الجنوب السوري في عهدة الدولة من بوابة درعا… تحت أنف التنف… فهل يتكرّر في الشمال؟ بري لإلغاء العقوبات على التعاون مع سورية… ووفد الكونغرس للخليج: اسبقوا إيران الحكومة اليوم أو غداً… وآخر المهل نهاية الأسبوع… وإلا ضاعت فرصة وساطة إبراهيم!
مع كلام الرئيس الأميركي جو بايدن عن توصيف الانسحاب من أفغانستان كبداية لمسار الخروج من حروب بلا جدوى، وإنهاء الانتشار العسكري الموزع في بلاد العالم خارج مفهوم الأمن القومي الأميركي، بدأت ترتسم ملامح جديدة في المنطقة عبر مقاربات الخبراء الأميركيين، الذين بدأت مجلة "فورين بوليسي" بنشر تقديراتهم لاعتبار سورية الحلقة التالية للانسحاب بعد أفغانستان، وجاءت المواجهات التي خاضها الجيش السوري في الجنوب من بوابة درعا، لتفتح مسار حسم الملف الأمني جنوباً خارج التسويات الهشة، وفتح الباب لعودة الجنوب إلى حضن دولته ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، وهو ما حمله تطبيق اتفاق وقف النار أمس، لجهة تسليم السلاح ومغادرة الغرباء والمتطرفين، وتسوية أوضاع أبناء البلدة الذين تورّطوا بحمل السلاح، في ظل تأكيدات روسية على دعم مسار بسط الدولة لسيطرتها، وما لاحظه الخبراء هو أنّ المعارك والتسويات كانت تدور تحت أنف قاعدة التنف، وكان سقف رد الفعل بيان لم يصدر بلسان وزارة الخارجية الأميركية بل باسم من يشغل منصب السفير الأميركي في دمشق والمقيم في مقر الخارجية في واشنطن، وهو ما دفع بالخبراء للتساؤل عما إذا كان هو النموذج الذي سيتكرر شمال سورية، خصوصاً في مناطق سيطرة الجماعات الكردية المسلحة التي تنضوي تحت الراية الأميركية وتحتمي بوجود القوات الأميركية.
الحركة الأميركية حول سورية لم تنحصر في مشهدها الجنوبي، ولا في تداعيات الانسحاب من أفغانستان على مواقف تنظيم قسد الذي يلوذ بالرعاية الأميركية، وسط تحليلات صحافية أميركية نقلت ذعر قياداته من مصير أنصار واشنطن في أفغانستان، بل جاءت الحركة الأميركية في لبنان، على رغم أنها ليست حركة موجهة من الإدارة، بما تمثله زيارة وفود الكونغرس من إشارات للمناخات الجديدة عادة، حيث كان محور ما قاله وفد الكونغرس الذي ترأسه السناتور كريس مورفي في ختام زيارته إلى لبنان، يتركز على ثلاث نقاط، الأولى الفصل بين قاعدتي مواصلة الخصومة مع حزب الله والتساكن مع وجوده كقوة سياسية لبنانية، والثانية الاستعداد لقطع الطريق على مبادرات حزب الله للبحث في استثناء لبنان من تبعات قانون قيصر للعقوبات على سورية، والثالثة هي دعوة دول الخليج إلى المساعدة لمد يد الدعم للبنان قبل أن تصل إيران، بينما كان لرئيس مجلس النواب نبيه بري دعوة واضحة لاستثناء العلاقات اللبنانية- السورية من أي عقوبات، لتسهيل التبادل التجاري وعبور الحدود بتجارة الترانزيت، شارحاً لوفد الكونغرس حيوية التعاون اللبناني- السوري في أكثر من مجال إضافة لميدان الكهرباء والطاقة.
في الملف الحكومي كان ما نقله وفد الكونغرس عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النوب نبيه بري والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، [أن الحكومة قيد الولادة، بين يوم واحد ويومين ونهاية الأسبوع كحد أقصى، دلالة رمزية لكون التخاطب مع الوفد الأميركي يقوم على درجة من التحفظ بخلاف الخطاب الإعلامي، بخاصة أنه يتقاطع مع المعلومات التي أجمعت عليها المصادر المتابعة للمسار الحكومي والتي أكدت حصول تقدم في مسار التأليف، ونجاح المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بكسر الجمود، والدخول في عمق المشاكل وبدء فكفكتها، ونجاحه بتجاوز بعض العقد الرئيسية منها، ما حدا بالعديد من الإعلاميين للبدء بتداول أسماء قيل إنها حسمت في التشكيلة الجديدة، كالحديث عن حسم تسمية بسام المولوي للداخلية وهنري خوري للعدل وعبدالله بوحبيب للخارجية ويوسف خليل للمالية وسعادة الشامي نائباً لرئيس الحكومة وموريس سليم للدفاع وجورج قرداحي للإعلام وجوي قرم للاتصالات ومحمد مرتضى للثقافة ورفول بستاني للشؤون الاجتماعية.
وتلقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله برقية جوابية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتاريخ الثلاثاء في 31 آب، أكد فيها ثقته التامة بأن "المقاومة الإسلامية تستطيع أن تقدم نموذجاً فريداً في العمل السياسي يتطابق مع الأسس الدينية، في إطار ترسيخ الاستقلال الوطني من خلال آفاق رحبة من الاستقرار والتطور والرفاه. وعلى الرغم من كل العداوات والضغائن التي تتربص بها، فإن جغرافيا المقاومة الإسلامية لم تعد مقتصرة على لبنان وفلسطين، كما أن جهدها لا ينصب فقط على مقارعة الظالمين والمعتدين والمختلين، إذ أن المقاومة الإسلامية اليوم قد تحولت إلى مدرسة متكاملة، تحمل لواء الأمن والاستقرار في لبنان، وتنادي بتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحفز على التطور وتدعو إلى السلام المبني على العدالة على مستوى المنطقة."
في سياق ذلك، رد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على المسؤولين الأميركيين الذين وجهوا انتقادات إلى حزب الله والمقاومة، وشدد في بيان على أن "لبنان لا يحتاج إلى شهادة أميركية أبداً، لأن هذا البلد لا يحتاج إلى شهادة زور كما لا يحتاج إلى مهزومين بكابول يبكون في بيروت، وكان مفروضاً بالسيناتور ريتشارد بلومنتال الندب على الهزيمة الأميركية بأفغانستان وليس هنا". ولفت قبلان إلى أن :حزب الله فخر لبنان وأيقونة سيادته واستقلاله وضرورة ماسة لدوام وجوده واستمراره، وإذا كان من سرطان متفش في لبنان والعالم فهو أميركا وأزلامها، ولو كان لإبليس جائزة لاستحقتها واشنطن، وأما بخصوص سفن طهران فلبنان أشد حاجة للنفط الإيراني، لأن مصير لبنان تحدده أنابيب طهران النظيفة، وليس أوكار واشنطن التي تقود أسوأ حصار لسحق لبنان وشعبه".
في غضون ذلك، تضاربت المعلومات حول التقدم في مفاوضات تأليف الحكومة وإعلان ولادتها هذا الأسبوع كما أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال لقائه الوفد الأميركي الذي يزور لبنان. لكن لم يعقد اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف كما لم يحدد موعداً لهذا اللقاء حتى الساعة. إلا أن مصادر مطلعة لفتت لـ"البناء" إلى أن المساعي مستمرة على أكثر من صعيد وأحرزت تقدماً ايجابياً في أكثر من عقدة والأجواء ايجابية وفي حال استمرت الأجواء الايجابية سنصل إلى مرحلة تأليف الحكومة خلال أيام"، وأوضحت المصادر أن المفاوضات تدور على توزيع بعض الحقائب والأسماء للتوصل إلى صيغة نهائية بشكل لا يملك الرئيس عون الثلث المعطل".
وكثف اللواء إبراهيم أمس لقاءاته واتصالاته على كافة المحاور فزار الرئيس المكلف أكثر من مرة وكذلك بعبدا، لنقل الرسائل والاقتراحات والعروض، وأفادت قناة "المنار" بأن اللواء إبراهيم استطاع حل 3 عقد حكومية ويعمل على حل العقدة الأخيرة، فيما أفادت معلومات قناة الـ"أو تي في" بأن ابراهيم نقل لميقاتي مجموعة أسماء للحقيبتين العالقتين"، مشيرة إلى أن "الاتجاه الحكومي ينتظر اجتماع ميقاتي مع إبراهيم ليظهر بعدها إمكان التوافق على اسمي الوزيرين المسيحيين من عدمه".
(وقد تم التداول بتوزيعة للحقائب حسم منها بسام المولوي لوزارة الداخلية وهنري خوري للعدل وعبدالله بوحبيب للخارجية ويوسف خليل للمالية وسعادة الشامي نائباً لرئيس مجلس الوزراء وموريس سليم للدفاع وجورج قرداحي لوزارة الإعلام وجوي قرم للاتصالات ومحمد مرتضى للثقافة ورفول بستاني للشؤون الاجتماعية).
ونقل النائب اللواء جميل السيد عن عون خلال لقائهما بأن التواصل والتشاور مستمر مع ميقاتي لإنجاز الخطوات الأخيرة في تشكيل الحكومة، وأن العلاقة بينهما طبيعية ومرِنة لا يشوبها أي خلاف ولا تستلزم مصالحة أو وسطاء، لا سيما أن مراسيم تشكيل الحكومة تقع ضمن صلاحية الرئيسين حصراً.
ووفق المطلعين على موقف عين التينة لـ"البناء" فإنهم لمسوا في كلام رئيس المجلس في خطابه الأخير وجود مساعٍ جدية وقوة دفع داخلية - خارجية كبيرة باتجاه تأليف حكومة خلال الأسبوع الجاري خالية من الثُلث المعطل، وإلا فإن الفرصة الأخيرة ستضيع ويسقط الهيكل على رؤوس الجميع ولن يستطيع العهد الاستفادة من فرصة أخرى كون ميقاتي سيكون آخر الرؤساء المكلفين فيما تكليف رئيس من خارج "الصف السني" دونه تعقيدات كثيرة.
وعلى رغم المناخ التفاؤلي والإيجابي إلا أن السجالات على خط بعبدا - نادي رؤساء الحكومة السابقين لم تتوقف، فقد ردت مصادر النادي على البيان المعمّم بلسان "مصادر مطلعة على أجواء بعبدا"، واعتبرت أن "الرئيس المكّلف، في حديثه التلفزيوني الأخير عن مسؤولية رئيس الحكومة أمام مجلس النواب انطلق من نص المادة 64 التي تقول رئيس مجلس الوزراء هو رئيس الحكومة يمثلها ويتكلم باسمها ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء، ويطرح سياسة الحكومة العامة أمام مجلس النواب. ثانياً: أن موقف رؤساء الحكومات السابقين المعبّر عنه في البيان الأخير الذي أصدروه، بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية في موضوع انفجار مرفأ بيروت، انطلق من كلام رئيس الجمهورية نفسه الذي قال فيه إنه تلقى قبل أسبوعين من تاريخ وقوع الانفجار تقريراً عن المواد المتفجرة المخزّنة في مرفأ بيروت، ولم يبادر إلى طرح الأمر من خارج جدول الأعمال في مجلس الوزراء، كما لم يدع بصفته رئيساً لمجلس الدفاع الأعلى، إلى عقد اجتماع للمجلس لدرس التقرير واتخاذ الإجراء المناسب بشأن هذه المواد، ولم يتابع الأمر مع من أشار إليهم بمتابعة أمر هذه الكميات الكبيرة والخطيرة من المواد القابلة للتفجير من أجل الحؤول دون وقوع المحظور. هذا علماً أن القاصي والداني يعرف أن فخامته، ومنذ فترة طويلة، يتدخل بالأمور الصغيرة والكبيرة- وبشكل يومي- ولكنه تغاضى عن هذه المسألة الخطيرة".
وفي سياق متصل أبلغ رئيس الجمهورية الوفد النيابي الأميركي الذي زاره في بعبدا أن "عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً والكثير من العقبات قد ذللت"، معرباً عن أمله في "أن تشكل الحكومة هذا الأسبوع"، لافتاً إلى أن "من أبرز المهمات المطلوبة منها هي إجراء إصلاحات وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي لمواجهة تداعيات ما شهده لبنان خلال الأعوام الماضية من أحداث تراكمت فوق بعضها البعض وأدت إلى الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون راهناً". وأكد عون أن "الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في ربيع 2022 وسنسهر على أن تتم في أجواء من الحرية والنزاهة". معتبراً أن "إجراء التدقيق المالي الجنائي الذي أوكل إلى شركة "الفاريز ومارسال" هو من أبرز الخطوات الإصلاحية التي يعتزم لبنان تحقيقها خلال الفترة المقبلة". وبعدما شرح رئيس الجمهورية رداً على أسئلة أعضاء الوفد، انعكاس تراكم الأحداث على لبنان "بدءاً من الحرب السورية وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية مع نزوح مليون و850 ألف سوري، إلى إقفال المعابر وتوقف حركة التصدير عبر البر وصولاً إلى الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت"، أكد أن "لبنان يتأثر سلباً بالتطورات في منطقة الشرق الأوسط، في حين أن تحقيق السلام العادل والشامل فيه ينعكس إيجاباً عليه ويساعد على تخطي الكثير من العقبات".
في المقابل نقل أعضاء الوفد الذي زار أيضاً الرئيسين بري وميقاتي وقائد الجيش، إلى عون "التزامهم الوقوف إلى جانب اللبنانيين عموماً ودعم الجيش خصوصاً". في حين أكد بري أمام الوفد "ضرورة حصول لبنان على استثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع الشقيقة سورية".
بدورهم أكد المطارنة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رفضهم "الإذلال المُمنهَج للمواطنين سواءً في تسوّل أموالهم من المصارف أو في طوابير المحروقات، أو وسط شبه انعدام الدواء والمواد الحياتية الأساسية الأخرى. ويُذكِّرون الحكومة التي اتخذت قرارات حمائية تنظيمية رادعة بأن أيَّ قرارٍ يفتقر إلى آلية تنفيذية يزيد من حدّة ذلك الإذلال ومن التحايل الاحتكاري على القوانين. محذراً من أن "لبنان بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك".
وبقيت أزمة المحروقات محور اهتمام المواطنين والمسؤولين، في ظل استمرار شح المازوت والبنزين وعودة أزمة الطحين والخبز إلى الواجهة، وسط تأكيد مصادر معنية لـ"البناء" بأننا سنشهد حلحلة تدريجية للأزمة مطلع الأسبوع المقبل حتى منتصف الشهر الجاري، مع دخول باخرة النفط الإيراني الأولى ووصول الفيول العراقي. وفيما أفيد عن تدخل أميركي - فرنسي لعرقلة وصول السفينة الإيرانية، أشارت مصادر مطّلعة لـ" البناء" إلى أن "أولى البواخر ستصل إلى بانياس خلال اليومين المقبلين وتفرّغ بالخزانات وتحمّل في صهاريج وتُنقل براً إلى الهرمل، ثمّ توزّع على القطاعات الحيوية وفق الأولوية والحاجة، وتُقسم هذه القطاعات إلى ثلاث فئات: المستشفيات، المطاحن والأفران، والمولدات الكهربائية، على أن يجري تسليمها مباشرة مع دفع ثمنها بالليرة اللبنانية بالتوازي مع نظام مراقبة صارم للكمية المسلمة وكيفية توزيعها وصرفها، للحؤول دون حصول عمليات تلاعب بالأسعار والعدادات وغشّ وتخزين وتهريب".
في موازاة ذلك، تمضي جهات لبنانية تابعة للأميركيين بإطلاق تهديدات حول توجه أميركي لفرض عقوبات وحصار "نقدي - مصرفي" على لبنان ووقف نظام التحويلات الإلكترونية إلى لبنان، ما سيعزله كلياً عن العالم ويؤدي بالمقابل إلى انهيارات كاملة، وذلك في حال وصول النفط الإيراني إلى لبنان إلّا أن مصدراً مطلعاً أكد لـ"البناء" أن "لا مصلحة أميركية بفرض هكذا نوع من العقوبات، لأنّها ستطال حلفاءها من المؤسسات العسكرية والأمنية ومصرف لبنان والأحزاب السياسية الموالية لها والتي تتلقى أموالاً من الخارج "فريش دولار"، فضلاً عن أنّها ستصيب منظومة مصالحها في لبنان التي بَنَتها عبر عقود".
وفيما يهدد آخرون باستهداف عسكري "إسرائيلي" للبواخر، يرى خبراء عسكريون واستراتيجيون لـ"البناء" أن "لا خطر من استهداف عسكري "إسرائيلي" للباخرة، لسببين: الأول أنّها خاضعة للقانون الدولي (تجارة دولية) أي أنها باخرة تجارية وليست باخرة سلاح أو مواد متفجرة تهدّد الأمن الإقليمي أو الدولي، وثانياً التهديد الذي أطلقه السيد نصرالله بأن الباخرة أرض لبنانية وما يترتّب عليه من حق المقاومة بالرد على أي عدوان "إسرائيلي" عسكري أو أمني يستهدف الباخرة، لا سيما أن أي عدوان على الباخرة سيهدّد أمن الملاحة والتجارة العالمية، بالتالي يهدّد التنقّل في المضائق والممرّات التجارية العالمية، بالتالي يهدد الاقتصاد العالمي برمته"، مشيرين إلى أن قواعد الاشتباك في سورية تسمح للمقاومة بالرد على أي استهداف.
وأشار أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية، د. حسن الجوني، إلى أن "القانون الدولي يغطّي استيراد البواخر الإيرانية إلى لبنان، لا سيما أن العقوبات الدولية على إيران رُفعت منذ توقيع الاتفاق النووي في عام 2015، بالتالي العقوبات المفروضة هي أميركية على مبيعات النفط الإيراني لدول العالم لا سيما الصين، علماً أنه تم استثناء العراق الذي يستورد النفط الإيراني حتى الساعة". وشرح الجوني لـ"البناء" قائلاً: "لنفترض أن هناك انتهاك للقانون الدولي "وليس هناك انتهاك"، فالحق يعود حصراً للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اعتباره خرقاً أو انتهاكاً عملاً بالمادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة، بالتالي أي عقوبات خارج الميثاق غير قانونية وغير شرعية وتنتهك القانون الدولي وتعيدنا إلى العصور القديمة وشريعة الغاب".
وأعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر أنه "لم يتم التواصل معه من الجانب الإيراني بشأن بواخر النفط الإيرانية"، وكشف أن "الشحنة الأولى من الفيول العراقي تصل في الأسبوع الثاني من أيلول والشحنة الثانية تصل في الأسبوع الثالث من أيلول. وقال من مجلس النواب إنه "وقّع عقداً مع العراق لشراء مليون طن من النفط الأسود واستبداله بكميات ملائمة لمعامل الكهرباء، وأكد أن كميّة الفيول العراقي التي يمكن أن نحصل عليها ممكن أن تعطينا بين 4 ساعات و6 ساعات تغذية كهربائية يومياً". وتابع: "نحن قادمون على فترة زمنية حيث ينخفض الطلب على الكهرباء وكمية الفيول العراقي تكفي لإعطاء نفس ساعات التغذية". وأضاف: "لا نملك المال لكي نأتي بفيول بديل عن الفيول الموجود في خزانات شركة الكهرباء ولولا الفيول العراقي كنا لا نملك الكهرباء". وأشار غجر إلى أن "تأمين المحروقات والمازوت للمولّدات بحاجة لفتح اعتمادات من قبل مصرف لبنان، ونأمل بأن تحصل مفاوضات مع مصر والأردن وسورية من أجل إعادة تفعيل اتّفاقية الغاز". وعن النفط الإماراتي قال إنه حضّرنا المناقصة وشركة إماراتية ستسلمنا شحنتين من الفيول تحتوي الأولى على 30 ألف طن ولا يمكننا تحديد موعد تسلّمنا، إلا أنّها بين 5 و10 أيلول والشحنة الثانية تصل بين 10 و20 أيلول."
*********************************************************************
تفاؤل بقرب تأليف الحكومة قبل نهاية الأسبوع: الباخرة الإيرانية تدخل المياه السورية
الباخرة الإيرانية المحمّلة بالمازوت، التي أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء أنها انطلقت من إيران، وأن وجهة حمولتها النهائية ستكون لبنان، دخلت المياه الإقليمية السورية أمس. وبحسب مصادر متابعة للقضية، فإن حمولة الباخرة ستُنقل بالصهاريج من سوريا إلى لبنان، بعد تفريغها في أحد الموانئ السورية. وبحسب المصادر، فإن جزءاً من حمولة الباخرة سيقدّمه حزب الله هبةً إلى المستشفيات الحكومية ودور الرعاية، على أن تتولى شركة خاصة الإعلان عن آلية البيع للمؤسسات الخاصة ومولّدات الكهرباء. وبحسب المصادر، فإن سفينتين ستصلان تباعاً بالآلية نفسها، من دون أن تكشف ما إذا كانت محمّلة بالمازوت أو بالبنزين أو بالاثنين معاً، "مع احتمال انطلاق سفينة رابعة من إيران قريباً".
قرب دخول المحروقات الإيرانية إلى لبنان يتزامن بعد إعلان وفد الكونغرس الأميركي، الذي غادر بيروت أمس، أن بلاده "تسعى إلى حل أزمة المحروقات في لبنان، ولا داعي لاستيراد النفط الإيراني". والعبارة نفسها سبق أن قالتها السفيرة الأميركية في بيروت، دوروثي شيا، بعد ساعات على إعلان نصر الله انطلاق الباخرة الأولى من إيران. وفد لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، برئاسة السيناتور كريس مورفي، كان قد التقى أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس المكلف تأليف الحكومة، نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، إضافة إلى "ممثلين عن المجتمع المدني والسياسي"، بحسب بيان السفارة الأميركية.
وفي مطار بيروت، عقد الوفد مؤتمراً صحافياً كشف فيه رئيسه أنه سمع من الرئيسين عون وبري معلومات عن ولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع الجاري. فيما قال عضو الوفد ريتشارد بلومنتال إن حزب الله سرطان يجب استئصاله. واستبق الأخير الانتخابات النيابية التي ستُجرى عام 2022، جازماً بأنها "ستأتي بأشخاص ونشطاء جدد إلى السلطة".
تفاؤل حكومي
حكومياً، تخيّم الأجواء الإيجابية على تصريحات مختلف القوى السياسية الشريكة في الحكومة المقبلة، بعد دخول المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، على خط التفاوض بين الرئيسين عون وميقاتي. وبحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى، فقد حُلّت عقدتا حقيبتَي الداخلية والعدل، لتنحصر المشكلة في مطالبة الرئيس نجيب ميقاتي بالحصول على واحدة من حقائب الاقتصاد والشؤون الاجتماعية أو الطاقة. ويقول ميقاتي إنه يريد إحدى هذه الحقائب لكي يكون مشاركاً، عبر ممثل له، في المفاوضات التي ستُجرى مع صندوق النقد الدولي، وإنه يفضّل "الاقتصاد". وفيما سيستمر إبراهيم في مسعاه بين الرئيسين، تبيّن أن الاتفاق على "الداخلية" أدى إلى ترشيح القاضي بسام المولوي لتولّيها. أما العدل، فتوافق عون وميقاتي على أن يحملها القاضي هنري خوري، بعدما سقط ترشيح القاضية ريتا كرم، فيما عاد الرئيسان ليتفقا على اسم السفير السابق عبد الله بوحبيب ليتولى وزارة الخارجية.
وكانت المفاوضات قد شهدت خلافاً على اسمَي وزيرين مسيحيين جرى التفاهم عليهما بعدما عُرِضت على رئيس الجمهورية مجموعة أسماء، انتقى منها مجموعة أقلّ عدداً، ليتولّى ميقاتي اختيار اسمين منها.
وقالت المصادر إن الإيجابية التي يُحكى عنها ليست نتيجة مبالغات، إلا أن ذلك لا يعني أن مسار التأليف ليس قابلاً للعرقلة.
مصادر في التيار الوطني الحر أكّدت أن "تأليف الحكومة لا يجب أن يتجاوز نهاية الأسبوع، أو في أي وقت قبل ذلك إذا ما ثبت الرئيس ميقاتي على موقفه".
وعزت تأخر التأليف الى "التقلب المستمر، رفضاً وقبولاً" لدى ميقاتي. إذ "ما إن يتم الاتفاق على اسم مثلاً، حتى يعود الى رفضه قبل أن يتراجع عن الرفض ليعود الى القبول... وهكذا". وهذا ما حصل لدى اقتراح رئيس الجمهورية اسم القاضي هنري خوري لوزارة العدل، إذ رفضه الرئيس المكلف، فاقترح عون اسم القاضية ريتا كرم التي وافق عليها ميقاتي، قبل أن يغيّر الأخير موقفه ويستقبل خوري ثم يبلغ عون موافقته عليه. والأمر نفسه ينطبق على توزّع الوزارات وعودة الرئيس المكلف عما سبق أن وافق عليه.
وتساءلت عن سبب "تضخيم الكلام المفبرك" عن المطالبة بالثلث المعطل، و"ما إذا كان لتصوير تأليف الحكومة على أنه انتصار لطرف حقّق ما يريده على طرف لم ينل ما كان يطالب به؟"، لافتة إلى أن الرئيس المكلف "لمس منذ اليوم الأول أن لا مطالب لدى رئيس الجمهورية في ما يتعلق بالثلث".
******************************************************************
“تبشير” تصاعدي بالحكومة ونداء خطير لبكركي
هل يكون تبشير #بعبدا أمس بتشكيل حكومة جديدة قبل نهاية الأسبوع الحالي بمثابة محاولة تخدير إضافية لم تعد تنطلي اثارها على الرأي العام المحلي والخارجي، ام تكتسب جدية هذه المرة؟ في انتظار الموعد الجديد الذي يحكى عنه تبقى الشكوك ماثلة بقوة نظراً الى التناقضات الصارخة بين الكلام الدعائي الاستهلاكي والواقع الذي يثبت يوماً بعد يوم عدم إنارة الضوء الأخضر أمام الولادة الحكومية. وإذ “قيل” ان الولادة الموعودة السعيدة للحكومة باتت عالقة فقط على الوساطة الساخنة التي يتولاها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم والتي بلغت آخر مراحلها في التوسط بين بعبدا والرئيس المكلف نجيب ميقاتي حول آخر حقيبتين عالقتين وهما الشؤون الاجتماعية والاقتصاد، تصاعدت الشكوك حول منحى التسريبات فيما لم يحدد أي موعد بعد للقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس ميقاتي، كما ان التوتر الشديد الذي عاد يظلل علاقة بعبدا بعين التينة لا يدعو الى ترجمة التفاؤل المصطنع ناهيك عن السجال المتصاعد بين بعبدا ورؤساء الحكومات السابقين. وثمة من لم يستبعد ان يكون التبشير بالحكومة ارتبط بلقاءات المسؤولين مع وفد الكونغرس الأميركي اذ لوحظ ان التوقعات المتفائلة بتأليف الحكومة في نهاية الأسبوع انسحبت على لقاءات الوفد مع الرؤساء.
ومع ذلك فان المعطيات التي ترددت مساء أمس اشارت الى نجاح اللواء ابرهيم في تذليل عقدة الحقائب المتبقية فيما تبقى العقدة الام المتعلقة بتعيين الوزيرين المسيحيين الأخيرين في تركيبة الـ 12 وزيرا مسيحيا ومن يسمّيهما.
وفي المعلومات المتوافرة لـ”النهار” تتوزع حكومة الـ٢٤ وزيرا حتى الان على
رئيس ونائب للرئيس و22 حقيبة:
نجيب ميقاتي رئيساً الحكومة، نائب الرئيس سعادة الشامي (القومي).
حصة امل و#حزب الله (5 شيعة):
– وزير المال: يوسف خليل
– الاشغال: علي حمية (حزب الله)
– الثقافة: القاضي محمد مرتضى
– العمل
– الزراعة: عباس الحاج حسن
حصة رئيس الجمهورية
– وزير الخارجية عبد الله بو حبيب (ماروني)
– وزير الدفاع موريس سليم (ارثوذكسي)
– الطاقة وليد فياض (ارثوذكسي)
– العدل هنري خوري (ماروني)
– الشؤون الاجتماعية رفول البستاني (ماروني)
– الاقتصاد (كاثوليكي)
– الصناعة (الطاشناق)
– الشباب والرياضة (درزي)
– المهجرين (اقليات وتوافقي)
– السياحة (كاثوليكي توافقي)
حصة الاشتراكي
– التربية: عباس الحلبي (درزي)
حصة المردة
– الاتصالات: جوني القرم (ماروني)
– الاعلام: جورج قرداحي (ماروني)
حصة الرئيس ميقاتي والرئيس الحريري ضمناً:
– وزير الداخلية: بسام المولوي
– الصحة: فراس الابيض
– البيئة: ناصر ياسين
– التنمية الادارية
ووفد الكونغرس الاميركي الذي زاره في القصر، في حضور السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، عرض رئيس الجمهورية للاوضاع في البلاد ولتوجهات المرحلة المقبلة واكد انّ هناك تقدماً على صعيد تشكيل الحكومة، وشكرهم على الدعم الأميركي للجيش ال#لبناني. وتحدث عون عن ايام فاصلة عن التأليف حيث ان الحكومة قد تبصر النور نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل.
رد رؤساء الحكومة السابقين
في المقابل ردّت مصادر رؤساء الحكومة السابقين على البيان المعمم بلسان “مصادر مطلعة على أجواء بعبدا” فقالت: فيما عملية تشكيل الحكومة لا تزال تدور في الحلقة التعطيلية المعروفة، رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لجأت “اجواء بعبدا”، كما وصفت نفسها، الى تسريبات جدلية مجتزأة وفي غير مكانها الصحيح في محاولة للتعمية على الوقائع الدقيقة. وتوضيحاً للحقيقة، وحسماً للجدل نقول: إن الرئيس المكّلف، في حديثه التلفزيوني الاخير عن مسؤولية رئيس الحكومة أمام مجلس النواب انطلق من نص المادة 64 التي تقول” رئيس مجلس الوزراء هو رئيس الحكومة يمثلها ويتكلم باسمها ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء، ويطرح سياسة الحكومة العامة أمام مجلس النواب”.
وإن موقف رؤساء الحكومات السابقين المعبّر عنه في البيان الاخير الذي اصدروه، بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية في موضوع انفجار مرفأ بيروت، انطلق من كلام رئيس الجمهورية نفسه الذي قال فيه انه تلقى قبل اسبوعين من تاريخ وقوع الانفجار تقريرا عن المواد المتفجرة المخزّنة في مرفأ بيروت، ولم يبادر إلى طرح الأمر من خارج جدول الأعمال في مجلس الوزراء، كما لم يدع بصفته رئيساً لمجلس الدفاع الاعلى، الى عقد اجتماع للمجلس لدرس التقرير واتخاذ الاجراء المناسب بشأن هذه المواد، ولم يتابع الأمر مع من أشار إليهم بمتابعة أمر هذه الكميات الكبيرة والخطيرة من المواد القابلة للتفجير من أجل الحؤول دون وقوع المحظور. هذا علماً أنّ القاصي والداني يعرف أنّ فخامته، ومنذ فترة طويلة، يتدخل بالأمور الصغيرة والكبيرة- وبشكل يومي- ولكنه تغاضى عن هذه المسألة الخطيرة.
إنّ بيان رؤساء الحكومة السابقين، أكد وبوضوح شديد على أهمية رفع الحصانات أياً تكن وعن الجميع ودون أي استثناء، لكي تأخذ العدالة الكاملة مجراها، وبالتالي يتحرر القضاء اللبناني من أية قيود تحول دون أدائه لعمله بتجرّد وفعالية من اجل كشف جميع جوانب هذه الجريمة الإنسانية والاقتصادية للبنان واللبنانيين، وليس فقط الاكتفاء بالتركيز على التقصير الوظيفي. هذا علماً أنّ رؤساء الحكومة السابقين كانوا أو من طالب بلجنة تحقيق دولية لكشف جميع جوانب هذه الجريمة الكبرى، وذلك صباح اليوم التالي لهذا التفجير الإجرامي”.
وفد الكونغرس
أما وفد الكونغرس الأميركي فأوضح باسمه رئيس الوفد السيناتور كريستوفر مورفي ردا على سؤال لـ “النهار” في مؤتمر صحافي مصغر عقده الوفد في مطار بيروت بعد انتهاء جولته في بيروت ان الولايات المتحدة هي أكبر داعم للجيش اللبناني وسننقل الى واشنطن توصيات لدعم تدريب الجيش عند الحدود ودعمه في الرواتب. أما السيناتور ريتشارد بلومنتال فوصف “حزب الله” بانه ” سرطان متفش يجب استئصاله ” وشدد على انه لا ينبغي على لبنان الاعتماد على إيران لحل ازماته خصوصا في باخرة الفيول”.
بيان المطارنة
أما على صعيد المواقف الداخلية من الوضع الراهن فاكتسب بيان مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي امس دلالات خطيرة داخليا وخارجيا اذ اعلن ما يشبه النداء التاريخي الشهير للمطارنة عام 2000 ودعا الى التعبئة الشعبية ضد محاولات الانقلاب على الطائف ومحاولات إزالة لبنان وقال ان: “الآباء يقفون مع أبنائهم وبناتهم ومع اللبنانيين جميعهم بذهولٍ وغضب وألم أمام هذا التمادي غير المسؤول في سوء إدارة المصالح العامة والمال العام، وأمام تفاقم الأزمة السياسية، بحيث بات تشيكلُ حكومةٍ شأنًا مستحيلاً على رغم مرور أكثر من سنةٍ على تعذُّر هذا التشكيل لأسبابٍ تحاصصية معيبة لأصحابها. وهم إذ يُحذِّرون من مغبة ما يجري ويُخفي انقلابًا على الميثاق الوطني والدستور واتفاق الطائف، وفق ما أشار إليه صاحب الغبطة، يُحمِّلون المعنيين في الدولة، تبعات الكوارث المتتالية التي يتسبّبون بها”. وأضاف: “يرى الآباء أن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك. ويدعون شعب لبنان إلى التصدي لها بما أُوتِي من قوّة، ومهما بلغت التضحيات. فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياةٍ أو موت. لذا يناشد الآباء المجتمع الدولي المبادرة سريعًا إلى احترام القرارات الدولية المُتعلِّقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوّةٍ وحزم، إسهامًا في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها، بعيدًا عن الحسابات والتجاذبات الدولية والإقليمية التي لم تدفَعْ بلبنان إلا إلى الخراب”.
مساعدات أممية
وسط هذه الأجواء أعلنت الأمم المتحدة تخصيص عشرة ملايين دولار من أجل شراء الوقود لمستشفيات ومحطات مياه في لبنان. وقال الأمين العام المساعد لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث في تغريدة عبر “تويتر” إن “الشحّ في الوقود والكهرباء يهدد خدمات الصحة والمياه الأساسية في كامل لبنان، ما يضع آلاف العائلات في خطر مواجهة أزمة إنسانية”. وبناءً عليه، ستخصّص الأمم المتحدة، وفق ما جاء في البيان ستة ملايين دولار لمساعدة 65 مستشفى في لبنان فضلاً عن منشآت صحية أساسية وصيدليات ومستودعات تخزين مبردة”.
ورصدت الأمم المتحدة كذلك أربعة ملايين دولار لتأمين الوقود لضمان “استمرارية” خدمات صحية والمياه والصرف الصحي، ويتضمّن ذلك تأمين المحروقات لأربعة محطات ضخّ مياه تخدم أكثر من ثلثي السكان في بيروت والبقاع وجنوب البلاد وشمالها. ومن شأن هذه المساعدة أن تدعم 2,3 مليوني شخص عبر ضمان أن “يكون هناك ما يكفي من وقود لاستمرار عمل محطات المياه”.
***********************************************************************
طلب كفّ يد القاضي غسان الخوري… وفنيانوس إلى التحقيق الإثنين
بكركي: قاوِموا إزالة لبنان إنها قضية حياة أو موت
وفد الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور كريس مورفي يتحدّث الى الصحافيين في مطار رفيق الحريري الدولي أمس
في بعبدا المشهد ليس كما هو في بكركي. في القصر الجمهوري أزمة حكم وفي مقر البطريركية المارونية دعوة إلى التصدي لهذه الأزمة. في قصر بعبدا تعبير عن عجز عن إدارة الأزمة وغرق في مستنقعات التأليف والتحالفات المعاكسة للطبيعة السيادية، وفي بكركي صرخة لمقاومة الإنقلاب الحاصل على الطائف. وهي ليست المرة الأولى التي يعلو فيها صوت بكركي فوق أصوات المنهزمين أمام محور الممانعة الذي يريد أن يغير هوية لبنان وصورة الكيان. أمس قالت بكركي كلمتها في البيان الصادر عن الإجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة. وهي صرخة وجع واستنهاض للهمم ودعوة مباشرة للبنانيين لحماية بنية الدولة ومحاولة إزالة لبنان السيادة والإستقلال: “يرى الآباء أن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأن ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك. ويدعون شعب لبنان إلى التصدي لها بما أوتي من قوة، ومهما بلغت التضحيات. فالقضية اليوم إنما هي قضية المصير وبالتالي قضية حياة أو موت. لذا يناشد الآباء المجتمع الدولي المبادرة سريعاً إلى احترام القرارات الدولية المتعلقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوة وحزم، إسهاماً في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها، بعيدا عن الحسابات والتجاذبات الدولية والإقليمية التي لم تدفع بلبنان إلا إلى الخراب”.
هذا الكلام ليس الأول، قبله في 5 تموز 2020 دعا البطريرك الراعي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى تحرير الشرعية من الأسر ولكن بعد أكثر من عام لا تزال الشرعية في الأسر وكأن لا حياة لمن ينادي عليه الراعي.
كلام المطارنة في بكركي كان يوزع بينما كان رئيس الجمهورية يستقبل في بعبدا وفد الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور كريس مورفي الذي أعلن قبل مغادرة لبنان: “إن قلبي يشعر بالأسى لما يمر به الشعب اللبناني الآن، فحين مررنا عبر مدينة بيروت لاحظنا الطوابير التي تنتظر دورها على محطات المحروقات والانقطاع في التيار الكهربائي عن أرجاء المدينة بمعظمها”. قبل ذلك كان مكتب الإعلام في قصر بعبدا يوزّع أن عون أبلغ الوفد ان عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً وان الكثير من العقبات قد ذللت، معرباً عن امله في ان تُشكل الحكومة هذا الاسبوع، وأنه حريص على أن تجرى الإنتخابات في موعدها… المكتب أضاف أن أعضاء الوفد نقلوا الى الرئيس عون تحيات أبناء الولايات التي يمثلونها وبينهم اعداد كبيرة من اللبنانيين الذين يلعبون دوراً مهماً فيها، كما نوهوا بدور الرئيس عون وتاريخه النضالي من اجل السيادة والحرية والاستقلال، وبالحكمة التي يدير بها شؤون لبنان في هذه الفترة من تاريخه. كما اكدوا انهم سوف ينقلون الى زملائهم أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ مواقف الرئيس عون وشروحاته، مجددين التزامهم الوقوف الى جانب اللبنانيين عموماً ودعم الجيش خصوصاً”.
هذا الكلام وكأنه يأتي من عالم غريب عن الواقع يبتعد كل البعد عما يحصل في البلد. ثمة حروب كثيرة تدور حول محطات المحروقات كما حصل بين عنقون ومغدوشة. وثمة عمليات خطف لـ”السيترنات” التي تنقل البنزين كما حصل بين حولا وميس الجبل امس في الجنوب… وعلى رغم كل ذلك كأن عملية تشكيل الحكومة تدور في حلقة مفرغة.
في المعلومات أن عملية التأليف تدور بين صنّاع الحلول وصنّاع العقد، والتسريبات التي أوحت بقرب ولادتها تبيّن لاحقاً انها تدور بين حدي “استعصاء الاسماء واستعصاء الخلاف السياسي المعبّر عنه ببيان رؤساء الحكومات السابقين”.
وأوضح مصدر مطلع على اجواء التأليف “ان حركة الوسيط الحكومي اللواء عباس ابراهيم لم تتوقف وهو قام امس بأكثر من زيارة بين بعبدا ووسط بيروت لتدوير الزوايا حول اسمي الوزيرين اللذين سيشغلان حقيبتي الاقتصاد والتجارة والشؤون الاجتماعية”.
وقال المصدر “ان اللقاء الرابع عشر بين الرئيس عون والرئيس المكلف لن يحصل قبل حل هاتين العقدتين، وحلهما يجري من خلال تثبيت عدم التمسك بالاسماء انما جعلها مروحة واسعة يمكن انتقاء الافضل والاقل تبعية من بينها”.
واشار المصدر الى ان “استمرار الخلاف على اسمي الوزيرين للاقتصاد والشؤون يخشى ان يؤدي الى تغيير في الموقف من حقائب اخرى بحيث نصبح امام مشهد جديد يؤدي الى خلط الامور. ولفت المصدر الى ان “بورصة التأليف تحسب كل ساعة بساعتها صعوداً في التفاؤل او التشاؤم، والجهد ينصب على التقاط سريع لفرصة الحل للعقدتين، وفي حال حصول ذلك فان اللقاء بين عون وميقاتي يعقد في أي لحظة ليكون حاسماً”.
وإذا كان الإنتظار سيد اللحظة السياسية فإن بعض الحركة يظهر على مستوى ملف التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت. فبعدما كان المحقق العدلي القاضي طارق بيطار أمر بتوقيف العضو السابق في المجلس الأعلى للجمارك هاني الحاج شحادة، وبعدما كان أصدر مذكرة إحضار بحق رئيس الحكومة حسان دياب وبعدما كان مدعي عام التمييز غسان عويدات أعلن أنه ليس مع أن يحقق بيطار مع دياب، تقدّمت نقابة المحامين بصفتها أحد المدّعين، بدعوى ارتياب مشروع بحق المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري. تمّ تسجيل الدعوى في قلم محكمة التمييز بانتظار التبليغات اللازمة، ومن دون سقف مهل محدّد للبتّ بالدعوى. وكان عويدات قد أناط مهامه بعد تنحيه عن الملف بالقاضيين خوري وعماد قبلان ولكن على ما يبدو كان الخوري هو من يتولى هذه المهام. وبانتظار أن تبت رئيسة محكمة التمييز الجزائية رندة كفوري بهذا الطلب يمكن أن يتابع قبلان مجريات القضية. وهذا الأمر كشف الخلاف المستمر بين نقابة المحامين والمحقق العدلي من جهة والنيابة العامة التمييزية من جهة أخرى على خلفية أنها تحاول عرقلة عمل المحقق العدلي. وعلى القاضية كفوري أن تبلغ القاضي خوري بهذا الطلب قبل اتخاذ القرار المناسب، وفي حال الطعن به يمكن أن تتحول المسألة إلى مجلس القضاء الأعلى لاتخاذ القرار.
وفي معلومات خاصة بـ “نداء الوطن” أن محاكاة الأسباب المباشرة لعملية تفجير مرفأ بيروت جرت خمس مرات للتأكد مما إذا كان التلحيم هو السبب، إلا أن محاولة واحدة منها شهدت دخول شرارات إلى داخل العنبر ربما أدت إلى نشوب الحريق. وهذا الأمر لا يمكن من خلاله التأكيد الثابت بأن التلحيم كان السبب. وهو موضع التباس حيث يحضر الإحتمال الثاني وهو أن يكون هناك من تسبب قصداً بإشعال الحريق في العنبر بعد خروج العمال والموظفين من المرفأ وانتهاء دوام العمل النهاري.
وعلى هذا الصعيد، علمت “نداء الوطن” أيضا أن الوزير السابق يوسف فنيانوس تبلغ طلب الحضور أمام المحقق العدلي الإثنين المقبل. فهل سيحضر أم يتوارى؟ وهل يصدر بيطار مذكرة إحضار بحقه كما فعل مع دياب؟
*********************************************************************
الوقود الإيراني إلى لبنان من دون علم الدولة
عون يأمل بتشكيل الحكومة الأسبوع الحالي
فيما تتجه سفينة إيرانية محملة بمادة المازوت إلى لبنان، أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر أن الحكومة لم تتلقَّ أي طلب لاستيراد الوقود من إيران، ما يؤكد أن شحنة هذه السفينة تصل إلى لبنان من دون علم الدولة.
وكان «حزب الله» قد أعلن عن انطلاق هذه السفينة من إيران. وقال إن شحنات أخرى تستعد للانطلاق كذلك.
ويقول معارضو «الحزب» في لبنان إن قراره يقوض سلطة الدولة ويضع البلد تحت طائلة العقوبات الأميركية.
وفيما يتكتم «حزب الله» على مسار السفينة الإيرانية وموعد وصولها، قال غجر في مؤتمر صحافي أمس: «دورنا محصور بإذن الاستيراد… لم نتلقَّ طلب إذن».
وكان عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ريتشارد بلومنثال دعا، أمس، خلال زيارة إلى بيروت، إلى عدم اعتماد لبنان على شحنات الوقود الإيراني، وأشار إلى أن «أي وقود يجري نقله عبر سوريا خاضع للعقوبات».
والتقى وفد مجلس الشيوخ الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وأبلغ عون أعضاء الوفد أن عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً، والكثير من العقبات قد ذللت، وقال إنه يأمل «أن تُشكل الحكومة الأسبوع الحالي».
************************************************************************
عون متفائل .. الرؤساء: التأليف معطّل.. بـــري: يأمل بحكومة.. المطارنة: حياة او موت
ميزان الأزمة، «طابش» على كل الموبقات، التي لم يعد يعرف المواطن معها لمن يشكو امره، وخصوصاً انّه يواجه إرادات مجرمة لإذلاله في كل مجالات حياته، تتشارك فيها السلطة وحكّامها، مع لصوص الاحتكار والتهريب والسوق السوداء. واما ميزان التأليف، فيتخبّط في حالة صعود وهبوط، ولم يرسُ بعد على حدّ معيّن، يتوقف معه التأرجُّح المتواصل والمحيّر، بين هبّة ايجابيّة باردة تؤشّر الى إمكان الشفاء من مرض التعطيل، وبين هبّة سلبيّة ساخنة ترفع من حرارة الملف الحكومي، الى حدود يُصبح معها غير قابل للشفاء، على ما هو حاصل في هذا الملف المستعصي على الحل، في غياب الإرادة الجدّية للتوجّه نحو هذا الحل وتوليد حكومة طال انتظارها لاكثر من سنة.
حالة الصعود والهبوط هذه، حوّلت ملف التأليف الى «دوّيخة» تقوم على أحجيّة معقّدة يصعب فكّها او حلّها، مع المناخات المتناقضة التي تضخّها الاطراف المعنية، بحيث لا يعرف أياً منها الذي يعكس المناخ الحقيقي الطاغي على ملف التأليف؛ فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تحدّث بالأمس عن ايجابيات من شأنها ان تسرّع بولادة الحكومة، وقبله قارب رئيس المجلس النيابي نبيه بري ملف التأليف بسلبية واضحة، تنفي وجود اي ايجابيات او مؤشرات مشجعة حول ولادة وشيكة للحكومة، فيما توازت ايجابيات عون بموقف مناقض لرؤساء الحكومات السابقين، ومن بينهم الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، اشاروا فيه الى انّ عملية تشكيل الحكومة ما زالت تدور في الحلقة التعطيلية المعروفة، في اتهام مباشر لرئيس الجمهورية.
كيف هي الصورة؟
موقف الرئيس عون بالأمس، أحدث دوياً في المشهد الحكومي، وأشاع في اجوائه علامات استفهام حول ما اذا كان مبنياً على معطيات مشجعة امكن تجميعها في الساعات الماضية؟ ام انّه مجرّد تكرار للموقف الرئاسي التقليدي الذي يعبّر عنه في كل مناسبة، ويعكس فيها الرغبة الرئاسية في تشكيل حكومة في اقرب وقت ممكن؟ وهي الرغبة التي لم تُترجم حتى الآن رغم السيل من المواقف الرئاسية التي توالت منذ بدايات الفراغ الحكومي قبل نحو سنة؟
بالتأكيد أنّ الجواب الشافي لدى رئيس الجمهورية، لكن مجريات الملف الحكومي، وحركة الاتصالات التي احاطت به منذ مطلع الاسبوع الجاري، تعكس دوران هذا الملف حول نفسه، في غياب ارادة جدّية لكبح هذا الدوران. فالرئيسان عون ميقاتي عقدا 13 لقاءً فاشلاً، بدا جلياً معها انّ احتمال تفاهمهما على حكومة بات اقرب الى المستحيل، على ما يُجمع المطّلعون على الاسباب الحقيقية لهذا الفشل.
حتى انّ التسريبات التي سبح فيها البلد على مدى الايام الثلاثة الاخيرة، عن افكار وطروحات وملاحظات نقلها وسطاء واصدقاء على خط الرئيسين، افتقدت الى من يؤكّد ما حُكي عن اختراق محتمل، او تبنٍ رسمي له، بما جعله مشكوكاً فيه، ومجرّد كلام متطاير في فضاء الأزمة الحكومية، حتى يثبت العكس، ويقترن بإيجابيات جدّية وملموسة تفتح باب التأليف، غير تلك الإيجابيات الوهمية التي أطلقت العنان لها بعض الغرف السياسية من المحيط القريب من الفريق الرئاسي، على غرار ما كان يحصل ابّان فترة تكليف الرئيس سعد الحريري، وآلت في نهاية الأمر الى اعتذاره، بعدما ثبت انّها لم تكن سوى غيوم حاجبة لشروط ومعايير تعطيلية للتأليف.
مهمة مستحيلة
المشهد الحكومي كما يلخّصه المطلعون على خفايا الاتصالات، يعكس حقيقة انّ الوسطاء قد تعبوا فعلاً من الصعود الى القصر الجمهوري، والنزول الى بناية «البلاتينيوم»، وفي جعبتهم محاولات أخيرة لكسر جدار التعطيل، والنفاذ منه الى تسويق بعض الأسماء لعلهم يشكّلون الحل الوسط، لكن ثبت بالملموس، انّ تلك الاسماء لا تشكّل مفتاح القفل الحكومي. فأيقن الوسطاء في خلاصة حركتهم أنّهم في «مهمة مستحيلة» أبعد من أسماء وحقائب وزارية.
تلك المهمة، اصطدمت بالحائط منذ البداية، على ما يؤكّد المطلعون عن كثب على حركة الوسطاء، بقولهم: «دعونا لا نلف ولا ندور، او نضحك على انفسنا، او نغش بعضنا البعض او نضيّع وقتنا، ونضيع بإسم من هنا، وحقيبة وزارية من هناك، فطالما انّ لغم «الثلث المعطّل» مزروع في طريق الحكومة فلا أحد يحلم بحكومة».
وجزم هؤلاء المطلعون بأنّ العقدة لا تزال هنا، ونقطة على السطر، فالتأليف لا يتمّ بالمراسلة ولا يحتاج لا الى وسطاء ولا الى الاستعانة بأصدقاء، فالمسألة في منتهى البساطة، تحتاج الى إرادة جدّية بالتأليف، لا تبدو موجودة حتى الآن، فضلاً عن انّه لو كانت هناك نيّة فعلية بالتراجع عن «الثلث المعطل»، لاتّفق الرئيسان عون وميقاتي وولدت الحكومة فوراً».
اللقاء الرابع عشر
على انّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الاجواء؛ على اي اساس سيُعقد اللقاء الرابع عشر بين عون وميقاتي؟
اجواء الرئيس المكلّف تؤكّد انّه ماضٍ، حتى الآن، في بذل مساعيه وجهوده لتأليف حكومة سريعاً، ولا يرى انّ الباب مقفل على الحلول اذا ما جرى تقديم المصلحة الوطنية على كل ما عداها. الّا انّ الجديد في هذه الاجواء، هو انّ ميقاتي يعوّل من بداية تكليفه على كل ايجابية ممكنة تفتح باب التأليف، فيما ما ينبغي ان يكون معلوماً هو انّ هامش المهلة التي حدّدها الرئيس المكلّف لنفسه لتشكيل حكومة إنقاذ متوازنة، قد أصبح في أضيق حدوده، ولم يعد هناك متسع من الوقت لمزيد من الدوران في الحلقة المفرغة.
وفيما يصرّ الفريق الرئاسي على الرئيس المكلّف التعامل بإيجابية مع الايجابية التي يبديها رئيس الجمهورية، يبرز في الاجواء الميقاتية تأكيد بأنّ الايجابية هي الاساس التي يتعاطى من خلاله الرئيس ميقاتي مع ملف التأليف منذ تكليفه تشكيل الحكومة. وهذه الايجابية يفترض ان تُقابل بإيجابية توازيها بما يفضي الى التعجيل بتشكيل الحكومة دون أي ابطاء، تبدأ مهامها في ايجاد العلاجات للواقع اللبناني المرير.
لو بدها تشتي..
وفي موازاة الايجابيات التي تحدث عنها رئيس الجمهورية امس، قالت مصادر سياسية مسؤولة لـ«الجمهورية»: «ثمة مثل شعبي يقول «لو بدّها تشتي غيّمت»، فحتى الآن لم يبرز في أفق التأليف ما يؤشر الى خرق، فهل نُزع لغم الثلث المعطل؟ فإذا كانت تلك الإيجابيات حقيقية وتتجاوز الثلث المعطّل والإصرار عليه، فهذه علامة خير يُفترض ان تُترجم بولادة حكومة اليوم أو غداً على أبعد تقدير. الّا اذا كان القصد من الحديث عنها هو التنصّل من المسؤولية، والقول انّ السلبيات والتعطيل في مكان آخر، فمعنى ذلك بعدنا مطرحنا، وفي أي حال، علينا ان ننتظر ما ستحمله الأيام المقبلة».
تشجيع اميركي
وبرزت في هذه الاجواء زيارة الوفد النيابي الاميركي، التي انطوت جولاته على تأكيد اميركي بدعم الجيش والشعب اللبناني، وإبداء الحرص على استقرار لبنان، وضرورة ان تتضافر جهود القادة اللبنانيين والتعجيل في تشكيل حكومة تلبّي تطلعات وطموحات الشعب اللبناني وتضع الحلول اللازمة للأزمة في لبنان، مشدّداً على ان ليس هناك ما يبرّر تأخير هذه الحكومة.
وفي ختام جولاته عقد الوفد مؤتمراً صحافياً في مطار بيروت، حيث أكّد المتحدث بإسم الوفد السيناتور كريس مورفي، أنّ «من غير المسموح عدم تشكيل حكومة»، لافتاً الى انّ الولايات المتحدة ستستمر بالمساعدات التقليدية للبنان». وقال انّ «الوفد يتطلع إلى أخبار مفرحة عن تشكيل حكومة جديدة»، وامل في حصول تغيير في الانتخابات المقبلة مع بروز أشخاص وقادة جدد.
وإذ اكّد «اننا سنستمر في دعم لبنان»، معتبرًا أنّ «الفساد نمط في الحكومة اللبنانية وهذا غير مقبول، وأنّ أي عضو في الحكومة يتورط في قضايا فساد ستُفرض عليه عقوبات أميركية».
واشار الوفد الى انّ «حزب الله منظمة ارهابية»، معتبراً انّ «حزب الله يخلق الدمار في المنطقة وهو سرطان ينتشر في لبنان». ولافتاً الى انّ الحزب منظمة ستستحوذ على جزء من مال النفط، وهذا لن يحلّ أزمة الوقود في لبنان». وقال مورفي: «لا داعي لاعتماد لبنان على الوقود الإيراني. وأي وقود يجري نقله عبر سوريا خاضع للعقوبات، وواشنطن تبحث عن سبيل لأداء ذلك من دون عقوبات».
عون: الحكومة قريباً
على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، ما ابلغه الرئيس عون للوفد الاميركي، بأنّ عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً والكثير من العقبات قد ذُلّلت»، معرباً عن امله في «ان تُشكّل الحكومة هذا الاسبوع»، لافتاً الى انّ «من ابرز المهمات المطلوبة منها هي اجراء إصلاحات واطلاق عملية النهوض الاقتصادي، لمواجهة تداعيات ما شهده لبنان خلال الأعوام الماضية من أحداث تراكمت فوق بعضها البعض وادّت الى الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون راهناً». كما اكّد عون أنّ «الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في ربيع 2022، وسنسهر على ان تتمّ في أجواء من الحرية والنزاهة، لانّ الحياة الديموقراطية تستوجب تجديداً في السلطتين التشريعية والتنفيذية، تحتاج اليه الحياة السياسية في لبنان الذي ينتقل من مرحلة الى أخرى بعد سلسلة إخفاقات حصلت منذ العام 1990 وحتى اليوم».
بري يأمل بحكومة
بدوره، اعرب الرئيس نبيه بري للوفد الاميركي عن أمله في «انجاز حكومة في القريب العاجل»، مشدّداً على «الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها».
وعن السياسة الاميركية في المنطقة، أكّد رئيس المجلس في الشأن الفلسطيني على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وضرورة عدم إبقاء اسرائيل إستثناء، وإلزامها بتنفيذ القرارات الدولية خصوصاً القرار الاممي 1701. كما اكّد «ضرورة حصول لبنان على إستثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع الشقيقة سوريا، بما يساعده في حلّ الكثير من الازمات الاجتماعية والحياتية الضاغطة على الشعب اللبناني».
وكان بري قد ترأس إجتماعاً طارئاً للمجلس المركزي في حركة «امل» خُصّص لمناقشة الاوضاع العامة في لبنان، لا سيما السياسية والتداعيات الناجمة عن تفاقم الازمات المعيشية والحياتية والصحية. كما ناقش المشاركون في المجلس شؤوناً تنظيمية وإتخذ القرارات الملائمة في شأنها ومنها تأجيل المؤتمر العام للحركة لمدة أقصاها سنتان.
وأكّد الرئيس بري في مداخلته أمام اعضاء المجلس المركزي: «انّه ممنوع تحت أي عنوان من العناوين على أي أحد كائناً من كان في تنظيم الحركة وفي أي موقع مسؤولية كان أو على ضفافه، ان تسول له نفسه بأن يلقي بسيئاته الشخصية والنفعية في مياه نهر حركة «أمل» الذي هو الناس، وهي اي الحركة، مسؤولة أمامهم وعنهم وليست مسؤولة عليهم». أضاف بري: «الحركة كانت وستبقى ضمانة وحدة لبنان، وأبناؤها شموعاً ورواداً وكوادر، كما هم طليعيون في مقاومة عدوانية اسرائيل أيضاً سنكون طليعيين في خدمة الناس والتخفيف عن آلامهم بالإمكانات المتاحة، وطليعيين في حفظ كرامة لبنان والانسان، على قاعدة: «وتعاونوا على البر والتقوى».
رؤساء الحكومات: هجوم
ولفت في موازاة الكلام عن ايجابيات حكومية، ردّ من رؤساء الحكومات السابقين على رئيس الجمهورية، ببيان ذُيل بتوقيع «مصادر رؤساء الحكومة السابقين» رداً على «البيان المعمّم بلسان مصادر مطلعة على أجواء بعبدا» اشارت فيه الى انّه «فيما عملية تشكيل الحكومة لا تزال تدور في الحلقة التعطيلية المعروفة، رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، لجأت «اجواء بعبدا»، كما وصفت نفسها، الى تسريبات جدلية مجتزأة وفي غير مكانها الصحيح في محاولة للتعمية على الوقائع الدقيقة».
واوضحت المصادر، إنّ الرئيس المكّلف، في حديثه التلفزيوني الاخير عن مسؤولية رئيس الحكومة امام مجلس النواب انطلق من نص المادة 64 من الدستور، كما انّ موقف رؤساء الحكومات السابقين المعبّر عنه في البيان الاخير الذي اصدروه، بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية في موضوع انفجار مرفأ بيروت، انطلق من كلام رئيس الجمهورية نفسه الذي قال فيه انّه تلقّى قبل اسبوعين من تاريخ وقوع الانفجار تقريراً عن المواد المتفجرة المخزّنة في مرفأ بيروت، وتغاضى عن هذه المسألة الخطيرة».
واكّدت المصادر على رفع الحصانات عن الجميع ودون أي استثناء، ولفتت الى انّه لا يجوز الاستمرار في استهلاك الوقت الحرج في السجالات التي لا طائل منها، ويأملون أن يتمّ فوراً ومن دون إبطاء تشكيل الحكومة المطلوبة وفق المعايير والأعراف الدستورية والمقتضيات الوطنية».
المطارنة: حياة او موت
الى ذلك، وفي موقف لافت، اكّد المطارنة الموارنة في بيان بعد اجتماعهم الشهري امس، الوقوف مع اللبنانيين بذهول وألم أمام التمادي في سوء إدارة المصالح العامة والمال العام، بحيث بات تأليف حكومة شيئاً مستحيلاً رغم مرور سنة. محذّرين ممّا يجري ما يخفي انقلاباً على الطائف، ومحمّلين المعنيين في الدولة تبعات الكوارث التي يتسببون بها. وأعلنوا رفضهم الإذلال الممنهج للمواطنين، ودعوا الى عدم احتكار السلع الحياتية لجني أرباح غير مشروعة أمام وجع الناس، ولإحالة المحتكرين على المحاكم وتوزيع المواد المصادرة على المحتاجين ومنع التهريب على الحدود.
ورأى المطارنة «أنّ لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال، وأنّ ثمة قوى إقليمية ومحلية تابعة لها وراء ذلك». ودعوا شعب لبنان «إلى التصدّي لها بما أُوتِي من قوّة، ومهما بلغت التضحيات. فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياةٍ أو موت. لذا يناشد الآباء المجتمع الدولي المبادرة سريعًا إلى احترام القرارات الدولية المُتعلِّقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوّةٍ وحزم، إسهامًا في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها، بعيدًا عن الحسابات والتجاذبات الدولية والإقليمية التي لم تدفَعْ بلبنان إلّا إلى الخراب».
الازمات
معيشياً، تتفاقم الازمات بشكل متسارع، ووضعُ المحروقات من سيئ الى اسوأ، فيما ينذر الخبز والطحين بأزمة وشيكة خصوصاً انّه بات يعاني وضعاً دقيقاً جداً. وفيما بدأ القطاع الاستشفائي يتداعى في ظل انقطاع الدواء «المُحتكَر» وشح المازوت، اعلنت الأمم المتحدة تخصيص 10 ملايين دولار لتأمين الوقود لمستشفيات ومحطات مياه في لبنان. هذا في وقت تستمر المداهمات لاوكار الاحتكار، حيث داهم الجيش اللبناني مستودعي أدوية في منطقتي الاشرفية والروشة وألزم اصحابهما ببيعها خلال 48 ساعة وذلك بناءً على طلب وزارة الصحة العامة.
من جهة ثانية، اعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، انّ الشحنة الأولى من الفيول العراقي تصل في الأسبوع الثاني من أيلول والشحنة الثانية تصل في الأسبوع الثالث من أيلول. وقال من مجلس النواب انّه «وقّع عقداً مع العراق لشراء مليون طن من النفط الأسود واستبداله بكميات ملائمة لمعامل الكهرباء»، وأكّد أن كميّة الفيول العراقي التي يمكن أن نحصل عليها ممكن أن تعطينا بين 4 و6 ساعات تغذية كهربائية يومياً. وتابع: «نحن قادمون على فترة زمنية حيث ينخفض الطلب على الكهرباء، وكمية الفيول العراقي تكفي لإعطاء نفس ساعات التغذية». وأضاف: «لا نملك المال لكي نأتي بفيول بديل عن الفيول الموجود في خزانات شركة الكهرباء. ولولا الفيول العراقي كنا لا نملك الكهرباء.» واشار غجر الى أنّ «تأمين المحروقات والمازوت للمولّدات بحاجة لفتح اعتمادات من قبل مصرف لبنان، ونأمل أن تحصل مفاوضات مع مصر والأردن وسوريا من أجل إعادة تفعيل اتّفاقية الغاز». وعن النفط الإماراتي قال انّه «حضّرنا المناقصة وشركة إماراتية ستسلمنا شحنتين من الفيول تحتوي الأولى على 30 ألف طن، ولا يمكننا تحديد موعد تسلّمنا لها، إلّا أنّها بين 5 و10 أيلول، والشحنة الثانية تصل بين 10 و20 أيلول». أما عن النفط الإيراني، فأكّد غجر أنّه لم يتمّ التواصل معه من الجانب الايراني بشأن بواخر النفط.
الى ذلك، أفاد حيدر الكعبي، مدير العلاقات العامة في شركة تسويق النفط العراقية SOMO التابعة لوزارة النفط العراقية، في حديث خاص لقناة الحرة، انّ انطلاق الشحنة الاولى من النفط العراقي الى لبنان سيتم من منطقة المخطاف الخزان العام في 5 ايلول الجاري وبكمية 84 ألف طن. واكد انه ستكون هناك شحنات لاحقة بحسب الاتفاق والكميات المُتاحة، وانّ المقصود بالكميات المتاحة تلك التي من الممكن تصديرها، اي انه لا يوجد كمية ثابتة بالتحديد.
وأضاف أنه من المحتمل ان تكون الشحنة المقبلة أكثر أو أقل بقليل، على ان لا تتجاوز هذه الشحنات الكمية المتفق عليها، وهي مليون طن خلال السنة. وأوضح أنّ الاسعار ستكون بنفس اسعار الاسواق العالمية، وبنفس اسعار الشركات المشترية الحالية للمادة نفسها. اما بالنسبة للدفع فهو بالأجل، اي انّ كل شحنة تُعطى مهلة سنة كاملة، وبعد سنة يتم تسديد قيمتها.
اسرائيل
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، انّ قضية سفينة الوقود الإيرانية المتّجهة إلى لبنان مسألة أمنية. واعتبر انّ لبنان تحول من دولة فيها منظمة إرهابية إلى دولة تحكمها منظمة إرهابية، مضيفاً: «نحن جاهزون لدعم لبنان ومساعدته في أزمته الاقتصادية».
***************************************************************************
عون لوفد الكونغرس: الحكومة هذا الأسبوع
نصيحة أميركية بعدم الإعتماد على الوقود الإيراني.. ومحاولة مع تل أبيب لعدم التعرّض لباخرة النفط
ارتفع منسوب التفاؤل بولادة الحكومة في الساعات القليلة المقبلة، أو يوم السبت المقبل على أبعد تقدير، في ضوء ما يوصف «بحركة مثمرة» للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بين بعبدا و«البلاتينوم» (حيث يقيم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي).
وما اضفى على الموقف «جدية» ما أبلغه الرئيس ميشال عون لوفد الكونغرس الأميركي، الذي استهل لقاءاته معه، من ان «عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً وان الكثير من العقبات قد ذللت»، مع الاعراب عن أمله في ان «تشكل هذا الأسبوع»، ومؤكداً في الوقت ذاته على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها في ربيع 2022.
التقدم في التأليف
حكومياً، تربط أوساط نيابية بين التراجع الملحوظ لسعر صرف الدولار، وما يُحكى عن تقدّم حقيقي في موضوع تأليف الحكومة، مع الحرص على «الحذر الواجب» نظراً للتجارب السابقة.
يذكر ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، عقد اجتماعاً بعد ظهر أمس مع الرئيس المكلف وصف بأنه كان ايجابياً، ثم زار قصر بعبدا لهذه الغاية، وتركزت المناقشات على الأسماء المقترحة، لا سيما المسيحية منها لتولي حقيبتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية بعدما حسمت بشكل شبه نهائي توزيعة باقي الحقائب، بعدما أكّد الرئيس المكلف ان لا ثلث معطّل لأية جهة، تنال 8+1= 9 وزراء، يعني لا حكومة.
ورست آخر بورصة اسماء كالآتي: سعادة الشامي نائباً لرئيس الحكومة، عبد الله بو حبيب وزيراً للخارجية، العميد المتقاعد موريس سليم وزيراً للدفاع، يوسف خليل وزيراً للمالية، كارول عياط لحقيبة الطاقة، جورج قرداحي وزيراً للإعلام، جوني قرم وزيراً للصناعة، عباس حلبي وزيراً للتربية (حصة الإشتراكي)، الدكتور فراس الأبيض وزيراً للصحة والدكتور الجامعي ناصر ياسين وزيراً للتنمية الادارية (الوزيران من اقتراح الرئيس سعد الحريري).
وكانت قد حسمت حقيبة الداخلية لميقاتي يتولاها القاضي بسام المولى. وحقيبة العدل لعون تتولاها القاضية ريتا كرم. وجرى تداول إسم غبريال فرنيني ليكون وزيراً للمهجرين.
لكن مصادر أخرى، تحدثت عن ان أسماء أخرى في المسودة التي ينقلها اللواء إبراهيم بين الرئيسين عون وميقاتي منها:
1- العدلية: القاضي هنري خوري.
2- الداخلية: القاضي بسّام المولوي.
3- الثقافة: القاضي محمّد مرتضى.
4- الشؤون الاجتماعية: القاضي رفول البستاني.
وافادت مصادر مطلعة على اجواء بعبدا لـ«اللواء» ان الحكومة تقطع أميالها الأخيرة ما لم تحصل مفأجاة غير سارة بعد الدخول في التفاصيل وليس هناك من أي مبرر لقيام أي تأخير في تأليف الحكومة. ودعت المصادر إلى عدم تعليق أهمية على موضوع الثلث.
وأشارت إلى أن هذه الحكومة ستكون حكومة كل لبنان.
إلى ذلك أفادت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن ما تبقى من عراقيل تتصل بتوزيع وزارتين وإسقاط أسماء عليها مشيرة إلى أنه في المبدأ أضحت التركيبة شبه مكتملة على أن أي تبديل في الأسماء وتقدم حظوظ أسماء على أخرى قد تكون واردة في اللحظات الأخيرة شرط الإبقاء على التوزيع الطائفي.
وعلم أن المدير العام للأمن العام واصل مساعيه المتنقلة بين بعبدا والبلاتينوم حاملا طروحات على أن تتكثف اتصالاته في الساعات المقبلة من أجل بلورة النتيجة النهائية قبل اللقاء الحاسم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.
وعلمت «اللواء» أن ما لم يحسم بعد هو إلى من ستؤول إحدى الوزارتين الاقتصاد والشؤون الاجتماعية وسط تأكيد من الرئيس المكلف أنه يرغب في إحداها لأن اي وزارة أساسية لم تدرج من حصته إلا وزارة الصحة وهي في الأصل من حصة الرئيس الحريري. وسألت ما إذا كان الرئيس ميقاتي يقبل أن تكون الوزارتان من حصة رئيس الجمهورية ويحصل على بديل لهما أو أنه يتمسك بالحصول على إحدى الوزارتين. ومن هنا النقاش ينحصر على هذه المسألة.
وأكدت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان الاتصالات الجارية لحلحلة العقد وتجاوز الخلافات حول التشكيلة الوزارية قطعت شوطا كبيرا واصبحت في مراحلها الاخيرة، ولم يتبق منها الا بعض التباينات الثانوية، ينتظر ان يتم تسويتها اليوم على ابعد تقدير.
وقالت ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، يحرص على تذليل وإنهاء كل التباينات والعقد قبل عقد اي لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون، لكي يكون لقاء التأليف واصدار مراسيم التشكيلة الوزارية المرتقبة، والا فانه، سيتريث قليلا، ريثما يتم تجاوز كل الخلافات، الا اذا كان بعضها يتطلب نقاشا مع عون شخصيا في المرحلة الاخيرة. واذ اشارت المصادر الى ان من بين العقد التي ما تزال غير محلولة، عقدة وزارة الشؤون الاجتماعية وعقدة وزارة الاقتصاد، وتتسارع الاتصالات للاتفاق بخصوصهما، بسرعة، وتوقعت المصادر ان تعلن الحكومة الجديدة قريبا، اذا سارت الامور بسلاسة، ولم تطرأ خلافات الساعة الاخيرة، كما يحدث احيانا.
وليلاً، علم ان معظم العقد ذللت، وانه في حال توجه الرئيس المكلف إلى بعبدا اليوم، فهذا يعني صدور المراسيم هذا النهار أو غداً على أبعد تقدير، ما لم يطرأ أي تطوّر لم يكن بالحسبان.
لكن ردّّ رؤساء الحكومات السابقين، عبر مصادرهم على «البيان المعمم» باسم «مصادر مطلعة» على أجواء بعبدا، قلل من أجواء التفاؤل.
وقالت مصادر الرؤساء «فيما عملية تشكيل الحكومة لا تزال تدور في الحلقة التعطيلية المعروفة، رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لجأت «اجواء بعبدا»، كما وصفت نفسها، الى تسريبات جدلية مجتزأة وفي غير مكانها الصحيح في محاولة للتعمية على الوقائع الدقيقة. وتوضيحاً للحقيقة، وحسماً للجدل نقول: أولاً: إن الرئيس المكّلف، في حديثه التلفزيوني الاخير عن مسؤولية رئيس الحكومة امام مجلس النواب انطلق من نص المادة ٦٤ التي تقول رئيس مجلس الوزراء هو رئيس الحكومة يمثلها ويتكلم باسمها ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء، ويطرح سياسة الحكومة العامة أمام مجلس النواب. ثانياً: ان موقف رؤساء الحكومات السابقين المعبّر عنه في البيان الاخير الذي اصدروه، بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية في انفجار المرفأ انطلق من كلام الرئيس نفسه انه تلقى تقريراً عن المواد المتفجرة، ولم يدع المجلس الأعلى للدفاع لاتخاذ الاجراء المناسب.
وشدّد رؤساء الحكومات على انه لا يجوز الاستمرار في استهلاك الوقت، ويأملون ان يتم فوراً ودون إبطاء تشكيل الحكومة المطلوبة.
وفد الكونغرس: لا داعي لاعتماد لبنان على الوقود الإيراني
وسط حالة الترقب لكيفية خروج لبنان من أزماته المتزايدة، أنهى وفد الكونغرس الأميركي زيارة إلى لبنان التقى خلالها الرؤساء عون ونبيه برّي ونجيب ميقاتي، قائد الجيش جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، بحضور السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا، وتناول البحث وضع الجيش في ظل الظروف التي يعيشها لبنان وسبل دعمه للاستمرار بالقيام بمهامه، حسب بيان مديرية التوجيه.
أهم ما قاله الوفد الأميركي للمسؤولين، كشف عنه السيناتور بلومنتال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مطار رفيق الحريري الدولي قبل المغادرة، ان لا داعي لاعتماد لبنان على شحنات الوقود الإيراني.
وفهم ان وفد الكونغرس قد يثير مع الجانب الإسرائيلي عدم التعرّض للباخرة الإيرانية، منعاً لأية إشكالات بين لبنان وإسرائيل، انطلاقاً من الموقف الذي نقل عن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد من ان: قضية سفينة الوقود الإيرانية المتجهة إلى لبنان مسألة أمنية (الخبر في مكان آخر).
ضم الوفد الأميركي الى رئيسه السيناتور كريس مورفي Chris Murphy، السيناتور Richard Blumenthal والسيناتور Chris Van Hollen والسيناتور Jon Ossoff وعدداً من مستشاريهم، في حضور السفيرة الأميركية في بيروت السيدة دورثي شيا.
وأكد وفد الكونغرس أن الولايات المتحدة يمكنها القيام بدور ريادي لمساعدة حكومة جديدة في لبنان للخروج من أزماته.
وقال أعضاء من الوفد في المؤتمر الصحفي الذي عقد في المطار قبل المغادرة الى اسرائيل، إن أي عضو في الحكومة اللبنانية يتورط في قضايا فساد ستفرض عليه عقوبات أميركية، مضيفين أن «الفساد نمط في الحكومة اللبنانية وهذا غير مقبول».
وأشار الوفد إلى أنه سمع «من الجميع أن هناك التزاما بإجراء الانتخابات في موعدها»، وقال «نتطلع إلى أخبار مفرحة عن تشكيل حكومة جديدة».
وحول أزمة لبنان المتعلقة بالمحروقات، قال الوفد إن «أي وقود يمر عبر سوريا يتعرض إلى العقوبات المفروضة من الكونغرس ونحن نعمل على إمكانية تيسير ذلك».
وشدد أن «حزب الله منظمة تستحوذ على جزء من المال، وهذا لن يحل أزمة الوقود في لبنان»، وتابع «لا أحد يجب أن يعتقد بأن إيران ستحل أزمات لبنان».
وأكد الوفد أن «ما من دولة تحملت أعباء اللاجئين مثل لبنان، ونتطلع إلى مساعدة لبنان في مسألة اللاجئين».
وابلغ عون الوفد الاميركي ان «عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطا كبيرا والكثير من العقبات قد ذللت، معربا عن امله في ان تشكل الحكومة هذا الاسبوع». واشار إلى ان «من ابرز المهمات المطلوبة منها هي اجراء إصلاحات واطلاق عملية النهوض الاقتصادي لمواجهة تداعيات ما شهده لبنان خلال الأعوام الماضية من احداث تراكمت فوق بعضها البعض وادت الى الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون راهناً».
واكد الرئيس عون أن «الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في ربيع 2022، وسنسهر على ان تتم في أجواء من الحرية والنزاهة، لأن الحياة الديموقراطية تستوجب تجديدا في السلطتين التشريعية والتنفيذية، تحتاج اليه الحياة السياسية في لبنان الذي ينتقل من مرحلة الى أخرى، بعد سلسلة إخفاقات حصلت منذ العام 1990 وحتى اليوم». كما اكد التزامه «الاستمرار في عملية مكافحة الفساد والتدقيق المالي الجنائي والعزم على معالجة نقاط الضعف في النظام الاقتصادي اللبناني». لافتا الى «الحاجة الراهنة لمساعدات اقتصادية واجتماعية وإنسانية، إضافة الى استمرار دعم الجيش.
اما الرئيس بري فأعرب عن أمله في «انجاز حكومة في القريب العاجل، واكد «الالتزام باجراء الانتخابات النيابية في موعدها».
وتحدث عن السياسة الاميركية في المنطقة، فأكد على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وضرورة عدم إبقاء اسرائيل إستثناءً وإلزامها بتنفيذ القرارات الدولية خاصة القرار الاممي 1701».
ودعا بري وفد الكونغرس «الى ضرورة حصول لبنان على إستثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع الشقيقة سوريا، بما يساعده في حل الكثير من الازمات الاجتماعية والحياتية الضاغطة على الشعب اللبناني».
اعتماد لعقد التدقيق الجنائي
مالياً، وقّع الرئيس عون قبل ظهر أمس المرسوم الرقم 8360 تاريخ 1 ايلول 2021، القاضي بنقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة الى موازنة وزارة المالية بقيمة 4 مليارات و927 مليون ليرة لبنانية لزوم اجراء عقد مع شركة «الفاريز ومارسال» لبدء التدقيق الجنائي المالي في حسابات مصرف لبنان. وأتى توقيع المرسوم، بعد الموافقة الاستثنائية الصادرة عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب.
وفي سياق سياسي بارز، قال الرئيس برّي امام الاجتماع الطارئ الذي خصص لمناقشة الاوضاع العامة في لبنان لا سيما السياسية والتداعيات الناجمة عن تفاقم الازمات المعيشية والحياتية والصحية انه ممنوع تحت أي عنوان من العناوين على أي أحد كائنا من كان في تنظيم الحركة وفي أي موقع مسؤولية كان أو على ضفافه ان تسول له نفسه بأن يلقي بسيئاته الشخصية والنفعية في مياه نهر حركة «أمل» الذي هو الناس وهي اي الحركة مسؤولة أمامهم وعنهم وليست مسؤولة عليهم».
5 أيلول موعد أوّل شحنة من العراق
نفطياً، أفاد حيدر الكعبي مدير العلاقات العامة في شركة تسويق النفط العراقية Somo التابعة لوزارة النفط العراقية ان «انطلاق الشحنة الأولى من النفط العراقي إلى لبنان سيتم من منطقة المخطاف الخزان العام في 5 أيلول وبكمية 84 ألف طن».
وقال: ستكون هناك شحنات لاحقة حسب الاتفاق والكميات المتاحة، أي الكميات الممكن تصديرها على ان تتجاوز الشحنات الكمية المتفق عليها وهي مليون طن خلال السنة.
وفي السياق، اعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ان الشحنة الأولى من الفيول العراقي تصل في الأسبوع الثاني من أيلول والشحنة الثانية تصل في الأسبوع الثالث من أيلول. وقال من مجلس النواب انه «وقّع عقداً مع العراق لشراء مليون طن من النفط الأسود واستبداله بكميات ملائمة لمعامل الكهرباء، وأكد أن كميّة الفيول العراقي التي يمكن أن نحصل عليها ممكن أن تعطينا بين 4 ساعات و6 ساعات تغذية كهربائية يومياً». وتابع «نحن قادمون على فترة زمنية حيث ينخفض الطلب على الكهرباء وكمية الفيول العراقي تكفي لاعطاء نفس ساعات التغذية وأضاف»لا نملك المال لكي نأتي بفيول بديل عن الفيول الموجود في خزانات شركة الكهرباء ولولا الفيول العراقي كنا لا نملك الكهرباء».
واشار غجر الى أن «تأمين المحروقات والمازوت للمولّدات بحاجة لفتح اعتمادات من قبل مصرف لبنان، ونأمل أن تحصل مفاوضات مع مصر الأردن وسوريا من أجل إعادة تفعيل اتّفاقية الغاز».
وعن النفط الإماراتي قال أنه حضّرنا المناقصة وشركة إماراتية ستسلمنا شحنتين من الفيول تحتوي الأولى على 30 ألف طن ولا يمكننا تحديد موعد تسلّمنا إلا أنّها بين 5 و10 أيلول والشحنة الثانية تصل بين 10 و20 أيلول».
ورداًعلى سؤال حول النفط الإيراني، قال غجر: أنه لم يتم التواصل معه من الجانب الايراني بشأن بواخر النفط ولا يعلم شيئاً عن الموضوع.
وقالت خدمة تانكر تراكرز على تويتر إن صور الأقمار الصناعية أظهرت أمس أن ناقلتين تحملان وقودا إيرانيا إلى لبنان لم تبحرا بعد.
وأضافت شركة التتبع أنه «ينبغي أن تكون الناقلة الأولى في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر الآن».
وتابعت: ننتظر تأكيداً بصرياً.
وفي إطار دعم لبنان، اعلنت الأمم المتحدة تخصيص 10 ملايين دولار لتأمين الوقود لمستشفيات ومحطات مياه في لبنان. فيما اعلن الجيش اللبناني عبر حسابه على تويتر انه في اطار مكافحة المواد المدعومة المحتكرةداهمت عناصر في مديرية المخابرات مستودعي أدوية في منطقتي الاشرفية والروشة، وألزم اصحابهما ببيعها خلال 48 ساعة وذلك بناءً على طلب وزارة الصحة العامة.
النفط والفيول
وفي ظل شح المحروقات انتقل الاهتمام والمخاوف الى وضع الخبز.حيث رأى نقيب اصحاب الافران علي ابراهيم «ان الدراسة التي يعدها وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمه بالنسبة لسعر ربطة الخبز وخفضها عند هبوط سعر صرف الدولار، مجحفة بحق الافران»، معتبرا انه «من المفترض ان يتغيّر السعر بحسب سعر المازوت».
وقال: ان الوزير نعمه طلب اسماء الموزعين المعتمدين للخبز وكمية الخبز التي يوزعونها، ويقول اننا وزعنا 50 في المئة من الكمية، هذا الامر صحيح لكن المازوت غير متوافر.
واستغرب تبليغ نعمه المطاحن بعدم تسليم الطحين للافران، مؤكدا ان هذا الامر «سيسبب أزمة خبز»، لافتا الانتباه الى ان «مخزون الطحين في الافران ينفد اليوم»، محمّلاً المسؤولية للوزير نعمه في هذا الامر. يُذكر ان بعض الافران أعلن اليوم التوقف عن العمل بسبب نفاد الطحين.
603288 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1022 إصابة جديدة بفايروس كورونا و8 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 603288 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
**********************************************************************
ميقاتي يتريّث بالتأليف وينتظر وصول الناقلة الإيرانية واين سترسو والتداعيات؟
مليارا دولار عائدات مليون و500 الف مغترب وسائح تبخروا بالدعم المالي
ادارات الدولة فارغة والشحّ المالي يخنق العسكر والعام الدراسي متعثّر بالإضرابات – رضوان الذيب
كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة جريمة وسياسة «الترف» والتكابر واللامبالاة والتلطي وراء حقوق الطوائف من قبل المسؤولين لا تبني دولة بل تاخذ لبنان إلى الدمار الحقيقي ولن تبقي حصصا ولا امتيازات للمسؤولين كي يتقاتلوا عليها، فقيامة الوطن ليست بوزير من هنا أو هناك بل بوقف اذلال المسيحيين والشيعة والسنّة والدروز والأرمن والعلويين أمام َمحطات الوقود، و»تسكعهم» على أبواب الصيدليات والافران لتأمين حبة الدواء ورغيف الخبز، فقيامة الوطن تكون باتخاذ إجراءات صارمة ولو وصلت إلى حد تعليق الَمشانق بحق « تجار الموت» من كل الطوائف والعمل للخروج من هذا النفق المظلم بتسهيل تشكيل الحكومة واعتماد سياسات حكيمة وخطط علمية بدلا من الاصرار على سياسات دعم عشوائية بخرت 290 مليون دولارا دعما للمحروقات حتى نهاية أيلول دون أن توقف طوابير الذلّ بل ذهب معظمها إلى جيوب تجار السوق السوداء وقبلها 890 مليون دولارا في شهر تموز وفي نيسان 500 مليون دولار وهلم جرا، فالبلد اليوم يدمّر بكل طوائفه باسم الحقوق والصلاحيات « ونحن المسلمون» و»نحن المسيحيون» إلى آخر المعزوفة الطائفية فيما الجوع لا يفرق بين ابناء الأشرفية والبسطة والضاحية وكركول الدروز وبرج حمود وجبل محسن وباب التبانة، اما «الفلتان وممارسات «الزعران» فتصيب كل» الاوادم في هذا البلد»، فحقوق الطوائف لا تتحقق الا ببناء دولة قوية وعادلة للجميع وليس بالسكوت وغض النظر عن بث « كبار القوم مناخات الروح المذهبية البغيضة ودغدغة احلام» الأمن الذاتي» وحقوق المناطق وصولا إلى طرح تطبيق التوزيع العادل للمحروقات والاغذية بين الطوائف «6و6 مكرر». وهذه السياسات تؤسس لمشاريع جهنمية، فيما المفروض الذهاب إلى حلول واقعية ما زالت ممكنة عبر تنازل الجميع لتشكيل الحكومة قبل الفوضى الشاملة كون البلد على مسافة أمتار معدودة من هذا السيناريو، فمن يسبق التأليف ام الانهيار؟ وإذا وقع الانهيار، عندها سيسجل التاريخ ان البلد تقسم وجاع على ايدي ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط وجبران باسيل وسمير جعجع وسليمان فرنجية، وسيكون حكم التاريخ قاسيا على هؤلاء الذين قتلوا فينا كل امل في الحياة، وصادروا كل سبل العيش الكريم.
الوضع الحكومي
وفي العودة إلى اليوميات السياسية، فإن «الدخان الأبيض» ينتظر حركة المديرالعام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الملتزم بالصمت كما يقول ولن يتحدث قبل انجاز مهمته ولن يرد على التسريبات او يعمم اجواء تفاؤلية او سلبية قبل أنجاز مهمته التي باشر فيها بتكليف من الرئيسين عون وميقاتي اللذان يثقان بقدراته في تدوير الزوايا واقتراح الحلول وفكفكة الألغام ونقل الاجواء والمباحثات بامانة لان حركة بعض الموفدين والمستشارين مع بداية التأليف لم تكن على قدر الآمال المعقودة وساهمت بتباعد المسافات وخلق العقد والعرقلة.
وقد كشفت مصادر متابعة للتاليف عن حرص عون وميقاتي على العمل بصمت أيضا وعدم تسريب اية معلومة قد تساهم بعرقلة التأليف ولذلك يحرص الرئيس ميقاتي على الاكتفاء بالرد على الصحافيين» ما راح احكي اللواء ابراهيم يتولى الاتصالات بشكل دائم» وهو ما زال يؤكد على الاستمرار بجهوده للتاليف وان اي كلمة عن الاعتذار لم تصدر عنه بل مجرد تسريبات اعلامية، وهذا لا يعني ان المهلة مفتوحة لان الرئيس ميقاتي بدأ يدرك أن عامل الوقت والتعثر ليسا لصالحه َمطلقا على الصعيد الشعبي مع تصاعد الأزمات المعيشية وحالات الفلتان في طرابلس والشمال، ولذلك بادر إلى عقد لقاء لنواب طرابلس لبحث همومها التي لا تحصى، وستصيب ليس ميقاتي فقط بل كل من يتعاطى الشأن العام في المدينة، وفي الحصيلة فإن العبرة تبقى في الخواتيم لكن مبادرة اللواء ابراهيم هي الخرطوشة الأخيرة لجهة الولادة ام بقاء حكومة َدياب حتى نهاية العهد، علما ان ابراهيم التقى عون وميقاتي امس والاجواء جيدة و3 عقد تم حلها وبقيت عقدة واحدة تتعلق بوزارة الشؤون الاجتماعية.
على صعيد اخر، كشفت مصادر عليمة، ان التأخير ربما يكون مرده إلى انتظار الرئيس ميقاتي تداعيات ملف وصول الباخرة الإيرانية واين سترسو واين ستفرع حمولتها وكيف سيتم التعامل الرسمي وكيف سيكون موقف الرئيس عون وكيف سيتعامل ميقاتي اذا اتخذت السعودية قرارا رافضا ؟ وكيف ستتعامل أميركا واسرائيل؟ وهل سيكون للملف تداعيات داخلية؟ وإذا ضربت إسرائيل الناقلة إلى أين سيذهب البلد؟ ولماذا على ميقاتي تحمل النتائج؟ وهناك إجماع بأن المرحلة دقيقة جدا ولا بد من التريث بالولادة حتى انقشاع المشهد كله؟ وأشارت معلومات ان ميقاتي تلقى معلومات ان الناقلة سترسو في َميناء بانياس السوري، وإذا حصل ذلك فإن اثقالا كبيرة تكون قد ازيلت عن اكتاف ستاخذ التأليف إلى مسار مغاير، كما تشير المعلومات ان الباخرة قد تصل أواخر الاسبوع الى قبالة الشواطئ السورية واللبنانية
مليارا دولار عائدات موسم الاصطياف
من جهة أخرى، شكلت عائدات موسم الاصطياف اكبر مدخول لخزينة الدولة اللبنانية منذ ٣ سنوات في ظل توقف كل مواردها، وأمن إلموسم السياحي إلى الخزينة اللبنانية بحدود مَلياري دولار من ٨٠٠ الف مغترب لبناني و٥٠٠ الف سائح عراقي، وأكثر من٢٠٠ الف من مصر والصين ودول المغرب العربي واوروبا، وخلق هؤلاء حركة في المناطق السياحية وحجوزات الفنادق وتامين اكثر من ١٠ آلاف فرصة عمل ومدخولا جيدا لقطاع تاجير السيارات، وكل ذلك أنجز في ظل غياب كامل للمؤسسات الرسمية، وحسب مصادر إقتصادية فإن حجم المردود المالي تجاوز الملياري دولار، لكن ذلك لم ينعكس إيجابا على الأزمة الاقتصادية والحد منها، ولم تستثمر الأموال في البطاقة التموينة ودعم المؤسسات العسكرية وتامين قروض زراعية وصناعية صغيرة ومتوسطة، بل تبخرت فورا بالاصرار على سياسة الدعم العشوائي للمحروقات والمحتكرين، فطار ٢٩٠ مليون دولار «ببلاش» حتى آخر أيلول على دعم» لمصاصي» دماء الناس والعصابات وعجز كل الدعم عن حل أزمات البنزين والدواء، وساهمت َمداهمات الوزير حمد حسن بتعرية كبار التجار الذين حرموا المرضى من حقهم في الحياة، وقد كشفت تقارير آمنية ان َمعظم الاحتكارات وراءها سياسيون بامتياز يحصلون على المواد التموينية المدعومة ويوزعونها» علبا كرتونية» على المحاسيب والازلام «كرشى» انتخابية وهذا النهب يطال المحروقات عبر قيام السياسيين بتاميها إلى المحطات وأصحاب المولدات واقتسام الأرباح من قبل عصابة منظمة.
ادارات الدولة فارغة
اما فضيحة الفضائح فتمثلت بشلل ادارات الدولة وتوقفها عن ممارسة أعمالها، وكشفت دراسة لمركز إحصاء لبناني ومدراء عامين، ان ادارات الدولة فارغة من موظفي القطاع العام منذ شهور، وسط اضراب عام فرض اقتصار العمل على نصف يوم الأربعاء فقط من كل أسبوع حتى الثانية عشرة ظهرا وهذا ما ادى الى التأخر في انجازات معاملات الدولة بالإضافة إلى فقدان القرطاسية من أقلام وأوراق وعمليات تصوير وتعطل المكيفات والمصاعد وكل ما يتعلق بالعمل الإداري، وهذه المشاكل لن تجد لها طريقا للحل قريبا في ظل رفض رابطة موظفي القطاع العام اجراء رفع بدل النقل إلى ٢٤ ألفا وإعطاء شهر إضافي، ولن يعودوا إلى العمل الا بعد رفع الحد الأدنى للاجور إلى ٦ ملايين ليرة وإعطاء البدل حسب سعر صفيحة البنزين، ورفع تعاونية موظفي الدولة لسقف تقديماتها من الطبابة إلى المنح المدرسية والتعويضات العائلية ونظام جديد لنهاية الخدمة، كما ان رابطة معلمي المدارس الرسمية ترفض استئناف العام الدراسي وستواجه إجراءات الوزير طارق المجذوب قبل اعطائه حقوقهم ويرفضون اقتراحه بمنحهم بدلا تعليميا كبديل عن تصحيح عادل للاجور، وسيواجهون الوزير في الشارع مهما كلف الأمر، ويسألون كيف ستكون، أقساط المدارس الخاصة ومن يحدد اسعار الكتب؟ ومن يضبط اسعار القرطاسية وبالتالي فإن المواجهة حتمية في القطاع التربوي ولن تفتح المدارس قريبا.
ومن جهة أخرى، فإن الشح المالي بات يخنق المؤسسات العسكرية والأمنية مع تزايد المهام، ولم يعد ارتفاع نسبة الفارين امرا سريا من مختلف الرتب، وهذا الموضوع كشف عنه الوزير محمد فهمي وأشار إلى حجم ارتفاع الفرار في قوي الأمن الداخلي وتطرق قائد الجيش العماد جوف عون الى الشح المالي وبأنه طال غذاء العسكريين حيث لم تلق كل مواقفه التجاوب المطلوب من السياسيين، فيما اثمرت جولاته الخارجية تأمين الدعم الغذائي من دول عربية وأوروبية، وفي هذا الاطار تاتي زيارة وفد الكونغرس الأميركي لمعرفة حاجات الجيش ومحاولة سد النقص في الموضوع المالي في ظل تصاعد المهام التي وصلت إلى الإشراف على توزيع المحروقات ونجاحه في مداهمة مراكز الاحتكارات وأضاف إلى إنجازاته المشرفة انجازا جديدا في ظل ثقة اللبنانيين في المؤسسة العسكرية وعملها لكل الناس. وهذا ما يزيد حجم المتربصين سياسيا بها. هذا مع العلم ان وفد الكونغرس شن هجوما عنيفا على حزب الله وحذر من استقدام النفط الإيراني عبر سوريا التي تخضع لقانون قيصر.
**********************************************************************
التشكيل هبّة باردة هبّة ساخنة.. ورسالة أميركية قوية للحزب
فيما دول العالم المهتمة ببقاء لبنان مستمرة في دعم شعبه وجيشه ترسل وفودها وفرقاطاتها ومساعداتها، اطلق المطارنة الموارنة اليوم صرخة مزدوجة الى الشعب والمجتمع الدولي. فدعوا اللبنانيين إلى التصدي لقوى اقليمية ومحلية تابعة لها تعمل في اتجاه زوال لبنان، بما أُوتِوا من قوّة، فالقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياةٍ أو موت. وناشدوا المجتمع الدولي المبادرة سريعًا إلى احترام القرارات الدولية المُتعلِّقة بلبنان والعمل على تنفيذها بقوّةٍ وحزم، إسهامًا في حماية بنية الدولة اللبنانية، ومصيرها ومصير أهلها.
اما الحكومة العالقة في براثن المحاصصات، فلا جديد يؤشر الى ولادتها باستثناء آمال ابلغها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى وفد اميركي بولادتها قبل نهاية الاسبوع. لكنّ لم يعقد اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لم يعقد بعد ولا موعد له حتى الساعة. ورغم المناخات التفاؤلية التي يضخها القصر واوساطه، لا تبدو الاجواء بهذه الوردية، وقد اتى الخلاف المتجدد بين بعبدا من جهة وعين التينة ورؤساء الحكومات السابقين من جهة ثانية، ليوحي بأن التشكيل لايزال بعيد المنال. في حين يستكمل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم مساعيه ويزور وفق المعلومات الرئيس ميقاتي عصرا ناقلا مجموعة اسماء للحقيبتين العالقتين.
الوفد الاميركي
وجال وفد نيابي اميركي في بيروت امس، حاملا دعما للجيش اللبناني. في المناسبة، أبلغه رئيس الجمهورية ان «عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطا كبيرا والكثير من العقبات قد ذللت»، معربا عن امله في «ان تشكل الحكومة هذا الاسبوع».
وجدد أعضاء الوفد الذي زار ايضا الرئيسين نبيه بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون قبل ان يتوجه الى اسرائيل، «التزامهم الوقوف الى جانب اللبنانيين عموما ودعم الجيش خصوصا». في حين اكد بري أمام الوفد «ضرورة حصول لبنان على استثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع الشقيقة سوريا».
النادي يرد
بالعودة الى الشأن الحكومي، فقد ردّت مصادر رؤساء الحكومة السابقين على البيان المعمّم بلسان «مصادر مطلعة على أجواء بعبدا»، فقالت: فيما عملية تشكيل الحكومة لاتزال تدور في الحلقة التعطيلية المعروفة، رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، لجأت «اجواء بعبدا»، كما وصفت نفسها، الى تسريبات جدلية مجتزأة وفي غير مكانها الصحيح في محاولة للتعمية على الوقائع الدقيقة. وتوضيحاً للحقيقة، وحسماً للجدل نقول: ان الرئيس المكّلف، في حديثه التلفزيوني الاخير عن مسؤولية رئيس الحكومة امام مجلس النواب انطلق من نص المادة ٦٤ التي تقول رئيس مجلس الوزراء هو رئيس الحكومة يمثلها ويتكلم باسمها ويعتبر مسؤولاً عن تنفيذ السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء، ويطرح سياسة الحكومة العامة أمام مجلس النواب.
كما ان موقف رؤساء الحكومات السابقين المعبّر عنه في البيان الاخير الذي اصدروه، بشأن مسؤولية رئيس الجمهورية في موضوع انفجار مرفأ بيروت، انطلق من كلام رئيس الجمهورية نفسه الذي قال فيه انه تلقى قبل اسبوعين من تاريخ وقوع الانفجار تقريرا عن المواد المتفجرة المخزّنة في مرفأ بيروت.
ممنوع
الى ذلك، رأس رئيس حركة «أمل» رئيس مجلس النواب إجتماعا طارئا للمجلس المركزي في الحركة خصص لمناقشة الاوضاع العامة في لبنان لا سيما السياسية والتداعيات الناجمة عن تفاقم الازمات المعيشية والحياتية والصحية. وأكد الرئيس بري في مداخلته أمام اعضاء المجلس المركزي»انه ممنوع تحت أي عنوان من العناوين على أي أحد كائنا من كان في تنظيم الحركة وفي أي موقع مسؤولية كان أو على ضفافه ان تسول له نفسه بأن يلقي بسيئاته الشخصية والنفعية في مياه نهر حركة «أمل» الذي هو الناس وهي اي الحركة مسؤولة أمامهم وعنهم وليست مسؤولة عليهم».
المطارنة
وسط هذه الاجواء، رفعت بكركي السقف من جديد. فبعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قال المطارنة الموارنة في بيان: يقف الآباء مع أبنائهم وبناتهم ومع اللبنانيين جميعهم بذهولٍ وغضب وألم أمام هذا التمادي غير المسؤول في سوء إدارة المصالح العامة والمال العام، وأمام تفاقم الأزمة السياسية، بحيث بات تشيكلُ حكومةٍ شأنًا مستحيلاً على رغم مرور أكثر من سنةٍ على تعذُّر هذا التشكيل لأسبابٍ تحاصصية معيبة لأصحابها.
مكانك راوح
معيشيا، الازمات تتفاقم. وبينما وضعُ المحروقات من سيئ الى اسوأ، وضع الخبز والطحين بات دقيقا جدا. وفيما القطاع الاستشفائي يتداعى في ظل انقطاع الدواء «المُحتكَر» وشح المازوت، اعلنت الأمم المتحدة تخصيص 10 ملايين دولار لتأمين الوقود لمستشفيات ومحطات مياه في لبنان. وفي السياق، وفي اطار مكافحة المواد المدعومة المحتكرة، نشر الجيش اللبناني عبر حسابه على تويتر خبراً عن مداهمة عناصر في مديرية المخابرات مستودعي أدوية في منطقتي الاشرفية والروشة وألزم اصحابهما ببيعها خلال 48 ساعة وذلك بناءً على طلب وزارة الصحة العامة.
من جهة ثانية، اعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ان الشحنة الأولى من الفيول العراقي تصل في الأسبوع الثاني من أيلول والشحنة الثانية تصل في الأسبوع الثالث من أيلول. أما عن النفط الإيراني، فأكد غجر أنه لم يتم التواصل معه من الجانب الايراني بشأن بواخر النفط.
التدقيق
الى ذلك وقع عون امس مرسوم تأمين اعتماد بقيمة 4 مليارات و927 مليون ليرة لزوم شركة الفاريز ومارسال للتدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :