افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 7 ايلول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الثلاثاء 7  ايلول  2021

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء:

لبنان يودّع اليوم إمام الفقراء والاعتدال والمقاومة… وبري: كنت تراباً يمشي… بأمان الله يا مولانا ستة أسرى فلسطينيون يشقون نفق الحرية… كيان الاحتلال في ضياع… الإرادة تقهر التفوّق المسار الحكومي في العناية الفائقة حتى الأربعاء… لتظهير الصورة الملوّنة للأبيض والأسود

 

 استفاقت المنطقة ومنها لبنان على نبأ هز كيان الإحتلال وأطلق الفرحة بين صفوف الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، مع نجاح ستة أسرى فلسطينيين محكومين بالسجن المؤبد، بكسر الأسر والخروج الى الحرية، عبر شق نفق استغرق شهوراً وربما سنوات، فشلت مخابرات الكيان وأجهزة أمنه في اكتشافه أو الوصول اليه، ونجح الأسرى المقاومون في بلوغ الخواتيم التي رسموها لخطتهم المتقنة، ولاقوا شمس الحرية صباح أمس خارج السجن، مؤكدين قدرة الإرادة على هزيمة التفوق، بينما استنفر الاحتلال جيشه ومخابراته، وفشل حتى ساعة متقدمة من صباح اليوم من معرفة أي معلومة يمكن ان تقوده اليهم، وسط تكهنات متفاوتة بين لجوئهم الى بلدتهم جنين أو تجاوزهم لحدود فلسطين نحو الأردن او الجولان او جنوب لبنان، كما قالت تحليلات مخابرات كيان الإحتلال، بينما انتشرت تحذيرات فلسطينية من أي تفعيل لصيغ التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية ومخابرات الاحتلال، وصولاً لتصنيف كلّ من يمدّ يد التعاون للاحتلال بالخائن الذي يستحقّ الموت، بينما خرجت بيانات للفصائل ومن بينها حركة فتح تفخر بالإنجاز وتدعو لإحتضانه خصوصاً انّ الأسرى الأبطال ينتمي خمسة منهم الى حركة الجهاد الإسلامي والسادس هو زكريا الزبيدي أحد قادة كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح، التي يشغل الزبيدي عضوية مجلسها الثوري.
أما اليوم فينشغل لبنان بوداع رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي تشارك اللبنانيون في نعيه على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية والمناطقية، بعدما جسّد خلال مسيرته الطويلة مواقف ثابتة في الحرص على الوحدة الوطنية والتمسك بمشروع الدولة القوية العادلة، ورفضه للتمييز الطائفي والتعصب والتطرف، وكفاحه المستميت بوجه الفتنة بمثل نضاله المستمر بوجه كيان الإحتلال والعدوان، دفاعاً عن لبنان ونصرة لفلسطين، مستحقا بمواقفه وتاريخه لقب إمام الفقراء والاعتدال والمقاومة، وقد تواصل تقبل التعازي برحيله لليوم الثاني أمس وسيتواصل اليوم وليومين لاحقين، بينما كتب رئيس مجلس النواب في وداعه كلمة مؤثرة عبّرت عن رفقة الدرب الطويلة التي جمعتهما، فخاطبه بالقول… يا مولانا بأمان الله، وعهدنا ان يبقى جسدك الذي كان تراباً يمشي… بأن يصبح تراباً تشرئب منه أشجار بحجم قامتك الكبيرة نعلّق عليها ابداً ودائماً فاتحة الكلام .
الملف الحكومي وسط التوقعات التي صارت جزءا من معركة التجاذب بين المعنيين بالتأليف، عبر التسريبات التي يتولاها الفريقان المعنيان، فريق رئيس الجمهورية وفريق الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وفقا للاتهامات المتبادلة، باعتبار الإيحاء بقرب التأليف نوع من الضغط على الرئيس المكلف لتحميله مسؤولية عدم تأليف الحكومة، كما يقول القريبون من الرئيس نجيب ميقاتي، أو تسريب التشاؤم التي يتهم التيار الوطني الحر فريق الرئيس المكلف بالوقوف ورائها لتوجيه الإتهام لرئيس الجمهورية بالتمسك بالثلث المعطل.
المصادر المتابعة لمسار التأليف تؤكد ان أمس لم يكن موعداً متوقعاً لولادة الحكومة رغم التقدم البطيء المحقق في حلحلة العقد، وفقاً لجدول الأعمال الذي وضعه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وقد نجح بتذليل عقبة تسمية أحد الوزيرين المسيحيين الأخيرين اللذين يشكلان عقدة رئيسية في طريق ولادة الحكومة، وبقيت تسمية الوزير الثاني، ومعها حلّ قضية مبادلة حقيبة الإقتصاد بحقيبة أخرى لنقلها الى حصة الرئيس المكلف، وتثبيت بديل مقبول لها في حصة رئيس الجمهورية.
المصادر تقول انّ المسار الحكومي في العناية الفائقة، وليس هناك ما يقول انه في دائرة الخطر فحالته مستقرة، والتحسن بطيء ونسبي لكنه مستمر، والأربعاء موعد مناسب للتقييم لمعرفة نتائج الصورة الملونة وتظهيرها، بالخروج من الأبيض والأسود، فيظهر ما اذا كانت الولادة وشيكة أم أن الأمر يحتاج للمزيد من الوقت، طالما انّ الاعتذار مستبعد، والفشل ممنوع، وفقاً للمناخات الخارجية والداخلية المحيطة بفريقي التأليف، وقد باتت متعددة ويصعب تجاهلها، مع دخول التنسيق الفرنسي الإيراني على الخط، وتحرك ثنائي المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل على خط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، رغم انشغالهما بمراسم العزاء برحيل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، فيما سجلت اتصالات أميركية مباشرة على مستوى أعلى من السفيرة الأميركية في لبنان بمراجع معنية بالمسار الحكومي تأكيداً على الحاجة لتسريع ولادة الحكومة العتيدة.
وتكثفت الاتصالات والمشاورات على مختلف المستويات في محاولة أخيرة لإخراج الحكومة من عنق الزجاجة قبل الذهاب إلى خيارات أخرى سبق وألمح إليها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، تبدأ بطرح صيغة جديدة عبارة عن حكومة أقطاب من 14 وزيراً تمّ رفضها من بعبدا ومن أطراف سياسية عدة وتنتهي بتقديم اعتذاره كآخر الخيارات.
وشارك أكثر من طرف في المفاوضات الحكومية، ففي حين كثف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم العائد من سورية اتصالاته وزياراته على خط بعبدا - "بلاتينوم"، أفادت معلومات بأن المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للسيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل دخلا على خط المساعي وتحركا أمس باتجاه الرئيس المكلف، وعقدا أكثر من لقاء معه بالتوازي مع تواصل غير مباشر بين ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
وعلمت "البناء" أنّ المشاورات تتركز على تبادل بعض الحقائب بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، لا سيما وزارة الاقتصاد. إلا أنه حتى الآن لم تستقرّ المشاورات على نتيجة نهائية، بالتالي لم يتمّ الاتفاق على الصيغة النهائية، وإلا لكان ميقاتي طلب موعداً لزيارة بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة على الأسماء وإعلان ولادة الحكومة، والمشكلة بحسب المعلومات هي أنّ أيّ تعديل يحصل على التركيبة التي أنجزت في اللقاء الثالث عشر بين الرئيسين تستوجب تعديلات في معظم التركيبة، بالتالي تغيير بحصص الأطراف السياسية الأخرى والتي تعارض انتزاع ما اكتسبته من حقائب.
إلا أن ميقاتي لم يطلب موعداً لزيارة بعبدا حتى الساعة بحسب ما أكدت مصادره لـ"البناء"، والتي أكدت بأن الرئيس المكلف لن يزور قصر بعبدا إلا بعد تلقيه خبراً من الوسطاء مفاده موافقة عون على العروض المطروحة، بالتالي توقيع مرسوم تأليف الحكومة. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الأمور لم تصل إلى خواتيمها بعد ولن يتلقى الرئيس المكلف أي رد إيجابي من بعبدا على طروحاته أو طروحات الوسطاء، ما يعني الأمور لم تحل والرئيس عون على موقفه.
وتم التداول ببعض الأسماء التي حسمت كهنري خوري لحقيبة العدل وبسام المولوي للداخلية، الشؤون الاجتماعية من حصة الرئيس عون، الاقتصاد لسني من حصة ميقاتي، الطاقة لرئيس الجمهورية وستسند إلى وليد فياض، أما حصة المردة فهي الأشغال والإعلام.
وأعلن عضو كتلة ميقاتي النائب علي درويش أن ميقاتي قدم تشكيلة حكومية كاملة إلى رئيس الجمهورية، لافتاً إلى أن "هناك تفاصيل وصلت إلى نهايتها، ولكن لا يمكن القول إنها انتهت إلا لدى صدور مراسيم التأليف". ورفض إعطاء مهلة محددة للتأليف، مؤكداً أن "الحكومة مؤلفة من أربعة وعشرين وزيراً، وفي حال لسبب ما لم تشكل بهذه الصيغة، فهناك خيارات أخرى للرئيس المكلف من ضمنها طرح موضوع أربعة عشر وزيراً". وعن احتمال اعتذار الرئيس المكلف، شدد في حديث إذاعي على أن "طالما هناك انطباع بإمكان تأليف حكومة، فالرئيس المكلف جاهز وحاضر لفعل ما يستطيع فعله، إنما إذا وصل إلى أبواب مغلقة بشكل كامل فهو سيعلن عدم الاستمرار بالموضوع".
وذكرت مصادر قناة "المنار" بأن اللواء إبراهيم التقى ميقاتي أول من أمس، وحمل معه محصلة اللقاء إلى بعبدا أمس. ولفتت المصادر إلى أن عقدة حقيبة الاقتصاد لم تحل فيما تم الاتفاق على حل جزئي للعقدة المستجدة أي تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج حصتي عون وميقاتي، إذ جرى التوافق على أحد الوزيرين وبقي الآخر.
في المقابل حافظت بعبدا على تعميم مناخ تفاؤلي يهدف لإحراج الرئيس المكلف ووضع الكرة في ملعبه، وكذلك التيار الوطني الحر بالتأكيد أن الحكومة في مخاضها الأخير وستولد خلال أيام قليلة وأن الكرة في ملعب الرئيس المكلف، وأشارت مصادر قناة الـ "otv" إلى أن "كل التسهيلات حسمت لميقاتي، وهو أُبلغ بالأمر عبر اللواء إبراهيم في الساعات الماضية، وباتت الكرة الآن في ملعبه"، لافتةً إلى أنه "في حال صعد ميقاتي إلى قصر بعبدا، هذا يعني أن الأجواء حسمت لجهة تشكيل حكومة". بالتوازي، رأت مصادر "التيار الوطني الحر" أننا "أمام ساعات فاصلة، إما أن نكون أمام حكومة جديدة أو إلى التصعيد در، والتيار لن يقف مكتوف الأيدي أمام وجود نوايا تعطيلية".
وعشية الزيارة المتوقعة لميقاتي إلى بعبدا زار الأخير عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري وبحث معه التطورات العامة ووضعه في آخر المستجدات الحكومية، ما يحمل تفسيرين: الأول أن الأمور إيجابية جداً وميقاتي يتجه إلى زيارة بعبدا وأراد وضع بري في الأجواء، أو أن الوضع يتجه إلى السلبية مع بعبدا وهدف الزيارة التشاور مع بري وتنسيق المواقف في الخيارات المطروحة ومنها الاعتذار.
وأشارت مصادر في كتلة التنمية والتحرير لـ"البناء" إلى أن الأجواء إيجابية حتى هذه اللحظة، لكن الشياطين ما زالت تكمن في التفاصيل، لا سيما في آخر العقد المتبقية، وهناك استكمال للاتصالات خلال الساعات المقبلة، مرجحة ولادة الحكومة بين يومي الأربعاء والخميس في حال استمرت الإيجابية على هذا المنحى وإلا ستعود الأمور إلى نقطة الصفر"، ولفتت المصادر إلى أن الإيجابية مبنية على عدم نيل أي من الأطراف الثلث المعطل.
إلا أن أوساطاً متابعة لملف تشكيل الحكومة أكدت لـ"البناء" أن "الاتصالات بشأن ما تبقى من عقد في الصيغة الحكومية لم تفض إلى اتفاق نهائي"، لافتة إلى أن اللواء إبراهيم زار قصر بعبدا ولكن لم يجر التوصل إلى الصيغة الحكومية. وأضافت أن العقد في عملية التأليف لا تزال موضع أخذ ورد، وأن الإيجابية التي كانت سائدة استندت إلى معطيات تبدلت في الساعات القليلة الماضية. ولفتت المصادر إلى أنه يجري العمل على تغيير في بعض الحقائب والأسماء، وأن أي تعديل ينسحب على بقية الوزارات. وشددت المصادر على أن الحكومة لا يمكن أن تبصر النور اليوم بانتظار إيجاد الحلول للعقد الموجودة.
في غضون ذلك، وبعد الأجواء الإيجابية التي خرج بها الوفد الوزاري اللبناني خلال مفاوضاته مع الحكومة السورية في ملف استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري عبر سورية، ينتقل الوفد اللبناني الأربعاء إلى عمّان. وقالت مصادر معنية، إنّ التحضيرات اقتربت من نهايتها لعقد هذا الاجتماع الذي سيكون رباعياً، بمشاركة وفود تمثل أطراف الاتفاق، سورية ولبنان ومصر والأردن، للبحث في الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقات بين هذه الدول لإمرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر سورية. وتوقعت أوساط ديبلوماسية رسمية لـ"البناء" أن تثمر المفاوضات التي يجريها الوفد الوزاري اللبناني مع الحكومتين السورية والأردنية في تفعيل خط الغاز والكهرباء من الأردن ومصر عبر سورية إلى لبنان. وأكدت أن الحكومة السورية ستقدم كافة التسهيلات التقنية واللوجستية لتسهيل نقل الطاقة إلى لبنان على الرغم من أن ذلك يحتاج إلى وقت للتأكد من سلامة الأنابيب التي ستنقل الغاز إلى لبنان. وتوقفت الأوساط عند جملة مؤشرات إيجابية برزت خلال الأيام القليلة الماضية، لا سيما التوافق الغربي - الإيراني على تسهيل ولادة الحكومة اللبنانية. وشددت في هذا الإطار على أهمية الاتصال الإيراني - الفرنسي، معتبرة أنه مؤشر إيجابي. واستبعدت الأوساط أن تفرض واشنطن عقوبات على لبنان رداً على إدخال حزب الله النفط الإيراني. مضيفة أن مبدأ العقوبات الأميركية يناقض التصريحات التي يطلقها المسؤولون الأميركيون بتسهيل عملية دخول الطاقة إلى لبنان وفي الوقت نفسه تصيب حلفاءها ومصالحها في لبنان لصالح زيادة النفوذ الإيراني في لبنان، بالتالي في المنطقة لا سيما في البحر المتوسط".
وفي هذا السياق علمت "البناء" أن القائد السابق لقوات اليونيفل الجنرال كلوديو غرازيانو سيزور لبنان الخميس المقبل، وهو يشغل الآن منصب رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي، حيث سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين قضايا أمنية في ضوء تداعيات الأوضاع الاجتماعية على الوضع الأمني.
وفي سياق متصل عرض رئيس الجمهورية مع نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، للأوضاع المعيشية والإنسانية في البلاد وسبل معالجتها بالتعاون مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة، لا سيما تلك التي تعنى بالشؤون الإنسانية. وأكد عون "العمل على التخفيف من معاناة اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة"، مشدداً على "أهمية دور المنظمات الدولية المعنية".
ولم يسجل مشهد الطوابير المعتاد أي حلحلة حتى الساعة بانتظار وصول أولى بواخر الفيول العراقي وسفينة النفط الأيرانية الأولى، وسط توقعات رسمية بأن تشهد أزمة المحروقات انفراجاً جزئياً يريح الأسواق، في مقابل تحذيرات مصادر حكومية من الاقتراب من مسألة رفع الدعم الكلي عن المحروقات الأمر الذي يترك تداعيات خطيرة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ما يستدعي الإسراع بدعم السوق من الكمية المطلوبة من المحروقات والإسراع بتأليف الحكومة للبدء بمعالجة الأزمات بشكل جذري.
وصعدت القطاعات التربوية والنقل من موقفها ضد السلطة وأعلنت الاتجاه إلى الإضرابات الشاملة في مختلف المناطق، وأعلنت نقابة المعلمين مقاطعة التدريس والإضراب العام، ودعت "إلى يوم الغضب والاستنكار لحال الذل والهوان التي يعيشها الشعب اللبناني عموماً والقطاعات التربوية خصوصاً، وإلى اعتصام مركزي ظهر غد أمام وزارة التربية والتعليم العالي".
كما أعلنت الهيئة التنفيذية لرابطة العاملين في الجامعة اللبنانية، إلى التوقف عن التدريس والاعتصام حتى تحقيق المطالب.
من جهته، أكد رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس أنه بعد رفع الدعم عن المحروقات ستصبح تسعيرة "السرفيس" 25000 ليرة وما فوق، وقال: "شئنا أم أبينا فنحن ذاهبون في مطلع الشهر المقبل إلى سياسة ونظام جديد في ما يتعلق بالمحروقات وبيعها، وعلى اللبنانيين أن يتهيأوا لأن السوق ستتحرّر ولن تعود هناك أزمة على المحطات. لكن رفع الدعم سينعكس على كل نواحي الحياة اليومية للبنانيين وسيفاقم الأزمة الاجتماعية."
على صعيد تحقيقات المرفأ، أرجأ المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، إلى 16 أيلول الحالي جلسة استجواب وزير الأشغال العامة السابق يوسف فنيانوس. وكما كان متوقعاً، لم يحضر فنيانوس جلسة استجوابه التي كانت مقررة أمس، بينما حضر عنه المحاميان نزيه الخوري وطوني فرنجية، كما حضر وكلاء الادعاء العام وممثلو نقابة المحامين في بيروت. وتقدم وكيلا فنيانوس بدفوع شكلية، أثارا فيها عدم اختصاص المحقق العدلي لاستجوابه، وأن صلاحية ملاحقة الوزير تعود للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، كما تضمنت مذكرة الدفوع أن فنيانوس استأنف قرار مجلس نقابة المحامين في شمال لبنان الذي أعطى الإذن لملاحقته، وأن الأمر عالق أمام محكمة الاستئناف، ما يعني عدم جواز استجوابه قبل أن تبت المحكمة بقبول الاستئناف أو رفضه. وعليه قرر المحقق العدلي إرجاء الاستجواب إلى 16 أيلول الحالي. وعلى أثر تأجيل جلسة فنيانوس، باشر المحقق العدلي باستجواب المدعى عليه سامي حسين، الذي كان يشغل مركز مدير العمليات في المرفأ، وذلك بحضور وكيله المحامي سعيد علامة وفرقاء الدعوى.

 

*************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

تأليف الحكومة: عودة التشاؤم

 

 لم ترسُ بورصة تأليف الحكومة على بَرّ حتى بعد بثّ كل أجواء التفاؤل من المصدرَين الأساسيّين المعنيّين مباشرة بالمسألة، أي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. فرغم التوافق على معظم الحقائب وشاغليها، ثمّة قطبة مخفيّة حالت دون صعود ميقاتي إلى بعبدا مساء أمس، وسط الحديث عن زيارة مرتقبة يوم غد أي بعد انقضاء يوم الحداد العام، علماً بأن عون رفض الاسم الذي اقترحه ميقاتي لوزارة الاقتصاد عبر اللواء عباس إبراهيم، طالباً استبداله بآخر
دخلت البلاد في مرحلة العدّ العكسي لتأليف الحكومة مع تحديد "مهلة" 48 ساعة لتوجّه الرئيس المُكلّف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا، على اعتبار أن اليوم يوم حداد عام على رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان. حصل ذلك بعدما انكبّت كل الأطراف المعنية بالتأليف على إشاعة الأجواء الإيجابية والاتفاق التامّ هذه المرة، أجواء سبق أن أُشيعت خلال نهاية الأسبوع الماضي ثم أسقِطت في اليوم التالي، ما يدعو الى التشكيك في صحّة هذا الوئام وما إذا وصلت الأمور الى خواتيمها فعلاً كما يسوّق صانعوها.


أقام عدد من الشبّان اللبنانيّين والفلسطينيّين وطلاب من الحزب السوري القومي الاجتماعي حاجز محبّة في ساحة بطل عمليّة الويمبي، الشهيد خالد علوان، في شارع الحمرا ووزّعوا الحلوى على المارّة احتفالاً بعمليّة التحرّر البطوليّة التي نفّذها ستة من الأسرى المقاومين في سجن جلبوع، الشديد التحصين والإجراءات الأمنيّة الصهيونيّة. كما قام الشبّان بشرح أهميّة العملية للمواطنين الذين كانوا موجودين في الساحة. (الأخبار)


"لا مانع أو مبرّر لتعطيل الاتفاق بين رئيسَي الجمهورية والحكومة"، تقول مصادر معنية بالتأليف، وتشير الى أجواء خارجية تدفع باتجاه تأليف حكومة؛ آخرها الاتصال بين الرئيسَين: الفرنسي إيمانويل ماكرون والإيراني إبراهيم رئيسي، الذي دعم هذا المسار، وتشديد ماكرون على "ضرورة تعاون فرنسا وإيران، إلى جانب حزب الله، من أجل تأليف حكومة لبنانية قوية".
وربما، هنا يكمن العائق الأكبر، فبحسب هذه المصادر قد يكون التواصل الفرنسي الإيراني بشأن لبنان وإتيان ماكرون على ذكر حزب الله كعنصر أساسي في التأليف، جعل ميقاتي يتوجّس من ردة الفعل الخليجية أو بالأحرى السعودية. وهو ما دفع الرئيس المكلف الى إعادة حساباته من ناحية إعادة تجربة حكومة عام 2011، رغم كل التغيّرات السياسية المتسارعة في الأسبوعين السابقين والتي كان من المفترض لميقاتي أن يلتقطها ليدرك مدى الاختلاف بين المرحلتين. فالوفد الذي ترأّسته نائبة رئيس الحكومة، وزيرة الخارجية زينة عكر، الى دمشق، نال موافقة مسبقة من السفيرة الأميركية، وكذلك زيارة وزير الطاقة ريمون غجر اليوم لعمّان للمشاركة في اجتماع مع وزراء سوريا والأردن ومصر ولبنان، وتوقيع مذكّرة تفاهم بشأن نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، كما لتوقيع مذكرة أردنية ــــ سورية ــــ لبنانية لاستجرار الكهرباء من الأردن إلى لبنان. وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قد لفتت في مقال الى أن "إعلان الرئيس السوري بشار الأسد والولايات المتحدة استعدادهما للعمل معاً على خطّة لمساعدة لبنان بالحصول على الكهرباء، دليل على تغيير في السياسات تجاه الشرق الأوسط بقيادة الرئيس الأمبركي جو بايدن". تطورات كافية للدلالة على تغيّر، ولو شكليّ، على أداء بعض الجهات الدولية الفاعلة تجاه لبنان والقوى السياسية المعنية بالتأليف، وسط معلومات تتحدث عن اتصال أميركي بميقاتي أبلغه ضرورة الإسراع بولادة الحكومة.
من جانبها، تنفي مصادر الرئيس المكلّف أن يكون بانتظار ضوء أخضر سعودي أو مباركة من نادي رؤساء الحكومات السابقين، بل تعتبر أن لا عقد أساسية سوى أن رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، يرفع سقف المطالب حتى يدفع الأميركيين والفرنسيين إلى التفاوض معه. وفيما تشير المصادر إلى أن المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الذي اتصل بميقاتي لحضّه على الإسراع في تأليف الحكومة، اتصل أيضاً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون للغرض نفسه. أما مصادر بعبدا، فقد نفت حصول الاتصال بعون!
وبين المعلومات المتعارضة، ترى أوساط متابعة أن فرص تأليف الحكومة تتساوى مع عدمها، وأن المهل المحددة اليوم سبق لها أن حددت منذ أسبوع وقبله بأسبوع، لكن أيّاً منها لم يؤدّ الى نتيجة حاسمة سلباً أو إيجاباً.
من جهته، توجّه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم صباح أمس الى قصر بعبدا حاملاً معه مجموعة أسماء من طرف الرئيس المُكلّف للتشاور حولها، والتي لم تلقَ اعتراضاً من عون سوى حول الاسم المقترح لوزارة الاقتصاد وهي الخبيرة الأولى في الحماية الاجتماعية والعمل والجندرة في منطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي حنين السيد. إلا أن عدم الموافقة على اسم السيد، بحسب المصادر، لا يوقف الحكومة بل يجري حلّه باستبدال اسمها باسم آخر. وحتى مساء أمس، أتت الأسماء المتّفق عليها وفق الآتي: هنري خوري لوزارة العدل، عبد الله بو حبيب للخارجية، رفول البستاني للشؤون الاجتماعية، موريس سليم للدفاع، وليد فياض للطاقة، عضو مجلس بلدية بيروت المستقيل غابي فرنيني لوزارة المهجرين، فادي سماحة للبيئة، عباس الحلبي لوزارة التربية. فيما ذهبت وزارة الصناعة للطاشناق، الاقتصاد لميقاتي، والشباب والرياضة للحزب الديموقراطي، والاتصالات والإعلام لتيار المردة، الأشغال العامة والنقل ووزارة العمل لحزب الله، والمالية والثقافة لحركة أمل، بانتظار تحديد وزارة أخرى هي إما السياحة أو الزراعة التي ستذهب إحداهما لرئيس الجمهورية والثانية لحركة أمل. ويفترض أن يكون نهار غد حاسماً في ما إذا كان ثمة قرار داخلي بالتأليف يتقاطع مع نيّة دولية جدية.
 

**************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

تموّجات التأليف: الرهان على ضوء خارجي!

 

غداة الكشف عن اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الإيراني المتسلم مهماته لتوه إبرهيم رئيسي، انحصر كما أعلن في ملف تأليف الحكومة في لبنان، اجتاحت موجة توقعات تفاؤلية مفاجئة وغير مسبوقة بولادة الحكومة الحديدة منذ تكليف الرئيس #نجيب ميقاتي #تشكيل الحكومة، وبدت البلاد على مشارف عدّ عكسي يفترض ان يكون نهائياً لا تتجاوز مهلته بعد ظهر اليوم او غد الأربعاء على ابعد تقدير. ومع ان موجات مماثلة حصلت سابقاً، سواء خلال فترة تكليف ميقاتي او قبلها خلال الأشهر التسعة التي أمضاها الرئيس المكلف السابق سعد الحريري في مهمته قبل ان تنتهي باعتذاره، فإن المدّ التفاؤلي الذي انطلق البارحة أريد له ان يترك انطباعاً بأنه يمهّد لنهاية استعصاء تأليف الحكومة للمرة الأولى منذ 13 شهراً استهلكتها ازمة التأليف بعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 آب 2020 وتحولت الى الحكومة الأطول عهداً في تصريف الاعمال.

 

ولكن التجارب المخيبة والعديدة السابقة تجعل الإبقاء على زناد الحذر الشديد وعدم الأخذ بموجة التوقعات المتفائلة بشكل حاسم حتى انتظار رؤية الرئيس ميقاتي في قصر بعبدا لعقد اللقاء الرابع عشر وربما الأخير قبيل صدور مراسيم تشكيل الحكومة العتيدة. كما ان المفارقة “الفاضحة” التي لا يخجل أي من اقطاب الدولة والسياسة في البلد في عدم الاعتراف بها، قفزت بقوة الى واجهة المشهد حين راح كثر يتغنون بترجيح اضاءة الإشارة الخضراء الخارجية لاستيلاد الحكومة. وحتى الفريق المعني الأول والاساسي بإثبات “صدقية” معاركه المضنية الطويلة للحصول على مكاسبه في الحكومة، أي فريق العهد و”التيار الوطني الحر”، لم يتطوع لنفي البعد الخارجي في الهبوط المحتمل للوحي بامكان استيلاد الحكومة، فيما راح رموز من الفريق “الممانع” إياه يبشرون بان “الشراكة” الفرنسية الإيرانية المزعومة هي التي ستحمل ملامح انهاء الازمة الحكومية، كما تحدثوا بلا تعقيدات “أيديولوجية” عن ضغوط أميركية على رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي لاستعجال تأليف الحكومة.

 

ومع ذلك فإن موجات التفاؤل والتشاؤم لم تتوقف ولم ترس على برّ نهائي اذ عادت المعلومات والتسريبات التي وزعت مساء امس الى تبريد التوقعات “الجامحة”، ولم تجزم بأن التأليف سيكون مؤكداً اليوم او غداً كما أفادت بان لا موعد محدداً بعد لزيارة ميقاتي قصر بعبدا، وان هذا التراجع حصل بعد زيارة ثانية قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الى بعبدا بعد ظهر امس بعد زيارة أولى سبقتها قبل الظهر، ولو ان أوساط القصر تحدثت عن تفاؤلها بالتقدم الحاصل وان التأليف اقترب من نهايته فيما نقل عن أوساط ميقاتي انه لن يزور بعبدا إلا لإعلان التشكيلة الحكومية.

 

وتبين وفق المعلومات التي تسربت عقب زيارة ابرهيم لبعبدا ان عقدة وزارة الاقتصاد لم تحل فيما تم الاتفاق على حل جزئي لعقدة تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج حصتي الرئيس عون والرئيس ميقاتي، اذ ذكر انه تم التوافق على أحدهما وبقي الآخر.

 

وكانت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أفادت أنَّ الحكومة في طريقها إلى التشكيل بعد تذليل العقبات، معتبرة أنَّ أحداً لا يستطيع تحمل مسؤولية التعطيل. ولكنها في الوقت نفسه تتخوف من التفجير المفاجئ في أخر لحظة، كما حصل يوم الثلثاء الماضي، حيث كان من المفترض أنَّ تولد الحكومة يومها، ولكنها تفجرت في أخر الطريق. وتقول المصادر انَّ مشكلة الرئيس المكلف كانت أنه يتشاور مع رئيس الجمهورية أول يوم ويتفقان، ويعود ثاني يوم ليتفاجأ بمطالب مستجدة تعجيزية.

 

ولفتت الى أنَّ الرئيس ميقاتي قدم عبر وساطة اللواء عباس ابراهيم تشكيلة حكومية بالتشاور مع كل الأطراف، أولهم رئيس الجمهورية.

 

 

ميقاتي وبري

 

واشارت المعلومات الى أن الرئيس المكلف التقى أمس بعيدا عن الأضواء رئيس مجلس النواب #نبيه بري للتداول في آخر مستجدات التأليف العالقة عند الثلث المعطل والثقة. كما ان حركة ناشطة سجلت للمعاونين السياسيين لكل من الرئيس بري النائب علي حسن خليل والأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل خلال الساعات الأخيرة تخللها اكثر من لقاء مع ميقاتي، كما واكبتها اتصالات مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وتواصل غير مباشر بين ميقاتي وباسيل الامر الذي جعل الأمور تتقدم على مستوى معالجة العقد المتبقية.

وأفادت تقارير إعلامية ان هنري خوري سيتولى حقيبة العدل، وبسام المولوي الداخلية، والشؤون الاجتماعية ستكون من حصة الرئيس عون، وحقيبة الاقتصاد ستسند الى سني من حصة ميقاتي، والطاقة لرئيس الجمهورية وستسند الى وليد فياض، اما حصة المردة فستكون الأشغال والإعلام.

 

وأعلن النائب في كتلة ميقاتي علي درويش أن الرئيس المكلف قدم تشكيلة حكومية كاملة إلى رئيس الجمهورية، لافتا إلى أن “هناك تفاصيل وصلت الى نهايتها، ولكن لا يمكن القول إنها انتهت إلا لدى صدور مراسيم التأليف”. ورفض إعطاء مهلة محددة للتأليف، مؤكدا أن “الحكومة مؤلفة من أربعة وعشرين وزيرا، وفي حال لسبب ما لم تشكل بهذه الصيغة، فهناك خيارات أخرى للرئيس المكلف من ضمنها طرح موضوع أربعة عشر وزيرا”. وعن احتمال اعتذار الرئيس المكلف، شدد على أنه “طالما هناك امكانية تأليف حكومة، فالرئيس المكلف جاهز وحاضر لفعل ما يستطيع فعله، إنما إذا وصل الى أبواب مغلقة بشكل كامل فهو سيعلن عدم الاستمرار بالموضوع”.

 

 

ازمة المحروقات

 

في غضون ذلك بدت الازمات الحياتية الى تفاقم تصاعدي ولا سيما منها ازمة المحروقات وسط اشتداد ظاهرة الطوابير التي اعادت اقفال طرق رئيسية أمس ومنها أوتوستراد ضبية الدورة. وإذ ذكر ان مخزون البنزين لم يعد يتجاوز الأيام العشرة قبل رفع الدعم نهائياً ربما قبل نهاية الشهر، كشفت مصادر مطلعة في وزارة الطاقة أن إجتماع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر مع الشركات المستوردة للمحروقات كان من أجل التنسيق حول آلية توزيع المحروقات والتسعير بعد نفاذ القرار الاستثنائي لتسعير دولار المحروقات على 8 الاف ليرة الذي اتخذ في الاجتماع الاخير في بعبدا. وأفادت المصادر بأنه تم الاتفاق على التواصل مع مصرف لبنان لوضعه في جو الاجتماع التنسيقي.

 

في سياق اخر ينتقل ملف استجرار الكهرباء الاردنية والغاز المصري عبر سوريا، من دمشق غدا الأربعاء الى عمّان، التي سيزورها وفد لبناني في مهمّة تكمل زيارة الوفد الى العاصمة السورية قبل أيام، بعدما عاد بموافقتها على إحياء العمل بخط الغاز المصري عبر الأراضي السورية بعد الاردنية الى لبنان. وقالت مصادر معنية، انّ التحضيرات اقتربت من نهايتها لعقد هذا الاجتماع الذي سيكون رباعياً، بمشاركة وفود تمثل أطراف الاتفاق سوريا ولبنان ومصر والاردن، للبحث في الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقات بين هذه الدول لإمرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا. وكانت قالت قناة “المملكة” الأردنية إنّ الأردن سيستضيف غدا الأربعاء هذا اللقاء بدعوة من وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي، وسيكون على مستوى وزراء البترول والثروة المعدنية في مصر، النفط والثروة المعدنية في سوريا، الطاقة والمياه في لبنان، للبحث في سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن.

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

مذكّرات التوقيف الوجاهية مستمرّة… وبيطار “رايح للآخر”

“قراصنة” الحصص: الحكومة رهينة “عملية تبادل”!

 

عن عمد أو جهل، أُغرق السوق الإعلامي خلال الساعات القليلة الماضية بعملية ضخ ممنهجة للأجواء الإيجابية المتفائلة بقرب الإعلان عن ولادة حكومة نجيب ميقاتي بعد تذليل آخر العقد العونية، فتوالت التغريدات والتسريبات المبشّرة بالتأليف خلال اليومين المقبلين من دون أن ترتكز إلى وقائع ثابتة أو مرتكزات صلبة لصيغة الحل النهائية.

 

فبعد التمحيص عن كثب بصورة المستجدات الحكومية، لم يتم رصد أي معطيات عملية دقيقة تؤكد وصول الأمور إلى خواتيمها في مفاوضات التأليف، بل إنّ العارفين بمجريات هذه المفاوضات ذهبوا إلى حد اعتبار الجو التفاؤلي “مبالغاً به”، وأوضحت مصادر مواكبة أنّ الحكومة لا تزال رهينة “قراصنة” الحصص الوزارية والإفراج عنها مرهون بنجاح “عملية التبادل” في الحقائب التي يطالب بها رئيس الجمهورية ميشال عون للموافقة على التخلي عن وزارة الاقتصاد والقبول بتجييرها إلى حصة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.

 

وتعليقاً على ما أشيع سياسياً وإعلامياً حول ولادة الحكومة، شددت المصادر على أنّ “تطورات حصلت على مستوى تذليل بعض العقد وليس جميعها”، لافتةً إلى أنّ “رئيس الجمهورية وافق مبدئياً على حل عقدة حقيبة الاقتصاد لكنه سأل عن “البديل”، لأنه لن يقبل بالتنازل عن هذه الحقيبة من دون ثمن”، مبدية توجّسها من أنّ “المطالبة بإجراء تبديل في الحقائب الأساسية من شأنها أن تحدث تعقيدات جديدة في خريطة التشكيلة الوزارية”، وتردد في هذا المجال أنّ الثمن الذي يطالب به عون للتنازل عن حقيبة الاقتصاد قد يكون المطالبة بنيابة رئاسة مجلس الوزراء ليسمي شخصية قريبة منه تتولى ترؤس وفد لبنان المفاوض مع البنك الدولي وصندوق النقد.

 

وخلصت المصادر إلى التأكيد أنّ “الاتجاهات غير محسومة بعد، لا في ما خصّ عقدة وزارة الاقتصاد ولا في ما يتصل بالجهة التي ستختار الوزيرين المسيحيين، ولا إزاء مسألة الثلث المعطل”، كاشفةً أنّ المدير العام للأمن العام “اللواء عباس ابراهيم حمل لائحة من الرئيس المكلف إلى بعبدا تتضمن أسماء مسيحية ليصار إلى الاختيار من بينها، غير أنّ رئيس الجمهورية جدد تمسكه بأنه هو من يقترح الأسماء وعلى الرئيس المكلف أن يختار منها”.

 

وعليه، نقلت المصادر أنّ اللواء ابراهيم لم تُحسم لديه أي معطيات جدية حول سبل تذليل العقد بشكل نهائي، معربة عن قناعتها بأنّ “معظم ما تم بثه من أجواء إيجابية إنما تقف وراءه شخصيات تدور في فلك بعبدا و”التيار الوطني الحر” كما درجت العادة تمهيداً لتحميل الأطراف الأخرى مسؤولية فشل الجهود في وقت لاحق”. وجزمت المصادر بأنّ الساعات الأخيرة “لم تحمل أي مؤشر جديد حاسم باتجاه التأليف لكنّ المشاورات مستمرة وستتكثف استكمالاً لمروحة الاتصالات واللقاءات التي يقوم بها الرئيس المكلف والتي شملت زيارته نهار الاثنين رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد سلسلة زيارات مكوكية قام بها النائب علي حسن خليل موفداً من بري إلى ميقاتي”.

 

وإذ استبعدت أن يحمل اليوم “أي مفاجآت من قبيل زيارة ميقاتي قصر بعبدا”، أكدت المصادر أنّ المعنيين بالتأليف سيتخذون من الحداد الوطني على رحيل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان “فسحة زمنية إضافية لتكثيف الاتصالات وبلورة صورة المشاورات والوساطات الحكومية أكثر قبل نهاية الأسبوع”، لافتةً بالتوازي إلى أنّ “الاتصالات الخارجية لم تتوقف ولم تنقطع على مدار الساعة مع المسؤولين اللبنانيين لحثهم على تشكيل حكومة، بينما الرئيس المكلف على تواصل شبه يومي مع المسؤولين الفرنسيين للتشاور معهم في أجواء التطورات والعقبات التي لا تزال تحول دون ولادة الحكومة”.

 

أما على المقلب الآخر، فكانت مصادر مطلعة على أجواء دوائر الرئاسة الأولى قد نقلت خلال الساعات الأخيرة معطيات تشي بأنّ العدّ العكسي لولادة الحكومة قد انطلق وأنّ “مجرد إعلان الرئيس المكلف عزمه على زيارة قصر بعبدا سيعني أنّ التشكيلة أنجزت وتم الاتفاق على توقيت إعلان مراسيم التأليف”.

 

ووفق هذه المعطيات، فإنّ “اتصالات أميركية وفرنسية جرت مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في الساعات الـ48 الماضية وفتحت باب الحل للعقدة الأخيرة المتمثلة بوزارة الاقتصاد التي يريدها ميقاتي من حصته، فأصبح هذا الأمر مسلماً به ليتركز البحث تالياً حول كيفية إجراء تبادل بين هذه الحقيبة وحقيبة أخرى يصار إلى ضمها لحصة عون بدل وزارة الاقتصاد”.

 

وفي ضوء ذلك، أكدت المصادر أنّ “الساعات المقبلة ستشهد توسيعاً لمروحة اللقاءات والاتصالات التي يقوم بها اللواء ابراهيم، بشكل سيطال أكثر من فريق مشارك في الحكومة العتيدة لتأمين الغطاء اللازم لعملية تبادل الحقائب وتثبيت كل ما اتفق عليه، على أن يكون انتهاء فترة الحداد على الراحل الشيخ قبلان، بمثابة “ساعة الصفر” لدخول عملية التأليف مرحلة الاعلان عن ولادة التشكيلة الوزارية”.

 

على صعيد منفصل، استرعى الانتباه أمس استكمال المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ القاضي طارق بيطار تسطير مذكرات التوقيف الوجاهية بحق مدعى عليهم في القضية، وجديدها مذكرة توقيف بحق مدير العمليات السابق للمرفأ سامي حسين بعد جلسة استماع لإفادته استمرت على مدى عدة ساعات وانتهت إلى توقيفه وجاهياً.

 

وفي هذا السياق، أكدت مصادر قانونية مواكبة للملف أنّ القاضي بيطار “رايح للآخر” في القضية ولا يعير أي اهتمام لكل “حملات التهويل والتضليل التي يمارسها بعض الأفرقاء السياسيين لثنيه عن متابعة تحقيقاته”، كاشفةً أنّ جلسات الاستماع للمدعى عليهم والشهود ستتوالى “ومن يجب توقيفه سيتم توقيفه ومن يتغيّب من دون عذر سيصار إلى إصدار مذكرات جلب بحقه، بمعزل عن أي ضغوطات أو اعتبارات سياسية أو طائفية”.

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«تفاؤل حذر» بقرب ولادة الحكومة اللبنانية وميقاتي يقدّم تشكيلة كاملة من 24 وزيراً

اتصالات دولية فعّلت البحث بالعقد الباقية

 

استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون أمس ​نائبة المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي وبحثا الأوضاع الإنسانية والمعيشية في البلاد ودور منظمات الأمم المتحدة في المساعدة في التخفيف من معاناة اللبنانيين حسب ما أعلنت الرئاسة اللبنانية (دالاتي ونهرا)

بيروت: «الشرق الأوسط»

خيم «التفاؤل الحذر» على مباحثات تأليف الحكومة اللبنانية التي أشاع نواب «التيار الوطني الحر» مناخات إيجابية حول قرب تشكيلها، وسط معلومات عن أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قدم تشكيلة حكومية كاملة للرئيس اللبناني ميشال عون، مؤلفة من 24 وزيراً.

وبعد تعثر الاتصالات وتصعيد متبادل بين الرئاسة اللبنانية والرئيس ميقاتي في الأسبوع الماضي من خلال تبادل البيانات، كثف مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم حركته على خط التواصل مع الطرفين، وأفضت إلى حلحلة في بعض العقد التي بقي منها عقدة وزارة الاقتصاد التي طالب بها ميقاتي، بالنظر إلى أن وزيرها سيكون ضمن الوفد المفاوض مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية في مرحلة لاحقة.

وتحدثت معلومات عن اتصالات دولية، فرنسية وأميركية، جرت في نهاية الأسبوع الماضي لتسهيل التوصل إلى حل، لافتة إلى أن نتيجة الاتصالات «مشجعة»، فيما تريثت مصادر مواكبة لعملية التشكيل قبل تأكيد المناخات الإيجابية من عدمها، داعية، عبر «الشرق الأوسط»، إلى انتظار حصيلة الاتصالات يوم غد الأربعاء، بعد العطلة الرسمية اليوم لمناسبة وفاة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. وتردد أن اللواء إبراهيم، الذي زار قصر بعبدا أمس والتقى رئيس الجمهورية، «استفاد من حركة الاتصالات الخارجية وخصوصاً الاتصال الذي تم بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، والذي خُصص للبحث في الملف اللبناني».

وفيما ينفي «التيار الوطني الحر» تمسك الرئيس عون بالثلث المعطل، وبعد حسم عقدتي «الداخلية» و«العدل»، اصطدمت الاتصالات الأخيرة بعقدة إعطاء الثقة للحكومة التي يطالب الرئيس ميقاتي أن يمنحها «التيار الوطني الحر» للحكومة في البرلمان، وحقيبة وزارة الاقتصاد التي وردت اقتراحات لمبادلتها بحقيبة أخرى من حصة الرئيس أو بنائب رئيس مجلس الوزراء ليكون من حصة رئيس الجمهورية، وهو مقترح لم يُحسم حتى ساعات متأخرة أمس، بانتظار رد يحمله اللواء إبراهيم إلى القصر الجمهوري، تمهيداً لزيارة الرئيس ميقاتي إلى القصر، ما يعني حينها أن جميع العقد قد ذُللت.

ولا يحسم أي من الأطراف التوصل إلى حلحلة كاملة حتى الآن، بانتظار حصيلة الاتصالات. وأعلن عضو كتلة «الوسط المستقل» النيابية التي يرأسها ميقاتي، النائب علي درويش، أن «أطرافاً عدة قد أدت دوراً إيجابياً في اليومين الماضيين على الصعيد الحكومي». وقال في حديث إذاعي إن الرئيس المكلف «قدم تشكيلة حكومية كاملة إلى رئيس الجمهورية»، لافتاً إلى أن «هناك تفاصيل وصلت إلى نهايتها، ولكن لا يمكن القول إنها انتهت إلا لدى صدور مراسيم التأليف».

ورفض درويش إعطاء مهلة محددة للتأليف، مؤكداً أن «الحكومة مؤلفة من أربعة وعشرين وزيراً». وقال: «في حال لسبب ما لم تشكل بهذه الصيغة، فهناك خيارات أخرى للرئيس المكلف من ضمنها طرح موضوع أربعة عشر وزيراً». وعن احتمال اعتذار الرئيس المكلف، شدد على أنه «ما دام هناك انطباع بإمكان تأليف حكومة، فالرئيس المكلف جاهز وحاضر لفعل ما يستطيع فعله، إنما إذا وصل إلى أبواب مغلقة بشكل كامل فهو سيعلن عدم الاستمرار بالموضوع».

وفي مقابل «التفاؤل الحذر»، يؤكد نواب «التيار الوطني الحر» أن العقد الباقية في طريقها إلى الحلحلة تمهيداً لإعلان تأليف الحكومة. وقال النائب إيدي معلوف أمس إن «الجو العام إيجابي»، لافتاً إلى أنه «لم تعد هناك عقد تسمح بعدم تشكيل الحكومة»، وإن «أكثر العقد تم تذليلها، ما يعني أنه من المفترض أن يتم تأليف الحكومة قريباً». وقال معلوف إن «موضوع الثلث المعطل غير مطروح ولم يكن مطروحاً منذ البداية»، مضيفاً أن «إعطاء الثقة للحكومة سيُبنى على أساس برنامجها».

من جهته، أبدى النائب سليم عون «تفاؤله في موضوع تشكيل الحكومة»، وقال في حديث إذاعي إن «لبنان قاب قوسين أو أدنى من التأليف»، متوقعاً تأليفها «خلال 48 ساعة». ولفت إلى أن «الحكومة ستكون مؤلفة من 24 وزيراً بينهم 8 وزراء لرئيس الجمهورية و16 وزيراً للأطراف الباقية». وأشار إلى أن «رئيس الجمهورية سهل كل الأمور حتى موضوع الثلث الضامن»، منبهاً إلى أن «عدم التأليف ضمن الساعات المذكورة يعني أن لبنان أصبح في مسار آخر وهو ما لا يريده أحد داخلياً وخارجياً».

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية 

 

 التفاؤل بالتأليف يصطدم بالثلث المعطّل.. والشارع يغلي قبل رفع الدعم.. والأجهزة قلقة

 

حالة الصعود والهبوط التي يتأرجح فيها ملف تأليف الحكومة منذ 5 أسابيع، تَشي تارة بخاتمة سعيدة، وتارة أخرى بخاتمة تشاؤمية، ما يجعل من الصعب تحديد الوجهة النهائية التي سيسلكها هذا الملف. وإن كانت الغيوم الملبّدة في أجواء الاتصالات وحركة الوسطاء قد مالت الى البياض بعض الشيء ربطاً بالمناخات الايجابية التي أُشيعت فجأة في الساعات الاخيرة.

 

وسط هذه المناخات، يُجمِع كل المعنيين بالتأليف على مسألة وحيدة، وهي أنّ الحسم في هذا الملف، لناحية اعلان ولادة الحكومة، قد بات وشيكا جدّا والمسألة باتت مسألة ساعات معدودة والحكومة صارت على باب الولادة.

 

لعلّها المرة الأولى منذ بدء الأزمة الحكومية الذي «يَطبش» فيها منسوب الايجابية بهذا القدر الذي يحيط ملف التأليف في هذه الفترة، واللافت انّ القريبين من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قد التقوا على تأكيد هذه المناخات، مع مبادرتهم الى تحديد مواقيت قريبة جداً لإعلان ولادة الحكومة. وخلال فترة لا تتجاوز الساعات الثماني والاربعين ساعة المقبلة. وبحسب هؤلاء المقربين فإن الرئيس المكلف قدم لرئيس الجمهورية تشكيلة مكتملة ونهائية، وثمة محاولات لحسم الخلاف حول بعض الأسماء والحقائب. أما بالنسبة الى الثلث المعطّل، فبحسب التشكيلة لم ينله اي من الاطراف، وعلى ما قال نواب عونيون ان الاتفاق تمّ على حكومة من 24 وزيراً: لرئيس الجمهورية 8 وزراء، واما الـ16 الآخرون فلسائر القوى السياسية.

 

جرعة تفاؤل… ولكن؟

 

واللافت للانتباه أن مَن تعمّد في الساعات الاخيرة ضخّ جرعة التفاؤل أوحى من خلالها ان ولادة حكومة نجيب ميقاتي صارت مسألة ساعات قليلة، وبُني التفاؤل على دخول اميركي – فرنسي على خط تسريع ولادة الحكومة، وَضعَ أسس الحكومة العتيدة على قاعدة ثلاث 8، تطمئن كل الاطراف، ويرى فيها كلّ طرف ضمانة له. إلا أنّ جرعة التفاؤل تلك، تبقى غير مكتملة تبعاً للتجارب التفاؤلية السابقة، التي افتقدت الى الجدية والصدقية وما كانت سوى مَلهاة وهروب الى الامام، علماً ان الملف الحكومي كان بالامس محل تداول بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وخصوصا حول النقاط العالقة واهمها الثلث المعطل وإحجام التيار الوطني الحر عن منح الحكومة الثقة.

 

وبمعزل عن هذه الصورة المتأرجحة بين التفاؤل وعدمه، فإنّ الكلمة الفصل التي تحسم وجهة الملف الحكومي تبقى معلّقة على اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والذي يفترض أنّه صار وشيكا، وربما خلال ساعات، وأنّه سيضع النقاط النهائية على حروف التشكيل او التعطيل.

 

والمعلومات الاكيدة في هذا السياق انّ اللقاء الرابع عشر سيحدد وجهة التأليف بشكل عام، فإمّا يقود في اتجاه ولادة الحكومة، واما في اتجاه اعلان الفشل، وبالتالي اعتذار الرئيس المكلف. وهذا بات مؤكدا في الاوساط القريبة منه التي تؤكد أنّه ليس في وارد البقاء في مراوحة سلبية ودوران في حلقة مفرغة.

 

مشهد التأليف

 

حتى ما قبل ساعات قليلة، كان مشهد التأليف ملفوحاً بجو إيجابي، على ما يؤكد معنيون بملف التأليف، الا انه رغم ذلك لا يمكن التأكيد ان ظروف ولادة الحكومة قد نضجت نهائيا، ذلك انّ الاتصالات حول هذا الملف ما زالت «تَعسّ» في مربّع الخلاف على بعض الأسماء والحقائب. وثمة محاولة جدية لحلحلة موضوع الثلث المعطّل الذي يصرّ عليه فريق رئيس الجمهورية، لكن لا شيء نهائياً حتى الآن. ويكشف هؤلاء المعنيون أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أجرى دورة اتصالات جديدة ما بين القصر الجمهوري وبناية «البلاتينيوم». وقد تواكبت مع إعادة وضع مبادرة الرئيس نبيه بري كأساس لتأليف حكومة متوازنة لا ثلث معطلاً فيها لأي طرف. والمعلوم أن هذه المبادرة تحظى بغطاء دولي كامل.

 

أحبّ أن أصدّق… ولكن

 

وفي موازاة المناخ الايجابي الطاغي على ملف التأليف، أمِل مصدر سياسي مسؤول ان تترجم هذه الايجابيات جديا، بما يفضي الى حكومة قريبا، لا ان تكون هذه الايجابيات كسابقاتها مجرّد فقاعات هوائية.

 

وقال المصدر: انا أرغب في أن أصدّق الإيجابيات، لكن لست قادراً على ذلك، فمن جَرّب المجرّب بيكون عقلو مخرّب، انا فقط أصدّق المراسيم عندما تصدر.

 

وسأل: هل تراجع رئيس الجمهورية لكي تتشكل الحكومة بلا ثلث معطل؟ وقال: حتى ما قبل ساعات قليلة كانت اوساط الفريق الرئاسي تؤكّد انّ رئيس الجمهورية ثابت على موقفه، ومتمسك بثوابت ومعايير يعتبرها جسر العبور الالزامي لتأليف الحكومة، ودونها لا حكومة خارج هذه الثوابت والمعايير التي واجهه فيها تكليفَي السفير مصطفى اديب والرئيس سعد الحريري. وتبعاً لذلك، فإنّ عون لن يوقّع مراسيم تأليف أيّ حكومة من دون كابح في يده، او ضمانة أن يكون شريكا حقيقيا وفاعلا في الحكومة، لأنّه مدرك أنّه من اللحظة التي يوقّع فيها المراسيم من دون تلك الضمانة، معناها أنّ ما تبقى من عهده انتهى لحظة التوقيع، وأنه يصبح اعتباراً من تلك اللحظة وكأنّه قدّم رأسه لخصومه السياسيين وهم كُثر، ويتحيّنون تلك اللحظة للانتقام منه. امام هذا الجو، هل حصل انقلاب في الموقف الرئاسي لكي يقبل عون بحكومة ليس هو وفريقه السياسي صاحبا القرار فيها؟

 

الزخم موجود

 

معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة انها لا ترى إفراطاً في التفاؤل في الاجواء المحيطة بالرئيس المكلف، بل تتحدث عن مقاربة موضوية لملف التأليف، وجهود جدية لإحداث خرق.

 

ورداً على سؤال حول ما اذا كان فريق الرئيس المكلف ينظر بجدية الى ما يجري ضَخّه من ايجابيات، قالت المصادر: من الاساس يتعاطى الرئيس المكلف مع ملف التأليف بروحية ايجابية، ولا شك انه شعر بشيء من الإحباط الطبيعي لتأخّر ولادة الحكومة حتى الآن، حيث انه كان يعوّل على ولادة سريعة لولا تلك المطبّات التي اعترضت طريقه من شتّى الإتجاهات، إضافة الى بعض التشويش عليه عبر محاولات متكررة للعزف على خطوة اعتذاره التي روّج لها البعض، علماً انها من الاساس فكرة واردة منذ بداية التكليف بوصفها آخر الدواء، ولكنّها ليست مطروحة على الطاولة حالياً. فالرئيس المكلف ما زال يحافظ على بعض الزّخم في الاستمرار في تحمّل المسؤولية التي قبلها على رغم إدراكه بصعوبتها وقناعته في أن في إمكانه قيادة عملية إنقاذية. وكما يقال فإنّه قرر أن يمدّد فترة «صموده»، وطَوّل الحبل قليلاً لعل الاتصالات والجهود تتمكّن من إحداث الخرق المطلوب خلال الأيام المقبلة.

 

رواية متفائلة!

 

في هذا الوقت، وفي غياب الخبر اليقين، تأرجحت التقديرات لِما سيؤول اليه الملف الحكومي، وسط تأكيدات لبعض المعنيين بملف التأليف انّ الامور قد بلغت خواتيمها بدفعٍ قوي هذه المرة من الفرنسيين الذي كانوا حاضرين على الدوام في هذا الملف، وبشراكة مباشرة وبزخم اكبر هذه المرة من الاميركيين، حيث كانت خطوط السفارة الاميركية مفتوحة في كل الاتجاهات. وبحسب تقدير هؤلاء المعنيين فإن اليومين المقبلين حاسمان على هذا الصعيد، حيث ما زال هناك بعض «الروتوش» على التفاهم، يفترض ان يُنجز خلال ساعات قليلة، تولد الحكومة بعدها بشكل رسمي قبل نهاية الاسبوع الجاري، وإنّ يومي الاربعاء والخميس حاسمان على هذا الصعيد.

 

رواية متشائمة!

 

ولكن في موازاة هذه الرواية المتفائلة، تبرز رواية مناقضة جوهرها التشاؤم الكلّي، حيث يؤكد اصحاب هذه الرواية انهم ليسوا مطمئنين من اكتمال المشهد الايجابي، فحتى الآن ليس هناك ما يؤكد وجود إرادة جدية بتأليف الحكومة. واذا ما عدنا الى الخطاب المتبادل بين المعنيين بالملف الحكومي، يتبيّن بما لا يقبل أدنى شك أن النيات السياسية المرتبطة بعملية التأليف ليست سليمة، فضلاً عن الدخول الفرنسي او الاميركي الذي سبق له ان غاص عميقاً في ملف التأليف، من دون ان تبرز اي استجابة له، فما الذي تبدل اليوم؟

 

ويبني هؤلاء روايتهم المتشائمة على ان الرئيسين الشريكين في تأليف الحكومة، وعلى رغم حرصهما المتبادل على لغة التخاطب الهادىء بينهما منذ تكليف ميقاتي قبل خمسة اسابيع، وتجنّبهما الدّخول في سجال مباشر، علماً أن الامور كادت ان تفلت من أيديهما لو لم يتداركا ويحتويا ما سمّيت «حرب البيانات» الأخيرة وما تضمّنته من اتهامات بالتعطيل، إلّا انّهما، على ما يقول المطلّعون، ليسا مطمئنّين لبعضهما البعض، والمسألة ليست بنت ساعتها، بل هي تعود إلى البدايات، فالفريق الرئاسي يعتبر نفسه أنّه تجرّع تكليف ميقاتي رغم إرادته، وهو بالتالي حَذِرٌ منه من البداية باعتبار ميقاتي يشكل امتداداً للخصوم، وعلى وجه التحديد الذين يتمركزون في نادي رؤساء الحكومات السابقين وميقاتي عضو في هذا النادي، فلم يسمّه في الإستشارات الملزمة، وقبل يوم واحد من تلك الاستشارات تبلّغ ميقاتي صراحة من رئيس التيّار الوطني جبران باسيل بأنّ تكتله النيابي لن يسمّيه ولن يمنح حكومته الثقة. يضاف الى ذلك الكلام الرئاسي المباشر الذي قيل خلال تلك الاستشارات على مسمع بعض النواب الحلفاء للعهد، وعكسَ عدم ارتياح لتكليف ميقاتي وحرفيّته «الحمدلله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه».

 

ويجزم اصحاب الرواية المتشائمة ان كل الطروحات التي تمّ تبادلها بين الرئيسين في لقاءاتهما الـ13، جرى التداول فيها في جوّ من الحذر المتبادل، الذي لم يمكّنهما من بلوغ مساحة مشتركة تُبنى عليها حكومة متوازنة بلا ثلث معطّل لأي طرف. بل أبقاهما في حال دوران في متاهة تارة حول الحقائب الوزارية، وتارة ثانية حول الاسماء المقترحة للتوزير، وتارة ثالثة حول الوزيرين المسيحيين واصرار الرئيس على تسميتهما، وكذلك الأمر بالنسبة الى العقدة الاساس المتمثلة بالثلث المعطّل الذي يقول الرئيس عون انه لا يطالب به، فيما كلّ الآخرين يجزمون بإصراره عليه، بدليل أنّ كل الطروحات الرئاسية تؤدي الى الثلث المعطّل واكثر.

 

تبعاً لهذه الصورة، تخلص الرواية المتشائمة الى الاشارة الى أنّ قرار الإقلاع بحكومة ليس ناضجا حتى الآن، ويُخشى الا ينضج هذا القرار، ذلك أنّ ثمة معوقات كثيرة ما زالت تعترض مسار التأليف. فمن جهة، الرئيسان عون وميقاتي لا يريحان بعضهما بعضاً، فلكلّ منهما رؤيته وسقفه الذي لا ينزل تحته. ومن جهة ثانية، الآخرون لا يريحان رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف، ويتبدّى ذلك في مداخلات سياسية كثيرة دخلت على خط التأليف، وبعضها حاول، وفي الخفاء، إرباك الرئيس المكلف والتشويش على دوره ومساعيه لتأليف الحكومة، أما بعضها الآخر فجاء على شكل طروحات ومطالب مبالَغ فيها، بحيث أنّ أطرافاً أصرّت على حقائب معيّنة، وأطرافاً أخرى أصرّت على أسماء لوزراء بعضهم من طائفة واحدة ومن منطقة واحدة، بما استفزّ الفريق الرئاسي.

 

أيلول يصعّب الحلول

 

وتتقاطع تلك الرواية مع قلق تُبديه مراجع مسؤولة مما تعتبرها مؤشرات غير مطمئنة، يخشى ان تلفح ارتدادتها ملف التأليف، بدءاً من التوتر السياسي المتفاقم على أكثر من خط داخلي. وتندرج في هذا السياق المواقف المتصاعدة للتيار الوطني الحر وتلويحه باتخاذ خطوات تصعيدية، ومن ضمنها الاستقالة من مجلس النواب، وكان باسيل قد ألمح الى ذلك في الجلسة الاخيرة لمجلس النواب، معلناً اننا لا نستطيع ان نكون مكتوفي الايدي امام ما يجري.

 

وتندرج في هذا السياق ايضاً الاستحقاقات المنتظرة في ايلول، خصوصاً لناحية رفع الدعم عن المحروقات وغير ذلك من السلع، وما قد يترتّب على ذلك من تداعيات وتحرّكات لا سقف لها في الشارع، تُنذر بانفجار اجتماعي وفوضى، والأجهزة الأمنية على اختلافها يدها على قلبها وتخشى من انفلات الأمور الى حدّ يستحيل احتواؤه، فكيف يمكن أن تتشكّل حكومة في هذه الأجواء؟

 

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

بعبدا تصدم سعاة الخير بالمطالبة بكامل الحصة المسيحية!

إشاعة أجواء التفاؤل «لاصطياد الدولار».. وكارتلات النفط تروّج لرفع الدعم بعد أسبوع

 

الثابت في الوقائع ان مساعي مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم ما تزال قائمة، وهي شملت سفيرتي الولايات المتحدة دورثي شيا، وفرنسا آن غريو، فضلاً عن الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، وهي بناءً عليه، لم تسفر بعد عن تفاهمات، الأمر الذي حيّر «سعاة الخير» وحمل الرئيس المكلف إلى زيارة عين التينة، ووضع «الملف الحكومي» بما له وما عليه امام الرئيس نبيه برّي، الذي يعمل على تذليل العقد، لكنه «مذهول» من عدم استقرار التفاهمات، وسرعة الانقلاب عليها؟

 

أين يكمن التعثر؟

 

من الصعب، وفقاً للمولجين العمل على تذليل العقبات، وفكفكة العقد، تحديد المشكلة: هل هي عدم نضوج التفاهمات الإقليمية والدولية؟ تحديداً على خط طهران – واشنطن، وعواصم عربية معنية، فضلاً عن «الوسيط الفرنسي»..

 

أم ان العقد محض داخلية، لجهة ان الرئيس عون يرغب بغالبية الوزارات من الدفاع إلى العدل إلى الاتصالات، فالشؤون الاجتماعية، ونائب رئيس مجلس الوزراء، والطاقة والشراكة في تسمية وزير الداخلية، وتسمية أو عدم وضع فيتو على كل الوزراء المسيحيين، الأمر الذي لم يكن وارداً لدى الرئيس المكلف القبول به، وعليه، اذاً لم تحدث الحلحلة المطلوبة، والتزام جدي من قبل رئيس الجمهورية وفريقه، فإن فرصة رؤية حكومة جديدة، تصبح في غير محلها..

 

في الوقت هذا، توقفت أوساط رسمية عند ما يجري في سوق القطع، لجهة الترويج من قبل الفريق العوني لمعلومات عن حصول تقّدم إيجابي، وان التأليف بات قريباً، أو خلال 48 ساعة من أجل احداث صدمة لجهة تراجع سعر صرف الدولار، واقبال حملة «العملة الخضراء» لتصريفها، وبعد ذلك العودة إلى الارتفاع، في محاولة غير بريئة لاصطياد ما تبقى من دولارات في يد المواطن..

 

وسجلت آخر الوقائع الحكومية أمس التالي: التكتم عاد ليسود لأن المشاورات شغالة بين بعبدا والبلاتينوم وهناك موفدون إيضا ما يشير إلى أن حبل التشكيل لم ينقطع حتى أن البعض يقول ان زيارة الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا تعني أن الحكومة ستعلن.

 

ما يفهم من الأجواء ان العقدة لا تزال تتصل بوزارة الاقتصاد والى من ستؤول بعد المفاوضات وأي وزارة بديلة يحصل عليها أحد الطرفين في المقابل. وهل أن « البازل « الحكومي سيتأثر في هذا التبديل، اما أن اتصالات خارج البحار رتبت الأمور لتسهيل التأليف.

 

الجواب ينتظر ما سيكون عليه الاتفاق النهائي وكيفية إخراجه بطريقة سلسة. وعلى ما يبدو فإنه حتى ما بعد ظهر أمس كان هناك اسمان واحد سني وآخر ارثوذكسي ينتظران البت على ان التشكيلة الحكومية اكتملت وبدأ التحضير الفعلي لأعلان الحكومة في القريب العاجل، وهذا ما كان عليه الجو السائد. هناك حركة ناشطة من مسودة حكومية وترتيب صور الوزراء الجدد لحكومة الـ ٢٤ وسيرهم الذاتية.وما هي إلا ساعات أو أيام تكاد تعد. فهل ينقلب المشهد رأسا على عقب في الثواني الأخيرة؟

 

ما من احد يملك الجواب لكن الغد لناظره قريب، مع العلم أن الاتصالات لم تهدأ طيلة أمس للوصول إلى الاتفاق الأخير والجازم.

 

ويؤكد نائب كتلة الوسط المستقل علي درويش في تصريح ل اللواء أن هناك مروحة من الاتصالات الدولية والخارجية التي سجلت في الساعات الثماني والأربعين المقبلة وقد تكون أدت إلى تذليل بعض العقبات، ويسأل هل أن العقبات كلها ذللت،الأمر ينتظر الساعات المقبلة ولذلك ليس هناك من مبالغة في التفاؤل، كما لا يمكن القول أن التأليف عالق إذ أن هناك تقدما حصل ولا يمكن القول أن الأمور انتهت إلا عند صدور مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة.

 

ويشير النائب درويش إلى أن نواب التكتل يفضلون عدم الدخول في التحاليل ويقول أن الرئيس ميقاتي قدم للرئيس عون تشكيلة من ٢٤ وزيرا واذا كانت هناك من ملاحظات فأن الرئيس ميقاتي مستعد لبحثها وهناك ترحيب بأي مسعى يساهم في تذليل العقبات.

 

واذ يرى عبر «اللواء» أن وزارة الاقتصاد قد تكون احدى العقبات أو لا تكون يشدد على رغبة الرئيس ميقاتي في قيام التوازن داخل الحكومة وأن تحوز على ثقة داخلية وخارجية وذلك بفعل مجموعة معايير، لافتا إلى أن الرئيس المكلف مستمر في مساعيه طالما ان هناك بصيص امل وهو لا يريد تأليف حكومة لا فرص نجاح لها.

 

حُسمت.. لم تحسم

 

وهكذا، مضى الوسط السياسي بين حُسمت … لم تحسم… هل تعلن تشكيلة الحكومة هذا الاسبوع ام تنسفها شياطين التفاصيل؟ فما زالت التشكيلة الحكومية عالقة في مطبّات عدّة آخرها مطبّ جديد هو تبديل الحقائب في اللحظات الاخيرة، بحيث علمت «اللواء» ان حقيبة الاشغال التي كان يُفترض انها من حصة حزب الله قد تصبح من حصة تيار «المردة» بدل حقيبة الاتصالات، ما استدعى البحث عن حقيبة جديدة اساسية للحزب ربما تكون الصحة، اذا وافق الرئيس نجيب ميقاتي على منحه اياها وهي التي كانت محسوبة على الرئيس سعد الحريري الذي سمّى لها الدكتور فراس ابيض، وبناء عليه يجري التداول في اي حقيبة ستعطى للسنّة بدل الصحة، وهناك من طرح ان تؤول الاتصالات لهم بدل الصحة، وقد سبق ان شغلها تيار المستقبل اكثرمن مرة(جمال الجراح ومحمد شقير)، اذا وافق المعنيون (ميقاتي والحريري)، او تؤول الاتصالات الى من يقترحه حزب الله، على صعوبة ذلك بالنسبة للمجتمع الدولي الذي يفرض عقوبات على الحزب ويرفض التعامل مع أي وزير يقترحه لأي حقيبة.

 

وعدا ذلك لا زال موضوع حقيبة الاقتصاد غير محسوم بشكل نهائي برغم المعلومات عن موافقة الرئيس ميشال عون على التنازل عنها للرئيس ميقاتي، لكن مصادر المعلومات نفت ذلك واكدت انها ما زالت قيد البحث والبحث جارٍ عن حقيبة وازنة غيرها اذا تنازل عنها عون في مساعي المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي زار الرئيس عون امس بعيداً عن الاعلام ناقلاً اليه مسودة تشكيلة حكومية غير مكتملة بشكل نهائي، بعدما زار ليل امس الاول الرئيس ميقاتي، ناقلا مقترحات وعروضاً للرئيسين. فيما زار الرئيس المكلف امس رئيس مجلس النواب نبيه بري في زيارة وصفت بأنها للبحث في تدوير زوايا الخلاف حول هذه الحقائب ومعالجة مسألة الثلث الضامن.

 

لكن مصادر المعلومات اجمعت على ان التعقيدات قابلة للحل وان الساعات الاربع والعشرين او الثماني والاربعين المقبلة ستكون حاسمة إيجاباً او سلباً.

 

وعليه، ضربت المساعي القائمة موعداً لظهور الخيط الأبيض من الأسود غداً، لأن اليوم هو يوم حداد واقفال، حيث يوارى جثمان الامام عبد الأمير قبلان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى حدث الرحمة في مدافن روضة الشهيدين في مأتم شعبي ورسمي.

 

وسط ذلك برز موقف بريطاني مهم، إذ لفت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي، ‏إلى أن لبنان في أزمة ودعا قادته «لإجراء إصلاحات عاجلة لتحقيق الاستقرار»‏‎.‎

 

وقال كليفرلي عبر «تويتر» إنه تحدّث إلى السفير اللبناني في بريطانيا رامي ‏مرتضى بشأن التطورات في لبنان «والتداعيات إذا لم يستجب قادة لبنان‎».

 

استطلاع أوروبي حول اجراء الانتخابات

 

نيابياً، ‎وفي إطار استطلاع مدى استعداد لبنان لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها، استقبل الرئيس دياب وفداً من الاتحاد الأوروبي، برئاسة نائب رئيس مجموعة التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي بيدرو ماركيز، وتناول البحث اجراء انتخابات نزيهة، واجراء حكومة في أسرع وقت ممكن لمتابعة الإصلاحات.

 

بدورها، عقدت هيئة الإشراف على الإنتخابات اجتماعا مع وفد برلماني رفيع من الإتحاد الأوروبي، وتمثلت الهيئة برئيسها القاضي نديم عبد الملك.

 

سجال بين «المركزي» و«مهر»

 

مالياً، لم تستغرب مصادر في مصرف لبنان ما ورد في تقرير وكالة «مهر» الإيرانية ‏للأنباء، الذي اتهم حاكم المصرف المركزي رياض سلامه بأنه عميل أميركي ‏مهمته ضرب الليرة اللبنانية بهدف انهيار الاقتصاد‎.‎

 

وقالت المصادر لموقع «لبنان الكبير» إن هذا التقرير يأتي في سياق الحملة ‏الممنهجة، التي يقوم بها محور الممانعة والعهد ضد سلامه منذ بدء الأزمة ‏الاقتصادية، والتي تستهدف تحميله جميع موبقات الطبقة السياسية، ونتيجة عدم ‏قدرة «حزب الله» على تطويع سلامه، الذي كان يتشدد في التزام المصارف اللبنانية ‏القوانين الدولية والاميركية، من أجل تمرير عملياته المالية بطريقة غير قانونية ‏وتخرق المعايير الدولية المعتمدة‎.‎

 

مضمون التقرير‎

 

وكانت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء خصّصت تقريراً «خاصاً» أمس ضد حاكم مصرف ‏لبنان رياض سلامة متهمة إياه بأنه عميل أميركي مهمته ضرب الليرة اللبنانية ‏بهدف انهيار الاقتصاد‎.‎

 

التقرير الإيراني حمل عنوان: «مهمة رياض سلامة في لبنان/ تخفيض قيمة الليرة ‏حتى انهيار الاقتصاد» وجاء فيه: «تورط حاكم مصرف لبنان المركزي، الرجل ‏الأول في هذا البلد وعميل الدول الغربية، في قضايا فساد مختلفة وهو السبب ‏الرئيسي في انهيار قيمة العملة الوطنية اللبنانية‎».

 

وقال كاتب التقرير رامين حسين آباديان ان رياض سلامه «يحاول عمداً تصعيد ‏أزمة الاقتصاد في لبنان من خلال اتباع سياسات خاطئة. على سبيل المثال، القرار ‏الأخير لمحافظ مصرف لبنان بإلغاء دعم الوقود الذي أدى إلى موجة من ‏الاحتجاجات في لبنان‎»‎‏.‏

 

أضاف: «رياض سلامة متهم حاليا بالاختلاس وغسيل الأموال في فرنسا. كما ‏سينظر القضاء الفرنسي في قضية محافظ المصرف المركزي اللبناني. ويبدو أننا ‏يجب أن نرى في المستقبل أيضًا إجراءات قضائية ضد رياض سلامه داخل لبنان‎».

 

لقاء عمان

 

وفي إطار المتابعة لاجتماعات دمشق، ينتقل ملف استجرار الكهرباء الاردنية بالغاز المصري عبر سوريا من دمشق غداً الأربعاء الى عمّان، التي سيزورها وفد لبناني في مهمّة تكمل زيارة الوفد الى العاصمة السورية اول من امس، بعدما عاد بموافقتها على إحياء العمل بخط الغاز المصري عبر الأراضي السورية بعد الاردنية الى لبنان. وقالت مصادر معنية، انّ التحضيرات اقتربت من نهايتها لعقد هذا الاجتماع الذي سيكون رباعياً، بمشاركة وفود تمثل اطراف الاتفاق سوريا ولبنان ومصر والاردن، للبحث في الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقات بين هذه الدول لإمرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا. وكانت قالت قناة «المملكة» الأردنية، امس، إنّ الأردن سيستضيف غداً الأربعاء هذا اللقاء بدعوة من وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هاله زواتي، وسيكون على مستوى وزراء البترول والثروة المعدنية في مصر، النفط والثروة المعدنية في سوريا، الطاقة والمياه في لبنان، للبحث في سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن.

 

المحروقات

 

على جبهة المحروقات، بقيت الطوابير الطويلة في الواجهة، إذ شهدت معظم المحطات العاملة في العاصمة اقبالاً أدى إلى اقفال بعض المحطات، وسط إشاعات متزايدة أو ضخ خبريات عن أزمة جديدة، محدقة بالمحروقات بعد أسبوع من تاريخه، في محاولة للتبكير بجني أرباح طائلة من قبل كارتلات النفط.

 

واعلن رئيس تجمع أصحاب المولدات عبدو سعادة، إلى أن «لدى وزارة الطاقة تسعيرتان للمازوت، وهذا الأمر فرمل سوق المازوت أكثر، ولشهر آب تم تسعيرالكيلو واط بـ 2460 ليرة. وقد سبق وأشرنا إلى أنه مع رفع الدعم لن نستطيع  الإستمرار بتغطية فارق تقنين الكهرباء، ومع رفع الدعم سيصل سعر الكيلواط إلى 8000 ليرة، ومع وصول طن المازوت إلى 11 مليون ليرة لن نستطيع  شراء المادة وسنُطفئ موّلداتنا.

 

وأكد، أن «الحلّ اليوم هو بدعم المازوت على أساس سعر صرف 3900 ليرة مقابل الدولار لتبقى فاتورة المولّد مقبولة، أو بأن يقوموا بتأمين الكهرباء 24/24 لنذهب إلى منازلنا».

 

وأعلن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس «انه بعد رفع الدعم عن المحروقات ستصبح تسعيرة السرفيس 25000 ليرة وما فوق، وقال: شئنا أم أبينا فنحن ذاهبون في مطلع الشهر المقبل الى سياسة ونظام جديد في ما يتعلق بالمحروقات وبيعها، وعلى اللبنانيين أن يتهيأوا لأن السوق ستتحرّر ولن تعود هناك أزمة على المحطات. لكن رفع الدعم سينعكس على كل نواحي الحياة اليومية للبنانيين وسيفاقم الأزمة الاجتماعية.

 

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، بأن بلاده ستستمر بتزويد الشعب اللبناني بالوقود ما دام بحاجة إليه.

 

وأضاف خطيب زادة في مؤتمر صحفي حول تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بشأن سفن الوقود الإيرانية إلى لبنان، أن “تدخل الكيان الصهيوني في قضية شراء وبيع بسيطة لمنتوجات يحتاجها الشعب اللبناني بصورة ملحة، مؤشر إلى مدى المؤامرة والمخطط الذي يحيكه هذا الكيان في هذا المجال”.

 

وتابع:مادام الشعب اللبناني بحاجة إلى وقود إيران فان إيران ستواصل هذا المسار في أطره، فلا الكيان الصهيوني ولا أي طرف آخر يمكنه التدخل في هذه التجارة المشروعة.

 

وقال خطيب زادة: من الواضح أن هذا الأمر ضرورة للبنان بشكل أساسي لتوفير احتياجاته اليوم والغد.

 

اضراب المعلمين

 

على صعيد مطلبي، عقد المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين مؤتمرا صحافيا في مقر النقابية في العدلية أعلن فيه موقف النقابة من «بدء السنة الدراسية وشروط العودة إلى المدارس». وتلا النقيب رودولف عبود بيانا استهله بتقديم «التعزية الحارة بفقدان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الوطني الباحث والمؤلف والتربوي بامتياز الامام الشيخ عبد الامير قبلان رحمة الله عليه والعزاء لعائلته ولنا ولكل اللبنانيين»، وعددمطالب االقطاع التعليمي الرسمي والخاص، وقال: لكل المعاناة التي عرفناها مدى سنوات، وبسبب عدم الإيفاء بالوعود التي قطعها المسؤولون السياسيون والتربويون، وحتى تحقيق مقومات العودة السليمة للتعليم الحضوري، نكرر قرارنا السابق ونعلن مقاطعة التدريس وعدم تلبية أي دعوة أو قرار بالعودة الى التعليم الحضوري في المدارس التي لا تتحقق فيها تلك المقومات».

 

وختم: فلنلبِ دعوة هيئة التنسيق النقابية إلى يوم الغضب والاستنكار لحال الذل والهوان التي يعيشها الشعب اللبناني عموما والقطاعات التربوية خصوصا، ولنحضر للاعتصام المركزي الساعة 11 قبل ظهر الأربعاء 8 ايلول (غداً) امام وزارة التربية والتعليم العالي.

 

اما على صعيد تحقيقات المرفأ، فأرجأ المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، الى 16 أيلول الحالي جلسة استجواب وزير الأشغال العامة السابق يوسف فنيانوس. وكما كان متوقعا، لم يحضر فنيانوس جلسة استجوابه التي كانت مقررة اليوم، بينما حضر عنه المحاميان نزيه الخوري وطوني فرنجية، كما حضر وكلاء الادعاء العام وممثلو نقابة المحامين في بيروت. وتقدم وكيلا فنيانوس بدفوع شكلية، أثارا فيها عدم اختصاص المحقق العدلي لاستجوابه، وأن صلاحية ملاحقة الوزير تعود للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، كما تضمنت مذكرة الدفوع أن فنيانوس استأنف قرار مجلس نقابة المحامين في شمال لبنان الذي أعطى الإذن لملاحقته، وأن الأمر عالق أمام محكمة الاستئناف، ما يعني عدم جواز استجوابه قبل أن تبت المحكمة بقبول الاستئناف أو رفضه. وعليه قرر المحقق العدلي ارجاء الاستجواب الى 16 أيلول الحالي. وعلى أثر تأجيل جلسة فنيانوس، باشر المحقق العدلي باستجواب المدعى عليه سامي حسين، الذي كان يشغل مركز مدير العمليات في المرفأ، وذلك بحضور وكيله المحامي سعيد علامة وفرقاء الدعوى.

 

إلى ذلك، أصدر القاضي طارق البيطار مذكرة توقيف بحق مدير العمليات السابق للمرفأ سامي حسين، بعد جلسة استماع استمرت لساعات.

 

اما بالنسبة لوزير الاشغال السابق يوسف فنيانوس، فإن محاميه حضر، ولم يحضر هو، وقدم دفوعاً شكلية، تتعلق بعدم صلاحية القضاء العدلي في الملاحقة في ظل وجود المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

 

608411 إصابة

 

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 611 إصابة جديدة بفايروس كورونا و13 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية ليرتفع العدد التراكمي إلى 6080411 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

الحكومة في الساعات المُقبلة ؟ والأمال مُعلّقة على نهار الأربعاء لصدور المراسيم

الملفات الإقتصادية تُشكل التحديات الأساسية للحكومة العتيدة والتفاوض مع «الصندوق» على رأسها

 المجتمع الدولي يزيد من مساعداته الإنسانية من دون أن يكون هناك مرور بالسلطة

 

أجواء إيجابية خيمت في الساعات الأخيرة على المشهد السياسي مع الحديث عن نجاح المساعي والضغوطات الدولية في تقريب وجهات نظر الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي. وتُشير المعلومات أن الحكومة العتيدة قد تُبصر النور نهار الأربعاء مع إستحالة القيام بذلك اليوم نظرًا إلى الحداد الوطني على الشيخ عبد الأمير قبلان الذي وافته المنية الأسبوع الماضي.

 

الأجواء الإيجابية أتت بعد إتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حيث تم التشديد على ضرورة تشكيل حكومة في لبنان. وهو ما يُرجّح أن هذا الإتصال أعطى دفع قوي لعملية التأليف مع ضغط أميركي مُتزايد في هذا الإتجاه.

 

تفاصيل الإتفاق لم تُنشر بعد، وبالتالي لم نعرف حتى الساعة توازن القوى داخل الحكومة ولمن آلت الوزارات المُتنازع عليها. مصادر فرنسية قالت لجريدة الديار أن العقد هي عقد محلية وليست دولية وبالتالي الضغط على السلطة السياسية أعطى مفعوله بشكل سريع نظرًا إلى أن الأجواء كانت نحو الإعــتذار منذ يومين لتنقلب الأن وتُصبح إيجابية.

 

المعلومات الأولية تُشير إلى أن هنري خوري سيتولى حقيبة العدل، في حين تذهب الداخلية إلى بسام المولوي، ووزارة الشؤون الإجتماعية من حصة رئيس الجمهورية، ووزارة الإقتصاد من حصة الرئيس ميقاتي، والطاقة تذهب إلى وليد فياض من حصة رئيس الجمهورية. وتذهب كل من وزارتي الأشغال العامة والإعلام إلى المردة.

 

مصدر مقرب من القصر الجمهوري صرّح أن التواصل مستمر بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي حتى ولو بشكل غير مباشر.

 

وتوقع المصدر أن تتجه الأمور إلى خواتيمها السعيدة خلال 48 ساعة.

 

عمليًا الصراع على وزارة الإقتصاد والتجارة لا يأتي من الدور المُعطى لها في القانون فمهامها محصورة في حماية المستهلك والعلاقات التجارية وبالتالي لا دور لها عمليًا في المرحلة المقبلة إلا من باب الإسم. فمهام وزارة الإقتصاد مُعطاة لوزارة المال التي لها حصرية تحضير الموازنة وبالتالي يتم التعاون مع وزارة الإقتصاد كأي وزارة أخرى.

 

من هذا المنطلق، يحاول المعنيون حجز مقعد لهم على طاولة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. هذا الدور يأتي من أن المرحلة المقبلة سيكون هناك حضور لوزارة المال، وزارة الإقتصاد، وزارة الأشغال، وزارة الشؤون الإجتماعية، ووزارة الطاقة وبالتالي يُمكن للأطراف أن يعرقلوا عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي كما حصل في المرة السابقة.

 

أيضًا تأتي أهمية الصراع على وزارة الإقتصاد والتجارة من باب الثلث المعطل الذي يتصارع عليه الأفرقاء بهدف تأمين مرحلة ما بعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية. وبالتالي بإسناد وزارة الإقتصاد والتجارة إلى سنّي من حصة الرئيس نجيب ميقاتي، يعني أن رئيس الجمهورية تراجع عن الثلث المُعطل.

 

مصادر تُشير إلى أن حكومة حتى ولو تشكّلت، سيكون من الصعب عليها القيام بإنجازات نظرًا إلى التباعد الكبير بين القوى السياسية وخصوصًا بين الرئيس نبيه برّي مع خطابه الناري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورئيس الجمهورية من جهة، وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مع خطابه الناري في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، والذي لاقى فيه خطاب الرئيس برّي من باب الهجوم العنيف على رئيس الجمهورية ميشال عون وعلى التيار الوطني الحر. وبالتالي هناك معارضة قادرة وفعّالة قد تكون معرقلا أساسيا أمام عمل الحكومة إذا ما كان فيه خدمة للمستقبل السياسي للنائب باسيل.

 

هذا التحليل يدفعنا إلى القول أن رئيس الجمهورية وفريقه لن يقبلا بالتخلّي عن الثلث المُعطل وهو ما قد يكون عقبة في وصول الملف الحكومي إلى خواتمه السعيدة.

 

بالطبع لا يُمكن نسيان الدور المحوري للواء عباس إبراهيم، أو صاحب الأيادي البيضاء كما يُسمّى، في تذليل العقبات وهو ما عبرت عنه مصادر حكومية عراقية عبر إثنائها على الدور الذي قام به مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم في إتمام عملية تأمين النفط العراقي لمعامل الكهرباء اللبنانية.

 

على كل الأحوال هناك عدّة نقاط يتوجب التوقف عندها في حال تشكّلت الحكومة:

 

أولاً – ما هو مصير قائد الجيش، وحاكم مصرف لبنان، ومدير عام قوى الأمن الداخلي، ومدعي عام التمييز، ومدير مصلحة المناقصات خصوصًا أن التسريبات تحدّثت عن شرط الرئيس عون إقالة الموظفين الحاليين وتعيين بدائل عنهم؟

 

ثانيًا – ما هي المنهجية التي ستتبعها الحكومة العتيدة في مقاربة الإصلاحات خصوصًا أن شيئًا لم يتغيّر في النفوس وهو ما أثبتته عملية تشكيل الحكومة؟ وكيف ستتعامل مع ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي؟

 

ثالثًا – كيف ستتعامل الحكومة اللبنانية مع العلاقات مع سوريا مع العلم أن الرئيس نجيب ميقاتي مطلوب في سوريا؟

 

رابعًا – كيف ستتمكّن الحكومة من حل مُشكلة المصارف بطريقة تُرضي رئيس الجمهورية وفريقه؟

 

خامسًا – هل ستشهد الحكومة صراعًا بين رئيس الحكومة ميقاتي وبين وزير الطاقة المحسوب على رئيس الجمهورية على ملف الكهرباء؟

 

سادسًا – ماذا عن جريمة المرفأ، وهل سيقبل الرئيس ميقاتي بمحاكمة الرئيس حسان دياب وهو المنتسب الأخير إلى نادي رؤوساء الحكومة السابقين؟ وهل سيتم عزل القاضي البيطار من منصبه؟

 

عمليًا الأسئلة كثيرة وقصر المسافة في الوقت حتى الإنتخابات النيابية المُقبلة (إذا ما حصلت) تدفع إلى القول أن هذه الحكومة ستكون حكومة إنتخابات وإدارة أزمة أكثر منها حكومة إصلاح وهو ما يعني أن لبنان فرض كلمته على المجتمع الدولي الذي كان يُطالب بحكومة إختصصايين مُستقلين للقيام بإصلاحات، فها هي الحكومة حزبية بإمتياز وستكون غير قادرة على القيام بإصلاحات!

 

على الصعيد المعيشي، إنسحبت الأجواء الإيجابية بقرب تشكيل الحكومة على سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء حيث واصلت العملة الخضراء إنخفاضها ولامست الـ 17500 ليرة لبنانية للدولار الواحد مع توقعات المحللين بأن يستمر الإنخفاض إلى ما بعد تشكيل الحكومة ليصل إلى مستويات تقلّ عن الـ 16000 ليرة.

 

في هذا الوقت تستمر التسريبات في ما يخص الدولار المصرفي وسعر صرفه مقابل الليرة اللبنانية حيث أشارت مصادر إلى أن المجلس المركزي لمصرف لبنان سيقوم بدراسة الملف في إجتماعه الأسبوعي نهار الغد ويتم بعدها مناقشة الموضوع في إجتماع لجنة المال والموازنة نهار الخميس. وتُشير المصادر إلى أن مصرف لبنان والمصارف اللبنانية لا تعترض على رفع سعر صرف الدولار المصرفي إلى مستويات أعلى شرط السيطرة على التضخم الذي سينتج عن هذه العملية.

 

وكانت لجنة المال والموازنة قد عقدت الخميس الماضي إجتماعًا للبحث في سعر صرف الدولار المصرفي بحضور أعضاء اللجنة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير وممثل عن حاكم مصرف لبنان. وتمّت مناقشة دقائق التعميم 151 وضرورة رفع سعر صرف الدولار المصرفي . الجدير ذكره أن صلاحية تعديل سعر صرف الدولار المصرفي تعود إلى مصرف لبنان وبالتحديد المجلس المركزي وهو الذي يقرر التجديد للتعميم 151 عند إنتهائه في نهاية شهر أيلول أو التجديد كما هو في حاله أو تعديل سعر الصرف فيه.

 

رداءة الوضع المعيشي والإقتصادي في لبنان والذي جسده التقرير الأخير الصادر عن الإسكوا، جعل أكثر من 82% من سكان لبنان تحت عتبة الفقر. هذا الأمر دفع المؤسسات الدولية إلى زيادة مساعداتها الإنسانية حصريًا – من دون المرور بمؤسسات الدولة اللبنانية – إلى الشعب اللبناني والمرافق العامة التي تؤمّن خدمات إجتماعية وصحية. وقد أعلنت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المُتحدة في لبنان نجاة رشدي أن المؤسسة خصصت 6 ملايين دولار أميركي من الصندوق الإنساني للبنان بهدف ضمان إستمرارية الخدمات العامة وعلى رأسها الرعاية الصحية وتخصيص 4 ملايين دولار أميركي لدعم خدمات المياه وبالتحديد شراء وقود لمحطات ضخ المياه.

 

هذا الأمر يأتي على خلفية النقص الحاد في الوقود والكهرباء والذي يُهدد الخدمات الأساسية في لبنان كالرعاية الصحية والمياه وهو ما يضع مئات الألوف من العائلات في وضع كارثي.

 

وبحسب المؤسسة، ستكفي هذه الأموال حاجات 246 مركزًا للرعاية الصحية الأولية، و554 مستوصفاً و65 مستشفى من الوقود على الأشهر الثلاثة القادمة.

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

الحكومة .. «لا تقول فول ليصير بالمكيول»  

 

موجة تفاؤلية عارمة ارتفعت امس في بحر التشكيل قد تصل الى شاطئ الامان من دون عقبات لتبصر الحكومة النور خلال ساعات، ان لم يطرأ شيطان في تفصيل صغير يكبح جماح الاندفاعة نحو وضع حد لتعطيل متماد تجاوز الثلاثة عشر شهرا. فغداة الاتصال الفرنسي – الايراني، وعلى وقع معلومات عن ضغوط اميركية قوية على المعنيين بلعبة الحكومة، بدا ان المياه تحركت جديا في مستنقع التأليف وقد بات صدور مراسيم الحكومة مسألة ساعات لا اكثر.

 

وبحسب معلومات صحافية، الاجواء الحكومية تفاؤلية وايجابية جدا. ونقلاً عن مصادر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي،فقد تم اعداد تشكيلة كاملة ستعرض على رئيس الجمهورية، واشارت المعطيات الى ان هنري خوري سيتولى حقيبة العدل، بسام المولوي الداخلية، الشؤون الاجتماعية من حصة الرئيس عون، الاقتصاد لسني من حصة ميقاتي، الطاقة لرئيس الجمهورية وستسند الى وليد فياض، اما حصة المردة فهي الاشغال والاعلام.  واستبعد مصدر مطّلع ولادة الحكومة اليوم بسبب الحداد الرسمي، مشيرا الى انها قد تتأجل إلى غد الأربعاء.

 

الحزب يتدخّل؟

 

وفي وقت تحدثت معلومات عن لقاء مرتقب بين وفد من «حزب الله» والنائب جبران باسيل لمناقشة الملف الحكومي، قالت مصادر باسيل ان لا إتصال ولا لقاء مرتقباً بين «حزب الله» وباسيل الذي لا يتدخل في الملف الحكومي. وكان افيد قبل الظهر ان مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم استأنف وساطته الحكوميّة، بعد فترة هدوء أعقبت الخلاف الذي ظهر الى العلن عبر البيانات والمصادر بين بعبدا ورئيس الحكومة المكلّف.

 

المحروقات

 

معيشيا، الازمات تراوح وعلى رأسها ازمة المحروقات. وليس بعيدا، كشفت مصادر مطلعة في وزارة الطاقة  أن إجتماع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر مع الشركات المستوردة للمحروقات كان من أجل التنسيق حول آلية توزيع المحروقات والتسعير بعد نفاذ القرار الاستثنائي لتسعير دولار المحروقات على الـ8 الاف ليرة الذي اتخذ في الاجتماع الاخير في بعبدا. وأفادت المصادر بأنه تم الاتفاق على التواصل مع مصرف لبنان لوضعه في جو الاجتماع التنسيقي.

 

تسعيرتان

 

من جانبه، أشار رئيس تجمع أصحاب المولدات عبدو سعادة، إلى أن «لدى وزارة الطاقة تسعيرتين للمازوت، وهذا الأمر فرمل سوق المازوت أكثر، ولشهر آب تم تسعير 2460 ليرة للكيلواط». وأوضح «سبق وأشرنا إلى أن مع رفع الدعم لن نستطيع  الإستمرار بتغطية فارق تقنين الكهرباء، ومع رفع الدعم سيصل سعر الكيلواط إلى 8000 ليرة، ومع وصول طن المازوت إلى 11 مليون ليرة لن نستطيع  شراء المادة وسنُطفئ موّلداتنا». وأكد، أن «الحلّ اليوم هو بدعم المازوت على أساس سعر صرف 3900 ليرة مقابل الدولار لتبقى فاتورة المولّد مقبولة، أو بأن يقوموا بتأمين الكهرباء 24/24 لنذهب إلى منازلنا».

 

اجتماع رباعي

 

في الغضون، ينتقل ملف استجرار الكهرباء الاردنية بالغاز المصري عبر سوريا من دمشق  غدا الأربعاء الى عمّان، التي سيزورها وفد لبناني في مهمّة تكمل زيارة الوفد الى العاصمة السورية يوم السبت الماضي، بعدما عاد بموافقتها على إحياء العمل بخط الغاز المصري عبر الأراضي السورية بعد الاردنية الى لبنان. وقالت مصادر معنية، انّ التحضيرات اقتربت من نهايتها لعقد هذا الاجتماع الذي سيكون رباعياً، بمشاركة وفود تمثل اطراف الاتفاق سوريا ولبنان ومصر والاردن، للبحث في الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقات بين هذه الدول لإمرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا.

 

العلم حضر… غاب

 

وليس بعيدا، وفيما اكدت اوساط وزارة الخارجية اللبنانية ان اللغط الحاصل حول عدم وضع علم لبنان في المحادثات التي جمعت الوفد الوزاري اللبناني برئاسة نائبة رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والخارجية بالوكالة زينة عكر مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد  انما هو محصور بمسألة بروتوكولية اقتصرت فقط على الصالون الذي جرى فيه استقبال الوفد في جديدة يابوس ولا يمكن اعطاء الامر اكثر من حجمه اللوجستي البحت، اكد مصدر ديبلوماسي  ان  في الاجتماع في وزارة الخارجية  السورية كان العلم اللبناني موجودا في الداخل كما في الخارج.  وعزا غياب  العلم في صالون الاستقبال الى خطأ بروتوكولي.

 

وعلم «ان السفارة اللبنانية في دمشق لم تتبلغ بزيارة الوفد  ولم تحضر له، ولم يعلم السفير اللبناني سعد زخيا بقدوم الوفد  الا عبر الاعلام، فيما تولى الامن العام الذي كان مديره العام اللواء عباس ابراهيم ضمن عداد الوفد تنظيم الزيارة. ووصف مصدر ديبلوماسي الاجتماع بالناجح لكنه اشار في الوقت نفسه الى ان تزويد الكهرباء والغاز يتوقف على تسوية أنابيب النقل للغاز وعواميد نقل 400 «كا في ا» kva في درعا  المقدر بثلاثة اشهر على الاقل. وقال ان هناك ثماني عواميد نقل في درعا للكهرباء مدمرة  وانبوب النقل  معطل على طول في 80 كلم من  أصل 270 كلم وبالتالي فإنها مسألة فنية تأخذ وقتا لكن المهم ان  المبدأ أقر وانعقاد الاجتماع الفني الرباعي الوزراي  في الأردن  هو للمتابعة الجدية.

 

فنيانوس

 

اما على صعيد تحقيقات المرفأ، فأرجأ المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، الى 16 أيلول الجاري جلسة استجواب وزير الأشغال العامة السابق يوسف فنيانوس الذي لم يحضر .وحضر عنه المحاميان نزيه الخوري وطوني فرنجية، كما حضر وكلاء الادعاء العام وممثلو نقابة المحامين في بيروت. وتقدم وكيلا فنيانوس بدفوع شكلية، أثارا فيها عدم اختصاص المحقق العدلي لاستجوابه، وأن صلاحية ملاحقة الوزير تعود للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.

 

كما تضمنت مذكرة الدفوع أن فنيانوس استأنف قرار مجلس نقابة المحامين في شمال لبنان الذي أعطى الإذن لملاحقته، وأن الأمر عالق أمام محكمة الاستئناف، ما يعني عدم جواز استجوابه قبل أن تبت المحكمة بقبول الاستئناف أو رفضه.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram