بعد أكثر من ثلاثة قرون من الغموض، كشف مؤرخ فني بريطاني هوية الفتاة في لوحة “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” للفنان الهولندي الشهير يوهانس فيرمير، أحد أكثر الألغاز إثارة في تاريخ الفن.
وأوضح الخبير أندرو غراهام-ديكسون، في مقال نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية، أن الفتاة المرسومة هي على الأرجح ماجدالينا، ابنة الزوجين الهولنديين بيتر كلايسزون فان رويفن وماريا دي كنيوت، اللذين كان فيرمير يعمل لديهما بشكل شبه حصري في القرن السابع عشر بمدينة دلفت الهولندية.
وأشار غراهام-ديكسون إلى أن الزوجين كانا ينتميان إلى طائفة مسيحية تُعرف باسم “الريمونسترانت”، وأن ماجدالينا ظهرت في اللوحة مرتدية زيّ مريم المجدلية، وهي شخصية دينية تمجّدها الطائفة كرمز للتقوى والتوبة.
ويرى المؤرخ أن الفنان فيرمير، الذي نشأ بدوره على مذهب مشابه، تأثر بشدة بمعتقدات هذه الطائفة، فجاءت أعماله مستوحاة من الرموز الدينية التي كانت تُقدّسها عائلة دي كنيوت.
غير أن هذا الكشف الجديد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية. فقد أكدت الباحثة روث ميلينغتون، مؤلفة كتاب “الملهمة: كشف الشخصيات الخفية وراء روائع تاريخ الفن”، أن اللوحة ليست تصويراً واقعياً لفتاة محددة، بل نوع فني يُعرف باسم “تروني”، يُستخدم لتجسيد شخصيات خيالية أو رمزية.
كما اعتبرت الكاتبة تريسي شيڤالييه، صاحبة الرواية الشهيرة “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” التي تحولت إلى فيلم عام 2003، أن جاذبية العمل تكمن في غموض الشخصية، مشيرة إلى أن “سرّ نجاح اللوحة هو أنك لا تعرف ما الذي تفكر فيه الفتاة أو تشعر به، ولو كانت الإجابة واضحة، لما بقيت هذه اللوحة خالدة”.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي