مصر.. "كيف لإسرائيل أن تدعي حب من عادتها جهارا"؟

مصر..

 

Telegram

أثارت فرقة موسيقية إسرائيلية جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية والفنية بمصر، بعد إعلانها تنظيم حفلات في نوفمبر 2025 احتفاءً بمرور 50 عامًا على وفاة المغنية العربية أم كلثوم.ومن المقرر أن تُقدّم الحفل المغنية الإسرائيلية فيوليت سلامة، برفقة 30 موسيقيًّا، حيث سيؤدون باقة من أشهر أغاني "كوكب الشرق"، التي تُعدّ رمزًا ثقافيًّا لا يُضاهى في العالم العربي، وتجسّد هوية وطنية وتراثًا يمتد من مصر إلى أرجاء المشرق العربي.

 
لكن هذا الإعلان لم يُقابل بالترحيب في مصر، بل أثار موجة من الغضب، خصوصًا في الأوساط الفنية والثقافية، حيث اعتبره كثيرون محاولةً جديدةً من إسرائيل للاستيلاء على الإرث الثقافي العربي، ووصفه نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بـ"الاستعمار الثقافي".
 
وتساءل نشطاء كيف يمكن لبلد مثل إسرائيل أن تدعي أنها تحب أغاني مطربة كرست حنجرتها لمحاربة إسرائيل جهارا؟
 
فأم كلثوم (1898–1975) لم تكن مجرد مطربة، بل أيقونة ثقافية ووطنية، فبعد هزيمة يونيو 1967، تحولت من فنانة إلى صوت لـ "الصمود العربي"، فدعمت الجيش المصري و"المقاومة الفلسطينية" عبر فنها. وفي الأشهر التي سبقت الحرب، شاركت في حملة إذاعية وطنية أنتجت أغنيات حماسية مثل "الله معك" و"راجعين بقوة السلاح"، ضمن جهد جماعي لملحنين مثل محمود الشريف، الذي لحن ثلاث أغنيات في يوم واحد. كان هذا التحرك تعبيراً عن انخراطها كمواطنة عربية فيما يعرف بمعركة الحفاظ على الكرامة الوطنية، بعد لحظة انهيار الحلم العربي الذي مثله جمال عبد الناصر في خطاب تنحيه في 9 يونيو 1967.
 
بدورها أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن الدكتور محفوظ العدل، رئيس اتحاد المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين، قال في تصريحات تلفزيونية: "سرقة التراث الثقافي ممارسة متكررة من جانب إسرائيل"، مُشيراً إلى أن أفلام شركته "العدل" تتعرض بدورها للسرقة دون وجه حق.
 
وأكد العدل أن تنظيم مثل هذه الحفلات دون موافقة ورثة أم كلثوم أو الجهات الثقافية المصرية يُشكّل "انتهاكًا صارخًا للملكية الثقافية"، مشددًا على أن التراث الفني لأم كلثوم ليس ملكًا عامًّا يمكن لأي طرف استغلاله دون إذن.
 
وأشارت الصحيفة العبرية إلى خلفية سابقة لهذا الجدل، مشيرة إلى أن جيهان الدسوقي، حفيدة أم كلثوم، كانت قد اتهمت في العام الماضي إحدى شركات الإنتاج الفنية بـ"بيع حقوق استغلال أغنيات كوكب الشرق لإسرائيل". غير أن الشركة نفت حينها هذه الاتهامات، مؤكدة أنها اشترت الحقوق بهدف "الحفاظ عليها ومنع استغلالها من قبل جهات أخرى".
 
وأضافت "معاريف" أن هذا النوع من الجدل ليس جديدًا، فقد أنتج التلفزيون الإسرائيلي (القناة الرسمية آنذاك) في عام 2017 فيلمًا وثائقيًّا بعنوان "من خلال العيون الإسرائيلية... كوكب الشرق، أم كلثوم"، تناول سيرتها الفنية والسياسية، وعلاقاتها مع الملك فاروق والرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وعند بثه باللغة العبرية، أثار ردود فعل متباينة في الأوساط العربية.
 
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن هذا الجدل يبقى رمزًا على تعقيدات العلاقة بين السياسة والثقافة، فبينما تسعى إسرائيل إلى تقديم نفسها كجزء من المشهد الثقافي الإقليمي، تتمسك مصر والعالم العربي بحِصرية التراث الفني لأم كلثوم كأيقونة وطنية لا تُقدّر بثمن، ولا يجوز تجاوزها أو تجاوز ورثتها في أي تفاعل مع إرثها.
 
وأكدت جيهان الدسوقي، حفيدة شقيقة أم كلثوم، أن أم كلثوم تعد الهرم الرابع لمصر وتوفت منذ سنوات وحتى الآن يتم اقتباس أغانيها، موضحة أنها ترفض حفلات إسرائيلية لأغاني الفنانة.
 
وأوضحت جيهان الدسوقي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المٌذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"، أن تنظيم فرقة إسرائيلية لسلسلة حفلات لأغاني أم كلثوم يعد اغتصابًا للتراث المصري، مستنكرة استغلال صوت وصورة الفنانة دون تصريح.
 
وقالت: "أم كلثوم هي مصر وكلنا لدينا فيها، ونرفض أن تكون هناك حفلات في إسرائيل بصوتها"، مضيفة: "لا وألف لا لحفلات إسرائيلية بصوت أم كلثوم.. مصر كلها ترفض أن يكون صوت أم كلثوم في إسرائيل".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram