عندما انتصرت فكرة التنظيم على الحزب
ليست فكرة التنظيم هي التي تقود الحزب السوري القومي ، بل فكرة الحزب هي التي بعثت النظام وهي التي تقود النظام وتفعل التنظيم .ج2ص67
يتحدث هذا النص عن ثلاثة : الحزب ، النظام ، التنظيم
على هذه الاقانيم الثلاثة قامت الحركة السورية القومية الاجتماعية
وقيامتها لا تحتمل عملية الخربطة في أولويات هذه الأقانيم
فمن لا يعرف كيف تمت عملية ترتيب هذه المفاهيم يصعب عليه معرفة غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي
الحزب أولا
كانت بداية الانشاء فكرة انشاء الحزب
لماذا ؟
لتوضيح الفكرة لا بد من الاستشهاد بحادثتين وسؤال :
الأولى : تمزيق الزعيم للعلم التركي وقوله انني لا أرفع علما غير علم بلاد
الثانية : جوابه على سؤال من تفضّل ان يحكم بلادنا فرنسا أم بريطانيا الذي جاء فيه . لا فرنسا ولا بريطانيا لماذا لا نحكم أنفسنا بأنفسنا
أما السؤال ، ما الذي جلب على شعبي هذا الويل
هذه دلالات على ان الزعيم لم يكن يفكر لا بنظام ولا بتنظيم كان يفكر بعملية نهوض الامة السورية
ولأن عملية النهوض تحتاج الى عمل مختلف عن كل الاعمال التي قامت في سوريا وأن تقوم في المستقبل ، يعني لا تحتاج الى نظام وتنظيم أشكال بل تحتاج الى حزب يكون له عقيدة لها مبادىء أساسية ومبادىءإصلاحية ونظرة جديدة الى الحياة والكون والفن
لذلك فقد سبقت فكرة الحزب فكرة النظام والتنظيم
هنا يجب ان نذكر أن الفكرة المركزية الأساسية التي أرادها الزعيم وسيلة لتحقيق الغاية هي الحزب أما النظام والتنظيم فلهما وظائف تتعلق بغاية الحزب .
يقول سعادة
فالنظام أُوجد ليعطي الحزب وحدة عملية قوية سريعة . والتنظيم أوجدليعطي التوافق والتعاون وليوثق المصالح القومية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية . ج2ص67
وظيفة النظام توحيد الأتجاه وتقوية حركته وتسريعها
وظيفة التنظيم خلق التوافق والتكامل بين المصالح التنفيذية لتخدم غاية الحزب .
فالاذاعة ، والثقافة ، والدفاع ، والاقتصاد ، وكل المصالح التنفيذية يجب أن تنسج علاقة عبرمجلس العمد غايتها التنسيق والتكامل كي تصبّ النتائج في سبيل تحقيق غاية الحزب ، هذا يعني أنه لا يجوز الخلاف بين مسؤولي المصالح وبالتالي لا يجوز الخلاف بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية لأنه في خلافهما تتعطل حركة الحزب .
يقول سعادة
أن النظام يُوجد طريقة العمل الموحّد المثلي لبلوغ الهدف . أما التنظيم فيشمل المصالح الداخلية على إطلاقها ويوحدها في مصلحة الأمة التي هي أساس كل نظام وتنظيم ج2ص67
ماذا يعني سعادة أن النظام يوجد طريقة العمل الموحد المثلي لبلوغ الهدف
من أهم طرق العمل التي تحدث عنها سعادة :
الغاية الشريفة تتطلب وسيلة شريفة
العقل هو الشرع الاعلى
الطلبة نقطة الارتكاز
الندوة الثقافية
إذا فشلت السلطة بتحقيق مطالب الشعب ان يلجأ الى إنشاء المؤسسات التي تحقق مصالحه . وفي هذا الموضوع تحدث الزعيم عن الجمعيات التعاونية .
يقول سعادة :
إن سر النجاح ليس في النظام بل في القوة التي تحرك النظام ج2ص68
المقصود بالقوة التي تحرك النظام الغاية الني هي غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي والتي لا تكون فقط تحت عنوان غاية الحزب بل في كل ما ذكره سعادة عن الغاية ، وعلى سبيل المثال الاخلاق القومية الاجتماعية غاية الحزب أيضا
لم يعد خافيا على أحد أن الخلافات الحزبية المطلّة لعمل الحزب نشأت بعد استشهاد الزعيم وصارت تكبر كما تكبر كرة الثلج الهابطة من أعلى قمة في سوريا لتصل ألى أعمق واد ، واستفحال هذه الخلافات أفقدنا الحزب وانتقلنا من كون الحزب يقود النظام والتنظيم الى فكرة التنظيم وليس التنظيم الذي تحدث عنه الزعيم بل التنظيم العاجز عن ضبط أعمال المصالح التنفيذية وبالتالي لم تعد اعمال المصالح التنفيذية تصب في خدمة غاية الحزب
غلبت فكرة التنظيم الحزب
صار التنظيم كوكتيل مشكّل فيه كل الالوان وكل الطعمات ولم يعد له علاقة بالحزب السوري القومي الاجتماعي .
يقول سعادة :
أن انشاء المؤسسات ووضع التشريع هو أعظم أعمالي بعد تأسيس القضية القومية ، لأن المؤسسات هي التي تحفظ وحدة الاتجاه ووحدة العمل ، وهي الضامن الوحيد لأستمرار السياسة والاستفادة من الاختبارات .بواسطة مؤسساتنا الحزبية المنظمة تمكنا من القضاء على الفوضى وترقية خططنا وأساليبنا .ولولا مؤسساتنا القوية ونظامها المتين لكانت العوامل الشخصية الأنانية التي برزت في بعض الظروف تمكنت من تسخير حهاد ألوف السوريين والسوريات لمطامعها ..ج3ص194
لم تتح الفرصة لسعادة كي يصدر المراسيم ويكتب المقالات في كيفية انتقال سلطة الزعامة التي هي مصدر السلطات الى المؤسسات الحزبية ، لكنه أشار في أكثر من مكان على أهمية دور المؤسسات الدستورية في حفظ وحدة الاتجاه ووحدة العمل .
فعندما يذكر سعادة ان أنشاء المؤسسات ووضع التشريع أعظم أعماله بعد تأسيس القضية القومية فإنه يؤكد على ضرورة استكمال انشاء المؤسسات الضامنة لإستمرارية الحركة في الاتجاهات الصحيحة ،.
كل أدارة تقوم على مبدأ أن الحكم غاية لا وسيلة أدارة تحمل سمّها في ترياقها .ج3ص283
وما دلالة ما يحدث في الحزب السوري القومي الاجتماعي غير أن الحكم غاية لا وسية ؟
وسيم سعادة
نسخ الرابط :