افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 9 ايلول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الخميس 9  ايلول  2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

انتفاضة الأسرى تمهّد للانتفاضة الشاملة… ونفق الحرية يطلق روحاً معنوية تعانق "سيف القدس" ارتباك أميركي أوروبي بعد أفغانستان حول الملف النووي الإيراني وبلوغ النقطة الحرجة! هل تبدّل المناخ الغربي من تسريع الحكومة إلى طلب التريّث للضغط على إيران عبر حزب الله؟

 

 

فلسطين تدق باب المنطقة بالأحداث الكبرى، بعدما أطلق نفق الحرية مناخاً معنوياً جديداً بين فئات الشعب الفلسطيني، فانفجرت انتفاضة الأسرى تحت تأثيرها، ولاقتها انتفاضة شعبية بدأت طلائعها في مدن الضفة بمواجهات مع جيش الاحتلال، في ظل تحليلات يطلقها الخبراء في كيان الاحتلال عن تبلور مقدمات معركة عسكرية تكون غزة طرفاً فيها مجدداً، في ضوء نتائج معركة "سيف القدس"، ويكون الأسرى الفلسطينيون وفك أسرهم بالتوازي مع فك الحصار عن غزة عنوانها.
لبنانياً تحوّلت الحكومة إلى لغز محيّر، يصعب فك شيفرته بالتحليل التقليدي، ويقول مرجع سياسي يواكب عن قرب هذا الملف، إن ما جرى مساء الاثنين الماضي كان لافتاً، عندما بدا أنّ كلّ شيء قد أنجز، وأنّ التشجيع الخارجي في ذروته لولادة الحكومة، وتعطل كلّ شيء فجأة، قبل أن تبدأ طلبات وتعديلات محلية بالظهور، فيما يبدو أنه محاولة لتغطية سبب مجهول وقطبة مخفية، ويضيف المرجع أنه بمقدار ما كان الحديث عن أسباب خارجية تعطل ولادة الحكومة خلال سنة مضت مفتعلاً للتغطية على العقد الداخلية الناجمة عن الحسابات المتباينة للأطراف المعنية تجاه ما يريدونه ويمكنهم تحصيله من الحكومة، التي قد لا تشهد إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية وترث صلاحيات رئيس الجمهورية في ظلّ فراغ رئاسي معرّض للامتداد طويلاً، يبدو الحديث عن حصرية هذه العقد الداخلية حالياً كنوع من السطحية والاستخفاف بعاملين جديدين، الأول هو حجم الضغط العكسي للشارع على القيادات لتسهيل ولادة الحكومة، بعدما كان هذا الشارع مسانداً لخطاب التعطيل الطائفي بذريعة الحرص على الحقوق والصلاحيات والمواقع، بالتالي عدم وجود أيّ غطاء شعبي للتأخر بولادة الحكومة، وعجز المعنيين عن تحمّل مسؤولية هذا التأخير بعد تناوبهم على التجاذب لتحسين المواقع، خصوصاً مع المدى الخطير للأزمات التي بلغها الوضع المعيشي والتي يذهب إليها مع توقعات رفع الدعم، والثاني هو التحرك الغربي والأميركي خصوصاً باهتمام نحو الأزمة اللبنانية ترجمه قرار الإفراج عن مشاريع الربط عبر سورية، التي كانت تمنعها العقوبات الأميركية على الغاز المصري والكهرباء الأردنية، وهو ما لم يعد ممكناً توصيفه بالموقف الكلامي للسفيرة الأميركية رداً على إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن بدء مسار استقدام السفن الإيرانية إلى لبنان لحل أزمة المحروقات، بعدما عقد الاجتماع الوزاري الرباعي اللبناني السوري المصري الأردني، وهو ما يستحيل أن ينعقد ما لم يكن متاحاً السير به نحو النهاية، والنهاية مشروطة بتحقق مسبق لا بدّ أنه تمّ مصرياً وأردنياً من جدية الموقف الأميركي باستثنائه من العقوبات التي فرضها "قانون قيصر" على كلّ تعامل مالي مع الدولة السورية، وقد سبق للأميركيين أن أبلغوا للأردن ومصر رفضهم لاستثناء استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سورية لهذا الاعتبار.
الموقف الأميركي يكشف حجم الموقع الذي بات يحتله لبنان على جدول أعمال إدارتها بعد طول إهمال ولا مبالاة، فقرار بحجم الاستثناء من العقوبات على سورية أكبر من مستوى قرار سفيرة أو وزير خارجية، خصوصاً أنّ الملك الأردني والرئيس المصري سبق وناقشا طلباً مشابهاً مع الرئيس الأميركي جو بايدن من دون الحصول على نتائج إيجابية، بالتالي لا يمكن الفصل بين هذا التبدّل الأميركي وتغيّر الاستراتيجية الأميركية تجاه التعامل مع حزب الله ومن خلفه النظرة الأميركية للمواجهة مع إيران، وهذا التبدّل يعني انتقالاً أميركياً من خيار السعي لإسقاط لبنان أملاً بإلحاق الأذى بحزب الله وإيران، إلى السعي لحلحلة ملفات لبنانية اقتصادية حيوية تقطع الطريق على مبادرات حزب الله وإيران، فهل يمكن تخيّل أن تفوت المسألة الحكومية الاهتمام الأميركي من هذه الزاوية المتصلة بموقعها من النظرة الأميركية لما يزعج حزب الله ويضغط عليه؟
تقول مصادر دبلوماسية إن العودة إلى مفاوضات فيينا حول الملف النووي تشكل اليوم محور تجاذب شديد بين طهران وواشنطن، وتضيف أن الارتباك الغربي الأميركي والأوروبي تجاه كيفية الضغط على إيران لجلبها إلى التفاوض، بات واضحاً مع تضارب المواقف والتقديرات المعلنة، بين حديث عن إمكانية التخلي عن الاتفاق من جهة، والحديث عن خطورة المرحلة التي بلغتها إيران مع امتلاك كميات من اليورانيوم المخصب على درجة مرتفعة يخشى أن يكون كافياً لإنتاج أول قنبلة نووية، كما تقول تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليصير السؤال الذي تطرحه المصادر الدبلوماسية هو، هل تقع الحكومة اللبنانية وتسريع ولادتها بين عناصر تعطيل فرص حزب الله وإيران من تحقيق الأرباح عبر مبادرات لحل الأزمات، أم أنّ حرص حزب الله على قطع الطريق على الفوضى يضع ولادة الحكومة بين أولوياته، ويشكل تعطيل ولادتها أحد عناصر الضغط عليه وعبره على إيران، خصوصاً أنّ الأيام القليلة المقبلة ستحمل أجوبة كثيرة على مستقبل التفاوض حول الملف النووي الإيراني مع وجود المبعوث الأميركي الخاص روبرت مالي في موسكو، بحيث تصير نظرية لا تريث تحت عنوان لا تسهيل ولا تعطيل مرجحة؟
مرّ يوم الأربعاء من دون أي تقدم أو مفاجأة على الصعيد الحكومي، إذ غابت اللقاءات الرسمية ولم يزُر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كما تمّ الترويج يوم الاثنين الماضي، بل إن الأجواء تميل إلى السلبية على رغم استمرار حراك الوسطاء على خط عون ـ ميقاتي، لكنها لم تؤدّ حتى الساعة إلى نتيجة ملموسة وسط مراوحة طرفي الخلاف على مواقفهما وشروطهما بحسب ما قالت لـ "البناء" مصادر مطلعة على مشاورات التأليف، والتي شدّدت على أن ميقاتي لن يصعد إلى بعبدا إلا بعد ضمان التوصل إلى اتفاق مع عون على صيغة نهائية للحكومة والتوقيع على مرسوم تأليف الحكومة.
ولفتت أوساط ميقاتي لـ "البناء" إلى أن "المراوحة الحكومية سيّدة الموقف، ولا زيارة لميقاتي اليوم إلى بعبدا ولن يحصل ذلك إلا بعد موافقة رئيس الجمهورية على الصيغة التي أودعه أياها في لقائهما الأخير"، كاشفة أن "عون لا يزال متمسكاً بشروطه في نيل بعض الحقائب الأساسية كالاقتصاد والطاقة والشؤون الاجتماعية، وفي الثلث المعطل مواربة عبر الشراكة في تسمية أحد الوزيرين المسيحيين".
كما أشارت مصادر الرئيس المكلف إلى أن رئيس الجمهورية رفض حنين السيد التي عرض الرئيس المكلف اسمها لتولي حقيبة الاقتصاد، إلا أن مصادر بعبدا نفت أن يكون اسم حنين السيد قد طُرح لحقيبة الاقتصاد ورفضه عون. ولفتت إلى أن رئيس تكتّل لبنان القوي النائب جبران باسيل لا يتدخل بملف تشكيل الحكومة وأنه أبلغ الرئيس ميقاتي أنه لن يشارك ولن يعطي الحكومة الثقة.
وفي سياق متصل أشارت معلومات قناة الـ OTV، إلى أن "اتصالات ستتكثف الليلة (أمس) يقودها مصطفى الصلح صهر طه ميقاتي، والذي يُعتبر صديقاً مشتركاً للمعنيين بالتأليف"، لفتت إلى أنّ مصادر ميقاتي أكدت أن تأخير زيارة ميقاتي لقصر بعبدا هو بسبب أن اللائحة لم تنتهِ بعد ولا جديد حتى الساعة والعملية لا تزال ضمن الأخذ والعطاء ولعبة الأسماء". واعتبرت المصادر أنّ "همّ ميقاتي هو الوصول لحلّ "بيقدر يقلّع البلد" والموضوع ليس متعلق بأشخاص بل بالتوازنات التي يجب أن تحترم"، وسألت المصادر "حتى لو قبل ميقاتي بأسماء معينة فهل تمر بمجلس النواب".
وفيما شدّدت مصادر التيار الوطني الحر لـ"البناء" على أن عون قدّم كلّ التسهيلات والتعاون مع الرئيس المكلف لتأليف الحكومة، حمل تصريح رئيس الجمهورية دلالات سلبية بقوله: "المهمّ أن تكون هناك إرادة ورغبة في التشكيل وقد عقدت العزم مع الرئيس المكلف أن نعمل معاً لتأليف حكومة وهذا ما نأمل في تحقيقه". وأضاف في حديث صحافي: "قدّمت كل التسهيلات المطلوبة للتأليف وقلت مراراً إنني لا أريد الثلث المعطل لكن المعرقلين يتخذونه ذريعة لتحميلي مسؤولية التعطيل."
واستبعدت مصادر سياسية تأليف الحكومة في المدى المنظور في ظل التعقيدات الداخلية والخارجية، مشيرة لـ"البناء" إلى أن لا ضوء أخضر أميركياً حتى الساعة على رغم السماح الأميركي بإعادة تفعيل الخط النفطي العربي باتجاه لبنان، لكن الحصار الأميركي الخارجي لا يزال مسلطاً على لبنان، ولفتت المصادر إلى جملة خلافات خفية بين عون وميقاتي، لا سيما على برنامج عمل الحكومة وبيانها الوزاري، إذ يخشى فريق العهد أن يقع الخلاف على هذه النقاط وتعطيل عمل الحكومة منذ بدايتها، لذلك حاول رئيس الجمهورية ميشال عون استمزاج رأي ميقاتي حيال سياسة الحكومة في القضايا الهامة، ومدى تجاوب صف "كبار الموظفين" في الدولة في تطبيق البرنامج، لا سيما في حاكمية مصرف لبنان ورئيس مجلس القضاء الأعلى ومدعي عام التمييز وقائد الجيش ومدير عام قوى الأمن الداخلي وإدارة المناقصات، ما لاقى رفضاً "ميقاتياً" حاسماً للتفاوض على هذه الملفات قبل تأليف الحكومة.
ومن العقد أيضاً بحسب المصادر "جملة القرارات المصيرية التي ستواجهها الحكومة فور نيلها الثقة، وتبدأ بمسألة رفع الدعم والانفتاح على سورية الذي بدأت طلائعه تظهر من بوابة زيارة الوفد الوزاري إلى دمشق لتفعيل خط الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان، والمفترض أن يُستتبع بخطوات في ملف النزوح السوري وتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية، إضافة إلى ملف ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، وبواخر النفط الإيراني، وشروط صندوق النقد الدولي، وودائع اللبنانيين والدولار وغيرها". وتشدد المصادر نفسها على أن لا مصلحة لميقاتي بتأليف حكومة في الوقت الراهن في ظل هذا الواقع في الداخل والخارج، لذلك يفضّل انتظار تداعيات وصول باخرة النفط الإيراني إلى لبنان ورصد الموقف الأميركي منها، وتقطيع موضوع الرفع الكامل للدعم وتحمّل حكومة تصريف الأعمال مسؤوليته بدل الحكومة الميقاتية.
وبعد تراجع الآمال بولادة الحكومة وعدم توجه ميقاتي إلى بعبدا، تحرك سعر صرف الدولار صعوداً مسجّلاً ارتفاعاً تدريجياً حيث تجاوز مساء أمس 19000 في السوق السوداء.
في غضون ذلك، يتقدم ملف تفعيل خط الغاز العربي باتجاه لبنان عبر سورية بشكل لافت في ظل تغطية أميركية واضحة للاجتماعات التي يعقدها الوفد الوزاري اللبناني في سورية والأردن ومصر، كما كان لافتاً التعاون الذي أبدته كل من مصر والأردن على رغم تجميد مفاوضات تفعيل هذا الخط منذ سنوات، وقد عقدت اجتماعات مغلقة أمس لوزراء طاقة الأردن ومصر وسورية ولبنان في عمان لبحث تزويد لبنان بالكهرباء.
ووافق الاجتماع الوزاري العربي على خريطة طريق لتزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري وذلك بعد عدة اجتماعات عقدت في حضور وزراء الدول الأربعة. وتم الاتفاق عقبها على بحث موقف البنية التحتية السورية لنقل الكهرباء. وقال وزير الطاقة الأردني: "الاجتماع كان تمهيدياً وجيداً جداً والبنية التحتية شبه جاهزة لنقل الغاز المصري إلى لبنان، ويجب أن نتحقق من كل الشبكة ومرافق تداول الغاز". وأضاف: "يجب أن نتأكد من أن كل الحاجات جاهزة كي يتم الضخ بأقرب فرصة. من جهته، أمل وزير الطاقة المصري في تصدير الغاز إلى لبنان "في أقرب وقت ممكن".
من جهته، قال وزير الطاقة السوري: "لدينا توجيهات مباشرة من الرئيس بشار الأسد بمساعدة الشعب اللبناني من خلال التعاون لتأمين الغاز المصري إلى لبنان". وأشار إلى تشغيل شبكة الغاز السورية لضمان نقل الغاز المصري إلى لبنان. وتابع: "سنكون داعمين لأي عمل عربي مشترك لصالح الأمة العربية".
بدوره شكر وزير الطاقة ريمون غجر التعاون العربي قائلاً: "نتمنى أن يحدث تصدير الغاز في أقرب وقت والتعاون بين البلدين أعتبره طبيعياً لأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها التعاون بيننا". وأضاف: "نحن اليوم بأمس الحاجة لدعم القطاعات الحيوية، لا سيما قطاع الكهرباء، فهذه الخطوة تمكننا من توليد 450 ميغاوات من الكهرباء وفي المستقبل سيوفر إمكانية لاستيراد الطاقة الكهربائية من الأردن".
وتوقعت أوساط مطلعة على الملف لـ"البناء" أن يبدأ إمداد لبنان بالغاز المصري خلال شهر إذا ما سارت الأمور وفق الاتفاق لجهة تذليل العقد اللوجستية والمالية والتقنية، إلا أن مصادر أخرى لفتت لـ"البناء" إلى أن "تفعيل الخط عملياً يحتاج إلى فترة 4 إلى ستة أشهر ولا يمكن للبنان أن ينتظر في ظل تفاقم أزمة المحروقات واقتراب استحقاق رفع الدعم، لذلك سيملأ النفط الإيراني جزءاً أساسياً من حاجة السوق اللبنانية إضافة إلى النفط العراقي".
وعلمت "البناء" في هذا الصدد أن "بواخر النفط الإيراني وصلت إلى بانياس في سورية وتستعد لدخول لبنان عبر صهاريج في البر، لكن ما يؤخر انطلاقها هو دراسة بعض التعقيدات اللوجستية المتعلقة بكيفية التوزيع في لبنان".
وأعلنت المديرية العامة للنفط في بيان أنّ "النفط العراقي لن يصل مباشرة إلى لبنان بل إن الشركة الإماراتية تسلّمت الشحنة من العراق (84 ألف طن) وستستبدلها بشحنتين لزوم حاجة مؤسسة كهرباء لبنان (واحدة 30 ألف طن من الفيول grade B والثانية 33 ألف طن من الغاز أويل) ثم تأتي بهما إلى لبنان في الأسبوع المقبل والذي يليه كما هو محدد".
واستمرت أزمة طوابير السيارات أمام محطات الوقود في ظل "تشريع" شراء المازوت على سعر السوق السوداء بعد توقف مصرف لبنان عن فتح اعتمادات للشركات على سعر 8000، ما يعني رفع الدعم رسمياً عن المازوت وربما عن البنزين بعد أيام. وأعلن ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا أننا "على أبواب فصل الشتاء وما يهمنا هو توافر المحروقات حتى لو رُفع الدعم عنها، فسياسة الترقيع يجب أن تتوقف حالاً". وأضاف: "سنعمل على توزيع المحروقات حتى النفس الأخير، ولكن لن تُحلّ الأزمة إلا عبر تشكيل حكومة".
بدوره حذر نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون من "كارثة صحية خلال أسبوعين إذا تم رفع الدعم عن المحروقات وحتى الأغنياء سيكونون غير قادرين على الاستشفاء، وتمّ الإبلاغ بأن استيراد المستلزمات الطبية متوقف". كما أطلقت نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان صرخة محذرة من أن الأمن الغذائي في خطر، وقالت في بيان "في ضوء التوقف الكلي للعمل في مرفأ بيروت، من جراء تعطيل نظام نجم الجمركي وتوقف العمل في الشركة المشغلة للحاويات BCTC، فإن الأوضاع في المرفأ تنذر بكارثة غذائية كبيرة وخسائر فادحة ستتكبدها شركات القطاع الخاص".
على صعيد البطاقة التمويلية يعقد الوزيران في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية وراوول نعمة مؤتمراً صحافياً اليوم لإطلاق البطاقة التمويلية وشرح الآلية المتّبعة للتقديم والحصول عليها.
وكان رئيس الجمهورية التقى في قصر بعبدا، وفداً من ديوان المحاسبة برئاسة القاضي محمد بدران، وتسلم منه تقريراً عن قطع حساب موازنة العام 2019. ووقّع المرسوم القاضي بتعديل بدل النقل اليومي للمستخدمين والعمال في القطاع الخاص بحيث يصبح 24 ألف ليرة يومياً بدلاً من 8 آلاف ليرة. ويعمل بهذا التعديل ابتداء من أول الشهر الذي يلي تاريخ نشره.
على صعيد آخر، قرر المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار ترك المدير السابق للمخابرات العميد كميل ضاهر رهن التحقيق، بعد جلسة استجواب، في حضور وكيله القانوني المحامي مارك حبقة، بدأت العاشرة صباحاً واستمرت سبع ساعات. وجاء قرار البيطار على خلفية انتظار استكمال التحقيقات وجمع المعطيات حول الملف واستجواب عدد من الضباط الذين كانوا يعملون مع الضاهر خلال توليه منصبه في مديرية المخابرات.
 

***********************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

الحكومة: دقّت ساحة الحسم

 

بخلاف التشاؤم الذي ساد أجواء تأليف الحكومة في الأيام الماضية، أكّدت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر، لـ"الأخبار" أن كل العُقد حُلَّت، ولم يعد هناك ما يبرر تأخير تأليف الحكومة. وتوقعت المصادر، ليل أمس، أن يزور الرئيس نجيب ميقاتي بعبدا في الساعات المقبلة، لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة، وإصدار مرسوم التأليف. ولفتت المصادر إلى أن ميقاتي عازم على التأليف، وأن أداءه لا يشبه أداء سلفه الرئيس سعد الحريري الذي كان يريد وضع ورقة التكليف في جيبه من دون تأليف حكومة. وأكدت أن عدم إصدار الحكومة قريباً جداً يعني أن هناك ما يعرقلها من خارج ما كان يجري تداوله من حصص وحقائب، مشيرة إلى أن ساعة الحسم اقتربت.


على صعيد آخر، استضافت العاصمة الأردنية عمان أمس اجتماعاً وزارياً لدول خط الغاز العربي، (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، تم خلاله الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك. وأكد الوزراء ان كل دولة ستتحمل كلفة إصلاح شبكة نقل الغاز داخل اراضيها، قائلين "خلال ثلاثة أسابيع سنكون جاهزين لمراجعة الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية". وبخصوص تصدير الكهرباء الاردنية الى لبنان أكدت الوزيرة زواتي أنه سيتم عقد اجتماع آخر قريباً لوضع خطة عمل من أجل إعداد الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية بخصوص تصدير الكهرباء إلى لبنان.


وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي إن "اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري، تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية، على أن ينهي الفريق المشكَّل أعماله ضمن مدة محددة، وأن ترفع النتائج ليجري اعتمادها بتوافق الأطراف والعمل بمضمونها في أسرع وقت".


من جانبه، قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا إن بلاده "تعمل على سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعي المصري الى لبنان عبر الأردن وسوريا". أما وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة، فقال: "أبلغنا الجانب اللبناني موافقتنا على نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا خلال زيارة الوفد اللبناني إلى دمشق يوم السبت الماضي"، مؤكداً أنه "سيتم متابعة تنفيذ البرنامج الفني والزمني الذي توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماماً لاستقبال الغاز المصري وتسليمه إلى لبنان".


بدوره، تمنى وزير الطاقة ريمون غجر أن "ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة كي نستفيد من الغاز المصري في تغذية معمل دير عمار وقدرته حوالى 450 ميغاواط، والذي يؤمن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية لسكان لبنان".

*************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

الأزمات نحو التفجّر .. برعاية “الثلث المعطل”!

 

وسط”علك الصوف ” المتصل بالملهاة المتمادية الرتيبة والمخزية لعملية تأليف الحكومة بدأت البلاد تشهد في الأيام الأخيرة منحى اشد خطورة بكثير من السابق لتفاقم الازمات الحياتية والصحية والخدماتية التي لا تحتاج إلى شواهد امام المجريات التي تحصل في الشارع ومع طوابير السيارات عند محطات الوقود او في التحذيرات المثيرة للرعب الجدي غير المسبوق حول أوضاع المستشفيات وما هي مقبلة عليه، أو مع الفصول المأسوية المخيفة لازمة الدواء التي لا تزال مفقودة وخصوصا أدوية الأمراض السرطانية بلا أي معالجة جدية حقيقية غير استعراضية وغير كاذبة ،  ناهيك عن الهم الأكبر الان المتصل بمصير العام الدراسي في غمرة كل هذه الكوارث . والواقع ان الخشية التي جرى ترحيلها وتأجيلها وفرملة تداعياتها نسبيا قبل شهر في ما يتعلق برفع الدعم عن المحروقات بدات تحل تصاعديا يوما بعد يوم في وقت بما ينذر بتفاقم غير مسبوق في المرحلة الفاصلة بين تصفية بقايا آخر مراحل الدعم والهيكلية الرسمية التي يفترض ان تعتمد لتنظيم سوق المحروقات بعد رفع الدعم، وهو الامر الذي تغيب عنه للساعة الدولة بشكل لا يصدق كأنها تترك لقانون الغاب ان يرعى الفوضى المخيفة المستشرية في كل مكان. وما يسري على المحروقات ينسحب بطبيعة الحال على الكهرباء اذ ان عودة ظاهرة قطع الطرق بكثافةأ مس في مناطق عدة احتجاجا على نفاد مادة المازوت وانقطاع المولدات الخاصة عن العمل ناهيك عن انقطاع التغذية بساعات قليلة من مؤسسة كهرباء #لبنان التيار عكس بدايات تصعيدية واسعة في المناطق والشارع ستكون مفتوحة على فوضى اين منها فوضى الطوابير.

كل ذلك يجري وسط “رعاية وإدارة ” الفريق السياسي الممعن في تعطيل كل محاولة متقدمة او وساطة واعدة لتخطي “عقدة القرن” المتمثّلة بحصول فريق العهد العوني على الثلث المعطل للحكومة الجديدة تحت طائل المضي إلى امد مفتوح غير محدود زمنيا في تعطيل #تأليف الحكومة. وصار من باب الطرافة ان يمضي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ترداد لازمة نفي سعيه إلى الحصول على الثلث المعطل فيما تثبت كل المعطيات المستقاة من الجهات المعنية بأزمة التاليف بان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل يتولى مباشرة وشخصيا إدارة معركة الثلث المعطل في كل مرة تقترب فيها محاولة متقدمة من انجاز التشكيلة الحكومية.

وآخر ما اشارت إليه أمس مصادر معنية فيهذا السياق يؤكد ان لا حل حكوميا وأن هامش الخيارات بات ضيقا جدا، وعلى رغم الوساطات والضغط الممارس من أكثر من طرف لم يحرز التشكيل التقدم الكفيل بإبصار الحكومة النور،لانتفاء الرغبة ما دام الثلث المعطل لم يتأمن ولا التسوية السياسية المطلوب ابرامها مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على غرار تلك التي عقدت مع الرئيس سعد الحريري في اعقاب انتخاب الرئيس ميشال عون.

وأشارت المعلومات إلى القنصل مصطفى الصلح لا يزال يعمل على الوساطة بين الرئيس ميقاتي ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ولكن لم يسجل تحقيق أي جديد في هذه المساعي، وأضافت إن رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومعظم الأفرقاء يحذّرون منذ اليوم الأول من تشكيل حكومة من حصول أي فريق فيها على الثلث المعطّل.

ونقل عن مصادر الرئيس ميقاتي أن رئيس الجمهورية رفض حنين السيد التي عرض الرئيس المكلف إسمها لتولي حقيبة الاقتصاد، الا ان مصادر بعبدا نفت ان يكون اسم حنين السيد قد طُرح لحقيبة الاقتصاد ورفضه الرئيس عون. وزعمت أن النائب جبران باسيل لا يتدخل بملف تشكيل الحكومة وأنه أبلغ الرئيس ميقاتي أنه لن يشارك ولن يعطي الحكومة الثقة.

عون “مستاء “

وفي السياق نفسه موقع “الإنتشار”عن الرئيس عون “استياءه من التأخير الحاصل في عدم تشكيل الحكومة حتى الساعة. وهوالذي ينتظر التفاهم حولها كليا مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي”. وأبدى عون “تصميم اوعزما للوصول إلى الغاية المنشودة، على الرغم من العراقيل والمطالب التي تطرأ بين حين وآخر”.

واكد عون ان التواصل قائم بينه وبين الرئيس ميقاتي، سواء بالمباشر، أو عبر الوسطاء وسعاة الخير، معتبرا أنه “قدّم كل التسهيلات المطلوبة حتى تبصر الحكومة النور وهناك “اوراق” تذهب وتجيء على خط بعبدا و”بلاتينوم” تحمل أسماء ومقترحات تخضع للجوجلة خصوصا من طرف الرئيس المكلف”.

وعن موعد الفرج أجاب عون ” المهم ان تكون هناك ارادة ورغبة في التشكيل. وقد عقدت العزم، انا والرئيس المكلف، ان نعمل معا لتأليف حكومة وهذا ما نأمل في تحقيقه.”. وفيما يخص دخول صهر السيد طه ميقاتي شقيق الرئيس المكلف، القنصل مصطفى الصلح على خط التأليف عبر التواصل المباشر مع الوزير السابق جبران باسيل، بحيث أضحى هناك صهران تحت الضوء، نقل عن عون ان هناك من الح طلبا لمساعدة باسيل في عملية التشكيل والأخير ما فتئ يرفض ويصرح بذلك.

 

وحمل عون “على من يدعي تمسكه بالثلث المعطل، الذي يحول دون ولادة الحكومة”، وشدد على أنه “لم يطلبه يوما وقد تحدث بذلك علنا. وهناك أكثر من بيان صادر عن القصر الجمهوري بهذا الصدد. كما أن البطريرك الراعي نفسه نفى من هنا هذا الأمر. وعلى الرغم من كل ذلك ما فتىء” المعرقلون” يتخذونه ذريعة لرمي المسؤولية على رئيس الجمهورية’.

 

ولا يخفي عون دوره فيما يعتبره سدا للفراغ المسيحي الذي خلفه موقف كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية عند التكليف بأيلائه عناية خاصة في اختيار الوزراء المسيحيين، مشيرا في الوقت نفسه إلى عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين يرغب ميقاتي بتسميتهما.

في المقابل كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع “تويتر”: “أفضل شيء أن تحكموا أنتم بدل هذه المسرحية اليومية من الاستشارات وهذا الفيض من التحليلات المتعبة في وسائل الاعلام والصحف. الطالبان شكّلوا حكومة فكونوا مثلهم وتحملوا مسؤولية أمن المواطن ومعيشته  وطبابته. أنتم الذين تدعون معرفة كل شيء وفق المنطق الذي يرفض اي تعددية”.

 

الطوابير الطويلة

 

وفي غياب الجديد الحكومي، قفز ملف المحروقات مجددا إلى واجهة المشهد في الشارع. وقد استفحلت الازمة على نحو واسع وعادت الطوابير لتصطف امام المحطات محولة العاصمة إلى مرآب كبير للسيارات مع كثرة الحديث عن اقتراب رفع الدعم عن البنزين والمازوت حتى قبل تأمين البطاقة التمويلية التي ستعلن اليوم انطلاقتها.

في غضون ذلك عقدت في عمان اجتماعات مغلقة لوزراء طاقة الأردن ومصر وسوريا ولبنان لبحث تزويد لبنان بالكهرباء. ووافق الاجتماع الوزاري الرباعي على خارطة طريق لتزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري. وتم الاتفاق عقبها على بحث موقف البنية التحتية السورية لنقل الكهرباء. وقالت وزيرة الطاقة الاردنية:“ الاجتماع كان تمهيدياً وجيد جداً والبنية التحتية شبه جاهزة لنقل الغاز المصري إلى لبنان ويجب ان نتحقق من كل الشبكة ومرافق تداول الغاز. واضافت: يجب ان نتأكد من انكل الحاجات جاهزة كي يتم الضخ بأقرب فرصة”. من جهته، امل وزير الطاقة المصري في تصدير الغاز إلى لبنان “في أقرب وقت ممكن”. وصرح وزير الطاقة السوري: “لدينا توجيهات مباشرة من الرئيس بشار الاسد بمساعدة الشعب اللبناني من خلال التعاون لتأمين الغاز المصري إلى لبنان”. وأشار إلى تشغيل شبكة الغاز السورية لضمان نقل الغازالمصري إلى لبنان. وتمنى وزير الطاقة ريمون غجر “ان يحدث تصدير الغاز في أقرب وقت والتعاون بين البلدان الأربعة اعتبره طبيعياً لانها ليست المرة الاولى التي يتم فيها التعاون بيننا”. وأضاف: “نحن اليوم بأمس الحاجة لدعم القطاعات الحيوية ولاسيما قطاع الكهرباء فهذه الخطوة تمكننا من توليد 450 ميغاوات من الكهرباء وفي المستقبل سيوفر امكانية لاستيراد الطاقة الكهربائية من الاردن”.

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

الغاز المصري وُضع “على السكّة”… والبنك الدولي يلتزم التمويل

التشكيلة “بين الصهرين”… و”العقوبات” على طاولة المقايضات!

 

لا علاجات جذرية لمعضلة التأليف خارج نطاق “إبر المورفين” التي يواصل رئيس الجمهورية حقنها في عروق الداخل والخارج تمويهاً للحقائق وتمييعاً لمسؤوليته في تطويق عملية التشكيل وتهشيل الرؤساء المكلفين والوسطاء العاملين على خط تذليل العقد، وآخرهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي سمع رسالة واضحة من الرئيس ميشال عون أمس تهمّش مهمته وتقلل من أهميتها إلى مستوىات دنيا لا تتجاوز حدّ “العمل التطوّعي”.

 

وجديد “خزعبلات” التعطيل والتنكيل بالآليات الدستورية لعملية تشكيل الحكومات، نجح العهد وتياره في استدراج الرئيس المكلف نجيب ميقاتي للزجّ بصهر شقيقه طه، في حلبة المفاوضات الحكومية، ليصبح مصير التشكيلة الوزارية وإنقاذ اللبنانيين معقوداً على ما ستفضي إليه مشاورات “الصهرين” جبران باسيل ومصطفى الصلح، في مشهدية هزلية لم يسبق لتاريخ لبنان أن سجل مثيلاً لها… في وقت بدأت تتعالى أصوات الهمس في الأروقة الديبلوماسية عن “رسائل ابتزاز” متواترة إلى بعض العواصم الدولية تضع على الطاولة “مقايضة” محتملة تربط بشكل غير مباشر بين “رفع الفيتو العوني عن التشكيل ورفع العقوبات عن باسيل”.

 

ونقلت مصادر واسعة الاطلاع أنّ ملف رفع العقوبات الأميركية عن رئيس “التيار الوطني” يتقدم على سلم أولويات العهد الذي لن يدخر وسيلة في آخر ولايته لمحاولة مقايضته بأي ملف آخر مع الأميركيين، مذكرةً بمحاولة عون وباسيل إجراء هكذا مقايضة في ملف الترسيم الحدودي مع إسرائيل لكن سرعان ما باءت بالفشل، واليوم لن يترددا في استخدام ورقة التأليف لتحقيق هذه الغاية عبر استثمار عامل الخوف الدولي وتعاظم الهواجس الغربية من تفكك الدولة اللبنانية وتحلل المؤسسات الشرعية تحت وطأة استمرار الفراغ الحكومي.

 

أما في المستجدات اليومية لمشهد التأليف، فلم تسجل خلال الساعات الأخيرة أي تطورات إيجابية جدية تشي بقرب ولادة الحكومة، بل إنّ مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية رأت في إدخال ميقاتي صهر شقيقه على خط المفاوضات “تسليماً بدور باسيل في تشكيل الحكومة من شأنه أن يكرس قبضته أكثر على مفاتيح التأليف”، لا سيما وأنّ الوسطاء العاملين على خط هذه الاتصالات لاحظوا في الآونة الأخيرة “تصدر باسيل علناً المشهد واستلامه بشكل مباشر زمام المفاوضات بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن رئيس الجمهورية”، كاشفةً أنّه عقد سلسلة لقاءات مع مرشحين للتوزير ومن بينهم القاضي بسام المولوي المطروح لتولي حقيبة الداخلية.

 

وعلى شريط المعطيات المتوافرة حول الحلول المطروحة لعقدة وزارة الاقتصاد، برز طرح يقضي بأن يسمي عون وزيراً سنياً لهذه الحقيبة على ان يسمي ميقاتي اسماً مسيحياً لحقيبة السياحة، لكن الطرح سرعان ما سقط خصوصاً وأنّ ميقاتي اقترح اسماً رفضه عون والأخير اقترح اسماً لم يقبل صاحبه تولي المهمة. في حين لا تزال عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين على حالها، فضلاً عن استمرار معضلة رفض باسيل منح الثقة لحكومة ميقاتي رغم حيازته حصة وزارية فيها، على أساس أنها حصة محسوبة على رئيس الجمهورية مقابل تصوير كتلته النيابية في صورة الكتلة المعارضة للحكومة طمعاً باستثمار هذا العامل شعبوياً في الشارع المسيحي.

 

في محصلة المشهد، ورغم أنّ مختلف المعلومات والأجواء تتقاطع عند تأكيد المراوحة والتأزم في عملية التأليف من دون أن تلوح بعد أي انفراجة قريبة في الأفق، غير أنّ الأوساط المقربة من دوائر الرئاسة الأولى لا تزال تضخ نفحات تفاؤلية في فضاء الملف الحكومي مؤكدةً بخلاف كل التصريحات والتسريبات التي تحدثت عن وصول المفاوضات إلى حائط مسدود أنّ “الأمور باتت محصورة بعقدة وحيدة وهي اختيار اسم من يتولى وزارة الاقتصاد”، وأعربت عن ثقتها أنه “وبمجرد حل هذه العقدة سيتم تحديد موعد للرئيس المكلف لزيارة بعبدا تمهيداً لاستدعاء رئيس المجلس النيابي وإصدار مراسيم التأليف”.

 

وكشفت الأوساط نفسها أنّ “تواصلاً مباشراً” حصل بين الرئيسين عون وميقاتي في الساعات الـ48 الأخيرة أعاد تكريس ما هو متفق عليه وجرى التفاهم على آلية سريعة لحسم ما تبقى من عقد”، ناقلةً أنهما “يستشعران حجم الضغط الإيجابي الذي يريد تشكيل الحكومة والسلبي الذي لا يريدها أن تتشكل وهما يصران في المقابل على إنجاز التشكيلة الحكومية في أقرب وقت”.

 

تزامناً، وضع اجتماع الأردن أمس بين وزراء الطاقة اللبناني والأردني والمصري والسوري، عملية استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان “على سكة التنفيذ” وفق ما نقل خبراء تقنيون واكبوا نتائج الاجتماع، بحيث رسم المجتمعون خريطة طريق عملية ولوجستية ومالية مقرونة بجدول زمني محدد لإتمام هذه العملية، على أن يتولى البنك الدولي تمويل الاتفاقية التي ستبرم بين الدول الأربع، بشكل سيلحظ من خلاله دفع ثمن الغاز لمصر، وتسديد البدل المالي للأردن وسوريا لقاء عبوره من أراضيهما باتجاه لبنان.

 

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

مصر والأردن وسوريا تتفق على إيصال الغاز الطبيعي إلى لبنان

 

جدد الاجتماع الوزاري لدول خط «الغاز العربي» (مصر والأردن وسوريا ولبنان) الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك، وذلك في اجتماع وزراء الطاقة في الدول الأربع الذي استضافته عمان أمس.

وأكدت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي، للصحافيين أن الاجتماع يهدف بشكل أساسي للتعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للجمهورية اللبنانية عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي، وأن الأردن سيبذل كل جهد لمساعدة الأشقاء اللبنانيين للخروج من محنة الطاقة.

وشددت على أن الاجتماع يأتي إيماناً بأن التعاون بين دول خط الغاز العربي سيكون خطوة فعالة ومؤثرة في دعم المشاريع الاستراتيجية وتعزيز المصالح المشتركة والتي من شأنها أن تنعكس إيجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول، مؤكدةً أهمية الاجتماع في إطار التعاون المشترك بين دول خط الغاز العربي والعلاقات الوثيقة التي تجمعهم، واستمراراً للتعاون في مجال قطاع الطاقة بشكل عام والغاز الطبيعي بشكل خاص.

وأشارت زواتي إلى اجتماعات فنية عُقدت على هامش الاجتماع الوزاري تمت خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية على أن يُنهي الفريق المشكّل أعماله ضمن مدة محددة، وأن يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الأطراف والعمل بمضمونها بأسرع وقت.

وتتعلق المفاوضات باستجرار الغاز المصري لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، وبإمداده بالطاقة الكهربائية من الأردن الذي يستورد بدوره الغاز المصري لإنتاج الطاقة وكان يزوّد بها سوريا في الماضي.

وأوضحت الوزيرة الأردنية أن «خط الكهرباء (داخل سوريا) تعرّض لأضرار وبحاجة إلى أشهر لإصلاحها»، لافتة إلى أن اجتماعاً سيُعقد «قريباً» بين الأردن ولبنان وسوريا بهذا الصدد.

وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام قد نقلت عن وزير الكهرباء غسان الزامل، أول من أمس (الثلاثاء)، تقديره كلفة إعادة تأهيل الجزء المدمَّر من الخط بنحو 3.5 مليون دولار. أما خط الغاز، وفق ما أكد وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة في عمان، فهو «جاهز عملياً داخل الأراضي السورية رغم تعرضه لاعتداءات»، موضحاً أنه تم «إصلاحه وأصبح جزءاً من الخطوط الداخلية».

من جانبه أكد وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، أن بلاده تعمل على سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا حرصاً من مصر على التخفيف عن كاهل الشعب اللبناني والمساهمة في دعم لبنان واستقراره. وأكد الملا حرص مصر على دعم هذا التعاون «إدراكاً لما يمثله الغاز الطبيعي المصري من أهمية كبيرة لمساندة لبنان وتلبية احتياجات شعبه».

بدوره قال وزير النفط والثروة المعدنية السوري بسام طعمة، إن مشروع خط الغاز العربي يعد من أهم مشاريع التعاون العربي المشترك والذي تجسّد بشكل واضح على الأرض منذ عام 2003. مضيفاً أن سوريا كما لبنان ومصر ومن ثَمّ الأردن، هي الدول الأساسية في مذكرة التفاهم الموقَّعة في عام 2000 والتي انضم إليها الأردن في عام 2001.

وأشار الملا إلى أنه تمت زيارة الأردن في شهر يونيو (حزيران) الماضي وتم الاتفاق على تشكيل لجان فنية في مجال الغاز والكهرباء وقد اجتمعت لاحقاً نهاية الشهر الماضي، واتفقت على خطة عمل فنية وزمنية واضحة.

وأكد طعمة أنه ستتم متابعة تنفيذ البرنامج الفني والزمني الذي توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية في سوريا بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماماً لاستقبال الغاز المصري وتسليمه إلى لبنان.

بدوره أعرب وزير الطاقة والمياه اللبناني ريمون غجر، عن شكره للأردن ومصر وسوريا على المبادرة التي قامت بها لإعادة إحياء الاتفاقية الرباعية لاستجرار الغاز المصري إلى لبنان، عبر الأردن وسوريا.

وأكد أن هذه المبادرة لا يمكن أن تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الأربع، وبمواكبة لصيقة من البنك الدولي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان ليؤمّن الغطاء أو المظلة المالية ليستطيع لبنان التوقيع على هذه الاتفاقية، خصوصاً أن الفرق الفنية التي شُكّلت في هذا الاجتماع الرباعي ستدرس الاتفاقية من جوانبها كلها التقنية والإدارية والفنية والمالية كي تكون متوازنة لكل الدول.

وقال إن هذا التعاون سيؤدي في المستقبل إلى إعادة إحياء اتفاقية أخرى هي استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن التي يمكن أن تكون أسعارها منخفضة مقارنةً بأسعار توليد الطاقة في لبنان، مؤكداً أن لبنان، حكومة وشعباً، يشكر الدول المعنية الشقيقة على هذه المبادرة. ونتمنى أن ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة كي نستفيد من الغاز المصري في تغذية معمل «دير عمار» وقدرته نحو 450 ميغاواط، والذي يؤمّن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين.

وأضاف الوزير غجر أن الحكومة اللبنانية تعمل مع البنك الدولي على تدبير التمويل لخطة استيراد الغاز المصري عبر الأردن وسوريا لتوليد الكهرباء للبنان.

يُذكر أن خط الغاز العربي تم تنفيذه على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى من العريش إلى العقبة بطول 265 كلم، وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27-7-2003.

أما المرحلة الثانية فقد امتدت من العقبة إلى منطقة رحاب في شمال الأردن وبطول 393 كلم، وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال الأردن في شهر فبراير (شباط) 2006، في حين تم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب حتى الحدود الأردنية السورية بطول 30 كلم في شهر مارس (آذار) من عام 2008.

وتم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كلم، وتشغيلها في شهر يوليو (تموز) 2008، وتم البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، إلى أن توقف في عام 2011.

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الإنهيارات تتوالى ولا تَحرَّك التأليف.. عــون مستاء.. واتفاق على استجرار الغاز

 

البلد فارط عن بكرة أبيه، لم يعد فيه مكان أو قطاع سليم، كلّ شيء صار في الحضيض وأكله العفن. والمسؤول الذي يفترض أنّه مسؤول صار مجرّداً بالكامل من أيّ مسؤولية، تحكمه نفسية سادية يتلذّذ بالقتل الجماعي الذي يتعرّض له اللبنانيون.

بالأمس، وبشكل مفاجئ، انطفأت الكهرباء بالكامل، ولم ينعم هذا البلد الكئيب ولو بساعة تغذية واحدة، وليس من يوضح إن كان ذلك مجرّد عطل إضافي في هذا القطاع المعطّل، او انّه عمل مقصود بفعل فاعل. وبالأمس أيضاً ارتفعت الصرخة من قرب الشحّ في المواد والسلع الغذائيّة والاستهلاكية، في وقت يتمادى فيه لصوص السوق السوداء، سواء ما يتعلق بالدولار او المحروقات، في جريمة ابتزاز اللبنانيين وتخييرهم بين البهدلة والذلّ في الطوابير، فيما تمعن المحطات في رفع خراطيمها طمعاً برفع الدعم وتحقيق أرباح خيالية، وبين شفط آخر ما تبقّى لديهم، أكان برفع سعر صفيحة البنزين او المازوت لما يزيد عن 5 أضعاف سعرها الرسمي، أو ببدعة تسعيرها بالدولار.

الثلث المقرّر كل ذلك، وغيره من مصائب تنهمر على رؤوس اللبنانيين، يحصل في ظل عقلية البهدلة التي يُدار فيها البلد، والإصرار على تعطيل أي حلّ يضعه على سكة الخروج من هذا الجحيم. ومعلوم انّ مفتاح هذا الحلّ هو تشكيل حكومة جديدة. وإذا كان الأمل مفقوداً بحكومة تصريف الاعمال في ابتداع اي حلّ، او حتى تقديم أيّ مسكّن لوجع البلد، فقد سبق وجرّبت وثبت انّها لم تكن موجودة اصلاً، حتى حينما كانت تتمتع بكل مواصفاتها وصلاحياتها، فكيف هي وحالها اليوم، لا تملك حتى ورقة توت تغطيها وتستر عليها، فإنّ المفتاح هو بيد الشريكين في تأليف الحكومة، رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي. إنما بدرجة اولى هو لدى الرئيس عون، حيث يجمع كلّ الأطراف، من حلفاء وخصوم له، على أنّ عقدة الحل الحكومي موجودة لديه ومتمثلة بإصراره على الثلث المعطّل، او بالأحرى الثلث المقرّر في الحكومة الجديدة.

لا نية بالتراجع! عملياً، انقضت مهلة الثماني وأربعين ساعة التي حدّدها «منجّمو» التغريدات التضليلية، ولم تتشكّل الحكومة، ومع ذلك يصرّ بعض هؤلاء على ربط الناس بأمل كاذب والحديث مجدداً عن قرب ولادة الحكومة، ولم يبق سوى تفصيل بسيط متعلق بوزارة الاقتصاد وإسم الوزير التي سيتولاها.

ولكن في معلومات مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، أنّ ثمّة شغلاً يجري، على ما كان يجري منذ الايام الاولى لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، والوسطاء يتدخلون واللواء عباس ابراهيم بذل جهداً، ولكنه لم يصل الى النتيجة المرجوة، وبقي يدور في الحلقة ذاتها.

المسودة جاهزة .. ولكن وأشارت المصادر، الى انّ مسودة الحكومة المتوازنة جاهزة لدى الرئيس المكلّف وترضي كل الاطراف، ولا ينقصها سوى توقيع رئيس الجمهورية لمرسوم تشكيلها. ومن هنا تضيف المصادر، أنّ من الخطأ، لا بل من الكذب الحديث عن أي تقدّم كالذي يروّج له بعض المغرّدين، الذين يحاولون التمويه على المعطّل الحقيقي للحكومة، لأنّ الحلّ لا يزال في المكان نفسه الذي كان عليه خلال تكليفي السفير مصطفى اديب والرئيس سعد الحريري، أي أنّه مرتبط بتراجع رئيس الجمهورية وفريقه السياسي عن قراره بالحصول على 10 وزراء في الحكومة؛ 9 مسيحيّون وواحد درزي. هنا تكمن العقدة وليست في اي مكان آخر. وسألت «الجمهورية» مرجعاً مسؤولاً حول مستجدات الملف الحكومي فقال: «انا لا اتبنّى أيّ منطق يقول انّ ايجابيات تعتري ملف التأليف، واكثر من ذلك، كلّ حديث عن مثل هذه الإيجابيات التي شهدناها في الايام الاخيرة على الاقل، هو حديث مشكوك او بمعنى ادقّ، حديث مشبوه، القصد منه التعمية على مكمن التعطيل».

تقريع السفراء وأضاف المرجع: «معلوماتي الأكيدة أننا ما زلنا مطرحنا، وانا شخصياً لست أركن الى اي حديث عن ايجابيات. فلقد اكتويت بالحليب مرّة عندما صدّقت، ولست في وارد ان يكويني الحليب مرة ثانية. فلقد صار الكذب على الناس صفة ملازمة لمن يدّعي زوراً حرصه عليهم. فمن الأساس اعتقدنا أنّ ما آل اليه حال البلد والناس سيحمل معطّلي التأليف على الشعور بالمسؤولية والوقوف مع الناس وتسهيل تشكيل الحكومة. ولكننا مع الاسف كنّا مخطئين». وكشف المرجع المسؤول: «انّني قلت لمن يعنيهم الأمر انّ الايجابيات لا يبنيها الوسطاء او سعاة الخير مهما كانت نياتهم صادقة، بل يبنيها الشريكان في تأليف الحكومة، وبالتالي كل حديث عن ايجابية اعتبره بلا اي معنى طالما انّ خط التواصل المباشر مقطوع بين عون وميقاتي. وفي رأيي، انّ عليهما ان يوقفا هذه الدوامة، ويلتقيا ويحسما الامر، إما حكومة او لا حكومة. فالناس قرفت من «لعبة ولاد زغار عم يتخانقوا على الطابة»، ولم تعد تعنيها كل هذه الولدنات». واكّد المرجع: «اننا اصبحنا نستحي من أنفسنا، وآن الاوان لوقف هذه المهزلة، ولو أنّهم يسمعون ما يقوله السفراء الاجانب لطأطؤا رؤوسهم». وكشف انّ «الفرنسيين قالوا لأطراف التأليف عجّلوا بالحكومة، وكذلك فعل الاميركيون والبريطانيون والاتحاد الاوروبي وغوتيريش وكل الدّنيا، وفي النتيجة يأتي من ينقل الينا ما يدور في مجالس السفراء والديبلوماسيين الأجانب من تقريع مخجل بكذب بعض السياسيين. وتلويح متجدّد بعقوبات قاسية وملموسة بحق هؤلاء».

ورداً على سؤال قال المرجع: «نعم الثلث المعطّل هو اساس التعطيل، ثم انا اريد ان أسأل المصرّين على هذا الثلث، ارجوكم قولوا لنا ما هي أهمية هذا الثلث المعطّل في بلد كله معطّل، وأي فائدة تجنونها منه إن كانت الارض التي تدوسون عليها كلّها ركام وخراب؟».

إتصالات ولا خرق الى ذلك، ابلغت مصادر مطلعة على حركة الاتصالات إلى «الجمهورية» قولها، انّ الساعات الماضية شهدت اتصالات على أكثر من خطّ، ولكن من دون ان توحي مصادر الرئيسين عون وميقاتي بحدوث أي خرق ايجابي. وكشفت المصادر، انّ الحديث ما زال يدور حول في الحلقة ذاتها، عبر مقاربة بعض الاسماء لبعض الحقائب، ومن دون ان يتجاوز عقدة الثلث المعطّل. وكأننا بالفعل في لعبة تضييع متعمّد للوقت. وحول تقييمها لمسار الاتّصالات قالت المصادر: «اذا ما استمرت الأمور على هذا المنحى، فلا أمل على الاطلاق بولادة حكومة لا الآن ولا في أي وقت آخر. فالحكومة تتألف في حالة وحيدة، وهي اقتناع رئيس الجمهورية وفريقه بأن لا إمكان لقبول سائر الاطراف بمنحه الثلث المعطّل في الحكومة، ومجرّد أن يقتنع بذلك تولد الحكومة فوراً. وواقع الحال الآن، أنّ الفريق الرئاسي متمسك بموقفه».

عون: لا ثلث الى ذلك، وفي حديث لموقع «الانتشار»، قال عون انّه مستاء من التأخير الحاصل في عدم تشكيل الحكومة. وانّه أكثر تصميماً وعزماً للوصول إلى الغاية المنشودة، على الرّغم من العراقيل والمطالب التي تطرأ بين حين وآخر. واشار عون الى انّ التواصل قائم بينه وبين الرئيس ميقاتي، سواء بالمباشر، أو عبر الوسطاء وسعاة الخير، موضحاً أنّه قدّم كل التسهيلات المطلوبة حتى تبصر الحكومة النور، وهناك «اوراق» تذهب وتجيء على خط بعبدا و»بلاتينوم»، تحمل أسماء ومقترحات تخضع للجوجلة خصوصاً من طرف الرئيس المكلّف. وحمل عون هنا على «من يدّعي تمسّكه بالثلث المعطّل، الذي يحول دون ولادة الحكومة»، وقال إنّه لم يطلبه يوماً، وقد تحدث بذلك علناً. وهناك أكثر من بيان صادر عن القصر الجمهوري بهذا الصدد .كما أنّ البطريرك الراعي نفسه نفى من هنا هذا الأمر. وعلى الرغم من كل ذلك ما فتئ «المعرقلون» يتخذونه ذريعة لرمي المسؤولية على رئيس الجمهورية. وبحسب الموقع، فإنّ عون لا يخفي دوره في سدّ الفراغ المسيحي الذي خلّفه موقف كل من «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» عند التكليف، بإيلائه عناية خاصة في اختيار الوزراء المسيحيين، مشيراً في الوقت نفسه إلى عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين يرغب ميقاتي بتسميتهما. وعن دور اللواء ابراهيم المساعد في « فكفكة العقد» أبلغ عون زواره، انّ الأخير تطوع مشكوراً لهذه المهمة، وباتت الصورة واضحة لديه ويعرف مكمن الخلل.

وبحسب الموقع، فإنّ عون يشير الى ما يخصّ دخول صهر السيد طه ميقاتي القنصل مصطفى الصلح على خط التأليف، عبر التواصل المباشر مع الوزير السابق جبران باسيل، بحيث أضحى هناك صهران تحت الضوء، وانّ هناك من الحّ، طلباً لمساعدة باسيل في عملية التشكيل، والأخير ما فتئ يرفض ويصرّح بذلك. من جهة ثانية، نفى عون وجود « فتور» في العلاقة بينه وبين قائد الجيش العماد جوزف عون. كما رفض كلياً اتهامه بمخالفة «الطائف». وأبدى رغبته في العودة إلى «الرابية» اليوم قبل الغد، لكنه لن يفعل قبل أن ينطوي اليوم الأخير من عهده.

الغاز المصري من جهة ثانية، وافق وزراء الطاقة اللبناني والاردني والمصري والسوري، الذين اجتمعوا في الاردن، على خارطة طريق لتزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري. وعقب الاجتماعات، تمّ الاتفاق على بحث موقف البنية التحتية السورية لنقل الكهرباء. وقالت وزيرة الطاقة الاردنية هالة زواتي: «الاجتماع كان تمهيدياً وجيد جداً، والبنية التحتية شبه جاهزة لنقل الغاز المصري الى لبنان، ويجب ان نتحقق من كل الشبكة ومرافق تداول الغاز». واضافت: «يجب ان نتأكّد من انّ كل الحاجات جاهزة كي يتمّ الضخ بأقرب فرصة». من جهته، امل وزير الطاقة المصري طارق الملا في تصدير الغاز إلى لبنان «في أقرب وقت ممكن». فيما صرّح وزير الطاقة السوري بسام طعمة قائلاً: «لدينا توجيهات مباشرة من الاسد بمساعدة الشعب اللبناني من خلال التعاون لتأمين الغاز المصري الى لبنان». واشار الى تشغيل شبكة الغاز السورية لضمان نقل الغاز المصري إلى لبنان.

من جهته، شكر وزير الطاقة ريمون غجر التعاون العربي قائلاً: «نتمنى ان يحدث تصدير الغاز في اقرب وقت، والتعاون بين بلداننا اعتبره طبيعياً لانّه ليست المرة الاولى التي يتمّ فيها التعاون بيننا». واضاف: «نحن اليوم بأمسّ الحاجة لدعم القطاعات الحيوية، ولا سيما قطاع الكهرباء. فهذه الخطوة تمكننا من توليد 450 ميغاوات من الكهرباء، وفي المستقبل ستوفر إمكانية لاستيراد الطاقة الكهربائية من الاردن». يذكر انّ خط الغاز العربي تمّ تنفيذه على ثلاث مراحل، المرحلة الاولى من العريش إلى العقبة بطول (265) كم وقطر (36) بوصة وبقدرة (10) مليارات م3 في السنة، وتمّ البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27/7/2003. اما المرحلة الثانية، فقد امتدت من العقبة الى منطقة رحاب في شمال الاردن وبطول (393) كم، وتمّ البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال المملكة في شهر شباط 2006، في حين تمّ استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربي من رحاب ولغاية الحدود الأردنية- السورية بطول (30) كم وقطر (36) بوصة في شهر آذار من عام 2008. وتمّ الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية- السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم وقطر (36) بوصة، وتشغيلها في شهر تموز من عام 2008، وتمّ البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في شهر تشرين الثاني 2009، الى ان توقف في عام 2011.

واكّد الوزراء انّ كل دولة ستتحمّل كلفة إصلاح الشبكة داخل اراضيها، قائلين: «خلال ثلاثة أسابيع سنكون جاهزين لمراجعة الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية». وبخصوص تصدير الكهرباء الاردنية الى لبنان، اكّدت وزيرة الطاقة الاردنية، أنّه سيتمّ عقد اجتماع آخر قريباً، لوضع خطة عمل من أجل إعداد الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية بخصوص تصدير الكهرباء الى لبنان.

 

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

عون يتنصّل من تعطيل التأليف.. ويجمّد مساعي الوسطاء!

اجتماع دول خط الغاز العربي: جدول زمني للغاز المصري بانتظار تمويل البنك الدولي

 

قبل أيام قليلة، من رفع الدعم رسمياً عن المحروقات (الأربعاء المقبل) افتعلت أزمة حادّة على المحطات، شهدت عودة للاشكالات، وإطلاق النار، والاعتداء على الزبائن، وممارسات معيبة، وسط موجة مرعبة من الشائعات عمقت الازدحام، إذ أمضى بعض المواطنين ساعات امام المحطات، لتدارك الوقوع في «محظور الانقطاع»، في وقت كان القطاع التربوي ينفذ يوم غضب امام وزارة التربية والتعليم العالي في الأونيسكو، تحت شعار لا عودة إلى التدريس قبل الحصول على حقوقنا، وتصحيح الرواتب، من دون ان يتمكن الاجتماع الذي عقد بين وزيري التربية والمال في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب وغازي وزني مع روابط التعليم الثانوي والاساسي والمهني من التوصّل إلى أية نتيجة، سواء على مستوى المساعدات الاجتماعية، أو زيادة بدل النقل للاساتذة والمعلمين والمتقاعدين.

 

التحركات بالشارع ملأت الفراغ، على وقع استمرار «ذر الرماد في العيون» من قبل فريق العهد، الذي يلعب بمقدرات الوضع العام، من دون تحمل أية مسؤولية، والتأكيد ان الرئيس ميشال عون قدم كل التسهيلات المطلوبة لتبصر الحكومة النور، وانه لا يريد الثلث المعطل الذي يخترعه «المعطلون كذريعة لتحميله المسؤولية» على حدّ تعبيره.

 

ولاحظت مصادر سياسية ان كلام رئيس الجمهورية يتنصل برفع المسؤولية عنه حيال تأخير صدور مراسيم الحكومة، وإلقاء التبعة على «المعطلين» فيصبح السؤال من هم هؤلاء؟

 

وكشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة النقاب عن توقف الوساطات والاتصالات بين الرئيس عون من جهة والرئيس ميقاتي بالامس، خلافا لما كان عليه الوضع سابقا، ولوحظ أيضا، عدم قيام اللواء عباس ابراهيم، بزياراته، لكل من الرئيسين، على غرار ما كان يقوم به خلال الايام الماضية، لتقريب وجهات النظر بينهما وتبديد الخلافات التي تحوول دون تشكيل الحكومة، ما يؤشر بأن عملية التشكيل تعثرت، بفعل سلسلة من الشروط والمطالب التعجيزية، التي يطرحها رئيس الجمهورية ميشال عون ويحركها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، استنادا، الى مقربين من بعبدا.

 

واعتبرت المصادر ان العقبات والعراقيل التي تعترض تشكيل الحكومة. ما تزال على حالها، بل اكثر من ذلك عادت الامور الى الوراء، ما يؤشر الى عدم وجود نوايا وتوجهات سليمة لتسهيل وتسريع التشكيل،الا ضمن تلبية هذه الشروط والمطالب التي تتعارض كليا مع تشكيل حكومة، قادره على القيام بالمهمات المنوطة بها لانقاذ لبنان من ازمتة المتدحرجة.

 

وأشارت أوساط أخرى عبر «اللواء» الى أن السؤال الذي بات يتردد ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستؤلف بالفعل ام لا. ورأت أن الآمال المعقودة بحكومة قريبة بدت وكأنها تبخرت مشيرة الى ان هناك اتصالات تتم إنما لم تؤد بعد إلى إحداث الخرق بما يشير بوضوح إلى كربجة معينة فهناك مسائل لا تزال عالقة من الوزارة البديلة عن وزارة الاقتصاد الى الوزيرين المسيحيين إلى أسماء وزراء وغير ذلك مع العلم أن هناك أسماء لها وزنها وهناك ٣ أسماء مرشحة تعمل في الخارج.

 

وأفادت الأوساط نفسها أن ثمة ملاحظات سجلت وتسجل في طريقة التعاطي بتأليف الحكومة منها عدم الاستقرار على رأي وكثرة الطباخين وغير ذلك ما قد يؤخر أي توافق لافتة إلى ان الأيام المقبلة قد ترسم الصورة الأوضح عن مسار التشكيل، محذرة من ان تشوط الطبخة..

 

وحسب مصادر الرئيس ميقاتي فإن رئيس الجمهورية رفض حنين السيد التي عرض الرئيس المكلف إسمها لتولي حقيبة الاقتصاد. ولكن مصادر بعبدا نفت ان يكون اسم حنين السيد عرض لنيلها حقيبة الاقتصاد كما تنفي ان يكون عون رفضها.واوضحت المصادر: أن رئيس تكتّل لبنان القوي النائب جبران باسيل لا يتدخل بملف تشكيل الحكومة، وأنه أبلغ الرئيس ميقاتي أنه لن يشارك ولن يعطي الحكومة الثقة.

 

ونشر موقع «الإنتشار» مقابلة مع الرئيس عون، اشار فيها الى «إبداء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام زواره إستياءه من التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة حتى الساعة. وهو الذي ينتظر التفاهم حولها كليا مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي».وسمع الزوار منه «تصميما وعزماً على الوصول إلى الغاية المنشودة، على الرغم من العراقيل والمطالب التي تطرأ بين حين وآخر».

 

واكد عون ان التواصل قائم بينه وبين الرئيس ميقاتي، سواء بالمباشر، أو عبر الوسطاء وسعاة الخير ،موضحا أنه قدّم كل التسهيلات المطلوبة حتى تبصر الحكومة النور. وقال: هناك اوراق تذهب وتجيء على خط بعبدا و»بلاتينوم» تحمل أسماء ومقترحات تخضع للجوجلة خصوصا من طرف الرئيس المكلف.

 

واضاف عون رداً على سؤال: لقد عقدت العزم، انا والرئيس المكلف، ان نعمل معا لتأليف حكومة و هذا ما نأمل في تحقيقه.

 

وحمل عون على من يدعي تمسكه بالثلث المعطل ،الذي يحول دون ولادة الحكومة، وشدد على أنه لم يطلبه يوما وقد تحدث بذلك علنا.وهناك أكثر من بيان صادر عن القصر الجمهوري بهذا الصدد. كما أن البطريرك الراعي نفسه نفى من قصر بعبدا هذا الأمر. وعلى الرغم من كل ذلك ما فتىء المعرقلون يتخذونه ذريعة لرمي المسؤولية على رئيس الجمهورية.

 

ولا يخفي عون أمام زواره دوره في سد الفراغ المسيحي الذي خلفه موقف كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية عند التكليف بأيلائه عناية خاصة في اختيار الوزراء المسيحيين، مشيرا في الوقت نفسه إلى عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين يرغب ميقاتي بتسميتهما.

 

وعن دور اللواء ابراهيم المساعد في فكفكة العقد أبلغ عون زواره «ان الأخير تطوع مشكورا لهذه المهمة وباتت الصورة واضحة لديه ويعرف مكمن الخلل».

 

ونفى الرئيس عون وجود « فتور» في العلاقة بينه وبين قائد الجيش العماد جوزف عون. وقال: أن هذا التصور من «فبركات الاعلام» الذي يخترع قصصا لا وجود لها، وهناك من يمضي في الكذب والافتراء من دون حسيب أو رقيب، ولا غرابة ان نشهد محطة او أخرى متخصصة في الهجوم على رئيس الجمهورية.

 

ويرفض عون كليا اتهامه بمخالفة «الطائف»،عبر عقد جلسات عمل وزارية او عبر المجلس الاعلى للدفاع، ويقول «هل أقف متفرجا على معاناة الناس اليومية إزاء تقاعس من يفترض القيام بمسؤولياتهم والتذرع بتصريف أعمال لا تُصرّف كما يجب. انا ألجأ لما كل ما هو متاح امامي».

 

وابدى الرئيس عون رغبته في العودة إلى «الرابية اليوم قبل الغد، لكنه لن يفعل قبل أن ينطوي اليوم الأخير من عهده».

 

وعليه،

 

ما زالت البلاد تنتظر توافق الرئيسين عون وميقاتي على الصيغة النهائية لتشكيل الحكومة التي توقفت عن عقدتي وزير مسيحي واحد ووزير الاقتصاد الذي علمت «اللواء» ان ثلاثة اسماء طرحت له يجري التداول بها منها محمد بعاصيري الذي رفضه عون، في ضوء مساعي القنصل مصطفى الصلح لتقريب وجهات النظر بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

 

الغاز المصري للحدّ من أزمة الكهرباء

 

على صعيد، ما أسفر عنه الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي (مصر، الأردن، وسوريا ولبنان)، الذي عقد في عمان أمس، كشف وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ان الاستفادة من الغاز المصري في تغذية معمل دير عمار، وقدرته حوالى 450 ميغاواط، من شأنها ان تؤمن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين.. واكد ان المبادرة لا يمكن ان تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الاربعة، وبمواكبة لصيقة من البنك الدولي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان ليؤمّن الغطاء او المظلة المالية ليستطيع لبنان التوقيع على هذه الاتفاقية، خصوصاً ان الفرق الفنية التي شكلت في هذا الاجتماع الرباعي ستدرس الاتفاقية من جوانبها كلها التقنية والادارية والفنية والمالية كي تكون متوازنة لكل الدول.

 

وقال ان هذا التعاون سيؤدي في المستقبل الى اعادة احياء اتفاقية اخرى هي استجرار الطاقة الكهربائية من الاردن التي من الممكن ان تكون اسعارها منخفضة مقارنة بأسعار توليد الطاقة في لبنان. وأكد ان لبنان، حكومة وشعباً، يشكر الدول المعنية الشقيقة على هذه المبادرة، متمنيا ان ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمني المحدد بالسرعة المطلوبة.

 

وقال طارق الملا وزير البترول المصري: وضعنا خارطة طريق مع الوزراء (تنص على) انه خلال الأسابيع المقبلة، سيعقد اجتماع آخر، للتأكيد على الجهوزية على ان يتم الضخ في أقرب فرصة.

 

وقال وزير النفط السوري بسّام طعمة ان بلاده ستبذل كل الجهود الممكنة لإنجاح الخطة.

 

وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي، التي ترأست الاجتماع الى جانب غجر والملا وطعمة في عمان ان الاجتماع يهدف بشكل أساسي للتعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للجمهورية اللبنانية عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي، وان الاردن سيبذل كل جهد لمساعدة الاشقاء اللبنانيين للخروج من محنة الطاقة وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني.

 

وأكدت ان الاجتماع يأتي إيمانا بأن التعاون بين دول خط الغاز العربي سيكون خطوة فعالة ومؤثرة في دعم المشاريع الاستراتيجية وتعزيز المصالح المشتركة والتي من شانها الانعكاس ايجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول، مؤكدة اهمية الاجتماع في إطار التعاون المشترك بين دول خط الغاز العربي والعلاقات الوثيقة التي تجمعهم واستمرار التعاون في مجال قطاع الطاقة بشكل عام، والغاز الطبيعي بشكل خاص.

 

وأشارت زواتي الى اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية على أن ينهي الفريق المشكّل أعماله ضمن مدة محددة، وان يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الاطراف والعمل بمضمونها بأسرع وقت.

 

وبخصوص تصدير الكهرباء الاردنية الى لبنان اكدت الوزيرة زواتي أنه سيتم عقد اجتماع اخر قريبا لوضع خطة عمل من أجل إعداد الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية بخصوص تصدير الكهرباء للبنان.

 

وانتهى الاجتماع الوزاري الرباعي، الذي استضافته عمان لوزراء الطاقة في كل من الأردن ومصر وسوريا ولبنان إلى وضع خارطة طريق لنقل الغاز المصري براً إلى لبنان.

 

ولفت الانتباه ما كشفته المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة ان النفط العراقي لن يصل مباشرة إلى لبنان، فالشركة الاماراتية تسلمت الشحنة من العراق، وستستبدلها بشحنتين لزوم حاجة مؤسّسة كهرباء لبنان، على ان تأتي بهما إلى لبنان الأسبوع المقبل.

 

على الصعيد المعيشي، بدأت معالجات الازمة المعيشية حيث يعقد الوزيران في حكومة تصريف الأعمال رمزي المشرفية وراوول نعمة مؤتمراً صحافياً اليوم لإطلاق البطاقة التمويلية وشرح الآلية المتّبعة للتقديم والحصول عليها، ووقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المرسوم الرقم 8318 تاريخ 8 أيلول 2021، القاضي بتعديل بدل النقل اليومي للمستخدمين والعمال في القطاع الخاص، بحيث يصبح 24 الف ليرة يوميا بدلا من 8 آلاف ليرة. ويعمل بهذا التعديل ابتداء من اول الشهر الذي يلي تاريخ نشره.

 

610197 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1008 إصابات جديدة بفايروس كورونا و15 حالة وفاة في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 610197 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

الاستمرار في الانتحار: لا حكومة حتى اللحظة وهجرة جماعية لبنانية

المجتمع الدولي يلبي حاجات لبنان : قانون قيصر معلق – نور نعمة

 

كلما اقترب موعد اعلان الحكومة كلما ظهر تأخير غير مبرر او مناورة جديدة او عقدة اضافية وكأن كل المسؤولين يريدون الاستمرار في الانتحار. فاين لبنان؟ اين جمهورية لبنان؟ اين الشعب اللبناني؟ او بالاحرى ماذا تبقى من لبنان ليسترسل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وبعض القوى السياسية ببحث غريب عجيب في تأليف حكومة؟ فعلى ماذا يتفاوضون ومؤسسات الدولة تتحلل يوما يعد يوما ؟ هل يتفاوضون على اشلاء لبنان؟ هل يتفاوضون على لبنان خال من شعبه؟ ذلك ان الهجرة الجماعية اللبنانية التي تحصل في هذا التوقيت والتي تعد غير مسبوقة في تاريخ لبنان الحديث تقطع الشك باليقين بان البلاد تفرغ من ناسها وان المجتمع اللبناني لن يشبه نفسه بعد سنة بما ان تغييرا ديموغرافيا طرأ بشكل كبير على هذا المجتمع واحدث خللا عند كل الطوائف وان بنسب متفاوتة. فالناس تهاجر لالف سبب تارة لعدم توفر التعليم لاولادها تارة لانعدام اسس الحياة الكريمة وتارة ….

 

ورغم كل هذه المآسي لا يتنازل فريق لاخر بل يحتدم الخلاف بين الرئيس عون والرئيس بري وبين الرئيس عون والرئيس الحريري وهنا يرى ميقاتي نفسه في قلب صراع لا يريد ان يكون طرفا فيه. اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فوحده يدعو الى حكومة تسوية لمعالجة هذه المرحلة الصعبة. وبات واضحا ان السياسيين في لبنان ليس هدفهم بناء وطن وارساء دولة قوية بل تقاسم مصالح ومغانم في ما بينهم. والان ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية فقد اختلط الحابل بالنابل في عملية تأليف حكومة واصبح كل فريق سياسي متشددا اكثر من السابق بشروطه.

 

والواقع ان لبنان تشرذم الى مئة قطعة واصبح مقطع الاوصال وينزف دون اي حل في الافق لوقف هذا النزيف او ادارة هذا الانهيار المشؤوم الذي حل على لبنان بسبب جشع وفساد وسياسات قوى سياسية احكمت قبضتها على مؤسسات الدولة. ها نحن اليوم نحصد ما زرعته هذه الطبقة السياسية غير الوطنية وغير الاخلاقية.

 

والانكى من ذلك، ان المجتمع الدولي يقدم المساعدات للبنان في محنته ولكن المنظومة الحاكمة لا تتلقف اي اشارة ايجابية بل تغرق في حساباتها الضيقة. والحال ان قطاع الكهرباء الى تحسن بعد موافقة وزراء طاقة مصر وسوريا والاردن في الاجتماع الرباعي بنقل الغاز المصري الى لبنان الى جانب حصول لبنان قريبا على النفط العراقي اضافة الى ان واشنطن قدمت مساعدات للجيش اللبناني.

 

وتزامنا مع ذلك، رأت اوساط سياسية للديار ان زيارة وفد يمثل الامام الخامنئي قائد الجمهورية الاسلامية الايرانية الى دار الفتوى وقيام المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان باستقباله هو مؤشر ايجابي يعكس تقدم المفاوضات السعودية الايرانية في العراق رغم التوتر المستمر في اليمن. هذه الزيارة تشير الى ان المفاوضات السعودية الايرانية بدأت تظهر نتائجها على الساحة لبنانية وان بزيارة بروتوكولية لم تترجم نتائجها على ارض الواقع.

 

وايضا، من يراقب التطورات في المنطقة يدرك جيدا ان الادارة الاميركية بقيادة الرئيس بايدن تتساهل مع دول المنطقة على غرار سوريا ولبنان وايران. ذلك ان واشنطن غضت النظر عن البواخر الايرانية التي ستزود لبنان بالطاقة كما سمحت للغاز المصري والنفط العراقي ان يمر عبر سوريا الى لبنان فضلا عن عدم اعتراضها بدخول الجيش العربي السوري الى درعا، الامر الذي يؤكد ان ادارة بايدن تجاوزت قانون قيصر وعطلت مفاعيله وبالتالي اصبح قانونا غير نافذ.

 

وامام هذا التغيير الايجابي للبنان، لم تستفد الطبقة السياسية اللبنانية للاسراع في تشكيل حكومة وفي التعاون مع المجتمع الدولي الذي يساعدنا بل انكشف كل شيء وهو ان “بلوة” لبنان وويلاته ومآسيه ناتجة فقط من هذه الطبقة المتربعة على الحكم. بيد ان الامام المغيب موسى الصدر كان يقول :” مشكلة لبنان هي ان اقزاما تقلدوا الحكم فيه، وجعلوا من هذا الوطن الكبير صغيرا على شاكلتهم”.

الحكومة : صراع نفوذ

 

وكشفت اوساط سياسية رفيعة المستوى للديار ان العقدة الاساسية في موضوع التأليف تتعلق حصرا بشروط العهد الذي يريد تأمين قدرته على التحكم باي بند على طاولة مجلس الوزراء اما ترجيحا واما تعطيلا دون الحاجة لحزب الله او اي فريق اخر. يريد العهد ان يمتلك قوة منفردة في حين يضغط الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية والرئيس نبيه بري باتجاه عدم منح رئيس الجمهورية الثلث الضامن خشية من امساكه بقرار الحكومة. لذلك الخلاف حول الاسماء مفاده ان يمنع حصول الرئيس عون على وزراء موالين لسياسته.

 

واكدت هذه الاوساط السياسية ان عون لن يتراجع عن هدفه مهما حصل في البلاد وهذا يشير الى ان لا حكومة طالما العهد لم ينل ما يريده من الحكومة المرتقبة.

مصادر الوطني الحر: بري والحريري ينسفان لجهود التي يتوصل اليها عون-ميقاتي في الحكومة

 

من جهتها، اكدت مصادر التيار الوطني الحر للديار انه موضوعيا لا شيء يمنع ولادة حكومة الان فلا عقد حقيقية تقف عائقا امام التأليف ولكن للاسف كلما نصل الى الاتفاق يُعرقل من قبل من “يوشوشون” اذن الرئيس المكلف ميقاتي من خارج قصر بعبدا وابرزهم سعد الحريري ونادي رؤساء الحكومات السابقة وفضلا عن الرئيس نبيه بري. وتابعت ان بري كان اول من قال انه لن يقبل ان ينجح عهد الرئيس ميشال عون وهو اعتراف منذ البداية ولذلك يمارس نهجا لتفشيل مسار العهد حيث كلما توصل ميقاتي وعون الى حل تقوم اطراف بينهم بري بنسف هذه الجهود الايجابية في تشكيل الحكومة. واضافت ان الرئيس بري يخوض معركة كسر عظم مع الرئيس عون لانه يعتبر ان الاخير لا يشبه المنظومة الحاكمة ناهيك ان عون لم يرض بشروط حركة امل وباقي افرقاء السلطة.

 

واعتبرت هذه المصادر في الوطني الحر ان الرئيس بري يساهم باضعاف حزب الله من عدة نواحي ان كان يدري او لا يدري عبر اذيته للوطني الحر بالتعطيل لكل مقترحاته بوضع كل مشاريع القوانين التي يتقدم بها على الرف دون ان يناقشها. وبالتالي عندما يعمل بري على اضعاف التيار الوطني الحر حليف حزب الله فهو يجرده من غطاء مسيحي قوي.

 

انما في الوقت ذاته، شددت مصادر التيار الوطني الحر ان الاخير لن يسمح بان ترتد علاقة بري السلبية مع الوطني الحر على علاقتنا مع حزب الله ولن نقبل ان يشوب العلاقة اي شائبة بسبب حركة امل.

 

وحول احتمال استقالة نواب لبنان القوي، فقد اشارت المصادر الى انه امر مطروح ولكن ننتظر لنرى اذا سيكون هناك حكومة في المدى القريب فضلا عن ان التيار يدرس مفاعيل هذه الاستقالة واذا كانت ستنفع وتؤدي الى النتيجة المرجو منها.

 

وردا على كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي طالب بتقصير ولاية الرئيس عون في قداس شهداء القوات الاحد الماضي، اوضحت مصادر تيار الوطني الحر للديار ان معظم كلام جعجع مبني على اوهام واحلام ورهانات خاطئة وكلما تكلم كلما فرحنا كتيار وطني حر لان الامور دائما تسير باتجاه لا يتماشى مع اقواله وتوجهاته لا في المستقبل القريب او البعيد وفقا للتجربة.

القاضي بيطار : لا مبرر لتوقيف مدير المخابرات السابق

 

على صعيد التحقيق الجاري في جريمة مرفأ بيروت يوم 4 آب 2020، وبعد ان استدعى المحقق العدلي القاضي طارق البيطار مدير المخابرات السابق كميل ضاهر ، ارتأى بيطار ان لا مبرر لتوقيفه بما ان وظيفة الضاهر استشارية وليست تنفيذية. وكشفت المعلومات ان ضاهر رفع تقريره حول الامونيوم نيترات الى الجهات المختصة والتي يجب ان تتعامل معها. وعليه، يكون ضاهر قام بدوره وفق القانون وبحكم وظيفته.

 

وعلمت الديار ان القاضي بيطار سيستدعي الاثنين المقبل ضابطين سابقين هما رئيس فرع التحقيق ورئيس مكتب المرفأ في المخابرات. ويشار الى ان القاضي بيطار قام بمحاكاة لعمل مديرية المخابرات وتوزيع الادوار والوظائف وعلى ضوء ذلك كون قناعة في كيفية تسيير الامور.

 

الرئيس عون وقع مرسوم رفع بدل النقل اليومي للعاملين بالقطاع الخاص

 

الى ذلك، وقع رئيس الجهورية العماد ​ميشال عون​ المرسوم الرقم 8318 تاريخ 8 أيلول 2021 القاضي بتعديل ​بدل النقل​ اليومي للمستخدمين والعمال في ​القطاع الخاص​ بحيث يصبح 24 الف ليرة يومياً بدلاً من 8 آلاف ليرة. ويعمل بهذا التعديل ابتداء من اول الشهر الذي يلي تاريخ نشره.

 

والتقى الرئيس عون مع وفد من ​ديوان المحاسبة​ برئاسة القاضي ​محمد بدران​، ضم مدعي عام الديوان القاضي ​فوزي خميس​، والقاضيات نيللي ابي يونس ونجوى خوري ورانيا اللقيس. وخلال الاجتماع، سلّم القاضي بدران رئيس الجمهورية تقريراً عن قطع حساب ​موازنة​ العام 2019 والموازنات الملحقة. واكد القاضي بدران ان الديوان مستمر في تدقيق باقي الحسابات التي احيلت اليه في العام 2019.

القوات اللبنانية:التأخير باقرار البطاقة لتمويلية هو النهج الفاشل لهذه السلطة

 

من جهتها ، اعربت مصادر القوات اللبنانية عن اسفها للديار حول التأخير الذي حصل في اقرار البطاقة التمويلية رغم انه كان يجب البت بها باسرع وقت ممكن. وتابعت انه للاسف على غرار كل شيء مع هذا الفريق الحاكم التأخير دائما قائم والامور الاساسية لا تبت في حين ان هذا الامر اساسي وكان يجب ان تؤمن له الموازنات و ان يترجم عن طريق وضع لوائح حقيقية وليس لوائح مزورة بالاسماء. ولكن اشارت المصادر القواتية الى ان الفريق الحاكم لا يعمل الا وفقا لمصالحه واهدافه بعيدا عن مصلحة الشعب اللبناني. وقد اصبح واضحا ان هذا التأخير هو نتيجة الفشل اولا والتحضير للوائح ملغومة سلفا تحت عنوان ضغط الوقت ثانيا. في مطلق الاحوال، شددت مصادر القوات اللبنانية ان البطاقة التمويلية حاجة ويجب اقرارها فورا.

 

وفي السياق ذاته، قال النائب جورج عقيص ان البطاقة التمويلية لم تصدر بعد لافتا الى ان هناك مشاكل تعترضها اهمها التمويل. وتابع:” الدعم سيرفع وستطير معه الاسعار من القدرة على زيادة الرواتب انما سيزيد معه الجوع والهجرة والجريمة.اما قوله” لم يعد من داع لبقاء المجلس النيابي، الشعور بالعجز لم يعد يطاق” فيندرج في خانة الاقتراح المقدم من قبل القوات اللبنانية بتقصير ولاية مجلس النواب انطلاقا من دعوة القوات للحزب التقدمي الاشتراكي ولتيار المستقبل من اجل الاستقالة. ومعنى كلام عقيص انه لو تم تقصير ولاية البرلمان مع استقالة الاشتراكي والمستقبل لكنا حكما انتجنا اكثرية جديدة ذهبت باتجاه تشكيل حكومة وفق المواصفات المطلوبة ولكن يا للاسف في ظل هذه الاكثرية الحالية لا يمكن للبرلمان القيام بما يجب فعله.

 

وعلى صعيد تشكيل الحكومة، ترى القوات اللبنانية في تعثر التشكيل الحكومي هو ان الفريق الحاكم يولي اولويته الخاصة على الاولوية الوطنية ويولي حصصه على مصلحة اللبنانيين العليا فلو كان هذا الفريق يضع مصلحة الشعب اللبناني اولا في ظل انهيار كارثي لكان علق كل شيء له علاقة بالنفوذ والسلطة وموازين القوى وذهب مباشرة لتأليف حكومة انقاذية من اجل اخراج لبنان من كبوته. كل ما يحصل يدل الى ان هذا الفريق اولويته هي مكاسبه وليس البلد ولا الناس وهنا تثبت صوابية موقف القوات اللبنانية من الابتعاد عن هذه السلطة ورفضها التكليف والتأليف لانها اختبرت هذه السلطة الحاكمة منذ سنوات وهذا ما دفع القوات للقول منذ 2 ايلول 2019 ان هذا النمط عند الحكومات لم يعد قادرا على اخراج لبنان من الكارثة التي تلوح بالافق مطالبة بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين. ولكن وبكل اسف، اضافت المصادر القواتية ان تمسك هذا الفريق الحاكم بالسلطة يجعل من الامور تراوح الى الاسوأ يوما بعد يوم .

البطاقة التمويلية: من يجب ان يصدق المواطن؟

 

قال عضو نقابة أصحاب المحروقات جورج براكس ان رفع الدعم كليا عن البنزين والمازوت سيسبق اصدار البطاقة التمويلية وهذا الامر سيؤدي الى تداعيات قاسية على المواطن اللبناني وسيزيد نسبة الفقر والبؤس والاذلال.

 

في المقابل، اكد مصدر وزاري ان البطاقة التمويلية اصبحت في مراحلها الاخيرة وهي شبه منجزة وذلك بعد الاجتماع الذي حصل بين نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال زينة عكر مع وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي ورئيس التفتيش المركزي جورج عطية حول ملف البطاقة التمويلية. ولفتت هذه المصادر الوزراية ان الامر الذي يؤخر اصدارها هو مشكلة Call Centerحيث ان هذه المسالة تطلب جهازا بشريا يتمكن من مساعدة المواطنين والاجابة لاستفساراتهم بما يتعلق بالمنصة.

كارثة صحية

 

و على الصعيد الصحي، حذر نقيب اصحاب المستشفيات سليمان هارون من ان الوضع الاستشفائي على مشارف كارثة صحية في الاسبوعين المقبلين في حال رفع الدعم عن المحروقات قائلا: “ عندها حتى الاغنياء لن يتمكنوا من الطبابة”. واضاف انه “تبلغ بوقف استيراد المستلزمات الطبية الامر الذي يشكل خطرا وتهديدا بالغا على الواقع الصحي في لبنان”.

كيفية نقل النفط العراقي للبنان

 

على صعيد اخر، ورغم كل السواد الذي يلف لبنان، هناك انفراج في موضوع ازمة الوقود التي اثرت على الكهرباء وعليه، سيتلقى الجانب اللبناني مليون طن من مادة زيت الوقود الثقيل من النفط العراقي بناء على الاتفاقية الموقعة بين لبنان والعراق. هذا الامر سيؤدي الى سد الحاجة لمحطات توليد الطاقة في لبنان بعد وصول اول شحنة نفط عراقي الى لبنان. وضمن الاتفاق، يجيز للبنان عبر حكومته التعامل والاتفاق مع الشركة العالمية لاستبدال المنتوج المصدر من العراق بمنتوج يلائم المواصفات للمنتوج المستهلك في محطات توليد الكهرباء في لبنان. وانطلاقا من ذلك، تم الاتفاق على ان تتولى شركة بترول الامارات الوطنية (اينوك) في دبي التي رست عليها المناقصة الفيول من استبدال 84 الف طن من الفيول الاسود العراقي (الذي هو غير مطابق لمواصفات المحطات اللبنانية) لصالح مؤسسة كهرباء لبنان.

رفع الدعم عن المازوت

 

وفي معلومات خاصة لـ «الديار» رفع وزير الطاقة والمياه ريمون غجر الدعم عن المازوت وبات سعره 540 دولاراً للطن الواحد ووضعه تحت خانة «المازوت المعد للتصدير» وذلك في مذكرة موقعة بتاريخ السادس من ايلول الجاري.

 

وتؤكد اوساط عاملة في قطاع النفط لـ «الديار» ان الامور تتجه الى تسعير بالبنزين بالدولار وساعتها كل الامور في البلد مفتوحة على غاربها وخصوصاً ان البلد يترنح على حافية الهاوية والانفجار الكبير ات بعد ايام وبمجرد الاعلان عن هذه الخطوة وبدء تنفيذها!

الموسم الدراسي في خطر!

 

تربوياً، يسود الإرباك في ادارات المدارس الرسمية، والمسؤولين التربويين، على امتداد المحافظات كافة، انطلاقا من هموم المعلمين وامكانات حضورهم إلى مدارسهم، في ظل غياب الحوافز إلى الآن وفي مقدمتها تحسين الرواتب واستمرار تفشي وباء كورونا ومشكلات النقل والانتقال، في وقت قطعت فيه غالبية المدارس الخاصة شوطا كبيرا، لناحية تسجيل التلامذة والطلاب وترتيب عمليات النقل والإجراءات الكفيلة بتقليص بدل النقل، واجتراح بعض الحلول، ومنها تقسيم الدوام المدرسي بين حضور فعلي ثلاثة أيام ويومين عبر المنصة.

 

والى هذا الواقع على مستوى المدارس، تبرز مسألة ارتفاع ثمن القرطاسية والحقائب المدرسية مئة وخمسين بالمئة، وهي نسبة ارتفاع الدولار من ٧٥٠٠ ليرة الموسم الماضي إلى ١٨ ألفا حاليا ، وعلى سبيل المثال فإن دزينة الدفاتر الصغيرة، ارتفعت من عشرين الفا إلى خمسين، وحقيبة الروضات من عشرين الفا إلى ستين.

 

وتؤكد اوساط في وزارة التربية لـ»الديار» ان صورة العام الدراسي الحالي غير واضحة إلى الان، وانطلاقا من واجبنا ومسؤولياتنا ومقررات وزارة التربية سنبدأ عملية التسجيل الأربعاء، ونتوقع أن يزيد الإقبال هذا الموسم على المدارس الرسمية، في ظل ارتفاع الأقساط في المدارس الخاصة والكتب.

 

وتقول: تواجهنا عقبات كبيرة، تتمثل بآلية انتقال المعلمين إلى مدارسهم، جراء شح البنزين وارتفاع أسعاره، بحيث لا يستطيع المعلم حمل عبء الانتقال.

 

 

********************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

حكومة «يوك ».. ورفع الدعم يلهب الأجواء  

 

هو شيطان التفاصيل اقتحم الخط الحكومي فنسف الامل واعاد التشكيل الى نقطة الصفر، ام شيطان آخر يكمن على كوع اية تشكيلة مهما كان شكلها ونوعها وكل تقدم في اتجاه ابصار الحكومة النور لأن باختصار ممنوع ان تكون للبنان حكومة الا وفق مواصفاته «الجهنمية» المطابقة لطموحاته؟ سؤال بات على شفة ولسان كل لبناني ألِف مسار التشكيل المزمن وقد بلغ درجة الاستخفاف والاستهزاء بمن ما زال يراهن على امكان تشكيل حكومة لا تلبي تطلعات من في يده « العصمة» مهما كلف الامر وبلغت نسبة الانهيار داخليا والضغط خارجيا، ويبدو ان الخارج «رفع العشرة» ولم يعد مهتما ان تشكلت حكومة او لم تشكل فليقّلع المسؤولون أشواك العراقيل بأيديهم، ما دامت كل الدول المعنية استنفدت امكاناتها وطاقاتها في هذا السبيل من دون طائل، وبات يصح على الدولة اللبنانية القول «سارحة والرب راعيها».

 

لا حركة ولا حكومة

 

فوسط انعدام الحركة على الضفة الحكومية، اقله في الظاهر، وتبخّر الايجابية التي تم ضخها مطلع الاسبوع، في شكل شبه تام، اشارت مصادر معنية  ان لا حل حكوميا وان هامش  الخيارات بات ضيقا جدا وعلى  رغم الوساطات والضغط الممارس من اكثر من طرف لم يحرز التشكيل التقدم الكفيل بإبصار الحكومة الميقاتية النور، بكل بساطة لانتفاء الرغبة ما دام الثلث المعطل لم يتأمن ولا التسوية السياسية المطلوب ابرامها مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على غرار تلك التي عقدت مع الرئيس سعد الحريري في اعقاب انتخاب الرئيس ميشال عون. وهنا بيت القصيد.

 

من جهتها نقلت محطة «ام.تي.في» أن «مصطفى الصلح لا يزال يعمل على الوساطة بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ولكن لا جديد في هذه المساعي». واضافت إن رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومعظم الأفرقاء يحذّرون منذ اليوم الأول من تشكيل حكومة يحصل فيها أي فريق على الثلث المعطّل.

 

وأشارت مصادر الرئيس ميقاتي إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون رفض حنين السيد التي عرض الرئيس المكلف إسمها لتولي حقيبة الاقتصاد، واشارت الى ان الرئيس المكلف لن يزور القصر الرئاسي لمجرّد الصورة فهو يريد تشكيل الحكومة.

 

الازمة تستفحل

 

وفي غياب الجديد الحكومي، قفز ملف المحروقات بشؤونه وشجونه الى واجهة الحدث اليوم. ففيما استفحلت الازمة وعادت الطوابير لتصطف امام المحطات محولة العاصمة الى مرآب كبير للسيارات مع كثرة الحديث عن اقتراب رفع الدعم عن البنزين والمازوت حتى قبل تأمين البطاقة التمويلية، لم تصل السفن الايرانية الموعودة بعد. اما المازوت، فسمح امس ببيعه بالدولار على سعر السوق السوداء اي تم رفع الدعم عنه. وفيما النفط العراقي سيصل مبدئيا في غضون ايام، اتجهت الانظار امس الى الاردن.

 

موافقة رباعية

 

فقد عقدت اجتماعات مغلقة لوزراء طاقة الأردن ومصر وسوريا ولبنان في عمان لبحث تزويد لبنان بالكهرباء. ووافق الاجتماع الوزاري العربي على خارطة طريق لتزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري وذلك بعد عدة اجتماعات عقدت في حضور وزراء الدول الاربعة. وتم الاتفاق عقبها على بحث موقف البنية التحتية السورية لنقل الكهرباء.

 

ابو شقرا

 

بالعودة الى ازمات الداخل، أعلن ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا: نحن على أبواب فصل الشتاء وما يهمنا هو توافر المحروقات حتى لو رُفع الدعم عنها، فسياسة الترقيع يجب أن تتوقف حالاً. وأضاف: سنعمل على توزيع المحروقات حتى النفس الأخير، ولكن لن تُحلّ الأزمة إلا عبر تشكيل حكومة.

 

جدول الاسعار

 

وصدر صباح امس جدول أسعار المحروقات وفق آلية الدعم على 8000 ل.ل. وقد أصبحت الأسعار على الشكل الآتي:  – البنزين 98 أوكتان: 130500 ل.ل. – البنزين 95 أوكتان: 126400 ل.ل. – الديزل أويل: 98600 ل.ل. – الغاز: 92000 ل.ل.

 

المستشفيات

 

ليس بعيدا، أشار نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الى أن «التعرفة الموجودة حالياً تجبر المستشفيات على تحميل المريض الفروقات والتي أصبحت باهظة وكنت حذرت سابقاً من أن الاستشفاء سيصبح فقط للأثرياء».  وقال «نحن مقبلون على كارثة صحية خلال أسبوعين إذا تم رفع الدعم عن المحروقات وحتى الأغنياء سيكونون غير قادرين على الاستشفاء وتمّ الإبلاغ بأن استيراد المستلزمات الطبية متوقف».

 

البطاقة اليوم

 

في المقابل، وفيما افيد ان البطاقة التمويلية ستطلق على الارجح اليوم خلال مؤتمر صحافي، لفتت معلومات الى أن عراقيل عدّة تواجه البطاقة  تسبّبت في تأخير إطلاقها أبرزها الأموال المرصودة لها والمنصّة المعتمدة للتسجيل والمؤشّرات تدلّ الى نيّة لدى عدد من المعنيّين بالعرقلة والتأخير. المعلومات أضافت: التفتيش المركزي ووزارتا الشؤون الإجتماعيّة والإقتصاد أنجزوا كل ما هو مطلوب منهم والعرقلة تكمن لدى بعض النافذين عبر أزلامهم في مواقع كبرى، وفي حال تبيّن المزيد من المراوحة والمماطلة من قبل البعض في إنجاز ما هو مطلوب لإطلاق البطاقة سيُعلن بالأسماء والوقائع عن كلّ من سبّب في التأخير وستظهر أسماء مسؤولين في مواقع حسّاسة.

 

بدل النقل

 

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي التقى في قصر بعبدا، وفدا من ديوان المحاسبة برئاسة القاضي محمد بدران، وتسلم منه تقريرا عن قطع حساب موازنة العام 2019، وقّع المرسوم الرقم 8318 تاريخ 8 أيلول 2021 القاضي بتعديل بدل النقل اليومي للمستخدمين والعمال في القطاع الخاص بحيث يصبح 24 الف ليرة يوميا بدلا من 8 آلاف ليرة. ويعمل بهذا التعديل ابتداء من اول الشهر الذي يلي تاريخ نشره.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram