افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 20 أيار 2022

افتتاحيات الصحف ليوم الجمعة 20 أيار 2022

 

Telegram

 

افتتاحية جريدة البناء


جعجع يخوض رهان تشكيل أغلبيّة مناوئة للمقاومة… وبيضة القبان موقف جنبلاط/ «نواب التغيير» يفشلون في التفاهم على أولويّة السلاح أو الإنقاذ… والترشيحات / القضايا المعيشيّة استحقاقات تسابق السياسة… وهيل يتحدّث عن مبادرة فرنسيّة/

 

فاجأ رئيس حزب القوات اللبنانية الجميع بإصراره على الانتصار بتشكيل أغلبية نيابية مناوئة للمقاومة في الانتخابات النيابية، بالإضافة للإصرار على فوز ساحق على التيار الوطني الحر تمخض عن تباهي بمقعد إضافي عن التيار بمعادلة 19 مقابل 18، متجاهلاً أن كتلة التيار الوطني الحر مع حليفه حزب الطاشناق هي 21 نائباً، وفي مسألة الأكثرية النيابية توجّه جعجع لمن أسماهم الحلفاء في المعارضة والقوى التغييرية بالدعوة لإعطاء الأولوية للانتظام كأغلبية موحدة، داعياً للتوصل إلى صياغة معادلة تتيح تشكيل حكومة أغلبية مناوئة لحزب الله والتيار الوطني الحر، بينما خصص لرئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة أمل فصلاً خاصاً محوره انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي فاتحاً بازار استدراج عروض مرشحين لمنصب نائب الرئيس ورفض التصويت للرئيس بري لولاية جديدة في رئاسة المجلس.

مصادر نيابية تتابع توازنات المجلس النيابي الجديد قالت إن دون جعجع والقدرة على الوفاء بهذا الرهان عقبتين كبيرتين، الأولى هي موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وكتلته المكوّنة من 9 نواب، والتي من المستبعد أن تجاري جعجع في مواقفه الذاهبة الى المواجهة رغم الخطاب الانتخابي التصعيدي لجنبلاط، الذي أعقبته دعوته بعد الانتخابات للتهدئة وإحجامه عن اطلاق مواقف نارية شبيهة بما قاله في سياق الحملة الانتخابية. وتستبعد المصادر أن يصطف جنبلاط وراء خطاب المواجهة، وحكومة مواجهة، إلا إذا كان هناك موقف أميركي سعودي يمهد لحرب إقليمية كبرى، وهو ما تقول المصادر إن المؤشرات المتوافرة توحي بعكسه في زمن التراجع الأميركي والحوارات الإقليمية، خصوصاً الحوار السعودي الإيراني، حيث تكفي الانتخابات كمحطة لترسيم الأحجام والأوزان تمهيداً لرسم اطار التسويات. أما العقدة الثانية فهي في مواقف عدد من النواب المستقلين كأسامة سعد وعبد الرحمن البزري والياس جرادة وسجيع عطية وفراس سلوم، وهؤلاء أدلوا بمواقف واضحة لا تتيح الرهان على استمالتهم لخيار المواجهة مع المقاومة، بالإضافة للنواب المتحدرين من تيار المستقبل الذين ينظرون لجعجع بصفته مَن طعن الرئيس سعد الحريري وغدر به ويرفضون اللقاء بالقوات اللبنانية، وعدد آخر من النواب المستقلين التقليديين مثل النائب ميشال المر، ونواب من لوائح تغييرية يصرحون بأن أولويتهم هي مواجهة خطر الانهيار وليس نبش القضايا الخلافيّة، رغم مواقفهم المبدئية مع حصر السلاح بيد الدولة، مثل حليمة قعقور وإبراهيم منيمنة ونجاة صليبا.

الامتحان الأهم لموقفي جعجع وجنبلاط وفرص الاصطفاف في خندق واحد ستظهر مع انتخابات رئاسة مجلس النواب، حيث تتوقع المصادر النيابية أن يذهب جنبلاط لمنح صوت نواب كتلته لصالح الرئيس نبيه بري، ومثله سيفعل عدد من النواب المستقلين.

في سياق رسم هوية المجلس النيابي الجديد، قالت مصادر متابعة للاجتماعات التي عقدها نواب اللوائح التغييرية في محاولة تشكيل كتلة موحدة إن الخلافات كبيرة بين مكونات وأعضاء هذه اللوائح، حتى داخل اللائحة الواحدة، والخلافات تتركز حول عنوانين، الأول حول اختيار أولوية تتقدم على ما عداها في رسم التوجهات، بين نواب يتبنون خطاباً قريباً للقوات اللبنانية والكتائب تحت عنوان السيادة مفتاح بناء الدولة، وبناء الدولة مفتاح أي إنقاذ، وبناء الدولة يمر بنزع سلاح حزب الله، ونواب مقابلهم يقولون إن هذا الأمر معقد وشائك وفوق طاقة لبنان واللبنانيين حله منفردين، لذلك يجب الاكتفاء بتسجيل موقف مبدئي بالدعوة للحوار حول كيفية حماية لبنان وترسيخ مفهوم السيادة، لكن مع إعطاء الأولوية لمواجهة استحقاقات معيشية داهمة تضع لبنان في قلب انهيار متدحرج، بلغ مرحلة الخطر، والناس التي منحت نواب التغيير ثقتها، تنتظر منهم إنجازات عملية في ملفات كمصير الودائع، وتثبيت سعر الصرف، ومصير الكهرباء. وتقول المصادر إن الاستحقاقات المتصلة بتسمية نائب رئيس مجلس النواب ورئيس جديد للحكومة لا تشكل قاسماً مشتركاً بين النواب، حيث يتم التداول بينهم بأسماء مختلفة، منهم من يؤيد تسمية السفير السابق نواف سلام، بالتنسيق مع حزبي القوات والكتائب، ومنهم من يتساءل لماذا تتم تسمية شخصية لم تكلف نفسها عناء خوض المواجهة وتحمل تبعات وتحديات حملها النواب، ويستحقون أكثر منه أن تتم تسميتهم، مثل النائب إبراهيم منيمنة، والنائبين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، وربما يشكل أحدهم قاسماً مشتركاً يتيح تجاوز المأزق الحكوميّ الذي يبشر به طرح اسم نواف سلام.

في السياق نفسه جاء كلام معاون وزير الخارجية الأميركية السابق ديفيد هيل، بعد كلام زميله ديفيد شنكر ليضيف الى كلام شنكر يأساً موازياً ومشابهاً من القدرة على إضعاف حزب الله عبر الانتخابات، متوقعاً في النهاية مساراً للتسويات، حيث قال “في لحظات الخلاف الداخلي الحاد يتطلع العديد من اللبنانيين إلى الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتدخل. ومع ذلك، فإن اللاعبين الأجانب على الأرجح إما راضون عن الشلل اللبناني أو غير راغبين في تسويات، أو يواجهون مشكلة في ربط النقاط بين الديناميات اللبنانية ومشاكل الشرق الأوسط الأوسع. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد يسعى إلى الحوار بين اللبنانيين حول صيغ جديدة جريئة للحكم. لكن مثل هذا النهج يهدد بفتح صندوق باندورا للتوتر والصراع الطائفي جاهز للاستغلال من قبل حزب الله”.

وختم بالقول “بالنسبة للمسؤولين الأميركيين، فقد حان الوقت لتقويم ما إذا كان لبنان يمثل أولوية، وفهم سبب نمو حزب الله من “كيان إرهابي” صغير وخطير إلى وحشيّة كما هو عليه اليوم، على الرغم من أربعين عاماً من المعارضة الأميركية. نهج أميركا المتذبذب تجاه لبنان – فترات طويلة من الإهمال تبعها نشاط في الأزمات – ليس مثالياً كما هو حال الحكاية الخيالية بأنّ معاقبة حلفاء حزب الله من غير الشيعة سوف تقوّض أساسيات قوته التي تقع خارج التحالف السياسي وهيكل الدولة. يجب أن تكون أميركا واقعية ومعتدلة ومستعدة للتصرف إذا انهار لبنان. إن السياسة الأميركية الحالية المتمثلة ببناء الجيش والقوى الأمنية كقوى استقرار والحب الشديد لجعل الإعانات الماليّة مشروطة بالإصلاح هو أفضل ما يمكن أن تقوم به واشنطن في ظل الظروف الراهنة”.

وحتى انتهاء القوى السياسية من أجواء الاحتفالات وعقد المؤتمرات والخطابات التقييمية لنتائج الانتخابات النيابية، والاستعداد للمنازلات في الاستحقاقات المقبلة، بدأت المشاورات غير الرسمية حول استحقاق رئاسة المجلس النيابي ونيابة الرئيس وهيئة مكتب المجلس واللجان النيابية، في ظل معلومات عن تواصل بين بعض نواب “الحراك” مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري للبحث بهذا الاستحقاق.

وإن كان ثنائي حركة أمل وحزب الله قد عقدا العزم وحسما الأمر بترشيح بري، فإن بقية الكتل النيابية لم تحسم أمرها ولم تبلور رؤية حول هذا الاستحقاق. وفيما جدّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع رفضه التصويت لبري، لفتت مصادر تكتل “لبنان القوي” لـ”البناء” أن التكتل سيعقد اجتماعاً خلال اليومين المقبلين لتحديد موقفه من رئاسة المجلس والاستحقاقات الأخرى. لكن معلومات “البناء” رجحت عقد اتفاق بين بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وحزب الله وبعض القوى المستقلة على سلة تضم انتخاب بري رئيساً للمجلس مقابل نيل النائب الياس بوصعب نيابة الرئيس وتوزيع هيئة مكتب المجلس على بقية الأطراف.

وتواصل السجال بين التيار الوطني الحر و”القوات” حول نتائج الانتخابات ومن يملك التكتل الأكبر، وشن جعجع هجوماً لاذعاً على التيار ورئيسه باسيل، واصفاً اياه بـ”تيار الكذب والتشويه والخداع”، وقال: “لو كنت مكان باسيل لاخترت مكاناً في الطابق 17 تحت الأرض لأجلس فيه وبأيّ عين يقول انتصرنا”. لكن اللافت بكلام جعجع قوله إننا “أكبر كتلة في المجلس وسنتحمّل مسؤوليتنا على هذا الأساس”، فهل سيشارك في الحكومة المقبلة أم سيبقى في المعارضة؟ أم يقصد أنه سيصرف هذا الحجم النيابي في استحقاق تكليف رئيس للحكومة وتشكيل الحكومة وبالتالي نيل النسبة الأكبر من الوزراء؟”. وادعى جعجع أن حزب الله وحلفاءه خسروا الأكثرية النيابية.

وردت أوساط 8 آذار على جعجع عبر “البناء” بتذكيره أن الثنائي “لم يكن يسعى للحصول على الأكثرية النيابية، لاقتناعه بالدليل الحي في حكومة الرئيس حسان دياب بأن حكومة الأكثرية لم تنجح في عملية الإنقاذ في ظل مقاطعة مكونات أخرى، وبالتالي هذا النوع من الحكومات لم ولن ينجح في لبنان في ظل النظام الطائفي، بل الحل بالتوافق والشراكة الوطنية”.

واتهمت الأوساط جعجع بالمشاركة مع الأميركيين والخليجيين بسياسة الحصار السياسي والمالي والاقتصادي على لبنان وخلق الفتن والمشاكل للضغط على العهد والحكومة وحزب الله لفرض الشروط الدولية، حيث وقف جعجع وحزبه متفرجاً على انهيار البلد بعدما انسحب من حكومة الرئيس سعد الحريري أبان أحداث تشرين 2019 وكان جزءاً من خطة وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو بتدمير لبنان اقتصادياً ومالياً لإخضاع حكومته وشعبه ومقاومته للشروط الخارجية. وذكرت الأوساط بتصريحات المسؤول الأميركي السابق ديفيد شنيكر منذ أيام بدور بلاده بتسريع الانهيار في لبنان. واتهمت الأوساط ايضاً واشنطن وأدواتها السياسية والمالية في لبنان بارتكاب أكبر مجزرة مالية في التاريخ المعاصر، من خلال سرقة أغلب الودائع المصرفية وتهريبها الى خارج لبنان عبر النظام المصرفي العالمي الذي يقع تحت الرقابة الأميركية المباشرة والدائمة.

وأوضحت الأوساط أن على أحزاب “القوات” و”الكتائب” و”الاشتراكي” وقوى “المجتمع المدني” تحمل المسؤولية في عملية الإنقاذ الوطني لا الوقوف في موقع التنظير والاستثمار السياسي والانتخابي والمالي كما فعلوا في السنوات الماضية وحملوا العهد وفريق المقاومة مسؤولية الانهيار. محملة هذا الفريق “الآذاري” وبعض مجموعات الحراك مسؤولية أساسية في الانهيار الذي شهده لبنان، من خلال المشاركة في الحصار السياسي – الاقتصادي – المالي الخارجي للبنان، وعرقلة محاولة سعد الحريري تأليف حكومة لمدة 11 شهراً من خلال رفض المشاركة فيها، وايضاً المشاركة في حصار حكومة الرئيس حسان دياب حتى إسقاطها في الشارع بعد انفجار المرفأ، فضلا عن التحريض على الحريري في السعودية وواشنطن.

وتساءلت مصادر نيابية عبر “البناء” أي موقع ستختاره “قوى المجتمع المدني” ومواقفها من الملفات الأساسية كالانهيار المالي والاقتصادي والتدقيق الجنائي وسرقة الودائع المصرفية والتهم الموجهة الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فضلا عن الملفات السيادية كالحصار الأميركي – الخليجي على لبنان والاعتداءات الإسرائيلية الدائمة على لبنان؟ والسؤال المطروح: هل ستبقى هذه القوى في مجلس النواب كمعارضة أم ستشارك في الحكومة؟”.

وبعد فشل السعودية عبر التحالف الذي نسجته بين “القوات” والرئيس فؤاد السنيورة في إيصال كتلة نيابية سنية الى المجلس النيابي لمواجهة حزب الله مستفيدة من إقصاء تيار المستقبل الذي لاقى تعاطفاً سنياً واسعاً تُرجم بمقاطعة الانتخابات كما أظهرتها الأرقام، استكملت صحيفة “عكاظ” السعودية حملتها على سعد الحريري، محملة الحريري مسؤولية خسارة لوائح السنيورة. مشيرة الى أن “سعد الحريري كان ضمانة لأغلبية الثلاثي الإيراني “حزب الله، حركة أمل، الرئيس ميشال عون”، معتبرة أن “عصابة الخمسة حول الحريري “نادر الحريري ونهاد المشنوق وهاني حمود وباسم السبع وغطاس خوري” أثرت سلبياً على مسيرته”. ولفتت الصحيفة الى أن “عصابة الخمسة هي صاحبة نظريّة ربط النزاع مع إيران وتوتير العلاقات مع الخليج”.

وأشارت الصحيفة الى أن “الماكينة الإعلامية والسياسية للحريري تلقت توجيهات صريحة باستخدام القرار ضد السعودية ودول الخليج، وهذه التوجيهات لا يمكن تفسيرها إلاّ بأمرين؛ إن مصدرها سعد الحريري شخصياً، أو أن شخصيات مقربة منه أصدرتها ولم يردعها الحريري، ونتيجة الأمرين واحدة، فضلاً عن قيام هذه المكنة بتشويه سمعة كل شخصية محترمة ترشحت للانتخابات أمام حزب الله وحلفائه بذريعة أن سقوط الشخصيات المعادية للمجموعات الايرانية في الانتخابات ستفرض على دول الخليج التعامل مع الحريري ثانية”.

وحتى تخرج القوى السياسية من “صدمة” و”سكرة” الانتخابات وبلورة التكتلات والتحالفات في المجلس النيابي لإنجاز الاستحقاقات المقبلة، وأولها انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي ونائب رئيس وهيئة مكتب المجلس واللجان النيابية، ومن ثم تأليف حكومة جديدة لبدء عملية الإنقاذ، تستفحل الأزمات المختلفة وتستبد بالمواطن الذي لم يعُد يكفيه راتبه سوى صفيحة بنزين وقارورة غاز وبات عليه أن يحسب حساب ربطة الخبز التي بلغ سعرها 16 ألف ليرة أمس، ما ينذر بأزمة خبز حادة ستعم مختلف المناطق اللبنانية، بالتوازي مع أزمة محروقات وعودة طوابير الذل أمام المحطات، وتقنين قاس بالتيار الكهربائي، وأزمة اتصالات وانترنت قريبة كما بشر وزير الاتصالات، ما يرسم علامات استفهام عدة حول الجهات التي تتحكم بإشعال هذه الأزمات التي قفزت الى الواجهة دفعة واحدة فور انتهاء العملية الانتخابية؟ وما جدوى إجراء الانتخابات إذا لم تستطع القوى السياسية والحكومة والأجهزة الأمنية والرقابية والقضائية ومصرف لبنان من لجم سعر الصرف وضبط أسعار المحروقات والمواد الغذائية التي اشتعلت في “السوبرماركات”.

ووفق مصادر مطلعة لـ”البناء” فإن جهات خارجية تتحكم بالتطبيقات الالكترونية لتسعير الأزمة لغايات سياسية تتعلق بالضغط عشية الاستحقاقات المقبلة من رئاسة المجلس الى تكليف رئيس لتشكيل حكومة وتأليف حكومة جديدة. وتساءلت هل مطلوب خارجياً تشديد الخناق على لبنان والضغط الأقصى على المستوى الاقتصادي واستغلال بعض التغيرات على المجلس النيابي الجديد لصالح الفريق الأميركي – الخليجي لفرض أجندة خارجية تبدأ بفرض رئيس حكومة تريده واشنطن والسعودية مع عودة اسم السفير السابق نواف سلام الى سوق التداول؟ وهل سنتجه الى فراغ حكومي طويل في ظل التوازن النيابي الجديد؟ وهل يحتمل البلد هذا الفراغ في ظل الظروف الاقتصادية والمالية القاسية؟

وعزا خبراء اقتصاديون ارتفاع سعر صرف الدولار الى مجموعة من الأسباب:

تأثر سوق الصرف والسوق الاستهلاكي بحملة إشاعات حول اتجاه مصرف لبنان لوقف العمل بمفعول التعميم 161، وبالتالي تجفيف سيولة الدولار من السوق، ما سيرفع سعر الصرف الى ما فوق الثلاثين وأربعين ألفاً، والسبب الثاني تأخر مصرف لبنان عن فتح اعتمادات لشركات استيراد النفط والمواد الاستهلاكية وفق منصة “صيرفة” ما دفعها لشراء الدولار من السوق السوداء.

وتضيف المصادر أسباباً سياسية أخرى منها الغموض الذي يعتري المرحلة المقبلة عشية صدور نتائج الانتخابات التي أوحت بعقم سيصيب المجلس النيابي وفق تركيبته المبعثرة والمتعددة الاتجاهات والتكتلات، في إنجاز الاستحقاقات المقبلة لا سيما تشكيل حكومة جديدة وإنجاز القوانين الإصلاحية وخطة التعافي المالي ومتابعة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لتنفيذ خطة النهوض، فضلاً عن تحوّل الحكومة الحالية الى تصريف أعمال وما يعنيه ذلك من عودة الاحتكارات والفوضى والمضاربات ونشاط “الأسواق السوداء”.

وفي سياق ذلك، لفتت مصادر مصرفية الى أن “المبالغ التي تطلبها الشركات المستوردة للنفط بالدولار الأميركي يتم تأمينها وتسليمها للشركات، وبعض المبالغ المطلوبة يتم دفعها على مرحلتين من دون أن يؤثر بقيمتها سعر صيرفة”، ولفتت المصادر إلى أن “حجم الطلب على الدولار من الشركات المستوردة للنفط، أصبح هائلا، ويتجاوز المبالغ التي كانت تطلبها في المرات العادية السابقة، ما يطرح علامات استفهام كبيرة جداً”.

 وغداة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، انعكس على أسعار المحروقات والمواد الغذائية والخبز.

وحدّدت وزارة الاقتصاد والتجارة أسعار ربطة الخبز كالآتي: ربطة الخبز الصغيرة وزن ٣٨٨ غراما بـ٨٠٠٠ ليرة. ربطة الخبز الوسط وزن  ٨٥٥ غراما بـ١٣٠٠٠ ليرة.  ربطة الخبز الكبيرة وزن ١٠٩٥ غراما بـ١٦٠٠٠ ليرة.

 وأوضحت الوزارة في بيان أن “الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات حتّم التسعيرة الجديدة لكونها تؤثّر مباشرةً في سعر إنتاج الطحين وفي كلفة إنتاج ربطة الخبز وكلفة النقل، الى جانب ارتفاع سعر القمح في الاسواق العالمية نتيجة الأزمة الأوكرانية”.

في المقابل نفذ اتحاد نقابات الأفران والمخابز في لبنان برئاسة علي إبراهيم اعتصاما أمس، امام وزارة الاقتصاد والتجارة بحضور رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورؤساء نقابات الافران من مختلف المناطق، احتجاجاً على عدم توفر الطحين المدعوم ولإعادة النظر بتعرفة الرغيف في ظل كلفة انتاج الرغيف. والتقى ابراهيم وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام وعرض معه للواقع الذي يمر به القطاع، لا سيما توقف عدد كبير من الأفران عن انتاج الخبز بسبب نفاد الطحين لديه، فأكد سلام أنه سيطرح الامر في جلسة مجلس الوزراء اليوم لاتخاذ القرار المناسب.

ودعا إبراهيم الحكومة الى “تأمين القمح اليوم قبل الغد وعلى رئيس الحكومة الإيعاز الى مصرف لبنان بفتح الاعتمادات المالية اللازمة للمطاحن المتوقفة عن العمل”.

بدوره، أكد نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف أنّ “أزمة الخبز حقيقية وسببها قلة وجود الطحين لدى المطاحن بسبب عدم دفع مصرف لبنان المستحقات للموردين في الخارج”. وأشار في تصريح إلى أن “البواخر أفرغت سابقاً من دون دفع ثمن القمح، والمطاحن لا يمكنها تسليم الطحين اذا لم يتم الدفع”. وقال “هناك 6 مطاحن متوقفة عن العمل وهناك أفران أقفلت فيما هناك ضغط على الأفران التي لا تزال تعمل وهذا يؤدي إلى انتظار مواطنين بالطوابير ونخشى من أن “يسفك دم”.

وسجلت أسعار المحروقات ارتفاعا اضافياً:  بنزين 95 أوكتان: 559000 ليرة لبنانيّة، بزيادة 17000 ليرة.  بنزين 98 أوكتان 569000 ليرة لبنانيّة، بزيادة 17000 ليرة. المازوت: 680000 ليرة لبنانيّة، بزيادة 65000 ليرة. الغاز: 408000 ليرة لبنانية، بزيادة 33000 ليرة.

ولفتت مصادر في وزارة الطاقة بحسب وسائل إعلام، الى أن “تواصلاً حصل بين وزير الطاقة والمياه وليد فياض والسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، تضمن النقاش في ملف استجرار الطاقة الى لبنان”. ولفتت المصادر إلى أن “شيا أكدت أن بلادها داعمة لاستجرار الطاقة ولا تعرقله وستتواصل مع البنك الدولي لعدم وضع شروط جديدة على لبنان لتمويل المشروع».

 

-----------------------------------------------------------------------------------------


افتتاحية جريدة الأخبار


الشلل يبدأ من المجلس النيابي


ثلاثة مؤشرات يجري رصدها بعد يومين على الفرز النهائي لنتائج الانتخابات النيابية.

الأول يتعلق بالموقف الخارجي، وسط ضياع حول ما إذا كان لبنان ينتظر مبادرة جديدة تقودها فرنسا أو سيُترك وحيداً في مواجهة الأزمة الاقتصادية المصاحبة لجدال سياسي يُتوقّع أن يتوسع، في ظل قراءة سعودية تدفع بعض أصحاب الرؤوس الحامية الى مواصلة المعركة السياسية ضد حزب الله.
الثاني، يتعلق بالاستحقاق الدستوري المتعلق بانتخاب رئيس المجلس النيابي، وسط موجة ضغوط تستهدف مقاطعة التصويت للرئيس نبيه بري و«عزل» المرشح الشيعي الأبرز والأوحد عبر انتخابه بأصوات تقلّ كثيراً عن نصف عدد النواب.


--------------------------------------------------------------------

هديّة ما بعد الانتخابات: زيادة الدولار الجمركي


«أفضل» هديّة يتلقاها اللبنانيون بعد الانتخابات النيابية، ستأتيهم من حامل التوقيع الثالث والموظّف السابق لدى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أي وزير المال يوسف الخليل. فالوزير يقترح زيادة الدولار الجمركي «استناداً إلى القيمة الفعلية التي سوف يحدّدها مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير المال». هديّة كهذه ليست إلا ثمناً باهظاً سيدفعه اللبنانيون على شكل ضريبة إضافية تكبّدهم نحو 14 ألف مليار ليرة إذا احتسب الدولار الجمركي على 20 ألف ليرة

 

------------------------------------------------------------------------


افتتاحية صحيفة النهار

الاختبار الأول: معركة حول رئاسة المجلس

قبل ان يكتمل “النصاب السياسي” المتصل ببلورة مواقف القوى السياسية والحزبية والكتل النيابية التي ستشكل الصورة الجديدة ل#مجلس النواب المنتخب وفيما لا يزال الجدل الداخلي يتمحور حول معالم الأكثرية والأقلية الجديدتين في المجلس، بدا واضحا ان ثمة مواجهتين فرضتا تطوراتها المتسارعة واخترقتا المشهد الداخلي. المواجهة الأولى وضعت الحكومة في الجلسة الأخيرة التي سيعقدها مجلس الوزراء اليوم قبل ان تصبح الحكومة في حكم المستقيلة وتصريف الاعمال امام تحد لا يمكنها إدارة الظهر له لخطورة عدم احتوائه بسرعة ويتمثل في اشتعال أسعار المحروقات وتفاقم أزمات الامن الغذائي بما ينذر بتداعيات سلبية في الشارع. والمواجهة الثانية وضعت البرلمان المنتخب امام الاختبار الاسرع والأكثر استعجالا والمتمثل بملامح ازمة مزدوجة لانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهو استحقاق يبرز للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود احتل فيها الرئيس #نبيه بري كرسي الرئاسة الثانية من دون منازع، ولكنه هذه المرة يواجه معارضة واسعة غير مسبوقة لانتخابه وسينسحب الامر حتماً على انتخاب نائب رئيس المجلس وسط كباش معقد ستتجه الأنظار اليه باعتبار ان طبيعة التعامل بين الكتل النيابية الجديدة والقديمة والفرز السياسي بينها، سيرسم الخط البياني الاولي لتعامل المجلس المنتخب مع مختلف الملفات والاستحقاقات.

 

وفيما تضغط الازمات المعيشية مع اشتعال متزايد لاسعار المحروقات وتازم إضافي في ازمة الطحين والخبز وتفاقم متسع في ازمة الكهرباء ناهيك عن التحليق التصاعدي في سعر الدولار بما ينذر بمزيد من التوترات الاجتماعية، برزت تساؤلات وشكوك واسعة حيال “النفخ” اللافت الذي اخضع له جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم الذي يناهز الـ130 بندا بما فيها “الخطط” المتصلة بالتعافي المالي ومشاريع حيوية أخرى بما يوحي باتجاه الى إقرارها في ربع الساعة الأخيرة من عمر الحكومة قبل تحولها حكومة تصريف الاعمال. وثمة جهات نيابية قديمة وجديدة تعارض إقرار هذه الخطط بهذه الطريقة السريعة الخاطفة في حين مرت شهور طويلة سابقا ولم تقر، وترى انه في ظل انتخاب مجلس نيابي جديد يتعين احترام نتائج هذا الاستحقاق بالامتناع عن أي خطوات وقرارت وخطط من شأنها ان تثير ردود فعل شعبية رافضة خصوصا ان إقرار خطة كخطة التعافي تتضمن نقاطا مرفوضة لن يمر مرورا سهلا وسيعود الامر في النهاية الى مجلس النواب .

 

 

جعجع

وفي غضون ذلك برز في الملف الانتخابي صعود استحقاق انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب الى الواجهة. وفي هذا السياق، التأم “تكتل الجمهورية القوية” امس للمرة الاولى بحلّته الجديدة في معراب بمشاركة 19 نائبا من بينهم الحليف رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون. وبعد الاجتماع، أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع أنّ “نتيجة الإنتخابات كانت مدوّية وهي خسارة “#حزب الله” و”التيار الوطني الحر” للثنائية”، مشيراً إلى أنّ “الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله اعتبر في كلمته أن لا أكثرية في المجلس، ما يعني انه اعترف بفقدانه الاكثرية، والحقيقة أن التكتلات التي أنتجتها الانتخابات متفقة أقله على نقاط أساسية رئيسية هي السيادة ووجود سلاح خارج الجيش اللبناني وموضوع الفساد”. وحمل على “تيار الكذب والتشويه والخداع الذي يجعلك تدخل بأمور للتوضيح بشأن الكتلة الأكبر في المجلس النيابي”، وأضاف “نحن أكبر كتلة في المجلس وسنتحمّل مسؤوليتنا على هذا الأساس”، وتابع “علينا أن نوضح للناس أنّ تكتلنا 19 أمّا هم فـ18 مع محمد يحيى ومن منعوا “التيار” من العمل “شقلوه” معهم وعلى لوائحهم في كل لبنان وأعطوه سليم عون وسامر التوم وادغار طرابلسي”. وتوجّه جعجع للنواب المنتخبين، قائلاً: “بدءاً من الأحد أًصبحنا جميعاً مسؤولين ولا يمكن التهرّب من المسؤوليّة ولا يجوز ان نذهب بمنطق “ما خلّونا” وأدعوكم للتنسيق كما يجب والوفاء بتعهّداتنا الانتخابيّة”. ولفت إلى أنّ “لدى القوات مواصفات واضحة جداً لرئيس مجلس النواب لا تنطبق على الرئيس نبيه برّي وعلى أيّ مرشّح جدّي أن يتعهّد بتطبيق النظام الداخلي للمجلس حرفيًّا وبالتصويت الإلكتروني وبعدم إقفال المجلس تحت أيّ ظرف من الظروف وأن يعمل لإعادة القرار الإستراتيجي كاملاً إلى الحكومة لذلك لن نصوّت لبرّي”، مؤكداً أنّ “الأمور ليست شخصيّة مع برّي ولكنّ تموضعه السياسي مختلف تماماً عن مشروعنا وسنرى من يسير بمشروعنا والمواصفات التي طرحتُها”. وأكّد أنّ “النائب المنتخب غسان حاصباني يتحلّى بكلّ المواصفات التي تخوّله أن يكون نائبا لرئيس المجلس ولكنّنا قابلون للأخذ والردّ ولا نساوم أبداً على المشروع السياسي”.

 

بدوره أعلن النائب المنتخب اللواء أشرف ريفي “أنّ هناك تفكيراً بتشكيل جبهة سيادية تضم 3 مكونات أساسية، السني عبر جمع البيت الواحد، القوات اللبنانية كمكوّن مسيحي، والاشتراكي كمكون درزي”، موضحاً في هذا الإطار، “أن الثوار بحال تحالف مع القوات وحزب الكتائب وكل القوى السيادية بمنطق وطني” مضيفا: “لن يحصل بري على النصف وسنضع أوراقًا بيضاء”.


 
 

كما لفتت النائبة حليمة قعقور إلى أن انتخاب بري “غير مقبول لدى القوى التغييرية وأنها تسعى إلى تقديم نهج بديل، من تداول للسلطة وديموقراطية وتشاركية”.

 

 

عقوبات على “حزب الله”

في سياق اخر وبعد أيام قليلة من الانتخابات النيابية في لبنان أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لـوزارة الخزانة الأميركية 6 أشخاص و8 شركات على لائحة المكتب بتهمة تمويل “حزب الله”، واستهدفت على وجه التحديد رجل الأعمال اللبناني أحمد جلال رضا عبدالله “الوسيط المالي لحزب الله”، وفق تعبير المكتب، إضافة إلى خمسة أشخاص على صلة به و8 من شركاته في لبنان والعراق.

 

وأشار المكتب في بيان إلى أنّ الشخصيات والشركات الذين استهدفتهم واشنطن هم على التوالي: أحمد جلال رضى عبدالله، علي رضا عبدالله، حسين احمد جلال عبدالله، حسين رضا عبدالله، حسين كامل عطية، جوزف ايليا هيدموس، إضافة إلى مؤسسة “منتوجات المختار”، شركة “فوكوس ميديا ش.م.ل.”، شركة “فوكوس ميديا ش.م.ل. أوف شور”، مؤسسة “يونايتد جنرال كونتراكتينغ”، مؤسسة “يونايتد جنرال هولدينغ”، مؤسسة “يونايتد جنرال أوف شور”، مؤسسة “يونايتد جنرال سرفيسيز” ومؤسسة “يونايتد للمعارض الدولية ش.م.م”.

 

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان إي. نيلسون ان “تعيين هذه الشبكة يظهر التزام الحكومة الأميركية بحماية القطاع الخاص والنظام المالي في لبنان من انتهاكات حزب الله من خلال استهداف الأنشطة المالية للمجموعة وكشفها “.

 

وعرفت وزارة الخزانة الأميركية أحمد عبد الله كمسؤول في “حزب الله” وعضو نشط في الشبكة المالية العالمية لحزب الله وقد دعم الحزب على مدى عقود ، وقام بأنشطة تجارية واسعة النطاق في مختلف البلدان حيث يتم تحويل الأرباح إلى حزب الله. وهو ينسق الأنشطة التجارية والميزانيات مع كبار الميسرين الماليين لحزب الله مثل محمد قصير ومحمد قاسم البزال. بالإضافة إلى مشاركة محمد قصير ومحمد قاسم البزال ، ساعد مسؤولو الحرس الثوري الإسلامي في تسهيل التحويلات المالية لأعمال أحمد عبد الله ، والتي يوجد العديد منها في العراق”.


 وأكدت ان ” حزب الله يواصل استغلال القطاع الخاص والنشاط التجاري لتمويل أنشطته غير المشروعة والمزعزعة للاستقرار. وإن الولايات المتحدة ملتزمة حماية النظام المالي الدولي من انتهاكات حزب الله ودعم الأعمال التجارية المشروعة في لبنان والعراق والشرق الأوسط الكبير”.

 

بعلبك

اما التطور الأمني اللافت الذي سجل عقب الانتخابات فتمثل في اندلاع اشتباكات عنيفة مساء امس في بعلبك بين آل الرفاعي وآل جعفر أدت الى سقوط قتيلين . وبدأ الخلاف بسبب اشكال بسيط بين العائلتين سرعان ما تطور الى اشتباكات مسلحة فسقط قتيل من ال الرفاعي فيما جرح ثلاثة اخرون وفي وقت لاحق توفي احدهم ما فاقم الأمور خصوصا بعدما انتشر قناصة على اسطح المباني ولم تتمكن القوى الأمنية من السيطرة على الوضع بسرعة . ثم تدهورت الأوضاع ووصفها مصدر امني بانها خطيرة . ووجه لاحقا احد وجهاء ال جعفر نداء الى عائلة الرفاعي معلنا وضع العشيرة في تصرف عائلة الرفاعي وعلم ان المساعي بدأت لتسليم الجناة .

************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الاتصالات على خطى الكهرباء… “زيادة التعرفة أو الانهيار”!

نواب “التغيير” و”القوات”: لا مساومات ولا تسويات

 

بدأت معالم خارطة التموضعات السياسية والسيادية والتغييرية ترتسم في أفق المجلس النيابي الجديد، راسمةً معها خطوطاً حمراء عريضة على مستوى تحديد المواقف والمقاربات، المتجانسة منها والمتنافرة على مقاعد المجلس إزاء التحديات والملفات الوطنية… فبعدما أدلى رموز السلطة بدلوهم تباعاً على مدى الأيام الأخيرة، سواءً لناحية تجديد التمسك ببقاء السلاح خارج إطار الدولة أو لجهة رفض مبدأ تشكيل حكومة اختصاصيين لمعالجة أزمات اللبنانيين، وتأكيد النية في مواصلة نهج المكابرة والمناورة وتسويف المطالب والحقوق في متاهات ودهاليز لامتناهية من اللف الدوران في حلقات مفرغة وحوارات فارغة لطالما شقلبت الأولويات وأعادت ترتيبها ضمن قالب عقيم أثبتت التجارب التاريخية أنه غير قادر على إنتاج الحلول، برز على المقلب الآخر تقاطع في المواقف بين نواب “التغيير” وكتلة “القوات اللبنانية” ينبئ بتشكل نواة ائتلاف “أكثرية نيابية” تنطلق في مبادئها من قاعدة: لا مساومات ولا تسويات.

 

فعلى ضفة النواب التغييريين المنتخبين من رحم ثورة 17 تشرين، وبينما تتواصل المشاورات في ما بينهم لتشكيل “تكتل نيابي فعال وشفاف” كما كشف النائب مارك ضوّ أمس لـ”نداء الوطن”، بدا الموقف حاسماً إزاء استحقاق رئاسة المجلس النيابي حيث كان ضو واضحاً وحازما في التشديد على أنّ إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري مسألة “غير واردة على الإطلاق لأنه من المنظومة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه”، ليعود ضو وزملاؤه من النواب الجدد عبر شاشة “أم تي في” مساءً إلى تأكيد العزم والعمل على تكوين “كتلة تغييرية واحدة تضع برنامج عمل واضحاً في مواجهة السلطة الفاسدة وترفض المشاركة في أي مساومة أو تسوية على حساب المبادئ الوطنية التغييرية الإصلاحية بما يشمل تحرير القضاء وتعزيز قدرات وسلطة الجيش اللبناني”.


 
 

وهو ما بدا متطابقاً مع المواقف التي كان قد عبّر عنها رئيس حزب “القوات” سمير جعجع من معراب ظهر الأمس، إن كان لجهة تحديد الموقف من مسألة رئاسة المجلس النيابي أو من خلال تشديده على مبدأ رفض المساومة على المبادئ الوطنية والسيادية. فأكد جعجع في المسألة الأولى أنّ بري غير مطابق لـ”المواصفات” القواتية في ظل “ممارساته ومواقفه خلال السنوات الماضية”، مشيراً في المقابل إلى وجوب أن يتعهد أي “مرشح جدّي” لتولي سدة الرئاسة الثانية بحصر “القرار الاستراتيجي وقرارات الحرب والسلم والسياسة الخارجية بيد الدولة والقرار الأمني والعسكري حكماً بقيادة الجيش”، موصداً من ناحية أخرى الباب في وجه أي دعوة حوارية ترمي إلى تضييع الوقت في مناقشة “الاستراتيجية الدفاعية” على اعتبار أنّ المطلوب واضح و”غير قابل لأي نقاش وهو تطبيق الدستور وحصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية”، كما جاهر برفضه المسبق لتشكيل أي حكومة “شوربة وطنية”، مجدداً المطالبة بتأليف “حكومة فعّالة لديها برنامج سياسي واضح”.


 
 

وإذ دعا “النواب المنتخبين السياديين والتغييرين والاصلاحيين والمجتمع المدني ‏الى التنسيق سوياً لأن الهدف من الدخول الى البرلمان هو التغيير الفعلي من أجل تحسين واقع اللبنانيين”، لفت جعجع إلى أنّ “المعركة الانتخابية أتت نتيجتها مدوية بخسارة “حزب الله” ‏و”التيار الوطني” للأكثرية النيابية، وانتقلت هذه الاكثرية إلى مجموعة تكتلات وأحزاب تتوافق جميعها ضد المسار الذي ساد في السابق وضد وضعية “حزب الله” وسلاحه في الدولة وموضوع ‏السيادة والفساد”.

 

أما عن إعلان رئيس “التيار الوطني” جبران باسيل انتصاره في الانتخابات، فتوجه جعجع إليه “من باب التوضيح” والرد على “تيار الكذب والتشويه والخداع” قائلاً: “لو كنت مكانك لاخترت الطابق الـ17 ‏تحت الأرض لكي أمكث فيه، فبأيّ منطق تدعي الانتصار وتقول إنك الكتلة والتكتل الأكبر؟”، مضيفاً: “لدى “القوات اللبنانية” كتلة ‏من 19 نائباً مقابل 18 لـ”التيار” في حال حسبنا محمد يحيى معه، بينما في التفاصيل نالت “القوات” بأقل تقدير 200 ألف صوت ‏تفضيلي مقابل 130 ألفاً للتيار الوطني”. ‏

 

وعشية الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء في قصر بعبدا اليوم قبل دخول حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في مرحلة تصريف الأعمال، برز اقتحام ملف قطاع الاتصالات خط الأزمات الأمامي بشكل يضعه أمام خطر “انهيار وشيك” على خطى الانهيار الشامل في قطاع الكهرباء.

 

وعلى هذا الأساس، دقّ الوزير جوني القرم جرس “الفرصة الأخيرة” واضعاً استقالته على طاولة الخيارات ما لم يبادر مجلس الوزراء إلى إقرار مرسوم مشروع التعرفة الجديدة “بشكل مدروس” بغية “ضمان استمرار القطاع ووقف انهياره”، وقال: “في حال لم يقر المرسوم لا أحد يحملني المسؤولية، فأنا لن أكون شاهد زور ولا اريد ان يقولوا إنه خلال توليّ الوزارة بات قطاع الاتصالات مثل الكهرباء”.

************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط  

عقوبات أميركية جديدة على 6 لبنانيين و8 شركات تموّل «حزب الله»

نشاطها يمتد بين لبنان والعراق وتزوّر ملصقات الأدوية لبيعها في السوق السوداء

إيلي يوسف

أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة الأميركية، أمس (الخميس)، رجل الأعمال اللبناني أحمد جلال رضا عبد الله، الذي يعمل كميسر مالي لـ«حزب الله»، بالإضافة إلى 5 من شركائه و8 شركات يملكها في لبنان والعراق على لوائح العقوبات. وقال بيان الخزانة الأميركية إن العقوبات الجديدة تسلط الضوء على طريقة عمل «حزب الله» المتمثلة في استخدام غطاء الأعمال التجارية، التي «تبدو مشروعة»، لتوليد الإيرادات وزيادة الاستثمارات التجارية عبر كثير من القطاعات، لتمويل الحزب وأنشطته الإرهابية بشكل سري.

وأوضح البيان أن «حزب الله» يبذل قصارى جهده لتأسيس شركات ذات هيكل ملكية غير شفاف لإخفاء مشاركته في هذه الأعمال، وكذلك مشاركته في أنشطة إجرامية، مثل تغيير الملصقات على الأدوية، لبيعها في السوق السوداء.

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نلسون: «يوضح تعيين هذه الشبكة التزام الحكومة الأميركية بحماية القطاع الخاص والنظام المالي في لبنان، من انتهاكات (حزب الله) من خلال استهداف الأنشطة المالية للمجموعة وكشفها».

وقال بيان وكيل الوزارة إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أدرج بموجب الأمر التنفيذي 13224 بصيغته المعدلة، أحمد جلال رضا عبد الله، وشقيقه علي عبد الله، ومسؤولين كبيرين في «حزب الله»، هما محمد قصير، الذي يعمل على استيراد النفط الإيراني، ومحمد قاسم البزال، وكذلك موظفان كبيران يعملان معه، هما حسين كامل عطية وجوزف هيدموس، وشبكته من الشركاء والشركات، من بينها «الشركة العامة المتحدة القابضة» و«شركة يونايتد جنرال أوفشور» و«الشركة المتحدة للخدمات العامة» و«شركة المختار للمنتجات».

وأضاف البيان أن هذه الشبكة تتعاون مع مسؤولين من «الحرس الثوري» الإيراني، في تسهيل التحويلات المالية لأعمال أحمد عبد الله، في لبنان والعراق، وتفيد «حزب الله». وأكد أن هذا القرار يستهدف الإرهابيين والقادة وغيرهم من المسؤولين في الجماعات الإرهابية، وأولئك الذين يقدمون الدعم لأعمال الإرهاب أو الأشخاص المحظورين.

 

************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية “الجمهورية”: مجلس النواب يتأهب لبدء ولايته.. والأزمة تشتعل معيشياً

قطار مجلس نواب العام 2018، بات على بُعد يومين من بلوغه محطته النهائية وتسليم الراية لخلفه، فتسدل الستارة بعد غد الأحد على مجلس لم يكن محظوظاً، عاصَر اشتعال الأزمة الأسوأ والاخطر في تاريخ لبنان، وتشظّى بالاستقالات والانقسامات وما تفرّع عنها من استعراضات ومزايدات ومبالغات وتناقضات ومناكفات في شتى المجالات.

ويوم الاحد ايضاً، تفتح الستارة على مجلس نيابي منتخب، يتأهّب بتلاوينه المختلفة للدخول في ولاية مجلسية جديدة، تعترضها من يومها الأول أزمة اقتصادية ومالية خانقة، طريقها مزروع بمطبّات وتحديات واستحقاقات و«اختبارات جدية» تُمتحنُ فيها كل العناوين والوعود والشعارات التي اطلقت في الساعات والاعتصامات.

 

وها هي الأزمة قد سارعَت الى استقبال الولاية المجلسية الجديدة بنار حامية معيشيا وماليا: ازمة رغيف، ازمة اساسيات، شح في الدواء، ازمة محروقات واسعار مشتعلة لمشتقاتها، وكهرباء معدومة، وقطاع اتصالات مهدد، وخدمات لم يعد لها أي وجود حتى في ابسط المجالات، يُفاقم كل ذلك فلتان محتكري الاساسيات الحياتية وعصابات الغرف السوداء والتلاعب بالدولار والاعدام النهائي لليرة. وما من شك أن هذه الحماوة الخبيثة في افتعالها، واهدافها، والمريبة في توقيتها، والموجعة للناس في اعبائها وضغوطها، تؤشّر الى مرحلة قاتمة، مفتوحة على شتى الاحتمالات والسيناريوهات غير المحمودة، وتؤشر ايضا الى ان المجلس النيابي الجديد كسابقه لن يكون محظوظاً.

 

مشهد مأزوم

 

المهمّ في المشهد الداخلي، هو انّ سَكرة الانتخابات وتحضيراتها الصاخبة التي لا يستطيع أي طرف أن يدّعي بأنه سَلم من شظاياها، قد انتهت، وبات البلد امام واقع جديد مع مجلس نيابي جديد حددت صناديق الاقتراع الاحجام التمثيلية لكل طرف، والتي لن تزيد منها، حفلة المزايدات والمبالغات و«الزَكزكات» والاستفزازات، و«الشماتات» التي يجري تقاذفها بين بعض الاطراف. بل أنّ جل ما تَأتّى منها هو الاصرار المريب على ابقاء واقع البلد في ذروة تأزّمه، وحقنه بعناصر توتير اضافية تُبقيه على سكّة الاشتباك وتعميق الانقسام في الوقت الذي يوجِب فيه وضع البلد المنهار، طَيّ صفحة الانتخابات وسلوك المسار المؤدي الى فتح ابواب الإنفراج.

 

المواطن محبط

 

واذا كان المواطن اللبناني قد عَوّل على انتخابات تفضي إلى نتائج، أيّاً كانت هذه النتائج، تفرض التقاء المكوّنات الداخلية على اولوية البحث عن قواسم مشتركة فيما بينها تُغلّب مصلحة لبنان واللبنانيين على كلّ الإعتبارات والحسابات السياسيّة والحزبيّة، إلا أنّ الصورة العامة تبدو تشاؤمية ومُقلقة للمواطن اللبناني الذي بات يشعر بإحباط وخيبة امل موجِعة وصادمة من اولويات أخرى تجنح في اتجاه التوترات لا العلاجات، وتتبدّى في ما بدأ يلمسه ويراه من غرور فاقع ضربَ رؤوس بعض الفائزين ولغة التحدّي المتعمّد تجاه بعض الاطراف، ومن اصرار على التلهّي بحفلة «التباهي بالإنتصارات» وتسخير بعض المكونات الحزبية كل ماكيناتها وطاقاتها ومنصاتها لتسجيل نقاط على مكونات اخرى، واستفزازها بالشماتة والاستهزاء والمفاخرة بكسرها واحتلال صدارة التمثيل.

 

تكبير أحجام!

 

وبعيداً عن حفلة الانتصارات وما يُقال فيها، وعن التباهي باحجام نيابيّة يكبّرها أصحابها ويقدمونها كأحجام مقررة ومتحكمة باللعبة السياسية في البلد وبمسار كل الاستحقاقات السياسية والحكومية والرئاسية في الاتجاه الذي تريده، فيما ان الواقع هو خلاف ذلك تماما، حيث ان لتلك الأحجام فقط قوة عددية ككتلة نيابية في المجلس لا يستطيع احد ان ينكرها، الا انها ليست قوة تقريرية لها الكلمة الفصل في كل الملفات كما يجري تقديمها من قبل بعض الاحزاب، وبالتالي فإنّ فعاليتها محدودة.

 

تؤكّد على ذلك مصادر سياسية لـ«الجمهورية» حيث انها تعتبر «ان فعالية احجام بعض الكتل الكبيرة من عدمها، لا تحدّدها المواقف الاعلامية، ولا النظر اليها بمرايا سياسية مكبرة، علماً ان في المجلس السابق تجربة مع كتل كبيرة جدا، تمتلك كل الامكانيات السياسية والقدرات السلطوية، الا انها لم تستطع، باعترافها، ان تقدم شيئا. بل ان تلك الفعالية ستحدّدها بالتأكيد خريطة التحالفات السياسية التي سترسّم مع بداية الولاية المجلسية الجديدة، مَواقع كل الكتل، وحدود الاكثرية النيابية المقررة في مجلس النواب وغيره، وكذلك حدود الاقلية او ربما الاقليات التي ستَتمترس في خندق المعارضة».

 

الاكثرية والاقلية

 

ووفقاً للمشهد النيابي الجديد، فإنه، وعلى ما تؤكّد مصادر مجلسية لـ«الجمهورية»، انه «من المبكر الحسم المسبق لشكل خريطة مجلس النواب الجديد، ذلك ان خريطة التحالفات التي يمكن ان تربط بعض الكتل النيابية بعضها ببعض، وإن كانت ملامحها قد بدأت تعبّر عن نفسها في مواقف بعض الكتل النيابية، الا انها ستتظَهّر بشكلها الواضح والنهائي، تبعاً لكيفية تجاوز بعض الاستحقاقات العاجلة:

 

– الاستحقاق الأول، مع اولى جلسات المجلس النيابي الجديد، التي ستشكل محطّة الفرز الأولى للتوجهات النيابية، ربطاً بالتحدّي الذي يفرضه الاستحقاق المجلسي المتمثّل بانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه واعضاء هيئة مكتب مجلس النواب. وهذه الجلسة باتت على مسافة أيام قليلة، حيث يتوقع أن يدعو إلى عقدها خلال ايام قليلة «رئيس السن» نبيه بري لانتخاب رئيس مجلس النواب الذي ليس في نادي المرشحين لهذا المنصب سواه.

 

وعلى ما بات مؤكداً في هذا السياق، فإنّ أطرافاً نيابية حسمت موقفها سلفاً لناحية عدم التصويت للرئيس بري، مثل «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب الى جانب بعض النواب الذين يقدمون أنفسهم سياديين وتغييرين. فيما يوازي ذلك، وبحسب معلومات «الجمهورية»، حسم كتلة اللقاء الديموقراطي لموقفها المؤيد لانتخاب بري، وكذلك عدد من النواب المستقلين، بالتوازي مع حركة المشاورات المكثفة التي تجري على قدم وساق بين كتل نيابية وازنة، لتمرير هذا الإستحقاق بتفاهم على «سلّة متكاملة» تتناول انتخاب رئيس المجلس (برّي) ونائبه (احد اعضاء تكتل لبنان القوي)، وسائر اعضاء هيئة مكتب المجلس.

 

– الاستحقاق الثاني، هو استحقاق تكليف رئيس الحكومة بعد اكتمال، حيث ستشكّل الاستشارات النيابية الملزمة التي سيدعو إليها رئيس الجمهوريّة فور دخول المجلس الجديد ولايته بكامل هيئته، واعتبار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مستقيلة، لتكليف شخصية سنية تأليف الحكومة، محطة الفرز الثانية لتوجّهات النواب. وما يجدر ذكره في هذا السياق هو أنّ اسم الرئيس نجيب ميقاتي الاكثر تداولاً لتأليف الحكومة الجديدة، وكذلك بدأت بعض الاوساط السياسية والنيابية الجديدة تطرح اسم السفير السابق نواف سلام.

 

امّا الثالث فهو استحقاق تأليف الحكومة الذي سيشكل بدوره محطة الفرز الثالثة والثابتة، حيث انّ التأليف بالقوى التي ستشارك فيه، سيحدّد بشكل جَلي أيّ الأطراف التي ستشكّل الاكثرية أو بمعنى أدق الموالاة، وأيّ الاطراف التي ستشكل المعارضة.

 

يُشار في هذا السياق الى انّ الغالب لدى اكثرية القوى السياسيّة هو الذهاب الى حكومة شراكة، بعيداً عن صيغ الحكومات السابقة التي سُمّيت حكومات تكنوقراط، التي أثبتت فشلها وعجزها عن مواكبة تطورات الازمة بما تتطلبه من اجراءات وخطوات علاجية. واللافت في هذا السياق ان بعض القوى السياسية بدأت من الآن الترويج لرفضها تشكيل حكومة شراكة او حكومة وحدة وطنية، ولدعمها تشكيل حكومة اكثرية من لون سيادي او تغييري واحد. ويبرز حزب «القوات اللبنانية» في صدارة المتحمسين لحكومة كهذه.

 

حكومة صدامية

 

الى ذلك، اكد مرجع سياسي لـ«الجمهورية» انّ واقع البلد يفرض ان تجتمع كلّ القوى في حكومة تتشارَك مكوناتها في عملية الانقاذ، وبالتالي فإنّ رفض حكومة كهذه، يَستبطن توجهاً لقطع الطريق على حكومة جديدة جامعة تقوم بما هو مطلوب منها من مبادرات إنقاذية وخطوات اصلاحية. وكذلك يستبطِن إصرارا على التصعيد وتوجّهاً نحو الصدام، وإبقاء الوضع على ما هو عليه من تعقيد وارباك خدمة لغايات او اجندات، والنتيجة الطبيعية لذلك هي تسريع وتيرة الانهيار ومُفاقمة معاناة اللبنانيين. واخشى ان تكون اعادة إثارة الازمات الحياتية والمعيشية والمالية في الايام الاخيرة مُندرجة في سياق التوجه الى زيادة التوتير وتعميق الازمة اكثر».

 

واقع صعب

 

وسط هذه الصورة، تؤشر الاجواء السياسية بصورة عامة الى «واقع صعب» بَلغه المشهد الداخلي، تجاوز الإنقسام العميق بين القوى السياسية، ليبلغ حَد عدم قبول هذه القوى لبعضها البعض ورفضها التعايش مع بعضها البعض. وهو الامر الذي من شأنه ان يجعل من الارباك والتأزّم سِمة المرحلة المقبلة، بحيث يصعّب مهمّة المجلس الينابي الجديد بما قد يحوّله من ساحة للتشريع الى ساحة «لِتَشليخ» القوى السياسية لبعضها البعض. وكذلك الحال بالنسبة الى الحكومة حيث يجعل تشكيلها محفوفاً بصعوبات مانعة له.

 

منطقان متوازيان

 

يُشار في سياق هذا الإنقسام إلى صدام واضح بين منطقين يبدوان كخطين متوازيين لا يلتقيان، يرفض الاول التعايش مع «حزب الله» ويعتبر انّ المشاركة في حكومة يشارك فيها الحزب تُعدّ هزيمة امامه وتنفيساً للانتصارات التي حققها السياديون والتغييرون في الانتخابات، وإلغاء لكل الشعارات والمبادىء والمسلمات االتي اطلقت خصوصا في الحملات الانتخابية. امّا المنطق الثاني فيعتبر ان لا مجال او امكانية لأيّ طرف داخلي ان يضع «فيتو» على أي طرف، او الغاء أي طرف، وهذا ينسحب على «حزب الله» وخصومه، حيث لا قدرة لأحد على الغاء وجود او تجاوز أي من المكونات الاساسية في لبنان.

 

في سياق انتخابي متصل، اعلنت هيئة الإشراف على عملية الإنتخابات النيابية، في بيان امس، انها لحظت التزاماً مقبولاً في مختلف مراحل العملية الإنتخابية من قبل وسائل الإعلام والإعلان كافة والمرشحين واللوائح وهالَها ما حصل يوم الإقتراع الواقع فيه 15/5/2022 من الكَم الهائل من المخالفات المرتكبة من وسائل الإعلام كافة والمرشحين واللوائح والجهات السياسية، لا سيما بالنسبة لموجبات الصمت الإنتخابي. كما رصدت بعض مخالفات شراء الأصوات عبر شكاوى وردتها بهذا الخصوص من المرشحين واللوائح والجهات السياسية وغيرها وعبر إخبارات أحالتها، بعد دراستها، إلى النيابة العامة المختصة وفقاً للأصول. كما رصدت ارتفاعاً في حدة الخطاب الإنتخابي والسياسي.

 

جلسة الحكومة

 

من جهة ثانية، وعلى وَقع تلاعب السوق السوداء بسعر الدولار، وتفاقم الازمات الحياتية والارتفاع المريع في اسعار المحروقات والاساسيات، تعقد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اليوم آخر جلساتها قبل دخولها في مدار تصريف الاعمال ربطاً ببدء ولاية المجلس النيابي الجديد.

 

وفيما ينتظر ان تدرس الحكومة في جلسة مجلس الوزراء اليوم جدول اعمال يزيد عن 100 بند، يزداد عبء الازمات مع شح مادة الطحين، والصرخة من فقدان الادوية وخصوصاً للامراض المستعصية، وكذلك الانهيار المُتسارِع للعملة والقفزات الخطيرة التي تسجّلها اسعار المشتقات النفطية، وصولاً الى قطاع الاتصالات المهددة استمراريته على حَد ما اعلن وزير الاتصالات جوني القرم، الذي اعتبر انّ اليوم هو آخر مهلة لمجلس الوزراء لمنع انهيار قطاع الاتصالات، ملوّحاً بالاستقالة في حال عدم الاخذ بمقترحاته لإنقاذ هذا القطاع عبر إقرار رفع التعرفة بشكل مدروس للقطاع الثابت والخلوي، مشيراً الى انه «لم يأت الّا ليُحسِّن القطاع وليس ليَكون شاهد زور على انهياره، واذا كانت هناك مصلحة لأحد ان يدمّر القطاع فذلك لبيعه بـ»تراب المصاري».

 

إجتماع ثلاثي

 

من جهة ثانية، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه انه «بتاريخ 19 / 5 / 2022 عُقد اجتماع ثلاثي في رأس الناقورة برئاسة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ورئيس البعثة اللواء ارولدو لاثارو، وحضور وفد من ضباط الجيش اللبناني برئاسة منسق الحكومة اللبنانية لدى قوة الأمم المتحدة العميد منير شحاده. وجرى التطرق خلال الاجتماع الى الاعتداءات الإسرائيلية اليومية والمتكررة للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً، وأعاد تأكيد التزام لبنان بالقرار 1701 ومندرجاته كافة. كذلك شدد الجانب اللبناني على ضرورة انسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة كافة، ومنها: مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي المحتل من بلدة الغجر والنقاط الـ 17 المعتبرة كخرق دائم».

 

هيل

 

الى ذلك، أشار مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق دايفيد هيل، في مقال له، الى ان «الأفكار التفاؤلية التي راوَدت الكثيرين بأن المرشحين المستقلين في لبنان سينجحون في حجز مقاعد نيابية كثيرة وتوجيه ضربة لـ»حزب الله» وحلفائه هي مجرّد أوهام، وما ينتظر لبنان في الايام المقبلة هو حالة من الشلل التام».

 

واعتبر «انّ المكاسب التي حققتها المعارضة المسيحية المناهضة لـ»حزب الله» مثيرة للإعجاب، ولكنها لم تكن كافية لها لتوجيه المشهد السياسي».

 

واشار الى انّ كتلة «حزب الله – أمل» استحوذت على جميع المقاعد الشيعية، مما أعطى هذا الفصيل تأثيراً حاسماً في الخيارات السياسية المقبلة».

 

عقوبات جديدة على «الحزب»

 

وفرضَ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة الأميركية، عقوبات على رجل الأعمال اللبناني و«الميسر المالي» لـ«حزب الله» أحمد جلال رضا عبد الله، بالإضافة إلى 5 من شركائه و8 شركات له في لبنان والعراق.

 

وقالت وزارة الخزانة، في بيان: يسلّط هذا الإجراء الضوء على طريقة عمل «حزب الله» في استخدام غطاء الأعمال التجارية التي تبدو مشروعة لتوليد إيرادات وزيادة الاستثمارات التجارية عبر قطاعات عدّة لتمويل «حزب الله» وأنشطته الإرهابية سراً.

 

************************************

افتتاحية صحيفة اللواء  

أولوية أميركية عشية رئاسة المجلس: مواجهة حزب الله

«القوات» تُرشِّح حاصباني ولا تنتخب بري.. والحكومة تُودِّع السراي بتسونامي إنفاق

 

إلام يقترب المشهد اللبناني، مع جلاء نتائج الانتخابات، والذهاب إلى تقييمات آخذة في الاكتمال، مع تجدُّد القرارات الدولية والإقليمية لما حدث في 15 أيّار، يوم الانتخاب الحاسم، الذي أظهر صورة المشهد النيابي المقبل؟

باستثناء الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون الذي لم يترك مناسبة إلا ويعلن فيها دعمه للبنان، ودعوة اللبنانيين للرهان عليه، والتطلع للتدخل للتقريب، سواء في الجهد لتأليف حكومة أو دعوة اللبنانيين إذا اقتضت الضرورة لمؤتمر حوار، من المبكر الحديث بصورة اوفر عنه، فإن التقييمات الدولية والإقليمية، لا تزال تنظر إلى الوضع من زاوية المواجهة مع حزب الله، حيث تجددت العقوبات على رجال أعمال مقربين منه، بتهمة إدارة عمليات التمويل الخاصة به.

ووصف ديفيد هيل الدبلوماسي الأميركي الخبير في الشؤون اللبنانية (والذي عمل سفيراً لبلاده في لبنان) المجلس الجديد «بالمنقسم» متحدثاً عن أزمة حكومية ستطول، وشلل يصيب البلد في الأسابيع، وربما الأشهر المقبلة.

 

 

 

ورأى هيل ان الانتصارات التي يحققها حزب الله من خلال صناديق الاقتراع تمنحهم الشرعية لممارسة دور يستطيع من خلاله التأثير في السياسة الداخلية، وعرقلة مشاريع المعارض، وتوظيف موارد الدولة لصالح ناخبيه الشيعة، لكن السلطة الحقيقية والقوة السياسية لهذا الحزب تكمن في ميليشيا تقف في مواجهة سياسيين، عزّل ومحبطين لأنهم لا يجرأون على التحدي.

وعلى الجملة، فإن التكتلات الطائفية، سواء في الساحتين الإسلامية والمسيحية، قادرة على تعزيز الشلل أو دفعه، بدءا من اختبار انتخابات رئاسة مجلس النواب ونائبه، والمطبخ التشريعي، في ضوء مسارعة الفريق المسيحي، من غير حليفي الثاني الشيعي (تيّار المردة وحزب الطاشناق) إلى الإعلان عن عدم المشاركة في تكريس رئاسة نبيه برّي لولاية الرئاسية سابعة في مجلس النواب.

وفي إطار توحيد الجهود لنواب المجتمع المدني، الذين شاركوا في تحركات 17 ت1 (2019)، واصبحوا نواباً، فقد كشف النقاب عن جهد لاعلان كتلة باسم هؤلاء الـ15 نائباًً، تقرّر جهودها التشريعية والرقابية في مجلس النواب.

والنسبة لجلسة مجلس الوزراء، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جلسة اليوم لن تكون سهلة في مناقشاتها وهي من حيث المضمون جلسة يتوقع أن تكون ماراتونبة بفعل البنود المتخمة، كما أنها قد تكون تفصيلية من حيث الشكل اما مناقشاتها فترافقها أزمات البنزين والخبز والدواء.

وأشارت إلى أن هناك ميلا لدى المعنيين أن تخرج الحكومة بأقل ضرر ممكن في ما خص القرارات غير الشعبية إنما هذا لا يعني أن ما من إجراءات ستسلك طريقها تحت عنوان الضرورة، مؤكدة أن المناقشات قد تكون مفتوحة والحكومة في جلستها وداعية، ستحسم ما امكن حسمه قبل أن تتحول إلى حكومة تصريف أعمال. وأكدت المصادر أن مواقف سياسية ستصدر عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء عن الانتخابات وعمل الحكومة خلال فترة وجودها والاستحقاقات المقبلة.

وعشية الجلسة، زار وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي، الرئيس برّي في عين التينة، وجرى التطرق إلى تشكيل مجلس الجامعة عبر تعيين العمداء في الجلسة، خشية ان يطول الفراغ في الجامعة إذا تأخر تأليف الحكومة.

ووصف مصدر مطلع توجه الحكومة إلى السلف المالية وفتح الاعتمادات بأنها «تسونامي انفاق».

ومع استمرار التأزم السياسي والسجالات بين القوى السياسية حول من ربح اكثر من غيره ومن خسر في الانتخابات، واين سيصطف هذا النائب وتلك المجموعة، علمت «اللواء» من مصادر نواب قوى التغيير والمستقلين ان الاتصالات واللقاءات التي اجريت لم تتوصل حتى الآن الى اي توافق نهائي على تشكيل كتلة او جبهة، وان هناك العديد من الافكار التي تُطرح لكنها لم تتبلور بعد، بالرغم من ان الاتجاه السائد هو العمل سوياً على قضايا تشكل قواسم مشتركة متفاهم عليها وجرى طرحها وتبنيها قبل الانتخابات.

واوضحت المصادر ان البحث يجري حول فكرة تشكيل ائتلاف يعمل على هذه القضايا المشتركة وليس بالضرورة كتلة نيابية موحدة، نظرا لوجود تباينات حول العديد من الامور. وقالت: انه بعد تسلم المجلس الجديد ولايته الاسبوع المقبل سيتكثّف العمل لتوحيد الرؤية حول اي قرار سيُتخذ.

في هذه الاثناء، إلتأم تكتل الجمهورية القوية امس للمرة الاولى بنوابه القدامى والجدد في معراب بمشاركة 19 نائبا من بينهم الحليف رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون.

وبعد الاجتماع، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنّ «نتيجة الإنتخابات كانت مدوّية وهي خسارة «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» للثنائية»، مشيراً إلى أنّ «أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله اعتبر في كلمته أمس أن لا أكثرية في المجلس، ما يعني انه اعترف بفقدانه الاكثرية، والحقيقة أن التكتلات التي أنتجتها الانتخابات متفقة أقله على نقاط أساسية رئيسية هي السيادة ووجود سلاح خارج الجيش اللبناني وموضوع الفساد».

واضاف في اشارة الى التيار الوطني الحر: تيار الكذب والتشويه والخداع يجعلك تدخل بأمور للتوضيح بشأن الكتلة الأكبر في المجلس النيابي، ولو كنت مكان باسيل لاخترت مكاناً في الطابق 17 تحت الأرض لأجلس فيه. فبأيّ عين يقول انتصرنا»؟

وقال: نحن أكبر كتلة في المجلس وسنتحمّل مسؤوليتنا على هذا الأساس، وعلينا أن نوضح للناس أنّ تكتلنا 19 أمّا هم فـ 18 مع محمد يحيى، ومن منعوا «التيار» من العمل «شقلوه» معهم وعلى لوائحهم في كل لبنان وأعطوه سليم عون وسامر التوم وادغار طرابلسي.

وقال: أنّ لدى القوات مواصفات واضحة جداً لرئيس مجلس النواب لا تنطبق على الرئيس نبيه برّي. وعلى أيّ مرشّح جدّي أن يتعهّد بتطبيق النظام الداخلي للمجلس حرفيًّا وبالتصويت الإلكتروني، وبعدم إقفال المجلس تحت أيّ ظرف من الظروف، وأن يعمل لإعادة القرار الإستراتيجي كاملاً إلى الحكومة، لذلك لن نصوّت لبرّي.

وأعتبر جعجع أنّ النائب المنتخب غسان حاصباني يتحلّى بكلّ المواصفات التي تخوّله أن يكون نائبا لرئيس المجلس، ولكنّنا قابلون للأخذ والردّ ولا نساوم أبداً على المشروع السياسي».

وفي اول رد سريع على المؤتمر الصحافي لسمير جعجع. قال النائب سليم عون عبر «تويتر»: مش بس بالعد بيغلّط الدكتور جعجع كمان بالأرقام والوقائع. يلّي وصّل سليم عون على المجلس النيابي هنّي ٥٥٥٤ صوتاً من أهلو بقضاء زحلة، من دون قرش ولا مصريّات ومن دون شراء الذمم والضمائر وإفساد مجتمعو، وأكيد أكيد أكيد من دون تدخل أي سفير، ومن دون أموال أية دولة ومن دون بيع أوهام.

كما ردت النائبة المنتخبة ندى بستاني خوري عبر حسابها على «تويتر» قائلة: «بعد ما فشل بـ١٥ أيار بالإغتيال السياسي، رجع اليوم عتاريخو وعم بيهدّد بالإغتيال الفعلي، وعم يضيعلنا وقتنا ووقت الناس بعدّ الأصوات والنواب. يا ريت بيركز شوي عسعر صرف الدولار يللي وعد انو «بدّو وفيو» ينزّلو. الناس شبعت وقرفت من خطابك السلبي وناطرا منّا شغل واهتمام بهموما!»

كما أعلن النائب المنتخب اللواء أشرف ريفي، أنّ هناك تفكيراً بتشكيل جبهة سيادية تضم 3 مكونات أساسية، السني عبر جمع البيت الواحد، القوات اللبنانية كمكوّن مسيحي، والاشتراكي كمكون درزي. موضحاً في هذا الإطار، أن الثوار بحال تحالف مع القوات وحزب الكتائب وكل القوى السيادية بمنطق وطني. لن يحصل بري على النصف وسنضع أوراقًا بيضاء.

واوضحت النائبة حليمة قعقور «أن انتخاب بري غير مقبول لدى القوى التغييرية، وأنها تسعى إلى تقديم نهج بديل من تداول للسلطة وديمقراطية وتشاركية.

وقال النائب الدكتور محمد الحجار عبر «تويتر»: ‏بعد قراءة متأنية لمشهدية الإنتخابات بنتائجها وتداعياتها الأولية، يتأكد لنا أن قرار الرئيس سعد الحريري بتعليق العمل السياسي التقليدي لتيار المستقبل، والذي جاء قرار عزوفي عن الترشح إلتزاماً به ، كان عين الصواب في هذه المرحلة.

عقوبات اميركية واقتراحات لـ هيل

وفي تطور جديد افادت قناة «الحدث» ان وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات جديدة على مناصرين لحزب الله، وشملت هذه العقوبات حسب القناة جلال أحمد رضا عبدالله لصلته بتمويل الحزب، بالإضافة إلى 5 من شركائه و8 شركات تابعة له في لبنان والعراق.

وليس بعيدا عن المواقف الاميركية، رأى مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ​ديفيد هيل​ في مقال في موقع «ويلسون سينتر» حول نتائج الانتخابات في ​لبنان​ وعن حضور ​حزب الله​ وحلفائه وتقسيم المقاعد النيابية، انه «كان هناك الكثير من التفكير الرغبوي قبل ​الانتخابات النيابية​ اللبنانية يوم الأحد 15 أيار، كان الكثيرون يأملون في أن يستغل المستقلون يأس اللبنانيين وغضبهم تجاه النخب التي دفعت بلدهم نحو الهاوية الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية. وسرت تكهنات بأنّ النتائج ستوجه ضربة لحزب الله وحلفائه المسيحيين. الواقع الذي ظهر يوم الأحد هو أنه في حين عانى حلفاء حزب الله المسيحيون من انتكاسات، إلا أنّ الممارسات الديمقراطية والبنية السياسية الطائفية في لبنان تميلان إلى إحداث حالة من الشلل».

وقال: ان أحد الأوهام هو أنّ تقليص حضور حزب الله البرلماني وتحالفاته يقلل من قوته. في الواقع، إن نفوذ حزب الله في الانتخابات والبرلمان هو مجرد نتيجة ثانوية مفيدة لهيكل سلطته الموازية خارج الدولة القائمة على الأسلحة والمقاتلين والخدمات والأموال غير المشروعة. تمنح الانتصارات الانتخابية حزب الله الشرعية والوصول من الداخل إلى ​سياسة​ التأثير وعرقلة المعارضة وتوجيه موارد الدولة إلى ناخبيه الشيعة. لكن قوة الجماعة تكمن في «ميليشيا» تقف في مواجهة سياسيين عزل أدركوا الخطر المميت في مواجهتها. تحت عنوان «مقاومة» احتلال إسرائيلي انتهى قبل أكثر من عشرين عاماً. أفلت حزب الله وحده من بين الميليشيات اللبنانية من بند نزع السلاح في الاتفاق الذي نص على إنهاء الحرب الأهلية.

واضاف هيل: هناك همّ آخر، هو أنّ الانتخابات اللبنانية يمكن أن تنتج ذلك النوع من الحكومة الناشطة اللازمة لاستعادة الثقة في الشؤون المالية للبلاد والحكم.

واعتبر هيل «أن المكاسب التي حققتها المعارضة المسيحية المناهضة لحزب الله يوم الأحد مثيرة للإعجاب، ولكنها لم تكن كافية لها لتوجيه المشهد السياسي. بشكل ملحوظ، استحوذت كتلة حزب الله – أمل على جميع المقاعد الشيعية البالغ عددها 27، مما أعطى هذا الفصيل تأثيراً حاسماً في الخيارات السياسية المقبلة. بعد إعادة انتخاب ​نبيه بري​ رئيساً للبرلمان اللبناني، تتمثل الخطوة التالية بتشكيل حكومة يمكن أن تفوز بثقة البرلمان. رئيس الوزراء نجيب ميقاتي سينتقل إلى منصب رئيس حكومة تصريف أعمال حتى تشكيل الحكومة الجديدة. وقد تكون المناورة أكثر صعوبة وأطول من المعتاد في مثل هذا البرلمان المنقسم بشكل وثيق.

واشار هيل الى «ان المعارضة المسيحية القوية قد تطالب باستبعاد حزب الله من الحكومة كشرط لمشاركتها فيها أو التصويت على الثقة. ومع ذلك، تخضع الحكومة إلى صيغة تقاسم السلطة الطائفية مثل البرلمان». وقال: يمكن لحزب الله وحلفائه مقاطعة التصويت على الثقة لأي حكومة يعتبرونها غير ممثلة، مما يشل العملية برمتها.

اضاف: ان الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في موعد أقصاه 31 تشرين أول 2022 ستؤدي إلى مزيد من التوتر.

وقال: بأنه في لحظات الخلاف الداخلي الحاد يتطلع العديد من اللبنانيين إلى الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتدخل. ومع ذلك، فإن اللاعبين الأجانب على الأرجح إما راضون عن الشلل اللبناني أو غير راغبين في تسويات، أو يواجهون مشكلة في ربط النقاط بين الديناميات اللبنانية ومشاكل الشرق الأوسط الأوسع. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد يسعى إلى الحوار بين اللبنانيين حول صيغ جديدة جريئة للحكم. لكن مثل هذا النهج يهدد بفتح صندوق باندورا للتوتر، والصراع الطائفي جاهز للاستغلال من قبل حزب الله.

وبالنسبة للمسؤولين الأميركيين، قال هيل: إن الوقت قد حان لتقييم ما إذا كان لبنان يمثل أولوية، وفهم سبب نمو حزب الله من «كيان إرهابي» صغير وخطير إلى وحشية كما هو عليه اليوم، على الرغم من أربعين عاماً من المعارضة الأميركية. ان نهج أميركا المتذبذب تجاه لبنان- فترات طويلة من الإهمال تبعها نشاط في الأزمات- ليس مثالياً كما هو حال الحكاية الخيالية بأنّ معاقبة حلفاء حزب الله من غير الشيعة سوف تقوض أساسيات قوته التي تقع خارج التحالف السياسي وهيكل الدولة.يجب أن تكون أميركا واقعية ومعتدلة ومستعدة للتصرف إذا انهار لبنان.

و رايس: صندوق النقد ملتزم بمساعدة لبنان وعلى الحكومة الجديدة الشروع بالاصلاحات

أشار المتحدث باسم صندوق النقد الدولي جيري رايس إلى أنّ «هذا الانكماش الاقتصادي الدراماتيكي، والزيادة الكبيرة في معدلات الفقر والبطالة والهجرة، وهذه المشقة التي يعاني منها الشعب اللبناني هي نتيجة تراكمات سنوات عديدة من السياسات الاقتصادية غير المستدامة».

وأوضح أنّ «البرنامج المموّل من قبل صندوق النقد الدولي سيخضع لإجراءات التزمت السلطات اللبنانية مسبقًا بتنفيذها وبعد ذلك سيجتمع المجلس التنفيذي لمناقشة ودراسة البرنامج».

كما شدد على ضرورة اعتماد سياسات وإصلاحات حاسمة، مشيراً إلى التزام الصندوق بمساعدة لبنان وشعبه على تجاوز هذه الأزمة.

من جهة أخرى، شدّد رايس على أهمية دور شركاء لبنان الدوليين الماليين في دعم جهود السلطة وضمان تمويل البرنامج وتحقيق أهدافه.

وعن الحكومة اللبنانية الجديدة، أكّد رايس أنّه «من المهم أن تعمل الحكومة على تأمين دعم سياسي واسع النطاق للشروع بالإصلاحات الشاملة اللازمة لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي واستدامته وملاءة القطاع المالي المالية بهدف تحقيق نمو أكثر شمولاً على المدى المتوسط».

نار الخبز والمحروقات

فيما استمر تهافت المواطنين على الافران وبيعت ربطة الخبز في بعض المناطق بـ30 الف ليرة في السوق السوداء، وعلى محطات المحروقات، لشراء الخبز والبنزين، رفعت وزارة الاقتصاد والتجارة أسعار ربطة الخبز فباتت كالآتي:

ربطة الخبز الصغيرة وزن ٣٨٨ غراما بـ٨٠٠٠ ليرة. ربطة الخبز الوسط وزن ٨٥٥ غراما بـ١٣٠٠٠ ليرة. ربطة الخبز الكبيرة وزن ١٠٩٥ غراما بـ١٦٠٠٠ ليرة.

وأوضحت الوزارة في بيان أن «الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات حتّم التسعيرة الجديدة، كونها تؤثّر مباشرةً في سعر انتاج الطحين وفي كلفة انتاج ربطة الخبز وكلفة النقل، الى جانب ارتفاع سعر القمح في الاسواق العالمية نتيجة الازمة الاوكرانية» .

ومع ذلك، نفّذ اتحاد نقابات الافران والمخابز في لبنان برئاسة علي ابراهيم اعتصاما ظهراً امام وزارة الاقتصاد والتجارة، في حضور رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورؤساء نقابات الافران رياض السيد، انطوان سيف وحشد من اصحاب الافران والمخابز من مختلف المناطق، احتجاجا على عدم توافر الطحين المدعوم ولإعادة النظر بتعرفة الرغيف في ظل كلفة انتاج الرغيف .

والتقى ابراهيم وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام وعرض معه للواقع الذي يمر به القطاع، لا سيما توقف عدد كبير من الافران عن انتاج الخبز بسبب نفاد الطحين لديه، فاكد سلام انه سيطرح الامر في جلسة مجلس الوزراء اليوم لاتخاذ القرار المناسب.

ولاحقاً، صدر عن المكتب الإعلامي لوزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام بيان في ظل استمرار الحكومة بتقديم الدعم للقمح المستورد المعد للطحين الذي تستورده المطاحن بواسطة مصرف لبنان بنسبة ١٠٠٪، وحيث ان اولوية الدعم تقتضي حصرها برغيف الخبز، وحرصاً على الحفاظ على الامن العذائي، اصدر وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام قرارين، قضى الاول بحصر انتاج دقيق القمح بفئة موحد ٨٥ المعد لصناعة الخبز اللبناني، وقضى الثاني بمنع الافران والمخابز تسليم أو بيع الخبز اللبناني للجمعيات والمؤسسات المحلية او الاجنبية من اي نوع كانت الا بعد عرضها على وزارة الاقتصاد والتجارة لدرسها والنظر باعطاء الموافقة بشأنها، وتُستثنى منها الاتفاقات المعقودة مع الجيش اللبناني والقوى الامنية.

وفي السياق، بقيت اسعار المحروقات اسعارها المرتفعة برغم الشح في الكميات، اذ شهدت ارتفاعاً كبيراً، واصبحت على الشّكل الآتي:

بنزين 95 أوكتان: 559000 ليرة لبنانيّة، بزيادة 17000 ليرة. بنزين 98 أوكتان 569000 ليرة لبنانيّة، بزيادة 17000 ليرة. المازوت: 680000 ليرة لبنانيّة، بزيادة 65000 ليرة.

الغاز: 408000 ليرة لبنانية، بزيادة 33000 ليرة.

وعلّق عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس بالقول «في ما يتعلق بالبنزين ارتكز ارتفاع اسعار المحروقات اساساً على ارتفاع سعر صرف الدولار وفقاً لمنصة صيرفة من 23200 الى 23700 وبزيادة ما يقارب 10 دولار على الكيلوليتر المستورد. وفي ما يتعلق بالمازوت جاء الارتفاع بناءً على ارتفاع سعر صرف الدولار وفقاً للسوق الموازية والحرة 2600 ليرة من 28287 الى 30887 ليرة.

وعلى صعيد الكهرباء، أفادت بعض المعلومات أنه تم اعادة تشغيل معمل انتاج الطاقة في دير عمار عبر ربطه بالشكبه الكهربائيه خلال ساعات، بعد تفريغ مادة المازوت بالخزانات ليعاد التقنين كما كان سابقاً.

وخطر على الاتصالات

وفي مجال آخر، صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الاتصالات المهندس جوني القرم بيان جاء فيه: ان قطاع الاتصالات في انهيار وشيك، لأن التكاليف المترتبة على عاتق الوزارة باهظة جدا ولم يعد بالامكان تحملها، بحيث انه اذا لم يتم تعديل التعرفات واسعار الخدمات وبالتالي زيادة الايرادات، ستقع الوزارة في عجز مالي تام، مما سيؤدي الى انهيار المرفق وسقوط القطاع العام مما يضع المواطن في براثن شركات الانترنت ونقل المعلومات الخاصة.

واضاف: ان القطاع غير الشرعي اصبح متقدما على القطاع الشرعي بشقيه العام والخاص وفي وضع افضل منه، وهو واقع غير مقبول قانونا وواقعيا للقطاع الشرعي الذي يخسر عدد كبير من المشتركين لصالح القطاع غير الشرعي الذي يحتكر المواطن.

واوضح ان كتاب الاعتراض الذي وجهته شركات القطاع الخاص، يثبت ان هنالك عدم جدية ورغبة في التضليل وهدف عرقلة المرفق العام، ورغبة في تغليب مصلحة الشركات على مصلحة الادارة ومصلحة المواطن، مما يخرق التنافس العادل بينهما، علما ان تطبيق التنافس هو ما تنادي به الشركات في مقدمة اعتراضها.

وقال: ان اتسام موضوع معالجة خدمات الانترنت ونقل المعلومات عبر شبكات منشأة خلافا للقانون «بالحساسية العالية» لا يبرر فصله عن المرسوم الحاضر، لا بل ان معالجة هذه المسألة هو من المواضيع الطارئة التي يجب ان تحوز الاولوية لدى مجلس الوزراء، وان مجرد تأجيل معالجته سوف يغرق البلاد بمزيد من عدم الاستقرار ومن الهدر. فمن غير المتصوّر ان يقوم احدهم بالمطالبة بتأجيل معالجة واقع غير شرعي اذا لم يكن مستفيدا من هذا الوضع القائم وشريك فيه، لا سيما ان قيمة الرسوم المتوقع تحصيلها من هذه الشبكات تفوق الـ1000 مليار ليرة لبنانية سنويا وذلك من دون اية زيادة اضافية على المواطن.

 

وتابع: فاذا تم تأجيل هذه المسألة وعدم معالجتها، تكون الدولة قد أخلت بالتزاماتها الوطنية بتنفيذ البرنامج الاصلاحي، لا سيما تجاه المجتمع اللبناني والجهات المانحة تحديدا وتجاه المواطنين.

وختم: في الخلاصة، ان عدم السير بمشروع المرسوم يؤدي إنخفاض في إيرادات وزارة الإتصالات وبالتالي عجز في تسديد أكلاف تأمين خدمات الإنترنت، مما سيؤدي حتماً إلى تسريع الانهيار ومن ثم الى إلاغلاق القسري والكامل لقطاع الإتصالات بشقيه العام والخاص، ويجعل من هذا القطاع شبيها بقطاع الكهرباء لجهة عدم تأمين الخدمة للمواطنين وافلاس الخزينة.

وفي مؤتمر صحافي لاحقاً عقده الوزير قرم قال: ان غدا (اليوم) هو آخر فرصة امام مجلس الوزراء لمنع انهيار القطاع من خلال اقرار رفع التعرفة بشكل مدروس للقطاع الثابت والخليوي و.اذا لم يقر المرسومان بالصيغتين التي قدمتها فخيار الاستقالة مطروح، وسيعرض الموضوع على الرئيس ميقاتي لأنني لا اريد ان يقولوا انه خلال توليّ الوزارة بات قطاع الاتصالات مثل الكهرباء، علما انه لا يمكن المقارنة بينهما، فالكهرباء بديلها المولدات اما الاتصالات فلا بديل لها.

وختم: وأنا هنا لأقول بصوت عال: لا يحملني أحد مسؤولية انهيار القطاع اذا لم تُقر التعرفة الجديدة للقطاع الثابت (اوجيرو) ولقطاع الخليوي، لأنها خطوة ضرورية والوضع لم يعد يحتمل. أقول ذلك لانني أتحمل المسؤولية ولا أتهرب، ولأن من واجباتي تطبيق القوانين والانظمة خاصة في ما يتعلق بالانترنت غير الشرعي.

81 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 81 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالتي وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1098313 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

************************************

افتتاحية صحيفة الديار  

«حرب الارقام» الانتخابية تنذر «بشلل» سياسي طويل والانهيار الاقتصادي دون «كوابح»

 بدء بازار الاستحقاقات الدستورية : لا مقايضة بين رئاسة المجلس والاستحقاق الحكومي

 اسرائيل «المردوعة» توسط «اليونيفيل» لمنع تطور سوء التقدير الحدودي الى مواجهة! – ابراهيم ناصرالدين

 

تصر القوى السياسية على مواصلة خوض حرب الارقام الانتخابية دون هوادة، والبلاد تغرق في قعر «الهاوية» وسط تحذيرات امنية من فوضى مقبلة دون «كوابح». لا شيء يوحي بوجود خروج قريب من «عنق الزجاجة» في ظل «الكباش» المتوقع حول كل الاستحقاقات الداهمة، ما يعزز دخول البلاد في «شلل» سياسي عقيم يهدد بفوضى عارمة «بشرت» بها اسرائيل التي كادت تنزلق الى «سوء تقدير» حدودي سارعت الى تداركه، فيما خرجت اصوات اميركية تصدرها نائب رئيس وزير الخارجية السابق ديفيد هيل تدعو الى عدم الرهان على امكانية اضعاف حزب الله وفقا لنتائج يوم الاحد، بعدما حصل الحزب على اكبر كتلة شعبية في البلاد. في هذا الوقت انفجرت الازمات المعيشية دفعة واحدة، عشية الجلسة الوداعية للحكومة، الخبز، المحروقات، الكهرباء، والاتصالات، وانهيار العملة الوطنية، لكن الامر ليس مستغربا، بل هو نتيجة حتمية لسياسات «الترقيع» وغياب استراتيجية حل للازمات المتراكمة. وفي مشهد معتاد «سأم» اللبنانيون تكراره بسذاجة،، نفد الطحين المدعوم، ما ادى الى ازمة رغيف، امتدت الطوابير، فحلت الازمة بعد رفع سعر ربطة الخبز، واليوم لا ازمة. وكذلك اختفت الطوابير عن محطات المحروقات بعد الظهر اثر رفع جديد للاسعار.

 

اما الكهرباء فلا تزال «غائبة» والتخبط سيد الموقف، وليس لدى وزير الطاقة الا التعلق «بحبال الهواء» مع وعود السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي باتت اقرب الى «الوهم» بدعم بلادها لاستجرار الغاز والكهرباء من الاردن ومصر، فيما البنك الدولي مستمر بوضع المزيد من الشروط قبل التمويل، وفي طليعتها، رفع التعرفة، وتشكيل الهيئة الناظمة وهو امر غير متيسر الان، في ظل «الكباش» السياسي حولها.اما وزير الاتصالات فدق ناقوس الخطر لان «الانهيار» حتمي، اذا لم تتم رفع تعرفة الاتصالات، هدد بالاستقالة اذا لم تتم الموافقة على مرسومين اعدهما لزيادة الاسعار في «اوجيرو» وشركتي الخلوي،، لكن المرسومين لن يعرضا اليوم في جلسة الحكومة الختامية، وستبقى الزيادة المقترحة على اسعار الانترنت بضعفين، وعلى اسعار الخلوي وفق سعر دولار منصة صيرفة، معلقتين بانتظار الانهيار الكبير.

لا مقايضة

 

اذا، وفي غياب اي بارقة امل بخروج قريب من النفق المظلم اقتصاديا، لا يبدو المشهد السياسي اقل قتامة، فالقوى السياسية بدات تلامس الملف الحكومي بحذر من خلال فتح «بازار» هوية رئيس الحكومة المقبل وشكل الحكومة، وثمة اجواء سلبية توحي بان «الشلل» سيكون عنوان المرحلة المقبلة، اذا ما استمرت «السقوف العالية» على حالها مع قدرة كل القوى على التعطيل المتبادل، وفي هذا السياق، لفتت مصادر سياسية بارزة الى ان عمليات «جس النبض» التي بدات باعادة طرح اسم نواف سلام لرئاسة الحكومة تشير الى ان هذه العملية ستكون شاقة للغاية في ظل محاولات سعودية- اميركية للاستثمار في نتائج الانتخابات، لكن قريبا جدا سيصطدمون بالوقائع التي لا تسمح بتحقيق «انتصار» سياسي لا تستحقه القوى المحسوبة عليهما. واول «الغيث» «رسائل» واضحة من قبل قوى الاغلبية السابقة لمن يعينهم الامر بانه لا «مقايضة» بين انتخاب نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي وبين رئاسة الحكومة المقبلة، ومجرد ربط الاستحقاقين «سخيف» ولا يتسق مع الواقع، فعودة بري مضمونة ولا تحتاج لنقاش، والاطراف الاخرى تحتاج «الثنائي الشيعي» لتولي منصب نائب رئيس المجلس حيث الصراع على اشده بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لتولي هذا المنصب من خلال النائبين الياس بو صعب، او غسان حاصباني، اما اذا وصلت «مناورة» الطرفين الى حدود غير مقبولة، فسيكون «الباب» مشرعا امام تولي النائب عن قوى «التغيير» خلف للمنصب.

«شروط» ميقاتي؟

 

اما الحكومة «فقصة» اخرى، وهي ترتبط باحتمال حصول فراغ رئاسي طويل الامد، وفي هذه الحال قد يكون الابقاء على حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي «اهون الشرور»، مع العلم ان الاخير لم يفصح بعد عن نواياه الحقيقة ازاء احتمال قبوله بتشكيل حكومة جديدة، في ظل تسريبات ممنهجة عن شروط مسبقة لديه في مقدمتها تفاهمات جدية على «خارطة طريق» تسمح له بالانجاز بعدما اقتصرت انجازات حكومته الحالية على اجراء الانتخابات النيابية، وهو لا يرغب في ادارة «التفليسة» وانما البدء في الخروج من «النفق» وهو امر يبدو صعبا من خلال التعقيدات السياسية التي انتجتها الانتخابات.

صراع «الارقام»: حزب الله اولا

 

في هذا الوقت وفي ظل الصراع على التمثيل الشعبي من خلال الارقام الانتخابية، اظهرت النتائج الرسمية ان حزب الله الأوّل شعبياً بحصول مرشحيه على أعلى نسبة من الأصوات التفضيليّة، تليه قوى «التغيير» فيما حلت القوات اللبنانية اولى في التمثيل المسيحي مع تسجيل تراجع واضح للتيار الوطني الحر مقارنة بنتائج العام 2018.

 

فقد ارتفع عدد الناخبين الذين شاركوا في انتخابات 2022 إلى 1951683 من 1862103 عام 2018. وتؤكّد الأرقام أن حزب الله هو الأكثر شعبيةً بحصول نوابه على 347 ألفاً و171 صوتاً تفضيلياً بزيادة 3951 صوتاً عن عدد الأصوات التي حصل عليها في 2018. اما قوى «التغيير» فهي الكتلة الأكثر شعبية بعد حزب الله، إذ اقترع 330 ألفاً و527 ناخباً للوائح الـ 24 التي شكّلتها هذه القوى في مختلف الدوائر اللبنانية من ضمنها لائحة النائبين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري..

«التيار» يتراجع

 

مسيحيا، سجل تراجع كبير في شعبية التيار الوطني الحر الذي حصل في 2018 على 276 ألفاً و610 أصوات، فيما نال في هذه الدورة 116 ألفاً و665 صوتا، اما حزب القوات اللبنانيّة فقد حل في المرتبة الأولى مسيحياً بحصول مرشحيه على 171 ألفاً و683 صوتاً تفضيلياً في مقابل 162 ألفاً و78 صوتاً عام 2018. من جهته حلّ الحزب التقدمي الاشتراكي في المرتبة الخامسة وطنياً بعد «القوات»، وحصل مرشحوه الدروز والسني بلال عبدالله على 66 ألفاً و131 صوتاً تفضيلياً. أما على الصعيد السني، فكانت جمعية المشاريع الخيرية الكتلة السنية الأكثر شعبية وحلّت في المرتبة السابعة في لبنان بحصول مرشحيها على 23 ألفاً و112 صوتاً، تليها الجماعة الإسلامية التي حصدت 19 ألفاً و978 صوتاً تفضيلياً.

جعجع: لا لبري

 

ومقابل هذه الارقام الموثقة من قبل وزارة الداخلية، التأم تكتل الجمهورية القوية للمرة الاولى بحلّته الجديدة بمشاركة 19 نائبا من بينهم رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب كميل شمعون. وبعد الاجتماع، أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنّ «نتيجة الإنتخابات كانت مدوّية وهي خسارة «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» للثنائية»، مشيراً إلى أنّ التكتلات التي أنتجتها الانتخابات متفقة أقله على نقاط أساسية رئيسية هي السيادة ووجود سلاح خارج الجيش اللبناني وموضوع الفساد.؟!.ولفت إلى أنّ «لدى القوات مواصفات واضحة جداً لرئيس مجلس النواب لا تنطبق على الرئيس نبيه برّي.

هيل يتوقع «الشلل»

 

من جهته دعا مساعد وزير الخارجية الاميركية السابق ديفيد هيل الى التخلي عن وهم يفيد بان تقليص حضور حزب الله البرلماني وتحالفاته يقلل من قوته. وكتب في موقع «ويلسون سينتر» ان نفوذ حزب الله في الانتخابات والبرلمان هو مجرد نتيجة ثانوية مفيدة لهيكل سلطته، مرجحا حصول شلل سياسي في لبنان بعد نتائج يوم الاحد. واعتبر هيل بان المكاسب التي حققتها المعارضة المسيحية المناهضة لحزب الله مثيرة للإعجاب ولكنها لم تكن كافية لها لتوجيه المشهد السياسي. وقال» استحوذت كتلة حزب الله – أمل على جميع المقاعد الشيعية البالغ عددها 27، مما أعطى هذا الفصيل تأثيراً حاسماً في الخيارات السياسية المقبلة. واشار هيل الى ان المعارضة المسيحية القوية قد تطالب باستبعاد حزب الله من الحكومة كشرط لمشاركتها فيها أو التصويت على الثقة لكن يمكن لحزب الله وحلفائه مقاطعة التصويت على الثقة لأي حكومة يعتبرونها غير ممثلة مما يشل العملية برمتها…وفي اقرار واضح بالعجز الدولي الاقليمي عن ايجاد الحلول، اوضح هيل بانه في لحظات الخلاف الداخلي الحاد يتطلع العديد من اللبنانيين إلى الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتدخل. ومع ذلك، فإن اللاعبين الأجانب على الأرجح إما راضون عن الشلل اللبناني أو غير راغبين في تسويات، أو يواجهون مشكلة في ربط النقاط بين الديناميات اللبنانية ومشاكل الشرق الأوسط الأوسع. وقال ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد يسعى إلى الحوار بين اللبنانيين حول صيغ جديدة جريئة للحكم. ولفت الى إن السياسة الأميركية الحالية المتمثلة ببناء الجيش والقوى الأمنية كقوى استقرار والحب الشديد لجعل الإعانات المالية مشروطة بالإصلاح هو أفضل ما يمكن أن تقوم به واشنطن في ظل الظروف الراهنة؟!

 اسرائيل ترجح «الفوضى»

 

في هذا الوقت، وفي اولى القراءات الاسرائيلية لنتائج الانتخابات التشريعية، لفت المعهد «القدس للشؤون العامة والسياسية» الى إنّ الانتخابات في بلاد الأرز أدّت لشللٍ شبه تامٍّ في المنظومة السياسيّة اللبنانيّة، ولفتت الى ان نتائج الانتخابات ستُساهِم إلى حدٍّ كبيرٍ في تأجيج حالة الفوضى الوطنيّة في لبنان، والتحوّل رسميًا إلى دولةٍ فاشِلةٍ بسبب الوضع الاقتصاديّ الصعب والاستثنائيّ.

قوة حزب الله؟

 

ولفت المعهد الى إنّ حزب الله لم يُحافِظ على قوتّه فقط، بل زادها، اما التوقعّات بأنْ يقوم الجمهور اللبنانيّ بمعاقبة حزب الله بسبب الوضع الاقتصاديّ الصعب منذ العام 2019 وبسبب تفجير مرفأ بيروت، فقد تلاشت لان الناخب اللبنانيّ لا يؤمن بأنّ حزب الله هو الذي قام بتفجير المرفا، ولذلك على القادة في اسرائيل ان لا ينتظروا انتفاضةً شعبيّةً ضدّ حزب الله لا اليوم ولا غدًا، واذا كان الخاسر الأكبر في المعسكر المسيحيّ هو جبران باسيل، وقوّة سمير جعجع والكتائب ازدادت، لكن يبقى المفتاح الحلّ براي الكاتب لدى المعسكر السُنيّ فقط..

الحرب المقبلة؟

 

وخلص المعهد إلى القول إنّ نتائج الانتخابات في لبنان مقلقة جدًا بالنسبة لإسرائيل، ليس فقط بسبب ازدياد قوّة حزب الله فقط، بل لأنّ الحزب وضع الآن نُصب عينيه الحرب مع إسرائيل، متوقعًا أنّ تندلع الحرب القادمة بسبب الخلاف على المياه الإقليميّة، وهي ستبدأ من مواقع البحث عن الغاز في البحر الأبيض المتوسّط.

 اسرائيل «مردوعة»

 

في هذا الوقت، سارعت قيادة قوات الاحتلال الاسرائيلي الى تفعيل «الخط الساخن» مع قوات «اليونيفيل « العاملة في الجنوب لتجنب حصول فهم خاطىء للتطورات على الجبهة الشمالية بعدما ساد الارباك خلال الساعات القليلة الماضية في المنطقة التي تشهد مناورة ضخمة تستمر لشهر كامل. ووفقا لمعلومات «الديار» حرص الجانب الاسرائيلي على توجيه «رسائل» تهدئة الى الجانب اللبناني وخصوصا حزب الله بعدم وجود اي نوايا تصعيدية على طول الجبهة، بعدما تم تفعيل نظام القبة الحديدية، في الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة، بسبب ما وصفته صحيفة «هارتس» بـ»خطأ في التشخيص»، وقد نُشرت مقاطع فيديو لإطلاق صواريخ اعتراضية ضد هدف قيل إنه طائرة مسيّرة لحزب الله، اخترقت الأجواء الشمالية في فلسطين المحتلة، تبين لاحقا انه مجرد رد فعل متوتر نتيجة خطأ في التشخيص، ادى الى اطلاق مقاتلات اسرائيلية صواريخ اعتراضية دون وجود هدف محدد. ووفقا لمصادر مطلعة يعكس هذا الاجراء حجم التوتر الاسرائيلي في ظل اعلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن استنفار تنفذه المقاومة للرد على اي «تهور» اسرائيلي، ولهذا كان الاسرائيليون حريصين على ابلاغ القوات الدولية بعدم وجود اي نوايا تصعيدية خوفا من فهم خاطىء من قبل الطرف الآخر، يمكن ان يؤدي الى اشتباك لا ترغب به اسرائيل «المردوعة» بفعل توازن الردع القائم.

تدريبات في قبرص

 

وفي سياق متصل كشفت صحيفة «اسرائيل اليوم»انه في اطار التدريبات التي تحاكي حربا على كل الجبهات تتضمن المناورة العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى مناورتي فرقة 162 و98 التي تحاكي اقتحاماً برياً عميقاً في لبنان، مناورة قوات لفرقة المظليين المختارة التي تنفذ في قبرص كي تدرب القوات على العمل في منطقة غير معروفة تشبه منطقة ما في لبنان.

 حل ازمة الرغيف؟

 

معيشيا، وبعدما اختفت الطوابيرعن محطات الوقود بعد زيادة الاسعار وافراج الشركات عن مخزونها، ستغيب «الطوابير» عن الافران، مبدئيا اليوم، بعدما رفع سعر ربطة الخبز، حيث حدّدت وزارة الاقتصاد والتجارة الاسعار كالآتي:  ربطة الخبز الصغيرة وزن ٣٨٨ غراما بـ٨٠٠٠ ليرة. ربطة الخبز الوسط وزن  ٨٥٥ غراما بـ١٣٠٠٠ ليرة.  ربطة الخبز الكبيرة وزن ١٠٩٥ غراما بـ١٦٠٠٠ ليرة. وأوضحت الوزارة في بيان أن «الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات حتّم التسعيرة الجديدة كونها تؤثّر مباشرةً في سعر انتاج الطحين وفي كلفة انتاج ربطة الخبز وكلفة النقل، الى جانب ارتفاع سعر القمح في الاسواق العالمية نتيجة الازمة الاوكرانية».وكان اتحاد نقابات الافران والمخابز في لبنان برئاسة علي ابراهيم نفذ اعتصاما ظهر امس امام وزارة الاقتصاد والتجارة في حضور رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر احتجاجا على عدم توفر الطحين المدعوم ولإعادة النظر بتعرفة الرغيف في ظل كلفة انتاج الرغيف .والتقى ابراهيم وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام وعرض معه للواقع الذي يمر به القطاع، لا سيما توقف عدد كبير من الافران عن انتاج الخبز بسبب نفاد الطحين لديه، فاكد سلام انه سيطرح الامر في جلسة مجلس الوزراء اليوم لاتخاذ القرار المناسب. واكد نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف أنّ «أزمة الخبز حقيقية وسببها قلة وجود الطحين لدى المطاحن بسبب عدم دفع مصرف لبنان المستحقات للموردين في الخارج». وأشار إلى أن «البواخر أفرغت سابقاً من دون دفع ثمن القمح، والمطاحن لا يمكنها تسليم الطحين اذا لم يتم الدفع».

 

************************************

افتتاحية صحيفة الشرق 133 بنداً على طاولة مجلس الوزراء… ووزير الاتصالات يهدّد بالاستقالة

 

قبل ان تودّع «معا للإنقاذ» اللبنانيين، حكومة كاملة المواصفات وتتحول الى تصريف أعمال، ودّعتهم بحزمة ارتفاعات في اسعار الخبز والمحروقات والمواد الغذائية التي الهبها مجددا الارتفاع اللا محدود للدولار مقابل الليرة، ورفع اسعار الاتصالات على الابواب وإلا! هي لم تفلح في انقاذهم ولا حتى في فرملة انهيارهم، وجلّ ما فعلت انها ضخت جرعات مسكن لمنع الانفجار وسعت لكنها لم تنجح. سعت الى خطة انقاذ ولم تنجزها، سعت الى اصلاحات فلم تطبقها، سعت الى الاتفاق مع صندوق النقد فلم تتفق. انجاز وحيد يسجل لها، الانتخابات النيابية التي راهن كثيرون على عدم حصولها لكنها حصلت ولا بدّ ستأخذ البلاد الى مكان آخر في ضوء انقلاب موازين القوى لمصلحة الفريق السيادي، إن سمح حزب الله.

 

الازمات راوح

 

الازمات المعيشية اذا تراوح في انتظار الحلول التي يمكن ان يجدها مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة اليوم، في بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون. على صعيد الرغيف، طوابير وسوق سوداء وشح في الطحين. في المحروقات ارتفاع جنوني، حتى بات مجرد تشغيل محرك السيارة يُحسب له حساب، وإدارة المولد يُنهك الجيوب واستخدام الغاز يُشعلها.

 

اسعار المحروقات

 

على خط معيشي ثان، اسعار المحروقات على تحليقها، اذ شهدت ارتفاعاً كبيرًا امس، واصبحت على الشّكل الآتي: بنزين 95 أوكتان: 559000 ليرة لبنانيّة، بزيادة 17000 ليرة. بنزين 98 أوكتان 569000 ليرة لبنانيّة، بزيادة 17000 ليرة. المازوت: 680000 ليرة لبنانيّة، بزيادة 65000 ليرة. الغاز: 408000 ليرة لبنانية، بزيادة 33000 ليرة…

 

مجلس الوزراء

 

ويعقد مجلس الوزراء جلسته الأخيرة  قبل تحول الحكومة الى مرحلة تصريف الاعمال ولذلك اعد للجلسة جدول اعمال فضفاض وكثيف وقياسي من 133 بندا بدا معه ان الحكومة جمعت كل ما كان في جعبتها وادرجته على جدول اعمال جلسة وحيدة، علها تنجز في جلسة ما عجزت عنه على مدى اشهر. وهي بذلك، تسعى ايضاً الى تسهيل مهمتها في مرحلة تصريف الاعمال التي ستطول كما هو واضح، بحيث تسعى الى تأمين الاعتمادات المالية وانجاز الحد الأقصى من المشاريع والمراسيم والأمور التي تقع في اطار تسيير شؤون البلد والمواطنين وادارات الدولة ومؤسساتها عبر إقرار سلف خزينة ونقل اعتمادات، تفادياً لتوقفها عن العمل ووقوعها في الشلل التام، وذلك انطلاقاً من المخاوف القائمة حيال الاحتمالات الكبيرة لتعذر تشكيل حكومة جديدة في فترة سريعة، كما تقتضي الظروف الاستثنائية في البلاد، وهي على أبواب اشهر قليلة من انتهاء الولاية الرئاسية. وابرز جدول اعمال جلسة اليوم ما يكفي لتلمس عدد من الرسائل التي ترغب حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في توجيهها، واهمها انها جاهزة لتحمل مسؤولياتها في مرحلة الشلل وقد وفرت كل الجهوزية المطلوبة لذلك مالياً عبر السلف والاعتمادات، وتنفيذياً عبر انجاز المشاريع والخطط الملحة الملوبة منها امام المانحين.

 

وستستهل الجلسة بتقييم لنتائج الانتخابات النيابية، على ان تنتقل مباشرة الى الاستماع الى الوزراء في استعراض لأعمال وزاراتهم، ليصار بعدها الى طرح نائب رئيس الحكومة لاستراتيجية النهوض بالقطاع المالي ومذكرة بشأن السياسات الاقتصادية والمالية. كما ستطرح الجلسة خططا لوزارة الطاقة ايضاً (تعديل المادة 7 من القانون 462 المتعلق بتنظيم قطاع الكهرباء) ومشروع تفويض وزير الطاقة التوقيع على اتفاقيتي شراء الغاز الطبيعي مع مصر وتبادل الغاز مع سوريا، وادرجت بنود تتعلق بعشرات سلف الخزينة بمئات مليارات الليرات لتمويل مختلف الإدارات والوزارات.

 

شيا وابراهيم

 

وأمس، استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في مكتبه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وقد تم البحث في آخر التطورات على الساحة الداخلية.

 

القرم: إذا لم يتمّ العمل باقتراحي

 

فسوف استقيل من الحكومة

 

قال وزير الاتصالات جوني القرم: «مدخولنا في قطاع الخلوي اكبر بكثير من المصروف وعدم إقرار زيادة التعرفة سيرتد على الناس». وتابع: «غداً الفرصة الأخيرة أمام مجلس الوزراء لمنع انهيار قطاع الاتصالات وذلك من خلال رفع التعرفة». وأضاف القرم: «أفتخر أنني استطعت خلق جو تعاون مع كل مسؤولي القطاع واستطعنا تركيب طاقة شمسية وحاولنا ضبط الهدر وتفاوضنا مع الموردين لتجزئة الدفعات على عدة سنوات وسيتم إقرار وقف خدمة الـ2G وبذلك نكون وفّرنا 42 مليون دولار في السنوات المقبلة». وأردف: «إذا لم يُقرّ مرسوم رفع تعرفة الاتصالات لا تحمّلوني المسؤولية فالانتخابات انتهت والموضوع لم يعد يحتمل التسييس وعدم إقرار التعرفة سيرتدّ سلباً بشكل أكبرعلى المواطنين ونرفع الصوت باسم الاقتصاد اللبناني فغداً الفرصة الاخيرة أمام مجلس الوزراء لوقف انهيار القطاع».

 

وأكد القرم: «اذا لم يتمّ العمل باقتراحي فاستقالتي مطروحة على الطاولة لأن الاتصالات لا بديل لها ومن واجبي تطبيق القوانين ومن الملحّ أن يستعيد هذا القطاع عافيته».ش

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram