طالبان تعلن الشراكة الاقتصادية مع الصين… و3 قواعد أميركية قيد التفكيك شرق سورية الإحباط الحكومي: ليست رمانة بل قلوب مليانة… أم اشتدّي أزمة تنفرجي؟ مبادرة اللواء إبراهيم مستمرة… والعقد مستمرة… والانتظار مستمرّ لآخر الأسبوع
لا تزال تداعيات الزلزال الأفغاني تشكل مصدر الإيقاع الأول للأحداث على المسرح الدولي والإقليمي، فأوروبا لا تزال مستغرقة في ذهول الصدمة ومحاولة استيعاب نتائجها، كما تقول مصادر دبلوماسية تابعت اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع في الدول الأوروبية الذي بدأ في سلوفينيا، وبحث مشروع تشكيل قوة أوروبية مستقلة للتدخل على مسارح الأحداث العالمية، وشهد إجماعاً على الشعور بالخيبة من تولي واشنطن قيادة العمل العسكري المشترك عبر حلف الناتو ومن خارجه طوال الأعوام الثلاثين التي أعقبت تفكك الاتحاد السوفياتي، بينما وصف الخبراء الأميركيون المواقف الأوروبية انتفاضة شرف مؤقتة سرعان ما تتبدّد مع العجز عن فرض تعديل في مسار الأحداث الدولية، فما ينتقده الأوروبيون ويصفونه بالانهزام الأميركي هو ثمرة متغيّرات دولية عجزت واشنطن عن احتوائها، فكيف تتولى أوروبا التعامل معها منفردة، ويتوقع الخبراء الأميركيون عودة أوروبية هادئة لمعادلة الناتو والقيادة الأميركية، لأنّ القدرات هي التي تقرّر وليست الرغبات.
بالتوازي بدأ المشهد الأفغاني يتبلور على خلفية نهاية الحقبة الأميركية والغربية، فمع الاستعداد للإعلان عن الحكومة الجديدة في كابول بقيادة طالبان، وبدء المعركة مع جماعة أحمد مسعود في بانشير، حيث تجمع مناصرو الحكم السابق، أعلن الناطق الرسمي بلسان طالبان ذبيح الله مجاهد أولى الوجهات الحاسمة في الخيارات الكبرى للحكومة الجديدة، باعتبار الصين الشريك الاستراتيجي المقبل لأفغانستان، فقد قال مجاهد لصحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية إنه "بعد انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، ستعتمد الحركة بصورة أساسية على الأموال الآتية من الصين"، وأضاف مجاهد "الصين شريكنا الأكثر أهمية وتمثل فرصة أساسية واستثنائية لنا، لأنها على استعداد للاستثمار وإعادة بناء دولتنا". وأوضح مجاهد "أن طريق الحرير الجديد يحظى بتقدير بالغ من جانب حركة طالبان"، وقال مجاهد "بلادنا غنية بمناجم النحاس، التي بفضل الصينيين، يمكن أن تعود للعمل والتحديث. إضافة لذلك، تعدّ الصين منفذنا للأسواق في جميع أنحاء العالم".
في المنطقة سجلت مصادر عسكرية مشهد الحسم لصالح الجيش السوري في المنطقة الجنوبية، بوجه الجماعات المسلحة التي كانت تعتبر الوجود العسكري الأميركي في قاعدة التنف ظهيراً يمنع تعرّضها للهجوم، من دون أن تظهر أي إشارة لحركة أميركية تتخطى البيان الذي صدر عن رتبة سفير لدى دمشق مقيم في واشنطن، بينما سجلت مصادر أمنية إخلاء القوات الأميركية ثلاثة قواعد عسكرية في منطقة شرق سورية، ففي محافظة دير الزور أخليت قاعدة في منطقة حق عمرو قرب آبار النفط، وفي محافظة الحسكة تمّ إخلاء قاعدة قرب منطقة القامشلي في منطقة تل البيد، وكذلك في محافظة الحسكة أخليت قاعدة ثالثة في منطقة قصرك جنوب القامشلي.
لبنانياً كان المشهد سوريالياً في المسار الحكومي، بعد ساعات من الانتظارات امتلأت بتوقعات ولادة الحكومة في اجتماع افتراضي مرتقب بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وفجأة قبيل حلول الموعد الافتراضي المرتقب صدر بيان ناري عن الرئيس ميقاتي يستهدف رئيس الجمهورية ويحمّله مسؤولية التعطيل ويتحدث عن أكاذيب، ليأتيه ردّ ناري مشابه من بعبدا يتهمه بالتذاكي والخبث، ليتمّ في المساء تبادل التوضيحات حول أنّ أياً من الرئيسين لم يقصد الآخر في بيانه، ويؤكدان لبعضهما مواصلة التشاور والسعي لتشكيل الحكومة.
المصادر المتابعة للمسار الحكومي تقول إنّ ما جرى أمس انطلاقاً من مبادرة الرئيس ميقاتي لبيانه التصعيدي جاء بحصيلة اعتقاد ميقاتي بأنّ حملة يروّجها الفريق الرئاسي للإيحاء بأنّ أمر الحكومة انتهى، لاستثمار الضغط النفسي على ميقاتي لحلّ غير ناضج لما تبقى يتمّ خلاله تمرير الثلث المعطل تمويهاً، تحت شعار أنّ الناس موعودة بالحكومة خلال ساعات ولا شيء يستحقّ المزيد من الانتظار، فأراد الانتفاض على هذا السياق والتقاط الأنفاس لإبقاء البحث على نار هادئة حتى ينضج كل شيء كما يجب، وتقول المصادر إنّ الرئيس ميقاتي يتهم الفريق الرئاسي بتسريب أسماء متفق عليها لاستدراج اعتراضات تتيح إعادة البحث بها، وأسماء غير متفق عليها لاستدراج حملات تشكيك بالرئيس ميقاتي بين حلفائه، بينما جاء ردّ الفريق الرئاسي على ميقاتي يستهدف رؤساء الحكومات السابقين الذين يتهمهم بالتبديل والتعديل في مواقف ميقاتي، متحدثاً عن تفاهمات جرى التراجع عنها وتعقيدات يجري اختراعها وتردّد وتباطؤ، وتقول المصادر إنّ حادث التصادم بين الرئيسين وفريقيهما، يقع بين معادلتي "ليست رمانة بل قلوب مليانة"، واشتدّي أزمة تنفرجي، فالمساعي التي يقودها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لا تزال مستمرة، لكن العقد مستمرة أيضاً، والمهلة حتى آخر الأسبوع ستكشف حجم الفرصة المتاحة لولادة الحكومة.
وتبدّدت الأجواء الإيجابية التي استمرت من فترة الصباح حتى ما بعد ظهر الأمس لتحل محلها الأجواء السلبية، ويعود التوتر على خط العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف اللذين استحضرا حرب البيانات المباشرة بعدما استخدما سلاح المصادر أول من أمس.
وبعد مساعٍ حثيثة وزيارات متتالية قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى بعبدا ومبنى "بلاتينوم" مقر إقامة الرئيس المكلف استمرت إلى ما بعد ظهر الأمس في محاولة لتذليل آخر العقد، كانت المفاجأة بأن عون تمسك بحقائب الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والطاقة بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـ"البناء"، فيما رفض ميقاتي أن تكون هذه الحقائب الثلاث بيد طرف معيّن فضلاً عن أن نيل رئيس الجمهورية هذه الحقائب الثلاث سيمنحه الثلث المعطل. وكشفت المصادر عن تجدد الخلاف في وجهات النظر بين عون وميقاتي حول عدد من الحقائب لا سيما حقيبة العدل". وأوضحت مصادر أخرى لـ"البناء" أن "الصعوبة تكمن في أن أي تعديل في حقيبة تنسف الصيغة برمّتها وتفرض العودة إلى إعادة النظر بالحقائب نظراً لدقة التوازنات الطائفية والحزبية، في ظلّ سعي الطرفين إلى تحصيل أكبر حصة ممكنة في الحكومة، لوجود قناعة لدى الجميع بأنها آخر حكومة في عهد الرئيس عون وستفصل في الملفات والقضايا الأساسية المختلفة في الداخل والخارج".
وعلى رغم المناخ السلبي الذي طغى على المفاوضات الحكمية، إلا أنّ مصادر "البناء" استبعدت إقدام ميقاتي على الاعتذار، مؤكدة أنّ المشاورات والمساعي مستمرة ولن تقفل الأبواب نهائياً، وهناك جولة جديدة من المفاوضات قد تفضي إلى حكومة في نهاية المطاف.
وفي ختام يوم مشاورات طويل أكد المكتب الإعلامي لميقاتي أن "البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين، وهذا أسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً"، ولفت إلى أن "اعتماد الصيغة المباشرة أحياناً والأساليب الملتوية أحياناً أخرى لتسريب الأخبار المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف أو لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً". وأكد البيان أن ميقاتي "ماض في عملية التشكيل وفق الأسس التي حددها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلع في المقابل إلى تعاون بناء بعيداً من الشروط والأساليب التي باتت معروفة"، مضيفاً أن "الرئيس المكّلف يتسلح بالكتمان لتشكيل الحكومة "والحكـِمْ طاحون، وْكل الدّروب بتـْوَدِّي عَ الطـَّاحون"… مكتب الرئيس ميقاتي ينفي هذا الأمر كما أن دولته يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم بأي أمر نهائي مع أحد إلى حين إخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلاً".
في المقابل رد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على بيان ميقاتي ببيان تصعيدي بالقول: "كثرت في الأونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارة إلى مصادر ومتلطية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة إلى أساس صحيح، لتصّب في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة إلى رغبة أو إصرار أو مطلب لدى السيد رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يوافق عليها ويوقّع على مراسيم تشكيلها". وأكد بأن رئيس الجمهورية "لا يريد بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن"، ودعا الجميع إلى "عدم إلصاق تهمة التعطيل بمقام الرئاسة الأولى ولا بشخص الرئيس، للتعمية على أهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب اللبناني، الذي سئمها". كما أكد بيان الرئاسة الأولى أن "الشعب اللبناني أصبح على قناعة أنّ هذه التعمية إنما عرّت الأهداف الحقيقية لأصحابها وهي تقوم على:
- عدم الرغبة بتأليف حكومة تتولى مجتمعة مهام السلطة التنفيذية،
- وتالياً عدم القيام بالإصلاحات الضرورية المطلوبة،
- ورفض مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين،
- وضرب مصداقية الدولة ومؤسساتها بعدما ثابروا على قضمها وتحويلها مطيّة لمآربهم،
- والأخطر من كل ذلك، تجويع اللبنانيين والإمعان في إفقارهم".
وأضاف "إن المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة وإلصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، إنّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق أو ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الإدانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها".
ونفت مصادر قصر بعبدا لقناة المنار أن يكون البيان الصادر عن الرئاسة الأولى موجهاً لرئيس الحكومة المكلف والبيان لا يقصده بل يقصد من يتهمون رئيس الجمهورية بأنه يطالب بالثلث المعطل. كما علمت المنار بأن "هذا التوضيح قدم مباشرة لميقاتي حيث تم التواصل مباشرة بين القصر الجمهوري وميقاتي". وأوضحت المصادر أن "العقدة المتبقية ليست بالعقدة المستعصية أو المستحيلة الحل، ويجب أن تتواصل المساعي الإبراهيمية (مساعي مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم) من حيث نهايتها".
ولفتت المصادر إلى أن "تعثر عملية التواصل بين بعبدا وميقاتي يجب أن يتوقف ويجب أن يتابع اللواء إبراهيم مسعاه لتذليل آخر العقد لتكون هناك حكومة في لبنان قبل يوم الأحد، لكن الحذر مطلوب، كما وردود الفعل عليهما، توضح بأن الأرضية غير ثابتة في لبنان والعبرة بالخواتيم، وإن لم ينجح إبراهيم بمساعيه فمن الصعب جداً أن نكون أمام حكومة في لبنان في الأيام المقبلة".
وفيما أفيد بأن الرئيس سعد الحريري نال حصة وزارية في الحكومة المنوي تشكيلها، أكدت مصادر رفيعة في "المستقبل" أن "هذه التسريبات لا تمت للحقيقة بأي صلة وهي غير صحيحة، ولم يطلب الرئيس الحريري أي حصة وزارية"، وقالت إن "الحريري سبق وأعلن دعمه تكليف الرئيس ميقاتي وهو مستمر في دعم جهود الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اليوم قبل الغد، وجددت المصادر أن كتلة المستقبل ستمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة عند تشكيلها من دون أن يكون لها أي مطلب".
وشن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري هجوماً عنيفاً على عون داعياً إياه إلى الاستقالة وقال "السيد الرئيس_المغيب. رحيلك بات حاجة ملحة للبلاد والعباد. رأفةً بك وبنا لعلك تترك ذكرى تترحم بها الناس عليك". ما استدعى رداً من نائب رئيس التيار الوطني الحر مي خريش عليه. وكتبت على "تويتر": يا أحمد اتّقِ الله في ما تقول… كلام السوء بيزغرك… وللأسف حوّلتو انت وتيارك الشتيمة لَـ label خاص فيكن… الشتيمة ما بتخبي مأزقكن… على فكرة، ناطرين بشوق عودة الرئيس الطائر إلى تراب الوطن من جولات السمسرة في بلاد الله الواسعة… من بعد جولتو السياحية بالعلمين"!
وفيما وصلت باخرة النفط الإيرانية إلى المياه الإقليمية السورية وتعمل على تفريغ حمولتها في مرافئ على الساحل السوري تمهيداً لنقلها إلى لبنان عبر صهاريج إلى البقاع قبل نهاية الأسبوع ليبدأ التوزيع على القطاعات الأكثر أولوية بحسب مصادر مطلعة لـ"البناء"، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطّلعين تأكيدهما أنّ أول شحنة محروقات إيرانية ستصل إلى لبنان بشاحنات عبر سورية "لتجنّب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات". وأبلغ أحد المصدرين "رويترز" أنّ اختيار استقبال السفينة عبر سوريا "لا يتّصل بأيّ مخاوف من استهدافها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة لكن لاعتبارات داخلية تتعلق بعدم الرغبة في توريط أيّ حلفاء"، من جهة أخرى أشار المصدران إلى أنّ الشحنة ستصل إلى ميناء سوري ثم تنقل بشاحنات إلى لبنان على أن تكون الأولوية لنقل المازوت إلى المستشفيات لتشغيل المولدات.
في المقابل أعلن السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا أن "الجمهورية الإسلامية في إيران لن تسمح لسياسة الولايات المتحدة الأميركية التي تقوم على تجويع الشعوب أن تحقق أهدافها، ونحن إلى جانب الشعب اللبناني ضد السياسة الأميركية بتجويعه، هذه العملية تدل على الموقف الأكيد لسياسة إيران تجاه دول المنطقة". وشدد فيروزنيا على أن "إيران لن تسمح لأي جهة إقليمية أو دولية بمنع السفن الإيرانية من الوصول إلى لبنان، والبواخر ستصل إلى الشعب اللبناني بكل تأكيد، أما عن كيفية الوصول والتفاصيل الأخرى فهذا ليس من شأن الجانب الإيراني بل المعنيين في لبنان".
وكشف فيروزنيا إلى أنه "قدمنا سابقاً استعدادنا لمساعدة الجيش اللبناني ونفس الاستعداد موجود اليوم، ولكن يبدو أن هناك جهة خاصة تمنع تجاوب الحكومة اللبنانية مع هذه الاقتراحات".
في غضون ذلك، لم تسجل الأزمات حلحلة حتى الساعة مع استمرار طوابير السيارات أمام محطات المحروقات فيما عملت القوى الأمنية إلى إزالة السيارات المركونة أمام المحطات ليلاً في عدد من المناطق لما تسببه من زحمة سير خانقة في النهار وإشكالات على أفضلية التعبئة، ورجحت مصادر حكومية لـ"البناء" أن تشهد أزمة المحروقات والكهرباء حلحلة ملحوظة بدءاً من الأسبوع المقبل، مع بدء وصول صهاريج المازوت الإيراني إلى لبنان، إضافة إلى وصول الدفعة الأولى من الفيول العراقي. وأفادت المصادر بأن عملية تخزين واحتكار المحروقات مستمرة على رغم مداهمة القوى الأمنية للمحطات ومستودهات التخزين لدى المواطنين، وفي هذا السياق، أشارت معلومات إلى أن مدعي عام البقاع القاضي منيف بركات ادّعى على إبراهيم ومارون الصقر بجرائم الاحتكار والتخزين وتبييض الأموال، والتي تصل عقوبتها إلى 7 سنوات حبس، وذلك سنداً للمواد 363 و685 و770 عقوبات والقانون 2005/659 مكافحة الاحتكار والغش والقانون 20415/44 مكافحة تبييض الأموال". كما أفادت بأن قاضي التحقيق الأول في البقاع أماني سلامة أصدرت مذكرة توقيف وجاهية بحق مارون الصقر وتمهل وكلاء إبراهيم الصقر لتقديم دفوع شكلية خلال 10 أيام وتحدّد جلسة في الملف في 30 أيلول 2021.
على صعيد قضائي آخر، أصدرت قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية نجاة أبو شقرا قرارها الظني في جريمة كفتون التي وقعت بتاريخ 24/8/2020 في بلدة كفتون ـ قضاء الكورة، وأدّت إلى استشهاد ثلاثة شبان من أبناء البلدة، وهم الشهداء القوميون الاجتماعيون فادي سركيس وعلاء فارس وجورج سركيس.
وورد في متن القرار الظني شرح كامل ومفصل عن مجريات الجريمة وخلفياتها والأسماء المتورطة. ومما جاء في القرار: "بتاريخ 21/8/2020، المصادف يوم جمعة، دخلت سيارة نوع هوندا من دون لوحات بلدة كفتون، على متنها أربعة أشخاص، أقدموا عند الساعة 22,30 على قتل ثلاثة رجال من أهالي البلدة مستخدمين أسلحة حربية غير مرخصة، هم الشرطي البلدي فادي أديب سركيس وعلاء نخلة فارس وجورج وليم سركيس، وهي الجريمة التي باتت تعرف باسم "جريمة كفتون".
***************************************
المفاوضات الحكومية تهتز على وقع البيانات نهاراً قبل أن تستقر ليلاً: مبادرة ابراهيم... الفرصة الأخيرة؟
على وقع تفاقم الأزمات المتلاحقة التي تواجه الناس، لا تزال الحكومة عالقة بين فكّي فقدان الثقة. وأمس، بعدما كان التشاؤم سيّد الموقف صباحاً، ربطاً بحرب البيانات التي صدرت عن رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلف، لم ينته النهار إلا وكان الهدوء قد عاد على وقع توضيحات متبادلة انتهت بعودة الزخم إلى المبادرة التي يقوم بها اللواء عباس إبراهيم. وبالرغم من أن التباين اقتصر على حقيبة واحدة، فإن فرص التأليف من عدمه تبدو متساوية. وقد صار واضحاً أن الجميع يتعامل مع مبادرة إبراهيم بوصفها الفرصة الأخيرة، إما أن تؤلّف الحكومة خلال أيام وإما لا حكومة في المدى المنظور
لم يُحرز أمس أي تقدّم في ملف تأليف الحكومة، لكن ذلك لم يُسجّل في خانة تراجع حظوظ التأليف. حتى اليوم، لا تزال وساطة اللواء عباس إبراهيم مستمرة، وتشكّل الخيط الوحيد الذي يحول دون إقفال ملف التأليف. ففي حال فشل هذه الوساطة، ستكون النتيجة اعتذار الرئيس نجيب ميقاتي، وفقدان أي أمل بتأليف حكومة في المدى المنظور. لذلك، يتشبّث كل الأطراف بهذه الفرصة، على الأقل كي لا يتحمل مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة. وبالرغم أن العقدة الباقية، أي الاتفاق على اسم وزير الاقتصاد، ليست صعبة الحل، إلا أن الحذر يبدو جلياً عند الجميع، وخاصة أولئك الذين يرون أن الخلاف على الأسماء ليس سوى واجهة لعقد أكثر جدية، هي التي تؤخر فعلياً تأليف الحكومة حتى اليوم.
ليتمكّن إبراهيم من استكمال مهمته، فإن الأمر يتطلب الهدوء على جبهتَي رئيسَي الجمهورية والرئيس المكلّف. ولذلك، بعد نهار متشنّج بسبب البيانات الصادرة عن الطرفين، عاد الهدوء مساء، بعد توضيحات متبادلة كسرت حدّة الخطاب وفتحت المجال أمام استئناف الوساطة، بما يسمح في حال نجاحها بتأليف حكومة خلال أيام.
قبل ذلك، كان مكتب ميقاتي قد أصدر بياناً رأى فيه أن "البعض مُصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين. وقال إن ميقاتي "ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حدّدها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلّع في المقابل الى تعاون بنّاء بعيداً عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة".
وسريعاً، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان جاء فيه أنه "كثُرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارةً الى مصادر ومتلطّية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصبّ في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة برغبة أو إصرار أو مطلب لدى رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يُوافق عليها ويُوقّع على مراسيم تشكيلها".
وكرر البيان التأكيد على تمسك رئيس الجمهورية "أكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت إلى جانبها". وأعلن أنه "لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، إيماناً منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تُحتّم على الجميع الارتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية من أجل المبادرة والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب".
لكن مساء، بدت بعبدا حريصة على التأكيد أن البيان الصادر بعد 10 دقائق من بيان ميقاتي لم يكن موجهاً ضده، إنما ضدّ من يتّهمون الرئيس بأنه يريد الثلث المعطل. وعلمت "الأخبار" أن التوضيح كان متبادلاً أيضاً، بما أنهى عملياً تأثير البيانات تلك على مسار التأليف، تمهيداً لتواصل إبراهيم مع الطرفين.
إلى ذلك، استمرت معاناة اللبنانيين من نقص الكهرباء والبنزين، من دون أن يظهر أي حل مستدام في الأفق. وعملياً، لولا قرب وصول شحنة الفيول التي تم استبدالها مع الفيول العراقي، لما وصلت نهاية أيلول إلا وكانت العتمة قد حلّت على كل البلد.
في السياق نفسه، لن يتأخر المازوت الإيراني بعدما اقترب وصول الشحنة إلى لبنان، وهو ما أكده السفير الإيراني في بيروت محمد جواد فيروزنيا لبرنامج "بانوراما اليوم" عبر قناة "المنار"، مؤكداً أن "الجمهورية الإسلامية لن تسمح بسياسة تجويع الشعوب وسياسة الحصار والعقوبات الظالمة غير القانونية من قبل الأميركيين". وأكد أن طهران لن تسمح لأي جهة إقليمية ودولية بأن تمنع هذه العملية. وقال إنها "ستصل إلى مقصدها، وهناك بواخر أخرى على الطريق". كذلك فإن الباخرة تصل إلى لبنان في إطار تجارة مشروعة، ولا داعي لتدخّل أي جهة أخرى، ولا يحق للأميركيين ولا للآخرين أن يتدخلوا في هذه العملية. وذكّر بأن العقوبات الأميركية على النفط الإيراني هي عقوبات أحادية وغير مشروعة وغير قانونية، وليس من حق الأميركيين أن يتدخلوا بيننا فهذا يخصّ لبنان وإيران.
وبالنسبة إلى قطاع الكهرباء، ذكّر السفير الإيراني بأن سلطات بلاده سبق أن عرضت على لبنان المساعدة في إنشاء معامل لإنتاج الطاقة الكهربائية، من دون أن تلقى تجاوباً من الحكومة اللبنانية. وأكد أن الاقتراحات والاستعدادات موجودة من جانبنا، ونأمل أن تتجاوب الحكومة اللبنانية في هذا المجال. وقال إنه "يبدو أن هناك جهات خاصة تمنع تجاوب الحكومة اللبنانية، ونحن نفهم وندرك ظروف لبنان، لكنّ واجبنا ومهمتنا أن نستمر في هذه الاقتراحات والعروض والاستعدادات".
***************************************
“وعد” بعبدا ينكشف وميقاتي يهاجم “البازار”
اذا كانت أوساط عدة، سياسية وشعبية، بدت متفاجئة فعلاً باندلاع السجال بين بعبدا والرئيس المكلف #نجيب ميقاتي بما أوحى بعودة ما وصف بانه اختراق في الوساطات لتذليل عقبات وتعقيدات تأليف #الحكومة الى المربع الأول، فان الحقيقة تتمثل في ان دوامة المناورات الدعائية والإعلامية التي اتبعت في اليومين الأخيرين انكشفت مرة جديدة عن منحى التعطيل الذي لم يتبدل فيه حرف منذ سنة. ولم يكد يجفّ حبر الوعود المنهالة امام وفد #الكونغرس الأميركي خصوصاً من بعبدا مبشّرة بولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع الحالي حتى بانت اهداف المناورة لإظهار فريق الرئاسة كأنه يستعجل ويسهل الولادة، فيما تصاعدت الاتهامات ضمنا للرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالتردد وتبديل المواقف لتمرير مزيد من تضييع الوقت وتمرير استحقاقات معينة من امام الحكومة الموعودة. واذا كانت معالم التراجعات الكبيرة التي ظهرت بقوة بعد الظهر حيال كل التسريبات المضخّمة التي كانت روجت في اليومين السابقين عن تقدم في وساطة اللواء عباس ابرهيم، فان خروج ميقاتي عن صمته وإصداره بياناً اتسم بدلالات بارزة لجهة حديثه عن “بازار التسريبات والأقاويل والأكاذيب”، وضع مجمل المناورات التي مارسها الفريق الرئاسي لإظهار نفسه في موقع المسهّل واتهام ميقاتي بالتردد والتراجع موضع الانكشاف بدليل الرد العنيف الذي أصدرته بعبدا على ميقاتي وهو الامر الذي سيعيد خلط الحسابات والأوراق مجدداً على قاعدة ثابتة هي انكشاف “امر العمليات ” المانع لتأليف الحكومة كلما اقتربت جولة جهود جديدة من إحلال تسوية تسقط لعنة التعطيل وتستولد الحكومة.
والواقع ان مصادر مواكبة عن كثب لعملية التأليف اكدت امس بأنّ الاتجاه الحكوميّ ينحو إلى مزيد من السلبيّة والمراوحة والدوران في حلقة مفرغة مع محاولة للقول إن ثمّة من يُخطئ بعيداً عن الفريق المقرّب من رئيس الجمهورية، في وقت لا مكان للايجابيات التي يحاول البعض إشاعتها أو التعبير عنها. وتتمحور العقد القائمة، وفق المصادر نفسها، حول موضوع “الثلث المعطّل” الذي يبدو أنه لا يزال مطلوباً، وإن بشكلٍ مقنّع، لتمثيل حصّة فريق العهد مع التوجّه نحو إعادة التجربة نفسها التي سبق أن خاضها فريق رئيس الجمهورية مع الرئيس سعد الحريري واعتبار مسؤولية التعطيل مشتركة مع رئيس الحكومة المكلّف، فيما أن هناك نية واضحة للتبديل في بعض الأسماء المقترحة للتوزير واستبدالها بأسماء عونية الهوى بدلاً من ربط القرار النهائي لاختيار الوزراء بكامل الحكومة. ومن هنا، ليس واقعياً أنّ الحكومة اقتربت من الأميال أو الأمتار الأخيرة للإعلان عن تصاعد الدّخان الأبيض، انطلاقاً مما تؤكده المصادر المواكبة نفسها، في وقت لا يزال البحث مرتبطاً بالإطار العموميّ لاختيار الوزراء. وتقع المشكلة في كلّ مرّة يقترب بها البحث في موضوع “الثلث المعطّل”، إضافةً الى التطرّق لموضوع وزارتي الداخلية والعدل.
ونقل عن اوساط قصر بعبدا ان الحكومة باتت فعلاً في المربع الاخير في انتظار جواب الرئيس المكلف، الذي تأخذ عليه مشاركته في لقاء رؤساء الحكومات السابقين المطالب بمحاكمة رئيس الجمهورية #ميشال عون في انفجار المرفأ، في شأن وزارة الاقتصاد الاساسية في المرحلة المقبلة لجهة التعاطي مع صندوق النقد الدولي. وقالت ان الرئيس عون ذلّل كل العقبات واعطى الاجابات على كل الاسئلة التي طرحها الرئيس ميقاتي وحتى الساعة لا جواب، ونحن في الانتظار، وقد مرّ اسبوع على آخر زياراته الى القصر الجمهوري. وفي المقابل افيد أنّ الرئيس المكلف لن يطلب موعداً ويتوجّه الى قصر بعبدا إلا بعد الاتفاق على كامل أسماء الحكومة، ما يعني أنّ رؤيته في بعبدا ستكون مؤشّراً لولادة الحكومة.
بين ميقاتي وبعبدا
ولكن مع اندلاع جولة السجالات الساخنة بين بعبدا وميقاتي، بدا واضحاً ان وساطة اللواء ابرهيم وصلت الى الحائط المسدود وبات من المستبعد توقع أي لقاء في وقت قريب بين عون وميقاتي.
وقد لفت المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بنبرة حادة الى “ان البعض مصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً. وان اعتماد الصيغة المباشرة احياناً والاساليب الملتوية احياناً اخرى لتسريب الاخبار المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف او لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً.
وقال ان الرئيس المكلف “ماض في عملية التشكيل وفق الاسس التي حددها منذ اليوم الاول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع رئيس الجمهورية، ويتطلع في المقابل الى تعاون بناء بعيداً عن الشروط والاساليب التي باتت معروفة”.
اما مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية فاصدر بيانا على الأثر بدا بمثابة ردّ على بيان مكتب ميقاتي، لكن المكتب أوضح مساء ان بيانه لم يكن رداً على الرئيس المكلف وانما على الذين يتهمون رئيس الجمهورية بانه يريد الثلث المعطل رغم النفي المتكرر لبعبدا والرئيس عون لهذا الامر. وقد لفت بيان بعبدا الى “إنّ السيد الرئيس، المتمسك اكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت الى جانبها، اعلن اكثر من مرة بأنّه لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، ايمانا منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تحتّم على الجميع الارتقاء الى اقصى درجات المسؤولية من اجل المبادرة والإسراع في انقاذ الوطن والشعب”.
واعتبر ان “هذه التعمية التي باتت هواية شبه يومية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم. وهم إن احترفوها لفترة، مصوّبين على موقع الرئاسة وشخص الرئيس وصلاحياته الدستورية، ما عادت حتى في خدمة مآربهم. فالشعب اللبناني اصبح على قناعة انّ هذه التعمية انما عرّت الأهداف الحقيقية لأصحابها وان المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة والصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، انّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الادانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها”.
المحروقات الإيرانية
إلى ذلك وفي ما يتعلق بموضوع استجرار “#حزب الله” شحنات من النفط الإيراني الى لبنان نقلت امس وكالة “رويترز” عن مصدرين مطّلعين تأكيدهما أنّ أول شحنة محروقات إيرانية ستصل إلى لبنان بشاحنات عبر سوريا “لتجنّب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات”. وأبلغ أحد المصدرين “رويترز” أنّ اختيار استقبال السفينة عبر سوريا “لا يتّصل بأيّ مخاوف من استهدافها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة لكن لاعتبارات داخلية تتعلق بعدم الرغبة في توريط أيّ حلفاء”.
من جهة أخرى أشار المصدران إلى أنّ الشحنة ستصل إلى ميناء سوري ثم تنقل بشاحنات إلى لبنان على أن تكون الأولوية لنقل المازوت إلى المستشفيات لتشغيل المولدات.
——————————-
كيوسك: بعبدا تحمل بحدّة على مواقف “أصحاب التعمية” وتكرّر نفي عون طلب الثًلث المعطل.
الباخرة الإيرانية التي تنقل النفط الى بيروت رست أمس في مرفأ سوري والحمولة تنقل الى لبنان براً.
**********************************************
الدخان الأسود يتصاعد من بعبدا
عون وميقاتي وحوار الطرشان عقدة التأليف: 10 على 24
كان منتظراً أن يخرج الدخان الأبيض مساء أمس من دواخين قصر بعبدا ولكن المفاجأة كانت بدخان البيانات الصادرة من إعلام القصر ومن إعلام الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
بيان ميقاتي كان السباق في البيان. بعده بيان القصر بوقت قصير بدا وكأنه رد. هكذا كان رد الفعل الأولي حول البيانين. وهذا التصور لم يخفف منه ما صدر لاحقاً عن الإعلام في بعبدا وفيه أن بيانها ليس رداً على بيان ميقاتي وإنما على الذين يتهمون الرئيس بأنه يريد الثلث المعطل رغم النفي المتكرر.
قال ميقاتي في بيانه: “فيما يحرص دولة الرئيس على مقاربة عملية تشكيل الحكومة، وفق القاعدة الدستورية المعروفة وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعاً بالسجالات ويتطلعون الى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الانقاذ المطلوبة، يبدو ان البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لابعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالآخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً…”.
بعد نحو عشر دقائق قال بيان القصر الجمهوري إنه “كثرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، واقلام منسوبة تارة الى مصادر ومتلطية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصّب في هدف واحد وهو الصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة الى رغبة او إصرار او مطلب لدى السيد رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يوافق عليها ويوقّع على مراسيم تشكيلها.”.. وإذ أكد على نفي رغبة الرئيس بالحصول على الثلث الضامن اعتبر ان “هذه التعمية التي باتت هواية شبه يومية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم. وهم إن احترفوها لفترة، مصوّبين على موقع الرئاسة وشخص الرئيس وصلاحياته الدستورية، ما عادت حتى في خدمة مآربهم…”.
حتى قبل صدور هذين البيانين كانت التسريبات توحي وكأن الوسيط اللواء عباس ابراهيم نجح في تذليل العقد وحل الخلافات حول الحقائب والأسماء، وأن الحكومة ستولد أمس وأن الرئيس ميقاتي سيتوجه إلى قصر بعبدا وقد تصدر مراسيم التأليف بعد لقاء الرئيس عون. ولكن يبدو أن الأحلام كانت مجرد سراب.
ما ساعد في ترويج الأجواء الإيجابية كان مبنياً على جولة وفد الكونغرس الأميركي أمس الأول وتصريحات رئيسه كريس مورفي، التي اعتبرت وكأنها تسهيل لعملية التشكيل. ولكن في الواقع بدا وكأن مهمة الوفد الأميركي تتركز على محاولة تأمين العبور نحو مرحلة الإنتخابات النيابية. وإذا كان مورفي راهن على ما سمعه من الرئيس عون حول التفاؤل بقرب ولادة الحكومة قبل نهاية هذا الأسبوع، فقد خابت آماله وهو الذي عاد ليقول قبل مغادرته في مقابلة تلفزيونية في القاعدة الجوية في مطار بيروت، انه “يمكن للبنان أن ينقذ نفسه وعلى قادته تشكيل حكومة والبدء بعملية الإصلاح، والولايات المتحدة ستساعدهم وتجمعهم مع صندوق النقد الدولي”. ورأى انه “علينا ابتكار بعض الطرق للمساعدة على زيادة أجور الجيش اللبناني ومن غير المقبول أن يتقاضى هذا الجيش أجوراً أقل من اجور عناصر “حزب الله”.
لم يظهر أن الوفد الأميركي أتى ليساعد في عملية التأليف. صحيح أن الرئيس عون والرئيس المكلف يتوليانها عملياً بموجب الدستور، ولكن يبدو أيضاً أن أكثر من وسيط يشارك في هذه العملية. فمن خلال الأسماء وتوزيع الحقائب ظهر وكأن الرئيس ميقاتي تابع من حيث كان يتفاوض الرئيس سعد الحريري مع الرئيس عون، وخصوصاً من حيث الحصص التي كان تعهد بها الحريري للكتل التي سمته. وبدا أيضاً أن المسألة لم تعد تتعلق بتسمية الرئيس الذي سيشكل الحكومة وأن القاعدة صارت أن تتم التسمية مع اشتراط الحقائب التي يريدها من سموه مع الأسماء. وفي هذا الإطار تدخل التعهدات التي أعطيت للثنائي الشيعي ولـ”المردة” و”القومي” ولـ”الحزب التقدمي الإشتراكي” وللقريبين من “حزب الله”، وبقي التفاوض على ما تبقى من حقائب الأمر الذي أوقع الخلاف مع الرئيس عون حول ما تبقى من أسماء. وفي هذا المجال كان يشارك في عملية التأليف كل من النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل واللواء عباس ابراهيم والمحامي كارلوس أبو جوده، وربما غيرهم ممن لم تتظهر أدوارهم. في ظل هذا الوضع ماذا يبقى للرئيس المكلف وللرئيس عون إذا كانا ينطلقان من حكومة من 24 وزيراً وينتهيان على خلاف حول عشرة فقط؟ وفي هذا الإطار أيضاً فقد ذكرت معلومات أن أسماء الوزراء الشيعة التي حكي عنها على أساس أن الثنائي وافق عليها ليست نهائية، وأنه سيتم تبديلها في حال تم التوافق على التشكيلة قبل إعلانها كما كان يحصل سابقاً، عندما كان الرئيس بري يسلم الأسماء قبل إعلان المراسيم في قصر بعبدا. وفي المعلومات أيضاً أن كل ما حكي عن خلافات حول الحقائب والأسماء لم يكن إلا من سبيل المناورات، وأن المسألة الأساسية كانت منذ بدء رحلة التأليف مع الرئيس سعد الحريري هي تسمية الوزراء العشرة من خارج الحصص المتوافق عليها، وهذا الأمر تم إدخاله ضمن آلية التأليف التي يجب أن تحصل بالإتفاق مع رئيس الجمهورية وليس من باب الحصول على الثلث المعطل وإن كانت النتيجة هي ذاتها في النهاية.
وإذا كانت بعض المعلومات أشارت إلى لقاء مساء أمس بين ابراهيم والوزير جبران باسيل، فإن معلومات أخرى ذكرت أن باسيل قد يكون هو الذي دخل على خط خربطة ما كان توصل إليه ابراهيم ليل أمس الأول، من خلال اعتراضه على أن تكون حقيبة الإقتصاد من حصة الرئيس ميقاتي.
هل ستعود دوامة المشاورات من جديد أم أن الرئيس ميقاتي سيعتذر عن متابعة المهمة؟ في حال اعتذر سيبدأ السباق نحو الإنتخابات النيابية في 8 أيار من العام المقبل. رئيس وفد الكونغرس قال إن بلاده تحتاج إلى رئيس وزراء للتحدث والتفاوض معه، وإنها ستساعد الجيش اللبناني. السؤال الأبرز في ظل تفاقم الأزمة يدور حول ما إذا كان الجيش سيتمكن من احتمال مشقة الإنتقال إلى مرحلة الإنتخابات النيابية؟ وهل يمكن أن يتم هذا العبور في ظل الإنهيار المتواصل؟ وبالتالي هل يبقى الرهان على نتائج الإنتخابات من أجل التغيير المطلوب في محله، أم أنه سيكون أيضاً سراباً كما السراب المتصاعد من قصر بعبدا؟
**********************************************
تأليف الحكومة اللبنانية… من الإيجابيات إلى السجالات
يصطدم بعقدة حقيبتي «الاقتصاد» و«الشؤون الاجتماعية»
تهاوت سريعاً الآمال بولادة الحكومة اللبنانية هذا الأسبوع، بعد أكثر من سنة على استقالة حكومة الرئيس حسان دياب؛ إذ انتقلت الأمور من بث الإيجابيات إلى تبادل الاتهامات بين رئيس الجمهورية ميشال عون وخصومه، ودخول رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي على الخط، معلناً انفتاحه على «التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية»، مشيراً إلى أنه «يتطلع في المقابل إلى تعاون بنّاء بعيداً عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة». وقالت مصادر مطلعة على مواقف ميقاتي لـ«الشرق الأوسط»، إنه مستمر في مساعيه، وإن الاعتذار عن مهمة تأليف الحكومة «غير وارد حالياً»
وفي موجة جديدة من السجالات، اتهمت الرئاسة اللبنانية خصوم الرئيس ميشال عون بـ«عدم الرغبة في تأليف حكومة تتولى مجتمعة مهام السلطة التنفيذية»، و«عدم القيام بالإصلاحات»، و«رفض مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين»، و«تجويع اللبنانيين والإمعان في إفقارهم»، وذلك في رد على متهمي الرئيس بأنه يعطل تشكيل الحكومة ويريد الثلث المعطل فيها.
ولم تسفر الاتصالات السياسية لحلحة العقد التي تحول دون تشكيل الحكومة عن أي موعد حاسم لإعلان تأليفها، رغم الأجواء الإيجابية التي يشيعها القصر الجمهوري، وآخرها أن الحكومة باتت في المربع الأخير في انتظار جواب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي.
وقالت مصادر مواكبة للاتصالات، إنه لا يمكن الجزم بتذليل العقد إلا حين تُعلن الحكومة، قائلة إن الاتصالات التي تجري في السر والخفاء «تسعى لتضييق مساحة التباينات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف وحلحلة سائر العقد».
وفي ظل اتهامات موجهة للرئيس بأنه يريد الثلث المعطل في الحكومة، قالت الرئاسة اللبنانية في بيان، إنّ الرئيس المتمسك أكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت إلى جانبها، «أعلن أكثر من مرة أنّه لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن؛ إيماناً منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تحتّم على الجميع الارتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية من أجل المبادرة والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب».
وإذ أشارت إلى أن الرئيس عون «أعلن بنفسه هذا الأمر أمام جميع من فاتحه بالموضوع، من مسؤولين لبنانيين وغير لبنانيين»، قالت إنه «يكرر دعوته إلى الجميع بوجوب عدم الصاق تهمة التعطيل بمقام الرئاسة الأولى ولا بشخص الرئيس، للتعمية على أهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب اللبناني، الذي سأمها».
وقالت الرئاسة، إن أهداف هذه الحملة تقوم على «عدم الرغبة بتأليف حكومة تتولى مجتمعة مهام السلطة التنفيذية، وتالياً عدم القيام بالإصلاحات الضرورية المطلوبة»، و«رفض مكافحة الفساد وملاحقة المفسدين»، و«ضرب مصداقية الدولة ومؤسساتها بعدما ثابروا على قضمها وتحويلها مطيّة لمآربهم»، و«الأخطر من كل ذلك، تجويع اللبنانيين والإمعان في افقارهم».
وطالبت الرئاسة بالتوقف «عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة وإلصاق رغبة الحصول عليه من قبل الرئيس، والتوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق أو ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الإدانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها».
ولم يزر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي القصر الجمهوري لاستكمال المباحثات بشأن الحكومة منذ الأسبوع الماضي، في حين نشطت وساطات وكان آخرها الحركة التي أجراها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع الأطراف السياسية بهدف حلحلة العقد.
وبعد أن كانت العقد تتمثل في عقدتي وزارة الداخلية ووزارة العدل، باتت محصورة بحقيبتي الشؤون الاجتماعية ووزارة الاقتصاد. ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن مصادر قصر بعبدا قولها، إن «الحكومة باتت في المربع الأخير في انتظار جواب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، في شأن وزارة الاقتصاد الأساسية في المرحلة المقبلة لجهة التعاطي مع صندوق النقد الدولي».
وأوضحت أن الرئيس عون «ذلل كل العقبات وأعطى الإجابات على كل الأسئلة التي طرحها الرئيس ميقاتي». وقالت «حتى الساعة لا جواب، ونحن في الانتظار، وقد مر أسبوع على آخر زياراته إلى القصر الجمهوري». من جهته، أصدر ميقاتي بياناً قال فيه، إنه يحرص على «مقاربة عملية تشكيل الحكومة، وفق القاعدة الدستورية المعروفة وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعاً بالسجالات ويتطلعون إلى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الإنقاذ المطلوبة، يبدو أن البعض مصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين، وهذا أسلوب بات مكشوفا وممجوجاً». ورأى إن اعتماد الصيغة المباشرة أحياناً والأساليب الملتوية أحياناً أخرى لتسريب الأخبار المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف أو لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً.
وقال ميقاتي في بيان صدر عن مكتبه، إنه «ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حددها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلع في المقابل إلى تعاون بنّاء بعيداً عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة». كما أنه يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم بأي أمر نهائي مع أحد إلى حين إخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملةً وتفصيلاً.
وأمل النائب علي درويش (من الكتلة النيابية التي يرأسها ميقاتي)، أن «يتصاعد الدخان الأبيض هذا الأسبوع، إنما لا يزال هناك بعض النقاط العالقة». وشدد درويش في حديث إذاعي على أن «لا مهلة محددة للقاء 14 وما طلب من الرئيس نجيب ميقاتي قام به وبقيت نقاط عالقة لا يمكننا معرفة إذا ما كانت ستخرق أو لا». وأضاف «نحن نريد أن تتشكل حكومة بأسرع وقت ممكن».
من جهته، لفت عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام، إلى بروز «تفاؤل حذر في موضوع تأليف الحكومة»، مشيراً إلى أن «مفاوضات التأليف تسير في الاتجاه الصحيح، لكنها مشوبة بالحذر بسبب بعض العقد، ومنها وزارتا الاقتصاد والشؤون الاجتماعية، وهما في حاجة إلى توافق بين الرئيسين عون وميقاتي، ورئيس الجمهورية يجب أن يكون شريكا في التسمية لأهمية هاتين الوزارتين في عملية الإنقاذ».
وخلافاً للتسريبات الإعلامية التي تتحدث عن حصة وزارية للرئيس سعد الحريري في الحكومة المنوي تشكيلها، أكدت مصادر رفيعة في «المستقبل»، ان هذه التسريبات لا تمت للحقيقة بأي صلة وهي غير صحيحة، ولم يطلب الرئيس الحريري أي حصة وزارية، وقالت إن الرئيس الحريري سبق وأعلن دعمه تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وهو مستمر في دعم جهود الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اليوم قبل غد، وجددت المصادر أن كتلة «المستقبل» ستمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة عند تشكيلها دون أن يكون لها أي مطلب.
**********************************************
الأمتار الاخيرة لـ”برمودا” التأليف.. والمؤلفان يتبادلان الاتهام بالتعطيل
إنهارت فجأة أمس قصور الرمال الحكومية مع ارتفاع موج البيانات المتبادلة بين عون وميقاتي، وبدل ان تولد الحكومة كما كان متوقعا اشتعلت جبهة بعبدا- بلاتينيوم اللذين تبادلا القذائف السياسية العشوائية التي تطايرت فوق رؤوس اللبنانيين المصطفّين في طوابير الاذلال أمام محطات البنزين. وفيما فوجئ مرجع كبير بالجولة الجديدة من الاشتباك السياسي في وقت كان منتظرا تشكيل الحكومة، قالت اوساط سياسية لـ”الجمهورية” ان السجال الذي اندلع بين عون وميقاتي سيؤدي الى فرملة الإيجابيات التي شاعت قبل السجال في انتظار معالجة آثاره الجانبية واعادة انعاش مساعي المعالجة لآخر العقد التي لا تزال تحول دون اكتمال عقد التشكيل. واستغربت هذه الاوساط انزلاق عون وميقاتي الى حرب البيانات التي طغت على فترة تكليف الرئيس سعد الحريري، في حين كان يُفترض ان العلاقة بينهما مغايرة، إضافة إلى ان معاناة اللبنانيين المتفاقمة بفعل الانهيار الاقتصادي لا تسمح اصلا بهذا النوع من الترف المعيب.
“كلما اجتاز ملف تشكيل الحكومة متراً من امتاره الاخيرة كلما كُشفت النيات اكثر فأكثر، وقد بتنا في “مثلث برمودا” حيث توقفت الجاذبية وسقطت الحجج، والعين على مدى النجاح في امكانية اخراج الحكومة من هذا المثلث قبل ان تضيع فيه ونفقد معها الاتصال”. هكذا وصف مصدر رفيع ما آلت اليه عملية التأليف، مؤكدا لـ”الجمهورية” أنه “طالما لم يتوقف التفاوض بعد يعني ان هناك امل في أن تترتب الامور لأنه في النهاية ستتشكل الحكومة ولن يبقى البلد من دونها”.
وأكد المصدر ان النيات الظاهرة من الطرفين ايجابية، مضيفاً “الله يعين اللواء عباس ابراهيم فهذا التفاوض والتبادل في الحقائب اصعب من التفاوض حول تبادل الأسرى وتحرير الحكومة مهمتها شاقة اكثر من تحرير الاسرى”.
وكشف المصدر ان الحقائب السيادية أُبرم الاتفاق حولها، والنقاش يدور حالياً حول بعض الحقائب المهمة المرتبطة بالمرحلة المقبلة والحقائب الخدماتية على ابواب الانتخابات. ويلخص المصدر ما تبقى من عقد بثلاث نقاط: حقيبتا الشؤون والاقتصاد، الثقة، تسمية الوزيرين المسيحيين.
وتخوف المصدر من “ان يتحول هذا التفاوض الشاق الى ادارة لمعارك خفية تبقي على استقرار سياسي نسبي يوصل بحده الاقصى الى تشكيل حكومة وبحده الادنى يمنع التفجير”، واشار الى “ان الجميع يعلم ان تشكيل الحكومات في لبنان ليس سهلاً، فكيف الآن والبلد مشظّى واستحقاقات كبيرة مرتبطة بمهمة هذه الحكومة من انتخابات الى تفاوض مع صندوق النقد الدولي مروراً بالعقوبات وغيرها من الاجندات التي باتت تحكم مصالح كل فريق”.
فصل جديد
بداية الفصل الجديد من قصة التأليف كانت أمس صدور بيان عن المكتب الاعلامي لميقاتي مما جاء فيه: “يبدو ان البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة بازاراً سياسياً واعلامياً مفتوحاً على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لابعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً”. وأضاف: “دولة الرئيس لم يلتزم بأي أمر نهائي مع أحد الى حين اخراج الصيغة النهائية للحكومة”.
وعلى الاثر أكّد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان “أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المتمسك باحترام الأصول في تشكيل الحكومات، أعلن اكثر من مرة بأنّه لا يريد لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة الثلث الضامن”. وأشار البيان إلى أنّ “رئيس الجمهورية يكرّر دعوته الجميع لعدم إلصاق تهمة التعطيل بالرئاسة ولا بشخص الرئيس للتعمية على أهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب”.
وفي ضوء هذين البيانين خيّم على جبهة التأليف مناح سلبي اصيبت معه المفاوضات المكوكية التي يقودها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بين عون وميقاتي بنكسة قد تعوقها من دون ان تعطلها. وقالت مصادر مطلعة لـ “الجمهورية” انها توصلت الى هذه المعادلة نتيجة عوامل عدة، ابرزها تلك الناجمة عن بعض التسريبات ومنها القول ان بعبدا تنتظر اجوبة ميقاتي على امكان تجاوزه بعض العقبات التي حالت دون ولادة التشكيلة الحكومية كاملة واسدال الستارة على آخر العقد التي كان يجري تفكيكها. وهي التي قادت ميقاتي الى اصدار بيانه ونفيه التوصل الى بعض التفاهمات حول بعض الحقائب والاسماء التي لم تنته بعد، بحسب ما قال ميقاتي في بيانه، متهماً من يسعى الى بث الاخبار الكاذبة. ويضاف اليها ما تركه بيان القصر الجمهوري الذي صدر بعد بيان ميقاتي باقل من عشر دقائق، موحياً بأنه رد على مضمونه وهي مسألة تم تداركها بالتوضيح الفوري من مصادر بعبدا انّ البيان المفصل اعد منذ صباح امس في قصر بعبدا ولم يكن ردا على بيان الرئيس المكلف كما اكدت مصادر بعبدا لـ “الجمهورية”. وكان ذلك قبل ان تضاف الفضيحة التي كشفها النائب جهاد الصمد عن احالة القاضي بسام مولوي المرشح لوزارة الداخلية الى التفتيش القضائي.
العقد الجديدة
وفي التفاصيل التي استجمعتها “الجمهورية” من مصادر متعددة ان اللواء ابراهيم الذي زار ميقاتي مساء أمس نقل الى رئيس الجمهورية صباح امس مطلبا للرئيس المكلف برغبته بحقيبة الطاقة ان بقي رئيس الجمهورية مصرا على حقيبتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية معا او اي من هذه الحقائب الثلاثة، وهو ما اثبت ان الحديث الذي ساد قبلاً عن انتهاء عملية تقاسم حقيبتي الاقتصاد لميقاتي والشؤون الاجتماعية لعون لم يكن خبرا صادقا يؤكد التفاهم النهائي على هذه الصيغة. وان عون يصر بعد نيله حقيبة الشؤون الاجتماعية على حقيبتي الطاقة والاقتصاد باعتبارهما من الحقائب الاساسية التي سيشارك وزيراها في المفاوضات المقبلة مع صندوق النقد الدولي والصناديق والدول والمؤسسات المانحة حول ملفات مالية ونقدية وشؤون الكهرباء والطاقة الى جانب وزارة المال، وان توزيعة الحقائب الخدماتية توزعت على مختلف القوى من دون ان يكون لرئيس الجمهورية واحدة منها وهي “الإتصالات” مع “المردة”، و”التربية” مع الاشتراكي، “الصحة” مع “المستقبل”، “الاشغال” مع حزب الله و”المال” مع بري، وان اصراره على “الطاقة” بات امرا ملحا وله ما يبرره ولن يتخلى عنها.
توزير يثير عاصفة
واضيفت أمس عقدة جديدة قد تعيد طرح موضع حقيبة وزارة الداخلية مجدداً وقد تثير عاصفة من الردود بعدما دخلت بندا اضافيا على مبادرة اللواء ابراهيم بعدما كشف النائب جهاد الصمد عن جديد يتصل بسلوكيات القاضي بسام مولوي المقترح لهذه الحقيبة وتحذيره المسبق للرئيس المكلف من خطورة التهمة الموجهة اليه.
وقال الصمد في بيانه أنه “يتم تداول اسم القاضي بسام مولوي لتسلم حقيبة وزارة الداخلية والبلديات في الحكومة المرتقبة. إن هذا القاضي تشوبه شائبة الخضوع للنفوذ السياسي، وهو لا يتمتع بأي من المواصفات التي يفترض أن تتوافر في وزراء حكومة يتمتعون بالكفاءة والتجرّد والنزاهة”.
وأشار الصمد، إلى أن “القاضي بسام مولوي أحيل الى التفتيش القضائي، وأصدرت محكمة التمييز قرارا قضت فيه بنقل دعاوى كانت في عهدته بسبب الارتياب المشروع. وقد وضعنا رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في الأجواء، وحذرناه من أن هذا التوزير لا نفهمه إلا أنه جائزة ترضية لأولياء أمره السياسيين الذين ينفذ أوامرهم بدقة متناهية، وتحديدا تيار “المستقبل” وفرع المعلومات”.
وقال الصمد “ان هذا النمط المتبع في تشكيل الحكومة يؤكد ان المنظومة السياسية لا تزال مصرة على غيها وفسادها”. وانتهى الى السؤال: “هل هذا القاضي وفي حال توزيره يؤتمن على اجراء انتخابات نيابية نزيهة وشفافة يريدها اللبنانيون والمجتمع الدولي”.
جواب لعون
وامام مجموعة الملاحظات القاسية التي مست مسيرة تشكيل الحكومة واصل اللواء ابرهيم مفاوضاته وقصد الرئيس ميقاتي ليل امس دون معرفة النتائج التي آل اليها اللقاء وخصوصا ان بين ميقاتي الذي سبق عودة ابراهيم الى مبنى البلاتينيوم مساء فرض نوعا من الضبابية حول امكان تعثر المفاوضات في شأن حقيبة الطاقة وهو ما دعا المتابعين الى ضرورة انتظار ما سيعود به ابراهيم صباح اليوم الى بعبدا من معطيات فان حمل ما يطمئن الى حل هذه العقدة قد ترى الحكومة الضوء في الساعات المقبلة او قبل نهاية الاسبوع.
فصل بين بيانين
وكانت مصادر بعبدا قد رفضت وجود اي رابط بين مضمون بيان الذي صدر عن مكتب الإعلام في قصر بعبدا ومضمون بيان ميقاتي وقالت انه جاء ردا على مجموعة من المواقف والتسريبات الاعلامية التي حمّلت رئيس الجمهورية المسؤولية في عرقلة عملية التاليف واصراره على الثلث المعطل، رغم ان بعضا مما جاء فيه شكل مسا بميقاتي لان المقصود في جانب منه “نادي رؤساء الحكومات السابقين”.
لا تأكيد ولا نفي
وفي غضون ذلك وعلى رغم هذه التطورات قالت مصادر مواكبة للإتصالات لـ”الجمهورية” ان لا أحد يمكنه ان يؤكد ولا ان ينفي المناخات التفاؤلية بولادة الحكومة من عدمها، كما ان لا أحد يمكنه تقدير ما إذا كانت هذه الأجواء مفتعلة أم حقيقية، وما إذا كانت موضوعية أم مضخمّة، ولكن الثابت والأكيد ان الساعات والأيام القليلة المقبلة ستثبت صحة هذه المناخات او عكسها، فإذا خرج الدخان الأبيض من اللقاء الـ14 الذي يمكن انعقاده في اي وقت بين عون وميقاتي وصدرت مراسيم التأليف تكون المساعي قد نجحت فعلا في حلحلة العقد، وإلا يكون الهدف من هذا التفاؤل المفرط هو التنصُّل من مسؤولية التعطيل والشروط المرتفعة السقوف.
واضافت هذه المصادر انه إذا صحّت الروايات المسربة عن ان العقدة المتبقية امام تأليف الحكومة تنحصر في حقيبة وزارية من هنا واسم من هناك، فيعني أنه من الخطيئة في مكان عدم ولادة الحكومة، لأن من غير المسموح في ظل أوضاع كارثية تتجه نحو انفجار اجتماعي ان تتم الإطاحة بتشكيلة حكومية برمتها بسبب خلاف حول حقيبة وزارية، وبالتالي هذا التطور الإيجابي إن صحّ حصوله يشكل إدانة للمعنيين بالتأليف في حال عدم الدفع نحو توليد الحكومة فورا، في اعتبار ان ما هو “مبرر” في حال عدم الاتفاق على معظم التشكيلة، لا يصحّ في حال انحسار العقدة بواحدة. فالجهة التي تصرّ على تعميم المناخات الإيجابية متكئة على رمي مسؤولية التفشيل على غيرها لن تنجو من فعلتها المكشوفة إذا كان هذا مقصدها وهدفها، لأنه لا يوجد اي تبرير لا من قريب ولا من بعيد يمكن ان تقدمه للرأي العام بأنها أطاحت تشكيلة تمّ الاتفاق فيها على توزيع معظم الحقائب الوزارية والأسماء لمجرّد عدم الاتفاق على اسم.
وفي مطلق الحالات ما هي إلا ساعات سيظهر معها الخيط الأبيض من الأسود، فإما تصدر مراسيم التأليف، وإما لا حكومة في المدى المنظور ويجب الاستعداد للأسوأ، ومن الواضح ان العهد أراد ان يظهر أمام وفد الكونغرس الأميركي انه حريص على تأليف حكومة سريعا انطلاقا من معرفته بالرغبة الأميركية في قيام حكومة، ورغبته في تحسين صورته لدى الأميركيين، كما الظهور أمام اللبنانيين الذي يمضون يومياتهم في الذل والخوف على أنه لا يتحمّل مسؤولية استمرار الفراغ.
ومن الواضح في هذا المشهد المفعم بتعميم الإيجابيات ان الرئيس المكلّف لم يعد في وارد مواصلة اللقاءات مع رئيس الجمهورية من أجل الصورة ومن دون الوصول إلى النتائج المرجوة، وهذا يعني أن اللقاء المقبل إما ان يكون حاسما في اتجاه صدور مراسيم التأليف، وإما لن يعقد، وتراجع وتيرة اللقاءات بين الرئيسين او توقفها مسألة غير إيجابية، كما ان دخول المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم على خط الوساطة يعني ان العلاقة بين الرئيسين وصلت إلى حدها، وان التعاون بينهما لن يُفضي إلى حكومة من دون وساطة، وكل هذه العوامل لا تبشِّر بالخير.
وهناك من يقول ان الهدف من ضخّ الإيجابيات هو حرف الأنظار عن العقدة الأساس التي ما زال الرئيس المكلّف في غير وارد التسليم بها وهي “الثلث المعطل”، فيتم إيهام الرأي العام بأن العقدة تتصل بالحقائب والأسماء، فيما هي في غير مكان تماماً.
باسيل وعبداللهيان
وفي ضوء مجموعة العقد التي ظهرت على جبهة التأليف الحكومي برز الاتصال الذي اجراه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بوزير الخارجية الايرانية أمير حسين عبداللهيان، مهنئا إياه بتوليه منصبه الوزاري الجديد. وأفادت اللجنة المركزية للاعلام في “التيار الوطني الحر”، في بيان، أنه تم خلال الاتصال “البحث في اوضاع المنطقة ولبنان. كما جرى التطرق إلى تطورات الوضع في لبنان في ضوء المساعي القائمة لتشكيل الحكومة، وما يصيب لبنان من ضائقة اقتصادية وأزمة سياسية داخلية وخارجية، وظروف صعبة يتوجب العمل والتعاون بين البلدين للمساعدة على الخروج منها”.
تحذيرات ايراني
وفي موقف لافت نقل عن السفير الايراني في لبنان موقفا يتعلق بمصير المازوت الايراني المتوجه الى لبنان، قال فيه: “لن نسمح لأي جهة اقليمية أو دولية أن تمنع عملية نقل النفط للأخوة في لبنان، وهذه العملية في إطار العلاقات الأخوية بين الشعبين الايراني واللبناني”.
كورونا
على الصعيد الصحي سجل التقرير اليومي لوزارة الصحة حول مستجدات فيروس كورونا أمس 1121 إصابة جديدة (1085 محلية و36 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات الى 604409. كذلك سجّل 9 حالات وفيات ليصبح العدد الإجمالي 8070.
**********************************************
باسيل يوقظ التعطيل والخلافات كامنة في أكثر من حقيبة
تطمينات أميركية لبعبدا: لا عقوبات حالياً ولا مصلحة لبنانية بالنفط الإيراني
المخاوف من تدخل المايسترو المعروف لتقويض المساعي التي سجلت تقدما على جبهة تأليف الحكومة جاءت بمحلها منذ ما بعد فترة بعد ظهر أمس، فبدل ان يصعد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا، إيذاناً بوضع اللمسات الأخيرة علي الوزارة العتيدة، فوجئت الأوساط السياسية والنيابية باندلاع نيران حرب البيانات بين البلاتينوم وقصر بعبدا، على خلفية مَن يتحمل مسؤولية تأخير تأليف الحكومة، والاحراج الذي وقع فيه الرئيس ميشال عون عندما أبلغ وفد الكونغرس الأميركي ان الحكومة باتت قريبة، وهذا الأسبوع، لتسارع مصادر مقرّبة منه، وتعلن ان ما أبلغه للوفد انه يأمل أن تشكّل الحكومة هذا الأسبوع.
ونقلت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان الإتصالات والمشاورات بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، تتم عبر الوسطاء وفي مقدمتهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تحرك أمس بين الرئيسين في محاولة، لابعاد اي مؤثرات سلبية للتراشق الحاصل بين الرئاسة الاولى واكثر من طرف حول ما يثار عن عملية تشكيل الحكومة من جهة، ولتبديد ما تبقى من عقد وخلافات في مسار عملية تشكيل الحكومة، وآخر ما فيها،كما تردد، محاولة رئيس الجمهورية ميشال عون، التراجع عن التفاهمات السابقة التي قدم بموجبها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، التشكيلة الوزارية من ٢٤ وزيرا، في اللقاء الاخير بينهما، واوضحت ان ما يطالب به عون، الحصول على حقيبتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية مع بعضهما البعض الى جانب وزارة الطاقة وقالت: ان ما يتم التفاهم عليه بين الرئيسين، ينسفه فيما بعد، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهذا ما حصل مرارا منذ تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة العتيدة ولم يعد خافيا على احد. واشارت الى رفض ميقاتي هذا الطلب،واقترح بالمقابل ان تكون الطاقة من حصته .واردفت المصادر الى ان هناك نقاطا اخرى، ما تزال عالقة ولم يتم حسمها، من بينها وزارة العدل خلافا لما يردده او يسربه البعض حول الإسم الذي تم الاتفاق عليه، كما أن العديد من الاسماء التي يتم ذكرها في وسائل الإعلام، ليست ثابتة وما يزال بعضها يخضع للتبديل او الاستغناء عنه كليا. واكدت المصادر نقلا عن سياسي بارز، ان ميقاتي مصر على تشكيل حكومة انقاذ متماسكة منسجمة، تحظى بثقة الرأى العام الداخلي والخارج على حد سواء، وتستطيع مقاربة الملفات والمهمات المنوطة بها بجدية ومهنيه وفاعلية. وقالت ان محاولات تفخيخ الحكومة بطرح أسماء حزبية مموهة، محسوبة على باسيل وعملت معه في اكثر من موقع، او أسماء شخصيات تدور حولها علامات استفهام، كما هي حال من يطرح اسمه لتولي وزارة الطاقة مثلا، لا يمكن القبول بها تحت اي ظرف كان. ونفت المصادر ما يروجه البعض عن احتمال إعتذار الرئيس المكلف عن التشكيل، لعدم تجاوب رئيس الجمهورية معه، واكدت ان مايسرب،بهذا الخصوص ليس صحيحا على الاطلاق وعلاقته مع عون متواصلة على اساس الاحترام المتبادل، والالتزام بالدستور ، وكل ما يسرب هو مجرد تمنيات، لمن يعملون بالخفاء على عرقلة تشكيل الحكومة، ولن تتحقق أمنياتهم، لان الرئيس ميقاتي، متماسك جدا، ومستمر في مهمته بكل ثبات، ويستند الى تأييد قوي من النواب الذين سموه لتولي رئاسة الحكومة، والى القوى السياسية المؤثرة الداعمة له،والى رغبة اللبنانيين بتشكيل حكومة جديدة تتولى مهمة انقاذ لبنان من ازمتة.
وعلى الرغم من المضمون السلبي لبيان مكتب الإعلام في الرئاسة الأوّلى، والرد الحاسم لمكتب الإعلام الخاص بالرئيس المكلف، إلّا أنه تبيّن بين ثناياهما توجها لمواصلة المساعي للتأليف الحكومة، على الرغم من عودة أجواء الاشتباك بين بعبدا والرئيس المكلف.
حقيبة الاقتصاد واندلاع السجال
وهكذا، بقيت عقدة وزارة الاقتصاد محل تشاور بين الرئيسين عون وميقاتي عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي نقل صباح امس الى رئيس الجمهورية رغبة الرئيس المكلف بتسمية وزير الاقتصاد «كونه لم يحصل على حقيبة اساسية وكون الحقائب البارزة كانت من حصص القوى السياسية الاخرى باستثناء حقيبة الداخلية، وهو يرغب بالاشراف مباشرة على المعالجات والاصلاحات الاقتصادية المرتقبة لا سيما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وسائر الجهات المالية المانحة». وقد استمهل عون اللواء الوسيط حتى نهار اليوم لدرس الموضوع واعطاء الجواب.
وذكرت مصادر المعلومات ان حقيبة الاقتصاد يفترض ان تكون من حصة وزير مسيحي كون حقائب السنّة اصبحت شبه منتهية، وقد يختار لها ميقاتي شخصية ارثوذوكسية في حال تقرر ان يُسمّي هو الوزير وعلى هذا لم ولن يحصل لقاء بين الرئيسين قبل التوافق على كامل السلة الوزارية توزيعا واسماء.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن البيان الذي صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ليس ردا على بيان مكتب الرئيس ميقاتي إنما هو للرد على الذين يتهمون رئيس الجمهورية برغبته في الحصول على الثلث المعطل على الرغم من النفي المتكرر الذي صدر ويصدر عن بعبدا وعين الرئيس شخصيا.
وأفادت المصادر أن ما من رابط بالتالي بين البيانين مع العلم أن الفارق الزمني بينهما هو عشرة دقائق فقط.
إلى ذلك كشفت عن مواصلة اللواء ابراهيم مساعيه وهو زار أمس قصر بعبدا على أن تتظهر النتيجة قريبا وفهم أنه لا تزال هناك نقطة تحتاج إلى معالجة وتتصل برغبة رئيس الحكومة المكلف بوزارة أساسية مثل الاقتصاد أو الشؤون الاجتماعية وسط معطيات تفيد أن الأخيرة حسمت لمصلحة رئيس الجمهورية.
لكن حصل امس ما لم يكن في الحسبان، حيث جرى سجال غير مباشر ومن دون تسميات بين مكتب الاعلام في قصر بعبدا ومكتب الاعلام للرئيس ميقاتي، الذي اصدر بياناً امس توضيحا للتسريبات التي تتناول اتصالات التشكيل قال فيه: فيما يحرص الرئيس (ميقاتي) على مقاربة عملية تشكيل الحكومة، وفق القاعدة الدستورية المعروفة وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعا بالسجالات ويتطلعون الى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الانقاذ المطلوبة، يبدو ان البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لابعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفا وممجوجا.
واضاف: ان اعتماد الصيغة المباشرة احيانا والاساليب الملتوية احيانا اخرى لتسريب الاخبار المغلوطة ، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف او لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعا. إن دولة الرئيس ماضٍ في عملية التشكيل وفق الاسس التي حددها منذ اليوم الاول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلع في المقابل الى تعاون بناء بعيدا عن الشروط والاساليب التي باتت معروفة.
وتابع: الرئيس المكّلف يتسلح بالكتمان لتشكيل الحكومة «والحكـِمْ طاحون، وْكل الدّروب بتـْوَدِّي عَ الطـَّاحون». كما ان دولته يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم باي امر نهائي مع احد الى حين اخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلا».
ولاحقاً صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيان رد على متهمي الرئيس عون بالتعطيل عبر الثلث الضامن وجاء فيه: واوضح البيان «إنّ السيد الرئيس، المتمسك اكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت الى جانبها، اعلن اكثر من مرة بأنّه لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، ايمانا منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تحتّم على الجميع الارتقاء الى اقصى درجات المسؤولية من اجل المبادرة والإسراع في انقاذ الوطن والشعب».
وقال: انّ السيد الرئيس، الذي اعلن بنفسه هذا الامر امام جميع من فاتحه بالموضوع، من مسؤولين لبنانيين وغير لبنانيين، وهو المعروف عنه ثباته على مواقفه واحترام كلمته، والمدرك حجم المأساة التي يعاني منها اللبنانيون من مختلف المناطق والانتماءات، يكرر دعوته الى الجميع بوجوب عدم الصاق تهمة التعطيل بمقام الرئاسة الأولى ولا بشخص الرئيس، للتعمية على اهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب اللبناني، الذي سئمها.
واضاف: ان هذه التعمية التي باتت هواية شبه يومية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم. وهم إن احترفوها لفترة، مصوّبين على موقع الرئاسة وشخص الرئيس وصلاحياته الدستورية، ما عادت حتى في خدمة مآربهم.
واكد بيان الرئاسة «ان المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة والصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، انّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الادانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها».
وفي السياق، وخلافا للتسريبات الاعلامية التي تتحدث عن حصة وزارية للرئيس سعد الحريري في الحكومة المنوي تشكيلها، اكدت مصادر رفيعة المستوى في «تيار المستقبل»، ان هذه التسريبات «لا تمت للحقيقة بأي صلة وهي غير صحيحة، ولم يطلب الرئيس الحريري اي حصة وزارية». وقالت: ان الرئيس الحريري سبق واعلن دعمه تكليف الرئيس نجيب ميقاتي وهو مستمر في دعم جهود الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اليوم قبل غد، وجددت المصادر ان كتلة «المستقبل» ستمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة عند تشكيلها دون ان يكون لها اي مطلب.
وبادرت بعبدا إلى الاتصال بالرئيس ميقاتل، للتوضيح بأن بيان مكتب الإعلام لا يقصده، الأمر الذي جعل بعض المراقبين يعتقدون ان مسألة وزارة الاقتصاد غير مستعصية وقابلة للحل، ولا يجوز أن تعيق تأليف الحكومة.
أميركياً، كشف السناتور الأميركي كريس مورفي ان الرئيس عون قال لوفد الكونغرس انه يتوقع تشكيل حكومة بحلول نهاية الأسبوع، مضيفاً اننا نتفهم ان جميع الأطراف ستحتاج إلى تقديم بعض التنازلات لتحقيق ذلك.
وحول استيراد النفط الإيراني قال ميرفي: يمكن ان يجعل هذا الاستيراد لبنان عُرضة للعقوبات، والناقلات الإيرانية فرصة لإيران للاستعراض، وهو حلّ ليس بطويل الأمد لما يُعاني منه الاقتصاد الإيراني.
وقال: أعداء واشنطن يتهمونها بأنها تقف في طريق نجاح لبنان وهذا كذب وسنستمر في كوننا أكبر مؤيد ومشجع لهذا البلد، ونحن هنا لمحاولة حث لبنان على اجراء إصلاحات.
وأكّد ان لواشنطن أسباب شخصية وسياسية لدعم نجاح لبنان، ولكي يتمكن من الخروج من هذه الأزمة يحتاج إلى حكومة، كما تحتاج الولايات المتحدة إلى رئيس وزراء للتحدث والتفاوض معه.
ورأى انه علينا «ابتكار بعض الطرق للمساعدة على زيادة اجور الجيش اللبناني، ومن غير المقبول ان يتعاضى هذا الجيش اجوراً، أقل من اجور عناصر حزب الله.
وكشف مضمون الرسالة التي حملها الوفد ان الهدف من الزيارة إلى لبنان، هي إذا لم يتم تشكيل حكومة، ولم تعتمد إصلاحات فسيكون إقناع دافعي الضرائب الاميركيين اصعب بمواصلة إرسال الأموال إلى بلد يرفض مساعدة نفسه.
وإذا استبعد وجود عقوبات وشيكة على المسؤولين اللبنانيين الآن، معتبرا ان حزب الله مهتم بإبقاء لبنان في أزمة.
تعديل سعر الصرف
مالياً، علم ان النقاشات بين أعضاء لجة المال النيابية ومصرف لبنان، أفضت إلى الاتفاق على ان سعر صرف الدولار وفقا لاموال المودعين على أساس 3900 لم يعد يتلاءم مع ارتفاع سعر صرف الدولار، في ضوء الدراسات التي أجراها المصرف.
وطلب رئيس لجنة المال النيابية النائب إبراهيم كنعان استلام الدراسات قبل نهاية أيلول الجاري موعد تجديد أو تجديد العمل بالتعميم 151 الخاص بالسحوبات على أساس 3900 ليرة لكل دولار في حساب المودعين.
وقال كنعان: بعد الجلسة ليس لدينا أي اقتراح جامد لسعر الصرف بل نسأل لماذا اعتماد سحوبات الـ3900 منذ نيسان 2020 وحتى اليوم، علماً ان دولار السوق السوداء يواصل ارتفاعه. والمطلوب تحديد حجم السحوبات الشهرية ولكن مع إعطاء المودع سعر صرف أفضل.
وتابع: الحكومة بشخص وزير المال مع تعديل سعر الصرف للسحوبات الشهرية للمودعين والأجواء جدّية ولجنة المال تدفع في اتجاه الحفاظ على الحد الأدنى من حقوق الناس.
واشار الى ان: المودع اللبناني هو من يدفع ثمن استمرار ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء وهو ما لا يجب أن يستمر.
وتوازياً، عقد نقباء المهن الحرة بدعوة من نقيب المهندسين في بيروت المهندس عارف ياسين اجتماعا في مقر نقابة المهندسين، وذلك استكمالا للاجتماع الذي عقد في نقابة أطباء لبنان في 25 آب الماضي، وأفاد بيان أن «المجتمعين بحثوا في الشؤون المتصلة بالوضع العام في لبنان، وتصرف المصارف اللبنانية غير القانوني حيال مدخرات وودائع وايداعات وسحوبات المودعين، لا سيما نقابات المهن الحرة».
وأشار إلى أنه « تم خلال اللقاء، الاتفاق على العمل على خطة عمل وطنية ونقابية شاملة للتصدي للوضع اللبناني الكارثي، والسعي إلى خرق الأفق المسدود الذي يجثم على صدور الناس».
ولفت إلى أن «الوضع اللبناني الراهن بلغ مرحلة الانحلال والتفكك، ولا يمكن مواجهته الا بحل شامل وجذري يبدأ بتشكيل حكومة إنقاذية، خصوصا بعدما أصبح الشعب رهينة متولي السلطة وأصحاب المصارف والمحتكرين مصاصي الدم».
وأكد «تصعيد المواجهة ضد سلوك المصارف تجاه نقابات المهن الحرة والمودعين عموما، من خلال فرض نسب مئوية هي خوة منظمة، على إيداعات وسحوبات النقابات والناس، ومتابعة الإجراءات القانونية والقضائية كافة حيال هذا التدبير غير القانوني».
المحروقات والخبز مجدداً
فيما استمرت ازمة شح البنزين وفقدان البنزين الذي بيعت صفيحته امس في السوق السوداء ما بين 250 و300 الف ليرة، أكدت «وكالة أنباء فارس» امس، «أن الباخرة الإيرانية المحملة بالمازوت دخلت المياه الإقليمية السورية أمس الاول الأربعاء، وستفرغ حمولتها في سوريا (الارجح في ميناء بانياس) لتنقل لاحقا بالصهاريج إلى لبنان. ليعود الإعلام الإيراني فيتراجع ويقول إن ناقلة النفط إلى لبنان سترسو في سوريا اليوم.
وأكّد سفير إيران في لبنان جلال فيروزينا ان السفن الإيرانية ستصل إلى لبنان، وان بلاده لن تقبل من أي دولة إقليمية أو دولية أن تقف بوجه قرارها تقديم المساعدة.
وفي السياق، قال رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس أنه «في حال أقِرّت كلّ الإجراءات والتزمت الحكومة تعهداتها، فإن تعرفة «السيرفيس» الرسمية ستصبح 10 آلاف ليرة، شرط إصدار مرسوم يلزم الحكومة بدعم صفيحتيْ البنزين والمازوت للسائقين العموميين». واعلن الاتفاق على دعم قطاع النقل بصفيحة بنزين يومياً بسعر مئة الف ليرة وسبعين الف للسيارات والفانات العاملة على المازوت.
على صعيد الرغيف، أشار رئيس تجمع المطاحن أحمد حطيط، إلى أنه «لم يتم تسليم المازوت بالكمية المطلوبة»، لافتاً إلى أن «المطاحن لا يمكن أن تنتظر كثيراً لكي تأتي المحروقات». وأكد «أننا نقوم بتنسيق دائم مع وزارة الإقتصاد، ونصل غالباً إلى حلول وذلك لكي لا يشعر المواطن بأن هناك زعزعة في العلاقة بيننا». وأوضح أن «الحلول التي تعطى لبعض القطاعات لا يمكن إعتمادها في المطاحن، وإقترحنا أن يتم تسعير الخبز على السعر غير المدعوم، ولكن لم نصل إلى قرار نهائي بعد».
ولفت حطيط، إلى أن «سعر المازوت غير المدعوم الذي يشترى هو بنحو 220 ألف ليرة، لذلك سيزيد سعر الطحين نحو 10%، عند رفع الدعم»… من جهته، اعلن مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الإقتصاد جرجس برباري أن «لا يمكن القول أن هناك أزمة طحين، فالكمية التي تتسلمها البلاد ما زالت تأتي كالمعتاد»، مشيراً الى ان لبنان يستورد شهرياً حوالي 50 ألف طن. وكشف برباري أن «هناك إجتماعا بين وفد من الأفران ومستشار رئيس الحكومة حسين قعفراني في الوزارة»، لافتاً إلى «أنه لا يعتقد أن الدعم سيرفع».
604409 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 1121 اصابة جديدة بفايروس كورونا و9 حالات وفاة في الساعات الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 604409 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2021..
**********************************************
عامٌ على المبادرة الفرنسية، فهل فشل ماكرون في لبنان؟
تشاؤم حكومي بعد حرب البيانات على خط بعبدا ــ البلاتينوم
رفع الدولار المصرفي دون تشكيل حكومة نتيجته مزيد من التضخم
لا يزال الغموض يلفّ الوضع الحكومي مع تضارب المعلومات حول الإيجابيات والسلبيات التي تواكب مبادرة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وكانت آخر المعلومات قد أشارت إلى أن العقد الحكومية تمّ حلها مع الاتفاق على الأسماء التي ستتولى وزارتي العدل والداخلية، باستثناء وزارة الإقتصاد التي يتمسّك بها كلٌ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي.
الملف الحكومي: العودة إلى نقطة الصفر؟
وفي ساعات ما بعد ظهر أمس، تمّ تسريب معلومات عن صعوبات جديدة طرأت على ملف التشكيل، وأصدر المكتب الاعلامي للرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بيانًا جاء فيه: «فيما يحرص دولة الرئيس على مقاربة عملية تشكيل الحكومة، وفق القاعدة الدستورية المعروفة وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعا بالسجالات ويتطلعون الى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الانقاذ المطلوبة، يبدو ان البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالأخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفا وممجوجا». وأضاف البيان «ان اعتماد الصيغة المباشرة احيانا والاساليب الملتوية احيانا اخرى لتسريب الاخبار المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف او لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعا. إن دولة الرئيس ماض في عملية التشكيل وفق الاسس التي حددها منذ اليوم الاول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلع في المقابل الى تعاون بناء بعيدا عن الشروط والاساليب التي باتت معروفة. كما ان دولته يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم باي امر نهائي مع احد الى حين اخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلاً».
هذا البيان تمّ اعتباره إشارة إلى تعثر تشكيل الحكومة موجّهًا تهمة التعطيل إلى الرئاسة الأولى من دون تسميتها، وذلك من خلال تسريبات إعلامية اعتبرها الرئيس ميقاتي مُحاولة من فريق العهد لتعطيل جهوده في التشكيل. وهو ما أوجب رد من مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية الذي قال: «الرئيس عون المتمسك باحترام الأصول في تشكيل الحكومات، أعلن اكثر من مرة بأنّه لا يريد لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة الثلث الضامن». وأضاف، «مكتب الإعلام: رئيس الجمهورية يكرّر دعوته الجميع لعدم إلصاق تهمة التعطيل بالرئاسة ولا بشخص الرئيس للتعمية على أهداف خاصّة مضلِّلة ما عادت تنطلي على الشعب، وأن التعمية انقلبت على محترفيها وأهدافها عدم الرغبة بتأليف حكومة وعدم القيام بالإصلاحات ورفض مكافحة الفساد وضرب مصداقية الدولة وتجويع اللبنانيين وافقارهم». وطالب البيان بـ «التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك عبر سيل الاتهام والادانة للرئيس» مؤكدًا أن «الظروف التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تحتّم على الجميع الارتقاء الى اقصى درجات المسؤولية والإسراع في انقاذ الوطن والشعب».
هذه التطورات تُشير إلى وجود عقبات كبيرة في طريق اللواء عباس إبراهيم وهو ما يُرجّح عودة عقارب التأليف إلى نقطة الصفر، إلا إذا طرأ تدخل خارجي (فرنسا مثلاً) لمحاولة تعبيد طريق التأليف.
الذكرى السنوية الأولى للمبادرة الفرنسية
وعلى ذكر فرنسا، صادف أول من أمس الذكرى السنوية الأولى على المبادرة الفرنسية التي تمّ تكليف مصطفى أديب على أثرها تشكيل حكومة اختصاصيين من خارج الأحزاب. هذه المبادرة، التي أصبحت من الماضي شكّلت فشلاً ذريعًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي هدد الطبقة السياسية بالعقوبات من دون أن ينجح بفرضها. ويعتبر البعض أن الرئيس ماكرون إرتكب خطأ ذريعًا بإعادة تعويم الطبقة السياسية التي كانت على وشك السقوط على إثر جريمة مرفأ بيروت.
فشل ماكرون في لبنان دفعه إلى الغوص في الملف العراقي حيث يعتبر البعض أن القمة التي جمعته – أي ماكرون – مع القادة العرب والإيرانيين، هي محاولة لتعويم نفسه على الصعيد الإقليمي والدولي.
باسيل واللهيان
على صعيد أخر، أجرى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اتصالا هاتفيا مطوّلا بوزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، مهنئا اياه بتوليه منصبه الجديد. وتم التطرّق إلى الاوضاع في المنطقة وفي لبنان بالتحديد حيث تم بحث العقبات التي تواجه تشكيل الحكومة والمساعي القائمة كما والضائقة الإقتصادية والأزمة السياسية وكيفية التعاون بين البلدين لمساعدة لبنان على الخروج من هذه الأزمة.
الباخرة الإيرانية
على صعيد الباخرة الإيرانية التي تحمل الوقود إلى لبنان، كان لوزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، تصريحاً (أول من أمس) قال فيه أن الحكومة لم تتلق طلبا لاستيراد وقود إيراني إلى لبنان. وهو ما يضعه مرجع مُطلع في خانة تخلّي الدولة عن القيام بمهامها والإتيان بحاجات الشعب. واعتبر المرجع أن هذا التصريح يعني بكل بساطة أو المسؤولين – الخائفين من العقوبات – سيتنصّلون الواحد تلو الأخر خوفاً من العقوبات الأميركية وبالتالي سيعمدون إلى إتباع استراتيجية النعامة من خلال التنصّل من أي صلة لهم بهذا الملف.
وكان مساعد وزير الخارجية الأميركية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى جوي هود قد صرّح في مقابلة تلفزيونية: «أعتقد أنني رأيت قبل أن آتي إلى هنا أن الحكومة اللبنانية أوضحت أنها لم تطلب أي نفط من الحكومة الإيرانية ولا نُشجّع الحكومة اللبنانية على استيراد النفط من ايران لأنها تخضع لعقوبات».
في هذا الوقت، أشارت المعلومات إلى أن الباخرة على بعد كيلومترات من قناة السويس وستُفرغ حمولتها في مرفأ بانياس في سوريا على أن يتمّ نقل المحروقات في الصهاريج في الأيام القادمة إلى لبنان وذلك بهدف دعم المستشفيات والمرافق العامة الحساسة مثل محطات ضخ المياه وسنترالات التليفونات وغيرها.
أزمة المحروقات
وعلى الرغم من الاعتماد بقيمة ٢٢٥ مليون دولار الذي تم فتحه من قبل مصرف لبنان، استمرت طوابير السيارات امام محطات الوقود في ظاهرة لا يمكن تفسيرها الا بجشع التجار واحتكارهم المحروقات وبالفساد الذي اصبح يطال الشعب حيث يعمد البعض الى الوقوف على المحطات للحصول على بنزين وإعادة بيعها مما يؤمن له أرباح تصل الى اكثر من ٦٠٠ الف ليرة في النهار الواحد!
كل هذا يحصل في ظل عجز كامل للسلطة عن وقف المجازر التي يرتكبها التجار والذين انضم لهم قسم من المواطنين الذي يحققون أموالا نقدية من دون ان تحرك الأجهزة الرقابية والأمنية ساكنا.
الفساد انسحب على المواطنين، حيث نرى حجز أماكن امام المحطات مقابل مبالغ مالية، بالإضافة الى خزانات موضوعة في السيارات بهدف ملئها وبيعها في السوق السوداء، ولا يتوارى البعض عن مزج البنزين بمواد أخرى بهدف تعظيم الحجم وبالتالي تعظيم الارباح.
واتخذ الفساد المستشري ابعادا جديدة مع تامين خدمات جديدة في لبنان هي تامين كهرباء مولد على مدار الساعة مقابل ٥٠٠ دولار كاش بالإضافة الى كلفة التوصيل على الشبكة. وهذا ان دل على شيء يدل على ان السلع والبضائع موجودة لكن الدولة هي المفقودة.
المساعدات الدولية
وكانت الأمم المتحدة قد تبرعت بعشرة ملايين دولار أميركي لشراء المحروقات للمستشفيات ومحطات ضخ المياه وهو ما يدل على عمق الأزمة التي يمر بها لبنان في ظل استفحال التجار في الفساد.
ووقع أمس وزير الصحة حمد حسن اتفاقية مع وكالة التنمية الفرنسية بقيمة مليون ومئتي ألف يورو مقدمة من الوكالة لتمويل المشاريع التالية: تنظيم قطاع المستلزمات الطبية والمغروسات، سلامة تخزين الأدوية، تنظيم عملية نقل الدم، واعتماد المستشفيات بهدف ضمان جودة الأعمال الطبية وتتبع مسار المستلزمات والأدوية ومشتقات الدم.
على صعيد المساعدات للجيش اللبناني، تلقى الجيش ٢٤ مستوعبا عبارة عن ٢٠٢ طن من المواد الغذائية والطبية مُقدمة من إسبانيا إلى الجيش. وكان سبق ذلك أيضا تلقي الجيش مساعدة من دولة قطر في إطار المساعدة الشهرية التي تقدمها للجيش وذلك على مدة عام كامل.
الدولار المصرفي
والتأمت أمس لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وذلك للاستماع الى وزارة المالية ومصرف لبنان وجمعية المصارف، حول تحديد سعر صرف السحوبات الشهرية من المصارف او ما يعرف بالدولار المصرفي. وكان للنائب كنعان تصريحا بعد الجلسة قال فيه ان اللجنة لا تملك اقتراحا جامدا لسعر الصرف، بل انها مهتمة بمعرفة سبب اعتماد سحوبات الـ ٣٩٠٠ منذ نيسان ٢٠٢٠ وحتى اليوم علماً ان دولار السوق السوداء يواصل ارتفاعه. وأضاف كنعان «لماذا الاستمرار بقهر المودعين والمواطنين؟» مشيرا الى ان «الحكومة بشخص وزير المال مع تعديل سعر الصرف للسحوبات الشهرية للمودعين والاجواء جدّية ولجنة المال تدفع في اتجاه الحفاظ على الحد الأدنى من حقوق الناس».
وقالت أوساط مصرفية لجريدة الديار ان مصرف لبنان هو من يدفع الخسائر الناتجة عن فارق القروض بالدولار على الـ ١٥٠٠ ليرة والسحب على ٣٩٠٠ ليرة. وبالتالي وفي فرضية رفع سعر الدولار المصرفي، هناك الزامية لتحديد حجم الخسائر على مصرف لبنان.
وأضافت الأوساط المصرفية ان هناك توجها لرفعه في حال كان هناك امل في تشكيل حكومة قادرة على ضبط الوضع في السوق خصوصا ان الفوضى التي تعم في السوق السوداء هي فوضى متعمدة هدفها سحب الأرباح الأكبر لصالح عصابات تنتشر على كامل سلسلة التوريد. وبالتالي وبغياب تشكيل حكومة يمكن اعتبار رفع سعر الصرف بمثابة تضخم وفوضى إضافية لان الأسعار سترتفع حكما مع الممارسات التي يقوم بها التجار.
**********************************************
«ولعت » بين بعبدا والرئيس المكلَّف
كحال باخرة النفط الايرانية المنطبقة عليها الاغنية الرحبانية «تعا ولا تجي، وكذوب عليي…» هي حال حكومة لبنان الموعودة وتشكيلتها المنتقلة ،على ذمة المواكبين لاتصالات تذليل العقبات، الى المربع الاخير من دون ان تبلغ خط النهاية المفترض ان تشكل الزيارة الرابعة عشرة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا مؤشرا اليه.
حتى الساعة لا موعد، ولا لقاء بين الرئيسين والاتصالات التي يضطلع بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لم تنجح حتى اللحظة، في تحقيق الخرق الاخير المأمول في جدار التشكيل رغم كل الاجواء الايجابية التي تمّ ضخّها في الساعات الماضية، وبقيت عقدة الاقتصاد من دون حل.
في المربع الاخير
لكن في المعطيات، اكدت اوساط قصر بعبدا ان الحكومة باتت فعلا في المربع الاخير في انتظار جواب الرئيس المكلف، الذي تأخذ عليه مشاركته في لقاء رؤساء الحكومات المطالب بمحاكمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في انفجار المرفأ، في شأن وزارة الاقتصاد الاساسية في المرحلة المقبلة لجهة التعاطي مع صندوق النقد الدولي. واوضحت ان الرئيس عون ذلل كل العقبات واعطى الاجابات على كل الاسئلة التي طرحها الرئيس ميقاتي. حتى الساعة لا جواب، ونحن في الانتظار، وقد مر اسبوع على آخر زياراته الى القصر الجمهوري.
الى ذلك، افيد أنّ الرئيس المكلف لن يطلب موعداً ويتوجّه الى قصر بعبدا إلا بعد الاتفاق على كامل أسماء الحكومة، ما يعني أنّ رؤيته في بعبدا ستكون مؤشّراً لولادة الحكومة، وهو أمر وارد أن يحصل في الساعات الـ٤٨ المقبلة، من دون أن يكون محسوماً.
حرب بيانات
وبعد سلسلة تسريبات لتشكيلات مفترضة للحكومة سجل امس بيان حاد اللهجة من الرئيس ميقاتي اتهم فيه «البعض بانه مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لابعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفا وممجوجا».
فجاء الرد من بعبدا في بيان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ومما جاء فيه: «كثرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، واقلام منسوبة تارة الى مصادر ومتلطية طورا وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصّب في هدف واحد وهو الصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة الى رغبة او إصرار او مطلب لدى السيد رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يوافق عليها ويوقّع على مراسيم تشكيلها».
ودعا للتوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك.
المستقبل ينفي
الى ذلك، وخلافا للتسريبات الاعلامية التي تتحدث عن حصة وزارية للرئيس سعد الحريري في الحكومة المنوي تشكيلها، اكدت مصادر رفيعة في «المستقبل»ان هذه التسريبات لا تمت للحقيقة باي صلة وهي غير صحيحة، ولم يطلب الرئيس الحريري اي حصة وزارية،وقالت ان الرئيس الحريري سبق واعلن دعمه تكليف الرئيس ميقاتي وهو مستمر في دعم جهود الرئيس المكلف لتشكيل حكومة اليوم قبل الغد، وجددت المصادر ان كتلة المستقبل ستمنح حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة عند تشكيلها دون ان يكون لها اي مطلب.
النفط الايراني
معيشيا، الازمات تراوح. وبينما الطوابير امام المحطات على حالها، يبدو وصول النفط الايراني وشيكا، او لا يبدو كذلك! فخلال الساعات الماضية نشطت إيران وحزب الله على التأكيد عبر وسائل إعلام تابعة لهما بأن سفن النفط والبنزين المتوجهة إلى لبنان دخلت المياه السورية، وأفرغت حمولتها في أحد المرافئ هناك على الساحل السوري. إلا أن موقع تانكر تراكرز المتخصص في تتبع حركة السفن أكد، امس أن الأنباء بخصوص دخول سفينة إيرانية المياه السورية وتفريغ حمولتها هناك من أجل نقلها إلى لبنان، عارية من الصحة جملة وتفصيلا. وأوضح أن الناقلة التي وصلت قبل أيام إلى سوريا تحمل 730 ألف برميل من النفط الخام الإيراني وليس البنزين، بما لا يفيد لبنان. كما أضاف أنه عادة ما يتم تسليم النفط الخام عدة مرات في الشهر تلبية لاحتياجات سوريا وليس احتياجات الجار اللبناني. وأتى ذلك، بعدما أكدت وكالة أنباء فارس في وقت سابق امس أن الباخرة الإيرانية المحملة بالمازوت دخلت المياه الإقليمية السورية اول أمس الأربعاء. وأشارت إلى أنها ستفرغ حمولتها في سوريا لتنقل لاحقا بالصهاريج إلى لبنان. ليعود الإعلام الإيراني فيتراجع ويقول إن ناقلة النفط إلى لبنان سترسو في سوريا اليوم أو غدا صباحا.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :