افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 8 ايلول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الأربعاء 8  ايلول  2021

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

‎طالبان تعلن حكومة انتقالية باللون الواحد ‏للتفاوض على حدود شروط العلاقات ‏بالداخل والخارج / وداع حاشد للإمام ‏قبلان… وبري يمثل عون في تكريمه ‏بوسام الوشاح الأكبر / الحكومة في ‏مخاض الولادة… لكن القيصرية ‏والإجهاض خطران قائمان‎ /‎

 

أخرجت حركة طالبان حكومتها الأولى بعد حسم سيطرتها على إقليم بانشير، وإتمام الانسحاب ‏الغربي، دون أن تعلن إمارة إسلامية أو تقدّم دستوراً لدولة جمهورية برلمانية، أو تشكل هيئة ‏تأسيسية جامعة، فأسمت حكومتها بالانتقالية تحت عنوان تصريف الأعمال وغير النهائية، ‏لامتصاص الاعتراضات التي ستواجهها في الداخل والخارج، بسبب حصر عضوية الحكومة ‏التي تشكلت من رئيس ونائبين وثلاثين وزيراً من قيادات طالبان، وغابت عنها وجوه تقليدية ‏من المشهد السياسي الأفغاني جرى الحديث عن فرضيات ضمّها الى الحكومة الأولى مثل، ‏حامد كرزاي وعبدالله عبدالله، أو من يمثلهما، وبغياب مواز للأعراق والإتنيات التي تمثل ‏الأقليات الأخرى، غير البشتون، الذين جاءت الحكومة بمثابة تمثيل حصري لهم، بالرغم من ‏تمثيلهم لنسبة تقلّ عن نصف سكان أفغانستان، فغاب ممثلون فعليون للطاجيك والأوزبك ‏وغاب اي تمثيل للهزارة، ورأت مصادر متابعة للملف الأفغاني، أن تسمية الحكومة بحكومة ‏تصريف الأعمال لتسيير مرافق الدولة، دون وجود نظام أساسي أو دستور جديد، يؤدي ‏بالنسبة لطالبان ثلاثة أهداف دفعة واحدة، فهو يمنحها فرصة منح جوائز لقادتها الذين تعرف ‏أنهم لن يواصلوا مع اكتمال الصورة مهامهم الوزارية، كوزير دفاع لا خبرة عسكرية لديه وهو ‏لا يحمل إلا اسم والده القائد السابق للحركة، الملا محمد عمر، ولا يزال في عشرينيات العمر، ‏ووزير خارجية هو قائد عسكري بلا خبرة دبلوماسية ولا يعرف أيّ من اللغات الأجنبية، وتقول ‏المصادر انّ توزيع الجوائز على قادة الحركة ورموزها، سيتيح تنظيم إدارة التفاوض على ‏المناصب الوزراية لحكومة مقبلة من موقع أقوى من التفاوض في ظل غياب حكومة، ‏وبالإضافة لهذين الهدفين، سيتيح وجود هذه الحكومة تفاوضاً داخلياً وخارجياً على نار هادئة ‏حول شكل النظام الذي يمكن أن يحظى بالقبول دون فراغ ضاغط بالحاجة للإسراع بالتوصل ‏للتوافق، ما يتيح القول أمام أيّ مآخذ، إنّ هذه الحكومة مؤقتة ولتصريف الأعمال، ويتيح ‏وضع اسماء قادة طالبان تحت الضوء في مواقع الحكم، ومنحهم ثمن الانتصار، ويتيح ‏التفاوض الهادئ على الحكومة الجديدة ومن خلفها النظام الجديد، مع شركاء الداخل، والخارج ‏الذي يتوزّع بين جوار يراقب وينتظر المبادرات، وغرب يرفع السقوف ملوّحاً بالأوراق ‏الاقتصادية‎.‎


في لبنان كان الأمس يوم الإمام الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي شيّع الى مثواه الأخير ‏بمشاركة حشود شعبية وسياسية وروحية ودبلوماسية، توّجها منحه وسام الأرز من رتبة ‏الوشاح الأكبر من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكان معبّراً قيام رئيس مجلس ‏النواب نبيه بري بتمثيله في التكريم خلال مراسم التشييع‎.‎


في الشأن الحكومي تؤكد مصادر تواكب الملفّ انّ مراحل حساسة دخلتها عملية التأليف، ‏بقي التقدم الإيجابي عنوانها، رغم التردّد في الإقدام على النقلة الأخيرة، رغم وجود بعض ‏العقبات المحدودة، التي تقول المصادر انّ حلها وتجاوزها لا يبرر التأخير، قائلة انّ التشكيلة ‏الحكومية شبه جاهزة، رغم انها غير موجودة على الورق بصيغتها النهائية، فالتفاهمات ‏الشفهية يمكن ان تتحوّل الى شكل نهائي في اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وقالت المصادر إنّ الوضع أشبه بمخاض ‏الولادة، حيث كلّ شيء يقول بالولادة الوشيكة، لكن المتاعب والمصاعب والعقد تبقي ‏المخاوف من الحاجة للعملية القيصرية أو الخوف من الإجهاض قائمة‎.‎


وفيما غابت المشاورات واللقاءات على خط تأليف الحكومة بسبب الحداد الرسمي على رحيل ‏رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، انشغل الوسط السياسي ‏بمراسم تشييع الإمام قبلان على أن تنشط الإتصالات اليوم في محاولة لإنقاذ الحكومة من ‏مربع التعطيل وإنقاذ البلد من أزماته والكارثة التي تنتظره بعد أسبوع مع التوجه الرسمي ‏الى الرفع الكامل للدعم عن المحروقات بحسب ما أكدت مصادر حكومية وأوساط مصرف ‏لبنان لـ"البناء"، وذلك بعد توقف المركزي عن فتح الاعتمادات للشركات المستوردة للنفط ‏على سعر 8000 ليرة بدءاً من الثلاثاء المقبل وما سيرتبه من تداعيات كبيرة قد تصل الى ‏الانفجار الاجتماعي في الشارع في حال لم تنجح مساعي ربع الساعة الأخير باستيلاد الحكومة‎.‎


وكشفت مصادر معلومات "البناء" أنّ الحكومة كانت قاب قوسين أو أدنى من الولادة وتمّ ‏تحديد موعد لإعلانها خلال زيارة يقوم بها الرئيس المكلف إلى بعبدا الثلاثاء الماضي لكن ‏ميقاتي زار رئيس المجلس النيابي نبيه بري تمنى رئيس المجلس تأجيل إعلان الولادة ‏الحكومية بسبب الانشغال الرسمي بتشييع قبلان ولفتت المعلومات إلى أنّ العقد ذللت لا ‏سيما وزارة الاقتصاد التي نالها ميقاتي مقابل منح حقيبة أخرى لعون وكانت الأجواء إيجابية ‏جداً، لكن خلال الساعات الماضية طرأت بعض المستجدات وبرزت عقد جديدة فرملت اعلان ‏الحكومة‎.‎


وعكس تصريح الرئيس بري أمس لموقع "مستقبل ويب" مناخاً تشاؤمياً بقوله: "ما تقول ‏فول ليصير بالمكيول". واكتفى بري بالقول رداً على سؤال عن مصير تشكيل الحكومة: "لم ‏يعد ينفع إلا الدعاء". ما يعني ان الحكومة في موت سريري ولم يعد ينفع العلاج الطبي ‏لإنقاذها من الموت إلا الدعاء بالشفاء‎.‎


وشدّد مصدر نيابي مطلع في التيار الوطني الحر لـ"البناء" على أنه "صحيح أن التيار ‏الوطني الحر ورئيس الجمهورية هما في جبهة سياسية واحدة لكنه لم يتدخل بدقائق ‏وتفاصيل التأليف المعني بها رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف وبالتالي نحن نفصل بين ‏الموقع الدستوري لرئيس الجمهورية وصلاحياته الدستورية وبين شراكتنا كتيار في العملية ‏السياسية، ولذلك التيار لا يتدخل في مفاوضات التأليف وليس لديه حصة في الحكومة ومن ‏حق التكتل عدم المشاركة في الحكومة ومن حقنا التدخل في اختيار بعض الوزراء وبرنامجها ‏وبيانها الوزاري إذا قرّرنا المشاركة"، وأكد المصدر أنّ "رئيس الجمهورية لديه كل النية لتأليف ‏الحكومة ووصلت المساعي الى خواتيم إيجابية، لكن حصل ما ليس في الحسبان ومن يواجه ‏عائق أيّ كان عليه أن يصارح اللبنانيين، لكن بالتأكيد العرقلة ليست من جانب رئيس ‏الجمهورية. كما أشار المصدر أن "هناك فرصة جدية لتأليف الحكومة ويجب استثمارها ‏والرئيس يقدّم كلّ التسهيلات لكن وفق الأصول الدستورية واحترام التوازنات السياسية ‏والطائفية". كما رأى المصدر أن "اتهام رئيس الجمهورية بنيل الثلث المعطل هو الشماعة ‏التي تعلّق عليها كلّ العراقيل التي يتحمّل مسؤوليتها الأطراف الأخرى مثل نادي رؤساء ‏الحكومات وتيار المستقبل‎".‎


في غضون ذلك تستضيف العاصمة الأردنية عمان اليوم اجتماعاً فنياً رباعياً لوزراء الطاقة ‏في كل من سورية ولبنان ومصر والأردن، لمتابعة استقدام الكهرباء والغاز ومصر إلى لبنان ‏عبر سورية، وللغاية، يتأبّط وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ملفاً تقنياً ‏إلى الاجتماع الذي سيَطرح بحسب جدول أعماله، خمسَ نقاط تتمحور حول إعادة تفعيل ‏الاتفاقية الموقّعة بين دول خط الغاز العربي المتعلقة بتزويد الغاز الطبيعي للجمهورية ‏اللبنانية، والتأكد من جهوزية البنية التحية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كلّ دولة من الدول ‏الأربع والمتطلبات الفنيّة المطلوبة. كما سيتناول تقديم خطة عمل واضحة، وجدول زمني ‏لإيصال الغاز إلى لبنان، إضافة إلى المتطلبات اللوجستيّة والتقنيّة والإداريّة والفنيّة والمالية ‏من أجل إنجاح المشروع لكلّ من الدول الأربع. ومن المرتقب أن يخلص اجتماع الغد، إلى ‏تشكيل فريق فنّي من الدول المشارِكة الأردن ومصر ولبنان وسورية، لمتابعة كل تلك ‏المواضيع المذكورة‎.‎


وفيما أفاد مصدر وزاري مطلع على ملف الطاقة لـ"البناء" الى أنّ العقد السياسية التي ‏وضعتها الولايات المتحدة الأميركية أمام تفعيل الخط النفطي العربي باتجاه لبنان أزيلت ‏والأمر متوقف على الجوانب اللوجستية والتقنية أوضحت المصادر أنّ هذا الحلّ جزئي وليس ‏حلاً كاملاً، وكشفت مصادر أخرى لـ"البناء" أنّ أولى بواخر النفط الإيراني ستصل الى لبنان عبر ‏صهاريج من سورية خلال يومين على أن تصل أيضاً الى لبنان بواخر نفط من العراق‎.‎


وكشف وزير الكهرباء السوري غسان الزامل، أنّ كلفة إصلاح خط الكهرباء الذي يربط بين ‏الأردن وسورية وصولاً إلى لبنان، تتجاوز 12 مليار ليرة سورية. وأوضح الزامل أنّ تنفيذ أعمال ‏التأهيل والصيانة تحتاج ما بين 2-4 أشهر من لحظة بدء العمل الفعلي لأعمال إعادة التأهيل، ‏مبيّناً أنّ "الأضرار التي لحقت بالخط شملت تدمير نحو 80 برجا تتجاوز كلفتها 6.9 مليار ليرة‎".‎


يُشار إلى أنّ مشروع الربط الكهربائي الثماني كان يهدف إلى ربط الشبكات الكهربائية في كلّ ‏من الأردن ومصر وسورية وليبيا ولبنان ومنه الربط الكهربائي الأردني ـ المصري ـ اللبناني ـ ‏السوري ـ الليبي حيث تمّ تجديد عقد تبادل الطاقة الكهربائية ما بين الجانبين الأردني ـ ‏المصري عام 2012. وترتبط الشبكة الكهربائية الأردنية بالشبكة الكهربائية المصرية بكيبل ‏بحري جهد 400 ك.ف، يمتدّ عبر خليج العقبة بطول 13 كم وباستطاعة 550 ميغاواط. وقد تمّ ‏تمديد عقد تبادل الطاقة ما بين الجانبين المصري والسوري وما بين الجانبين السوري والأردني ‏خلال عام 2012‏‎.‎


وأشار انطوان قسطنطين، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في ‏تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى انه "برسم المكلفين بإحباط الشعب اللبناني، ‏بخطابهم السلبي وبأوراق النعي: غداً في عمّان، اجتماع وزاري رباعي مصري، اردني، سوري ‏ولبناني يبحث نقل الطاقة كهرباءً وغازاً إلى لبنان، وفي لبنان أربعة معامل هي دير عمار ‏وصور وبعلبك والزهراني مجهّزة وجاهزة لإنتاج الكهرباء على الغاز‎".‎


وبانتظار الانفراجات على الصعيد النفطي، استفاق المواطنون على جملة أخبار وإشاعات ‏غصت بها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن رفع قريب وكامل للدعم ‏وارتفاع هائل في أسعار المحروقات والمواد الغذائية تصل الى نسبة 40 في المئة وأكثر ما ‏سيؤدي الى انفجار اجتماعي في الشارع لن تحمد عقباه بحسب مصادر اقتصادية. ولفتت ‏المعلومات إلى أنّ مرحلة صعبة جداً تنتظر اللبنانيين في ما يخصّ مادة البنزين التي يكفي ‏مخزونها حتى الثلاثاء بعد نفاذ مخزون المازوت وغياب البواخر في السواحل فيما الكميات ‏المتبقية من المازوت تكفي فقط حتى نهاية الأسبوع‎.‎


وكشفت أوساط حكومية لـ"البناء" أن الدعم سيرفع كلياً خلال الأسبوع المقبل عن المحروقات ‏وسيتوقف مصرف لبنان عن فتح اعتمادات على سعر 8000 ليرة ما يعني ارتفاع سعر صفيحة ‏المازوت الى 200 ألف ليرة وصفيحة البنزين الى 250 ألف ليرة ما سيدفع التجار الى استغلال ‏هذا الأمر لرفع أسعار معظم السلع والخدمات علماً بحسب المصادر أنّ التجار يشترون ‏صفيحة المازوت والبنزين من السوق السوداء بأكثر من سعرها بعد رفع الدعم الكلي ما ‏يستوجب من الأجهزة الحكومية والقضائية والأمنية والرقابية إعلان حال الطوارئ لمكافحة ‏عمليات التلاعب بالأسعار والاحتكار الذي سيدفع ثمنه المواطنون. وحذرت المصادر من رفع ‏الدعم من دون إقرار البطاقة التمويلية التي تعوّض عن المواطنين شيئاً من خسارتهم بعد ‏رفع الدعم كلياً، لكن مصادر "البناء" لفتت الى وجود تأثير لافت في مسألة متابعة آليات ‏تطبيق رفع الدعم لأسباب مجهولة علماً أنه كان من المفترض الاعلان عن إطلاق المنصة ‏الالكترونية لتسجيل الأسماء وتوفير مصادر التمويل‎.‎


إلا أنّ مصادر اقتصادية أخرى أوضحت لـ"البناء" أن "تحرير أسعار الوقود سيعود بنتائج ‏إيجابية على خزينة الدولة ومصرف لبنان لجهة تخفيض فاتورة استيراد المحروقات نتيحة ‏تراجع الاستهلاك ما يؤثر إيجاباً على سعر صرف الدولار، وعلى المواطنين بالدرجة الثانية بعد ‏تراجع دور السوق السوداء إضافة الى ضبط عمليات التخزين والاحتكار وأزمة الطوابير أمام ‏المحطات‎".‎


وأعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أن الدعم على المحروقات ‏سيُرفع خلال أيام، مشيراً الى أنّ الأمور قيد الدرس بالتنسيق بين وزارة الطاقة ومصرف لبنان ‏لاتخاذ القرار البديل. وفي حديث إذاعي، شرح البراكس أن الاتجاه نحو خيارين إما رفع الدعم ‏فيبقى الموضوع بيد مصرف لبنان لجهة الموافقة على استيراد المحروقات ولكن على سعر ‏السوق، وإما تحرير الاستيراد فيصبح الموضوع بيد الشركات المستوردة ما يتطلب دراسة ‏لتحديد الآلية المعتمدة وإصدار الأسعار. وأكد البراكس أن في هذه الحالة سيرتاح السوق ‏وستتم السيطرة على التهريب والاحتكار لكن الأمر ستكون له انعكاساته السلبية على سعر ‏الصرف في السوق السوداء‎.‎


في موازاة ذلك، أعلنت نقابة أصحاب الأفران في الشمال الإقفال ابتداء من يوم غد حتى ‏الحصول على مادتي المازوت والطحين‎.‎


لاحقا، أعلن رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، أن "مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال ‏حسين قعفراني اتصل بي واخبرني بوصول كمية من المازوت توزع غداً على الأفران ‏والمطاحن في المدينة والشمال بناء لجدول أعدّته وزارة الاقتصاد". وقال: "أطمئن ‏المواطنين في طرابلس والشمال بأنّ مادة المازوت ستوزع غدا على الأفران، بإشراف بلدية ‏طرابلس بحسب الجدول المعد من قبل وزارة الاقتصاد، بناء لوعد من رئاسة الحكومة". ودعا ‏الى "عدم الهلع والوقوف في طوابير الذلّ أمام الأفران التي ستوفر الخبز كالمعتاد، على ‏أمل انتهاء هذه الأزمة مع توفير المحروقات بما يكفي حاجيات المدينة حسب الآلية التي ‏وضعتها البلدية بالتعاون مع فاعليات المدينة وأصحاب المولدات والأفران والتي لم تنفذ، ‏لتتمكن مؤسسات المدينة والشمال من العمل وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين‎".‎

‎وأشارت مصادر نيابية لـ"البناء" الى "وجود خطة رفعتها الحكومة الى مجلس النواب ‏تتضمّن رفع التدريجي للدعم مع إقرار البطاقة التمويلية لكن هناك تأخيراً بإصدار البطاقة ‏ومنع الأموال عن كهرباء لبنان لشراء الفيول ومضاعفة استهلاك المازوت، وتخوّفت من خطة ‏لدى مصرف لبنان والجهات النافذة التي تدعمه من لمّ الدولارات من السوق للاستمرار ‏بسياسة المضاربة في العملة الأجنبية لمزيد من استنزاف وضرب العملة الوطنية في مقابل ‏إمعان مجلس النواب برفض إقرار قانون الكابيتال كونترول لفتح الباب أمام المحظيين لتهريب ‏المزيد من الأموال للخارج‎".‎


وشيّع الشيخ قبلان أمس في موكب مهيب بمشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر ‏المجلس، وممثلين عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال ‏حسان دياب ووزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر وقائد الجيش ‏العماد جوزاف عون، وممثل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله السيد هاشم ‏صفي الدين، والشيخ محمد حسن اختري على رأس وفد يمثل الجمهورية الاسلامية الايرانية، ‏وممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف، وعدد من الشخصيات ‏الوزارية والنيابية والديبلوماسية والقضائية والحزبية والدينية وعلماء الدين ووفود من ‏مختلف المناطق وأعضاء الهيئة الشرعية والتنفيذية للمجلس وأسرة الفقيد‎.‎


وألقى الشيخ أحمد قبلان كلمة استذكر فيها صفات الراحل ودوره السياسي وفي العمل ‏المقاوم، وقال: "كان مطمئناً على الطائفة وكان يراهن على أمر واحد هو شراكة وأخوة ‏ومحبة دولة الرئيس بري والسيد حسن نصرالله، وقال فيهم حماية الشراكة بين الرئيس بري ‏والسيد حسن ليس بالضرورة للشيعة فقط بل هي ضرورة لحماية لبنان من العواصف الآتية، ‏وما أكثر العواصف التي تضرب لبنان‎".‎


وشدّد قبلان على السير على نهج الراحل في الدفاع عن هذا البلد والوفاء للمحرومين ‏وعذاباتهم، والشراكة للمقاومة وحفظ هذا البلد وشراكته وسلمه الأهلي ووحدته الوطنية ‏والإسلامية والمسيحية‎.‎


وقلّد بري الراحل باسم رئيس الجمهورية وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، تقديرا ‏لجهوده وعطاءاته في خدمة الوطن، على الجثمان في مقر المجلس‎.‎
وبعد تلاوة مجلس عزاء حسيني انطلق موكب التشييع الرسمي والشعبي من مقر المجلس ‏سيراً، وحمل النعش على الأكف في مسيرة حاشدة ليوارى الجثمان الطاهر الثرى في روضة ‏الشهيدين في الغبيري‎.‎


على صعيد آخر، طلب المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري من المحقق العدلي ‏في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار رد الدفوع الشكلية المقدمة من وكيل ‏الدفاع عن المدير السابق لمخابرات الجيش العميد كميل ضاهر، والذي سيمثل اليوم أمام ‏البيطار في جلسة استجواب. كذلك رد القاضي الخوري الدفوع الشكلية المقدمة من وكلاء ‏الدفاع عن المدعى عليهما المدير السابق لإقليم بيروت في الجمارك بالإنابة موسى هزيمة ‏والمدير السابق للعمليات في المرفأ سامي حسين‎.‎

 

************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

بري حذّر ميقاتي من التنازل لعون… وإلّا فلن يشارك ‏في الحكومة | الحكومة لا سالكة… ولا معطّلة‎!‎

‎لم تحقّق مفاوضات تأليف الحكومة النتيجة المرجوّة. غيرَ أنّ الأبواب ليسَت موصدة ‏بالكامل. الحكومة شبه مُنجزة، لكنّ العقد التي لم تُذلّل بعد يمكن أن تفجّر التشكيلة‎


لم يحتَج التفاؤل المُفرِط نهاية الأسبوع الماضي، بقرب تأليف الحكومة، أكثر من ساعات كي ‏يتلاشى. فالبنيان الذي قامَ عليه، لم يكُن معلومات ووقائع، بقدر ما كان آمالاً في غير محلّها. ‏يومَ أمس، اصطدم حراك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بعقَد شلّت القدرة ‏على تأليف الحكومة بسبب العراك على الحصص. غيرَ أنّ النافذة التي فتحها إبراهيم ‏الأسبوع الماضي وأغلِقت بسبب تمترس كلّ من رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس ‏المكلّف نجيب ميقاتي خلف مطالبهما وشروطهما، لم توصِد الأبواب نهائياً في وجه التأليف. ‏فإلى جانب حراكه، كان ثمة خطوط أخرى مُشرّعة في السرّ، وهي لا تزال كذلك. إذ علِمت ‏‏"الأخبار" أن "مفاوضات مباشرة يديرها قنصل لبنان الفخري في موناكو مصطفى الصلح ‏‏(صهر طه ميقاتي) مع الوزير باسيل لتذليل ما تبقّى من عقبات أمام ولادة الحكومة". ‏وقالت مصادر مطّلعة إن "الصلح تربطه بباسيل علاقة صداقة قوية، وهو ما دفعَ الأخوَين ‏ميقاتي إلى أن يكونا أكثر تفاؤلاً، على اعتبار أنها تجعل فرص التوافق أكبر‎".‎


حتى ساعات الليل المتأخرة، لم يكُن هناك من اتفاق، لكن الكلام لم يتوقّف، وهو يتمّ أحياناً ‏بصورة مباشرة بين الرئيسين. ولا يزال النقاش يتناول 3 عقَد: الأولى تتعلّق بوزارة الاقتصاد ‏التي يُصرّ ميقاتي على أن تكون من حصة السنّة. والثانية، ترتبط باسمَي الوزيرين ‏المسيحيين، وخاصة أن "ميقاتي عاد وطرح أسماء جديدة في التشكيلة الأخيرة التي حملها ‏اللواء إبراهيم الى قصر بعبدا أول من أمس، هما عضو مجلس بلدية بيروت أنطوان ‏سرياني وسليمان عبيد (نجل الراحل جان عبيد)، إلا أن عون رفض الأخير". وكان إبراهيم "قد ‏طلب من رئيس الجمهورية إعطاء موقف أخير من التشكيلة الجديدة لإبلاغ ميقاتي بها، لكنّ ‏عون طلب مزيداً من الوقت لدرسها". أما العقدة الثالثة التي لا تزال موضع نقاش بين ‏الصلح وباسيل فهي إعطاء الثقة لحكومة ميقاتي الذي يشترطها مقابل إعطاء رئيس ‏الجمهورية العدد الذي يطالب فيه بالحكومة‎".


وفيما يترقّب المعنيّون مفاوضات باسيل ــــ الصلح والنتيجة التي ستحقّقها، قالت مصادر ‏مطّلعة إن "مسؤولية التعطيل مشتركة"، مشيرة إلى أن "ميقاتي ليس على كلامه رباط، ‏وقد أدخل أكثر من مرّة تعديلات على توزيع الحقائب والأسماء، بعكس ما كان يجري الاتفاق ‏عليه مع عون وباسيل". وكشفت المصادر أن "الأسبوع الماضي، أي منذ بدء اللواء إبراهيم ‏حراكه، تبدّلت التشكيلة أكثر من عشر مرات"، وهذا الأمر "كان سبباً أساسياً في اللقاء الذي ‏جمع ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري. إذ طلب من معاونه السياسي النائب علي ‏حسن خليل الاستفسار عمّا يجري قبل أن يطلب الاجتماع بالرئيس المكلّف في عين التينة‎".‎


بناءً على هذه الوقائع، قالت مصادر سياسية بارزة على بيّنة من المشاورات إن "الحديث ‏عن عودة إلى النقطة الصفر مبالغٌ فيه، تماماً كما القول بأن الحكومة صارت قريبة". ‏وقالت المصادر "إننا في منتصف الطريق. فإما أن تؤدّي المفاوضات الى اتفاق نهائي، أو ‏يعود الرئيسان عون وميقاتي أدراجهما الى المربّع الأول، وحينها تُصبِح كل الخيارات مفتوحة ‏ومن بينها الاعتذار‎".


ورأت المصادر أن التطوّرات المذكورة أعلاه إنّما تؤكّد حقائق عدة، تعدّدها على الشكل ‏الآتي‎:
ــــ لا يتحمّل طرف واحد من طرفَي الصراع مسؤولية إفشال كل حراك حكومي، بل إنهما معاً ‏يدفعان في اتجاه العرقلة‎.
ــــ ليسَ صحيحاً أن باسيل لا يتدخّل في المفاوضات. فعلى عكس كلّ كلامه عن أنّه لا يريد ‏المشاركة في الحكومة، فهو يتولّى خياطة كل تفصيل يتعلّق بحصّة رئيس الجمهورية، ‏والدليل هو أن النقاش يجري معه بالمباشر‎.
ــــ الثلث المعطل أو الضامن ليس مجرّد اتهام غير مبنيّ على دلائل، فالمعركة الحالية هي ‏معركة مقنّعة على هذا الثلث وتخاض بعناوين حركيّة كالأسماء والحقائب، لكنها في ‏الحقيقة معركة حسم من له الكلمة العليا داخل مجلس الوزراء‎.
ــــ وقائع المفاوضات تؤشّر إلى أن الصراع ليس على الصيغة ولا التشكيلة، بقدر ما هو ‏صراع على جدول أعمال الحكومة وبرنامجها. من التدقيق الجنائي إلى المفاوضات مع ‏صندوق النقد الدولي ومستقبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعدد من الموظفين ‏الذين يريد رئيس الجمهورية تبديلهم، إضافة إلى التعيينات والموقف من بواخر المحروقات ‏الإيرانية والعلاقة مع دول الجوار بما فيها سوريا والمملكة العربية السعودية‎.


وبرأي المصادر "يصعب حتى الآن تصوّر أن يذهب ميقاتي إلى خيار الاعتذار في حال تعذّر ‏الوصول الى اتفاق، لأنّ الفرنسيين والأميركيين غير راغبين في هذا الخيار، وهو لا يستطيع ‏وحده اتخاذه. فضلاً عن أنّ الرئيس بري يحثّه على الاستمرار في المشاورات، علماً بأن رئيس ‏المجلس حذّر ميقاتي من إعطاء عون وباسيل ما يريدانه، وإلّا فهو لن يشارك في الحكومة، ‏وهو موقف أبلغه رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة إلى الرئيس المكلّف أيضاً‎".‎

 

**********************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

رفع الدعم لن ينتظر الحكومة الوهمية!

لن ينتظر استحقاق #رفع الدعم عن المحروقات مهزلة المواعيد الهابطة والطائرة لإعلان ولادة حكومة جديدة صارت وهمية بعدما تبخرت الأجواء الإيجابيّة المفتعلة التي عمت البلاد قبل يومين. وفي حين بدأ هاجس رفع الدعم يزحف في كل الاتجاهات، عادت الضبابيّة لتسيطر على المشهد الحكومي من جديد، من دون تسجيل أيّ تطوّر جدي.

 

ومع ان الاتّصالات غير المباشرة لم تنقطع خلال اليومين الماضيين بين رئيس الجمهورية #ميشال عون والرئيس المكلف #نجيب ميقاتي، للاتّفاق على حلّ لعقدة حقيبة الاقتصاد، لم تتبلور نتائج واضحة بعد، ولو ان أوساطاً معنية تقول انه سجل بعض التقدّم لاسيّما لجهة إمكان التوافق على اسم وزير مقبول من الطرفين. وفيما أكّدت عدم تحديد موعد لزيارة ميقاتي إلى قصر بعبدا، أشارت إلى أنّ الزيارة مرهونة بالاتفاق على الصيغة النهائيّة للحكومة، وتحديد موعد إعلانها.

 

والواقع ان التشكيلة الحكومية شبه جاهزة منذ ان وضعها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بين يديّ رئيس الجمهورية في آخر زيارة له إلى بعبدا. فِيها تم توزيع الحقائب ووضعت لغالبيتها اسماء مرشحين. ومنذ تلك الزيارة وحتى قبلها، فان العقد المتبقية هي نفسها، وما ان يقال انها حلٌت حتى تعود مجدداً إلى الواجهة رغم انها قابلة للحل في اي لحظة، فحقيبة الاقتصاد ما ان يقال ان رئيس الجمهورية قبل التنازل عنها واعطيت للرئيس المكلف حتى يقال مجدداً إنه يجب تسمية شخص لها بالتوافق بينهما. وتبقى ايضا حقيبة السياحة وحقيبة المهجرين ومن سيسمي لهما وزيرين مسيحيين هما المتبقيتان من الحصة المسيحية بعد توزيع العشرة الآخرين بين رئيس الجمهورية 6 (5 للرئيس +1 للطاشناق) والمردة 2 والقومي 1. والمرشحان الـ 11 و12 يجب ان يتم التوافق حولهما بين عون وميقاتي.

ولم يعد سراً ان عقدة الثلاثة وزراء التوافقيين هي التي تحمل في هوية مرشحيها خطر الثلث المعطل الممنوع على اي فريق بدءاً من رئيس الجمهورية. فكل الوساطات المتعاقبة بما فيها تلك التي يقوم بها القنصل مصطفى الصلح بين الرئيس المكلف ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، لم توفر الثقة المطلوبة بين فريق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتشكيل حكومة خالية من الافخاخ والمتاريس. والهواجس المتبادلة يبدو واضحاً انها لا تقتصر على شريكي التأليف، ولا تنحصر بالمدة المتبقية من الولاية الرئاسية. فهناك فريق يخشى من استحواذ الفريق الرئاسي على ثلث خفي قد يعطيه مفتاح التعطيل والتحكم بالسلطة التنفيذية في ما تبقى من العهد وما بعده من فراغ محتمل. وهناك ايضاً خشية لدى الفريق الرئاسي من قيام تكتل حكومي واكثرية مقررة (ميقاتي مع الحريري وبري وجنبلاط وفرنجية) قد تتحكم بما تبقى من الولاية الرئاسية وبما بعد هذه الولاية. وإذا كان هناك من ضمان يمكن ان يعطى للعهد فيمكن ان يوفره “حزب الله”، فهما معاً يشكلان اكثر من ثلث ضامن. لكن السؤال الذي لا جواب عليه حتى الآن ان “حزب الله” يقول انه يعمل من اجل قيام حكومة لكن هل هو مستعد في هذه اللحظة لاستباق التحولات الاقليمية والدولية بإعطاء ضمانات لفريق في الداخل يمكن ان تقيده في استحقاقات مقبلة؟

 

إذاً العقد الثلاث المتبقية هي نفسها تجرجر من الرئيس سعد الحريري إلى الرئيس ميقاتي ومن وسيط إلى موفد مع بعبدا، فيما حلها بسيط جداً: أي حكومة لأي مهمة ولأية استحقاقات يجب ان تتشكّل؟ عندما يتقاطع القراران الدولي مع الاقليمي تزول كل الاوهام.

وفي موقف أوروبي جديد وحازم من ازمة تأليف الحكومة في لبنان، دعت الكتلة الاشتراكية الأوروبية إلى معاقبة معطّلي حل الأزمة اللبنانية، مشددة على وجوب الحد من سياسة الإفلات من المحاسبة داعية القضاء اللبناني إلى تحمل مسؤولياته. واعتبرت الكتلة أن النظام الطائفي في لبنان عقبة في مستقبل البلاد.

 

 

المساعدات الأميركية للجيش

 

أما التطور الإيجابي الذي برز أمس فكان في اعلان الرئيس الأميركي جو بايدن تفويض وزير الخارجية أنتوني بلينكن بموجب المادة 552 من قانون المساعدة الخارجية لعام 1961 لتوجيه سحب ما يصل إلى 25 مليون دولار من السلع والخدمات من مخزون وموارد أي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة لتقديم مساعدة فورية إلى الجيش اللبناني، بموجب السلطة المخولة له بصفته الرئيس بموجب دستور وقوانين الولايات المتحدة الأميركية “.

 

وفوّض بايدن وزير الخارجية “لتوجيه سحب ما يصل إلى 22 مليون دولار من المواد والخدمات الدفاعية من وزارة الدفاع لتقديم المساعدة الفورية للجيش اللبناني”، حسبما ذكر في رسالة نشرها البيت الأبيض، مضيفاً: “يحقّ لوزير الخارجية إجراء إخطار الكونغرس المناسب والقرار المطلوب بموجب كل قسم لتوجيه هذا السحب”.

 

 

استحقاق رفع الدعم

 

وسط ارتفاع منسوب التأزم السياسي بدأ موعد رفع الدعم تماماً عن المحروقات خلال أيام قليلة يشكل الهاجس الأكبر الذي يلف البلاد خصوصا ان ازمة المحروقات أخذة في الاشتداد وصفوف الطوابير لا تنتهي امام المحطات، وتفيد المعطيات أن لا خطة موضوعة حتى الآن فيما يخصّ موضوع رفع الدعم عن المحروقات. وتحدثت معلومات عن أيام صعبة للغاية تنتظر اللبنانيين فيما يخصّ مادة البنزين التي يكفي مخزونها حتى الثلثاء المقبل فقط. وكشفت هذه المعلومات ان مخزون المازوت بلغ الخط الأحمر ولا بواخر في السواحل والكميات المتبقية من المازوت تكفي فقط حتى نهاية الأسبوع.

وتؤكد معلومات “النهار” ان الانظار تتجه نحو موعد يسبق نهاية شهر أيلول الحالي أي الموعد الرسمي للإعلان عن رفع الدعم كليا عن المحروقات وبعض السلع التي ما زال مصرف لبنان يؤمن الدولارات لتمويل إستيرادها، فيما يمكن لهذه الخطوة أن تُعلن قبل حلول نهاية الشهر وربما الأسبوع المقبل مع نفاد الاموال اللازمة لتغطية عملية إستيرادها.

 

ومعلوم أن مصرف لبنان كان أعطى موافقات مسبقة بناءً على القرار المتخذ من الدولة اللبنانية لفتح اعتمادات للمحروقات لغاية 200 مليون دولار فيما تشير المعلومات إلى ان المصرف المركزي لن يعطي المزيد من الموافقات لاستيراد المحروقات على اساس آلية تسعير 8000 ليرة للدولار. فالاموال التي رصدت لتمويل الاستيراد على اساس هذه الالية خلال الاجتماع الذي عقد في قصر بعبدا قبل أسابيع لم تعد كافية، مما يعني حتما التحضير رسمياً لرفع الدعم نهائياً عن المحروقات خلال الايام المقبلة. ولعل هذا الاستحقاق سيشكل كرة النار الأولى والأصعب التي ستواجهها الحكومة الجديدة في حال أبصرت النور خلال الايام المقبلة. والاتجاه لمواجهة هذا الاستحقاق يكمن في خيارين: إما رفع الدعم بشكل كامل فيبقى الموضوع بيد مصرف لبنان لجهة الموافقة على استيراد المحروقات ولكن على سعر السوق، وإما تحرير الاستيراد فيصبح الموضوع بيد الشركات المستوردة ما يتطلب دراسة لتحديد الآلية المعتمدة وإصدار الأسعار. وعاد مصرف لبنان ليؤكد انه بالنسبة إلى موضوع اختيار بواخر المحروقات التي سيتم إدخالها لتفريغ حمولتها او تستفيد من الاعتمادات فذلك ليس من صلاحية المركزي انما من صلاحية وزارة الطاقة التي تعطي التعليمات ضمن المبلغ المتاح ليبقى عمل مصرف لبنان على بيع الدولارات بالسعر المتفق عليه وهو 8000 ليرة للدولار بهدف دعم استيراد البنزين إلى حين نفاد الامكانات والدولارات على ألا يمس بشكل مطلق بالتوظيفات الالزامية ليبقى مصير خطة رفع الدعم بيد الحكومة.

 

**************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

باتريسيا جلاد

دمشق “تقرّش” مؤتمر الأردن… ومساعدات أميركية “عاجلة” للجيش

دعم المحروقات… “رُفع لم يُرفع”!

 

… تحت هذا العنوان، غرق اللبنانيون طيلة نهار أمس في فكّ أحجية رفع الدعم من عدمه على المحروقات، على وقع تضارب الأنباء والتصريحات المتصلة بهذا الملف، فاندلعت حرب “حرق أعصاب” مستعرة بين تأكيدات علنية من المعنيين بالقطاع على كون رفع الدعم دخل عملياً حيّز التطبيق وأنّ المخزون المدعوم شارف على النفاد، وبين تنصّل مصرف لبنان من أي صلة له أو دور في عملية تحديد سياسة الدعم مع تشديده على الاستمرار في بيع الدولارات للمحروقات وفق السعر المتفق عليه، ربطاً بتحديد السعر المدعوم على أساس معدل 8000 ليرة للدولار على أن تتحمل الحكومة الفارق عن سعر السوق من ميزانيتها، وهي الصيغة التي على أساسها أعطى موافقات مسبقة لفتح اعتمادات لغاية 200 مليون دولار لشراء المحروقات.

 

وبين تأكيد هذا ونفي ذاك، اشتدّت حدّة السجالات والتساؤلات حول مصير أزمة المحروقات فكانت النتيجة تقاطعاً في الأدلة والوقائع مفاده أنّ مسار الدعم الحالي لن يصمد لغاية نهاية أيلول، بحيث أكدت مصادر عليمة أنّ مصرف لبنان لن يفتح مزيداً من الإعتمادات بالعملة الصعبة لبواخر البنزين، بمجرد انتهاء اعتماد الـ225 مليون دولار المخصص للمحروقات، بينما المخزون الموجود في السوق المحلية راهناً لا يكفي لأكثر من منتصف الشهر… ما يشكل توطئة قسرية لرفع الدعم تحت وطأة حاجة المواطنين الملحة للوقود، حتى أن معظمهم باتوا يتضرعون وينتظرون بفارغ الصبر إعلان رفعه لوقف مسلسل الإذلال والابتزاز الذي يعايشونه على أبواب المحطات، في حين أنّ تسعيرة صفيحة البنزين في السوق السوداء باتت تناهز الـ500 ألف ليرة أي ما يفوق السعر الذي ستسجّله عند رفع الدعم نهائياً والذي يقدّر بقيمة 336 ألف ليرة للصفيحة.

 

وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس لـ”نداء الوطن” أن “الإعتماد الذي خصصته الدولة لدعم المحروقات نفد مبدئياً، والمبلغ المتبقي يمكن أن يفتح اعتماداً لباخرة أو باخرتين، ومن هنا قلنا إنّ الدعم سيُرفع ولن يستمرّ لغاية نهاية أيلول”، مؤكداً أنّ “مصرف لبنان ليس من يقرر رفع الدعم لأن الفروقات تتحمّلها خزينة الدولة ووزارة المال”، وأردف تعليقاً على ما يحكى عن استمرار مسار الدعم: “المعادلة بسيطة، إذا أعطى مصرف لبنان الموافقة على فتح اعتمادات يكون الدعم مستمرّاً، واذا لم يعط الموافقة يتوقف الدعم تلقائياً ويتمّ بيع الدولار وفق سعر السوق السوداء أو يتم التوصل إلى آلية أخرى لشراء المحروقات”.

 

وحول نفاد مبلغ الـ225 مليون دولار المخصص ليس فقط للمحروقات بل للكهرباء أيضاً، لم تستبعد مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” أن يتم استخدام المتبقي من مبلغ الـ200 مليون دولار المخصص للدعم لفتح اعتمادات جديدة من مصرف لبنان للشركات الخاصة”. وفي هذا الإطار، أكّد نقيب أصحاب الشركات المستوردة للنفط جورج فياض أنه “من المفترض أن يعطي المصرف المركزي الموافقة على باخرتي بنزين تنتظران في البحر، وأن يفتح الإعتماد اللازم للمباشرة في عملية التفريغ”.

 

أما بالنسبة إلى المازوت، فأوضح فياض أنّ “الوضع يختلف كون وزارة الطاقة أجازت الإستيراد للأفراد، محدّدة جدولاً لتسعيرة الإستيراد والتصدير بقيمة 540 دولاراً لكل ألف ليتر وفق التسعيرة الأخيرة المعتمدة”. وأضاف: “من هنا إذا لم يفتح مصرف لبنان إعتماداً لباخرة المازوت المتوقع قدومها خلال أيام، يمكن إدخالها مع احتساب سعر صرف الدولار وفق السوق السوداء”، لافتاً الى أن “هذا الأمر لا ينطبق على باخرة البنزين المستوردة كون وزارة الطاقة لم تعط الموافقة على ذلك ولا يوجد تسعيرة رسمية محدّدة لاحتساب كلفتها على أساس سعر السوق السوداء”.

 

وعشية انعقاد مؤتمر الأردن اليوم لبحث الآليات التنفيذية والتقنية اللازمة لتأمين نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا لأغراض توليد الكهرباء، استرعى انتباه المراقبين مسارعة دمشق إلى “تقريش” عملية إمداد لبنان بالكهرباء عبر أراضيها، من خلال تحديد وزير الطاقة السوري غسان الزامل كلفة إصلاح خط الكهرباء الذي يربط بين الأردن وسوريا وصولاً إلى لبنان، بقيمة “تتجاوز 12 مليار ليرة سورية”، بالإضافة إلى الحاجة لإصلاح ما نتج من أضرار جراء “تدمير نحو 80 برجاً على هذا الخط بكلفة تفوق 6.9 مليارات ليرة سورية”، مع إشارته إلى أنّ “تنفيذ أعمال التأهيل والصيانة يحتاج ما بين شهرين إلى أربعة أشهر من لحظة بدء العمل الفعلي لأعمال إعادة التأهيل”.

 

توازياً، وفي إطار المساعي الأميركية لمنع انهيار المؤسسات الفاعلة في لبنان، برز الإعلان مساءً عن توقيع الرئيس الأميركي جو بايدن مذكرة رئاسية تسمح لوزير الخارجية أنتوني بلينكن بمنح الجيش اللبناني “مساعدات فورية بقيمة سبعة وأربعين مليون دولار”، موزّعة وفق ما جاء في المذكرة بين ما قيمته “25 مليون دولار من السلع والخدمات من مخزون وموارد أي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة، وتخفيض تكلفة تصل إلى 22 مليون دولار على المواد والخدمات الدفاعية من وزارة الدفاع”.

 

**************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

معلومات عن إطاحة باسيل التشكيلة الوزارية… بغطاء من عون

مع أن التحضيرات أُعدت لإصدارها الاثنين الماضي

محمد شقير

كشف مصدر سياسي مواكب جهود إخراج تشكيل الحكومة من التأزم أن جميع الأبواب الموصدة التي تؤخر ولادتها سرعان ما فُتحت وكان يُفترض أن يتوجه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا في السادسة من مساء أول من أمس (الاثنين)، للقاء الرئيس ميشال عون لإعلان ولادتها وإصدار المراسيم الخاصة بتأليفها، لكن الأجواء الإيجابية انقلبت رأساً على عقب وأعادت عملية التشكيل إلى المربع الأول بسبب انقلاب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على التشكيلة الوزارية المتفق عليها مع عون والإطاحة بها.

وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن باسيل بادر إلى نسف التشكيلة الوزارية سواء لجهة إصراره على إعادة توزيع بعض الحقائب على الطوائف وصولاً إلى استبدال آخرين بأسماء وزراء محسوبين على عون، وهذا ما عاد به المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بعد اجتماعه الثاني أمس بعون.

ولفت إلى أن باسيل هو من يتولى التفاوض في تشكيل الحكومة بالنيابة عن عون الذي يقتصر دوره على إطلاق جرعة من التفاؤل بقرب ولادتها ويشاركه في تفاؤله عدد من النواب المنتمين إلى «تكتل لبنان القوي» برئاسة باسيل، في محاولة للاستهلاك المحلي لتبرئة ذمتهم من تعطيل تشكيلها ورمي المسؤولية على ميقاتي والفريق السياسي المؤيد له.

وكشف المصدر نفسه أن زيارة ميقاتي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، جاءت في سياق التحضيرات للإعلان عن التشكيلة الوزارية التي تم التوافق عليها مع عون من خلال اللواء إبراهيم، وقال إن بري أفتى بصدور التشكيلة لتأتي إكراماً لروح رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي وُري الثرى أمس.

وأكد أن ميقاتي مارس أقصى درجات الصبر ولم يصدر عنه أي رد فعل لتعثر تشكيل الحكومة في اللحظة الأخيرة بإصرار من باسيل، واستجاب لرغبة المستشار الرئاسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتريك دوريل الذي تعهد بالضغط على عون وباسيل بعد أن أُعلم بأن الأخير هو من أحبط محاولة الإعلان عنها، حسبما اتفق عليه الرئيس المكلف مع عون من خلال اللواء إبراهيم.

وقال إن منسوب الضغط الفرنسي على عون وباسيل ارتفع بخلاف السابق وإن دوريل حمّل الأخير مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، وأكد أن الضغط الذي مارسه دوريل تزامن مع ضغط أميركي مصدره وزارة الخارجية الأميركية استهدف عون وبعض أعضاء فريقه السياسي باستثناء باسيل على خلفية انقطاع التواصل معه منذ فرض العقوبات الأميركية عليه.

ورأى المصدر المواكب أن باسيل انقلب على التشكيلة الوزارية في محاولة لإعادة خلط الأوراق لعله يؤمّن حصول فريقه السياسي على الثلث الضامن أو المعطّل من وجهة نظر خصومه، لأن التشكيلة المطروحة لا تعطيه هذا الثلث، وقال إنه رفض إعطاء وزارة الاقتصاد للسنة وعارض التوافق على اسم هيام ملاط لتولي وزارة العدل بدلاً من القاضي هنري خوري.

كما أن باسيل -حسب المصدر- أصر على أن تكون نيابة رئاسة الحكومة من حصته وأن تُستبدل بحقيبة السياحة الزراعة التي أُدرجت في التشكيلة الوزارية على أنها من حصة الشيعة رغم أنه لا يريد المشاركة في الحكومة ولن يمنحها الثقة ويعطي لعون الحق في تسمية الوزيرين المسيحيين وصولاً لتمكينه من الإمساك بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي إضافة إلى احتفاظه بالثلث الضامن.

وقال المصدر إن إصرار باسيل على قطع الطريق أمام تشكيل الحكومة استدعى تحركاً من الثنائي الشيعي ممثلاً بالمعاونين السياسيين لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، والأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل، باتجاه الرئيس المكلف، فيما تحرك الحزب باتجاه عون وباسيل بعد أن فوجئ بعودة المشاورات إلى المربع الأول بسبب دخول باسيل على خط التعطيل.

وعلمت «الشرق الأوسط» من المصدر المواكب أن بصيص التفاؤل بولادة الحكومة كان مصدره الاتصال الذي جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي الذي أبدى استعداده للتدخل لتسهيل تشكيلها، وهذا ما ظهر من خلال بوادر الحلحلة التي أظهرها «حزب الله» بتكليف حسين خليل التواصل مع عون وباسيل الذي تعود له كلمة الفصل في الإفراج عن التشكيلة الوزارية أو استمرار احتجازها.

وسأل المصدر نفسه عن جدية الاستعداد الإيراني للتدخل لتسهيل مهمة ميقاتي برفع الشروط التي تؤخّر تشكيل الحكومة، وقال: «هل يأتي الترياق هذه المرة من طهران بتعبيد الطريق لتصبح سالكة أمام تشكيلها على غرار ما حصل إبان تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان؟».

وأضاف أن حكومة سلام لم ترَ النور إلا بعد انقضاء 11 شهراً على تكليفه بتشكيلها وبعد توصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى اتفاق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما حول الملف النووي الإيراني، وقال إن الود المتبادل حالياً بين ماكرون ورئيسي يمكن أن ينعكس على إزالة العوائق التي تعترض تشكيلها، خصوصاً أنه لا مصلحة لطهران في أن تدير ظهرها لباريس التي تكاد تكون العاصمة الأوروبية الوحيدة التي تميز بين جناحي «حزب الله» المدني والعسكري.

ورأى المصدر نفسه أن إيران تسعى لأن تستثمر في لبنان من خلال الدور الذي يلعبه «حزب الله» ويمكن أن يؤدي دعمها لتشكيل الحكومة ليس لتعزيز دور الحزب فحسب، وإنما لتمرير رسالة تتطلع من خلالها إلى تبرئة ذمتها من التهم الموجهة إليها بتعطيل التشكيل، ورأى أن سلف الرئيس إبراهيم رئيسي، أي حسن روحاني، لم يبدِ التجاوب المطلوب بناءً على إلحاح ماكرون للضغط من أجل تهيئة الظروف لاعتماد مبادرته التي أطلقها لإنقاذ لبنان من التأزم ووقف انهياره.

وعزا السبب إلى الخلاف القائم آنذاك بين روحاني و«الحرس الثوري» الذي لم يعد قائماً مع سيطرة الأخير على الوضع في إيران بوصول رئيسي إلى رئاسة الجمهورية، وقال إن نسبة التفاؤل بتشكيل الحكومة أخذت ترتفع صباح أول من أمس، إلى أن عادت إلى التراجع مع إصرار باسيل على نسف التشكيلة واستبدال بها أخرى غير قابلة للتسويق بسبب كثرة الشوائب التي تشوبها وتفتقد إلى التوازن، ويريد من ميقاتي التوقيع على حكومة لا تشبهه وتشكل انقلاباً على «الطائف» وتأخذ البلد إلى المجهول.

لذلك فإن ميقاتي الذي كان أول من أمس على تواصل مع باريس وواشنطن بوصفهما من الأطراف الدولية الضامنة لإخراج لبنان من التأزم، ليس في وارد التراجع عن موقفه ولن يخضع للابتزاز أو التهويل، ومن يراهن على دفعه للاعتذار عن تشكيل الحكومة سيكتشف على الأقل في المدى المنظور أن رهانه ليس في محله بعد أن اتخذ قراره بمواجهة كل من يعيق تأليفها.

وعليه، فإن كرة التعطيل ارتدّت إلى حضن عون وإن كان باسيل هو من يتولى التفاوض في ملف تشكيل الحكومة ويترك لرئيس الجمهورية توفير الغطاء السياسي لوريثه بتوزيعه جرعات التفاؤل، مع أنه يدرك أن تفاؤله لا يُصرف في مكان خصوصاً لدى واشنطن وباريس اللتين سارعتا للضغط لقناعتهما بعدم التفريط بالفرصة الأخيرة المتاحة لتشكيلها، وبالتالي فإن الضغوط لن تتوقف إلى حين تعطيل الأفخاخ التي حالت دون رؤيتها النور.

 

**************************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

“الجمهورية”: إيجابيات وسلبيات تتقاذف كرة التأليف.. وبرّي يستعين بالدعاء

 

عاد الحديث بقوة عن قرب تأليف الحكومة بعدما كانت تراجعت فرَص هذا التأليف، وفي ظل حديث عن دخول دولي على الخط، كما عن عدة مَساع لم تتوقّف للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وقد أسفرت كل هذه المساعي عن تضييق رقعة الخلاف وتذليل ما تبقّى من عقد، وفي حال أُعلِن عن زيارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى القصر الجمهوري للقاء الرئيس ميشال عون، فهذا يعني انّ احتمالات إصدار مراسيم التأليف أصبحت كبيرة.

لا شك في انّ تأليف الحكومة يُدخل لبنان في مرحلة جديدة بعد فراغ طويل، وعدم قدرة الحكومة المستقيلة على معالجة شكاوى الناس الحياتية، ويتحوّل معظم التركيز إلى المراحل التي ستلي إصدار المراسيم، من البيان الوزاري، إلى جلسة الثقة، وما بعدها الخطة الحكومية وطريقة عملها في معالجة الأزمة المالية والتصدي للأزمات الحياتية، فهل تصدق النيات والأخبار هذه المرة، أم عود على بدء من الفشل والفراغ والوعود الكاذبة؟

 

وعلى رغم ان الدفع الدولي ليس جديداً في ظل الرغبة الدولية الثابتة سعياً لولادة الحكومة في لبنان، إلاّ ان الدخول الأميركي بقوة على الخط هذه المرة وَلّد انطباعات إيجابية مختلفة في اعتبار ان الموقف الأميركي مؤثر في تحديد مسار الأمور واتجاهاتها، ومن الواضح انّ ثمة رغبة أميركية في إخراج لبنان من الفراغ المفتوح على الفوضى في حال استمرار الأوضاع على المنوال الحالي، خصوصاً في ظل الحرص الأميركي على استمرار الاستقرار اللبناني في انتظار ان تنجلي الصورة الإقليمية في المفاوضات النووية مع إيران.

 

وفي موازاة الرغبة الأميركية، هناك أيضاً بيئة إقليمية مواتية للتأليف، ويحظى لبنان فيها بتحييد إيجابي وتقاطع موضوعي على ضرورة إبقاء الأوضاع فيه مستقرة خوفاً من الفوضى وما يمكن ان تَستتبعه من مواجهات وفصول سود يصعب تقديرها وتحوِّل الأزمة في لبنان من مالية وحكومية، إلى أزمة نظام.

 

وبالتوازي مع المناخات الدولية والإقليمية المواتية، هناك نوع من شعور ان الأمور في لبنان «استوت»، حيث أن الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية لم تعد تحتمل مزيدا من الفراغ، خصوصا مع اقتراب رفع الدعم وغياب البدائل واستمرار التردي فصولاً، وارتفاع منسوب الغضب الشعبي.

 

ولا شك في انّ المعنيين بالتأليف لا يمكنهم عدم الأخذ اولاً في الاعتبار المعطى الخارجي الدافع والضاغط في اتجاه تأليف الحكومة، كما لا يمكنهم أيضا عدم الأخذ في الاعتبار وضع البلد وشعبه والمصير الذي سيلقاه في حال لم تتألف الحكومة. وبالتالي، لكل هذه الأسباب مجتمعة هناك فرصة حقيقية لإنهاء الوضع الشاذ ووضع حد للفراغ، فهل ستنطبق حسابات الحقل على حسابات البيدر هذه المرة، أم ان الفراغ سيتواصل فصولاً، والبلاد ستكون مشرّعة على فصول سوداء؟

 

نقطة واحدة

 

في هذه الاثناء علمت «الجمهورية» ان توزيع الحكومة اصبح جاهز،اً ولم يبق عالقاً فيها الا نقطة واحدة هي حقيبة وزارة الاقتصاد والاسم المرشح لتولّيها. وقالت مصادر عاملة على خط التأليف لـ«الجمهورية» ان «الحكومة جاهزة في انتظار القرار السياسي الذي بيده اعلان مراسيمها اليوم قبل الغد». واكدت «انّ اي تأخير اضافي في اعلان الولادة يعني وجود قطبة مخفية، وهناك فعلا من لا يريد حكومة لأن الوساطة الاخيرة التي قادها اللواء عباس ابراهيم ووسطاء آخرون كانت نشطة جدا خلال الساعات الماضية وبلغت ذروتها».

وأضافت المصادر: «البلد من دون حكومة منذ اكثر من عام ودائماً نقول ان الشروط التي توضع هي شروط تعجيزية لعرقلتها والآن «لحقنا الكذاب على باب داره»، اذا صدق يمكن ان لا يقفل هذا الاسبوع الا على ولادة الحكومة، واذا لا فإن الحقيقة تكون قد انكشفت والمطلوب غير ذلك».

 

الفول والمكيول

 

وكان اللافت في هذا الصدد أمس قول رئيس مجلس النواب نبيه بري لموقع «مستقبل ويب» حول امكان إنجاز هذا الاستحقاق: «ما تقول فول ليصير بالمكيول». ورَدّ على سؤال عن مصير تشكيل الحكومة بالقول: «لم يعد ينفع إلا الدعاء».

 

الى ذلك، استبعد مطلعون ان تولد الحكومة اليوم كما جرى الترويج اخيرا، لافتين لـ«الجمهورية» الى انه تبين ان عملية ضخ الإيجابيات المضخمة والتي يليها تراجع في معدلات التفاؤل انما تندرج في جزء منها على الاقل ضمن لعبة المضاربة في السوق المالية والتلاعب بسعر الدولار هبوطا وصعودا لتحقيق أرباح على حساب المواطن.

 

لكن هؤلاء المطلعين لم يستبعدوا احتمال تشكيل الحكومة في النصف الثاني من هذا الأسبوع وإن تكن التجارب المريرة لم تعد تشجّع على ضرب المواعيد مسبقا.

 

وعلى وقع خلط الاسماء المرشحة للتوزير وتبديلها من حين الى آخر، نُقل عن مرجع سياسي كبير قوله «ان بعض الاسماء التي يتم التداول بها في كواليس التفاوض توحي أننا سنكون أمام حكومة موظفين ومأمورين ينتظرون الحصول على رواتب آخر الشهر والتعليمات ممّن عَيّنهم».

 

وتساءل المرجع عما اذا كانت حكومة من هذا النوع «ستستطيع مواجهة تحديات هذه المرحلة الصعبة».

 

إتصالات ونتائج غامضة

 

وفي رواية أخرى ان الغموض يلف المفاوضات الجارية وما تم التوصل اليه في الايام المنصرمة وسط اجماع محيط بعبدا والبياضة من جهة ومبنى البلاتينيوم من جهة اخرى على «طلعات ونزلات» لا افق لها ولا نتيجة حاسمة حتى ساعة متأخرة من ليل امس.

 

وقالت مصادر قريبة من بعبدا لـ«الجمهورية» ان الاتصالات جارية من دون اعطائها اي توصيف لهوية الوسطاء الجدد والقدامى. ومع إشارتها الى ان اللواء ابراهيم، الذي غاب امس عن بعبدا في يوم تشييع رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، سيعود اليها اليوم للوقوف على الجديد. في وقت تحدثت المصادر عن وسيط جديد هو القنصل مصطفى الصلح من دون اي معلومات عن هويته ومهنته سوى الإشارة الى انه صديق مشترك لميقاتي وباسيل الموجود على خط الاتصالات ان لم يكن مباشرة مع ميقاتي، في ظل نفي اي اتصال او لقاء بينهما او مع من انتدبه الرئيس المكلف لهذه المهمة.

 

وعلى هامش الغموض المسيطر على نتائج الاتصالات ونتائجها المعلقة على هوية وزير الاقتصاد واسمه، نَفت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» ما تناولته وسائل الاعلام من اسماء مطروحة من دون نفي مقولة «اسماء تصعد وأسماء تختفي». ولفتت الى انها لم تلاحظ وجود اسم السيدة حنين السيد التي قيل ان ميقاتي يقترحها لحقيبة الاقتصاد من بين اسماء لائحة مقترحة تضم 3 او 4 اسماء بعدما حسمت ان تكون من حصة من الطائفة السنية.

 

ثقة «لبنان القوي»

 

وفي معلومات «الجمهورية» ان إمكان إعطاء كتلة «لبنان القوي» الثقة للحكومة باتت من النقاط المطروحة في المفاوضات الجارية وسط حديث عن امكان اعادة النظر في تفاهمات سابقة، ان لم يحسم باسيل هذا الامر في وقت قريب يسبق التفاهم على التشكيلة الوزارية في صيغتها النهائية.

 

تزامناً، نفت مصادر واسعة الاطلاع اي حديث عن تبادل حقائب بين عون وبري تشمل وزارة الزراعة بعدما تنازل عون لميقاتي عن الاقتصاد. كما نفت المصادر اي اشارات جديدة لحسم اسم الوزيرين المسيحيين من خارج حصة عون، واللذين قد يخفيان خلفهما عقدة «الثلث المعطل» بالاستناد الى هوية الاسماء التي طرحها عون وتلك التي يقترحها ميقاتي.

 

تشييع قبلان

 

وفي هذه الاجواء شيّع أمس رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الامام عبد الأمير قبلان في مأتم رسمي وشعبي حاشد من مقر المجلس على طريق المطار الى مثواه الاخير في روضة الشهيدين في الغبيري. وقلّده رئيس مجلس النواب نبيه بري، باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، تقديراً لجهوده وعطاءاته في خدمة الوطن.

 

وخلال التشييع كان للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة نوّه فيها بمزايا الرحل، فقال: «هو مفتي المقاومين، هو شيخ المجاهدين الأوائل، هو ذاكرة أرض، هو خنادق ومعسكرات، هو حدود ملتهبة منذ اليوم الأول للاحتلال هو صاحب الفقراء في برج البراجنة، في الرمل العالي، في حي السلم، في الضاحية والمصيطبة والخندق الغميق، هو بعلبك الهرمل والجنوب وعكار وكافة مناطق المحرومين والمعذبين في هذا البلد المظلوم. هو رفيق الإمام الصدر أخوه وشريكه في أخطر اللحظات التي كانت تحيط بالبلد والمنطقة، وهو القائل إن العيش المشترك والسلم الأهلي ومشروع الدولة الواحد بمثابة المسجد للمسلم والكنيسة للمسيحي، وأن من يطعن العيش المشترك إنما يطعن بمواثيق الله سبحانه وتعالى. نعم هو رفيق الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وشريكه بخلاصة ان الوطن إنسان وأن الضمير دين وأن المسيحية كالإسلام خلاصة محبة الله ورحمته، وأن العائلة الوطنية شرط ضروري لقيامة لبنان». وأضاف: «كان مطمئنا على الطائفة وكان يراهن على أمر واحد هو شراكة وأخوة ومحبة دولة الرئيس بري والسيد حسن نصرالله، وقال فيهم حماية الشراكة بين الرئيس بري والسيد حسن ليس بالضرورة للشيعة فقط بل هي ضرورة لحماية لبنان من العواصف الآتية، وما أكثر العواصف التي تضرب لبنان». أيها المؤمنون، أيها الأحبة، للشيخ عبد الأمير ممّا قاله إذا جمعنا القرآن بالإنجيل بخصوص الناس، نخرج بأمر واحد وهو ان الناس وصية الله وخدمتهم طاعة وشرف كبير في الدنيا والآخرة».

 

الخطيب

 

بدوره، نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب قال في كلمة تأبينية للراحل: «كنتَ السند الأكبر للقضية الفلسطينية والداعم الأكبر للمقاومة رفدتها بمواقفك، ولم تبخل في أي فرصة سنحت لك في شرح مبرراتها وضروراتها لحفظ لبنان ووحدته وسيادته من دون استفزاز لمشاعر أحد بل بأسلوب الحريص على اللبنانيين جميعاً ومصلحتهم ومصلحة بلدهم ودعوتهم للحفاظ عليه وعدم التفريط به». وتابع: «فوداعاً أيها الإمام الراحل. وداعا يا أبا الفقراء والمساكين والمستضعفين الذي لم يستنكف يوما عن السعي في قضاء حاجة محتاج منهم من دون تمييز».

 

وبعد تلاوة مجلس عزاء حسيني، أمّ الخطيب الصلاة على الجثمان، وانطلق موكب التشييع الرسمي والشعبي من مقر المجلس سيراً، وحمل النعش على الأكف في مسيرة حاشدة ليوارى في ثرى روضة الشهيدين في الغبيري.

 

لقاء عمان

وفي هذه الأجواء سيَحضر ملف الغاز المصري والطاقة الاردنية التي ينتظرها لبنان عبر سوريا اليوم في عمان من خلال اللقاء الوزراي الرباعي الذي دعت اليه وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هاله زواتي، في حضور نظرائها المصري والسوري واللبناني وخبراء وتقنيون من وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان.

 

وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» ان البحث سيتناول جوانب تقنية وادارية ومالية مختلفة يمكن الإشارة اليها بالنقاط اللآتية:

 

– التثبت من جهوزية البنى التحتية ولا سيما منها تلك المتصلة بخط نقل الغاز المصري القائم منذ عقد ونصف عقد ومدى الاضرار اللاحقة به منذ وقف استخدامه في الأراضي السورية واللبنانية. وإذ يحمل لبنان معه تقريراً يحدد نسبة الاضرار اللاحقة به في الأراضي اللبنانية، كشف وزير الكهرباء السوري غسان الزامل أن كلفة إصلاح خط الكهرباء الذي يربط بين الأردن وسوريا وصولا إلى لبنان، تتجاوز 12 مليار ليرة سورية.

– المتطلبات المالية المطلوبة وفق ما هو مقدر من كلفة مالية والجهات التي تتحملها بما فيها الحديث عن استعدادات البنك الدولي لتقديم قرض جديد للبنان او لمجموعة الدول الاربعة لإتمام العملية وطريقة استردادها لاحقا.

– البَت بالحقوق والواجبات وتوزيع نسبة الرسوم وتوزيعها على الأطراف الاربعة ، علما ان هذا الامر التفصيلي يمكن البت به لاحقا ولكن لا بد من اعادة البحث في الاتفاقيات السابقة وان كانت ستبقى على ما هي او يجري تعديلها.

– تشكيل لجنة فنية وتقنية ومالية رباعية تتمثل فيها الاطراف الاربعة لمواكبة ما يمكن التفاهم حوله وصولا الى مرحلة التنفيذ لاحقاً.

 

مساعدات للجيش

 

من جهة ثانية فوّض الرئيس الأميركي جو بايدن الى وزير الخارجية أنطوني بلينكن بتوجيه ما يصل إلى 47 مليون دولار لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية، حسبما ذكر البيت الأبيض امس.

 

وقال بايدن في مذكرة إلى بلينكن: «أفوّض بموجب هذا وزير الخارجية سلطة توجيه ما يصل إلى 25 مليون دولار من السلع والخدمات من مخزون وموارد أي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأميركية لتقديم مساعدة فورية إلى القوات المسلحة اللبنانية». وأضاف: «أفوّض بموجب هذا أيضا وزير الخارجية بسلطة خفض تكلفة تصل إلى 22 مليون دولار على المواد والخدمات الدفاعية من وزارة الدفاع، لتقديم مساعدة فورية للجيش اللبناني».

 

وفد عسكري أوروبي

 

الى ذلك كشفت مصادر ديبلوماسية اوروبية لـ«الجمهورية» ان وفدا عسكريا يمثل الاتحاد الاوروبي سيصل الى بيروت اليوم في زيارة مهمة يستهلّها بلقاء عون صباح غد، قبل ان يتنقّل بين مقار وزارة الدفاع وبعض المسؤولين اللبنانيين. وفي المعلومات ان الوفد يدرس تقديم مساعدات للجيش اللبناني باسم الاتحاد الاوروبي ولن يقدرها قبل الاطلاع على حاجات الجيش والمؤسسات الامنية والعسكرية.

 

مساعدات «الحزب»

 

من جهة ثانية وزع «حزب الله» مساعدات مالية على أهالي قتلى انفجار التليل وجرحاه في عكار، وذلك بتكليف من أمينه العام السيد حسن نصرالله، وبطلب من رؤساء بلديات ومخاتير الدريب الأوسط.

 

وقدم الحزب 30 مليون ليرة لبنانية لكل عائلة شهيد في تفجير التليل، و15 مليون ليرة لكل جريح، إضافة إلى مساعدات ستتابع مع رؤساء واتحادات بلديات الدريب ومخاتيرها.

 

الصادرات الايرانية

 

من جهة أخرى كشف مدير مكتب الشؤون العربية والافريقية في منظمة التنمية التجارية الإيرانية فرزاد بيلتن، أمس، عن نمو الصادرات السلعية لبلاده إلى لبنان بنسبة 266 % خلال الاشهر الخمسة الاولى من السنة الجارية. ولفت إلى أن هذا النمو هو من الفترة الممتدة بين 21 آذار الماضي حتى 20 الشهر المنصرم، على أساس سنوي.

 

وأفاد أن حجم التبادل التجاري مع لبنان خلال هذه الفترة «لامسَ 20 مليون دولار، حيث بلغت صادرات إيران نحو 12.7 مليون دولار في مقابل استيراد 7.5 ملايين دولار من لبنان». كما أعلن أن حجم الصادرات الى لبنان سجل زيادة من ناحية القيمة بنسبة 266 %، ومن ناحية الكمية 677 %، وشملت سلعاً منها قضبان الحديد، والزجاج، والفستق، والقماش، والبوليسترين…

 

كورونا

 

صحياً، سجل التقرير اليوميّ لوزارة الصحة العامّة حول مستجدات فيروس كورونا امس 1148 إصابة جديدة (1132 محلية و16 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 609189. كذلك سجل 15 حالة وفاة ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 8129.

 

 

**************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

طبخة الحكومة: سباق بين عضّ الأصابع.. ودخان بعبدا!

مساعدة أميركية للجيش بـ47 مليون دولار.. وكلفة باهظة لإصلاح خط الكهرباء بين سوريا ولبنان

 

 

الترقب سيّد الموقف على المسار الحكومي.. على وقع رهانات وتوقعات، تلتقي على استبعاد رؤية حلحلة حكومية في الساعات المقبلة، في ظل أسئلة محورية: مَن يصرخ أولاً!

عضّ الأصابع، لا يجري، خارج خضم الأزمات المتفاقمة، إذ يجري الترويج لأزمة محروقات لا تُبقي ولا تذر في غضون أيام لا تتجاوز الاربعاء المقبل (15 أيلول الجاري)، مبشرة برفع الدعم، في وقت، يغطُّ مصرف لبنان في سبات من السكوت، وينبري محركو كارتيلات النفط بالعزف على اختفاء المحروقات (أزمة) ثم البحث عن حل (رفع الدعم) بارتفاع سعر صفيحة البنزين إلى ما يتجاوز الـ300 ألف ليرة لبنانية، وصفيحة المازوت إلى 280 ألف ليرة.. مع ارتفاع لتعرفة السرفيس (25 ألف ليرة لبنانية)..

 

ولا يقتصر الأمر على المحروقات، ففقدان المازوت جعل في ظل غياب وزارة الاقتصاد المطاحن تبشر بأزمة خبز، وفقدانه من الأسواق.. فيما مؤسسات المياه في بيروت وجبل لبنان والبقاع والجنوب والشمال، «تكشح» عن تزويد المواطن بالمياه، وتتركه لمحتكري المياه، وصهاريج السوق السوداء، تسد بعضاً من رمقه إلى المياه.

 

أما حديث العودة إلى المدارس، في ظل الاعتصام التربوي لأساتذة القطاعين الخاص والعام امام الأونيسكو، الرافض للعودة إلى التعليم ما لم توفّر المحروقات، ويعاد النظر بالرواتب، فيطغى على ما عداه، لجهة ارتفاع أسعار القرطاسية، الذي يحل ككارثة على الأهل، بعدما دخلت السوق السوداء، في الاتجار بالقلم والدفتر والممحاة مضروبة بأكثر من 15 ضعفاً، فضلاً عن الزي المدرسي وأسعار الكتب، لدرجة ان علبة التلوين للأطفال باتت بـ40 ألف ليرة..

 

تفاؤل.. وتحفظ

 

حكومياً، تتراوح اجواء اتصالات تشكيل الحكومة بين تفاؤل اوساط القصر الجمهوري بمعالجة عقدتي حقيبة الاقتصاد واسمي الوزيرين المسيحيّين، وبين تحفظ من اوساط الرئيس نجيب ميقاتي من دون قطع حبل التواصل بل بالعكس ثمة معلومات عن تواصل غير مباشر بين الرئيس المكلف وبين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لمعالجة العقد القائمة.

 

وعلى هذا ذكرت مصادر متابعة لاتصالات التشكيل ان نقاط الخلاف لا زالت قيد البحث حول الحقيبة البديلة للاقتصاد التي سيتولى الرئيس ميشال عون تسمية وزيرها في حال تولى الرئيس ميقاتي تسمية وزير الاقتصاد، كما يجري تبادل اسماء للوزيرين المسيحيين اللذين سيتوليان حقيبتي السياحة والمهجرين واللذين يفترض اختيارهما بالتوافق بين الرئيسين لمنع حصول اي طرف على الثلث الضامن، لكن الجو ليس متشنجاً وهناك رغبة في الحلحلة وربما اصبحت في الخواتيم.لكن تبديل الاسماء والطوائف للحقائب يعيد خلط الاوراق.

 

اضافت المصادر: انه طالما حبل التواصل قائم فهذا يعني ان نسبة وإمكانية التوصل الى تفاهم اعلى من نسبة إمكانية الفشل. وان الرئيس ميقاتي يعمل على بلورة صيغة حكومية شبه نهائية ولن يزور قصر بعبدا إلّا وهي في جيبه بعدما يكون التوافق قد حصل.

 

وقد دخلت اوروبا على خط التحذيرمن تفاقم الازمة، حيث دعت الكتلة الاشتراكية الأوروبية التي زار وفد منها لبنان مؤخراً، إلى «معاقبة معطّلي حل الأزمة اللبنانية، مشددة على وجوب الحد من سياسة الإفلات من المحاسبة داعية القضاء اللبناني إلى تحمل مسؤولياته. واعتبرت الكتلة أن النظام الطائفي في لبنان عقبة امام مستقبل البلاد.

 

كما قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا من دار الفتوى حيث بحثت مع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، في الشؤون اللبنانية وأوضاع المنطقة: ناقشنا الأزمة المتفاقمة في لبنان وتأثيرها العميق على الشعب والحاجة إلى حلول فورية. توافقنا على اعتبار أن تشكيل الحكومة لا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك. لقد نقلت اليه مدى جهود الأمم المتحدة المستمرة لدعم لبنان وشعبه».

 

وعلمت «اللواء» من مصادر سياسية مطلعة أن هناك عملية تبدلات تحصل في بعض الحقائب والأسماء لأن اي تبديل في حقيبة يدفع إلى إجراء تبديل في حقيبة أخرى. وأشارت المصادر إلى أن حقيبة الاقتصاد لا تزال هي العقدة خصوصا أن الأسماء المطروحة يجب أن يحظى احدها على التوافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. وفهم أن هناك مسودة تنقلت أول من أمس بين بعبدا والبلاتينوم من خلال موفدبن وكانت هناك أسماء يتم ترتيبها وأخرى ناقصة.

 

وافيد أن بعبدا لا تزال على تفاؤلها لتأليف الحكومة وتنتظر رئيس الحكومة المكلف.

 

وعلمت اللواء أن من بين الأسماء التي طرحت أول من أمس محمد بعاصيري. وذكرت المصادر إن أي موعد بين الرئيسين عون وميقاتي يعني حكما أن الطبخة الحكومية نضجت.

 

الا ان أوساط متابعة اشارت إلى ان الطبخة الحكومية، باتت عالقة بين سباق «عضّ الاصابع» أو صعود الدخان الأبيض أو الأسود من قصر بعبدا، في فترة زمنية لا تتعدّى نهاية الشهر الجاري.

 

وودع لبنان أمس رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في مأتم رسمي وشعبي مهيب، وبمشاركة واسعة من كل أطياف المجتمع اللبناني وطوائفه واحزابه.

 

وتقدم المشيعين الرئيس نبيه برّي الذي تقدّم المشيعين من مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى روضة الشهيدين، حيث ووري الثرى، الامام الراحل عبد الأمير قبلان، وقلده وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر الذي منحه اياه الرئيس ميشال عون تقديراً لمواقفه الوطنية وعطاءاته.

 

مؤتمر بايدن

 

دولياً، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن فوض وزير الخارجية أنتوني بلينكن بتوجيه ما يصل إلى 47 مليون دولار لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية.

 

وقال بايدن في المذكرة الموجه إلى بلينكن: «بموجب المادة 552 (ج) (2) من قانون المساعدة الخارجية لعام 1961، أفوض وزير الخارجية سلطة توجيه ما يصل إلى 25 مليون دولار من السلع والخدمات من مخزون وموارد أي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم مساعدة فورية إلى القوات المسلحة اللبنانية».

 

وأضاف: «كما أفوض وزير الخارجية بموجب المادة 506 (أ) (1) من قانون المساعدة الخارجية لعام 1961، بتخفيض تكلفة تصل إلى 22 مليون دولار على المواد والخدمات الدفاعية من وزارة الدفاع، لتقديم مساعدة فورية للجيش اللبناني».

 

وفي السياق، ذكرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني انه ضمن المساعدات التي تقدمها المملكة الأردنية الهاشمية للجيش اللبناني تسلم أمس وفد من قيادة الجيش في مطار رفيق الحريري الدولي نحو 10 اطنان من المواد الغذائية المقدمة هبة من المملكة للجيش، بحضور السفير الأردني وليد الحديد وممثل قائد الجيش جوزاف عون.

 

المحروقات ورفع الدعم

 

في الوضع الحياتي، وبعدما نفد صبر المواطنين من الاذلال على المحطات وتراجع اقبالهم على تعبئة البنزين ويئسوا من الحصول على المازوت، عادالحديث عن ان قرار رفع الدعمسيتخذ خلال ايام قليلة وليس قبل نهاية ايلول الحالي كماوعد حاكم مصرف لبنان في الاجتماع الاخير الذي عقدفي قصر بعبدا.

 

وقداعلن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس «أن الدعم على المحروقات سيُرفع خلال أيام، مشيراً الى أن الأمور قيد الدرس بالتنسيق بين وزارة الطاقة ومصرف لبنان لإتخاذ القرار البديل.

 

واضح البراكس أن الاتجاه نحو خيارين إما رفع الدعم فيبقى الموضوع بيد مصرف لبنان لجهة الموافقة على استيراد المحروقات ولكن على سعر السوق، وإما تحرير الاستيراد فيصبح الموضوع بيد الشركات المستوردة، ما يتطلب دراسة لتحديد الآلية المعتمدة وإصدار الأسعار. وفي هذه الحالة سيرتاح السوق وستتم السيطرة على التهريب والاحتكار لكن الأمر ستكون له انعكاساته السلبية على سعر الصرف في السوق السوداء.

 

في ظل شح المازوت، أعلنت نقابة أصحاب الأفران في الشمال الإقفال ابتداء من اليوم حتى الحصول على مادتي المازوت والطحين.  وذلك بعد جلسة عمومية في مقر النقابة في طرابلس،ولاحقا، أعلن رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، أن مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال حسين قعفراني اتصل بي واخبرني بوصول كمية من المازوت توزع اليوم على الافران والمطاحن في المدينة والشمال بناء لجدول أعدته وزارة الاقتصاد، وقال: أطمئن المواطنين في طرابلس والشمال بأن مادة المازوت ستوزع غدا على الأفران، بإشراف بلدية طرابلس بحسب الجدول المعد من قبل وزارة الإقتصاد، بناء لوعد من رئاسة الحكومة.

 

ودعا الى «عدم الهلع والوقوف في طوابير الذل أمام الافران التي ستوفر الخبز كالمعتاد، على أمل انتهاء هذه الأزمة مع توفير المحروقات بما يكفي حاجيات المدينة حسب الالية التي وضعتها البلدية، بالتعاون مع فاعليات المدينة وأصحاب المولدات والافران والتي لم تنفذ، لتتمكن مؤسسات المدينة والشمال من العمل وتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين.

 

بالانتظار، كشفت خدمة «تانكر تراكرز» لتتبع حركة ناقلات النفط، أن ناقلتي نفط وصلتا من إيران إلى سوريا، تحملان النفط الخام لسوريا وليس الوقود للبنان.

 

ويستضيف الأردن اليوم اجتماعاً لوزراء البترول والثروة المعدنية في مصر وسوريا والطاقة والمياه في لبنان، بدعوة عن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي، للبحث في تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن.

 

كلفة إصلاح خط الكهرباء

 

وعيشة الاجتماع، كشف وزير الكهرباء السوري غسّان الزامل، ان كلفة إصلاح خط الكهرباء الذي يربط بين الأردن وسوريا وصولاً إلى لبنان تتجاوز كلفة إصلاحه 12 مليار ليرة سورية، موضحاً ان تنفيذ أعمال التأهيل والصيانة تحتاج ما بين 2 و4 أشهر من لحظة بدء العمل الفعلي لأعمال إعادة التأهيل، مبيناً ان «الاضرار التي لحقت بالخط شملت تدمير نحو 80 برجاً تتجاوز كلفتها 6.9 مليار ليرة».

 

وفي شأن متصل، كانت مصادر معنية بالوفد الوزاري اللبناني الذي زار سوريا السبت اكدت لـ»المركزية» أن «في ظل عدم انعقاد مجلس الوزراء، حصل الوفد اللبناني على موافقة استثنائية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على التوجّه إلى دمشق للتفاوض مع الجانب السوري حول استجرار الغاز المصري عبر الأردن». وذكّرت المصادر «بإجماع القوى السياسية اللبنانية كافة على الاستفادة من كل الفرص للحصول على الفيول لتأمين ساعات تغذية إضافية للتيار الكهربائي». وأسفت للحديث عما يُسمى بـ»تطبيع مع سوريا»، مؤكدة أن «الحديث خلال الاجتماع في دمشق، اقتصر على «التقنيات» البحتة من دون التطرق إلى المواضيع السياسية لا من قريب ولا من بعيد».

 

ردّ دفوع ضاهر

 

قضائياً، طلب المحامي العام التمييزي القاضي غسّان خوري من المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار ردّ الدفوع الشكلية المقدمة من وكيل الدفاع عن مدير المخابرات السابق في الجيش كميل ضاهر، الذي حدّد له البيطار جلسة استجواب اليوم الأربعاء.

 

609189 إصابة

 

صحياً، أعلنت أمس وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1148 إصابة جديدة بفايروس كورونا و15 حالة وفاة ليرتفع العدد التراكمي إلى 609189 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2021.

 

**************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

تلاشي الايجابية الحكومية ودعوات اوروبية لمعاقبة مُعطّلي حل الأزمة اللبنانية

رفع الدعم خلال اسبوع واجتماع رباعي في عمان لبحث نقل الطاقة إلى لبنان – بولا مراد

 

مرة جديدة وقع اللبنانيون ضحية أجواء ومعطيات غير دقيقة حكوميا. فبعد كل ما اشيع في اليومين الماضيين عن انجاز عملية التشكيل وان الامور باتت رهن زيارة الرئيس المكلف الى قصر بعبدا للاعلان عن الموضوع، تبين انها ليست الا لعبة جديدة لتقاذف كرة المسؤولية بين بلاتينوم، مقر اقامة ميقاتي والقصر الجمهوري فيما الطرفان على ما يبدو ينتظران ما سيؤول اليه الحراك الكبير الحاصل اقليميا دوليا، كما تداعيات قرار رفع الدعم الكلي عن المحروقات الذي سيعلن خلال اسبوع.

 

وقالت مصادر مطلعة على عملية التأليف انه بات من المستبعد انجاز التشكيل قبل نهاية شهر ايلول، معتبرة انه ليس من مصلحة ميقاتي اصلا ان تشكل حكومته على وقع رفع الدعم الذي سيكون له لا شك وقع كبير في الشارع باعتبار ان سعر صفيحة البنزين سيتجاوز الـ 336 ألف ليرة لبنانية، والمازوت إلى 278 ألف ليرة، بحسب «الدولية للمعلومات».

 

ورجحت المصادر في حديث لـ «الديار» ان يتجنب الرئيس المكلف تسلم كرة النار وانتظار ردة الفعل الشعبية وهو مكلف وليس رئيسا فعليا ليقطع الطريق على اخصامه لتحميله كامل مسؤولية القرارات الصعبة المرتقبة وعلى رأسها رفع الدعم.

 

وتضيف المصادر: «كما ان المعنيين بعملية التشكيل اي عون وميقاتي ينتظران ما يطبخ اقليما ودوليا خاصة في ظل معلومات تتحدث عن امكانية توقيع اتفاق جديد مع طهران بخصوص برنامجها النووي مع نهاية ايلول وبشروطها هي، ما يعني ان ميقاتي لا يمكن ان يترأس حكومة بشروطه في جو اقليمي ودولي يثبت مجددا انتصار محور المقاومة الذي تجلى بوضوح مؤخرا بالليونة الاميركية باعطاء ضوء أخضر للبنان للتواصل مع دمشق لتأمين الطاقة عبر الاردن ومصر».

الافق الحكومي غير مقفل؟

 

واوضحت المصادر ان «ما دفع كثيرين في اليومين الماضيين لتصديق رواية انجاز عملية التشكيل كان نجاح جهود مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم بعد لقائه ميقاتي ليتبين ان الاخير لم يكن صادقا او واضحا تماما بما ابلغه اياه، اذ ما لبث ان تراجع عنه بعد عودة ابراهيم من لقاء مع الرئيس عون وضعه فيه في جو انتهاء عملية التشكيل».

 

وقالت مصادر قريبة من الرئيس عون لـ «الديار» ان الاتصالات غير المباشرة مستمرة منذ الإثنين، وان الجو العام يجنح نحو الحل، موضحة انه لم يبق هناك الا عقدتين ابرزهما وزارة الاقتصاد التي لم يحسم مصيرها بشكل نهائي بعد وان كانت قد وضعت على طريق الحل. واضافت: «من الحلول المقترحة ان تعطى للسنة على ان يتم الاتفاق على الاسم الذي ستوكل اليه بين الرئيسين ميقاتي وعون»، مؤكدة ان «الافق الحكومي غير مقفل».

 

وفي الوقت الذي تصر فيه اوساط بعبدا دائما على اشاعة اجواء ايجابية بخصوص عملية التشكيل، تبدو اوساط ميقاتي حذرة، وهي تحدثت بالامس عن مراوحة تشهدها الاتصالات والملف. ولعل الحذر الذي تبديه الاوساط هو نتيجة اقتناعها بأن ما يؤخر التشكيل ليس عقدة وزارة الاقتصاد انما الوزيران المسيحيان اللذان يفترض الا يكونا من حصة الرئيس عون، وهو بالمقابل يصر على ان يشارك بتسميتهما ما يعيد اشكالية الثلث المعطل الى الواجهة.

 

ولفت يوم امس موقف اوروبي لافت وحازم عبرت عنه الكتلة الاشتراكية الأوروبية التي دعت إلى معاقبة معطّلي حل الأزمة اللبنانية، مشددة على وجوب الحد من سياسة الإفلات من المحاسبة داعية القضاء اللبناني إلى تحمل مسؤولياته. واعتبرت الكتلة أن النظام الطائفي في لبنان عقبة في مستقبل البلاد.

 

من جهتها، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا من دار الفتوى انها بحثت مع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، في الأزمة المتفاقمة في لبنان وتأثيرها العميق على الشعب والحاجة إلى حلول فورية. واشارت الى انها توافقت معه على اعتبار أن تشكيل الحكومة لا يمكن أن يتأخر أكثرمن ذلك». واضافت: «لقد نقلت اليه مدى جهود الأمم المتحدة المستمرة لدعم لبنان وشعبه».

لبنان في عمان!

 

وعلى وقع رتابة المسلسل الحكومي، تواصلت مآسي اللبنانيين الذين ودعوا بالامس رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الذي منحه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة «الوشاح الأكبر»، تقديراً لعطاءاته الوطنية والدينية والاجتماعية والإنسانية.

 

ولفت امس ما أعلنته نقابة أصحاب الأفران في الشمال لجهة الإقفال ابتداء من اليوم الاربعاء حتى الحصول على مادتي المازوت والطحين قبل ان يخرج رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، ليعلن أن مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال حسين قعفراني اتصل به واخبره بوصول كمية من المازوت توزع غدا على الافران والمطاحن في المدينة والشمال بناء لجدول أعدته وزارة الاقتصاد.

 

كذلك، انشغل اللبنانيون بما ورد على لسان عضو نقابة أصحاب المحطّات، جورج البراكس  الذي رجح أن يحصل رفع الدعم عن البنزين والمازوت قبل توزيع البطاقة التمويليّة، موضحا ان اجتماع وزارة الطاقة الاثنين خُصّص لدرس الآليات الجديدة بعد رفع الدعم لافتاً إلى أنّ «المسار أصبح واضحاً، وخلال أسبوعين ذاهبون إلى رفع الدعم عن البنزين والمازوت».

 

وبمحاولة للتخفيف من وطأة حالة الاكتئاب العام، اعلن انطوان قسطنطين، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن اجتماع رباعي يعقد اليوم لبحث ملف استجرار الطاقة الى لبنان.

 

وقال: «برسم المكلفين باحباط الشعب اللبناني، بخطابهم السلبي وباوراق النعي: غدًا في عمّان، اجتماع وزاري رباعي مصري، اردني، سوري ولبناني يبحث نقل الطاقة كهرباءً وغازًا إلى لبنان، وفي لبنان أربعة معامل هي دير عمار وصور وبعلبك والزهراني مجهزة وجاهزة لانتاج الكهرباء على الغاز».

 

**************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

بري: ولادة الحكومة بحاجة إلى دعاء  

 

ليس غريباً وصف البنك الدولي حال لبنان الاقتصادية بالكارثية وألاشدّ بين ثلاث ازمات عالمية منذ القرن الماضي. فاللبنانيون القابعون في جحيم الانتظارات اليومية اختفت من قاموس حياتهم كل العبارات الممكن ان توصّف مآساتهم لدرجة ان «الكارثة» بحد ذاتها لم تعد تفي واقعهم الجهنمي حقه، ولم يكن ينقصهم لتكتمل فصول معاناتهم سوى بداية العام الدراسي المدرسي والجامعي حيث رفعت معظم الجامعات الخاصة اقساطها معتمدة دولار الـ 3900 ليرة في حين يسود تخبط قاتل احوال المدارس التي لم يعد لها من امل سوى بالحصول على مساعدات من الخارج ما دام الاهالي غير قادرين على تكبّد تكلفة التعليم المرتفعة بدءا من وسائل النقل مرورا بالمستلزمات المدرسية وليس انتهاء بحتمية رفع الاقساط، فيما لا تزال رواتبهم في «حضيض» الألف وخمسمئة ليرة، بالكاد تكفي لاشباع بطون ابنائهم الخاوية.

 

ولا يقتصر التخبط والضياع على القطاع التربوي، فكل ما ومن في لبنان يتخبط ويعاني، وقد بلغت الازمات حدها مع بدء الرفع التدريجي للدعم في غياب اي خطط رسمية لمواجهة «الفاجعة» التي ستحل باللبنانيين مع تحليق صفيحة البنزين في فلك المئتين والخمسين الفا في الحد الادنى والمازوت كذلك على ابواب فصل الشتاء والحاجة الماسة لهذه المواد للتدفئة والتنقل، فيما يتهدد فقدانها من السوق اللبنانيين يوميا برغيف الخبز ولقمة العيش.

 

سوداوية

 

اما الملف الحكومي فحدّث ولا حرج وقد عادت السوداوية لتلف الملف غداة الاجواء الايجابية التي تم ضخها صباح اول امس وتحدثت عن ساعات فاصلة عن الولادة المنتظرة. بحسب المعلومات فإن اي اتصال أو حراك  لم يُسّجل اليوم على خط التأليف. وافيد ان ثمة تباينات بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وان مصطفى الصلح دخل على خط المصالحة بينهما. في الموازاة، تتمسك بعبدا بتعميم الايجابيات اذ قالت مصادرها: الأمور تنضج وبقيت فقط عقدة وزارة الاقتصاد. اما اوساط ميقاتي فأكثر حذرا اذ اعلنت «نحن في حلقة مراوحة في الملف الحكومي».

 

معاقبة المعطلين

 

وفي موقف أوروبي حازم، دعت الكتلة الاشتراكية الأوروبية إلى معاقبة معطّلي حل الأزمة اللبنانية، مشددة على وجوب الحد من سياسة الإفلات من المحاسبة داعية القضاء اللبناني إلى تحمل مسؤولياته. واعتبرت الكتلة أن النظام الطائفي في لبنان عقبة في مستقبل البلاد.

 

حزم اممي

 

من جهتها، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا من دار الفتوى حيث بحثت مع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، في الشؤون اللبنانية وأوضاع المنطقة: شكرت لسماحته نقاشنا اليوم حول الأزمة المتفاقمة في لبنان وتأثيرها العميق على الشعب والحاجة إلى حلول فورية. توافقنا على اعتبار أن تشكيل الحكومة لا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك. لقد نقلت اليه مدى جهود الأمم المتحدة المستمرة لدعم لبنان وشعبه».

 

ايام صعبة

 

هذا العقم يقابله انهيار معيشي تام وقد اقترب موعد رفع الدعم تماما عن المحروقات خلال ايام. وبينما الطوابير لا تنتهي امام المحطات، اشارت معطيات صحافية إلى أن لا خطة موضوعة حتى الآن في ما يخصّ موضوع رفع الدعم عن المحروقات. ولفتت إلى ان أياما صعبة للغاية تنتظر اللبنانيين في ما يخصّ مادة البنزين التي يكفي مخزونها حتى الثلاثاء. وكشفت «اننا وصلنا إلى الخط الأحمر في مخزون المازوت ولا بواخر في السواحل والكميات المتبقية من المازوت تكفي فقط حتى نهاية الأسبوع».

 

ملف تقني

 

وفي انتظار البواخر الايرانية الموعودة المحملة نفطا، وقد كشفت خدمة «تانكر تراكرز» لتتبع حركة ناقلات النفط أن ناقلتي نفط وصلتا من إيران إلى سوريا، تحملان النفط الخام لسوريا وليس الوقود للبنان، وفيما التقنين الكهربائي يشتد، تستضيف العاصمة الأردنية عمان اليوم اجتماعاً فنياً رباعياً لوزراء الطاقة في كل من سوريا ولبنان ومصر والأردن، لمتابعة استقدام الكهرباء والغاز ومصر إلى لبنان عبر سوريا، وللغاية، يتأبّط وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ملفاً تقنياً إلى الاجتماع الذي سيَطرح بحسب جدول أعماله، خمسَ نقاط تتمحور حول إعادة تفعيل الاتفاقية الموقّعة بين دول خط الغاز العربي المتعلقة بتزويد الغاز الطبيعي للجمهورية اللبنانية، والتأكد من جهوزية البنية التحية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنيّة المطلوبة. كما سيتناول تقديم خطة عمل واضحة، وجدول زمني لإيصال الغاز إلى لبنان، إضافة إلى المتطلبات اللوجستيّة والتقنيّة والإداريّة والفنيّة والمالية من أجل إنجاح المشروع لكل من الدول الأربع .ومن المرتقب أن يخلص اجتماع الغد، إلى تشكيل فريق فنّي من الدول المشارِكة الأردن ومصر ولبنان وسوريا، لمتابعة كل تلك المواضيع المذكورة.

 

موافقة استثنائية

 

وكانت مصادر معنية بالوفد الوزاري اللبناني الذي زار سوريا السبت اكدت  أن «في ظل عدم انعقاد مجلس الوزراء، حصل الوفد اللبناني على موافقة استثنائية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على التوجّه إلى دمشق للتفاوض مع الجانب السوري حول استجرار الغاز المصري عبر الأردن». وذكّرت المصادر «بإجماع القوى السياسية اللبنانية كافة على الاستفادة من كل الفرص للحصول على الفيول لتأمين ساعات تغذية إضافية للتيار الكهربائي». وأسفت للحديث عما يُسمى بـ«تطبيع مع سوريا»، مؤكدة أن «الحديث خلال الاجتماع في دمشق، اقتصر على «التقنيات» البحتة من دون التطرق إلى المواضيع السياسية لا من قريب ولا من بعيد».

 

بري: لم يعد ينفع الا الدعاء

 

قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ»مستقبل ويب»: «ما تقول فول ليصير بالمكيول». واكتفى بالقول رداً على سؤال عن مصير تشكيل الحكومة: «لم يعد ينفع إلا الدعاء».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram