يومان للعلاقات اللبنانية السورية: وفدان وزاري وسياسي روحي شعبي يزوران دمشق / الأسد لوفد الموحدين: الانفتاح الوطني والقومي يحمي الأقليات وليس الانغلاق… ومع لبنان بكلّ ما نقدر مصدر سوري لـ "البناء": هذا هو مفهوم الرئيس الأسد للعروبة … وما بيننا قدر فلم لا يكون خياراً؟ /
فيما يودع لبنان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، كقامة وطنية شامخة غادرته بالأمس، بقي المشهد اللبناني تحت وطأة ترددات بركات سفينة المقاومة، فتتواصل اليوم المساعي الهادفة لتذليل العقبات من أمام طريق ولادة الحكومة، التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بعدما تلقى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، عتاباً غربياً واضحاً على تسريبة تشكيلة حكومية تنعي مساعي الحكومة التي يُفترض أنّ أمتاراً قليلة تحول دون ولادتها، بينما تبلغ الرئيس السابق سعد الحريري طلبات واضحة بترك الرئيس ميقاتي يكمل مشوار التأليف دون طلبات إضافية، والحركة الغربية التي تقودها واشنطن، لمنافسة حزب الله على من يتصدّر الصف الأول لمساعي الحلول، تصل الى نتيجة مفادها، "كي نجعل حزب الله يخسر يجب ان ندعه يربح"، فإذا كان السعي لمنع قيام الحكومة وزيادة الضغوط قد أخذ حزب الله نحو خيار البحر، فلنتراجع ونسابقه بفتح خيار البر الذي سبق أن دعا إليه الحزب مراراً، فجاء التراجع الأميركي عن تعطيل قيام الحكومة، ومعه التراجع عن الحصار المضروب حول ايّ شكل من العلاقة اللبنانية السورية، فدبّت الحياة في مشاريع ممنوعة، مثل استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية بتصريحات أميركية علنية، وجاءت الترجمة بزيارة وفد وزاري، هو الأول منذ عقد، لفتح الحوار مع دمشق حول التعاون الكهربائي، وستليه فوراً الأربعاء لقاءات تقنية رباعية لبنانية مصرية أردنية سورية في عمّان، للبحث في التفاصيل التقنية، وفي اتصال بين الرئيسي الإيراني السيد إبراهيم رئيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون، فتحت باريس باب البحث بالتعاون لتسريع ولادة الحكومة اللبنانية.
عادت دمشق الى المعادلة اللبنانية من الباب الواسع، لأنّ هذا هو الطبيعي، وقد سلّم الأميركي بهذه الحقيقة رغم سنوات المكابرة والإنكار التي لا يزال بعض اللبنانيين أسيراً لها، وبينما دمشق تودّع الوفد الوزاري كانت تستقبل وفداً كبيراً من طائفة الموحدين الدروز يضمّ قيادات سياسية يتقدّمها النائب طلال أرسلان، الذي ترأس الوفد الذي ضمّ الوزير السابق وئام وهاب، نائب رئيس حركة النضال طارق الداوود، وقيادات روحية يتقدّمها شيخ العقل نصر الدين الغريب.
استقبل الرئيس السوري الوفد بحفاوة فاتحاً الباب لحوار امتدّ لساعتين، مؤكداً انّ سورية ستكون الى جانب لبنان في كلّ ما تستطيع تلبيته من احتياجاته، داعياً الى شراكات متعددة للبلدين في مواجهة التحديات التي تفرضها الأزمات، راسماً لمعادلة قوامها انّ الانفتاح الوطني والقومي وحده يحمي الأقليات وليس الانغلاق والانعزال.
حول نتائج زيارة الوفد الوزاري وصف مصدر سوري طلب عدم الإفصاح عن اسمه لـ "البناء" القرار السوري بالاستجابة لطلب الحكومة اللبنانية للسماح باستجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري إلى لبنان عبر الأراضي السورية، بالترجمة الملموسة لمفهوم تجديد العروبة الذي دعا إليه الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، باعتبار العروبة تجسيداً للمصالح المتبادلة وتعبيراً عن الهوية والانتماء المشترك، وأضاف المصدر، أنّ سورية لم تكن بحاجة لتناقش طويلاً الطلب اللبناني، لأنها تنظر في مثل هذه الأمور التي تخفف المعاناة عن الشعب اللبناني الشقيق بعين المسؤولية بمعزل عن المواقف والحسابات السياسية التي قد يتوقف عندها الآخرون، ودعا المصدر إلى الإنتباه للمعنى الذي تحمله هذه التجربة إلى الوعي العام حول ثبات ورسوخ حقيقة الترابط بين لبنان وسورية، وكذلك سائر الدول والشعوب العربية، وإدراك أنّ العلاقات التي تنمو بقوة الجغرافيا والتاريخ أقوى من ايّ محاولة للإنكار والمكابرة، وهي إن لم تكن خياراً ذاتياً واعياً ستكون قدراً إلزامياً لا مفرّ منه.
يستضيف الأردن اجتماعاً لوزراء الطاقة في مصر وسورية ولبنان يوم الأربعاء لبحث نقل الغاز المصري إلى لبنان لأغراض توليد الكهرباء. وكانت الحكومة اللبنانية، أنهت يوم السبت، قطيعة في العلاقات الرسمية مع سورية حيث زار وفد وزاري رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر العاصمة دمشق، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بهدف الحصول على موافقة سورية من أجل تمرير الغاز والطاقة الكهربائية من مصر والأردن عبر أراضيها. وأبدت دمشق استعداداً لتلبيته، في ظل أزمة الطاقة التي يعاني منها لبنان.
ووصف وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر "محادثات بين الجانبين السوري واللبناني بأنها كانت إيجابية"، كاشفاً أن "الجانب السوري أبدى رغبة كبيرة بالتعاون مع الجانب اللبناني". وأشار في تصريح إلى "انعقاد اجتماع رباعي لبناني- سوري- أردني- مصري الأسبوع المقبل في الأردن للتعرف إلى الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقيات بين الدول الأربع، ونرى المواضيع الفنية والتقنية والمالية ونضع برنامج عمل وجدولاً زمنياً ونفعل فريق عمل تقنياً فنياً للكشف على كل المواقع في لبنان وسورية ومصر والأردن، ويتم التأكد من سلامة استثماراتها حتى يتم تشغيلها بشكل آمن، وهذا يمكن أن يبدأ بين لبنان وسورية لأنهما مترابطان فوراً وبين سورية والأردن ومصر".
وفي موضوع الكهرباء، قال: "حتى نستطيع أن نستجر الكهرباء يجب أن تمر الكهرباء بشبكة 400 كيلوفولت من الأردن عبر سورية إلى لبنان"، مشيراً إلى "وجود أضرار وبحاجة للمسح للتأكد من حجمها".
وقال وزير النفط السوري غسان طعمة: "إن الموضوع الذي تم بحثه كان في إطاره التقني"، مشيراً إلى أن "سورية ولبنان هما من أول الموقعين على مذكرة تفاهم لإنشاء الخط العربي عام 2000 وفي عام 2001 انضمّ الأردن إلى هذه الاتفاقية، وقد ناقشت مع الوزير غجر الموضوع التقني والبنى التحتية وجاهزيتها لنقل هذا الغاز، وتمّ استعراض هذا الجانب، يعني الخط العربي من الحدود الأردنية إلى وسط سورية من وسط سورية إلى محطة الدبوسة ومنها إلى الداخل اللبناني. واتفقنا على تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين تعمل على التأكد من سلامة البنى التحتية".
واعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية أنّ موافقة الجمهورية العربية السورية على عبور الغاز المصري عبر أراضيها إلى لبنان، يؤكد وقوفها إلى جانب لبنان ومدّ يد المساعدة للبنانيين لتجاوز معاناتهم نتيجة أزمة المحروقات والكهرباء وغيرها من الأزمات.
وأكد الحسنية أن سورية لم تتأخر يوماً عن تلبية ما يطلبه لبنان، وهي في ظل اشتداد الحرب الإرهابية ضدها، أعلنت هذا الموقف والتزمت به، غير أن الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ عام 2011 نأت بنفسها عن تحمل مسؤولياتها بما يفيد لبنان واللبنانيين.
ورأى الحسنية أن زيارة الوفد الوزاري اللبناني الرسمي إلى العاصمة السورية، دمشق، وإن جاءت متأخرة، لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث أن التعاون والتنسيق والتعاضد والتآزر بين لبنان والشام، هو مصلحة عليا لشعبنا في البلدين.
وقال الحسنية: لقد نبّهنا مراراً وتكراراً الذين رحبوا بما يسمى "قانون قيصر" وهللوا له، وأكدنا بأن تداعياته على اقتصاد لبنان وأمنه الاجتماعي ستكون شديدة الوطأة، إلاّ أن البعض في لبنان عاشوا الوهم الأميركي بالفتات، وأسهموا في وصول لبنان إلى ما وصل إليه من وضع مزر على الصعد كافة.
وشدّد الحسنية على ضرورة البناء على ما تمّ إنجازه خلال زيارة الوفد الرسمي اللبناني، مؤكداً ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة في لبنان اليوم قبل الغد، لكي تتحمل مسؤولياتها وتقوم بالجهود المطلوبة لمعالجة الأزمات ولتعزيز التعاون والتنسيق مع الشام في كل الملفات ومختلف الجوانب، بما يحقق المصالح المشتركة والتي هي حاجة ملحة للبنان واللبنانيين بالدرجة الأولى.
ورأى النائب حسن فضل الله أنه بينما يستعد اللبنانيون لاستقبال المازوت الإيراني، وعلى أبواب وصول الباخرة الأولى، بدأت تتكسر أبواب الحصار الأميركي، وتنفتح خيارات أمام لبنان للتخفيف من وطأة أزمته بعد اضطرار الإدارة الأميركية إلى التراجع عن تهديداتها وضغوطاتها القصوى أمام إرادة مقاومة لبنانية صلبة لا تؤخذ بلغة التهديد، ولا تخضع للضغوط.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد أن العلاقات بين لبنان وسورية ينبغي ألا تتأثر بالمتغيرات والظروف، بل يجب العمل على تمتينها. فسورية ستبقى مع الشعب اللبناني وتدعمه على مختلف الأصعدة".
كما شدد أمام وفد من القيادات الدرزية اللبنانية برئاسة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان ومشاركة رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب وشيخ العقل نصر الدين الغريب على أنّ سورية ستبقى مع الشعب اللبناني وتدعمه على مختلف الأصعدة. واعتبر أنّ "القيادات التي تمتلك الرؤية الصحيحة والواضحة هي التي تستطيع عبر العلاقة المتبادلة مع الناس أن توصلهم إلى الهدف الصحيح والاستقرار وإلى الحماية من المطبات التي تواجههم بأوقاتٍ مختلفة، في ظل ما تتعرض له المنطقة من محاولات تفكيك للبنى الاجتماعية والوطنية، والمعركة التي يجب أن تخوضها القيادات هي معركة حماية العقول مما يستهدفها وهو إلغاء الهويات والتخلي عنها". وقال إن أعضاء الوفد والقيادات التي يضمها يمثّلون وجه لبنان الحقيقي ويعبّرون عن غالبية اللبنانيين الذين يؤمنون بضرورة العلاقة مع سورية وأهميتها، وكانوا أوفياء لها ووقفوا معها خلال سنوات الحرب.
أما أرسلان فأشار إلى أن كل من يعادي فلسطين يعادي لبنان وسورية والعروبة الحضارية كلها، وكل من يعادي سورية يعادي لبنان والعروبة الحضارية كلها، منوهاً بضرورة عودة العلاقات اللبنانية- السورية إلى طبيعتها، حيث يشكل البلدان معاً تكاملاً اقتصادياً بات ضرورة ملحة لكليهما. وأكد أرسلان أن دمشق "أعطت العالم درساً في عدم الخضوع أمام الاستكبار الاستعماري العالمي وعدوانيته"، معتبراً أن "معاناة اللبنانيين والسوريين هي من صنع الاستعمار الجديد".
وفي الشأن الحكومي، لا جديد إيجابياً على خط التفاوض الذي يفترض وفق معلومات "البناء" أنّ يستأنف اليوم بشكل غير مباشر بين بعبدا والبلاتينوم عبر وساطة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، مع إشارة مصادر مطلعة إلى أن الساعات الـ 48 المقبلة ستكون حاسمة لجهة إما تأليف الحكومة أو عدم التأليف، بخاصة أنّ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي كان قد قدم التشكيلة الحكومية منذ نحو عشرة أيام وكان ينتظر الجواب النهائي من الرئيس ميشال عون الذي حتى الساعة لم يصل.
وليس بعيداً تقول المصادر إنّ مطالبة الرئيس المكلف بحقيبة الاقتصاد أو الشؤون الاجتماعية مردّه أنّ الرئيس ميقاتي منذ تكليفه تحدث عن سعيه لتشكيل فريق متجانس لمفاوضة صندوق النقد، بالتالي وبينما آلت حقائب الاتصالات إلى المردة والأشغال إلى حزب الله والصحة إلى تيار المستقبل، بالتالي كل الأطراف ستكون ضمن اللجنة التي ستفاوض صندوق النقد، يفترض أن يكون في اللجنة ممثل عن الرئيس المكلف وهذا الأمر منطقي وطبيعي ولا يحتمل التأويلات. ومن هنا فإن الوساطات القائمة تصب في خانة حل عقدتي الشؤون الاجتماعية والاقتصاد على قاعدة أن تؤول وزارة منهما لرئيس الجمهورية ووزارة للرئيس ميقاتي. ولا تخفي المصادر استغرابها لشروط الرئيس عون لتسهيل التأليف بحصوله على 8 وزراء مسيحيين وحصوله على حقائب الطاقة والشؤون الاجتماعية والاقتصاد، معتبرة أنها تصب في خانة إقفال الباب أمام أي تشكيل يفتح الباب لمجلس الوزراء إدارة البلد بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس ميقاتي الذي يعمل بهدوء ويتطلع إلى تأليف حكومة سريعاً لضرورات الإنقاذ لن يبقى إلى ما لا نهاية رئيساً مكلفاً، داعية إلى انتظار ما ستسفر عنه الساعات المقبلة، علماً أن المصادر نفسها أبدت قلقها من احتمال اعتذار الرئيس ميقاتي، قائلة قد يكون الرئيس المكلف الأخير في عهد الرئيس عون.
في غضون ذلك، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تأييد إيران لتشكيل حكومة قوية في لبنان حتى تتمكن من الحفاظ على مصالح وحقوق هذا الشعب، مشدّداً على "أننا لا نتخلى عن أي دعم إنساني للشعب اللبناني ومستعدون للتعاون مع فرنسا لتنمية وتقدم لبنان". وشدّد رئيسي على أن "لبنان يعاني من الحظر المفروض عليه وبإمكان فرنسا أن تساعد لرفع ذلك"، معتبراً أن "جهود ومساعي إيران وفرنسا وحزب الله تصبّ لصالح هذا الشعب عبر تشكيل الحكومة القوية في لبنان".
وأكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن إفشال كل خطة تطرح للتعافي المالي والاقتصادي أو عدم وضعها من الأساس، إنما يعني شيئاً واحداً وهو أن المنظومة الفاسدة التي لا تزال تتحكم بالبلد والشعب، تخشى المساءلة والمحاسبة، ذلك أن أي خطة تعافٍ تنطلق من ثلاث مرتكزات، أولاً تحديد الخسائر وتوزيعها، وثانياً تحديد المسؤوليات والمحاسبة، وثالثاً تحديد سبل المعالجة.
وقال: "على الشعب أن يعرف من يذله يومياً للحصول على أبسط حقوقه ومنعه من التصرف بأمواله في المصارف وأصوله بحرية. كل ثورة شعبية يجب أن تصب في هذا الاتجاه: تحديد الخسائر وتوزيعها، تحديد المسؤوليات، محاسبة المسؤولين، إيجاد الحلول على نفقة من تسبب بالكارثة المالية ومسؤوليته، وعدم تحميل الشعب مباشرة وحده من دون سواه أوزار الأزمة
**********************************************************
العلاقة مع سوريا لا تمرّ بأميركا: الحكومة أمام الفرصة الأخيرة؟
قد يكون يوم غد الثلاثاء الفرصة الأخيرة أمام تأليف الحكومة. إذا لم يتمّ تخطّي العقبات المتبقّية، فإن اعتذار الرئيس المكلّف سيعود مجدداً إلى الواجهة، إلا إذا فعل التواصل الفرنسي- الإيراني فعله وفتح الباب أمام التأليف، مدعوماً بضغط أميركي كبير على ما تردد أمس. في المقابل، عاد التيار الوطني الحر ليلوّح بمعادلة الاعتذار يقابله الاستقالة من المجلس. وفيما يزداد الوضع المالي والاقتصادي تأزّماً، أتى الضوء من سوريا التي رحّبت باستجرار الغاز عبر أراضيها، في الاجتماع الرسمي الأول الذي يعقده وفد وزاري لبناني في دمشق. المبادرة التي مهّدت لها أميركا برفعها الفيتو عن التواصل مع سوريا، يُفترض أن تستكمل بقرار سيادي لبناني يُفعّل الاتفاقات الثنائية لما فيه مصلحة البلدين
حتى اليوم، لا يزال التأليف لغزاً. ينام الناس على خبر تأليف الحكومة صباحاً ويصحون على عقَد لم تكن موجودة في اليوم الذي سبق. هذه المرة ضُرب موعد جديد لزيارة ميقاتي إلى قصر بعبدا. يوم غد الثلاثاء ليس موعداً حتمياً لتأليف الحكومة، لكنه موعد لحسم ما إذا كانت ستُؤلّف أم لا. على ما يتردّد، فإن ميقاتي سيزور رئيس الجمهورية غداً حاملاً معه تشكيلة جديدة. لكن إذا لم يتم الاتفاق قبل أن يحين موعد الزيارة على حل لمسألة حقيبة وزارة الاقتصاد، وإذا لم يسحب ميقاتي مطلبه المستجد بالحصول على حقيبة الطاقة، كما تؤكد مصادر مطلعة، فإن يوم غد سيكون موعد الارتطام بالمجهول، من دون أن يعرف ما إذا كانت الخطوة التالية لميقاتي ستكون الاعتذار، لثقته بأن رئيس الجمهورية لن يصدر تشكيلة لا يملك الثلث المعطل فيها، أم ستكون البحث عن مسعى جديد أو توليفة جديدة، لا تكون حكماً على شاكلة تشكيلة الـ 14 وزيراً التي طرحت للتداول بشكل غير رسمي.
ولأن هامش المناورة يضيق، نشطت اتصالات على أكثر من صعيد لتذليل العقبات الأخيرة تمهيداً لإعلان التشكيلة الحكومية. ولذلك، فإن 48 ساعة حاسمة تنتظر التشكيل. وإذا كانت مصادر مقربة من عملية التأليف تبقي على حذرها، مفضلة الإشارة إلى تساوي فرص التشكيل والاعتذار، فقد كانت التغريدة التي نشرها النائب جميل السيد كافية لتعيد الأمل بإمكانية الحسم. السيد أعلن أنه خلال الـ24 ساعة الماضية جرت اتصالات أميركية رفيعة المستوى بالرئيسين عون وميقاتي لتشكيل الحكومة في أسرع وقت. وقد ترافق ذلك مع مسعى فرنسي مكثف نتج منه تفاهم شبه نهائي على حكومة من ثمانية وزراء لكل فريق.
لكن مصادر التيار الوطني الحر لا تزال على موقفها الرافض لحكومة وفق صيغة "3 تمانات"، وهو ما يرى فيه التيار "مثالثة غير مقنّعة". وتشير المصادر إلى أن المشكلة ليست في "ثلث معطِّل" لم يطالب به رئيس الجمهورية، بل في أن الرئيس المكلف يُخرج مطلباً جديداً كلّما تم الاتفاق على الشكل العام للحكومة. وتشدّد المصادر على أن العقدة ليست في حقيبة محددة، ولا في تسمية الوزيرين المسيحيين، بل في "مجمل الحكومة". وتؤكّد المصادر أن الحكومة يجب أن تُبصر النور قريباً جداً، وكان يجب أن تتألف منذ مدة، ومن الممكن أن تُعلَن في أي وقت في حال لم تُخترع مطالب جديدة.
وفي سياق متصل، كانت الأزمة الحكومية حاضرة في الاتصال الذي أجري بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والإيراني إبراهيم رئيسي، الذي أكَّد دعمه "تأليف حكومةٍ لبنانيةٍ قويةٍ وقادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني والمحافظة عليها". وأضاف رئيسي "إننا لن نتردد في تقديم كل أنواع الدعم والمساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني، ومستعدون للتعاون مع فرنسا لتنمية لبنان وتطويره"، لافتاً إلى أن "الشعب اللبناني يعاني العقوبات الاقتصادية، وفي إمكان فرنسا أن تؤدّي دوراً في رفع هذه العقوبات". وأشار رئيسي إلى أنَّ "بذل الجهود والمساعي، من جانب إيران وفرنسا وحزب الله، من أجل تأليف حكومةٍ لبنانيةٍ قويةٍ، يمكن أن يكون لمصلحة لبنان".
من جهته، شدّد ماكرون على "ضرورة تعاون فرنسا وإيران، إلى جانب حزب الله، من أجل تأليف حكومة لبنانية قوية".
لبنان في دمشق... رسمياً
إلى ذلك، شكلت الزيارة الرسمية الأولى من نوعها منذ عشر سنوات لسوريا الحدث الأبرز خلال نهاية الأسبوع. وكان لافتاً أن الرضى الأميركي على الزيارة من بوابة السعي لتفعيل اتفاقية الغاز مع مصر، سمح بتسهيل مرورها، حتى من قبل عتاة معارضي سوريا. فقد بدا جلياً أن رفض هؤلاء لعودة العلاقات مع سوريا لا يرتبط بأي مبدأ أو قناعة، بل يعود بالدرجة الأولى إلى التماهي مع الموقف الأميركي السعودي. ولذلك، ما إن رفعت أميركا الفيتو عن التواصل مع سوريا، حتى أمكن رصد مواقف من قبيل "لا مشكلة لدينا إذا كانت زيارة الوفد اللبناني لسوريا ستجلب الكهرباء إلى لبنان". وهذا الموقف الصادر عن نائب "المستقبل" هادي حبيش أتبعه بالاستغراب من افتراض أنه معارض لها، ليقول: "أهلاً وسهلاً بالغاز من سوريا ومن أي دولة أيضا، شو هالمصيبة. أميركا سمحت للبنان باستجرار الغاز والكهرباء عبر سوريا، كتّر خيرن".
وبعد أسبوعين على إعلان رئاسة الجمهورية تبلّغها موافقة واشنطن على مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن، مروراً بسوريا، زار الوفد اللبناني المؤلف من نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال، وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر، ووزير المالية غازي وزني، ووزير الطاقة ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وعقد لقاء في مقر الخارجية السورية، بحضور وزيري الخارجية فيصل المقداد، والنفط بسام طعمة.
وفي مؤتمر صحافي، بحضور المجتمعين، قال الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري، نصري خوري: "طالب الجانب اللبناني بإمكانية مساعدة سوريا للبنان في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، ورحب الجانب السوري بالطلب، وأكد استعداد سوريا لتلبية ذلك". واتفق الجانبان على متابعة الأمور الفنية عبر فريق فني مشترك. ومن المنتظر ان تشهد الأيام المقبلة اجتماعاً في العاصمة الأردنية عمّان، لوزراء سوريا والأردن ومصر ولبنان، لتوقيع مذكّرة تفاهم بشأن نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، كما لتوقيع مذكرة أردنية - سورية - لبنانية لاستجرار الكهرباء من الأردن إلى لبنان.
وبالرغم من الطابع التقني لزيارة الوفد اللبناني إلى دمشق، إلا أن الجانب السياسي كان حاضراً بقوة، فطبيعة الوفد تعبّر عن موقف بالانفتاح الرسمي مجدداً على سوريا، التي قاطعها الحكم في لبنان منذ بداية الأزمة السورية. كما بدا لافتاً تصريح خوري باسم المجتمعين، بما يوحي أن سوريا إنما أرادت أن تؤكد أن اتفاقية التعاون والتنسيق لم تمت ولا تزال هي الناظم للعلاقة بين البلدين، حتى بوجود تبادل دبلوماسي.
بالنتيجة، ولكي لا يكون التوجه اللبناني مرتبطاً بتنفيذ قرار أميركي حصراً، لم يعد مسموحاً بأن تبقى العلاقة مع سوريا أسيرة أهواء ومصالح فئات تعتاش على تنفيذ أجندات خارجية. واقع الحال أن البلد وصل إلى حدود من الانهيار يمكن أن تقضي على كل سبل العيش فيه، وهو لا يملك حدوداً إلا مع سوريا، التي يشاركها التاريخ والجغرافيا. ولذلك، فإن لبنان الرسمي مطالب بتفعيل كل أشكال التعاون مع سوريا، تمهيداً لتفعيل كل الاتفاقيات التي تجمع بين البلدين، بما يعود بالنفع عليهما معاً. فهل يكون رئيس الجمهورية الذي لطالما أبدى استعداده لزيارة دمشق أول من يعلنون عودة العلاقات السياسية مع سوريا؟ أم ربما يسبقه الرئيس نبيه بري الذي طال غيابه عن دمشق؟
**********************************
لا 24 ولا 14 … وإلى ذروة التأزم
مع نهاية الأسبوع الجديد يصادف مرور 13 شهراً على استقالة حكومة الرئيس #حسان دياب من دون أي مؤشرات جدية ثابتة وواعدة بان حكومة جديدة ستكون قد ولدت قبل هذا الموعد. ذلك أن ازمة تأليف الحكومة اتخذت مجدداً في الأيام الأخيرة طابعاً شديد الالتباس ينذر بانزلاقها إلى ذروة التأزم بما يصعب معه التكهن سلفاً ومسبقاً بما سيكون عليه المشهد السياسي بدءاً من اليوم تحديداً. فإذا كان بعض الأوساط السياسية يتحدث عن الساعات المقبلة كموعد مفصلي لاستشراف معالم الأزمة واحتمالات تعويم الجهود والوساطات، فإن المناخ المتشائم الذي لفّ مسار التاليف بدا كافياً لعدم توقع أي اختراق جدي في الجدار المسدود الذي بلغته الجولات المكوكية الأخيرة التي واكبت وساطة اللواء عباس ابرهيم وجعلتها تصطدم تقريباً بدوامة مقفلة. وتبعا لذلك فإن المعطيات التي تجمعت في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، أشارت إلى عدم تجاوز العقبات المستعصية التي حالت دون استيلاد تركيبة الـ 24 وزيرا التي تدور حولها المفاوضات والوساطات والمماحكات والتي بلغت حدود الاختناق عند وزارتين فقط كانتا عنوان السعي المكشوف لحصول العهد على الثلث المعطل. وانطلاقا من ذلك فإن ما ساور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من اتجاه إلى طرح تركيبة الـ 14 وزيرا الذين بعضهم من الأقطاب، كما كشفت ذلك “النهار” السبت الماضي، بدا بمثابة انعكاس خطير لبلوغ محاولات الاختراق حافة اليأس لأن هذه التركيبة أيضا محفوفة بالاخفاق ولن تتحقق حولها التسوية السياسية. لذا فإن دوامة الدوران في الحلقة المفرغة ظلت وحدها تهيمن على المشهد الحكومي في انتظار ما سيتبين من تطورات في الساعات والأيام الطالعة علما أن كل السيناريوات بدت مفتوحة امام هذا الانسداد. وتحدثت معلومات عن تزخيم جديد لوساطة إبرهيم خصوصا لجهة معالجة عقدة الثلث المعطل وأن اليومين المقبلين سيشهدان محاولات جديدة ربما يدخل معها وسطاء اخرون على الخط.
إيران وفرنسا
ولم يكن ينقص المشهد الحكومي المأزوم سوى تعاقب مؤشرات ارتباط هذا التأزم أيضا بمعطيات إقليمية وتحديداً سورية وإيرانية، اذ بعد الالتباسات الواسعة التي اثارتها اول زيارة “تطبيعية” لوفد حكومي #لبناني إلى دمشق السبت الماضي انبرت طهران بدورها إلى إظهار نفوذها وسعيها إلى لعب الدور المكشوف في الاستحقاق الحكومي.
وفي هذا السياق جاء ما نقل عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من تأكيده في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “إيران تدعم تأليف حكومة لبنانية قوية قادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني.” وأشار رئيسي إلى أن “الشعب اللبناني يعاني من العقوبات الاقتصادية وبإمكان فرنسا أن تلعب دوراً في رفع هذه العقوبات، معتبراً أن “بذل الجهود من قبل إيران وفرنسا وحزب الله لتأليف حكومة لبنانية قوية يمكن أن يكون لصالح لبنان”. وأضاف: “لن نتردد بتقديم كل أنواع المساعدات الانسانية للبنانيين ومستعدون للتعاون مع فرنسا لتنمية لبنان.”
ونقلت مراسلة “النهار” رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع أن إيران لا تعطل #تشكيل الحكومة في لبنان وذلك بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس ماكرون والرئيس الإيراني. وقال ان الرئيس ماكرون كان اثار موضوع تشكيل الحكومة ولبنان مع وزيري خارجية إيران والسعودية عندما التقاهما في العراق. واشار المصدر إلى اقتناع باريس ان ايران لا تعطل تشكيل الحكومة وليس هناك مطالب ايرانية بالنسبة للحكومة بل ان من يعطلها هو جبران باسيل الذي يريد كل شيء له، وباريس تطالب حزب الله بالضغط على حلفائه العونيين، ولكن الحزب لا يريد خلافا معهم. وقال ان باريس تقول باستمرار لميقاتي انه يجب تشكيل الحكومة وهي ضرورة وباريس لم تقل للرئيس ميقاتي او لسلفه سعد الحريري انه يجب عليك ان تكون رئيس حكومة وقد اختار ميقاتي ان يكون رئيس الحكومة، وهذا خياره الشخصي على عكس ما يتردد في بيروت ان باريس اختارته وانها تنصحه بعدم الاعتذار. كل هذا مجرد إشاعات ولكن ما هو صحيح ان باريس تصر عليه الآن ان يشكل الحكومةً.
اجتماع رباعي
أما في ملف استجرار الغاز والكهرباء فعُلم أن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر سيتوجه غدا إلى عمّان على ان يُعقد اجتماع رباعي مصري أردني سوري لبناني الأربعاء في العاصمة الأردنية للبدء بوضع خطة استجرار الغاز موضع التنفيذ والاطلاع تقنياً على مسار الانابيب. وكانت وكالة “رويترز” أفادت أن “الأردن سيستضيف اجتماعاً لوزراء الطاقة في مصر وسوريا ولبنان الأسبوع المقبل لمناقشة تصدير الغاز إلى لبنان عبر سوريا”.
وظلل الالتباس زيارة الوفد الوزاري اللبناني لدمشق السبت خصوصا انها محاصرة بمجموعة قضايا ملتبسة لجهة الجانب التفاوضي المتعلق باستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاْردن إلى لبنان عبر الأراضي السورية او لجهة الاخذ بالاعتبار الموقف الأميركي لجهة العقوبات، ثم ان الجانب اللبناني لا يقف على ارض ثابتة مع حكومة تصريف اعمال خصوصا مع عدم ارسال الوفد بتفويض واضح من مجلس الوزراء. ومع ذلك حاولت دمشق توظيف الخطوة بإظهار جانب دعائي إيجابي اذ اعلنت انها وافقت على طلب لبنان تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية. وقال وزير الخارجية السورية فيصل المقداد “إنّ سوريا إيجابية في هذا اللقاء وترحّب بأيّ مبادرة ولن تقف عائقا أمام أي اتفاقية تخدم لبنان”.
خطاب جعجع
وسط هذا المناخ اتسم الخطاب الذي القاه رئيس حزب “القوات اللبنانية” #سمير جعجع لمناسبة إحياء ا#لقداس السنوي في ذكرى “#شهداء المقاومة اللبنانية” بمجموعة دلالات بارزة إذ تضمن اعنف حملاته على تحالف العهد “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”. وتوجه مباشرة إلى الطائفة الشيعية هذه المرة كما انه فتح معركة الانتخابات الرئاسية المبكرة اسوة بالانتخابات النيابية المبكرة وطرح عبرها معايير “القوات” ومواصفاتها للرئيس المقبل. واعتبر جعج انه “عهد الانهيار الشّامل، تديره مجموعة حاكمة تنازلت عن سلطة وسيادة الدّولة، وضربت مؤسّساتها، وحولتها إلى دولة فاشلة مارقة، يحكمها فاسدون، فاشلون، لصوص، خونة مجرمون. ونحن مقتنعون بالممارسة والتّجربة، أنّ لا خلاص ولا تقدّم مع هذه الزّمرة الحاكمة، التي يشكّل نواتها الصّلبة الثّنائيّ حزب الله والتيار الوطنيّ الحرّ. هذا ما توصّلنا إليه باكراً، وحذّرنا منه تكراراً”. وسأل:” ألا يعرف حزب الله أنّه يتحمل الجزء الأساسيّ من مسؤوليّة الأزمة الاقتصاديّة والماليّة المدمّرة بعدما تسبّب في قطع علاقات لبنان مع محيطه العربيّ وإدخاله في صراعات ومحاور إقليميّة لا طائل منها ولا ناقة للبنان فيها ولا جمل… إنّ حزب الله هو نقطة انطلاق أزماتنا الحاليّة جميعاً. هذه الأزمات التي يعاني منها الشيعة اللّبنانيون، كما بقيّة اللبنانيين. ولكن، وانطلاقا من الواقع التّعدّديّ اللّبنانيّ، تقع على إخواننا الشّيعة بالدّرجة الأولى مسؤوليّة تصحيح هذا الخلل الفاضح الحاصل باسمهم، ووجود دويلة قضت تقريباً على الدّولة، ممّا أدّى بنا جميعا إلى الواقع الأليم والمرّ الذي نعيشه”.
وقال “مثلما ندعو إلى انتخابات نيابيّة مبكرة ندعو إلى انتخابات رئاسيّة مبكرة. وأوّل الغيث، ونقولها علناً، إنّنا نرفض الرّئيس الخانع والخاضع والمساوم على الأساسيّات والثّوابت. نرفض الرئيس الضّعيف. كما نرفض الرئيس القويّ بتغليب مصالحه ومصالح أتباعه وأزلامه في الدّولة، على حساب الدّولة وكلّ اللّبنانيين. لا نريد الرئيس القويّ الذي يفتعل الأزمات، ويسيّب الدّولة ويفقر اللّبنانييّن. في كل الأحوال، هكذا رئيس، رئيس قويّ بالشّكل والكلام، ضعيف وضعيف جدا بالفعل. لقد أتت نتائج رئاسة الرئيس ميشال عون كارثيّة، وكارثيّة جدّا علينا جميعا كلبنانييّن، وبالأخصّ كمسيحييّن. وإذا كان البعض يعيب علينا مشاركتنا في انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهوريّة، فإنّنا فعلا نأسف أشدّ الأسف أن تنقلب خطوة كانت مشبعة بكلّ نوايانا الحسنة، وذات مرام وطنيّة ومسيحيّة هامّة جدّا، أن تنقلب مأساة لم يعرف لبنان لها مثيلاً “.
***************************************
“فلول العهد” تستجير الأسد… واجتماعات الأردن “تستجرّ” الغاز
جعجع يدكّ “البرتقالي والأصفر”: كما تقترعون يولّى عليكم!
بينما منظومة الحكم تواصل التخبط في مستنقع التأليف والغرق أكثر فأكثر في رمال الحصص والتركيبات الوزارية المتحرّكة، وآخرها تركيبة الـ14 التي أشيع أنّ الرئيس المكلف نجيب ميقاتي سيحملها إلى بعبدا ووضعتها أوساط العهد في خانة “كلام الصحف”، ولم تستبعد مصادر تياره أن تكون بمثابة “خطوة تمهيدية للاعتذار”، رفع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مساءً “شعلة” المقاومة والمعارضة الشرسة لهذه المنظومة، فدكّ معاقلها بخطاب ناري مدجّج برسائل التحدي والتصدي لأركان السلطة، مع قصف مركّز استهدف على وجه الخصوص الثنائي الحاكم “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”.
وتحت شعار “مقاومة مستمرة”، رفع جعجع السقف عالياً في مواجهة ثنائي “البرتقاليّ الذّابل والأصفر الشّاحب”، الذي أوصل اللبنانيين والبلد إلى قعر “جهنم”، فصوّب في مضامين خطابه على كون “تحالف الخاطفين مع الفاسدين حوّل الدولة برمتها إلى دولة فاشلة مارقة”، مشدداً على أنّ منفذ الخلاص الوحيد للبنان وشعبه يكمن في خريطة طريق لا بديل عنها لتصويب المسار، بدءاً من محطة الانتخابات النيابية باعتبارها نقطة انطلاق مفصلية أمام اللبنانيين نحو التغيير على قاعدة “كما تقترعون يولى عليكم”، مروراً بانتخابات رئاسية مبكرة تنتج رئيساً “قبطاناً يقود سفينة الدّولة” وليس “قرصاناً يأخذ الشّعب رهينة أنانيّته”، وصولاً إلى تشكيل حكومة إصلاحات تبدأ مسيرة الإنقاذ، وإجراء حوار وطنيّ حول “سيادة الدّولة وسلطتها وقرارها، وتطبيق ما لم يطبّق من اتّفاق الطّائف خصوصاً ما يتعلق بالسلاح واللامركزيّة الموسّعة”.
وإلى ضفة المعارضة “الهادفة” لا “العبثية الفوضوية”، مدّ جعجع يده إلى “شعب 17 تشرين” داعياً إلى توحيد الجهود والصفوف لإحداث “التغيير الحقيقي” المنشود، كما توجّه إلى “شعب 14 آذار” مستنهضاً ثورته “الحضارية التي انتصرت على أعتى الأنظمة الديكتاتورية (…) ولن تنتهي قبل تحقيق الأهداف”. وبينما تنوعت رسائله في حث اللبنانيين عموماً على الانتفاض ومواجهة أركان “عهد الانهيار الشامل الذي تديره مجموعة حاكمة تنازلت عن سيادة الدّولة وضربت مؤسّساتها، وحولتها إلى دولة فاشلة مارقة يحكمها فاسدون، فاشلون، لصوص، خونة مجرمون”، برز في هذا السياق إقراره بالنتائج الكارثية لخطوة انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية مبدياً “أشدّ الأسف لأن تنقلب هذه الخطوة التي كانت ذات مرام وطنيّة ومسيحيّة هامّة جدّاً مأساةً لم يعرف لبنان لها مثيلاً”.
أما رسالة رئيس “القوات” الأمضى فأتت بمخاطبة “إخواننا الشيعة” تحت لواء قول الإمام علي بن ابي طالب: “رحم الله امرءاً أحيا حقاً وأمات باطلاً ودحض الجور وأقام العدل”، فناشدهم بوصفهم “جزءاً تاريخياً وتأسيسياً للكيان اللّبناني” أن يبادروا إلى وضع حد لممارسات “حزب الله” ومشروعه “السيئ الفاشل”، مؤكداً أنّ اللبنانيين بأغلبيتهم الساحقة ينتظرون منهم أن يكونوا “في خط الدفاع الأمامي عما تبقى من لبنان”، وأن يطلقوا صرخة “هيهات منا الذلّة” في وجه “حزب الله” الذي لطالما كان ينادي أبناء الطائفة الشيعية بـ”أشرف الناس”، لكنه أوصلهم في نهاية المطاف إلى الوقوف في “الطوابير أمام المحطّات والأفران والمستشفيات وساواهم بالذّلّ والقهر والظّلم مع بقيّة اللّبنانيين”، متسائلاً عما ينفع “جمهور حزب الله إذا كان أركان النّظام السوريّ صامدين ثابتين مرفّهين على كراسيهم بفضل آلاف وآلاف الشّبّان الشيعة الذين سقطوا في سوريا، فيما هذا الجمهور يعيش على أرضه أتعس وأسوأ وأظلم ايّامه اقتصادياً وحياتيّاً ونفسياً؟”.
وعلى المقلب الآخر من المشهد، كانت “فلول العهد المتداعي ونظام الوصاية البائد”، يتوافدون إلى دمشق “لاستجرار الطاقة الرئاسية والسياسية المتلاشية من النظام السوري”، على حد توصيف مصادر سياسية لمشهد توالي الزيارات الرسمية وغير الرسمية إلى دمشق نهاية الأسبوع، سواءً من خلال الصورة المهينة التي بدا فيه الوفد الحكومي برئاسة نائبة رئيس مجلس الوزراء زينة عكر، “مستظلّاً” بالعلم السوري لا العلم اللبناني أثناء لقاءاته مع المسؤولين السوريين، أو من خلال الوفد الدرزي الممانع الذي ترأسه طلال أرسلان ووئام وهاب للقاء الرئيس السوري بشار الأسد أمس.
وإذ رأت المصادر أنّ “عراضات دمشق” إنما تهدف إلى “استجارة الأسد أكثر منها استجرار الغاز”، أوضحت أنّ الغاية منها “إعادة تعويم المنظومة اللبنانية والنظام السوري على أنقاض مآسي اللبنانيين، عبر استثمار حاجتهم الملحة للكهرباء لتحقيق أهداف وتمرير أجندات سياسية عبر خط الأنابيب السوري لاستقدام الغاز المصري إلى لبنان”، مشددةً في المقابل على أنّ “البحث التقني الجدي” في هذا الملف سيبدأ في الأردن بعد غد الأربعاء حيث سيعقد اجتماع وزراء الطاقة في مصر وسوريا ولبنان لبحث الآليات التنفيذية لنقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا لأغراض توليد الكهرباء.
وتوازياً، استرعى الانتباه أمس خبر استهداف أحد أنابيب النفط في الشمال، ما طرح جملة علامات استفهام عبّر عنها رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بتغريدة، تساءل فيها عما إذا كان هذا الاستهداف تقف وراءه “عصابات النفط التي تريد تخريب استيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية… أم أن النفط الايراني له صلة”. في حين لفت بالتزامن ما كشفه المرصد السوري خلال الساعات الأخيرة من أنّ “مجموعات إيرانية” في سوريا استولت على 9 صهاريج محروقات من أصل 39 آتية في طريقها من العراق نحو لبنان.
***************************************
التأليف في “الانتظار الثقيل”.. وتشكيلة الـ14 إقتُرِحَت لـ”حكومة عاجلة”..
على وقع الحداد على رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الامير قبلان الذي سيُشيّع غداً رسمياً وشعبياً الى مثواه الاخير، يستمر الاستحقاق الحكومي «مكانك راوح»، فلا جديد بعد على هذا المستوى باستثناء الكلام الإيجابي غير القابل للصرف على أرض الواقع، والوعود بتأليف حكومة لا تتألّف. وخلافاً للجمود الحكومي، فإنّ المتحرِّك الوحيد هي الأوضاع المالية والمعيشية والاقتصادية التي تواصل تراجعها وتردّيها من دون ضوابط ولا كوابح، والناس من دون مظلة ولا ضمان، يبحثون عن ليتر من البنزين وحبة دواء ورغيف خبز، ويخشون من الأسوأ، في ظل وضع مفتوح على مزيد من الانهيارات من دون سقوف ولا حدود، لأنّ الفرملة الوحيدة للانهيار المتمادي تكمن في تأليف حكومة لا تتألّف.
لا يبدو انّ الأسبوع الطالع سيحمل اي جديد حكومياً، والجديد المتوقع على الأرجح هو الاعتذار لا التأليف. لكن مع بداية كل أسبوع يسود انطباع بأنّه سيكون الحاسم حكومياً، لكن ما يحصل هو انّ الأسابيع تُهدر الواحد تلو الآخر من دون أن تلوح بعد نهاية لنفق الانتظار الثقيل.
وبعدما كان الحديث عن خلاف حول حقيبة او اسم في تشكيلة الـ24 وزيراً، انتقل الحديث إلى حكومة أقطاب من 14 وزيراً، وكأنّ ما استحال في الأولى يتحقق في الثانية، وكأنّ المشكلة في العدد وليس في مبدأ التأليف او من يمسك بقرار الحكومة. ومعلوم انّ في اللحظة التي يتمّ الدخول فيها بالتفاصيل تبدأ الخلافات والتباينات، بدءاً من حجم هذا الفريق، إلى من تؤول هذه الحقيبة او تلك، في «دويخة» لم تعد تنطلي على أحد. ولكن السؤال الأبرز الذي طرح نفسه مع تسريب تشكيلة الـ 14 وزيراً: هل هذه الخطوة مقدّمة للاعتذار؟ هل هي رسالة أخيرة لرئيس الجمهورية لكي يتبنّى تشكيلة الـ 24 وزيراً، قبل ان يتخذ ميقاتي قراره بالاعتذار؟ هل اللقاء المرتقب الرقم 14 بين عون وميقاتي سيكون الأخير بينهما على قاعدة إما تأليف وإما اعتذار؟
وبينما يُفترض ان يدير المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم محركات وساطته مجدداً بدءاً من اليوم، استبعدت اوساط سياسية قريبة من مطبخ المشاورات ظهور نتائج إيجابية فورية، مرجحة ان يبقى مشروع الحكومة معلقاً بين لا اعتذار ولا تشكيل وقتاً اضافياً، ما لم يستجد تطور نوعي في الساعات او الايام القليلة المقبلة، علماً انّ «التيار الوطني الحر» وتيار»المستقبل» يهدّدان، كلٌ لحساباته، بالاستقالة من مجلس النواب قريباً اذا لم تحصل الولادة الحكومية، وطلائع التصعيد البرتقالي ستتمثل في الاعتكاف النيابي لتكتل «لبنان القوي» وصولاً الى الاستقالة لاحقاً.
ولفتت الاوساط، الى انّ هناك على الارجح «شيفرة» لفتح الحقائب الوزارية لم يتمّ فكّها حتى الآن، وهي بالتأكيد أبعد من حدود الخلاف الظاهري على بعض الحصص والاسماء.
واعتبرت هذه الاوساط، انّ طرح حكومة الـ14 وزيراً لم يكن جدّياً ورسمياً، بل انّ الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي ضربه كمثال، في معرض إشارته الى ضرورة تشكيل الحكومة على عجل، وفق اي صيغة ممكنة، انطلاقاً من انّ الاولوية هي للجم الانهيار.
وقالت مصادر مطلعة على اجواء بعبدا لـ»الجمهورية»، انّها «لا ترى اي منفذ الى الحديث عن تشكيلة الـ 14 وزيراً، ليس لسبب سوى انّها اطلعت عليه من وسائل الإعلام، ولو كان الامر جدّياً لكان من الأفضل البحث فيه مع رئيس الجمهورية، وخصوصاً انّ الجهود التي بُذلت للانتهاء من تركيية الـ 24 وزيراً قد بلغت مرحلة متقدّمة قبل ان تُطرح هذه الفكرة اعلامياً».
لا جديد حكومياً
وفي رواية أخرى، انّه في الوقت الذي بُنيت رهانات على عطلة نهاية الاسبوع ان تحمل جديداً حكومياً، لم يُسجّل اي حراك يمكن ان يشكّل تطوراً بارزاً يعكس خرقاً في الجدار الحكومي المقفل، في ضوء ما انتهى إليه اللقاء الثالث عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف قبل 10 ايام تقريباً .
وكشفت مراجع مطلعة لـ «الجمهورية»، انّ اتصالات جرت بين المعنيين بعيداً من الاضواء، من دون الكشف عن هوية من أجراها، في ظل غياب اللواء ابراهيم الذي أمضى عطلة نهاية الاسبوع في دمشق ضمن الوفد الوزاري الذي زارها، باحثاً مع المسؤولين السوريين في مصير الغاز المصري الى لبنان عبر الأراضي السورية.
وعلمت «الجمهورية»، انّ اللواء ابراهيم زار ميقاتي امس في منزله، واستكمل معه البحث في عملية توزيع الحقائب، وسيزور رئيس الجمهورية صباح اليوم، ليطلعه على أجواء هذا اللقاء وليعرض عليه بعض الاقتراحات التي يمكن ان تؤدي الى حلحلة.
وكشفت مصادر عاملة على خط التأليف لـ»الجمهورية»، انّ هناك عملاً يجري في الأفق وبسرية تامة، ستتضح نتائجه في الايام المقبلة، وهو بعيد كل البعد عن كل ما يتمّ تداوله في وسائل الاعلام. ودعت المصادر الى «تجنّب الاستنتاجات المتسرّعة وإبعاد الملف عن قياسه كالبورصة، بين التفاؤل والتشاؤم، لأنّ كل ما هو ظاهر في العلن غير صحيح، والامور تسير كما يجب، إنما النتائج تظهر هذا الاسبوع». واضافت: «في لعبة التفاوض هناك مراحل، فإذا تعرقلت او بطُأت احياناً، فهذا لا يعني انّها أُقفلت وعادت الى النقطة الصفر او الى المربع الاول، لأنّ مسار التفاوض طبيعي ان يمرّ في المطبات».
التبريرات والاعذار
الى ذلك، لاحظت اوساط سياسية مواكبة للاتصالات، انّ الرأي العام لم يعد يأبه لبيانات ورمي مسؤوليات وتبريرات وأعذار من هنا أو من هناك، لأنّ ما يهمّه هو النتيجة، وفي المحصلة أوضاعه الحياتية لا تتحسّن، بل تزداد سوءاً، وأصبح على إقتناع راسخ بأنّ المسؤولين يعيشون في أبراجهم العالية بعيداً من أوجاعه وهمومه ومخاوفه، ولا يأبهون لمصيره ومصير البلد، وإلّا كانوا بادروا الى فعل اي شيء لإنقاذ البلد وشعبه من أزمة متدحرجة ومفتوحة على الأسوأ.
وقالت هذه الاوساط لـ»الجمهورية»، انّ «المسؤولين يهتمون بكل شيء سوى بالهمّ الأساس، المتمثِّل بتأليف حكومة تضع حداً لهذه الأزمة وتعيد الطمأنينة إلى الناس. ولكن لا حياة لمن تنادي. وكأنّ سلطتهم غير مستمدة من الشعب، ولا يخشون المساءلة والمحاسبة، إلّا إذا كان رهانهم تطيير الانتخابات تجنباً لمحاسبة أكيدة، بعدما لمس الرأي العام انّ من انتخبهم يهتمون بمصالحهم وليس بمصلحته ومصلحة البلد. وأصبحت الناس على إقتناع بأنّ هناك من لا يريد حكومة من أجل تطيير الانتخابات النيابية ومن ثمّ الرئاسية، لأنّ تأليف حكومة يعني الذهاب إلى انتخابات نيابية ورئاسية، وبالتالي يتذرع بالفراغ والفوضى من أجل التمديد في الاستحقاقين، وإلّا ما المبرّر لعدم التأليف؟ وهل من وضع أسوأ من الذي وصل إليه البلد ويستدعي تجاوز كل شيء من أجل الإنقاذ؟ وهل حقيبة من هنا وإسم من هناك أهمّ من مصير شعب وبلد؟ وهل من مسؤول لديه ذرة مسؤولية يتوقّف أمام اعتبارات ثانوية، فيما البلد مهدّد بالزوال؟».
ولفتت المصادر، الى انّ البلاد تدخل اليوم في أسبوع إضافي من الفراغ، وأسبوع إضافي من الروايات والصيغ والبيانات والوعود الفارغة، التي لم تعد تهمّ الناس التي تُذلّ في كل جوانب حياتها وتفاصيلها، وذلك في ظل عملية إلهاء لا توصف، عن اجتماعات ووساطات ومبادرات وبث أجواء، وكأنّ المطلوب الوصول إلى الخراب ونقطة اللاعودة، لأنّ هناك من يريد كل شيء ويقايض حصته ونفوذه بمصير البلد وشعبه، ولأنّ اللعب لم يعد حافة الهاوية بين القوى السياسية على طريقة من يصرخ أولاً، إنما أصبح على وجع الناس وصراخهم.
ماكرون ورئيسي
في غضون ذلك، برز أمس موقف فرنسي ـ ايراني لافت، حيث أكّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أنّ «إيران تدعم تأليف حكومة لبنانية قوية قادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني». وأشار إلى أنّ «الشعب اللبناني يعاني من العقوبات الاقتصادية، وفي إمكان فرنسا أن تلعب دوراً في رفع هذه العقوبات»، معتبراً «أنّ بذل إيران وفرنسا و»حزب الله» الجهود لتأليف حكومة لبنانية قوية، يمكن أن يكون لمصلحة لبنان». وأضاف: «لن نتردّد قي تقديم كل أنواع المساعدات الانسانية للبنانيين، ومستعدون للتعاون مع فرنسا لتنمية لبنان».
وحسب بيان للرئاسة الايرانية، فإنّ ماكرون «أعرب عن أهمية التعاون الفرنسي- الإيراني مع «حزب الله» اللبناني، لتشكيل حكومة قوية وفاعلة في هذا البلد».
جعجع
وفي المواقف الداخلية، هاجم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في كلمة له في الذكرى السنوية لـ»شهداء المقاومة اللبنانية» العهد، وقال إنّه «عهد الانهيار الشامل، تديره مجموعة حاكمة تنازلت عن سلطة وسيادة الدولة، وضربت مؤسساتها، وحولتها إلى دولة فاشلة مارقة، يحكمها فاسدون، فاشلون»، مؤكّداً أنّ «لا خلاص ولا تقدّم مع هذه الزمرة الحاكمة، التي يشكّل نواتها الصلبة الثنائي «حزب الله» و»التيار الوطني الحر». أضاف: «الأزمة اليوم ناجمة عن اختطاف الدولة اللبنانية ومؤسساتها وأخذها رهينة لمصلحة غير لبنانية، وقد أدّى هذا الامر إلى فقدان لبنان صداقاته وعلاقاته العربية والدولية». وقال: «علينا أن ندرك وبشكل حاسم: أنّه يستحيل الخروج من المأساة الحالية من دون قيام دولة. وأنّه يستحيل قيام الدولة قبل استعادة قرارها. وأنّه يستحيل قيام الدولة إذا لم تمتلك حصرية السلاح على كامل أراضيها. وأنّه يستحيل تطبيق القانون على فريق من اللبنانيين دون سواه. وأنّه يستحيل وقف التهريب من دون ضبط الحدود كل الحدود، ونشر قوات دولية على حدودنا». ورأى «انّ «حزب الله» لا يستطيع أن يكمل على هذا النحو من تجاهل الواقع، وبهذه الطريقة من الاستخفاف والازدراء بمطالب الناس المشروعة والمحقة. ألا يعرف «حزب الله» أنّه يتحمّل الجزء الأساسي من مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمالية المدمّرة، بعدما تسبب في قطع علاقات لبنان مع محيطه العربي وإدخاله في صراعات ومحاور إقليمية لا طائل منها ولا ناقة للبنان فيها ولا جمل».
وتوجّه جعجع الى الشيعة قائلاً: «إخواني الشيعة في لبنان، إنّ اللّبنانيين بانتظاركم حتّى ترفعوا البطاقة الحمراء بوجه كلّ الممارسات التي يقوم بها «حزب الله». وقال: «حل ّالأزمة يكون بخريطة طريق تبدأ بانتخابات نيابيّة ثمّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبعد ذلك تشكيل حكومة إصلاحات فعليّة».
الغاز المصري
ومن جهة ثانية، سينتقل ملف استجرار الكهرباء الاردنية بالغاز المصري عبر سوريا من دمشق بعد غد الأربعاء الى عمّان، التي سيزورها وفد لبناني في مهمّة تكمل زيارة الوفد الى العاصمة السورية اول من امس، وعاد بموافقتها على إحياء العمل بخط الغاز المصري عبر الأراضي السورية بعد الاردنية الى لبنان.
وقالت مصادر معنية، انّ التحضيرات اقتربت من نهايتها لعقد هذا الاجتماع الذي سيكون رباعياً، بمشاركة وفود تمثل اطراف الاتفاق سوريا ولبنان ومصر والاردن، للبحث في الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقات بين هذه الدول لإمرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا.
وقالت قناة «المملكة» الأردنية، إنّ الأردن سيستضيف بعد غد الأربعاء هذا اللقاء بدعوة من وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هاله زواتي، وسيكون على مستوى وزراء البترول والثروة المعدنية في مصر، النفط والثروة المعدنية في سوريا، الطاقة والمياه في لبنان، للبحث في سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن.
حصيلة زيارة دمشق
وكان وفد وزاري لبناني زار دمشق السبت وضمّ نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة زينة عكر ووزيري المال والطاقة غازي وزني وريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، في حضور السفير اللبناني في سوريا سعد زخيا. وأكّد الجانبان في بيانهما الختامي «مناقشة الأوضاع الصعبة التي يمرّ فيها البلدان، وخصوصاً في مجالات الكهرباء والغاز». وطلب الجانب اللبناني «إمكانية مساعدة سوريا للبنان في إمرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية»، فرحّب الجانب السوري بالطلب، مؤكّداً إستعداد سوريا لتلبيته. واتفق الجانبان على «متابعة الجوانب الفنية التفصيلية من خلال فريق مشترك لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمور الفنية في كلا البلدين».
وغداة هذه الزيارة، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفداً لبنانياً، برئاسة رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، ضمّ رجال دين ووجهاء من الطائفة الدرزية وشخصيات سياسية وحزبية وفاعليات اقتصادية واجتماعية لبنانية. وأكّد الأسد أنّ «العلاقات بين البلدين ينبغي ألّا تتأثر بالمتغيّرات والظروف العابرة، بل يجب العمل على تمتينها»، مؤكّداً انّ سوريا «ستبقى مع الشعب اللبناني وتدعمه على مختلف الاصعدة».
كورونا
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامّة في تقريرها اليومي أمس، حول مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 864 إصابة جديدة (833 محلية و31 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 607400 اصابة. كذلك سجل التقرير ارتفاعاً في حالات الوفاة، حيث بلغت 12 حالة ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 8101 حالة. وكان عدد الوفيات بلغ السبت 10 حالات.
***************************************
جعجع: نتائج رئاسة عون كارثية جداً
قال إن «القوات» أعد العدة لتحقيق دولي بانفجار مرفأ بيروت
اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن العهد الحالي هو «عهد الانهيار الشامل، تديره مجموعة حاكمة تنازلت عن سلطة الدولة وسيادتها، وضربت مؤسساتها، وحولتها إلى دولة فاشلة مارقة، يحكمها فاسدون فاشلون لصوص خونة مجرمون»، مشدداً على أن «لا خلاص ولا تقدم مع هذه الزمرة الحاكمة التي يشكل نواتها الصلبة الثنائي حزب الله والتيار الوطني الحر».
ورأى جعجع، خلال كلمة له بعد قداس أحياه حزب «القوات اللبنانية» في معراب، أن نتائج رئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون «أتت كارثية، وكارثية جداً علينا جميعاً كلبنانيين، وبالأخص كمسيحيين». وقال: «إذا كان البعض يعيب علينا مشاركتنا في انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، فإننا فعلاً نأسف أشد الأسف أن تنقلب خطوة كانت مشبعة بكل نوايانا الحسنة، وذات مرام وطنية ومسيحية مهمة جداً، أن تنقلب خطوة أردناها إنهاء للفراغ الرئاسي ومناسبة لوحدة وطنية حقيقية ولعودة المسيحيين إلى الدولة، والتئاماً لجراح تاريخية داخل البيت الواحد، نأسف أشد الأسف أن تنقلب مأساة لم يعرف لبنان لها مثيلاً». وأشار جعجع إلى أن المطلوب «رئيس قبطان يقود سفينة الدولة والشعب إلى بر الأمان في خضم العواصف، لا رئيس قرصان يأخذ الشعب رهينة أنانيته، ويدير دفة المركب على هوى مصالحه».
وتوجه جعجع إلى شيعة لبنان، قائلاً: «هل تقبلون بعدما كنتم من بناة هذا الكيان، ومن المدافعين عنه وعن نهائيته وتعدديته ونظامه الديمقراطي في خضم مشاريع الوحدة والتذويب والعسكرة والديكتاتورية والدولة البديلة، هل تقبلون أن يسعى حزب الله، باسمكم وبالنيابة عنكم، لتقويض هذا الكيان، واستلحاقه بمشاريع عابرة للحدود والقارات، وتغيير وجهه وهويته وطبيعته، مفرطاً بإنجازات آبائكم وأجدادكم ونضالاتهم عبر التاريخ؟».
وأضاف: «إخواني الشيعة في لبنان، بعد تحكم حزب الله بمفاصل القرار الشيعي ماذا حصل؟ هل ما نعيشه اليوم هو الإنماء المتوازن؟ أو هل تحققت العدالة الاجتماعية أو الإصلاحات التاريخية المنشودة؟ على العكس، لقد أصبح الفساد متأصلاً، وأصبح الإجحاف والتهميش متوارثاً، وأصبح التمييز والطبقية متأصلين، وعاد الزمن بكم وبكل اللبنانيين عشرات لا بل مئات السنوات إلى الوراء. ماذا نفعتكم كل مظاهر القوة المصطنعة، وكل الادعاءات بالانتصار في سوريا واليمن والعراق ولبنان إذا كان الظهير الشعبي لحزب الله عاجزاً، شأنه شأن بقية اللبنانيين، عن تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة؟».
وتطرق جعجع إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020، معتبراً أن «التحقيق العدلي سائر في الاتجاه الصحيح رغم كل المعوقات وعمليات الالتفاف والتحوير والتخويف والترهيب وعدم التجاوب». وشدد على وجوب أن يستمر هذا التحقيق «غير عابئ بالتهويل والتهديد من أي مصدر كان، لأن إرادة اللبنانيين الأحرار وأهالي الضحايا تبقى أقوى من أي صوت يرتفع محاولاً قطع الطريق أمام التوصل إلى الحقيقة ومحاسبة المرتكبين».
وأضاف: «إذا لم يتمكن التحقيق العدلي، لا سمح الله، من إكمال مهمته لسبب من الأسباب، فإننا أعددنا العدة إلى التحقيق الدولي، وقد كنا السباقين ومنذ اليوم الأول إلى المطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية وقمنا بخطوات عملية في هذا الاتجاه».
***************************************
ترقب اختراق حكومي غداً.. وطهران تدعو الأليزيه للتدخل!
إقفال وحداد وطني على رحيل قبلان.. واجتماع وزاري رباعي الأربعاء في عمّان
في خضم أزماته المتفاقمة، ووسط انحسار الاهتمام بتأليف حكومة جديدة، يودع لبنان غدا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، رجل الحوار والوحدة ببعديها الإسلامي والوطني (الاسلامي- المسيحي)، الذي فجع لبنان برحيله، بعد معاناة مريرة من المرض.
ولئن كان يم التشييع غدا، يترافق مع حداد وطني اليوم، وبعده، وتنكيس للاعلام على الإدارات العامة والمؤسسات، علي ان تتوقف الإدارات والمؤسسات العامة عن العمل كافة، فإن الأنظار بقيت مشدودة إلى ما يتعين فعله، سواء في ما خصّ تذليل عقبات تأليف الحكومة أو متابعة ما تمخضت عنه اجتماعات دمشق بين الوفد الوزاري اللبناني والوزراء، السوريين المعنيين بشأن احياء اتفاقية استجرار الغاز من مصر عبر سوريا، على ان تصدر الإدارة الأميركية استثناءات على هذا الصعيد في ما خص قانون قيصر..
استئناف التواصل
حكومياً، استؤنف التواصل بدءاً من الليلة الماضية، على ان يؤدي إلى استئناف اللقاءات بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، بدءاً من اليوم عبر حركة قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وعلمت «اللواء» ان يوم غد تجري محاولة جدية للاختراق، على ان يجري إقناع الرئيس عون ان لا يحق له ان تكون له وزارة الاقتصاد إلى جانب الطاقة والشؤون الاجتماعية.
ويلتقي وفد من حزب الله اليوم النائب باسيل لابلاغه بالتوجه الحاسم لتأليف الحكومة.
وذكرت مصادر متابعة لتشكيل الحكومة لـ«اللواء» ان رئاسة الجمهورية لم تتبلغ لا مباشرة ولا بالواسطة من الموفدين والوسطاء، ما تردد عن توجه الرئيس نجيب ميقاتي لعرض تشكيلة حكومية من ١٤ وزيرا من الاقطاب السياسيين، وانه عندما يُطرح الموضوع رسميا يحدد الرئيس عون موقفه، اما ان يرد او يوضح كلما رمى احد «خبرية» في الاعلام فهذا غير وارد.
اضافت المصادر: ان هذه التسريبة قد تكون من باب جس نبض الرئيس عون لمعرفة رد فعله، لكنه تعاطى معها ببرودة. اما اذا كانت جدية عند ميقاتي فهي تنسف كل التوجه والكلام السابق عن تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، وتعني ربما فتح مشكل جديد مع عون، خاصة بوجود اقطاب خصوم له على طاولة مجلس الوزراء.
تسريبة الـ14 وزيراً من الاقطاب ربما تكون «مزحة سمجة» في هذا الظرف، وربما تكون جدّية حيث تحدثت اوساط مطلعة على موقف ميقاتي «انه يدرس خيارات اخرى عديدة ومن بين الخيارات التي باتت حاضرة لديه، في حال تعثر امر تشكيل الحكومة وفق التصور الحالي اي حكومة من 24 وزيراً، هو طرح «حكومة انقاذ تنفيذية» تتكون من 14 وزيرا»، لوضع الجميع امام مسؤولياتهم، منطلقا في ذلك من التصور الذي وضعه لعمل الحكومة ودورها، ومن الاسس والمبادئ الدستورية المحددة في المادة 17 من الدستور ، التي اناطت السلطة الإجرائیة بمجلس الوزراء وهو یتولاها وفقاً لأحكام هذا الدستور».
ولفتت هذه المصادر إلى أن عدم انعقاد اجتماع بين الرئيسين عون وميقاتي هذا الاسبوع يؤشر إلى نسق المساعي مع العلم أنه حتى الآن ليس هناك من تراجع عن رغبة تأليف الحكومة.
اما موضوع حكومة الـ١٤ وزيرا من الأقطاب فان التداول به يتوقف عند نسف الحل حول حكومة الـ٢٤ وزيرا مع العلم أن هذا الطرح بتم للمرة الأولى ولم تتم مناقشته وفي حال بحث فأنه ينتظر بعض التفاصيل لأنه يستدعي قيام لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.
ودعت إلى ترقب الحركة الحكومية ليُبنى على الشيء مقتضاه ولتبيان الواقع ومعرفة السيناريو الجديد تأليفا أو اعتذارا.
واوضحت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، ان التعثر الحاصل بعملية التشكيل، مازال مستمرا، ولم تحصل اي اتصالات اوتحرك،مؤثر خلال الايام الماضية، بل جرت اتصالات جانبية عادية، لم تفض الى اي اختراقات او تقدم ملموس باتجاه حلحلة الامور وتسريع مسارالتشكيل. وتوقعت المصادر معاودة اتصالات الوساطة ومحاولات اعادة المشاورات الى حرارتها، مطلع الاسبوع، الا،انها اعتبرت مواقف النائب جبران باسيل نهاية الاسبوع بخصوص تشكيل الحكومة، بمثابة ذر الرماد بالعيون، والقاء مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، باتجاه الاخرين، في محاولة ممجوجة لاخفاء مسؤوليته بالتعطيل، لم تعد تنطلي على احد. بينما كشفت تهديداته بخيارات يزمع القيام بها، بتكرار اسلوبه لابتزاز الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، كما فعل من قبل، وهو اسلوب مرفوض ولا يساعد على حلحلة الامور بل، على زيادة التعقيدات وابقاء لبنان بلا حكومة جديدة. واكدت المصادر ان الرئيس المكلف، مستمر بمهمته، برغم كل محاولات العرقلة والتعطيل، ومتمسك بصلاحياته الدستورية بتشكيل الحكومة، ولن ينجر الى محاولات التهويل والابتزاز، من اي طرف كان، و ومنفتح لمناقشة كل الأفكار بمرونة،لان هدفه بالنهاية تشكيل حكومة جديدة تتولى مهمة إنقاذ البلد من الانهيار الحاصل. واكدت المصادر ان الاتصالات توقفت عند الطروحات الاخيرة، ولاسيما منها المطالب المتجددة لرئيس الجمهورية بالحصول على حقائب الطاقة والاقتصاد والشؤون الاجتماعية، وهو ما يرفضه الرئيس المكلف ويصر على صيغة التشكيلة الوزارية التي قدمها لرئيس الجمهورية ميشال عون مؤخرا، وكانت نتيجة تشاور مطول بينهما، واذا استلزم الامر اجراء بعض التعديلات، فيمكن التشاور بخصوصها.
وفي أوّل إشارة من نوعها، طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي فرنسا بأن تلعب دورا في رفع العقوبات الأميركية عن لبنان، مشيرا إلى عدم تردّد بلاده بتقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية للبنانيين.
وأكّد رئيسي في اتصال مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على دعم تأليف حكومة لبنانية قوية قادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني.
وليلا غرّد النائب جميل السيد عبر حسابه الخاص على «تويتر»: «الحكومة إلى النور خلال ٤٨ ساعة؟ خلال الـ24 ساعة الماضية جرت أتصالات أميركية رفيعة من واشنطن بالرئيسين لتشكيل الحكومة بأسرع وقت، بالإضافة إلى مسعى فرنسي مكثّف، نتج عن ذلك تفاهم شبه نهائي على حكومة من ثمانية وزراء لكل فريق، إذا صعد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي اليوم أو بعده الى بعبدا، ستولد الحكومة».
تبرئة ساحته
وفي محاولة لتبرئة ساحة فريقه، تحدث الرئيس ميشال عون امام وفد شبابي، استقبله في بعبدا، عن ان كل ثورة شعبية عليها ان تحدد الخسائر وتوزيعها، وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المسؤولين، وإيجاد الحلول على نفقة من تسبب بالكارثة المالية وعدم تحميل الشعب مباشرة وحده من دون سواه أوزار الأزمة.
الأسد والوفد الوزاري
وعلى خط الاتصالات بين بيروت ودمشق، في أوّل زيارة من نوعها، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفدا درزياً، ضم شيخ عقل الطائفة الشيخ نصر الدين الغريب، والنائب طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهّاب ورئيس حركة النضال العربي طارق الداوود.
وقال الأسد امام الوفد: سوريا بستسهل كل ما يخدم الأشقاء اللبنانيين طارحا فكرة إقامة مشاريع انتاجية مشتركة على صعيد الطاقة البديلة واستعداد سوريا لوضع بعض أراضيها الشاسعة في خدمة مشاريع مشتركة ومشاريع انتاجية.
زيارة دمشق
وكان وفد وزاري لبناني السبت الماضي أجرى محادثات رسمية مع الحكومة السورية حول إستجرار الكهرباء والغاز من الاردن ومصر، وضم كلا من: نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية بالوكالة زينة عكر، ووزير الطاقة والمياه ريمون غجر ووزير المالية غازي وزني، ورافقه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وانضم الى الوفد اللبناني فور وصوله دمشق، السفير اللبناني في سوريا سعد زخيا، والتقى وزير الخارجية فيصل المقداد، وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة، وزير المال كنان ياغي والسفير السوري في بيروت علي عبدالكريم علي والامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري.
واعلن خوري بعد اللقاء في بيان عن نتائج المحادثات التي إستمرت ساعتين ونصف الساعة في مقر الخارجية السورية: جرت مناقشة الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلدان، وبخاصة في مجالات الكهرباء والغاز. وطلب الجانب اللبناني إمكانية مساعدة سوريا للبنان في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، فرحب الجانب السوري بالطلب، مؤكدا إستعداد سوريا لتلبيته. واتفق الجانبان على متابعة الجوانب الفنية التفصيلية من خلال فريق مشترك لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمور الفنية في كلا البلدين.
وعلمت «اللواء» من مصادر لبنانية وسورية متقاطعة شاركت في اللقاء ان البحث لم يتطرق نهائيا إلى اي جانب سياسي في المحادثات، بل تركز على الجانب التقني والفني المتعلق بإستجرار الغاز والكهرباء. حتى ان الوزير المقداد لم يتحدث عن عودة العلاقات الى طبيعتها بين البلدين، لكن المهم في اللقاء انه كان لقاءً حكومياً رسميأً للمرة الاولى، وهو فاتحة لتزخيم أعمال اللجان المشتركة، التي لم تتوقف اجتماعات بعضها أصلا لكنها لم تكن بالشكل المطلوب بغطاء حكومي.
وقالت المصادر: انها المرة الاولى التي يحصل فيها اجتماع رسمي حكومي بين البلدين، نتيجة قرار رسمي من الدولتين، ونأمل ان تكون فاتحة خير لمصلحة البلدين.
وبموجب الاتفاقية عند إنجازها وبدء التنفيذ، يحصل لبنان على نحو 450 ميغا واط من الكهرباء، ما يوفّر زيادة ساعات التغذية نحو اربع ساعات يومياً، وبالتالي يمكن ان تفتح «الزيارة التقنية» الباب لاحقاً امام زيارات سياسية رسمية، خاصة اذا تشكلت الحكومة الجديدة لمتابعة البحث في كل المواضيع العالقة بين الجانبين.
ووصف وزير الطاقة ريمون غجر المحادثات بين الجانبين السوري واللبناني بأنها «كانت ايجابية، وقد أبدى الجانب السوري رغبة كبيرة بالتعاون مع الجانب اللبناني».
وقال في تصريح بعد اللقاء: سيعقد اجتماع رباعي لبناني سوري أردني مصري الاسبوع المقبل (هذا الاسبوع) في الاردن للتعرف على الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقيات بين الدول الاربع، وبحث المواضيع الفنية والتقنية والمالية ونضع برنامج عمل وجدولا زمنيا ونفعّل فريق عمل تقنياً فنياً للكشف على كل المواقع في لبنان وسوريا ومصر والاردن، ويتم التأكد من سلامة استثماراتها حتى يتم تشغيلها بشكل آمن، وهذا يمكن أن يبدأ بين لبنان وسوريا لانهما مترابطان فوراٍ وبين سوريا والاردن ومصر.
وفي موضوع الكهرباء قال غجر: حتى نستطيع أن نستجر الكهرباء يجب أن تمر الكهرباء بشبكة 400 كيلو فولت من الاردن عبر سوريا الى لبنان. مشيرا الى «وجود أضرار وبحاجة للمسح للتأكد من حجمها.
وقال وزير النفط السوري غسان طعمة: أن سوريا ولبنان هما من أول الموقعين على مذكرة تفاهم لانشاء الخط العربي عام 2000 وفي العام 2001 إنضم الاردن الى هذه الاتفاقية، إذاً التعاون السوري اللبناني في هذا الاطار ليس جديدا، وقد ناقشت مع الوزير غجر الموضوع التقني والبنى التحتية وجاهزيتها لنقل هذا الغاز، وتم استعراض هذا الجانب، يعني الخط العربي من الحدود الاردنية الى وسط سوريا من وسط سوريا الى محطة الدبوسة ومنها الى الداخل اللبناني. واتفقنا على تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين تعمل على التأكد من سلامة البنى التحتية.
وأضاف: ان الشعب السوري يعاني في موضوع الطاقة كما الشعب اللبناني، والاختلاف بين سوريا ولبنان أن سوريا تمتلك ثروات وهذه الثروات عرضة للاحتلال الاميركي، ويتصرفون بها تصرف قطاع طرق، والشعب السوري هو المالك الشرعي لهذه الثروة، وهو يعاني ولا يستطيع الاستفادة منها.
واستكمالاً، يعقد بعد غد الأربعاء اجتماع رباعي في عمان يضم وزراء الطاقة في كل من مصر والأردن ولبنان وسوريا، لإعادة احياء اتفاقية استجرار الغاز من مصر، والتي كانت ابرمت في العام 2009 لتزويد معمل دير عمار في الشمال بكمية كافية لتشغيله على الغاز، وقال وزير الطاقة ريمون غجر عندها يصبح بامكاننا استخدام النفط العراقي في معامل أخرى. وهذا يعني انه يصبح بامكاننا زيادة الطاقة بحدود 4 ساعات إضافية زيادة على الساعات التي يؤمنها لنا النفط العراقي.
وقال: لدى الأردن فائض كبير من الكهرباء، وهم على استعداد لبيعه، وهذا يمكن ان يؤمن ما بين 200 إلى 400 ميغاوات. مشيرا إلى انه يمكن مفاوضة سوريا على استجرار هذه الطاقة عبر أراضيها.
مالياً، تعود لجنة المال والموازنة للاجتماع الخميس المقبل، للبحث في وضع آليات لتحديد رقم جديد لتداول سعر صرف الدولار في السحوبات من أموال المودعين.. استناداً إلى ما يقدمه مصرف لبنان من دراسات عملية، وعليه يقترح سعر قبل نهاية شهر أيلول الجاري.
607400 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن اصابة 864 شخصاً بكورونا و12 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 607400 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020..
***************************************
الأمن الغذائي مُقابل الإحتياطي الإلزامي… مُعادلة أرستها قوى الأمر الواقع
تقرير الإسكوا : أكثر من ثلاثة أرباع الشعب اللبناني أصبح في حالة عوز
استجرار الطاقة من الأردن بالأرقام… هذا ما يُمكن أن يحصل عليه لبنان – جاسم عجاقة
«لؤلؤة الشرق» أصبح يعيش في فوضى طالت لقمة عيش المواطن وصحته وجعلته رهينة عصابات تعبث بالبلد عبر الإحتكار والتهريب. دولة القانون غابت لتحل محلها دولة عصابات تُتاجر بكل شيء حتى بحياة الإنسان.
تقرير الإسكوا
المواطن اللبناني مهدد بأمنه الغذائي، وما تقرير الإسكوا إلا خير دليل على صحة ما ورد أعلاه! فالفقر أصبح يطال ٧٤٪ من سكان لبنان مع مليون عائلة من أصل مليون و٢٥٠ ألفا، أصبحت تعيش في الفقر. وإذا كان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يقيس الفقر بعدة أبعاد (الحصول على المواد العذائية، الصحة، والتعليم، والخدمات العامة…) فإن إضافة هذه الأبعاد تزيد نسبة الفقر إلى أكثر من ٨٢٪! الخطير في هذه الأرقام هي وتيرة الإرتفاع، فمنذ عام أصدرت الإسكوا تقريرًا قدرت فيه الفقر بـ ٥٥٪ أي أنه بظرف عام إرتفع الفقر بشكل مخيف. وكانت الإسكوا قد أشارت في تقريرها الصادر في العام ٢٠٢٠ أن ١٠٪ من الشعب يملك ثروة تقدر بـ ٩١ مليار دولار أميركي. وكانت إقترحت تمويل صندوق للقضاء على الفقر من خلال مساهمة بقيمة ١٪ من ثروة الـ ١٠٪.
وعزت الإسكوا الحرمان الذي يعيشه اللبنانيون والمقيمون على الأرض اللبنانية إلى «الصدمات المتداخلة لسعر الصرف»، وقدرت إرتفاع التضخّم بين حزيران ٢٠١٩ وحزيران ٢٠٢١ بنسبة ٢٨١٪. أما في تفاصيل أرقام الفقر، فقد قدرت الإسكوا نسبة الفقراء الذين يُعانون حالة حرمان في بعدين أو أكثر بـ ٣٤٪ من السكان (معدّل عام) مع تخطي هذه النسبة النصف في بعض المناطق. أما نسبة الأسر المحرومة من الرعاية الصحية فتُقدّرها المنظمة بـ ٣٣٪.
سعر صرف السوق السوداء
سعر الصرف في السوق السوداء والمُعتمد من قبل التجار هو سعر إصطناعي، صنعته أيدي الشرّ وجعلته إفتراضي (أي على الإنترنت) لكي لا يتمّ كشف المتلاعبين بهذا السعر بسهولة. نعم معظم اللاعبين اليوم مُستفدين من إرتفاع سعر الدولار في السوق السوداء بإستثناء المواطن الذي يرى نفسه يتفقّر يومًا بعد يوم!
لا نعلم ما هي الأسباب التي منعت الدولة اللبنانية من إستئجار خدمات شركة أجنبية لضرب التطبيقات التي تُعطي سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية عن غير وجه حق وخلافًا للقوانين اللبنانية؟ هل يُمكن أن نتخيل الأمر نفسه يحصل في بلد أخر؟ الجدير ذكره أن العديد من الدول قامت بقطع الإنترنت بالكامل حين أصبح أمنها القومي مُهدّد، لكن في لبنان هذا الأمر غير وارد بسبب تشابك المصالح!
عملية سلب المواطن
أسعار السلع تُسعرّ على أسعار أعلى من السوق السوداء وخصوصًا المواد الغذائية التي وبحسب المصادر تتمّ على أسعار تفوق الـ ٢٣ ألف ليرة في أحسن الأحوال. إذا ما سلمنا جدلا، وهو أمر غير صحيح، أن سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية هو سعر السوق السوداء، هل يُمكن للمسؤولين في الدولة أن يُبرروا إعتماد سعر عند البيع أعلى من سعر السوق السوداء؟ هل يُمكن للمسؤولين أن يبرروا لماذا لا تنخفض الأسعار مع إنخفاض سعر صرف الدولار في السوق السوداء؟ لماذا يتم ترك المحتكرين والمهربين يُرغمون المواطن على دفع مبالغ كبيرة؟ أليس هذا بعملية سلب؟ لماذا تسكت الدولة عن سرقة الضريبة السيادية من قبل حفنة من التجار محميين من قبل أصحاب النفوذ؟
معادلة الأمن الغذائي مقابل الإحتياطي
المواطن أصبح رهينة التجار الذين، وعلى الرغم من الدعم، يبيعون السلع والبضائع والأدوية على أسعار السوق السوداء. وهو ما يضع المواطن اللبناني أمام خطر كبير سينفجر بين يوم وأخر. وفي المقابل يُطالب البعض بإستخدام الإحتياطي الإلزامي لتمويل الدعم. هذا يعني أن هناك معادلة أرستها الممارسات السيئة التي يقوم بها البعض والتي تنص على أنه «إذا ما أردتم الأمن الغذائي، يجب أن يتم تمويله من الإحتياطي الإلزامي – أي أموال المودعين»! هذه المعادلة هي معادلة خطرة وستكون سبب سقوط العديد من المنخرطين في هذه اللعبة، خصوصًا أن المعلومات تُشير إلى أنه هناك لوائح بأسماء رجال أعمال وتجار – إستفادوا من الدعم ويُمارسون الإحتكار والتهريب – يتمّ تحضيرها من قبل عواصم القرار على أن تكون هذه اللوائح جاهزة مع إنتهاء الشهر الحالي. وسيتمّ بحسب هذه المعلومات، وضع هذه الأسماء على لوائح العقوبات بتهمة الفساد وخرق شرعة حقوق الإنسان.
سوريا ولبنان وإستجرار الطاقة
الزيارة التي قام بها الوفد الوزاري اللبناني إلى سوريا أتت بنتائج مُطابقة للتوقعات – أي أن السلطات السورية أظهرت كل التعاون مع الجانب اللبناني على أن يتم تشكيل لجنة تقنية مُشتركة لدراسة التفاصيل. عمليًا لسوريا مصلحة بتسهيل هذه العملية نظرًا إلى الفوائد السياسية والإقتصادية. فإستجرار الكهرباء والغاز من الأردن إلى لبنان، سيكون له مُقابل لسوريا سواء كان مالي أو عيني (كهرباء أو غاز). الويفر (الإستثناء) الأميركي سمح بهذه العملية وقد نُقل عن أحد الوزراء السابقين قوله أنه لولا هذا الإستثناء، لما قام الوفد اللبناني بزيارة دمشق. على كل الإدارة الأميركية واعية لخطورة ترك لبنان في هذه الحالة وهي مُستعدة للذهاب أكثر من ذلك من خلال إستخدام نفوذها في البنك الدولي لتسهيل قرض لتمويل هذه العملية (صيانة وثمن).
مشروع إستجرار الطاقة من الأردن عبر سوريا، ليس بمشروع جديد، فهذا الملف بدأ الحديث به في العام ١٩٩٨ مع مشروع ربط الكهرباء بين الثلاثي (لبنان – سوريا – الأردن). الأزمات السياسية التي واكبت هذه المرحلة منعت المشروع من الوصول إلى خواتيمه السعيدة، وذلك على الرغم من ربط الشبكات في العام ٢٠٠٤. الإتفاقات النهائية تمّت في العام ٢٠٠٧، لكن ولنفس الأسباب لم يتمّ إنهاء المشروع.
عمليًا حاجة الأردن للكهرباء تصل إلى ٦٠٠٠ ميغاواط وهي موازية لإنتاجه. لكن المعامل الأردنية لا تعمل بكامل قدرتها التي قد تصل إلى ٨٠٠٠ ميغاواط. من جهة سوريا، تبلغ حاجتها من الكهرباء ٦٠٠٠ ميغاواط في حين أن إنتاجها لا يزيد عن ١٠٠٠ ميغاواط. أما في لبنان فإن الحاجة إلى الكهرباء تفوق الـ ٣٥٠٠ ميغاواط في حين أن معامل الدولة لا تؤمّن أكثر من ٥٠٠ ميغاواط حاليًا. إذًا وبفرضية أن الإتفاق تمّ، هناك فائض في الإنتاج الأردني يصل إلى ٢٠٠٠ ميغاواط تستطيع الأردن تصديره إلى لبنان. لكن ماذا عن سوريا؟ هل سيتم تغذيتها بالكهرباء أو سيتم دفع الدولارات بدل إستخدام شبكتها الكهربائية؟ نظريًا، قانون قيصر سيمنع وصول العملة الصعبة إلى سوريا، إلا أن المفاوضات قد تؤدّي إلى قبول الولايات المُتحدة الأميركية إلى إعطاء سوريا ٥٠٠ إلى ١٠٠٠ ميغاواط مما يترك للبنان ١٠٠٠ ميغاواط.
أضف إلى ذلك هناك الغاز المصري الذي من الممكن نقله إلى لبنان، ولكنه يتطلب عــملية صيانة لأنابيب الغاز في منطقة درعا (مقدّرة بعشرة ملايين دولار أميركي) والتي تضررت بســبب الحرب. وهنا يُطرح العديد من الأسئلة حول من سيموّل عملية الصيانة هذه؟ هل هي الدولة اللبنانية أم الدولة السورية؟ أم الدولة الأردنية؟ أم المجتمع الدولي؟ على كل وبفرضية أنه تمّ إســتجرار الغاز، هناك أربعة معامل قادرة على العمل على الغاز – بحسب تصريح وزير الطاقة والمياه ريمون غجر. لكن هذا المــشروع يبقى متوسط إلى طويل الامد في حين أن الأزمة اللبنانية لا تتحمّل أسابيع!
شهر أيلول محفوف بالمخاطر
بحسب الإتفاق الذي تمّ في اجتماع بعبدا المالي، الدعم مُستمر حتى نهاية شهر أيلول. وإذا كنا نعتقد أن الأموال المرصودة ستنفد قبل أخر أيلول نظرًا للفساد المُستشري والمتمثل بالإحتكار والتهريب، فإن نهاية الشهر – المشهور بأنه شهر الدفع بالنسبة للمواطن (مدارس…) – تُنذر بإنفجار إجتماعي فعلي نظرًا إلى إستحالة الحصول على المواد الغذائية والمواد الأساسية مثل الأدوية والمحروقات.
إذًا ماذا ستكون ردّة فعل المسؤولين على هذا الأمر؟ بإعتقادنا هناك إحتمالين: الأول إعادة تجديد الإتفاق (٢٢٥ مليون دولار جديدة) على أن يكون التمويل هذه المرة ليس من إحتياطات مصرف لبنان بل من الـ ٨٦٠ مليون دولار أميركي الآتية من صندوق النقد الدولي. والإحتمال الثاني هو قيام المجتمع الدولي بتقديم مساعدات مباشرة إلى الشعب – في حال عجز السلطة عن إيجاد حلّ – وهو ما يطرح العديد من الأسئلة حول اللوجستية التي سيتمّ إتباعها خصوصًا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أعلن أن فرنسا وشركاؤها يعملون على تأمين الدعم اللازم لإستمرار الخدمات الأساسية في لبنان في ظل عجز الدولة اللبنانية عن القيام بذلك.
الدولار المصرفي
في هذا الوقت، يتمّ الترويج لفكرة رفع قيمة الدولار المصرفي إلى ٨٠٠٠ أو ١٠٠٠٠ ليرة على أن يتمّ المحافظة على نفس سقف السحوبات الحالي، وهو ما سيسمح – بحسب أصحاب الفكرة – للمواطن بمواجهة رفع الدعم الذي سيواكبه رفع أسعار بشكل كبير.
عمليًا هذا المشروع سيفشل حكمًا لأن لا سيطرة للدولة على سوق الدولار السوداء والتي تعبث بالأخضر واليابس. وبالتالي فإن رفع الدولار المصرفي، سيؤدي إلى رفع دولار السوق السوداء غير الخاضع لأية إعتبارات إقتصادية، بل أن تحريكه يتمّ على أسس وخلفيات أخرى. وبالتالي ما سيحصل هو إدخال تضخّم إضافي (مصطنع)، وبما أن سقف السحوبات سيبقى كما هو، وبما أن التجار لا يقبلون البطاقات المصرفية أو الشيكات، فإن هذا الأمر سيؤدّي حكمًا إلى عدم قدرة المواطنين على شراء حاجاتهم حتى في حال توافرها.
من هذا المنطلق لا يُمكن القيام بهكذا خطوة إلى بشرطين: الأول ضرب السوق السوداء الإفتراضية – أي التطبيقات الإلكترونية، والثاني إلزام التجار قبول البطاقات المصرفية. كما أنه الأجدى إعتبار الدولار المصرفي على أساس سعره الحقيقي المُعترف به من قبل مصرف لبنان – أي سعر منصة صيرفة وليس على سعر ٨٠٠٠ أو ١٠٠٠٠ وهو ما يحمل أيضًا ظلمًا للمودع.
في الختام يبقى الحلّ الأمثل لكل هذه المشاكل، تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي وتأمين شبكة أمان إجتماعي وجذب الإستثمارات.
***************************************
حكومة الاقطاب الاربعة عشر قد تقابل بإيجابية من عون
دمشق توافق على تمرير الغاز المصري والكهرباء الاردنية
غاب الجديد الحكومي عن واجهة المشهد السياسي وحضر الغاز المصري والكهرباء الاردنية من بوابة زيارة الوفد اللبناني الى سوريا التي وافقت على طلب لبنان تمريرهما اليه عبر اراضيها. زيارة ارتسمت حولها الكثير من التساؤلات، ان لجهة شكل الوفد او طبيعة الزيارة الواجب ان تحظى بموافقة من مجلس الوزراء الغائبة جلساته منذ استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 آب 2020، على رغم حراجة الوضع ودقة المرحلة وضرورة التئامه لحل سبحة ازمات تترك السلطة اللبنانيين يواجهونها وحيدين ويقاومون باللحم الحيّ لتأمين لقمة العيش. واذا كانت دمشق وافقت على الطلب اللبناني فإن العبرة تبقى في الخبرة، استنادا الى التجارب مع الجانب السوري حيث بقيت اتفاقات كثيرة حبرا على ورق.
أين العلم
وليس بعيدا، انتقد مواطنون لبنانيون غياب العلم اللبناني خلف الوفد الذي يمثّل لبنان في الزيارة، مع العلم أن خلال زيارة أي وفد رسمي لأي دولة، يتم وضع علمَي الدولتَين.واعتبروا أن هذا الأمر يعتبر إهانة للّبنانيين.
إجتماع رباعي
يستضيف الأردن، بعد غد الأربعاء المقبل كلا من وزير الطاقة المصري والسوري واللبناني، لبحث سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن.
وذكر بيان لوزارة الطاقة الأردنية أن المملكة «تستضيف، يوم الأربعاء 8-9-2021، في العاصمة عمان، كلاً من وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية ووزير النفط والثروة المعدنية في الجمهورية العربية السورية ووزير الطاقة والمياه في الجمهورية اللبنانية لبحث سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن».
الاسد والدروز
وامس برز استقبال الرئيس السوري بشار الاسد لوفد درزي لبناني ضم رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان والشيخ نصر الدين الغريب والوزير رمزي المشرفية ووئام وهاب وصالح الغريب بالإضافة إلى نائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني طارق الداوود وعدد من المشايخ والفاعليات الدرزيّة والمجلس السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني.
حكومة أقطاب؟
وفي انتظار الترجمة العملية ومع غياب الوسيط الحكومي مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم مذلل العقبات ومفكك العقد، كشف النائب سليم خوري أنّ «طرح رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لحكومة من أربعة عشر وزيراً من الأقطاب السياسيين قد يقابل بإيجابية من رئيس الجمهورية ميشال عون». وأكد في حديث إذاعي، أن «الرئيس عون قدّم كل التنازلات والتسهيلات المطلوبة لولادة الحكومة وكان يتعاطى بإيجابية مع كل ما طرح عليه حتّى عندما تطرق البحث الى الأسماء». وأشار الى ان «إيجابية عون في التعاطي مع الملف قوبلت بتصلّب من قبل الفرقاء الآخرين كرؤساء الحكومات السابقين، وفرقاء آخرين متمسكين بحقائب معينة ويرفضون النقاش بالموضوع». ورأى خوري أن «هناك إمكانية كبيرة لحل العقد المتبقية أمام تشكيل الحكومة».
عودة
في المواقف اكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في عظة الاحد امس إن شبق السلطة يدمر صاحبه ويدمر البلد.
وقال: «الخلافات المستشرية بين أركان السلطة سببها أن ما يصح على البعض يمنع عن الآخرين. إن تبادل الإتهامات وإلقاء البعض تبعات التعطيل على الآخرين لا ينفي مسؤولية الجميع عما وصلنا إليه بسبب سلوكهم غير المسؤول، والحسابات الشخصية والمصالح.
أضاف: «نحن في حاجة إلى رجال دولة يحسنون القيادة واتخاذ القرارات الجريئة بعيدا من التسلط والأنانية والمصلحة وتصفية الحسابات.
«التيار» يحذّر
من جهته، أكد المجلس السياسي للتيار الوطني الحر في اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل «ان الذين يدّعون دعم دولة الرئيس المكلّف ويعرقلون في الوقت نفسه تشكيل الحكومة لدفع الرئيس المكلّف للاعتذار، يتحمّلون المسؤولية عمّا يترتّب على ذلك من انفجار اجتماعي يهدّد الأمن والاستقرار. وأكد المجلس ان القوى الماضية في مخططها لاسقاط رئيس الجمهورية ستفشل حتماً في تحقيق هدفها، لكنها في المقابل ستكمل الحصار على الشعب اللبناني المهدّد بالفوضى وبالتجويع وبفقدان الدواء والطاقة. وعليه يدعو المجلس السياسي رئيس الحكومة المكلّف الى الاتفاق سريعاً مع رئيس الجمهورية، شريكه الدستوري في تأليف الحكومة، واعلان التشكيلة الحكومية بعدما تم تخطي كل العراقيل المفتعلة، لتأمين ولادة حكومة قادرة على الاصلاح ووقف الانهيار. إن التيار لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي مماطلة بتأليف الحكومة وهو سيبدأ عملية اتخاذ القرارات اللازمة في هذا الشأن.
طرقات مقفلة
معيشيا، وعلى وقع ازمة المحروقات، تم إقفال خط الساحل بيروت باتجاه الجنوب بسبب السيارات المتوقفة عكس السير على محطة كورال في منطقة الجية. كما تم قطع الأوتوستراد الشرقي عند حسبة صيدا احتجاجاً على شح البنزين، واعيد فتحه في وقت لاحق. وشمالا قطع محتجون طريق سكة الشمال عند مدخل جبل محسن بسبب إغلاق محطة للمحروقات كانت تقوم بتعبئة مادة البنزين لأهالي المنطقة.
أبواب الحصار تتكسر: وفي السياق، رأى النائب حسن فضل الله أن بينما يستعد اللبنانيون لاستقبال المازوت الإيراني، وعلى أبواب وصول الباخرة الأولى، بدأت تتكسر أبواب الحصار الأميركي، وتنفتح خيارات أمام لبنان للتخفيف من وطأة أزمته .
لقاحات «فايزر» آمنة؟
صحيا، طمأن رئيس اللجنة الوطنية لإدارة اللقاح عبد الرحمن البزري أن لقاحات فايزر المتوفرة في جميع مراكز التلقيح في لبنان آمنة. وأكد أن الشحنة التي سجّلت عوارض عند متلقيها تم سحبها من المراكز وهي محفوظة في مستودعات وزارة الصحة الى حين التأكد من سلامتها. وأشار البزري الى أن وزارة الصحة تواصلت مع شركة فايزر ومع اللجان العالمية للتحقق من سلامة الشحنة، موضحاً أنه لم تسجل أي عوارض خارجة عن المألوف في صفوف المتلقين للقاح إنما تكررت ما استدعى خطوة استباقية رقابية من وزارة الصحة. كما كشف عن أن جميع الذين عانوا من هذه العوارض هم بصحة جيّدة اليوم.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :