بقلم مكرم غنام
شهدت الآونة الأخيرة سلسلة من الاحداث السياسية والتي اذا ما اعدنا جمعها كقطع (بازل) في كادر معيّن يتكون لدينا مشهدية المرحلة المقبلة،وما تحمله من محاولة لتوتير الوضعين المالي والسياسي بغية ضرب النسيج اللبناني ومن خلفه العهد...
كلنا نعلم عن اللقاءات السابقة التي أجرتها وزيرة الوقاحة الأميركية مع من سمّتهم (أصدقائها) وما ترافقها من تصعيد خطابي وتحركات مشبوهة صبّت في مصالح الرَكْب الأميركي.. أتت السفيرة الأميركية على حصان ترامب الأبيض الذي استطاع بجنون العظمة لديه أن يكسر كل المحرمات من تهويد القدس،الى نقل السفارة،وصولا الى اتمام صفقة القرن،واستطاع بقوة الشر لديه أن يَحكُم على مجتمعات كاملة بالموت الاقتصادي السريري مثال كوبا وفنزويلا وجزء من العراق المنهك.واليوم يحاول استنساخ التجربة الفنزولانية في الواقع اللبناني ومع الأسف نجح حيث بتنا نشهد حصار اميركي غير معلن بخنق الدولار وعدم ارساله الى لبنان، وبالتالي انكماش اقتصادي بسبب وقف الاستيراد والتصدير مما يعني غلاء الأسعار تلقائيا...
أمام هذا المشهد،والذي أقل ما يقال عنه أنه (أحقر من بقرة معلمو لأكرم) ، نرى بعض عملاء الداخل يتآمرون على الوطن بغية رجوعهم للسلطة وخوفا من الملاحقة القانونية..منذ فترة، حاول "الفدائي" حسان دياب اقرار قانون استرجاع الأموال المنهوبة،والذي بالمناسبة كنّا السبّاقين نحن كحزب ديمقراطي لبناني في تقديم هكذا اقتراح للمجلس النيابي بتاريخ ٩/٥/٢٠١٩ لكنه لم ينجح بسبب تكاتف أزلام البترودولار يومها ضده،والذي كان سيشكّل ضربة قاضية لأمراء الحرب وتجار الطوائف..وقتها شهدنا هجمة بربرية من الاقطاعيين،أصحاب الرساميل الضخمة على الحكومة ورئيسها وحاولوا تحريك الشارع ك "ضربة استباقية" للقانون المنوي اتخاذه في الحكومة باقتطاع نسبة مئوية من أصحاب الودائع الضخمة والتي تفوق مئات الملايين...وبالطبع هكذا أرقام لا يستطيع أحد اقناعنا بأنها "بالكدّ وعرق الجبين"....
واليوم تعالوا لنسأل أنفسنا من هؤلاء اللذين يمتلكون هكذا مبالغ ضخمة وكبيرة،وسيأتي الجواب واضحا...
مجموعة من اللصوص جمعت ثروتها بطرق مشبوهة،وأحكمت القبضة على المجتمع اللبناني واعتمدوا سياسة "جَوْعُو بِتْطَوعو"...دعمت السوري،استفادت من وجوده،أمّنت مصالحها من بترول واسمنت وترابة ومعامل وغيرها..شاركت عبد الحليم خدام،ساندت رستم غزالي،صاهرت آصف شوكت،وطبّلت لغازي كنعان..اعتمدت الاقطاع وفرضت الخوات،غطّاها السوري وأمّن مصالحها حتى بتنا نسمع عبارة جديدة "ما تزعلولي....فلان".وفلان معروف على قاعدة : (الأدمي أادمي،و الأزعر معروف)....وكم ظُلم اسم معروف في النسب والانتساب...
وعند الأنتهاء ووجوب ركب الموجة الأميركية والاستفادة من البترودولار،انقلبوا على السوري...فالسوري ذاهب نحو اعادة تموضع وخروج نهائي،وبات من الضروري ايجاد "سيّد" جديد يؤمّن المصالح..وبما أن المال موجود والشرف مفقود،وبما أن الصناعات الأميركية لها قيمتها و "أنتناتها" لا تخيب،سارع البعض لشراء قاعدة بيانات بمساعدة كوندليزا رايس،وجيفري فيلتمن،واليزابت ريتشارد،وغيرها وسمّاها " قوّة الإستشعار عن بعد"...وباتت التعليمات تأتي على شكل سحابة صيف من خلف المحيطات،لتصل فوق المياه الأقليمية منتظرةً من فريق عمل قوة الاستشعار تحليل بياناتها وضخّها للشارع وتعميمها بغية خلق جو ملائم...
وكرّت المسبحة مع كل سفير،عفوا؛ أقصد "أنتان" يؤمّن المصلحة ويحمي النفوذ...
ان مشكلة بعض الشعب اللبناني،بأن ذاكرته كذاكرة السمك،قصيرة الأمد،وبأنهم لا يقرأون،واذا قرأوا لا يحللون،واذا حللوا طغت التبعية والغرائزية والغاية المبيّتة في تحليلهم...
"إن الفرج قريب أسرع من لمح البصر،وسيعلم المنافقون لمن عقبى الدار"...عبارة قالها طلال أرسلان يوما في احتفال بيصور...نعم الفرج قريب،ولبنان الأخضر عائد..بالعملة الخضراء أو بدونها.وسيعلم "أصدقاء" السفارة لمن عقبى الدار...
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :