افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 4 ايلول 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 4  ايلول 2021

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

وفد وزاري في دمشق بعد طول غياب… وسورية تفتح الباب لتعاون يحقق المصالح المشتركة استنفار قواتي لافت لحماية احتكار الصقر في زحلة… بوجه فرع المعلومات العونيون يلوّحون بخيارات أخرى ما لم ينكسر الجليد… والاثنين يذوب الثلج

 

الحدث المتمثل بزيارة الوفد الوزاري اللبناني الرسمي إلى سورية، بعد انقطاع على هذا المستوى منذ أكثر من عقد، لا يمكن اختصاره بأزمة الكهرباء أو بالإشارة التي منحتها السفيرة الأميركية بلسان إدارتها حول خيار استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية، فالأمران، أي تفاقم أزمة الوقود والكهرباء في لبنان والإشارة الأميركية، اعتراف بحقيقة حاول فريق لبناني وإقليمي ودولي إنكارها وبذل جهوداً ووقتاً للالتفاف عليها، وهي حقيقة التداخل والتشابك بين البلدين، بحيث يشكل أحدهما قدر الآخر بالنسبة للذين لا يريدون أن يشكل خياراً، فعندما نتحدث عن العنوان الأبرز لأزمة المحروقات بصفتها ثمرة من ثمرات تفاقم أزمة الكهرباء، سنكتشف أن ما تتيحه العلاقة بين البلدين من خيارات يملك الكثير من الأجوبة المشتركة لولا التدخلات والموانع التي يزرعها الأجنبي، ممثلاً بالأميركي وحلفائه، فخط النفط العراقي إلى لبنان وحده يمثل حلاً جذرياً لتغطية حاجات لبنانية وسورية وعراقية، يعطله الأميركي عمداً، واستجرار الكهرباء عبر الأردن والغاز عبر مصر ليس إلا مثالاً بسيطاً عن الممكن عبر التعاون اللبناني- السوري، فلدى سورية معامل كهرباء قادرة على إنتاج حاجات سورية ولبنان، إذا توافر لها الوقود اللازم، بتعاون الدولتين، والقضية التي يكثر اللبنانيون الحديث عنها كمركز تأثير جوهري في مفاقمة أزمتهم الاقتصادية، لكنهم لا يفعلون لحلها إلا القليل، والقليل جداً، هي قضية النزوح السوري التي لا يمكن التفكير بأيّ حلّ لها خارج التعاون بين البلدين، ومجال الدواء والغذاء وقد تحوّل كل منهما إلى مصدر أزمة كبرى في لبنان، تقوم الدولة السورية رغم محدودية مواردها بإدارة حلول أتاحت لها توفيرهما بأسعار معقولة لمواطنيها، وتحقيق اكتفاء ذاتي تطال عائداته المناطق التي لا تخضع لسيطرة الدولة، بالإضافة للمناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية وترعاها.


فتح كوة في جدار الأزمات اللبنانية لم يكن ممكناً خارجياً وداخلياً إلا من بوابة العلاقة اللبنانية- السورية، وهو لم يحدث إلا عندما بلغ الجميع الجدار المسدود، ما يعني وبمعزل عن التفاصيل اللبنانية الحكومية، والحدود التي سيتاح عبرها تنمية هذه العلاقات، أنّ مساراً قد بدأ، وأن بيد اللبنانيين أن يقوموا بتطويره بحسن النوايا، لأنهم لن يلاقوا في سورية إلا مثلها، وخير شاهد ما لمسه اللبنانيون يوم استغاثوا بسورية في ذروة أزمة وباء كورونا، مع انقطاع الأوكسجين، وكيف لبت سورية الاستغاثة بلا أثمان سياسية يتوهّم الكثيرون، من الذين يبررون حصار دول عربية وغربية المفروض على لبنان بذريعة خصومة هذه الدول مع طرف لبناني، أن سورية ستفعل المثل مع لبنان لأن بعض اللبنانيين يسيء إليها صبحاً ومساءً ويتوقع منها بالتالي عندما يطلب لبنان معونتها أن تعاقب اللبنانيين، وتضع الشروط التعجيزية، وهؤلاء معذورون لأنهم ينقلون نموذج معاملة من يعتبرونهم حلفاء وأصدقاء وينظرون لموقف سورية من خلاله، ومعذورون لأنهم لا يعرفون أن سورية تنظر للعلاقات بين البلدين والشعبين بصفتها تعبيراً عن مصير واحد لا يمكن فصله، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً، ولذلك فليس في سورية من يقبل التفكير بانهيار لبنان وبيد سورية أن تفعل شيئاً لمنع هذا الانهيار، بعكس الذين يقودون التهريب إلى سورية لمراكمة الأرباح الخيالية على حساب أموال اللبنانيين، ولتخريب الاقتصاد السوري واستنزاف الدولارات من السوق السورية ويرمون بمساوئهم على سورية ويحملونها مسؤولية هذا الخراب المشترك.


مثال التهريب والمهربين والاحتكار والمحتكرين كان أمس محور جذب انتباه اللبنانيين، مع قيام حزب القوات اللبنانية بتنظيم حملة استنفار للدفاع عن محروقات الصقر، التي كشف فرع المعلومات في مخازنها في زحلة تخزين ملايين ليترات البنزين والمازوت، وقامت قوة من الفرع بتطويق المخازن أمس لسحب الكميات المخزنة، فيما قامت قيامة القوات لتوفير الحماية لصقر واتهام فرع المعلومات بالاستهداف السياسي والطائفي.


في المسار الحكومي صمت القبور، رغم التطمينات الموزعة من فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريق الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، فالمصادر المتابعة للاتصالات أكدت أن الجمود بقي قائماً وأن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم جمّد تحركاته وانصرف للتحضير لزيارة دمشق التي سيشارك فيها ضمن الوفد الوزاري الذي تترأسه نائب رئيس الحكومة وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر، ويضم وزير المال غازي وزني ووزير الطاقة ريمون غجر، خصوصاً أن اللواء إبراهيم هو الجهة التي تتولى بتكليف حكومي سابق العلاقات مع الحكومة السورية وتنظيم ملفاتها.


الجمود الحكومي وفقاً لقادة التيار الوطني الحر يجب أن يشهد تحركا الاثنين، وإلا فهذا يعني أنّ هناك قراراً بعدم تشكيل حكومة، خصوصاً أنّ قادة التيار يؤكدون أن لا عقد متبقية تذكر، وأنّ حكاية الثلث المعطل لم تعد صالحة كذريعة بعدما ثبت أنها تهمة باطلة لرئيس الجمهورية، وقالت المصادر القيادية في التيار إن الثلاثاء سيعني يوماً آخر لخيارات أخرى إذا ثبت أن الرئيس المكلف لا يريد تأليف حكومة، لحسابات تتصل بالفريق الذي يمثله رؤساء الحكومات السابقون، فالاثنين يذوب الثلج ويبان المرج سواء كسر الجليد الحكومي أم لم يكسر، بينما تتحفظ الأوساط القريبة من الرئيس ميقاتي على كل كلام عن سقوط طلبات الثلث المعطل لدى الفريق الرئاسي، وتعتبر أن عقدة الحكومة الرئيسية لا تزال تدور حول هذه النقطة بصورة مباشرة وغير مباشرة، من بوابة تسمية الوزيرين المسيحيين الأخيرين في الحكومة، أو بوابة وزارتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية.


ودخلت عملية تأليف الحكومة في استراحة حتى مطلع الأسبوع المقبل فلم يشهد خط بعبدا - بلاتينوم أي حركة للمدير العام للأمن العام اللواء إبراهيم بعدما استقرت المفاوضات على خلاف بين عون وميقاتي حول عدد من الحقائب، لا سيما حقيبة الاقتصاد، فضلاً عن الشؤون الاجتماعية والطاقة والوزيرين المسيحيين.


وأشارت مصادر مطلعة لـ"البناء" إلى أن تأليف الحكومة "توقف عند شروط كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، فكل منهما يعتبر أنه مغبون في عملية توزيع الحقائب، فميقاتي يعتبر أن كل الحقائب توزعت على الأحزاب السياسية ورئيس الجمهورية فيما نال فقط الداخلية بوزير محسوب على المستقبل وكذلك وزير الصحة، لذلك يطلب إحدى الحقائب الاقتصاد أو الشؤون الاجتماعية أو الطاقة ليكون شريكاً في مفاوضات صندوق النقد الدولي. في المقابل يعتبر عون أن كل الأطراف سمت ممثليها في الحكومة ولم يتدخل بها، فمن حقه تسمية من يريد من الوزراء على غرار الآخرين. وهنا تضاربت المطالب مع رئيس الجمهورية". ولفتت المصادر إلى أن "عقدة الثلث المعطل لا تزال تطغى بقوى على التأليف، لا سيما في تسمية الوزيرين المسيحيين، إذ إن أي وزير منهما يشترك في تسميته عون يحصد بذلك الثلث المعطل الأمر الذي يرفضه ميقاتي ومن خلفه نادي رؤساء الحكومات السابقين". وتخلص المصادر إلى أن "العقد ما زالت أساسية رغم التقدم الذي أحرزته مساعي اللواء إبراهيم خلال اليومين الماضيين، إلا أن ذلك لا يعني بحسب المصادر توقف الاتصالات والمشاورات بل سيتابع إبراهيم مساعيه مطلع الأسبوع المقبل لأنه سيكون في عداد الوفد الوزاري الذي سيزور سورية اليوم للبحث مع الحكومة السورية بموضوع استيراد الغاز من مصر والكهرباء من الاردن".


وقالت مصادر أخرى أن في حال أعطيت حقيبة الاقتصاد لرئيس الجمهورية فهي ستكون في مجال المقايضة، أي ستؤخذ منه حقيبة أخرى. وأشارت إلى أن المعنيّين بعملية تشكيل الحكومة وضعوا مهلة ضمنية حتى يوم الثلثاء، بالتالي إذا لم تولد الحكومة حتى الثلثاء فهذا يعني أننا سنكون أمام فراغ قاتل.


فيما أكدت مصادر ميقاتي لـ"البناء" أنه مستمر في مساعيه حتى تأليف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية رغم الصعوبات القائمة. وقال عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب علي درويش، "اشتدي أزمة تنفرجي وقد يكون عكس ذلك". وأشار إلى أن "كل ما ذكر في تفاصيل الحقائب والأسماء هو في عهدة الرئيسين بما فيه خير لمسار التأليف وهو غير نهائي، وهذا ما أكده الرئيس ميقاتي في بيانه أمس الذي قال فيه أن لا شيء ناجزاً حتى إصدار مراسيم التشكيل". وجدد التأكيد أن "الرئيس نجيب ميقاتي سيبذل كل ما في وسعه للتوصل إلى خواتيم سعيدة".


وواصل تيار المستقبل حملته على عون، وأشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار إلى أن رئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل مصرّان على حكومة بمواصفات عكس ما يطلبه المجتمع الدولي من أجل مساعدة لبنان، لافتاً إلى أن العهد "خرب" البلد على قاعدة "ما خلّونا". وفي حديثٍ إذاعي قال "هذا العهد كارثة على البلد بدليل ما وصلنا إليه، فيما جاء الرئيس عون فوق التراكمات لتأمين وصول صهره إلى سُدّة الرئاسة، فيما فريق عون - باسيل لا يهتمّ لمآسي الناس بل يهتمّ بمصالحه الخاصة فقط ويعرقل عملية تشكيل الحكومة". وعن الملفّ الحكومي أضاف الحجار "الأجواء الحكومية تتقلّب بطريقة غريبة فتكون الأمور قد تحلحلت وتصبح ولادة الحكومة قريبة تارةً، وطوراً يأتي باسيل بعراقيل جديدة في التشكيل في كل مرّة من أجل حزب الله لأن إيران لا تريد حكومة في لبنان".


في المقابل اتهم مصدر نيابي مطلع في التيار الوطني الحر عبر "البناء" نادي رؤساء الحكومات بأسر التأليف في جيبه والتأثير في أي رئيس مكلف وتقييده بجملة شروط وسقوف لا يستطيع تخطيها. ولفت المصدر إلى أن اعتبارات داخلية تتعلق بنجاح ميقاتي بالتأليف حيث فشل الرئيس سعد الحريري وأسباب خارجية تتعلق بارتباطات أعضاء النادي بالخارج والمصالح العميقة في الداخل والخارج. كما شدد المصدر على أن عون منفتح على كافة الطروحات والوساطات والمساعي لكن ضمن إطار الدستور والأصول وحفظ حقوق كافة الطوائف واحترام التوازن السياسي والعدالة بتوزيع الحقائب. وأكد أن التيار الوطني الحر غير مشارك في الحكومة.


في سياق متصل نقلت قناة الـ"OTV" عن مصدر رفيع المستوى قوله إن "الحكومة ستؤلف وستنتهي الأمور كما يجب"، وأضاف: "لا يراهنن أحد على ضعفنا أو على أن مجتمعنا لم يعد قادراً على الصمود، فنحن أقوياء على عكس ما يظنون، وبعد تشكيل الحكومة ستتحسن الأوضاع، فلا أحد يريد الفوضى في لبنان، وهناك استعداد خارجي واضح للمساعدة".


وأشار المصدر إلى أن "مسار التدقيق الجنائي سينطلق جدّياً وعملياً في الأسبوع المقبل، ولا إمكانيّة للعرقلة بعد اليوم، لأنّ الشركة المعنيّة كانت قد حصلت على موافقة مسبقة على طلباتها، قبل أن تبدأ التفاوض في المرّة الأخيرة".


وأشارت مصادر سياسية لـ"البناء" إلى أن كل الأطراف تتعاطى مع الحكومة على أنها ستحكم البلد عندما يقع الشغور في رئاسة الجمهورية بعد حوالي العام ونيف، ولذلك تحصن وضعها وحقوق طوائفها في الحكومة. كما لفتت إلى أن ميقاتي لن يؤلف الحكومة قبل تمرير جملة استحقاقات كرفع الدعم وتداعيات دخول بواخر النفط الإيراني وزيارة الوفد الوزاري إلى سورية.


وسأل النائب جميل السيد في تغريدة عبر "تويتر": "لماذا التأخير؟!". وقال: "يتشاور الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي ويصلان إلى تفاهم حول المرشحين، ويغادر ميقاتي ويستشير حلفاءه، يقولون له هذا مرفوض هذا مقبول بحسب قُرْب المرشّح أو بعده عن الرئيس عون، يعود إليه الميقاتي بأسماء أخرى!".


وتابع: "كل القصّة قصة عدد، ممنوع أن يكون للرئيس عون عدد وزراء يؤثر على استفرادهم بالحكومة".


في غضون ذلك يتوجه وفد وزاري لبناني إلى سورية اليوم يضم الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الدفاع زينة عكر والمالية غازي وزني والطاقة ريمون غجر، إضافة إلى اللواء إبراهيم، وذلك للبحث مع الحكومة السورية بتفعيل خط استجرار الغاز المصري والكهرباء من الأردن.


وأشارت معلومات "البناء" إلى أن الوفد اللبناني سيجري مشاورات مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وكانت الخارجية السورية أعلنت عن زيارة الوفد اللبناني إلى سورية.


فيما أزمة شح المحروقات على حالها، سُجل موقف إيراني لافت من مسألة النفط الايراني المرتقب وصوله إلى بيروت. ففي حين أعلن موقع "تانكر تراكرز" أن "سفينة الوقود الأولى للبنان تأخر وصولها إلى سورية والثانية غادرت إيران"، مضيفاً "سفينة ثانية محملة بالوقود غادرت إيران نحو لبنان"، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم أن بلاده مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان، في حال طلبت الحكومة اللبنانية ذلك. وشدد على استعداد بلاده لبيع منتجاتها النفطية لزبائنها الجدد، مضيفاً أن في حال رغبت الحكومة اللبنانية والتجار اللبنانيون في شراء الوقود الإيراني، فإن طهران مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان ولتزويده بالمزيد إذا ما ظهرت لديه حاجة لذلك، معرباً عن تأييد مقترح الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، والخاص بإنهاء هذه الأزمة ضد اللبنانيين، مشيداً "بكسره الحصار الذي اصطنعه الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني". وذكر أن "لا توجد قيود في مجال توسيع العلاقات الثنائية مع لبنان، وفي دعم بلاده المستمر للحكومة والجيش والمقاومة".


على صعيد آخر بقيت أزمة المحروقات تلقي بثقلها على الحياة اليومية للمواطنين مع استمرار طوابير السيارات أمام المحطات في موازاة استمرار عمليات الاحتكار والتخزين. إلا أن القوى الأمنية تشدد قبضتها على المحتكرين والمخزنين. وأفادت مصادر المديرية العامة للنفط، لقناة "المنار"، بأن "المديرية تقوم بنقل الكميات الكبيرة من مادة البنزين من خزانات إبراهيم الصقر في منطقة حوش الأمراء في زحلة، إلى خزاناتها، وسوف تتوزع لاحقاً على شركات المحروقات، وتقدر بمليوني ليتر بنزين".


وعلمت "المنار" من مصادر أن "اتصالات سياسية حصلت لمنع نقل المخزون إلى المنشآت النفطية، وأن جهات حزبية وعائلية نقلت تهديدات للجهات التي ستنقل البنزين للضغط على إبقائه في مكانه، مما دفع إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لحماية عملية النقل من دون أي خلل أمني".


وأثار دخول قوة كبيرة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى مكان تخزين المحروقات في محيط منزل الصقر في زحلة ردّ فعل من حزب القوات التي اعتبرت أن هذا الأمر رسالة إلى القوات.

 

***************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

حقيبة الاقتصاد تُهدّد تأليف الحكومة: النيّة غير موجودة

 

ثمّة أزمة ثقة بدأت تنبت بين فريقَي رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة المُكلّف، على غرار ما كان أيام تكليف سعد الحريري. اتهامات متبادلة بعرقلة تأليف الحكومة، ظاهرها صراعٌ على حقائب وأسماء، فيما باطنها شكّ بعدم وجود النية أساساً للتأليف. خلف المنافسة للحصول على وزارة الاقتصاد، يكمن سباق لمن يجلس على طاولة المفاوضات مع صندوق النقد، ويوافق على الأموال المُرسلة وكيفية صرفها، والخطّة المالية ــــ الاقتصادية للدولة. هو جزء من الصراع على شكل الجمهورية الجديدة والحكم، يحكم عملية التأليف، ويُعرقلها إلى حدّ التهديد بنسفها


في الحكومة المقبلة، سيكون هناك "لجنة ذهبية" تتولّى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. تتألّف هذه اللجنة من وزراء: المالية، الاقتصاد، الطاقة، الشؤون الاجتماعية والاتصالات. وكلّ القوى السياسية تُريد أن تحفظ لنفسها مكاناً فيها. آلت المالية إلى حركة أمل. الشؤون الاجتماعية والطاقة من حصّة رئيس الجمهورية. أما الاتصالات، فلتيار المردة. تبقى وزارة الاقتصاد يتنافس عليها الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المُكلّف نجيب ميقاتي، وعند هذه النقطة تكمن العقدة العلنية لتأليف الحكومة.


حكومة الأشهر الأخيرة قبل الانتخابات النيابية (إن أُجريت)، يُفترض بها أن تُطلق قطار الحوار مع صندوق النقد من جديد، بعدما طيّرت بعض أحزاب السلطة وحزب المصرف، بواسطة لجنة المال والموازنة النيابية، "الخطة الإصلاحية" لحكومة الرئيس حسّان دياب. وصفة "الصندوق" الجاهزة لكلّ البلدان تتضمّن معالجة العجز في ميزان المدفوعات (صافي الأموال التي دخلت لبنان وتلك التي خرجت منه) وضمان استدامة الدين العام ودفع الفوائد عليه، في مقابل زيادة نسبة الضريبة على القيمة المضافة وإلغاء الدعم وتقليص دور الدولة واعتماد موازنة تقشفية وإعادة هيكلة القطاع العام وتحرير سعر صرف الليرة. هناك "توافق" بين المسؤولين السياسيين والنقديين في لبنان وبين "الصندوق" حول تطبيق هذه الشروط، وقد تكفّل بتنفيذ الجزء الأبرز منها حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة على مدى السنتين الماضيتين. الخلاف بين الفريقين يقع حول الخسائر في ميزانيات مصرف لبنان والمصارف، وضرورة إعادة هيكلة القطاع المصرفي، وإطلاق التدقيق الجنائي في حسابات البنك المركزي. انطلاقاً من هنا، تكمن خطورة الأسماء المطروحة لتولّي الحقائب الوزارية التي ستكون على تماس مع "الصندوق". ترك المفاوضات لوزراء "تلاميذ" المؤسسات الدولية، عاملين حاليين فيها، يتشاركون معها الخلفية العقائدية نفسها، يعني تكبيد السكان فاتورة أكبر من تلك التي دفعوها حتى الآن. وفي كلّ البلدان التي وطأها صندوق النقد، كان يشترط إما تعيين وزراء مالية وحكّام بنوك مركزية، أو يضغط لإقالة الموجودين، أو تستبق الحكومات قدومه بتعيينات تُرضيه لتسهيل توقيع الاتفاقيات. فـ"الوالي المالي" لا يُحبّ "المُتمردين". لذلك، حتى وإن كان رئيس الحكومة شخصياً يُغرّد على الموجة نفسها مع "المجتمع الدولي"، من المهم تعيين وزراء يُناقشون ويُفاوضون عن حقّ، ويحاولون تحسين الشروط المفروضة، حمايةً لما تبقى من طبقات شعبية، عافيتها تعني إعادة إطلاق الاقتصاد وليس العكس. أما خلاف ذلك، فيعني الرضوخ للسياسات الإفقارية والعدائية للمجتمع، مقابل زيادة فاتورة الدين الخارجي.


وفد وزاري إلى سوريا اليوم لبحث مذكّرة تفاهم مع دمشق وعمّان والقاهرة بشأن استجرار الطاقة إلى لبنان


في السباق للحصول على وزارة الاقتصاد، يرفض فريق رئاسة الجمهورية أن ينتمي وزيرا المالية والاقتصاد إلى الوجهة السياسية نفسها، أي حركة أمل وميقاتي. يُصرّ الرئيس ميشال عون على أن تكون له كلمة في المفاوضات مع صندوق النقد، ولا يُحصر الملفّ بيد حركة أمل، وممثّلها يوسف خليل (مدير العمليات المالية في مصرف لبنان). لا تستقيم هذه الحجّة من وجهة نظر ميقاتي، لأنّ عون سيُسمّي وزيرَي الطاقة والشؤون الاجتماعية، وهما جزء من لجنة المفاوضات الوزارية. لا يعتبر ميقاتي حصول رئيس الجمهورية على 3 وزراء من هذه المجموعة أمراً منطقياً، مُطالباً بإرساء توازن فيها عبر تسميته وزير الاقتصاد. أما بالنسبة إلى القصر الجمهوري، فلا حاجة إلى هذا "التوازن" طالما أنّ ميقاتي هو رئيس الحكومة.


هذا الأخذ والردّ في موضوع وزارة الاقتصاد، وعلى قدر ما يظهر "سخيفاً" أمام تفاقم حدّة الأزمة يومياً، إلا أنّه يعكس الخلفيات التي تتمّ بها عملية التأليف، ولا يُبشّر بالخير على صعيد التنسيق بين القوى بعد إتمام التأليف. يعتقد التيار الوطني الحرّ أنّ النقاش حول "الاقتصاد" دليلٌ إضافي على عدم نيّة ميقاتي تأليف الحكومة، بعد سلسلة من التصرفات التي توحي بأن الرئيس المكلّف لا يريد التأليف. أبرز الأمثلة التي تُقدّم هي تسمية هنري خوري لوزارة العدل. سمّاه رئيس الجمهورية، فرفضه ميقاتي. طرح عون بديلاً من خوري، ريتا كرم. وافق الرئيس المُكلّف على الاسم، قبل أن يتراجع بعد اعتراض رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فأبلغ ميقاتي قصر بعبدا أنّه يرفض ريتا كرم، وأنه اجتمع مع هنري خوري وقد وافق على تسميته وزيراً للعدل… قبل أن يعود ويسحب موافقته عليه في اليومين الماضيين.


دخول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على الخطّ، لم يُثمر حتى الساعة. المعادلة التي طرحها لحلّ معضلة الوزيرين المختلف عليهما من الحصة المسيحية، هي أنّ يُقدّم إبراهيم للرئيس مجموعةً من الأسماء، يختار من بينها لائحة، تُقدَّم إلى ميقاتي ليُعيّن من بينها الوزراء. حتى هذه الآلية، لم يعد من المضمون الالتزام بها.


لم يطرأ أي جديد أمس على المفاوضات سوى الانقسام بين وجهتَي نظر. الأولى ترى أنّ النائب جبران باسيل هو المعطّل، برفضه إعطاء وزارة الاقتصاد لميقاتي، وإصراره على تسمية الوزيرين المسيحيين الأخيرين، لأنّه يُريد الثلث المعطّل، كما برفضه منح الحكومة الثقة رغم أنه سينال فيها الحصة الأكبر. التيار العوني يلتزم بنفي مطالبته بالثلث، مُشيراً إلى أنّ من غير المنطقي كلّما تقدّمت المفاوضات أن يُعيدها ميقاتي إلى الصفر.


على صعيد آخر، يتوجّه اليوم إلى سوريا وفدٌ مؤلّف من الوزراء: زينة عكر، ريمون غجر وغازي وزني، واللواء إبراهيم، يلتقي مع وزراء الخارجية والكهرباء والمالية السوريين. وسيُناقش الوفد مذكّرة تفاهم تتعلّق باستجرار الكهرباء من الأردن عبر سوريا، والغاز من مصر عبر الأردن وسوريا.

 

****************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

ميقاتي يطرح حكومة آخر فرصة … 14 وزيراً

 

مع تبخّر الوعود بأن تكون نهاية الأسبوع الحالي موعداً لولادة الحكومة المنتظرة منذ سنة، عادت دوامة تعقيدات تأليف الحكومة لتحكم المشهد السياسي وسط تفاقم بالغ الحدة والشراسة في الازمات الحياتية والمعيشية والاجتماعية من شأنه ان يجعل الأسابيع الاتية بمثابة كابوس أشد اثارة للمخاوف من أي وقت سابق سواء لجهة استحقاق عودة الموسم الدراسي وهمومه الطارئة او لجهة حلول الاستحقاق الحاسم برفع الدعم نهائياً عن المحروقات. ومع ان الجمود التام أحاط أمس بكل ما يتصل بعملية تأليف الحكومة عقب يوم صاخب من السجالات الحادة أعادت تسليط الضوء على طبيعة العلاقة التي تربط بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف #نجيب ميقاتي رغم كل مظاهر “الود” المعلنة بينهما، فإن الساعات الأخيرة تركت انطباعاً واضحاً بأن أي ضمان حاسم حيال إمكان تجاوز اخر عقبات التأليف لم يتوافر بعد بدليل عدم بروز أي معطيات على إمكان التوافق على عقد اللقاء الرابع عشر بين عون وميقاتي في مطلع الأسبوع المقبل.

 

ولكن معلومات حصلت عليها “النهار” ليل أمس، بدت كأنها تمهّد لحسم وشيك لتجربة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي سلباً او إيجاباً في مطلع الأسبوع المقبل. ذلك ان مصادر واسعة الاطلاع كشفت لـ”النهار” ان معطيات جديدة توافرت لديها عن اتجاه جديد لدى الرئيس ميقاتي الى طرح “حكومة انقاذ تنفيذية” تخرج البلاد من الازمة الكارثية وتتكون من 14 وزيرا هم بالاسماء كالاتي:

نجيب ميقاتي، تمام سلام، بهية الحريري، سليمان فرنجية، ابرهيم كنعان، جورج عدوان، ياسين جابر، محمد فنيش، جهاد مرتضى، وليد جنبلاط، اغوب بقرادونيان، فريد مكاري، الياس المر، غسان سلامة.

 

وفي هذه المعلومات ان ميقاتي يتجه الى طرح هذه التشكيلة على رئيس الجمهورية اول الأسبوع المقبل وانه في حال رفضها من عون، فان ميقاتي يتجه الى قلب الطاولة نهائياً من دون معرفة القرار الذي سيتخذه.

 

وإذا كانت المعلومات تؤكد ان وساطة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لم يسقطها السجال الساخن الأخير بين بعبدا والرئيس المكلف، وان ابرهيم ماض في “مكوكياته” بين الرئيسين، فان ثمة ما اثار الريبة في الدخول الاعتراضي على خط زيادة الارباكات في طريق عملية التأليف من مثل التشويش الذي اثاره اقحام او استدراج مسالة إبحار بواخر إيرانية لتزويد “حزب الله” بالمحروقات تحت زعم مساعدة #لبنان على تخطي الازمة فيما تعرضه الخطوة للعقوبات الأميركية. ولا تبدو الخطوة التي جرى الحديث عنها أمس حول توجه وفد وزاري وأمني واداري اليوم الى دمشق للشروع في فتح مفاوضات مع النظام السوري حول استجرار الغاز من مصر عبر الاْردن وسوريا الى لبنان سوى افتعال آخر استباقي من شأنه ان يزرع لغماً جاهزاً خطيراً امام حكومة الرئيس ميقاتي في حال تأليفها، الامر الذي يثير علامات الريبة الكبيرة حول مصدر هذا القرار وأهدافه الحقيقية لجهة عدم انتظار #تشكيل الحكومة الجديدة ما دام الحكم وغيره من القوى يتحدثون عن اقتراب الولادة في أي لحظة! ولم يعد ثمة شك في ان تعاقب الخطوات الاستباقية لفرض امر واقع على الحكومة سواء في خطوة استجرار المحروقات الإيرانية بقرار متفرد من “حزب الله” صمت عنه العهد والحكومة المستقيلة ومعظم القوى السياسية، او بالقيام بزيارة وفد وزراي وأمني وادراي اليوم لدمشق، انما يأتي في إطار محاصرة الحكومة الجديدة قبل ولادتها بكماشة إيرانية – سورية الامر الذي يرسم دلالات إضافية إقليمية لعملية تعقيد ولادة الحكومة وحمل الرئيس المكلف على التسليم بهذا الامر الواقع.

 

وافيد في هذا السياق ان وزيرة الدفاع والخارجية في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر ووزير الطاقة ريمون غجر ووزير المال غازي وزني والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم سيتوجهون اليوم الى دمشق للبحث في ملف استجرار الغاز من الاردن عبر سوريا. واشارت المعلومات الى ان الوفد اللبناني سيجتمع بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد.

 

وفي هذا السياق اوضح مصدر دبلوماسي غربي لمراسلة “النهار” رندة تقي الدين ان اي اتفاق بين مصر والاردن لتصدير الغاز الى لبنان عبر سوريا قد يتم التشاور عليه قبل ذلك مع الجانب الاميركي الذي لن يفاوض سوريا على هذا الاتفاق، ولكن نظرا للعقوبات الاميركية المرتبطة بقانون قيصر ينبغي ان تدخل رسوم المرور الى سوريا في اطار تمويل قضايا انسانية كي لا تقع تحت العقوبات المرتبطة بقانون قيصر. والجهة التي ستفاوض على ذلك هي الاردن ومصر بعد التشاور ثم التأييد من الجانب الاميركي من اجل مساعدة لبنان. وتجدر الاشارة الى ان مصر والاردن تستوردان الغاز الاسرائيلي وعندما يدخل الغاز في الانابيب لا يمكن ان يعرف جنسية الغاز اذا كان مصرياً او اسرائيلياً.

 

 

إيران

 

وسط هذه الاجواء، سُجل موقف ايراني لافت من مسألة النفط الايراني المرتقب وصوله الى بيروت اذ أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أن “بلاده مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان، في حال طلبت الحكومة اللبنانية ذلك”. وشدد على استعداد بلاده لبيع منتجاتها النفطية لزبائنها الجدد، مضيفا أنه “في حال رغبت الحكومة اللبنانية والتجار اللبنانيون في شراء الوقود الإيراني، فإن طهران مستعدة لبيع وإرسال الوقود الى لبنان ولتزويده بالمزيد إذا ما ظهرت لديه حاجة لذلك”، معربا عن تأييد اقتراح الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، والخاص بإنهاء هذه الأزمة ضد اللبنانيين مشيدا “بكسره الحصار الذي اصطنعه الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني”. وذكر أن “لا توجد قيود في مجال توسيع العلاقات الثنائية مع لبنان، وفي دعم بلاده المستمر للحكومة والجيش والمقاومة”.

 

 

زحلة

 

وفي سياق متصل بازمة المحروقات تصاعدت أمس أصداء سلبية حيال ملاحقة رجل الاعمال الزحلي ابرهيم الصقر وشقيقه مارون في ملف تخزين البنزين من خلال محاصرة مزرعة الصقر في زحلة. وإذ سجل تحرك شعبي بعد الظهر استهدف منع توزيع الكميات المصادرة خارج نطاق زحلة وحصر توزيعها أولا بالمدينة، عقد النائب في كتلة الجمهورية القوية جورج عقيص مؤتمرا صحافيا حذر فيه مجددا من البعد السياسي لهذه الملاحقة واكد “أننا لسنا ضدّ إي إجراء يُتخذ بالقانون ضد الصقر، لكننا ضد تحول الملف لحملة سياسية ضد “القوات”، لافتاً إلى أنها “حملة سياسية تهدف إلى إلهاء الناس عن ملف التهريب”. وأشار الى ان هنالك حوالي 15 مليون ليتر تم ضبطها على الأرضي اللبنانية لكننا نسأل اليوم، هل تم الإفصاح عن هوية أي من المحتكرين باستثناء ابرهيم الصقر؟” وكشف أن “هناك تاجرا في محافظة لبنان الشمالي ضبطت لديه 5 ملايين ليتر من المحروقات، وكل ما اتخذ بحقه هو تعهد بتوزيع المحروقات على المحطات” كما جرى إطلاق موقوف في زحلة فيما ابقي مارون الصقر موقوفا. وقال “منعني جهاز أمني من التنقل بسيارتي في المدينة التي أمثلها، لكننا أكملنا سيراً على الأقدام ودخلنا إلى منزل الصقر، ورأيتهم بأم العين كيف يستخرجون المحروقات بوسائل أقل ما يقل عنها إنها بدائية، لذا وجود القوة الضاربة في زحلة ليس بهدف المحافظة على السلامة العامة إنما هي رسالة للقوات ولمدينة زحلة ولن نسمح لمعاملة أي من أبناء زحلة على انه مجرم”.

 

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

وزراء “السلطة” في دمشق اليوم ومعراب ترفع الخطاب السيادي غداً

 

فيما تبدّي السلطة القائمة العلاقة مع النظام السوري على عملية تأليف حكومة مستقلة تحاكي تطلعات الناس وتنقذ لبنان من الإنهيار، تتجه الأنظار إلى ما سيعلنه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع غداً من معراب في القداس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية عند الساعة الخامسة برعاية غبطة البطريرك ما بشارة بطرس الراعي ممثلاً بالمطران حنا رحمة.

 

في كل عام بات هذا الحدث يستدعي الكثير من المتابعة نظراً لأهمية الكلمة التي يلقيها جعجع. في أول أيلول 2019 شن حملة كبرى على الفساد والفاسدين والمفسدين وكانت العلاقة قد انهارت مع التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية ميشال عون بعد انتخابات أيار 2018 وتشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري التي جرت في خلال تأليفها محاولات لاستبعاد القوات. في اليوم التالي لذاك الخطاب الذي هاجم فيه العهد توجه جعجع إلى بعبدا ليشارك في المؤتمر الإقتصادي الذي دعا إليه الرئيس عون ومن هناك دعا إلى الإستقالة وإلى تشكيل حكومة مستقلة استباقاً للإنهيار الكامل. ولكن الحكم والحكومة اختارا الإستمرار في مسار الإنهيار حتى كانت ثورة 17 تشرين 2019 في اليوم نفسه الذي كان فيه جعجع يعود من زيارة إلى كندا استمرت نحو 15 يوما.

 

في قداس الشهداء في 6 أيلول 2020 كانت المناسبة بعد شهر ويومين من تفجير مرفأ بيروت وبعد تداعيات جائحة كورونا واستقالة حكومة الرئيس حسان دياب وقد وجه فيها جعجع رسالة إلى “حزب الله” يدعوه فيها للعودة إلى لبنان بدل أخذ لبنان إلى المجاعة، وهاجم السلطة القائمة داعياً إلى خريطة طريق لثورة 17 تشرين وإلى ترجمة الإنتفاضة الشعبية في صنادق الإقتراع معتبراً أن شهداء تفجير المرفأ هم أيضاً شهداء المقاومة اللبنانية.

 

غداً في 5 ايلول سيطل جعجع أيضا من معراب ليؤكد أن المقاومة مستمرة كما كانت من أجل الحفاظ على لبنان السيد الحر المستقل ومن أجل استعادة السيادة والوقوف في وجه محاولة تحالف “حزب الله” والعهد أخذ لبنان إلى محور الممانعة الذي يتمثل بما يحصل اليوم من فتح الخطوط مع النظام السوري وكأن هذا الهدف بات يطغى على أي محاولة لإنقاذ الوضع وبالتالي فالسلطة تترك الوضع ينهار وتترك الناس في طوابير الإنتظار بحثاً عن لقمة خبز وعن دواء وعن تنكة بنزين، وبدل أن تتجه إلى تشكيل حكومة قادرة على أن تنقذ الوطن والناس تذهب إلى تشكيل حكومة محاصصة ومحسوبيات وكأنه لا توجد أزمة في البلد وكأن الليرة لا تزال بخير.

 

سيشن جعجع هجوماً على طريقة تشكيل الحكومة وسيعتبر أن الحكومة مهما كانت صيغتها وتركيبتها ليست ولن تكون الحل وأن الهدف الذي يجب أن يشكل باباً للخلاص هو في الإنتخابات النيابية التي تحدد موعدها مبدئيا في 8 أيار 2022 من أجل أن تكون مدخلاً لعملية التغيير الديمقراطي وتغيير السلطة القائمة. ولذلك سيدعو جعجع الناس الذين نزلوا إلى الشوارع وخابت آمالهم من هذه السلطة إلى أن يجددوا الأمل بالتغيير لأن هذا الأمل موجود إن أرادوا. سيحذّر جعجع من محاولة عرقلة هذه الإنتخابات إذا وجد تحالف السلطة أنه سيفقد الأكثرية النيابية الحالية وهي عملية لن تكون سهلة بسبب التركيز الدولي على هذه الفرصة التي ستشكل مدخلاً حقيقياً للإنقاذ وإعادة تشكيل المؤسسات من مجلس النواب إلى الحكومة إلى رئاسة الجمهورية. جعجع سيشن هجوماً على قوى السلطة التي تحاول عرقلة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت وسيحذر من هذه المحاولات التي تشكل مضبطة اتهام في حق المعرقلين وسيدعو إلى دعم المحقق العدلي القاضي طارق بيطار وحمايته وحماية التحقيق. وبالتالي سيغتنم جعجع المناسبة لتوجيه رسائل إلى الأطراف الداخلية التي هي على خصام مع القوات أو تلك التي كانت متفقة ومتحالفة معها وابتعدت أو خاصمت وتلك التي لا تزال في خط مقاومة محاولة إزالة لبنان الكيان وهي المحاولة التي أشار إليها بيان مجلس المطارنة الموارنة في أول أيلول الحالي عندما اتهم قوى إقليمية وقوى محلية تابعة لها بالقيام بهذه العملية.

 

وجود وزراء من السلطة اليوم في دمشق سيعطي لجعجع حجة في رفع مستوى الخطاب السيادي ليؤكد أن المقاومة مستمرة وأن المجال مفتوح أمام الذين يريدون الإنخراط فيها من أجل تأمين عملية إنقاذ لبنان.

 

ليست مسألة بسيطة أن تُترك عملية تأليف الحكومة من أجل أخذ الصور في دمشق. وليست مسألة بسيطة أن يكون مشهد اليوم متناغماً مع الخط البحري الذي يحكى عنه بين إيران وسوريا ولبنان وهو الخط الذي كان دعا إليه الأمين العام لـ”حزب الله” أكثر من مرة عندما حدد بوصلة الخلاص بالإتجاه شرقاً، وهي البوصلة التي منعت قيام سلطة قوية ومنعت عملية التغيير وسرّعت في الإتجاه نحو الإنهيار الشامل والإرتطام الكبير.

 

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

 التأليف يراوح في الثلث المعطّل… ومخاوف من تفاقم “أزمات أيلول”

 

يبدو أنّ الوعود التي قُطعت لبعض الزوّار الأجانب، وآخرهم وفد مجلس الشيوخ الأميركي، بأنّ ولادة الحكومة قد لا تتأخّر أكثر من نهاية الأسبوع الجاري قد تبدّدت، وخَذلت المتفائلين بفكّ أسر الحكومة وتأكّدَ للقاصي والداني افتقادها إلى المصداقية.

هذا في وقت تبرز الحاجة أكثر الى تشكيل الحكومة، وكلّ يوم تأخير فيها لم يعد يرتّب اعباء على اللبنانيين فحسب، بل أخطار حياتية ومعيشية اضافية، خصوصاً مع دخول البلد في ايلول، وهو شهر الاستحقاقات والازمات واوّلها الاستحقاق الدراسي والنقاش الذي لم ينته حوله في ظل اعلان هيئة التنسيق النقابية مقاطعة العام الدراسي، وكذلك حول لجوء المدارس الى رفع اقساطها والفَرض على اللبنانيين بأن يدفعوها بالدولار الاميركي، وايضا حول كيفية تأمين اجراءات الوقاية من فيروس كورونا في ظل المتحوّرات المتعددة التي تفرّعت منه.

 

امّا الاستحقاق الثاني، والذي يبدو أنه سيحين بعد ساعات، فهو مرتبط بنفاد المازوت من الافران ما يُنذر بتوقفها عن توزيع الرغيف، بل اكثر من ذلك، ينذر بطوابير اذلال جديدة امام الافران اعتباراً من مطلع الاسبوع المقبل، وبتحوّل الرغيف الى سلعة اضافية تُباع في السوق السوداء الى جانب المحروقات والدواء. وذلك بالتوازي مع تفاقم ازمة الكهرباء وتهديد لبنان بالغرق في عتمة اضافية، ربطاً بما يُحكى عن انتهاء عقد البواخر وحاجة معملي الجية والذوق المتوقفين عن العمل الى صيانة فورية.

 

هذا في وقت تشهد ازمة المحروقات مزيداً من التفاقم الضاغط على المواطنين، ومزيدا من الطوابير امام المحطات، ولقد تَعمّد بعضها التباطؤ في عملية التوزيع على المواطنين، والشراكة الكاملة في البيع في السوق السوداء وبمبالغ خيالية لصفيحة البنزين او المازوت. والطامة الكبرى في ما سيؤول اليه الحال مع الرفع الكامل للدعم عن المحروقات اعتباراً من مطلع الشهر المقبل.

 

82%… فقراء

 

وفي سياق الازمة المتفاقمة، أبرزت دراسة أصدرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «الإسكوا» انّ الفقر تفاقم في لبنان إلى حد هائل في غضون عام واحد فقط، إذ أصبح يطال 74% تقريباً من مجموع السكان. وإذا ما تم أخذ أبعاد أوسع من الدخل في الاعتبار، كالصحة والتعليم والخدمات العامة، فإنّ نسبة الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد تصِل إلى 82% من السكان».

 

إزاء هذا الواقع جددت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي الدعوة إلى إنشاء صندوق وطني للتضامن الاجتماعي للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية. وذكرت أنه في عام 2020، كانت الإسكوا قد قَدّرت أنه يمكن للعُشر الأغنى من اللبنانيين، الذين كانوا يملكون ثروة قاربت 91 مليار دولار آنذاك، تسديد كلفة القضاء على الفقر من خلال تقديم مساهمات سنوية لا تتعدى نسبة 1% من ثرواتهم».

 

واشارت الدراسة الى أنّ «الصدمات المتداخلة لسعر الصرف، الذي كان ثابتاً منذ مطلع القرن، ولّدت ضغوطا هائلة، فانخفضت قيمة العملة وارتفعت معدلات التضخم في الفترة الممتدة من حزيران 2019 إلى حزيران من هذا العام بنسبة 281%، فتدنى المستوى المعيشي للسكان اللبنانيين وغير اللبنانيين، وانتشر الحرمان.

 

ولفتت الى انّ الفقر المدقع أصبح يطال 34% من السكان اليوم، وفي بعض المناطق اللبنانية أكثر من نصفهم. ونظراً إلى أنّ جميع شرائح المجتمع تعاني على حد سواء الأزمة الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة في البلد، فقد أصبحت نسبة الفقراء من ذوي أعلى درجات التحصيل العلمي تقارب نسبة الفقراء من ذوي أدنى الدرجات. وتجد الدراسة أيضاً أن نسبة الأسَر المحرومة من الرعاية الصحية قد ارتفعت إلى 33%، كما ارتفعت نسبة الأسر غير القادرة على الحصول على الدواء إلى أكثر من النصف».

 

وشددت دشتي على «أهمية التضامن والتعاون بين جميع مكونات المجتمع اللبناني للحد من تداعيات الأزمة، ودعت إلى وضع خطط فعالة للحماية الاجتماعية تكون أكثر تلبية لاحتياجات الفقراء، وخاصة الذين يعانون الفقر المدقع، وإلى توسيع نطاقها لتشمل العاطلين عن العمل».

 

الحجر البرتقالي

 

وسط هذه الاجواء الضاغطة، ما زال اللبنانيون يتطلعون الى حكومة، فيما إرادة التعطيل تُمعن في حرف التأليف عن المسار الذي يفترض ان يفضي الى حكومة توحي بشيء من الاطمئنان للناس وتوقف هذا النزف القاتل في كل اساسيات حياتهم. والمريب في هذا السياق ان كلّ المحاولات والوساطات التي جرت في الايام الأخيرة سقطت بقبضة مَن يريد حكومة على مقاسه ووفق أهوائه السياسية والحزبية.

 

إذاً، التأليف ثابت هنا، عند هذه النقطة. أكثر من ذلك، فقد ثبت لكل اللبنانيين بأن مطلقي الوعود كذبوا ولم يصدقوا، والكلام الوردي الذي أسمعوه الى زوارهم عن ولادة وشيكة للحكومة، لا اساس له، بل لم يكن سوى فصل جديد من سيناريو الدجَل الحكومي الذي يعتمدونه منذ بداية مرحلة الفراغ الحكومي، ويُجهّلون فيه المعطّل والسبب الحقيقي لهذا التعطيل، الذي أتعَب الوسطاء وأحبَط كل الجهود والوساطات، وتأكد لكلّ المعنيّين بملف التأليف، انّه محصور فقط بأمر وحيد هو «الثلث المعطّل» والخلاف الجذري حول من يسمّي الوزيرين المسيحيَّين الفائضَين عن حصّة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتيار المردة والحزب القومي.

 

تبعاً لهذه الأجواء، فإن الحكومة تبقى في الحجز، وحتى الآن يبدو هذا الحجز مؤبّدا وممنوعا عليها ان تخرج الى حيّز الوجود. وثمّة إجماع لدى كل المهتمين بملف التأليف على ان العقدة في مكان واحد لدى رئيس الجمهورية ومن خلفه جبران باسيل، ولم تنجح محاولات اللواء عباس ابراهيم حتى الآن في فتح كوة في الجدار البرتقالي تنفذ الحكومة منه الى النور.

 

وعلى ما يؤكّد العارفون فإنّ اللواء ابراهيم مستمرّ في الحفر في هذا الجدار لعله يتمكّن من كسر هذه العقدة، الا ان مسعاه لم يقابل حتى الآن بأي عامل مساعد في هذا الاتجاه. فالرئيس عون يقول انه لا يريد الثلث الضامن الا انه في الوقت ذاته يصرّ على تسمية الوزيرين المسيحيين وكذلك على بعض الحقائب الخدماتية الاساسية، علماً انّ حصر تسمية الوزيرين برئيس الجمهورية وفريقه السياسي يرفع الحصة الرئاسية الى ما فوق الثلث المعطل، وهذا أمر محل اعتراض لدى الرئيس ميقاتي وسائر القوى السياسية التي ترفض حكومة يتحكّم بها التيار الوطني الحر.

 

إحتواء البيانات… ولكن

 

على انّ اللافت للانتباه، ما أبلغته مصادر مواكبة للملف الحكومي الى «الجمهورية» انه على رغم محاولة احتواء تداعيات التراشق السياسي بين القصر الجمهوري وبناية البلاتينيوم، عبر ما قيل انها توضيحات تلقاها الرئيس المكلف بأنه ليس هو المعني او المقصود بالبيان الرئاسي، فإنّ الساعات الماضية لم تشهد أي حركة تواصل في اي اتجاه، بل ساد جمود لافت أبقى الحكومة في دائرة التعطيل، فكانت مُفرملة بالكامل عند النقاط والعقد التي سبق للرئيس المكلف ان ألمحَ اليها في إطلالته التلفزيونيّة الأخيرة، وعلى وجه التحديد الثلث المعطّل.

 

واذا كان البيان الصادر عن الرئيس ميقاتي قد صوّب على من يعرف جيداً انهم يعطلون مسعاه الى تشكيل حكومة متوازنة، ويعكفون منذ مدة على إشاعة غبار في اجواء التأليف بالحديث عن ايجابيات من طرف واحد تُلقي كرة التعطيل في اتجاه الرئيس المكلف، الا انّ البيان الرئاسي كان على ما يبدو مُعداً سلفاً وصَدر بعد دقائق معدودة من بيان ميقاتي، وموجهاً في اتجاه كل الآخرين بمَن فيهم الرئيس المكلف والرئيس سعد الحريري، وكذلك الرئيس نبيه بري رداً على ما قاله في خطاب 31 آب الماضي وتحديده مَكمن التعطيل في الثلث المعطّل.

 

على انّ هذا الاحتواء اقتصر تبريداً للمنصات الاعلامية وحَدّ من التراشق السياسي، الا انه في المقابل لم ينجح في دفع الاتصالات في اتجاه الحلحلة المطلوبة، وهو ما تبدّى في الجمود الذي أسر هذا الملف بالأمس.

 

وبحسب ما ينقل عن بعض الوسطاء، فإنّ الاتصالات غير المباشرة او المعلنة قد استمرت في الساعات الأخيرة، ولكن من دون إحراز اي تقدم حتى الآن.

 

ووفق هؤلاء فإنّ كل الاطراف منفتحون على النقاش، ويؤكدون تصميمهم على تشكيل الحكومة في وقت قريب، وهذا يعزز الأمل في امكان حصول اختراق في أي لحظة. فالجميع يدركون ان بديل الحكومة هو فتح البلد على مشكلات لا حصر لها وفي كل المجالات، بما يُلقي على المواطن مزيدا من الازمات التي تخنقه.

 

ولكن عندما يُسأل الوسطاء ما اذا كانت العقدة متمثلة بالثلث المعطل؟ يتجنب هؤلاء الحديث مباشرة عنه، ويكتفون بالقول: ثمة نقاط عالقة مرتبطة ببعض الاسماء والحقائب وتحتاج الى بعض الوقت.

 

قرارات حاسمة

 

في هذا السياق، اكدت مصادر سياسية مسؤولة لـ»الجمهورية» انّ الاجواء السائدة حتى الآن لا توحي بتقدم على المسار الحكومي، لافتة الانتباه الى أن هذا الأمر يُقرأ في البيانين الصادرين عن عون وميقاتي امس الاول، حيث انهما يتقاطعان عند نقطة مشتركة وهي انّ تأليف الحكومة ما يزال معطلاً، ما يعني نَعي الوساطات التي انطلقت لبناء مساحة مشتركة بينهما تقوم عليها الحكومة.

 

وبحسب المصادر فإن الوقت ينفد، والصورة ثابتة عند نقطة التعطيل. وهذا امر لا يبشّر، بل بالعكس، يفتح هذا الملف سريعاً على الاحتمالات التي توقعها كثيرون بموازاة اللقاءات الـ13 الفاشلة بين عون وميقاتي، وابرزها ان يبادر بعض الشركاء في تأليف الحكومة الى أن يبق البحصة ويصارح اللبنانيين بحقيقة ما يجري.

 

وتبعاً لذلك، قالت المصادر عينها انّ الساعات المقبلة فرصة لأن تنجح الاتصالات والوساطات الى اخذ الامور في واحد من اتجاهين؛ امّا نحو ايجابيات ملموسة تُفضي الى حكومة مع بداية الاسبوع المقبل إن لم يكن قبل ذلك، وامّا في اتجاه آخر تُتخَذ فيه قرارات حاسمة، وهنا ينبغي رصد ما قد يُقدِم عليه الرئيس المكلّف سواء لناحية قراره بالاستمرار في هذه المهمة رغم المراوحة والتعطيل، او طَي صفحة التكليف والمبادرة الى الاعتذار.

 

الميقاتيون: لا للمراوحة

 

في هذا الوقت يتجنّب القريبون من الرئيس المكلف الحديث عن اعتذاره كاحتمال وارد في ظل الانسداد الحاصل، الا انهم يؤكدون انّ الازمة لم تعد تحتمل مزيداً من المراوحة السلبية والدوران في الحلقة المفرغة. حيث لا يمكن القبول باستمرار هذا الامر، فالمواطن اللبناني الذي راهَن على حكومة تولد سريعا، لم يعد قادراً على تحمّل الضغوط التي يتعرّض لها ويعوّل على حكومة ترفعها عنه، والرئيس ميقاتي ماض في هذا الاتجاه.

 

السفن الايرانية

 

من جهة ثانية، وفي جديد سفن النفط الايرانية التي استقدمها «حزب الله»، فلا موعد محدداً لوصولها سواء الى بيروت او الى سوريا، فيما برز بالامس ما قالته نائبة مدير المكتب الإعلامي لقوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان كانديس آرديل، رداً على سؤال عن موقف «اليونيفيل» من دخول السفن الإيرانية إلى لبنان، مع الأخذ في الاعتبار العقوبات المفروضة على إيران، وكيف ستتعامل مع هذه السفن وفق قرار مجلس الأمن الدولي 1701: «انّ لبنان دولة ذات سيادة، ودور «اليونيفيل» هو دور مساند ومساعد، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وبناء على طلب تقدّمت به الحكومة اللبنانية إلى الأمم المتحدة بعد تبنّي هذا القرار، تدعم القوة البحرية التابعة لـ»اليونيفيل» البحرية اللبنانية بمهام محددة للغاية لمنع دخول الأسلحة غير المشروعة أو المواد ذات الصلة إلى لبنان عن طريق البحر».

 

أضافت: «اليونيفيل لا تصعد على متن السفن أو تجري عمليات تفتيش مادي لها، كما أنها ليست مسؤولة عن التصريح بالدخول إلى الموانئ اللبنانية. هذه المسؤوليات تقع على عاتق السلطات اللبنانية».

 

وأشارت الى انّ «دور «اليونيفيل» يتمثّل في مهاتفة السفن التي تقترب من لبنان وإحالة السفن التي يوجد فيها تناقضات أو تحتاج الى توضيح إلى السلطات اللبنانية لتفتيشها. وليس لليونيفيل أي دور بعد إحالة السفن إلى السلطات اللبنانية. وبالتالي، إنّ السلطات اللبنانية مسؤولة في النهاية عن السماح – أو عدم السماح – لأي سفينة بدخول المياه الإقليمية اللبنانية وتفريغ حمولتها على الشواطئ اللبنانية». وعن المساعدة التي ستقدمها الأمم المتحدة للجيش اللبناني وعما اذا تَخطّت «اليونيفيل» الحكومة اللبنانية بإعلانها أنها ستقدم المساعدة للجيش وليس لبنان؟ قالت آرديل: من خلال اعتماد القرار 2591 (2021)، طَلبَ مجلس الأمن الدولي من اليونيفيل اتخاذ «تدابير موقتة وخاصة» لدعم القوات المسلحة اللبنانية. يقدّر مجلس الأمن أن الوضع الحالي يمثّل تحدياً للجيش اللبناني، ولهذا السبب طلب من «اليونيفيل» تقديم الدعم له».

 

وأشارت الى «ان هذا الدعم مهم لأنّ الجيش اللبناني هو شريكنا الاستراتيجي الذين نعمل معه بشكل وثيق يومياً، ويأتي ذلك في إطار أنشطتنا المشتركة معاً». وختمت آرديل: «الدعم الذي طلب منّا مجلس الأمن تقديمه سيكون على شكل أمور، مثل الغذاء والوقود والأدوية، فضلاً عن الدعم اللوجستي. وسوف يستمر لمدة 6 أشهر».

 

وفد الى سوريا

 

من جهة ثانية، يزور وفد وزاري لبناني اليوم دمشق، وفق ما أفادت وزارة الاعلام السورية، في أول زيارة رسمية حكومية رفيعة المستوى إلى سوريا منذ اندلاع النزاع قبل 10 سنوات، بهدف بحث استجرار الطاقة والغاز من مصر والأردن عبر سوريا. ويتألف الوفد من نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر ووزير المالية غازي وزني ووزير الطاقة ريمون غجر والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. وسيعقد الطرفان لقاء في وزارة الخارجية السورية.

 

وأوضح مصدر في وزارة الطاقة والمياه لـ «فرانس برس» انّ زيارة السبت تندرج في إطار التأكد من قدرة الدولة السورية على السير بمشروع استجرار الغاز المصري عبر الأردن ثم سوريا وصولاً إلى شمال لبنان. واشار إلى أنه من المتوقّع «إعادة إحياء» اتفاقية موقعة في العام 2009 تتضمن نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا.

 

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

وفد حكومي لبناني يبحث في دمشق اليوم استجرار الطاقة عبر سوريا

 

يتوجه وفد وزاري لبناني اليوم (السبت) إلى العاصمة السورية دمشق، لبحث استجرار الطاقة والغاز من مصر والأردن عبر سوريا، وفق ما أفادت وزارة الإعلام السورية، في حين أكد مصدر في وزارة الطاقة والمياه اللبنانية لـ«الصحافة الفرنسية» أن هدف الزيارة التأكد من قدرة الدولة السورية على السير بالمشروع.

ويتألف الوفد اللبناني من نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر ووزير المالية غازي وزني ووزير الطاقة ريمون غجر والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وسيعقد الطرفان لقاء في وزارة الخارجية السورية.

وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها وفد حكومي لبناني رفيع المستوى إلى سوريا منذ اندلاع النزاع فيها قبل عشر سنوات، وحافظ البلدان على علاقات دبلوماسية بينهما، إلا أن الزيارات الرسمية تراجعت إلى حد كبير، واقتصرت على مبادرات فردية من وزراء وشخصيات يمثلون أحزاباً حليفة لدمشق، على رأسها «حزب الله» الذي يدعو إلى الانفتاح الرسمي على سوريا، الأمر الذي ترفضه قوى سياسية أخرى.

وقال مصدر في وزارة الطاقة والمياه اللبنانية إن «زيارة السبت تندرج في إطار التأكد من قدرة الدولة السورية على السير بمشروع استجرار الغاز المصري عبر الأردن ثم سوريا وصولاً إلى شمال لبنان. كما أنه من المتوقع إعادة إحياء اتفاقية موقعة في العام 2009 تتضمن نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا».

ويتفاوض لبنان منذ أكثر من سنة مع القاهرة لاستجرار الطاقة والغاز عبر الأردن وسوريا، إلا أن العقوبات الأميركية على سوريا شكلت دائماً عقبة أمام الاتفاق.

وأعلنت الرئاسة اللبنانية الشهر الماضي تبلغها موافقة واشنطن على مساعدة لبنان على استجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن مروراً بسوريا فلبنان الذي يغرق منذ نحو عامين في انهيار اقتصادي غير مسبوق شل قدرته على استيراد سلع حيوية على رأسها الوقود. ويعني التعهد الأميركي عملياً، موافقة واشنطن على استثناء لبنان من العقوبات الدولية المفروضة على سوريا بسبب النزاع، والتي تحظر القيام بأي تعاملات مالية أو تجارية معها.

ويشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية. وتراجعت نتيجة ذلك قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير تغذية معقولة لكافة المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.

 

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

أسبوع الحسم: حكومة الثلاثاء أو انهيارات متلاحقة!

الجوع يعصف بـ82 ٪ من اللبنانيين.. والوفد الوزاري في دمشق اليوم لتعويم اتفاقية الغاز

 

انتهى أسبوع التأليف الحكومي، بلا صعود الدخان الأبيض كما كان متوقعاً، وانقلبت اسارير الانفراج، الذي انعكس في سوق القطع، لجهة الانخفاض الملحوظ لسعر صرف الدولار، قبل استئناف الارتفاع، إلى «تجاعيد عميقة» في وجه البلد، الذي ينتقل من معاناة إلى معاناة، من المحروقات إلى الخبز، فالمدارس والجامعات، والمياه وغلاء الأسعار الخطير، الأمر الذي دفع بمنظمة «الاسكوا» إلى دق ناقوس الخطر، من تفاقم الفقر الذي بات يطال 74٪ تقريباً من مجموع السكان، فضلا عن ان 82٪ من السكان يعيشون في فقر متعدّد الأبعاد، في أحدث تحديث للبيانات خلال العام الجاري.

 

تجري هذه الوقائع القائلة، وسط «مماحاكات تتعلق بتأليف الحكومة» بمعنى فريق بعبدا في التفنن بها، غير عابئ، لا بوعود تقطع لهذا الفريق الدولي، أو ذاك، ولا للتفاهمات التي تجري، سواء مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أو مع حتى «الثنائي الشيعي»، في ذلك المرجعية المارونية الروحية بكركي، التي رفعت الصوت عالياً، في ندائها الأخير، بوجه ما تناهي إليها من معلومات عن استمرار احابيل العرقلة، ويحصل ما يحصل، وفقا لرئيس كتلة كبرى، داعمة للحكم، ولا تأبه لمفاعيل التأخير بتأليف الحكومة.

ووسط معلومات ان الثلاثاء المقبل في 7 أيلول الجاري، هو موعد حاسم بين التأليف وللاتأليف، وعلى الشيء يُبنى مقتضاه، وتستأنف الاتصالات على مستوى رسمي، بين لبنان وسوريا لاحياء اتفاقية استجرار الغاز المصري عبر الأراضي السورية إلى شمال لبنان.

 

وتوقعت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة معاودة اتصالات التشكيل الى طبيعتها، مطلع الاسبوع المقبل، برغم الجمود التي سادها خلال الأيام الماضية، بعد التراشق بالبيانات وتسريب الإيجابيات المصطنعة بهدف الابتزاز والاستمرار بالدوران في دوامة المطالب والشروط والحصص المتجددة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ووريثه السياسي النائب جبران باسيل من خلفه. واشارت الى ان الاتصالات الهاتفية وحركة الموفدين لاكثر من مرجعية سياسية وحزبيه،لم تتوقف مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، طوال الساعات الماضية، وتركزت بمجملها على تقريب وجهات النظر وتضييق شقة الخلافات القائمة، والعمل على تسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة. واكدت المصادر ان الاسس والافكار التي تم التوافق عليها لتشكيل الحكومة منذ البداية، ما تزال قائمة، وهي ان، لا ثلث معطلا لاي طرف فيها، وهذا الامر محسوم، برغم كل محاولات تسمية شخصيات حزبية مموهة او تتغطى بالحيادية.

واشارت المصادر الى ان الرئيس المكلف يرفض الانصياع لمثل هذه المحاولات ولاسيما موضوع سعي رئيس الجمهورية وفريقه السياسي للحصول على الثلث المعطل، وتدعمه القوى السياسية المؤثرة في الحكومة، من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وحزب الله وكتلة المردة وحلفائها والاخرين. ولذلك، فإن المماطلة لتحقيق مكاسب بالثلث المعطل، مرفوضة كليا، ولم تعد تجدي نفعا، والرئيس المكلف سيتجاوزها، لحلحلة ما تبقى من عقد نحو انجاز التشكيلة الوزارية بصيغتها النهائية باقرب وقت ممكن. واكدت ان إسناد الحقائب الوزارية الاساسية، لن يكون الا لشخصيات تتمتع بالمؤهلات المطلوبة ومن اصحاب الكفاءة واستبعدت المصادر ان يشكل موضوع بواخر النفط الايراني، اي مؤثرات سلبية على عملية تشكيل الحكومة، بعد ان اصبحت وجهتها مرفأ اللاذقية، بفعل تدخلات ديبلوماسية ناشطة من اكثر من دولة فاعلة بالمنطقة.واشارت المصادر الى ان بلورة نتائج الاتصالات والوساطات الجارية، ستظهر اوائل الاسبوع المقبل، وتوقعت ان يزور رئيس الحكومة المكلف، بعبدا اواسط الاسبوع المقبل، في حال الانتهاء من حلحلة ما تبقى من عقد وخلافات، للتفاهم على إنجاز التشكيلة الوزارية بصيغتها النهائية.

وترددت معلومات عن انهيارات ستتلاحق ما لم يحدث خرق حقيقي الثلاثاء المقبل، بما في ذلك توجه تكتل لبنان القوي إلى الذهاب إلى خيار الاستقالة من مجلس النواب، في محاولة لخلط جديد للأوراق.

أوّل زيارة لوفد رفيع إلى دمشق

وفي خطوة هي الأولى من نوعها، منذ عشر سنوات، يزور وفد وزاري لبناني اليوم دمشق، لبحث استجرار الطاقة والغاز من مصر والأردن عبر سوريا، بعد الضوء الأخضر الأميركي الذي اعطته سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت دورثي شيا.

وأكدت رئيسة الوفد وزيرة الدفاع والخارجية في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر لـ «اللواء» ان موضوع الزيارة يتعلق فقط باستجرار الغاز والكهرباء، وليس أي موضوع آخر.

ويضم الوفد إلى عكر وزيري المال غازي وزني، والطاقة ريمون غجر، بالإضافة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وسيجتمع الوفد مع ارفع مسؤول سوري هو وزير الخارجية السوري فيصل المقداد.

وتردف المحادثات إلى «إعادة احياء» اتفاقية موقعة عام 2009، وتتضمن نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا.

ووفقا لمصادر الطاقة اللبنانية فإن الزيارة تندرج في إطار التحقق من قدرة سوريا على السير بمشروع استجرار الغاز المصري عبر الأردن ثم سوريا وصولا إلى شمال لبنان.

حكومياً، سجلت مراوحة حكومية، واكتفى الوسطاء بتبريد الأجواء، وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما من تطور بارز سجل أول من أمس على صعيد الاتصالات الحكومية ولفتت إلى ان النقاش لا يزال يدور حول حقيبتي الشؤون الاجتماعية والاقتصاد وبالتالي لم يحصل أي تطور يبدل من الوقائع.

وأوضحت المصادر ان هناك جوجلة وبالتالي المشكلة تكمن في أن تبديلاً يلحق بوزارة يستتبع تبديلا بوزارة أخرى مع العلم أن هناك وزارات مقفلة وحسمت معلنة أن هامش التحرك محدود ويدرس من كل جوانبه.

وأكدت المصادر ان هناك قرارا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بتأليف الحكومة لكن تحديد الموعد ليس معروفا بعد.

وأكدت أنه بعد حسم توزيع الحقائب السيادية والخدماتية فإنه تبين أن رئيس الحكومة المكلف لم يحصل على أي وزارة خدماتية كما أن في تأكيد الرئيس ميقاتي أن اللجنة التي يفترض بها أن تفاوض صندوق النقد الدولي تضم وزراء المال والاقتصاد والطاقة والشؤون الاجتماعية والرئيس ميقاتي ليس ممثلا بأي وزير من هذه الوزارات.

وقالت إن الرئيس ميقاتي يرغب في الحصول على إحدى هذه الوزارات وأكدت أنه حتى الآن رئيس الجمهورية يتمسك بها انطلاقا من أن ما من وزارة خدماتية أساسية من ضمن حصته.

وفهم ان ما هو عالق الوزيرين المسيحيين لكن الأمور قابلة للاخذ والرد.

وقالت المصادر إنه ليس معروفا ما إذا كان الذي صدر مؤخرا بشأن مرشح وزارة الداخلية قد يؤدي إلى الأشكال كما لا بد من التوقف عند مطالبة الطائفة العلوية بالتمثيل.

الى ذلك رأت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أنه إذا كانت النية قائمة لقيام الحكومة فإن اي سبب للتأخير يمكن معالجته.

لكن برغم ذلك لم يصل الامر الى حد قطع الاتصالات وحركة الموفدين بشكل نهائي، بل بقيت قائمة لمعالجة مسألة لمن تؤول حقيبة الاقتصاد ومن يكون وزيرها؟ وانه في حال كانت الحقيبة من نصيب الرئيس عون فإنه لا بد من تخليه عن حقيبة اخرى اساسية للرئيس ميقاتي كالشؤون الاجتماعية او الطاقة. عدا عن مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين الباقيين ربما لحقيبتي السياحة والمهجرين والمفروض ان يكونا توافقيين بين الرئيسين، علما انه تردد اسم احدهما طوني سرياني وبقي الوزير الثاني اما ماروني واما كاثوليكي، وهنا الخوف من ان يكون هو الوزير الذي يعطي عون الثلث الضامن، وهو الامر الذي نفته اوساط بعبدا، وقالت لا ثلث ضامناً لأحد بوجود فيتوات كبيرة من قبل اطراف اساسية في الحكومة على أي موضوع يطرح، عدا عن ان الوزيرين المسيحيين سيكونا بالتوافق بين عون وميقاتي فكيف يكون لرئيس الجمهورية الثلث الضامن؟

ورجحت المصادر ان يكون يوما عطلة نهاية الاسبوع فرصة اضافية لجوجلة نتائج الاتصالات القائمة حول اسمي الوزيرين المسيحيين وحول مصير حقيبة الاقتصاد، بحيث تعود الحرارة الى خطوط الاتصال.

واكد الرئيس ميقاتي امس، «أنه لم يحدد مهلة لتشكيل الحكومة ولكن الأكيد أنها ليست مفتوحة إلى ما لا نهاية، مشيراً إلى أن الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة يبقى خياراً قائماً».

 

وقال ميقاتي لـ«العربية نت»: العراقيل حتى الآن طبيعية ولن تعيقنا عن تشكيل الحكومة، ولن أتوقف عند السجالات وما يهمني تشكيل الحكومة وتضييق الخلافات.

واوضح أنه يتطلع إلى «تعاون بناء بعيدًا عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة».

وحسب مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي، يؤكّد المتابعون والمعنيّون أنّ «ما وُصِفت في مكانٍ ما بحرب البيانات لم تُنهِ الاتصالات الحكوميّة التي نجحت إلى حدّ بعيد في احتواء المشكل الذي كان يمكن أن ينتج عن البيانين، ولا سيما بيان بعبدا الذي لم يرتَح كثيرون لمضمونه، في الشكل والمضمون، ولكن قبل ذلك في التوقيت».

اضافت المصادر: في المقابل، يتوقف البعض عند نقاطٍ وردت في بيان الرئيس ميقاتي قد تكون شكّلت «الحافز» الذي انطلق منه «الوسطاء» في تفعيل اتصالاتهم، لأنّ البيان لم يبدُ، على الأقلّ في الشكل، «مقدّمة اعتذار» وفق ما أوحى بعض الدافعين باتجاه هذا الخيار الذي يبقى مؤجَّلاً، حيث حمل في مضمونه، على العكس من ذلك، رسائل إيجابيّة، تكرّس نهج الانفتاح على رئيس الجمهورية والتشاور معه بمقتضيات الدستور، وهو ما يكرّره الرئيس ميقاتي منذ اليوم الأول.

وقالت: لذلك، يُعتقَد أنّ «الرسائل» من البيانين وصلت، وقد تمّ احتواؤها بشكلٍ أو بآخر، من دون الإطاحة بعملية تأليف الحكومة، لأنّ كلّ الأطراف المعنيّة تدرك أنّ لا بديل عن التأليف سوى الذهاب إلى المجهول، وهو مجهول لن ينعكس سلباً على البلد وعلى الناس التي ما عادت قادرة على الصبر فحسب، ولكن حتى على العهد الذي سيفقد كلّ فرصة لتعويض ما تقدّم في سنواته الأولى، ولا لترميم الصورة في الأيام المتبقية له.

واكدت المصادر انه «لم تنتهِ الوساطة الحكومية، حتى إنّ الحديث عن تبديد الإيجابيّات، على وقع بياني المكتبين الإعلاميين للرئيسين ميقاتي وعون قد لا يستقيم. لكنّ الأكيد أنّ المراوحة لم تعد مسموحة، والمماطلة لم تعد ترفًا لأحد، فضلاً عن الإصرار على شروط ما عادت تلائم المرحلة والضغوط. المطلوب تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، شرط أن تكون كاملة المواصفات حتى تستطيع أن تنتج، في زمن الفرص الضائعة».

وحسب موقع الانتشار فإن اتصالاً مباشراً تمّ أمس وأمس الأوّل بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف جرى خلاله التأكيد على المضي معا في عملية التأليف. وتردد ان عون صارح ميقاتي قائلا: «بدنا نألف حكومة معك مش مع غيرك وانت بدك تألف معنا مش مع غيرنا…

وفي حين بقيت الأزمات المعيشية آخذة بالتفاقم، أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان، في حال طلبت الحكومة اللبنانية ذلك. وشدد على استعداد بلاده لبيع منتجاتها النفطية لزبائنها الجدد، مضيفا أنه في حال رغبت الحكومة اللبنانية والتجار اللبنانيون في شراء الوقود الإيراني، فإن طهران مستعدة لبيع وإرسال الوقود الى لبنان ولتزويده بالمزيد إذا ما ظهرت لديه حاجة لذلك.

وايد عبد اللهيان «مقترح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والخاص بإنهاء هذه الأزمة ضد اللبنانيين، مشيدا بكسره الحصار الذي اصطنعه الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني» . وذكر أنه «لا توجد قيود في مجال توسيع العلاقات الثنائية مع لبنان، وفي دعم بلاده المستمر للحكومة والجيش والمقاومة».

وتردد ان مواقف عبد اللهيان جاءت خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، امس الاول. وجرى خلاله البحث في «تطورات الوضع في لبنان في ضوء المساعي القائمة لتشكيل الحكومة، وما يصيب لبنان من ضائقة اقتصادية وازمة سياسية داخلية وخارجية، وظروف صعبة يتوّجب العمل والتعاون بين البلدين للمساعدة على الخروج منها».

  نسبة الفقر 82%

ابرزت دراسة أصدرتها امس، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) تحت عنوان «الفقر المتعدد الأبعاد في لبنان: واقع أليم وآفاق مبهَمة»، اشارت الى ان نسبة الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد تصل إلى 82% من السكان. وتأتي الدراسة بعد عام من إصدار الإسكوا لتقديراتها حول ارتفاع معدّلات الفقر في لبنان في عام 2020، حيث كانت أشارت إلى أن الفقر طال 55% من السكان تقريبًا، بعد أن كان 28% منهم يعانون منه في عام 2019.

واصدرت الإسكوا تحديثًا جديدًا للبيانات، يُقدّر أن نسبة السكان الذين يعانون من الفقر المتعدد الأبعاد قد تضاعفت تقريبًا بين عامي 2019 و2021 من 42% إلى 82%.

وجددت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي الدعوة إلى إنشاء صندوق وطني للتضامن الاجتماعي للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية. وذكّرت أن في عام 2020، كانت الإسكوا قد قَدّرت أنّه يمكن للعُشر الأغنى من اللبنانيين، الذين كانوا يملكون ثروة قاربت 91 مليار دولار آنذاك، تسديد كلفة القضاء على الفقر من خلال تقديم مساهمات سنوية لا تتعدى نسبة 1% من ثرواتهم.

 

صرخة دينية في محطة

وفي خطوة، عبّرت عن وحدة اللبنانيين في مواجهة أزمة المحروقات، اقيمت صلاة الجمعة أمس في باحة محطة «كورال» في الجية لصاحبها فادي أبو شقرا، على المسرب الغربي من الأوتوستراد الساحلي، بعنوان: «صرخة حق باسم اللبنانيين».

وشارك الشيخ جهاد حيدر في رسالة واضحة إلى التضامن بين أبناء الوطن الواحد وألقى الشيخ علي الحسين خطبة الجمعة، امام المصلين الذين كانوا ينتظرون دورهم لتعبئة المحروقات بمشاركة أبو شقرا، وقال: «نعلنها صرخة لكرامة الإنسان، لنقول ان العبادة الحقيقية هي هنا، ان نكون على الأرض مع المظلومين والجوعى وندافع عن حقوقهم، ونجاهد بكلمة الحق في وجه سلطان جائر، إذا كنا نحب لبنان صدقا وحقا».

تأزم الوضع التربوي

تربوياً، وفيما كشف الرئيس عون عن نيته الدعوة لعقد مؤتمر تربوي لمعالجة الشأن التربوي والمساعدة في انطلاق العام الدراسي، تتحضر نقابات المعلمين في القطاعين الخاص والعام والاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية لتنظيم تحرك الثلاثاء، امام وزارة التربية والتعليم العالي رفضا لانطلاق العام الدراسي، ما لم تتحقق مطالب المعلمين والأساتذة..

605521 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن اصابة 1112 شخصاً بكورونا و9 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 605521 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020..

 

 

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

هدر الوقت لم يؤرق المعطلين .. ومساعي التشكيل تستريح في «الويك اند»

وفد لبناني الى سوريا.. وايران تستجدي طلبا حكوميا لإرسال المحروقات

 

كأن هدر الوقت في الايام والاسابيع والاشهر، لم يؤرق معطلي تأليف الحكومة. فاسبوع جديد ينضم الى الاسابيع الاربعة المهدورة في حقل تجارب التشكيل اثر تكليف الرئيس نجيب ميقاتي في 26 تموز الماضي من دون ان يشكلها، ذرّت معه حرب السجالات التي حكمت مرحلة تكليف الرئيس سعد الحريري بقرنها بين المعنيين بالملف، ولئن لم تبلغ بعد المدى الذي ذهبت اليه سجالات بعبدا- بيت الوسط على امل الا تذهب. المعطيات المتجمعة في الافق حتى الساعة تؤشر الى عودة الهدوء واستئناف الاتصالات بين الطرفين، على ان تتحرك مجددا الوساطات لتذليل العقد اعتبارا من الاثنين خصوصا ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يقودها سيكون اليوم في دمشق مع وفد وزاري لمتابعة ملف نقل الغاز الى لبنان عبر سوريا.

 

الامور الى |لآن تراوح مكانها، ولا تكاد تحل عقدة حتى تظهر اخرى. وبينما يبدو ان العقدة المتبقية تكمن في وزارة الاقتصاد، قالت مصادر مطلعة على عملية تأليف الحكومة انه في حال أعطيت حقيبة الاقتصاد لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون فهي ستكون في مجال المقايضة أي ستؤخذ منه حقيبة أخرى. واشارت الى ان المعنيّين بعملية تشكيل الحكومة وضعوا مهلة ضمنية حتى يوم الثلاثاء وبالتالي إذا لم تولد الحكومة حتى الثلاثاء فهذا يعني أننا سنكون أمام فراغ قاتل.  ولفتت معلومات اعلامية  الى ان الوسيط لايزال يعمل على خط الوساطة في الملف الحكومي وقال انه ليس أمامنا سوى الصبر.

 

خواتيم سعيدة؟:  في المواقف، قال عضو كتلة «الوسط المستقل» النائب علي درويش، غداة البيانات المتبادلة بين عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، في حديث اذاعي «اشتدي أزمة تنفرجي وقد يكون عكس ذلك». وأشار الى أن «كل ما ذكر في تفاصيل الحقائب والأسماء هو في عهدة الرئيسين بما فيه خير لمسار التأليف وهو غير نهائي. وجدد التأكيد على أن «الرئيس نجيب ميقاتي سيبذل كل ما في وسعه للتوصل الى خواتيم سعيدة».

 

العهد كارثة: من جانبه، أشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار الى أن رئيس الجمهورية وصهره النائب جبران باسيل مصرّان على حكومة بمواصفات عكس ما يطلبه المجتمع الدولي من أجل مساعدة لبنان، لافتاً الى أن العهد «خرب» البلد على قاعدة «ما خلّونا». وفي حديثٍ اذاعي قال «هذا العهد كارثة على البلد بدليل ما وصلنا إليه، فيما جاء الرئيس عون فوق التراكمات لتأمين وصول صهره الى سُدّة الرئاسة، فيما فريق عون – باسيل لا يهتمّ لمآسي الناس بل يهتمّ بمصالحه الخاصة فقط ويعرقل عملية تشكيل الحكومة».

 

82  في المائة فقراء: تداعيات هذا الواقع، ابرزتها دراسة أصدرتها أمس لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) تحت عنوان «الفقر المتعدد الأبعاد في لبنان: واقع أليم وآفاق مبهَمة»، اشارت الى ان نسبة الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد تصل إلى 82 في المائة من السكان. وتأتي الدراسة بعد عام من إصدار الإسكوا لتقديراتها حول ارتفاع معدّلات الفقر في لبنان في عام 2020، حيث كانت أشارت إلى أن الفقر طال 55% من السكان تقريبًا، بعد أن كان 28% منهم يعانون منه في عام 2019. واليوم، تصدر الإسكوا تحديثًا جديدًا للبيانات، يُقدّر أن نسبة السكان الذين يعانون من الفقر المتعدد الأبعاد قد تضاعفت تقريبًا بين عامي 2019 و2021 من 42% إلى 82%.. وجددت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي الدعوة إلى إنشاء صندوق وطني للتضامن الاجتماعي للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية. وذكّرت أن في عام 2020، كانت الإسكوا قد قَدّرت أنّه يمكن للعُشر الأغنى من اللبنانيين، الذين كانوا يملكون ثروة قاربت 91 مليار دولار آنذاك، سداد كلفة القضاء على الفقر من خلال تقديم مساهمات سنوية لا تتعدى نسبة 1% من ثرواتهم.

 

عبداللهيان: وسط هذه الاجواء، وفيما ازمة شح المحروقات على حالها، سُجل موقف ايراني لافت من مسألة النفط الايراني المرتقب وصوله الى بيروت. فعلى وقع اعلان موقع «تانكر تراكرز» ان «سفينة الوقود الأولى للبنان تأخر وصولها إلى سوريا والثانية غادرت إيران»، مضيفا «سفينة ثانية محملة بالوقود غادرت إيران نحو لبنان»، أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، اليوم أن بلاده مستعدة لبيع وإرسال الوقود إلى لبنان، في حال طلبت الحكومة اللبنانية ذلك. وشدد على استعداد بلاده لبيع منتجاتها النفطية لزبائنها الجدد، مضيفا أن في حال رغبت الحكومة اللبنانية والتجار اللبنانيون في شراء الوقود الإيراني، فإن طهران مستعدة لبيع وإرسال الوقود الى لبنان ولتزويده بالمزيد إذا ما ظهرت لديه حاجة لذلك».

 

ونقلت «وكالة الانباء المركزية» عن مصادر سياسية معارضة «إن هذه المواقف ليست مهمة من حيث مضمونها فقط، بل من حيث «شكلها» ايضا، اذ ان تصريحاته جاءت خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، امس.

 

اليونيفل ليست مسؤولة: وفي السياق، قالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لقوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان كانديس آرديل، ردا على سؤال عن موقف «اليونيفيل» من دخول السفن الإيرانية إلى لبنان، مع الأخذ في الاعتبار العقوبات المفروضة على إيران، وكيف ستتعامل مع هذه السفن وفق قرار مجلس الأمن الدولي 1701: «ان لبنان دولة ذات سيادة، ودور «اليونيفيل» هو دور مساند ومساعد، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وبناء على طلب تقدمت به الحكومة اللبنانية إلى الأمم المتحدة بعد تبني هذا القرار، تدعم القوة البحرية التابعة لـ»اليونيفيل» البحرية اللبنانية بمهام محددة للغاية لمنع دخول الأسلحة غير المشروعة أو المواد ذات الصلة إلى لبنان عن طريق البحر». أضافت: «اليونيفيل لا تصعد على متن السفن أو تجري عمليات تفتيش مادي لها، كما أنها ليست مسؤولة عن التصريح بالدخول إلى الموانئ اللبنانية. هذه المسؤوليات تقع على عاتق السلطات اللبنانية».

 

الى دمشق: من جهة ثانية، ذكر ان وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر ووزير الطاقة ريمون غجر ووزير المال غازي وزني والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم سيتوجهون اليوم الى دمشق للبحث في ملف استجرار الغاز من الاردن عبر سوريا. واشارت الى ان الوفد اللبناني  سيجتمع بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد.

 

سقف السحوبات: وبينما باشرت لجنة المال  درس رفع سعر صرف الاموال التي يسحبها المودع من المصارف وهو محدد بـ3900 ليرة راهنا، أصدرت جمعية مصارف لبنان بياناً حول سقوف السحوبات النقدية،  قالت فيه «ان المصارف التجارية العاملة في لبنان تلتزم بالقوانين اللبنانية والتعاميم الصادرة عن مصرف لبنان وهي تعمل في ظروف استثنائية صعبة، لذلك يهم جمعية مصارف لبنان أن توضح  «إن سقوف السحوبات النقدية التي طبّقتها المصارف مُجبرةً هي ناتجة عن خفض مصرف لبنان لسقوف الأموال النقدية التي يمكن للمصارف سحبها من المركزي بحسب كوتا تمّ تحديدها لكل مصرف. لذلك لا يمكن للمصارف إعطاء أوراق نقدية بالليرة تفوق ما يؤمّنه مصرف لبنان خصوصًا أن الزبائن يبادرون بالسّحب دون أي إيداعات تعوّض الطلب المستمرّ على النقد.

 

*****************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

 أجواء عون: اما التوافق معي واما لا تأليف للحكومة الاشتراكي يدعو حزب الله للتدخل لولادة حكومة – نور نعمة

 

الاجواء الحالية في مسار تشكيل الحكومة سلبية اكثر من ايجابية حيث ان المفاوضات بين الرئاسة الاولى والثالثة جامدة، كما ان الوسيط اللواء عباس ابراهيم لم يقدم على اي تحرك سياسي في اليومين الاخيرين بل اختار انتظار الرد من كلا الطرفين بعد سلسلة مفاوضات ولقاءات قام بها لتسهيل تأليف الحكومة. في السياق ذاته، قال مصدر مقرب من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي للديار ان الاخير يرى ان الابواب غير مغلقة في مسار تشكيل الحكومة، وهو غير متشائم من تمكنه من تبديد العراقيل، مشيرا الى انه من اليوم الى الثلاثاء المقبل سيظهر تطور في هذا المسار انما ليس معروفا ان كان سيكون ايجابيا ام سلبيا.

 

ولفت هذا المصدر الى ان الخلاف لا يزال قائما حول الصيغة الحكومية والحصص. واول عقدة هي عدد الوزراء حيث ان الرئيس ميشال عون متمسك بحصة تسعة وزراء رغم انه في العلن ينفي مطالبته بالثلث الضامن، انما على ارض الواقع يريد ذلك. اما ميقاتي فهو لن يقبل شروط عون وفقا للمصدر المقرب منه، كما انه يستغرب هذا الالحاح من قبل رئيس الجمهورية على حصوله على الثلث الضامن وهو لديه حلفاء على غرار حزب الله والنائب طلال ارسلان، وبالتالي موقف رئيس الجمهورية في الحكومة سيكون قويا.

 

اما العقدة الثانية فهي الصراع على وزارة الاقتصاد بين عدة قوى سياسية، وهذا يزيد الخلاف ويؤخر ولادة حكومة. ومن جهته، قال المصدر المقرب من الرئيس المكلف ان ميقاتي يعتبر المشكلة داخلية وليست خارجية، كما انه يحظى بدعم اميركي فرنسي وهو موعود بمساعدات بالمليارات فور تشكيل الحكومة المرتقبة. وبحسب المصدر المقرب من ميقاتي، فان الاخير يرى ان حكومته ستفرمل الانهيار وتدير البلد بشكل يقلل من الاخطار الكبيرة التي تهدد الوطن وشعبه الى ان يأتي موعد الانتخابات النيابية.

 

من جهتها، اعتبرت اوساط سياسية ان هناك عمليات ضخ الايجابية والتفاؤل من قبل فريق العهد، والهدف من ذلك رفع المسؤولية عنه ورميها على الاخر. واضافت ان الاجواء التفاؤلية التي اعطاها العهد تزامنت مع زيارة الوفد الاميركي الى بيروت ومفادها ان العهد يريد تبيض صفحته مع الاميركيين وليقول لهم انه مساهم جدي في تشكيل الحكومة وهو تغييري واصلاحي. ولذلك اراد العهد اعطاء انطباع ايجابي في عملية تشكيل الحكومة امام الاميركيين بانه لا يعرقل التأليف، كما يريد العهد امام اللبنانيين الا يتحمل المسؤولية بل يحملها للرئيس المكلف نجيب ميقاتي. في الواقع ، لن تتشكل حكومة ما دام كل طرف يرمي المسؤولية على الاخر، اضافة الى ان هناك ثلاثة عوامل طرأت على عملية التأليف باتت تشبه التفاوض الذي كان يحصل بين عون وسعد الحريري. والحال ان اللقاءات بين الرئيسين عون وميقاتي توقفت في حين كان التواصل بينهما مستمرا ومكثفا سابقا، وبالتالي هذا عامل سلبي. والعامل الثاني السلبي هو دخول وسيط بين الرئيسين بمعزل عن هوية الشخص، وهذا يدل على ان الحوار والنقاش بين عون وميقاتي وصل الى حائط مسدود وفقا لهذه الاوساط السياسية. اما العامل الثالث فهو حرب البيانات والاتهامات المتبادلة في تأخير او تعطيل الحكومة. كل هذه المؤشرات تدل على ان الامور تراجعت على الصعيد الحكومي وان هناك طرفا لا يريد حكومة الا وفقا لشروطه، واذا لم تتشكل حكومة فلبنان ذاهب الى المزيد من الفراغ والانهيار والتشتت.

 

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة ان امساك الرئيس ميشال عون بالسلطة هو امر متجذر فيه، ذلك ان التاريخ يعيد نفسه. وعلى سبيل المثال عندما عين رئيس الجمهورية السابق امين الجميل العماد ميشال عون رئيسا لحكومة عسكرية تكون مهمتها التحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، عندئذ انتقل عون الى قصر بعبدا ممسكا بالامور. واليوم ترى هذه المصادر انه بالرغم من كل المخاطر التي يشهدها لبنان، فإن الرئيس عون يريد تأمين مستقبل صهره جبران باسيل. ومن هذا المنطلق، يتمسك بصيغة حكومية تتطابق مع شروطه وتوجهاته. واستغربت هذه المصادر السياسية ان يستمر عون في قوله انه يريد الاصلاح وانتظام المؤسسات والتدقيق الجنائي والى ما هنالك، ولبنان يعيش اسوأ ايامه في عهده على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي وتفكك الدولة وعدم محاسبة اي فاسد.

هل سيتحسن وضع الكهرباء؟

 

في وقت سيحصل لبنان على النفط العراقي قريبا مما سيحسن مسألة الكهرباء بتوفير 4 ساعات تغذية اضافية ، ينتهي العقد مع البواخر التركية في نهاية الشهر الجاري ووزارة الطاقة لم تبادر الى طرح تجديد التعاقد مع البواخر التركية، وبالتالي يكون اللبنانيون ربحوا «نصف ساعة» من الكهرباء وفقا لمصادر مطلعة. اضف الى ذلك، معامل الجية والزهراني وغيرها تواجه اعطالا نتيجة الضغط وعدم الصيانة وبالتالي سيواجه لبنان ازمة كهرباء كبيرة قريبا. لا مال ولا عمال صيانة رغم انها ضرورية لاستمرارية المعامل، كما ان ازمة الكهرباء لن تعالج فعليا الا في حال تشكلت حكومة.

 

اضف الى ذلك، كشفت مصادر وزارية رفيعة المستوى ان البواخر التركية جدد لها خلال العشر السنوات الماضية خارج القانون دون حصول مناقصات ودون شفافية. وتابعت ان قوى سياسية تمسكت بالبواخر كحل للكهرباء بدلا من بناء معامل للطاقة وها هو لبنان اليوم يعيش في شبه عتمة كاملة . واضافت ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل اعطى شركات مقدمي الخدمات امتيازات وعمل مناقصة وربح ثلاث شركات، ومن بعدها طالب وزارة المالية بدفع المتوجبات عليها، ولكن وزارة المالية التي كانت تترأسها انذاك الوزيرة ريا الحسن رفضت اعطاء المال مطالبة باجراء مناقصة قانونية. انما سقطت حكومة سعد الحريري واتى من بعده الرئيس نجيب ميقاتي، وعليه اعطي المال للشركات الثلاث.

التعليم للاغنياء فقط في لبنان

 

يوم الثلاثاء المقبل 7 ايلول سيكون يوم غضب ودعوة الجميع للإعتصام أمام وزارة التّربية بعدما اعلن رئيس رابطة التعليم الاساسي حسين جواد عن ذلك، اذ ان المدارس الخاصة بدأت تطلب مبالغ خيالية من الاهالي للاقساط ، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيتمكن الاهالي من تأمين هذه المبالغ في ظل اكبر ازمة مالية ومعيشية واجتماعية يمر بها لبنان؟ وتعقيبا على ذلك، اعربت اوساط مطلعة عن قلقها وخوفها من تراجع نسبة العلم نتيجة الازمة مشيرة الى ان وزارة التربية لم تقدم على اتخاذ اي اجراء يخفف الثقل عن كاهل الاهالي .

ازمة نفايات قريبا

 

في نهاية الشهر الجاري، سيشهد لبنان ازمة نفايات مجددا لان العقود تنتهي مع المؤسسة التابعة لرجل الاعمال جهاد العرب. والمؤسف ان ما من جهة رسمية قامت باتصالات للبحث مع شركات اخرى لتكون البديل او اتخاذ اي اجراء لاحتواء الازمة.

الحزب التقدمي الاشتراكي: معيب ان الحكومة عالقة على وزارة

 

من جهته، رأى مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي صالح حديفة للديار ان ما يحصل لجهة تأخر تأليف الحكومة معيب بحق المسؤولين بما ان التشكيل بات شكلا متوقفا على حقيبة واحدة هي حقيبة الاقتصاد، خصوصا ان اللبنانيين ينتظرون منذ من 13 شهرا تأليف حكومة تخفف ولو بالحد المعقول من وطأة الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية، ولكن للاسف فان الصراع على الحقائب لا يزال مستمرا.

 

وحمل حديفة مسؤولية التأخير في تأليف الحكومة للرئيسين عون وميقاتي لانهما قادران باتفاقهما معا ان يمنعا اي جهة محلية كانت ام خارجية من عرقلة التأليف اذا ما وجدت، وعليهما اذا اثبات قدرتهما على انجاح مفاوضات التشكيل.

 

وفي الوقت ذاته، شدد حديفة على ان الفرصة لم تفت بعد على انجاز التأليف رغم الاجواء السلبية التي سادت منذ عصر الخميس بسبب البيانات المتبادلة. وأكد ان المطلوب تفعيل خطوط الاتصالات التي يتولاها اللواء عباس ابراهيم ، كاشفا عن اتصالات تولاها «الاشتراكي» لتبريد الاجواء والسماح بعودة خطوط التواصل. كما امل حديفة ان يقوم حزب الله بما لديه من قدرة تأثير بالمساهمة في الانتهاء من العقبة المتبقية امام ولادة الحكومة.

 

وعلى صعيد ازمة الكهرباء، قال حديفة ان لبنان مقبل على عتمة شاملة في أواخر ايلول اذا بقيت الامور على ما هي عليه ، لانه عند انتهاء الدعم عن المحروقات ستنتهي قدرة المواطنين على تسديد فواتير المولدات الخاصة. ولذلك المطلوب سريعا البت في كل ما هو مطلوب لوصول شحنات النفط العراقية وعدم تأخيرها كما حصل سابقا تحت أي ذريعة للتخفيف من حدة انقطاع الكهرباء. وأشار حديفة في الوقت ذاته الى ان موقف الحزب التقدمي الاشتراكي بأن كل ذلك ليس سوى علاجات مؤقتة ، وان العلاج الصحيح لملف الكهرباء يكون بتطبيق القانون النافذ وان يكون هناك حكومة جديدة تتولى هذا الامر وتنجز بناء معامل جديدة وتوقف الهدر لحل الازمة على المدى الطويل.

القوات اللبنانية : لا للعدالة والقضاء الاستنسابي وليحاسب كل من يخرج عن القانون

 

من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية للديار ان رئيس الحزب سمير جعجع في قداس الشهداء الذي سيحصل غدا سيتكلم واضعا خريطة طريق ومضبطة سنوية لكل الاحداث التي حصلت خلال السنة ومقاربة للعام الجديد. وسيكون خطاب ذو بعد وجداني تاريخي ومستقبلي ونضالي، كما يتضمن رسائل سياسية ومن يتحمل المسؤولية في ايصال البلاد الى ما وصلت اليه ولينهي الكلمة بحلول يقترحها للخروج من الازمة.

 

اما عن ابراهيم صقر الذي كشفت الاجهزة الامنية انه يخزن كميات كبيرة من الوقود ، فاوضحت القوات اللبنانية منذ اللحظة الاولى انها تميز بين المسؤولية الحزبية لاي شخص وبين اعماله الخاصة والكل يجب ان يكون خاضعا للقانون. انما في الوقت ذاته، كل الاماكن التي تم فيها ضبط اشخاص خزنوا الوقود لم تكشف اسماؤهم ولم يزج أي منهم بالسجن في حين الوحيد الذي ظهر اسمه هو ابراهيم صقر الى جانب عراضات عسكرية وسياسية مفادها اعطاء انطباع لدى الرأي العام ان القوات اللبنانية تغطي اشخاصا . كل ما يحصل هو كذب وتضليل وتشويه ومقصود لان هناك قوى سياسية تريد استخدام هذا الملف انتقائيا للانتقام من القوات اللبنانية . واضافت مصادر القوات ان هناك استهدافا سياسيا للقوات اللبنانية، فلا عدالة او قضاء استنسابي بل يجب تطبيق العدالة على الجميع، والقوات لن تدافع عن احد امام القضاء وتريد ان تأخذ العدالة مجراها.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram