تشهدُ المناطق المسيحية أكثر المعارك الإنتخابية "سخونة"، نظراً للتنافس الحادّ بين مكوّنات هذه المناطق من أحزاب وقوى مجتمع مدني، وما أرخته الفترة السابقة من أزمات إقتصادية مضاف إليها ما أفرزه انفجار المرفأ على الواقع في هذه المناطق، عكس بقية المناطق حيث يسود التحالف بين الأحزاب مانعاً أي خرق لصفوفه، إذًا المعركة الديمقراطية الحقّة ستكون في هذه المناطق وفي الدوائر الآتية:
*دائرة الشمال الثالثة حصتها في المجلس النيابي 10 مقاعد مُوزعة على الأقضية الأربعة: زغرتا 3 مقاعد مارونية، بشري مقعدان مارونيان، الكورة 3 مقاعد روم أرثوذكس والبترون مقعدان مارونيان.
في هذه الدائرة هناك تنافس بين 4 لوائح محسومة، حتى إنّ الحواصل فيها شبه محسومة لكلّ لائحة:
-لائحة المردة لديها الفرصة لتأمين 3 حواصل وهي تضمّ وليم طوق وسليم سعادة القومي الهوى مرشح على هذه اللائحة بصفة شخصية لأن الحزب القومي مُتحالف في هذه الدائرة مع التيار الوطني الحر، واللافت أنّ المردة يتبنى مرشحاً في البترون لا سيّما بعد فك تحالفه مع التيار الوطني الحر، وهو يبدو أكثر الأحزاب إرتياحاً على وضعه في الدائرة لا سيّما أنه يُعوّل على الناخب السني في الدائرة، هذا الناخب الذي يرفض حزب القوات والتيار الوطني لذلك لديه أمل بنسبة مرتفعة لإستقطاب هذا الناخب لاسيما في زغرتا والكورة.
-لائحة القوات لديها الفرصة بتأمين 3 حواصل في الدائرة.
- لائحة التيار والقومي لديها الفرصة بحصد حاصليْن ومرشح على هذه اللائحة وليد العازار من الحزب القومي.
-لائحة شمالنا وهي لائحة مُعارضة تغييرية لا تتحالف مع أي من الأحزاب أو القوى السياسية في الدائرة عندها فرصة بتأمين حاصل، هذه اللائحة تستأثر الحيّز الأاوسع من المشهد التغييري.
-لائحة ميشال معوض والكتائب ومجد حرب لديها الفرصة لحصد حاصل واحد، هذه المعطيات ليست نهائية في هذه الدائرة في حال تعثر أي من اللوائح في جذب الأصوات .
*دائرة جبل لبنان الثالثة ( بعبدا ) حصتها 6 مقاعد نيابية مُوزعة وفق الطوائف 2 شيعي، 1 درزي،3ماروني، تتنافس فيها 3 لوائح محسومة التحالفات وهي:
- لائحة قوى التغيير غير المُتحالفة مع الأحزاب وتمثل شرعيتين ثوريتين أي الشرعية المنبثقة عن العمل الميداني والمتمثلة بالناشط واصف الحركة المتواجد دائماً في ميادين الثورة وساحاتها، والشرعية السيادية التي مع المرشح خليل الحلو المعروف بمواقفه السيادية العلنية، ويمكنها حصد حاصل والأرجح أن يكون من حصة الحلو أي المقعد الماروني، هذه اللائحة تقع في إشكالية وجود مرشحين من العائلة نفسها أي خليل الحلو وميشال الحلو مرشح الكتلة الوطنية، مما يُصعب الأمور ويتم العمل حالياً لحل هذه الإشكالية.
وتوافرت معلومات أنّ انضمام المرشح نعيم عون الى هذه اللائحة دونه عقبات وفي حال لم تصل المفاوضات إلى النتيجة المرجوة فمن المُتوقع أن يذهب الأخير إلى تشكيل لائحة مستقلة مع ميشال الحلو، إلّا أنّ "الأمور لم تُحسم حتى الآن".
-لائحة حزب القوات والحزب التقدمي الإشتراكي قادرة على حصد حاصلين مقعد ماروني لبيار بو عاصي ومقعد للإشتراكي.
-لائحة التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي من المتوّقع أن يحصدا 3 حواصل مقعدين شيعة ومقعد ماروني.
*دائرة جبل لبنان الاولى وتضم قضائي جبيل وكسروان، حصتها 8 مقاعد، جبيل 3 مقاعد 1 شيعي و2 ماروني، وكسروان 5 مقاعد مارونية، تتنافس في هذه الدائرة 4 لوائح محسومة هي:
-لائحة فريد الخازن التي شكلها وهي اللائحة الوحيدة في كل لبنان تقريباً فيها تنوع واسماء وازنة أمثال ليس كبقية اللوائح التي تحمل إسماً كبيرا وبقية أسماء مغمورة أو جديدة فهي تضم شامل روكز، شاكر سلامة، سليم هاني (مرشح "سوا لبنان "لبهاء الحريري)، إميل نوفل، طوني خير الله، ولدى هذه اللائحة فرصة للفوز بحاصل .
-لائحة حزب القوات اللبنانية لديها فرصة الفوز بحاصليْن واحد في كسروان شوقي الدكاش وآخر في جبيل هو بالطبع زياد حوّاط.
-لائحة التيار الوطني الحر وحزب الله مرشحة للفوز بـ 3 حواصل إثنيْن في جبيل الشيعي والماروني وواحد في كسروان.
-لائحة نعمة إفرام والكتائب ستتمكن من الفوز بحاصل .
أما الصراع قيبقى على المقعد الماروني في كسروان بين لائحة إفرام ولائحة القوات ولائحة التيار فمن يستطيع أن يحصل على الكسر الأعلى سيفوز بهذا المقعد. وتبقى شخصيتان في هذه الدائرة لم تحسما خيارهما هما فارس سعيد ومنصور البون، فالأخير يفاوضه التيار الوطني الحر وفي حال إنضمامه فإنه سيكون الماروني الخامس في قضاء كسروان ، ولكن في حال قرّر تشكيل لائحة مع سعيد فإن البحث يبدأ عن إمكانية وصولهم إلى العتبة الإنتخابية، ويسعى الرجلان لضمّ وجوه إلى اللائحة منها المحامي جورج همام، موريس زغيب، بهجت سلامة، في وقت ما يزال البون مُحتار أين سيضع قدمه مع التيار أم مع سعيد. أما بالنسبة الى المجتمع المدني فهو شبه غائب عن المشهد الكسروانيي الجبيلي معاً.
*دائرة جبل لبنان الثانية أي المتن وحصتها من المجلس 8 مقاعد مُوزعين 4 ماروني، 1 روم كاثوليك 2 روم أرثوذكس، 1 أرمن ارثوذكس. تتنافس في هذا القضاء 4 لوائح هي:
-لائحة الكتائب لديها امكانية للفوز بحاصليْن.
- لائحة المر- الطشناق لن تتمكن من الفوز الا بحاصل وحيد.
-لائحة حزب القوات اللبنانية ستتمكن من الفوز بحاصل.
-لائحة التيار الوطني الحر سيتمكن من حصد حاصليْن أما المجتمع المدني فيسعى لتشكيل لائحة واذا تمكن من تشكيلها وضمت وجوهًا تحظى بثقة الناخبين فإنه مرشح للفوز بحاصل، وقد تضم أسماء وازنة شعبياً أمثال وليد بو سليمان، غسان مخيبر، فؤاد ابو ناضر، طانيوس حبيقة، سليمان سماحة.
وفي المتن لا يمكن التغافل عن الثقل الذي يحظى به سركيس سركيس الذي لم يحسم خياره حتى الساعة فهو لم يتوّصل إلى تفاهم مع القوات لأنه يُهدد مرشحها رازي الحاج ،أما اذا إنضم إلى لائحة الكتائب يستطيع الفوز ، وفي حال إنضمامه إلى لائحة المرّ الطاشناق فسيهدّد المرّ بالخسارة .
إذًا فإن التنافس في هذه الدائرة يبقى حول المقعديْن هو المقعد الماروني الرابع والمقعد الارثوذكسي الثاني هل يفوز سركيس بالمقعد الرابع وكيف يُمكن للمر أن يؤمن فوزه، وفي حال إستطاع المجتمع المدني التقدم فإنه سيخرق بالمقعد الارثوذكسي أو بالمقعد الماروني إذا أمّن المر نفسه.
*دائرة البقاع الأولى(زحلة) وحصتها من المقاعد في المجلس النيابي هو 7 مقاعد موزعين على الطوائف كالآتي: 1 سني، 1 شيعي، 1 ماروني، 2 روم كاثوليك، 1 روم أرثوذكس 1 أرمن أرثوذكس.
-لائحة السنيورة القوات التي تضم بلال الحشيمي مرشح السنيورة ستتمكن من الحصول على حاصليْن حسب التعاطف الشعبي وإمكانية السنيورة على تجييش الشارع السني.
-لائحة التيار الوطني الحر وحزب الله والطاشناق ستحصد وفق الدراسات 3 حواصل: شيعي ماروني أرمني.
-ميريام سكاف وميشال الضاهر سيتمكن كل من المرشحين تأمين حاصل.
لكن هذا كله يرتبط بكيفية مقاربة الإنتخابات النيابية والتحالفات حتى موعد الاستحقاق والحملات وتأثر الناخبين بالشعارات المرفوعة نظراً لتنوّع هذا القضاء .
والوضع حتى موعد الانتخابات يبقى عرضة للتجاذبات فيمكن للقوات ان تتقدم والسؤال اذا حصل ذلك فعلى حساب من الضاهر أم سكاف؟ وكذلك يمكن للائحة التيار والطاشناق وحزب الله أنْ ترفع حصتها إلى 4 حواصل، ولكن حتى الآن فإن الثابت هي الحصص المذكورة.
أما بالنسبة إلى المجتمع المدني فإن حظوظه معدومة وإمكانية تشكيل لائحة مستقلة لوحده أمر مستبعد .
*دائرة بيروت الأولى وحصتها 8 مقاعدموزعة على الطوائف على الشكل الآتي:
1 ماروني، 1 روم كاثوليك، 1 روم ارثوذكس، 1 أرمن كاثوليك، 3 أرمن أرثوذكس، 1 أقليات.تتنافس فيها اللوائح الآتية:
-لائحة نديم جميل وتالوزيان لديهما حاصليْن.
-لائحة القوات ستحصد حاصلاً هو للنائب غسان حاصباني ومعه على اللائحة كل من جورج شهوان، آرام مليان، جهاد بقرادونيان ، وإيلي شربجي.
- لائحة التيار والطاشناق تستطيع الفوز بـ 3 حواصل أو حاصلين وتنافس على الحاصل الثالث أي مقعد أرمني أرثوذكس ومقعد كاثوليك وتحاول الحصول على المقعد الأرمني الثالث.
-لائحة المجتمع المدني التي تشكلها بولا يعقوبيان لديها حاصل مضمون ولديها فرصة بالحصول على الحاصل الثاني .
بالمُحصّلة فإنّ مقعد الأرمن الكاثوليك محجوز لتالوزيان الماروني محجوز للجميل الأرثوذكسي محجوز لغسان حاصباني الكاثوليكي لنقولا الصحناوي ، الحرب إذًا هي على مقعد الأقليات ومقعد الأرمن الأرثوذوكسي الثالث، لذلك تبقى الأمور وفق الجهود التي ستبذلها القوات للفوز بمقعد الأقليات وكذلك الأمر للائحة يعقوبيان فإنّ الأمر مرتبط بقوّة الطرفيْن على تجيير الأصوات للفوز بأحد المقعديْن، ويُمكن للطاشناق أن يَحرم الطرفين من المقعد الأرمني الأرثوذكسي فيبقى التنافس بينهما على مقعد الأقليات".
ْ
وهذه الدائرة تشهد "أشرس" المعارك الإنتخابية بين اللوائح المُتنافسة وحملات "إعلامية سوداء" تطال لا سيّما النائب المستقيل بولا يعقوبيان لما تُشكله من "خطر" نظرًا لإمكانية فوزها بمقعديْن في بيروت ممّا سيجعلها نموذجاً في الإنتخابات في كل الدوائر الأخرى.
نسخ الرابط :