خاص "iconnews"
إنتقد مصدر سياسي رفيع المطالعة التلفزيونية التي قدّمها الرئيس الأسبق سعد الحريري والتي جاءت أشبه بالمحاكمة السياسية للأحزاب والكتل البرلمانية الممثلة للشعب اللبناني.
وقال المصدر ان الحريري شُبّه له انه في موقع الناطق بإسم الناس، كأن إنتفاضة 17 تشرين قبل سنة لم تحصل، وكأن صرخة الناس لم تكن في وجه الخيارات الإقتصادية والمالية والنقدية التي مارستها الحريرية السياسية على إمتداد 3 عقود، والتي يا للأسف أصر هو على أن يضع نفسه في صلبها، متمنّعاً عن إلتقاط الفرصة التي سنحت له في اول حكومة ترأسها عام 2009 للمبادرة الى وضع سياسة تصحيحية اقتصادية ومالية تقطع مع نهج المآسي والإفقار.
واستغرب المصدر فائض الثقة بالنفس الذي يحكم سلوك الحريري. وتساءل: هل مرد ذلك إنجازاته المتراكمة أم رؤيته البعيدة أم نماذج الفساد والصفقات وإقتصاد الريع المبني على سهولة الإستدانة من الخارج والإمعان في زيادة العجز، لتمويل منظومة سياسية - مصرفية حقّقت ثرواتها على حساب إفقار الشعب اللبناني؟
ولفت المصدر نظر الحريري الى ان مؤتمر سيدر الذي وافقت عليه القوى السياسية كخشبة خلاص من الإنهيار ليس أكثر من وعدٍ بديون جديدة لم يبذل الحريري نفسه مجهودًا لإقناع الدول المعنية بأننا جاهزون للإصلاح قبل الإستدانة، ولم يتكلّف عناء عقد إجتماع واحد للبحث في مقتضيات المؤتمر ومتابعته.
واضاف المصدر: رغم كل ذلك، ها هو الحريري يصرّ على العودة الى الحكم مهدّدًا بالويل ومصرًّا على المضي في خياراته السابقة برموزها ونهجها، لا بل يذهب الى أبعد من ذلك في طرح حلّ مدمّر للبنان يقوم على بيع ممتلكات الدولة لسداد الديون الى المصارف التي تموّلت أساسًا وبتواطؤ مصرف لبنان من جيوب المودعين فموّلت الفساد السياسي وأغرقت البلاد في الديون وراهنت بأموال الناس على مشاريع إستثمارية خاسرة في الخارج، وهرّبت قسمًا من الودائع الى الحسابات الخاصة بأصحابها، وهي لا تزال تعاند لمنع التحقيق الجنائي والقضائي والتدقيق المحاسبي في ما جرى قبل 17 تشرين وبعده.
وختم المصدر: لا يزال أمام الحريري طريق طويل وشاق قبل أن يعد نفسه برئاسة حكومة لا تشبه في شيء الآلية التي رسمتها المبادرة الفرنسية. وعليه أن يدرك الحقيقة المرة: إما حكومة إختصاصيين تستبعده قبل أي شيء آخر، وإما حكومة سياسية ليس محسوما بعد أن يكون هو على رأسها.
نسخ الرابط :