ولى زمن الدور التقليدي للسياسي من غير رؤية واضحة ونظرة شاملة لحياة المحتمع

ولى زمن الدور التقليدي للسياسي من غير رؤية واضحة ونظرة شاملة لحياة المحتمع

 

Telegram

 

بعد كل الذي حصل في لبنان والأمة .
كلام إلى جميع من يتنطحون للعمل السياسي في الدولة والمجتمع والأحزاب السياسية التغييرية ، وما أكثرهم هذه الأيام .

إن على أي مرشح لرئاسة الدولة أو الحكومة أو الوزارة أو النيابة بشكل عام ، وكل مرشح لعضوية مجلس قيادة أو رئاسة في أي حزب ، أن يتقدم من الهيئة الناخبة المعنية بتعيينه أو إنتخابه ، ومن جميع الناخبين والمواطنين بشكل عام ، ببرنامج إنتخابي إجتماعي إقتصادي واضح ،  يطرح فيه خططه وأفكاره ومشروع حزبه السياسي للبنان والأمة ونظرته للأمور ورؤيته للمستقبل والحلول العملية ، وليس النظرية ، التي يقدمها لكافة مشاكل المجتمع .
 
على كل مرشح أن يحدد مقاربته للقضايا المجتمعية المصيرية ، يشرحها ويضعها كلها بوضوح في كتيب مصغر ، برنامج إنتخابي ، يوزعه على أعضاء حزبه وناخبيه قبل المؤتمر الحزبي العام وقبل الإنتخابات النيابية .

إن على كل مرشح لعضوية مجلس أعلى جديد أو مجلس قيادة جديد أو هيئة قيادية جديدة ، وعلى كل مرشح لمنصب رئاسة حزب أو منصب الأمانة العامة أو ما شاكل ، أن يكون مستعدا لأن يطرح أفكاره المدونة هذه في الكتيب ، ويشرحها علنا في مؤتمر عام يتم فيه مناقشته في مضامينها ومحاورته بشأنها وبالتالي إنتخابه على أساسها ،  وأساسها وحدها فقط ، من دون أي عامل آخر . 
هكذا يمكننا أن نفرز ونميز القيادات الصادقة والواعية والمثقفة والهادفة من أشباه القيادات ومن العناصر الجاهلة الأمية أو تلك الأنانية والوصولية والإنتهازية والزحفطونية .
إن الشعب وأعضاء الأحزاب والهيئات الناخبة للأحزاب معنية الآن ، أكثر من وقت مضى ، بأن تسمع من قياداتها التي تريد التجديد لماذا هي ترغب أن تجدد ، وماذا ستفعل في الولاية المقبلة مما لم تفعله في الولاية السابقة ، وماذا تغير في رؤيتها ونظرتها للأمور . 
إن نفس العملية مطلوبة أيضا من العناصر الراغبة بتولي مراكز قيادية ، والتي تطرح نفسها لأول مرة لعضوية المجالس العليا والرئاسة والنيابة ، أن تشرح لنا من هي وماذا تمثل ، ليس فيما يتعلق بالماضي الحزبي أو السياسي ، بل فيما يتعلق بما ستقدم عليه وتعمل له وتفكر فيه للمستقبل ، مع جدول زمني ، أن من حيث ما يتعلق بالخطط الحزبية أو الرؤيا السياسية أو البرامج الإجتماعية والحلول الإقتصادية .
عليها جميعا أن تحدد مواقف واضحة ،  على سبيل المثال لا الحصر ، من الحراك اللبناني ومن موضوع التسوية في المنطقة  وترسيم الحدود والصراع العسكري مع إسرائيل ودور الأحزاب والجيش والدولة . المطلوب مواقف واضحة من المحاور السياسية والتحالفات السياسية ومن عملية السعي لتطبيق قوانين الأحوال الشخصية المدنية والعلمنة والمجتمع المدني وقوانين الأنتخابات والمسألة الإقتصادية والدين العام وإفلاس الدولة وقوانين منع وكشف الفساد والإثراء غير المشروع والمقاومة وسلاحها وكيفية المحافظة على دورها في حماية الأمن والحدود من دون الإنتقاص من سيادة الدولة وهيبة الجيش . 
لقد سئم شعبنا الكذب السياسي ودفع ثمن خياراته غاليا . 
لقد وصلت أوضاع أمتنا ومجتمعنا المهترئة الى وضع مأساوي مصيري لم يعد مقبولا ومسموحا فيه ممارسة القحبنة الفكرية والعهر السياسي والدعارة الحزبية والكذب والمحن واللف والدوران والتهرب من طرح الامور المصيرية الأساسية للحزب والمجتمع والوطن . 
لم يعد مقبولا ومسموحا على الإطلاق ، بعد التجارب والإنتكاسات والتراجعات الحزبية والوطنية والقومية على كل الصعد السياسية والعسكرية والإجتماعية والإقتصادية والمدنية والحزبية أن يتم إنتخاب أي شخص لأي منصب سياسي أو حزبي قيادي من دون علم مسبق واضح محدد لنظرته لكافة الأمور والمسائل . 
أنا لم يعد يهمني على الأطلاق أن يتودد لي أي مرشح لأي منصب سياسي أو حزبي قيادي بالكلام التافه المقرف عن ماضيه السياسي وتاريخه النضالي لا سيما بعد كل هذه الكوارث والنكبات والمآسي والإنهيارات ، أنا يهمني أن يتودد لي كسياسي أو كمرشح حزبي قيادي ، من أي حزب علماني كان  من دون عقدة من أحد ، بالكلام عن المستقبل وعما نحن مقبلون عليه وإين هو يخطط أن يأخذنا ويأخذ وطننا ومجتمعنا ويتجه بنا ، وعلى أساس ذلك ، وذلك فقط ، ننتخبه وندعمه أو نرفضه أو حتى نحاربه ونلفظه . 
إن الكلام التقليدي التافه السخيف المتخلف الذي يستعمله السياسيون أو المرشحون لمناصب قيادية حزبية يجب أن يواجه برفض وإستهجان ، وبإنذارهم أن عليهم أن يكفوا عن ألإستخفاف بعقول الناس والعامة وعن إحتقار مداركهم بطريقة منحطة تلعب على العواطف والغرائز  عبر التوجه لهم بطريقة الإستغباء  : < شو ما بتعرفني >  أو  < ولاو مش سامع أفكاري قبل >  أو  < شو ما بتعرف تاريخي النضالي والوطني >  أو  < مش حاضرني ع التلفزيون > . إن هذه الطريقة بإستهبال الناس لم يعد مسموحا لها أن تمارس في الحملات الإنتخابية ولا بأي شكل من الأشكال .
إن العملية الديمقراطية الحقيقية هي عملية إختيار لأفكار وبرامج وليس لأشخاص ولا يهم عدد المنتخبين ومن ينتخبون وكيف ينتخبون بل يهم على ماذا ينتخبون .
المطلوب أولا أفكار وخطط وبرامج وحلول . وأهم شيء الحلول .
أرجو أن تكون هذه الرسالة قد وصلت بوضوح إلى الأصدقاء وإلى المتنطحين لقيادة الدولة والعمل الحزبي القيادي . 
وما أكثر المتنطحين هذه الأيام .
  
مروان سليم  

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram