المقاومة… حين يسقط الغياب وتبقى الجبهة

المقاومة… حين يسقط الغياب وتبقى الجبهة

 

Telegram

ليس في الجنوب فقط تُقاس الكرامة، ولا في البقاع وحده تُختبر الإرادة، ولا في الضاحية وحدها تنبض القلوب المجبولة بالنار. هذه البلاد كلّها من الساحل إلى الجبل، من النبطية حتى بعلبك، من الأزقّة المتعبة في الضاحية إلى الحقول الرازحة تحت القصف تعلّمت منذ زمن أنَّ الدولة قد تغيب، وأنَّ الحكومة قد تُقايض، وأنَّ العالم قد يصمّ آذانه… لكن المقاومة لا تغيب.
 
منذ أشهر والعدوّ يضرب حيث يظنّ أنّه يوجع: بيوت آمنة، قرى وادعة، مخازن رزق الناس، طرقات لا تعرف سوى تراب الفقراء. يضرب الجنوب لأنه يدرك أنه لم يقدر يومًا على كسره، يضرب البقاع لأنه عرف أن تلك الجرود أنجبت رجالًا لا يسقطون، يضرب الضاحية لأنه يخاف من حجارتها قبل رجالها. لكن كلّ ضربة من طائراته، وكلّ صاروخ من مدافعه، يرتدّ عليه ارتداد الحقيقة: هنا ليس وطنًا بلا شعب… هنا شعب لا يُهزم.
 
ولأن الحكومة غائبة، ولأن الدولة تائهة في دفاتر السفرات والمصالح والبيانات الباردة، كان لا بدّ أن ينهض من بين الركام صوت آخر  صوت الذين لا ينامون حين يقصف العدو، ولا ينتظرون تصريحًا لردّ العدوان، ولا يساومون على دم طفل ولا على أرض ذرة تراب.
هؤلاء الذين يقفون اليوم حيث يجب أن يكون الوطن، ويصمدون حيث يجب أن يكون القرار، ويقاتلون حيث يجب أن تكون السيادة.
 
أيها العالم الذي يرى ولا يرتجف…
أيها الساسة الذين يتفرّجون ولا يخجلون…
أيها المتعبون من الصمود ولا تعرفون أنّ الصمود نفسه هو الحياة…
اسمعوا: في الجنوب الآن رجال لا يسقطون. وفي البقاع الآن قلوب تعرف معنى الرجولة. وفي الضاحية الآن نبضٌ لا يشيخ.
 
هذه الأرض لو تركها الجميع، يبقى فيها من يقول:
لن نُسلّم، لن نُخضَع، لن ننكسر.
ولو خلت الوزارات من المسؤولين، فالمسؤولية هنا يعرفها كل بيت شهيد، وكل جريح يعود ليرفع رأسه بدل يده، وكل أمّ تحضن صورة ابنها كأنها تحضن الوطن.
 
المقاومة ليست سلاحًا فقط، وليست جبهة فقط، وليست ردًّا على عدوان فقط. المقاومة هي أن تملأ فراغ الدولة بالكرامة، وأن تردّ على غياب الحكومة بالحضور المشتعل، وأن تقول للعدوّ:
اضرب ما شئت… لن تغيّر شيئًا. لأن الأرض التي تملك رجالًا كهؤلاء، لا يدخلها الطوفان… بل تُطلق هي الطوفان.
 
وفي الختام…
ما دام في الجنوب قمر، وفي البقاع نخوة، وفي الضاحية نبض، فلا تخافوا من الغياب.
الخوف الحقيقي كلّ الخوف هو من حضورنا.
ومن شعب إذا أراد الحياة… حمل بندقيته ومشى إلى موعده مع العزّة.
 
سومر أمان الدين

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram