افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 27 أيار 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 27 أيار 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة النباء


بري لجلسة الانتخاب الثلاثاء… ورئيساً بـ 60 صوتاً… وغموض نيابة رئاسة المجلس / نصرالله للبدء بالحوار حول حماية النفط والغاز… ودور السلاح خارج المنطقة لم يعُد ضرورة / الدولار يسارع نحو عتبة الـ 40 ألفاً… بانتظار وعد أكثرية جعجع… وهيل يبشّر بالشلل/


بانتظار ما ستقوله تطورات القدس يوم الأحد، ومسيرة الأعلام الصهيونية، في ظل تهديدات المقاومة في غزة، وتحذير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من انفجار على مستوى المنطقة إذا ارتكب الصهاينة حماقة التعرّض للمقدسات، يأتي كلام معاون وزير الخارجية السابق ديفيد هيل المكرّر بين مقالة نشرها في الصحافة الأميركية وحديث تلفزيونيّ، يتوقع فيه الشلل السياسي في لبنان لمدة طويلة متوقعاً “مبادرة فرنسية شجاعة” لإخراج لبنان من الشلل، مشيراً الى فشل الرهان على إضعاف المقاومة في بيئتها واستحالة تجاوز تمثيلها النيابي في أية مقاربة سياسية لملفي الحكومة المقبلة والاستحقاق الرئاسي.

الغموض والشلل تظهرهما المقاربات القاصرة التي تطغى على مواقف العديد من القوى السياسية. فالقوات اللبنانية التي نالت قرابة 20 مقعداً نيابياً، وتشكل القوة الرئيسية في حلف سقفه 40 نائباً يضم حزب الكتائب وعدداً من النواب المستقلين ومسيحيي 14 آذار ونواباً من جماعات “التغيير” والنائب أشرف ريفي، سارع بالتحدث عن تشكيل أغلبية تتيح التحكم باستحقاقات المجلس النيابي، خصوصاً ما يتصل بالحكومة الجديدة، فيما تبدو الأكثرية المزعومة مزحة يصعب تحويلها الى واقع، كما سارع من قبل لربط مستقبل سعر الدولار بنتيجة الانتخابات واعداً بانخفاض سعر الدولار في اليوم التالي لفوزه مع حلفائه بالأكثرية، ما دعا لامتلاء وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات التندر على كلام جعجع واستذكاره مع بلوغ سعر الصرف 36 ألف ليرة للدولار الواحد، ومسارعته نحو عتبة الـ 40 ألفاً.

سياسياً، جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عيد المقاومة والتحرير، تفنيداً وتشريحاً للخطاب المناوئ للمقاومة، والمتربصين بسلاحها، لكنه تضمن إطلاق مبادرة عنوانها تبسيط الدعوة للتلاقي والحوار، بإعلان يتيح ملاقاة أصحاب الدعوات الصادقة للحوار حول استراتيجية وطنية للدفاع، بسحب مبرر مطالبة المقاومة بحصر دور المقاومة وسلاحها بحماية لبنان، عبر الإعلان عن نهاية دور سلاح المقاومة في المنطقة باعتبار ملفاتها قد حُسمت وتبلورت، طارحاً على الطاولة بدء الحوار حول كيفية حماية ثروات النفط والغاز واستثمارها باعتبارها كنز لبنان المدفون في البحر، والانطلاق من التفاهم حوله نحو البحث بالاستراتيجية الدفاعية، ومناقشة دور سلاح المقاومة في إطار هذه الاستراتيجية كخطوة ثانية، إذا كان الهدف هو بصدق كيف نحمي لبنان وثرواته ونصدّ عنه الاعتداء والأطماع.

سياسياً ونيابياً، حسم رئيس السنّ في مجلس النواب المنتخب نبيه بري موعد جلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس للمجلس، بتحديدها يوم الثلاثاء، فيما أظهرت الاتصالات النيابية أن التيار الوطني الحر حسم موقفه بعدم التصويت لصالح بري كمرشح لرئاسة المجلس، بينما ظهرت مواقف عدد من النواب المستقلين يتقدّمهم نواب تكتل عكار ومعهم نواب آخرون إضافة لنواب اللقاء الديمقراطي، ونواب قوى الثامن من آذار، تتبنى التصويت لصالح بري، بما يؤمن 60 صوتاً تقريباً لصالح انتخاب بري.

على مستوى نائب رئيس المجلس لا زال الغموض سيد الموقف، حيث يتردد كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بإعلان ترشيح أي من النائبين غسان حاصباني والياس بوصعب للمنصب، ولا يبدو أن “نواب التغيير يجمعون على دعم ترشيح النائب ملحم خلف، بينما بدأ النائب سجيع عطية التحرّك لتجميع الأصوات لترشيحه لموقع نائب الرئيس.

وأكد السيد نصر الله أنّ “الإنجاز الذي تحقق عام 2000 هو أعظم إنجاز في التاريخ المعاصر، وهو انتصار لا غبار عليه وقوبل بافتخار عربي وإسلامي ووطني”، ولفت الى أنّ “انتصار عام 2000 كسر صورة الجيش الذي لا يُقهر وكسر مشروع إسرائيل الكبرى وإعطاء الأمل للفلسطينيين بالتحرير”.

وأوضح الأمين العام لحزب الله في كلمة له في عيد المقاومة والتحرير أنّه “كان للكيان الصهيوني مشروع بالانسحاب وترك آلياته في الداخل اللبناني ليبقى الشريط الحدودي بيد جيش (لبنان الجنوبي)، وليتصادم مع المقاومة، ما يُعيد شرارة الحرب الأهلية ويعطيها بُعداً طائفياً، لكن سرعة المقاومة أحبطت هذا المشروع”. وشدّد على أنّ “مسار حفر خطاب بيت العنكبوت عميقاً في قادة الكيان وجيشه وهم يعيشون عقدة العقد الثامن”، مضيفاً أنّ “المقاومة لم تحتكر لا العمليات ولا الإنجازات ولا دماء الشهداء. وهذا أيضاً إنجاز أخلاقي”.

وشدّد السيد نصرالله على أنّ “هذه المقاومة أقوى مما تتوقعون وتتصورون وهي أقوى من أي زمن مضى ومعنوياتها عالية”، مشيراً إلى أنّ “الدولة ذاهبة إلى الانهيار ويجب حلّ مشاكل الدولة الاقتصادية حتى تبقى الدولة ليطلب أحدهم تسليمها السلاح”.

وأكد أنّ “موضوع استخراج الغاز من البحر ممكن جداً جداً، ويتم حلّ مشاكل لبنان لكن ذلك يحتاج جرأة في وجه الأميركيين”، لافتاً إلى أنّه “لا يحلّ مشكلة لبنان إلا النفط والغاز في المياه الإقليمية”. وبين أنّ لدى لبنان كنزاً وثروة هائلين من النفط والغاز ونقف مكتوفي الأيدي أمامهم بينما كيان العدو يُبرم عقوداً لبيع نفطه”.

وعن الأحداث الأخيرة في الأقصى، حذّر السيد نصر الله من أنّ “أي مساس بالأقصى سيؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة”، كاشفاً أنّ “المقاومة الفلسطينية أخذت خيارها بالرد على أي مساس بالمسجد الأقصى”. ولفت إلى أن “العدو بواقع مأزوم ويعاني انقسامًا داخليًا حادًا ونسبة لأي زمانٍ مضى لم يكن بهذا الضعف والوهن لذلك على حكومة العدو أن لا تقوم بخطوة نتائجها كارثية على وجود الكيان المؤقت”. ودعا السيد نصر الله إلى “الترقب والانتباه والاستعداد لما قد يجري حولنا وله تداعيات كبيرة على المنطقة. وهذا يتوقف على حماقة العدو”، مشيرًا إلى أنه “بقي على نهاية المناورة الصهيونية 10 أيام ونحن لا زلنا على جهوزيتنا واستنفارنا”.

ولفت خبراء عسكريون واستراتيجيون عبر «البناء» الى خطورة ما أعلنه السيد نصرالله، من احتمال تدحرج المنطقة الى حرب واسعة النطاق إذا تمادى جيش الاحتلال والمستوطنين بالمساس بالمسجد الاقصى لتكريس واقع جديد يكون مقدمة لمزيد من تهجير الفلسطينيين من القدس والتمهيد لإعلان يهودية «دولة اسرائيل». محذرين من أن اندلاع حرب جديدة بين «اسرائيل» وحركات المقاومة الفلسطينية سيؤدي الى فتح جبهات عدة في المنطقة ستكون «اسرائيل» الخاسر الأكبر، اذا لن يكون باستطاعتها خوض القتال على جبهات عدة وهي التي تعثرت وانهزمت في جبهة واحدة مع غزة. فكيف بجبهات لبنان وسورية وإيران والعراق واليمن وغيرها؟

وفي سياق التخبّط الذي يعيشه العدو الإسرائيلي خلال مناوراته على الحدود، وبعدما ادعى إسقاط مسيّرة تابعة لحزب الله منذ أيام قليلة ليتبين لاحقاً أن المسيّرة تعود له، أعلنت قناة المنار عن «سقوط طائرة مسيّرة إسرائيلية معادية من نوع «سكاي لارك» بين بلدتي عيتا الشعب ورميش وحاول الجيش الإسرائيلي استعادتها على الرغم من سيطرة جنود الجيش اللبناني عليها».

في غضون ذلك، حسم الرئيس نبيه بري الجدل حول موعد جلسة انتخاب رئيس للمجلس النيابي، ودعا بري أمس، الى جلسة عامة للمجلس النيابي لانتخاب رئيسه ومطبخه التشريعي، قبل ظهر الثلاثاء المقبل في ساحة النجمة.

ولفتت أوساط نيابية لـ»البناء» الى أن «بري يهدف عبر دعوة المجلس الى جلسة عامة الى وضع المجلس والكتل النيابية أمام مسؤولياتها ودفعها لحسم خياراتها حيال الاستحقاقات المقبلة من انتخاب رئيس ونائبه وهيئة مكتب المجلس وبالتالي قطع الطريق أمام أية محاولة لأخذ المجلس نحو الفراغ والشلل وبالتالي وقوع الفراغ في مختلف المؤسسات الأخرى لا سيما الفراغ الحكومي». وأوضحت الأوساط أن بري يريد إنجاز استحقاق انتخاب الرئيس والادارة المجلسية بروح من الديموقراطية وبعيداً عن أية ضغوط وكيديات سياسية ومقايضات وصفقات، فلكل كتلة رأيها وموقفها وتعبر عنه في صندوقة الاقتراع. ويدعو بري جميع النواب والكتل الى أخذ الموضوع بعين الأهمية والمسؤولية وإنجاز هذا الاستحقاق للانصراف الى العمل وإطلاق الورشة النيابية التشريعية لمواكبة الحكومة الجديدة التي يجب الإسراع أيضاً بتأليفها لبدء مرحلة انقاذ البلد.

وحتى موعد الجلسة الثلاثاء المقبل من المتوقع أن تنشط الاتصالات والمشاورات لتأمين توافق حول انتخاب الرئيس بري بأغلبية وازنة في ظل إعلان أكثر من كتلة نيابية ونواب مستقلين دعمهم لبري، على أن ينال أصوات الكتلة التي سترسو عليها نيابة الرئيس ليرتفع عدد الأصوات التي سينالها بري الى 70 نائباً وأكثر.

وأشارت مصادر «البناء» الى وجود تباين داخل تكتل «لبنان القوي» حيال انتخاب بري، إذ يريد عدد وازن من التكتل التصويت لبري مقابل رفض أعضاء التيار الوطني الحر ذلك»، مرجحة أن تترك الحرية للأعضاء غير الحزبيين في التكتل، على أن يلتزم نواب التيار في التكتل بقرار رئيسه النائب جبران باسل عدم التصويت لبري.

إلا أن مصادر قناة «أو تي في» أوضحت أن «نواب التيار الوطني الحر، ما زالوا على موقفهم بأنّ لا موجب للتصويت لنبيه بري لرئاسة مجلس النواب»، واستبعدت المصادر «ترك حرية الخيار للنواب على غرار ما حصل في عام 2018»، موضحة أنّ بالنسبة لنواب المجتمع المدني، أكدوا انهم لن يصوّتوا لبري، أما القوات اللبنانية، فستصوّت بورقة بيضاء». وكشفت بأنّ «حظوظ النائب المنتخب غسان سكاف ترتفع، في الحصول على منصب نيابة رئيس مجلس النواب، خصوصًا أنه ينال دعم الحزب التقدمي الاشتراكي والثنائي الشيعي».

وتتجه الأنظار الى استحقاق تكليف رئيس لتشكيل حكومة جديدة وسط غموض يعتري هذا الاستحقاق في ظل التوازن الجديد في المجلس النيابي الذي يعقد عملية التوافق على رئيس موحّد تجتمع حوله كافة الأطراف نظراً للمرحلة السياسية الصعبة والخطيرة المقبلة على لبنان والتي تزدحم بالملفات والاستحقاقات المالية والاقتصادية والسيادية والنفطية، ما يرجح فرضية الفراغ الحكومي الذي بشّر به الأميركيون، كوسيلة ضغط خارجيّة على لبنان للتنازل في مسائل استراتيجية كسلاح المقاومة والثروة النفطية والغازية وأزمة النازحين وقضية التطبيع والتوطين. وحذّرت جهات سياسية مطلعة عبر «البناء» من «استمرار المخطط الأميركي بحصار لبنان الاقتصادي والمالي وتعميم الفراغ الحكومي ومنع اي اصلاح وانفراج اقتصادي واحداث الفوضى الاجتماعية والامنية والتوترات المتنقلة في الشارع للحؤول دون ذهاب لبنان الى خيارات سياسية واقتصادية بديلة عن الغرب لا سيما في ملف الكهرباء والنفط والغاز، وكذلك الضغط على لبنان لإجباره على التنازل في ملف ترسيم الحدود»، ورجّحت الجهات استمرار التوتر والفوضى والضغط والأزمات حتى الخريف المقبل موعد الانتخابات الرئاسية.

وفي سياق ذلك وبعد تصريحات المسؤول الاميركي السابق ديفي شينكر التي كشف فيها أن بلاده ساهمت بتسريع الانهيار في لبنان خلال السنوات الثلاث الماضية، توقع مساعد ​وزير الخارجية الأميركي​ السابق ​ديفيد هيل​، أمس، «استمراريّة الشلل السياسي في لبنان وقد تمتدّ لسنين طويلة».

وعبر هيل عن خيبة أمله من نتائج الانتخابات بقوله: «علِمتُ أن عدد مقاعد النواب المستقلين يساوي نحو 13 نائبًا وبالرغم من هذا التطوّر غير أنّ هذا وحده ليس عاملًا كافيًا لإحداث تغييرات ويبقى صوتهم مهّم بالطبع ويعتمد نجاحهم على قدرتهم في التحالف وتقديم التسويات». كلام هيل يعكس حجم التدخل الأميركي في الانتخابات والرهان على نتائجها، وفي الوقت نفسه تعكس حجم الإحباط الذي أصيبت به بلاده لكون النتائج لم تأتِ وفق ما تشتهي وتتمنى.

كما لفت هيل الى أنه «لا تزال الولايات المتحدة تعتبر «حزب الله​« منظّمة إرهابيّة لها هويتها الخاصة وتقف تحديات كثيرة بسبب النهج المتّبع في السياسة​ الوطنيّة والدستور الذي يحرص على عدم إعطاء ​حق النقض​ لأي جانب». وتابع: «لطالما كان من الصعب تشكيل حكومة في لبنان التي غالبًا ما ينتهي بها المطاف بحكومة تصريف أعمال والفجوة الضيّقة اليوم بين الأكثريّة والأقليّة في البرلمان تطرح تحدّياً جديداً، والتحدّيات الأخرى تشمل تشكيل حكومة تمثّل كل أطياف المجتمع في لبنان بشكلٍ عادلٍ واتساع الفجوة غير المنطقيّ بين المسيحيين الفائزين المعارضين لحزب الله». ورأى هيل أن «النواب الشيعة المؤيدين لحزب الله يشكّلون عاملًا أساسيًا يصعّب تحدّي تشكيل الحكومة نظرًا إلى عدد النواب الذين يمثلون الشيعة».

وتحمل تصريحات هيل رسائل مشفرة لقوى المجتمع المدني والمستقلين وتوجيهات تحدد سياستهم في المجلس النيابي، لا سيما مواجهة حزب الله، ودعوة للمشاركة في الحكومة المقبلة.

وعلى وقع التأزيم السياسي تتفاقم الأزمات مع تسجيل سعر صرف الدولار رقماً قياسياً منذ العام 2017، إذ تجاوز أمس عتبة الـ36 ألف ليرة، ما ينذر بخطر الانفجار الاجتماعي الكبير في الشارع، بعدما انعكس سعر الصرف على مختلف السلع الاستهلاكية الحيوية والمواد الغذائية والمحروقات، وصدر جدول أسعار جديد للمحروقات أمس وسجّل ارتفاعاً بـ9000 ليرة للبنزين 95 و98 أوكتان. وجاءت الأسعار على الشكل الآتي: بنزين 95 أوكتان: 597000 ل.ل. بنزين 98 أوكتان: 608000 ل.ل. المازوت: 732000 ليرة بزيادة 51 ألف ليرة. الغاز: 447000 ليرة بزيادة 31 ألف ليرة.

ويعدّد خبراء اقتصاديون أسباباً عدة لارتفاع سعر صرف الدولار، أهمها التخبط السياسي الداخلي وغموض الاستحقاقات، ويلفت الخبراء لـ»البناء» الى علاقة الأمر بالضغط الدولي على لبنان بموضوع ترسيم الحدود، ويشيرون الى دور المصارف في أزمة الدولار، حيث تحوّلت إلى شريك مضارب في “سوق الصرف السوداء” كأداة للضغط على الحكومة بسبب معارضتها خطة التعافي المالي التي أقرّتها الحكومة، إذ ترفض المصارف أن يتحمل رؤساء مجالس إداراتها أية مسؤولية في عملية توزيع الخسائر.

ويشير الخبراء أيضاً الى دور حاكم مصرف لبنان في تفاقم الازمة، وعدم شفافية الحاكم بالكشف عن حجم الاحتياط والموجودات والحسابات في “البنك المركزي”، بموازاة رفضه التدقيق الجنائي وخطة التعافي وتوزيع الخسائر بشكل عادل. فضلا عن استخدام “الحاكم” “الدولار” كسلاح لمواجهة القضاء الذي يلاحقه بملفات فساد. لكن الخبراء يرون بأن قدرة مصرف لبنان بالتأثير بسوق الصرف تتقلص في ظل غياب أية إصلاحات مالية اقتصادية جدية تقوم بها الدولة عبر مجلسي النواب والوزراء، ما يعني أن “المركزي” سيستمر باستنزاف رصيد أموال المودعين.

وعادت الاحتجاجات الشعبية ومسلسل قطع الطرقات الى الشارع اعتراضاً على تردي الاوضاع المعيشية، وقطع محتجون عدداً من الطرقات في البقاع وبيروت، ما أدى الى اصطدام مع الجيش اللبناني.

وأوضحت ​قيادة الجيش​، في بيان تعليقاً على تجمع لعدد من المواطنين ​وسط بيروت​ احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، بأن «قوى من الجيش تدخلت بعدما حاول عدد من المواطنين التعرّض لإحدى السيارات في المنطقة». وأكدت «حق المواطنين في التعبير السلمي عن آرائهم»، وشددت على «وجوب عدم التعرض للأملاك العامة والخاصة».

ويواصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم زيارته الى الولايات المتحدة، في زيارة هي الأولى منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه. وأكد في حديث تلفزيوني أنّ لبنان بعيد عن الترددات الأمنية المحيطة به، كاشفًا عن أنّ لبنان بصدد الردّ الخطّيّ على طرح الولايات المتحدة بما خصّ ترسيم الحدود. وأضاف «أنّ عمليات التهريب التي شهدها لبنان سابقًا خفّت بشكل واضح ورغم التخوّف من تردّي الأوضاع الاقتصادية ولكن ليس إلى حدود الشغب، التعويل الحالي هو على الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد للحصول على المساعدات الدولية». وأبرز عناوين نقاشاته مع المسؤولين الأميركيين هي الاتفاق على ضرورة إحداث تقدّم بقضية الرهائن الاميركيين في سورية وإيران البالغ عددهم 6، 2 في سورية و4 في إيران، في مقدّمهم أوستن تايس، الصحافي في واشنطن بوست، المحتجَز في دمشق منذ العام 2012.

على صعيد آخر، سجل ملف ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا سلامة تطورات لافتة تؤشر الى توجه قضائي – سياسي لـ»تنييم» الملف ووضعه في ادراج قصر العدل وكف يد النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية ​غادة عون عن الملف.

وأفادت مصادر قضائية بحسب قناة «أو تي في» أن «القاضية عون حُوّلت إلى ​المجلس التأديبي​ لمخالفتها موجب التحفظ».

وكان رئيس هيئة التفتيش القضائي، القاضي بركان سعد، قد أحال القاضية عون الى المجلس التأديبي، بسبب خرقها لسرية التحقيق، عبر تصريحات أدلت بها من باريس بملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا سلامة.

وفي وقت سابق، اتهمت القاضية عون، رئيس الهيئة الاتهامية القاضي بيار فرنسيس، بـ”الخوف” لتنحيه عن البتّ بقرار قاضي التحقيق نقولا منصور تخفيض الغرامة المالية لإخلاء سبيل رجا سلامة.

وردت عون، في تصريح تلفزيوني، مشيرة الى أن «توقيت إحالتي الى المجلس التأديبي يأتي خوفاً من استمراري بمتابعة ملفات مالية دقيقة ممكن أن تصل الى نتيجة بموضوع محاربة الفساد والبرهان أن المدعي العام التمييزي يتخطّى كل القوانين ولا أحد يطاله». وتابعت، «لم أبلّغ عن موضوع الشكوى ضدي ولم يجرِ استدعائي أمام هيئة التفتيش اولا التي هي من المفترض بالعادة أن تستمع الى القاضي قبل إحالته على المجلس التأديبي وهي لم تفعل وأرجح أن يكون الموضوع مرتبطاً بمخالفات مزعومة لا أساس لها من الصحة وقد جرى استيضاحي بشأنها»، مشيرة إلى أنه «للأسف بدلاً من أن تتكاتف كل الاجهزة القضائية، يتم محاربة القاضية في هذا الميدان».

وأكدّت عون، في تصريح آخر «أنني لا أخاف ومستمر بملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وأخشى أن يكون تحويلي إلى هيئة التأديب يهدف إلى سحب الملفات من يدي».

وفي قرار يؤكد «لفلفة» ملف الحاكم وشقيقه، أصدرت المحامية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية آرليت تابت، قراراً بتأجيل جلسة الاستماع لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بتهمة الاختلاس، الى شهر كانون الأول من هذا العام. واللافت هو توقيت التأجيل، وما اذا كان مرتبطا بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون وانتخاب رئيس جديد، ما يفضح رهان البعض على نهاية العهد الحالي لإسقاط الملفات القضائية وانتهاء زمن مكافحة الفساد ولاحقة الفاسدين.

على صعيد قضائي آخر، أفادت قناة «أو تي في» بأن «المدير العام للجمارك ​بدري ضاهر​ تقدّم بواسطة وكيلته المحامية ريما سليمان، بادعاء بوجه ​القاضي طارق البيطار​، طلباً للتعويض عن المسؤولية التقصيرية لعمله كمحقق عدلي في ​انفجار مرفأ بيروت​«.


============================================================================


افتتاحية جريدة الأخبار


برّي يسلّم بـ«فوز هزيل»: الحساب في معركة نائب الرئيس


فيما واصلت الليرة اللبنانية انهيارها أمام الدولار، بشكل ينذر بانفجار اجتماعي كبير في المرحلة الُمقبلة، كانت الأزمة السياسية تزداد تعقيداً من بوابة إعادة تكوين السلطة التي ستبدأ الثلثاء المقبل، في الجلسة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس لبرلمان 2022 ونائبه وأمينيْ السرّ والمفوّضين الثلاثة الذين يؤلفون هيئة مكتب المجلس. الأيام الماضية شهدت جسّ نبض للقوى السياسية تجاه الاستحقاق لتلمّس إمكانية حصول بري على عدد من الأصوات يتيح له الفوز من الجولة الأولى بغالبية مقبولة، وقد طرحَت الدعوة، أمس، أسئلة عن إمكان حصول «تسوية» ما، دفعت ببري إلى تحديد تاريخ قريب للجلسة. لكن المعلومات تقاطعت حول «قناعة لدى رئيس المجلس بأن أي وساطة لن تنجح في تأمين نصاب سياسي وازن، بالتالي تسليمه بفوز هزيل». فقد أوضحت مصادر سياسية بارزة أن «الأصوات المضمونة حتى الآن لا تتجاوز 56 صوتاً، ويستمر التواصل مع نواب آخرين على القطعة لبلوغ سقف أعلى بقليل»، مؤكدة أن «لا تفاهم مع التيار الوطني الحر»، وأن حزب الله «الذي حاول أن يرعى اتفاقاً بين بري والنائب جبران باسيل جمّد مساعيه بعدَ موقف الأخير في احتفال التيار السبت الماضي»، والذي اعتبره الحزب «بمثابة ردّ على وساطته»، فضلاً عن أنه «لم يعُد مهتماً بعدّاد الأصوات ما دامَ انتخاب بري محسوماً».


=================================================================


تهديد أوروبي للبنان: استسلام مقابل الغذاء


بتوقيتٍ ولغة ابتزاز واضحة، حمل مبعوث الاتحاد الأوروبي سفين كوبمانز طرحاً غربياً للبنان ومقاومته للانخراط في عمليّة «سلام» مع العدوّ الإسرائيلي تحت مسمّى الحل النهائي. في مقابل التطبيع والتنازل عن الحقوق، يقدم الأوروبيون للبنانيين مغريات الخبز والدواء والكهرباء، وللمقاومة اللبنانية امتيازات واسعة في النظام الجديد


قبل أسبوعين من موعد الانتخابات النيابية، ترك «المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط»، سفين كوبمانز، صخب الجبهة الأوكرانية ضد الروس، وحطّ ضيفاً ثقيلاً في بيروت، ليروّج لـ«الحلّ النهائي» مع العدوّ الإسرائيلي، بوصفه السبيل الوحيد للاستقرار في الشرق، والمخرج الوحيد للبنان من أزمته الحالية.

 

الدبلوماسي الهولندي الآتي من فلسطين المحتلة بعد لقاء وزير حرب العدو بيني غانتس، جال على مدى أيّام بين مقرّات الرؤساء الثلاثة ووزارة الخارجية وحزب الله، متحدّثاً باسم 27 دولة أوروبية عن ضرورة تفعيل «عمليّة السلام»، بينما تُقرع طبول الحرب من القدس إلى حلب، ومن تايوان إلى السويد.


========================================================================

افتتاحية صحيفة النهار

الانهيار بلا كوابح و”الثورة” من داخل وخارج!

هل افلتت كوابح الموجة الطالعة الجديدة من #الانهيار المالي وبات حريق #الدولار قدرا لا مرد له؟ ام سيغدو #لبنان فعلا البلد الذي شهد اخطر وأسوأ الانهيارات التي عرفتها بلدان في العالم في القرنين الحالي والسابق؟

 

الواقع انه أمام الاندفاعات النارية غير المرتدة للدولار والتي تبدو كأنها اما استعصت على الفرملة واما لم تعد تجد من يخفف اندفاعاتها رسمت علامات الاستفهام البالغة الخطورة حيال الحاضر أولا والمستقبل القريب جدا تاليا في شأن ما ينتظر لبنان من تطورات استثنائية لم يعد خطر اهتزاز الامن بقوة بعيدا عنها . فاذا كانت موجة الإضرابات والاعتصامات دشنت امس على ايدي الجسم الطبي والاستشفائي جنبا الى جنب مع أصحاب الافران والسائقين ومن ثم ترافقت مع عودة التحركات الاحتجاجية الى الشارع وقطع بعض الطرق في قلب العاصمة ومن ثم قطع اوتوسترادات حيوية ، فماذا عن قابل الأيام اذا مضى حريق الدولار يحرق الأبيض واليابس وستدرج وراءه أسوأ ما قد يؤدي اليه الانهيار المتدحرج ؟


 
 

مع دولار تجاوز سقف الـ36 الف ليرة تأهبت صفيحة البنزين لتجاوز عتبة الـ 600 الف ليرة والمازوت الـ730 الفاً وقارورة الغاز 450 الفا. والمفارقة اللافتة ان بعض الأوساط بدأ يتوقع عودة “الثورة” بمسارين هذه المرة : مسار “ثورة من داخل” مع تفعيل عمل مجموعة النواب التغييريين المنتخبين الى المجموعات السيادية والمعارضة الأخرى بدءا من جلسة الثلثاء المقبل للبرلمان المنتخب . ومسار “ثورة من خارج” مع عودة ملامح تحريك الشارع امام القلق المتسع من المرحلة المتقدمة للانهيار المتدحرج .


 
 

وفي غضون ذلك حرّكت الجمود السياسي دعوة رئيس السن في المجلس النيابي نبيه بري الى اولى جلسات مجلس النواب بعد انتخاب اعضائه، لانتخاب رئيسه ومطبخه التشريعي، الحادية عشرة قبل ظهر الثلثاء المقبل في ساحة النجمة .


 
 

وكان برز موقف دولي جديد من لبنان اذ دعا أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر في اعلان تبنوه بالإجماع إلى الإسراع في تشكيل حكومة شاملة جديدة في لبنان بعد الانتخابات التشريعية، وتطبيق إصلاحات من بينها إقرار موازنة 2022. كما دعا الاعضاء إلى تشكيل حكومة تسمح بالتوصل السريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بحسب الإعلان الذي صاغته فرنسا. وأكد الأعضاء الحاجة إلى التدابير المتوقعة لتعزيز المشاركة والتمثيل السياسي الكامل والكبير وبالمساواة للمرأة بما في ذلك في الحكومة الجديدة. وذكّر مجلس الأمن بضرورة الانتهاء السريع من تحقيق مستقل ونزيه ومعمق وشفاف في انفجار الرابع من آب 2020 في بيروت وهو أمر ضروري لتلبية التطلعات المشروعة للشعب اللبناني في المساءلة والعدالة.

 

 

هيل : الشلل لسنين؟

كما برز موقف جديد للمساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل الذي قال في حديث تلفزيوني انه “يعتقد أنّ احتمال استمرار الشلل السياسي في لبنان كبيرة وقد تمتدّ لسنين طويلة”، واضاف “علِمتُ أن عدد مقاعد النواب المستقلين يساوي نحو 13 نائبًا ورغم هذا التطوّر غير أنّ هذا وحده ليس عاملًا كافيًا لإحداث تغييرات ويبقى صوتهم مهّم بالطبع ويعتمد نجاحهم على قدرتهم في التحالف وتقديم التسويات”. وأوضح أن “الولايات المتحدة ما تزال تعتبر حزب الله “منظّمة إرهابيّة” لها هويتها الخاصة وتحديات كثيرة تقف بسبب النهج المتّبع في السياسة الوطنيّة والدستور الذي يحرص على عدم إعطاء حق النقض لأي طرف”. ورأى ان “الحكومة ستواجه صعوبة في تنفيذ مهامها ونحن نواجه اليوم واقعًا عصيبًا”. وقال: “لا يحقّ لنا تسمية وزراء الحكومة اللبنانيّة وجلّ ما نريده هو حكومة نستطيع التعاون معها وتحرص على تنفيذ الإصلاحات فورًا وهذا من شأنه فتح الأبواب أمام كسب الدعم من صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي”، مشيرا الى أنه “كلّ 6 سنوات يتبيّن وجود أزمة بشأن الرئاسة وهذه إحدى الحقائق الهيكليّة حول الحياة في لبنان والخيارات محدودة حاليًا أمام اللبنانيين ومن الصعب جدًا بالنسبة إليهم اختيار المرشّحين”.

 

 

اعتصامات واحتجاجات

اذا نفّذت مجموعات من الاطباء اعتصاماً امام مصرف لبنان بدعوة من نقابتي الأطباء في بيروت والشمال ونقابة اصحاب المستشفيات الخاصة، رفضاً لسياسات مصرف لبنان والمصارف في حق المودعين عموما والاطباء وعاملي القطاع الصحي والمستشفيات خصوصا.

 

وفي هذا السياق، أطلق نقيب الأطباء الدكتور شرف أبو شرف صرخة عبر “النهار” للاهتمام أكثر بهذا القطاع، في ظل هجرة الأطباء التي لم تتوقف، إذ غادر حتى الآن من لبنان نحو 3000 طبيب، مبدياً أسفه “لأن دول العالم تستفيد من مهاراتنا فيما السلطة في لبنان لا تكترث لأبنائها”. وشدد على “أن الحملة اليوم هي على المصارف ليس من اجل إفلاسها، بل لعدم تصنيفنا معاً في مركب واحد، فهم والسلطة هرّبوا اموالنا ولم يحسنوا إدارة الدولة والمال العام ويريدون الآن إجبارنا على دفع ثمن سوء إدارتهم، وهذا امر مرفوض”.


 
 

وفي تداعيات الارتفاعات المطردة لاسعار المحروقات اصدرت نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان, بيانا لوحت فيه بالاقفال وأوضحت انه: ” بعد ارتفاع سعر صرف الدولار بهذا الشكل الجنوني اصبح من الضروري اصدار جدول تركيب اسعار بشكل يومي لكي نحد من حجم خسائرنا وللاسف ان هذا الجدول لا يصدر بشكل منتظم وان صدر فهو يصدر بوقت متاخر جدا مما يسبب لنا خسائر كبيرة لم تعد تحتمل والمسؤول المباشر عن هذا الوضع هو مديرية النفط”.


 
 

ودعت الى “وضع حل جذري لهذا الوضع لاننا لم نعد نستطيع تحمل هذه الخسائر الفادحة فنحن قطاع قد افلس واستنفذت جميع طاقته” املة “الا تضطر لاقفال جميع المحطات في كافة الاراضي اللبنانية”.

 

 

فياض: تسعيرة طارئة؟

اما في ازمة الكهرباء فان تطورا لافتا برز مع ما كشفه وزير الطاقة وليد فياض بانه يتجه الى مخرج يضمن استمرارية الإنتاج في معامل الكهرباء وخصوصا بعد تعذّر الحصول على تمويل من البنك الدولي لتدفّق الغاز إلى معمل دير عمار . والفكرة التي كشفها فيّاض لـ”النهار” راودته في الساعات الماضية أمام تأزّم المشهدية، وتقضي بشراء الديزل وتشغيل معامل الطاقة والتسعير للمواطن وفق سعر الإنتاج، تحت مسمّى تسعيرة طارئة واستثنائية للكهرباء إلى حين الوصول إلى الحلّ الجذري. وضمن هذا الإطار أشار فيّاض إلى أنّه “يجب إيجاد آليّة سريعة كي نشتري فيول آخر غير العراقي، وأفكّر في آليّات عاجلة وطارئة وموازية لضمان استمرار التغذية الكهربائية ومنها مثلاً شراء الديزل وتسعير الكهرباء على سعر المادّة، كي نغطّي كلفتها، فهكذا على الأقلّ تكون كلفة الكهرباء في البيوت أقلّ من كلفة المولّدات الخاصّة، وتكون تعرفة طارئة”، مشيراً إلى أنّه “في زحلة على سبيل المثال الكهرباء مؤمّنة إلى حدّ 18 ساعة يومياً، وأنا من أسعّر من وزارة الطاقة، وهم يلتزمون بالتسعيرة. ولذلك أفكّر في هذا الموضوع حالياً، وما زلت لا أعلم إن كان ذلك بحاجة إلى قانون”.

 

 

خروج المصارف من قبرص

ولان تداعيات الانهيار لا تأتي فرادى وبعد خروجها من العراق، بدأت المصارف اللبنانية إقفال فروعها في قبرص في ظل تطورات المتطلبات النظامية والرقابية من السطات المصرفية القبرصية والعراقية. والمصارف التسعة هي بنك بيبلوس، لبنان والمهجر، البحر المتوسط، الاعتماد اللبناني، بيمو، بيروت والبلاد العربية، أنتركونتيننتال بنك، بنك بيروت وبنك لبنان والخليج.

 

وحسب وكالة الأنباء القبرصية، قررت المصارف اللبنانية إغلاق فروعها في الجزيرة بقرار صدر صدر أو الاسبوع عن مصرف لبنان المركزي. وفيما أكدت مصادر في البنك المركزي القبرصي القرار، أكدت الوكالة إن قرار المركزي القبرصي على خلفية الازمة الاقتصادية اللبنانية وكإجراء احترازي على أي آثار محتملة قد تصيب القطاع المصرفي القبرصي في حال تعثرت الفروع اللبنانية عن سداد مستحقات مودعيها .

***************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

بري “حشر” الكتل بموعد الثلثاء: هل “يبايع” باسيل عصام فارس؟

السلطة “تنتقم” من اللبنانيين: “موتوا من الجوع”!

 

دخل لبنان عملياً مدار الارتطام بقعر الانهيار واقترب فتيل القنبلة الاجتماعية من لحظة الانفجار المعيشي المدوّي على وقع تسارع اشتعال “بارود” الدولار في السوق السوداء مطيحاً بما تبقى من قدرة شرائية لدى المواطنين وقدرة تشغيلية لدى مختلف القطاعات والمؤسسات، ليبدأ المشهد اللبناني فصلاً دراماتيكياً جديداً من انعدام التوازن والاستقرار الأهلي لاحت طلائعه الميدانية خلال الساعات الأخيرة عبر تدحرج كرة تحركات احتجاجية على الأرض تنذر بدخول البلد في مرحلة سوداوية متلاطمة المصائب، حياتياً وغذائياً واجتماعياً واقتصادياً وصحياً.

 

وأمام تعالي الصرخات والتحذيرات أمس، من المواطنين وأصحاب الأفران والمستشفيات والأطباء والممرضين والسائقين العموميين ومحطات الوقود، وتداعي الناس تحت وطأة الجوع والعوز إلى قطع الطرق في بيروت والمناطق… كانت السلطة من “رأسها” إلى “أخمص” مسؤوليها مشلولة غائبة عن السمع لا تحرك ساكناً لتخفيف معاناة اللبنانيين، بل بدت كالمجرم الذي يتلذذ بعذابات ضحاياه، عازمة على “التشفي” بهم و”الانتقام” منهم بأن تتركهم “يموتون جوعاً” بعدما خذلوها في صناديق الاقتراع وانتفضوا بأصواتهم على سطوتها وفسادها.


 
 

فلا المناشدات العربية ولا الدولية ولا نداء مجلس الأمن الأخير بضرورة الإسراع في إعادة الانتظام إلى الحياة الدستورية وتشكيل الحكومة والشروع فوراً في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية المطلوبة بغية “التوصل السريع لاتفاق مع صندوق النقد”، حالت دون استمرار أركان المنظومة في لعبة “شد الحبال” على حلبة المحاصصة والمناصب، بدءاً من الاستحقاق التشريعي حيث الحبل لا يزال على غاربه في “بازار” انتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة المكتب، خصوصاً بعدما باغت “رئيس السنّ” نبيه بري الجميع بدعوة المجلس الجديد إلى الانعقاد صباح يوم الثلاثاء المقبل “ليحشر بذلك الكتل والنواب بهذا الموعد ويضعهم أمام مهلة 72 ساعة لحسم الموقف النهائي خلال عطلة نهاية الأسبوع تمهيداً للإعلان عنه نهار الاثنين”، وفق ما رأت مصادر نيابية، معربة لـ”نداء الوطن” عن اعتقادها بأنّ “بري وإن كان في الشكل يريد وضع جميع الكتل النيابية أمام مسؤولياتها، لكنه ضمناً أراد الإسراع في استثمار لحظة الانقسام النيابي حول موقع نيابة رئاسة المجلس لكونه لا يرغب في إفساح المجال أمام أي فرصة لبروز مرشح توافقي يحظى بتقاطعات نيابية وازنة فتكون النتيجة أن يحصد نائب رئيس المجلس أصواتاً أكثر من رئيس المجلس نفسه”.


 
 

وإذ سرت معلومات خلال الساعات الأخيرة حول احتمال حصول توافق بين نواب الأكثرية الجديدة على اسم النائب غسان سكاف لتولي موقع نيابة رئاسة المجلس النيابي، لا تزال قوى 8 آذار تسعى على الضفة المقابلة إلى تأمين حاصل انتخابي لمرشح “تأمن جانبه” ليجلس إلى يمين رئيس المجلس، غير أنّ “الانقسام السائد داخل صفوف كتلة “التيار الوطني الحر”، بين طرح يؤيد ترشيح النائب الياس بوصعب وآخر يؤيد ترشيح النائب جورج عطالله، ما زال يعقّد المهمة التي يرعاها “حزب الله” للتوصل إلى مقايضة في الأصوات بين الكتلة والنواب الشيعة”، حسبما نقلت مصادر مطلعة على أجواء “الكتلة”، كاشفةً أنّ ما يعقّد الأمور أكثر في هذا المجال هو أنّ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يميل إلى “قطع الطريق أمام وصول بو صعب إلى نيابة الرئاسة الثانية ما قد يدفعه في حال عدم تمكنه من تأمين فوز عطالله بالموقع، إلى أن يتخذ خيار “مبايعة” مرشح النائب السابق عصام فارس فيقرر تجيير أصوات تكتله لصالح النائب سجيع عطية في جلسة الثلاثاء، سيّما وأنّ باسيل على تواصل مستمر مع فارس ويتردد لزيارته بين الحين والآخر في جنوب فرنسا”.

 

قضائياً، لفت الانتباه أمس الإعلان عن إحالة القاضية غادة عون إلى المجلس التأديبي في قضية “مخالفتها موجب التحفظ من خلال التطرق إلى ملفات قضائية وفضح سرية التحقيقات في مكان عام في باريس فضلاً عن تشهيرها العلني بزملاء لها في السلطة القضائية”. وعلى الأثر سارعت عون إلى التهجم على النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، معتبرةً في تعليقها لقناة “أو تي في” على خطوة إحالتها إلى “التأديب” أنه “يتخطى كل القوانين ولا أحد يطاله”، مع تشديدها على أنّ توقيت إحالتها يأتي “خوفاً من استمرارها بمتابعة ملفات مالية دقيقة ممكن أن تصل الى نتيجة بموضوع محاربة الفساد”.

 

وفي المقابل، آثر القاضي عويدات عدم الردّ على القاضية عون واكتفى بالتعليق لـ”نداء الوطن” على كلامها وتهجمّها عليه بكلمة واحدة: “بارانويا”.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط  

رفض لبناني لدعوة نصر الله للحوار حول سلاحه

منعاً لتكرار تجارب سابقة لم توصّل إلى نتيجة

 

بيروت: نذير رضا

ووجهت دعوة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله القوى السياسية اللبنانية للحوار حول استراتيجية تتيح استخراج الطاقة من المياه الإقليمية اللبنانية، برفض وتحفظ من خصومه، منعاً لتكرار تجربة الحوارات التي عُقدت في السابق «ولم تؤدِّ إلى نتيجة»، فيما دفع آخرون بملف «السيادة» إلى صدارة الأولويات، خلافاً لدعوته إلى حل الملفات المعيشية قبل البحث في سلاح الحزب.

ولا يرى خصوم الحزب «فائدة» من الحوارات على الاستراتيجية الدفاعية، بل يدعون إلى تطبيق ما تم الاتفاق عليه في السابق في ثلاث تجارب حوارية عُقدت في الأعوام 2006 و2008 و2011 «منعاً لهدر الوقت»، في حين تتراكم الملفات الداخلية وتتفاقم الأزمات التي يختلف الحزب وخصومه على مقاربتها وطريقة التعامل معها وترتيب الأولويات في البلاد للنهوض من الأزمات، وتتفاوت بين التفاوض مع صندوق النقد الدولي وإقرار القوانين الإصلاحية وحوكمة القطاعات بدءاً من ملف الكهرباء، كما تدعو أطراف لبنانية كثيرة، وبين استخراج الطاقة من المياه الإقليمية اللبنانية لضخ العملة الصعبة في البلاد، كما يقول الحزب.

وقال نصر الله في خطاب له في ذكرى «المقاومة والتحرير» مساء أول من أمس (الأربعاء): «لدى لبنان كنز وثروة هائلة من النفط والغاز نقف مكتوفي الأيدي أمامها، بينما العدو يُبرم عقوداً مع الاتحاد الأوروبي بالغاز كبديل عن الغاز الروسي». وأضاف: «لا يحلّ مشكلة لبنان إلا النفط والغاز في المياه الإقليمية، فتفضلوا لنرى كيف نستخرجها ونحميها، وهذا يحتاج إلى القليل من الجرأة».

غير أن تلك الدعوة لا تحظى بموافقة أطراف سياسية لبنانية معارضة للحزب، شاركت في وقت سابق في حوارات من هذا النوع، ولم تصل إلى نتيجة. ويصف عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب فادي كرم تلك الحوارات بأنها «مضيعة للوقت»، معتبراً أن دعوة الحزب إليها «تمويه نتيجة الانتخابات النيابية التي أثبت فيها الشعب رفضه للحزب وسلاحه وأكدت أرقامها أن الشعب توّاق لبناء دولة حقيقية ودولة ذات سيادة تكون فيها حصرية السلاح وقرار السلم والحرب بيد الدولة والجيش اللبناني».

ورأى كرم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن ما طرحه نصر الله «دعوة خبيئة لإشاحة النظر عن نتيجة الانتخابات وتضييع الفرصة التي نتجت عن الانتخابات واقترع فيها اللبنانيون لصالح حل القضية اللبنانية والبدء بمسيرة التعافي». وأكد كرم أن الحوار مع الحزب «مرفوض لأننا حاولنا كثيراً مع الحزب أن نقوم بنقاشات لبنانية – لبنانية، لكنه كان مصراً على تمييع النقاشات»، مشيراً إلى أن الحزب «حرق الوقت والفرص في الماضي». وأضاف: «كل النقاشات والنتائج التي أكدت حيادية لبنان، ومنها النأي بالنفس الذي توصلت إليه طاولة الحوار في بعبدا في العام 2011، كان الحزب يضرب بها عرض الحائط ولا يحترم تلك الاتفاقات». وقال إن الحزب «يمارس السياسة بناءً على التعليمات الإيرانية ولمصلحة المفاوض الإيراني».

ولا يبتعد «الحزب التقدمي الاشتراكي» كثيراً عن حزب «القوات اللبنانية» لناحية رؤيته لملف الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، رغم أن «الاشتراكي» يؤكد موقفه المبدئي الداعم للحوار بين الأفرقاء في لبنان «من منطلق أننا جماعة الحوار والدعاة إليه، واخترعنا مصطلح تنظيم الخلاف»، كما تؤكد مصادره.

لكن المصادر نوهت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أننا لم نرَ في كل التجارب على مدى سنوات طويلة أي التزام بمقررات الحوار»، في إشارة إلى طاولات الحوار التي عُقدت بدايةً في العام 2006 في مجلس النواب بدعوة من رئيس البرلمان نبيه بري، ثم الحوار في قصر بعبدا بدعوة من رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، والحوار في القصر الرئاسي في 2011 الذي أكد موقف لبنان الحيادي في تطورات المنطقة، و«النأي بالنفس» في الأزمات خارج الحدود، وهو موقف لم يلتزم به الحزب، كما يقول خصومه.

وقالت مصادر «الاشتراكي»: «تبين أن هذه الحوارات لتضييع الوقت»، مؤكدةً «أننا لم نعد نملك ترف الوقت للحوار من أجل الحوار أو اللقاء على طاولة للحوار والتقاط الصورة»، مشددة على أن «المطلوب اليوم هو إقرار الاستراتيجية الدفاعية وليس الحوار عليها، وننطلق منها إلى الملفات الأخرى». وأوضحت المصادر أنه «لا إصلاح من دون سيادة، ونحن مقتنعون بأن كل القضايا تقترن بالاستراتيجية الدفاعية التي يجب الانطلاق منها نحو ملفات الإصلاح».

ويصر أفرقاء لبنانيون على أن يكون قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية وحدها، وأن تكون مهمة الدفاع عن لبنان والسلاح محصورة بيد الجيش والقوى الرسمية، ويرفضون أن يكون لبنان ساحة من ساحات الحروب الإقليمية، فيما يؤكد الحزب تمسكه بسلاحه، ويدعو لوضع استراتيجية دفاعية لمقاومة إسرائيل في حال حصول أي اعتداء، و«لا يكون هو بمنأى عن هذه الاستراتيجية»، كما يقول خصومه. وقال نصر الله في خطابه إن «المقاومة تؤمّن حماية لبنان رغم الانقسام»، كما جدد الدعوة إلى «الشراكة والتعاون من موقع الاقتدار والقوة».

وأثار تصريح نصر الله جملة ردود، خصوصاً بعد تحذيراته من تدهور أمني في المنطقة في حال أي اعتداء إسرائيلي على المسجد الأقصى. ورأى النائب مروان حمادة في بيان أن «ما قاله نصر الله أمر خطير جداً، يذكرنا بـ(حرب تموز 2006) عندما اتخذ قرار الحرب ليقول لاحقاً: لو كنت أعلم…». وسأل حمادة: «هل يعلم اليوم السيد حسن ما يعانيه اللبنانيون من أزمات اقتصادية وحياتية ومعيشية، وهل يعلم ما يجري في المنطقة والعالم من حروب وضائقة اقتصادية عالمية ليُدخلنا مجدداً في لعبة الأمم ساعياً لتحويل الساحة اللبنانية إلى منصة وصندوق بريد للدفاع عن إيران، إذ رفض بالأمس مجرد البحث بالخطة الدفاعية متذرعاً بأن الدولة غير موجودة ليحاورها وغير آبهٍ لها؟!»، معتبرا أنها «مبتورة السيادة والصلاحيات وذلك بفعل تصرفاته وتجاوزاته».

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية “الجمهورية”: جلسة الثلثاء: إنتخاب أو إلتزام الدستور.. وملامح إنفجار إجتماعي

تَواصَل جنون ارتفاع الدولار والاسعار دافِعاً البلاد الى مزيد من الانهيار على كل المستويات في ظل انسداد الافق السياسي والخوف من الدخول في فراغ دستوري شامل نتيجة انسحاب الانقسام السياسي الذي كان سائداً قبل الانتخابات على الواقع الراهن، بينما اللبنانيون يكتوون يوماً بأزمة معيشية تتفاقم باضطراد وتهدد بثورة الجياع وانفجار اجتماعي يرافقه تفلّت امني وقتلى وجرحى في الطرق نتيجة اعمال سلب تسجّل يومياً في بيروت وضواحيها ومعظم المناطق، فيما دعا مجلس الامن الدولي الى الاسراع في تأليف «حكومة شاملة» وتطبيق الاصلاحات، معتبراً ان تشكيلها يسمح «بالتوصّل السريع الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي».

في هذه الاجواء دعا رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، بصفته رئيس السن للمجلس النيابي الجديد، إلى «عقد جلسة عامّة في تمام السّاعة 11 من قبل ظهر يوم الثلاثاء الواقع فيه 31 أيّار 2022، في القاعة العامّة لمجلس النواب في ساحة النجمة، وذلك لانتخاب رئيس ونائب رئيس للمجلس النّيابي وأمينَي سرّ وثلاثة مفوّضين؛ وذلك عملًا بأحكام المادّة 44 من الدستور».

 

وقالت مصادر نيابية بارزة لـ«الجمهورية» انّ دعوة بري الى الجلسة تحتمل امرين: امّا ان الطبخة المجلسية قد نضجت لعقد الجلسة بحيث يتم خلالها انتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة مكتب المجلس وبقية عناصر المطبخ التشريعي، واما ان بري التزم المهلة الدستورية ودعا خلالها الى الجلسة ليحضّ من يعنيهم الامر على التوافق قبل انعقادها بما يؤدي الى انجاز المهمة المطلوبة منها بكل عناصرها.

 

ولكن في الوقت الذي لم تكشف فيه المصادر النيابية عن حقيقة ما انتهت إليه الاتصالات لمقاربة الاستحقاق النيابي، توسّعت الروايات حول هوية نائب الرئيس الى درجة يعتقد فيها انّ المعركة لم تعد على مستوى انتخاب الرئيس بري فهو مرشح وحيد ولا ثاني شيعياً له وأنها باتت على مستوى نائبه.

 

وتزامناً، بدأت المعلومات تتوسع في اتجاه الأسماء المطروحة لنيابة الرئاسة، فترشيح النائب الياس بو صعب لا يحظى على ما يبدو حتى الآن بموقف موحد لتكتل «لبنان القوي» الذي ينتمي إليه، وكذلك فإنّ كتلة «القوات اللبنانية» التي لا ترغب بالتصويت لبري لن تخوض بالتالي معركة نائب الرئيس لأحد اعضائها النائب غسان حاصباني.

 

وعلمت «الجمهورية» ان الاتصالات تتركز على محور بري ـ «حزب الله»- التيار الوطني الحر وما حوله لتأمين انعقاد الجلسة ونجاحها، وينتظر ان تتبلور نتائج هذه الاتصالات خلال الايام الفاصلة عن موعد الجلسة.

 

مجلس الامن

في غضون ذلك دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 امس الاول، في اعلان صاغَته فرنسا وتبنّوه بالإجماع، إلى «الإسراع في تشكيل حكومة شاملة جديدة» في لبنان بعد الانتخابات التشريعية، وتطبيق إصلاحات من بينها إقرار موازنة 2022. واعتبر انّ من شأن تشكيل حكومة أن يسمح «بالتوصل السريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي».

 

وشدد المجلس على «الحاجة إلى التدابير المتوقعة لتعزيز «المشاركة والتمثيل السياسي الكامل والكبير وبالمساواة للمرأة بما في ذلك في الحكومة الجديدة». وذكّر بـ«ضرورة الانتهاء السريع من تحقيق مستقل ونزيه ومعمق وشفاف في انفجار 4 آب 2020 في بيروت وهو أمر ضروري لتلبية التطلعات المشروعة للشعب اللبناني في المساءلة والعدالة».

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد اشار الاثنين الفائت إلى أنه «ينتظر بفارغ الصبر التشكيل السريع لحكومة شاملة» في لبنان.

 

لبنان والامم المتحدة

الى ذلك، التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس وكيلة الامين العام للامم المتحدة والمديرة المساعدة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي «UNDP» اوشا راو موناري، ونوّه امامها بـ«الشراكة القائمة بين لبنان والامم المتحدة»، واصفاً اياها بـ«الاساسية لمساعدة لبنان على اعادة النهوض، خصوصا بعد سلسلة الازمات غير المسبوقة التي تعرض لها والتي كانت لها انعكاسات ضخمة اقتصادية ومالية واجتماعية».

 

ونقلت موناري الى عون «تحيات الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والتهنئة بإنجاز الانتخابات النيابية التي تعطي فرصاً اضافية للبنان كي ينعم بالاستقرار والاصلاح». وشددت على «اهمية الشراكة القائمة بين الامم المتحدة ولبنان في معظم المجالات»، لافتة الى أنّ «المنظمة الدولية ستبقى ملتزمة في دعم الحكومة اللبنانية لتحقيق التنمية المستدامة والاصلاحات الانمائية المطلوبة». واشارت الى ان «الموازنة التي خصصها برنامج الامم المتحدة الانمائي للبنان لهذا العام تبلغ 75 مليون دولار من اجل تنفيذ برنامج الاصلاحات ومكافحة الفساد ودعم المجتمعات المضيفة، فضلاً عن المساعدة في الانتخابات النيابية».

 

بن فرحان وعبداللهيان

من جهة ثانية، وبعد يومين على حديث وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بين فرحان في دافوس عن تقدّم في المفاوضات السعودية الايرانية، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في كلمة له في منتدى دافوس: «إذا كانت السعودية مهتمة بالعودة إلى علاقاتها مع إيران فنحن نرحّب بذلك»، مضيفاً: «أحرزنا تقدما في المحادثات الأخيرة مع السعودية ونرحّب بعودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي وقد اجتمع بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في دولة ثالثة». ولفت إلى أن «إيران والسعودية دولتان كبيرتان وذات نفوذ في المنطقة وطهران لم تقطع علاقاتها الديبلوماسية مع الرياض بالكامل».

 

ثورة جياع

على الصعيد المعيشي لاحت في الافق مؤشرات الى ثورة الجياع وانفجار اجتماعي نتيجة تفاقم الازمات المعيشية التي تتحرك على وقع الدولار، وشهد الشارع تحركات للقطاع الاستشفائي والطبي وتوقّف عن العمل وانتقاد «للسياسة النقدية المتوحشة التي تمارسها الدولة»، وسط تحذير من انقطاع الدواء والعلاج عن المرضى كان قد سبقه مطلع الاسبوع اضراب للقطاع الصيدلاني، فيما نفذ أصحاب الأفران والمخابز اعتصاما أمس في مؤشر الى أزمة خبز.

 

ويؤكد خبراء انّ الانهيار الذي يتواصل في لبنان منذ أكثر من عامين لم يصل بعد الى القعر، ولكن مع تَسارع وتيرة ارتفاع الدولار ستزداد سرعة الانهيار لأن التثبيت المصطنع لسعر الدولار الذي اعتمد خلال الاشهر الماضية بدأ بالتفلّت وهو ما يفسر التقلبات الحادة في سعر الصرف.

 

وقالت مصادر لـ«الجمهورية» انه «مع كل ما يحصل لا نزال في اول الطريق ولم نصل تماما الى القعر، ومع احترامنا للخروق التي تحققت بنتائج الانتخابات والوجوه الجديدة التي دخلت الا ان الأزمة أكبر بكثير من قدراتنا وامكاناتنا المتوفرة ويقابلها وضع اقليمي غير مؤات ليكون لبنان اولوية عند الدول». واضافت: «للاسف في هذا الوقت لا تزال الطبقة السياسية تتلهّى بمن سيكون رئيسا لمجلس النواب ومن هو نائبه ومن سيترأس اللجان… بينما الدولار يطير ويحلق بحيث ان 60% على الاقل ممن يقبضون رواتبهم بالليرة اللبنانية باتوا ما دون خط الفقر، ولا أحد يكترث».

 

بدوره، أكد الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف سمير حمود اننا لم نصل الى القعر بعد ووَضعنا سيستمر بالانزلاق في ظل الانهيار المتواصل لسعر الليرة. والسؤال المطروح الى اي مدى ستظل هذه العملة الوطنية مقبولة من التجار مع التقلبات الحادة في سوق الصرف؟ مبدياً خشيته من ان يلجأ التجار الى فرض الدولار في التعامل، اي بدلاً من ان يأخذ الليرة من الزبون ويشتري فيها الدولار من الصراف، ان يطلب الدولار من الزبون مباشرة وهذا تماماً ما حصل في أعوام 1987 و1988 و1989. وقال: ليس صحيحا اننا مُسيّرون تجاه الدولرة انما عناصر السوق تفرض هذا الواقع، ومن حق التاجر ان يحفظ قوته الشرائية خصوصا ان السوق يتقلّب بالدقائق.

 

وكان أصحاب الافران قد اعتصموا امس امام وزارة الاقتصاد للمطالبة بتأمين القمح للمطاحن ووضع تسعيرة لربطة الخبز تناسب سعر الصرف. وطالب المعتصمون مجلس النواب الجديد بـ«الاسراع في إقرار قانون قرض البنك الدولي لدعم القمح». وقال أمين سر نقابة المخابز والأفران في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور: «مشكلتنا كبيرة لأنها تتعلق برغيف الخبز والطبقة السياسية أقفلت معظم مؤسسات البلد ولا مشكلة لديها أن نقفل نحن أيضاً».

 

الافران والخبز

بدوره، أشار نائب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران علي ابراهيم الى انّ «الافران تعمل بشكل طبيعي اليوم (امس) ولكن بعض المطاحن لا تسلّم، من ابرزها مطاحن الجنوب الكبرى». وقال ان «آلية الدعم التي حُكي عنها في مجلس الوزراء لم تنفذ، ووزير الاقتصاد غائب عن السمع». في هذه الاثناء واصلت أسعار المحروقات ارتفاعها حيث سُجلت زيادة امس بـ9000 ليرة في صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان لتخترق عتبة الـ600 الف ليرة. فيما توقّع المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران أن يصبح التقنين المعتمد لدى المؤسسة أقسى، لافتاً الى انّ المازوت اذا لم يؤمن فسيتوقف توزيع المياه. وقال: «المياه موجودة ولكن لدينا صعوبة لنقلها الى الناس».

 

الى المجلس التأديبي

على الصعيد القضائي كشفت مصادر قضائية مجهولة امس عن إحالة النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون إلى المجلس التأديبي، لمخالفتها موجب التحفّظ.

 

وفي اول تعليق على الاحالة قالت عون، في تصريحات لها: «لم أتبلّغ عن موضوع الشكوى ضدي ولم يجرِ استدعائي أمام هيئة التفتيش التي أولاً من المُفترض عادةً أن تستمع الى القاضي قبل إحالته الى المجلس التأديبي وهي لم تفعل، وأرجّح أن يكون الموضوع مرتبطاً بمخالفات مزعومة لا أساس لها من الصحة وقد جرى استيضاحي بشأنها».

 

وقالت عون لـ محطة (OTV) انّ «توقيت إحالتي الى المجلس التأديبي يأتي خوفاً من استمراري في متابعة ملفات مالية دقيقة يمكن أن تصل الى نتيجة في موضوع محاربة الفساد، والبرهان أنّ المدعي العام التمييزي يتخطّى كل القوانين ولا أحد يَطاله».

 

عويدات لـ«الجمهورية»

وفي الوقت الذي لم تعلن اي جهة قضائية رسمية عن هذه الاحالة ومصدرها، وقبل ان تتحدث عون عنها، قال المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات في اتصال مع «الجمهورية» انه اطّلع على الاحالة من المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وليس له اي علاقة بهذه الاحالة ومدى صحتها.

 

هيئة التفتيش القضائي

وفي مواجهة هذه المعلومات التي لم يتبناها احد من المسؤولين قالت مصادر قضائية لـ«الجمهورية» انه «سبقَ لوزير العدل ان احال القاضية عون الى هيئة التفتيش القضائي فور عودتها من زيارة فرنسا التي قصدتها من دون إذن مسبق، ولكن لم يعلن عن حضورها أمام الهيئة، وان تم ذلك سراً ومن دون اي إعلان مسبق فإنّ ذلك امر عادي، فلم يسبق للهيئة التي يترأسها القاضي بركان سعد ان اعلنت عن اسماء القضاة الذين يُحالون إليها». واضافت «أن عشرات القضاة حضروا امامها في اكثر من مناسبة ولم يعلن عن مثل هذه الخطوات التي تبقى عادة سرية بما فيها القرارات التأديبية والمسلكية التي تنتهي اليها. ومن النادر ان تنشر مثل هذه القرارات قبل الفلتان الإعلامي إذ لم يعد هناك شيء محظور بعدما تحولت المحاكمات الداخلية والسرية الى حد ما مادة إعلامية لا ينقص سوى نقلها مباشرة على الهواء».

 

*************************************** افتتاحية صحيفة اللواء  

لبنان أمام «رقصة الانطفاء».. والقرار لعصابة الدولار!

هيل يتوقّع شللاً طويلاً وأزمة رئاسة.. وارتباك داخل التيار العوني وعطية الأوفر حظاً

 

التحركات سيدة الوضع على الأرض، من جسر «الرينغ» (السائقون) إلى الشارع العام بين مبنى مصرف لبنان ووزارتي الإعلام والسياحة، ومبنى تابع لوزارة الداخلية، حيث صرخ الأطباء والمرضى وأصحاب المستشفيات بصوت واحد: حرروا اموالنا بالدولار وغيره من مصارف طغمة المصارف وحاكمية مصرف لبنان، وسط تحركات ميدانية من تعلبايا إلى غيرها من المناطق، والكلام يسري كالنار بالهشيم عن اتجاه لاغلاق الافران، ومحطات الوقود، اضافة إلى المستشفيات والصيدليات، مع انتشار المخاوف من «الجريمة المنظمة» في مشهد جعل البلد كله أمام «رقصة الانطفاء» وليس «رقصة السائقين» على جسر الاتصال بين بيروت العاصمة الموحدة.

 

واذا صح ما نسب إلى مصدر وزاري من ان البلد دخل في مرحلة «الارتطام الكبير»، فالثابت ان لهيب الدولار والمحروقات لا يكتفي بحرق جيوب اللبنانيين، بل أن «عصابة التحكم بالدولار» أي كانت التسميات، تدفع البلد ليس فقط إلى انطفاء الحياة فيه، بل أيضاً إلى حرق الأخضر واليابس قبل ذلك!

والسؤال: لماذا هذا الانهيار الكبير لسعر صرف العملة الخضراء، بعد انتهاء الانتخابات النيابية، على الفور، وليس بانتظار ما ستؤول اليه انتخابات رئيس المجلس النيابي ونائبه ومطبخه التشريعي، تمهيداً لانتخاب رؤساء اللجان واللجان، والانطلاق من ثم إلى العمل المجلسي، والمشاورات الملزمة لتسمية مرشح لتأليف حكومة جديدة، بعد افتعال التيار الوطني الحر معركة مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي ساد لوقت انه سيعود إلى السراي لمواصلة العمل في البرنامج المقترح من المؤسسات المالية الدولية، ولا سيما صندوق النقد الدولي، لمد لبنان بقرض يتراوح بين 3 و7 مليارات دولار تمكنه من التقاط انفاسه النقدية والاقتصادية.

وتسأل مصادر متابعة: هل يحاول النواب الفائزون والخاسرون استعادة ما انفقوا خلال العملية الانتخابية، أم ان حاكم مصرف لبنان وغيره من جهات، وجدوا الفرصة مؤاتية لجمع الدولار، بعد ضخ كميات واضحة من العملة بالليرة اللبنانية، تكاد تنعدم لدى المصارف، وتبرز واضحة للعيان لدى الصيارفة من الفئة الأولى.

 


على ان المصارف نفسها تتخوف من ان تكون مسألة الانهيار بالدولار، مرتبطة بالترتيبات الدولية الجارية لفرض اجندات تتصل بطبيعة الحكومة المقبلة، وانتخابات الرئاسة، لاضعاف الفريق الحاكم، وإقصائه عن السلطة إذا أمكن؟

على ان المتفق عليه، هو ان ما يجري في محلات الصيرفة والتطبيقات، فضلاً عن بعض التصفيات الجسدية لهذا الرجل الأمين أو ذاك، من رفع اسعار الصرف، وبالتالي الارتفاع الهستيري للأسعار، والتهويل بفقان السلع الضرورية، باعتبارها من مقومات الحياة كالخبز، والدواء، والمحروقات، والماء، في ظل انعدام رقابة او تدخل اي سلطة، هو امر مخطط في اطار الضغط لإعادة ترتيب الوقائع اللبنانية بواسطة الضغط بالدولار.

ولم يخف وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل توقعه من استمرار الشلل السياسي في لبنان، وقد يمتد لسنين طويلة، مشيراً إلى انه كل 6 سنوات يتبين وجود ازمة بشأن الرئاسة الأولى، ومن الصعب جداً بالنسبة للبنانيين اختيار المرشحين.

وحول الانتخابات النيابية قال هيل لـ«الجديد»: علمت ان عدد مقاعد النواب المستقلين يساوي نحو 13 نائباً، لكن هذا غير كاف لوحده لاحداث تغييرات، ويبقى صوتهم مهماً بالطبع، ويعتمد نجاحهم على قدرتهم في التحالف وتقديم التسويات، مشيراً إلى ان بلاده ما تزال تعتبر حزب الله «منظمة ارهابية».

ولاحظ ان التحديات تشمل تشكيل حكومة تمثل كل اطياف المجتمع في لبنان بشكل عادل. فالنواب الشيعة المؤيدون لحزب الله يشكلون عاملاً اساسياً يصعب تشكيل الحكومة، نظراً إلى عدد النواب الذين يمثلون الشيعة.

واعرب عن اعجابه بالتعاون القائم بين السلطات اللبنانية وصندوق النقد الدولي، إذ قدمت مجموعة من الاصلاحات الكبيرة على طاولة المفاوضات، داعياً إلى الرهان على هذا الدعم لتثبيت سعر صرف الليرة.

وكشف ان الهدف من العقوبات على «حزب الله» الذين لا ينتمون إلى الطائفة الشيعية هو الحد من قوة الحزب ولا بد من وجود اسباب اخرى لفرض هذه العقوبات، من ناحية تصرفات بعض الافراد كالفساد وما إلى ذلك.

وكان لافتاً للانتباه دعوة مجلس الامن الدولي للاسراع بتشكيل حكومة شاملة جديدة تسمح بالتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وفي هذا السياق، نقل عن مصادر سياسية مطلعة على اجواء قصر بعبدا ان الرئيس ميشال عون، لا يتدخل في ما خص انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه، لكنه يرصد ما جرى، ويجري في هذه الانتخابات ليستشرف بعدها مقاربة الملف الحكومي، حيث تظهر اصطفافات الكتل النيابية في ضوء نتائج انتخابات رئيس المجلس ونائبه الثلاثاء المقبل.

فقد حدد رئيس السن الرئيس بري موعد جلسة انتخاب رئيس للمجلس النيابي ونائبه واعضاء هيئة المكتب ورؤساء واعضاء اللجان النيابية، عند الحادية عشرة من قبل ظهر الثلاثاء المقبل في مبنى المجلس في ساحة النجمة. في ظل استمرار الخلاف والتباين في مقاربة هذه الاستحقاقات بين الأطراف السياسية التي تشكل منها المجلس الجديد.

واذا كان انتخاب بري مضموناً بستين او 65 صوتاً على الأقل، فإن إمكانية التوافق على استحقاق نائب رئيس المجلس لم تُحسم بعد. لذلك استمرت المشاورات خلال عطلة عيد المقاومة والتحرير ويوم امس لتخرج الكتل النيابية بمواقفها خلال اليومين المقبلين. فيما اكد نائب عكار سجيع عطية لـ «اللواء» ان كتلة «إنماء عكار» قد رشحته لمنصب نائب الرئيس، وان هذه الكتلة ستتوسع لتضم عدداً من نواب الشمال بهدف تشكيل لقاء نيابي وليس تكتلا، يعمل على متابعة الاوضاع الانمائية والخدماتية للمنطقة.

وتدور في الكواليس اتصالات ومشاورات لتحديد الاتجاهات النهائية للتصويت لرئاسة مجلس النواب ونيابة الرئاسة، وسط معلومات عن إحتمال حصول مفاجأت ضمن أكثر من كتلة، ومن بينها كتلة التيار الوطني الحر، الذي افادت بعض المعلومات ان الاراء متباينة داخله، بين رأي جبران باسيل بعدم التصويت لبري اذا لم يحصل اتفاق على كامل التوجهات والاستحقاقات الاخرى، وبين رأي يريد التصويت لبري لضمان سير العمل التشريعي للكتلة بسلاسة.

لكن مصادر مطلعة على موقف التيار قالت لـ «اللواء» ان الكتلة اجتمعت الثلاثاء الماضي وتتجه لترشيح النائب الياس بو صعب لنيابة الرئيس والمشاركة في عضوية هيئة مكتب المجلس كما كان النائب الان عون، لكن لم يتخذ القرار بقضايا اخرى بأنتظار دعوة رئيس التيار جبران باسيل الى اجتماع آخر للكتلة لتقرير الموقف من كل القضايا المطروحة. وحسب المعلومات فإن نواب التيار الملتزمين حزبياً لن يصوتوا لبري ما عدا حليفهم حزب الطاشناق (3نواب) وربما النائبين المستقلين في التكتل فريد البستاني ومحمد يحيى. كذلك هناك نواب عكار وطرابلس المستقلين، ومستقلون آخرون مع انتخاب بري.

كما علمت «اللواء» ان مجموعة «قوى التغيير» النيابية عقدت اجتماعاً مساء امس، لمناقشة الموقف من جميع استحقاقات جلسة الثلاثاء ككل، وبقي القرار معلقاً لمزيد من البحث.

وقرر تكتل لبنان القوي سحب الملف من التداول وسط معلومات عن ارباك داخل التكتل لجهة القرار الذي يتعين اتخاذه بين تعنت باسيل وليونة عدد آخر من النواب القدامى والجدد.

واعتبرت مصادر سياسية ان تعيين الرئيس بري الثلاثاء المقبل موعدا لجلسة انتخاب رئيس لمجلس النواب،يؤشر الى انتهاء المشاورات والاتصالات التي جرت بعيدا من الاعلام للتوصل الى تفاهمات بين الكتل الرئيسية على اسم نائب الرئيس الذي سيتم انتخابه،والتي خلصت إلى طرح اسم نائب عكار سجيع عطية بعدما فشلت كل محاولات ترشيح النائب الياس ابو صعب عن كتلة التيار الوطني الحر، بسبب رفض رئيس التيار النائب جبران باسيل لهذا الترشح، ومحاولته ربطه بتفاهمات تطال الحكومة الجديدة، وحصة التيار فيها والعناوين الاساسية لمهمتها، والتي لم تلاق التجاوب المطلوب من بري، لاستحالة تحقيقها،بمعزل عن الاطراف الاخرى.

واشارت المصادر الى ان فشل تسمية ابو صعب لمنصب نائب رئيس المجلس النيابي مرده اساسا، رفض رئيس التيار الوطني الحر ترشيحه من قبل التكتل لهذا المنصب، لحزازات وخلافات بينهما،تظهرت قبل وخلال الانتخابات النيابية وبعدها،وهذا الامر لم يعد خافيا على احد.

كذلك ترفض كتلة القوات اللبنانية التصويت لبري،وماتزال تدرس امكانية ترشيح النائب غسان حاصباني لنيابة رئاسة المجلس، بالرغم ان حظوظ نجاحه شبه معدومه ، لانحسار النواب المؤيدين له في الوقت الحاضر.

وقالت المصادر ان بري، لم يكن في عجلة من أمره لتحديد موعد لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب ونائبه ، لولا تاكده من ضمان تأييد عدد كاف من النواب لانتخابه رئيسا للمجلس النيابي لولاية جديدة، وتحضير اسم نائب الرئيس، بالرغم من استنكاف معظم ، كتلة التيار الوطني الحر عن انتخابه.

 

وتوقعت المصادر انه بعد انجاز انتخابات رئاسة المجلس ونائبه الاسبوع المقبل، ان تنشط الاتصالات والمشاورات، بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة، التي يبدو انها ستطول اكثر هذه المرة، لوجود تباينات كثيرة،وشروط الحصص التي تتحكم بالتاليف،ولاسيما من قبل النائب جبران باسيل كالعادة،مما يؤدي إلى عرقلة التأليف، واطالة عمر الفراغ السائد الى ما بعد الانتخابات الرئاسية كما يبدو.

وكشف النائب سجيع عطية المنتخب عن المقعد الارثوذكسي في عكار عن نيته بالترشح لموقع نائب رئيس مجلس النواب، كاشفاً انه «يحظى بدعم كتلتي النيابية»، وانه حيادي ويتواصل مع الجميع، مشدداً على ضرورة «وجود شخصيات معتدلة للوصول إلى قواسم مشتركة لانقاذ البلد وحظوظي جيدة».

الأطباء في الشارع

وفي التحركات وامام مصرف لبنان، نفذ الاطباء اعتصاماً دعت اليه نقابتا الاطباء في بيروت والشمال، بالاتفاق مع نقابة اصحاب المستشفيات الخاصة، اعتراضاً على سياسة مصرف لبنان لجهة احتجاز الاموال، وللمطالبة بتحرير حسابات المستشفيات والاطباء من وضع اليد عليها، محذرا من ان الامور ذاهبة إلى ان تزداد سوءاً.

ويستمر الاضراب في القطاع الصحي اليوم بعدما طفح الكيل. وقال نقيب اطباء الشمال الدكتور سليم ابي صالح «إننا نقف اليوم في وجه طغمة مالية قابضة على السياسات النقدية والاقتصادية» متمثلة بأصحاب المصارف وحاكمية مصرف لبنان».

رقصة السائقين

وبعدما قطع سائقو «التاكسي» جسر الرينغ ومنعوا الدخول والخروج إلى المكاتب المجاورة، فضلاً عن العبور عليه بين شرق بيروت وغربها «موهوا» عن ازماتهم «برقصة» تعبر عن حجم المعاناة.

وفهم ان الاحتجاج سببه عدم قيام وزارة الداخلية بوقف التطبيقات الالكترونية التي تشغّل سيارات ودراجات نارية في خدمة النقل، وتزاحم سائقي السيارات العمومية القانونيين. واعتبر السائقون أن قطع الطريق ليس موجَّهاً ضد اللبنانيين الذين علقوا في الازدحام، وانما ضد وزارة الداخلية. وطلبوا من المواطنين رفع الصوت إلى جانبهم للضغط على الوزارة لتنفيذ القانون، خصوصاً وأن تلك التطبيقات الالكترونية غير قانونية والدراجات النارية والسيارات الخاصة تعمل خارج القانون، فضلاً عن قيادتها من قِبَل سائقين غير لبنانيين، وهذا يشكّل مخالفة إضافية. وحذّر السائقون من أن استمرار الوزارة في تجاهل الأمر، سيدفعهم نحو التصعيد.

وطالب السائقون في خلال الاعتصام بايقاف «اللوحات الخصوصية – البيضاء» عن العمل «والدراجات النارية ضمن تطبيق «بول»، لافتين الى ان «هناك مشروعا في هذا الخصوص وهو نائم في الادراج ولا يحرك المسؤولون ساكنا في هذا المجال»، وقالوا :ان «وزير النقل ارسل كتابا الى وزارة الداخلية لتحريك هذه القضية والحصول على حقنا لتأمين لقمة عيش كريمة لعائلاتنا، في ظل الازمات المستفحلة في البلد ولا طاقة لنا على تحملها مع استمرار ارتفاع اسعار المحروقات وجنون صرف سعر الدولار».

وفي ظل هذا الجمود، القطاعات تتهاوى والدولار يحلّق والاسعار تحرق. اليوم، صدر جدول أسعار جديد للمحروقات وسجّل ارتفاعاً بـ9000 ليرة للبنزين 95 و98 أوكتان. وجاءت الأسعار على الشكل الآتي: بنزين 95 أوكتان: 597000 ل.ل. بنزين 98 أوكتان: 608000 ل.ل. المازوت: 732000 ليرة بزيادة 51 ألف ليرة. الغاز: 447000 ليرة بزيادة 31 ألف ليرة.

في الموازاة، اعتصم أصحاب الافران امام وزارة الاقتصاد للمطالبة بتأمين القمح للمطاحن ووضع تسعيرة لربطة الخبز تناسب سعر الصرف، كما طالب المعتصمون مجلس النواب الجديد بالاسراع في إقرار قانون قرض البنك الدولي لدعم القمح.

وقال أمين سر نقابة المخابز والأفران في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور «مشكلتنا كبيرة لأنها تتعلق برغيف الخبز والطبقة السياسية أقفلت معظم مؤسسات البلد ولا مشكلة لديها أن نقفل نحن أيضا».

وسأل «لماذا لم يوقع كتاب صرف اعتمادات القمح لمدة شهرين؟»، متمنياً «على وزير المال أن يوقع الاعتمادات كي لا تذل الناس».

108 إصابات جديدة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 108 إصابات جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي الى 1098899 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020، مع تسجيل حالة وفاة واحدة.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الديار  

«بلادة» شعبيّة وغياب حكومي في مُواجهة الإنهيار.. الليرة تلفظ أنفاسها الأخيرة!

بري يضمن عودته بنحو 60 صوتاً.. ورهان سعودي على أول اختبار «للمعارضة»

 الرياض تبطئ التفاوض مع طهران لتحسين شروطها .. فهل يدفع لبنان الثمن؟ – ابراهيم ناصرالدين

 

الاسوأ من الانهيار الاقتصادي المتسارع في كافة القطاعات،»البلادة» الشعبية في التعامل مع الواقع، «والتسليم» بالقضاء والقدر المفروض على اللبنانيين الذين نزلوا قبل نحو سنتين الى «الثورة» اعتراضا على بضعة «سنتات» على الاتصالات، فيما يعم «صمت القبور» البلاد المنهارة. فالحراك الخجول لبعض القطاعات لا يوازي غياب حكومة تصريف الاعمال ومعها المسؤولين عن ادارة النقد الوطني عن «السمع»، وكأن ما يجري في عالم آخر.

 

البلد «مشلول» ومتروك لمصيره تتحكم به منصات «مجهولة» «معلومة» تتولى «اغتيال» العملة الوطنية التي تراجعت بالامس الى مستوى قياسي، بعدما تخطى الدولار عتبة ال35 الف ليرة. تزامنا صدرت تسعيرة الزيادات الهائلة على قطاع الاتصالات، ويهدد اصحاب الافران ومحطات الوقود بالاقفال، فيما «نزل» القطاع الطبي على «الارض» محذرا من الانهيار الصحي المحتوم.

 

في المقابل، ولان البلد بالف خير، ينكب نواب المجلس التشريعي «الوليد» على اجراء عمليات حسابية دقيقة لقياس حجم الاصوات المفترضة للرئيس نبيه بري العائد الى «عرينه» دون منافسة تذكر، في الجلسة التي دعا الى عقدها عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الثلاثاء المقبل في ساحة النجمة من أجل انتخاب رئيس ونائب رئيس للمجلس وهيئة المكتب، لكن «الكباش» مستمر حول قياس «شعبيته» داخل البرلمان الجديد، وكأن في هذه المعركة، «ما يقدم او يؤخر» في حياة اللبنانيين البائسة، فيما «البازار» مفتوح على مصراعيه حول مركز نيابة الرئاسة، حيث تتواصل عمليات «التشاطر» السياسي لحسم هويته، بعدما حولتها الرياض الى اولوية وطنية لاختبار المعارضة في اولى «معاركها»..!

 

هذا المشهد القاتم داخليا، يوازيه اقليميا حذر ايراني- سعودي متبادل حيال درجة التحسن في العلاقات الثنائية التي ستنعكس حكما على الواقع اللبناني الذي سيبقى اسيرا لبطء التقدم في المحادثات الثنائية، حيث عادت الرياض الى الرهان على تحسن علاقاتها مع واشنطن لتحقيق المزيد من المكاسب على «طاولة» التفاوض مع طهران. والى ذلك الحين سيبقى التصعيد سيد الموقف لبنانيا، سواء عبر مواقف وتحركات السفير السعودي في بيروت، او عبر الاعلام الممول سعوديا، والذي يعمد الى تشويه صورة حزب الله الذي اضطر بالامس الى الرد على ما وصفه «بصناعة الاكاذيب» وفبركة الاتهامات السعودية.

هل يدفع لبنان «الثمن»؟

 

ووفقا لمصادر ديبلوماسية، قد يدفع لبنان ثمن لجوء السعوديين الى «المناورة» في المحادثات مع ايران، حيث لاحظ الايرانيون عملية ابطاء مقصودة في الآونة الاخيرة، عبّر عنها بالامس وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان بقوله من «دافوس»: إن إيران حققت «تقدما ضئيلا لكنه جيد» في العلاقات مع السعودية، مضيفا أنه قد يلتقي بنظيره السعودي قريبا في دولة ثالثة.

التراجع الاميركي

 

وبانتظار هذه الجولة الجديدة من المحادثات، تعزو تلك المصادر «التلكؤ» السعودي الى الاشارات الاميركية المستجدة حيال العلاقات الثنائية، وبدأت المملكة تلمس تراجعا من قبل ادارة الرئيس جو بايدن عن الموقف السلبي اتجاهها، وقد تكون زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان الى واشنطن، الخطوة قبل الاخيرة قبل اعادة العلاقات الى «مجاريها».

ماذا تريد الرياض؟

 

وتستغل القيادة السعودية ما تسميه « إعادة اكتشاف بايدن اخيرا ضرورات العلاقة بين البلدين»، وهي تتوقع تراجع الضغوط عليها في ملف حرب اليمن، ورفع التنسيق معها فيما يرتبط برفع العقوبات عن إيران، مقابل الحصول على تفاهمات حول إنتاج النفط وأسعاره. ويرغب السعوديون في ان تكون مصالحهم في قائمة اولويات الادارة الاميركية، عندما تقرر العودة الى الاتفاق النووي مع ايران، مستغلة الحرب الروسية على اوكرانيا والحاجة اليها بعد تضاعف أسعار النفط والغاز، وتهديد زيادة نسبة التضخم حظوظ الحزب الديموقراطي في الانتخابات النصفية في تشرين الثاني المقبل. وهنا تراهن واشنطن على دفع الرياض لزيادة إنتاجها، وهنا تبحث المملكة عن «الثمن»؟

تحذير من «الوقت الضائع»

 

وفي هذا السياق، تدعو تلك الاوساط الى ضرورة التنبه من «الوقت الضائع» الذي يستغله السعوديون لتحسين «اوراق» تفاوضهم مع الايرانيين، وثمة خشية ان تبقى الساحة اللبنانية احدى ساحات «الاختبار» بين الجانبين، وهو ما يهدد بدخول البلاد في «فراغ» دستوري طويل الامد، ما لم يحصل تحييد بات ضروريا للملف اللبناني القابل «للاشتعال» والفوضى، وفق تحذير المسؤولين الفرنسيين. وفي هذا السياق، دعا مجلس الامن الدولي بالاجماع، للإسراع في تشكيل حكومة شاملة جديدة في لبنان بعد الانتخابات التشريعية، وتطبيق إصلاحات من بينها إقرار موازنة 2022، داعيا ايضا إلى تشكيل حكومة تسمح بالتوصّل السريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بحسب الإعلان الذي صاغته فرنسا.

حزب الله يرد على «الاكاذيب»

 

وكانت العلاقات الإعلامية في حزب الله، اتهمت قناة العربية «التابعة للنظام السعودي»، بأنها «دأبت على صناعة الأكاذيب وفبركة ‏الاتهامات الباطلة والزج باسم حزب الله في صناعة المخدرات والإتجار بها ‏والترويج لها، بهدف الإساءة إلى الحزب وتشويه صورة حركات المقاومة ‏وخدشها أمام الرأي العام». وفي بيانٍ، قال الحزب: «كل ذلك خدمة للعدو الإسرائيلي ومشاريع التطبيع ‏المذلّة معه، وللتعمية على الوقائع الدامغة بتورط كبار الأمراء والمسؤولين ‏السعوديين بتجارة المخدرات وحبوب الكبتاغون والتي شهد مطار بيروت ‏الدولي أحد فصولها البارزة بتوقيف أمير سعودي بالجرم المشهود». وتابع أنّ «محاولات قناة العربية الدائمة لصرف الأنظار عن انتشار آفة المخدرات ‏داخل المجتمع السعودي تعاطياً وإتجاراً عن طريق ربطها بالآخرين وتلفيق ‏الاتهامات لهم، لن يؤدّي إلى علاج هذه المشكلة المتزايدة داخل السعودية، ‏وكان الأجدر بها وبالمسؤولين عنها العمل الجاد في مكافحة هذه الآفة القاتلة ‏عملياً وإعلامياً وتربوياً ودينياً، والحدّ من مخاطرها الداهمة أمنياً واجتماعياً».‏

تحريض سعودي

 

وفي هذا السياق، تصر المملكة عبر سفيرها في بيروت الى تحويل كل استحقاق دستوري الى مواجهة على الرغم من «ضحالة» الاثمان التي يمكن ان تجبى منها، خصوصا انتخابات رئاسة المجلس النيابي، فاضافة الى «معضلة» صراع الوجود بين النائب جبران باسيل والرئيس بري، فان «التحريض» السعودي يتواصل من خلال الاتصالات التي لم تنقطع مع الكتل والشخصيات المعارضة و»التغييرية»، وابلاغها بانها أمام «امتحان» جدي لاثبات انها قادرة على مواجهة حزب الله وحلفائه.

جنبلاط خارج «البازار»

 

وفيما اخرج النائب وليد جنبلاط نفسه من «بازار» الاصوات المحجوبة عن بري، وابلغ من يعنيهم الامر، انه ليس في وارد توجيه «رسالة» خاطئة في معركة محسومة، الا انه لم يغلق الباب امام احتمال حصول تفاهم على انتخاب نائب الرئيس مع «القوات اللبنانية» وكتل اخرى، وقد بوشرت الاتصالات على نحو مباشر مع «معراب» التي تتجه الى عدم تبني خوض المعركة بنائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، لكنها تتبنى نظرية عدم السماح للنائب إلياس بو صعب في الوصول الى هذا المنصب، في تحدي مباشر للتيار الوطني الحر. وفي هذا السياق، أكد أمين سر كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن، أن موقف «اللقاء الديموقراطي» سيعلن مطلع الأسبوع المقبل. وأوضح انه سيتخذ خياراته من المنطلقات الواقعية وأهمية الخروج من الأزمة، وقال:» يبدو أن الرئيس نبيه بري هو الوحيد المرشح لرئاسة المجلس، والواقعية تفرض أن نأخذ هذا الأمر في الاعتبار من دون الانجرار إلى معارك وهمية، ومزايدات شعبوية لن تغير شيئاً في الواقع».

«ارنب» بري؟

 

في المقابل، لم يتبن نواب «التغيير» بعد ترشيح نقيب المحامين السابق ملحم خلف، وفيما يفضل جنبلاط النائب غسان سكاف كونه مقرب من «الاشتراكي»، لا يبدي بري ممانعة حياله، الا انه يحتفظ «بأرنب» النائب سجيع عطية من كتلة «إنماء عكار» التي ابلغته انها على رأس تكتل من 8 نواب في الشمال، وبانها ستصوّت له يوم الثلثاء، مبدية استعدادها لتبني ترشيح عطية، مع العلم ان هذه الكتلة مرشحة لان تكون اكبر في ظل تواصل مع نواب «قدامى المستقبل» في كافة المناطق .ووفقا للمعلومات، تقود «القوات اللبنانية» استراتيجية سعودية تقوم على محاولة فرض نائب رئيس المجلس باجماع الكتل «المعارضة»، كمقدمة لتوحيدها في الاستحقاقات المقبلة بدءا من هوية رئيس الحكومة، وتشكيل الحكومة، وصولا الى انتخابات الرئاسة.

«البازار» «مكربج»!

 

ووفقا لآخر الارقام، بات بري ضامنا لنحو ٦٠ صوتا فقط، في ظل اصرار النائب جبران باسيل على موقفه الرافض التصويت له حتى الآن، في مقابل رفض بري لاي مساومة على الحكومة او ملفات اخرى خارج نطاق مجلس النواب، بينما يرغب رئيس تكتل «لبنان القوي» بان يشمل اي اتفاق نيابة رئاسة المجلس ورؤساء اللجان، فضلا عن الحكومة ورئيسها ووزراء التيار، اضافة الى «سلة» التعيينات المفترضة قبل نهاية ولاية الرئيس عون.

نصرالله يدعو «للشراكة»

 

هذا الاستعصاء يستمر على الرغم من دعوة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الفرقاء السياسيين إلى التعاون ومناقشة الملفات الخلافية، ونبه في كلمة بمناسبة «عيد المقاومة والتحرير، إلى أن الدولة «ذاهبة إلى الانهيار»، مجدّداً الدعوة «من موقع القوة والاقتدار للشراكة والتعاون، وقال:» إن أردتم مناقشة كل شيء سويّاً فتفضلوا»… كما اعتبر نصر الله أن «لبنان أمام خيارين: لبنان القوي والغني ولبنان الضعيف والمتسوّل»، مذكّراً بأن «لدى لبنان كنز وثروة هائلة من النفط والغاز». وفيما رأى أن مشكلة لبنان لا يحلّها «إلّا النفط والغاز في المياه الإقليمية»، دعا الفرقاء السياسيين إلى العمل على حمايتهما واستخراجهما..ورأى نصر الله أن تساؤل قوى سياسية عمّن كلّف المقاومة بالدفاع عن لبنان يُعبّر عن «تخلّف سياسي وانحطاط أخلاق»، مشيراً إلى أن من كلّفها هو واجبها «الوطني والإنساني والأخلاقي والديني». كما لفت إلى أن البعض في لبنان «لا يعتبر الإسرائيلي عدواً».

انهيار «قياسي»

 

وفيما طمان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم من واشنطن ان لبنان بعيد عن الترددات الأمنية المحيطة به، كاشفًا عن أنّ لبنان بصدد الردّ الخطّيّ على طرح الولايات المتحدة بما يتعلق بملف الترسيم البحري، شهدت الساعات القليلة الماضية تحركات للعديد من القطاعات الاقتصادية على وقع تراجع الليرة إلى مستوى غير مسبوق بالامس، مسجلة رقما قياسيا جديدا، بعدما تخطى الدولار سقف ال» 35 الفا»، وبذلك تكون قد فقدت أكثر من 95 في المائة من قيمتها منذ 2019. اما البنزين فقفزت الصفيحة عن الـ 600 الف والمازوت عن الـ730 الفاً، فيما بلغ سعر قارورة الغاز 450 الفا، اما كهرباء «الدولة» ففي «اجازة» حتى نهاية الاسبوع، وقد زاد تقنين المولدات الخاصة من قتامة المشهد.

  المحطات تهدد بالاقفال؟

 

وفيما أقدم بعض السائقين العموميين على قطع الطريق أمام وزارة الداخلية وفي منطقة الرينغ، احتجاجاً على ارتفاع سعر صفيحة البنزين، وطالبوا بدعمهم من قبل الدولة وتخصيصهم بصفيحتي بنزين، لوّح أصحاب محطات المحروقات، بإقفال محطاتهم في المناطق كافة، ما لم يصدر جدول يومي لأسعار المحروقات، ويُزوّدوا بالكميات المطلوبة من قبل شركات الاستيراد، التي باتت تُقنّن عمليات التوزيع بسبب عدم فتح المصرف المركزي الاعتمادات الكافية، وفق بيان تحذ يري للنقابة، واوضحت النقابة ان النّقص ناتج عن عدم تسليم الشركات المستوردة للنفط مادة البنزين بشكل طبيعي لأن مصرف لبنان لم يعد يفتح لها اعتمادات كافية، بالتالي، فإن عملية تسليم البنزين تكون قليلة جداً، بما يتناسب مع الاعتماد المفتوح، والمسؤول المباشر في هذا الشُّح هو مصرف لبنان؟!

الاتصالات «نار»

 

في هذا الوقت اعلن بالامس، عن الأسعار الجديدة للاتصالات، التي سيبدأ اعتمادها من 1 تموز المقبل، وتحتسب الاسعار الجديدة وفق «منصة صيرفة»، وباتت أسعار دقيقة الاتصال والرسالة النصية وحُزم «الإنترنت» للخطوط المسبقة الدفع والثابتة على الشكل الآتي: الخطوط المسبقة الدفع، دقيقة الاتصال: من 0.25$ إلى 0.08 ، الرسالة النصية: من 0.05$ إلى 0.02 ، البطاقات المسبقة الدفع بطاقة 10 أيام: 3.79 بطاقة، 30 يوماً 4.5 بطاقة 30 يوماً (تتضمن 30 دقيقة مجانية): 7.58 ، بطاقة 60 يوماً: 15.15 ، بطاقة 90 يوماً: 22.73، بطاقة 365 يوماً (سنة كاملة): 77.28

«تحذير «طبي»

 

وبناءً على دعوة نقابتي الأطباء في بيروت والشمال ونقابة المستشفيات ينفذ القطاع الطبي والاستشفائي اضراباً عن العمل يستمر ليومين باستثناء الحالات الطارئة. وقد نفذ عدد من الاطباء اعتصاماً امام مصرف لبنان بدعوة من نقابتي الأطباء في بيروت والشمال ونقابة اصحاب المستشفيات الخاصة، رفضاً لسياسات مصرف لبنان والمصارف في حق المودعين عموما والاطباء وعاملي القطاع الصحي والمستشفيات خصوصا. وقال نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون ان المستشفيات عاجزة عن تأمين السيولة اللازمة لمتابعة عملها، وحقوق العاملين في القطاع الصحي أصبحت غير كافية لتأمين معيشتهم».

ازمة الافران

 

في هذا الوقت، اعتصم أصحاب الافران امام وزارة الاقتصاد للمطالبة بتأمين القمح للمطاحن ووضع تسعيرة لربطة الخبز تناسب سعر الصرف، كما طالب المعتصمون مجلس النواب الجديد بالاسراع في اقرار قانون قرض البنك الدولي لدعم القمح، وتساءل امين سر نقابة المخابز والافران في بيروت وجبل لبنان لماذا لم يوقع كتاب صرف اعتمادات القمح لمدة شهرين؟»، متمنياً «على وزير المال أن يوقع الاعتمادات كي لا تذل الناس»؟ من جهته اكد نائب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران علي ابراهيم «آلية الدعم التي حكي عنها في مجلس الوزراء لم تنفذ، ووزير الاقتصاد غائب عن السمع».

المصارف الى اين؟

 

وفي خطوة ذات دلالات مقلقة، اتخذ المصرف المركزي القبرصي قراراً يقضي بتحويل فروع المصارف اللبنانية إليه، مبالغ مالية توازي حجم ودائعها، وذلك كإجراء يَحمي المودِعين من أي تعثّر قد يصيب المصارف اللبنانية. ونتج عن هذا القرار إقفال كافة فروع المصارف اللبنانية العاملة في قبرص، منها أنجز مراحل العملية وحدّد تاريخ الإقفال وأبلغ زبائنه بالأمر، والقسم القليل منها في طور إنجاز التحضيرات اللازمة للإقفال.

 

***************************************

افتتاحية صحيفة الشرق  

الدعوة لانتخابات المجلس الثلاثاء .. والدولار يحلّق والأسعار تطير

 

كل شيء في لبنان يرتفع، الا المواطن المستمر في التهاوي نزولا نحو القعر وما دونه، إن وُجِد. الدولار يناطح الـ36 الف ليرة وما فوق ويعد بالمزيد. البنزين يقفز عن الـ 600 الف والمازوت عن الـ730 الفاً فيما بلغ سعر قارورة الغاز 450 الفا ولا من يسأل. الطبقة النخبوية ممثلة بالأطباء، في الشارع الى جانب  اصحاب الافران ومالكي السيارات العمومية، رافعين الصوت ولا من يسمع. ساعات تقنين المولدات الخاصة بلغت ذروتها حتى تكاد تلامس حال تيار الدولة الغائب في انتظار باخرة فيول موعودة لم تصل. المصارف اللبنانية في الخارج تقفل ولا من يراجع. وحدها المواقف الشعبوية الفارغة والوعود الطنّانة من المسؤولين تملأ فراغ تمنعهم عن استنباط الحلول، او على الاقل فك اسرها من شباك خلافاتهم ومحاصصاتهم وانانياتهم التي فقد اللبناني كل قدرة على الاستمرار في دفع ثمنها من حياته المنهكة، وقد رفع العشرة.

 

وفيما حث مجلس الامن الدولي بالاجماع، اول امس، على الإسراع في تشكيل حكومة شاملة جديدة في لبنان بعد الانتخابات التشريعية، وتطبيق إصلاحات من بينها إقرار موازنة 2022، داعيا ايضا إلى تشكيل حكومة تسمح بالتوصّل السريع لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، بحسب الإعلان الذي صاغته فرنسا، حرّكت الجمود السياسي امس  دعوة رئيس السن في المجلس النيابي نبيه بري الى اولى جلسات مجلس النواب بعد انتخاب اعضائه، لانتخاب رئيسه ومطبخه التشريعي، الحادية عشرة قبل ظهر الثلاثاء المقبل في ساحة النجمة.

 

اسعار المحروقات

 

في ظل هذا الجمود، القطاعات تتهاوى والدولار يحلّق والاسعار تحرق. اليوم، صدر جدول أسعار جديد للمحروقات وسجّل ارتفاعاً بـ9000 ليرة للبنزين 95 و98 أوكتان.  وجاءت الأسعار على الشكل الآتي:  بنزين 95 أوكتان: 597000 ل.ل.  بنزين 98 أوكتان: 608000 ل.ل.  المازوت: 732000 ليرة بزيادة 51 ألف ليرة.  الغاز: 447000 ليرة بزيادة 31 ألف ليرة.

 

أزمة المطاحن

 

في الموازاة، اعتصم أصحاب الافران امام وزارة الاقتصاد للمطالبة بتأمين القمح للمطاحن ووضع تسعيرة لربطة الخبز تناسب سعر الصرف، كما طالب المعتصمون مجلس النواب الجديد بالاسراع في إقرار قانون قرض البنك الدولي لدعم القمح.  وقال أمين سر نقابة المخابز والأفران في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور «مشكلتنا كبيرة لأنها تتعلق برغيف الخبز والطبقة السياسية أقفلت معظم مؤسسات البلد ولا مشكلة لديها أن نقفل نحن أيضا». وسأل «لماذا لم يوقع كتاب صرف اعتمادات القمح لمدة شهرين؟»، متمنياً «على وزير المال أن يوقع الاعتمادات كي لا تذل الناس». هذا وأشار نائب رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران علي ابراهيم في وقت سابق الى ان «الافران تعمل بشكل طبيعي اليوم ولكن بعض المطاحن لا تسلم، من ابرزها مطاحن الجنوب الكبرى».  ولفت في حديث اذاعي إلى ان «آلية الدعم التي حكي عنها في مجلس الوزراء لم تنفذ، ووزير الاقتصاد غائب عن السمع».

 

اعتصام طبي

 

الى ذلك، نفّذ عدد من الاطباء اعتصاماً امام مصرف لبنان بدعوة من نقابتي الأطباء في بيروت والشمال ونقابة اصحاب المستشفيات الخاصة، رفضاً لسياسات مصرف لبنان والمصارف في حق المودعين عموما والاطباء وعاملي القطاع الصحي والمستشفيات خصوصا.

 

عون والتدقيق

 

في الاثناء، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكيلة الامين العام للامم المتحدة والمديرة المساعدة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي «UNDP» اوشا راو موناري Usha Rao-Monari ووفدا مرافقا، ضم، المديرة الاقليمية لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في الدول العربية خالدة بوزار Khalida Bouzar، الممثلة المقيمة للبرنامج في لبنان ميلاني هونستاين Melanie Hauenstein. وابلغ الرئيس عون وكيلة الامين العام انه سيواصل العمل في ما تبقى من ولايته الرئاسية على «مكافحة الفساد والسهر على انجاز التحقيق الجنائي في الحسابات المالية لمصرف لبنان والادارات والمؤسسات الرسمية الاخرى، لتحديد الاسباب الحقيقية التي ادت الى تردي الاوضاع المالية والاقتصادية في البلاد».

 

دعم اممي

 

وكانت موناري نقلت الى الرئيس عون في مستهل اللقاء تهنئة الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بانجاز الانتخابات النيابية التي تعطي فرصا اضافية للبنان كي ينعم بالاستقرار والاصلاح». و واشارت الى ان «الموازنة التي خصصها برنامج الامم المتحدة الانمائي للبنان لهذا العام تبلغ 75 مليون دولار من اجل تنفيذ برنامج الاصلاحات ومكافحة الفساد ودعم المجتمعات المضيفة، فضلا عن المساعدة في الانتخابات النيابية».

 

ابراهيم

 

على صعيد آخر، تستمر زيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى الولايات المتحدة، في زيارة هي الأولى منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه. وأكد في حديث لـ»الحدث» أنّ لبنان بعيد عن الترددات الأمنية المحيطة به، كاشفًا عن أنّ لبنان بصدد الردّ الخطّيّ على طرح الولايات المتحدة بما خصّ ترسيم الحدود. وأضاف «أنّ عمليات التهريب التي شهدها لبنان سابقًا خفّت بشكل واضح ورغم التخوّف من تردّي الأوضاع الاقتصادية ولكن ليس إلى حدود الشغب، التعويل الحالي هو على الاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد للحصول على المساعدات الدولية». وأبرز عناوين نقاشاته مع المسؤولين الأميركيين هي الاتفاق على ضرورة احداث تقدّم بقضية الرهائن الاميركيين في سوريا وإيران البالغ عددهم 6، 2 في سوريا و4 في إيران، في مقدّمهم أوستن تايس، الصحافي في واشنطن بوست، المحتجَز في دمشق منذ العام 2012.

 

إقفال مصارف

 

مصرفياً، اتّخذ البنك المركزي القبرصي قراراً يقضي بتحويل فروع المصارف اللبنانية إليه، مبالغ مالية توازي حجم ودائعها، وذلك كإجراء يَحمي المودِعين من أي تعثّر قد يصيب المصارف اللبنانية.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram