لا احد ينكر قوة الحلف المعمد بالدم بين نبيه بري ووليد جنبلاط منذ 6 شباط 1984, مع اقتسامهما فرض الرعب على بيروت الغربية واهلها في اشتباكات دموية بين الاحياء المختلفة حتى حسمها دخول غازي كنعان بيروت فارضاً السلم الاهلي مطلع 1987 قبل اعلان إتفاق الطائف عام1989..
لكن ان يخرج جنبلاط بتغريدة يورد فيها قوله:
" بئس هذه الايام التي ينسى البعض نضالات الرئيس بري وتضحياته من اجل لبنان.
بئس هذه الايام التي يقرأ فيها البعض من كتاب التعذيب لعلي المملوك.
بئس هذه الايام التي تستباح كل الحرمات والحدود دون حسيب او رقيب"
هذه التغريدة تفتح ابواب التساؤل عن اسباب تخوف جنبلاط على مصير بري ، خصوصاً ان احدى ميزات الزعيم الاشتراكي هي استشعاره الدقيق عن بعد للسياسات والتحولات وما فيها من مخاطر سواء عليه او على من حوله والآخرين . .. فهل يتحدث جنبلاط عن موقفه الشخصي فقط ام انه يستعيد ذلك الحلف المعمد بالمصلحة هذه المرة بينه وبين بري ليحذر مما قد يصيب الاثنين ؟
لا احد في لبنان يمتلك رادارات جنبلاط لكن الرجل الذي يتحدث بالالغاز يترك دائمًا ثغرة لإلتقاط ما يريد قوله بكلماته المبعثرة ومنها:
يقال ان جنبلاط يستشعر تحركاً لا بل تنسيقاً دولياً واقليمياً مع جهات محلية فاعلة لفرض تغيير كامل في السلطات التنفيذية والتشريعية عبر الانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة لن يكون فيها دور لا لميشال عون ولا لنبيه بري وبالتالي لا لوليد جنبلاط ولا لجبران باسيل ..
جنبلاط هنا يقول ان هناك تقاطعاً دولياً مع نظام الاسد في سورية لإخراج من لا يريدهم حاكم سورية من السلطة وهذا ما عناه بكتاب التعذيب لعلي المملوك المكلف من بشار بالملف اللبناني .
وجنبلاط هنا يفسر الاستعراض المسلح لحركة امل في الجنوب كأنه رد من بري على من يريد استهدافه لإخراجه من الصورة بعد عدة اشهر ... وهو يقول عبر هذا الاستعراض لحزب الله وبشار الاسد انني هنا وما زلت قوياً وسأقاتل دفاعاً عن مكانتي . وفي آخر التغريدة يتحدث جنبلاط عن تلك الايام البائسة التي تستباح فيها كل الحرمات والحدود!
من المقصود ان لم تكن اسرائيل؟
اليست هذه رسالة الى حزب الله الذي جاء بالمازوت عبر الحدود ، غير ان جنبلاط لا يحاسب حزب الله على تمريره المازوت بل هو يحذره من مواجهة مع بري او على الاقل يحذر حزب الله من تخليه عن بري !
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :