بيروت الثانية: الثنائي الشيعي وطامحو المقعد الثالث… مسرح النفوذ والولاءات

بيروت الثانية: الثنائي الشيعي وطامحو المقعد الثالث… مسرح النفوذ والولاءات

 

Telegram

كتب رشيد حاطوم

بيروت الثانية ليست دائرة انتخابية عابرة؛ إنها ميزان دقيق للطوائف والنفوذ. بموجب قانون الانتخاب لعام 2017. تنتخب الدائرة 11 عضواً للندوة النيابية:

6 سنة، 2 شيعة، 1 درزي، 1 روم أرثوذكس، 1 إنجيلي، ما يجعلها ملعباً مكتظاً بالمصالح والرهانات. الفراغ السني الناتج عن غياب تيار المستقبل لا يزال يفتح الباب أمام لاعبين لم ينجحوا بعد في ملء الفراغ.

 

المكوّن السني: فراغ معلّق… وعودة الحريري عقدة العقد

 

المشهد السني يرزح تحت ارتباك كبير. القوى التي حاولت وراثة الحريرية السياسية فقدت جمهورها سريعاً. التيار الأزرق، سواء ظلّ غائباً أو عاد، يبقى الرقم الذي لا يمكن تجاوزه. الضغوط الإقليمية والدولية على الرئيس سعد الحريري تجعل قراره أكبر من دائرة انتخابية… بل جزءاً من معادلة تمتد من الخليج إلى واشنطن.

 

الثنائي الشيعي: يمسك بالخريطة… ويملك المقعد الذهبي

 

الثنائي الشيعي يتصرّف كلاعب يعرف حجمه جيداً. يحتفظ بمقعديه الشيعيين، ولا يرشّح سنياً كي لا يفتعل صداماً سنياً – شيعياً، ويملك مقعداً ثالثاً يتحوّل عند الحاجة إلى ورقة ترجيح في يد القيادة. لذلك بات هذا المقعد “مطمعاً سياسياً” لعشرات الطامحين الذين ينسجون ولاءات موسمية في محاولة للاقتراب من دائرة القرار.

 

المشهد الدرزي: بيروت ترفض الوصاية

 

العائلات الدرزية البيروتية ترفع الصوت: "نريد مرشحاً من بيروت… لا إسماً مفروضاً من الجبل." التململ من إعادة ترشيح فيصل الصايغ بلغ حدّ المطالبة المباشرة لوليد جنبلاط بتعديل خياراته. المسألة ليست هوية مرشح فقط… بل هوية تمثيل بكامله.

يقابل هذا الواقع على الضفة المقابلة بروز شخصية قيادية في حزب جبلي تحلم بالحصول على المقعد الدرزي وتعمل ماكينته الاعلامية على تسويقه منطلقة من ايحاءاتها بانه الاقرب للثنائي حتى داخل حزبه. 

 

الأرثوذكسي: مقعد يتغيّر لونه

 

المقعد الأرثوذكسي يشهد تبدّلاً حقيقياً. الاسم الأكثر تداولاً: الدكتور جمال واكيم، نجل النائب السابق نجاح واكيم، المعروف بثباته في دعم المقاومة. وصوله إلى لائحة الثنائي بات مطروحاً بجدية، ويُنظر إليه كترتيب يدخل ضمن حسابات دقيقة لإعادة التوازن داخل الدائرة.

 

قوى التغيير: من ضجيج الوعد… إلى صمت خيبة التجربة

 

دخلت قوى التغيير البرلمان مستفيدة من غياب المستقبل، لكن أداءها الداخلي والصراعات بين نوابها أدّت إلى تراجع ثقة جمهورها. اليوم، تتعامل مع واقع انتخابي لا يشبه ذاك الذي صعدت عليه… ومع جمهور يلوّح بالمحاسبة لا بالتجديد.

المقعد الانجيلي

يشغله حاليا النائب ادغار الطرابلسي الذي وصل بتحالف التيار والثنائي لكن هذه الدورة يبدو انه سيكون خارج المشهد النيابي. 

لحظة تعيد تركيب النظام

 

بيروت الثانية تُظهر نظاماً يترنّح:

– فراغ سني يتفاقم،

– ثنائي شيعي يعيد رسم معادلاته،

– دروز يواجهون أزمة تمثيل،

– أرثوذكس يعيدون تموضعهم،

– وقوى تغيير تتساقط أوراقها،

في بلد لم يخرج بعد من آثار العدوان والدمار.

 

إنها دائرة تختبر قدرة النظام الطائفي على البقاء… أو بداية تشققه.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram