لم يقتصر التميّز الذي ظهر عليه النائب فريد البستاني في ولايته النيابية على العمل التشريعي والرقابي الحثيث، بل كان حريصاً على أن يترك بصمةً على المستوى الوطني. لذلك هو عمل على تكثيف نشاطه السياسي – المجتمعي، وتوّجه بإنشاء "تيار لبنان المدني "وهو تيار سياسي يهدف الى إرساء ركائز الدولة المدنية بكل مندرجاتها. فالبستاني ذات الفكر المدني المتحرر من أي عصبيات مناطقية أو طائفية أو مذهبية، رأى في نشر التوعية على هذا الفكر المتقدم العامل الأمثل للتأثير ولتوسيع قاعدته على مستوى الوطن وخصوصاً في صفوف الشباب. وهو يؤمن بشدة في أن مستقبل لبنان يكمن في الدولة المدنية وقانون زواج مدني اختياري كمرحلة أولى، بما يشكّل منصة للخروج من غياهب الطائفية والمذهبية والعصبيات القاتلة والمدمّرة. ويعتبر أن المشاكل البنيوية التي نعاني منها تتطلب معالجات سريعة تحوز إجماعاً وطنياً وثقةً يُعاد ترتيبها بين اللبنانيين ودولتهم. لكل ذلك، لا مفرّ من وضع القوانين الآيلة الى العبور من دولة الطوائف إلى دولة المواطنة. بالتوازي، أعطى البستاني حيّزاً للعمل على المستوى الحضاري، فأنشأ جمعية المعلم بطرس البستاني لاحياء ذكراه والحفاظ على تراثه الثقافي والفكري والادبي والحضاري. وقد أحيت الجمعية الذكرى المئوية الثانية لميلاده في احتفال ضخم في بيروت برعاية وحضور رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس النيابي والحكومة. كما منحت الجمعية دروعاً تقديرية لرجال عظماء راحلين منهم المثلث الرحمات البطريك الماورني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والإمام المغيب موسى الصدر والرئيس الشهيد رفيق الحريري كما تم تخصيص منح تعليمية جامعية لعدد من الطلاب المتخصصين في فكر المعلم البستاني.
بالتقاطع، سعى البستاني الى أن تكون الدامور مركزاً لأكاديمية الانسان للتلاقي والحوار واتخذ منها مقراً لنشاطه الانمائي والسياسي. أما في الموازاة وفي موضوع التواجد بين أهله في الشوف، حرص البستاني على اختيار دير القمر مكاناً لاقامته ليبقى قريباً من أهله أبناء الشوف واقليم الخروب. وهو وبهدف خلق مساحة من التلاقي والحوار أنشأ "ديوان القمر"، وهو كناية عن ملتقى شعبي وفكري في نفس الوقت، لكي يشكل منطلقاً لكل النشاطات الفكرية والثقافية والسياسية.