افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 1 حزيران 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الأربعاء 1 حزيران 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


برّي يترأس أكثريّتين مع كل من جنبلاط والتيار… وجعجع يفشل بحجز الثلث المعطل / 65 صوتاً مكرّراً لبرّي وبوصعب وعون… وفرنجيّة والحريريّ بكتلتين متوسطتين / نواب التغيير خزان تصويتيّ استعملته الكتل الكبرى… و3 نواب فقط ثبتوا على استقلالهم /

 

أنهى المجلس النيابي الجديد الاختبار الأول لتظهير الأحجام والتوازنات التي تحكم مساره في مقاربة الاستحقاقات المقبلة، وبعدما كثرت التكهنات حول حتمية الاحتكام لدورة نيابية ثالثة لحسم رئاسة المجلس النيابي لصالح الرئيس نبيه بري كمرشح وحيد، ونيله دون الـ 65 صوتاً، ما يبقي الحديث عن فرضية وجود الأكثرية النيابية في الجهة المقابلة لتموضع ثنائي حركة أمل وحزب الله، مع رهان قوي على فوز المرشح لمنصب نائب الرئيس غسان سكاف بعدما أزيح من وجهه كل المنافسين، وبات وجهاً لوجه مع مرشح التيار الوطني الحر الياس بوصعب، وبعدما نال سكاف دعم الكتل النيابية في قوى 14 آذار، وفي مقدّمتها كتلتا القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، وبعدما التزم «نواب التغيير» بمنحه أصواتهم في الدورة الثانية للتصويت، فجاءت النتائج تقول إن بري يفوز بـ 65 صوتاً من الدورة الأولى بدون تصويت نواب التيار الوطني الحر، وإن الياس بوصعب يفوز بـ 65 صوتاً في الدورة الثانية رغم تلاقي كل الآخرين بوجهه، بل إن مرشح التيار الوطني الحر لمنصب أمين السر ألان عون حقق الأكثرية نفسها بـ 65 صوتاً، بينما عجز مرشح القوات اللبنانية جان حواط من نيل الثلث المعطل، فنال 38 صوتاً، أي أقل من 43 بـ 5 أصوات.

أدار الرئيس بري تشكيل أكثريتين مختلفتين في جلسة الأمس، واحدة حملته الى الرئاسة بدون تصويت نواب التيار الوطني الحر باستثناء 4 نواب حلفاء للتيار وأعضاء في تكتل لبنان القوي بينهم بوصعب نفسه، وثانية حملت بوصعب الى نيابة الرئاسة من دون تصويت اللقاء الديمقراطيّ الذي رشح النائب غسان سكاف بوجه بوصعب وأدار معركته ونسج التحالفات حوله، وأظهرت القراءات الأولى في نتائج التصويت، تبلور كتلتين متوسطتي الحجم، لعبتا دوراً حاسماً في نتائج التصويت، واحدة تتحدّر من نواب تيار المستقبل وتدين بالولاء للرئيس سعد الحريري، وتضم 7 نواب، وثانية تتجمع حول الوزير السابق سليمان فرنجية تضمّ نواباً من الشمال مسلمين ومسيحيين، بالإضافة لنائبين من جبل لبنان هما فريد الخازن وميشال المر، وتضمّ 7 نواب أيضاً، ويضاف اليهم 3 نواب لحزب الطاشناق.

برز المجلس موزعاً بين كتلة عائمة كبيرة تضم قرابة 80 نائباً، تتبلور منها إحدى الأكثريتين، بتفاهمات وتوافقات تتمحور حول خيارات ثنائي حركة أمل وحزب الله، يديرها الرئيس بري، وتقع مرجعيتها بين الثنائي والتيار الوطني الحر والحريري وجنبلاط وفرنجية، وبالمقابل تحالفات القوات والكتائب والنواب المستقيلين، بمجموع دون الـ 40 نائباً، مقابل ظهور النواب الذين يسمّون أنفسهم بالثوار والتغييريين، كأعضاء فرقة مسرحيّة في مدرسة المشاغبين، يستمتعون بالتعليقات أمام الكاميرات، بعيداً عن أي مفعول تصويتي، مؤكدين التوقعات بأنهم مجرد ظاهرة صوتية لا تصويتية، بعدما انسحب دون أن يترشح من السباق نقيب المحامين السابق النائب ملحم خلف بسبب خذلان الزملاء، وانسحب بعد الترشيح النائبان فراس حمدان وميشال دويهي من المنافسة على منصب أمين السر، خشية البهدلة، تحت شعار رفض التنافس على مناصب محكومة بالقيد الطائفي، دون ان ينتبهوا انهم ترشحوا للنيابة على هذا الأساس وارتضوا المنافسة على مقاعد مصنفة طائفياً، او ينتبهوا الى أن الخروج الصادق والواضح من القيد الطائفي يبدأ من تحت الى فوق، اي من قانون انتخابات يحرر الانتخابات من القيد الطائفي ويعتمد لبنان دائرة واحدة وفقاً للنظام النسبي، بالتوازي مع إنشاء مجلس للشيوخ تطبيقاً للمادة 22 من الدستور.

ثلاثة نواب فقط من نواب التغيير حافظوا على استقلاليتهم، ورفضوا مشاركة زملائهم «الثوار» في التصويت لأي من المرشحين بوصعب وسكاف، متمسكين بمعادلة «كلن يعني كلن»، بينما ذهب عشرة من هؤلاء الى التصويت لسكاف المدعوم من ثنائي القوات والاشتراكي في مقدمتهم مارك ضو ووضاح الصادق.

وتمكّن مجلس النواب في أولى جلساته أمس، من تجاوز قطوع استحقاق انتخاب رئيس مجلس النواب ونائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس في ظل أجواء من الاحتقان والسجالات بين الرئيس نبيه بري وعدد من نواب «القوات» والتغييريين حول الآليات القانونية لعملية الاقتراع والنظام الداخلي لمجلس النواب، وشكلت الجلسة الامتحان الأول للأحجام النيابية والتوازنات السياسية في مجلس النواب الجديد عبر ثلاثة استحقاقات متتالية في جلسة واحدة، انتخاب رئيس للمجلس ونائبه وأميني السر، كرّست الأكثرية النيابية لتحالف ثنائي «حركة أمل» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» وتيار المردة و«نواب عكار» وعدد آخر من النواب الحلفاء، وأكثرية أخرى من هذه الكتل مع كتلة «اللقاء الديمقراطي»، مقابل سقوط الأكثرية النيابية التي تحدّث عنها رئيس القوات سمير جعجع وبالتالي فشل «القوات اللبنانية» مع ما استقطبته من نواب بلوغ ثلث مجلس النواب وتظهّرت بالـ 38 نائباً التي نالها مرشح القوات زياد حواط في انتخابات أمين السر، وبالتالي لم تنل القوات قدرة تعطيل الاستحقاقات التي تحتاج الى ثُلثي المجلس على رأسها انتخاب رئيس للجمهورية.

ووفق مصادر سياسية لـ»البناء» يعكس فوز بري بالدورة الأولى، وبـ65 صوتاً، نجاح فريق المقاومة بالحفاظ على الأكثرية النيابية في استحقاقات حاسمة، وتضمّ هذه الأكثرية «الثنائي» ـ «التيار» لأكثر من 70 نائباً في القضايا الكبرى والمصيريّة، كسلاح المقاومة والتوطين والتطبيع وحماية حقوق البلد وثرواته.

وأسقط فوز بري بأكثرية 65 صوتاً ونائبه مرشح «التيار» أبو صعب بـ 64 صوتاً، الأكثريات الوهمية التي استبق رئيس «القوات» سمير جعجع النتائج الرسمية للانتخابات بالحديث عنها، والتي تشمل «القوات» وقوى «السيادة» و«التغيير»، وكل حديث عن تحجيم تحالف «حزب الله» – «التيار الوطني الحر». كما أكدت الجلسة صعوبة نسج تحالف بين كتل «القوات» وقوى «التغيير» و«المستقلين»، رغم توحّدها خلف المرشح لمنصب نائب الرئيس غسان سكاف، علماً أن «القوات» صوّتت لسكاف على مضض كُرهاً بـ«التيار» لا حباً بسكاف.

وظهر فوز أبو صعب بـ 65 نائباً مقابل 59 نائباً لسكاف بأن تحالف «القوات» و«الكتائب» و«التغيير» و«المستقلين»، لا يملكون الأكثرية النيابية، فلم يتمكنوا من جمع أكثر من 59 صوتاً، ما يجعلهم أكثرية غير موصوفة وغير مقررة، ولم تملك حتى قدرة «التعطيل» أو «الثلث المعطل»، إلا في حال انضمام كتلة جنبلاط اليهم.

وكشفت أيضاً أوراق «القوات»، باكراً، الهروب الى الأمام من معركة نيابة الرئاسة والإحجام عن ترشيح غسان حاصباني والرهان على «حصان» مرشح المستقلين و«اللقاء الديموقراطي» غسان سكاف، لتحقيق نصرٍ على «التيار» بإسقاط النائب بوصعب.

وخلال تلقيه التهاني من النواب في المجلس توجّه الى النائب ملحم رياشي برسالة سياسية شديدة اللهجة بقوله «قلن لجماعتك انو نبيه بري لا بأثر بالقضاء ولا بالفضاء»، ما لاقى تعجّب وامتعاض النائب رياشي.

وانتخب مجلس النواب نبيه بري رئيسًا له بعد أن نال غالبية الأصوات، وذلك للمرة السابعة على التوالي ومنذ العام 1992. وقد حاز الرئيس بري على 65 صوتًا مقابل 40 ورقة ملغاة و23 ورقة بيضاء، كما فاز النائب الياس بوصعب بمنصب نائب رئيس مجلس النواب بـ 65 صوتًا وذلك في الدورة الثانية من الاقتراع والتي سُجّلت مقابل الأصوات الـ65 ورقة ملغاة، ورقتان بيضاء، و59 صوتًا للمرشح غسان سكاف. وفاز النائب ألان عون بمنصب أمين سر مجلس النواب بـ65 صوتاً في الدورة الأولى مقابل 38 صوتاً للنائب زياد حواط و4 لميشال الدويهي و9 أوراق بيضاء و10 أخرى ملغاة، كما فاز النائب هادي أبو الحسن بالتزكية في المقعد الثاني لأمانة سر المجلس.

ونال الرئيس بري أصوات كتل «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير» و«نواب عكار» و«اللقاء الديمقراطي» والمردة وعدد من النواب المستقلين وحوالي 7 نواب من «تكتل لبنان القوي» وذلك في إطار تفاهم بين الرئيس بري والنائب جبران باسيل عبر النائب الياس بوصعب الذي نال جميع أصوات كتلة «التنمية والتحرير». وأشارت أوساط نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» الى أن عدداً كبيراً من أعضاء «التيار الوطني الحر» صوّتوا للرئيس بري.

وخلال فرز الأصوات في انتخابات رئاسة مجلس النواب، تم إلغاء ورقة كتب عليها «العدالة لجرحى الثورة برصاص شرطة مجلس النواب». وقد علق بري على ذلك بالقول: «يجب أن نشكرهم ونشكر القوى الأمنية والجيش».

وبدأت الجلسة بسجال بين الرئيس بري وعدد من نواب «التغيير» حول الآلية القانونية للتصويت لرئيس المجلس، وطلب بعض النواب تلاوة ما كتب على الأوراق الملغاة، فرفض بري وعاد ووافق على تلاوة محتوى الأوراق.

وفي كلمة له بعد انتخابه رئيساً للمجلس النيابي لولاية جديدة، دعا الرئيس بري الى الاحتكام للإرادة الوطنية الجامعة المتمثلة بقلق الناس وآلامهم وتطلّعاتهم وآمالهم بالقدرة على الإنقاذ والتغيير، معتبراً أنَّ أي خطط ووعود وبرامج لا تقدّم الحلول للأزمات على اختلافها وكثرتها هو كلام وخطط خارج السياق.

وخاطب النواب بالقول: «في ظل تفاقم الأزمات والتحديات التي تداهم كل لبنانيّ لأي طائفة انتمى ولأي توجّه سياسيّ كان، أدرك وتدركون معي في هذه اللحظات العصيبة والراهنة التي يمرّ بها لبنان بأن أي كلام لا يلامس وجع الناس واحتياجاتهم في كل ما يصنع حياتهم وحياة وطنهم وأنَّ أي خطط ووعود وبرامج لا تقدّم الحلول للأزمات على اختلافها وكثرتها هو كلام وخطط خارج السياق».

وأضاف الرئيس بري «بعد أن طوينا صفحة الانتخابات النيابية وفاز مَن فاز وبعيدًا عن احتساب الأكثرية لهذا الطرف أو ذاك، أدعوكم كي نكون جميعًا على النحو التالي: لنكن 128 «نعم» لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها و128 «لا» للفراغ في أية سلطة، و128 «نعم» جريئة ودون مواربة للانتقال بلبنان من دولة الطوائف والمذاهب والمحاصصة الى دولة المواطنة والمساواة وتكافؤ فرص الدولة المدنية، و128 «نعم» صريحة وقوية وواحدة موحّدة ضد أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية مع فلسطين المحتلة و128 «لا» للتنازل أو المساومة أو التطبيع قيد أنملة في هذه الثروات تحت أي ظرف من الظروف ومهما بلغت الضغوط».

وشهدت عملية انتخاب نائب الرئيس معركة سياسية حقيقية، وفي الدورة الأولى أتت النتيجة كالتالي: 64 صوتاً لالياس بوصعب و49 لغسان سكاف و13 ورقة بيضاء وورقتان ملغاتان. ثم انتقل التصويت الى دورة ثانية تحتاج أيضاً الى 65 صوتا ليفوز نائب الرئيس. وفي الدورة الثانية، آل المنصب لعضو لبنان القوي النائب الياس بوصعب بـ65 صوتاً مقابل 60 صوتاً لغسان سكاف ورقتين بيضاوين وورقة ملغاة حملت اسم ميشال سكاف. على الأثر شكر بوصعب «أعضاء المجلس والزميل غسان سكاف على المنافسة الشريفة».

وأكد بوصعب، أنّ المنافسة في استحقاق انتخابات نائب رئيس المجلس كانت قوية، إذ عمد بعض النواب والأحزاب إلى التكتل وهذا حق لهم. وأشار إلى أنّه «كان مقدّراً أن يحصل على 61 أو 62 صوتاً، وأشكر الـ 65 نائباً الذين صوّتوا لي». وشدّد على أنّ «كل الذي حصل يجب أن ننساه، ونضعه خلف ظهورنا، وأن ندخل بعقلية جديدة ونعمل مع الجميع». وقال بوصعب: «الكل نادى بالإصلاحات، وأنا في جلستي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدت أن هناك أموراً كثيرة يجب أن نعمل عليها».

وتكرّر السجال القانونيّ مع انتخاب أميني سر هيئة مكتب مجلس النواب، فتم الاحتكام الى العرف، على أن يصوّت أولاً للمرشح الماروني ثم للمرشح الدرزي. وبعد السجال الطويل جرت عملية الانتخاب، ففاز النائب ألان عون، فيما فاز النائب هادي أبو الحسن بالتزكية بعد انسحاب النائب فراس حمدان.

وردّ بري، على كلام النائب بولا يعقوبيان بالقول: «بلدك هيك من زمان» كما ردّ على اعتراض عدد من النواب على آلية انتخاب عضوَيْ أمانة السر في مجلس النواب، بالقول: «شو عندكم شغل؟». وأكد بري أن انتخاب عضوي أمانة السر، يجري بالتصويت كل على حدة. وأشار إلى أن المرشحين للمنصبين، ألان عون، وهادي أبو الحسن، وزياد حواط، وفراس حمدان، وميشال دويهي.

وردّ برّي على طلب أحد النواب بتشغيل مكيفات الهواء داخل القاعة العامة، بالقول: «تحملوا العالم قاعدة بلا كهربا». وتوقف البث المباشر لجلسة انتخاب رئيس مجلس النواب بعض الوقت بسبب انقطاع الكهرباء مرتين.

وبعد جدل دستوريّ طويل حول كيفية التصويت لأميني سر المجلس، فاز النائب ألان عون بمنصب أمين السر الماروني لمجلس النواب بـ65 صوتاً مقابل 38 لزياد حواط و4 لميشال دويهي و9 أوراق بيضاء و10 أوراق ملغاة. وفاز هادي أبو الحسن أميناً للسر عن المقعد المخصص عرفاً للموحدين الدروز بالتزكية. وفاز النواب أغوب بقرادونيان وميشال موسى وكريم كبارة في عضويّة هيئة مكتب البرلمان بالتزكية.

وقبل أن يتوجه الى قصر بعبدا، حيث استقبله الرئيس ميشال عون، وانضم إليهما بوصعب وأعضاء هيئة مكتب المجلس، قال بري بعد مغادرته إن «البحث تطرّق الى الاستشارات النيابية الملزمة».

ودعا بري النواب الى جلسة الثلاثاء المقبل لاختيار رؤساء وأعضاء اللجان النيابية.

من جهته، تمنى الرئيس عون، خلال استقباله بري وبوصعب وأعضاء هيئة مكتب المجلس بأن يتمكن مجلس النواب الجديد من مواجهة التحديات الراهنة على مختلف الصعد والمساهمة في إنقاذ لبنان من الازمة الاقتصادية والاجتماعية عبر سن التشريعات والقوانين اللازمة مما يحقق النهوض الاقتصاديّ الضروري للبلاد.

وأطلق عدد من النواب سلسلة مواقف بعد الجلسة، فأكد رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل أن التيار صوّت بورقة بيضاء لرئاسة المجلس، وقال: «حلو نتنافس مع بعضنا برقيّ وشرف» وليس بالتخوين والتشكيك. وقال لدى خروجه من جلسة الانتخاب: «موقفنا معروف بالنسبة لانتخابات رئاسة المجلس النيابي وهو أنّنا وضعنا ورقة بيضاء أمّا في ما خصّ نيابة رئاسة المجلس فهذه المعركة مؤجلة منذ 4 سنوات، وهكذا حصل اليوم ديمقراطيًّا وهذا يُحمّلنا مسؤولية كبيرة»، مضيفاً: «صحيح أن مرشحينا لنيابة الرئاسة وعضوية هيئة المكتب نجحا، ولكن هذا لا يعني أنّ الأكثرية معنا والأيام ستبرهن أنّ الأكثرية مفهوم متحرّك ويجب تخفيف الصفقات والتسويات».

وأشار باسيل الى أن «ما حصل اليوم يؤكد أن الكلام عن أقليات وأكثريات في مجلس النواب، كلام غير مستقيم». وتابع: «نحن من الدّاعين للدولة المدنيّة ولكنّ إلغاء النظام الطائفي لا يجب أن يتمّ بعشوائية بل بنظام».

في غضون ذلك، وفور انتهاء الجلسة النيابية، ارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، مسجلًا 32200 ليرة للمبيع و32400 ليرة للشراء، قبل أن ينخفض مساء أمس الى 31 ألف ليرة.


==================================================================

افتتاحية جريدة الأخبار


فشل أول لخصوم المقاومة... والقوات وحيدة


أربع خلاصات أساسية يمكن الخروج بها من مشهد الأمس الفولكلوري:
الأولى، وكما كان واضحاً منذ اليوم الأول، أن المجلس النيابي بعد الانتخابات منقسم بين كتلة صلبة تضم حزب الله وحلفاءه قادرة، رغم الخلافات التكتيكية بينهم، على التوحد في الاستحقاقات الكبرى. وفي المقابل شظايا كتل من مشارب مختلفة غير قادرة على الاتفاق على تفصيل تسمية عضو في هيئة مكتب مجلس النواب، ناهيك عن إمكان اتفاقها على ورقة اقتصادية أو على استراتيجية دفاعية أو على شكل النظام. النتيجة المباشرة لذلك، فوز حلفاء حزب الله برئاسة المجلس وموقع نائب الرئيس وهيئة مكتبه. بهذا المعنى، أمس كان الإعلان الفعلي عن نتيجة الانتخابات، بعد حفلة تبنّي الأكثريات في 16 أيار.


===========================================================================

حظر مهلهَل للنفط الروسي: أوروبا تحفِر لنفسها


 بعد 28 يوماً من الجدل والضغوط الأميركية، ونقاشات عصيبة استهلكت اليوم الأول من قمّة للقادة الأوروبيين في بروكسل، تمكّنت أوروبا من التوافق سياسياً على حلّ وسط بين دول الاتحاد، يضمن فرْض عقوبات واسعة على تجارة تصدير النفط الروسي إلى القارّة. ويحاول الأميركيون، عبر هذه المناورة الجديدة التي ستكلّف المواطنين الأوروبيين مزيداً من تضخّم الأسعار، تقليص مصدر رئيس لتمويل ما يسمّونه «الآلة الحربية الروسية». لكن بطل الليلة الماضية كان بلا منازع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الذي سيعود إلى بودابست منتصراً، بعد أن نجح في تأمين مصالح بلاده من خلال الحصول على استثناء من الالتزام بالاتفاق الجديد


----------------------------------------------------------------------------


افتتاحية صحيفة النهار

نكسة أولى للأكثرية… وفوز باهت للأقلية

لعلّها أغرب المفارقات التي واكبت الجلسة الأولى ل#مجلس النواب المنتخب ان تفضي الجلسة الى قلب المعادلة التي طالما فطرت عليها القوى السياسية والكتل النيابية بان الجميع يخرجون رابحين، فاذ هذه المرة، ومع المجلس الجديد، الرابح لا يخرج ظافرا بحق، فيما الخاسر يمنى بالخيبة وهو في موقع اكثري!

 

والحال ان المعادلة التي افضت اليها جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس شكلت بما لا يقبل جدلا خيبة امل للأكثرية الجديدة، ليس بسبب إعادة انتخاب محسومة للرئيس #نبيه بري للمرة السابعة، وانما بسبب خسارتها الموصوفة لمعركة كان يفصلها عن الفوز بها أربعة أصوات فقط لتأتي بالدكتور غسان سكاف نائبا للرئيس، ولكن الخسارة كانت مزدوجة معنويا وعدديا من خلال انتخاب بري بطبيعة الحال والنائب الياس بو صعب نائبا للرئيس، يضاف الى ذلك انتخاب الان عون أمين سر لهيئة مكتب المجلس بما أضفى اللون السياسي الواحد لتحالف 8 آذار القديم – الجديد على مجمل نتائج جلسة الانتخابات. وبدا واضحا ان الخاصرة الرخوة في واقع الأكثرية الجديدة تجسدت عبر الكتلة التغييرية الناشئة من رحم انتفاضة 17 تشرين بشكل محدد، لان الكتل والقوى الحزبية السيادية على رغم عدم انتظامها في اطار جبهوي واحد اتحدت تلقائيا في التصويت للنائب غسان سكاف لكي تحول دون تقديم الهدية الثانية للأقلية عبر انتخاب بو صعب نائبا للرئيس. ومع ذلك فان كتلة التغييرين لم تلتقط السانحة من خلال خلل في التنسيق جعل تصويتها بالأوراق البيضاء في الدورة الأولى لنائب الرئيس ومن ثم تجيير عدد غير كافٍ لسكاف في الدورة الثانية يوفر الفوز لمنافسه بو صعب بفارق أربعة أصوات كما ساعد بو صعب في الفوز حصوله على دعم عدد من المستقلين لا يقل عن سبعة.

 

ولكن في المقابل جاء فوز الرئيس بري كما بو صعب مشوبا بكثير من الضعف بما افصح عن تركيبة مختلفة للمجلس لا يمكن الركون فيها الى ما جرى امس كقاعدة ثابتة وهو ما دفع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الى الاعتراف بواقعية ملحوظة باننا لا نملك الأكثرية ولو فزنا. فالرئيس بري حقق عودته السابعة بشق النفس عبر أكثرية الصوت الواحد أي 65 صوتا فقط للمرة الأولى منذ ثلاثين عاما تربع فيها على أكثريات لم تهبط مرة دون سقف الثمانين صوتا الامر الذي ترددت دلالته العاصفة بقوة داخل المجلس وخارجه بما سيترك اثاره حتما على إدارة السنوات الأربع المقبلة من ولاية المجلس المنتخب. اما فوز بو صعب فلم يكن بدوره فوزا براقا بدليل الفارق الضيق الذي حققه مع منافسه النائب الجديد الذي لا يتمتع بشبكة علاقات واسعة كتلك التي يحظى بها بو صعب، ولكنه تمكن في الدورة الثانية من تقليص الفارق بينه وبين بو صعب الى أربعة بما يعني ان ترشحه كاد يحقق وحدة حال الأكثرية الجديدة لولا الثغرات التي تفلت منها فوز بو صعب مع ضرورة اخذ الأصوات التي نالها من مستقلين أيضا في الاعتبار.

 

الجلسة

اذاً عاد الرئيس بري الى سدة الرئاسة الثانية وفاز عضو تكتل لبنان القوي النائب الياس بوصعب بنيابة الرئاسة في اتفاق بين حركة “امل” و”التيار الوطني الحر” رعاه “حزب الله”. انتُخب بري لولاية سابعة بـ65 صوتا وتم إحصاء 40 ورقة ملغاة منها 19 وضعتها “القوات اللبنانية” تحمل عبارة “الجمهورية القوية”، وأخرى وضعها النواب التغييريون تحمل عبارات “العدالة” لشهداء المرفأ والمودعين وضحايا حرس المجلس. وسجلت ايضا 23 ورقة بيضاء، علما ان بري كان حاول بداية عدم تلاوة ما كتب على الاوراق الملغاة ما دفع النواب الذين وضعوها الى رفع الصوت، فرضخ بري.

 

وألقى رئيس المجلس كلمة بعد إنتخابه قال فيها “سنلاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض، طوينا صفحة الإنتخابات النيابية وفاز من فاز وبعيداً عن إحتساب الأكثرية لهذا الطرف أو ذاك لنكن 128 “نعم” لمجلس نيابي يرسخ مناخات السلم الأهلي والوحدة الوطنية، و128 “لا” لمجلس يعمق الإنقسام بين اللبنانيين ويعيد إنتاج مناخات الإحتراب الداخلي ويوزعهم على محاور الإنقسام الطائفي والمذهبي و 128″نعم” صريحة وقوية ضد أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية”.ودعا الى “الإحتكام للإرادة الوطنية الجامعة المتمثلة بقلق الناس وآلامهم وتطلعاتهم وآمالهم بالقدرة على الإنقاذ والتغيير”، معتبراً أنَّ “أي خطط ووعود وبرامج لا تقدم الحلول للأزمات على إختلافها وكثرتها هو كلام وخطط خارج السياق”. وخاطب النواب بالقول: “لنكن 128 “نعم” لإنجاز الإستحقاقات الدستورية في موعدها و128 “لا” للفراغ في أي سلطة”. اما في الدورة الاولى لانتخابات نيابة الرئيس فأتت النتيجة كالتالي: 64 صوتا لالياس بو صعب و49 لغسان سكاف و13 ورقة بيضاء وورقتان ملغاتان. وفي الدورة الثانية، آل المنصب الى بوصعب بـ65 صوتا مقابل 60 صوتا لسكاف ورقتين بيضاوين وورقة ملغاة .


 
وفاز النائب الان عون بمنصب امين السر الماروني لمجلس النواب بـ65 صوتا وهادي أبو الحسن أمينا للسر عن المقعد المخصص عرفاً للموحدين الدروز بالتزكية. وفاز النواب أغوب بقرادونيان وميشال موسى وكريم كبارة في عضوية هيئة مكتب البرلمان بالتزكية.

 

وقام بري بزيارة قصر بعبدا حيث استقبله الرئيس ميشال عون، وانضم اليهما بوصعب واعضاء هيئة مكتب المجلس، وقال بعد المغادرة ان البحث تطرق الى الاستشارات النيابية الملزمة، ثم دعا النواب الى جلسة الثلثاء المقبل لاختيار رؤساء وأعضاء اللجان النيابية، فيما كانت شرطة المجلس تحتفل في عين التينة بالفوز بالرقص وقرع الطبول.

 

مواقف

وفيما كشف النائب في كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم ان مجموعة كبيرة من نواب “التيار الوطني الحر” صوتوا للرئيس نبيه بري، حرصت مصادر “التيار الوطني الحر” تكرارا على نفي تصويت نوابه للرئيس بري اذ قالت ان التيار التزم بكامل نوابه الورقة البيضاء في انتخاب رئيس المجلس ولم يصوت لبري رغم كل الشائعات في هذا الصدد. وان الذين صوتوا له من التكتل هم نواب الطاشناق وفريد البستاني. واذ بلغت الاوراق البيضاء 23 فان عدد نواب التيار يبلغ 17.

 

وبعد انفضاض الجلسة، اكد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ان “موقفنا معروف بالنسبة لانتخابات رئاسة المجلس النيابي وهو أنّنا وضعنا ورقة بيضاء أمّا في ما خصّ نيابة رئاسة المجلس فهذه المعركة مؤجلة منذ 4 سنوات وهكذا حصل اليوم ديموقراطيًّا وهذا يُحمّلنا مسؤولية كبيرة”، وأضاف : “صحيح أن مرشحينا لنيابة الرئاسة وعضوية هيئة المكتب نجحا ولكن هذا لا يعني أنّ الأكثرية معنا والأيام ستبرهن أنّ الأكثرية مفهوم متحرّك ويجب تخفيف الصفقات والتسويات”.

 

وفيما قال النائب جورج عدوان ان “من يسمّون أنفسهم تغييريين قالوا لنا إنّهم لن يصوّتوا لسكاف في الدورة الأولى ولكن في الدورتين الثانية والثالثة سيصوّتون له”.

 

غرد النائب راجي السعد : ” في غياب أي منافس للرئيس نبيه بري، خسرنا كسياديين معركة نائب الرئيس بسبب الشرذمة وغياب التنسيق فتحولت أكثريتنا المفترضة أقلية. الدرس الأول: نربح موحدين او نخسر مشرذمين. الدرس الثاني: للمرة الأولى يعمل مجلس النواب ديموقراطيا فاتضحت عورات الولايات الست السابقة: جهل في كيفية تطبيق النظام الداخلي وتغييب الديموقراطية لمصلحة “التوافقات المعلبة”. سنصر على استعادة ديموقراطية مؤسساتنا وحيويتها”.


 وقالت النائبة حليمة قعقور ان “النواب التغييريين وعددهم 13 عقدوا اجتماعات عدة قبل الجلسة النيابية للذهاب اليها يداً واحدة لكن التكتل النيابي لم ينته التحضير له بعد واتفقنا على الرسائل التي قمنا بتوجيهها في الجلسة، موضحة ان ” من بين النواب التغييريين كان هناك 7 قرروا الاقتراع لغسان سكاف و6 ضده وأنا من بينهم ولكن في الدورة الثانية اقترعنا جميعنا لسكاف”.

****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

8 آذار تستعدّ لتكريس “أكثريتها” حكومياً… وباسيل يبتزّ ميقاتي بجواد عدرا

“حزب الله” أكل “البيضة”… ونوّاب التغيير تلهّوا بـ”القشور”


 

راهنت قوى 8 آذار على تشرذم صفوف الأكثرية ونجحت في رهانها… هذا ما حصل باختصار أمس تحت قبة البرلمان، حيث أعاد “حزب الله” رسم خريطة الأكثرية النيابية وسحب البساط من تحت أقدام الأحزاب والقوى السيادية والتغييرية، فرصّ أصوات الحلفاء وأمّن “النصف زائداً واحداً” لتمرير انتخاب مرشحَيْه لرئاسة المجلس ونيابة الرئاسة، نبيه بري والياس بو صعب، فضلاً عن الاستحواذ على أغلبية أعضاء هيئة المكتب.

 

وبالنتيجة، خلصت مشهدية “ساحة النجمة” إلى إبداء مصادر نيابية معارضة أسفها لكون “حزب الله” استطاع أن يأكل “البيضة” المجلسية بأكملها “بينما كان نواب التغيير يتلهّون بالقشور من خلال التركيز على شكل التغيير وليس على جوهره”، مشددةً على أنّ “الناس صوّتوا في الانتخابات لتحقيق حركة اعتراضية منتجة في مجلس النواب لا حركات استعراضية أمام عدسات الكاميرات وفي الساحات لم تسفر سوى عن تقديم هدايا مجانية للسلطة والطبقة السياسية الفاسدة على أرض الواقع”.


 وفي وقائع الجلسة، ساد هرج ومرج في القاعة العامة على امتداد العملية الانتخابية، بدءاً من انتخاب رئيس المجلس، مروراً بانتخاب نائب الرئيس، ووصولاً إلى انتخاب أعضاء هيئة المكتب، الأمر الذي شكّل مدخلاً لمطالبة النائب علي عمار الرئيس بري “بالتشدد أكثر في إدارة الجلسات من الآن فصاعداً”، خصوصاً بعدما بدت إدارة الأخير “هزيلة” للجلسة أسوةً بالنتيجة “الهزيلة” التي حققها في نسبة الأصوات التي حاز عليها للفوز بولايته السابعة في رئاسة المجلس، إذ بشقّ الأنفس حصل على المعدّل المطلوب لانتخابه من الدورة الأولى بواقع 65 صوتاً مقابل 23 ورقة بيضاء و 40 ورقة ملغاة توزعت فيها أصوات نواب التغيير بين “العدالة لتفجير ضحايا المرفأ” و”العدالة للمودعين وللبنان” و”لقمان سليم” و”شهداء زوارق الموت” و”العدالة لمن فقدوا عيونهم برصاص شرطة المجلس النيابي” و”العدالة للنساء المغتصبات”، إضافة إلى استخدام أعضاء كتلة “الجمهورية القوية” اسم تكتلهم في عملية الاقتراع لرئاسة المجلس تأكيداً على عدم تصويت أي منهم لبري كما حاول أن يروّج “التيار الوطني الحر” عشية الجلسة.


 أما المعركة على نيابة الرئاسة الثانية، فلم يفز بها مرشح “التيار الوطني الحر” والثنائي الشيعي الياس بو صعب إلا في الدورة الانتخابية الثانية بعدما حاز في الدورة الأولى على 64 صوتاً مقابل 49 صوتاً لمنافسه المرشح السيادي غسان سكاف، ليعود إلى تأمين فوزه بـ65 صوتاً في الدورة الثانية مقابل 60 لسكاف بالإضافة إلى ورقة ملغاة وورقتين بيضاوين، علماً أنّ عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم دحض نفي رئيس “التيار الوطني” جبران باسيل التصويت لبري، فأكد هاشم جازماً من ساحة النجمة عقب الجلسة إجراء عملية مقايضة في الأصوات بين الكتلتين قائلاً: “نحن أعطينا أصواتنا لصالح بو صعب ومتأكدون من أنّ “التيار” أعطونا مجموعة أصوات كبيرة لانتخاب الرئيس بري”.

 

وبعدما ضرب رئيس المجلس موعداً جديداً لانعقاد جلسة انتخاب اللجان النيابية الثلاثاء المقبل، انتقل إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون في زيارة بروتوكولية تطرقت “من دون شك” إلى الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة، حسبما أكد بري لدى مغادرته القصر رداً على استفسارات الصحافيين. ونقلت أوساط مطلعة على كواليس قوى الثامن من آذار أنّ الاستحقاق النيابي أمس شجّع هذه القوى على “الاستعجال في إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لإعادة تكريس أكثريتها في الاستحقاق الحكومي”.

 

وإذ لفتت إلى أنّ “الصورة لا تزال ضبابية” حول الشخصية التي ستحظى بدعم نواب وكتل السلطة لمهمة تكليف الحكومة الجديدة، أعربت الأوساط نفسها عن ثقتها بأنّ الساعات المقبلة ستشهد اتصالات متسارعة يقودها “حزب الله” لمحاولة اقتناص اللحظة السانحة ورصّ الصفوف مجدداً خلف مرشح موحد يحظى بدعم الأكثرية النيابية التي نجحت في إيصال بو صعب لنيابة الرئاسة الثانية، مشيرةً في هذا المجال إلى أنّ حظوظ الرئيس نجيب ميقاتي لا تزال مرتفعة لدى “حزب الله” خصوصاً وأنّ قنوات اتصاله لا تزال مفتوحة مع الفرنسيين ومع المجتمعين العربي والدولي، بالإضافة إلى مفاوضاته المستمرة مع صندوق النقد الدولي، غير أن الأوساط نفسها كشفت في المقابل أنّ “باسيل سيسعى إلى فرض شروطه الاستيزارية بقوة في الميزان الحكومي، وقد بدأ بالفعل بعملية ابتزاز ميقاتي عبر إعادة طرح اسم جواد عدرا لترؤس الحكومة الجديدة”.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

بري رئيساً للبرلمان اللبناني للمرة السابعة بأدنى أكثرية منذ 1992

تعهد ملاقاة الورقة البيضاء «بقلب أبيض»… والسيد قال له «ضب زعرانك»

نذير رضا

أعاد البرلمان اللبناني انتخاب رئيسه نبيه بري لولاية سابعة أمس بأكثرية 65 صوتاً، في أولى جلسات المجلس الذي أفرزته الانتخابات، وحملت وقائعها تشظياً بالتحالفات بين الكتل، للمرة الأولى منذ عام 1992، رغم احتفاظ الكتل التي كانت ممثلة في البرلمان السابق، بمقاعدها في هيئة مكتب المجلس الذي انتخب أمس أيضاً، إلى جانب انتخاب إلياس بوصعب نائباً للرئيس.

 

وفاز بري للمرة السابعة على التوالي برئاسة المجلس بغياب أي منافس له غير الورقة البيضاء والورقة الملغاة، وانتخب من الدورة الأولى بعد حيازته على 65 صوتاً، وهو أدنى رقم يفوز به منذ 1992، وذلك من إجمالي 128 يشكلون أعضاء البرلمان، مقابل 23 ورقة بيضاء و40 ورقة ملغاة. إلا أن ذلك لم يمنع مناصريه عن الاحتفال بفوزه عند إعلانه، إذ أطلقوا ألعاباً نارية، كما سمع دوي إطلاق رصاص كثيف في ضاحية بيروت الجنوبية وبعض أحياء بيروت.

 

ومساء تحرك عدد من أنصار بري في مواكب جالت في بيروت وضواحيها، وتجمع عدد منهم أمام منزل جميل السيد، النائب المتحالف مع «حزب الله»، والشيعي الوحيد الممتنع عن التصويت لبري نتيجة خلافات سابقة بينهما.

 

وتدخل الجيش اللبناني للتفريق بين المحتفلين وحرس منزل السيد الذي غرد متوجها إلى بري بالاسم قائلاً: «نبيه بري ضب زعرانك من قدام بيتنا هلق».

 

وحاز بري على أصوات نواب الثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» ونواب مستقلين وبعض نواب تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه النائب جبران باسيل، ومنتمين سابقين لـ«تيار المستقبل».

 

ودعا بري بعد انتخابه إلى «الاحتكام للإرادة الوطنية الجامعة المتمثلة بقلق الناس وآلامهم وتطلعاتهم وآمالهم بالقدرة على الإنقاذ والتغيير»، معتبراً أنَ «أي خطط ووعود وبرامج لا تقدم الحلول للأزمات على اختلافها وكثرتها هو كلام وخطط خارج السياق».

 

ولفت بري إلى أنه من المفيد لجميع النواب والكتل أن يدركوا حجم «التحديات» الملقاة على عاتقهم، في زمن لن يحظوا فيه بـ«ترف» المناورة، ولا سيما أنّ سلاح «التعطيل» المتوافر بين أيديهم، لن يفضي سوى إلى «جريمة كبرى» بحق الوطن، الذي بات «يحتضر» بشهادة الجميع.

 

وخاطب النواب بالقول: لنكن 128 «نعم» لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها و128 «لا» للفراغ في أي سلطة، و128 «نعم» جريئة ودون مواربة للانتقال بلبنان من دولة الطوائف والمذاهب والمحاصصة إلى دولة المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص الدولة المدنية، و128 «نعم» صريحة وقوية وواحدة موحدة ضد أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية مع فلسطين المحتلة و128 «لا» للتنازل أو المساومة أو التطبيع قيد أنملة في هذه الثروات تحت أي ظرف من الظروف ومهما بلغت الضغوط. كما دعا «لحفظ حقوق المودعين كاملة وإقرار وتنفيذ كل القوانين المتصلة بمكافحة الفساد والهدر واسترداد الأموال المنهوبة.

 

وتقدم بري بالشكر لمن انتخبه، ولمن عارضوا انتخابه رئيساً للمجلس سواء بالتصويت «لا»، بورقة بيضاء، أو باختيار اسم آخر من خارج السياق المألوف أو بالاقتراع من باب «الزكزكة». وتعهد باحترام رأيهم وأي نقد بناء، وأضاف: «سوف ألقي خلفي كل إساءة وسنلاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض ونية صادقة ويد ممدودة للجميع للتعاون المخلص من أجل إنقاذ لبنان». ودعا بري لـ«الاحتكام للإرادة الوطنية الجامعة المتمثلة بقلق الناس وآلامهم وتطلعاتهم وآمالهم بالقدرة على الإنقاذ والتغيير».

 

وأكدت وقائع انتخاب نائب الرئيس وهيئة مكتب المجلس، أن البرلمان الجديد بات يضم بعد الانتخابات النيابية الأخيرة كتلاً غير متجانسة لا يحظى أي منها بأكثرية مطلقة. وفي التنافس على موقع نائب الرئيس، كانت المنافسة بين النائب إلياس بو صعب المدعوم من «التيار الوطني الحر» و«الثنائي الشيعي» ومستقلين، والنائب غسان سكاف (عن المستقلين) على دورتين متتاليتين، بعدما لم يفز أحدهما في الدورة الأولى بأكثرية 65 نائباً. وفي الدورة الثانية، فاز بو صعب بأكثرية 65 نائباً، رغم أن 11 نائباً من النواب «التغييريين» اقترعوا لسكاف المدعوم من «القوات» و«الاشتراكي» ومستقلين وسياديين، وحاز على 60 صوتاً.

 

وتحول المجلس نحو الاقتراع للأعضاء الباقين في هيئة مكتب المجلس. بدأت بانتخاب النائب آلان عون (التيار الوطني الحر) الذي حاز من الدورة الأولى على 66 صوتاً، لموقع «أمين سر»، مقابل منافسه زياد حواط (القوات اللبنانية)، وذلك بعد انسحاب مرشحي الكتلة المدنية ميشال الدويهي وفراس حمدان. وتالياً، فاز بالتزكية هادي أبو الحسن في موقع أمين سر ثانٍ (التقدمي الاشتراكي)، وفاز بالتزكية في موقع المفوضين كل من كريم كبارة (مقرب سابق من المستقبل) وآغوب بقرادونيان (الطاشناق) وميشال موسى (التنمية والتحرير).

 

وأظهرت النتائج الأخيرة أن الكتل السياسية التي كانت ممثلة في هيئة مكتب المجلس، حافظت على تمثيلها من دون أي تغيير بالحصص، رغم التغيير بوجهين. فإلى جانب بري الذي يترأس كتلة «التنمية والتحرير»، حافظت كتلته على تمثيلها بالمفوض النائب ميشال موسى، كما في البرلمان السابق، أما موقع نائب الرئيس، فكان يتبوّأه النائب السابق إيلي الفرزلي الذي كان عضواً آنذاك في تكتل «لبنان القوي»، واليوم ينتمي بو صعب للتكتل نفسها، إلى جانب النائب آلان عون (أمين السر) الذي حافظ على موقعه السابق. وفي المفوضين الباقيين، حافظ بقرادونيان على موقعه السابق، فيما وصل النائب كريم كبارة بدلاً من النائب سمير الجسر، وكلاهما مقربان من «المستقبل».

 

وأكد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أن التيار صوّت بورقة بيضاء لرئاسة المجلس، وقال: «حلو نتنافس مع بعضنا برقي وشرف وليس بالتخوين والتشكيك». وقال لدى خروجه من جلسة الانتخاب: «موقفنا معروف بالنسبة لانتخابات رئاسة المجلس النيابي وهو أنّنا وضعنا ورقة بيضاء أمّا فيما خصّ نيابة رئاسة المجلس فهذه المعركة مؤجلة منذ 4 سنوات وهكذا حصل اليوم ديمقراطيّاً وهذا يُحمّلنا مسؤولية كبيرة»، مضيفاً: «صحيح أن مرشحينا لنيابة الرئاسة وعضوية هيئة المكتب نجحا ولكن هذا لا يعني أنّ الأكثرية معنا والأيام ستبرهن أنّ الأكثرية مفهوم متحرّك ويجب تخفيف الصفقات والتسويات»، مضيفاً: «ما حصل يؤكد أن الكلام عن أقليات وأكثريات في مجلس النواب، كلام غير مستقيم». وتابع: «نحن من الدّاعين للدولة المدنيّة ولكنّ إلغاء النظام الطائفي لا يجب أن يتمّ بعشوائية بل بنظام».

 

ودعا الرئيس بري النواب إلى جلسة الثلاثاء المقبل لاختيار رؤساء وأعضاء اللجان النيابية، علماً بأن الاستحقاق المقبل الذي يتعين على البرلمان خوضه بعد انتخاب رئيسه هو المشاركة في استشارات يفترض أن يبدأها رئيس الجمهورية ميشال عون المتحالف أيضاً مع «حزب الله»، مع الكتل النيابية، على أن يسمي على أساسها شخصية سياسية تشكل حكومة جديدة.

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  سقطت العباءات وبانت الأحجام .. وتجمُّع كتل وتشظّي أخرى

عاد الرئيس نبيه بري رئيساً لمجلس النواب لولاية سابعة، واكتملت عدة هيئة مكتب المجلس الجديد على ان تتشكّل لجانه الثلاثاء المقبل، فيما انطلق العد العكسي للاستحقاق الحكومي تكليفاً ثم تأليفاً، والانتقال من تصريف الاعمال الى الافعال وما اكثرها، لنقل لبنان من حال الانهيار الى حال التعافي، وتحريراللبنانيين من نير الدولار وجنون الاسعار الذي يقضّ مضاجعهم ليلاً ونهاراً.

 

إنكشَف مجلس النواب الجديد في استحقاقه الأول على وقائع عدة تحتاج إلى مراجعات دقيقة وعميقة وسقطت عنه العباءات لتظهر الأجسام الحقيقية لكل فريق… وعلى سخونة المعركة التي تدخل للمرة الاولى بعد «إتفاق الطائف» في لعبة حسابات هَزّت كل القوى السياسية القديمة والجديدة فمن وَقعَ منها هو من لم يحسب حساباً للطرف الآخر، ومن لم يقع هو مَن فهم انّ المرحلة تقتضي التعالي والتحالف حتى لا يسقط الهيكل.

 

وقال مصدر سياسي رفيع لـ»لجمهورية»، في قراءة أولية لما حصل في مجلس النواب، «انّ «المَي كذّبت الغطاس و»الغالبية» اثبتت انها لا تزال تتحكّم بخيوط اللعبة على رغم من الجهد غير العادي لإضعاف رئيس المجلس معنوياً من خلال منع انتخابه من الدورة الاولى، امّا الواقع السياسي المُستجِد فكرّسته عملية انتخاب الياس بوصعب الذي أرسى تَموضعاً جديداً سمحَ بجلاء النتائج الفعلية للانتخابات لأنّ «المومينتوم» الحالي سيفرض توازنات مختلفة استفادت من جلسة الأمس للانطلاق في مقاربة الاستحقاقات المقبلة». وتخوّف المصدر من «ان يلجأ من لن يستطيع أن يصنع فارقاً، الى التعطيل… كمَن يُطلق الرصاص على رجله».

 

وعلمت «الجمهورية» انّ اجتماعات جانبية حصلت بعد الدورة الاولى لانتخاب بو صعب، وحصل فيها تواصل مع جهة خارجية أوعَزت لـ«نواب الثورة» لانتخاب سكاف بعد صدور نتيجة التصويت الاولى.

 

قراءات متنوعة

تنوعت القراءات والتحليلات لجلسة الاستحقاق النيابي امس وما دار خلالها من وقائع عكست طبيعة الكتل النيابية واحجامها والتوازنات، فقال فريق من السياسيين لـ»الجمهورية» انّ انتخابات رئيس المجلس ونائبه واميني السر والمستشارين «كانت يوماً ملحمياً بثلاثية نظيفة ثَبّتت الاكثرية النيابية، او أظهَرت من يملك ناصية هذه الاكثرية في المجلس النيابي الجديد، وكان يمكن لهذه الثلاثية ان تكون رباعية لو لم يفز امين السر الثاني والمستشارين الثلاثة بالتزكية».

 

واضاف هذا الفريق القريب من هذه «الثلاثية» أنّ «بقية الكتل النيابية وبينها كتلة التغييريين خسرت اولاً في رهانها على أن لا يفوز بري من الدورة الاولى، وخسرت ثانياً في معركة مرشحها غسان سكاف لمنصب نائب رئيس المجلس لأنّ الاكثرية التي أوصلت بري الى رئاسة المجلس جَيّرها بري لمرشح «التيار الوطني الحر» الياس بو صعب الذي فاز بمنصب نائب الرئيس. امّا الخسارة الثالثة فكانت بتكرار المشهد بفوز النائب ألان عون بمنصب الامين السر الاول بالاكثرية المطلقة، فيما كانت الخسارة الرابعة عندما اضطرّ التغييريون» الى سحب مرشحهم فراس حمدان لمصلحة امين السر الثاني هادي ابو الحسن الذي فاز بالتزكية، ثم امتنعوا عن ترشيح ايّ من المستشارين الثلاثة الذين فازوا بالتزكية ايضاً وصودِف انهم من لون واحد.

 

وعَلّق هذا الفريق على ما حصل لكتلة التغيريين قائلاً: «يبدو انّ هذه الكتلة ذهبت الى صَيفِيّتها باكراً». وتوقّف عند ما كتبوه من شعارات على الأوراق التي اقترعوا بها قائلين: «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله»، فشعار الشارع للشارع لكن في المجلس «في حَكي قَرايا وحَكي سرايا، وحكي القرايا غير حكي السرايا».

 

واضاف اصحاب هذه القراءة قائلين: «انّ النتائج اظهرت انّ اول تَشظّ في هؤلاء التغييريين اصاب النائب ملحم خلف حيث انهم لم يرشّحوه لنيابة رئاسة المجلس ولم يعتبروه ممثلاً لهم أصلاً، ولذلك لم يُسمع صوته خلال الجلسة. في وقت شعر بعض هؤلاء انهم يقفون على الضفة الخطأ من موضوع استحقاق رئاسة الحكومة».

 

وفي قراءة ثانية قال فريق من السياسيين انّ ما حصل في جلسة الامس اظهَر انّ موازين القوى خالفت كل الصراخ والهمروجة التي صاحَبت التحضير لهذا الاستحقاق، الى درجة انطبقَ عليها القول «ذهب الثلج وبَان المَرج».

 

واضاف هؤلاء «انّ التصويت عكس موازين القوى في وقت بَدت «القوات اللبنانية» منكفئة عن المشهد، فحاولت مع الآخرين القيام بانقلاب عبر التصويت لغسان سكاف ولكنهم فشلوا. لذلك فإنّ ما حصل قد لا يوفر لهؤلاء اي مكان في أي تسوية سواء حول اختيار رئيس الحكومة الجديدة أو في انتخاب رئيس الجمهورية».

 

ويعتبر اصحاب هذه القراءة «انّ «حزب الله» كان الرابح الأكبر في ما حصل امس بحيث انه أوصَل حليفيه الشيعي الى رئاسة المجلس والمسيحي الى نيابة الرئيس، فخاض المعركة بهدوء بعيداً عن «البروباغندا» التي أثيرت ضده داخلياً وخارجياً تحت عنوان انه مُني بهزيمة مدوية في الانتخابات النيابية الاخيرة». ولذلك يعتقد هؤلاء انّ نتيجة يوم امس وكذك نتائج الانتخابات النيابية كانت أكثر راحة للحزب من النتيجة التي حققها في انتخابات 2018».

 

وفي رأي هؤلاء «انّ الاكثرية النيابية صارت اكثرية غب الطلب حين تدعو الحاجة اليها ولم يعد هناك من ضرورة لأكثريات موصوفة، بل اكثرية تتوافَر حين يقتضي الامر بتوافرها مع فارق ما يؤمّن اسلوباً أكثر مرونة للتعاطي مع الاستحقاقات المقبلة من دون ان يكون اي فريق في موقع حَرج».

 

لكنّ قراءة المُحايدين لِما حصل تقول ان استحقاق الامس «أظهرَ فعلياً ان لا احد من القوى السياسية يمتلك اكثرية مطلقة او موصوفة في المجلس الجديد، وانّ الاكثرية ستتشكّل تبعاً للتوافق بين الكتل النيابية المختلفة على القضايا التي سيتصدى لها المجلس النيابي في جلساته العامة، ما يعني ان هذه الاكثرية ستكون «على القطعة». ورأى هؤلاء ان «الاكثرية التي توافَرت في جلسة الامس لانتخاب رئيس المجلس ونائبه ولأحد اميني السر كانت اكثرية مركّبة تكوّنت بناء على توافق الافرقاء السياسيين وكتلهم النيابية حول هذا الامر. وهذا المشهد سيتكرر في الاستحقاقات المقبلة».

 

التفصيل المُمل

وأكدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ المسعى الدؤوب الذي بَذله «حزب الله» على خط حَليفيه حركة «امل» و«التيار الوطني الحر» كان له التأثير الكبير في تَظهير النتيجة التي انتهت اليها جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه، مشيرة الى انّ الحصيلة النهائية كانت محسوبة بالتفصيل المُملّ ولم يكن هناك من مجال لأي خَلل.

 

ولفتت المصادر أنّ جلسة امس، وعلى كل تعقيداتها، هي السهل الذي تم تجاوزه اما الأصعب فهو التصدي للأزمات الحادة وإثبات أهلية المجلس الجديد لمواجهتها. واعتبرت أن عودة الدولار الى الارتفاع هو تنبيه متجدّد الى خطورة الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية التي تَستوجِب معالجة جذرية عبر استكمال الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مع ما يستوجبه ذلك من تعجيل في اختيار رئيس مكلف وتشكيل حكومة جديدة، محذّرة من انّ الترقيع لتمرير هذا الاستحقاق او ذاك لا يمكنه ضبط الدولار الّا لوقت قصير.

 

في القصر الجمهوري

وفي اول زيارة بروتوكولية له بعد انتخابه رئيسا لمجلس النواب للدورة السابعة على التوالي، زار بري رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا يرافقه نائب الرئيس المنتخب النائب الياس بوصعب وأعضاء هيئة مكتب المجلس السادة: احد أميني السر النائب الان عون والمفوضين الثلاثة ميشال موسى، هاغوب بقرادونيان، كريم كبارة، وذلك وفقاً للتقليد المتّبع. ولوحِظ غياب أمين السر الثاني عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي ابو الحسن عن الزيارة. وقالت مصادر نيابية عليمة لـ«الجمهورية» انه «تَقصّد التغيّب من دون الكشف صراحة عن السبب الذي بقي ملكاً للرئيس بري الذي تبلّغ اعتذاراً منه».

 

خلوة نادرة

وفور وصول بري الى بعبدا عقدت خلوة ثنائية بينه وبين عون وصَفتها مصادر مطلعة بأنها «نادرة» لأنها تحصل بعد طول غياب، اذ انّ بري لم يَزر عون منذ 10 أيلول تاريخ اللقاء الذي جمعهما عند صدور مراسيم تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ولم يسجل اي لقاء بينهما منذ ذلك التاريخ.

 

وبعدما استعرضَ بري ثلة من لواء الحرس الجمهوري في الباحة الخارجية، توجّه الى مكتب عون الذي استقبله عند المدخل وعقد معه خلوة هنّأه في خلالها على انتخابه متمنياً له التوفيق. وتناول البحث مواضيع تتعلق بالاستحقاقات الدستورية المرتقبة وسبل معالجة القضايا المختلفة العالقة. وبعد ذلك، توالى وصول أعضاء هيئة مكتب المجلس الذين انضمّوا الى اللقاء الذي تمنى رئيس الجمهورية خلاله ان يتمكن مجلس النواب الجديد من مواجهة التحديات الراهنة على مختلف الصعد والمساهمة في انقاذ لبنان من الازمة الاقتصادية والاجتماعية عبر سن التشريعات والقوانين اللازمة بما يحقق النهوض الاقتصادي الضروري للبلاد.

 

وبعد التقاط الصورة التذكارية، غادر بري وأعضاء هيئة مكتب المجلس مكتب رئيس الجمهورية. ورداً عما اذا كان الحديث مع عون تناول الاستشارات النيابية الملزمة، اكتفى بري بالقول: «من دون شك».

 

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان اللقاء «كان ايجابيا وانّ الصور والمداولات عبّرت عن جَو ودي بين عون وبري بعد طول غياب، وشكلت مناسبة لمناقشة المحطات المقبلة ولا سيما منها ما يتعلق بتحديد رئيس الجمهورية موعداً للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية من سيكلّفه تشكيل الحكومة الجديدة.

 

واضافت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان عون ينتظر من الامانة العامة لمجلس النواب جدولا نهائيا بالكتل النيابية وأسماء النواب المستقلين التي ستعتمد عند تحديد المواعيد الخاصة بهذه الاستشارات.

 

وكان مجلس النواب الجديد قد انتخب بري رئيسا له للمرة السابعة على التوالي، من الدورة الاولى بأكثرية 65 صوتا، في حضور جميع النواب الـ 128، والنائب الياس بو صعب نائبا للرئيس في الدورة الثانية بعد حصوله على الاكثرية المطلقة من عدد اصوات المقترعين. وحصل سجال قانوني دستوري حيال آلية الاقتراع ومواد النظام الداخلي وطريقة احتساب الاوراق البيض او الملغاة.

 

وأظهَر فرز الأصوات بعد الانتهاء من الاقتراع لبري وجود 40 ورقة ملغاة، كتب عليها: «العدالة لضحايا تفجير مرفأ بيروت، ولضحايا شرطة المجلس وللقمان سليم، والعدالة للنساء المغتصبات والعدالة للمودعين، ولشهداء زورق الموت». فيما اقترع نواب «القوات اللبنانية» بورقة كُتب عليها «الجمهورية القوية». أما الأوراق البيض فبلغ عددها 23.

 

وتكرر السجال مع انتخاب أميني سر هيئة مكتب مجلس النواب، فتم الاحتكام الى العرف، على ان يصوّت اولاً للمرشح الماروني ثم للمرشح الدرزي. وبعد السجال الطويل جرت عملية الانتخاب، ففاز النائب الان عون بالأكثرية المطلقة، فيما فاز النائب ابو الحسن بالتزكية بعد انسحاب النائب فراس حمدان. وفاز بالتزكية ايضاً المفوضون الثلاثة.

 

وقال بري في كلمة بعد انتخابه: «سنُلاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض، طَوينا صفحة الإنتخابات النيابية وفاز من فاز. وبعيداً عن احتساب الأكثرية لهذا الطرف أو ذاك لنكن 128 «نعم» لمجلس نيابي يرسّخ مناخات السلم الأهلي والوحدة الوطنية، و128 «لا» لمجلس يعمّق الإنقسام بين اللبنانيين ويعيد إنتاج مناخات الإحتراب الداخلي ويوزّعهم على محاور الإنقسام الطائفي والمذهبي، و128 «نعم» صريحة وقوية ضد أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية».

 

ولفت في اقتباس لِما كتب في الإعلام الى أنه «من المفيد لجميع النواب والكتل أن يدركوا حجم «التحديات» المُلقاة على عاتقهم، في زمن لن يحظوا فيه بـ«ترف» المناورة، لا سيما أنّ سلاح «التعطيل» المتوافر بين أيديهم لن يفضي سوى الى «جريمة كبرى» بحق الوطن، الذي بات «يحتضر» بشهادة الجميع».

 

وخاطب النواب قائلاً: «لنكن 128 «نعم» لإنجاز الإستحقاقات الدستورية في موعدها و128 «لا» للفراغ في أي سلطة، و128 «نعم» جريئة ومن دون مواربة للإنتقال بلبنان من دولة الطوائف والمذاهب والمحاصصة الى دولة المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص الدولة المدنية، و128 «نعم» صريحة وقوية وواحدة موحدة ضد أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية مع فلسطين المحتلة، و128 «لا» للتنازل أو المساومة أو التطبيع قيد أنملة في هذه الثروات تحت أي ظرف من الظروف ومهما بلغت الضغوط».

 

باسيل

وأكد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بعد الجلسة، انّ «موقفنا معروف بالنسبة لانتخابات رئاسة المجلس النيابي وهو أنّنا وضعنا ورقة بيضاء. أمّا بالنسبة الى ما خصّ نيابة رئاسة المجلس فهذه المعركة مؤجلة منذ 4 سنوات وهكذا حصل اليوم ديموقراطيًّا. وهذا يُحمّلنا مسؤولية كبيرة والحديث عن الاقلية والاكثرية غير صحيح».

 

واضاف: «حِلو نِتنافَس مع بعضنا برقيّ وشَرف، وليس بالتخوين والتشكيك». وقال: «صحيح أنّ مرشّحينا لنيابة الرئاسة وعضوية هيئة المكتب نجحا ولكن هذا لا يعني أنّ الأكثرية معنا، والأيام ستبرهن أنّ الأكثرية مفهوم متحرّك ويجب تخفيف الصفقات والتسويات».

 

«بدأنا بالسقوط»

وكان اللافت خلال الجلسة مداخلة لعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار، فقال: «إنّي لمفجوع، حيث اشعر اننا بدأنا بالسقوط من الجلسة الاولى وأطالب بالمزيد من الضبط للجلسة». أضاف: «إننا نقدّم للرأي العام من خلال تَنافرنا على مستوى المقاعد صورة لا تبشّر بالخير. الأصداء التي بلغتني من الخارج في ما يعني جلستنا هذه لا تبشّر بالخير». وختم: «ليكن الدستور هو الأساس الحاكم لأدائنا على مستوى الندوة البرلمانية».

 

وقبل الجلسة، وتحت عنوان «لن ننسى 4 آب 2020»، نظّم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت مسيرة انطلقت من أمام مرفأ بيروت نحو مجلس النواب، وشارك فيها عدد من النواب «التغييرين»، بينهم الياس جرادي، حليمة قعقور، بولا يعقوبيان، نجاة صليبا، ابراهيم منيمنة، ملحم خلف. وأكد الأهالي ضرورة «إخراج قضية المرفأ من التجاذبات السياسية، والضغط لتنفيذ مذكّرات توقيف المتهمين وإسقاط الحصانات عنهم». ووصل النواب التغييريون الى المجلس بمرافقة شعبية.

 

الدولار

مالياً، واصَل سعر صرف دولار السوق السوداء ارتفاعه أمس، حيث تراوح ما بين 31200 و 31300 ليرة لبنانية، بعد أن سجّل في وقت سابق ما بين 31000 و 31100 ليرة لبنانية.

 

وكان سعر الدولار قد بدأ بالارتفاع بعد انتهاء الجلسة النيابية بعدما كان يوازي نحو 28 الف ليرة.

 

في غضون ذلك أعلن مصرف لبنان، في بيان، أنّ «حجم التداول على منصة «Sayrafa» بلغ أمس مئة وخمسة ملايين دولار أميركي بمعدّل 24500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وفقاً لأسعار صرف العمليات التي نفذتها المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

بري «الانتقالي» رئيساً.. وجنبلاط الغائب الشريك الدائم!

إرباك التغييريين بمواجهة «الجدار الرباعي».. وتريُّث رئاسي في مواعيد المشاورات الملزمة

 

 

 

لم يخذل الحظ الرئيس نبيه برّي، بعد 30 عاماً في رئاسة المؤسسة التشريعية الأم، منذ ما بعد انتخابات العام 1992، وهي أوّل انتخابات بعد اتفاق الطائف، مروراً بكل المحطات واخطرها كانت محطة ما بعد العام 2005 عام استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وصولاً إلى حقبة الانهيار الكبير بعد 17 ت1 2019، وما تلاه من تحركات وصدامات واتهامات، من قبل الشارع الذي اوصل إلى البرلمان الجديد، الذي انتخب رئيسه ونائب الرئيس وكوَّن مطبخه التشريعي، عبر أعضاء المكتب الذي لم يغادره العوني آلان عون، والاشتراكي هادي أبو الحسن الممثلين شريكين في سلطة المجلس، أو ربما في سائر السلطات المنبثقة.

هكذا بدا برّي رئيساً انتقالياً، بين مرحلتين، سابقة ومقبلة، في السنوات الأربع من عمر ولاية المجلس الجديد، الذي تمنى له الرئيس ميشال عون، لدى استقباله برّي ونائبه الياس أبو صعب وأعضاء المكتب الجديد، ان ينجح في إنقاذ لبنان.

وبصرف النظر عن الحسابات الرقمية وهبوطها من 98 نائباً في انتخابات 2018 إلى 65 نائباً في انتخابات 2022، بدا الرئيس المخضرم، يواصل مسيرته البرلمانية، متثاقل الخطى، ويحسب ألف حساب للعبة التوازنات الجديدة – القديمة، حيث بدا ان الحليف الحقيقي لرئيس حركة أمل بعد «حزب الله» ليس التيار الوطني الحر، بل النائب السابق وليد جنبلاط، وكتلة حزبه، برئاسة نجله النائب تيمور جنبلاط، التي أبقت هالة الرئاسة بيد «الحليف» والذي لا مرشّح سواه للرئاسة الثانية نبيه برّي، فجاء نجاحه من دورة الاقتراع الأولى، بمثابة حفظ ماء الوجه، لطي صفحة وبدء صفحة جديدة، من زاوية «اننا سنلاقي الورقة البيضاء بقلب ابيض» (في إشارة واضحة لتكتل لبنان القوي) في أوّل خطاب له بعد إعادة انتخابه، مضيفاً «نعم لمجلس نيابي يرسخ مناخات السلم الأهلي والوحدة الوطنية، ولنكن 128 نائباً نعمل لمجلس «لا يعمق الانقسام بين اللبنانيين ويعيد إنتاج مناخات الإحتراب الداخلي..».

وقالت مصادر في التيار الوطني الحر ان الورقة البيضاء التي وضعت في صندوق انتخاب برّي، لم تقابل بالمثل، ومع ذلك صوت الثنائي لمصلحة مرشّح باسيل أبو صعب، ولكن في المستقبل، يمكن للاوراق البيضاء ان تلتقي مع القلوب البيضاء..

تكونت لدى مصادر سياسية صورة تشاؤمية عن مجلس النواب المنتخب، استنادا إلى وقائع جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه واعضاء مكتبه، واداء النواب القدامى والجدد، ولا سيما منهم التغييريين والمستقلين، وحتى من يسمون انفسهم بالسياديين وسجلت مجموعة ملاحظات، اولها، استطاع تحالف الثنائي الشيعي مع التيار العوني، بالسيطرة على تركيبة المجلس الجديد من خلال صفقة مقايضة، تكشفت تفاصيلها بانتخاب نبيه بري رئيسا للمجلس، مقابل انتخاب النائب الياس ابو صعب نائبا لرئيس المجلس، واستمرار النائب الان عون بمكتب المجلس، على الرغم من كل محاولات الانكار، وحملات التضليل وتبادل الاتهامات بين الطرفين، في حين دحض عدد النواب الذين اقترعوا لكل من بري وبو صعب بالتساوي، كل المواقف التي نفت حصول اتفاق مقايضة ضمنيا مسبقا بينهما، وثانياً، ظهور النواب التغييريين والمستقلين والسياديين، بحالة من التباعد والانقسام، فيما بينهم، وبدا كل منهم، وكأنه يغني على ليلاه، في حين كان ينتظر منهم الرأي العام التفاهم على حد ادنى من التنسيق، والتفاهم، لإثبات وجودهم والتاثير في مجريات الامور على نحو مغاير مما حصل بالجلسة، وثالثا، طغى على تركيبة المجلس النيابي، نواب جدد معظمهم من الشباب، تكاد تكون خبرتهم السياسية والتشريعية متواضعة، او حتى معدومة، وسجل غياب ملحوظ، لشخصيات سياسية بارزة،ولنواب مشرعين مخضرمين، ومشهود لهم عن التركيبة الجديدة، ما افقد المجلس ميزة مهمة تحلى بها في تاريخه، في حين لوحظ بوضوح تخبط باعتماد الالية الدستورية لانتخاب مكتب المجلس، ولم تفلح كل تفسيرات واجتهادات النواب الحاضرين في حسم الجدل القائم، ما ادى الى اعتماد الآلية السياسية بهذا الخصوص، والملاحظة الاخيرة، لوحظ ان بري كان، لاول مرة مرتبكا بادارة الجلسة، وتحديدا، لدى طرح انتخاب اعضاء مكتب المجلس والطريقة االمتبعة دستوريا لذلك، ما استدعى تدخلا لاكثر من نائب، لايضاح النصوص الدستورية الواجب اتباعها.

وعليه شكلت نتائج جلسة الأمس نهاية فريق قبل ان تبدأ الولاية، وحددت حجمه وافرزت الواقع المجلسي على حقيقته.. ووجد الـ13 نائباً تغييرياً أنفسهم امام أطراف أربعة قوية، ومتجذرة وهي: أمل، حزب الله، والوطني الحر والتقدمي.

بالرغم من السقوف العالية التي اطلقت من قبل اصحاب «الرؤوس الحامية» قبل ايام من انعقاد جلسة انتخاب رئيس لمجلس النواب ونائب للرئيس وهيئة المكتب، فقد فاز الرئيس نبيه بري بولاية سابعة في الدورة الاولى بـ65 صوتا مقابل 40 ورقة ملغاة منها 19 وضعتها القوات اللبنانية تحمل عبارة الجمهورية القوية، وأخرى وضعها النواب التغييريون تحمل عبارات العدالة لشهداء المرفأ والمودعين وضحايا حرس المجلس وورقتان تدعوان الى العدالة لضحايا زوارق الموت.. وسجلت ايضا 23 ورقة بيضاء غالبيتها من تكتل «لبنان القوي»، بعد ان بذل البعض كل الجهود الممكنة لتوجيه اهانة معنوية له وجعله يفوز في الدورة الثانية.

اما في الدورة الاولى لانتخابات نيابة الرئيس فأتت النتيجة كالتالي: 64 صوتا لالياس بو صعب و49 لغسان سكاف و13 ورقة بيضاء وورقتان ملغاتان. وبعد جدل حول احتساب الاوراق البيضاء والملغاة،، انتقل التصويت الى دورة ثانية تحتاج ايضا الى 65 صوتا ليفوز نائب الرئيس… وفي الدورة الثانية، آل المنصب لعضو لبنان القوي النائب الياس بوصعب بـ65 صوتا مقابل 60 صوتا لغسان سكاف ورقتين بيضاوين وورقة ملغاة حملت اسم ميشال سكاف.

وبعد جدل دستوري طويل حول كيفية التصويت لاميني سر المجلس، استحضر فيه النفس الطائفي والمذهبي، بالاضافة الى النكد السياسي فاز النائب الان عون بمنصب امين السر الماروني لمجلس النواب بـ65 صوتا مقابل 38 لزياد حواط و4 لميشال دويهي و9 اوراق بيضاء و10 اوراق ملغاة. وفاز هادي أبو الحسن أمينا للسر عن المقعد المخصص عرفاً للموحدين الدروز بالتزكية. وفاز النواب أغوب بقرادونيان وميشال موسى وكريم كبارة في عضوية هيئة مكتب البرلمان بالتزكية.، وقد لوحظ في هذا السياق ان النواب التغييريين كانوا مشرذمين من دون قرار موحد وان كانت النائب بولا يعقوبيان قد اظهرت نفسها على انها الناطق الرسمي باسم هؤلاء من خلال اعلانها ترشيح ميشال دويهي، وفراس حمدان الى امانة السر ومن ثم طلب سحبهما خلال عملية الاقتراع.

ومن خلال مجريات الجلسة تأكد ان الاكثرية لم تنتقل من ضفة الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر الى اي ضفة اخرى لا بل تحولت الى اكثرية متحركة، وتحالفات متحركة وهذا الامر تجسد في عملية الاقتراع لنائب الرئيس واميني السر، حيث توحد نواب الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات ومعظم «التغيريين» ولم يفوزوا بوجه بو صعب.

كما ان الجلسة اظهرت تباينا واضحا بن نواب «الكتائب» و«القوات» بعد ان تصرف نواب الكتائب على انهم في صفوف «التغييريين»، ويمكن الاستخلاص من الجلسة انها كانت جلسة مفصلية بين مرحلتين الأولى التي طويت بالأمس، والثانية ستبدأ جدياً بعد انتخاب اللجان الثلاثاء المقبل.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه ليس صحيحا أن تأخيرا سيطال تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وأكدت أن السلاسة التي رافقت الأستحقاق امس في مجلس النواب يفترض أن تستتبعها مشاورات لتكليف شخصية تشكل الحكومة ورأت أنه لا بد من الاستفادة من هذه السلاسة.

لكن أوساط مراقبة أشارت الى ان ما حصل في مجلس النواب يعزز التأكيد أن المقايضات لها الكلمة الفصل، ولفتت إلى أن معظم الكتل ستعمد إلى إجراء تقييم لما حصل في جلسة مجلس النواب أمس قبل المشاركة في الاستشارات النيابية الملزمة.

ورأت أنه ليس واضحا إذا كان موعد الاستشارات يسبق الجلسة النيابية الأسبوع المقبل أو أنه يأتي بعدها.

وأظهرت الجلسة الاولى للمجلس النيابي ولو كانت إنتخابية لهيئة مكتب المجلس من رئيس ونائب رئيس واميني سر وثلاثة مفوضين، ان تركيبته فعلا بمثابة بيت بمنازل كثيرة وليس وحدات متجانسة بين اكثرية واقلية كما قيل، وثبت ان لا اكثرية فيه كما إدّعى البعض بل مجموعة اقليات تشتغل على القطعة وحسب الموضوع والمصلحة السياسية والانتخابية، لذلك ظهر نواب قوى التغيير والمجتمع المدني وبعض المستقلين متحدين بعدم التصويت للرئيس نبيه بري لولاية رئاسية سابعة ففاز بالاكثرية المطلقة اي النصف زائد واحد (65 صوتا) من اصوات نواب المجلس الذين حضروا جميعاً ولم يتغيب احد، بينما خسرت هذه القوى بتشرذمها وتعدد مواقفها مركز نائب الرئيس الذي فاز به ممثل التيار الوطني الحرالياس بو صعب، ايضاً بـ 65 صوتاً في دورة الاقتراع الثانية على منافسه الدكتور غسان سكاف بعد تصويت عدد من النواب المستقلين له، وايضاً خسرت عضوية هيئة المكتب ففاز بها نواب من القوى السياسية التقليدية اي حركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر والطاشناق. بينما ظهر ان عدداً لا بأس به من النواب المستقلين لا يميل الى التعاطي بشكل كافٍ ومطلق مع «قوى التغيير والسياديين»، بل هم غردوا خارج سرب هؤلاء ووفق مصالحهم السياسية مع القوى التقليدية.

واوضح النائب هادي ابو الحسن لـ «اللواء» في تقييمه للجلسة، ان النائب الياس بو صعب كان يحوز 57 صوتا من اصوات قوى الممانعة وتفاهم مار مخايل، فليخبرنا «السياديون والتغييريون» من اين جاء بالاصوات الاضافية للفوز؟ والنائب زياد حواط نائب سيادي بمفهومهم لماذا لم يقترعوا له واقترعوا للنائب الان عون او وضعوا اوراقاً بيضاء؟ وقال: لقد جاؤوا الى المجلس لإفتعال عراضة شعبوية بدءاً من مسيرتهم من المرفأ الى رفع صور شهداء الانفجار، وكانت مسرحية فاشلة قام بها هؤلاء وعليهم ان يلاقوا «الاوادم» في المجلس لإنجاح العمل وتحقيق التغيير.

واضاف ابو الحسن: ليخبرنا نواب التغيير كيف سيكسرون النظام الطائفي وما هي خطتهم لكسر هيمنة السلاح؟.

وقد عبر رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عن هذا الجو النيابي بالقول لدى خروجه من جلسة الإنتخاب: صحيح أن مرشحينا لنيابة الرئاسة وعضوية هيئة المكتب نجحا، ولكن هذا لا يعني أنّ الأكثرية معنا والأيام ستبرهن أنّ الأكثرية مفهوم متحرّك ويجب تخفيف الصفقات والتسويات. وما حصل يؤكد ان الكلام عن اقليات واكثريات في مجلس النواب، كلام غير مستقيم.

وتابع: نحن من الدّاعين للدولة المدنيّة ولكنّ إلغاء النظام الطائفي لا يجب أن يتمّ بعشوائية بل بنظام.

واكد «ان التيار صوّت بورقة بيضاء لرئاسة المجلس، وقال: «حلو نتنافس مع بعضنا برقيّ وشرف وليس بالتخوين والتشكيك». وموقفنا معروف بالنسبة لانتخابات رئاسة المجلس النيابي وهو أنّنا وضعنا ورقة بيضاء، أمّا في ما خصّ نيابة رئاسة المجلس فهذه المعركة مؤجلة منذ 4 سنوات وهكذا حصل اليوم ديمقراطيّاً وهذا يُحمّلنا مسؤولية كبيرة.

الجلسة

وفي وقائع الجلسة، تم انتخاب نبيه بري رئيسا لمجلس النواب لولاية سابعة بـ 65 صوتاً، مقابل 40 ورقة ملغاة منها 19 وضعتها القوات اللبنانية تحمل عبارة الجمهورية القوية، وأخرى وضعها النواب التغييريون تحمل عبارات العدالة لشهداء المرفأ والمودعين وضحايا حرس المجلس وورقتان تدعوان الى العدالة لضحايا زوارق الموت… وسجلت ايضا 23 ورقة بيضاء.

وألقى بري كلمة بعد إنتخابه قال فيها: سنلاقي الورقة البيضاء بقلب أبيض، طوينا صفحة الإنتخابات النيابية وفاز من فاز وبعيداً عن إحتساب الأكثرية لهذا الطرف أو ذاك لنكن 128 «نعم» لمجلس نيابي يرسخ مناخات السلم الأهلي والوحدة الوطنية، و128 «لا» لمجلس يعمق الإنقسام بين اللبنانيين ويعيد إنتاج مناخات الإحتراب الداخلي ويوزعهم على محاور الإنقسام الطائفي والمذهبي و128 «نعم» صريحة وقوية ضد أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية.

ودعا الى «الإحتكام للإرادة الوطنية الجامعة المتمثلة بقلق الناس وآلامهم وتطلعاتهم وآمالهم بالقدرة على الإنقاذ والتغيير»، معتبراً أنَّ «أي خطط ووعود وبرامج لا تقدم الحلول للأزمات على إختلافها وكثرتها هو كلام وخطط خارج السياق».

ولفت في إقتباس لما كتب في الإعلام الى أنه «من المفيد لجميع النواب والكتل أن يدركوا حجم «التحديات» الملقاة على عاتقهم، في زمن لن يحظوا فيه ب«ترف» المناورة، ولا سيما أنّ سلاح «التعطيل» المتوافر بين أيديهم، لن يفضي سوى الى «جريمة كبرى» بحق الوطن، الذي بات يحتضر بشهادة الجميع».

وخاطب النواب بالقول: «لنكن 128 «نعم» لإنجاز الإستحقاقات الدستورية في موعدها و128 «لا» للفراغ في أي سلطة، و128 «نعم» جريئة ودون مواربة للإنتقال بلبنان من دولة الطوائف والمذاهب والمحاصصة الى دولة المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص والدولة المدنية، و128 «نعم» صريحة وقوية وواحدة موحدة ضد أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية مع فلسطين المحتلة و128 «لا» للتنازل أو المساومة أو التطبيع قيد أنملة في هذه الثروات تحت أي ظرف من الظروف ومهما بلغت الضغوط».

أما في الدورة الاولى لانتخابات نيابة الرئيس فأتت النتيجة كالتالي: 64 صوتا لالياس بو صعب و49 لغسان سكاف و13 ورقة بيضاء وورقتان ملغيتان. وخلال جدل حول احتساب الاوراق البيضاء والملغاة، قال النائب جورج عدوان: الدستور كان واضحا وتكلم عن المقترعين لذلك قبل الفرز قال رئيس مجلس النواب إن عدد المقترعين هو ١٢٨ مقترعا، فتكون الأكثرية المطلقة ٦٥ ولا علاقة للأوراق الملغاة بهذا الأمر. وعليه، انتقل التصويت الى دورة ثانية تحتاج ايضا الى 65 صوتا ليفوز نائب الرئيس.

وفي الدورة الثانية، تم انتخاب عضو لبنان القوي النائب الياس بوصعب بـ 65 صوتا مقابل 60 صوتا لغسان سكاف بعدما توحدت أغلب اصوات قوى التغيير والمستقلين لكن بعد فات الاوان، وورقتان بيضاوان وورقة ملغاة حملت اسم ميشال سكاف. على الاثر شكر بوصعب «اعضاء المجلس والزميل غسان سكاف على المنافسة الشريفة».

ودار سجال في مجلس النواب حول الآلية القانونية لانتخاب أمين السر، بحيث أكد الرئيس نبيه بري أن انتخاب عضوي أمانة السر، يجري بالتصويت كل على حدة. وقال: في نص ما في اجتهاد، وسيتم انتخاب امناء السر الواحد تلو الاخر.

وفاز النائب الان عون بمنصب امين السر الماروني لمجلس النواب بـ65 صوتا مقابل 38 لزياد حواط و4 لميشال دويهي و9 اوراق بيضاء و10 اوراق ملغاة. وفاز بالتزكية هادي أبو الحسن أمينا للسر عن المقعد المخصص عرفاً للموحدين الدروز بعد ترشيح النائب فراس حمدان، إثر نقاش اتسم بالحدة حول الميثاقية الطائفية اثاره ابو الحسن وطالب بالذهاب الى قوانين الغاء الطائفية وقانون جديد للاحوال الشخصية اذا لم يتم اعتماد الميثاقية منتقدا البطولات والعراضات الوهمية، عندها اعلنت النائب بولا يعقوبيان انسحاب حمدان من التنافس.

وفاز النواب آغوب بقرادونيان وميشال موسى وكريم كبارة في عضوية مفوضين في هيئة مكتب البرلمان بالتزكية.

ودعا الرئيس بري النواب الى جلسة الثلاثاء المقبل لاختيار رؤساء وأعضاء اللجان النيابية.

وقال النائب جورج عدوان: ان من يسمّون أنفسهم تغييريين قالوا لنا إنّهم لن يصوّتوا لسكاف في الدورة الأولى ولكن في الدورتين الثانية والثالثة سيصوّتون له، بينما قالت النائبة حليمة قعقور: ان النواب التغييريين وعددهم 13 عقدوا اجتماعات عدة قبل الجلسة النيابية للذهاب اليها يداً واحدة، لكن التكتل النيابي لم ينتهِ التحضير له بعد واتفقنا على الرسائل التي قمنا بتوجيهها في الجلسة، وان من بين النواب التغييريين كان هناك 7 قرروا الاقتراع لغسان سكاف و6 ضده وأنا من بينهم ولكن في الدورة الثانية اقترعنا جميعنا لسكاف.

وقال النائب غسان سكاف قبل حصول الإنتخابات: التصويت الفردي هو الذي سيصنع الفرق ونأمل أن يقوم التغييريون بواجبهم الوطني.

اما النائب وليام طوق فرفض القاء البعض مسؤولية الفشل على غيرهم، وقال في بيان: لم تكد تنتهي جلسة مجلس النواب حتى سارع أصحاب التوقعات وقارئو الارقام الى إجراء الحسبة التي تتناسب ورغباتهم، مطلقين العنان لتحريف الحقائق ومحاولة تضليل الرأي العام. وعليه، فإنني بعد مشاركتي في اولى جلسات المجلس النيابي اليوم كنائب منتخب عن بشري الجبة، كنت الصوت الأبيض الأمين على خيارات أهلي والصادق المنسجم مع قناعاتي وخياراتهم السياسية.

أضاف: كم تمنيت لو شهدت جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب منافسة فعلية بين عدة مرشحين لهذا المنصب بهدف تحقيق مبدأ الخيار الديمقراطي الحر. لأنه لو تأمنت المنافسة المشروعة لظهرت خبايا بعض القوى السياسية التي تدعي استقلالية القرار، وهي كانت قد اصطفت الى جانب التسويات ولجأت الى المخارج السياسية وليس الديمقراطية منها. وليس مستغرباً ان تلجأ هذه القوى ومنذ الجلسة الاولى، الى إلقاء فشلها ورمي التهم في وجه الاخرين لا بل الاقتراع عنهم في الصندوق كما تظهر في عملية الانتخاب. وعوضا عن مد جسور التعاون النيابي لما فيه مصلحة بلادنا اتخذت هذه القوى دور تزييف الحقائق وبث الشائعات وعبر طرق مختلفة.

واعلن حزب الكتائب في بيان قبل الجلسة، أن نواب حزب الكتائب يتوجّهون للاقتراع بورقة بيضاء لموقع رئاسة المجلس النيابي. وقال البيان: بعد مشاورات طويلة دامت حتّى صباح اليوم (امس)، توصّل نواب الكتائب مع الكتل المعارِضة والنواب المستقلين إلى شبه اجماع على انتخاب الدكتور غسان سكاف لموقع نائب رئيس المجلس، وذلك حرصاً على توحيد الصوت المعارض ومنعاً لمحاولة الانقلاب على ارادة الشعب اللبناني بالتغيير التي عبّر عنها في الانتخابات النيابية.

وقبل الجلسة، وتحت عنوان «لن ننسى 4 آب 2020»، نظّم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت مسيرة انطلقت من أمام مرفأ بيروت نحو مجلس النواب، وشارك فيها عدد من النواب «التغييريين»، بينهم الياس جرادي، حليمة قعقور، بولا يعقوبيان، نجاة صليبا، ابراهيم منيمنة، ملحم خلف. وأكد الأهالي ضرورة «إخراج قضية المرفأ من التجاذبات السياسية، والضغط لتنفيذ مذكرات توقيف المتهمين وإسقاط الحصانات عنهم». ووصل النواب التغييريون الى المجلس بمرافقة شعبية.

عند عون

وزار بري بعد انتهاء الجلسة رئيس الجمهورية العماد ميشال في قصر بعبدا في زيارة بروتوكولية، واليهما انضم نائب رئيس المجلس الياس بوصعب وهيئة مكتب المجلس الجديدة.

ورداً على سؤال عما اذا بحث مع رئيس الجمهورية في موضوع الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة اكتفى بري بالقول خلال مغادرته القصر «من دون شك».

رقصة الحرس

واحتشد عناصر حرس رئاسة المجلس النيابي، ببزاتهم الرسمية، في محيط قصر عين التينة عقب اعلان فوز الرئيس نبيه بري بولاية سابعة. وعلت «هيصات» العسكريين وحرس بري الشخصي، بحضور «فرقة دبكة»، وذلك احتفالاً بفوز بري المحسوم.

ميقاتي والكهرباء

وموضوع الكهرباء، كان الموضوع البارز في إطلالة الرئيس نجيب ميقاتي على قناة «الجديد» إذ أشار إلى ان الرئيس ميشال عون شريكي الدستوري، مشيراً بأداء ان الوزير وليد فياض وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، كاشفاً عن التوصّل إلى حل قريب مع فياض، لبحث دفتر شروط يسمح باصداره مرسوم استثنائي للإتيان بكهرباء يحتاج إليها البلد..

وأكد ميقاتي أنه «هناك قرارات إستثنائية سيتخذها مجلس الوزراء بشأن بعض الأمور الأساسية التي تهمّ البلد حتى وإن كنا في مرحلة تصريف أعمال».

وتابع قائلاً: «لن أتردد بالقيام بأي خطوة وطنية لأن البلد يحتاجُ الكثير».

وأشار إلى أنه «تم اختيار التعامل مع شركة كهرباء فرنسا باعتبار أنها أكثر علماً بالشبكة الكهربائية في لبنان التي تحتاج لتأهيل وتحديث».

وأضاف: «المستغرب هو سحب بند التغويز مع بند العروض وجرى بعدها «التحجج» بأزمة أوكرانيا علماً أن الأزمة كانت قبل بدء العمل على بند التغويز».

وتابع قائلاً: «وزير الطاقة عندما سألته عن سبب سحب بندي الكهرباء قال لي «انت خربتا عندما قلت في مقابلة أن المشكلة في 5 أحرف» وكان يقصد معمل سلعاتا».

وأردف قائلاً: «طلب مني رئيس الجمهورية تأجيل بندي الكهرباء إلى ما بعد الإنتخابات وأنا على تنسيق مع الرئيس وعلاقتي جيدة معه فأجلته على مبدأ «انو تأخرت سنين ما بتفرق عأسبوع» لكن لا يمكنني أن أجزم أن الرئيس أو باسيل هما من طلبا سحب البند لأنني لا أملك معطيات».

وأضاف: «أبرئ وليد فياض من البيانات التي كُتبت فـ«نفسُه» غير موجود فيها وهناك «مطبخ» كتب هذه التقارير إما في ميرنا الشالوحي أو في القصر الجمهوري».

ونفى ان يكون هناك مشروع تجنيس يعد في بعبدا، وهو ليس بوارد الموافقة لكنه استدرك لا بدّ من ان يكون العدد محدوداً جداً..وتزامناً مع بدء تطبيق تعميم المصرف المركزي الذي يتيح لجميع حاملي الليرة اللبنانية من مواطنين ومؤسسات ويريدون تحويلها إلى الدولار التقدم بهذه الطلبات إلى المصارف وذلك على سعر منصة صيرفة الذي سجّل 24600 ليرة، واجهت الأسواق مزيدا من التقلّبات السريعة في سعر صرف الدولار نزولاً وارتفاعاً، فيما واجهت بعض المصارف حالة ضياع لناحية طريقة التعاطي مع تعميم مصرف لبنان، فهناك بنوك لم تبدأ بعد العملية لأنها كانت تعمل وفق تحديد سقف معيّن للتحويل شهرياً مثلاً بين 200 و500 دولار، وهناك مودعون تخطّوا السقف الخاص بهم تبعاً لوديعتهم، وهذه الفئة لم يتخذ القرار بحقها سريعاً لناحية استفادتها من التحويل أم لا.

وفي مدينة صور، أقدم أحد زبائن بنك «فينسيا» فرع صور على تحطيم الزجاج داخل صالة الزبائن بسبب امتناع المصرف من إعطائه الأموال التي حوّلها أمس من الليرة اللبنانية إلى الدولار على سعر منصة «صيرفة» من أجل الاستفادة من التعميم رقم 161.

وقطع عدد من المحتجين الطريق في قصقص بالاطارات المشتعلة احتجاجاً عى انقطاع التيار الكهربائي.

66 إصابة

صحياً، سجلت 66 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالتي وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1099265 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

بري رئيسا للبرلمان اللبناني للعام الـ 30 على التوالي

 بو صعب نائبا للرئيس بأصوات «أمل» في جلسة برلمانية تاريخية فرض «التغييريين» ايقاعها

 لا موعد محدد للاستشارات النيابية بانتظار تفاهم ضمني على رئيس للحكومة… والدولار يعاود الإرتفاع – بولا مراد

 

هي جلسة برلمانية «تاريخية» شهدتها القاعة الرئيسية لمجلس النواب اللبناني يوم أمس. فالقوى التي اعتادت الاتفاق في ما بينها خارج قاعاته لتعمم على النواب التابعين لها «البصم» خلال انعقاد الهيئة العامة، فوجئت يوم أمس بنمط جديد من العمل النيابي فرضه النواب التغييريون وعدد من نواب المعارضة. وبدت المفاجأة واضحة من خلال طريقة ادارة رئيس المجلس نبيه بري للجلسة بحيث أخذ وعدد من النواب يدققون بمواد دستورية لتحديد كيفية انتخاب أعضاء هيئة المجلس الذين كانوا يفوزون عادة بالتزكية بعد الاتفاق على أسمائهم في اوقات سابقة.

 

وفيما استفز الهرج والمرج اللذين تخللا جزءا لا بأس به من الجلسة عددا من النواب مطالبين بـ»المزيد من ضبط الجلسة»، أكد أحد نواب «التغيير» لـ «الديار» ان على «قوى المنظومة أن تعتاد نمطا جديدا من العمل النيابي بعيدا عن منطق البصم والتسويات والمحاصصة»، مشددا على ان «اللعبة الديمقراطية من الآن وصاعدا ستأخذ مجراها وسنكون الكتلة التي تخرّب اتفاقاتهم لما فيه خير ومصلحة البلد والمواطنين».

 

وانتُخب بري رئيسا لمجلس النواب لولاية سابعة وللعام الـ30 على التوالي بـ 65 صوتا وتم إحصاء 40 ورقة ملغاة منها 19 وضعتها «القوات اللبنانية» تحمل عبارة «الجمهورية القوية»، وأخرى وضعها نواب التغيير تحمل عبارات مرتبطة بالعدالة. اما نائب الرئيس الياس بو صعب ففاز بدورة ثانية بعد حصوله على 65 صوتا مقابل 60 للنائب غسان سكاف ورقتين بيضاء وورقة ملغاة. كذلك انتُخب النائب الان عون لمنصب امين السر الماروني لمجلس النواب بـ65 صوتا مقابل 38 لزياد حواط و 4 لميشال دويهي و 9 اوراق بيضاء و 10 اوراق ملغاة. وفاز هادي أبو الحسن أمينا للسر عن المقعد المخصص عرفاً للموحدين الدروز بالتزكية. وفاز  النواب أغوب بقرادونيان وميشال موسى وكريم كبارة في عضوية هيئة مكتب البرلمان بالتزكية.

 

وكان لافتا تصويت كل نواب «أمل» لابو صعب مقابل تصويت 3 من تكتل «الوطني الحر» لبري. وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» انها تسوية عمل عليها حزب الله. بالمقابل اكدت مصادر قريبة من الوطني الحر، أن «التيار» التزم بكامل نوابه بالورقة البيضاء في انتخابات رئاسة المجلس ولم يصوّت للرئيس نبيه بري بالرغم من الاشاعات والتسريبات التي شغلت الرأي العام في الايام الماضية.

 

واضافت «فقد وصل عدد الاوراق البيضاء الى ٢٣ والمعروف ان عدد نواب التيار هو ١٧».

الأكثرية الحقيقية

 

وبالرغم مما اعتبرته «تهريجا ومسرحيات البلد في غنى عنها في المرحلة الراهنة»، أكدت مصادر قريبة من حزب الله ان «ما حصل يوم أمس كان أول اختبار لحقيقة أحجام الكتل بعد الانتخابات النيابية، ودحض كل الاقاويل عن أكثرية تمتلكها القوى المناوئة للحزب»، وشددت المصادر في حديث لـ «الديار» على ان «نتائج التصويت يوم أمس حسمت ان حزب الله وحلفائه أكثرية وهم 62 نائبا يضاف اليهم 3 حسب الاستحقاق والملف، اما القوى المناوئة للحزب اي «القوات» وحلفائه فلا يبلغ عدد نوابهم اكثر من38 والبقية هم 13 نائبا لـ «التغيير» و 15 مستقلين». وأضافت المصادر: «الأصوات التي نالها زياد حواط هي الاصوات الكفيلة بتحديد حجم القواتيين وحلفائهم الذين يتبعون للخارج وينفذون اجندات خارجية وهم أقلية». ونبهت المصادر من «ردة فعل» قد يقوم بها «القوات» وحلفائه الخارجيين نتيجة خسارتهم المدوية يوم أمس لأن ما حصل يؤكد انهم أوهموا الناس بما ليس حقيقة».

 

ولا يبدو ان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل يؤيد المصادر بحديثها عن أكثرية لصالح فريق معين، اذ اعتبر في تصريح يوم أمس بعد جلسة الانتخاب أن «ما حصل يؤكد ان الكلام عن اقليات واكثريات في مجلس النواب، كلام غير مستقيم. صحيح أن مرشحنا النائب الياس بوصعب لنيابة رئاسة المجلس وامين السر نجحا، لكن ذلك لا يعني أننا الاكثرية».

 

من جهتها، اعتبرت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان ما شهده مجلس النواب يوم أمس «يؤكد اننا مقبلون على مرحلة شد حبال غير مسبوقة، باعتبار ان لا أكثرية ولا أقلية لأي فريق الا بالخيار الاستراتيجي الكبير، اذ يبدو واضحا ان لا أكثرية ضد حزب الله وسلاحه، لكن المقابل لا اتفاق وتفاهم ورؤى موحدة حول كيفية مقاربة كل الملفات الأخرى». وتضيف المصادر عبر «الديار»:»يوم أمس صوت نواب عكار السنة لنبيه بري ولكن من يضمن ان يصوتوا غدا لقرارات ومشاريع يؤيدها «الثنائي الشيعي» وحلفائه؟»

  لا استشارات قريبة

 

وبانتظار استيعاب الواقع النيابي الجديد الذي تجلى بأبهى حلله في جلسة الاثنين، بدأت النقاشات حول تكليف رئيس يشكل حكومة جديدة. وبحسب معلومات «الديار» هناك توجهين رئيسيين للتعامل مع هذا الاستحقاق، اولهما يدفع باتجاهه رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يسعى لاتفاق «سلة واحدة» يشمل الرئيس المكلف، الحكومة شكلها ومواصفاتها وتوزيع الحصص اضافة للتعيينات الرئيسية كقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان، وهو لذلك أخر موعد جلسة انتخاب اللجان النيابية الاسبوع المقبل علما انه كان يمكن ان يدعو لها هذا الاسبوع.

 

أما التوجه الثاني والذي يتمسك به حتى الساعة بشكل رئيسي النائب باسيل، فيقول بالسير بكل استحقاق على حدة لأنه خلاف ذلك قد يتطلب التفاهم على «سلة واحدة» أشهرا فينقضي ما تبقى من عهد الرئيس عون من دون حكومة. وبكلا الحالتين لا يبدو انه سيكون هناك استشارات قريبة كما يطمح النواب التغييريين، الذي قال أحدهم لـ «الديار»: «يفترض الدعوة لهذه الاستشارات اليوم قبل الغد. سنضغط في هذا الاتجاه ولن نسمح بعقد صفقات جانبية يوزعوا من خلالها المغانم في ما بينهم. وان كان موقفنا الواضح والصريح رفض المشاركة بأي حكومة مع قوى المنظومة وتأكيدنا على التواجد في صفوف المعارضة التي سنمارسها بشراسة».

 

وردا على سؤال عن موعد دعوة الرئيس عون للاستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة، قالت مصادر الرئاسة الأولى لـ «الديار» انه «بمرحلة أولى ننتظر ان تصلنا من الأمانة العامة لمجلس النواب لائحة بتوزيع الكتل وفق التركيبة المجلسية الجديدة ليتم بعدها التشاور مع الرئيس بري وتحديد موعد للاستشارات التي يمكن التأكيد ان لا موعد محدد لها حتى الساعة».

  الدولار يحلق مجددا

 

وعلى وقع السجالات السياسية والكباش بين قوى المنظومة وقوى المعارضة، واصل سعر صرف الليرة يوم أمس انهياره فلامس خلال ساعات النهار الـ 30 ألفا للدولار الواحد بعدما كان انخفض لـ27 ألفا نهاية الاسبوع نتيجة تدخل المصرف المركزي. وفي هذا الاطار أكدت مصادر مالية لـ «الديار» ان سعر الصرف لا يمكن ان يشهد استقرارا نظرا لقدرة «المركزي» المحدودة على التدخل، مرجحة ان يواصل تأرجحه. واضافت: «لكن لا يمكن توقع ما يحصل خلال اسبوعين مثلا خاصة اذا كنا مقبلين على تأزم سياسي واسع وعدم قدرة على تشكيل حكومة بوقت سريع».

 

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

المجلس انتخب .. ماذا عن موعد استشارات التكليف ؟  

نبيه بري رئيسا لمجلس النواب والياس بوصعب نائبا له وهيئة مكتب المجلس من اللون السياسي نفسه. ماذا تعني عمليا هذه المعادلة في كتاب السياسة اللبنانية وتحديدا بعد فصل الانتخابات البرلمانية التي قلبت الاكثرية اقلية والعكس. بعيدا من الارقام والمسايرات والتسويات التي ابرمت والارقام  التي اعادت بري الى ولاية سابعة وكرست بو صعب نائبا له في تسوية واضحة تثبتها الارقام، وأبعد من لغة حزب الله الفوقية في المجلس النيابي في حق النواب الجدد، وتحديدا ما قاله النائب حسن فضل الله، اكد المشهد الاول لالتئام برلمان الـ2022 ان توزع اهداف السياديين والتغييريين من النواب القدامى والجدد، ولئن اجتمعوا جميعا تحت السقف السيادي، لن تمكنّهم من ترجمة التغيير المنشود واثبات اكثريتهم ومفهوم التوازنات الجديدة بالفعل، بعدما تمكن فريق المنظومة الحاكمة التي تسببت بالانهيار الكبير وحوّلت شعبه الى ثاني اتعس شعوب العالم من حصد مقاعد رئاسة مجلس النواب ونيابته وعضوية هيئة مكتب المجلس.

 

بتشريح سريع للمشهد البرلماني، نتيجة واحدة أمكن الوصول اليها. ان نواب التغيير الـ13، ان صحّ انهم صوتوا بالابيض او حتى بالعبارات التي يرفعها كل سيادي في لبنان مطالبة بالعدالة فقد اسهموا او تسببوا بفوز فريق السلطة بالبرلمان في لحظة كان يقتضي الواجب بدء مسار قبع المنظومة لبلوغ العدالة المرجوة ودولة القانون التي يريدون، ما يؤشر الى ضرورة اعادة تنظيم الصف ووحدة الموقف في الاستحقاقات الدستورية المقبلة، والا فإن المنظومة اياها ستعود اقوى مما كانت.

 

بري وبوصعب

 

الحدث اذا كان في مجلس النواب امس، حيث عاد الرئيس نبيه بري الى سدة الرئاسة الثانية وفاز عضو تكتل لبنان القوي النائب الياس بوصعب بنيابة الرئاسة في اتفاق ضمني بين حركة امل والتيار الوطني الحر رعاه حزب الله، من الدورة الثانية بعد معركة قاسية بينه والنائب غسان سكاف… انتُخب نبيه بري اذا رئيسا لمجلس النواب لولاية سابعة بـ65 صوتا وتم إحصاء 40 ورقة ملغاة منها 19 وضعتها القوات اللبنانية تحمل عبارة الجمهورية القوية، وأخرى وضعها النواب التغييريون تحمل عبارات العدالة لشهداء المرفأ والمودعين وضحايا حرس المجلس وورقتان تدعوان الى العدالة لضحايا زوارق الموت.. وسجلت ايضا 23 ورقة بيضاء، علما ان بري كان حاول بداية عدم تلاوة ما كتب على الاوراق الملغاة ما دفع النواب الذين وضعوها الى رفع الصوت، فرضخ بري.

 

وسجل اطلاق نار كثيف في بيروت والجنوب بعيد انتخاب بري.

 

في الدورة الثانية

 

اما في الدورة الاولى لانتخابات نيابة الرئيس فأتت النتيجة كالتالي: 64 صوتا لالياس بو صعب و49 لغسان سكاف و13 ورقة بيضاء وورقتان ملغاتان. وخلال جدل حول احتساب الاوراق البيضاء والملغاة، قال النائب جورج عدوان: الدستور كان واضحا وتكلم عن المقترعين لذلك قبل الفرز قال رئيس مجلس النواب إن عدد المقترعين هو ١٢٨ مقترعا، فتكون الأكثرية المطلقة ٦٥ ولا علاقة للأوراق الملغاة بهذا الأمر. وعليه، انتقل التصويت الى دورة ثانية تحتاج ايضا الى 65 صوتا ليفوز نائب الرئيس… وفي الدورة الثانية، آل المنصب لعضو لبنان القوي النائب الياس بوصعب بـ65 صوتا مقابل 60 صوتا لغسان سكاف ورقتان بيضاوان وورقة ملغاة حملت اسم ميشال سكاف. على الاثر شكر بوصعب «اعضاء المجلس والزميل غسان سكاف على المنافسة الشريفة».

 

امينا السر

 

وبعد جدل دستوري طويل حول كيفية التصويت لاميني سر المجلس، فاز النائب الان عون بمنصب امين السر الماروني لمجلس النواب بـ65 صوتا مقابل 38 لزياد حواط و4 لميشال دويهي و9 اوراق بيضاء و10 اوراق ملغاة. وفاز هادي أبو الحسن أمينا للسر عن المقعد المخصص عرفاً للموحدين الدروز بالتزكية. وفاز  النواب أغوب بقرادونيان وميشال موسى وكريم كبارة في عضوية هيئة مكتب البرلمان بالتزكية.

 

زيارة عون واللجان

 

وقبل ان يتوجه الى قصر بعبدا حيث استقبله الرئيس ميشال عون، وانضم اليهما بو صعب واعضاء هيئة مكتب المجلس، وقال بعد المغادرة ان البحث تطرق الى الاستشارات النيابية الملزمة، دعا الرئيس بري النواب الى جلسة الثلاثاء المقبل لاختيار رؤساء وأعضاء اللجان النيابية، فيما كانت شرطة المجلس تحتفل في عين التينة بالفوز بالرقص وقرع الطبول.

 

لن ننسى

 

وقبل الجلسة، وتحت عنوان «لن ننسى 4 آب 2020»، نظّم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت مسيرة انطلقت من أمام مرفأ بيروت نحو مجلس النواب، وشارك فيها عدد من النواب «التغييرين»، بينهم الياس جرادي، حليمة قعقور، بولا يعقوبيان، نجاة صليبا، ابراهيم منيمنة، ملحم خلف. وأكد الأهالي ضرورة “إخراج قضية المرفأ من التجاذبات السياسية، والضغط لتنفيذ مذكرات توقيف المتهمين وإسقاط الحصانات عنهم». ووصل النواب التغييريون الى المجلس بمرافقة شعبية.

 

المحروقات

 

معيشيا، وفي انتظار انطلاق قطار تشكيل الحكومة الانقاذية الموعودة، صدر صباح امس جدول جديد بأسعار المحروقات، ولحظ ارتفاعاً طفيفاً في سعر البنزين، وتراجعاً كبيراً في سعرَي الغاز والمازوت.

 

وامس عاود الدولار صعوده متخطيا عتبة ال ٣٠ الف ليرة مجددا مع الخشية بتذرع التجار بذلك كي لا يخفضوا الاسعار كما وعدوا ابتداء من اليوم الاربعاء. كما يخشى ان تصدر وزارة الطاقة جدولا للمحروقات يرفع  الاسعار مجددا.

 

الخبز

 

الى ذلك،  أشار نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف إلى أنّ «القمح موجود في بعض المطاحن لكنها لا تستطيع طحنه لعدم سداد الدولة ثمنه». وأضاف عبر «صوت لبنان» «وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أتخذ قراراً منذ 10 أيّام برفع الدعم عن الطحين إلا المخصّص للخبز العربي»، لافتاً إلى أنّ «قمح البواخر لم يوزَّع على المطاحن، وهناك قرض من صندوق النقد الدولي مخصّص لشراء القمح وعلى المسؤولين إيجاد الحلّ ووضع الآليات لحين البتّ به».

 

الكاظمي هنأ بري

تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري برقية تهنئة من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، هنأه فيها بانتخابه رئيسا للمجلس لولاية جديدة، جاء فيها: «نقدم لكم أكمل التهاني والتبريكات بمناسبة انتخابكم رئيسا لمجلس النواب اللبناني ونيلكم ثقة اعضائه، متمنين لكم وافر النجاح وأتم التوفيق في مهامكم وان يديم عليكم نعمة الصحة والعافية، وللبنان الشقيق والإستقرار وتحقيق طموحات شعبه العزيز في الرفاه والازدهار».

برّي رئيساً لولاية سابعة وبوصعب نائباً له

أمناء السر  ع «الطائفية».. وانتخاب اللجان الثلاثاء المقبل

انتخب مجلس النواب الرئيس نبيه بري رئيسا له للمرة السابعة على التوالي، من الدورة الاولى بأكثرية 65 صوتا، في حضور جميع النواب الـ 128، والنائب الياس بو صعب نائبا للرئيس في الدورة الثانية بعد حصوله على الاكثرية المطلقة من عدد اصوات المقترعين. وحصل سجال قانوني دستوري حيال آلية الاقتراع ومواد النظام الداخلي وطريقة احتساب الاوراق البيض او الملغاة.

وتكرر السجال مع انتخاب أميني سر هيئة مكتب مجلس النواب، فتم الاحتكام الى العرف، على ان يصوت اولا للمرشح الماروني ثم للمرشح الدرزي. وبعد السجال الطويل جرت عملية الانتخاب، ففاز النائب ألان عون، فيما فاز النائب هادي ابو الحسن بالتزكية بعد انسحاب النائب فراس حمدان.

وفاز بالتزكية ايضا، المفوضون الثلاثة وهم النواب: ميشال موسى، اغوب بقرادونيان وعبد الكريم كبارة.

وقال الرئيس بري: «لنسر خطوة خطوة». ودعا لأن «نكون يدا واحدة».

وكان بري افتتح الجلسة كونه رئيس السن الجلسة في ساحة النجمة، بحضور رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والوزراء والنواب الـ 128، وسفراء واعضاء من السلك الديبلوماسي وقادة الاجهزة الامنية وشخصيات.

وجلس الى جانب الرئيس بري، النائبان الاصغر سنا وهما ميشال المر وأحمد رستم.

ثم تليت المادة 44 من الدستور، كذلك المواد 1,2,3,11,12 من النظام الداخلي للمجلس.

بعد ذلك، طلب الرئيس بري توزيع الاوراق، وتم انتخاب رئيس مجلس النواب بواسطة صندوق اقتراع، وأشرف على سير العملية أصغر الاعضاء سنا.

وتليت أسماء النواب للاقتراع بحسب المحافظة والترتيب الابجدي بدءا من دائرتي بيروت فدوائر الشمال، جبل لبنان، الجنوب، النبطية، والبقاع.

وبعد الاقتراع، نال الرئيس بري 65 صوتا، واعتبرت 40 ورقة ملغاة و23 ورقة بيضاء.

انتخاب نائب الرئيس: وقبل انتخاب نائب رئيس المجلس، قال  بري: «بحسب معلوماتي، هناك مرشحان هما الزميلان الياس بو صعب وغسان سكاف».

وجرت عملية الاقتراع فنال بو صعب 64 صوتا وسكاف 49 صوتا ووجدت 13 ورقة بيضاء واعتبرت ورقتان ملغاتان، وبالتالي لم يحصل اي من المرشحين على الاكثرية المطلقة وهي 65 نائبا فجرت دورة اقتراع ثانية.

وفاز بو صعب بنيله 65 صوتا، في حين نال سكاف 60 صوتا ووجدت ورقتان بيضاوان واعتبرت ورقة ملغاة.

جدل حول آلية انتخاب اميني السر: وبوشر بعد ذلك انتخاب اميني السر لهيئة مكتب المجلس، والمرشحون هم: ألان عون، هادي ابو الحسن، زياد حواط، فراس حمدان وميشال الدويهي. وحصل جدل حيال الآلية القانونية لانتخاب اميني السر. وقال الرئيس بري: «هناك نص ولا يوجد اجتهاد، بدنا ننتخب واحدا واحدا».

ابو الحسن: «نحن نتحفظ على هذا الموضوع أي على الآلية، هذه سابقة».

النائب فريد الخازن: «بالعرف هناك امين سر ماروني وآخر درزي، ماذا نفعل اذا جاءت النتيجة غير ذلك؟».

الرئيس بري: «لذلك قلت كل واحد على حدة».

النائب وائل ابو فاعور: «على اي اساس حصل انتخابك؟ لأن العرف يقول ان رئيس المجلس من الطائفة الشيعية، وكذلك بالنسبة الى موقع نائب الرئيس».

الرئيس بري: «أمينا السر ماروني ودرزي، اقتناعي بالنظام الداخلي كل واحد على حدة».

النائب جبران باسيل: «لانتخاب الماروني وحده والدرزي وحده».

ثم جرت عملية الانتخاب، فنال النائب آلان عون 65 صوتا، وفاز النائب ابو الحسن بالتزكية بعد انسحاب النائب حمدان.

مفوضو هيئة مكتب المجلس: وانتخب النواب: بقرادونيان وموسى وكبارة، بالتزكية مفوضين لهيئة مكتب المجلس.

وستعقد جلسة لانتخاب اللجان النيابية عند الحادية عشرة قبل ظهر يوم الثلاثاء المقبل.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram