مع الاقتراب من العد العكسي للإنتخابات النيابية والدخول في المرحلة النهائية لاعلان وتسجيل اللوائح تتكشف شيئا فشيئا العلاقة السياسية الملتبسة بين حلفاء الخط الواحد في الربع ساعة الأخيرة سواء باستحالة تأليف لوائح في عدد من الدوائر او عملية «تناتش» المقاعد وتشطيب وتبديل مرشحين وهذا الوصف ينطبق في كثير من الأحيان على كل القوى السياسية من دون استثناء خصوصا ان المعركة الانتخابية قاسية والقانون النسبي الغائي يدفع المرشحين الى تصفية بعض على طريقة المسلسل التركي»حريم السلطان» الذي كانت ترتكب فيه مجازر بين الساكنين في القصر.
ينطبق ذلك على معسكري 8 و14 آذار فما بين التيار وحركة أمل مساكنة اضطرارية على متن اللائحة مع حزب الله والحلفاء ولدى القوى السيادية او ما بين الاشتراكي والقوات ومقربين من محور المستقبل وضع انتخابي مأزوم تم تجاوزه بأقل الأضرار وهذا ما استلزم وقتا طويلا ومشاورات وأخذا وردا وتفاوضا انتخابيا مضنيا.
في هذا المحور تم تجاوز ألغام كثيرة وبقيت ألغام قليلة يمكن ان تنفجر في الصناديق يوم الاقتراع، واذا كان المستقبل ينأى عن خوض التجاذبات بسبب قرار الانسحاب من الانتخابات فان ملائكته حاضرون في كواليس التوافق بين الاشتراكي والقوات.
من البداية سعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لنيل رضى الصديق والحليف الأزرق للوقوف «عن بعد» الى جانب الاشتراكي لأن انتخابات 2022 لا تشبه ما قبلها بالنسبة الى المختارة، فذللت عقد وبقيت أخرى معقدة فيما كان الوضع سيئا جدا بين القوات والمستقبل على الرغم من سعي القوات الى عدم الصدام مع المستقبل المعتكف عن الانتخابات، الإ ان الخلاف بين معراب وبيت الوسط كان حاضرا دائما في تفاصيل الإنتخابات. الخرق الإيجابي الأول في السياسة حول علاقة المستقبل والقوات سجل في الساعات الـ 48 الماضية فيما فشلت كل محاولات رأب الخلاف بينهما في السابق، قللمرة الأولى يتحدث التيار الأزرق بصداقة عن القوات اللبنانية في بيان إدانة صادر عن هيئة رئاسة تيار المستقبل حول الادعاء على رئيس حزب القوات في حادثة الطيونة.
ما يحصل له علاقة بالتطورات الإقليمية والانفتاح الخليجي السعودي وعودة السفراء الى لبنان حيث سيحاول المستقبل ان يقلد المملكة السعودية او يتمشى مع أجواء المملكة الاخذة بالتبدل في التعاطي مع الملف اللبناني.
بيان المستقبل لا يعني بالضرورة ان هناك قرارا مستقبليا بمسايرة القوات إنتخابيا على اعتبار ان ما كتب قد كتب انتخابيا والتلاقي صعب بعد قرار المستقبل الذهاب الى شبه مقاطعة يتلطى بها لتبرير عدم دعم الحلفاء ورمي فشل هؤلاء ان أخفقوا بالانتخابات على قرار تعليق العمل السياسي الذي اتخذه رئيس المستقبل سعد الحريري لكن بالمؤكد فان من شأن البيان اراحة الجو الداخلي المتشنج بين الطرفين.
اما على محور معراب والمختارة فالأمور سالكة بصعوبة في ظل عملية «تناتش» مقاعد انطلقت في المرحلة الأخيرة، لا سيما في دائرة الشوف وعاليه بمحاولة رئيس الحزب الإشتراكي ان تكون له الكلمة الفصل والنهائية بتسمية النواب المسيحيين على مستوى الدائرة مما سبب توترا إنتخابيا، خصوصا ان هذا الأمر يسبب إحراجا للقوات التي تخوض معركة مسيحية مع التيار الوطني الحر محاولة اقصاء الزعيم الدرزي عن المقاعد المسيحية في عدد من الدوائر. وهذا الأمر يجري العمل كما تقول المعلومات على انهائه مع الدخول في المرحلة الأخيرة للإنتخابات حيث لا يستبعد ان تحصل ضغوط من قبل الراعي الإقليمي لهذا الفريق لحسم الأمر، وفي المحصلة سيتم ذلك لكن مفاعيله ستزول ما ان تنتهي انتخابات 15 أيار ويعود كل فريق الى متاريسه وشعاراته السياسية.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :