على مسافة أيام معدودة من إقفال باب الترشيحات للإنتخابات النيابية، إنطلق العدّ العكسي لتشكيل اللوائح وصياغة التحالفات بين الأحزاب والتيارات التي تبدو كلها في واقع مأزوم ومُربَك، نتيجة الإختلال الكبير في المعادلة الطائفية والسياسية والوطنية أيضاً، بعد قرار الرئيس سعد الحريري بمقاطعة هذه الإنتخابات.
وقد لا ينطبق هذا الواقع على "حزب الله"، وبحسب المحلّل السياسي والصحافي علي حماده، ذلك أن الحزب يستند إلى قدرة تنظيمية فائقة، وإلى إمكانات مادية وبشرية متخصّصة بلعبة الإنتخابات، ويوازيه على الساحة المسيحية حزب "القوات اللبنانية"، ولكن ربما على مستوى أقلّ، ذلك أن "القوات" معروفة أيضاً بحسن تنظيمها، وبحسن تنظيم ماكينتها الإنتخابية. لكنه، يؤكد ل"ليبانون ديبايت"، أن معظم القوى الأخرى، وحتى "القوات"، تفتقر إلى عنصر هام في الإنتخابات وهي لعبة التحالفات، والتي تجعل منها كلها غير جاهزة لخوض الإستحقاق في 15 أيار المقبل، فالمسألة لا تتعلّق فقط في القدرة التنظيمية وبالماكينة الإنتخابية، بمقدار ما تتعلّق بالقدرة على إقامة تحالفات إنتخابية ترفع من نسبة التصويت، وتزيد من نسب الحاصل الإنتخابي، الذي يؤدّي إلى نجاح هؤلاء.
ولجهة أن الوقت بدأ يضيق أمام القوى السياسية، لفت حماده، إلى أن "السعي لإقامة تحالفات إنتخابية قائم على قدم وساق، ولكن هذه الأمور تُبَتّ مباشرة بعد إقفال باب الترشيحات مطلع الأسبوع المقبل، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على اللوائح، ولكن حتى هذه الساعة، يسجّل ارتباك لدى المعسكر المسمّى "سيادي"، نتيجة غياب مكوّن سنّي أساسي، هو تيار "المستقبل"، الذي أدّى إلى حصول حالة إرباك في ابتكار تحالفات مفيدة في تشكيل اللوائح، وفي خوض المعركة".
في المقابل، تحدّث حماده، عن "عمل جدّي يقوم به "حزب الله" لوأد الخلافات بين حلفائه "أمل" و"التيار العوني"، من أجل أن تكون جبهته متماسكة وقادرة على الفوز بالغالبية النيابية للمرة الثانية على التوالي".
والسؤال الكبير المطروح اليوم، عن الطرف أو الجهة التي ستملء الفراغ "المستقبلي" في اللوائح، كما في صناديق الإقتراع، أشار حماده، أن الفجوة كبيرة، وسيكون من الصعب تعبئتها من قبل حلفاء تيار "المستقبل"، الذين لن يتمكنوا من التوجّه إلى صناديق الإقتراع ضمن جبهة واحدة موحّدة.
وفي هذا السياق، أشار حماده إلى الدور الذي "يقوم به الرئيس فؤاد السنيورة، والذي كان قد بدأ منذ عدة أسابيع، وخرج إلى الضوء بعد مؤتمره الصحافي الأخير، موضحاً أن الرئيس السنيورة يعمل مع دار الإفتاء ومع رؤساء الحكومات السابقين، ومع مجموعة كبيرة من النخب السنّية، على تشجيع الناخب السنّي للتوجّه إلى صندوقة الإقتراع، لمنع اختراق "حزب الله" للطائفة وللمقاعد النيابية. ويستدرك أنه ليس من الضرورة أن يترشّح الرئيس السنيورة، كما أنه ليس هناك من مرشّحين ل"المستقبل" أو قريبين منه، وهذا الواقع هو الذي يؤدي إلى الإرباك، ولذا، سيدفع الرئيس السنيورة، باتجاه ترشيحات لها صبغة سيادية صديقة لتيار "المستقبل"، ولها علاقة بالشهيد رفيق الحريري، وتمثّل هذه الروحية، أي روحية رفيق الحريري".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :