلية أو بالأحرى تفشيلها من سنة 2006 حتى مؤتمر إعلان بعبدا سنة 2012، لا نجد حلا إلا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديمقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها استنادا إلى دستورها أولا ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان”.
وسارع المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى اصدار رد على البطريرك فاعتبر أن “الحل السيادي الانقاذي يمر بالمجلس النيابي حصرا لا بأي مؤتمر دولي”، وقال: “من يصنع التاريخ أو يضيعه الكتل النيابية وليس أي كيان آخر، ولبنان الآن رهين الخيارات السياسية للكتل النيابية، والبلد طوائف ومذاهب والشراكة الوطنية والحسم النيابي ضرورة إنقاذية للبنان وتطويب لبنان للخارج ممنوع، والمؤتمر الدولي تذويب للسيادة اللبنانية، وتجريب المطابخ الدولية مرة أخرى نحر للبنان، والحرب الأهلية مثال قريب على اللعبة الدولية، لذلك الحل السيادي الإنقاذي يمر بالمجلس النيابي حصرا لا بأي مؤتمر دولي، والتخلي عن السيادة اللبنانية أمر مرفوض بشدة، وأزمة الفراغ الرئاسي يجب أن تنتهي على كراسي مجلس النواب لا عبر مطابخ البيع والشراء الدولية”.
وكان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد اكمل دورة التصعيد التي باشرها السيد نصرالله فقال “أننا في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد ونتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد”، معتبرا أن “الشغور الرئاسي يصنعه عدم التفاهم على الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم، وعندما يحصل هذا التفاهم، يكون هناك رئيس للجمهورية، ونحن مستعجلون على ذلك أكثر من كل الآخرين، والمسألة ليست بارتفاع الصوت، وإنما بجدية الفعل”.
*******************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
مصير عون بيد عويدات… فهل يرفع “الحصانة القضائية” عنها؟
بكركي تعلن المجلس النيابي “مؤسسة فاشلة”: الخلاص بالتدويل
على المستوى الخارجي لا يزال الملف اللبناني تحت مجهر المراقبة والترقّب وسط محاولات يتيمة تقوم بها باريس لجسّ نبض إمكانيات إحداث فجوة في جدار التأزم المستحكم بالاستحقاق الرئاسي، بينما اقتصرت محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهاتفية نهار السبت مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على مقاربة الوضع في لبنان من زاوية مناقشة تحديات المنطقة عموماً، فجرى تجديد التأكيد على “ضرورة انتخاب رئيس للبنان حتى يتم تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية الضرورية لنهوض البلد”، مع اتفاق الجانبين على مواصلة التعاون “لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب اللبناني”.
وفي وقت الشغور الضائع، يواصل “حزب الله” الحفر تحت كرسي الرئاسة الأولى لإعادة إغراقها في البؤرة الجهنمية نفسها التي خلّفها عهده السابق، فارضاً مواصفات “ميشال عون وإميل لحود” لوصول أي مرشح رئاسي إلى قصر بعبدا “وعندما يحصل التفاهم على الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم يكون هناك رئيس للجمهورية” حسبما أكد النائب محمد رعد أمس في معرض الإشارة إلى أنّ “حزب الله” يعرف من يريد و”يتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من يريد”. وأمام هذا الامتهان الفاضح للدستور والأطر الانتخابية الديمقراطية الراعية لعملية انتخاب رئيس الجمهورية، رفعت بكركي الصوت والتحدي في مواجهة القوى التعطيلية فأعلنت المجلس النيابي مؤسسة فاشلة، لتشدد في مقابل عجز المجلس عن انتخاب رئيس للجمهورية على أنّ خلاص لبنان لن يكون إلا بتدويل الحلول اللازمة لأزمته.
وبهذا المعنى، شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال قداس الأحد أمس على أنه “أمام فشل مجلس النواب الذريع في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، بحيث كانت الجلسات الخمس في مثابة مسرحية – هزلية أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد ويعتبرون أنه غير ضروري للدولة ويحطّون من قيمة الرئيس المسيحي – الماروني، لا نجد حلاً إلا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديمقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها استناداً إلى دستورها أولاً ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان”، محذراً من أنّ “أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي من شأنه أن يورّط لبنان في أخطار غير سلمية لا أحد يستطيع احتواءها في هذه الظروف”، بالتوازي مع تأكيد الراعي على ضرورة تحرك الأمم المتحدة مع الدول الصديقة للبنان لعقد هذا المؤتمر… “ورأينا أن هذه الدول حين تريد تحقيق شيء تحققه فوراً مهما كانت العقبات، ولنا في سرعة الوصول إلى اتفاق لبناني / إسرائيلي برعاية أميركية حول ترسيم الحدود البحرية والطاقة، خير دليل على قدرة هذه الدول إذا حسمت أمرها”.
وسرعان ما ردّ الثنائي الشيعي على طرح البطريرك الماروني محذراً على لسان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان من “نحر لبنان” في حال التعويل على الخارج لحل أزمته، وأضاف في بيان: “أقول للبعض إنّ المشروع الدولي يريد بلداً بلا قرار سياسي ووطناً بلا مؤسسات ودولة ممزقة وشعباً متناحراً ونحن لن نقبل بالإنتقاص السيادي أبداً”، معتبراً أنّ “الحل السيادي الانقاذي يمرّ بالمجلس النيابي حصراً لا بأي مؤتمر دولي”.
قضائياً، من المفترض أن تمثل النائبة العامة الاستئنافيّة في جبل لبنان القاضية غادة عون عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم أمام النّائب العام التّمييزي القاضي غسان عويدات، بعدما استدعاها الأسبوع الفائت إلى جلسة للاستماع إليها على خلفيّة الشّكوى الّتي تقدّم بها رئيس مجلس النّواب نبيه بري، باسمه واسم عقيلته رندة، بجرائم القدح والذم، بعدما نشرت عون عبر صفحتها على “تويتر” لائحةً تورد من خلالها أسماء مسؤولين لبنانيين، من بينهم بري وعقيلته، قالت إنّ لديهم حسابات مجمّدة في المصارف السويسريّة.
وفيما لم يُعرف حتى ليل أمس ما إذا كانت عون ستمثل أمام عويدات، سألت “نداء الوطن” المدعي العام التمييزي السابق القاضي حاتم ماضي عن السيناريوات المطروحة أمام القاضي عويدات في حال مثلت القاضية عون أمامه أم تغيّبت بمعذرة طبية، فأكد أولاً أنّ القاضية عون، شأنها شأن سائر القضاة، تتمتع بحصانة ولا أحد يرفعها عنها سوى مدعي عام التمييز، واذا فعل يستطيع عندها أن يتخذ الإجراء الذي يراه مناسباً.
وقال ماضي: “لا ندري ماذا سيقرر القاضي عويدات بعد أن يستمع الى القاضية عون، فإذا شاء أحالها إلى التفتيش القضائي، إذ لا موجب لرفع الحصانة عنها، وعندها يقرر التفتيش القضائي بعد أن يحقق معها، إمّا تبرئتها وإمّا إحالتها إلى المجلس التأديبي الذي يحاكمها. أمّا إذا قرّر المدعي العام التمييزي ملاحقتها جزائياً، فمجرد أن يدّعي عليها يكون الادعاء بحدّ ذاته ينمّ عن إرادة لديه برفع الحصانة عنها”، لافتاً إلى أنّ “اجراءات التحقيق والملاحقة تتم بالاستناد إلى المواد 344 وما يليها من قانون أصول المحاكمات الجزائية”، وموضحاً أنّ “توقيف القاضية عون لا يكون في السجن بل في مكان خاص يحدده مدعي عام التمييز، ولكن يمكن الاستعاضة عن التوقيف بإخضاعها لتدابير وقائية لتقييد حريتها في التنقّل والسفر”، من دون أن يغفل الإشارة إلى أنّه في حال تغيّبت القاضية عون عن جلسة الاستماع إليها “لسبب طبي أو لأي سبب مشروع آخر” فيمكن للمدعي العام تأجيل جلسة الاستماع إلى موعد لاحق.
*****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الراعي يدعو الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر خاص بلبنان
البطريرك صعد مواقفه الرئاسية… ومصادر «كتلة بري» أكدت أن «المشكلة مسيحية ـ مسيحية»
صعّد البطريرك الماروني بشارة الراعي من مواقفه حيال استحقاق رئاسة الجمهورية اللبنانية المعطل منذ الفشل في انتخاب خلف للرئيس المنتهية ولايته ميشال عون، رافضاً ما سماه «البدع والفذلكات للتحكم بمسار الاستحقاق»، ومشدداً على أن «الدستور واضح بنصه وروحه بشأن موعد الانتخاب والنصاب». ودعا البطريرك الأمم المتحدة للتحرك وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان «أمام الفشل الذريع بانتخاب الرئيس».
واستدعى موقف البطريرك الماروني الذي جاء في عظة الأحد (أمس)، رداً من مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، التي أكدت أن «المشكلة مسيحية – مسيحية»، ومن المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان الذي حذر من «أن المؤتمر الدولي تذويب للسيادة اللبنانية وأن الحل السيادي الإنقاذي يمر بالمجلس النيابي حصراً».
وقال الراعي في عظة الأحد: «كلما وصلنا إلى استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، يبدأ اختراع البدع والفذلكات للتحكم بمسار العملية الانتخابية ونتائجها على حساب المسار الديمقراطي، علماً بأن الدستور واضح بنصه وروحه بشأن موعد الانتخاب، ونصاب انعقاد الجلسات ودوراتها الأولى والتالية، ونصاب الانتخاب». وأضاف: «يتكلمون عن رئيس توافقي. الفكرة مرحب بها في المبدأ، شرط ألا تكون حقاً يراد به باطل، وشرط أن يتم اختيار رئيس حر يلتزم بقسمه والدستور؛ ويكون قادراً على وقف النزاعات وإجراء المصالحات، وشد أواصر الوحدة الداخلية»، موضحاً أن «الرئيس التوافقي بمفهومنا هو صاحب موقف صلب من القضايا الأساسية، وصاحب خيارات سيادية لا يساوم عليها أمام الأقوياء والمستقوين، ولا أمام الضعفاء والمستضعفين، لا في الداخل ولا في الخارج. الرئيس التوافقي هو الذي يحترم الدستور ويطبقه ويدافع عنه، ويظل فوق الانتماءات الفئوية والحزبية، وهي تلتف حوله وتؤيده ويكون مرجعيتها وتطمئن إلى رعايته. ليس الرئيس التوافقي رئيساً ضعيفاً يدير الأزمة، يداوي الداء بالداء، ويداري العاملين ضد مصلحة لبنان، ولا رئيساً يبتعد عن فتح الملفات الشائكة التي هي السبب الأساس للواقع الشاذ السائد في كل البلاد. ولا رئيسَ تحدٍ يفرضه فريقه على الآخرين تحت ستار التفاوض والحوار والتسويات والمساومات، أو يأتون ببديل يتبع سياسة الأصيل نفسها. فيتلاعبون به كخف الريشة، ويسيطرون على صلاحياته ومواقفه، ويخرجونه عن ثوابت لبنان التاريخية، ويدفعونه إلى رمي لبنان في لهيب المحاور».
وتابع الراعي: «الرئيس الذي نريده هو رئيس على مقياس لبنان واللبنانيين، يرفع صوته في وجه المخالفين والفاسدين ومتعددي الولاءات انطلاقاً من موقعه المترفع عن كل الأطراف؛ والذي يقول للعابثين بمصير البلاد: كفوا إساءاتكم عن لبنان، وكفوا عن تعذيب اللبنانيين، وكفوا عن المضي في مشاريع مكتوب لها السقوط الحتمي آجلاً أو عاجلاً؛ لأنها ضد منطق التاريخ، وضد منطق لبنان. الرئيس الذي نريده هو الذي يتحدى كل من يتحدى اللبنانيين ولبنان، والذي يقضي على المساعي الخفية والظاهرة إلى تغيير هوية لبنان الوطنية والتاريخية. مهما كان شكل لبنان الجديد مركزياً أو لا مركزياً، فلن نسمح بالقضاء على خصوصيته وهويته وعلى تعدديته، وعلى كل ما يمثل في هذا الشرق من وطن شكل ملاذاً وطنياً آمناً للمسيحيين كما لسواهم كي يعيشوا بإخاء ورضا ومساواة، وشراكة فيما بينهم في دولة ديمقراطية حضارية. (…) وبقدر ما نحن حاضرون للنضال والكفاح لمنع تغيير وجه لبنان بقيمه وبخصوصيته، فإنا مستعدون أكثر فأكثر للتفاوض والحوار حول تطوير لبنان في إطار الحداثة والعدالة والحياد واللامركزية الموسعة ومقترحات أخرى… إن الرئيس التوافقي المنشود لا يمكن اختياره إلا بالاقتراعات اليومية المتتالية والمشاورات بين سائر الكتل النيابية».
وزاد الراعي: «أمام فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بحيث كانت الجلسات الخمس في مثابة مسرحية – هزلية أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد، ويعتبرون أنه غير ضروري للدولة، ويحطون من قيمة الرئيس المسيحي – الماروني، بالإضافة إلى فشل كل الحوارات الداخلية أو بالأحرى تفشيلها من سنة 2006 حتى مؤتمر إعلان بعبدا سنة 2012. لا نجد حلاً إلا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديمقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها استناداً إلى دستورها أولاً ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان. فإن أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي من شأنه أن يورط لبنان في أخطار غير سلمية ولا أحد يستطيع احتواءها في هذه الظروف».
ورأى الراعي أن «الأمم المتحدة معنية مع كل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان أن تتحرك لعقد هذا المؤتمر. ولقد رأينا أن هذه الدول حين تريد تحقيق شيء تحققه فوراً مهما كانت العقبات، ولنا في سرعة الوصول إلى اتفاق لبناني / إسرائيلي برعاية أميركية حول ترسيم الحدود البحرية والطاقة، خير دليل على قدرة هذه الدول إذا حسمت أمرها».
من جهتها اعتبرت مصادر كتلة بري أنه «إذا كان المطلوب من المؤتمر إنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية، فالأولى بهذا الأمر أن يكون داخلياً بين الفرقاء اللبنانيين إلا إذا كان من يريد استدراج لبنان إلى ذلك هو الخارج، علماً بأن معظم هذا الخارج يؤكد أن الاستحقاق لبناني».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «المؤتمر الدولي يجب أن يكون آخر العلاجات»، مذكرة أن «المشكلة الأساسية في الانتخابات الرئاسية هي مسيحية – مسيحية»، ومتسائلة: «هل تستطيع بكركي أو أي جهات لبنانية أخرى لعب الدور التوافقي وتوحيد الرؤية والمعايير على الأقل، بدل الذهاب إلى الخارج، لا سيما أن الاستحقاق وإن كان وطنياً إنما هو يعني المسيحيين بالدرجة الأولى؟».
وفي السياق نفسه قال المفتي قبلان إن «الحل السيادي الإنقاذي يمر بالمجلس النيابي حصراً لا بأي مؤتمر دولي». وأضاف في بيان له «لأن أزمة البلد معقدة جداً والعامل الدولي والمحلي مختلطان بشدة والشلل الداخلي بلغ الذروة أقول: من يصنع التاريخ أو يضيعه الكتل النيابية وليس أي كيان آخر، ولبنان الآن رهين الخيارات السياسية للكتل النيابية، والبلد طوائف ومذاهب والشراكة الوطنية والحسم النيابي ضرورة إنقاذية للبنان وتطويب لبنان للخارج ممنوع، والمؤتمر الدولي تذويب للسيادة اللبنانية، وتجريب المطابخ الدولية مرة أخرى نحر للبنان، والحرب الأهلية مثال قريب للعبة الدولية، لذلك الحل السيادي الإنقاذي يمر بالمجلس النيابي حصراً لا بأي مؤتمر دولي، والتخلي عن السيادة اللبنانية أمر مرفوض بشدة، وأزمة الفراغ الرئاسي يجب أن تنتهي على كراسي مجلس النواب لا عبر مطابخ البيع والشراء الدولية، والرئيس المطلوب يجب أن يكون رئيساً توافقياً لكل اللبنانيين وبمقاس مصالح لبنان أولاً، وميزان الرئيس الوطني يكمن بقدرته على أخذ قرارات سيادية بالإنقاذ السياسي والنقدي والنفطي والكهربائي والوطني بعيداً عن بصمات الحصار الأميركي وسوق البيع والشراء».
وأضاف «أقول للبعض: المشروع الدولي يريد بلداً بلا قرار سياسي ووطناً بلا مؤسسات ودولة ممزقة وشعباً متناحراً والكتل النيابية أمام فرصة النهوض بلبنان أو دفعه نحو المجهول، ولن نقبل بالانتقاص السيادي أبداً، والتعويل على الخارج نحر للبنان ولن نقبل بنحر لبنان، والضغط بالشارع تضييع للحلول، ومصلحة المسيحيين والمسلمين بالتوافق الآن قبل غد على رئيس وطني عبر المجلس النيابي وتنفيذ مشروع دولة قوية وشراكة وطنية ومؤسسات دستورية فاعلة بعيداً عن المناشير الدولية التي تتعامل مع لبنان كملعب للصفقات وساحة للتصفيات».
*******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
لبنان في قمة العشرين بين ماكرون وبن سلمان.. و6 إيجابيات تمهّد لخرق رئاسي
ثلاثة ملفات أساسية تشغل بال الرأي العام في هذه المرحلة: الشغور الرئاسي، الاستقرار الأمني والوضع المالي، وهي ملفات مرتبطة ومترابطة بعضها ببعض ومفتاح معالجتها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولكن لا مؤشرات تدلّ الى انّ إنهاء الاستعصاء في هذا الملف سيكون قريباً بسبب عجز المعارضة عن ملامسة عتبة النصف + 1، وعجز الموالاة عن حسم اسم مرشحها، وبفعل غياب مساحات التوافق بين الفريقين، فيما الخارج ما زال غير قادر على التأثير على رغم المواقف الدولية الداعية إلى إنهاء الشغور. فلا يمكن كبح سعر صرف الدولار سوى من خلال الانتظام المؤسساتي والاستقرار السياسي، كما لا يمكن ضبط التفلُّت الأمني او المقصود الاضطرابات المجتمعية الناتجة من الأوضاع المالية إلّا عن طريق سلطة مكتملة الأوصاف توحي بالثقة وتكون على قدر المسؤولية بدءاً من جمع اللبنانيين وتوحيدهم، وصولاً إلى وضع الخطط والمشاريع والبرامج التي تُخرج لبنان من واقعه الأليم والمأسوي.
وفي انتظار ان يتحقّق الخرق الرئاسي الذي يشكّل مدخلاً لإنتاج السلطة التنفيذية برمتها، وممراً لمعالجة الأوضاع المالية المذرية، توقفت أوساط سياسية متابعة عبر «الجمهورية» أمام بعض العناصر الإيجابية والتي لا يجوز ان تحجبها العناصر السلبية، إنما يفترض تسليط الضوء عليها تظهيراً للنصف الملآن من الكوب لا الفارغ فقط:
ـ العنصر الإيجابي الأول، انّ القوى السياسية قد تكون مختلفة حول كل شيء، إلّا انّها متفقة على أهمية الحفاظ على الاستقرار الأمني الذي يشكّل نعمة ممنوع التفريط بها، ويستحيل ان ينزلق الوضع إلى ما لا يحمد عقباه في غياب بيئة سياسية مشجعة لهذا التوجُّه، فيما هناك إرادة سياسية واضحة بعدم تحويل الخلاف السياسي انقساماً على أرض الواقع.
ـ العنصر الإيجابي الثاني، انّ عواصم القرار الدولية والإقليمية تتقاطع، على رغم تبايناتها، حول ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي وتأليف حكومة سريعاً حفاظاً على الاستقرار، وذلك من منطلق انّ الوضع اليوم على الرغم من مأسويته يبقى أفضل بكثير من انهيار يعيد إحياء صفحات سود أُقفلت مع إنهاء الحرب اللبنانية، فضلاً عن التخوف الدولي من انعكاسات الانهيار اللبناني على دول الجوار.
ـ العنصر الإيجابي الثالث، انّ المؤسسة العسكرية تقوم بدورها على أفضل وجه، وهي من المؤسسات القليلة التي حافظت على تماسكها وفعاليتها وجهوزيتها على الرغم من الأزمة المالية، وتحظى بتأييد كل القوى السياسية وغطائه، حيث انّ دور الجيش يشكّل مطلباً لا نزاعاً بين اللبنانيين.
ـ العنصر الإيجابي الرابع، انّ الرأي العام اللبناني ينشد الاستقرار وأولويته تحسين نمط عيشه وتجنُّب العودة إلى الحروب التي تشكّل باباً للهجرة. فالناس تتطلع إلى إنهاء الأزمة المالية من طريق الانتظام المؤسساتي وليس فتح صفحات سود جديدة تعيد تدمير الحجر وتقتل البشر، ولا يجب التقليل من عامل الوعي لدى الشريحة اللبنانية الأوسع التي تميِّز بين الانقسام السياسي، وبين الاستقرار الأمني الذي تعتبره من الخطوط الحمر.
ـ العنصر الإيجابي الخامس، انّ لبنان تحوّل، في شكل أو آخر، بلداً نفطياً، وأصحاب الاختصاص يُجمعون على انّ الانتظام المؤسساتي والشروع في الإصلاحات المطلوبة ووضع الأولوية المالية يقود إلى تحسين سريع للوضع، لأنّ مساحة لبنان صغيرة وموازنته محدودة، وجلّ ما هو مطلوب الالتزام بمسار إصلاحي واضح، وهذا المسار سيكون كفيلاً بإخراج لبنان من أزمته المالية.
ـ العنصر الإيجابي السادس، انّ تراجع وضع العملة حوّل لبنان مقصداً للسياح، خصوصاً انّه يمتاز بطبيعة وطقس وخدمات مميزة، وشهد فصل الصيف أرقاماً قياسية من الوافدين من الخارج، وتتحدّث المعلومات عن انّ بعض الفنادق والمطاعم أقفلت حجوزاتها حتى السنة الجديدة، ومن هنا ضرورة الحفاظ على الاستقرار لإبقاء لبنان بيئة سياحية تشكّل متنفساً مالياً أساسياً.
لبنان في قمة الـ 20
وعلى الصعيد الديبلوماسي، تتجّه الانظار الى جزيرة بالي الاندونيسية، حيث تعقد قمة العشرين مساء اليوم، بعدما اكّد قادة الدول حضورهم جميعاً باستثناء المملكة العربية السعودية التي سيمثلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث من المقرر ان يعقد لقاء بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لاستكمال البحث في بعض الملفات ومنها ملف لبنان، بعد الاتصال الهاتفي بينهما السبت الماضي، والذي تركّز بشكل أساسي على الوضع في لبنان والانتخابات الرئاسية، كما قال البيان الصادر عن قصر الاليزيه.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد تبلّغ من ماكرون خلال لقائهما منتصف الأسبوع الماضي على هامش «قمة المناخ» في شرم الشيخ، انّ المساعي الفرنسية الهادفة إلى مساعدة لبنان مستمرة لتمكينه من تجاوز الأزمات التي يعاني منها، وذلك في إطار التنسيق الفرنسي- الأميركي ـ السعودي. وإنّ لقاء مرتقباً بين ماكرون وولي العهد السعودي سيُعقد في الساعات المقبلة التي تلي افتتاح قمة بالي اليوم.
تحرّك للتزخيم
على صعيد الاستحقاق الرئاسي، كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ احد المراجع السياسية سيبدأ بعد رأس السنة تحركاً لتزخيم هذا الاستحقاق اذا لم يحصل أي خرق إيجابي حتى ذلك الحين.
ولم يتأكّد بعد انعقاد الجلسة العامة السادسة لمجلس النواب يوم الخميس المقبل والمخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية، فلم يوجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد الدعوة إليها، وسط اعتقاد انّه سيوجّهها اليوم او غداً على ابعد تقدير إن قرّر المضي في مسلسل الجلسات الدورية الأسبوعية ككل خميس.
واستعداداً لهذه الجلسة، تنادى نواب المعارضة الى لقاء موسع يُعقد غداً بمشاركة نواب من مجموعة الأحزاب المعارضة وكتلة النواب التغييريين، بعد سلسلة من الاجتماعات الثنائية والثلاثية التي عُقدت في الفترة التي تلت لقاء النواب الـ 27 قبل اسبوعين تقريباً.
وقالت مصادر نيابية مطلعة لـ «الجمهورية»، انّ ما هو مطروح على لقاء الغد لا يتصل بتنسيق المواقف من العمل النيابي، وليس بالنسبة الى جلسة انتخاب الرئيس لاستحالة التوافق على انتخاب المرشح ميشال عوض، انما من اجل تسجيل موقف من أي جلسة تشريعية قبل إتمام المجلس مهمته بانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية.
وفي هذه الاجواء، تنعقد اللجان النيابية المشتركة اليوم لمناقشة قانون الكابيتال كونترول، وسط غياب متكرّر لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتسليم نيابي بهذا الأمر الواقع، ما دفع اوساط مواكبة للجلسة الى اعتبار إصرار سلامة المتكرّر على التغيّب ورضوخ النواب، نوعاً من الإساءة لصورة تلك اللجان.
وكان رئيس مجلس النواب دعا لجان المال والموازنة، الإدارة والعدل، الشؤون الخارجية والمغتربين، الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية، الزراعة والسياحة، إلى جلسة مشتركة العاشرة والنصف قبل اليوم الاثنين وغداً الثلثاء، لاستكمال ما تبقّى من جدول أعمال الجلسة السابقة.
تمويل فيول الكهرباء؟
على صعيد آخر، لم تتضح بعد الخطوات المقبلة التي ستُتخذ لترجمة التفاهم الذي اعلن عنه ميقاتي عقب لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري السبت الماضي حول ملف تمويل حاجات مؤسسة كهرباء لبنان من الفيول، في وقت كان مصرف لبنان قد اشترط إصدار قانون خاص بتمويل المشروع قبل نيل موافقة المجلس المركزي للمصرف النهائية على هذا التمويل.
وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية»، انّ المحطة العملية لترجمة التفاهم باتت رهن عودة وزير الطاقة وليد فياض في الساعات المقبلة من شرم الشيخ، بعدما شارك في لقاء من تنظيم المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاية الطاقة (RCREEE)، وذلك خلال اليوم الأول من حضوره مؤتمر تغيّر المناخ (COP 27) والذي تشارك فيه كبرى شخصيات قطاعات الطاقة والبيئة والمناخ في العالم.
وقال مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نقولا نحاس في مداخلة متلفزة، إنّ «تكلفة خطة الكهرباء أصبحت مؤمّنة، لأنّ التعرفة سترتفع، وهذا يؤمّن استدامتها، وعندما يتم فتح الاعتماد للشركة التي ستربح المناقصة تبدأ الخطة بالسريان». وأضاف: «في العاشر من كانون الأول سنحصل على 10 ساعات من التغذية كهربائية».
تضامناً مع غادة عون
وتزامناً مع حضور المدّعية العامة لجبل لبنان القاضية غادة عون امام هيئة التفتيش القضائي، وجّهت الدعوة الى تظاهرة عند العاشرة قبل ظهر اليوم امام قصر العدل تحت شعار: «حماية الذين يطالبون بالكشف عن أموال السياسيين في لبنان والخارج». وسيطلق المتظاهرون شعارات تتعلق بـ «المطالبة بتنفيذ قرار مجلس شورى الدولة لإلغاء تعاميم مصرف لبنان وتنفيذ الحكم الذي ربحه دكتور باسكال ضاهر».
مواقف
وفي المواقف، اكّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال قدّاس الأحد في بكركي، «أنّنا كلّما وصلنا إلى استحقاق انتخاب رئيس الجمهوريّة، يبدأ اختراع البدع والفذلكات للتّحكّم بمسار العمليّة ونتائجها، على حساب المسار الدّيمقراطي، علمًا أنّ الدستور واضح بنصّه وروحه بشأن موعد الانتخاب والنّصاب». ولفت إلى أنّهم «يتكلّمون عن رئيس توافقي، الفكرة مرحَّب بها شرط ألّا يكونوا يريدون من الحقّ باطل، فالرّئيس التوافقي هو رئيس صاحب قرارات سياديّة لا يساوم عليها، وهو الّذي يحترم الدّستور ويطبّقة ويدافع عنه، ويظلّ فوق الانتماءات الفئويّة والحزبيّة». وقال: «أمام فشل مجلس النواب الذريع في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، بحيث كانت الجلسات الخمس في مثابة مسرحية-هزلية أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد، ويعتبرون أنّه غير ضروري للدولة، ويحطّون من قيمة الرئيس المسيحي-الماروني، بالإضافة إلى فشل كل الحوارات الداخلية أو بالأحرى تفشيلها من سنة 2006 حتى مؤتمر إعلان بعبدا سنة 2012، لا نجد حلاً إلّا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديموقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها استناداً إلى دستورها أولاً ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان. فإنّ أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي من شأنه أن يورط لبنان في أخطار غير سلمية، ولا أحد يستطيع احتواءها في هذه الظروف».
مسؤولية النواب
واعتبر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي خلال الاحتفال بتدشين دير صيدنايا في حاصبيا، أنّ «انتخاب الرئيس مسؤولية النواب، والتحجج بتوازنات الخارج ذرّ للرماد في العيون، تهرباً من مسؤولية تاريخية أُنيطت بهم وحدهم»، وقال: «نجتمع اليوم على مقربة من عيد الاستقلال، وكم نحن بحاجة الى رجال دولة في هذه الأيام التي يعاني فيها لبنان من شغور في سدّة الرئاسة الأولى». وقال: «نطالب النواب بتحمّل مسؤولياتهم وانتخاب رئيس للجمهورية. فلبنان لا يتحمّل أن تكون مؤسساته مرتعاً للاهتراء وإنسانه لقمة للفقر والعوز والتهجير، كما ندعو إلى إحقاق العدالة في ملف انفجار مرفأ بيروت هذا الجرح الذي لم يندمل».
«مستعجلون»
وأكّد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، «أننا في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد ونتحرّك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد»، معتبراً أنّ «الشغور الرئاسي يصنعه عدم التفاهم على الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم، وعندما يحصل هذا التفاهم، يكون هناك رئيس للجمهورية، ونحن مستعجلون على ذلك أكثر من كل الآخرين، والمسألة ليست بارتفاع الصوت، وإنما بجدّية الفعل».
وقال رعد خلال احتفال في بلدة مجدل زون الجنوبية، إنّ «البعض في لبنان يتعنتون اليوم بنفس التعنت الذي واجهناه لتعطيل تشكيل الحكومة، لأنّهم يريدون رئيسا يأتي به الآخرون من خارج البلاد ليصبح رئيساً للبلاد، وهذا لن يكون بكل بساطة مهما طال الزمن». وختم: «إننا نريد دولة تعكس مصالح أبناء الوطن، وتنفتح على الخارج، وتتعامل مع الخارج على قاعدة حفظ المصالح المشتركة بين اللبنانيين وغيرهم، علما أننا لسنا دعاة عزلة عن الآخرين، بل دعاة انفتاح على قاعدة التزامنا قيمنا ومشروعنا».
ردّ على الراعي
وردّ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان على دعوة الراعي مجدداً الى مؤتمر للبنان، فقال إنّ «الحل السيادي الانقاذي يمرّ بالمجلس النيابي حصراً لا بأي مؤتمر دولي، والتخلّي عن السيادة اللبنانية أمر مرفوض بشدة، وأزمة الفراغ الرئاسي يجب أن تنتهي على كراسي مجلس النواب لا عبر مطابخ البيع والشراء الدولية». واعتبر انّ «الرئيس المطلوب يجب أن يكون رئيساً توافقياً لجميع اللبنانيين وبمقاس مصالح لبنان أولاً، وميزان الرئيس الوطني يكمن بقدرته على أخذ قرارات سيادية بالإنقاذ السياسي والنقدي والنفطي والكهربائي والوطني بعيداً من بصمات الحصار الأميركي وسوق البيع والشراء».
******************************
افتتاحية صحيفة اللواء
تداخل محلي مُتعارض مع إطلاق الحراك الدولي – العربي لانتخاب الرئيس
قبلان يردّ على ردّ الراعي على نصرالله.. والورقة البيضاء الخميس لحماية التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر
الى اشعار آخر، ما دام انتخاب رئيس جديد للجمهمورية لم يحصل، فالأسابيع الستة الفاصلة عن الأعياد المجيدة مع اقتراب نهاية السنة، ستبقى، ومع كل أسبوع، تحمل معها معطيات تتعلق بجلسة الخميس بدءا من 17 الجاري، مسبوقة بعودة اللجان المشتركة لمناقشة مشروع قانون الكابيتال كونترول غداً، مع تحفز مجموعة وازنة من النواب لعدم المشاركة في جلسة تشريعية لتمرير اقتراح قانون حول تمويل مصرف لبنان لشراء الفيول لزوم مؤسسة كهرباء لبنان، في ضوء اتفاق الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي على آلية لايجاد التمويل، خلال زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال الى عين التينة السبت الماضي، وسط موافقة مشروطة للمصرف المركزي تتعلق بحسن الجباية، والتسعيرة الجديدة للكيلوواط، واسترداد المبالغ المدفوعة للسلفة من الجباية مباشرة.
واليوم، يختبر القضاء قدرته على معالجة مشكلاته، من خلال معرفة مسار دعوة القاضي الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون للمثول أمام النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، في الشكوى المقدمة من الرئيس نبيه بري وعقيلته السيدة رندة على خلفية التغريدة التي عمّمتها عون، ثم سحبتها عن ذكر اسمهما ضمن لائحة من اللبنانيين الذين لديهم حسابات في المصارف السويسرية، بما في ذلك تحويل اموال بمليارات الدولارات الى هناك بعد أحداث 17 (ت1) 2019.
وخلافاً لما يطفو على السطح من عدم اهتمام بالوضع اللبناني، فإن المعلومات الدبلوماسية التي حصلت عليها «اللواء» تفيد انه بعد ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وضع الاستقرار اللبناني على جدول الاهتمام الأميركي – الأوروبي – العربي لجهة إبعاد المخاطر عن البلد خشية انحداره الى الأسوأ.
ومن هذه الزاوية بالذات، تتحدث المصادر نفسها عن اتصالات، يتولاها قصر الاليزيه بالتنسيق مع الجانب الأميركي باتجاه القوى المحلية والاقليمية ذات التأثير الحاسم في السعي السريع للتوصل الى سلة تفاهمات مثلثة تحظى بالدعم، وتشمل: 1- انتخاب الرئيس 2- الاتفاق على رئيس حكومة يضع خطة تنفيذية للاصلاحات 3- بلورة تفاهم واسع حول مروحةاصلاحات بنيوية وادارية، وتعيينات في مراكز الفئة الاولى من قيادة الجيش الى حاكمية مصرف لبنان ومجلس القضاء الاعلى، وسائر موظفي الفئة الأولى.
وحسب المعلومات الدبلوماسية المتقاطعة فان الاتجاه الان هو الى عدم التسليم بفراغ طويل، والعمل الحثيث على اعتماد آلية الحوار الثنائي والثلاثي، وإن خارج طاولة موسعة من أجل ملاقاة المساعي الفرنسية – العربية، لا سيما السعودية منها للوصول الى تسمية مرشح رئاسي ورئيس حكومة يتولى تنفيذ رزمة الاصلاحات والتعيينات بدعم نيابي قوي.
وتعتقد المصادر ان الاتجاه هو لتغليب الدبلوماسية على اي محاولة للمس بالأمن او الاستقرار او المضي بضغوطات تحول دون التقاط الانفاس والسير بالاتجاه الصحيح.
وفي السياق، وتمهيداً للقاء متوقع بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في جزيرة بالي في اندونيسيا على هامش قمة الـ20 التي تبدأ مساء اليوم وتنتهي الخميس، أعلن قصر الاليزيه ان ماكرون اتصل ببن سلمان، و»بحث الأخطار التي تهدد استقرار المنطقة»، وأكدا (حسب بيان الاليزيه) على ضرورة انتخاب رئيس للبنان وإجراء اصلاحات هيكلية، لا غنى عنها لنهوض البلاد، واتفقا على مواصلة وتعزيز تعاونهما للاستجابة لحاجات الشعب اللبناني الانسانية.
ولم تستبعد المصادر الفرنسية أن تحضر تطورات لبنان ومخاطر الفراغ الذي يعيشه في مباحثات الزعماء الذين سيشاركون في القمة، ولا سيما اطراف البيان الثلاثي حول ملء الفراغ الرئاسي: الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا والمملكة العربية السعودية والذي صدر قبل نهاية عهد الرئيس السابق ميشال عون.
في السياق عينه، اكد الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين ان «الاتفاق الذي تم في ملف الترسيم يعتبر انجازا مهما لأنه سيتيح للبنان وللبنانيين فرصة استثماره التي عليهم ان يستغلوها».
وشدد هوكشتاين، نقلاً عن National على «اهمية استخدام مصادر الطاقة كوسائل للتطور والتقدم وتحسين العلاقات بين الدول بل استخدامها كأدوات حرب ونزاع». ولفت الى ان «أمن واستقرار الدول يؤدي حكماً الى ازدهارها».
وأكد هوكشتاين ان «الأمر الوحيد الذي لن يحصل هو انضمام لبنان الى بقية الشرق في الاستفادة من تطورات الطاقة لانه لم يستطع حتى الان البدء بالانتاج»، لافتاً الى انه «لم تكن هناك شركة تريد القدوم الى بلد علاقته غير مستقرة مع اسرائيل».
واشار الى «عدم التوازن بين لبنان واسرائيل، حيث تقوم اسرائيل بالتطور في مجال الغاز ما سيؤثر على اقتصادها، بينما لبنان لا يقوم بشيء».
اللجان المشتركة
تعود اللجان النيابية المشتركة الى الجلسات اليوم وغداً لإستكمال البحث في جدول الاعمال المقرر لها واول بنوده مشروع قانون الكابيتال كونترول، الذي تنقسم الاراء حوله بين الكتل النيابية، حيث انه حسب معلومات «اللواء» من مصادر نيابية لن يتم اقراره في جلسة اليوم، نتيجة الخلاف حول ربطه اوعدم ربطه بقانون اعادة هيكلة المصارف، وحول المادة 12 التي تمنع المودعين من رفع دعاوى قضائية، والتي يرفضها تكتل نواب التغيير وبعض الكتل الاخرى والمستقلين، ويطالبون بحذفها نهائياً من المشروع، فيما تعتبر كتل اخرى ان المادة ضرورية لحماية المصارف والمودعين معاً، لأن الدعاوى ستؤثر سلباً على المصارف لجهة قدرتها المالية، بحيث قد لا تستطيع ايفاء المودعين حقوقهم، كما انها تؤثر على المودع الصغير والفقير غير القادرعلى تعيين «محامٍ شاطر» يكسب الدعوى.
وعقدت كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعها الدوري بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط، وجرى استعراض آخر التطورات والملفات الراهنة، وجدول أعمال جلسة اللجان المشتركة في المجلس النيابي اليوم. وقالت اوساط الكتلة لـ«اللواء»: موقفنا من الكابيتال كونترول لم يتغير منذ تشرين ثاني ٢٠١٩، ونحن مع اقراره.
هذا في حين تستمر السجالات والمشاورات النيابية حول الاستحقاق الرئاسي والجلسات التشريعية ونصاب جلسات انتخاب الرئيس، ويعقد اليوم نواب من التغييريين والمستقلين اجتماعاً يضم نحو 30 نائباً بعد انتهاء جلسة اللجان النيابية اليوم. وقالت مصادر نيابية مشاركة في الاجتماع لـ «اللواء»: ان الاجتماع كان مقرراً الثلاثاء وجرى تقديمه الى اليوم، وهدفه التشاور وبحث سبل التنسيق والتوصل اذا امكن الى موقف واحد من آليات انتخاب رئيس الجمهورية والتوافق على اسم معين، ومن عقد الجلسات التشريعية، والاهم توفيرنصاب الجلسة بحضور كل النواب ولو اختلفت اراؤهم، علماً ان ثمة توجهاً لدى شريحة من هؤلاء النواب للتصويت للنائب ميشال معوض مع ترك الحرية للآخرين للتوصيت لغيره او بما يرتئيه.
في غضون ذلك، ومع تعذر التفاهم والتوافق على مرشح معين للرئاسة لا سيما بين حلفاء حزب الله نتيجة الخلاف بين التيار الوطني الحر وتيار المردة، جرى الحديث نقلاً عن مصادر فرنسية مطلعة أنّ التطورات على الساحة اللبنانية والانتخابات الرئاسية ستحضر في مباحثات زعماء الدول خلال قمة مجموعة الـ ٢٠ التي تنعقد في جزيرة بالي في اندونيسيا ابتداء من مساء الاثنين حتى الأربعاء.
ولا تستبعد مصادر المعلومات أن يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي كان أجرى معه اتصالًا هاتفيًا ليل السبت تركّز بشكل أساسي على الوضع في لبنان والانتخابات الرئاسية.
ورأت المصادر أنّ الاهتمام بالملف اللبناني يهدف إلى تجنب الأسوأ في ظل المخاطر التي تشهدها المنطقة وخصوصًا على ضوء غياب اي جديد على الساحة.
الراعي لمؤتمر دولي
وفي تطور جديد يعيد البلاد الى سجال المطالبة بمؤتمر دولي، قال البطررك الماروني بشارة الراعي في عظة قداس الاحد: أمام فشل مجلس النواب الذريع في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، بحيث كانت الجلسات الخمس في مثابة مسرحية-هزلية أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد، ويعتبرون أنه غير ضروري للدولة، ويحطون من قيمة الرئيس المسيحي-الماروني، بالإضافة إلى فشل كل الحوارات الداخلية أو بالأحرى تفشيلها من سنة 2006 حتى مؤتمر إعلان بعبدا سنة 2012، لا نجد حلا إلا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديموقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها استنادا إلى دستورها أولا ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان. فإن أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي من شأنه أن يورط لبنان في أخطار غير سلمية ولا أحد يستطيع احتواءها في هذه الظروف.
وسرعان ما رد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على الراعي في بيان قال فيه: أن الحل السيادي الانقاذي يمر بالمجلس النيابي حصرا لا بأي مؤتمر دولي»، ولأن أزمة البلد معقدة جدا والعامل الدولي والمحلي مختلطان بشدة والشلل الداخلي بلغ الذروة أقول: من يصنع التاريخ أو يضيعه الكتل النيابية وليس أي كيان آخر، ولبنان الآن رهين الخيارات السياسية للكتل النيابية، والبلد طوائف ومذاهب والشراكة الوطنية والحسم النيابي ضرورة إنقاذية للبنان وتطويب لبنان للخارج ممنوع، والمؤتمر الدولي تذويب للسيادة اللبنانية، وتجريب المطابخ الدولية مرة أخرى نحر للبنان، والحرب الأهلية مثال قريب على اللعبة الدولية، لذلك الحل السيادي الإنقاذي يمر بالمجلس النيابي حصرا لا بأي مؤتمر دولي، والتخلي عن السيادة اللبنانية أمر مرفوض بشدة، وأزمة الفراغ الرئاسي يجب أن تنتهي على كراسي مجلس النواب لا عبر مطابخ البيع والشراء الدولية، والرئيس المطلوب يجب أن يكون رئيسا توافقيا لكل اللبنانيين وبمقاس مصالح لبنان أولا، وميزان الرئيس الوطني يكمن بقدرته على أخذ قرارات سيادية بالإنقاذ السياسي والنقدي والنفطي والكهربائي والوطني بعيدا عن بصمات الحصار الأميركي وسوق البيع والشراء.
وتابع: أقول للبعض: المشروع الدولي يريد بلدا بلا قرار سياسي ووطنا بلا مؤسسات ودولة ممزقة وشعبا متناحرا والكتل النيابية أمام فرصة النهوض بلبنان أو دفعه نحو المجهول ولن نقبل بالإنتقاص السيادي أبدا، والتعويل على الخارج نحر للبنان ولن نقبل بنحر لبنان.
وفي ما خص العلاقة بين قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر، كشف النقاب عن تباين، لا يخفى على احد في ما خص رفض النائب جبران باسيل انتخاب النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، مقابل تمسك حزب الله بترشيحه، بحسابات لها علاقة بالشروط التي وضعها لرئيس جمهورية مقبول مخنه يتعلق بالمقاومة.
ومنعاً لإظهار الخلاف الى العلن، بقيت الورقة البيضاء هي الحل لاستمرار التباين حول ترشيح فرنجية.
وتوقعت مصادر سياسية تصاعد حدة المواقف على خلفية الانتخابات الرئاسية، بعد المراوحة السائدة بعملية الانتخاب، وتشرذم الكتل والنواب،بأكثر من اتجاه ومنحى، وعدم قدرة اي تحالف في تأمين مقومات انتخاب اي شخصية لرئاسة الجمهورية حتى اليوم وقالت: انه بالرغم من كل عوامل الخلاف والتباعد بين تحالف قوى الثامن من اذار انفسهم، وبين مكونات المعارضة المختلفة بين اطرافها، فإن ملامح الخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية، لاتبدو مغلقة كما يعتقد البعض، بل تجري أكثر من محاولة ومسعى، لاحداث خرق فعلي يؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن.
واشارت المصادر المصادر الى ان مسعى المعارضة لانتخاب النائب ميشال معوض وصل إلى حائط مسدود،ولم يعد ممكنا التقدم أكثر
باتجاه اقناع القوى الرافضة له للانضمام وتاييد انتخابه للرئاسة، وفي المقابل لم تستطع قوى السلطة المتحالفة مع حزب الله في طرح اسم مرشحها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية علانية، لاستمرار رفض رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل تاييده حتى الساعةما اوجب على هذه القوى التصويت بورقة بيضاء، وتعطيل نصاب الجلسات التي تلي الجلسة الاولى من كل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية،تفاديا لمفاجات غيرمحسوبة قد تؤدي لانتخاب معوض للرئاسة.
ونقلت المصادر عن اوساط قوى الثامن من اذار، ان محاولات حزب الله لاقناع باسيل بتاييد انتخاب فرنجية للرئاسة، لم تنجح حتى اليوم، لتذرع الاخير، بحجج افتقار فرنجية لحيثية التأييد الشعبي والسياسي المسيحي الواسع، وادعائه بوجود قوى مسيحية أكثر
وأوسع تمثيلا،كالقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وهذا يتطلب التشاور والاتفاق معهما،قبل طرح اسم الشخصية التي ستنتخب للرئاسة الاولى.
وكشفت المصادر ان باسيل استمهل الحزب لاجراء اتصالات مع القوات للتفاهم على اسم الشخصية التي يمكن ان ترشح للرئاسة،الا انه فوجىء برفض القوات التلاقي اوالاجتماع او الاتصال به،تحت اي عنوان كان، بعد ان جربت الاتفاق معه أكثر من مرة، وكان ينقلب ولم يلتزم باي تفاهم او اتفاق معه.
واعتبرت المصادر اه إزاء الدوامة القائمة بعملية الانتخاب حاليا، بدأ الحديث جديا عن مخرج،يتضمن تنازل اطراف المعارضة عن ترشيح معوض مقابل تنازل تحالف قوى الثامن من اذار عن ترشيح فرنجية، لتعذر التوافق على تأييد ترشيحهما،كما هو مطروح، على أن يتم
التفاهم على ترشيح شخصية اواكثر من خارج الاصطفافات والمحاور الحالية، مثل قائد الجيش العماد جوزيف عون،او غيره من الشخصيات السياسية والاقتصادية المقبولة من كل الاطراف.
ولاحظت المصادر ان بعض القوى بدأت بالحديث جديا،بطرح خيار الخروج من مأزق الانتخابات، بانتقاء احد الاسماء المتداولة للترشح واعتبرت ماقاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاسبوع الماضي، وقوله،بان كتلة اللقاء الديمقراطي مازالت تؤيد ترشيح معوض حتى اليوم، مؤشرا واضحا لتاييد شخصية أخرى توافقية ومقبولة من اكثرية الاطراف السياسيين، وهذا يعني ان مسار الاستحقاق الرئاسي، بدأ يأخذ مجراه بهذا الاتجاه.
اجتماع مالي اليوم
مالياً، يرأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً وزارياً اليوم، يحضره وزراء المال والاقتصاد والصناعة والرزاعة لمناقشة لائحة البضاءع التي ستخضع لرسم 10 في المائة.
10 ساعات كهرباء؟
كهربائيا، توقع الوزير السابق وهو مستشار الرئيس ميقاتي ان يحصل لبنان على 10 ساعات من التغذيى الكهربائية اعتباراً من العاشر من ك1 المقبل.
وقال: تكلفة خطة الكهرباء اصبحت مؤمنة، بعد رفع التعرفة، وهذا ما يؤمن لها الاستمرارية، وتبدأ بالسريان بعد اعلان اسم الشركة التي ستربح المناقصة.
تلويح بالتحرك عشية
صدور قانون الموازنة
واستبق حراك العسكريين المتقاعدين صدور الموازنة للعام 2022 في الجريدة الرسمية، والمتوقع غدا او الخميس على ابعد احتمال بالاعلان عن عزمه على اللجوء الى خطوات «تصعيدية كبيرة» اذا اخلت الجهات المسؤولة بما تم الاتفاق عليه في جلسة اقرار الموازنة لجهة دعم المعاشات التقاعدية مع المتممات وفقاً «لمضبطة التقاعد» واستناداً الى محضر جلسة اقرار الموازنة في الهيئة العامة للمجلس النيابي، مذكرا بذلك ومطالباً الرئيس ميقاتي بإصدار القرار الاداري المناسب.
تلقيح 60 ألفاً
وعلى صعيد حملة التلقيح ضد وباء الكوليرا، تم تلقيح 60 الفاً خلال الحملة التي انطلقت السبت الماضي واستمرت يوم امس، وشملت اربع محافظات وستة اقضية وإحدى عشرة بلدة ومخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، بمعدل 26276 في اليوم الاول و34237 في اليوم الثاني، من خلال 139 فريقا ميدانيا في اليوم الاولى و246 في اليوم الثاني لـ»لشركاء في الصليب الاحمر اللبناني وجمعيتي ميدير واطباء بلا حدود ومؤسسة عامل».
جولة وزارية
وأبدى وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الالبيض الذي جال على مراكز التلقيح في الضنية «ارتياحه للاقبال على اخذ اللقاح، ضمن الحملة الوطنية للقاح الكوليرا في يومها الثاني». وقال بعد زيارة قام بها الى القصر البلدي في زحلة، ضمن جولة تفقدية ميدانية للحملة في محافظة البقاع: «المحصلة النهائية في اليوم الثاني للقاح اظهرت ارقاما عالية، فالرقم المستهدف كان حوالى 30 الف لقاح، فوصلنا الى 26 الفاً، وهنا لا بد لي ان اتوجه بالشكر الى الصليب الاحمر الاحمر اللبناني وجمعية «ميدير» و»مؤسسات عامل» والـMSFf والفاعليات في كل المناطق من رؤساء بلديات واتحادات بلديات ورجال دين ومديري مدارس الذين لولا تعاونهم لما استطعنا الوصول الى هذه الارقام الجيدة»، كما شملت الجولة البقاع.
الكوليرا: 4
كورونا: 58
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته عن حالات الكوليرا في لبنان، تسجيل 4 اصابات جديدة رفعت العدد التراكمي الى 536، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 18».
وفي ما يخص وباء كورونا، اعلنت تسجيل 58 اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1219608، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة.
نبض الماراثون.. فرح في بيروت
كانت بيروت أمس الأحد على موعد مع اثبات ذاتها، فعكست مجددا صورتها الحقيقية، رغم الصعاب والتحديات التي أثقلت كاهلها كما كل لبنان على مر السنوات الثلاث المنقضية، فجاء سباق الماراثون السنوي ليحول واجهة العاصمة البحرية، إلى واحة فرح، أكدت على أن الشعب اللبناني، لن يحيد عما اعتاد عليه، ومثلما عهده الجميع.
سباق بيروت ماراثون احتشد للمشاركة به أكثر من 12,000 عداء وعداءة يمثلون 60 دولة أجنبية وعربية من مختلف انحاء العالم حيث توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى ليوم امس الاحد إنطلاقاً ووصولاً من منطقة واجهة بيروت البحرية ركضوا تحت شعار: «أنا بيروت».
وتميز اليوم الماراثوني بحضور ضيفة السباق عضو اللجنة الأولمبية الدولية العداءة الأولمبية المغربية نوال المتوكّل، وفي القراءة الفنية، لم يتم تعزيز رقم سباق الماراثون لمسافة (195 ,42 كلم) عند الرجال وهو 41 : 10 : 2 ساعة، حيث اجتاز خط النهاية الاثيوبي ميتكو ديكيبا بزمن 21 : 14 : 2، وعند السيدات مواطنته مولوغو أمبي بزمن 57 : 28 : 2، اما بالنسبة للبنانيين فحل اولا عند الرجال صالح زعيتر (57 : 37 : 2)، ولدى السيدات شيرين نجيم (44 : 02 : 3).
*****************************
افتتاحية صحيفة الديار
إجتماع لقوى المعارضة للدفع قدماً بمعوض والتصدّي لـ «التشريع الضرورة»
مرجعيّات تعوّل على اتصال ماكرون- ابن سلمان.. هل يحرّك المياه الرئاسيّة الراكدة ؟
البلد مفتوح على كلّ السيناريوهات مالياً… ولا سقف للدولار – بولا مراد
تدخل البلاد أسبوعا جديدا من الشغور الرئاسي الذي ينعكس تلقائيا سلبا على كل الملفات الحياتية، في ظل حكومة تصريف أعمال ملزمة ان تحصر حركتها بما هو ضروري وملح، ومجلس نواب تحوّل الى هيئة ناخبة ترفض مجموعة كبيرة منه ان يعود للتشريع، لاعتبارها ان ذلك يرسخ فكرة ان وجود رئيس في قصر بعبدا وعدمه سيان!
وبحسب معلومات «الديار»، تستعد قوى المعارضة للتصعيد في مجال التصدي لاي توجه للدعوة لجلسة تشريعية، كما انها تعقد اجتماعا موسعا غدا الثلاثاء لاتخاذ موقف جامع في هذا الاطار، وسعيا لاقناع مكوناتها التي لا تزال على موقفها الرافض بالتصويت للمرشح الرئاسي ميشال معوض بعكس ذلك، مع استبعاد نجاحها في اي جلسة مقبلة، وبأحسن الاحوال بتجاوز عتبة الـ٥٠ نائبًا المؤيدين لمعوض.
واوضحت مصادر تستعد للمشاركة في هذا الاجتماع لـ» الديار»، انه «يندرج في اطار مواصلة تنسيق المواقف بين احزاب ومجموعات المعارضة»، لافتة انه «سيكون موسعا اكثر مقارنة بالاجتماع الذي عقد مطلع الشهر في الصيفي وضم ٢٧ نائبا، اذ من المفترض ان يشارك فيه ممثلون عن «القوات اللبنانية» ونواب مستقلون آخرون».
واكدت مصادر في «القوات» انه سيتم خلال هذا الاجتماع «التأكيد على ترشيح معوض والسعي لتأمين النصف زائد واحدا، ما يخلق امرا واقعا رئاسيا ودينامية جديدة».
من جهتها، اشارت مصادر قريبة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ «الديار» الى انه يستعد للدعوة لجلسة سادسة لانتخاب رئيس هذا الأسبوع ، مع ترجيحها ان تكون نتيجتها كسابقاتها.
ومن المفترض ان تتواصل الردود على المواقف عالية السقف التي صدرت عن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ومسؤولين في الحزب نهاية الاسبوع الماضي، لجهة المواصفات الواجب ان يتمتع بها اي رئيس مقبل البلاد.
فبعدما كان السيد نصرالله اعلن صراحة ان «المقاومة تريد رئيساً للبلاد يكون مطمئناً لها، رئيساً شجاعاً في بعبدا، لا يخاف ولا يتنازل ويقدّم المصلحة الوطنية على خوفه، ولا يُباع ولا يُشترى»، اعتبر رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد في تصريح يوم أمس ان «ما نحن فيه الآن من اشتباكٍ سياسيّ حولَ اختيار رئيسٍ للجمهورية هو اشتباكٌ يقوم على خلفيّة التنازع بين توجّهين حضاريّين وليس فقط بين توجهين سياسيين»، مشيرا الى ان «ثمة من يريد أن يأتي برئيسٍ يطوي صفحة الصّراع مع العدو الإسرائيلي، ويريد أن يتعاطى مع المقاومة كميليشيا».
انعكاسات اتصال ماكرون- ابن سلمان
ورجحت مصادر مواكبة للملف الرئاسي، ان ينعكس الاتصال الذي سجل بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ايجابا على ملف الرئاسة لجهة تحريك المياه الراكدة. اذ بدا لافتا تطرق البيان الى ان «المناقشة ركزت بشكل خاص على لبنان»، وشدّد ماكرون «على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، حتى يتم تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية الضرورية لنهوض هذا البلد».
وقالت المصادر لـ» الديار»: «لا شك ان الانعكاسات لن تكون سريعة ومباشرة، لكن سيكون لها اثرها عاجلا ام آجلا، في ظل دفع فرنسي لاقحام الرياض اكثر في الملف الرئاسي، ومن خلاله بالملف اللبناني والمساهمة في نهوض البلد»، معتبرة «ان هناك شبه اجماع لدى مختلف القوى ان رئيسا لا ترضى عنه الرياض، سيعني تمديدا للازمة الراهنة، وهو ما لا يريده لا اخصام المملكة العربية السعودية ولا حلفاؤها سواء في الداخل او في الخارج».
وتابعت المصادر «بالاضافة الى الدفع الدولي لملء الشغور الرئاسي قريبا، يبدو ان هناك مخاوف تتنامى داخليا من خروج الامور عن السيطرة في ظل الفراغ والتعطيل الذي بدأ يتسلل الى كل المؤسسات. اضف ان مخاوف «الوطني الحر»هي من احتكار رئيسي مجلس النواب وحكومة تصريف الاعمال السلطة والذي اصبح امرا واقعا، اذ بات يتم حل الملفات العالقة عبر اجتماعات تعقد في عين التينة وآخرها مسألة سلفة الكهرباء، وهو ما لن يسكت عنه العونيون كما مرجعيات مسيحية، وابرزها بكركي التي تخشى اكثر من اي وقت مضى تغييب المسيحيين واحتكار دورهم وما تبقى من صلاحياتهم بعد الطائف».
الوضع المالي… خطر
ولا شك ان كل ما سبق يفاقم الوضعين المالي والاقتصادي، في بلد يشهد منذ ٣ اعوام انهيارا من دون مكابح. اذ بدا واضحا ان اجراءات حاكمية مصرف لبنان التي خفضت قبل نحو شهر سعر الصرف ٥ آلاف ليرة بسحر ساحر، تلاشى سحرها مع تجاوز الدولار في الايام الماضية عتبة الـ٤٠ الفا. وقالت مصادر معنية بالملف المالي لـ» الديار»: «الكل ينتظر موعد اصدار حاكم مصرف لبنان مجموعة تعاميم جديدة مرتبطة برفع سعر الصرف الرسمي الى ١٥ الفا، الا ان ما يحصل راهنا هو اجتماعات للتفاهم مع المصارف حول كيفية التعامل مع المواطنين الذين يسددون ديونا بالليرة على سعر ١٥٠٠ ليرة وهم اصلا اقترضوها بالدولار، وبخاصة ان بعض البنوك توقفت عن استيفاء الدفعات بالليرة، بانتظار صدور سلة التعاميم الجديدة المرتقبة الشهر المقبل».
ووصفت المصادر الوضع بـ» الخطر»، وبخاصة ان «احتياطات مصرف لبنان لا تزال تتراجع، فيما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي مجمدة، والحكومة تواصل استنزاف هذه الاحتياطات وآخرها عبر سلفة الكهرباء». واضافت: «الوضع مفتوح على كل السيناريوهات، ولا يمكن التكهن بسقف لسعر الصرف، والآتي من الايام قد يكون اصعب مما فات»
*********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
بن سلمان وماكرون يستعجلان انتخاب رئيس للجمهورية
اسبوع ثان ينضم الى رزنامة الشغور الرئاسي من دون ان تلوح بوادر حل او ملامح اتفاق على اختتام عهد الفراغ في الجلسة الرئاسية السادسة الخميس المقبل. فراغ لم تملأ فضاءه سوى ردات الفعل المنتقدة خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي خوّن الثورة واشترط أن يكون معيار الرئيس حماية ظهر المقاومة، وهو أمرٌ مرفوض حكما من الفريق المعارض.
وفي حين تبدو أساليب التعطيل شبه مستنفدة حتى آخر الصيغ مع تعمّد اطالة مسار قتل الوقت، تنحو البلاد نحو مزيد من الانهيارات على الصعد كافة، على أمل الا تصيب رصاصة طائرة الميدل ايست الامن اللبناني عموما اذا ما استمر المعطلون في تعطيلهم في جمهورية القبائل والاحقاد.
ماكرون وبن سلمان
أعلن الإليزيه، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يوم السبت، وبحثا الأخطار التي تهدد استقرار المنطقة.
ركزت المناقشة بشكل خاص على لبنان، وشدّد الرئيس الفرنسي على “ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، حتى يتم تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية الضرورية لنهوض هذا البلد”.
كما تم الاتفاق مع ولي العهد السعودي على مواصلة وتعزيز تعاونهما لتلبية الاحتياجات الإنسانية لشعب لبنان.
صيغة لتمويل الكهرباء
وفي السياق، حضرت أزمة الكهرباء في لبنان في لقاء رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي برئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة. وقال ميقاتي اثناء مغادرته: “اتفقنا على صيغة”. وكان ميقاتي عرض مع بري للاوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤونًاً تشريعية، اضافة لاجواء مشاركته في القمة العربية التي عُقدت في الجزائر وقمة المناخ في شرم الشيخ.
لا فيول ايرانيا
في المقابل،غرّد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عبر حسابهِ على “تويتر”: “مُنع لبنان من استلام هبة الفيول الإيراني “600 ألف طن” وقيمتها حوالى 350 مليون دولار، وبالتالي مُنع لبنان من الإضاءة بالكهرباء من خمس إلى ست ساعات يومياً لعدة أشهر!”.
اللجان المشتركة
برلمانيا، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لجان المال والموازنة، الإدارة والعدل، الشؤون الخارجية والمغتربين، الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه، الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، الاقتصاد الوطني والتجارة والصناعة والتخطيط، الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية، الزراعة والسياحة، إلى جلسة مشتركة عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر يومي الاثنين والثلاثاء في 14 و15 تشرين الثاني 2022، لاستكمال ما تبقى من جدول أعمال الجلسة السابقة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :