نعمت عون: عندما تتحول السيدة الأولى إلى رمز… فاحفظوا لها حياء المنصب وكرامته

 نعمت عون: عندما تتحول السيدة الأولى إلى رمز… فاحفظوا لها حياء المنصب وكرامته

 

Telegram

 

في زمن تختلط فيه السياسة بالمزايدات والمناكفات الشخصية، بات أيّ امتداد لمنصب رسمي — مهما كان بسيطًا أو رمزيًا — هدفًا سهلًا للهجوم والسخرية. هذا ما حصل مع نعمت عون التي باتت هدفًا لدعاوى ساذجة لا تليق بإطار “السيدة الأولى”.

من هي نعمت عون؟

* نعمت عون تولت منصب السيدة الأولى منذ انتخاب زوجها جوزيف عون رئيسًا للجمهورية في 9 يناير 2025. 
* قبل ذلك، كان لها مسار مهني طويل وثابت في العلاقات العامة والبروتوكول، إذ ترأست قسم البروتوكول والعلاقات العامة في الجامعة اللبنانية الأميركية لأكثر من عقدين. 
* هي، إذاً، امرأة لبنانية من خلفية “مدنية وعملية” — ليست نجمة تلفزيونية، ولا “واجهة انتخابية” — بل سيدة عمل، والتزمت دورها بعيدًا عن الضجيج الإعلامي. 

 دورها الجديد: ليس من أجل المزاد الإعلامي

منذ استلامها موقع السيدة الأولى، اختارت نعمت عون أن تؤدي دورًا يتمحور حول القضايا الإنسانية والاجتماعية، لا حول التموقع السياسي أو الخطابات الجارحة. في نشاطات عدة — داخل القصر الجمهوري وخارجه — برزت مبادراتها التي تلامس واقع اللبنانيين: رعاية المرأة، دعم العائلات المتضررة، الوقوف إلى جانب ضحايا العنف والعدوان. 

ولعل من أهم ما يبرهن على وعيها بالحدود بين دورها ودولة المؤسسات: في أول حوار إعلامي علني، أكّدت أن “خزينة الدولة لم تُثرِ نهائيًا بإطلالاتها” — أي أن لباسها أو مظهرها ليس رفاهية تتحمّلها الدولة، بل اختيار شخصي لا علاقة له بمصالح عامة. 

كما أنها، بخلفيتها المهنية في العلاقات العامة، يبدو أنها تتعاطى مع موقعها كمنصب مسؤول — لا كمنصة “عرض” — محاولة أن تمنح للوظيفة قيمة تمثيلية تليق بكرامة الدولة. 

 الهجوم عليها: ظاهرة معيبة… الهدف “تكبيل” المرأة

غير أن هذا الأداء الراقي — بدل أن يحظى بتقدير — وجد نفسه أمام حكّام “مزايدات”: يجري انتقاد لباسها، أسلوب كلامها، مظهرها، حضورها… في هجوم لا علاقة له بالسياسة أو الرأي، بل بتحقير دور امرأة ترتديه بالكفاءة والكرامة.

هذا النوع من الهجوم ليس مجرد نقد سياسي، بل إهانة لمنصب “السيدة الأولى” نفسه — محاولة لتقزيم دور المرأة في حياة الدولة، وإعادة إنتاج ثقافة الازدراء تجاه المرأة التي ترتبط بالسلطة.

 لماذا تأتي هذه الانتقادات؟

* لأن بعضهم لا يطيقون أن تُحافظ امرأة على “كرامة المنصب” من دون أن ترضخ لمزايدات: يريدونها إمّا “واجهة براقة” أو “موضوع سلبيّ للنكات”.
* لأنهم يخلطون بين عمل الدولة، مسؤولياتها الحقيقية، وقضايا مدّعين بأنها “أداء مؤسساتي” — ويريدون من أول امرأة ترتبط بالرئاسة أن تكون “دولة بذاتها”.
* لأن في كسر هيبة المنصب رسالة: رسالة لمن يفكر بأن امرأة — حتى وهي في دائرة البروتوكول — يمكن أن تكون محترمة، مستقلة، وقادرة على الاختيار.

 دعوة للحكمة: احتفظوا بالمنصب احترامًا… لا للهزل

لبنان في حاجة إلى ودّ، إلى احترام الرموز الرسمية، إلى أن يُصبح “المظهر” والـ “مركز” أدوات تكريم لا مهانة. السيدة الأولى ليست “ترفيهًا” أو “كروسات” على وسائل الإعلام — إنها رمز يمثل وطنًا، مؤسسات، تاريخًا، وأجيالًا.

إذا أردنا أن نعيد للمناصب احترامها، فعلينا أولًا أن نحترم من تحتلها — لا أن نزرع في ذهن أبنائنا أن السلطة تساوي “كلام فارغ” و“ضحك خفيف”.

نعمت عون — بهذا التزامها — تستحق وقفة تقدير، لا صوت سخرية. تستحق أن نُحييها بصمتنا حين نقول: كفى مهانة لمناضلة باسم لبنان.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram