افتتاحية صحيفة الأخبار :
الرئيس الفرنسي، بعد مصطفى أديب، يعتذر عن عدم التأليف: ماكرون يلتحق بواشنطن والرياض
اعتذر مصطفى أديب السبت. وبعد يوم واحد، لحق به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ليس السبب إصرار الثنائي على تسمية وزير المالية، بل إصرار أميركا على أن يكون حزب الله خارج الحكومة. تلك عقبة قد يطول الوقت قبل حلّها. ماكرون أسف لعدم قدرته على إنجاح مبادرته، ممدداً وقتها. كلمته اللبنانية أمس، التي بلغت ذروة الوقاحة منذ تنصيب نفسه مرشداً للجمهورية، جعلته أقرب من ذي قبل إلى تبنّي الخطاب الأميركي - السعودي حيال لبنان ومشكلاته، ويمكن اختصارها بعبارة: "أنا ما خصني" بفشل مبادرتي
انتهت تجربة تكليف مصطفى أديب. كتاب اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة، كان معه منذ اليوم الأول لتكليفه. هو الذي بدا مقيّداً بسلسلة من الالتزامات الداخلية والخارجية التي لم يتمكن من تخطيها. لكن مع ذلك، لم يبدُ هذا الاعتذار الذي تحوّل إلى واقع يوم السبت أكثر من ترجمة لموقف الملك السعودي، ثم موقف نائب وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل، وقبلهما وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. في كل الحالات كانت الرسالة الأميركية - السعودية واحدة: حزب الله مسؤول عن الانهيار في لبنان، ويجب أن يكون خارج الحكومة. كلام بدا كافياً ليحمل أديب ملفاً أسود بيده يتضمن كتاب اعتذاره. لكن ليس أديب وحده من انحنى للموقف الأميركي. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عاد إلى السرب الأميركي. تخلى، في مؤتمره أمس، عن دور الوسيط، الذي لعبه منذ السادس من آب. كان همه همّين: إبعاد مسؤولية فشل المبادرة عنه، وتحميل حزب الله هذه المسؤولية. وهو بالرغم من تأكيده أن المبادرة لم تمت، إلا أنه لم يقدم خلال مؤتمره الذي قارب ساعة من الوقت أي مقاربة تسمح بتفعيلها. بل على العكس، هو، بكلامه، أعلن نهاية المبادرة بشكلها الحريص على وحدة اللبنانيين، وزاد من صعوبة نجاحها في تصويبه المكثف على حزب الله. قال إن "الحزب لا يمكنه أن يكون جيشاً محارباً لإسرائيل وميليشيا الى جانب سوريا وحزباً محترماً في لبنان، وهو أظهر العكس، وعليه أن يفهم أنه يخسر لبنان بأسره". ولم يتوقف هنا، بل اعتبر أنه "حان الوقت لحزب الله أن يوضح اللعبة. لا يمكنه أن يُرهب الآخرين بقوة السلاح ويقول إنه طرف سياسي". لكن مع ذلك، أقرّ ماكرون بأثر العقوبات الأميركية، مشيراً إلى أنها لا تبدو خياراً مناسباً. كما أعلن أن لا دليل على أن إيران لعبت دوراً في منع تأليف الحكومة اللبنانية. ولفت الى عدم الخشية من وقوع حرب أهلية في لبنان.
مرّ ماكرون عرضاً على مسؤولية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في إفشال تأليف الحكومة، عبر إشارته إلى أنه أخطأ بإضافة المعيار الطائفي في توزيع الحقائب الوزارية. كما أوضح أن الورقة الإصلاحية لم تتضمن أي شرط طائفي في تأليف الحكومة، مشيراً إلى أن "حركة أمل وحزب الله قررا أن لا شيء يجب أن يتغيّر، وقالا بوضوح إنهما يريدان تسمية الوزراء الشيعة". أضاف: "حزب الله مسؤول لأنه لم يحترم وعده لي... أخجل ممّا يقوم به القادة اللبنانيون".
واعتبر ماكرون أنه من الآن حتى 6 أسابيع، إذا لم يحصل أي تقدّم في لبنان، فسنكون مضطرين إلى سلوك خيار آخر لإعادة تشكيل طبقة سياسية جديدة، والشهر المقبل سيكون أساس العمل. وأكد أنه لا أحد يثق بالنظام المالي الحالي، ولن يعرف لبنان أيّ عصر ذهبي في ظل هذا النهج.
مصادر في 8 آذار اعتبرت أن ماكرون لم يكن منصفاً في تحميله المسؤوليات. وذكرت أن حزب الله وحركة أمل لم يخلّا معه بأي التزام، بل على العكس، وافقا على حكومة مهمّات مستقلة، يؤلفها مصطفى أديب وتوافق عليها الأحزاب، كما وافقا على 90 في المئة من الورقة الإصلاحية. وقد تفهّم ماكرون اعتراضهما على الانتخابات المبكّرة. بهذا المعنى، تشير المصادر إلى أن الرئيس الفرنسي هو الذي أخلّ بالتزامه بتأليف حكومة تفاهم وطني. وهو الذي بدا متناقضاً في كلامه عن حكومة تتمثل فيها الطوائف، لكن من دون أن يكون للطوائف أي دور في التسمية. من يسمّي الوزراء إذاً؟ يسأل المصدر. ويقول: هل يريدنا أن نلتزم معه بتسليم البلد لرؤساء الحكومات السابقين؟ وهل يريدنا أن نلتزم بتسمية سعد الحريري لـ 14 وزيراً؟ وهل يريدنا أن نلتزم بإلغاء نتائج الانتخابات النيابية؟ ليخلص المصدر إلى أنه يبدو أن الالتزام الوحيد المطلوب هو ما قاله بومبيو عن وجوب تأليف حكومة من دون حزب الله.
وفي السياق نفسه، بدأت الإدارة الأميركية الترويج لعقوبات جديدة ستُفرض في غضون أيام على سياسيين لبنانيين، بذريعة مسؤوليتهم عن تفجير المرفأ يوم 4 آب الماضي.
ماذا بعد الاعتذار؟ بعد كلام ماكرون، فإن التشاؤم في المسار الحكومي سيكون سيد الموقف. سعد الحريري أعلن مراراًَ أنه ليس في دائرة المرشحين لتولي رئاسة الحكومة. وهو صار واضحاً أنه لن يعود إلا بغطاء سعودي. ويوم أمس، بدأ بعض المقرّبين منه يحتفل بالخبر الذي نشرته قناة "روسيا اليوم" عن اتصال بين ماكرون وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اتفقا فيه على الحل في لبنان عبر سعد الحريري. أتى ذلك بعد معلومات عن اقتراح رفضته السعودية، يقضي بتأليف حكومة ثلثها من السياسيين وثلثاها من الاختصاصيين. في المحصلة، بعد تجربة مصطفى أديب، صارت مسألة قبول التسمية مغامرة كبيرة. في الظروف الحالية، لا أحد يمكنه أن ينجح في التأليف. ببساطة، لأن الشروط والشروط المضادة لن تتغير، ولأن ثمة فريقاً في الداخل والخارج يريد حكومة من دون حزب الله، فيما الأخير يزداد تمسكاً بتسمية الوزراء الشيعة بالتكافل مع حركة أمل.
الانتخابات الأميركية ستجرى قبل انتهاء فترة الأسابيع الستة التي أعطاها ماكرون للأطراف اللبنانيين للاتفاق. هل هذا مقصود؟ ليس واضحاً، لكن زمنياً على الأقل، فإن الحديث عن عدم تأليف حكومة في لبنان قبل إجراء الانتخابات الأميركية يزداد واقعية. لكن المفارقة أن الانتخابات نفسها لن تكون كافية لتأليف الحكومة. بعد الانتخابات قد تدخل أميركا في صراعات كبيرة، ربما لا تنتهي قبل موعد انتقال الفائز إلى البيت الأبيض في شهر كانون الثاني. وفي حال خسارة ترامب وتبدّل الادارة، فإن أحداً فيها لن يلتفت إلى لبنان قبل الربيع المقبل.
بحسب المعطيات الأولية، وفيما لم يسجل أي خرق جدي في المراوحة الحكومية، فإن العام الحالي سيمر من دون تأليف حكومة. هذا يقود إلى مضاعفة التحديات التي تواجه الناس، والتي بدأت تباشيرها لحظة إعلان أديب اعتذاره. الدولار قفز 500 ليرة دفعة واحدة، ويُتوقع أن لا يتوقف ارتفاعه، خاصة مع بدء عملية تخفيف الدعم. ربما، في نظر بعض السياسيين، لا بديل من تعويم حكومة حسان دياب.
****************************************************
افتتاحية صحيفة البناء :
ماكرون: المبادرة مستمرة… ومسؤولية الفشل بين الحريري والثنائي والعقوبات / تريُّث في الاستشارات النيابيّة وربط التكليف بالتأليف… حتى الانتخابات الأميركيّة؟ الجيش يحسم بدماء شهدائه أمن الشمال... و"القومي" يتضامن مجدِّداً الدعوة للمجلس العدلي
مع عودة مشهد الإرهاب شمالاً، تصدّرت دماء شهداء الجيش اللبناني الصورة بالتوازي مع إنجازاته بالقضاء على مجموعات إرهابيّة كشف وجودها مخاطر تهدّد مستقبل لبنان، وأصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً حيّا فيه الجيش على موقفه وتضحياته، مرفقاً تضامنه بالتذكير بجريمة كفتون التي شكّلت نقطة البداية لكشف المخطط الإرهابي، وبدعوته لإحالتها إلى المجلس العدلي، وكانت لافتة أنه بالتوازي مع تجدّد النشاطات الإرهابية عادت أيضاً عمليات قطع الطرق، خصوصاً في مناطق نفوذ القوات اللبنانية، على إيقاع اعتذار الرئيس المكلف مصطفى أديب، بما رسم تساؤلات حول محاولة ملء الفراغ الناجم عن المأزق الحكومي بمشهد أمني واستغلال للشارع، ترافق الفوضى فيه الفراغ.
في هذا الوضع المقلق خرج الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون يعلن استمرار مبادرته وسط تساؤلات عن فرضية سحبها عن الطاولة، وكان أبرز ما قاله ماكرون توزيعه خسائر فشل الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة، على فريقين رئيسين، الرئيس السابق سعد الحريري ومن خلفه رؤساء الحكومات السابقين، الذين اتهمهم بإدخال حسابات طائفيّة من خارج المبادرة الفرنسية على عملية تأليف الحكومة، وبالتوازي على ثنائي حركة أمل وحزب الله، وبشكل خاص حزب الله، حيث قال ماكرون إن الرئيس الحريري صحّح مسار موقفه بعرض للتسوية لكن الثنائي عطلها متشبثاً بموقف متشدد.
في كلام ماكرون ثنائية انتقادات لحزب الله وأسئلة حول ما يريد، وبالتوازي رفض لمجاراة ما وصفها بدعوات لمواجهة حزب الله، معتبراً أن هذه المواجهة مخاطرة بمستقبل لبنان، معيداً التذكير بموقفه السابق لجهة التمثيل النيابي والشعبي لحزب الله، كما في كلام ماكرون سعي لتنشيط الاتصالات الخارجية لتأمين تغطية ودعم لازمين لنجاح المبادرة، مشيراً إلى واشنطن وطهران والرياض.
لم يكشف ماكرون كيفية تجاوز نتائج فشل أديب، ومَن سيتولى تسمية رئيس جديد مكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وماذا عن دروس تولي الحريري التسمية ورؤساء الحكومات السابقين، وآلية بلوغ تسمية وزراء لا يتبعون الأحزاب وموافقة الأحزاب والكتل على ذلك، وبقي الغموض الذي رافق كلام ماكرون مرتبطاً بتمديد المهل الذي تحدث عنه، والذي أوحى بأن الأمر مؤجل لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتلميحه إلى فرضية الذهاب لحوار وطني بعد شهور في حال فشل المحاولة الجديدة لتشكيل حكومة، بينما كانت لافتة مسارعة الرئيس الحريري لرفض تسميته ورفض قيامه بتسمية مَن يتولى المهمة، فيما نقلت قناة روسيا اليوم خبراً معاكساً عن اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي حول لبنان ودعم تشكيل حكومة جديدة يكون الحريري نقطة التوافق فيها.
الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي أكد مشاركته في الاستشارات النيابية لتسمية رئيس مكلف، واستعداده للتسمية، مقترحاً حكومة تكنوسياسية تضمّ خمسة وزراء دولة من السياسيين الى جانب رئيس الحكومة، وأربعة عشر وزيراً اختصاصياً.
مصادر سياسية متابعة للملف الحكومي توقعت أن تطول فترة تكليف رئيس جديد للحكومة حتى لو تم تعيين موعد للاستشارات النيابية، بعدما صار التكليف مرتبطاً بالتفاهم على تفاصيل التأليف في ضوء النتيجة التي انتهت إليها تجربة أديب، وسقوط نظرية حكومة تشكل فريقاً تابعاً لرئيسها، في ظل نصوص واضحة حول تحول السلطة الإجرائية إلى مجلس الوزراء بعد اتفاق الطائف، بحيث لم يعُد الوزراء فريقاً لرئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة، بل شركاء في القرار لهما.
ماكرون: لن نترك لبنان
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استمرار المبادرة الفرنسية تجاه لبنان والتي سبق وأعلنها في الأول من أيلول، وحمّل كل القوى السياسية بمن فيهم الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين مسؤولية فشل تشكيل الحكومة الجديدة، لأنها برأيه "فضّلت مصالحها الشخصية على مصالح لبنان وشعبه". وكشف أنه سيعمل على ترتيب مؤتمر جديد مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين للاستفادة من المساعدات الدولية للشعب اللبناني وفي قطاعات الصحة والغذاء والتعليم والمأوى.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، للحديث عن الوضع اللبناني: "اعتقدوا أن باستطاعتهم فرض شروط حزب الله وشروط حزبهم لتشكيل حكومة تتعارض تماماً مع الالتزامات التي قطعوها في أول ايلول ورفضوا أي تسوية. وحزب الله ليس باستطاعته ان يكون جيشاً يحارب "إسرائيل" وميليشيا في سورية، وأن يكون في الوقت ذاته حزباً محترماً في لبنان، وهو أظهر العكس، وعليه أن يفهم أنه يخسر لبنان بأسره".
اضاف: "لكل هؤلاء أقول إن احداً لا يستطيع أن ينتصر على الآخرين، وأكرر انه كانت هناك خيانة جماعيّة لالتزام المسؤولين اللبنانيين بالعقد الذي تعهّدوا به، ويجب أن يتحملوا المسؤولية كاملة وهي ستكون ثقيلة، وعليهم أن يجيبوا الشعب اللبناني على ذلك".
وقال: يجب تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن لكن الإصلاحات ضرورية وهي الشرط الأكيد ليتمكّن لبنان من الحصول على المساعدة الدولية اللازمة.
اضاف: "من الآن وحتى نهاية تشرين الاول كما التزمت سابقاً، سنرتّب مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين مؤتمراً جديداً للاستفادة من المساعدات الدولية للشعب اللبناني وفي قطاعات الصحة والغذاء والتعليم والمأوى أيضاً. وهو التزام تجاه الشعب اللبناني وغير مشروط".
ورداً على سؤال قال ماكرون: "اعتقد أن الرئيس سعد الحريري أخطأ حينما أضاف معياراً طائفياً في توزيع الوزارات. وهذا الشرط الذي وضعه لم يكن جزءاً من خريطة الطريق الموضوعة وأضعف ايضاً الآلية الموضوعة، وطريقة العمل التي اختارها كانت غلطة، لكنه عاد وتراجع عن هذا الشرط ووافق على التسوية، حيث لم تكن هناك أي شروط طائفية في توزيع الحقائب الوزارية. كما ان امل وحزب الله تمسكا بتسمية وزرائهم وهذا أدى الى عدم التوصل الى التسوية والى عدم احترام المبادرة التي تعهّدوا بها. لكننا سنسعى مجدداً، واذا حصل فشل سيكون فشلهم وليس فشلي أنا".
معادلة منع الانهيار
وإذ ربط ماكرون تأليف الحكومة بالانتخابات الأميركية بشكل غير مباشر عبر تحديد مهلة إضافية خلال ستة أسابيع أي متزامنة مع توقيت الانتحابات الأميركية، علقت مصادر في فريق المقاومة على كلام ماكرون منتقدة أسلوبه وكأنه "مندوب سامي" على لبنان يوزع المسؤوليات ويوجّه الوصايا ويطلق التهديدات بما يشبه الانتداب الجديد، متوقفة عند التهديدات التي وجّهها الى الثنائي الشيعي بوضعهم امام خيارين اما التنازل في الملف الحكومي واما تحمل مسؤولية تدمير البلد، لكن بحسب ما تقول المصادر لـ"البناء" فإن ماكرون حاول أن يظهر بموقع الوسطي بين القوى السياسية ليبقى وسيطاً مقبولاً من الجميع وفي الوقت نفسه حاول إرضاء الأميركيين بانتقاداته لحزب الله ودوره ضد "اسرائيل" وفي سورية.
ولاحظت المصادر تغيراً في خطاب ماكرون تجاه حزب الله في زيارته الأولى والثانية الى لبنان حيث حاول استمالة الحزب بكلام ودي، وبين خطاب الأمس، واضعة هذا التغير في إطار الضغوط الاميركية على لبنان والموقف السعودي الأخير وإفشال الحزب وحلفاءه لحكومة "الخديعة" التي كان هدفها إقصاء الحزب والحلفاء والسيطرة على لبنان وقراره السياسي والمالي والاقتصادي.
وأكدت المصادر أن حزب الله وأمل لن يتنازلا عن حقهما في التمثيل في أي حكومة مقبلة وبالشراكة الميثاقية والدستورية في البلد مهما بلغت الضغوط ولن يسمحا بتسليم لبنان للخارج.
ورأت أن كلام ماكرون عن استمرار مبادرته الوحيدة المقبولة دولياً كما قال هي تعبير عن معادلة ستحكم لبنان حتى الانتخابات الاميركية وربما أكثر - مساعدات مالية لمنع الانهيار المالي والاقتصادي والفوضى الأمنية. وتوقعت استمرار الفراغ الحكومي لأشهر طويلة إذ لا مؤشرات او متغيرات تساهم في تسهيل التأليف بل الشروط نفسها في حال تمّ تكليف رئيس جديد. فالمسألة لا ترتبط بالشخص بل بأسلوب التأليف وشكل الحكومة وتوازناتها والمعادلة الحاكمة للبنان. علماً أن مصادر رئيس الجمهورية تشير لـ"البناء" الى أن "لا استشارات جديدة ولا تكليف بلا الاتفاق على سلة كاملة للحل من آليتي الاختيار وشخصية الرئيس وشكل الحكومة واسماء الوزراء والبيان الوزاري وإخراج رؤساء الحكومات السابقين من دائرة التأثير وإلا فخيار حكومة تصريف الاعمال ستبقى حتى نضوج التسوية الجديدة".
تعويم حكومة دياب؟
ومع قلب صفحة أديب بدأ التداول في الكواليس السياسية بفرضيات عدة منها اتجاه لتعويم حكومة تصريف الأعمال لملء الفراغ في السلطة التنفيذية بحدود معقولة للانطلاق لمواجهة ما قد يحدث من تداعيات اقتصادية وأمنية وتحركات شعبية على الأرض.
ومن هذه الخيارات بحسب مصادر "البناء" تفعيل حكومة دياب لملء الفراغ الحكومي خلال الشهور الثلاثة المقبلة لكن المشكلة تكمن في أنها لن تستطيع مواجهة الأزمة بسبب ضعفها من الداخل وتصريح رئيسها حسان دياب بعدم استعداده لهذا الخيار. أما الاحتمال الثاني البقاء في إطار حكومة تصريف أعمال ضيّق كما هو الحال الآن وتوفير مظلة سياسية ضمنياً بين القوى الأساسية لضبط الوضع الأمني والاقتصادي قدر الإمكان لتمرير المرحلة بأقل الخسائر وانتظار اشارات خارجية في الشهرين المقبلين بعد الانتخابات الأميركية، وهذا الخيار يتلاقى مع مضمون مبادرة ماكرون بنسختها الثانية.
وحول احتمال تراجع الرئيس دياب عن استقالته، يرى الخبير الدستوري والقانوني الدكتور عادل يمين أنه ليس من نص دستوري يمنع دياب من التراجع عن استقالته ما دام لم يصدر بعد مرسوم قبول استقالة حكومته على الرغم من أنه ليس من سوابق بعد اتفاق الطائف في هذا الاتجاه، ولكن مثل هذا الخيار رهن رغبة الرئيس دياب ومدى تماسك حكومته والدعم السياسي لها وخصوصاً دعم الأغلبية النيابية.
أما الخيار الأصعب والمستبعَد حتى الآن بحسب المصادر فهو تأليف حكومة أكثرية نيابية للمواجهة ليس على شكل حكومة دياب التي كانت حكومة أكثرية لكن أعطيت صفة وهامش التكنوقراط، بل حكومة مواجهة وصلبة تستطيع الصمود بوجه الأزمات.
الحريري: لستُ مرشحاً
ونقلت مراسلة روسيا اليوم عن مصادر مطلعة، أن اتصالاً هاتفياً جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلص لإجماع الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية.
وحسب هذه المصادر فقد تمّت إعادة طرح اسم سعد الحريري كنقطة توافق، كما أن ماكرون قام بتعديلات على فريقه المكلف بالملف اللبناني.
لكن كان لافتاً أن ماكرون لم يأتِ على ذكر الاتصال ولا دعم الحريري لرئاسة الحكومة.
وكان المكتب الإعلامي للحريري نفى في بيان قبيل اتصال الرئيس الفرنسي والملك السعودي أن يكون "مرشحاً لتأليف الحكومة".
التيار: الاستشارات مؤجلة
ولفتت أوساط التيار الوطني الحر لـ"البناء" إلى أن "اعتذار أديب لم يكن مفاجئاً لنا بل كنا نتوقع هذه النتيجة من خلال الأسلوب الذي اتبعه الرئيس المكلف الذي لم تشهده عملية تأليف الحكومات في تاريخ لبنان، كما من خلال أداء من يقف خلفه من الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين"، مشيرة إلى أنه ورغم وجود شق داخلي للأزمة السياسية وعرقلة تأليف الحكومة لكن العقدة خارجية جرى تغليفها بواجهة عقدة وزارة المالية، ولفتت الأوساط إلى أن رئيس الجمهورية لن يدعو للاستشارات النيابية الملزمة إلا بعد توفر شروط سياسية معينة ومناخ توافقي، كي لا نصطدم مجدداً في جدار العرقلة والتعطيل والفشل. ودعت إلى قراءة كلام الرئيس ماكرون بجدية والعمل على استغلال الاهتمام الفرنسي بلبنان وإنعاش المبادرة الفرنسية من خلال إجراء حوار جدي وعميق حول الأزمة الداخلية لتمهيد الاتفاق على حكومة جديدة تنقذ لبنان من الانهيار المحتوم.
وعن احتمال عودة الحريري أو تسمية أحد بديلٍ لأديب لتشكيل الحكومة، لفتت الأوساط إلى أن مقاربة استحقاق التأليف بهذه الذهنية التي ظهرت لدى الحريري وزملائه في النادي تسقط خيار عودة الحريري أو من ينوب عنه، وبالتالي الأمور تتجه للبحث عن خيارات أخرى.
وتشير مصادر "البناء" إلى أنّ حزب الله والأكثرية النيابية مع رئيس الجمهورية يفضلان الإبقاء على حكومة دياب حتى تحقيق تسوية تضمن الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في البلد، مستبعدة خيار الحريري لتعقيدات داخلية - خارجية تحول دون ذلك، لكنها حذّرت من تشريع الساحة اللبنانية للاحتمالات كافة من ضمنها ضرب الاستقرار الأمني.
وفي هذا السياق، حذّر خبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية لـ"لبناء" من أنّ المخاطر الأمنية على لبنان لم تعد تقتصر على "إسرائيل" والإرهاب، بل إنّ التدخلات الخارجية التي أفشلت تسوية الحكومة ستنتج أحداثاً أمنية على صعد ثلاثة: اغتيالات سياسية لخلق مناخ طائفي - مذهبي، ثانياً تفجيرات متنقلة، وثالثاً تحركات شعبية وأعمال شغب نتيجة تردّي الظروف الاقتصادية والاجتماعية، متوقعاً مرحلة صعبة في لبنان قبل الاستحقاق الرئاسي الأميركي.
مواجهة مع الإرهاب شمالاً
وكان لافتاً تحرك الخلايا الإرهابية عقب اعتذار أديب ما يطرح علامات استفهام عدة حول الجهة التي حركت هذه الخلايا لتهديد الأمن والاستقرار بهدف الاستثمار السياسي بعد سقوط "مؤامرة" تهريب حكومة تدين بالولاء للأميركيين على جناح المبادرة الفرنسية.
وانتهت العملية الأمنية في وادي خالد في عكار بمقتل 13 إرهابياً واعتقال 15 شخصاً إضافة إلى هروب عنصرين من المجموعة الإرهابية فيما عملت عناصر القوة الضاربة على تمشيط المنطقة تمهيداً لتوقيفهما.
ونفذت مخابرات الجيش اللبناني مداهمات في مخيم البارد لعدد من المشتبه بتورّطهم بالإرهاب وبعملية وادي خالد حيث تمّ توقيف 3 أشخاص حتى الآن، عرف منهم بهاء طوي ولؤي المصري، من الجنسية الفلسطينية.
وكان وقع هجوم إرهابي ليل السبت - الأحد على أحد مراكز الجيش في محلة عرمان - المنية، ما أدى إلى استشهاد عسكريَين اثنين محمد النشار وأحمد صقر، بالإضافة إلى مقتل أحد الإرهابيين.
بري
وتوالت المواقف السياسية المنددة بالاعتداء الإرهابي على الجيش، أبرزها موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد ان "لبنان وشماله الأبي والمحروم في عين عاصفة الإرهاب، ودائماً المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية ضباطاً ورتباء وأفراداً، تضحيات وأداء لا يقبل القسمة وبذل حتى الشهادة، افتداء للوطن وصوناً لوحدته واستقراره وحماية لسلمه الأهلي".
القوميّ
بدوره، أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان أمس، دعمه وتأييده الكاملين للجيش اللبناني والقوى الأمنية في معركة اجتثاث الإرهاب وتجنيب لبنان المخطط الإرهابي لتقويض استقراره وسلمه الأهلي، وهو المخطط الذي تكشفت حقيقته منذ ارتكاب جريمة كفتون الإرهابيّة.
وشدّد الحزب على أهمية وضرورة الالتفاف حول الجيش والقوى الأمنية، ومؤازرتهم في مهامهم الوطنية الرامية إلى حماية أمن البلد وتحصين استقراره ليكون عصياً على مخططات الإرهاب ومشاريع الفتنة. مشيراً الى أن المطلوب أن يصبح "كلّ مواطن خفيراً" بهدف كشف وتعرية العناصر الإرهابية وتلك المرتبطة بالعدو الصهيوني وبدول إقليمية وأجنبية تتوسّل الإرهاب والفوضى وسيلة للإنقاض على لبنان وعناصر قوّته.
وجدّد الحزب القومي مطالبته الإسراع في الخطوات الضرورية لإحالة ملف جريمة كفتون الى المجلس العدلي، خصوصاً بعدما تبيّن تورّط وارتباط العديد من الخلايا الإرهابية بجريمة كفتون، وإنّ ما حصل في كفتون عمل إرهابي يهدّد أمن الدولة واستقرار البلد، والمطلوب أن تتولى أعلى هيئة قضائية هذه القضية.
باسيل
وحذّر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من مطالبة بعض الأحزاب بعفو عام يُخرِج المزيد من الإرهابيين دفعة واحدة. مضيفاً: "التواطؤ مع الخارج بموضوع الارهاب، حتى اذا كان غير مقصود، جريمة تقضي على لبنان. حذار".
قانون العفو
وأعاد الاعتداء الارهابي على الجيش والمواجهات مع الخلايا الارهابية النظر بملف العفو العام والموقوفين بسجن رومية وسط دعوات ملحّة لبحث هذا الملف في المجلس النيابي عشية جلسة يعقدها المجلس لهذا الشأن الاسبوع المقبل مع انتشار وباء الكورونا في السجون.
وأمس شهدت بعض السجون في صور ورومية وزحلة بعض حالات التمرد ومحاولات الانتحار شنقاً، حيث أقدم سجين في سجن صور يُدعى ابراهيم ترمس على شنق نفسه بواسطة شرشف وقد نقلت جثته الى مستشفى جبل عامل في صور. كما أفيد عن محاولة سجين آخر في رومية شنق نفسه.
ترقب لارتفاع الأسعار
ولم تُسجّل الأسواق حتى الآن أي ارتفاع بأسعار السلع رغم ارتفاع سعر الصرف، لكن بحسب توقعات التجار، فإنّ انعكاس الوضع السياسيّ على أسعار السلع في الأسواق سيبدأ منذ اليوم، لأنّ مكاتب المحاسبة في الشركات تقفل في نهاية الأسبوع، لذلك من المتوقّع أن يلمس المواطنون ارتفاع الأسعار مطلع الأسبوع.
ويتوقع خبراء اقتصاديون أن يشهد السوق ارتفاعاً تدريجياً بأسعار السلع بدءاً من مطلع الأسبوع المقبل. وبحسب الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان فإنّنا دخلنا في مرحلة الفوضى والتفلّت في سوق السلع إضافة الى ارتفاع سعر الصرف. ويلفت أبو سليمان لـ"البناء" الى أنّ الدولة لم تعد قادرة على لجم ارتفاع الأسعار ولا ضبط سعر صرف الدولار، خصوصاً مع توجّه مصرف لبنان إلى رفع الدعم عن الكثير من السلع الأساسية بسبب نفاد الاحتياط النقدي في المصرف. ويرى أبو سليمان أنّ أحد الحلول لوقف نزيف احتياطات المركزي هو ترشيد الدعم، وتخصيصه لذوي الدخل المحدود والطبقة الفقيرة فقط وللسلع الأساسية، ويوضح أنّه لا يمكن ضبط سعر الصرف إذا لم يتم ضخ أموال خارجية في السوق الداخلي وبالتالي أسعار السلع إلى ارتفاع بلا سقف.
بدوره، لفت وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة لـ"البناء" إلى أننا سننتظر بعض الوقت كي يظهر السعر الحقيقي لص
رف الدولار ومدى انعكاس المستجدات السياسية، على سعر السوق لنعرف الخطة الذي يجب أن نضعها ونتبعها لمواجهة فلتان الأسعار. ويؤكد نعمة أنّ الدعم للسلة الغذائية الذي أقرّته وزارة الاقتصاد بالتعاون مع الوزارات الأخرى مستمر. ويوضح أنّ التطورات التي قد تحصل على صعيد سعر الدولار رهن تعامل القوى السياسية مع الأزمة السياسية القائمة، خصوصاً أنها تتحمل مسؤولية الانهيارات المتتالية.
****************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
المجهول بعد أديب وماكرون للحزب: إلى أين بالشيعة؟
لم يكن الموقف الشديد الغضب والحاد الذي اعلنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غداة اعلان الرئيس المكلف مصطفى اديب اعتذاره عن تشكيل الحكومة الجديدة مفاجئا على الاطلاق. ولكن التطور البارزالمفاجئ فعلا تمثل في انه شن اعنف حملة إدانة جماعية للزعماء والمسؤولين السياسيين اللبنانيين، بل أضاف اليها ما يمكن اعتباره اقسى هجوم على الثنائي الشيعي الذي حمله بوضوح تبعة اسقاط مهمة اديب، وتحديدا “حزب الله ” ذاهبا الى سؤال الثنائي للمرة الأولى بهذا الشكل المباشر الحاد “الى اين تأخذون الشيعة في لبنان؟”. طبعا لم يوفر ماكرون الرئيس سعد الحريري أيضا من انتقاداته في إدارة التفاوض ولكن الدلالة الأبرز التي صعدت الى واجهة مواقف ماكرون كانت في تسليطه الأضواء على واقع “حزب الله” الذي تعرض لاعنف هجمات ماكرون في وقت لم يوجه الرئيس الفرنسي أي اتهام لإيران بعرقلة تشكيل الحكومة. واضفت مواقف ماكرون مزيدا من التوهج على الوضع اللبناني الناشئ غداة اعتذار مصطفى اديب بحيث بدا لبنان منزلقا بقوة نحو مرحلة بلا افق يتحكم بها الغموض بل الأفق المجهول في ظل المخاوف الكبيرة من التداعيات التي سيواجهها لبنان في ظل ازمة مفتوحة قد يكون من الصعوبة الكبيرة التمكن من بلورة توافق سياسي جديد على الرئيس المكلف المقبل لتشكيل الحكومة بعد الانقسامات المتعاظمة التي تركتها اطاحة الثنائي الشيعي بتجربة مصطفى اديب والتسبب بضربة موجعة جدا للمبادرة الفرنسية. وإذ بادر الرئيس سعد الحريري بسرعة لافتة امس الى الإعلان انه ليس مرشحا لرئاسة الحكومة الجديدة فان المعطيات الملبدة التي تراكمت في فضاء المشهد المأزوم الداخلي، لا تسمح بتوقع أي خطوات ملموسة قريبة لبلورة الاتجاهات المقبلة لاعادة اطلاق الاستحقاق الحكومي خصوصا ان الجميع يرصدون الان ردة فعل الفريق الشيعي على الهجوم الناري غير المسبوق الذي شنه ماكرون على “حزب الله” وتأثيره على الازمة المفتوحة. وبدا لافتا وسط هذه الأجواء ان ترد معلومات عبر “روسيا اليوم ” عن اتصال بين ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان توافقا خلاله على ضرورة حل الازمة اللبنانية من خلال إعادة طرح اسم الرئيس سعد الحريري كنقطة توافق وان ماكرون قام بتعديلات على فريقه المكلف الملف اللبناني. وإذ يبدو ذلك في حاجة الى تدقيق لان موقف الحريري من عدم تولي رئاسة الحكومة يبدو جديا للغاية، فان تعقيدات مرحلة ما بعد اعتذار اديب تبدو كأنها وضعت البلاد امام احدى اخطر المراحل نظرا الى التداعيات المرتقبة ماليا واقتصاديا واجتماعيا وحتى امنيا بدليل اندلاع موجة مواجهات جديدة شديدة الخطورة بين الجيش والقوى الأمنية والخلايا الإرهابية في مناطق شمالية في الأيام الأخيرة. واذا كانت الأنظار تركزت امس على ترقب مواقف الرئيس الفرنسي باعتباره عراب المرحلة اللبنانية منذ اطلاقه مبادرته بعد انفجار مرفأ بيروت، فان ذلك لا يحجب الاصداء الدولية الأخرى البالغة السلبية أيضا حيال الطبقة السياسية التي ظهرت غداة اعتذار اديب وهو الامر الذي يثبت ان المعايير التي أرساها الرئيس المكلف المعتذر، ستكون محور الضغوط الدولية التي ستتصاعد بقوة في مرحلة الاعداد لاجراء الاستشارات النيابية الملزمة الجديدة والمشاورات لبلورة خيار الرئيس المكلف الجديد.
ولفت في هذا السياق كلام للرئيس نجيب ميقاتي مساء امس عبر محطة “الجديد” تحدث فيه عن احتمال تشكيل حكومة من عشرين وزيرا يكون من بينهم ستة وزراء دولة من أطراف سياسيين و14 وزيرا تكنوقراط بحيث تكون تكنوسياسية ويمكن ان تتشكل برئاسة الرئيس سعد الحريري.
ماكرون الغاضب
اذن اطلق الرئيس ماكرون اعنف ردوده الغاضبة في وجه الطبقة السياسية اللبنانية ولا سيما منها الثنائي الشيعي في مؤتمر صحافي عقده مساء امس في الاليزيه وخصصه للوضع في لبنان في اجراء استثنائي. وقد حمل بحدة على القوى السياسية والقادة اللبنانيين الذين “لم يحترموا الالتزام الذي قطعوه امام فرنسا والمجتمع الدولي وقرروا خيانة هذا الالتزام وقدموا مصالحهم الخاصة والفئوية على المصلحة العامة”. وقال ان “المسؤولين اللبنانيين جعلوا من المستحيل تشكيل حكومة المهمة بفعل مناوراتهم وفضلوا الجهة او الطائفة التي يمثلونها”. وحمل بحدة على “حزب الله ” قائلا ان “حزب الله لا يمكنه ان يكون جيشا في حالة حرب مع إسرائيل وميليشيا تقاتل في سوريا وفي الوقت نفسه حزبا سياسيا محترما في لبنان وهو اظهر عكس ذلك”. وإذ كرر ان أيا من القوى السياسية لم تكن على مستوى الالتزامات أضاف “لكن أقول للجميع لا يمكن أحدا ان يربح على الآخرين سأتصرف بناء على هذه الخيانة الجماعية وعليهم جميعا ان يدفعوا الثمن وفرنسا لن تتخلى عن اللبنانيين والشعب اللبناني والمبادرة الفرنسية الوحيدة لن تسحب عن الطاولة ويجب تطبيقها بأسرع وقت”. واعلن انه ماض حتى نهاية تشرين الأول في عقد مؤتمر لتعبئة الدعم الدولي للبنان وانه سيجمع خلال عشرين يوما كل أعضاء المجموعة الدولية. وفي ردوده على الأسئلة انتقد ماكرون الرئيس سعد الحريري معتبرا انه ” أخطأ في إضافة المعيار الطائفي في هذه العملية وكانت طريقته خاطئة” ولكنه اعترف للحريري بانه قام بتنازل لتسهيل تشكيل الحكومة . ثم اعلن ان “امل وحزب الله قررا بشكل واضح ان لا شيء يجب ان يتغير (من خلال تمسكهما باختيار الوزراء الشيعة) وهذا شرط وضعه حزب الله الذي لم يقدم أي تنازل ولم يحترم الوعد الذي قطعه امامي” . وقال “ان الفشل هو فشلهم ولا أتحمله انا وهذه مسؤولية كل قادة لبنان وعلى راسهم الرئيس عون …وانا اخجل بالنيابة عنهم”. وسأل “امل” و”حزب الله” :”هل يريدون للشيعة خيار الديموقراطية والمصلحة اللبنانية ام السيناريو الأسوأ ؟ وان حزب الله لا يمكنه ان يرهب الآخرين بقوة السلاح ويدعي انه طرف سياسي” معتبرا انه لا دليل على ان ايران لعبت دورا في منع تشكيل الحكومة اللبنانية. وقال ان ما من مسار بعد الان الا جمع الأحزاب حول خريطة الطريق وان تؤلف حكومة مهمة للإصلاح في اطار المبادرة الفرنسية وحدد مهلة ستة أسابيع لتشكيل الحكومة “والا سنضطر الى سلوك آخر” .
واشنطن والأمم المتحدة
وبدورها أعربت وزارة الخارجية الأميركية غداة اعتذار اديب عن خيبة الولايات المتحدة من الطبقة السياسية “لعدم إعطائها الأولوية للشعب اللبناني على السياسات التافهة “. واعتبرت ان اختيار وتعيين حكومة جديدة هو قرار يعود للشعب اللبناني الذي نزل الى الشوارع للمطالبة بالإصلاح وبحكم افضل ووضع حد للفساد …ومع الأسف لا يزال العمل يجري كالمعتاد في بيروت واي حكومة تأتي في المستقبل يجب ان تلبي التطلعات الحاجات المشروعة التي عبر عنها الشعب اللبناني “.
كما انتقد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش السياسيين اللبنانيين “الذين ضحوا بفرصة البدء بانتشال لبنان من الهاوية بمساعدة فرنسا الشجاعة وذلك من اجل طموحاتهم وأجنداتهم ” متسائلا “هل يفضلون حقا ان يتدمر البلد؟”.
ويشار في هذا السياق الى ان تحركات احتجاجية جديدة عادت امس الى الشارع وبرزت من خلال محاولات متظاهرين اقفال أوتوستراد جل الديب بيروت مساء حيث تدخل الجيش وحال دون اقفال الطريق .كما حصلت محاولات مماثلة في صيدا.
المواجهات شمالاً
وسط هذه الأجواء احتدمت على نحو خطير ومثير للتساؤلات المريبة المواجهات بين الجيش وقوى الامن الداخلي وخلايا إرهابية تعتبر امتدادا للخلية الاساسية التي قامت بجريمتي كفتون والبداوي . واتخذت المواجهات بعدا عنيفا جدا في اليومين الأخيرين اذ توزعت بين وادي خالد حيث نجحت قوى الامن الداخلي بمساندة الجيش في القضاء على مجموعة إرهابية من تسعة مسلحين في عملية استمرت حتى فجر الاحد . كما طارد الجيش في المنية مجموعة إرهابية حاولت مهاجمة ثكنة عرمان وتفجير حزام ناسف فيها فقتل الجيش إرهابيا واستشهد جنديان وجرت عملية مطاردة للآخرين في المنطقة.
******************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
جعجع لانتخابات مبكّرة: “التيار الوطني” وضعنا تحت تأثير إيران
ماكرون للقادة اللبنانيين: “خَونَة”
بوجه متجهّم وتعابير حانقة ساخطة على الطبقة الحاكمة في لبنان، أطل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “عن بُعد” ليقول للبنانيين بالمختصر المفيد: “أخجل بما يقوم به قادتكم”. ولهؤلاء القادة كالعادة نصيب وافر من “البهدلة” المباشرة على الهواء، فنعتهم ماكرون بأقذع النعوت وتنصّل من فشلهم على قاعدة “الفشل فشلكم والخيار خياركم” واصفاً إياهم بـ”الخونة” الذين نكثوا بالتعهدات والالتزامات التي قطعوها أمامه في قصر الصنوبر، من دون أن يستثني أي طرف رئاسي أو سياسي من جردة الحساب التي خلص إليها ووزع من خلالها المسؤوليات بنسب متفاوتة على جميع المسؤولين، مع تخصيصه “حزب الله” برسالة تحذيرية من مغبة استمراره بسياسة ترهيب اللبنانيين، متوجهاً إليه بالقول: “حان الوقت أن تختار، لا يمكنك أن ترهب الآخرين بقوة السلاح وتقول إنك طرف سياسي”.
وفي معرض تشريحه وقائع إفشال “نظام الرعب” اللبناني تشكيل حكومة مهمة برئاسة مصطفى أديب “المحترم والصريح”، نبّه ماكرون “حزب الله” إلى وجوب ألا يعتقد “أنه أقوى مما هو عليه، فلا يمكنه أن يكون جيشاً بمواجهة إسرائيل وميليشيا في سوريا وحزباً محترماً في لبنان”، مشدداً على أنّ الحزب “أظهر العكس في الأيام الأخيرة” من خلال عرقلته ورئيس مجلس النواب نبيه بري تشكيل حكومة مهمة تتولى القيام بالإصلاحات عبر إصرارهما على تسمية الوزراء الشيعة، ولفت إلى ضرورة أن يحسم الثنائي الشيعي قراره وخياره بين الوفاء للبنان أو الإبقاء على الولاء لجهات خارجية. وفي المقابل أخذ ماكرون على الرئيس سعد الحريري أنه أخطأ بطرح مسألة التوزيع الطائفي للحقائب، وسجّل له عودته إلى التوافق حول حقيبة المالية، بينما حمّل رئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية إنجاح المبادرة الفرنسية وإطلاق عملية تسمية رئيس مكلف جديد لتأليف حكومة تمضي قدماً بتنفيذ الإصلاحات بعيداً عن الأحزاب والسياسيين الذين أثبتوا فشلهم في إدارة البلد فتكون “حكومة تحترم التنوع الطائفي لكن لا يسمي وزراءها الأحزاب”، محذراً بشكل حاسم من أنه طالما النظام اللبناني بيد السياسيين اللبنانيين الحاليين فإنّ “المجتمع الدولي لن يساعد لبنان”.
وفي خلاصة خطابه، منح الرئيس الفرنسي فرصة جديدة للبنانيين تمتد إلى نحو 4 أسابيع لإثبات قدرتهم على تنفيذ المبادرة الإنقاذية الفرنسية، فأكد أنه بصدد دعوة مجموعة الدعم الدولية للبنان إلى اجتماع يبحث في سبل تقديم الدعم للبنانيين صحياً واستشفائياً ولوجستياً بعد انفجار 4 آب، وشدد في هذا الإطار على وجوب إعلان السلطات اللبنانية نتائج التحقيقات بالانفجار وتحديد المسؤولين عنه. وفي حين لفت إلى أنه يعتزم التشاور “ثنائياً” مع إيران حول الملف اللبناني، رفض في الوقت عينه تحميله مسؤولية الفشل في لبنان “فهي ليست غلطتي أنني حاولت ولم أستطع حل المسألة بين إيران وأميركا”، منوهاً بأنّ العقوبات الأميركية الأخيرة “ساهمت بتأزيم الوضع” في ما يتعلق بمساعي تأليف الحكومة وتنفيذ مندرجات المبادرة الفرنسية.
تزامناً، وقبيل إطلالة ماكرون، لفت ما نقلته قناة “RT” الروسية مساءً عن اتصال هاتفي أجراه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وخلص إلى إجماع الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية انطلاقاً من إعادة طرح اسم الحريري “كنقطة توافق” باتجاه الحل، بينما لفتت القناة الى أنّ الرئيس الفرنسي سيجري تعديلات على فريقه المكلف بالملف اللبناني. غير أنّ الحريري نفسه كان قد أكد في بيان أمس أنه “غير مرشح لتولي تشكيل الحكومة الجديدة”، مجدداً موقفه الداعم لمبادرة ماكرون “والمسهّل لكل ما من شأنه إنجاحها بصفتها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف انهيار لبنان”.
وكذلك، أيد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قرار الحريري بعدم الترشح لتأليف الحكومة الجديد “بوجود الأكثريّة النيابيّة الحاليّة”، معرباً عن ثقته بأنّ أي حكومة سيصار إلى تأليفها “ستعرقلها هذه الأكثريّة ولن تدعها تعمل وتنجز”. وبناءً عليه، أعاد جعجع طرح الانتخابات النيابية المبكرة بوصفها “حلاً فعلياً”، محملاً الثنائي الشيعي المسؤولية الأساس عن تفشيل المبادرة الفرنسية وعرقلة تشكيل حكومة المهمة، وقال: “طالما السلطة الحاليّة موجودة “فالج ما تعالج”، لا بمبادرة فرنسيّة ولا أميركيّة أو سعوديّة أو فاتيكانية يمكن أن ننقذ البلاد”.
وإذ لفت إلى أنّ “الثنائي الشيعي يريد بشكل من الأشكال الاستحواذ على سلطة توازي سلطة رئيس الجمهوريّة من جهة ورئيس الحكومة من جهّة أخرى، وهذا أمر ليس منصوصاً عليه في اتفاق “الطائف” ويستدعي إقرار دستور جديد”، حمّل جعجع “التيار الوطني الحر” مسؤولية وضع لبنان تحت تأثير إيران، قائلاً: “بكل صراحة لو أنّ “التيار الوطني” ليس في التموضع الذي هو فيه الآن لما كنّا أبداً تحت تأثير المنظومة الإيرانيّة، وإذا قمنا باحتساب الموازين جيداً إن كان على المستوى النيابي أم على مستوى الرئاسات الثلاث أم على مستوى الحكومة، فهم لن يتمكنوا من السيطرة على الأكثريّة بشيء”.
******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
حكومة على عتبة إنتخابات ترامب.. وإعـتذار أديب يعزّز المبادرة الفرنسية
المبادرة الفرنسية مستمرة… قالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مسطراً مضبطة اتهام للقيادات السياسية بإعتذار الرئيس المكلّف مصطفى اديب وارتكاب «خيانة جماعية»، مؤكّداً أنّه «يخجل» مما تقوم به هذه القيادات، وضاغطاً في اتجاه تأليف حكومة في مهلة ستة اسابيع على وقع تحضيره لمؤتمرين دوليين لدعم لبنان في العشرين من الشهر المقبل ومطلع تشرين الثاني. ويُنتظر ان تنعكس مواقف ماكرون هذه على حركة المشاورات السياسية تحضيرا للاستشارات النيابية الملزمة، التي سيدعو رئيس الجمهورية اليها لتكليف رئيس جديد لتأليف الحكومة. ولوحظ انّه سبق المؤتمر الصحافي لماكرون تسريب خبر اوردته قناة «آر. تي» عن اتصال جرى بينه وبين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، ونسبت الى «مصادر مطلعة» انّه تمّ خلال هذا الاتصال «إعادة طرح اسم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كنقطة توافق»، وأنّ ماكرون «أضاف تعديلات على فريقه المكلّف بالملف اللبناني». وفيما لم يوجّه الى ماكرون خلال مؤتمره الصحافي اي سؤال حول اتصاله بولي العهد السعودي، افادت معلومات انّ اتصالا طويلا تمّ مساء السبت بين ماكرون والحريري، جاء بعد ساعات على اعتذار اديب عن تأليف الحكومة.
عاود ماكرون في مؤتمره الصحافي، الذي خصّصه للحديث عن الاوضاع في لبنان، انعاش الامل بالانقاذ الذي كاد يندثر نتيجة اعتذار اديب، وشيوع اجواء عن انهيار المبادرة الفرنسية بنتيجة هذا الاعتذار، فأعلن أنّ هذه المبادرة مستمرة، ممهلاً المسؤولين من 4 الى 6 اسابيع لتأليف حكومة، بعدما اتهمهم بارتكاب «خيانة جماعية» في حق لبنان، ملقياً اللوم بداية على «حزب الله» وحركة «امل» وعلى الرئيس سعد الحريري، ليعممه على الجميع، وقال: «الفشل هو فشلهم، ولن اتحمّل الفشل شخصياً. أنا بذلت كل ما في وسعي ولا يمكنني الاجابة عن اخطاء خطيرة يرتكبها الآخرون. أفضّل ان اكون واضحاً وشفافاً: القوى السياسية اللبنانية لم تتخذ التدابير التي كان يجب أن يتمّ اتخاذها بعد 4 آب، ولم يقرّوا بغضب الشعب اللبناني والوضع الدولي». واذ اكّد انّه «يخجل مما يقوم به القادة اللبنانيون»، قال انّه «من الآن وحتى 6 اسابيع اذا لم يحصل اي تقدّم سنكون مضطرين لسلوك خيار آخر». وإذ اعتبر أنّ العقوبات الاميركية «وترّت الاجواء» أكّد في المقابل أن «لا دليل على انّ ايران وترت الاجواء في لبنان». لكنه قال: «لا نخشى من وقوع حرب اهلية والعقوبات لا تبدو لي الخيار المناسب حالياً».
ولدى توزيعه المسؤولية عن تعثر المبادرة الفرنسية واعتذار اديب، قال ماكرون «انّ الحريري اخطأ بإضافة المعيار الطائفي في توزيع الحقائب الوزارية». وشدّد على أنّ «حزب الله» لا يمكنه أن يكون في حرب ضد اسرائيل، وميليشيا الى جانب سوريا، وحزباً محترما في لبنان. هو عليه برهنة أنه يحترم لبنان، وهو أظهر العكس في الفترة الاخيرة». وقال: «كل الأفرقاء راهنوا على الأسوأ لإنقاذ مصالحهم، وهم يتحملون المسؤولية الكاملة وستكون ثقيلة». وتوجّه الى «الشعب اللبناني الصديق والأخ»، مؤكّداً أنّ «فرنسا لن تترككم، أولاً لأن خريطة الطريق التي وضعناها في أول أيلول مستمرة، وهي المبادرة الوحيدة المأخوذة على المستوى الإقليمي، وهي مستمرة لتشكيل حكومة خدمة في أسرع وقت ممكن ويعود للمسؤولين تحمل هذه المسؤولية».
غير منصفة
وإعتبرت اوساط سياسية قريبة من 8 آذار، انّ مواقف ماكرون «لم تكن منصفة في المقاربة ولم تكن متوازنة في توزيع المسؤوليات». لكنها لفتت الى انّه «لم يقطع الخيط مع «حزب الله» والرئيس نبيه بري». وتوقفت عند تحديد ماكرون مهلة جديدة لتشكيل الحكومة تمتد بين 4 و 6 اسابيع، مشيرة الى انه «لا يمكن فصل هذه المهلة عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية».
وقبل ساعات قليلة على المؤتمر الصحافي لماكرون نقلت مراسلة قناة «RT» الروسية عن مصادر مطلعة، أن اتصالا هاتفيا جرى بينه وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، «خلص الى إجماع الجانبين على ضرورة حل الأزمة اللبنانية».
وحسب هذه المصادر، «فقد تمت إعادة طرح اسم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري كنقطة توافق، كما أن ماكرون أضاف تعديلات على فريقه المكلف بالملف اللبناني».
وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ مجمل التطورات كانت مدار بحث في اتصال طويل بين ماكرون والحريري مساء السبت الماضي بعد ساعات قليلة على اعتذار اديب «تناول مختلف التطورات وما يمكن اتخاذه من اجراءات لإنقاذ الوضع». فيما تكتمت مصادر «بيت الوسط» على ما دار في هذا الاتصال.
وكان المكتب الاعلامي للحريري أصدر بيانا أمس قال فيه أنه «عطفا على ما يتم تداوله اعلاميا، نؤكد انه غير مرشح لتولي تشكيل الحكومة الجديدة، الا انه يبقى على موقفه الداعم لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمسهل لكل ما من شأنه انجاحها بصفتها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف انهيار لبنان».
الحل الافضل
الى ذلك، كشفت شخصية بارزة في 8 آذار انها فوجئت بتقديم الرئيس المكلف مصطفى أديب اعتذاره، لافتة الى انه «رجل آدمي».
وعلقت شخصية بارزة مؤثرة في 8 آذارعلى اعلان الحريري عن قراره بعدم الترشح لرئاسة الحكومة وعدم ترشيح أحد، فيما فريق الأكثرية ليس في وارد تشكيل حكومة مواجهة او لون واحد، فقالت «ان افضل حل قد يكون باعادة تسمية أديب، إنما على أن يعود محررا من الشروط التي كبله بها نادي رؤساء الحكومات السابقين، إذ يبدو أن هذا هو الحل الوحيد الممكن».
ميقاتي
وعلق رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي على كلام الرئيس الفرنسي ووصفه بأنه «منطقي» معتبرا ان «التشبث الشيعي بوزارة المالية غيّر المسارات». وقال في حديث متلفز مساء أمس «ان رؤساء الحكومات السابقين ما زالوا أربعة رغم التباين مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في موضوع اعطاء حقيبة المال للشيعة، ونحن لن نقبل بتجرّع السم ولا نسمح للحريري ان يعرّض نفسه للانتحار». واضاف «كنت من دعاة تسمية الحريري للحكومة قبل تكليف السفير مصطفى أديب لكن اليوم الأمور مختلفة والقصة ليست مسألة شخص». واكد انه «لن يسمّي احدا اليوم لرئاسة الحكومة قبل التنسيق مع رؤساء الحكومات السابقين، وانا اطرح حكومة تكنو سياسية 6 وزراء دولة من الافرقاء السياسيين وفق التوزيع الطائفي، و14 وزيرا تقنيا من الاختصاصيين».
فعلها أديب
وكان أديب فعلها واعتذر السبت الماضي لدى زيارته عون، فيما كل مسار التأليف كان ينبئ بهذه الخطوة خصوصا بعد تجاوز مهلة الأسبوعين ومراوحة العقد نفسها، فوصل إلى الحائط المسدود الذي دفعه إلى الاعتذار تجنبا لتكليف مفتوح على غرار ما كان يحصل دوما في تشكيل الحكومات.
وخلافا لكل السيناريوهات السلبية المتداولة بسبب الاعتذار، فإن هذه الخطوة يمكن ان تشكل دفعا للمبادرة الفرنسية، التي أعلنت كل القوى التمسك بها والالتزام بروحيتها في ظل غياب أي أفق آخر، ومرد هذا الدفع عائد إلى ثلاثة اعتبارات أساسية:
ـ الاعتبار الأول لكون الاعتذار وضع جميع القوى السياسية أمام الأمر الواقع الذي يقع في منزلة بين منزلتين: إما الانهيار وإما الإنقاذ، فيضطر كل فريق إلى إضافة بعض الماء على نبيذه؛
ـ الاعتبار الثاني لكون فرنسا صاحبة المبادرة ليست في وارد التراجع عنها، وقد زادها الاعتذار تمسكا بالمبادرة وسعيا إلى ترجمتها على أرض الواقع؛
ـ الاعتبار الثالث لكون جميع المعنيين بالتأليف سينطلقون من النقطة التي وصلت إليها الأمور عشية الاعتذار، حيث أصبحت العقد معلنة لا مضمرة، وبالتالي إمكانية حلها وتدوير الزوايا تصبح أسهل.
ولا شك انه ستنطلق من اليوم المشاورات السياسية التي تسبق دعوة رئيس الجمهورية إلى استشارات التكليف في ظل الحديث عن دعوة رئاسية الى لقاء حواري في بعبدا حول شكل الحكومة العتيدة وطبيعتها، ولم يعرف بعد ما إذا كان مسار التكليف الذي اعتمد مع تكليف أديب سيعاد اعتماده هو نفسه من خلال اختيار نادي رؤساء الحكومات لائحة بالمرشحين ليتم الاختيار من ضمنها، ولكن الأكيد ان لبنان ما زال يحظى بالغطاء الفرنسي وقوة الدفع الفرنسية لتأليف الحكومة العتيدة.
وقالت مصادر مشاركة في الاتصالات بان باريس لو تخلت عن مبادرتها لكانت بيروت في ورطة كبرى بسبب حدة الأزمة المالية وغياب اي أفق للحلول الداخلية، ولكن مع وجود الوسيط الفرنسي يمكن توقع تجاوز عراقيل التأليف وتعقيداته، إن كانت بطابع محلي او خارجي، حيث أبقت الإدارة الفرنسية خطوطها مفتوحة مع جميع المعنيين بتأليف الحكومة في لبنان، أكانوا قوى محلية أم خارجية، ولذلك لا يمكن القول ان الأمور مقفلة على رغم غياب الحلول للتعقيدات الثلاثة التي دفعت أديب إلى الاعتذار:
ـ التعقيد الأول المتمثِّل بالمداورة الشاملة والتي يؤدي كسرها في اي حقيبة إلى كسرها في كل الحقائب.
ـ التعقيد الثاني المتعلِّق بتسمية الكتل النيابية للوزراء في ظل وجهة نظر تقول ان التسمية تعني استنساخ الحكومة المستقيلة، وان مصير الحكومة العتيدة سيكون الفشل، فيما وجهة النظر الأخرى ترفض تسمية الوزراء من خارج المكون الممثل لها خشية من تحويل الاستثناء إلى قاعدة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
ماكرون يصب غضبه على «الخيانة الجماعية» لسياسيي لبنان
انتقد «حزب الله» و«أمل» بشدة لعرقلة تشكيل الحكومة ووصف وضع البلد بـ«الدقيق سياسياً واقتصادياً واجتماعياً»
باريس: ميشال أبونجم
السؤال الذي ساد الوسط الدبلوماسي والسياسي في باريس منذ استقالة رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب ظهيرة السبت الماضي، بعد 26 يوما من تعيينه، تمت صياغته كالتالي: ما هي الأوراق الإضافية التي يمتلكها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي لم يستخدمها في مبادرته «الأولى» من أجل دفع الطبقة السياسية اللبنانية، عهدا وأحزابا، للتوافق على تسمية بديل عن أديب والسير في تشكيل حكومة وفق المعايير الفرنسية أي حكومة إنقاذ أو حكومة مهمة؟ وأهمية السؤال أن ماكرون أصيب في بيروت «بخيبة» إن لم تكن «انكسارا» وهو الذي أعلن لصحيفة «أتلنتيكو» الأميركية أنه «يقامر برصيده السياسي»، كما أنه وضع في الميزان صورة فرنسا وقيمتها وهيبتها ورصد من وقته الكثير للملف اللبناني. تضاف إلى ذلك أسئلة رديفة: أين أخطأ ماكرون؟ هل أدوات الإغراء والتهديد لم تكن كافية؟ هل ضخم قدرته في التأثير على السياسيين اللبنانيين الذين هشموا الدينامية السياسية التي أطلقها في زواريب السياسة اللبنانية؟ أم أنه لم يأخذ في الاعتبار واقعا متحجرا ومتأصلا يقوم على المحاصصة واقتسام المغانم الوزارية؟ أم أن سوء التقدير تناول الأطراف المؤثرة خارجيا، إقليميا ودوليا، التي وعدته بالدعم والمساندة ثم أخلفت بوعودها؟
جميع هذه الأسئلة كانت حاضرة في الأذهان قبل مؤتمر ماكرون الصحافي الذي خصص بكليته للوضع السياسي اللبناني أمس (الأحد)، وكان الجميع ينتظر منه توضيحات وإجابات لأن موجة الأمل التي أثارتها مبادرته الإنقاذية لدى الشعب اللبناني لا تضاهيها سوى خيبته من فشلها.
كل هذه الأسئلة أجاب عنها ماكرون في مؤتمر صحافي في قصر الإليزيه قارب الساعة. إلا أنه بداية، صب جام غضبه على الطبقة السياسية اللبناني التي اتهمها بـ«الخيانة الجماعية» ليس فقط بالنسبة للتعهدات التي التزمت بها تجاهه ولم تعمل بها بل إزاء لبنان قبله وفي ظل الأوضاع التي وصفها بكثير من الدقة. وفي عبارة لافتة حمالة الكثير من المعاني، أكد ماكرون أنه «أخذ علما بهذه الخيانة» التي وصفها بـ«الجماعية». لكن ما حرص الرئيس الفرنسي على التشديد عليه أن اعتذار رئيس الحكومة المكلف والعجز عن التوصل إلى حكومة جديدة ليس فشلا له بل هو فشل الطبقة السياسية اللبنانية، مسؤولين وسياسيين، الذين «يفضلون مصالحهم الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية وتسليم لبنان إلى قوى خارجية، وبالتالي فإنهم يتحملون كامل المسؤولية عن هذا الفشل». ولم يتردد في القول: «إنني أدين كل الطبقة السياسية، وإنني أخجل من هكذا مسؤولين». كذلك اتهم هذه الطبقة بالرهان على السيناريو «الأسوأ» رغبة من السياسيين في استعادة المبادرة والوصول إلى حكومة تشبه الحكومات السابقة. وفي رأيه، أن «لا أحد كان على مستوى المسؤولية». وأكد ماكرون أن «المسؤوليات واضحة وعلينا أن نستخلص النتائج وأن نسمي الأمور بأسمائها». ولم يوفر في انتقاداته أحدا. وفي هذا السياق، وجه بشكل خاص انتقادات حادة إلى «حزب الله» الذي اتهمه بفرض مناخ من «التخويف» على الآخرين.
وقال ماكرون إن «حزب الله لا يمكن أن يكون في الوقت نفسه جيشا يحارب إسرائيل وميليشيا تحارب المدنيين في سوريا وحزبا يحظى باحترام في لبنان. عليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين. وفي الأيام الأخيرة، أظهر بوضوح عكس ذلك».
وتوقف ماكرون عند بعض تفاصيل ما حصل في مساعي تشكيل الحكومة والتي أوصلت إلى الطريق المسدود موجها الاتهام لحزب الله. وقال إن حزب الله وحركة أمل قررا أنه «لا يتعين أن يتغير شيء» في طريقة تعيين الوزراء، مضيفا أن الرئيس نبيه بري، رئيس البرلمان، «اعترف أنه شرط لحزب الله». وبحسب ماكرون، فإنه حان الوقت بالنسبة إلى «حزب الله» و«أمل» أن يجيبا على سؤال مركزي: هل يريدان الانخراط في الخط اللبناني أنم أنهما يريدان العمل لمصلحة قوة أجنبية؟ (في إشارة إلى إيران)، وإذا كان هذا هو الوضع، فإن هناك خطرا كبيرا». وفي أي حال، فقد حذره من أن «يعتقد أنه أقوى مما هو».
وبهذا الخصوص، كشف ماكرون عن بعض ما جرى بينه وبين الرئيس الإيراني عقب طرح مبادرته. ونفى أن يكون قد طلب منه الضغط على حزب الله بل إن طلبه أن تمتنع إيران عن أي عمل من شأنه «إعاقة» المبادرة الفرنسية.
وبدا الرئيس الفرنسي غاضبا ومتأثرا من المصير الذي آلت إليه مبادرته في لبنان التي وصفها أكثر من مرة بأنها «مبادرة إنقاذية» عمادها خريطة طريق وافق عليها الجميع. إلا أن الانتكاسة التي مني بها شخصيا في لبنان لن تثنيه عن الاستمرار في مهمته. وقال الرئيس الفرنسي إن بلاده «ستبقى دائما إلى جانب لبنان واللبنانيين ولن نتخلى عنهم أبدا»، معتبرا أنه لا خيارات أخرى ومحذرا من أن الأمور في لبنان يمكن أن تقود إلى حرب أهلية إذا استمرت الأمور على هذا المنوال وبقيت الطريق مقفلة أمام الوصول إلى حلول. والأهم من ذلك، فقد أكد ماكرون أن «خريطة الطريق» التي طرحها على المسؤولين وعلى السياسيين في الأول من سبتمبر (أيلول) ما زالت على الطاولة وأنها «المبادرة الوحيدة التي اتخذت على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي ولم يتم سحبها»، مضيفا أنها «الفرصة الأخيرة» وأنه «يتعين على المسؤولين اللبنانيين تلقفها». إلا أن ماكرون خص رئيس الجمهورية ميشال عون بأن «مسؤوليته أن يعود ويأخذ المبادرة» من أجل الدفع باتجاه تشكيل حكومة المهمة التي تتبنى «خريطة الطريق» يسير وراءه الجميع وأنه ليس لديه الرغبة في الحلول محل المسؤولين اللبنانيين.
ونفى ماكرون نفيا قاطعا ردا على سؤال أي رغبة في إبعاد الطائفة الشيعية عن الحكومة، مضيفا أن تعامله مع حزب الله «لأنه موجود على الساحة».
أكثر من مرة، جاء الكلام على تهديد ماكرون السابق باللجوء إلى فرض عقوبات على المعرقلين للخطة التي طرحها بما فيها الإصلاحات وفق ما قاله في مؤتمره الصحافي في بيروت بداية الشهر الجاري. وبهذا الخصوص، استبعد ماكرون اللجوء، في المرحلة الراهنة، إلى فرض عقوبات باعتبارها «ليست الأنفع اليوم»، مقيما مقارنة بين تلك التي يفضها الأميركيون وتلك التي يمكن أن يسعى إليها الأوروبيون.
لا يكتفي الرئيس الفرنسي بالتقريع، بل إنه وعد بإجراء اتصالات واسعة سريعا مع أطراف مجموعة الدعم الدولية للبنان وشركاء في المنطقة ومع آخرين وحدد القسم الثاني من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من أجل إعادة تقويم خريطة الطريق التي طرحها. كذلك وعد بالدعوة سريعا وبشكل غير مشروط، إلى اجتماع دولي «غير مشروط من أجل توفير مزيد من الدعم المالي والمادي للبنان لمساعدته في إعادة بناء ما تهدم ودعم القطاعات الصحية والتربوية».
ومن غير تحديد مهل زمنية دقيقة بشأن تعيين رئيس حكومة جديد وتشكيل الوزارة العتيدة، فقد أعطى مهلة أربعة إلى ستة أسابيع لـ«تقويم ما يكون قد تحقق» في الداخل والخارج. وإذ وصف وضع لبنان الراهن بأنه «دقيق سياسيا واقتصاديا واجتماعيا» فقد أعاد التذكير بأن لا أحد في الخارج مستعد لمد يد العون للبنان من غير الإصلاحات المطلوبة. وباعتباره مصرفيا سابقا، فقد شرح ماكرون الآلية التي أوصلت لبنان إلى حافة الإفلاس، معتبرا أنه من الضروري والملح إعادة تقويم النظام المصرفي والمالي. وخلاصته: «في الأشهر القادمة سنستمر في تجريب السير بخريطة الطريق وإذا لم ننجح سيكون علينا النظر في سبل أخرى» لم يوضحها.
******************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
ماكرون يتهم الطبقة السياسية بالخيانة ويخيّر حزب الله بين الديمقراطية والأسوأ
مأزق ما بعد اعتذار أديب: ميقاتي يرشح الحريري والثنائي لحكومة سياسية.. و«القوات» للاستقالة من المجلس
وفي اليوم التالي لاعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب، ببيان، كشف حيثيات قراره، وسلم الى الرئيس ميشال عون، الذي قبله على الفور، من دون ان يسارع الى تحديد موعد جديد لإستشارات نيابية ملزمة، لتسمية الشخصية جديدة لتأليف «حكومة مهمة» ما يزال متمسكاً بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، سارع الاليزيه الى تنظيم مؤتمر صحفي، كاشف فيه اللبنانيين، ولا سيما الطبقة السياسية، بما انتهت اليه، بعد اعتذار اديب، وضمنه خلاصة نظرته ازاء ما حصل، ونيته في ما خصّ المستقبل..
وسط هذا الخضم، تحدث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن «فرصة أخيرة» للمسؤولين اللبنانيين للوفاء بتعهداتهم.. مستبعداً العقوبات، التي «لا تبدو لي الخيار المناسب حالياً، ولا تستجيب الى الحاجة، وما علينا القيام به هو ممارسة الضغط السياسي»، معرباً عن قناعته بأنه لا يخشى من وقوع حرب اهلية.
ورأى انه لا يمكن تشكيل حكومة» من دون الطائفة الشيعية؟ هذا الطرح ليس واقعياً».
وقال ماكرون: لا اريد ان اقول ان لا امل في أي حل سياسي وحزب الله استفاد من قوته، ولعب دور «مجموعة إرهابية» وميليشيا وحان الوقت له ان يوضح اللعبة، فلا يمكن ان يرهب الآخرين بقوة السلاح، ويقول انه طرف سياسي.
واكد ماكرون: لا احد يستطيع مالاً في لبنان، طالما ظلت الامور على حالها، والحل الوحيد هو «حكومة مهمة» وان تكون كل طائفة ممثلة فيها، ولكن دون ان يكون الوزراء رهائن طائفتهم.
ووصف الوضع في لبنان بأنه «دقيق على النحو الأمني والسياسي والاقتصادي في لبنان».
وأعلن الرئيس ماكرون أنه «اخذ علما بالخيانة الجماعية» للطبقة السياسية اللبنانية بعد إخفاقها في تشكيل حكومة، خلافا للتعهدات التي اعلنتها في أول أيلول خلال زيارته الثانية للبنان.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي في باريس إن الاطراف اللبنانيين «يتحملون كامل المسؤولية» عن هذا الفشل مضيفا: ان أمامهم «فرصة أخيرة» لاحترام هذه التعهدات بهدف تشكيل «حكومة بمهمة محددة تحصل على المساعدة الدولية».
واضاف ماكرون «إن «خارطة الطريق (التي اعلنت) في الاول من ايلول باقية(…) إنها المبادرة الوحيدة التي اتخذت على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي(…) لم يتم سحبها من الطاولة(…) ولكن يعود الآن الى المسؤولين اللبنانيين أن ينتهزوا هم هذه الفرصة الاخيرة».
وخلال مؤتمره الصحافي امس الاحد وجه الرئيس الفرنسي سهامه الى حزب الله قائلا أن عليه «ألا يعتقد أنه أقوى مما هو». وقال ماكرون إن حزب الله «لا يمكن أن يكون في الوقت نفسه جيشا يحارب اسرائيل وميليشيا في سوريا وحزبا يحظى باحترام في لبنان. عليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين. وفي الأيام الاخيرة، اظهر بوضوح عكس ذلك». كما قال الرئيس الفرنسي إنه «يخجل» مما يقوم به القادة اللبنانيون منددا بـ «نظام من الفساد يتمسك فيه الجميع لأن الجميع يستفيدون منه»، مضيفا «اليوم، يقوم بضع عشرات من الاشخاص بإسقاط بلاد».
وقال: انا آسف ان السلطات اللبنانية لا تريد ان تتحمل مسؤولية هذا الفشل، والكل يريد تغليب مصالح عائلاتهم وفريقهم السياسي، مضيفاً: يجب ان يتحملوا المسؤولية كاملة، وهي ستكون ثقيلة.
وقال: من الان وحتى نهاية تشرين الاول كما التزمت سابقا، سنرتب مع الامم المتحدة والشركاء الدوليين مؤتمرا جديدا للاستفادة من المساعدات الدولية للشعب اللبناني وفي قطاعات الصحة والغذاء والتعليم والمأوى ايضا. وهو التزام تجاه الشعب اللبناني وغير مشروط.
واضاف: خلال عشرين يوماً سأجمع اعضاء مجموعة الدعم الدولية للبنان لتجديد وحدة المساعدات للبنان على مراحل، على ان يتم الاعلان عن نتائج التحقيق في انفجار المرفأ وتحديد المسؤولية.
واعلن اننا ندخل في مرحلة جديدة لمن على السلطات اللبنانية ان تقرر وتعطي جوابها. وحيا الجيش اللبناني واكد استمرار فرنسا بالوقوف الى جانب الشعب اللبناني.
وفي السياق الدولي، أعربت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية عن «خيبة أمل» الولايات المتحدة من الطبقة السياسية اللبنانية، وذلك لعدم إعطائها الأولوية للشعب اللبناني على «السياسات التافهة».
وقالت المتحدثة لـ«الحرة» إن الوزارة اطلعت على نبأ تنحي أديب. وأضافت أن «اختيار وتعيين حكومة جديدة هو قرار يعود للشعب اللبناني الذي نزل إلى الشوارع، منذ ت1 الماضي، للمطالبة بإصلاح اقتصادي ومؤسساتي وحكم أفضل ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة».
واستطردت بالقول إنه «للأسف وعلى الرغم من الأزمة المالية وانفجار المرفأ لا يزال العمل يسير كالمعتاد في بيروت».
وختمت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية بالقول إنه «وكما أشرنا نحن ومجموعة الدعم الدولية فإن أي حكومة تأتي في المستقبل يجب أن تلبي التطلعات والاحتياجات المشروعة التي عبر عنها الشعب اللبناني من خلال تنفيذ إصلاحات ذات مغزى على وجه السرعة. وأنه فقط ومن خلال رسم اتجاه جديد مخصص للإصلاح ومكافحة الفساد يمكن للحكومة المقبلة مساعدة لبنان على الخروج من الأزمة الحالية».
وهكذا، بعد إعتذار الرئيس اديب عن تشكيل الحكومة للأسباب المعروفة، انكفأت القوى السياسية لمراجعة حساباتها وتحديد خياراتها للمرحلة المقبلة، حيث من المفروض العودة الى الاستشارات النيابية الملزمة بعد فترة قصيرة لتكليف شخصية اخرى تشكيل الحكومة. وستكون تجربة مصطفى اديب محل تقييم سياسي لدى الاطراف كافة.
وثمة من اقترح في الدائرة المقربة من الرئيس عون ان تجري عملية الاستشارات الاسبوع الحالي في ابعد تقدير، على ان يحصل لقاء مسبق بين عون والشخصية التي يتم الاتفاق على تكليفها من اجل تحديد التوجهات الكبرى للحكومة شكلاً ومضموناً، ويتم الاتفاق عليها مع الرئيس نبيه بري والقوى السياسية الاساسية، ليمر التكليف والتأليف بسلاسة. ولكن يبقى السؤال عن موقف الرئيس سعد الحريري وكتلته النيابية، والى اي حد سيتجاوب مع الرغبة في التسهيل والتراجع عن الشروط التي وضعت خلال اتصالات تشكيل حكومة الرئيس المعتذِر.
وقال مصادر سياسية لـ«اللواء» ان هناك وقتا اضافيا او تمديدا ان جاز القول للمبادرة الفرنسية لكن ذلك لا يعني الى ما شاء الله مؤكدة ان المسألة اضحت تتعلق بتعاطي الأطراف السياسية حيالها قبل نفاذ ذلك الوقت ورأت ان الاسابيع المقبلة كفيلة بتوضيح الصورة.
واعتبرت ان السعي لحكومة مهمة لا يزال الأساس او السقف الذي يتحكم بتأليف الحكومة. واوضحت ان تحديد موعد الأستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة يكلف تأليف الحكومة الجديدة ينتظر مشاورات الكتل والاتصالات الجديدة.
8 آذار: لحكومة سياسية
واشارت مصادر سياسية نافذة في فريق 8 آذار لـ«اللواء» انها، وبعد تقييم الموقف منذ تكليف السفير مصطفى اديب تأليف الحكومة الى لحظة اعتذاره، وما رافق ذلك من ملابسات، وتعقيدات، وخلصت الى ما يلي:
1 – التمسك بتشكيل حكومة سياسية بالكامل، وليس حكومة تكنوقراط او اخصائيين.
2 – عدم التمسك باعادة تكليف سعد الحريري الا بشروط واضحة.
3 – الاصرار على اعادة تفعيل حكومة تصريف الاعمال، حتى التوافق على شخصية لتأليف الحكومة تكون مستقلة.
4 – عدم الاستعداد لاعادة تجربة السفير اديب.. بأي شكل من الاشكال..
ورشح الرئيس نجيب ميقاتي مجددا الرئيس سعد الحريري لتأليف حكومة سياسية- تقنية، قوامها 20 وزيرا، 6 وزراء يمثلون الطوائف سياسياً، و14 وزيراً اخصائياً.
وحمل د. سمير جعجع «الثنائي الشيعي» مسؤولية اعتذار الرئيس مصطفى اديب عن تشكيل الحكومة، وعرقلة المبادرة الفرنسية.
وتمنى جعجع على تيار «المستقبل» من جهة والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة اخرى، واي نائب للاستقالة من مجلس النواب من اجل الذهاب باتجاه انتخابات نيابية مبكرة، وعندها ستظهر الحقيقة على نصاعتها.
الحراك في الشارع
واستبق الناشطون المؤتمر الصحفي لماكرون، بقطع الطريق في جل الديب، في اشارة تضامني مع شهداء الجيش اللبناني والقوى الامنية الذين سقطوا في وادي خالد والمنية.. كما قطع شبان الاوتوستراد الشرقي في صيدا بالاطارات المشتعلة، ومستوعبات النفايات احتجاجاً على الوضع الاقتصادي والمعيشي.
اليونيفيل في بيروت
في إطار دولي متصل، بدأت وحدة من قوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب، مهمة المساعدة على إزالة الانقاض واعادة البناء بعد الانفجار الذي ضرب بيروت في 4 آب، وذلك يأتي الانتشار الذي جرى في وقت مبكر من صباح امس في أعقاب تفويض من مجلس الأمن الدولي للبعثة باتخاذ «إجراءات مؤقتة وخاصة» لتقديم الدعم للبنان وشعبه في أعقاب الانفجارات. وانتشر جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في العاصمة اللبنانية ومعهم آليات ثقيلة ومعدات أخرى.
إن مساعدة اليونيفيل، والتي سيتم تنفيذها على ثلاث مراحل خلال حوالي ثلاثة أسابيع، ستكون عملياتية في المرفأ وكذلك في وسط المدينة بفريق عمل يرتكز على المهندسين. كما ستكون مجالات الدعم الرئيسية على الشكل الآتي: إزالة الأنقاض وأعمال البناء من أجل تسهيل الاستئناف السريع للعمليات في مرفأ بيروت.
وبعد انتشار قوة اليونيفيل في بيروت، قال اللواء ديل كول: «إنها لحظة خاصة لنا جميعاً في اليونيفيل لكوننا نقدم بعض الدعم الملموس للسكان المحتاجين. من المهم لبعثة مثل اليونيفيل تضم أكثر من عشرة آلآف جندي أن تساعد البلد الذي يستضيفنا منذ أكثر من 42 عاماً. ويتماشى هذا الدعم أيضاً مع النداء الأخير لمجلس الأمن الدولي لتعزيز التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية».
36240
واعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1012 اصابة كورونا، رفعت العدد التراكمي الى 36240 اصابة منذ 21 شباط الماضي، كما سجل 7 وفيات.
واعلنت خلية الازمة في طرابلس عن تسجيل 100 اصابة جديدة بالفايروس في القضاء، خلال 24 ساعة.
******************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ماكرون أصاب الجميع بكلامه وقال : أخجل ممّا يقوم به القادة اللبنانيون
حدّد مهلة 4 الى 6 أسابيع أي بعد حصول الانتخابات الاميركية وظهور النتائج
«روسيا اليوم» : ماكرون وبن سلمان اتفقا على الحريري ــ أجواء بعبدا : لا تكليف قبل التوافق على التأليف
كتب المحلل السياسي
بالمحصلة الرئىس الفرنسي ايمانويل ماكرون اصاب الجميع في لبنان بكلامه في المؤتمر الصحافي الذي عقده في القصر الرئاسي في الاليزيه في باريس. وقال ان الرئيس سعد الحريري اخطأ عندما قام بوضع معيار طائفي في كيفية تأليف الحكومة، ووجّه ماكرون اتهاماً الى حركة امل وحزب الله ووضعهما امام خيارين اما الديموقراطية واما سيناريو الاسوأ بعدما رأى انهما لا يريدان التسوية في لبنان. وحدّد ماكرون مهلة 4 الى 6 أسابيع اي بعد موعد الانتخابات الاميركية وظهور النتائج، وبالتالي، معرفة اذا كان الحزب الجمهوري اي الرئىس الاميركي دونالد ترامب سيبقى في السلطة ام سيأتي المرشح الديموقراطي جون بايدن الى البيت الابيض، وهذا يعني الكثير، لان سياسة ترامب والعقوبات التي فرضها على ايران وعلى مسؤولين لبنانيين قد لا تستمرّ اذا جاء المرشح الديموقراطي جو بايدن الى البيت الابيض، وهذا يعني أيضاً، ان لا حكومة قبل 3 تشرين الثاني.
والأهم في ما قاله الرئيس الفرنسي ماكرون العبارة التالية : «اني اخجل مما يقوم به القادة اللبنانيون»، لكن البارز في كلامه هو ان المبادرة الفرنسية مستمرة، وانه امهل الاطراف اللبنانية 4 الى 6 أسابيع ورفض القول بأنه فشل عبر تعثر مبادرته، وأصرّ على التزام لبنان بالمبادرة الفرنسية، شارحاً انه ليس هو الرئىس اللبناني، وليس طرفاً على الساحة اللبنانية، بل يعمل لأنه يحب لبنان ويرغب بانقاذه وانقاذ شعبه، وقد وضع رصيده لانجاح المبادرة، لكن بعد 6 اسابيع سيكون الامر مختلفاً، دون ان يشرح تفاصيل، لكنه سمّى ذلك المسار الاسوأ.
وعندما طرحت احدى الصحافيات عليه عما اذا كانت فرنسا ستفرض عقوبات على الساحة اللبنانية بالاتفاق مع حلفائها، اجاب : كلا لن نفرض عقوبات على الساحة اللبنانية، ولن نسعى لذلك، لكنه ألمح الى نقطة خطيرة عندما تحدث عن مسؤولية المجتمع الدولي في احدى الردود على الاسئلة، مما اعتبره المراقبون انه اذا سار لبنان نحو المسار الاسوأ فقد يصبح تحت وصاية دولية من خلال البند السابع.
لكن مصادر العاصمة الفرنسية استبعدت بأي شكل هذا الاتجاه، لأن الرئيس ماكرون تحدث عن انه سيجمع اموال ويدعو الى مؤتمر لدعم لبنان بمجرد ان يتم اجراء الاصلاحات، وانه بعد تأليف الحكومة خلال شهر واحد، يُمكن ان تقرّ الحكومة الجديدة الاصلاحات كلها التي هي معروفة. وقد حصلت محادثات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وفي مؤتمر سيدر1، واكد ان ما من دولة في العالم ستضع اموال في لبنان قبل اجراء اصلاحات وتأليف الحكومة الجديدة.
واللافت، ما نقلته قناة «روسيا اليوم» عن مصادر مطلعة ان الرئىس الفرنسي مانويل ماكرون اتصل بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واتفقا على ايجاد الحل السياسي في لبنان وتأليف حكومة جديدة، وان الرأي استقر بينهما على ترشيح الرئىس الاسبق سعد الحريري لتأليف الحكومة الجديدة في ظل توافق سعودي – فرنسي، قد يعمل الطرف الفرنسي والطرف السعودي على ايجاد المظلة الاميركية بالاتفاق على الحريري مرشحاً وتكليفه لتأليف الحكومة، بعدما ذكرت قناة «روسيا اليوم» ان التوافق السعودي -الفرنسي قد حصل بالفعل بشأن نقطة الاتفاق وهو الرئىس سعد الحريري.
هذا وقالت مصادر قريبة من قصر بعبدا انه بعد تجربة الرئيس مصطفى أديب، لا بدّ من التوافق على التأليف قبل حصول التكليف، لأن رئيس الجمهورية أمضى 20 يوماً دون أن تصل إليه أي لائحة بأسماء الوزراء أو لائحة بالحقائب، وبالتالي، سيجري رئيس الجمهورية مشاورات كافية للتأكيد من أن التأليف قد تمّ التوافق عليه بين الكتل النيابية، وعندها سيدعو رئيس الجمهورية الى الاستشارات الملزمة لتسمية الرئيس المكلف ويتم تكليفه رسمياً، بعد ان يكون التأليف قد أصبح ناضجاً وضمن السياسة الرشيدة.
تفاصيل المؤتمر الصحافي للرئيس الفرنسي ماكرون :
وقال ماكرون : «أردت أن أتحدث اليوم بعد القرار الرسمي للرئيس المكلف مصطفى أديب بالاعتذار عن تشكيل حكومة، فعليا في الرابع من آب وضع الانفجار لبنان في مأزق لم يشهده منذ انتهاء الحرب الأهلية، وأود أن اقول ان قوة الشعب اللبناني العظيمة سمحت لهذا البلد المرهق والغاضب، من المحافظة على ما هو عليه الآن، وفرنسا كانت منذ الساعات الأولى الى جانب لبنان بأخوة وقلب كبير وستبقى كذلك.هذه القوة وهذه الصداقة الكبيرة بين الشعبين اتخذت ايضا رهينة الموت، لعبة الفساد والرعب، والمسؤوليات واضحة وموضوعة ومحددة ويجب ان تتم تسويتها ويجب ان نستخلص كل النتائج».
أضاف : «في الأول من أيلول في قصر الصنوبر، جميع القوى السياسية اللبنانية تعهدت بتشكيل حكومة مهمة خلال خمسة عشر يوما، وتستطيع ان تطبق خارطة طريق من الاصلاحات التي تم التوافق عليها مع المجتمع الدولي، وتبقى أيضا صالحة مع جدول أعمال يتراوح بين شهر وثلاثة اشهر، ماحصل في الايام الأخيرة ان القوى السياسية اللبنانية وقادتها، وقادة المؤسسات اللبنانية لم ترغب، وأقولها بكل وضوح، إحترام التعهد الذي اتخذته هذه القوى أمام فرنسا والمجتمع الدولي، واليوم قررت مرغما أن أضع هذا أمامكم، بعد شهر قررت هذه القوى ان تخون هذا التعهد والالتزام به، وألاحظ ان السلطات والقوى السياسية اللبنانية رأت تفضيل مصالحها الفردية على مصلحة البلد بشكل عام، وبذلك اختارت ترك لبنان بين لعبة القوى الخارجية، ومنعه من الاستفادة من المساعدات الدولية التي يحتاجها الشعب اللبناني، لقد خسرنا شهرا من الوقت، شهرا لاطلاق الاصلاحات الضرورية للبنان، شهرا لم نتمكن من إيصال المساعدات الدولية، وبذلك خطر زعزعة الاستقرار الاقليمي، واختفاء هذا الكنز الذي يمثله لبنان للمنطقة والعالم، وفي هذا الاطار، أود أن أحيي حس المصلحة الوطنية للجيش اللبناني، الذي استمر بالسهر على استقرار لبنان».
المسؤولون حالوا دون تشكيل الحكومة
وتابع : «كما قلت، لقد تم تكليف رئيس للحكومة محترم وصريح، حاول ان يفعل ما يستطيع في هذه الظروف الصعبة، لكن المسؤولين السياسيين في لبنان حالوا دون تشكيل الحكومة لتحقيق هذه الاصلاحات، والبعض فضل وعزز مصلحة فريقه على مصلحة الشعب من خلال التفاوض فيما بينهم، لإيقاع الآخرين أيضا في المأزق وعدم الاتفاق على اختيار الوزراء، كما لو كانت الكفاءة مرتبطة بالطائفة، أما الاخرون فاعتقدوا انه باستطاعتهم فرض اختيار حزب الله وحزبهم في تشكيل حكومة تتعارض تماما مع الالتزامات التي اتخذت أمامي في الاول من أيلول، ورفضوا اي تسوية».
وقال : «إن حزب الله ليس باستطاعته أن يكون في الوقت نفسه، جيشا يحارب «إسرائيل» وميليشيا الى جانب سوريا، وحزب محترم في لبنان، لا يستطيع ان يعتقد أنه أقوى مما هو عليه، ويجب ان يظهر ويبرهن أنه يحترم لبنان بمجمله، لكنه أظهر العكس بوضوح في الايام الاخيرة، وانا آسف تماما أن السلطات العليا في لبنان لا تستطيع ان تتوقف فقط عن ملاحظة هذا الفشل، دون تحمل المسؤوليات، بشكل عام لم يكن أحد على مستوى التعهدات التي أخذها في الاول من ايلول، وكلهم راهنوا على الاسوأ بهدف واحد وهو انقاذ انفسهم وانقاذ مصالح عائلاتهم وفريقهم، لكن لم يتمكنوا من القيام بذلك، ولكل هؤلاء أقول اليوم: أن لا أحد منهم يستطيع ان ينتصر على الآخرين، ورفض المسؤولين اللبنانيين الالتزام بحسن نية على العقد الذي طرحته عليهم فرنسا في الاول من ايلول، يحملهم المسؤولية الكاملة وستكون ثقيلة، وعليهم أن يجيبوا الشعب اللبناني على ذلك».
فرنسا لن تترك لبنان
واستطرد : «لهذا الشعب الصديق والأخ، أكرر اليوم أن فرنسا لن تترككم..
– اولا : لأن خارطة الطريق التي وضعناها في الاول من ايلول مستمرة، وهي الخيار والمبادرة الوحيدة المأخوذة على المستويين الاقليمي والدولي، وهي مستمرة ولم يتم نزعها، ويجب تشكيل وزارة خدمة في أسرع وقت ممكن، ويعود الى المسؤولين اللبنانيين تحمل هذه المسؤولية، ولكن ضمن هذه الخارطة، الاصلاحات والافعال ضرورية للشعب اللبناني وهي الشرط هنا كي يتمكن لبنان من الاستفادة من المساعدات الدولية التي يحتاج اليها،لمستقبله وإعادة البناء.
– ثانيا : كما التزمت في الاول من ايلول، من اليوم وحتى نهاية شهر تشرين الاول، سننظم مع الامم المتحدة ومجمل الشركاء الدوليين، مؤتمرا جديدا لمتابعة المؤتمر الذي كان عقد للاستفادة من المساعدات الدولية للشعب اللبناني، وسنستجيب لاحتياجات الصحة التعليم والغذاء والمأوى، أيضا عبر المنظمات الموجودة على الارض والامم المتحدة وهذا الالتزام ندين به للشعب اللبناني وهو غير مشروط، والتزمت به أمام الامم المتحدة وكل المنظمات غير الحكومية التي كانت موجودة في الاول من ايلول، في ما يسمى ايضا المرحلة الاولى لاعادة الاعمار، ومجددا نشدد على الشفافية ومتابعة المساعدة المتوفرة كما نستمر بالقيام بذلك مع الامم المتحدة خلال المرحلة الاولى.
– ثالثا : سأجمع خلال عشرين يوما أعضاء مجموعة الدعم للبنان، لتجنيد وتعزيز وحدة المساعدة الدولية في المراحل المقبلة الاولى، والاصرار على ان يتم الاعلان عن نتائج التحقيقات لهذا الانفجار وتحديد المسؤولين، وسيتم استحداث خارطة الطريق ونتائجها وإعادة تأكيد التزامنا ايضا وعملنا المشترك لمساعدة لبنان».
وقال «نحن ندخل الان في مرحلة جديدة حيث المخاطر اكثر بالنسبة للبنان والمنطقة، وعلى السلطات اللبنانية ان تقرر وتعطي جوابها، جميعنا لدينا المصلحة للقيام بذلك و لا يمكن للمؤسسات ان تبقى الشاهد غير الفعال على ما يحصل، أما نحن فسنستخلص كل النتائج بالنسبة لكل مرحلة في الوقت المناسب ، وستبقى فرنسا ملتزمة الى جانب اصدقائها في لبنان، والى جانب الشعب اللبناني، واليوم اتوجه بدعمي الكامل وصداقتي العميقة لكل اللبنانيين واللبنانيات، نحن نفكر بكم دون توقف، ونحن الى جانبكم ولن نترككم ابدا».
******************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ماكرون: عون المسؤول الأول..وحزب الله لم يحترم وعده
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ان «لا حزب الله ولا حركة أمل يريدان التسوية وعلى حزب الله ألا يعتقد أنه أقوى مما هو».
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مساء امس الاحد حول الوضع في لبنان بعد اعتذار مصطفى أديب: «فرنسا كانت موجودة إلى جانب لبنان منذ الساعات الأولى على انفجار بيروت ولكن المسؤوليات أصبحت واضحة وكانت القوى كافّةً تعهّدت تشكيل حكومة مُهمّة خلال 15 يوماً أمّا ما حصل فهو أنها لم ترغب باحترام الإلتزام أمام فرنسا والمجتمع الدولي وقررت خيانة هذا الإلتزام».
واضاف «لقد فضّلت القوى السياسية اللبنانية الفوضى على مساعدة لبنان وأضاعوا شهراً من أمام الشعب اللبناني وجعلوا من المستحيل تشكيل حكومة والبدء بالإصلاحات وتفاوضوا بين بعضهم على نصب الأفخاخ للآخرين وشدّدوا على الطائفة على حساب الكفاءة».
وتابع «لا يمكن لـ»حزب الله» أن يكون جيشاً وميليشيا تشارك في حرب سوريا ويكون محترماً في لبنان وعليه احترام اللبنانيين جميعاً، وسأتصرف وفقاً للخيانة الجماعية من قبل القوى السياسية اللبنانية وجميعهم يتحمل المسؤولية التي سيدفعون ثمنها أمام الشعب اللبناني».
واعتبر ان «الإصلاحات ضرورة وشرط لا بديل عنه كي يتمكن لبنان من الإستفادة من المساعدة الدولية وسننظم مع الأمم المتحدة مؤتمراً جديداً كمتابعة للمؤتمر الأوّل لتلبية الحاجات الصحية والتعليمية والسكنية».
وقال: «سأجمع أعضاء المجموعة الدولية لدعم لبنان للحصول على الدعم الدولي ونريد التقدّم في خارطة طريق وندخل اليوم في مرحلة جديدة».
وأضاف: «أمل و»حزب الله» قرّرا ألاّ يجب أن يتغيّر شيء في لبنان وفهمت أنّ «حزب الله» لا يحترم الوعد الذي قطعه أمامي والفشل هو فشلهم ولا أتحمّل مسؤوليّته».
ورأى ان «الحريري كان مخطئا بإضافة عنصر طائفي إلى تشكيل الحكومة»، معتبرا ان «فرض عقوبات على من عرقلوا تشكيل الحكومة في لبنان لن تكون مجدية»، قائلا: «العقوبات لا تبدو أداة جيدة على الأرجح في هذه المرحلة لكننا لا نستثنيها في المشاورات مع الآخرين في مرحلة ما».
وقال: «فات الأوان على تغيير التوازنات في لبنان وأخجل بما يقوم به الزعماء في لبنان».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :